منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الوحي الرباني مفهومه وحقيقته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:35 am

الوحي الرباني مفهومه وحقيقته


أسامة شحادة
تبين معنا في المقال السابق حاجة البشرية للوحي الرباني لتسعد في دنياها وتسلم في آخرتها، وذلك لعجز عقلها وحواسها عن معرفة عالم الغيب وما جرى في الماضي وما سيجري في المستقبل، كما أن حيرتها حول أجوبة الأسئلة الوجودية الكبرى ما تزال تقلقها مهما تنوعت هذه الإجابات، أما اضطراب معيشتها لعدم الاتفاق على معايير الخير والشر والصواب والخطأ فقد تسبب بحروب كارثية وتناقضات ضخمة لم تصل معها لبر الأمان، والذي لا يمكن الحصول عليه إلا من اخلال اتباع الوحي الرباني، فما هي حقيقة هذا الوحي؟
يدور معنى الوحي في اللغة العربية على ثلاثة أصول هي: الإعلام والسرعة والخفاء، وقد استخدم القرآن الكريم ذلك في عدد من الآيات منها قوله تعالى: "وأوحى ربك للنحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون" (النحل: 67)، وقال تعالى: "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه" (القصص: 7) أي ألهمهما بشكل غريزي وفطري، وقال عن زكريا عليه السلام: "فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبّحوا بُكرة وعشيّا" (مريم: 11) أي بإشارة.
أما الوحي الرباني الذي تفتقد له البشرية فهو إعلام الله تعالى لأنبيائه بشرعه ودينه سواء كان هذا الإعلام والتعليم من الله عز وجل لأنبيائه بشكل مباشر أو عبر ملائكته أو بالإلهام، وهو الوحي الذي تتابع نزوله على البشرية طيلة تاريخها عبر الأنبياء، كما قال تعالى: "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا * ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلّم الله موسى تكليما" (النساء: 163-164).
والوحي الرباني مستنَدُه العلم الإلهي، الذي هو علم شامل محيط بكل شيء أزلاً وأبداً لا يتطرق إليه الخطأ أو الشك، قال تعالى: "وسع ربي كل شيء علما" (الأنعام: 80)، وقال تعالى: "إنه بكل شيء عليم" (الشوري: 12)، ولذلك فالوحي الرباني هو معرفة تجاوز حدود المعرفة البشرية المستندة للعقل والحس.
وبرهان الوحي وثبوته هو نفس الوحي من وجوه؛ الأول بما فيه من دلائل عقلية قطعية على عالم الغيب كوجود الله عز وجل والبعث والنشور، كقوله تعالى: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" (الطور: 35)، أو قوله تعالى: "قال من يحيي العظام وهي رميم* قُل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" (يس: 78-79).
والوجه الثاني صدق أخباره وأنبائه مما لا يمكن للبشر العلم بها ومعرفتها، كإخبار القرآن بغلبة الروم بعد بضع سنين "غُلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيَغلبون" (الروم: 2-3)، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن نار عظيمة في الحجاز، فقال صل الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى" متفق عليه، وقد وقع ذلك في سنة 654هـ ودونه المؤرخون.
والوجه الثالث: التحدي بعجز الناس عن الإتيان بمثل القرآن ولو على مستوى سورة، وأصغر سور القرآن، بل وسطر واحد فقط، ثم تحداهم بأقل من ذلك، فقال تعالى: "فليأتوا بحديث مثله" (الطور: 34).
والوجه الرابع: دقة أحكامه وشرائعه وتحقيقها لمصلحة الناس، على اختلاف أزمانهم وأجناسهم ولغاتهم، كقوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" (البقرة: 179) والتاريخ يشهد للحضارة الإسلامية كيف أنها جلبت السلام والأمان للناس جميعاً ما تمسكوا بشريعة الرحمن واتبعوا سنة النبي العدنان.
ولذلك فالوحي الرباني بذاته هو ما يدل الناس على الأنبياء الصادقين ويكشف زيف الدجالين المدّعين للنبوة، فالوحي لا يتنزل إلا على من اصطفاهم الله عزوجل لوحيه ورسالته ونبوته "الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس إن الله سميع بصير" (الحج: 75)، فالنبوة لا تُكتسب بجهد ومعاناة بشرية أو عبقرية وتأمل كما يزعم بعض الفلاسفة والمتصوفة، بل النبوة اصطفاء رباني لخيار الناس ليتلقوا الوحي الرباني، وهو ما يسد الباب في وجه الأدعياء.
ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم متميزا بجهد خاص عن الناس في زمانه لتلقي الوحي، ولم يكن عنده علم سابق بالنبوات، قال تعالى: "وما كنتَ ترجو أن يُلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك" (القصص: 86) بل جاءه الوحي مفاجئاً له، ولذلك فزع النبي صل الله عليه وسلم لما نزل عليه جبريل عليه السلام كما هو معروف.
ومن ربانية الوحي أنه لا ينزل على الأنبياء بحسب رغبتهم، بل قد يتأخر لحكمة ربانية كما في حادثة الإفك، وقد يعاتَب النبي كما في قصة الأعمى في سورة عبس، وهذا يدل أيضاً على أن الوحي ليس انعكاساً لواقع زمن النبي بل هو متجاوز لذلك، وهو في حالة الوحي الخاتم يمتد ليشمل واقع البشرية كلها ولقيام الساعة.
كما أن الوحي الرباني الذي ينزل على الأنبياء يُظهر صدق الأنبياء وتسخر المعجزات لهم، بينما وساوس الشيطان هي التي تتنزل على الأدعياء والدجالين كمسيلمة الكذّاب وأمثاله ولذلك سرعان ما ينكشف زيفهم وكذبهم، بينما تستمر مسيرة النبوة الحقيقية.
وقد خُتم الوحي الرباني بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله جل وعلا: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسولَ الله وخاتمَ النبيين" (الأحزاب: 40)، فلا نبي بعده صل الله عليه وسلم، وهذا يكشف ضلال فرقة الأحمدية القاديانية التي تدعي نبوة دجالها ميرزا القادياني.
وبسبب ختم النبوة بمحمد صل الله عليه وسلم تكفل سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم، بخلاف ما سبقه من كتب الأنبياء السابقين، كما في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر:9)، لتكون أحكامه ومفاهيمه يقينية وعابرة للزمان والمكان.
أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:37 am

الوحي الرباني: قرآن وسنة


أسامة شحادة
بعد أن تبيّن لنا افتقار البشرية للوحي الرباني لما فيه من معرفة وعلم يعجز العقل والعلم عن الوصول إليهما، وأن الوحي هو إعلام للأنبياء من عند الله عز وجل، ويكون بطرق متعددة هي: كلام الرب تعالى للأنبياء مباشرة من وراء حجاب، أو عبر واسطة الملك جبريل، أو بالنفث في الروع، أو عبر المنام، سيكون حديثنا اليوم عن الموحى به، وأنه يشمل القرآن الكريم والسنة النبوية، وطبيعة العلاقة بينهما، وسمات كل منهما.
نكرر أنه لمّا كان اتباع الوحي سبيل الهداية والنجاة والسعادة "قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة: 38)، لذلك نجد العديد من آيات القرآن الكريم تبيّن طبيعة الوحي وتفاصيل نزوله وأقسامه، ومن ذلك قوله تعالى: "كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون" (البقرة: 151)، والآية ترشد بكل وضوح إلى وظيفة النبي صل الله عليه وسلم، وهي تلاوة الآيات وتزكية النفوس وتعليم المسلمين الكتاب، وهو القرآن الكريم، وتعليم الحكمة، وهي السنة النبوية، وقد تكرر تنبيه القرآن الكريم على امتنان الله عز وجل على عباده بإنزال الحكمة، وهي السنة مع القرآن الكريم كما في قوله تعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به" (البقرة: 231)، وقوله تعالى: "واذكرن ما يُتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" (الأحزاب: 34).
وقد كان شائعاً ومعروفاً عند الصحابة والتابعين والسلف أن السنة النبوية هي الحكمة، وهي وحي من عند الله عز وجل، فهذا التابعي حسان بن عطية يقول: "كان جبريل ينزل على النبي، صل الله عليه وسلم، بالسُّنة كما ينزل عليه بالقرآن"، ويقول الإمام الشافعي: "فسمعتُ من أرضى من أهل العلم بالقرآن، يقول: الحكمة سنة رسول الله".
ومما يؤكد أن السنة النبوية وحي رباني ما يقرره القرآن الكريم بقوله تعالى: "ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء" (النحل: 89)، لكن القرآن الكريم لم يفصّل لنا بعض الأوامر الشرعية التي تتعلق بأركان الإيمان والإسلام! فهل القرآن الكريم متناقض؟ كلا، لأن القرآن الكريم أمَر باتباع النبي، صلى الله عليه وسلم، في آيات كثيرة جداً، وجعل طاعة النبي، صلى الله عليه وسلم، من طاعة الله عز وجل، كقوله تعالى: "وأطيعوا اللهَ والرسولَ لعلكم ترحمون" (آل عمران: 132)، وقوله جل وعلا: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين" (التغابن: 12)، وبهذا يتبين تكامل الوحي الرباني (القرآن والسنة) فإن تفصيل أحكام وحي القرآن جاء بوحي السنة، ولذلك كان القرآن الكريم صريحا في ذلك بقوله: "يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس" (المائدة: 67)، وعليه؛ فإن تفاصيل أركان الإيمان والإسلام، ومنها هيئات الصلاة والصيام والحج التي بيّنها النبي، صل الله عليه وسلم، هي من البلاغ للوحي وإلا لَما كان لأوامر القرآن الكريم من معنى؟ ولما كان القرآن الكريم تبياناً لكل شيء؟
وهذا التكامل بين شِقّي الوحي (القرآن والسنة) هو ما أجمع عليه أئمة الإسلام منذ الصدر الأول، فرُوي عن مكحول التابعي الشامي أنّه قال: "القرآن أحوجُ إلى السنّة من السنّة إلى القرآن"، ذلك أن آيات القرآن الكريم تفصّلها السنة النبوية.
وحول طبيعة العلاقة بينهما يقول الإمام الشاطبي في "الموافقات": "فهي تفصيل مجمله، وبيان مشكله، وبسط مختصره"، ويقدم لنا الدكتور عبد الله دراز أمثلة على كلام الشاطبي بما معناه أن السنة النبوية تفصّل مجمل القرآن، كقوله تعالى: "وأقيموا الصلاة" ببيان كيفيات الصلاة من قوله وفعله صل الله عليه وسلم، أما بيان مشكل القرآن فبتوضيح السنة أن أداء الزكاة يرفع الحرج عمّا جاء في قوله تعالى: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب عظيم"، أما بسط وشرح ما أجمله واختصره القرآن فكإسهاب السنة في بيان قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة بدر والذين ذكرهم الله بقوله: "وعلى الثلاثة الذين خُلّفوا".
ومع كون السنة شارحة ومفسرة للقرآن الكريم، إلا أنها أيضاً تشرّع بصورة مستقلة بعض الأحكام الفرعية التي لم تَرد في القرآن الكريم، ويبّن لنا ذلك الإمام ابن عبد البر المالكي في "جامع بيان العلم وفضله" بقوله: "البيان منه، صل الله عليه وسلم، على ضربين؛ الأول: بيان المجمل في الكتاب العزيز، كالصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر الأحكام. الثاني: زيادة حكم على حكم الكتاب، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها"، واستقلال السنة بالتشريع يندرج ضمن الأوامر القرآنية الكثيرة بطاعة الرسول، وهي من البلاغ الذي أُمر النبي بإبلاغه.
ولأن السنة النبوية وحي من الله عز وجل كالقرآن الكريم فإنها محفوظة أيضاً، وداخلة في عموم قوله تعالى: "إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون"، يقول ابن حزم في "الإحكام": "فأخبر تعالى أن كلام نبيه، صلى الله عليه وسلم، كله وحي، والوحي بلا خلاف ذِكْرٌ، والذكر محفوظ بنصِّ القرآن، فصحّ بذلك أن كلامه، صل الله عليه وسلم، كله محفوظ بحفظ الله عز وجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء، إذ ما حَفِظَ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله، فلله الحجة علينا أبدا".
وبهذا يتبين لنا أن الفارق بين القرآن الكريم والسنة النبوية هو أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى بلفظه ومعناه أوحي به للنبي، بينما السنة النبوية هي وحي بالمعنى للنبي وعبّر عنه بلفظه، وقد سخّر الله عز وجل العلماء لحفظ القرآن الكريم بلفظه وكتابته وبرسمه العثماني المعروف، وسخّر أيضاً العلماء لحفظ السنة النبوية وبيان ألفاظ النبي، صل الله عليه وسلم، كما قالها، وكشفوا ما دسّ عليها أو وقع فيه خطأ من الرواة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:38 am

الوحي الرباني كيفياته وطرق وروده


تعددت كيفيات وطرق وُرود الوحي الرباني على الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وبيّن القرآن الكريم والسنة النبوية تفاصيل ذلك، كما بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية أنواع الوحي وأقسامه، وهذا شأن كلّ أمر عظيم وشأن جليل، ولذلك سأل بعض الصحابة النبي صل الله عليه وسلم عن طرق ورود الوحي.
فمعرفة كيفية طرق وروده مهمة وضرورية لجنس البشرية لأن الوحي الرباني هو سبيل الهداية والنجاة للبشرية من الضلال والجهل والشقاء بما يحتويه من العلم الكامل والصحيح لما تبحث عنه البشرية دوما من معرفة حقيقة الوجود ونشأته ومستقبله وفهم عالم الغيب والوصول لخريطة الأمن والأمان في الدنيا عبر معرفة أصول الحق والعدل في العلاقة مع الخالق والمخلوق.
لقد تعددت طرق ورود الوحي على نبينا محمد، صل الله عليه وسلم، كما حصل مع الأنبياء والرسل من قبله لقوله تعالى: "وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء" (الشورى: 51)، ويمكن أن نرتبها كما يلي:
1 - الرؤيا الصادقة: فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "أول ما بدئ به رسول الله، صل الله عليه وسلم، من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق البحر" رواه البخاري، ورؤيا الأنبياء وحي رباني، ودليله قوله تعالى في قصة إبراهيم وذبح إسماعيل، عليهما السلام: "إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" (الصافات: 102).
2 - تكليم الله تعالى مباشرة من وراء حجاب: كما حصل ليلة المعراج مع نبيّنا، وفي الطور مع موسى، عليهما السلام.
3 - النفث في الرُّوع: لقوله صل الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته" رواه الحاكم وصحّحه الألباني.
وقال المناوي: أي ألقى الوحي في خلَدي وبالي، أو في نفسي، أو قلبي، أو عقلي، من غير أن أسمعه ولا أراه.
4 - عن طريق جبريل عليه السلام، وكان يأتيه على ثلاث صور، هي:
أ- أن يأتيه على صورته الملائكية الحقيقية التي خلقه الله عليها وحدث ذلك مرتين، قال الله تعالى: "ولقد رآه بالأفق المبين" (التكوير: 23)، وكان ذلك في غار حراء حيث رآه قد سد الأفق وله ستمائة جناح، والثانية عند سدرة المنتهى ليلة الإسراء والمعراج، قال الله عز وجل: "ولقد رآه نزلةً أخرى*عند سدرة المنتهى*عندها جنة المأوى" (النجم: 13-15).
ب- أن يتمثل له بصورة إنسان، وقد يراه الصحابة، كما في حديث جبريل المشهور، حين سأله عن الإيمان والإسلام والإحسان. وقد لا يراه الصحابة، فقد سأل الحارث بن هشام، رضي الله عنه، النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله، صل الله عليه وسلم: "وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول" متفق عليه.
ج- أن يأتيه خِفية لا يراه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، لكنهم يشعرون بانفعاله، عليه الصلاة والسلام، وتلقيه الوحي، وقد أخبر النبي، صل الله عليه وسلم، عن هذه الحالة لما سأله الحارث بن هشام عن كيفية الوحي، بقوله: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه علي، فيفصم عني وقد وعيت ما قال" متفق عليه.
بينما كان الصحابة يسمعون دويّا كدوي النحل عند رأسه صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة، وقد يسمعون له غطيطا، وكان عليه الصلاة والسلام في هذه الحالة يخفض رأسه ويعرق بكثرة جبينه وجبهته، حتى في اليوم شديد البرد، ويثقل وزنه، صلى الله عليه وسلم، جدّاً، فإذا كان راكبا على بعير لا يتحمل وزنه فيكاد يبرك، ولو كان فخذ النبي، صل الله عليه وسلم، فوق فخذ أحد فإنه يخشى أن ترض فخذه من ثقل فخذ النبي في لحظة نزول الوحي، وكانت تصيبه شدة كبيرة ويتغير لون وجهه، وهذا كله أخبر عنه الله عز وجل في القرآن الكريم بقوله "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا" (المزمل: 5).
وكان صل الله عليه وسلم يحرِّك لسانه بسرعة وشدة ليحفظ عن جبريل القرآن الكريم حتى نهاه الله عن ذلك وطمأنه أنه سيجمع القرآن له في صدره كما قال تعالى: "لا تحرّك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه" (القيامة: 16-18).
هذه هي كيفيات الوحي الرباني للنبي محمد، صل الله عليه وسلم، ومعرفة هذه الكيفيات تسد على المشكّكين ومثيري الشبهات أبواب الفتنة، وتقي المسلمين والمسلمات كثيرا من الحيرة والفتنة التي أشاعها المستشرقون قديماً، ويجترها العلمانيون والحداثيون مؤخراً، ومنها:
ما يزعمه حسن حنفي ونصر أبو زيد من أن الوحي الرباني نوع من الخيال الخارجي للنبي أو من اللاشعور الداخلي! بينما طُرق وكيفيات الوحي تبطل هذا من خلال مشاركة الصحابة لرؤية ورود الوحي الرباني، كما في حديث جبريل وقوله صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل جاء يعلّمكم دينكم"، أو حين كان الصحابة بحضرته، صل الله عليه وسلم، فيسمعون دويّا كدوي النحل ويشاهدون ثقل وزنه وتعرّق جبينه وتغير لون وجهه، فعن أي خيال ولا شعور يتخرص هؤلاء المبطلون!؟
وأي خيال ولا شعور يأتي بأخبار غائبة ومستقبلية تتحقق بتفاصيلها، ويخبر عن معلومات لا تعرفها البشرية إلا لاحقاً مع تطور العلوم والأدوات، ويقرر أحكاما وتشريعات بعينها بوصفها الأحكم والأسلم فيكون الأمر كما قرر!!
أما اعتراضات المستشرقين وأذنابهم على حديث بدء الوحي، الذي يسرد كيفية مجيء جبريل للنبي، صل الله عليه وسلم، أول مرة في غار حراء باعتباره نوعا من خيال الرواة وأساطيرهم بزعم تعارضه مع العقل والقرآن فهي فرية صلعاء، فالقرآن الكريم أخبرنا عن صفات الملائكة وجبريل، على وجه الخصوص، وأن لهم أجنحة، وأنهم يتكلمون، فقد ذكر القرآن حديث جبريل مع مريم، وأما كون جبريل والملائكة لا يشاهَدون فكم من الكائنات حولنا وعلينا لا نراها ولم نرها إلا بعد صناعة المجاهر الدقيقة، كما أننا لا نشاهد الجاذبية والكهرباء والروح ونحن نقر عقلاً بوجودها، فكل هذه التخرصات تسقط حين نعلم ونفهم طرق وكيفيات الوحي الرباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:39 am

الوحي الرباني ورعاية وتكريم العقل


إن من أول مظاهر رعاية وتكريم الوحي الرباني للعقل أنه لا يتعامل إلا مع العقلاء من الناس، أما مَن فقد عقله فهو ليس مخاطباً ومكلفاً في منهج الوحي الرباني أصلاً، ولذلك حرص الوحي الرباني المتمثل بالقرآن الكريم والسنة النبوية في أحكامه وتشريعاته على صيانة العقل من الضياع والزلل، فحرّم الخمر وما شابهها مثل المخدرات والمفتّرات أو يعطله عن القيام بوظيفته مثل التقليد الأعمى واتباع الهوى والتعصب لغير الحق كما حرم الخرافات والتشاؤم والكهانة والسحر والشعوذة.
وهذه الرعاية والتكريم للعقل تتكامل مع منهج الوحي الرباني بمنع العقل من التوغل فيما لا طاقة له به من علم الغيب والتشريع العام لانعدام أدوات صحيحة تُعين العقل على الإبحار في هذه المجالات.
ففي مجال الغيب، نرى كيف ضلت البشرية خلف خرافة التطور التي جاء بها داروين بمحاولة فهم كيفية بدء خلق الإنسان بعيداً عن نور الوحي الرباني، والذي فصل حقيقة بدء الخلق في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عديدة من أن الله عز وجل خلق الإنسان خلقاً تاماً مباشراً، منها قوله تعالى: "إن مَثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كُن فيكون" (آل عمران: 59)، ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب، والسهل والحزن وبين ذلك" رواه الترمذي وصحّحه الألباني، والواقع يثبت ضلال خرافة النشوء والارتقاء والتطور كلما تقدم العلم في زماننا وأثبت الخلق التام من عصور سحيقة، فضلا عن عجز خرافة التطور عن تعليل توقف التطور من آلاف السنين إذا كان هذا التطور حقيقة! مما حدا بالتطوريين إلى ممارسة الاستبداد والقمع ضد خصومهم من العلماء والباحثين في الجامعات ومناهج التعليم في أرض (التنوير الأوروبي) وعلى نهجهم الاستبدادي بمخالفة العلم والوحي يمضي أتباعهم في بلادنا المسلمة!
ومِن صور تكريم الوحي الرباني للعقل ورود لفظة العقل ومشتقاتها في القرآن الكريم 59 مرة، كلها تذم حالة تغيب العقل عن الإنسان، وهذا بخلاف ما ورد في القرآن الكريم من مرادفات العقل كالألباب والأحلام أو بيان أعمال العقل من التدبر والتفكر والنظر والاعتبار والفقه والعلم، والتي ترد بصيغة المدح والكمال.
والعقل في مفهوم الوحي الرباني هو صفة ومعنى وليس شيئا ماديا، فالمجنون يملك دماغاً ولكنه يفتقد العقل، ويُقصد بالعقل الغريزة المدركة والمعارف الفطرية والعلوم الضرورية العامة وإدراك المعارف النظرية والعمل بمقتضى العلم. 
وقد أشار القرآن الكريم إلى أن العقل يكون في الأفئدة والقلوب، فقال تعالى: "أفلم يسيروا في الأرض فتكونَ لهم قلوبٌ يعقلون بها" (الحج: 46)، فالإنسان إذا خاف تقلّب قلبه قبل كل شيء، وفي عصرنا الحاضر قد ثبت مع تطور الطب وإمكان نقل القلوب بين الناس أن مشاعر وسلوك وتفكير من غُير قلبه يتقلب! وثبت طبياً وجود وظائف أخرى للقلب سوى ضخ الدم من إفراز أوامر عاقلة للجسد، وهذا لا يتعارض مع وجود دور للدماغ في عملية التعقل، فالقضية تكاملية بين القلب والدماغ، ولكن الوحي الرباني منذ 1400 سنة يجعل المركز والأصل للعقل هو القلب.
ومن رعاية الوحي الرباني وتكريمه للعقل أن آيات القرآن الكريم والسنة النبوية جاءت بالكثير من الإشارات العقلية والأدلة المنطقية، وهو ما يسميه العلماء الأدلة النقلية العقلية؛ حيث إن العلماء قسّموا الدليل الشرعي إلى قسمين: 
الأول: هو الأدلة النقلية/السمعية، وهي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والتي تتعلق بما لا يُعلم إلا بخبر صادق من جهة الوحي/الخبر، كصفات الله عز وجل ووصف الجنة ويوم القيامة وخلق الكون، والتشريع العام للبشرية، فلا سبيل لمعرفة ذلك بالعقل المجرد لانعدام الإمكان، ولمّا حاول البعض ذلك تناقضوا تناقضات عديدة ومريرة تسببت بكوارث قاتلة، ولعل من أمثلة ذلك جرائم هتلر التي هدفت لإعلاء الجنس الآري، أو قتل المرضى والضعفاء أو محاولة تشريع إباحة الإجهاض مما قتل ملايين الأجنة.
والقسم الآخر: هو الأدلة النقلية العقلية/السمعية العقلية، وهي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحتوي على دليل أو إشارة عقلية كالأمثال المضروبة في القرآن الكريم والسنة النبوية وأدلة الخلق والنبوة والبعث، فيقول الإمام القاضي عياض في كتابه الشفاء عن وجوه إعجاز القرآن: "فجمع فيه من بيان علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجاج العقليات والرد على فرق الأمم، ببراهين قوية وأدلة بيّنة سهلة الألفاظ موجزة المقاصد، رام المتحذلقون بعدُ أن ينصبوا أدلة مثلها فلم يقدروا عليها"، وقال الإمام السيوطي في الإتقان: "قال العلماء: قد اشتمل القرآن العظيم على جميع أنواع البراهين والأدلة، وما مِن برهان ودلالة وتقسيم وتحرير يبنى من كليات المعلومات العقلية والسمعية إلا وكتاب الله قد نطق به، لكن أورده على عادات العرب دون طرائق المتكلمين"، وهو ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية مرارا في كتبه كقوله في منهاج السنة: "والكتاب والسنة يدلاّن بالإخبار تارة، وبالتنبيه تارة، والإرشاد والبيان للأدلة العقلية تارة، وخلاصة ما عند أرباب النظر العقلي في الإلهيات من الأدلة اليقينية والمعارف الإلهية قد جاء به الكتاب والسنة مع زيادات وتكميلات لم يهتدِ إليها إلا من هداه الله بخطابه، فكان فيما جاء به الرسول من الأدلة العقلية والمعارف اليقينية فوق ما في عقول جميع العقلاء من الأوّلين والآخرين".
ومن طرائق الأدلة النقلية العقلية/ السمعية العقلية: ضرب الأمثال في القرآن والسنة، والذي يقوم على القياس العقلي للشيء على نظيره، كقوله تعالى عن مثال البعث والإحياء في الآخرة بإحياء الأرض الميتة بالمطر: "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربَت إن الذي أحياها لمحيي الموتى" (فصّلت: 39)، واستخدم الوحي الرباني قياس الأولى كقوله تعالى: "ولله المثل الأعلى" (النحل: 60) في إثبات كل كمال لله عز وجل، وتكرر في الوحي استعمال السبر والتقسيم كقوله تعالى: "أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" (الطور: 35) حيث حصرت الآية الاحتمالات العقلية للخلق، ومن طرائق الأدلة العقلية النقلية نفي الدليل والحجة المؤيدة للكفر والشرك، كقوله تعالى: "ائتوني بكتاب من قَبْل هذا أو أثارة من عِلم إن كنتم صادقين" (الأحقاف: 4).
وبهذا يتميز الوحي الرباني الخاتم، والمتمثل بالقرآن والسنة، بأنه يكرم العقل ويرعاه ويخاطبه ويتفاعل معه، بخلاف ما حصل من تصادم وتناقض مع العقل والعلم والواقع لدى الأمم الأخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:40 am

اكتمل الدين فانقطع الوحي الرباني


ما نزال نتحدث عن أن الوحي الرباني جاء ليكون هداية ونورا ملزما للناس، وأن ذلك كان عبر تبليغ وتعليم النبي صلى الله عليه وسلم للوحي الرباني، واليوم سوف ننتقل إلى نقطة أخرى، وهي أن هذا التبليغ والبيان والتعليم للوحي تم كاملاً، ولذلك انقطع الوحي الرباني، وتوفي النبي صل الله عليه وسلم وقبضت روحه الشريفة لتصعد إلى بارئها سبحانه وتعالى، لقوله جل في علاه: "اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" (المائدة: 3).
قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية: "قوله عز وجل: اليوم أكملتُ لكم دينكم، يعني: يوم نزول هذه الآية أكملت لكم دينكم، يعني الفرائض والسنن والحدود والجهاد والأحكام والحلال والحرام، فلم ينزل بعد هذه الآية حلال ولا حرام، ولا شيء من الفرائض والسنن"، ويقول العلاّمة صديق حسن خان في تفسيره "فتح البيان في مقاصد القرآن" عن هذه الآية: "(أكملت لكم دينكم)؛ أي جعلته كاملاً غير محتاج إلى إكمال لظهوره على الأديان كلها وغلبته لها، ولكمال أحكامه التي يحتاج المسلمون إليها من الحلال والحرام والمشتبه، والفرائض والسنن والحدود والأحكام وما تضمنه الكتاب والسنة من ذلك، ولا يخفى ما يستفاد من تقديم قوله (لكم)".
وهذه الآية "اليوم أكملت لكم دينكم" نزلت في حجة الوداع يوم عرفة، وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها بحوالي 90 يوما، وقد قال يهودي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عن هذه الآية: لو علينا نزلت هذه الآية لاتخذناه عيدا، فقال عمر رضي الله عنه: "قد علمت اليوم الذي أنزلت فيه والليلة التي أنزلت، ليلة الجمعة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات" راوه النسائي وصحّحه الألباني، وعرفة هو يوم عظيم، فهو يوم الحج الأعظم الذي يغفر الله عز وجل فيه الذنوب ويعتق فيه الرقاب ويقبل الدعاء وتعم فيه الرحمة للمؤمنين، وهو يوم عيد للحجاج فلا يجوز لهم صومه لقوله صل الله عليه وسلم: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام" رواه أبو داود وصححه الألباني.
فهذه الآية صريحة بإكمال الدين وتمام النعمة ورضا الله عز وجل للبشرية جمعاء الإسلام ديناً، وبذلك تكون مهمة النبي صل الله عليه وسلم قد تمت على أكمل وجه، ولذلك كانت لحظة الوفاة واللحاق بالرفيق الأعلى سبحانه وتعالى.
وقد فهم الصحابة حقيقة معنى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه إعلان انتهاء الوحي الرباني للأرض وأهلها، فهذه أم أيمن، حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، تعبّر عن هذا المعنى بكل وضوح، فعن أنس قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يزورها، قال: فلما انتهينا إليها، بكت. فقالا لها: ما يبكيك؟ فما عند الله خير لرسوله. قالت: إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، قال: فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها"، رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
واكتمال دين الإسلام حقيقة واقعة لا ينكرها إلا جاحد، فعبر تاريخ الإسلام الطويل والبالغ أكثر من 1400 سنة، فإن تجدد الوقائع وتطور الحياة وتبدل العادات وتوسع رقعة الإسلام حيث بلغ أقاصي الدنيا ودخل فيه أناس من الشعوب والعرقيات والإثنيات كافة تقريباً، ورغم كل ذلك، فإن الإسلام في عقائده ومفاهيمه وأخلاقه لم يعانِ من أزمة أو تحديات تبطله كما حدث لغيره من العقائد والأديان، والتي إما اتسمت بجانب عنصري فلا تقبل شعوبا وعرقيات فيها! أو انطوت فكرتها على ما يصادم العقل السليم! أو كان فيها أزمة أخلاقية لا تحل!
وعلى صعيد الشعائر والمعاملات فقد اتسمت نصوص الوحي الرباني بالمرونة العالية لتستوعب كل الحالات والاحتياجات المستجدة بما يتوافق مع مقاصد الإسلام ولا يتناقض معها أبداً، فقد شهد تاريخ الإسلام والدول والممالك التي ظهرت فيه مرونة الشريعة الإسلامية وسعتها مع محافظتها على بوصلتها العقدية بتوحيد العبادة والطاعة لله عز وجل، وعلى بوصلتها الأخلاقية القائمة على الحق والعدل.
ومن أمثلة سعة الشريعة الإسلامية ومرونتها ومجاراتها للواقع والتطور، أن النهضة الأوروبية الحديثة في جانبها القانوني مستمدة من الفقه المالكي الذي كان سائداً في الأندلس وشمال أفريقيا، وهو ما يصرح به كثير من مؤرخي أوروبا، فالمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" يصرح أن نابليون بونابرت عند عودته إلى فرنسا سنة 1801م، أخذ معه كتاب "شرح الدردير على متن خليل" وهو من أشهر كتب المالكية، وجعله مصدرا رئيسيا للقانون الفرنسي! وهناك شهادات كثيرة حول ذلك، لكن المجال لا يتسع لإيرادها.
ومن يتابع دراسات وأبحاث مجامع الفقه الإسلامي يدرك حجم الاجتهاد والإبداع الفقهي المعاصر تجاه مستجدات العصر ونوازله؛ إذ إن الوحي الرباني يحتوي على أصول التشريع الضابطة لحياة البشرية عبر كل العصور الماضية والمستقبلية، وذلك لأنه وحي رباني "ألا يعلم مَن خلق وهو اللطيف الخبير" (الملك: 14).
وباختصار، إن الوحي الرباني اكتمل نزوله وبيانه وتعليمه من النبي صل الله عليه وسلم، بحيث اكتمل الدين الخاتم ورضيه الله عز وجل لنا إلى يوم القيامة، وهو يتسم بالمرونة والسعة والقابلية للاجتهاد والقياس لتلبية حاجات العصر ضمن منظومة التوحيد والإيمان.
ولذلك فلا يصح -بحال من الأحوال- مزاعم البعض من حاجة الناس أو المسلمين اليوم لتبديل أحكام دين الإسلام وتغيير أحكامه بحجة تغير الزمان! فتخرج علينا المنابر الإعلامية (بفتاوى البلاوى) الداعية والمروجة لدين إبليس؛ إذ الكفر والربا والزنا والخمر وكل الشرور فيه حلال حلال!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:42 am

افتقار البشرية لهداية الوحي الرباني


لم يتفق الفلاسفة من مختلف التوجهات والأمم والأعصار كاتفاقهم على نقص الإنسان وعجزه من جهة، وعلى استحالة اتفاقهم على الأصول الكلية اعتمادا على معارفهم وعلومهم وإلهامهم وحواسهم وحدسهم، وهو ما يؤكده الواقع ويشهد به التاريخ.
وقد شهد تاريخ البشرية في القرون الماضية تصاعدا في العلوم التقنية وتيسّر وسائل الانتقال والاتصال والتواصل بشكل رهيب، وذلك بعد فصل العلوم التطبيقية عن الفلسفة اليونانية وعن علوم الكنيسة التي مزجت كثيرا من علوم ومعارف اليونان في التوراة والإنجيل، وفي شروحاتهما، وبعد الاعتماد على المنهج التجريبي الذي تلقوه من المسلمين في جامعات الأندلس خصوصا، إلا أن الغرب، وبقية العالم، ما يزالان يعانيان من الفوضى والصراعات والحروب والظلم، فضلا عن إدمان المخدرات والانتحار والقلق والاكتئاب والأمراض النفسية والجنسية، ولم تصل البشرية في ظل هذا التقدم المادي للسعادة والأمان الذي تحلم به لقصور العقل والحس!
وكان من أعظم الإنجازات الفلسفية في العصور الأخيرة ظهور نظرية المعرفة كأساس للتقدم والتنوير؛ حيث أصبحت الفلسفة الحديثة تقوم على ثلاثة مباحث أساسية هي: الوجود، المعرفة، القيم، ويعد مبحث المعرفة أهم مباحثها، ومصادر المعرفة فيها هي: العقل والحس والحدس، وتعتمد على التجربة، ولذلك فهي تتعامل مع العلم المادي فقط، وهذا هو سبب نقصها وقصورها لأن العلم والعالم لا يقتصران على الجانب المادي فقط، وهذا الإنكار غير العقلاني للجانب غير المادي في العلم والعالم كان سبباً لظهور مذهب الشك والسفسطة في الفلسفة القديمة والحديثة التي أنكرت كل الحقائق! وبالمقابل فإن الحواس والعقل يمكن خداعهما أو لا يكونان مصيبين ودقيقين في نتائجهما، وهو ما تثبته التراجعات والتصحيحات العلمية أو النظريات والفلسفات الجديدة والمناقضة للمعروف والسائد.
ورغم كل هذا التقدم المادي، إلا أن العجز عن الإجابة عن الأسئلة الوجودية ملازم لهذه الفلسفات الوضعية على مر العصور والدهور، وعبّر عن ذلك ارتيلمي سانت هيلير بقوله: "هذا اللغز العظيم الذي يستحث عقولنا: ما العالَم؟ ما الإنسان؟ من أين جاء؟ من صنعهما؟ من يدبرهما؟ ما هدفهما؟ كيف بدآ؟ كيف ينتهيان؟ ما الحياة؟ ما الموت؟ ما القانون الذي يجب أن يقود عقولنا في أثناء عبورنا في هذه الدنيا؟ أي مستقبل ينتظرنا بعد هذه الحياة العابرة؟ وما علاقتنا بهذا الخلود؟ هذه الأسئلة لا توجد أمة ولا شعب ولا مجتمع؛ إلا وضع لها حلولا جيدة أو رديئة، مقبولة أو سخيفة، ثابتة أو متحولة".
ودائما تكون نتيجة المعرفة المادية لعالم الغيب الفشل، وهو ما يعترف به الكثير من الفلاسفة الماديين، فيقول كانط: "إن عقل الإنسان مركب تركيباً يؤسف له، فإنه، مع شغفه بالبحث في مسائل لا تدركها حواسنا، لم يستطع أن يكشف معمياتها".
وهذا العجز بالاعتماد على مصدرَي العقل والحس للمعرفة دفع كثيرا من الفلاسفة لاختراع أديان من عند أنفسهم لتعويض النقص والعجز والفقر مثل "كونت" الذي تصوّف ثم أخذ يؤسس ديناً جديداً، لكن الجنون والموت قطعا عليه الطريق!
ومن أمثلة افتقار البشرية للوحي كمصدر للمعرفة وعجز العقل والحس عن تمام المعرفة بمفردهما، ما نشعر به ونكاد نلمسه من وجود عالَم مغاير للعالم المادي وهو عالم الغيب، فالروح التي نحيا بها هي مِن عالم الغيب، ولكننا نجزم بها رغم عدم خضوعها للحس والتجربة ولا يمكن للفرضيات العقلية من التعامل معها!
وقصور العقل البشري عن إدراك المحيط العام من حولنا هو ما يسبب ظهور مشاكل جانبية مهلكة لكثير من القرارات البشرية التي لم تدرك الأخطار الكامنة والتبعات الكارثية خلف سلوكنا على غرار مشكلة الأوزون، بسبب الإفراط في استهلاك الطاقة أو الأمراض الجنسية نتيجة انفلات الشهوات والغرائز!!
كما أن تحديد الخير والشر في الأفعال والسلوك والأشياء لا ضابط صحيحا له بالاقتصار على مصدري العقل والحس للمعرفة، ولذلك تقوم الصراعات حولها بين مذاهب الفلاسفة بدايةً ثم تنشأ عنها الحروب والمعارك الطاحنة.  
من هنا تظهر الحاجة لسد افتقار البشرية من خلال اعتماد الوحي الرباني كمصدر للمعرفة فيما عجز عنه العقل والحس والحدس البشري عبر التاريخ، فالوحي الرباني المستند لعلم الخالق العليم البصير الخبير هو ما يكمل الدائرة ويقدم علم اليقين عن عالم الغيب وعن أخبار الماضي وعن أحوال المستقبل، كما أن الوحي الرباني هو المصدر الوحيد الذي يقدّم الوصفة الصحيحة لسعادة البشرية والأحكام السليمة لإقامة الشعائر الدينية والمعاملات الدنيوية للبشرية.
منهج الوحي يقرر أن لهذا الكون خالقا عظيما عليما، خلق الخلق بحكمة ودقّة ولِحكمة، خلق الكون بحكمة ودقة ما يزال العلم يكشف عن جوانب عظيمة منها، بعضها في غاية الدقة والرقة كما في خفايا الذرة والنواة، أو في غاية الضخامة والعظمة كحال المجرّات والنجوم، قال تعالى: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين" (الأنبياء: 16).
وبناء على هذا الأصل العظيم، يقرر منهج الوحي أن لهذا الخلق حكمة وغاية وهدفا، قال تعالى: "وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون" (الذاريات: 56).
ويكشف لنا الوحي أن الإنسان لما خالف أمر الرحمن بعدم الأكل من الشجرة في الجنة أُخرج منها وأرشد لطاعة الوحي الرباني ليسعد في الدنيا، وحتى يستطيع العودة للجنة في المستقبل، قال تعالى: "اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" (طه: 123). وفي هذا الوحي الرباني الخاتم، وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، الهداية الكاملة للأسئلة الوجودية التي أعجزت الفلسفات والأديان الوضعية، وفيها خريطة الطريق السليمة التي تحقق الحياة الدنيوية الصحيحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:44 am

اتباع الوحي الرباني مركز تاريخ البشرية


إن قضية العلاقة بين الناس والوحي الرباني الذي جاء بتوحيد الله عز وجل واتّباعه وتقواه وطاعة أمره في الحقيقة هي مركز التاريخ البشري منذ نسيان آدم -عليه السلام- أمر ربه بعدم الأكل من الشجرة وهبوطه إلى الأرض؛ حيث أخبره ربه عز وجل أن هدايته وهداية ذريته من البرية مرتبطة باتباع الوحي الرباني، قال تعالى: "قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منّي هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة: 38).
ولكن مع مرور الزمان والقرون، انحرف البشر عن هداية الوحي مما دفعها للفساد والطغيان تجاه توحيد الله عز وجل فاتخذت الأصنام وأشركت بعبادة الله عز وجل، كما اعتدى الأقوياء على الضعفاء مما استوجب لهم العقوبة، وهو ما أخبرنا به الوحي الرباني في قوله تعالى: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" (البقرة: 213) وقد فسر حبر القرآن، ابن عباس، هذه الآية بقوله: "كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلّهم على شريعة من الحق. فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"، ويقول ابن كثير في تفسيره: "لأن الناس كانوا على ملة آدم، عليه السلام، حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض".
وفي قصة شعيب عليه السلام، نرى اعتراض كفار قومه على الوحي الرباني الذي بلّغهم إياه شعيب بتوحيد الله عز وجل وحده واتباع شريعة الله وترك إضاعة المال والغش في بيعهم وشرائهم، فقال تعالى على لسانهم: "قالوا يا شعيب أصَلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد" (هود:87)، وبمخالفة الوحي وقع فسادهم المالي، وهو الحال اليوم في الفساد المالي، فحين تنكّب الناس عن أمر الوحي بحرمة الربا والسرقة والرشوة والبيع المحرم بشكله أو بمادته، كانت العاقبة تفشي الفساد المالي من الغش والتزوير والاختلاس والنهب والسرقة من المال العام والخاص!
وحتى نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام، كان لب المشكلة مع كفار قريش هو في رفضهم التسليم لأمر الوحي الرباني، كما في قوله تعالى عن موقفهم: "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والْغوا فيه لعلكم تَغلبون" (فصلت: 26)، ولإدراكهم إعجاز القرآن الكريم وفصاحته فإنهم كانوا يتجنبون سماعه ويفتعلون الفوضى والصفير والإزعاج حتى لا يستسلموا لسلطان الوحي ويدخلوا في طاعته.
وطاعة الوحي الرباني واتباعه ما تزال -لليوم- هي التي تحكم العلاقة بين المؤمنين بطاعة الوحي الرباني والمتمردين على طاعته واتباعه، وهو ما يشكل الدافع للمؤمنين برفض الانصياع للعدوان والاحتلال أو الرضوخ والركون للناهبين للخيرات من الغزاة والطغاة.
وكما كانت جريرة أهل الأخدود من المسلمين النصارى في زمانهم حسب ما أخبرنا القرآن الكريم: "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد" (البروج:Cool، فإن المسلمين في أرجاء الأرض اليوم يُضطهدون ويُقتلون أيضا من أجل التخلي عن اتباع الوحي الرباني.
ففي فلسطين يراد لهم أن يتجنبوا طاعة الوحي الرباني فلا يدافعوا عن المسجد الأقصى وبيت المقدس، مسرى ومعراج النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا يطالبون بحريتهم وكرامتهم وخيراتهم وثرواتهم، فها هو كوشنير وفريقه يرون أهل فلسطين والأردن والعرب إرهابيين وطاعنين لمسيرة السلام لرفضهم لصفقة العار التي تهَب فلسطين والقدس لليهود الأغيار من دون وجه حق!!
وفي الصين وبورما وما حولها يُخيّر المسلمون هناك بين السجن والقتل وبين ترك الصلاة والصيام التي جاء الأمر بها في الوحي الرباني!
وفي أوروبا (أرض التنوير) تُحرق مساجد ومراكز المسلمين ويحظر بناء المآذن وتُقتل المحجبات وتغرّم المنقبات من دون ذنب جنوه سوى طاعة الوحي واتباعه، المفارقة أنه لا يتم تجريم التيارات اليمينية الأوروبية العنصرية والمتعصبة التي ترتكب هذه الجرائم ولا تعاقب بالجملة بخلاف ما يتم بحق الأقليات المسلمة!
وفي الهند يُحرم 4 ملايين مسلم في ولاية آسام من الجنسية الهندية، فقط لأنهم مسلمون يتبعون الوحي الرباني وليسوا هندوسيين!
كما أن اتباع الوحي الرباني هو لب الخلاف بين دعاة التوحيد والسنة وبين دعاة البدعة والضلالة، ولعل ما يقرب تصور حقيقة الخلاف بين الطرفين التأمل في المنافع المادية الهائلة التي يجنيها دعاة البدع والضلال وتعظيم القبور والأضرحة والقباب من أموال البسطاء والفقراء التي يقدمونها وهم بأشد الحاجة لها اغترارا بخرافات دعاة البدع بكون هذه الأضرحة وأجداثها تحقق للناس النفع والضر، وهو ما يناقض صريح الوحي الرباني! والذي خبّرنا على لسان النبي صل الله عليه وسلم: "قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون" (الأعراف:188).
ولذلك تنهال الملايين على هذه الأضرحة من الجهلة والسذج، والتي سرعان ما تتسرب إلى جيوب سدنة الأضرحة والقباب! أو تشييد القباب الذهبية هنا وهناك ويخدعون البسطاء بتقبيل أرجلهم ومد الموائد لهم في مناسبات متعددة، بينما هم غارقون في أوحال الفقر والمرض والجهل!
بينما دعاة التوحيد والسنة واتباع الوحي الرباني تجدهم يجمعون أموال الزكاة والصدقات لبناء المساجد والمدارس والمستشفيات وحفر الآبار وعلاج المرضى وتوزيع الأضاحى وزكاة الفطر وموائد رمضان، وشتان ما بين الأمرين!
إن اتباع الوحي الرباني يرشد لاعتماد العلم والعمل أسلوبا للحياة، واعتماد الحق والعدل بوصلة للمسار، والتزام مكارم الأخلاق دوماً، وهذا يتناقض تماماً مع مصالح إبليس وأعوانه من الجن والإنس الذين لا تروج مصالحهم إلا بتفشي الجهل والكسل وحضور الظلم والباطل وغياب الأخلاق، ولذلك فالمنكرات والفواحش والجرائم والعدوان قرينة الكفر والشرك والبدعة عبر تاريخ البشرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:46 am

اتباع الوحي الرباني لب الدين وقمة العقلانية


تقرر معنا أن الوحي هو ما يعلّمه الله عز وجل لأنبيائه -الذين هم صفوة البشرية- حول حقيقة عالم الغيب الذي يقدم الإجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى مثل: من أنا؟ من أين أتيت؟ إلى أين سأذهب؟، ويخبرنا الوحي عن التاريخ الماضي وينبئنا بالمستقبل لهذا الوجود، ويقدم لنا الوحيُ خريطة الطريق الصحيحة للحياة الدنيا في جانبين: العلاقة بين الخالق والمخلوق ببيان غاية خلق البشر، وهي محبة الله عز وجل وطاعته لما له من الصفات العلى ومن الإنعام والأفضال على المخلوقات ومن ثم تفاصيل العبادة والخضوع له، والعلاقة بين المخلوقات فيما بينها (البشر/البشر، البشر/الحيوانات، البشر/الكون).
وأن هذا الوحي نزل على الأنبياء ليبلّغوا كل ذلك لأقوامهم، والبشرية كافة في حالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي ختمت به النبوات، وأن الوحي الخاتم والباقي لنا هو القرآن الكريم والسنة النبوية، وهنا نصل إلى بحث واجب الناس تجاه الوحي الرباني.
لذلك بيّن القرآن الكريم مركزية العلاقة بين الناس والوحي الرباني في آيات كريمة كثيرة كقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" (الأنفال: 24)، وقال تعالى: "اتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون" (الأعراف: 3)، وهذه الآية يقول في تفسيرها الإمام ابن كثير: "ثم قال تعالى مخاطبا للعالم: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" أي: اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أُنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه، "ولا تتبعوا من دونه أولياء" أي: لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره".
فاتباع الوحي والتزامه إذا هو حقيقة الدين ولب الإسلام، وهو التطبيق العملي للإيمان بالله عز وجل، كما أن الفارق بين المؤمنين والمنافقين هو في الحب والقبول لأوامر الوحي الرباني، قال جل وعلا: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدوداً" (النساء: 61).
ومما تميّز به سلفنا الصالح، كالصحابة رضوان الله عليهم، المسارعة للانقياد للوحي الرباني، فعندما حُرّمت الخمر كانت خاتمة الآية: "فهل أنتم منتهون" (المائدة: 91) فقال عمر رضي الله عنه: "انتهينا انتهينا"، وأراق الصحابة الخمور التي عندهم حتى جرت بها سكك وطرقات المدينة.
ولما نزلت آية الحجاب: "ولْيضربن بخمرهن على جيوبهن" (النور: 31)، سارعت الصحابيات للامتثال، فما كان من نساء الأنصار والمهاجرات إلا أن شققن مروطهن فاختمرن بها كما في البخاري.
كان هذا بيان أن اتباع الوحي الرباني لب الدين بإجمال، وننتقل لبيان أن اتباع الوحي قمة العقلانية، بخلاف ما يزعمه بعض المرجفين من أن العقل والدين لا يلتقيان، أو أن بينهما تناقضا أو أن الدين والوحي لا بد أن يجاريا العقل ويوافقاه!
وفي البداية لا بد من التذكير أنه لا يوجد (عقل) يعد معيارا وميزانا معتمدا عند الناس، بل حتى عند الداعين لاتباع العقل! ولذلك نجد أن الجماعات المتناقضة والمتخاصمة عبر التاريخ كلها ترفع شعارات العقل والعقلانية ثم تتنازع وتتصارع وتتخذ مواقف متناقضة، ولنا في عشرات الفلاسفة والفلسفات وصراعها نموذج لذلك، ثم نجد في داخل كل جماعة ومدرسة أجنحة متصارعة ومتناقضة كانقسامات المعتزلة، وتطور الأشاعرة مع الزمن لحد التناقض التام مع المؤسس أبي الحسن الأشعري!
وأيضاً لا يمكن للعقل العمل في عالم الغيب لأنه يفتقد الأدوات المعِينة على ذلك، بينما يمكن له العمل والإبداع في عالم الشهادة/ الحس والمادة، ولذلك العقل يمكنه البحث والفحص في أدلة صدق النبوة والوحي، واختبار صحة الدين من خلال فحص سيرة النبي والتأكد من صدقه وأمانته وسيرته، ودراسة ما جاء به من وحي، هل فيه تناقض أو خطأ أو مخالفة ومعارضة للعلم والمنطق السديد، وهل ما جاء به يرشد لمكارم الأخلاق ويحقق مصالح الناس أم هو دعوة للفساد والفوضى، وعبارة عن أوهام كما وقع لمدّعي النبوة المزيفين عبر التاريخ.
هذا هو مجال عمل العقل مع الوحي الرباني، ويضرب العلماء مثلا لذلك برجل سأل عن طبيب حاذق فأرشده أحدهم لطبيب معروف بعلمه، فلما ذهب إليه وعالجه اعترض على علاج الطبيب الرجل الذي أرشد عليه! فهل يُقبل اعتراضه! أليس هذا الاعتراض هو المنافي للعقل والمنطق لأنه اعترف له بالعلم والمعرفة والمهارة ثم رفض علاجه من دون أن يكون مختصاً بالطب، وكذلك حال العقل فهو يرشد إلى صحة الوحي وصحة النبوة بما قام عنده من أدلة، ومن ثم يجب عليه الخضوع لأمر الوحي الرباني.
وبتطبيق ذلك عمليا، فإن العقل يقرر من أدلة صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام وسلامة ما جاء به من الوحي بما لا يعد ولا يحصى، وأهمها: إعجاز القرآن الكريم على مر القرون بفصاحته وبعجز البشر عن تحديه بالإتيان بمثله، وبصدق ما جاء فيه من نبوءات، وبسلامة أحكامه وشرائعه لحياة الناس، ومنها سيرته العطرة التي لا مطعن فيها.
فقمة العقلانية التزام وطاعة الوحي الرباني طالما ثبت صدق نبوة محمد، عليه الصلاة والسلام، وثبت صحة ما جاء به من الوحي وأنه من عند الله عز وجل، ولو لم تعرف عقول بعض الناس الحكمة من بعض الأوامر بالتحريم والمنع أو التحليل والإباحة التي جاء بها الوحي، كما أن بعض أوامر الأطباء أو القادة لا تكون مفهومة لكل الناس، لكن المنطق يقول: اتباع كلام الأطباء هو الصواب ولو لم نعرف كيف توصل لذلك!
وهذه العقلانية بالتزام ثمرة دلالة العقل بصحة النبوة والوحي هي حقيقة الإيمان بالغيب الذي هو أساس الإيمان، وبذلك يتكامل الوحي والعقل ويَسعد الناس، 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69786
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحي الرباني مفهومه وحقيقته    الوحي الرباني مفهومه وحقيقته Emptyالجمعة 14 سبتمبر 2018, 9:46 am

اتباع الوحي الرباني لب الدين وقمة العقلانية


تقرر معنا أن الوحي هو ما يعلّمه الله عز وجل لأنبيائه -الذين هم صفوة البشرية- حول حقيقة عالم الغيب الذي يقدم الإجابة عن الأسئلة الوجودية الكبرى مثل: من أنا؟ من أين أتيت؟ إلى أين سأذهب؟، ويخبرنا الوحي عن التاريخ الماضي وينبئنا بالمستقبل لهذا الوجود، ويقدم لنا الوحيُ خريطة الطريق الصحيحة للحياة الدنيا في جانبين: العلاقة بين الخالق والمخلوق ببيان غاية خلق البشر، وهي محبة الله عز وجل وطاعته لما له من الصفات العلى ومن الإنعام والأفضال على المخلوقات ومن ثم تفاصيل العبادة والخضوع له، والعلاقة بين المخلوقات فيما بينها (البشر/البشر، البشر/الحيوانات، البشر/الكون).
وأن هذا الوحي نزل على الأنبياء ليبلّغوا كل ذلك لأقوامهم، والبشرية كافة في حالة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي ختمت به النبوات، وأن الوحي الخاتم والباقي لنا هو القرآن الكريم والسنة النبوية، وهنا نصل إلى بحث واجب الناس تجاه الوحي الرباني.
لذلك بيّن القرآن الكريم مركزية العلاقة بين الناس والوحي الرباني في آيات كريمة كثيرة كقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" (الأنفال: 24)، وقال تعالى: "اتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون" (الأعراف: 3)، وهذه الآية يقول في تفسيرها الإمام ابن كثير: "ثم قال تعالى مخاطبا للعالم: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" أي: اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أُنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه، "ولا تتبعوا من دونه أولياء" أي: لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره".
فاتباع الوحي والتزامه إذا هو حقيقة الدين ولب الإسلام، وهو التطبيق العملي للإيمان بالله عز وجل، كما أن الفارق بين المؤمنين والمنافقين هو في الحب والقبول لأوامر الوحي الرباني، قال جل وعلا: "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدوداً" (النساء: 61).
ومما تميّز به سلفنا الصالح، كالصحابة رضوان الله عليهم، المسارعة للانقياد للوحي الرباني، فعندما حُرّمت الخمر كانت خاتمة الآية: "فهل أنتم منتهون" (المائدة: 91) فقال عمر رضي الله عنه: "انتهينا انتهينا"، وأراق الصحابة الخمور التي عندهم حتى جرت بها سكك وطرقات المدينة.
ولما نزلت آية الحجاب: "ولْيضربن بخمرهن على جيوبهن" (النور: 31)، سارعت الصحابيات للامتثال، فما كان من نساء الأنصار والمهاجرات إلا أن شققن مروطهن فاختمرن بها كما في البخاري.
كان هذا بيان أن اتباع الوحي الرباني لب الدين بإجمال، وننتقل لبيان أن اتباع الوحي قمة العقلانية، بخلاف ما يزعمه بعض المرجفين من أن العقل والدين لا يلتقيان، أو أن بينهما تناقضا أو أن الدين والوحي لا بد أن يجاريا العقل ويوافقاه!
وفي البداية لا بد من التذكير أنه لا يوجد (عقل) يعد معيارا وميزانا معتمدا عند الناس، بل حتى عند الداعين لاتباع العقل! ولذلك نجد أن الجماعات المتناقضة والمتخاصمة عبر التاريخ كلها ترفع شعارات العقل والعقلانية ثم تتنازع وتتصارع وتتخذ مواقف متناقضة، ولنا في عشرات الفلاسفة والفلسفات وصراعها نموذج لذلك، ثم نجد في داخل كل جماعة ومدرسة أجنحة متصارعة ومتناقضة كانقسامات المعتزلة، وتطور الأشاعرة مع الزمن لحد التناقض التام مع المؤسس أبي الحسن الأشعري!
وأيضاً لا يمكن للعقل العمل في عالم الغيب لأنه يفتقد الأدوات المعِينة على ذلك، بينما يمكن له العمل والإبداع في عالم الشهادة/ الحس والمادة، ولذلك العقل يمكنه البحث والفحص في أدلة صدق النبوة والوحي، واختبار صحة الدين من خلال فحص سيرة النبي والتأكد من صدقه وأمانته وسيرته، ودراسة ما جاء به من وحي، هل فيه تناقض أو خطأ أو مخالفة ومعارضة للعلم والمنطق السديد، وهل ما جاء به يرشد لمكارم الأخلاق ويحقق مصالح الناس أم هو دعوة للفساد والفوضى، وعبارة عن أوهام كما وقع لمدّعي النبوة المزيفين عبر التاريخ.
هذا هو مجال عمل العقل مع الوحي الرباني، ويضرب العلماء مثلا لذلك برجل سأل عن طبيب حاذق فأرشده أحدهم لطبيب معروف بعلمه، فلما ذهب إليه وعالجه اعترض على علاج الطبيب الرجل الذي أرشد عليه! فهل يُقبل اعتراضه! أليس هذا الاعتراض هو المنافي للعقل والمنطق لأنه اعترف له بالعلم والمعرفة والمهارة ثم رفض علاجه من دون أن يكون مختصاً بالطب، وكذلك حال العقل فهو يرشد إلى صحة الوحي وصحة النبوة بما قام عنده من أدلة، ومن ثم يجب عليه الخضوع لأمر الوحي الرباني.
وبتطبيق ذلك عمليا، فإن العقل يقرر من أدلة صدق النبي محمد عليه الصلاة والسلام وسلامة ما جاء به من الوحي بما لا يعد ولا يحصى، وأهمها: إعجاز القرآن الكريم على مر القرون بفصاحته وبعجز البشر عن تحديه بالإتيان بمثله، وبصدق ما جاء فيه من نبوءات، وبسلامة أحكامه وشرائعه لحياة الناس، ومنها سيرته العطرة التي لا مطعن فيها.
فقمة العقلانية التزام وطاعة الوحي الرباني طالما ثبت صدق نبوة محمد، عليه الصلاة والسلام، وثبت صحة ما جاء به من الوحي وأنه من عند الله عز وجل، ولو لم تعرف عقول بعض الناس الحكمة من بعض الأوامر بالتحريم والمنع أو التحليل والإباحة التي جاء بها الوحي، كما أن بعض أوامر الأطباء أو القادة لا تكون مفهومة لكل الناس، لكن المنطق يقول: اتباع كلام الأطباء هو الصواب ولو لم نعرف كيف توصل لذلك!
وهذه العقلانية بالتزام ثمرة دلالة العقل بصحة النبوة والوحي هي حقيقة الإيمان بالغيب الذي هو أساس الإيمان، وبذلك يتكامل الوحي والعقل ويَسعد الناس، 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الوحي الرباني مفهومه وحقيقته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الوحي الرباني مفهومه وحقيقته - أسامة شحادة
» ثنائية الوحي وتفسير الوحي
» مهابط الوحي ثلاثة
» نموذج التقييم الذاتي الرباني
» الإعجاز الرباني في عملية ” التوليد”

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة-
انتقل الى: