رام الله وعمان تستعدان لـ”الإحتمال الأسوأ” تحت ستار ” الواقع″ في ملف القدس: تسريبات أمريكية لخلية الأزمة الاردنية الفلسطينية تقترح “ابو ديس واربعة أحياء” في جوارها لتسمية “القدس الشرقية” مع “ضمانات” عربية لإدارة الحرم القدسي..وسلسلة مقايضات خلف الستارة
عمان – رام الله ـ خاص بـ”راي اليوم”:
بدأت السلطة الفلسطينية والاردن بوضع لمسات أخيرة وخاصة على خطة عمل ستضع وثيقة تمثل الموقف العربي وتعرض على الإدارة الأمريكية بخصوص الموقف العربي الموحد بشأن ملف مدينة القدس على أمل ان تساهم هذه الخطوة في تخفيف الاثار السلبية الناجمة عن قرار الرئيس دونالد ترامب بخصوص مدينة القدس ونقل السفارة الامريكية لها.
وعلمت “رأي اليوم” بان الخلية المشتركة التي تم الاعلان عنها قبل شهرين بين رام الله وعمان جرى تفعيلها مؤخرا بعدة إجتماعات تنسيقية بعد لقاء العاهل الملك عبدالله الثاني بالرئيس محمود عباس.
الاجتماعات والاتصالات التنسيقية نتج عنها الإتفاق على التحوط بموقف موحد من الدول العربية ، الأمر الذي برر لاحقا التشاورات التي اجراها وزراء الخارجية العرب بحيث يصبح الموقف الاردني الفلسطيني اقوى قليلا وأكثر “واقعية” في التعاطي المباشر مع مستحقات وتداعيات قرار ترامب.
وفي هذا الصدد تم الاتفاق بين الاردن والسلطة على وضع “تصور مشترك” يحدد للأمريكيين والاسرائيليين الحد الأدنى الذي يمكن ان يقبله الطرف الفلسطيني والعربي عندما يتعلق الأمر بالإنتقال للمستوى التنفيذي لقرار ترامب خصوصا في ظل التسريبات عن قرب تقدم إدارة ترامب بخطة سلام متكاملة.
الجانب الواقعي في التصور الثنائي يتعلق بالحرص على التخفيف من التصعيد المباشر والمواجهة مع إدارة ترامب والتخفيف من اللهجة التي تعتبر واشنطن خارج المفاوضات ولا يمكنها في ظل موقعها الحالي ان تكون الطرف الراعي لمفاوضات او لعملية سلام.
بالمقابل تم استعراض آخر مستجدات ما يعرضه الأمريكيون في الكواليس وبعنوان التأكيد على ان توقيع ترامب لقرار نقل السفارة للقدس تم وضع علامة شرطية بخصوصه على اساس انه قرار لا يعني تحديد وترسيم حدود مدينة القدس بإعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي.
الجانب الأمريكي طلب من الأردن والسلطة العمل معها على وضع أجندة أعمال لمفاوضات وإتصالات تتعلق بحدود مدينة القدس وحصل ذلك عبر إتصالات اجرتها وزارة الخارجية الأمريكية خلف الأبواب مؤخرا .
بمعنى آخر يريد الأمريكيون ان تساهم كل من عمان ورام الله في التمهيد لاتصالات تتعلق بمشاورات حول حدود القدس وهي مسألة يعتبرها الأردن فرصة قد تناسب في توسيع اي مجال لعزل القدس الشرقية عن خيارات ترامب وتحصيل مكتسبات.
التسريبات الأمريكية تعرض ايضا ما وصف بانه”إدارة منفصلة ومتفق عليها للحرم المقدسي” وبصورة “تحترم” الوصاية الأردنية بموجب وثيقة توقع مع الرئيس عباس والسلطة بالتوازي مع احتمالية ان يوافق الأمريكيون على وجود “جزء من القدس الشرقية” كمنطقة معزولة عن عاصمة اسرائيل في القدس الغربية ويمكن للفلسطينيين ان يجعلوها لاحقا عاصمة لهم.
والمنطقة المقصودة حتى اللحظة تتعلق بضاحية “أبو ديس واربعة احياء في جوارها” وهي الجزء الذي يقترحه الأمريكيون كمساحة للقدس الشرقية بدون الحرم المقدسي والمسجد الاقصى في الوقت الذي اتفقت فيه خلية الأزمة الاردنية الفلسطينية على النضال للمطالبة “بكامل القدس الشرقية” والاستعداد لأسوأ الإحتمالات
الرئيسية 
البوابة 
