منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟   كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟ Emptyالأربعاء 02 مايو 2018, 10:53 am

كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟
نزار بولحية

من كان يصدق أن هناك جيشا عربيا لا يمطر المدنيين بالرصاص، ولا يدمر ويدك قرى ومدنا بأكملها فوق رؤوس ساكنيها، وينحاز لانتفاضة شعب ضد حكامه، بدون أن يلتف عليها أو يقطف ثمرة السلطة في أعقابها، تحت أي مسمى ويكتفي فقط بمهمة الذود عن بلده ضد أي خطر أجنبي؟ 
ومن كان يصدق أيضا أن ديمقراطية عربية فتية تستطيع أن تكافئ مثل ذلك الجيش بطريقتها فتفتح له أبواب مراكز الاقتراع في اول انتخابات بلدية تعرفها في عصرها الجديد، ليختار ويقرر مثل باقي المواطنين لمن يمنح صوته؟ 
لقد حصل ذلك بالفعل في تونس، ولكن قد يكون التركيز المفرط على مدنية الدولة وحداثة وانفتاح النخب فيها، حجب الوجه الآخر لقصة نجاحها وهو امتلاكها لجيش حرفي مختلف عقيدة وانتماء وتنظيما عن معظم الجيوش العربية الأخرى. وربما كان مثل ذلك التركيز أيضا سببا من أسباب الغبن الذي لحق بذلك الجيش ولم يجعله يصنف رسميا إلى الآن ضمن أفضل جيوش المنطقة وأقواها، في الوقت الذي أقر فيه العالم بأسره بأن الديمقراطية التونسية هي الأقوى والافضل عربيا. ولعل المبرر الذي قد يجده البعض لذلك هو أن تخيل أمر من ذلك القبيل غير ممكن، بل حتى مستحيل الحدوث أمام وجود جيوش مصرية وجزائرية ومغربية وليبية تفوق الجيش التونسي عدة وتجهيزا وخبرة، لكن أليس الارتباط بين وجود مؤسسة عسكرية لا تخلط بين بزة عسكري وبدلة موظف في الدولة، وبين نجاح التونسيين في تثبيت بذرة الديمقراطية في بلادهم هو المعيار الحقيقي على قوة جيشهم؟ 
ألم تصنع تونس بهذا المعنى إذن وبعيدا عن فرقعة الإعلام ما قد يعتبر في محيطها المضطرب والمتقلب شبه معجزة؟ لقد فضلت منذ استقلالها رسميا عن فرنسا منتصف الخمسينيات ألا تستنسخ تجارب جيرانها الاقربين وتنفق بلايين الدولارات في تكديس أطنان الحديد والخردة التي لا تستخدم في الغالب إلا للعرض في المناسبات الرسمية. ولم يخطر لها أن تدعي يوما انها دولة عظمى أو قوة عالمية أو إقليمية ساحقة وجبارة. ولم يكن واردا ابدا أن يخرج اي مسؤول من مسؤوليها، مرة من المرات، ليقول إنها توصلت لامتلاك قدرات خارقة، أو أن لديها قوات جرارة أو اسلحة ردع كيماوية أو جرثومية أو صواريخ عابرة للمحيطات والقارات، أو حتى مدمرات أو مقاتلات نفاثة من أغلى نوع وأحدث طراز. وكل ما ظل يردده قادتها ويكررونه باستمرار، هو أن ما يملكونه من عتاد عسكري يفي فقط، رغم حجمه الضئيل والمحدود، بالحد الادنى الضروري للدفاع عن أمن وسلامة ترابهم. 
لكن كل ذلك لم يحل دون نجاحها في ما أخفق فيه آخرون يفوقونها حجما ومالا ونفوذا. ولم يكن النقص اللوجستي الذي لا تقبله انظمة دول اخرى، وتراه مهلكة كبرى وخطرا ماحقا ومدمرا لوجودها واستقرارها، مانعا لأن تحقق ما عجزوا عن تحقيقه، وهو ضمان حد معقول ومقبول من الاستقرار الفعلي لا الزائف والحفاظ في الوقت نفسه على خط الثقة بين الجيش والشعب، وعلى تقاسم أدوار يكاد يكون نادرا في المنطقة العربية بين ما هو سياسي خالص وما هو عسكري محض. لكن لأن العالم يدار وفقا لمنطق مقلوب تتغلب فيه القوة الغاشمة والعمياء على أي اعتبار آخر، فليس من السهل أن يعير أحد أهمية لطبيعة وأهمية التفوق العسكري التونسي في الإقليم. 
وإذا ألقينا نظرة مثلا على أحدث تقرير نشرته المؤسسة الامريكية المختصة في الشؤون العسكرية «غلوبال فاير باور»، فإننا سنلاحظ كيف أن تصنيف القوات المسلحة التونسية لا يتعدى المرتبة السابعة والسبعين عالميا والحادية عشرة إفريقيا، في مؤشر أقوى الجيوش في العالم من أصل مئة وستة وثلاثين جيشا تشملهم تلك الدراسة. وسنقرأ أيضا كيف أن الجيش المصري يتصدر وفقا للتقرير ذاته المرتبة الاولى في جيوش المنطقة، تليه جيوش الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وانغولا وإثيوبيا. غير أن ما لا يقوله تقرير «غلوبال فاير باور»، أو تقارير مراكز البحوث العسكرية هو ما المقصود تحديدا بالقوة وكيف يمكن لجيش أن يكون أقوى من آخر؟ صحيح أن هناك مقاييس دولية معروفة قد تدلنا على بعض المؤشرات الضرورية لفهم ذلك. فقد أشار موقع المؤسسة الامريكية المذكورة مثلا إلى أن الترتيب النهائي للقوة النارية العالمية قد اعتمد على خمسين عاملا لتحديد درجة ما يسمى «البور اندكس» لكل دولة وبين أيضا أن «صيغة الترتيب تسمح للدول الأصغر حجما إن كانت اكثر تقدما من الناحية التكنولوجية بالتنافس مع الدول الاكبر مساحة والأقل تطورا». ولكن السؤال الأهم هو هل أن تكديس السلاح والسباق المحموم نحو اكتسابه بأي ثمن ووسيلة، ولو كان ذلك على حساب ضرورات ومتطلبات أكثر إلحاحا وأهمية هو ما يجعل بالفعل دولة ما تتفوق على اخرى؟ وما قيمة السلاح وما اهمية الجيوش الجرارة اذا كانت الشعوب ترزح تحت احتلال داخلي وتصارع جاهدة لكسب لقمة عيشها ولا تملك حتى حق الاحتجاج والتعبير عن حقيقة آلامها ومآسيها؟ إن قصة الشعوب العربية عموما مع جيوشها تكاد تكون حقا واحدة من القصص الكئيبة. 
وبعيدا عن الارتباط العاطفي بالشعارات والبطولات التي يقرأها طلبة المدارس عن جيوشهم، يتعمق غالبا شرخ حقيقي بين ما تريده الشعوب وتصبو إليه وما يخطط له العسكر ويرغبون بتحقيقه. وسبب ذلك الشرخ هو أنه لم يحدث في معظم الدول العربية تقاسم أو فصل واضح في الادوار والوظائف المدنية والعسكرية، ولم يتم وضع قيود أو حدود بين ما هو مدني وما هو عسكري. ولعل نقطة قوة تونس تكمن في انها اهتدت منذ عقود طويلة لفض المشكل من جذوره، بترك ما للدولة للمدنيين وما للعسكر للعسكريين. وكان الرئيس الراحل بورقيبة صارما في هذه الناحية بالذات، خصوصا منذ تعرضه مطلع الستينيات لمحاولة انقلاب فاشلة جعلته يزداد عزما على أن يوصد الباب تماما أمام فكرة أن يدير العسكر شؤون الدولة. لكن خطأه القاتل في آخر أيامه كان انه لم يلتزم بتلك الضوابط وعين الجنرال بن علي وزيرا أول في حكومته، ليستلم الاخير السلطة ويكرس من جديد حالة الفصل القديمة التي كانت عنصرا مهما في تحرير الجيش من لعنة الصراع على السلطة في ما بعد، واكتفائه بدوره التقليدي في حماية البلد من أي عدوان خارجي وجعلت قائده يتنقل نحو المعتصمين في ساحة الحكومة أياما بعد هروب بن علي ليقول لهم «أحيي ثورتكم ايها الشباب واتعهد بحمايتها»، ثم يتأكد كل ذلك فعليا بابتعاد الجيش تماما عن التدخل في المسار الذي اختارته تونس في المرحلة الجديدة. إن نظرة سريعة إلى اثر الجيش التونسي ثم نظرة سريعة اخرى إلى افعال الجيوش العربية تكفي لجعل كل المترددين والمشككين يحسمون مواقفهم ويقرون بأن جيش تونس هو الاقوى والافضل عربيا، حتى إن لم تقل مراكز البحوث والدراسات العسكرية بعد ذلك. 
كاتب وصحافي من تونس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كيف امتلكت تونس أقوى جيش عربي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قاموس عربي عربي.
» السياحة في تونس
» كيف نشفى من حب تونس
» تونس الخضراء
» رمضان في تونس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: