منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس  شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب Empty
مُساهمةموضوع: ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب   ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس  شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب Emptyالخميس 19 أكتوبر 2017, 8:26 am

ممر المطبعين: اتفاق أوسلو شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب
جرت مياه كثيرة في روافد العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية والعلاقات الإسرائيلية - العربية،
 واختصرت أوسلو كل البدايات والنهايات وبات السلام هو الخيار الشامل والعادل والوحيد.



ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس  شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب 349

زيارة السادات للقدس فتحت ثغرة في الجدار 


ممر المطبعين: اتفاق أوسلو شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب
أحمد عبد الهادي

بدأت أولى ملامح دخول إسرائيل على مسار العلاقات العربية البينية أولاً والعلاقات العربية - الإسرائيلية، أو ما يعرف بالتطبيع ثانياً، منذ اللحظة التي قرر فيها الرئيس المصري أنور السادات قلب كل المعادلات وإعلانه منفرداً قرار الذهاب إلى القدس. كانت هذه المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن إسرائيل والعلاقة معها علناً، لم تكن الدول العربية على ما يبدو مستعدة لما ذهب إليه السادات. ذهاب السادات أحدث ثغرة في جدار العلاقة مع إسرائيل، لكن اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية شرع كل الأبواب إلى الحد الذي لم يبق فيه بين إسرائيل والدول العربية أي جدران.

"
على خطى السادات سارت منظمة التحرير الفلسطينية، استثمر السادات انتصار حرب أكتوبر عام 1973، فلم تنتظر المنظمة حتى تنضج نتائج الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، فقرر عرفات الذهاب بغطاء عربي إلى أوسلو

" جرت مياه كثيرة في روافد العلاقات الفلسطينية – الإسرائيلية والعلاقات الإسرائيلية - العربية، واختصرت أوسلو كل البدايات والنهايات وبات السلام هو الخيار الشامل والعادل والوحيد. لم تكن الدول العربية تريد من منظمة التحرير الفلسطينية أكثر من توقيع اتفاق أوسلو، وهو الاتفاق الذي أعفى هذه الدول من استدعاء خطاب الثورة والكفاح المسلح ودعم الثورة الفلسطينية وتحمل جولات الاشتباك التي كانت تحدثها منظمة التحرير وفصائلها بين الحين والآخر مع إسرائيل. 

على خطى السادات سارت منظمة التحرير الفلسطينية، استثمر السادات انتصار حرب أكتوبر عام 1973، فلم تنتظر المنظمة حتى تنضج نتائج الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، فقرر عرفات الذهاب بغطاء عربي إلى أوسلو، وإن كان الفلسطينيون قد استبقوا العرب بالذهاب بعيداً في العلاقة مع إسرائيل، فإن الدول العربية استدركت هذا السبق عندما قدمت هي وتطوعت وبادرت بتقديم مبادرة السلام العربية التي قدمتها السعودية وتم تبنيها في قمة بيروت عام 2002. المفارقة أن المبادرة قدمت على وقع الحصار الإسرائيلي لياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله.

كانت اللحظة الفارقة في تاريخ الارتباط العربي أو التوظيف العربي للقضية الفلسطينية تقديم المبادرة العربية للسلام وفي بيروت وخلال القمة، الأمر الذي يعني أن العرب ماضون صوب التطبيع بفلسطين وبدونها، وقد أعلنت المبادرة العربية من بيروت وكأن الدول العربية تقدم رسالة أخرى تقول فيها إننا نتبع عرفات الذي تحول إلى أوسلو بعدما غادر بيروت وها نحن نعود من بيروت ونقدم إليكم مبادرة السلام. رفضت إسرائيل هذه الهرولة العربية ورأت أن المبادرة كأن لم تكن، لم يفشل العرب ولم يحبطوا بل قررت الدول العربية الذهاب فرادى صوب إسرائيل بدلاً من الذهاب جماعات وبمبادرة معلنة. وبهذا مرر التطبيع وانتهت المبادرة أو كأنها لم تكن مثلما أرادت إسرائيل.

"
بدت الدول العربية وكأنها كانت تنتظر قبول الفلسطينيين بالسلام، بغض النظر عن نتائجه، لأن تعثر المفاوضات بين إسرائيل والمنظمة لم يفض إلى تعثر التطبيع والهرولة العربية صوب إسرائيل

" بدت الدول العربية وكأنها كانت تنتظر قبول الفلسطينيين بالسلام، بغض النظر عن نتائجه، لأن تعثر المفاوضات بين إسرائيل والمنظمة لم يفض إلى تعثر التطبيع والهرولة العربية صوب إسرائيل حتى انتفاضة الأقصى عام 2000 وحصار عرفات وتغوّل شارون، وإن أفضت لتجميد العلاقات العربية - الإسرائيلية، لكنه جمود مؤقت لم يصمد عامين وإذا به يقدم مبادرة سلام شاملة تبنتها كل الدول العربية. حتى مطالبة وزراء الخارجية عام 1997، وعلى وقع مجازر إسرائيل في الضفة والقدس لم تتعد المطالبة بالتجميد "المؤقت" للتطبيع، والذي سرعان ما عاد مرة أخرى عقب أحداث سبتمبر عام 2001، ومن تلك اللحظة لم يعد التطبيع العربي مع إسرائيل بحاجة للمرور على القضية الفلسطينية، تم تجاوز ذلك، أصبح المرور إلى واشنطن والتحالف معها والاستقواء بها أحد شروطه التطبيع مع إسرائيل.

لا يمكن تبرئة منظمة التحرير الفلسطينية من تتالي وتتابع الهرولة العربية صوب إسرائيل، وتتحمل المنظمة ومكوناتها جزءاً كبيراً من الهرولة العربية التي حدثت، لكن من الذي دفع المنظمة دفعاً للذهاب إلى أوسلو وهل كانت الدول العربية في انتظار توقيع اتفاق أوسلو فقط، لتعفي نفسها من تبعات الإدانة الشعبية واستنكار المعارضة، حتى بات الموقف الرسمي العربي يتحجج بالفلسطينيين ويردد لن نكون ملكيين أكثر من الملك، بمعنى أن العرب لن يكونوا أكثر وطنية واستحضاراً للقضية الفلسطينية من الفلسطينيين الذين ذهبوا بأنفسهم صوب إسرائيل فلماذا الفيتو على الذهاب العربي.

لم يكن مطلوباً عربياً من الفلسطينيين أكثر من التوقيع، ففي الرابع من مايو/ أيار 1994 وقع الفلسطينيون والإسرائيليون في القاهرة - التي أدى التحريض العربي ضدها إلى دفع السادات حياته ثمناً لاقترابها من إسرائيل - اتفاق تطبيق الحكم الذاتي في غزة وأريحا. كانت هذه مفارقة أخرى أن العرب الذين قاطعوا القاهرة يعودون من حيث انتهت القاهرة، وأن القمة العربية التي أخرجت مصر من جامعة الدول العربية هي عينها القمة المغلفة بخلاف الجامعة العربية التي قدمت التطبيع وطلبته وبادرت به بما عرف بمبادرة السلام العربية.

لم يمض شهران على توقيع اتفاق غزة أريحا في القاهرة، حتى وقع الملك حسين واسحاق رابين في 25 يوليو/ تموز إعلان مبادئ ينهي حالة الحرب بين الأردن وإسرائيل، ويختتم في 26 أكتوبر/ تشرين الأول من نفس العام بتوقيع اتفاق سلام شامل وكامل عرف باتفاق وادي عربة؛ وحضره الرئيس الأميركي بيل كلنتون. كان المغرب هو الآخر قد افتتح مكتب تمثيل إسرائيلياً، مستبقاً الأردن بشهر، ففي شهر سبتمبر/ أيلول فتح مكتب ارتباط بين المغرب وإسرائيل، وفي الشهر التالي افتتح مكتب تمثيل تجاري بين إسرائيل وتونس، وبعدها بشهرين كانت جيبوتي تفتتح أيضا مكتباً تجارياً بينها وبين إسرائيل. وكان الختام بالتقاء شيخ الأزهر سيد طنطاوي بالحاخام الإسرائيلي لاو في عام 1997، وبهذا بات التطبيع علاقات كاملة متكاملة سياسياً وأمنياً واقتصادياً ودينياً أيضاً، بغض النظر عن المسار الفلسطيني - الإسرائيلي.

"
لم يكن أوسلو وحده الذي نقل العلاقات العربية – الإسرائيلية من اللاحرب إلى السلام الشامل، فاتفاق وادي عربة كذلك كان المسؤول عن نقل التطبيع من البعد السياسي إلى العمق الاقتصادي

" لم يكن أوسلو وحده الذي نقل العلاقات العربية – الإسرائيلية من اللاحرب إلى السلام الشامل، فاتفاق وادي عربة كذلك كان المسؤول عن نقل التطبيع من البعد السياسي إلى العمق الاقتصادي، وهو الجانب الذي تتفوق فيه إسرائيل، وعلى خطى الفلسطينيين، ومثلما افتتحت المنظمة السلام والتسوية والتطبيع، سيصبح ما يسمى بالتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل تعاوناً أمنياً بين إسرائيل والدول العربية وبذريعة مكافحة الإرهاب حتى من دون الاتفاق على تعريف ما المقصود بالإرهاب.

ساهمت الاتفاقيات المصرية والأردنية والفلسطينية في تمرير إسرائيل للمنطقة العربية بل ساعدت بعض الدول العربية إسرائيل في التمدد في بعض الدول العربية التي كانت تبدو عصية على الهرولة والتطبيع، وأصبحت العلاقات العربية - الإسرائيلية الآن غير مسبوقة وشاملة وتعاونية على أكثر من مستوى وصعيد، وتحولت الدول العربية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل دولاً تعادي النظام الإقليمي العربي وتهدده، وأصبحت إسرائيل دولة صديقة تقام معها العلاقات ويستعان بالخبرات والاستثمارات الإسرائيلية واللوجستية والاستخبارية، والدول العربية الشقيقة باتت دولة عدواً تحاصر وتقطع معها العلاقات، وأصبحت العلاقة مع إسرائيل في الحسابات العربية مقدمة على أية اعتبارات بما فيها العلاقات العربية البينية. لم يكن أوسلو هو المسؤول ولم يكن الفلسطينيون هم الذين دفعوا العرب إلى هذه الهرولة، ولكنهم أعفوا العرب من الحرج في الذهاب صوب إسرائيل. 

تطورت العلاقات العربية – الإسرائيلية. كان اتفاق أوسلو بوابة ومرحلة ونقطة تحول، لم يكن مجرد اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي. أوسلو نقل الموقف العربي من دعم الحق الفلسطيني إلى استخدامه للمرور إلى إسرائيل، وأصبح المرور لإسرائيل مروراً لواشنطن وللرضى الأميركي والغربي عموماً، وبلغ الأمر أن بدأ العرب يرون في التطبيع والاقتراب من إسرائيل مدخلا للتنمية والتطور ومواكبة التكنولوجيا، وبدا للبعض أن التقارب مع إسرائيل كفيل أيضاً بتوفير الأمن والاستقرار الداخلي وضمان البقاء بالاستقواء. لكن ماذا عن توظيف المعارضة السياسية لذلك، ألم يكن زاد هذه المعارضة وزوادها رفض التطبيع مع إسرائيل، والأهم ماذا عن توظيف الجماعات المتطرفة لمهاجمة الأنظمة العربية بذريعة التطبيع مع إسرائيل. إن إجراء أية مراجعة أو تقييم للمكسب والخسارة بإمكانه أن يفضي لنتيجة من المستفيد أو لقراءة أخرى مفادها ماذا ربحت الدول العربية من التطبيع مع إسرائيل، والتي يقوم فكرها واستراتيجيتها على التفوق الدائم والمستمر على الدول العربية مجتمعة.

لم يكن التطبيع العربي مع إسرائيل مجرد إنهاء لحالة الحرب وتغليب للسلام والتسوية، لم يكن العرب في انتظار أكثر من أوسلو، لكن المحصلة كانت وما زالت صفراً كبيراً فلسطينياً وعربياً. ماذا قدم اتفاق أوسلو. لم يعف أوسلو العرب من دورهم وواجبهم تجاه القضية الفلسطينية وإن كان قد أعفاهم من الحرج، تطور التطبيع واتسعت تداعياته ولم يعد علاقات فقط بل واستحقاقات كان آخرها إدراج إسرائيل في المناهج التعليمية العربية واستبعاد القضية الفلسطينية وإسقاطها. هكذا تحولنا من مجرد تطبيع واتفاقيات وتسويات وسلام إلى الانتهاء والانتفاء وبعدما كانت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى باتت مجرد قضية ثانوية وأصبح الاقتراب منها وتبنيها مدخلاً للعداء العربي والغربي وموضع استهجان. وما لم يفعله أوسلو فعله الانقسام الفلسطيني الذي أعفى هو الآخر الدول العربية من آخر واجباتها.

لم تعد إسرائيل هي العدو في حسابات الدول العربية، أصبح العداء العربي - العربي هو الحاضر وهو الأبرز، وباتت التحالفات العربية لمواجهة الدول العربية لا لمواجهة إسرائيل. وأصبح وزير الاستثمار السوداني لا يرى مانعاً في التطبيع مع إسرائيل لكنه يرى مانع في التقارب مع دولة جنوب السودان مثلاً أو مع دولة اليمن الشقيق أو مع مصر، لقد أصبح التقارب العربي الإسرائيلي مقدماً على التقارب العربي - العربي، فهل هذه من نتائج أوسلو أم مما كسبت أيدينا كعرب وكفلسطينيين! 

هل كان اتفاق أوسلو يقول بما قالت به البحرين، والتي نشرت صحيفة جيروزاليم بوست في الـ 17 من سبتمبر/ أيلول تصريحًا مفاجئًا لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ندد فيه بالمقاطعة العربية لإسرائيل وسمح لرعاياه في الخليج العربي بزيارة إسرائيل بحرية، وقد صرّح بذلك خلال احتفال لمعهد "شمعون فيزنتال" في لوس أنجليس. هل قال اتفاق أوسلو بعزف "هتكفا"؛ السلام الوطني الإسرائيلي، بحضور ملوك الدول العربية، كما قالت صحيفة جيروزاليم بوست، من دون أن يكون هناك نفي على الإطلاق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69810
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس  شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب Empty
مُساهمةموضوع: رد: ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب   ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس  شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب Emptyالخميس 19 أكتوبر 2017, 8:27 am

البرنامج المرحلي مهّد الطريق لأسلو
حيّان جابر

قد نختلف كفلسطينيين على الكثير من الأحداث والتحليلات السياسية الراهنة والتاريخية، بيد أننا نجتمع اليوم على توصيف عام للواقع الراهن، نظراً للحقائق والوقائع الماثلة دون أي تجميل والتي تشير إلى استعصاء أو فشل عملية السلام، كما تشير إلى عدم استعادة أي من الحقوق الفلسطينية حتى اليوم. الأمر الذي دفع بعض قيادات العملية السلمية وبعض مناصريها الإعلاميين والسياسيين إلى نعيها، أو إلى الدعوة للتلويح بنفاد صبر القيادة الفلسطينية عبر تخليها عن حل الدولتين لصالح تبني خيار الدولة الواحدة، أو عبر حث الجهود السلطوية لاستصدار قرارات دولية جديدة تقر بالحق الفلسطيني ومنها الاعتراف الدولي أو اعتراف جزء من المجتمع الدولي ومن المؤسسات الدولية بالدولة الفلسطينية!!!! لكن وبغض النظر عن تقييم نجاعة هذه الدعوات أو هذه التهديدات السلطوية للمجتمع الدولي ولقوى الاحتلال الصهيونية، إلا أنها لا تقدم أي تغيير عملي على الأرض، ما يشير مرة أخرى إلى العجز الفلسطيني الرسمي ويعيدنا إلى ذات الواقع البائس الذي دفعتنا إليه القيادات الفلسطينية.

"
لا بد إذن من تحديد مكمن الخلل الرئيسي الذي أفضى للواقع الراهن، وهو ما يعيدنا إلى ما قبل اتفاق السلام المشؤوم والمعروف بأوسلو، والمتمثل بالبرنامج المرحلي

" لا بد إذن من تحديد مكمن الخلل الرئيسي الذي أفضى للواقع الراهن، وهو ما يعيدنا إلى ما قبل اتفاق السلام المشؤوم والمعروف بأوسلو، والمتمثل بالبرنامج المرحلي. حيث يمكن اعتبار البرنامج المرحلي بمثابة الأب الشرعي والحقيقي لاتفاق الاستسلام أو السلام كما يحلو لمناصريه تسميته – أوسلو –. فهو البرنامج الذي جزأ الحقوق الفلسطينية وطمسها كما طمس الآليات والوسائل الضرورية لانتزاعها، متعللا بشعار الواقعية السياسية ومجاراة الظروف الدولية والإقليمية والعربية. فمن السهل ملاحظة الجهد الإنشائي والمضلل المبذول على صياغة هذا البرنامج والذي أدى إلى ضبابية الحقوق الفلسطينية الشخصية منها والوطنية، كي يتمكن متبنّو البرنامج من دحض جميع الأصوات الرافضة لهم وللبرنامج لتخليه عن جزء رئيسي من الحقوق الفلسطينية عامةً، ومتعللين بوجوب تأقلم العمل الوطني الفلسطيني مع المستجدات الدولية والعربية، وضرورة الاستفادة من القانون الدولي والشرعية الدولية التي تعترف بجزء من هذه الحقوق. فالوضع الفلسطيني اليوم لا يعاني من تبعات سوء الإدارة السياسية والاستراتيجية الفلسطينية فقط كما يحلو لبعض مؤيدي البرنامج المرحلي المستقلين والمنظمين الادعاء، وإنما هو نتيجة خلل بنيوي يقوم على طمس الحقوق الفلسطينية وعلى التلاعب بها بذريعة التركيز على الممكن في الواقع الإقليمي والدولي كخطوة أولى نحو استعادة باقي أو كافة الحقوق.

ولقد تم طرح أو إقرار البرنامج المرحلي وفقاً لما اعتبره مؤيدوه الخطوة الضرورية لانتزاع الحقوق الفلسطينية التي أقرتها الشرعية الدولية مبدئياً، دون البحث الواقعي بطبيعة الشرعية الدولية وبآليات عملها وغاياتها، ليتم تناسي سيطرة وتحكم القوى الكبرى بها، وإغفال الحقيقة التي أثبتتها سنوات الصراع العربي الإسرائيلي الطويلة ما قبل البرنامج المرحلي وما بعده، والتي تشير وبكل وضوح إلى كون القوى الدولية جزء لا يتجزء من هذا الصراع، فهي القوى الداعمة والراعية والحامية لقوى الاحتلال منذ اليوم الأول، لا بل هي التي أوجدته وهي التي تتصدى لجميع حركات المقاومة الحقيقية، وهي التي صاغت القانون الدولي بما يحمي الاحتلال ويختصر الحقوق الفلسطينية وينتقصها وفقاً للاعتبارات السياسية التي تخدم مصالحها وعلى رأسها حماية الاحتلال. وعليه كيف يمكن لحركة تحرر أن تنتظر المدد والعون من قوى الاحتلال ذاتها أو من حاضنته الطبيعية؟

كما تجاهل البرنامج المرحلي البحث أو الحديث الحقيقي عن تبعات الإقرار بمثل هذه الشرعية الدولية، إذا ما فرضنا جدلاً صوابية الاعتقاد الذي روج له البعض والمعبر عن أن الاعتراف بالشرعية والقانون الدولي يكفل تلقائياً استعادة جميع الحقوق العربية المستلبة وفقاً للقانون الدولي. هذه التبعات التي لا تنحصر بالاعتراف بالاحتلال كصاحب حق تاريخي وواقعي بالوجود وبالأرض وبالكيان السياسي فقط، لتطاول الشروط والظروف المرافقة لإقامة كيان أو سلطة فلسطينية برعاية دولية. وقد أثبتت الأيام صحة قراءة العديد من المفكرين والباحثين والكتاب العرب والفلسطينيين الذين نبهوا إلى عجز هذه السلطة المزعومة عن الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المعترف بها دولياً، وبالتالي عجزها كلياً عن استعادة باقي الحقوق المستلبة، كما أشاروا إلى حتمية تحول هذه السلطة إلى أداة لحماية الاحتلال بدلاً من حمايتها للشعب الفلسطيني وللحقوق الفلسطينية، وهو الأمر الحاصل اليوم.

"
لا بد من التصدي للأكذوبة التي سوَّق لها مؤيدو البرنامج المرحلي على اعتبار هذا البرنامج يشكل خطوة نحو بناء كينونة فلسطينية سياسية ووطنية مستقلة بذاتها بذريعة الإنكار والخذلان الرسمي العربي للفلسطينيين ولقضيتنا المشتركة

" ثم إنه لا بد من التصدي للأكذوبة التي سوَّق لها مؤيدو البرنامج المرحلي على اعتبار هذا البرنامج يشكل خطوة نحو بناء كينونة فلسطينية سياسية ووطنية مستقلة بذاتها بذريعة الإنكار والخذلان الرسمي العربي للفلسطينيين ولقضيتنا المشتركة، فعلى الرغم من صوابية مشاعر الشعب الفلسطيني والعربي، إلا أن البرنامج المرحلي لم يمثل المخرج الحقيقي لهذا الوضع العربي البائس ولا بحده الأدنى، وإنما كان تعزيزا لتخلي الأنظمة العربية عن واجبها ودورها في الصراع مع قوى الاحتلال، كما فرض على الكينونة الفلسطينية الناشئة الوقوع فريسة سهلة بين مخالب الاحتلال والقوى الدولية الكبرى والقوى الإقليمية والعربية القائمة، نظراً لخسارتنا أحد أهم عوامل قوة حركة التحرر العربي والمتمثل في الإرادة الشعبية العربية والفلسطينية، ونظراً لبناء هذه الكينونة على أوهام وأحلام العدالة الدولية فقط دون أي مستند واقعي حقيقي.

كما لا يمكن اعتبار الميثاق الوطني الفلسطيني الأساسي عاجزا عن التعامل السياسي والتنظيمي مع فرضية نجاح حركة المقاومة في تحرير جزء من الأراضي المحتلة، فالتعامل مع تحرير جزء من الأراضي أو استعادة جزء من الحقوق المستلبة يتطلب مراجعة آنية ولحظية لخطة العمل النضالي وأحياناً قد يتطلب مراجعة للأساليب والوسائل، دون المساس بالأهداف الاستراتيجية والبرنامج الأساسي الذي يمثل الناظم الرئيسي بعيد المدى لكامل مسار النضال ومراحله. بمعنى الانطلاق من الميثاق الوطني الاستراتيجي عند تقييم أي خطوة سياسية أو نضالية حديثة بحيث يكفل هذا النشاط الحفاظ مستقبلاً وراهناً على الاتجاه نحو تحقيق الميثاق الوطني كاملاً دون أي إنقاص.
لا تمثل العودة لنقد ورفض البرنامج المرحلي تجاهلا للواقع الحالي بقدر ما تمثل دعوة لتصحيح جذري للمسار النضالي، والتي تضمن أيضاً تكثيف الجهود لإنهاء المهزلة السياسية الحاصلة اليوم والمدعوة بالمسار التفاوضي. وهذه العودة تعني أن النجاح في تقويض اتفاق الاستسلام أو السلام المعقود دون الرجوع للميثاق الوطني لا يضمن وحده استعادة مسار النضال الحقيقي المنشود من أجل إقامة الدولة العلمانية والديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني المحتل منذ 1948.

(كاتب فلسطيني من سورية)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ممر المطبعين: زيارة السادات للقدس شرّع الأبواب بين إسرائيل والعرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البرلمان الأردني والعرب وقوانين إسرائيل العنصرية
» البرلمان الأردني والعرب وقوانين إسرائيل العنصرية
» سعد الدين الشاذلي.. بطل حرب أكتوبر الذي قهر إسرائيل وعاقبه السادات وسجنه مبارك
»  طوفان الاقصى زيارة بايدن إلى إسرائيل
» كيف وصلت طائرة السادات إلى سلاح الجو الإسرائيلي؟.... البحرين توقع اتفاقا أمنيا مع إسرائيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: