منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 «عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

«عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: «عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية   «عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية Emptyالأحد 30 سبتمبر 2018, 7:26 am

«عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية 29qpt975




«عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية
أحمد الأغبري
Sep 29, 2018

على ما حققه من حضور في عدد من بلدان العالم منذ تبلورت فكرته على يد المخرج البرازيلي الراحل أوغستو بوال، عام 1975. إلا أن «مسرح المُضْطَهدين» أو «مسرح المقهورين» لم ينل حقه من التجذر في مسارحنا العربية على الرغم من معاناة بلداننا من أشكال مختلفة من القمع والصراع قد يكون معها هذا المسرح بامتداداته وتسمياته المختلفة كالمسرح المنبري ومسرح الحوار ومنتدى المسرح وغيرها؛ هو الأكثر فاعلية في معالجة إشكاليات التغيير في الوعي العربي العام، بالاستفادة من فلسفته وتقنيته في إدماج المُتفرّج مع المُمثّل في تعديل ما يحدث على الخشبة. 
ووفقاً لفلسفة هذا المسرح، وهو إحدى المدارس المسرحية الحداثوية، فلا يمكن بناء صورة للواقع إلا وفق رؤية الجمهور. ومن خلال رؤية الناس يتم، في هذا المسرح، إعادة بناء تلك الصورة من جديد، لتُسمع من خلالها أصوات المقهورين والمقموعين والمُضطَهدين.
تبلورت لدى أوغستو بوال (1931-2009) رؤية ونظرية جديدة للفضاء الجمالي للمسرح باعتباره جوهر العملية المسرحية والعملية العلاجية في آن، والتي تشكلّت لاحقاً باسم مسرح المُضْطَهدين، وهو مسرح يقوم على استخدام تقنيات مسرحية مختلفة للوصول بالمسرح إلى أي مكان وفي أي وقت لمناقشة القضايا القائمة على الصراع، سواء كان نفسياً، اجتماعياً أو سياسياً، ولذلك ففي هذا المسرح تُتاح الخشبات والساحات لأي شخص للمشاركة بالتمثيل أو الفعل أو الرأي بما يسهم في فهم حقيقة الصراع، من خلال عرض مستوحى من قصة حقيقية ويتكون من مشاهد قصيرة تشارك فيها شخصيات ضمنها شخصية محورية، وهي الرؤية التي عبر عنها بوال، في عدد من كتبه، وخلال مسيرة مثابرة لم تكن سهلة استطاعت هذه النظرية والتقنية المسرحية الجديدة أن تعلن عن نفسها جيداً كمدرسة مسرحية حديثة صار لها حضورها وكياناتها حول العالم.

مسرح عِشتار

لسنا، هنا، بصدد عرض رؤية ومسيرة تطور هذه المدرسة المسرحية بقدر الإشارة إلى خصوصيتها مُقدّمةً للتعرّف على تجربة عربية في هذا المسرح بدأت عام 1997وأصبحت في عامها الثاني والعشرين ظاهرة مسرحية في فلسطين، ويعود الفضل في ذلك لمسرح «عِشتار» (عشتار اسم آلهة الحب والخصب والحرب عند شعوب عربية في المشرق القديم)، والذي تأسس في القدس عام 1991 على يد الثنائي المسرحي الفلسطيني أدوار مُعلّم وإيمان عون، واُفتتح له فرع ثان في رام الله عام 1996؛ وهي التجربة التي حملت اسم «مؤسسة عِشتار للإنتاج والتدريب المسرحي» واستطاعت أن تحقق خلال أكثر من ربع قرن نجاحاً أصبحت، بواسطته دون مبالغة، من أهم عناوين الإنتاج والتدريب المسرحي في الداخل الفلسطيني، وقبل ذلك هي مَن أدخل تجربة مسرح المُضطَهدين لفلسطين، واستطاعت أن تستفيد منه كثيراً في الوصول بالمسرح إلى الناس في مناطق فلسطينية مختلفة، وأيضاً في تعزيز الحوار مع الناس، لما يتسم به هذا النوع من المسرح في كونه ينقل المُتفرج من (المتلقي السلبي) إلى (المتلقي الإيجابي) في التعامل مع الحدث الدرامي؛ فيأخذ المُمثل من الجمهور ويقترح حلولاً عملية لمساعدة الإنسان المُضطَهد على إزالة الاضطهاد عنه سواء نفسياً أو غيره.

إيمان عون

تكاد تكون المُخرجة والمُمثلة والمدرّبة المسرحية إيمان عون، وهي المديرة الفنية لمؤسسة «عشتار» من أبرز خبراء ومدرّبي مسرح المُضطَهدين في العالم العربي. درست علوما اجتماعية وتخصصت فيما يسمي «العلاج النفسي عن طريق الدراما» وبموازاة الدراسة كان المسرح باستمرار يسير يداً بيد، صاحب ذلك أن وعيها الاجتماعي وارتباطها بالنظريات والفلسفة الاجتماعية أعطاها قوة ومنحها ثقة في أن المسرح يستطيع أن يصنع تغييراً. من هنا تبلورت لديها الفكرة، وأن تبدأ مع المسرحي أدوار معلم، وهو زوجها وشريك دربها الفني، في تأسيس مسرح «عشتار» ليكون أول مدرسة مسرحية في فلسطين، وتكون البداية في تعليم الفتيات والشباب. وهي بداية كانت صعبة حيث لم يكن في فلسطين قبل مسرح عشتار أي تعليم من هذا النوع. ووفق إيمان فقد كانت هناك فِرق مسرحية، منها فرقة «الحكواتي» التي انضمت إيمان إليها في عام 1984 وكانت هذه الفِرقة من أكثر الفِرق الفلسطينية تجولاً في أوروبا. مرّ مسرح «عشتار» بعدّة مراحل؛ فبعد التأسيس واجه صعوبة في اقناع المجتمع المحلي بإلحاق أبنائهم وبناتهم، لكنه استطاع فيما بعد أن يتجاوزها ويحقق نتائجاً متميزة في التدريب وتعليم الدراما، حتى أصبح، لاحقاً، هو الجهة التي أوكلت لها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية مَهمَة وضع منهج الدراما للصفوف الابتدائية، كما صار يشرف على تعليم الدراما في كليات جامعية فلسطينية.
واقع مؤلم يعيشه الشعب الفلسطيني في الداخل ضاعف من معاناته تقسيمه إلى مناطق معزولة مع استمرار ترهل الاقتصاد الفلسطيني؛ وهو ما لم يعدّ معه الجمهور قادراً على التواصل المطلوب مع أي عمل مسرحي. ونتيجة لغياب الجمهور كان من الصعب الحديث عن وجود عمل مسرحي؛ وهو ما دفع بمسرح عِشتار للبحث عن استراتيجية جديدة للوصول إلى الجمهور في المُدن والقرى؛ فكان مسرح المُضطَهدين هو الاستراتيجية التي تجاوز بها الكثير من المعوقات منذ انطلاقته بهذه التجربة عام 1997. أما بداية علاقة إيمان عون بهذه التجربة فتعود إلى فترة دراستها الجامعية؛ «فخلال دراستي للعلاج النفسي بالدراما – تقول لكاتب السطور – كنتُ قد تعرفتُ على نظرية مسرح المُضطَهدين، وقرأتُ عنها وأعجبتني؛ لأنها تتيح لك فهما أعمق للمجتمع وقربا أقوى من الناس، وثقة أكبر بالمسرح، فالمسرح يمكن أن يكون فعلاً يومياً بسيطاً ويمكن لأي شخص أن يقوم بعمل مسرحي، أي أنه من خلال عناصر قليلة يصبح لديك مسرح حقيقي».

أرض المضطَهدين

حرص مسرح «عِشتار» على تطوير تجربته مع مسرح المُضطَهدين؛ فعمل مسرحيوه مع مسرحيين من دول مختلفة حتى صارت لهم علاقة مباشرة مع مسرح «أوغستو بوال» البرازيلي، وكانت بدايات عملهم مع مسرح «بوال» ضمن برنامج تدريب جمعهم مع محترفين سويسريين، وكان من بين أولئك الفنانين السويسريين زميل لفرقة عشتار، كان قد خضع لتجارب في بلد هذا المسرح، فمرر للفرقة أول طريقة لتطبيق النظرية؛ فتجاوزت من خلاله، حاجز التخوف من تقبل الجمهور لها، حتى أن إيمان عون شعرت من التجربة الأولى في هذا المسرح، أن فلسطين هي أرض هذا المسرح، و «أن مَن يستحق هذا المسرح من المُضطَهدين همّ الفلسطينيون». لقد اتجهت مؤسسة «عِشتار» نحو تكريس تجربة هذا المسرح في فلسطين وذلك من خلال إنتاج سنوي لعمل مسرحي تتجول الفرقة به في نحو140 عرضاً في القرى والمُدن الفلسطينية، وأحياناً عند اشتداد الحواجز ومنع التجوال، تقول ايمان: «كنا نتنقل على الحمير أو سيراً على الأقدام، ونضع الديكور على عربات، ونظل نسير لساعات حتى نصل إلى حيث العرض». 
تطورت وتوالت برامج «عِشتار» في هذه التجربة، حتى صار سجلها مضيئاً بعدد كبير من الأعمال، وأسهمت في تدريب كوادر مسرحية جديدة ومعالجة قضية وتكريس أوسع لثقافة المسرح التفاعلي في المجتمع، وقبل ذلك استطاعت من خلال تقنيات هذا المسرح البسيطة التمدد فلسطينياً والاقتراب من قضايا المجتمعات المحلية؛ وإثارة الكثير من الموضوعات بما فيها المسكوت عنها اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، مستفيدة من سمات هذا المسرح في أنه يحفظ رأي مَنْ همّ مع ومَنْ همّ ضد؛ في ظل ما يتيحه للمُتفرج في قول ما يشاء في سياق حوار تفاعلي. وتعتقد مؤسسة عِشتار أن تجربتهم هذه استطاعت أن تضيف إلى مسرح المُضطَهدين، ووفق إيمان عون فإن تجربتهم «نقلت مسرح المُضطَهدين من بين الناس إلى التلفزيون. وجعلنا تفاعل الجمهور مع المسرح تلفزيونياً. أي أنه يتم تسجيل المسرحية داخل الاستديو. بينما المشاهدون مرتبطون ببيوتهم مع صُناع القرار من خلال الحوار في الحدث المسرحي الذي يتناول قضاياهم، محققين نجاحا جعلنا محط ثقة برامج تدريبية خارج فلسطين».

أسئلة التمويل

يعتمد مسرح «عِشتار» في التمويل على المنح الثقافية من المنظمات المانحة وخاصة الأوروبية، حيث يتم تقديم الفكرة والمشروع كاملاً شاملاً الكُلفة وعلى المنظمة المانحة الموافقة أو عدم الموافقة، ولأن التمويل وأجندة المنظمات المانحة تمثل مشكلة مؤرقة للمؤسسات الفلسطينية؛ فقد كانت موضوعاً لعمل مسرحي قدمته إيمان عون عام 2011على خشبة مسرح عشتار في رام الله، تحت عنوان «بيت ياسمين» بمشاركة الجمهور بوصفه جزءاً أساسياً من العمل وليس متفرجاً فقط، فطرحَ العملُ سؤالاً عن جدوى المساعدات المقدمة من الدول المانحة للفلسطينيين، أسئلة كثيرة راودت المديرة الفنية للمسرح بعد تجارب كثيرة خاضتها مع جهات التمويل، منها مع مؤسسة شريكة لها في عرض «مونولوجات غزة» إذ طلبت منها عدم استخدام كلمة «شهيد» في المونولوجات كشرط لاستمرارية دعمها للمشروع؛ وهو ما رفضته عون. وانطلاقاً من هذه الحادثة، بدأت الأسئلة تراود عون: لكل مانح أجندة خاصة به، فهل نقبل بإمرار سياساته؟ وإن فعلنا، أفلا نخسر بذلك شيئاً من روحنا؟ أسئلة دفعتها إلى التفكير في كل الإشكاليات المتعلقة بقبول التمويل الأجنبي مقابل إمرار أجندات سياسية تلصق الإرهاب بالشعب الفلسطيني، إلى أن خلصت إلى أنّ «الغيبوبة تسيطر على الجميع». هذه الخلاصة قدّمتها المخرجة رمزياً بعدما شبّهت «غيبوبة الواقع الفلسطيني» بياسمين بطلة عملها. ياسمين ناشطة في مجال حقوق الإنسان، تُدير حلقات تلفزيونية من بيتها، وتتعرض لمحاولة اغتيال في عيد ميلادها يشلّ حركتها. يهمّ أهل البيت لمساعدتها، فيما تتدخّل جهات خارجية لمساعدة العائلة. وبدلاً من أن تُسعف ياسمين، تزداد الأمور تعقيداً عندما يبدأ كل فرد يبحث عن مصلحته من وراء بقاء حالة ياسمين على ما هي عليه. ضمّت «بيت ياسمين» تسعة ممثلين شاركوا الجمهور النقاش في محور المسرحية ارتجالياً أثناء العرض، ما خلق حالة تفاعل قوية.

قضايا الصراع

موضوعات وقضايا مختلفة ومتنوعة عالجها ويعالجها مسرح عِشتار في فلسطين ضمن هذه التجربة، وتتمحور جميعها حول القهر والصراع. ومن أهم مسرحياته المنبرية الأخيرة يمكن الإشارة إلى مسرحية «ماكينة وشاكوش» قدمها عام 2016 والتي طرحت مجموعة من القضايا والأسئلة حول وضع اليد العاملة في فلسطين. ومسرحية «محكمة» قدمها عام 2015 وهي تتحدث عن العمالة في المستوطنات والصعوبات التي تواجه سكان الأغوار الفلسطينية في مجالي الصحة والتعليم، حاملةً قصص الأغوار إلى شوارع وساحات 16 مدينة وقرية في الضفة الغربية وثلاثة عروض أخرى في الأردن.
مسرحيات كثيرة قدمها هذا المسرح ضمن امتدادات مسرح المُضطَهدين المختلفة في فلسطين، والتي تُبرِز خصوصية هذا النوع من المسرح وأهمية الاستفادة من تجربته في ظل ما يتيحه من إمكانات بسيطة لإيجاد مسرح والوصول للناس في أي مكان وتمكينهم من المشاركة في صوغ النص وتعديل العرض وفق رؤيتهم لأسباب وحلول قضايا الصراع التي يعانون منها، وهنا تكمن الأهمية انطلاقاً من أن وعي المجتمع بقضاياه وحلولها هي بداية طريقه باتجاه التغيير والتنمية. ويعزز من هذه الأهمية حقيقة أخرى وهي أنه لا يوجد ما هو أهم من المسرح في التأثير والاقناع كصانع حياة وقائد نهضة ورائد تغيير لاسيما عندما تكون الخشبة المسرحية منبراً لأصوات المقموعين، وهو ما يجعل من هذا المسرح المنبري حاجةً عربية مُلحّة، وخاصة في ظل ما تمور به المنطقة من صراع ينتج عنه قمع وقهر، مع ما يمتاز به مسرح المقهورين من إمكانات ويتيحه من وسائل تتجاوز به الصدام المباشر مع السلطات المختلفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
«عِشتار» ومَسرحُ المُضْطَهدين: قراءة في التجربة الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  قراءة في المؤشرات السكانية الفلسطينية المتوقعة
» قراءة في كتاب "الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين"
» قراءة في تجربة المقاطعة الفلسطينية للمنتجات الصهيونية بين 1908 – 1948
» قراءة في تجربة المقاطعة الفلسطينية للمنتجات الصهيونية بين 1908 – 1948
» البرجماتية.. التجربة في ميدان الدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: مسرحيات-
انتقل الى: