منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Empty
مُساهمةموضوع: عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى   عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Emptyالثلاثاء 24 يوليو 2018, 7:00 pm

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى 20171204091757




عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى

ولد عبد المحسن القطان (1929 ــ 2017) لعائلة متواضعة من يافا في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1929. أبوه حسن القطان تاجر حمضيات، أمه أسماء خضر المولودة في اللد لأبوين مصريين، استقرا في فلسطين هرباً من حملات العبودية التي أنشأها الاستعمار الفرنسي لحفر قناة السويس في مصر. حسن الذي كانت الأرض والبرتقال والتجارة كل عالمه؛ لم يكن يعرف القراءة والكتابة، لكن التعليم كان من أولويات العائلة التي تعيش في عالم مضطرب إبان الحرب العالمية الثانية.

تاجر البرتقال اليافاوي سيأخذ بيد طفله عبد المحسن إلى «المدرسة الأيوبية» في يافا. سينهي الطفل مرحلته الدراسية الأولى، ويصبح شاباً يافعاً لينتقل إلى القدس لمتابعة دراسته في «الكلية العربية» التي كان يديرها آنذاك المفكر والمربي الفلسطيني خليل السكاكيني الذي سيترك بالغ الأثر فيه. سيتشكل وعيه هناك في القدس التي كانت تحتضن وقتها حراكاً سياسياً وفكرياً نشطاً مقارنة بباقي المدن الفلسطينية، وسيرحل والده في يافا قبل أن يترك الفتى القدس قبل النكبة بعام واحد متجهاً إلى «الجامعة الأميركية» في بيروت. 
في نيسان (أبريل) 1948 أثناء تواجد القطان في بيروت، احتلت الميليشيات الصهيونية يافا، لتشهد المدينة عمليات القتل والنهب والتشريد. سيحاول الفتى العودة إلى فلسطين لمعرفة مصير عائلته. سيصل يافا ليجد أنه خسر كل شيء، منزل الطفولة، بيارات البرتقال التي كانت تملكها العائلة، والمدينة بأكملها. أما أمه أسماء خضر التي لم يجدها، فتمكنت من الهرب إلى مدينة اللد، سيلحقها إلى اللد، ويكتشف عند وصوله أنها هُجرت كما عشرات الآلاف وقتها إلى الأردن. سينتقل إلى الأردن وهناك سيلتم شمل العائلة المعدمة والمفجوعة بخسارة حياتها. تلك الخسارة ستشكل منعطفاً في حياة القطان الذي كان بدأ بدراسة العلوم السياسية في «الجامعة الأميركية» قبل أن يتحول إلى دراسة إدارة الأعمال، أملاً في إيجاد وظيفة لتحسين أوضاع العائلة.
في بيروت، انخرط بأعمال الشأن العام والأعمال التطوعية. ميزة بدأت معه في مرحلة مبكرة من مشوار حياته الذي اتسم بالعطاء. كثيراً ما صرح بأن «العطاء» هو أقصى ما يستمتع به، بل كان يعتبره واجباً وفرضاً. عند تخرجه من «الجامعة الأميركية» في بيروت، عاد إلى الأردن وعمل في مهنة التدريس لبضع سنوات. في عام 1954، كانت الكويت في طريق استقلالها وبدأت بإنشاء مؤسساتها، حالها كحال كل دول الخليج التي كانت بحاجة إلى الكفاءات والمتعلمين من دول المشرق لبناء البلاد. حصل القطان وقتها على عرض مغر في دائرة الكهرباء والماء الكويتية، لينتقل إلى الكويت التي كوّن فيها علاقات جيدة مع بعض أفراد الأسرة الحاكمة. عمل في الوظيفة عشر سنوات، ليتمكن بعدها من تأسيس شركة إنشاء وعقارات ويبدأ بجمع ثروته التي ستمكنه من تحقيق واجبه كما كان يعتبره والمتمثل في دعم الفلسطينيين أفراداً ومؤسسات.


سخّر ثروته لخدمة التعليم والثقافة بوصفها لبنة أساسية في مشروع التحرر

الى جانب العمل في الشأن العام الذي بدأه القطان مبكراً، كان نشطاً في العمل السياسي الفلسطيني. هو ممن أسسوا ودعموا «منظمة التحرير الفلسطينية» كان مقرّباً من أحمد الشقيري أول رئيس للمنظمة. في عام 1968، تم انتخابه على رأس «المجلس الوطني الفلسطيني» ووضع مع لجنة المجلس «الميثاق الوطني الفلسطيني». لكنه سرعان ما اختلف مع أعضاء المجلس الوطني المسيطر عليه من قبل العسكر الذين أصروا على التحكم بالمال والسلاح من دون الفصل بينهما، ما دفع القطان إلى الاستقالة وقتها، وهو الذي كان لديه وعي مبكر بالمنظومة السليمة لبناء المؤسسات. كان ضد عسكرة المؤسسات والفوضى الإدارية والاستئثار بالسلطة والقرار من قبل بعض الأفراد في «منظمة التحرير». وبالرغم من علاقته الجيدة نسبياً مع ياسر عرفات، إلا أنه كثيراً ما تصادم مع توجهاته وقراراته التي يعرف عدم صواب الكثير منها. كان يعتبر عرفات بارعاً في التكتيك لا في صياغة الاستراتيجيات. في 1990، استقال من منصبه كعضو في «المجلس الوطني الفلسطيني» احتجاجاً على اصطفاف منظمة التحرير مع صدام حسين عند اجتياح الكويت. وتبعه وقتها عدد من أعضاء المجلس من بينهم ادوارد سعيد. ظل القطان من أشد المعارضين لـ «اتفاق أوسلو»، واصفاً إياه بأنه «اتفاق مهين يفرط بالحقوق الفلسطينية». اتخذ مسافة من السياسة الرسمية، محافظاً على نقده للنخب السياسية، وحتى تلك الثقافية التي كانت هي وإنتاجها على علاقة حميمة بالسلطة؛ واضعاً جل اهتمامه في العمل بالشأن العام، ومسخراً ثروته لخدمة التعليم والثقافة والتربية في فلسطين. تلك العناصر لطالما اعتبرها لبنة أساسية في مشروع التحرر والنهوض الوطني. 
أسهم في دعم «الجامعة الأميركية» في بيروت وكان عضو مجلس أمناء فيها، وساند «مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، وكان داعماً للعديد من المراكز الثقافية والبحثية والمؤسسات التعليمية وتلك المهتمة بالعمل المجتمعي منها مؤسسة «التعاون» و«جامعة بيرزيت». في عام 1993، أعلن القطان من لندن عن إطلاق مؤسسة ثقافية تربوية تحمل اسمه. ولا نعلم في الحقيقة إن كان إطلاق المؤسسة قد تصادف فعلاً مع العام نفسه الذي وقعت فيه «اتفاقية أوسلو» أم أنها كانت بمثابة رد من طرفه على اتفاقية مجحفة بحق الإنسان والأرض معاً. بدأت «مؤسسة عبد المحسن القطان» عملها في فلسطين المحتلة بداية عام 1998. انتفع من هذه المؤسسة المتواضعة في حجمها وفريقها، مئات إن لم نقل الآلاف من الشباب والأطفال. عاد إلى فلسطين بعدها بعام، ولم يعد كتاجر أو مستثمر أو منتفع كما صرح أكثر من مرة وكما عرفه الناس، بل عاد ليعطي ويبني خلافاً لعشرات بل ربما مئات الأثرياء الفلسطينيين الذين فضلوا مواصلة تضخيم ثرواتهم بشتى الطرق وإن كانت على حساب شعب بأكمله. وقبل رحيله المفجع بسنوات، تخلى عن ربع ثروته في سبيل ضمان استمرارية المؤسسة، وشرع في بناء مبنى ضخم يحتضن المؤسسة وطموحها ومستقبلها، وللأسف لم يقدر له أن يشهد افتتاحه. في الوقت الذي كان فيه القطان يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان سيد البيت الأبيض يحضر نفسه ليعلن القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، بينما في الوطن المحتل كانت المجموعة نفسها ما زالت تفرك رأسها، وتفكر بكيفية الرد الأكثر دبلوماسية، وتواصل مسلسل إضاعة الحق الفلسطيني. هذا الحق الذي لن يعود إلا بأولئك الذين عرفوا كيف يمكن للخسارة أن تتحول إلى ربح. وبالمناسبة هذه قاعدة لا تنطبق على «البزنس فقط»!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى   عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Emptyالثلاثاء 24 يوليو 2018, 7:13 pm

«مؤسسة عبد المحسن القطان»

http://qattanfoundation.org/sites/default/files/u2/amqf-profile-ar.pdf

مؤسسة تنموية، مستقلة، غير ربحية، تعمل في تطوير الثقافة والتربية في فلسطين والعالم العربي، بالتركيز على الأطفال، والمعلمين، والمبدعين الشباب. تأسست المؤسسة وسُجلت العام 1993 في المملكة المتحدة كمؤسسة خيرية (رقم 1029450)، وباشرت العمل في فلسطين العام 1998 (رقم ،QR-0035-F)، حيث يتركّز عملها، مع تدخّلات في لبنان من خلال مشروع "صِلات: روابط من خلال الفنون"، وفي المملكة المتحدة من خلال قاعات الموزاييك.
 
لتصفّح الدليل التعريفي الخاص بالمؤسسة، اضغط هنا.
 
 
الرؤيا

مجتمع معرفي يتسم بالعدل والحرية والتسامح، ويتبنى الحوار، ويقدر العلم والفن والأدب وينتجها، وذو حضور عالمي وفاعل.

 

الرسالة

مؤسسة مستقلة تعمل في مجال المعرفة والإبداع على أسس تكاملية مع فئات مجتمعية متنوعة، لاسيما الأطفال والفنانين والمعلمين الشباب؛ من أجل إنسان حر، وثقافة فلسطينية وعربية حيوية، بأفق إنساني تشاركي طويل المدى، عبر برامج تحفّز التساؤل والبحث والإبداع وإنتاج المعرفة، وتشكل نماذجَ ملهمةً تتميز بالعطاء والشفافية والإتقان والتبادل.

 

القيم

تقدير الإنسان والدفاع عن حقوقه وكرامته
انطلاقاً من التراث الإنساني، وانسجاماً مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على أن الناس يولدون "أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء"، فإن المؤسسة تعمل على تكامل التطور الذاتي وخدمة الآخرين، مراعيةً التوازن بين الاهتمامات الفردية والاهتمامات العامة، والتركيز على تقديم خدمات عامة واسعة النطاق ورفيعة المستوى.

 

الحرية، والتعددية، والحوار، وإنتاج المعرفة
تؤمن المؤسسة بحق كل فرد في حرية التفكير والمعتقد، وحرية التعبير عن ذلك، وتتبنى هذه الحقوق في ثقافتها الداخلية، وفي ممارستها في حقلي الثقافة والتربية، وتعتمد مبدأ المشاركة في الحوار والممارسة، بما يسهم في إنتاج المعرفة.

 

تقدير قيمة العمل بروح الزمالة وتثمين الإنتاج
تدرك المؤسسة أن تحقيق رسالتها وأهدافها العامة يعتمد على فاعلية العمل الذي تقوم به، وقيمته، ومعناه بالنسبة للفئات التي تعمل معها، وتسعى إلى أن يتم ضمن روح الزمالة والشراكة بين المؤسسة والعاملين فيها والفئات التي يتم العمل معها من أطفال، ومبدعين، ومعلمين وغيرهم من المستفيدين.

 

الجرأة بالحق
تدرك المؤسسة أن التطور والسلام والعدالة المستدامة، تتطلب الجرأة بالحق، ورفع الصوت عالياً نصرةً للقضايا الإنسانية العادلة.


برنامج البحث والتطوير التربوي – مؤسسة عبد المحسن القطان




مؤسسة عبد المحسن قطان.. منارة ثقافية بفلسطين




مؤسسة عبد المحسن القطان...وفلسفة العطاء والتنمية





عبد المحسن القطان.. ونزرع فيحصدون!












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى   عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Emptyالثلاثاء 24 يوليو 2018, 7:15 pm

وفاة عبد المحسن القطان: المال في خدمة القضية الفلسطينية
محمد الفضيلات


توفي في لندن، اليوم الإثنين، رجل الأعمال الفلسطيني عبد المحسن القطان، عن 88 عاماً، أحد المؤسسين التاريخيين لمنظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، مخلفاً تجربة نضالية ملهمة، جند خلالها المال في خدمة قضية وطنه وشعبه، بعدما حسم خياراته لصالح العمل الخيري على حساب السياسي ودهاليزه.

الرجل الذي فارق الدنيا ثرياً، خبر مذاق الفقر، شأنه في ذلك شأن الغالبية العظمي من اللاجئين الفلسطينيين، رأى في التعليم سبيلاً للنجاة من الفقر ووسيلة لإنتاج وعي وطني، وهو بخلاف كثير من الأثرياء الفلسطينيين سخر ثروته لمساعدة الفلسطينيين في الأرض المحتلة والشتات، مركزاً على الإصلاح التربوي والثقافي.

ولد القطان في مدينة يافا في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1929، لأب يعمل في تجارة البرتقال وأم تتحدر من مدينة اللد من أبوين مصريين استقرا في فلسطين. 
"
جند خلالها المال في خدمة قضية وطنه وشعبه، بعدما حسم خياراته لصالح العمل الخيري على حساب السياسي ودهاليزه

"

التحق الطفل بالمدرسة الأيوبية في يافا، وانتقل، عندما بلغ خمس عشرة سنة، للدراسة في الكلية العربية بالقدس، التي كان يديرها آنذاك خليل السكاكيني. ويبدو أنّ هذا الأخير ترك بصمة كبيرة على تلميذه، الذي استلهم في العام 1999 خلال خطاب تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بيرزيت، يوم زار القطان فلسطين للمرة الأولى منذ النكبة.

حلت النكبة بينما كان الشاب يدرس العلوم السياسية والاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت، ولم يلتق بأسرته التي خاضت رحلة اللجوء، وخاض هو رحلة اللحاق بها، إلّا أوائل العام 1949، بعدما استقرت في الأردن.

كانت عائلة فقيرة معدمة، وكان محط آمالها، فغير تحت تأثير الفقر مساره الأكاديمي من السياسية والاقتصاد إلى إدارة الأعمال المجدية مالياً.

عاد إلى الأردن ليعمل مدرساً في الكلية العلمية الإسلامية، وبعد أقل من عامين، تعرض خلالها، وهو المعبأ بالمشاعر القومية، للمطاردة من المخابرات الأردنية، غادر إلى الكويت بحثاً عن الثروة التي تحققت لاحقاً.

تزوج في الكويت من المدرسة ليلى، وهي ابنة رئيس دائرة التربية آنذاك، درويش مقدادي، وهناك عدل مساره من جديد؛ فانتقل من التدريس ليشغل منصب مدير عام وزارة المياه والكهرباء الكويتية، ولم يمكث طويلاً، فأسس في العام 1963 شركة للإنشاءات والمقاولات أصبحت من أكبر شركات الكويت، ليبدأ مسيرته في العمل الخيري من خلال منح التعليم للاجئين الفلسطينيين.
"
ساهم القطان إلى جوار أحمد الشقيري في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وقدم لها الدعم السياسي والمالي

"
وفي الكويت، التي حمل جنسيتها، بدأ مسيرته السياسية، عندما ساهم إلى جوار أحمد الشقيري في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وقدم لها الدعم السياسي والمالي، وهو الدعم الذي استمر حتى بعد التغيرات التي طرأت على قيادتها أعقاب هزيمة 1967.

حضر القطان في المشهد السياسي، عندما انتخب في العام 1969 أول رئيس للمجلس الوطني الفلسطيني، وهو المنصب الذي تخلى عنه بعد أيام، إثر فشل أجنحة المنظمة في الاتفاق على إدارة موحدة لمصادرها العسكرية والمالية. رغم ذلك، لم يغادر بعيداً، فقد بقي عضواً في المجلس حتى استقالته في العام 1990، احتجاجاً على مساندة المنظمة للرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، بعد اجتياحه الكويت.

في النتيجة، غادر القطان العملية السياسية، والتفت للعمل الخيري الذي بات يتوسع فيه بشكل أكبر، حتى كرّسة في العام 1993 بشكل مؤسسي؛ عندما قام بتسجيله في العاصمة البريطانية عبر مؤسسة تنموية غير ربحية تعنى بتطوير الثقافة والتربية في فلسطين والوطن العربي، وهي "مؤسسة عبد المحسن القطان".

وفي أعقاب اتفاق أوسلو تجنب المليونير أي عمل تجاري ضمن مناطق السلطة الفلسطينية، مركزاً على دعم المؤسسات الثقافية والبحثية.

وتضم المؤسسة التي بلغت موازنتها السنوية 2.2 مليون دولار، مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، ومركز القطان للطفل في غزة، وبرنامج الثقافة والفنون. كل مركز منها ساهم في تطوير العملية التربوية وتعزيز المشهد الثقافي، دون أن يقتصر عمله على الشعب الفلسطيني -وإن كان أولوية- بل شمل العالم العربي برمّته.

حافظ القطان، خلال سنوات حياته الطويلة التي تلت اعتزاله العمل السياسي، على مسافة بعيدة عن السياسة، لكنه عاد وأطل على المشهد بكلمة مصورة أمام مؤتمر "فلسطينيو الخارج" الذي عقد في مدينة إسطنبول في فبراير/شباط الماضي بهدف إصلاح منظمة التحرير، كما ساهم في تمويل المؤتمر الذي حضره أكثر من 5 آلاف فلسطيني من الداخل وجميع دول الشتات.

يرحل الرجل وقد أصبح أنموذجاً في التزام الأثرياء بقضايا وطنهم وشعبهم؛ أنموذج يتمنى فلسطينيون كثر أن يحذو الأثرياء من أبناء شعبهم حذوه




رحيل عبد المحسن القطان عن عمر 86 عاما

 
تحرير: نواف رضوان
رحل اليوم الإثنين، رجل الأعمال الفلسطيني محسن القطّان، والذي توفي في العاصمة البريطانيّة لندن، عن عمر 86 عامًا، بعد معاناة مع المرض.

وشغل القطان منصب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني في نهاية ستينات القرن الماضي، وكان له دور بارز في دعم الثقافة الفلسطينيّة، وذلك من خلال المؤسسات التي حملت اسمه، منذ منتصف تسعينات القرن العشرين.

وكان القطان قد خرج مع عائلته من يافا عام 1984، وتنقل بين عمّان والكويت وبيروت ولندن وغيرها من العواصم.

وخصص القطان في عام 2011، ربع ثروته لإنشاء صندوق لضمان استدامة المؤسسة التي تحمل اسمه.

وتعد مؤسسة "عبد المحسن القطّان"، واحدة من أبرز المؤسسات الثقافيّة في العالم العربيّ، كما قدم الدعم لعدد من المؤسسات الثقافية، منها مؤسسة التعاون، والدراسات الفلسطينيّة، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة بيرزيت والنجاح.

وتضمّ "مؤسسة عبد المحسن القطان" مركزاً للبحث والتطوير التربوي، و"مركز القطان للطفل" في غزة الذي يقدّم خدمات ثقافية ومكتبية وتدريبية وترفيهية نوعية للأطفال حتى سن 15 عاماً.

اقرأ/ي أيضًا | مئوية فدوى طوقان... "وها أنا يا أحبائي هنا معكم"

وأطلقت المؤسسة أيضاً "برنامج الثقافة والفنون"عام 1999، ويسعى إلى تشجيع المواهب الثقافية في فلسطين، عبر المنح والجوائز والنشر وبرامج الإقامات الإبداعية ودعم النشاطات الثقافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى   عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى Emptyالثلاثاء 24 يوليو 2018, 7:17 pm

عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى 25_1532276425_6115


الراحل عبد المحسن القطان... حكيم المال والسياسة

بثينة حمدان
 
الجزء الأول/

 بصوته المتهدّج القوي بدأ حديثاً عن حياته الممتدة بالطموح والثبات على المبدأ، ممزوجاً بخفة الظل، شهر واحد يفصل ميلاده (5 نوفمبر 1929) عن تاريخ وفاته (4 ديسمبر2017) وبينهما مسيرة حياة قضاها في خدمة الثقافة والتعليم والوطن المغترب والمقيم والثائر، تابع اللحظات الأخيرة لتجهيزات المبنى الجديد الخاص بمؤسسة القطان للثقافة والعلوم في فلسطين، وغاب عن الافتتاح رحيلاً سماوياً، فيما تستمر المؤسسة التي تتجسد في فكرة وليس فرداً.. هو عبد المحسن القطان؛ كويتي الجنسية والاقامة وفلسطيني الأصل، لم يبحث عن المال ولا السياسة لكنه الحكيم فيهما.. كان سعيداً بهذا الحوار مع صحيفته المفضلة "القبس" راغباً في أن تكون المؤسسة هي محور الحديث، فإذا بالقدر يجعلنا نكتب مسيرة حياته..

يافا.. وتجنيد البرتقال

في حي الجبلية في مدينة يافا ولد عبد المحسن الابن الثالث للعائلة، حيث منزل كبير يتسع لأربعة أخوة وأختين، ووالديه حسن وأسماء، والكثير من الأقارب الذين ترددوا على المكان المطل على البحر، جاءت صرخت المولود هادئة وثابتة في نغماتها ،جاء مستعداً لأمواج البحار التي اعتاد العوم فيها مذ كان رضيعاً  إلى أن أصبح فتىً نقياً بفعل احتكاكه بمياه البحر المالحة، وكثير العطاء بحجم اللون الأزرق الذي يُظَلّل بحر يافا.

تزوج والده ثم اضطر للسفر مرغماً مع الاتراك الذين جندوه في حربهم إلى اليمن، وحين عاد وانفصل عن زوجته، تزوج بوالدة عبد المحسن، عمل بالزراعة وتصدير البرتقال الذي تشتهر به يافا، وتوفي قبل النكبة حين كان عبد المحسن في الرابعة عشر، جاء من مدرسته في القدس ليودع والده المريض، وكحال الأسر الفلسطينية تشتت العائلة بعد النكبة والتحقت والدته وأبناءها بعائلتها في اللد ثم إلى الأردن. هو من عائلة متوسطة استطاعت أن تكون أول من امتلك مذياع في الحي، فَشُرعت أبواب البيت الكريم أكثر فأكثر لتستقبل الراغبين بالاستماع إلى المذياع. لذا تحتفظ ذاكرته الغضة بمشهد والده مرحباً بالضيوف ووالدته في المطبخ تعد واجب الضيافة.

إلى المعلم.. السكاكيني

أنهى عبد المحسن الاعدادية في المدرسة الأيوبية في يافا ومنها نقله والده لمتابعة دراسته الثانوية في كلية النهضة بالقدس وفيها تتلمذ على يد الأديب والتربوي ومدير الكلية والمؤسس خليل السكاكيني؛ الشخصية التي سمع عنها والده وأثّرت في عمر الفتى الندي كثيراً. "السكاكيني علّمني عالوطنية"، فقد تابعه هو وأترابه في الصف لاسيما في السنة الأخيرة في المدرسة؛ فكان يصطحبهم أسبوعياً إلى بيته، حيث يعيش مع ابنه وذكرى زوجته المتوفاة. يصف لنا الأديب القوي والبسيط وهو يقدم لهم "الجاتوه"، قال عبد المحسن: أذكر كلامه جيداً، مؤلفاته للأطفال كلها وعظ وخطب كنا نحفظها، هو أستاذ لغة عربية بارع وصاحب تطلعات ثورية ومواقف احتجاجية.

الخطيب الصغير

رغم اعترافه بمشاغباته في الصغرلكنه لم يأت على ذكر التفاصيل، فقد توقف عن ذلك بعد انتخابه في العامين الأخيرين في كلية النهضة رئيساً للعُرَفاء؛ أي مسؤولاً عن تمثيل المدرسة في المناسبات وإلقاء الخطب، فهو البارع في الشعر والأدب كتابة وجهراً في إذاعة الكلية. كيف لا وقد نما برعاية من السكاكيني ومؤلفاته، وكان شغوفاً بشاعره المفضل أبو الطيب المتنبي وتأثر بما كتبه إثر زيارته لإيران: "ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان" كناية عن كره الايرانيين للعرب بقدر الاسرائيليين. ونَهم من شعر أحمد شوقي الذي قال عنه إنه "أعظم الشعراء الناصريين"، وهكذا كانت الكلية التي أتاحت لهم أيضاً ملعبها الكبير وأخذتهم في رحلات إلى مسبح جمعية الشبان المسيحيين، ومع صديقه صالح برانسي المكافح الذي سجنه الاسرائيليون مراراً، كانت مكاناً لتعلّم "الوطنية" قولاً وتجربة.

الانطلاقة في بيروت

رغم حبه للسياسة والاقتصاد، إلا أن ظروف العائلة بعد النكبة وقلة العمل أخذته إلى تخصص أقرب إلى مهمة اعالة عائلته، فدرس إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في بيروت حتى عام 1951. لم تكن الجامعة فريدة بمستواها التعليمي فقط بل وبطلبتها القادمين من البلاد العربية، وهو أمر لامس قلبه القومي العربي، بينهم نسبة كبيرة من الطلبة العراقيين لأن جزء كبير من أموال النفط تذهب لصندوق خاص بالتعليم، وهو ما أعجب به عبد المحسن. ثم أصبح عضواً في اتحاد الطلبة، ونشط في جمعية العروة الوثقى العريقة والتي كان عمرها آنذاك مائة عام، يصدر عنها مجلة شهرية تحمل اسمها وكُتّابها من الطلبة. نجح فيها عبد المحسن وصار رئيس تحريرها ونائباً لرئيس الجمعية، كتب وزملاءه ضد الصهيونية ودعماً للوحدة العربية وللتعليم، وعن الثورة الجزائرية،عدا عن الأدب والشعر، ومن كتابها سعدون حمادة الذي أصبح رئيس حكومة العراق، ودكتورة سعاد اسماعيل وهي أول وزيرة للتربية والتعليم والبحث العلمي في العراق فترة السبعينات."كان الطلبة من الدرجة الأولى علمياً وفكرياً" كما قال.

الحب في الجماعة.. والحرية للفرد!

لم يكن بالامكان أن يكون للحب متسع، وان وجد فإنه يذوب بين الجماعة، ولا مكان للقاءات الثنائية، الحب يعني زواج، ولو استطاع عبد المحسن الزواج لفعلها مبكراً كما قال، قد يكون أحب في الجامعة لكنه لم يستطع فتح هذا الباب، ومازالت وصية والدته قبل سفره للدراسة تُجَلجِل: "دير بالك من النسوان".

بيروت بالنسبة إليه هي المدينة التي يستطيع الانسان فيها أن يعبر عن نفسه فكرياً وسياسياً، لذا نظّم وزملاءه العديد من النشاطات السياسية والثقافية، وشاركوا في مظاهرات دعماً لفلسطين.قال: "لم يسألنا أحد ماذا نفعل ولماذا؟" وأضاف: "لبنان البلد الجميل حيث صيدا الجبل.. والشتاء للتزلج".

الكويت.. الرحلة الطويلة

ألقت النكبة بظلالها على عائلته التي رحلت قسراً إلى العاصمة الأردنية عمان، ولحق بهم عبد المحسن، ومنها عاد لتسلم أول عمل له في الجامعة الكويتية لمدة عام، ضمن القسم التجاري وكان يدرس في قسم اللغة الانجليزية أيضاً، وبلغ أول راتب له ثمانون دينار، يرسلها لأهله جميعها، فقد وفرت له الوظيفة السكن والمأكل. وسرعان ما عاد راغباً في البقاء إلى جانب والدته واخوانه، وفيها عمل في التدريس في الكلية الاسلامية في القسم التجاري أيضاً.

وبترشيح جديد لصديق آخر له في الكويت لأمير الكويت هذه المرة، حصل على عرض للعمل في وزارة الكهرباء والماء، لم يكن يرغب بالسفر والابتعاد عن والدته، فأخذ يفاوضهم ويرفع سقف طلباته، لكنهم وافقوا على بيت وسيارة وراتب مغري، وهكذا عمل مراقباً عاماً في الوزارة وهو منصب يوازي درجة وكيل وهو ابن الخامسة والعشرين عاماً.

أحب الكويت التي قدمت له الكثير، وتحدث بفخر عن التغييرات التي عاشتها، فهي اليوم "لديها وفرة من المياه والثالثة عالمياً في معدل استهلاكها، فالوقود رخيص ولا ضرائب، ويستخدمون المياه المقطرة لغسيل السيارات، وفيها أيضاً محطات التقطير".

قضى عشرة سنوات في الوزارة إلى أن وصل راتبه ألفي دينار مطلع الستينات، ساهم خلالها في بناء شبكة الكهرباء والمياه الحلوة، وصار للدولة دخلٌ ممتاز وقال: "بدون الكهرباء والمياه من الصعب البناء والعيش، اذا وجد المال الكافي والخبرة يحصل البلد على ما يريد، وفي الكويت يتوفر المال وتم استجلاب الخبرة وهذا سر انفتاحهم".

دمشقية اللقاء.. كويتية البقاء

ربما كانت الصدفة هي التي جمعته بزوجته ليلى، كان يعرف أخيها وهو من رشحه للعمل في جامعة الكويت، فقد كان والدها المناضل درويش المقدادي والذي يشغل منصب مدير التعليم في الكويت، ذهب وأخيها للقاء المقدادي في دمشق، فإذا بصبية في العشرين تقدم له عصير الليمون، والدتها متوفية لكن زوجة ابيها امرأة رائعة، ألمحت له بالزواج، وهكذا تحولت العلاقة العائلية إلى نسب، التقيا عدة مرات في الكويت حيث كانت تتردد هناك، إلى أن ذهب عبد المحسن وأخيه الأكبر وأصدقاءه لطلب يدها.

تزوجا في الكويت في حفل بسيط، وانطلقا بالسيارة إلى البصرة حيث فندق قديم على شط العرب.عاشا في الكويت وعملت زوجته مدرسة للغة الانجليزية، بدأت عائلتهم تكبر حين جاءت نجوى، ثم ثلاثة أخوة آخرين هم لينا وهاني وعمر.

الكويت وصناعة المال

رغم نفوذه ومنصبه ودخله العالي في وزارة الكهرباء الكويتية، إلا أنه قررالتوجه للعمل الخاص، لم يكن قد جمع المال الكافي لذلك كونه يساعد عائلته واخوته الذين كانوا في الجامعة، رفض الوزير وطلب منه الذهاب إلى الأمير عبد الله السالم الصباح لإعلامه بذلك، وهو ما فعل فسأله الأمير عن الأسباب واذا كان يمتلك الخبرة بالتجارة فأجاب عبد المحسن: ليس لدي خبرة في التجارة، خبرتي في العقود ومن نجح ليس أذكى مني. فوافق تاركاً الباب مفتوحاً لعودته وقتما أراد.

عمل في مجال البناء، فأسس ابن الثالثة والثلاثين عاماً شركة الهاني للانشاءات والتجارة عام 1963؛ تضم مهندساً واحداً وسكرتيرة وعشرة آلاف دولار جمعها في عشرة سنين هي رأس المال، عَمِل بطاقة مضاعفة تصل عشرين ساعة، كان يأخذ عقوداً جزئية، دون أن يتمكن من إدارة مقاولات كاملة كون الشركة حديثة وبلا خبرة أو رأسمال يفي بالمهمة. ويكرر الزمن ذاته ويرشحه أحدهم إلى رئيس مجلس إدارة ومؤسس بنك الخليج، والذي حصل على وكالة للتكييف ويبحث عن شريك، طلب شراكة عبد المحسن لكن الأخير لا يملك المال لذلك، فباع 45% من أسهم الشركة لرجل الأعمال وانتقل رأس مال الشركة إلى 75 ألف دينار، وهكذا توسع العمل، وبعد خمسة وخمسين عاماً صارت الشركة واحدة من الشركات الكبرى في المنطقة والتي تصل أرباحها إلى خمسين مليون دولار سنوياً.

وحين سألته عن رأسمالها، قال ببساطة: يمكن 100 أو 200 او 300 مليون! ربما هي إجابة رجل مال يسخر من المال، فالقيمة الحقيقية لديه هي بتعب السنين ومراكمة العطاء، الشركة اليوم تقوم بأهم المشاريع في الكويت منها بناء قسم من جامعة الكويت ومركز جابر الثقافي.





"قَطَّانٌ" في عمله.. "مُحسِنٌ" في حياته
بثينة حمدان
 

الحلقة الثانية/ الراحل عبد المحسن القطان

هو "قطّانٌ" يزرع القطن ويبيع جزءً منه تاركاً الباقي للاحسان وتقديم العون لبلده وشعبه، بل وكان عبداً للاحسان ومحسناً حتى في رغبته بأن تحتل مؤسسة عبد المحسن القطان مساحة في صفحات القبس الجريدة التي يحب وتابعها على مدى عمره، نعم لاسمه ولقبه معاني في حياته. لقد دعاني الراحل لأكتب عن المبنى الجديد الضخم الذي افتتح مؤخراً، لكنه رحل قبل الموعد، ويبدو أن القدر شاء أن تكون مقابلته الأخيرة لصحيفة القبس. وفي غيابه لبّيتُ الدعوة، تجولت في أول مبنى أخضر في فلسطين، كان صرحاً ثقافياً يستحق كل سنوات التعب وجدير بأن يرفع اسم صاحبه المُحسن الكبير. في أكثرمن سبعة آلاف متر مربع، كانت تفاصيل حياته وطموحاته تتجسد فهذه مكتبة ليلى مقدادي زوجته، وجاليري لاحتضان المعارض الفنية ومسرح وعدة استوديوهات ومساحة ستكون فضاء تجريبياً للعمل مع الأطفال والمعلمين، وبيت للضيافة وفضاءات خارجية عديدة.

طفولة في المزاد

عاد عبد المحسن بعد 51 عاماً من الغياب إلى يافا بدعوة من جمعية يدعمها، صار منزل العائلة قرب مستعمرة "بيت يام" الاسرائيلية، شاء القدر أن يصل في الفترة الذي عرض فيه المنزل للبيع في المزاد العلني بحجة أنه "أملاك غائبين" حسب القانون الاسرائيلي العجيب! غائبون بل حاضرون عاجزون عن استعادة المكان فقد صادر الاحتلال معظم المكان! قال بأسف: "أخذوا كل البلاد!!!!"، وأراده القدر أيضاً أن يحصل على الهوية الفلسطينية قبل خمسة سنوات فقط من وفاته بمساعدة سلام فياض رئيس الوزراء آنذاك وحسين الشيخ وزير الشؤون المدنية.

ماوتسي تونغ التواضع في صورة!

لم يتفرغ يوماً للعمل السياسي ولم ينتمِ لأي حزب سوى حزب البعث لفترة قصيرة، ومع ذلك اختاره الراحل أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ليرافقه في زيارة إلى الصين للتعريف بالقضية الفلسطينية، فحظي الشاب الصغير برحلة توازي في مضمونها عظمة سور الصين؛ تجول الوفد في أرجاء الجمهورية وعقدوا ندوات ولقاءات عديدة، والتقوا بالزعيم الصيني ماوتسي تونغ وتبادلوا معه حديثاً امتد لأربع ساعات، ترك أثراً كبير لدى عبد المحسن، وسلب لُبّهُ حين طلب الزعيم الشيوعي صورة مع الوفد الفلسطيني! قائد تاريخي يرغب بصورة مع وفد بالكاد يبدأ رسم تاريخه الوطني!

في اللقاء عبّر الشقيري عن اعجابه بمؤلفاته عن الشيوعية والديمقراطية، فعلّق الزعيم الذي يعتبر فلسطين مثل جزيرة فرموزا لابد من استعادتها: "لا يجوزللزعيم أو القائد أن يمضي جُلّ وقته بين الكتب، فقد ترتفع الكتب ويأت وقت لا يستطيع فيه النظر، لابد من الجمع بين الأمرين، عدم الاكتفاء بالقراءة والكتابة".

راتب موظف.. لتعليم الفلسطينيين

خلال عمله الحكومي في الكويت وعمل زوجته ليلى المقدادي في حقل التعليم، وفي الوقت الذي كانا يساهمان بتعليم اخوته قررا اقتطاع ما يفيض من رواتبهما لصالح دعم تعليم الفلسطينيين، وهكذا بدأ رحلة دعم التعليم مُبكّراً من فائض راتب وليس من أموال رجل الأعمال لاحقاً، اقتطاع الوفي والمؤمن بالتعليم طريقاً للتحرر، اقتطاع من الراتب.. اقتطاع من أجل حياة كريمة. وسرعان ما تحولت الفكرة مع اتجاهه للعمل الخاص إلى مؤسسة لدعم التعليم، فكانت مؤسسة عبد المحسن القطان التي تدعم اليوم التعليم وتركز على الأطفال والمعلمين والمبدعين الشباب عبر فروعها في رام الله وغزة ومشاريعها في لبنان وبريطانيا.

الكويت.. المقر الدائمللفلسطينيين

كان مُقَرَّباً من القيادي الشهيد أبو اياد صلاح خلف وهو برأيه "صاحب الشخصية القوية والكاريزما والأكثر حكمة بين القيادات الفلسطينية". كان بيته في الكويت محطة جذب للقيادات الفلسطينية، ومقرباً من الرئيس الشهيد ياسر عرفات بل ومتقاربين في السكن، وعند اجتياح بيروت تمتنت العلاقة أكثر لاسيما مع تقديم القطان الدعم المادي والمعنوي للثورة الفلسطينية، يرى القطان في عرفات كاريزما ورجل علاقات عامة ومِقدام لا يهمه شيء، وقال: "نشتاق إلى أبو عمار بعد الذي نراه اليوم". يذكر أيضاً أن أبو عمار لجأ إليه  حين كان الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية ضعيفا يعمل بميزانية نصف مليون دولار بينما مطلوب منه أن يدعم جميع الفلسطينيين فهو "شبيه بصندوق الدولة المرتقبة"، وقال: "جاءني أبو عمار وهو مستاء من ضعف الصندوق، وطلب مساعدتي، وعينني محافظاً لفلسطين في الصندوق عشرين عاماً. تضاعفت ميزانيته ووصلت المعونات لمائة مليون دولار".

رياح التغيير.. والمبدأثابت

التقى القطان وعبد الحميد شومان مؤسس البنك العربي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وحسيب الصباغ رجل الأعمال الفلسطيني مع أبي عمار والراحل القيادي جورج حبش -مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-، واتفقوا على صياغة رسالة تطالب بتنحي أحمد الشقيري عن رئاسة المنظمة لاسيما مع بداية تشكيل حركة فتح لتقود العمل الوطني والكفاح الشعبي، قال القطان: إن الشقيري كان شهماً ووافق، وتم تشكيل لجنة لعقد المجلس الوطني وصياغة الميثاق الوطني.

اجتمعت اللجنة في عَمّان وكان القطان مع اشراك العسكر في المجلس، وقد وصل العدد إلى مائتي شخص التقوا في مقر الجامعة العربية في القاهرة، وعلى الهامش التقى القطان مساءً ببعض القيادات التاريخية الفلسطينية وهم خالد الحسن والشهيد صلاح خلف “أبو إياد” وشومان والصبّاغ، تحدثوا عن مشاوراتهم مع الفصائل، والتي توصلوا فيها لاختيار القطان رئيساً للمجلس، وهو ما جعله يتسائل سيما وهو أصغرهم! وحتى صباح اليوم التالي أي يوم انعقاد المؤتمر ظل رافضاً، لكن توافق الفصائل والواجب الوطني جعله يوافق وهو ابن الثانية والثلاثين عاماً.

حدد السياسي الشاب آلية الحديث للصحافة، وطرح تأسيس لجنة تنفيذية جديدة، فوافقت فتح في المساء ورفضت في اليوم التالي، وأخبره بذلك القيادي خالد الحسن، أصر القطان على ضرورة الاتفاق على قيادة واحدة بشرط أن يكون كل السلاح والمال بيد القيادة والحرية للجميع في النقد، فشل الاتفاق، وهكذا انسحب القطان من المجلس الوطني وهاجم الحضور قائلاً لهم: "أنتم لستم أهلاً لقيادة الشعب الفلسطيني"، كان هجوم شاب متحمس لقيادة شابة مازالت تبدأ طريقها في الكفاح.

رغم محاولات العديد من القيادات مثل أبو يوسف النجار وأبوا إياد والشهيد كمال عدوان وأبو عمار مطالبين ببقاءه، لكنه ثبت على المبدأ وقال: "كي أضحي عليهم أن يضحوا، لكنهم لم يستطيعوا وخافوا، لم يكن لديهم النضج الكافي في أواخر الستينات، انسحبتُ رئيساً وبقيت عضواً في المجلس الوطني".

من السياسة إلى الوطن

خلال الاجتياح الاسرائيلي لبيروت، التقى القطان وشومان والصباغ في منزل القطان في لندن للبحث عن فكرة يتم من خلالها تقديم دعم للوطن ومساعدة الفلسطينيين على الصمود، كان الاقتراح جمع الأموال وصرفه في مجال الدعاية في أمريكا من أجل خلق رأي عام ضاغط، لكن القطان وجد أنها فكرة غير مجدية وتأثيرها مؤقت، واقترح وقفية للشعب الفلسطيني دائمة تقدم دعماً في مجالات الصحة والتعليم والتنمية، وهكذا تم تأسيس مؤسسة التعاون عام 1987 والتي مازالت قائمة إلى هذا اليوم، وهي من المؤسسات الأهلية الكبرى في فلسطين والتي لم تعتمد على التمويل الخارجي المشروط أو المرتبط بالوضع السياسي، بل على وقفية وتمويل أفراد. قام الثلاثة بفتح الوقفية فدفع الواحد منهم مليوني دولار ثم تم جمع الاموال من الفلسطينيين من أنحاء العالم، وعرب من الكويت ومنهم أمير الكويت، ومن السعودية. كان القطان رئيس مجلس الادارة وبقي حتى وفاته عضواً فخرياً، قد لا يتدخل لكنه يحاول ايجاد الحلول والمساعدة حين يُطلب منه ذلك.

الخلاف مع الختيار.. في حب الكويت

اختلف القطّان مع أبي عمار على قضيتين لكن بقيت الصداقة هي الرابط الثابت، فقال: "اختلفنا على احتلال الكويت وعلى اتفاقية اوسلو". حاول القطان وعدد من اصدقاءه ثني أبو عمار عن موقفه من الغزو العراقي للكويت، لكن دون جدوى، فأصدر القطان وادوارد سعيد وابراهيم أبو لغد وشفيق الحوت بياناً صحفياً يبين موقفه الرافض للغزو وشجب لموقف القيادة الفلسطينية منه وهو ما ساعد الفلسطينيين المقيمين في الكويت لاحقاً، واستقال من عضوية المجلس الوطني عام 1991 اثر هذا الموقف. أما الخلاف الثاني فكان حول اتفاقية أوسلو فقد كان يرى أنها تحتوي على نقطتين ستكسر الفلسطينيين وهي القدس كونها قضية مؤجلة فقال: "لا يجوز أن يتغير من معالمها شيء" وثانياً ضرورة وقف الاستيطان بالمطلق، وأن وعود بيريز في هاتين القضيتين كاذبة.

كانت القيادة الفلسطينية الجديدة والتي وافقت على أوسلو برأيه "قيادة غير مطلعة على العالم، ولا تجيد الانجليزية، ولا تعرف كيف يفكر العالم، وهذه كانت النتيجة، ولو رفضوا أوسلو ماذا كان سيحصل؟".

وصيته؛ الثروة للانسانية

بدأ القطان بمليون دولار خصصها لمؤسسة القطان ثم ضاعف المبلغ إلى خمسة وإلى واحد وعشرين مليون دولا. ققبل وفاته أخبرني أنه يحلم بتخصيص ربع ثروته لمؤسسة القطان فكان ايمان العائلة بالفكرة أن ضاعف المبلغ لأكثر من هذا الربع، واليوم للمؤسسة وقفية قيمتها أكثرمن مائة مليون دولار كي تحافظ على استقلاليتها وبقاءها، والوقفية تعني أن عائلة القطان هي المتبرعة الوحيدة. ولم يكتفي بذلك فقال لي: وصيتي تخصيص ربع ثروتي للمؤسسة، ثم كل من يعمل معي من سائق إلى مدير، ثم أولادي وبناتي الذين ستكون حصتهم الأقل.

وأكد القطان أنه: "يجب أن يزيد التواضع مع زيادة المال، المال هو قوة اضافية، هناك من يبحث عن جمع ومراكمة الثروة، لكنني لم أفكر بهذه الطريقة في حياتي، لم أفكر يوماً أن أكون رجل أعمال، ولم أبحث عن منصب سياسي، حلمي أن أتعلم تعليم جيد وأردت أن أكون بالعمل العام دون إهمال العمل الثقافي، أنا قارئ ونشيط ثقافياً".

حكيم المال والسياسة

رحل المحسن الكبير والحكيم في المال والسياسة، ورغم ذلك فإنه لم يبحث عنهما، بل وقال أنه ليس رجل اقتصاد، فمن هو إذن؟ إنه الذي بكى زوجته التي رحلت قبله بعامين، في قلبه حب كبير لها أوجزه بدموعه وبكلمتين: "ليلى قمة التواضع"، إنه الذي بكى القيادات الفلسطينية التاريخية منها عبد القادر الحسيني والشهيد الصديق كمال ناصر.

إنه الذي نظر للمال وسيلة فقط وقال: "المال متل الحمار اذا لم تركب عليه، فإنه يركب عليك"، وقد بقي من طموحه الحلم الكبير: تحرير فلسطين، أما طموحه الشخصي فكان المساهمة بترقية التعليم وقال: "مستعد لعمل كل شيء كي يرتقي التعليم وبدون تقدمه لا أمل لنا، التعليم عربياً ليس متقدم فهو ينتج فقط موظفين".

 
عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى 25_1532434839_6519
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عبد المحسن القطان... الرجل الذي ناضل وأحبّ وأعطى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرجل الذي أحب كل النساء!!!
» "الرجل الذي يحاول مع مصر إنقاذ غزة"!
» عباس بن فرناس ...الرجل الذي صنع حلم الطيران
» الحسن بن الهيثم : الرجل الذي اكتشف كيف نرى
» الإدريسي .. الرجل الذي رسم أول خريطة للعالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: شخصيات فلسطينيه-
انتقل الى: