منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2018, 7:11 am

(1 - 4)






ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: المشتركات الوطنية لبناء مناهج تعليمية







د. ذوقان عبيدات *

تتناول هذه السلسلة موضوعات بعنوان: ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا؟ وتشتمل على المقالات الآتية: 1- المشتركات الوطنية التي تشكل أساس المواطنة والمناهج. 2- تحليل الكتب المدرسية التي أصدرتها وزارة التربية والتعليم العام 2018. 3- مقترحات التنفيذ. 4- نتاجات المناهج التعليمية ونموذج المنتج التعليمي.
تكررت في السنوات الثلاث الماضية 2015، 2016، 2017 وسنة 2018 عمليات متتالية لإصدار كتب مدرسية جديدة، بأهداف متنوعة، كان هدف 2015 إصدار كتب جديدة تنسب إلى شخص مسؤول ما.
 وبعد نقدها بمرارة من كتّاب جريدة "الغد"، تم حذف بعضها (الثقافة الوطنية) وتعديل بقيتها وإصدار كتب جديدة 2016. تعرضت كتب 2016 لنقمة منظمة من قبل فئات سياسية معروفة إلى درجة حرقها والمطالبة بالعودة إلى كتب 2015. ومع مطلع 2018 اصدرت الوزارة كتباً جديدة لمراعاة النقد والتهم التي وجهت للكتب السابقة.
وبعيداً عن المبررات فإن مجتمع النهضة التربوية قام بتحليل جميع الكتب (الجزء الأول) التي أصدرتها الوزارة عام 2018 في عهد د. عمر الرزاز وفق عدد من المعايير التي سنتحدث عنها.
(1) إجراءات التحليل
تم تحليل الأدب التربوي العالمي الحديث في المناهج المدرسية، اضافة الى تحليل أبعاد الورقة الملكية النقاشية السابعة حول التعليم، وتحليل وثيقة المناهج الأردنية الصادرة عام 2005، والتي ما زالت مطبقة حتى الآن، وتحليل الأسس الاجتماعية للتربية وأهداف التعليم في المرحلة الأساسية والثانوية كما وردت في قانون التربية والتعليم الأردني رقم 3 لعام 94.
(2) تحليل هذه المصادر
أولاً: فلسفة التربية والتعليم.
 تركز فلسفة التربية والتعليم في الأردن على عدد من المجالات الوطنية والانسانية والقومية، وأسس اجتماعية وعدد من الاهداف العامة وفيما يأتي عرض لها:
1. في مجال الأسس الوطنية والقومية والإنسانية، نصت المادة 3/ ب على ما يلي: - التوازن بين مقومات الشخصية الوطنية والقومية والإنسانية 8/ ب مادة 3.   - التكيف مع متغيرات العصر 100/ ب/ مادة 3. - العدل والحرية والمساواة، 11/ ب/ مادة 3. - لا مكان للتعصب بأشكاله كافة 3/ ب/ مادة 3. 2.
 وفي مجال الأسس الاجتماعية، نصت الفقرة ج/ من المادة 3 على ما يأتي: - المساواة بين الاردنيين في الحقوق والواجبات 1/ ج/ مادة 3. - احترام حرية الفرد والكرامة 2/ ج/ مادة 3. -  تحمل المسؤولية الفردية والاجتماعية 3/ ج/ مادة 3.
- المشاركة السياسية والاجتماعية في الديمقراطية 4/ ج/ مادة 3.
3. وفي مجال الأهداف العامة للتربية في الاردن، ابرزت المادة 4 الأهداف الآتية: - التفكير النقدي والموضوعي واستخدام الأسلوب العلمي، 11/ مادة 9. - يستوعب اشكال التكنولوجيا، 12/ مادة 9. - يحرص على سلامة البيئة: نظافة وجمالاً وثروة، 15/ مادة 9. - يعبر عن موهبته وإبداعه، 18/ مادة 9. - يتقبل ذاته ويحترم الآخرين، 19/ مادة 9.
4 - وفي أهداف مرحلة التعليم الثانوي، يمكن إبراز الأهداف الآتية: - تكييف مع المتغيرات البيئية في الوطن 2/ ب/ مادة 11. - يكون ذاتاً ثقافية مستمدة من حضارتنا والعالم، 3/ ب/ مادة 11. - يؤدي واجباته ويتمسك بحقوقه، 10/ ب/ مادة 11. - يحافظ على البيئة، 17/ ب/ مادة 11. - يستخدم العقل في الحوار، 14/ ب/ مادة 11.
وعلى ضوء ذلك، تم حصر عدد من هذه المبادئ والأهداف وتحويلها الى معايير لتحليل الكتب بموجبها. وقد تم اختيار هذه المبادئ لصلتها المباشرة بالشخصية التي يسعى النظام التربوي الى انتاجها. 
هذا لا يعني ان قائمة المعايير شملت كل الاهداف لكنها اقتصرت على إبراز المهارات الحياتية. حيث تم عرض القائمة على عدد من الخبراء للاطمئنان على سلامة الاختيار واجازوا اعتبارها معايير لتقييم الكتب المدرسية.
وبذلك تم اعتماد مجالات المعايير الآتية المستمدة من فلسفة التربية والتعليم وقانون التربية والتعليم الاردني رقم 3/ لعام 1994 وتعديلاته: 1- الهوية. 2- المواطنة. 3- الحقوق. 4- البيئة والتنمية المستدامة. 5- العمل. 6- احترام الآخر. 7- التفكير الناقد والابداعي. 8- الجمال وتذوق الفنون. 
ثانياً: نتاجات المناهج.
 أشار الإطار العام للمناهج والتقويم في الاردن الى ما يأتي:
1 - تعكس الرؤية الأردنية للتعليم والتي اشتقت منها النتاجات التربوية العامة ما يأتي: - الصفوف الثلاثة الاولى: يظهر الطلبة اهتماماً بالآخرين. - الصفوف من 4- 7: يظهر الطلبة روح المشاركة واستخدام البحث. - الصفوف من 8- 10: يظهر الطلبة فهماً لحقوق المواطنة ومسؤولياتها. - الصفوف من 11-12: يظهر الطلبة مسؤولية اجتماعية ورغبة في الاسهام في المجتمع، ويقدمون أفكارا إبداعية (الاطار العام للمناهج والتقويم. إدارة المناهج ص 12).
2 - وفي النتاجات العامة للنظام التربوي الاردني (ص 9) ورد ما يأتي: - تمثل قيم الايمان بالله. - اظهار مشاعر حب الوطن والسعي لحل مشكلاته. - ممارسة الحقوق والواجبات. - تحمل المسؤولية واستقلال الشخصية. - التواصل مع الآخرين. - التفكير بعمق وابداع واستخدام التفكير الناقد.  (المرجع السابق ص (9-10).
3 - وفي مجال التقويم، اهتمت الوزارة باستراتيجيات التقويم والتقييم المختلفة مثل تقويم الأداء والامتحان الكتابي، والملاحظة والتأمل والتواصل. كما اهتمت باستخدام أدوات مختلفة مثل: قوائم الرصد، وسلالم التقدير والسجلات والقصص وغيرها. المرجع السابق (ص 24-25).
4 -  وقد وضعت الوزارة كفايات الطالب الخريج من مدارسها بما يأتي: - يعي دوره في المجتمع ويحترم قيم المجتمع.
- الوفاء للوطن وسيادة القانون. - يعي الاحداث الوطنية. - الحس بالانتماء. - يحترم آراء الآخرين. - يدرك اهمية القيم.
- مهارات القيادة. - يعي اهمية العدالة. - يستوعب التغيير. (المرجع السابق ص 26).
وعلى ضوء هذه النتاجات تم اختيار المجالات والمعايير الآتية: - احترام الآخر والحوار. - العدالة والمسؤولية. - المواطنة والحقوق والواجبات والانتماء. - المشاركة. - التفكير الناقد والابداعي. - ادراك اهمية القيم. - ادراك اهمية التعبير.
حيث ستكون هذ المجالات اساساً لاختيار معايير منها لتقييم الكتب المدرسية الجديدة 2018.
ثالثاً: اتجاهات النخبة في الأردن والورقة الملكية.
يمكن من خلال مراجعة ما نشر عن المناهج في الصحافة والإعلام وما احتوته الورقة النقاشية الملكية ان نجد المجالات المهمة الآتية: - الهوية الأردنية. - الشراكة والمسؤولية. - المواطنة. - مكانة المرأة. - التفكير الناقد. - التفكير الابداعي.
- سيادة القانون. وستكون هذه المجالات اساساً لاختبار معايير تحليل الكتب.
رابعاً: الأدب التربوي الحديث عن المناهج.
 يشير ميك ووترز استاذ التربية في جامعة Wolver Hampton البريطانية أن واضع أي منهج يعتبر المسؤول عن الاجابة عن الأسئلة الآتية: ما الذي نريد أن نعلمه لطلابنا؟ ما الذي نريد ان يعرفوه! أو الذي يستطيعون عمله؟ ما نوع الانسان الذي نريد أن ننتجه؟ 
فالمنهج ليس جدولاً بما يتعلمه الطلاب، انه الخبرات اليومية التي يكتسبونها ويتفاعلون معها بما فيها: اللعب في الحديقة والاستمتاع في المكتبة وكل النشاطات التي تسهم في بنائهم.
وتقول كارلا رينالدى مديرة فلسفة روضة اجيو اميليا واستاذة التربية في جامعة Madena الايطالية: علينا أن نفكر بأن المنهج هو التنبؤ بالإمكانات والفرص في عالم متغير. ومن المهم القول ان المنهج يسعى لتأسيس اتجاهات وقيم ومعان ومعارف تبقى مع الاطفال طوال الحياة. أي ليس من الحقائق التي يمكن نسيانها.
ويلخص برين ميل صاحب كتاب تصميم المناهج في القرن الحادي والعشرين سنة 2012 ان المنهج يوضع من قبل الأمة ويتضمن كل الاشياء التي تفكر فيها الامة حول ما يجب ان يتعلمه الطلاب (ص 9). ان معظم اقطار العالم ترى اساسيات في المناهج كمفاتيح او مهارات عامة مثل: التفكير الناقد، حل المشكلات، التواصل، أو مهارات محددة مثل التحليل والتركيب والتقويم. باعتبارها اساسيات عابرة لكل المواد الدراسية.
وقد حدد المنهج السنغافوري كفايات الطلاب في القرن الحادي والعشرين ضمن هذه الأساسيات مثل: - التربية المدنية. - الوعي العلمي. - مهارات عبرة للمواد. - وسائل ومهارات النقد. - المعلومات ومهارات التواصل. 
وفي المنهج الوطني الانجليزي. حدد المنهج ثلاثة اهداف هي: - الوصول الى متعلم ناجح. - الوصول الى انسان واثق وموثوق. - الوصول الى مواطن مسؤول (ص 16).
وقد اعدت هيئة أو سلطة المناهج البريطانية دراسة شملت افراداً وجماعات متنوعة بعنوان: ماذا يحتاج الشباب؟ وكانت النتائج: - أن يكون مبدعاً متواصلاً جيداً، قادراً على حل المشاكل، قادراً على العمل مع الآخرين، يمتلك منظوراً عالمياً، مبادراً، مستقلاً، متعلماً مدى الحياة (ص 25).
وبشكل عام يمكن ملاحظة أن أي تطوير للمناهج في أي نظام تعليمي يركز على مهارات واتجاهات واضحة. فالمنهج السنغافوري يركز على كفايات عاطفية واجتماعية مثل: الوعي الذاتي، الوعي الاجتماعي، ادارة الذات، ادارة العلاقات، اتخاذ القرارات كما ركز على مهارات القرن الحادي والعشرين مثل: التربية المدنية، الوعي العالمي، مهارات عابرة للمواد، المهارات النقدية ومهارات التواصل.
اما منهج نيوزلاندا فقد ركز على مهارات: - التفكير. - ادارة الذات. - التواصل مع الآخرين. - استخدام اللغة.
ودعت اليونيسكو في تحديدها لمهارات القرن الحادي والعشرين الى ما أسمته Cs4 : - الاتصال Communication
- التفكير الناقد Critical Thinking - المشاركة Collaboration -الابداع Creativity .
وقد طورت اليونسكو منهجاً لدولة كوسوفو احتوى: - التواصل الفعال والتفكير الابداعي والمتعلم مدى الحياة، والمواطن السليم جسمياً ونفسياً ومهارات المواطن المسؤول. 
اما المنهج البريطاني سنة 2000 فقد حدد مهارات القرن الحادي والعشرين في ستة مفاتيح هي: - التواصل. - استخدام الارقام. - تكنولوجيا المعلومات. - العمل مع الآخر. - تحسن الاداء والانجاز. - حل المشكلات.
كما وضع عدداً من مهارات التفكير مثل: - تحليل المعلومات. - البرهنة. - الاستقصاء. - التفكير الابداعي. - التقويم.
باعتبارها مهارات عابرة للمواد (ص 33).
خامساً: المجالات المختلفة من المصادر السابقة.
ركزت المصادر السابقة على: - فلسفة التربية واهدافها. - نتاجات المناهج. - الادب التربوي الحديث. - النقاشات الاردنية.
وركزت على المشتركات الآتية: - الهوية الوطنية. - المواطنة. - الحقوق. - التواصل والمسؤولية. - التفكير الناقد والتفكير الابداعي. 
وانفردت المصادر ببعض المجالات مثل: - الجمال والتذوق الفني من فلسفة التربية واهدافها. - القيم وتقبل التعبير من  نتاجات المناهج. - العمل في فريق من الأدب التربوي الحديث. - مكانة المرأة في النقاشات الأردنية.
وعلى ضوء ذلك، فقد تم اعداد بطاقة المجالات والمعايير، باختيار الافكار المشتركة بين المصادر المختلفة وهي: 1- الهوية الوطنية. 2- المواطنة. 3- حقوق الانسان. 4- التواصل مع الآخر. 5- الشراكة والمسؤولية.  6- التكفير الناقد والإبداعي. 
ثم اضيف اليها المجالات الآتية: 1- مكانة المرأة. 2- الجمال والتذوق الفني. 3- قيم العمل. 4- التطرف والعنف.
وبعد عرض المعايير على لجنة من المختصين، تم الاتفاق على المعايير الآتية: مدى اهتمام الكتب المدرسية عام 2018 بما يأتي:  1- المواطنة والهوية الوطنية. 2- حقوق الانسان والمرأة. 3- تعليم التفكير الناقد والإبداعي. 4- نبذ التعصب والتطرف. 5- الجمال والفن. 6- البيئة والعمل


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 02 نوفمبر 2021, 7:43 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2018, 7:11 am

ماذا يتعلم أبناؤكم من الكتب المدرسية: المعايير المشتركة (2 - 4)

د. ذوقان عبيدات *

تناولت هذه المقالة تعريفاً بالمعايير المشتركة التي يفترض أن تبنى الكتب المدرسية والمناهج وفقها. وهذه المعايير هي:
1 - المواطنة والهوية. وتشمل معايير العدالة والكرامة والمساواة، والهوية الوطنية، والتوازن بين الهوية القومية والدينية والإنسانية.
2 - حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وتشمل مفاهيم لوائح حقوق الإنسان الدولية كما وردت في الإعلان العالمي لحقوق الانسان في العهدين الدوليين، وحقوق المرأة ودورها ومكانتها وحجم وجودها وتأثيرها.
3 - تعليم التفكير الناقد والتعليم اإابداعي، وتشمل مفاهيم المقارنة والتصنيف والتمييز والتحليل والنقد والاكتشاف والبحث والتنبؤ وغيرها.
4 - نبذ التعصب والتطرف، وتشمل مفاهيم معرفة الذات والآخر، والحوار والانفتاح، والبعد عن التحيز والكراهية والاعتراف بدور الآخر والتنوع والتعددية بأشكالها كافة.
5 - الجمال والفن والتذوق وتشمل مفاهيم الانسجام والتباين والبهاء والعمل الفني والغناء والموسيقى ونقد العمل الفني، واحترام الفنون.
6 - البيئة والعمل، وتشمل مفاهيم احترام البيئة والتنمية المستدامة، وترشيد الاستهلاك، والبعد عن الاستهلاك الجائر، وحقوق الأجيال، وعدم الصراع مع البيئة، اضافة الى مفاهيم العمل وحب العمل ومهارات العمل والتخصص والعمل المهني وأخلاقيات العمل.
اذن هذه هي المعايير الستة، وهي كما هو واضح معايير لا خلاف عليها داخل مجتمعنا، ولا خلاف عليها مع المجتمعات الأخرى. وقد تم تحليل الكتب المدرسية الجديدة وفق هذه المعايير لمعرفة: - مدى انتشارها الأفقي بين المواد الدراسية  المختلفة. - مدى انتشارها العمودي بين الصفوف المختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المعايير والمفاهيم والمهارات المتصلة بها، هي معايير عابرة للمواد الدراسية، فحقوق الانسان او صورة المرأة او المواطنة ليست مرتبطة بمادة بل بجميع المواد الدراسية، وليست مرتبطة بصف ما او بمرحة ما بل بجميع الصفوف والمراحل.

وفيما يأتي نتائج تحليل جميع الكتب المدرسية:
توزيع المعايير في الحياة الدراسية للطلبة
تناول هذا الفصل المعايير التي يتعرض لها الطالب عبر حياته الدراسية في مختلف الصفوف ومختلف المواد، وقد اوضحت النتائج ان معايير البيئة هي الأكثر انتشاراً في حياة الطلبة، تليها الهوية والتفكير ثم الجمال والحقوق ونبذ التطرف.
والجدول  رقم (1) المرفق يوضح هذه النتائج وتوزيع المعايير، حيث يتبين لنا ما يأتي:
1 - معايير البيئة والعمل ومفاهيمها في جميع الصفوف والكتب المدرسية: احتلت هذه المعايير المرتبة الأولى، فهي الأكثر انتشاراً خاصة في مادة الجغرافيا التي قدمتها (89) مرة، تليها اللغة العربية (41) مرة، في حين قلت كثيراً في مادة التاريخ والتربية الوطنية والعلوم.
ويهم الدراسة ان توضح ان التحليل شمل أي عبارة او كلمة لها صلة بالبيئة مثل، وادي، جبل، هضاب، أنهار، بغض النظر عن اهمية هذا العرض في بناء اتجاهات بيئية، ولعل هذا ما يفسر كثرة ورود المفاهيم البيئية، وخاصة في مادة الجغرافيا.
ويلاحظ من الجدول غياب خطة لتوزيع المفاهيم المشتركة على المواد، وتركزها في مواد قريبة من التخصص، ولما كانت حماية البيئة هي احدى تحديات العصر، فإن ضعف معالجتها في مختلف المواد يمكن أن يعتبر نقصاً استراتيجياً في إعداد الطالب لمواجهة هذا التحدي البيئي.
ويستنتج من الجدول المرفق أن مفاهيم البيئة لم تكن متنوعة، باستثناء ما ورد في كتاب الجغرافيا حيث ركز على مفاهيم متنوعة مثل، النمو السكاني، التنمية المستدامة، جفاف التربة، ترشيد الاستهلاك وغيرها.. كما أن مفاهيم العمل كانت نادرة جداً في مختلف الكتب.
ومن المهم أن يتوضح أن مفاهيم بيئية كثيرة جاءت عرضاً، أو لمرة واحدة، في حين اختفت مفاهيم بيئية كثيرة مهمة مثل، المجتمعات الخضراء، والحقوق البيئية، والمنازل الخضراء، والصراع مع البيئة او عدم تطويعها قسراً، والأمن البيئي، ومفهوم البيئة الشاملة او التركيز على حق الاجيال، والتمييز بين إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، فالمشكلة في هذا المجال اذن هي عدم تعريض الطلبة لمفاهيم البيئة كاملة، اضافة الى عرض بعض المفاهيم بشكل ثقافة بيئية، وغياب كامل للتربية البيئية.
2 - معايير المواطنة والهوية ومفاهيمها في جميع الصفوف والكتب: احتلت معايير المواطنة والهوية المرتبة الثانية (217) تكراراً، وهي شاملة لمفاهيم عديدة، حيث كانت الدراسة تسجل أي ذكر للأردن، مثل الموقع او المناخ او التضاريس او الخرائط، على أساس أنها مفاهيم وطنية، كما كانت الدراسة تدمج مفهوم الوطنية مع المواطنة وهما مفهومان مختلفان جداً، اضافة الى ان الهوية كانت تعتمد الهوية الوطنية والعربية والاسلامية.
أما مفاهيم المواطنة من حيث العدالة والمساواة والكرامة وسيادة القانون فلم تكن في مقدمة هذه المفاهيم.
كما تبين من الجدول ان توزيع المفاهيم على المواد الدراسية كان غير متناسق، ففي حين كثرت هذه المفاهيم في مواد اللغة العربية والجغرافيا، فإنها تضاءلت كثيراً في مادة العلوم والرياضيات والتربية الاسلامية، وحتى التاريخ، الامر الذي يمكن ان يفسر ما يأتي: - غياب منهجية توزيع المفاهيم والمعايير. - غياب الترابط بين المواد الدراسية التي ما زالت مواد منفصلة لا رابط بينها.
وإلا كيف نفسر ان كتب التربية الاسلامية من (1-12) كانت تقدم هذه المفاهيم بمعدل مرتين سنوياً، وان كتب اللغة العربية من (1-12) كانت تقدمها بمعدل (5.5) مرة سنوياً، إذن ماذا كانت تقدم هذه المواد لبناء شخصية طلبتنا؟ وهل يمكن ان يكون معدل اهتمام كتب التاريخ من (6-12) بمعدل ثلاث مرات سنوياً.
ويمكن ايجاز الاهتمام بالمواطنة والهوية ومفاهيمها بما يأتي:
- غياب مفاهيم المواطنة علماً بأنها موجودة في الدستور وفي قانون التربية وفي اهداف المراحل التعليمية، وغياب الإعداد للمواطنة او التربية على المواطنة، والاقتصار على معلومات موضوعية عن الأردن.
- قصور ما ورد في الكتب في مجال بعض المفاهيم مثل التنوع السكاني والديني والبيئي، وسمعة الوطن، وتنوع اماكن العبادة، وحقوق العبادة، والتمييز بين الهوية الشاملة والهويات الفرعية، او حتى التحيز لهوية فرعية مقابل هوية وطنية شاملة.
وتنوع الاهتمامات في التركيز على الهوية حسب المواد الدراسية. فاللغة العربية ركزت على هوية وطنية دينية أو دينية أو هوية تراثية. والتربية الاسلامية ركزت على هوية اسلامية. والتاريخ والجغرافيا ابرزت هوية عربية وهوية وطنية. فلا يمكن التحدث عن أن كتبنا امتلكت توجيهاً لبناء هوية وطنية عابرة للمواد الدراسية.
3 - معايير التفكير الناقد والتفكير الابداعي ومفاهيمها في الكتب المدرسية: تشير النتائج في الجدول الى أن عمليات التفكير جاءت في المرتبة الثالثة بواقع 183 تكراراً، في 73 كتاباً، أي بمعدل 2.5 مرة في كل كتاب.
إن انخفاض هذا الاهتمام يمكن تفسيره بما يأتي:
- إن الاسئلة في نهاية الدروس كانت اسئلة استيعابية تركز على قياس مدى الحفظ، وهذا لا يمكن ان يتم الا بوجود سياسة واضحة، تطلب من المؤلفين وضع اسئلة حفظ وقياس تذكر.
- ان مؤلفينا لم يتلقوا تعليمات بإدماج مهارات التفكير، ولعل هذا واضح في ان كتب الجغرافيا مثلا وضعت انشطة تفكير بمعدل ثلاثة انشطة في الوحدة، في حين غابت مثل هذه الانشطة في مواد اخرى كاللغة العربية او التربية الاسلامية.
- قد يكون المؤلفون اكثر إدراكاً لظروف المعلمين من حيث حجم المادة وقلة الوقت، ما جعلهم يمتنعون عن ارهاق المعلمين والطلبة بأنشطة تفكير.
- وبشكل عام، يبرز بوضوح انخفاض الاهتمام بمهارات التفكير الناقد ومهارات التفكير الابداعي، فقد غابت كلية عن جميع الكتب مهارات مثل: - التوقع والتقدير. - التفكير متعدد الذكاءات: الحركي والبصري والابداعي والبيئية والاكتفاء بالذكاء اللغوي. - فحص المسلمات او عكسها، او الإثارة العشوائية او التفكير او التصغير او التشويه، فمهارات الابداع كانت غائبة عن جميع الكتب. - مهارات الخروج عن المألوف. - مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات.
ايضا غابت مهارات: - مهارات ادارة الذات والوقت. - مهارات استخدام المجاز. - مهارات نقد الإعلان والإعلام. - مهارات التربية الإعلامية. - مهارات قراءة ما لم يكتب. - مهارات فهم ما لم يقل.- مهارات نقد الاحداث والسيَر والروايات. - مهارات الاقتصاد في اليقين. - مهارات الشك.
4 - معايير الجمال والتذوق والفن ومفاهيمها في الكتب المدرسية: اوضحت النتائج ان هذه المعايير ومفاهيمها وردت في المرتبة الرابعة بواقع 123 مرة، أي بمعدل 1.7 مرة في الكتاب الواحد.
ويشير الجدول الى أن معايير الجمال والتذوق والفن لم تقدم مفاهيم جمالية، إنما كانت في معظمها صوراً طبيعية ملونة في كتب الجغرافيا مع عدد من الاهتمامات بالفن اليوناني والروماني عند التحدث عن الحضارات القديمة في كتب التاريخ، اما كلمة الفن والغناء والموسيقى فكانت نادرة، مثل رسم لوحة جميلة.. الخ.
كما  يشير الجدول الى اختلاف في توزع هذه المفاهيم عبر المواد الدراسية، حيث اختفت في كتب التربية الاسلامية، وكادت تختفي في التربية الوطنية (2) تكرار، والعلوم (4) تكرارات، في حين كانت في الجغرافيا صوراً ملونة. الامر الذي يشير الى أن الجمال ومفاهيمه لم يكن موضوعاً عابراً للمواد ما يدل على غياب أي توجه لهذا الشأن.
فالمهارات والقيم الجمالية، لا تبنى من خلال الصور، وحتى الصور والمناظر الطبيعية لم تقدم للمناقشة، ولم تشر الكتب له ولا يطلب من الطلاب قراءتها وتحليلها والاستمتاع بها حتى تحدث الأثر الجمالي المنشود. وغابت عن جميع الكتب النظرة الجمالية او هدف السعي لبناء ثقافة جمالية او وعي جمالي، وهذا يتضح من خلال غياب مفاهيم جمالية اساسية عن جميع الكتب مثل:
- تقدير الجمال. - الجمال الذاتي والجمال الموضوعي. - انواع الفنون: التشكيلية والمسرحية. - ابعاد الجمال، والنسبة الذهبية للجمال. - الجمال بين المضمون والشكل. - القبح والجمال. - الروعة والرقة والانسجام والتباين. - النقد الفني.
- الجمال بين الموضة والأصالة. - فن الكاريكاتير. - صناعة الجمال. - قراءة الجمال وتذوق الموضوع الجميل.
5 - معايير الحقوق ومفاهيمها في الكتب المدرسية: اوضحت النتائج أن حقوق الانسان والمرأة جاءت في المرتبة  الخامسة من حيث عدد التكرارات بواقع 120 تكرارا، أي بمعدل 1.6 تكرار في كل كتاب.
كما تشير النتائج الى ان توزع هذه الحقوق عبر المواد الدراسية بشكل عام كان ضعيفاً، وأن أكثر المواد اهتماماً كانت العلوم (26 تكراراً) واللغة العربية 26، وفي حين كانت نادرة في كتب الجغرافيا (تكرارين)، وفي الرياضيات (6 تكرارات).
واوضحت النتائج المسجلة في الجداول الفرعية في الفصول المختلفة من هذه الدراسة ان الاهتمام بحقوق الانسان كان مختصراً بالحديث عن لائحة حقوق الانسان وحقوق المرأة في الاسلام، وربط الحقوق بالواجبات، وغاب عن هذه الكتب وجود  سياسة منهجية لإدماج الحقوق في مختلف المواد باعتبارها حقوقاً طبيعية عابرة للمواد الدراسية.
وقد غابت الاهتمامات الآتية عن كتبنا في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة:
- تم ربط الحقوق بالواجبات، علماً بأن الحقوق طبيعية، من حق كل فرد، فالحق في العمل والتعلم والتنقل والبيئة النظيفة وغيرها ليس مشروطاً بما تقوم به من واجبات.
- ربط دائم لحقوق الانسان بالحقوق الإسلامية دون تركيز او اشارة لمختلف الاديان والشرائع السابقة، علماً بأن  الحقوق الاسلامية مشروطة بواجبات والتزامات روحية عديدة.
- غياب مفاهيم الحق وانتهاك الحق والمنظمات الدولية العاملة في مجال الحقوق.
- ضعف التركيز على حقوق المرأة والفجوة الجندرية، بل وانتهاك هذه الحقوق في مواقف عديدة، مثل التحيز الواضح في عدد صور الذكور وأسماء الذكور وانماط الادوار.
- الابتعاد عن طرح قضايا المرأة في المساواة الكاملة او طرح المشكلات التي تواجهها المرأة في حياتها الشخصية أو المهنية.
ويبقى السؤال: - هل تنمّي كتبنا الوعي بحقوق الانسان؟ - وهل قدمت ما يكفي في مجال التربية على الحقوق؟
ان غياب طرح مشكلات المرأة والفجوة الجندرية والتحرش والدور القيادي وتفوق الاناث في الدراسة، واحترام الدور الايجابي، وحرية الاختيار وجرائم الشرف والتهميش وتفضيل المواليد الذكور، وزواج القاصرات والعنف الجنسي، قد يجيب عن هذا السؤال.
6- نبذ التطرف والتعصب وخطاب الكراهية في الكتب المدرسية: اوضحت النتائج ان الاهتمام بقضايا التطرف والتعصب احتل المرتبة الاخيرة في الكتب المدرسية بواقع 43 تكراراً أي بمعدل 0.5 مرة في الكتاب الواحد. وان اكثر الكتب اهتماماً بهذا المعيار كانت كتب التربية الوطنية (19 تكراراً)، وكتب اللغة العربية (13) تكراراً بمعدل (مرة واحدة في الكتب) ثم كتب التربية الاسلامية بمعدل 0.5 مرة في كل كتاب.
وتشير الجداول المذكورة في الفصول المختلفة الى أن معظم ما ورد كان في التربية الوطنية عن معلومات عن التسامح والتطرف في أحد الدروس، وان المفاهيم ذات الصلة بالتطرف والعنف لم تناقش بشكل جاد في هذه الكتب.
وقد غابت عن هذه الكتب المفاهيم الآتية: - قداسة ما نسمع ونقرأ وضرورة إخضاعه للنقد. - الثقة بالمسلمات، واتخاذ موقف مؤيد قوي لما نراه صحيحاً. - التواضع الوجودي من حيث أننا لسنا دائماً على حق. - التقوى الفكرية بمعنى الاعتدال في الموقف. - تعددية الأديان. - العقل التداولي بمعنى عدم اتخاذ مواقف فكرية جامدة.
ملخص الفصل: كان الاهتمام بالمعايير المختلفة محدوداً، وغير موزع بطريقة منهجية، حيث تكثر بعض المفاهيم في مواد وتختفي او تقل في مواد أخرى، فالمفاهيم عابرة المواد ليست من ثقافة هذه الكتب، بل ارتبط عرض المفاهيم بمدى صلتها بالمادة الدراسية.
كما عكست النتائج غياب نظرة شاملة لتحقيق وعي مفاهيمي معين، او تربية معنية بجميع المعايير التي شملتها الدراسة، وقد كان واضحاً ابتعاد الكتب عن مناقشة اكثر التحديات المجتمعية والفكرية وهي نبذ التعصب والتطرف او القضايا ذات الصلة بالتفكير والحقوق والمواطنة، وهذا يمكن تفسيره بغياب المناهج عن مشكلاتنا، وغياب الثقافة المرتبطة بتربط المواد أو المفاهيم العابرة للمواد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالأحد 25 فبراير 2018, 7:20 am

ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: مقترحات لبناء المناهج والكتب (3 - 4)

د. ذوقان عبيدات *

تتضمن هذه المقالة عددا من المقترحات لبناء المناهج والكتب المدرسية وفق معايير، بحيث يراعي المؤلفون توزيع المفاهيم والمهارات على جميع الكتب في جميع الصفوف، علماً بأن هذه المعايير والمفاهيم المرتبطة بها ليست قائمة مغلقة، فهناك مفاهيم اخرى يمكن اضافتها.
 ومن المهم أن نذكر أن هذه المفاهيم تتخلل المواد الدراسية دون أن يشترط ان تكون لها عناوين رئيسة في الكتب، فلا داعي مثلاً لإضافة دروس مستقلة عن البيئة أو الحقوق أو العمل أو التفكير، وبذلك لا تكون هذه المفاهيم عبئاً إضافياً على الكتب المدرسية أو جدول الحصص.
إن تنفيذ تطوير الكتب والمناهج وفق المعايير يتطلب فقط إدماج المفاهيم الجديدة عبر الدروس او عبر انشطتها. ففي درس القواعد العربية يمكن إدماج جميع المعايير، وكذلك في نصوص اللغة أو مادة التعبير او مادة الفن او الرياضيات! ماذا لو كان محتوى مسائل الرياضيات عن حقوق الانسان والبيئة والجمال ونبذ التعصب، بدلاً من مسائل لا مضمون لها؟
وعلى ضوء نتائج الدراسة، يتقدم الباحث بالمقترحات والتوصيات الآتية:
1 - أن تعد وزارة التربية قائمة بالمتطلبات والسياسات والاجراءات والمعايير والمواصفات التي تريدها، وأن تشرح للمؤلفين في جلسات تدريبية، وان يلتزم المؤلفون - تعهداً - بتنفيذها بدقة.
2 - ان تبرز الوزارة اهمية ترابط المواد بدلاً من استقلاليتها، فجميع المواد الدراسية تتشارك جميعاً لتحقيق نفس الاهداف، فالتدريب على مهارات التفكير، مثلاً عملية عابرة او فوق المواد الدراسية، وكذلك الدقة والمسؤولية والتوقع والتقدير والقياس وغيرها، هي مهارات لا ترتبط بمادة معينة.
3 - ان تعلن الوزارة الى المؤلفين والمشرفين، أن ترابط المواد لا يعني تسخير مادة لصالح اخرى، بل تضافر المواد معاً لتحقيق اهداف مشتركة، فليست وظيفة مادة التاريخ مثلا دعم مادة التربية الوطنية، بل تتضافر المادتان معاً لتحقيق المواطنة او الهوية وغيرها..
4 - أن لا يكون الترابط بن المواد تعسفياً او عشوائياً او عقائدياً او سياسياً أيدولوجياً، او لإبراز قيمة مادة على حساب المواد الاخرى، كما يحدث في إحدى المواد التي تدمج مع اللغة العربية والعلوم والجغرافيا والتربية الوطنية والرياضيات دون إظهار التفاعل المعاكس من قبل هذه المواد.
5 - أن نشكل لجان تأليف الكتب، حيث يتجاوز عدد من تكتب أسماؤهم على الكتاب الواحد حالياً عشرين شخصاً، من: - مختصين في المادة الدراسية. - مختصين في التربية وعلم النفس والمناهج وطرق التدريس. - مختصين في الأدب والفن.
6 - ان تعد وزارة التربية او المجلس المعايير الاساسية التي تريدها في مضمون الكتب، وهي على أية حال موجودة في فلسفة التربية الاردنية والدستور والاتجاهات العالمية في المناهج، وهي على سبيل المثال: البيئية، العمل، مهارت التفكير، الحوار والتواصل، التخطيط وإدارة الذات، التغيير، التذوق والجمال، العمل في مجتمع تعلم او فريق، احترام الآخر وتقبله، الفجوة الجندرية، مواجهة التعصب والتطرف.. الخ.
7 - ان تكلف الوزارة أو المجلس، لجاناً فنية مختصة لتحليل المعايير السابقة الى المفاهيم الاساسية الفرعية في كل معيار، من أجل: - وضع مصفوفة لهذه المفاهيم. - توزيع المفاهيم عبر المواد الدراسية المختلفة. - توزيع المفاهيم عمودياً عبر الصفوف وحسب تدرج صعوبتها.
8 - أن تعطى المصفوفات للمؤلفين لتنفيذها في الكتب التي يكلفون بإعدادها، وأن يكون تقييم الكتب حسب مدى اعتمادها المعايير المختلفة، إضافة للمعايير الاخرى في تقييم الكتب، مثل أثر الكتاب على شخصية المتعلم.
9 - أن تجرب فكرة مسابقات التأليف، حيث ستنشأ فرق وطنية أو غير وطنية أو مشتركة، تقوم بهذه المهمات التزاماً بمعايير الوزارة أو المجلس الأعلى للمناهج كحد أدنى.
10 - إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة مدى التزام المؤلفين بالمنهج المدرسي، ومدى اطلاع المعلمين على المنهج المدرسي، ومدى التزامهم بأهداف المنهج.
11 - إجراء المزيد من الدراسات عن مدى كفاية اهتمام الكتب المدرسية بالمعايير المختلفة والمفاهيم ذات الصلة بها.
12 - أن يتابع المشرفون والعاملون في المناهج مدى اهتمام المعلمين بالمعايير والمفاهيم المتصلة بها. وأن يكتبوا تقاريرهم لتطوير الالتزام والاهتمام بها.
- مفاهيم حقوق الانسان وتشمل: 
حقوق الإنسان في المفاهيم الدولية، العهد الدولي، لائحة حقوق الانسان، اجيال حقوق الإنسان، الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مفهوم الحق، الحقوق والمعاهدات الدولية، الدفاع عن الحقوق، حق العمل، حق التعلم، حق التنقل، الحق في بيئة نظيفة، حق التقاضي، حق القضاء على انتهاك الحقوق، منظمات حقوق الانسان الدولية، انستي انترناشيونال، المنظمات الوطنية لحقوق الانسان، الجنسية، التنقل، جرائم الشرف، الاتفاقات الدولية، الدستور والحقوق،  الفجوة الجندرية، حقوق الإنسان في الأديان.
- مفاهيم البيئة والسكان وتشمل:
 البيئة، البيئة الشاملة، الأمن البيئي، المناخ، التغير المناخي، حق الاجيال، الاستهلاك، الاستثمار، ترشيد الاستهلاك، الزيادة السكانية، معدل الإنجاب، شبكات الغذاء، سلسلة الغذاء، التوازن، الاخلال بالبيئة، الزراعة، التنمية المستدامة، التلوث، تلوث المياه، إعادة التدوير، حرق الاشجار والغابات، النفايات، تدهور الغابات، طبقة الاوزون، حفظ التربة، التصحر، المنتجات الخضراء، الزراعة الطبيعية، المنازل الخضراء، الحقوق البيئية، حرق الغابات، تلوث الانهار، الزراعة البلاستيكية، الري بالتنقيط، معدل استهلاك الماء، ثقافة العيب. 
- مفاهيم الجندر وتشمل:
اتفاقية سيداو 1979/12/18، التمييز ضد المرأة، احترام كرامة المرأة، المساواة، الحقوق السياسية والاقتصادية، المشاركة، الحقوق المدنية، حرية اختيار الزوج، اختيار حجم الاسرة، عدم التمييز في العمل والانشطة الاجتماعية،  احترام الدور الانجابي وعدم اعتباره عائقاً او سبباً للتميز، القضاء على الانماط المتوسطة، سن التشريعات اللازمة، المرأة، المشاركة في سوق العمل، القيادة، المشاركة في القرار، تبادل الادوار، المساواة والعدالة، تكافؤ الفرص، التمييز المبني على الجنس، التهميش، تفضيل الذكور، الفكر الذكوري، العنف ضد المرأة، العنف الجنسي، العنف الجسدي، التحرش، الزواج القسري، زواج القاصرات، الوصول الى الموارد، الفرص المتكافئة في التعليم، الكوتا النسائية.
- مفاهيم التطرف وتشمل:
 الكراهية، العنف، الإرهاب، التعصب، التحيز، الاختلاف، اليقين الثابت، قداسة الافكار، التفكير، اهمال الحياة، تأجيل الحياة لحساب الآخر، الثقة بالمسلمات، عدم الشك، سيولة العقيدة، الاقتصاد في اليقين، العقل التداولي، الدفاع عن العقيدة، الموت من أجل الرأي، الهوية الثابتة، الأنا الافضل، الآخر التافه، غياب الوعي النقدي، التقوى الفكرية، التواضع الوجوي، دين واحد، لا تعددية، المنطق التحويلي السائل، الإرهاب الفكري، القتل دون محاكمة، الدين والخرافات.
مفاهيم الجمال والحب والفن والتذوق وتشمل:
 - الجمال وتقديره، صناعة الجمال، قيم الجمال، الجمال الذاتي، الجمال الموضوعي، الجمال والفن، انواع الفنون، الشعر والمسرح، الفن التشكيلي، الموسيقى والغناء، الكاريكاتير والرسم، الضحك، الرقة، الروعة والدهشة، التناسب  والتبين، الحب والعشق، الجنس والجمال، الفن والحلال والحرام، الفن للفن، الفن للحياة، الشكل والموضوع، قصائد الحب، السيمفونيات، الفن الشعبي، المعارض، المتاحف، دور السينما، المسارح، حفلات الغناء، التذوق الفني، النقد الفني، الموضة، الأزياء، عروض الأزياء.
- مفاهيم المواطنة وتشمل:
 الوطن، الوطنية، المواطن، المواطن الصالح، الصالح العام، حق المواطنة، الواجبات، الانتماء، الولاء، الوحدة الوطنية، الشراكة، المسؤولية، التضحية، حب الوطن، ذكر اسم الوطن، مناطق اثرية، انتصارات وتاريخ، السكان في الوطن، التنوع السكاني، التنوع الديني، التنوع البيئي، طبقات السكان، المساواة في الحقوق، الدستور، سيادة القانون، الديمقراطية، الحرية، الدفاع عن الوطن، خدمة العلم، تكافؤ الفرص، احترام الآخر، حماية حدود الوطن، سمعة الوطن، تنوع اماكن العبادة، المسجد، الهوية الوطنية، الهوية الفرعية، الهوية الجامعة.
- مفاهيم التفكير وتشمل:
التعلم من اجل التفكير، التفكير من اجل التعليم، مهارات التفكير الأساسي، مبادئ التفكير المنطقي، مبادئ ومهارات التفكير الناقد، التحليل، السبب والمسبب، الكل والجزء، الآراء والحقائق، التخليص، الاستنتاج، القياس، المقدمات والنتائج، قراءة ما لم يكتب، الاستماع الى ما لم يقل، كشف المغالطات، نقد الإعلان والإعلام، إبداء الرأي، اتخاذ القرار، حل المشكلات، فحص المسلمات، المجاز، الإثارة العشوائية، الخروج عن المألوف، الإبداع والابتكار، تقبل التغيير، التنبؤ والتوقع، التخيل، إنتاج افكار ابداعية، الذكاءات المتعددة، نفي المسلمات، عكس المسلمات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالسبت 03 مارس 2018, 6:25 am

ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: نموذج المنتج التعليمي (4 - 4 )

مفهوم المنتج التعليمي
إن نتائج تحليل الكتب إضافة إلى استراتيجيات التدريس المستخدمة في مدارسنا، وثقافة المدارس وبيناتها، وثقافة وزارة التربية والتعليم، واستجاباتها المتواصلة للصوت الأقوى في المجتمع، من ايديولوجيا مسيسة، ونواب وحاملي فكر محدد، تمكننا من رسم ملامح عامة لخريج مدارسنا أو ما اصطلحت على تسميته "بالمنتج  الطلابي". 
ويقصد بالمنتج الطلابي، ما يحمله الطالب الذي ينهي دراسته في مدرسة أردنية حكومية، أو أي مدرسة أخرى تقترب ثقافتها من ثقافة المدارس الحكومية وما يحمله من أفكار واتجاهات وسلوكات في مواجهة حياته ما بعد الدراسة، سواء الشخصية أو المهنية المستقبلية.
وسواء كان هذا المنتج من صناعة المدرسة بدرجة كاملة أو بتضامن المدرسة مع المفاهيم الاجتماعية السائدة. فإن المدرسة تعد منتجاً ناجزاً أو منتجاً ناجزاً بدرجة عالية، بحيث يسهل على أي جهة متطرفة الوصول به بسهولة إلى حيث تريد.
(2) مواصفات المنتج التعليمي
يمكن أن نحدد بعض المواصفات لهذا المنتج مع ملاحظة أن هذا المنتج هو طالب أردني سيقود المجتمع أو سينقاد للمجتمع في وقت ما: 
1 - يعاني المنتج التعليمي الأردني من "سُمنة معرفية" ناتجة عن تكرس معلومات تراثية قديمة بعيدة عن حياته اليومية ومشكلاته. حيث يمكن لهذه السُمنة أن تؤدي الى "كولسترول معرفي" بدهون ثقيلة قد تغلق كل شراىين التفكير، بما يهدد بجلطة معرفية حادة.
2 - يشعر المنتج التعليمي "بأمن معرف" شامل يجعله مؤمناً بأنه يمتلك كل ما يحتاج اليه من معلومات ومهارات حياتية توفر له الاكتفاء الذاتي للمعرفة، فقد حددوا له كل المواقف والقرارات المطلوبة، وزودوه بمسطرة دقيقة تقيس له الصواب والخطأ. وأي نقطة تقع خارج هذه المسطرة هي تهديد لحقائقه وأمنه.
3 - ويتمتع هذا المنتج بالثبات المعرفي. فكل حقائقه خالدة لا يعتريها أي شك. وهذا الثبات جعله يقف على "خط دفاع معرفي" يصعب اختراقه.
4 -  وانتقل هذا المنتج عكس حركة الطبيعة وابتعد بالدنيا عن الأنسنة، حتى لكأن المطلوب رفض حياتك في الدنيا.  
 5 - واندهش هذا المنتج التعليمي بنصوص ساحرة تلهب الخيال، وامتلأت حياته الثقافية بأحداث زورت التاريخ، وصارت الاساطير الثقافية بديلاً للحقائق التاريخية، مثل: - اذا بلغ الرضيع لنا فطاماً.. - ونقلع عين اللي يعادينا... والحروب والانتصارات والنصوص الملهبة للمشاعر وصار هذا المنتج لا يناقش نصاً بل يخضع لسحر أي نص دون أي شك فيه.
6 - وتقمص هذا المنتج - دور الأستاذ - الذي يوجه الآخرين. وصور له جهله أنه سيد العالم، فبدلاً من ان نتتلمذ من العالم صرنا نمارس الأستذة عليه.
7 - ونظراً لأهمية حماية ما يمتلكه هذا المنتج من سمو معرفي صار يشعر أن أي أقلية تهدده، وأن أي سلوك حتى لو كان من قبيل تناول "سندويش في موسم ما أو مكان ما"، يهدد كل قيمه وثقافته ويشكل خطراً عليه.
8 - وزرع نظامنا التعليمي في ذهن منتجنا التعليمي أن أي مخالفة - للنظام الجمعي أو الرأي العام الجمعي هو خروج فاضح وخطير.
9 - ويكثر منتجنا المعرفي من اليقين "واليقينيات" فلم يعرف شكاً، وشعاره: إما أن تقبله كله أو تعرض نفسك للعقوبة، فأسرف كثيراً في الاعتقاد واليقين، ولم يمارس أي شك أو فحص أو حتى أي اقتصاد في الاعتقاد أو اليقين.
النقلات المطلوبة لتطوير المنتج التعليمي
إن شكل "المنتج التعليمي" صار واضحاً من طريقة تصرفاته وحتى أحياناً من شكله وشكل ملابسه، ومن نزفه في احتمال التخلف، ومن دعوته الجميع الى أن يلبسوا مثله ويتشكلون بشكله.
ولذلك ندعو الى النقلات الآتية:
- من تعليم يعلم اليقين إلى تعليم يعلم الاقتصاد والشك والفحص والمناقشة.
- من تعليم يقود الى تديين الدنيا إلى أنسنة الدنيا.
- من العقل الثابت الى العقل المتحول.
- ومن الهوية الجامدة الى هوية متفاعلة متجددة.
- ومن امتلاك لحلول جاهزة الى البحث عن حلول جديدة.
- من التمترس المعرفي الى الانفتاح. 
- من السمنة المعرفية الى الرشاقة المعرفية.
- من الأمن المعرفي الذاتي الى القلق المعرفي الباحث.
- من السير على خط أفقي مستقيم إلى السير في كل اتجاه.
ان هذه النقلات تتطلب في النهاية نظاماً تعليمياً منفتحاً، وكما اوضحت في المقالات السابقة، فإن في قانون التربية والتعليم الاردني رقم 3 لعام 94، كل المواصفات لمنتج تعليمي حداثي، محاور، باحث، متأمل، فلم يترك قانون التربية ولا أهداف التربية أي مجال لاتهام من يطالب بالحوار والتفكير واحترام الآخر!! 
إذن كل ما نطالب به تطبيق القانون لا أكثر.  ولسنترشد بقول جلالة الملك في الورقة السابعة بضرورة البعد عن الخوف والتردد في اتخاذ قرارات تربوية جريئة.
المطلوب العمل وفق القانون، ووفق ورقة الملك، بعيدا عن المخاوف والتهديدات، فلدينا مشتركات وطنية ومشتركات عالمية نبني مناهجنا وفقها. والمطلوب فقط أن نعمل بجرأة ووفق منطق التغيير او "فقه التغيير" بحيث لا نمكن أي جماعة من اختطاف التعليم مرة أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالأربعاء 28 مارس 2018, 4:25 am

سيكولوجيا العنف المجتمعي والمدرسي: بين الظاهرة والسلوك الفردي (1 - 4)

د. ذوقان عبيدات *

هذه دراسة في سلسلة من أربعة مقالات عن العنف المدرسي تتناول الأولى التمييز بين العنف المدرسي كظاهرة، والعنف كسلوك فردي وفق مبادئ علم الاجتماع، والثانية تحليل اجراءات وزارة التربية والتعليم في إدارة العنف المدرسي في تعليمات الانضباط المدرسي، والثالثة تحليل سيكولوجية الطالب العنيف، وما يمتلكه من فائض في قوى سلبية، ومن نقص في القيم الايجابية.
وخصصت المقالة الرابعة لحلول جديدة لمواجهة هذا العنف المتزايد. آملاً أن أكون قد احطت بجوانب الموضوع.
كان من السهل على من تحدثوا في موضوع العنف المدرسي مؤخرا في وسائل الاعلام المختلفة أن يبسطوا الأمور ويتحدثوا عن ظاهرة أسموها العنف المدرسي استنادا إلى عدد من الحوادث الفردية، دون محاولة التعمق في الاجابة عن اسئلة مثل:
هل العنف المدرسي ظاهرة؟ وهل الظاهرة جديدة على مدارسنا؟ وهل هي امتداد للعنف المجتمعي أم مستقلة عنه؟ واذا كان العنف المدرسي والمجتمعي ليس ظاهرة بل مجموعة سلوكات فردية متناثرة، فهل يجوز التحدث عن ظاهرة؟ وما الظاهرة؟ وما شروطها؟ وما عواملها الاجتماعية أو النفسية؟
وإذا كانت السلوكات العنفية فردية، فهل فكر علماء النفس أو الاجتماع في تحليل شخصية من مارس العنف؟ هذه المقالة ستحاول الاجابة عن بعض هذه الأسئلة.
(1)
معنى الظاهرة
تعرف الظاهرة بأنها مجموعة سلوكات لا علاقة لها بالافراد، وليس لها بداية أو نهاية، فهي موجودة قبل الأفراد وباقية بعدهم.
فالزواج مثلاً ظاهرة اجتماعية، لا علاقة لها بمن يتزوج أو لا يتزوج وهي موجودة بغض النظر عن سلوك الأفراد. ولذلك تسمى أهم خصائص الظاهرة بأنها شيء مستقل، وهذا ما يدعى بشيئية الظاهرة الاجتماعية وهذه الظاهرة كأي شيء يمكن دراستها موضوعياً وحتى في المختبر، وإجراء دراسات عليها تصل الى حد الدراسات التجريبية أو شبه التجريبية.
فالظاهرة الاجتماعية كما حددها دوركهايم ابرز فلاسفة عصر الاجتماع هي:
- جماعية، بمعنى أنها تمارس من سائر الافراد، وليس من اقلية، فهي سلوك تمارسه الجماعة ومقبول منها، كالزواج والثأر والملابس وغيرها. اذن هي سلوك جماعي وليس فرديا.
- انها قهرية، تفرضها الجماعة على سلوك الأفراد، ومن لا ينسجم معها يعتبر "شاذا"، أو خارجا قد يتلقى تعليقات عديدة، كمن لا يتزوج مثلاً.
- انها تحدث تلقائيا، وبانسجام تام مع تقاليد المجتمع. 
وهذه الظاهرة قد تتحول الى مشكلة، فالزواج مثلاً قد يرتبط بمشكلات عديدة تتعلق بالكلفة والمبالغة في الفرح وإطلاق النار... الخ. وما يحدد الفرق بين الظاهرة والمشكلة هو في موقف المجتمع من قبولها أو رفضها، فالثأر مثلاً ظاهرة اجتماعية وليس مشكلة ما دام المجتمع أو العشيرة تقبله، ولكنه مشكلة إذا كان مرفوضا من المجتمع أو  العشيرة.
والظواهر الاجتماعية إذن قد تكون ايجابية أو سلبية، وقد تتحول ظاهرة ما لتكون سلبية، كما يحدث في الغش في التجارة، وظاهرة الكسب السريع، وتعدد الأحزاب، وتحول تفاعل الطلاب إلى عنف وعدوان.
ومن الظواهر السلبية مثلا، النفاق الاجتماعي والسياسي، وسيادة الانتهازية والمظهرية، وعنف الملاعب، والعنف الاسري، واللجوء إلى الشعوذة، وانتشار الخرافات المرتبطة بعقائد اجتماعية أو علمية أو دينية، أو عنف المدرسة أو سلوك الشرطة، أو انتشار الأمية، أو ارتفاع الاصوات في حالات الفرح عبر مكبرات الصوت... الخ.
(2)
عوامل وراء ظواهر سلبية
يمكن من الناحية النظرية أن نحدد عددا من العوامل وراء ظواهر سلبية - وهذا ما تحدث به معلقون أو محللون كثيرون- حيث ابرزوا العوامل الآتية:
- اضطراب القيم وضعفها في  نفوس من يروجون أو يمارسون ظاهرة ما. - التكنولوجيا ووسائط التناقل التي تساعد على نشر معلومات دون تفسيرها ما يسهل الحشد والتعصب والتطرف. - نقص المعلومات وعدم معرفة القواعد القانونية والاخلاقية عند كثير من الأفراد والجماعات. - ضعف الدور التربوي للمدرسة والأسرة.
وكانت العلاجات المقترحة وفقاً لذلك، تنصح بتفعيل دور المدرسة والاسرة، وتشديد العقوبات وغير ذلك من العلاجات السطحية، إلا أن كثيراً من العلاجات مثل العقوبات لم تفلح في علاج أي ظاهرة ولعل في تنفيذ عقوبة الإعدام للمجرمين دليلا على تزايد الجريمة لا تناقصها. 
(3)
عودة إلى العنف المدرسي
ان أخطر ما في ظاهرة ما، ان المجتمع يفرضها على الفرد، وان الفرد ينفذها بدعم من المجتمع، وان لها صفة الإلزام والقهر، ولا يستطيع الفرد مقاومتها. إذا كانت هذه الظاهرة المجتمعية، فكيف بها الظاهرة المدرسية؟ أو الظاهرة التربوية؟
ما يأخذه الطالب من مجتمعه العائلي أو الأكبر أو المدرسي مجموعة من القيم والسلوكات أذكر بعضها:
- يجب أن تكون قوياً بما فيه الكفاية لترد أي عدوان تتعرض له، وأن عليك أن ترد العدوان بمثله.
- لا تلجأ الى القانون لأخذ حقك، فإذا اعتدى عليك طالب أو ربما معلم فإن عليك أن تأخذ حقك بيدك. فالبنت هي من تذهب الى الشكوى باكية.
- لا تنسحب امام أحد، فأنت ابن عائلة أو عشيرة قوية. وعليك أن تلوح  بذلك، اذا لم تكن قادراً على استخدامها.
وكثيراً ما سمعنا عن تراجع معلمين أو مديرين عن تطبيق القانون اذا اكتشفوا أن للطالب المعاقب نفوذاً عائلياً قوياً. مثل حكاية "الفيل يطير احياناً، لكنه لا يحلق" هذا بعد أن اكتشف المعلم أن للطالب نفوذا!
وبعيدا عن ذلك، فإن المدرسة تواجه العنف من خلال اجراءات قانونية، سنعرض بعضها، لنبين أنها لم تكن فعالة في تقليل العنف او أنها زادت منه في بعض الاحيان، وهي ما تسمى تعليمات الانضباط الذاتي المدرسي.
* مجتمع النهضة التربوي




تعليمات الانضباط المدرسي بوزارة التربية: دراسة تحليلية (2 - 4)


صدرت هذه التعليمات تحت مسمى تعليمات رقم (1) لسنة 2001 وتشتمل على عشر مواد قانونية تتعلق بمجلس الضبط ومهامه، والتعامل مع مخالفات الطلبة، والعقوبات التي يتعرض لها المخالفون. وسنعرض بعض هذه المواد وتحليلها للكشف عن مدى قدرتها على معالجة العنف المدرسي.
(1)
انضباط أم ضبط
سميت التعليمات بالانضباط، والانضباط عادة يعني بناء حصانة لدى الطالب تمكنه من معرفة السلوك الصحيح ذاتيا، وعدم الاقتراب من مخالفة أي قانون.
والانضباط يعني: تركيز الجهود على بناء منظومة قواعد اخلاقية قيمية ومهارية تمكن الطالب من ممارسة السلوك السليم، وهذا الانضباط يتطلب من المدرسة الممارسات الآتية:
- تقديم نماذج سلوكية ملائمة للالتزام القانوني والأخلاقي. 
- تحليل شخصيات، انشطة مسرحية هادفة، مقاومة السلوكات العنيفة، بل واستهجانها.
- بناء ثقافة مدرسية تحت مسمى حل المشكلات دون استخدام العنف، أو على اسلوب رابح- رابح. وهذه الأساليب تبنى على الحوار والمفاوضات وتقديم التنازلات والحلول الوسط.
- بناء ثقافة قانونية مدرسية تستند الى ثقافة حقوق الإنسان، وتبني منظومة من الإجراءات والقواعد القانونية التي يشارك الطالب في بنائها، وبحيث يتفق الطلاب والمدرسة على مجموعة قواعد سلوكية عامة للسلوك المدرسي، ويشمل ذلك سلوك المدير والمعلمين والأهالي والطلاب.
- بناء ثقافة قانونية صفية، تشمل قواعد السلوك الصفي من حيث دور المعلم والطالب وحدودهما، وطبيعة التفاعلات الصفية، وهنا يعطى الطلاب دورهم الكامل في بناء هذه الثقافة والقواعد.
- بناء هيئة طلابية صفية لحل المشكلات في كل صف، وهيئة طلابية مدرسية لحل المشكلات الأكثر تعقيدا.
ويهمني في هذا المجال أن أشير إلى اسلوب شاع في كل العالم - عدا بلادنا - وهو اسلوب: توسط الرفاقPeer" "،Mediation وهو عبارة عن هيئة طلابية منتخبة من غالبية طلابية وقد يدخلها معلم أو أكثر. تقوم بمناقشة المشكلات التي يواجهها الطلاب والمعلمون.
ملاحظة: سبق لمدرسة عمان الوطنية عقد ورشة تدريبية العام 1996، للتدريب على نموذج توسط الرفاق ولا اعتقد بوجود متابعة أو انتشار لهذا النموذج في مدارسنا.
هذا كله في باب الانضباط، أما الضبط فهو تشكيل هيئة خارجية، تضع القوانين وتنفذها بعيدا عن الطلاب، ولا شك أن تعليمات انضباط الوزارة هي ضبط شديد وليس انضباطا، والضبط يركز على المخالفة والعقوبة، وهذا ما أكدته التعليمات الصادرة عن الوزارة، وليس للمدارس سوى التنفيذ!
(2)
ملاحظات تحليلية
صدرت تعليمات الانضباط العام 2007، وكان المجتمع الأردني والمجتمع الطلابي في حالة أكثر استقرارا من العام الحالي 2018، حيث تزايدت مبررات سلوكات التطرف والتعصب والتحيز والاستعلاء، وزاد النفوذ العشائري والديني، كما تزايد العوز الاقتصادي والبطالة والفقر، وبدون الخوض في هذه التغيرات إلا انه يمكننا القول أن المجتمع الأردني 2018 ليس كما كان عام 2007، وأن الطلاب أيضا تغيروا كثيرا، والمدرسة تغيرت، وأداء المعلمين والأبناء وحتى النظام العام تغير كثيرا.
وسأبدأ بذكر بعض الملاحظات:
1 - لم تتعرض تعليمات الانضباط المدرسي للمستجدات الطلابية والمجتمعية الحديثة مثل السلوك المتطرف والتعصب والإرهاب.
2 - ناقشت تعليمات الانضباط المخالفات التقليدية، بل وركزت على مخالفات لا علاقة لها بالمدرسة مثل معاقبة انتهاك حرمة شهر رمضان، أو إهانة أحد المعلمين، أو التعرض للأديان السماوية بأي طريقة كانت، أو التعرض لمقامات عليا، ما يعني أنه يمكن تفسير أي سلوك نقدي بأنه تعرض يستحق العقوبة المدرسية، ثم ما المقصود بانتهاك حرمة شهر رمضان؟ هل هو الإفطار؟ أم الأذى اللفظي أم عدم الصلاة مثلا؟
وما المقصود بالتعرض لمقامات عليا؟ هل المدير صاحب مقام عال؟ هل الوزير؟ أو المسؤول الأمني أصحاب مقامات عليا؟ ان خطورة هذه الأمور انها تتطلب إخراج الطالب من التعليم حتى نهاية العام الدراسي (المادة السابعة/أ).
3 - يمكن للطالب الذي كرر المخالفات السابقة، غير المعرفة أو المحددة، أن يتعرض لعقوبة الفصل النهائي من المدارس الحكومية أو الخاصة. فأي انضباط هذا؟
4- لم يلاحظ في تعليمات الانضباط غير العقوبات: الانذار مادة 5، النقل مادة 6، الفصل المؤقت والدائم المادتان 7، 8، إضافة لعبارات: التحقيق ، مجلس الضبط، سجلات التحقيق. فأين الانضباط؟
وللأمانة ورد في المادة 3/أ، النص الآتي: وتستخدم المدرسة الأساليب الوقائية والعلاجية لتعديل سلوك الطلبة.

(3)
هل للعقوبات تأثير ايجابي في تعديل السلوك؟
اختلف المربون- وحتى أصحاب نظريات التعلم، في تحديد أثر ايجابي للعقاب، وغالبا ما اتفقوا على الآثار السلبية التي يتركها العقاب!! ومن هنا نناقش تعليمات الانضباط المدرسي التي ما تزال مستخدمة في مدارسنا!!
- ما الايجابية التي يتركها العقاب على طالب مراهق أمام زملائه؟ - كيف لطالب تم نقله من مدرسته إلى مدرسة أخرى أو من لواء إلى محافظة اخرى ان يتكيف ويتحسن سلوكه؟.
أذكر من خبرتي أن طالبة في التوجيهي في مدرسة ثانوية بنات إربد نقلت إلى المفرق لأنها رفضت ان تسمح للمديرة بقص خصلة من شعرها أمام الطابور الصباحي. والحادثة موثقة في سجلات الوزارة. 
هذه أسباب قد تنقل مئات الطلاب إلى ألوية بعيدة عن منازلهم! هذه الطالبة المنقولة إلى المفرق اشتهرت بتهذيبها، ولكن مديرة المدرسة ومدير التربية وأمين عام الوزارة وافقوا على نقلها إلى المفرق!
ماذا ستحمل هذه الطالبة من ذكريات عن المدرسة والتعليم بل والحياة؟ 
نحن بحاجة إلى نظام انضباط ذاتي وليس ضبطا بوليسيا، بحاجة لكل طلابنا، خاصة وأن الطالب المخالف قد يكون ضحية.
وسأتحدث عن سيكولوجية الطالب العنيف في المقالة التالية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالثلاثاء 24 أبريل 2018, 12:50 am

سيكولوجية الطالب العنيف (3 - 4)


د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: File

في الأواني المستطرقة، تتساوى الارتفاعات، فالأنبوب الذي يحوي سائلا أعلى ينحدر ويفيض على ما يقل عنه ارتفاعا. فهناك إذن فائض ما، كما أن هنالك نقصا ما. وهكذا في السلوك الإنساني، من يمتلك فائضا ما يميل بسهولة إلى ملء نقص بما لديه.
إذن؛ قد يمتلك شخص ما قوة ايجابية، يميل تلقائيا نحو ملء نقص ما في مجال سلبي، ويكون هذا الميل ايجابيا. لكن إذا امتلك فائضا سلبيا في قيمة ما فلن يكون تأثيره سوى سلبيا.
فالمعادلة إذن هي فائض ما، ونقص (غيض) ما، وفي حالة الطالب العنيف فإن القوى الفائضة هي سلبية والنقص هو قيم أو قوى ايجابية.
وسنتحدث فيما يأتي عن الفيض في القيم السلبية والغيض في القيم الايجابية في شخصية الطالب العنيف.

(1)
فيض في تضخم الذات مقابل غيض في احترام الآخر، قد يرى العنيف نفسه متفوقا في امكاناته وقدراته خاصة العضلية منها، وبذلك يبدد فائض القوة على من لا يمتلكها عدوانا لفظيا أو جسديا أو رمزيا.
فالطالب العنيف يمتلك: فيضا في القوة العضلية وغيضا في القوة الاخلاقية. وفيضا في التنافس وغيضا في المشاركة. وفيضا في الصلابة العقلية وغيضا في السيولة والمرونة. 
إذن المعادلة المستطرقة هنا هي توظيف الفائض دون ردع مقابل. 
ويتعزز هذا الفائض وفق ثقافة التغلب والتفوق والتنافس، بينما تخسر ثقافة العمل أو "المعيّة" عمل ما في مشاركة وتعاون. 
والضحية عادة يمتلك: فيضا في الضعف، وفيضا في الرغبة في الأمن وربما فيضا في القيم الاخلاقية.

(2)
فيض في ثقافة العدوان وغيض في ثقافة القانون: وللثأر والانتقام مرجعيات قوية في اسلوب تربيتنا، ففائض القوة يتجسد عدوانا أو ثأرا أو انتقاما، دون وجود الرادع فمن امتلك قوة العدوان لا يمتلك ثقافة القانون، وغالبا ما يميل العدواني إلى استخدام عضلاته أو الفاظه تجاه الآخر.
 فالطالب العنيف يمتلك: غيضا في ثقافة الثأر وفيضا من ثقافة الثأر. غيضا من ثقافة المساواة وفيضا من ثقافة التعالي. غيضا من الكلمات الايجابية وفيضا من قاموس سلبي. 
فالمعادلة المستطرقة هنا، انسياب الثأر والتعالي والكلمات أو الالفاظ السلبية دون أدنى رادع من ثقافات الاحترام والمساواة والسلوك الايجابي. والضحية هنا مرة ثانية طالب ضعيف أو خلوق أو منعزل.
(3)
فيض في الانتماء الفرعي وغيض في الانتماء الجمعي أو المواطني. غالبا ما يستمد العنيف مواقفه وحوافزه وادواته من انتماءاته الفرعية. 
فابن العشيرة مثلا يبالغ في فخره بقوة عشيرته ومكانتها فيحمل سماتها وادواتها، فاذا كان السلاح من ثقافة العشيرة فانه يحمل سلاحها. وابن "البلد" يبالغ في ملكيته للوطن وتفرده في هذه الملكية، فيرى نفسه الوطن كله، والمدافع الوحيد عنه والحامي التاريخي له، وغير ذلك، مما يجعله استعلائيا مغرورا أمام طلاب لا يمتلكون مثل انتمائه وعشيرته ونفوذه.
ترى لو عملنا دراسة سيكولوجية على الطلاب العنيفين هل يمكن أن نكشف عن هذه الخصائص؟ وهل يمكن أن يحمل شخص من غير انتماء "عائلي" أو مناطقي سلاحا؟
إن جميع الدراسات على العنف المدرسي سواء تلك التي اجرتها وزارة التربية أو الجامعات، قدمت نتائج ساذجة في أن اسباب العنف هي ضعف التربية الأسرية وبعض العوامل المدرسية، بل وأوصت الأهالي والمعلمين بزيادة حرصهم!
اذن، ان فائض الانتماء الفرعي، مهما كان: عائليا، مناطقيا، مذهبيا أو غير ذلك يوفر غطاء للعنف، وفي مقابل ذلك لا يرى ابن العشيرة نفسها مواطنا، لان المواطنة تجعله معادلا لغيره وهذا ما لا يقبل، ومن المؤسف أن الانتماءات الفرعية هي السائدة في عقلياتنا وثقافة مجتمعنا، وبعض مناهجنا!

(4)
فيض في الجمود العاطفي وغيض في الذكاء العاطفي: ينتج الجمود العاطفي من غياب الحب والرعاية والعطف، فيربي الجامد على الصمود وعدم التردد او التراجع، وانعدام المشاركة الوجدانية، مما يجعله قليل الذكاء العاطفي، وقليل الحاجة الى قيم الخير والحب والجمال. 
والجامد عاطفيا يمتلك: فيضا في التشدد وغيضا في التسامح. وفيضا في الادعاء وغيضا في الاداء. وفيضا في الاندفاع وغيضا في التروي. وفيضا في الالغاء وغيضا في التقبّل. 
لقد أعلنت نتائج بحوث الدماغ ان العاطفة مكون اساس قد يعادل العقل في بناء شخصية الطالب وبناء تفكيره ودماغه 
فالذكي عاطفيا لن يكون عنيفا لانه: - يضع نفسه مكان الآخرين. - يحل مشكلاته دون عنف. - يؤمن بحلول: رابح - رابح. - يقدّر دور الآخر. - يعمل مع الآخرين على قدم المساواة.

(6)
فيض في الفردية وغيض في "المعية": والفردية خلاصة لكل فيض سلبي ولكل غيض ايجابي، فالطالب الفردي لا يمتلك الذكاء العاطفي ولا الانتماء الجمعي ولا القيم الاخلاقية، ولذلك يتصرف ملغيا الاخرين، ساعيا الى التفوق عليهم. ومن يمتلك احساسا بـ"المعية" withitness، هو طالب متعاون، مشارك، ذكي عاطفيا.
واخيرا، اذا كانت هذه سيكلوجية الطالب العنيف فما الحلول لمواجهة هذا السلوك؟ هذا موضوع المقالة التالية. 

* مجتمع النهضة التربوي.




العنف المدرسي: حلول ومقترحات (4 - 4)


تناولت المقالات الثلاثة السابقة التمييز بين العنف كظاهرة والعنف كسلوك فردي، وقلنا إنه لن يكون العنف ظاهرة جمعية إلا إذا كانت ثقافة المجتمع وثقافة المدرسة ثقافة تشجع العنف وتدعمه.
ولا شك أن هناك عوامل اجتماعية وتربوية تشجع بعض جوانب العنف، ولكن العنف لن يكون ظاهرة اجتماعية، بمعنى أنه يمارس من كل طالب، أو مقبول من الطلبة ومعلميهم وأهاليهم.
كما تناولت المقالة الثانية تحليل تعليمات الانضباط المدرسي الصادرة عن وزارة التربية حيث تطبق في جميع مدارسنا. وقلنا إن هذه تعليمات ضبط وليست انضباطاً وإنها مليئة بمصطلحات هيئة التحقيق وسجلات التحقيق، والنقل والإنذار والفصل وغير ذلك، حيث يظهر أنها لن تنجح في بناء الانضباط الذاتي، بمقدار ما تصنع خوفاً ورعباً لاحترام القانون.
أما المقالة الثالثة فتناولت سيكولوجية الطالب العنيف، وقلنا إنه يمتلك فيضاً في قوى سلبية كالقوة الجسدية والانتماء الفرعي والفردية مقابل فيض من قوى إيجابية كالحب والخير والحق والجمال. وعلى ضوء تلك المقالات، سأقدم مقترحات وحلولاً في هذه المقالة، حلولاً لا تنطلق من فراغ بل مما جاء في المقالات السابقة.
مقدمة ميثاق منظمة اليونسكو
وردت في ميثاق اليونسكو العبارة الآتية: "وكما تبدأ الحرب في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام".
وقد صارت هذه العبارة مصدر إلهام لكل عمل. بل منطلقا لحديث كل متحدث في أروقة اليونسكو، فالسلام يبنى في نفس المكان الذي تنمو فيه الحرب، وهكذا نستبدل السلام بالحرب، وهذا ما نحتاج إليه في  معالجة العنف المدرسي، وهو استبدال الحب بالعنف، وبناء صروح الحب في قلوب الطلاب وعقولهم.
إن بناء السلام يتطلب بناء ثقافة السلام، وهذا ما تسعى اليه اليونسكو، وإن بناء الحب يتطلب بناء ثقافة الحب في القلوب والعقول، وتتطلب بناء ثقافة الحب، استبدال ثقافة العنف، وهذا كي ينجح، لا بد من التحدث عن الإجراءات والمفاهيم التي تزيل ثقافة العنف والكراهية، وإحلال ثقافة التسامح والحب، فما هذه الإجراءات؟
(1) مجتمعات التعلم:
مجتمعات التعلم هي تنظيم للطلاب في مجموعات، تسمى مجتمعات، والفرق بين المجموعة والمجتمع هو في امتلاك المجتمع قيماً وأهدافاً ورؤية ورسالة مشتركة، حيث يصل التضامن إلى أعلى حدوده.
والمجموعة تتألف من أفراد، والمجتمع يتألف من أعضاء، والمجموعة عدد من أفراد، والمجتمع عدد من القيم المشتركة.
إذن تكون مجتمعات التعلم أساساً: - للتعاطف في المشاعر. - للعمل لتحقيق اهداف مشتركة. - للتعليم المتبادل، حيث لكل دور. - لتراجع الفردية أمام الجمعية. - للانتماء وتكوين هوية فريق.
فالعلاقات في مجتمعات التعلم هي علاقات ندية، تشاركية مساواة في القيمة، تبادل للحاجات.
يتكون مجتمع التعلم من 5-8 طلاب، من صف واحد أو من صفوف مختلفة، وذلك يعتمد على المهمة والهدف. وقد يضم مجتمع التعلم  طلاباً وحدهم، أو طلاباً ومعلمين أو طلاباً ومعلمين وأهالي.
وتنظم مجتمعات التعلم، أو المجتمعات المتعلمة، بحيث يكون كل طالب عضواً في مجتمع على الأقل، فقد يكون الطالب عضواً في مجتمع للبحث، وعضواً في مجتمع تطوير المادة الدراسية أو الواجبات أو الأنشطة أو خدمة المجتمع أو مجتمع الفن وغير ذلك.
إذن توفر مجتمعات التعلم: علاقات، مساواة، عدالة، عيشاً مشتركاً، انتماءً، صداقة، هوية، أمناً وحماية.
فالطالب لم يعد فرداً عائماً بما يشكل هدفاً سهلاً للعنف!!
(2) ثقافة السلام:
إن ثقافة المدرسة حالياً ثقافة تشجيع الفردية والتنافس بل تقدم الحوافز للمتنافسين، كما تشجع تصنيف الطلاب إلى فئات حسب مستوياتهم التحصيلية، وقد تخترع معايير اخرى للتصنيف كالمسابقات العديدة، والتي غالباً ما تنتهك قواعد تربوية مثل مسابقات التوفير والنظافة، والتبرعات وبرامج أنت وحظك، وغيرها.. كما تتميز ثقافة المدرسة حالياً بالأمر والطاعة لقوانين لم يسهم الطلاب في وضعها، حيث تعج كل مدرسة بقوائم الممنوعات، مثل ممنوع الركض، ممنوع العلكة، ممنوع التصوير، ممنوع بعض الملابس، وحتى ممنوع الشرب.. الخ.
إن ثقافة الممنوعات رافد مهم لثقافة العنف والخروج عن القانون. حيث تتشكل العصابات الطلابية أساساً لاختراق الممنوعات، ولعل إغلاق أبواب المدرسة من الخارج هو من درّب الطلاب على الهرب من فوق أسوارها.
ان سيادة ثقافة السلام تتطلب وجود رؤيا ورسالة وقيم بنفس الدرجة التي تتطلب مشاركة كاملة من الطلاب في تحديد ملامح هذه الثقافة، فلا يمكن تخيل ثقافة خالية من العنف في مدرسة يسودها جو من الرعب والبحث عن السلام وحسن الختام!!
بل ما معنى مجلس ضبط، وتحقيق، وإنذار، ونقل تأديبي، واخراج لمدة عام أو فصل نهائي من المدرسة؟ هل هذه ثقافة سلام؟؟
وتتطلب ثقافة السلام وجود آليات لحل الخلافات والاختلافات وفق آليات: - الحوار. - المفاوضات. - التسويات. - التنازلات المحسوبة. - التوافق العام. 
والابتعاد عن ثقافة الاجماع أو ثقافة التصويت والاغلبية ففي التربية لا قرارات الا بالتوافق والاتفاق.
(3) التوسط بين الرفاق:
ينتشر هذا البرنامج في عديد من الدول المتقدمة تربوياً، حيث تتطوع مجموعة من القيادات الطلابية وبعض المعلمين، بإدارة برنامج للتوسط بين الرفاق حين يواجهون مشكلات أو صراعات أو خلافات.
يستند هذا البرنامج إلى الأسس الآتية: - الطلاب يحلون مشكلاتهم دون تدخلات رسمية. - يحتاج الطلاب إلى مساعدة في حل خلافاتهم. - لا داعي للتدخل الرسمي لحل الخلافات. 
يبدأ هذا البرنامج بالطلب من ذوي القدرة التطوع للقيام بدور وسيط. وبذلك تتشكل هيئات وساطة: - بين الطلاب أنفسهم.
- بين المعلمين. - بين الطلاب والمعلمين.
يقوم الوسيط بدور محايد بين المتنازعين وفق المنطق الآتي: - يعرض كل طرف المشكلة كما يراها. - يطلب الوسيط من كل طرف شروطه لحل النزاع. - يبحث الوسيط عن المشتركات. - يعرض الحلول دون أي تدخل منه. - يوقع المتنازعان على اتفاق مكتوب. 
ان ميزة هذا البرنامج تتضح مما يأتي: - ينمي قيادات تربوية طلابية. - ينمي ثقافة حل المشكلات دون استخدام العنف.
- ينمي ثقافة قانونية بعيدة عن العنف. - يساعد الطلبة على حل مشكلاتهم بطرق غير رسمية. - يقترح الطلاب الحلول بأنفسهم.
ان المدرسة حين تستخدم هذه البرامج بدلاً من مجلس الضبط فإنها تقدم نماذج إيجابية داخل المدرسة وخارجها.
إن كثيراً من المشكلات يمكن حلها من خلال التفاهم والتفهم المتبادل دون أن تترك آثاراً سلبية على طالب منتصر وآخر مهزوم.
إن ما تحتاجه في مدارسنا تنمية انضباط ذاتي يستند إلى: - عدم التدخل الرسمي. - حل المشكلات بطريقة رابح - رابح.
- نشر ثقافة اللجوء إلى الأطر القانونية. 
ومن المهم أن نوضح أن التوسط يختلف عن التحكيم. فالمحكم له سلطة فرض الحل، أما الوسيط فيقتصر دوره على تشجيع الوصول إلى حل، وبذلك يبقى القرار بين الطلاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالأربعاء 01 أغسطس 2018, 8:43 pm

التربية والتعليم: وزراء وإنجازات محدودة (1 - 4)

د. ذوقان عبيدات
استهلال.. 
هذه دراسة تاريخية لتوثيق مسيرة وزارة التربية وإنجازاتها عبر تاريخها منذ سنة 1921. جاءت الدراسة التي ستنشر في أربع حلقات شاملة لمعلومات موثقة في بعضها، ومعلومات عايشتها في بعضها. ومعلومات أكدت دقتها من خلال التواصل مع بعض الوزراء.
-كان هدف الدراسة تسجيل إنجازات وزارة التربية لا تقييم الوزراء. -إن بعض الإنجازات نضجت في عهد وزير ما. لكن التخطيط لها كان سابقا لهذا العهد، ولذلك تم تسجيلها وقت إعلانها. -وترون أيضًا أن الوزارة مرّت بعهود كلها إنجاز وعهود كانت راكدة. 
-وكأي دراسة تاريخية، فقد تنقصها بعض المعلومات، او حتى بعض الدقة. فالدراسات التاريخية "كائن حي" نام تتطور وتتكامل وتتعدل على ضوء أية معلومات جديدة. ولذلك يرحب كاتب هذه الدراسة بأية تغذية راجعة.
-وترون تفاوت إنجازات الوزراء حسب متغيرات عديدة. فبعضهم كان ذا رؤية، وبعضهم كان مجرد مدير للعمل اليومي. وبعضهم مرّ بسرعة لم تسمح له بالتفكير بإنجازات. وليس هناك أعذار لغير هؤلاء.
-ومن المفزع حقا أن نرى أن معظم الإنجازات كانت في عهود وزراء غير مختصين في التربية، بل شخصيات عامة غير مختصة، لا تملك خبرات متخصصة ولو محدودة في التربية.
-وربما عادت خبراتهم إلى ذكرياتهم حين كانوا طلاباً أو ممّا سمعوه من أبنائهم وأحفادهم. بينما كانت إنجازات الوزراء التربويين محدودة تمامًا.. فالإنجازات الواضحة سجلت بأسماء مضر بدران، عبدالسلام المجالي، عبدالرؤوف الروابدة، خالد طوقان، وعمر الرزاز, وليس باسم أحد من التربويين ممن لم يمتلكوا رؤية أو رسالة.
تشير سجلات ووثائق وزارة التربية والتعليم أن أول من حمل لقب وزير تربية (معارف) كان مظهر بك أرسلان في 11/4/1921 ثم تعاقب على الوزارة 104 وزراء حتى الآن. مع ملاحظة أن بعضهم قد تكرر استلامه للوزارة أكثر من مرة.
وعند تحليل التواريخ والأسماء من وجهة نظر شخصية مستندة إلى معلومات يمكن إبراز ما يأتي:
1-كان معدل استلام الوزير لحقيبته أقل من سنة. وكان أكثر الوزراء تكرارا ذوقان الهنداوي، حيث استلم الوزارة إحدى عشرة مرة . كان أولها 1965 وآخرها 1991 وعمل وزيرا للتربية مددًا وصلت إلى اثني عشر عاما. وأقل الوزراء مدة ابراهيم الصايل مدة عشرة أيام من 16/9/1975 وحتى 26/9/1970.
2-استلم الوزارة اثنا عشر وزيرا يحملون لقب سماحة الشيخ حكموا مدة 129 شهرا، أي ما يعادل 11 سنة تقريبا كان أولهم سماحة الشيخ أحمد السقاف في 6/12/1939 وآخرهم سماحة الشيخ ابراهيم القطان في 27/1/1962 ولم يصل أي سماحة –رسمي- وزارة التربية بعد ذلك التاريخ.
3-استلم من الأخوان المسلمين، أو ممن جاء من خلفية إخوانية سبعة وزراء حكموا 152 شهرا أي ما يقارب ثلاث عشرة سنة. كان أولهم د. اسحق الفرحان سنة 1970. وآخرهم د. عبدالله العكايلة سنة 1990. اضافة الى د. عزت جرادات 1999.
 هذا لا يعني عدم وجود وزراء آخرين "أخونوا الوزارة" من غير هؤلاء. فوزارة التربية والتعليم حكمت من الاخوان بشكل كامل، فأمين عام الوزارة –والمديرون العامون في جميع دوائر المملكة كانوا من الإخوان في الفترة (1980 – 1984) وفي عهد وزير غير إخواني. وكان هذا الوضع سببا في إبعادهم جميعا سنة  1986 في عهد عبدالوهاب المجالي.
 كما أن من المهم أن نعي أن بعض الوزراء الذين جاءوا من خلفية إخوانية لم يكونوا مهتمين بجماعة الإخوان أو ثقافتهم. وعلى العكس فقد كان عهد الروابدة التربوي الأكثر انفتاحا وحداثة. على الرغم من أن أمين عام الوزارة في عهده حرم معلمة من وسام المعلم لأنه سمعها تطالب بالاختلاط عبر اذاعة BBC  سنة 1965 !
4-استلم الوزارة من القوميين أو ممن كان لهم انتماء رسمي أربعة وزراء حكموا ما يقارب خمسة عشر عاما. كان اولهم الاستاذ ذوقان الهنداوي الذي عمل وزيرا أحد عشر مرة. كان أولها 1965 آخرها 1995. هؤلاء من كانوا بحدود معرفة الكاتب.
 مع ملاحظة أن بعض هؤلاء لم  يحكموا الوزارة إلاّ بعد أن تخلوا عن انتمائهم الحزبي، باستثناء شفيق ارشيدات وعبدالحليم النمر، فقد كانا يمثلان حزبيهما.
5-استلم الوزارة ممن يحملون درجة الدكتوراة في التربية ثمانية وزراء تكرّر بعضهم مرتين مثل د.  محمد حمدان و د. تيسير النعيمي، وقد عبر معظمهم دون عودة ودون ترك آثارا مهمة. وكان أول وزير يحمل دكتوراة في التربية اسحق الفرحان سنة 1970 وآخرهم تيسير النعيمي سنة 2011. 
 وكان أول وزير يحمل درجة أستاذ دكتور سعيد التل سنة 1980 ومن الجدير بالذكر أن مدة حكم التربويين كان 14.6 عام حيث يمكن القول إنها أطول الفترات، بسب تعدد أشخاصهم فهم ثمانية أشخاص، في حين كان القوميون أربعة أشخاص، حكم أحدهم وحده 12 سنة.
وسأتحدث من وجهة نظر معايشتي لهؤلاء عن ندرة إنجازاتهم وربما عن غياب إنجاز معظمهم.
6- استلم الوزارة عدد ممن يحملون لقب سيد ثمانية وخمسين وزيراً، كان أولهم السيد مظهر بك أرسلان سنة 1921، وآخرهم السيد ذوقان الهنداوي سنة 1991.
ومنذ ذلك الحين لم يحصل أي "سيد" على وزارة التربية باستثناء عبد الرؤوف الروابدة الذي لُقب بالأستاذ سنة 1995 وعلى أية حال كان الروابدة آخر غير "الدكاترة" حيث سلمت الوزارة إلى من يحملون لقب الدكتوراة. علماً بأن أطول فترة حكم، كانت لمن يحملون لقب السيد.
7-استلم الوزارة 28 وزيراً يحملون درجة الدكتوراة أو لقب دكتور. كان أولهم د. اسحق الفرحان سنة 1970، وآخرهم .. عزمي محافظة سنة 2018.
كان من الدكاترة:  ثمانية وزراء من التربويين، أما العشرون الباقون فكان منهم: طبيبان وحملة دكتوراة من غير التربية. وكانت مدة حكم " الدكاترة غير التربويين" ما يقارب عشرين عاماً. وهي الفترة الأطول في التاريخ التربوي.
وكان أكثر " الدكاترة غير التربويين" حكماً هو د. خالد طوقان مدة 7 سنوات، يليه د. محمد ذنيبات 3.6 سنة و د. عبد السلام المجالي 3 سنوات. وأقلهم حكماً د. خالد الكركي ثلاثة أشهر.
8-ولمقارنة عهد التربويين بغيرهم من الدكاترة فقد كان عمر  الوزير غير التربوي أكبر بكثير من عمر الوزير التربوي فالوزراء غير التربويين من الدكاترة عبد السلام المجالي، وخالد طوقان ومحمد ذنيبات حكموا ثلاثة عشر عاما ونصف. والوزراء التربويون الأطول مدة: سعيد التل واسحق الفرحان ومنذر المصري حكموا ثمانية أعوام تقريبا.
أي أن عمر الوزير أو مدة ولايته في الوزارة ممن يحملون دكتوراة – غير تربوية- كان أطول من عمر الوزير التربوي.
مع ملاحظة أن معدل فترة الوزير التربوي يعادل فترة الوزير غير التربوي. وذلك لأن كثيرا من غير التربويين كانوا يتعرضون لتعديلات وزارية سريعة مثل: د عيد دحيات 5 أشهر. د. وجيه عويس 5 أشهر. د. محمد الوحش 5 أشهر. د. خالد الكركي 3 أشهر. د. فايز سعودي 6 أشهر.
لو حذفنا هذه الأسماء من الوزراء غير التربويين. لكان معدل الوزير غير التربوي يعادل 24 شهرا أي أنه أكثر قدرة على الحفاظ على مركزه ممن يحملون دكتوراة التربية. ولهذا دلالات قد تتعلق بالإنجاز أو بعوامل أخرى!!
- ويلاحظ أيضا أن عددا من وزراء التربية من غير التربويين صاروا رؤساء للوزارة هم : مضر بدران، عبدالسلام المجالي، عدنان بدران، عبدالرؤوف الروابدة، عمر الرزاز.
يلاحظ أن جميع الوزراء الذين صاروا رؤساء ليسوا من المختصين في التربية. باستثناء د. عبدالله النسور الذي شغل منصب وزير التربية مدة أربعة أشهر فقط. فهل في هذا دلالات؟
9-كان أطول فترة الوزراء حكما هو د. خالد طوقان مدة 7 سنوات متتالية ودفعة واحدة. أما أكثر المرات التي تكرر فيها وزير فكانت أحدى عشرة مرة لذوقان الهنداوي الذي حكم مدة 12 سنة بمعدل سنة واحدة في كل مرة.
هذه بعض ملاحظات على الأرقام وحاولت أن لا أقدم استنتاجات أو تدخلات . أرجو المعذرة لأي أخطاء قد تكون بها. فمراجعي كانت وثائق رسمية من مواقع رسمية وشهادات شخصية.. اما موضوع المقالة التالية فسيكون عن إنجازات هؤلاء الوزراء وإخفاقاتهم



التربية والتعليم: وزراء وإنجازات محدودة (2 - 4)

يتحدد موضوع هذه المقالة بما أنجزه وزراء التربية والتعليم أكثر ممّا فعلوه. فكل إنسان يعمل ولكن ليس كل إنسان ينجز، وبعض الوزراء بل غالبيتهم مرّوا مرورا كريما أو غير كريم بآثار محدودة أو دون أثر أو بأثر سلبي. ولذلك ستتركز هذه المقالة على ما أحدثه الوزراء من آثار ايجابية واضحة تتعلق بالتغيرات أو الإصلاحات على مستوى التشريع أو الإصلاح بحيث سنجيب على السؤال: ما الذي غيّره الوزراء؟
وسأحدد بعض المعايير التي سيتم الحديث بموجبها: - تغيير في التشريعات التربوية. - تغيير في السلم التعليمي. - تغيير في شكل الدراسة "السنة الدراسية". - تغيير في الأدوات "الحاسوب". - تغيير في المناهج ومجالات التعليم. - تغيير في التدريب. - تغيير في الإشراف التربوي. - تغيير في امتحان التوجيهي. - تغييرات متفرقة. 
ويهمني أن أسجل هنا بعض الملاحظات: ليس كل التغييرات إيجابية. 1- بعض التغييرات هي تطور طبيعي للحياة. 2- لا ترتبط كل التغييرات بالوزير مباشرة. ولكن نظام الإدارة عندنا يربط أي إنجاز بعهد الوزير أو  بالوزير نفسه. وفيما يأتي تفصيل لأبرز التغييرات مع ربطها بالسادة الوزراء.
(1) التشريعات
كان أول تشريع تربوي بصدور قانون 1955 ولو فرضنا أن التفكير في القانون يتطلب وقتا. فإننا نستطيع أن ننسب هذا القانون الى: أنور نسيبة 1954 – 1955، 
وقد تم صدور قانون رقم 4 لعام 64 والذي حوى فلسفة التعليم وأهدافها ومراحل التعليم، حيث يمكن نسبة هذا القانون إلى : حسن الكايد 1963، وبشير الصباغ 1964.
وما زال هذا القانون في معظمه ثابتًا حيث جرت تعديلات بسيطة واجرائية عليه، بصدور قانون جديد للتربية تحت رقم 3 لعام 94 في عهد الاستاذ ذوقان الهنداوي وما زال هذا القانون ساري المفعول. وقد اعتبر الجميع أن مجرد صدور قانون هو تطور ايجابي كبير.
(2) السلم التعليمي
بدأ السلم التعليمي منذ بدء التعليم بأحد عشر عامًا. موزعة على ست سنوات ابتدائي وثلاث إعدادي وسنتان ثانويتان ينتهي هذا السلم بتقديم امتحان "المترك" بعد الصف الثاني الثانوي وقد بقي هذا النظام ساريًا حتى عام 1961 حيث أضيفت سنة سُميت بسنة التوجيهي حيث عقد أول امتحان توجيهي عام 1962 وينسب هذا التغيير إلى عهد كل من : سماحة محمد أمين الشنقيطي والسيد رفيق الحسيني.
وفي سنة 1987 قرر أو اوصى مؤتمر التطوير التربوي، أن تكون مرحلة رياض لأطفال جزءا من السلم التعليمي. وأن يكون التعليم الأساسي حتى نهاية الصف العاشر. ويعزى هذا التغيير إلى: الأستاذ ذوقان الهنداوي الذي شغل منصب الوزير في ذلك الوقت
(3) معاهد المعلمين وكليات المجتمع
تم افتتاح معاهد المعلمين منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأ معهد إعداد المعلمين في عمان. ثم معهد المعلمين- حوارة وبيت حنينا، حيث تزامن وجود كل من: الشيخ  محمد أمين الشنقيطي : وقد عملت هذه المعاهد وزاد انتشارها لتشمل معهد عالية لإعداد المعلمات، ومعهد معلمات رام الله ثم لاحقا معهد عجلون للمعلمات وبقيت هذه المعاهد تعمل حتى سنة 1980، واستبدلت كليات المجتمع بهذه المعاهد بدءًا من تلك السنة وينسب هذا التغيير إلى د. سعيد التل الذي شغل منصب الوزير من الفترة 28/8/1980 – 10/1/1984.
ولست في صدد تقييم هذا التغيير، لكن هناك من رأى أنه كارثي بسبب ضياع هوية المعلم وضعف عمليات إعداد المعلمين إلى الدرجة التي ما زال كثير من المربين يطالبون بإعادة هذه المعاهد لدورها في الإعداد الجيد للمعلمين. بخلاف كليات المجتمع التي وإن كانت ضرورة لكنها قضت نهائيا  على إنتاج معلم جيد – سيما وإن معاهد إعداد المعلمين احتضنت برامج تأهيل المعلمين في أثناء الخدمة – قبل أن تنتقل إلى معهد التأهيل ثم الجامعات. 
(5) إعداد المعلمين وتأهيلهم
كما قلت سابقا كانت هذه العمليات تتم في معاهد إعداد المعلمين. ولكن عمليات تأهيل المعلمين انفصلت عن معاهد إعداد المعلمين حيث تم تشكيل مركز تأهيل التربوي عام 1971 ، حيث ينسب هذا الإنجاز إلى: د. اسحق الفرحان 28/10/1970 – 26/5/1973. وقد بقي العمل في مركز التأهيل التربوي حتى سنة 1990 وانتقل العمل في تأهيل المعلمين إلى الجامعات الأردنية.
ويروى أن تجاذبات كانت تجري بين وزارة التربية والجامعات حيث طلب وزير التربية سنة 1977 من الجامعة الأردنية تحمل مسؤولية تأهيل المعلمين حيث رفض عميد كلية التربية ذلك بذريعة عدم تخريب الجامعة . 
وخلال الفترة ما بين 1980 – 1984 تبادل المسؤولان المواقع. حيث صار سعيد التل وزيرا للتربية وعبدالسلام المجالي رئيسا للجامعة فطلب الوزير من الجامعة تأهيل المعلمين – ورفض رئيسها ذلك لنفس الذريعة!! ولكن بعد نقاشات تحولت عمليات تأهيل المعلمين إلى درجة البكالوريوس في الجامعات الأردنية وذلك سنة 1990.
(6) تطوير الإشراف التربوي
الإشراف هو أداة أولى لتطوير التعليم. فالمشرفون على تماسّ دائم مع  المعلمين.
وقد بدأ الإشراف التفتيشي منذ سنة 1916 بزيارة المفتشين للمدارس. وبقي التفتيش سائداً حتى ألغي سنة 1962 في مؤتمر أريحا التربوي. وينسب هذا الإنجاز إلى عهد: بشير الصباغ: 5/11/61 – 27/1/1962، الشيخ ابراهيم القطان: 27/1/1962 – 2/12/62.
وبموجب قرارات مؤتمر أريحا تغير اسم التفتيش الى التوجيه الفني وصار المفتش موجهاً للمعلمين وليس مراقباً أو فاحصاً.
على أن هذه القرارات لم تسهم في إحداث التطوير المنشود, فدعت وزارة التربية إلى أكبر مؤتمر في تاريخها، عقد في شباط 1975 في العقبة في عهد: ذوقان الهنداوي. حيث استبدل الإشراف التربوي بالتوجه الفني. وصار الموجه مشرفاً تربوياً يعني بدعم المعلم من خلال تحليل جميع العوامل المؤثرة على التعليم.
ومنذ ذلك الحين لم يحصل تطورات هامة في هذا المجال على الرغم من ظهور مفاهيم الحملة الإشرافية والإشراف الشامل والتكاملي. ويفي الإشراف على حاله بالرغم من تطوره عالمياً وظهور ما يسمى بالإشراف المعرفي !! وبالرغم من وجود وزير كان مختصًا بالإشراف في عام 1993-1994. وعلى أي حال يحتاج المشرفون التربويون حاليا إلى تدريب  لم يحصلوا عليه من عشرين عاما! وقد يكون هذا الموضوع مقالة خاصة قريبا.
(7) اقتصاد المعرفة
بدا التفكير في التوجه نحواقتصاد المعرفة منذ عام 2002 بعد أن تم الحديث عنه في منتدى التعليم في أردن المستقبل الذي عقد 2002. وترجمت توصياته في برنامج ERFkE. وحصل على دعم مالي كبير، واستمر البرنامج حتى عام 2015 وبغض النظر عن نتائجه المحدودة، فإنه أدخل عدداً من المفاهيم الجديدة. وقد تزامنت بداية هذا البرنامج مع عهد د. خالد طوقان: حزيران 2000-  تشرين ثاني 2007.
وينسب الى د. طوقان عدد من الإنجازات أهمها: - العناية بتكنولوجيا التعليم، - تدريب المعلمين على مهارات IDCL ، - تزويد المدارس بأجهزة كمبيوتر والانترنت. - بناء نظام رتب المعلمين.
ويجدر القول إن بداية رتب المعلمين كانت في عهد عبد الرؤوف الروابدة 1995-1996, حيث قُدمت أول ورقة حول رتب المعلمين، وبالمناسبة ما زال نظام الرتب في الوزارة لم يحقق أهدافه. ولم يحفز كثيراً من المعلمين. ولم ينشر فكرة إعطاء المعلمين القاباً مهنية مثل خبير، مستشار..... الخ.
(Cool التعليم المهني والمشاريع التربوية
بدأ التعليم المهني منذ الخمسينات من القرن الماضي، حيث تم تعريض الطلاب إلى تدريب مهني – نجارة. وتأسيس مدارس تجارية. وذلك بالتزامن مع عهد: انور نسيبة 5/1954 – 28/5/1955، سعيد علاء الدين 30/5/1955 – 14/12/1955، عمر البرغوثي 14/12/1955 – 21/12/1955.
ثم تطور التعليم المهني ليشمل فتح مدارس مهنية متعددة وتأسيس مديرية للتعليم المهني في وزارة التربية 1972 وكان ذلك تزامنا لعهد : د. اسحق الفرحان 28/10/1970 – 26/5/1973. 
كما تم تأسيس مديرية للمشاريع التربوية في أكتوبر 1978 بالتزامن مع عهد : د. عبدالسلام المجالي. وتطور التعليم المهني لاحقا  وتنوع التعليم إلى مهني وأكاديمي.
(9) المرأة
استلمت المرأة مراكز قيادية في وزارة التربية ، حيث كانت د. لبيبة صلاح مديرة في الوزارة منذ عام 1968 وبقيت فترة طويلة حتى نهاية السبعينات، وكان ذلك في عهد : ، ذوقان الهنداوي، بشير الصباغ، محمد اديب العامري.
أما أول مديرة تربية في الميدان فكانت السيدة وطفة الجابي 1998 حيث كانت مديرة للتعليم الخاص، وذلك في عهد د. منذر المصري. وتشغل المرأة الآن عددا واضحا من المراكز القيادية في الوزارة.
(10) الإصلاحات ذات التأثير القوي
يقصد بالإصلاحات ذات التأثير القوي البرامج والتغييرات الأساسية التي أثرت على شكل الحياة الدراسية وكثير من جوانبها. ومن أبرز هذه الإصلاحات إعطاء المعلمين علاوة فنية 1974 في عهد مضر بدران. 
وفي عهد عبدالسلام المجالي 27/11/1976 – 11/12/1979 تم إحداث التغييرات الأساسية الآتية: - إدخال نظام الفصول وتقسيم العام الدراسي إلى فصلين. - السماح للمواطن بالالتحاق  في مراكز الدراسة المسائية في أي عمر. - اختصار حجم المناهج والتركيز على أساسيات المنهج بعيدا عن التفاصيل.
وفي عهد عبدالرؤوف الروابدة 8/6/1994 – 8/1/1995 تم إنجاز التوسع في قروض الإسكان للمعلمين. وإعفائهم من أية فوائد. ورفع علاوة المعلمين إلى 100 % وفق نظام تدريجي. كما يذكر لهذا العهد أنه قاد الفكر التربوي في الأردن متخطيًا الجامعات وصارت وزارة التربية تصدر الأفكار التربوية حتى إلى الجامعات.
هذا عرض وصفي لإنجازات وزارة التربية . أما الاستنتاجات والتحليل فسيكون موضوع المقالة التالية.
ولكي أكون أكثر إنصافا، هناك وزراء تربويون سجلوا بعض إنجازات , فعلى الرغم من قصر فترة د فايز السعودي فإنه ترك أثرا مهما في تسمية قاعات الوزارة بأسماء  بعض المربين واتجه نحو بناء بنك أسئلة لم يكتمل, كما يذكر للدكتور منذر المصري اهتمامه المتفاني في تطوير التعليم المهني والدكتور عزت جرادات الاهتمام بتدريس اللغة الانجليزية من الصف الأول أساسي على أن هذه الإجراءات لم تستمر.



التربية والتعليم: وزراء وإنجازات محدودة (3 - 4)

تتناول هذه المقالة مرجعيات وزراء التربية أو المؤسسات التي أتوا منها بدءا من العام 1980، حيث جاء أول وزير تربية من الجامعات. وحتى الآن وفيما يأتي بعض التفاصيل.
1-استلم وزارة التربية بدءا من سنة 1980 وحتى الآن 27 وزيرا تكرر بعضهم أكثر من مرة، أي بمعدل 1.2 سنة لكل وزير، ما يشير إلى صعوبة البحث عن إنجازات استراتيجية في مثل هذه المدة. وقد بلغ عدد الوزراء الذين يحملون درجة الدكتوراة 23 وزيرا أي بنسبة 80 % تقريبا. وهذا يعكس مدى إحساس الدولة بأهمية حملة الدكتوراة. مع ملاحظة أن نسبة حملة الدكتوراة من وزراء التربية منذ 5/2/1996 كانت 100 %. فلم يحدث أن استلم وزارة التربية أي وزير لا يحمل الدكتوراة منذ ذلك الحين، وإذا استمر هذا النهج. فإن فرصة من لا يحملون الدكتوراة هي 0 % تماما. وفي هذا إلغاء لفئات كثيرة خاصة من ذوي التجربة والخبرة أو من الشخصيات العامة.
2-كان معظم الوزراء من الجامعات الأردنية حيث استلم 20 وزيرا من المدرسين في الجامعات الأردنية وجميعهم طبعا من حملة الدكتوراة. بينما لم تتح الفرصة إلا لخمسة وزراء من حملة الدكتوراة من خارج الجامعات وهم: د. منذر المصري، د. عزت جرادات، د. محمد جمعة الوحش، د. فايز السعودي، د. عمر الرزاز. 
فالجامعات هي المصدر الأول لتزويد وزارة التربية بالوزراء. أما المصدر الثاني، فهو وزارة التربية والتعليم التي قدّمت: د. عزت جردات، د. فايز السعودي. وهذا يعني أن فرص حملة الدكتوراة ممن يعملون في وزارة التربية، وهم الأكثر خدمة وألفة بما يجري في الوزارة لا تزيد عن 5 % علما بأنها تضم أعدادا كثيرة ممن يحملون الدكتوراة داخل الوزارة (المؤهل والخبرة العملية، والقرب من المشكلات). فالدولة إذن تفضل من يحملون المؤهل العلمي دون خبرة وهذا قد يرجع إلى أن، الدولة تفضل رؤية خارجية أو أنها لا تثق كثيرا بمن يعملون في وزارة التربية، علما بأن وزارة التربية والتعليم قد رفدت الدولة – عبر تاريخها – بالقيادات في مختلف أجهزتها.
3-كان معظم الوزراء غير تربويين، بمعنى لا يحملون الدكتوراة في التربية، حيث بلغ عددهم 14 وزيرا. بينما يبلغ عدد الوزراء من حملة الدكتوراة في التربية سبعة وزراء فقط، منهم من الجامعات ثلاثة وزراء هم: د. خالد العمري. د. محمد حمدان،
د. تيسير النعيمي.
ينتسب الوزراء – غير التربويين – إلى تخصصات مختلفة: د. عدنان بدران - علوم بيولوجيا، د. فوزي غرايبة -علوم إدارية، د. خالد طوقان- علوم فيزياء، د. وليد المعاني- طب، د. ابراهيم بدران-اقتصاد، د. خالد الكركي- لغة عربية، د. عيد دحيات-لغة انجليزية، د. وجيه عويس-علوم، . محمد ذنيبات- علوم إدارية، د. عمر الرزاز-اقتصاد، د. عزمي محافظة-طب.
وهذا يعني تنوع الاختصاصات بما يسمح بالقول انه لم يُختر أي وزير منهم بسبب تخصصه العلمي، وقد يخضع اختيارهم إلى معايير المنطقة الجغرافية، فهم من مناطق مختلفة.
4-كانت الجامعة الأردنية أكبر مصدر لتزويد الدولة بوزراء التربية، حيث كان عدد القادمين منها 12 وزيرا من أصل 13 وزيرا. أما بقية الوزراء فكانوا من جامعات مختلفة (خالد العمري- اليرموك، وجيه عويس- العلوم والتكنولوجيا) ويلاحظ عدم وجود أي وزير من جامعة خاصة.
 
(1)
إنجازات الوزراء والتربويين
نتحدث هنا عن أبرز إنجازات الوزراء التربويين، بدءا من سنة 1980:
-كان أول الوزراء د. نوري شفيق. يعرف عهده بوضع قواعد أخلاقية للسلوك المهني، ونشر الموسيقى في ردهات الوزارة 19/12/79 – 27/8/1980.
-وينسب إلى د. سعيد التل أنه أسس لكليات المجتمع وتوسع في برامجها وحوّل معاهد المعلمين إلى كليات مجتمع 28/8/1980- 10/1/1984. وكان إلغاء معاهد المعلمين نكسة لعمليات إعداد المعلمين من وجهة نظر كثيرين.
كما وضع تنظيما لا مركزيا بحيث حول الأردن إلى خمس دوائر عامة يرأس كل منها مدير عام– وكان جميع المديرين العامين والأمناء العامين في عهده من الإخوان المسلمين باختياره وقراره، وقد ألغيت الدوائر العامة بمجرد ذهابه كما احيلت قيادات الإخوان إلى التقاعد سنة 1985.
- وشغل د. محمد حمدان وزارة التربية مرتين: 7/12/1989 – 18/6/1990 ، 8/12/1998 -  1999، وكان يعمل مديرا للوزارة وفق روتينها المعهود، وتميز عهده بالهدوء والاستقرار ورضى الموظفين عنه فلم يقاعد أحدا.
-وشغل د. خالد العمري الوزارة من 29/5/1993 – 7/6/1994 وكان انجازه تركيزه على جعل المدرسة وحدة إدارية مستقلة يشارك في إدارتها مجلس محلي ولم تطبق هذه الفكرة حتى الآن.
-وشغل د. منذر المصري الوزارة مرتين متتاليتين من 5/2/1996 – 17/12/1998. تميز عهده بالأخلاق الفاضلة واحترام العاملين وكان أكثر اهتماماته بتطوير التعليم المهني. 
-وشغل د. عزت جردات الوزارة من نيسان 1999 – 18/6/2000 وفي عهده تقررت فكرة فتح صفوف روضة تمهيدي، انشاء مدارس الملك عبدالله، وكان اهتمامه منصبا على العاملين في الوزارة، حيث تشكلت في عهده ما عُرف بغرفة العمليات التي ضمت عشرات الأشخاص لتجميدهم قبل إحالتهم على التقاعد.
- وشغل د. تيسير النعيمي الوزارة على فترتين: 11/2007 – 6/2009، 1/2011 – 10/2011، واكب عمله برنامج ERFKE أول اقتصاد المعرفة. وقد بدأ هذا البرنامج منذ 2002 واستمر حتى 2015. كما صدر في عهده قانون نقابة المعلمين رقم 14 لعام 2011.
يلاحظ ضعف إنجازات الوزراء التربويين وهنا يتكرر السؤال لماذا كان إنجاز الوزراء التربويين محدودا؟؟ ألا يمتلكون الفكر التربوي؟ أليسوا مختصين؟ وهل عملوا كوزراء أم خبراء؟ ويمكن بضمير مرتاح القول أن عهود الوزراء التربويين خلت من إنجازات مادية ملموسة أو إنجازات فكرية، وباستثناء عهد خالد العمري لم تطرح أية فكرة تربوية بحدود علم الكاتب – وحتى فكرة العمري ليست عجائبية وهي كما قلت جعل المدرسة وحدة مستقلة! ولم تطبق الفكرة حتى الآن!
 
(2)
إنجازات غير التربويين
سيشمل الحديث هنا أبرز أربعة وزراء من غير التربويين، وممن كان لهم تأثير واضح وأبرزهم:
- شغل الاستاذ عبد الرؤوف الروابدة وزارة التربية فترتين متتاليتين من 8/6/1994 ولغاية 4/2/1996 وينسب لعهده، اهتمامه بزيادة علاوات المعلمين وتطوير إسكان المعلمين، وجعل القروض دون فوائد. كما كان يشجع الفكر التربوي والذي تفوقت فيه الوزارة على الجامعات. كما يعتبر أول من فكر في رتب المعلمين.
-وشغل د. خالد طوقان الوزارة لمدة 7 سنوات متتالية في الفترة ما بين 5/2000 – 10/2007 وكانت من أكثر الفترات ازدهارا حيث سجل الانجازات الآتية:
• إعداد مشروع ERFKE في اقتصاد المعرفة. • إعداد نظام رقم 61 لعام 2002 الخاص برتب المعلمين . • ادماج التكنولوجيا في التعليم. • تزويد المدارس بأجهزة كمبيوتر وربطها بالإنترنت. • إعداد مناهج جديدة 2005 وما تزال حتى الآن. ولعل أكثر إنجازاته أهمية هي إدماج مهارات التفكير الناقد إلى كتب الصفوف الثلاثة الأولى.
-وشغل د. محمد ذنيبات وزارة التربية مدة أربع سنوات في الفترة ما بين 5/2013 – 1/2017 وكان اهتمامه منصبا على ضبط امتحان التوجيهي، ووضع كتب مدرسية جديدة جدلية تغيرت ثلاث مرات، وتعرضت لنقد من جهات متعددة.
-وشغل د. عمر الرزاز الوزارة مدة سنة ونصف تقريبا في الفترة ما بين 1/2017 – حزيران 2018. وكانت هذه الفترة ذهبية أو ماسية بالنسبة للتربية، حيث نجح في تطوير قواعد امتحان التوجيهي، والاهتمام بالأنشطة المدرسية وأثار ارتياح المواطنين تجاه امتحان التوجيهي، وبذا أزال أكثر التوترات في المجتمع حيث يرى كثيرون أن نجاحه التربوي قاده إلى الرئاسة.
أما باقي الوزراء فكانت فتراتهم قصيرة، ويؤخذ عليهم أنهم عملوا في إدارة العمل اليومي وتسييره دون أية تجديدات مؤثرة.



التربية والتعليم: وزراء وإنجازات محدودة (4 - 4)

عرضنا في المقالة الأولى تاريخ وزراء التربية والتعليم الذين تولوا مهمة قيادة التربية منذ نشأة الدولة وحتى الآن، مع وضع بعض الدلالات حول مؤهلاتهم ومدد مسؤولياتهم. وفي المقالة الثانية ربطنا الإنجازات التربوية بأسماء الوزراء الذين تزامن وجودهم مع هذه الإنجازات.
أما هدف هذه المقالة فهو الوصول إلى استنتاجات ودروس، لعل هناك من يسمع.
1 - إن بعض الانجازات تمت “تزامنا” مع وجود عهد وزير ما، وهذا لا يعني إنها إنجاز له ولكن على الأقل تمت في عهده، ولم يعطلها. فهناك الكثير من الوزراء والمسؤولين لا يقبلون أفكار غيرهم. ويريدون إنجازًا خالصًا من أفكارهم, وهناك عشرات الأدلة لوزراء أوقفوا مشروعات كانت موجودة قبلهم. كما أن هناك أدلة عديدة على وزراء ألغوا إنجازات ومشروعات سبقت وجودهم. ومن امثلة ذلك عدة قرارات لعمل امتحان للمرحلة الإعدادية وعدة قرارات بإلغائه. كما أن هناك عشرات التنظيمات الإدارية للوزارة قام بإلغائها وزراء لمجرد صدورها في غير عهودهم، أو –ربما – لأن لديهم وجهات نظر مختلفة، أو حتى لأنها غير منطقية.
2 - إن كثيرًا من الإنجازات كانت تطورات طبيعية نتيجة ظروف موضوعية، وليست أفكارا أو خططا لوزراء، ومن أمثلة ذلك كل التطورات الكمية في مجال أعداد المدارس والمعلمين والطلبة وتنويع التعليم، واجراءات التسرب والرسوب وفيما يتعلق بالكفاءة الداخلية، حيث لم تشمل الدراسة مثل هذه الاهتمامات، مع أن هناك برامج لليونسكو تعلقت بالتعليم للجميع وزيادة نسب الالتحاق وغير ذلك.
3 -إن إنجازات بعض وزراء التربية كانت مفاجئة وقوية قادتهم مباشرة الى رئاسة الوزراء، فالسيد مضر بدران، انتقل مباشرة من التربية إلى الرئاسة وذلك بسبب نجاحه الباهر في قيادة الوزارة، واهتمامه بالمعلمين ومعالجة آثار تركها من سبقوه، ولا ينسى معلم ان مضر بدران كان أول من دعا إلى علاوة المعلمين ونجح في ذلك. طبعا لا يمكن القول أن نجاحه في التربية كان سببا وحيدًا لتشكيل حكومته.
 وكذلك د. عمر الرزاز فقد اشتهر بإنجازات تربوية عميقة الدلالة قادته إلى رئاسة الوزراء، حيث اعطى درسًا أن بإمكان الشخص العاقل أن يحقق إنجازات دون ضجيج، ودون مقاومة باسلة من أعداء التغيير.
4 -وهناك وزراء تربية آخرون ساهمت نجاحاتهم في الوزارة بوصولهم الى منصب رئاسة الحكومة، مثل: عبدالرؤوف الروابدة، ففي عهده في التربية، كانت الوزارة شعلة من النشاط والأفكار، ووضع كتابًا بعنوان “التربية والمستقبل” اشتمل على أكثر الأفكار التربوية حداثة. ونحن هنا لسنا بصدد تعداد إنجازاته، لكن كانت إنجازاته التربوية رصيدًا له في رئاسة الوزارة. على الرغم من تعامله مع قيادة جامدة، لم تحافظ على مستوى إنجازاته بعد تركه للوزارة.
5 - الدكتور عبدالسلام المجالي، وهو أكثر من أوجد إنجازات ملموسة في التربية، استلم رئاسة الوزارة بعد تركه لوزارة التربية حيث مرَ إلى رئاسة الجامعة أولاً، فهو من وضع نظام الفصول وتوسع دون عقد في بعثات الدكتوراة وفتح أبواب الدراسة لمن ضاقت بهم السبل.
ومن الجدير بالذكر، إن هؤلاء الوزراء الأربعة: بدران، المجالي، الروابدة والرزاز لم يكونوا من التربويين إطلاقًا. ولم يأت أي منهم من مؤسسة تربوية أو تخصص تربوي! وهنا تثور اسئلة لم أجد جوابًا لها:
- هل نجاح غير التربويين كان بسبب بعدهم عن الجو أو البيئة التربوية في وزارة التربية؟ أم بسبب كفاءتهم العامة؟ وهم بلاشك مختلفون عن وزراء تربويين وغير تربويين من حيث الشخصية والفاعلية.
- لماذا لم يقدم أي وزير تربوي، أي نموذج إصلاحي أو مهني قاده ليكون شخصية عامة بعد تركه لمنصب وزارة التربية؟
- أين اختفى معظم وزراء التربية– وخاصة التربويون؟ ولماذا لم نسمع أي إسهام عن العديد منهم، ولو بمقالة في صحيفة؟ أو محاضرة عامة؟
- هل يكون التخصص في التربية عائقا لوزير التربية؟  
6 -هناك وزراء تربية، اختفوا من المجتمع بعد تركهم الوزارة، أو على الأقل اختفوا عن التأثير في المجتمع. مع أن الدولة رحيمة بأبنائها. لقد أسهم بعض وزراء التربية من التربويين في تجريف الوزارة من قياداتها:
• في سنة 1990 حدثت المجزرة الأولى. • في سنة 1991 حدثت المجزرة الثانية. • في سنة 1999 حدثت مجازر أخرى.
وليست صدفة أن هذه المجازر كانت بفعل تربويين، أو ليس غريبًا أن يشكو د. الرزاز من عدم وجود قيادي واحد في وزارة التربية؟ وبالمناسبة، لم يعمد الوزراء – غير التربويين – إلى التخلص من أي قيادي في الوزارة!! فلم يرو احد أن الرزاز تخلص من أحد، مع أنه حقق أكثر الإنجازات.
7 -وقد يقول قائل: لماذا لم تتحدث عن د. عدنان بدران ود. عبدالله النسور، اللذين وصلا لمنصب رئيس الوزارة؟ وجوابي، إن فترة إقامتهما في الوزارة لم تتجاوز أربعة إلى خمسة شهور، وليس لهما إنجازات تربوية بحكم قصر المدة، واعتقد ان ليس لدورهما في وزارة التربية تأثير على وصولهما للرئاسة.
فالدكتور بدران طوّر خبرته في اليونسكو. والدكتور النسور طوّر خبرته في مجالات متعددة.
8 - هذا عن الإنجازات. فماذا عمّن مروا دون أثر كعدد كبير من الوزراء التربويين وغير التربويين؟ إن هذه الاسئلة تقود إلى الاستنتاجات الآتية:
- قد يكون الوزير –غير المختص – أكثر قدرة على رؤية الموقف بشمول وبحيادية أكثر.
- لم يعرف عن الوزراء الناجحين من غير التربويين أي اهتمام بالتفاصيل. فقد كانوا وزراء قواعد ومبادئ وأطر عامة وسياسات. وهذه مهمة الوزير.
- أهتم الوزراء التربويون – بعضهم – بأمور أقل من أن تشغل بال موظف صغير، فما بالك بوزير يرفض أربع صيغ لبطاقة دعوة عادية، ليعدّل عليها ويعيدها ثانية؟. أو من وزير جامعي كان يتحدث في الاجتماع، ويطلب من الحضور كتابة ما يقول خوفًا من النسيان؟ 
9 - ولحسن حظ الوزارة أن استلمها د. عمر الرزاز بعد أربع سنوات عجاف، وربما عشر سنوات لم تشهد فيها الوزارة أية إنجازات تذكر. لقد تمكّن الرزاز من تطوير شكلي في امتحان التوجيهي، دون أن يصل إلى جوهر الامتحان أو التعليم، ولكن يحسب له أنه عمل بهدوء، واعاد وزارة التربية إلى مكانها ومكانتها دون خسائر في الأرواح.
ألخص فأقول: تطور التعليم بمقدار يفوق الجهد الذي بذله الوزراء، أو على الرغم من محاولة بعضهم في إعاقته. ومن يعمل أو عمل مقدار ذرة – في الوزارة – خيرًا فإنه يلقى ذلك في دعم المجتمع. لاحظوا أنني لم اتحدث عمن ساهموا في تدمير قيم التعليم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Empty
مُساهمةموضوع: رد: د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:   د. ذوقان عبيدات *   ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا: Emptyالثلاثاء 28 يوليو 2020, 8:17 am

مجمع اللغة العربية الأردني

https://arabic.jo/wp-content/uploads/res/mag/special/1.docx
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
د. ذوقان عبيدات * ماذا يتعلم أبناؤكم في مدارسنا:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» د. ذوقان عبيدات
» وأد الإبداع في مدارسنا ..؟؟
» أحمد عبيدات
» معالي الأستاذ ذوقان الهنداوي
» ماذا قبل رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: