منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟ Empty
مُساهمةموضوع: الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟   الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟ Emptyالإثنين 19 مارس 2018, 10:17 am

الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟

محمد أديب السلاوي

في اللغة العربية، تشتق كلمة الإشاعة من فعل شاع يشع شيعا وشيوعا ومشاعا وشيعانا، بمعنى داع وفشا فيقال شاع.

وفي قواميس أخرى، الإشاعة هي إظهار الأمر ونشره/ هي الأخبار التي لم يثبت صدقها بعد، ويقال لها الأراجيف، واصل الرجف الحركة والاضطراب/ وهي خبر غير موثوق به ينشر بين الناس/ وهي أكذوبة وكلام مختلف لا أساس له من الصحة.

والإشاعة في نظر علماء اللغة ضجيج مبهم الأصوات، تشترك في تكوينه كثير من المصادر، الشيء الذي يجعلها قضية لغوية افتراضية من حيث معيار الصدق أو الكذب.

وفي القواميس الفلسفية (1) الإشاعة إنشاء تلفظي ونسق تصويري وتأليفي لكلمات تكون قولا أو خطابا يصير لها معنى مدرك بناء على القدرة الذهنية للمتلقي، وعلى حسن استخدامه لقواعد التأويل، لما "أن المعنى يرتبط ارتباطا وثيقا عند الانسان بخبراته وأحاسيسه ومثله وحدوسه وقيمه".

وفي المعاجم السياسية(2) الإشاعة خبر ينتج ويصنع من قبل مصادر سياسية "مجهولة" يتم العمل على نشره في أوساط الرأي العام... الوطني والدولي، بهدف تضليل الحقائق وتزييف الوقائع والأحداث والمعطيات.

والإشاعة في هذه المعاجم وغيرها وسيلة من وسائل الحروب النفسية الفتاكة التي قد تستخدم من لدن هذه الجماعة ضد جماعة أخرى، أو هذا الحزب ضد الحزب الآخر، كما أنها سلاح ذو حدين "يستخدمه البعض في العلاقات الخاصة والعامة، إما بدافع الإشهار أو الانتقام، أو بدافع اختبار ردود الفعل".

وفي علم المأثورات الشعبية(3) تندرج الإشاعة في إطار نسق لساني معرفي ثقافي، مثلها مثل الحكاية والأسطورة، وهي مأثورة لكونها تنتقل شفهيا من شخص إلى آخر، أو من جمهور إلى جمهور، أو من مجتمع إلى آخر، بالرغم من أن بعضها يكون مكتوبا أو مقروء، كما هو الشأن في بعض وسائل الإعلام.

وفي أطروحات علم النفس(4)، الإشاعة وباء من أسرع الأوبئة التي تنشر الرعب بين متلقيها، ترتكز على ثلاث خصائص أساسية:

- الاستجابة لأشياء خفية يعين البحث عنها في جانب اللاشعور الجمعي؛

- الانتشار القوي/ المخيف، الذي يفرض نفسه من خلال التصنيع الاحترافي للإشاعة، وهو ما يخضع الروح الجماعية لديكتاتوريتها؛

- التحريف الذي تخضع له الإشاعة في انتشارها وذيوعها والذي يزيد من تأثيرها ووقعها وذلك لأنها تغذي نفسها بنفسها.

في نظر العديد من الخبراء في علم النفس، والعلوم السياسية(5) يصعب صياغة تعريف دقيق ومحدد للإشاعة، هنالك تعريفات متعددة باختلاف المدارس والمقاربات التحليلية؛ لكن يمكن القول بصفة عامة إن الإشاعة هي الخبر الذي لا يعتمد على مصادر محددة أو مدققة، ولا يمكن نسبته على وجه اليقين إلى شخص أو مجموعة موصلة أو باثة وفي أماكن مختلفة، وبكيفية متزامنة. ومن البدهي أن التطور السريع في وسائل الإعلام والتواصل خاصة الفاكس والبريد الإلكتروني والهاتف النقال قد منح بعدا إضافيا للإشاعة، ومكنها من حوامل جديدة تسهل من سرعة انتشارها.

إن الإشاعة تتميز بطابعها الشفهي، وبانتقالها شبه السري بين فم موصل وبين أذن مستقبلة.

والإشاعة كذلك خبر راجع ممكن الوقوع، وكلما اقتربت من هذه الصفة إلا وازدادت مصداقية.

والإشاعة إضافة إلى ذلك، تعمل مبدئيا ضد السر، تهتك انغلاقه بانفتاحها اللامحدود، وتزرعه في فضاء الألسن والآذان، ففي السر قتل للخبر وتعطيل لعمل الفم والأذن، (في اللغة شعت بالشيء أذاعته واطهرته)، ثم إن الخبر المشاع لا يكون وما ينبغي له أن يكون مجانيا ومبتذلا، فالإشاعة لا تلاحق إلا الوقائع التي يتوفر فيها شرطي: الأهمية والغموض.

يقول كاتب سياسي عن الإشاعة(6) في البدء يكون الحافز واقعا ما، كلام غامض ما، شيء في الخفاء، ولا تصلنا منه إلا مزق قابلة لتأويلات مختلفة، ثم تتحرك تلقائيا صيرورة بنينة ذاتية تهب معنى وتناسقا لما هو في البدء فوضى وتبعثر، يتطلب الخبر المشاع حذقا وصناعة من باثه الأول، وبقدر ما يتقن هذا رصفه، و"ترصيعه" يكون قد ضمن للخبر القدرة على أن ينتقل وحده بلا سند ولا نسبة الإشاعة، خبر يتيم بلا أب، عبثا نحاول معرفته، فما أن تتجاوز الإشاعة اثنين حتى تقتل الأب وتتيه في صحراء يتمها...

ويؤكد كاتب آخر(7) إن دوافع الإشاعة تختلف في نظر الخبراء، باختلاف المرجعيات والمنطلقات والخلفيات، وتتنوع بتنوع الفضاءات السوسيولوجية المعرفية، إلا أنه يمكن حصرها في دافعين أو وظيفتين اثنين: التحطيم والبناء، تحطيم الآخر، وتأمين بناء الأنا أو الذات من أجل الشهرة، وكلاهما يتمخض عن عنصرين أساسين هما: الخوف أو القلق النفسي والوجودي، ثم كيفية مواجهة هذا القلق أو بعبارة أخرى الخوف والنجاح، وهما عنصران يخضعان بدورهما لجدلية انفعالية ووجدانية تحدث في أغلب الأحيان بسبب اختلال التوازن في المضامين الاجتماعية وهشاشة في الشعور الجمعي.

ومن أفضع نتائج شيوع الإشاعة التخريبية، في نظر أحد الباحثين، (Cool هو تدميرها لنفسية فئة أو مجموعة سكانية في ظرف زمني معين، إذ يمكنها أن تسبب في مقتل أبرياء مثل بعض ضحايا جرائم الشرف، أو يمكنها أن تكون ذريعة أو سلاحا للسيطرة على العالم، وللفتك ببعض دوله.

تؤكد العديد من الدراسات العلمية والسياسية المنجزة عن ظاهرة الإشاعة(9) إن العادية منها التي تتداولها الألسن تستجيب لحاجيات نفسية ووجدانية كتصفية حسابات أو نتيجة أحقاد وغيرها، أو كتعبير للحنين عن الخرافة والأسطورة: إن الإشاعة المنظمة، التي تكتسي طابعا قصديا ومخدوما، تشكل خطورة قصوى وتعكس مواطن الخلل في العلاقة بين السلطة والمواطنين، والتنصيص على أنها منظمة يأتي مع كونها تهدف إلى تحقيق أهداف وغايات مختلفة، بذلك فهي لا تنتج إلا بعد دراسة مسبقة يحدد من خلالها الموضوع والهدف والتوقيت الذي ستروج فيه وبالتالي الفئة المستهدفة (طبقة اجتماعية/حزب سياسي/رموز...إلخ).

وهذا النوع من الإشاعة تنتجه وتؤطره أجهزة لا تعرف ولا تدرك إلا من خلال نوع الإشاعة الموجهة، وأيضا من خلال استشراف الغايات منها.

الهوامش:

1 - الهادي الهروي/ مورنولوجية الإشاعة جريدة الاتحاد الاشتراكي/ 17 يناير 2000/ص7.

2 - الاتحاد الأسبوعي/ ملف خاص عن الإشاعة 12ماي 2002.

3 - الهادي الهروي/ مورنولوجية الإشاعة/المرجع السابق.

4 - مصطفى النحال/ الإشاعة وسيلة الإعلام الأولى في المغرب جريدة الاتحاد الاشتراكي/ 4 دجنبر1999/ص:8.

5 - إدريس بنسعيد/ حوار، جريدة الاتحاد الاشتراكي 4 دجنبر 1999/ص9.

6 - عبد الكريم جويطي، حسان بورقيبة، الإشاعة في الثقافة العربية الإسلامية/جريدة الاتحاد الاشتراكي/يونيو 1999.

7 - الهادي الهروي/ مورنولوجية الإشاعة/المرجع السابق.

8 - الاتحاد الأسبوعي/ ملف خاص عن الإشاعة 12 ماي 2002.

9 - الإشاعة تمرير لمحطات وأحقاد، الاتحاد الاشتراكي 4 دجنبر 1999/ ص: 8.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإشاعة.. كيف قرأتها لنا علوم المعرفة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: منوعات-
انتقل الى: