منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70264
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Empty
مُساهمةموضوع: خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002   خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Emptyالإثنين 10 ديسمبر 2018, 6:01 am

[size=30]خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002[/size]

خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 2_1488231199_7984

واشنطن: في ما يلي ترجمة غير رسمية لنص الكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي جورج بوش بشأن الشرق الأوسط، بتاريخ 24 يونيو (حزيران) 2002

"لزمن طويل عاش مواطنو الشرق الأوسط وسط الموت والخوف، وكراهية قلة تحتجز آمال الكثرة رهينة، قوى التطرف والإرهاب تحاول قتل التقدم والسلام بقتل الأبرياء، وهذا يلقي بظلال قاتمة على منطقة بأسرها.

من أجل الإنسانية كلها يجب أن تتغير الأمور في الشرق الأوسط، يستحيل أن يعيش المواطنون الإسرائيليون في رعب، ويستحيل أن يعيش الفلسطينيون في فساد سياسي واحتلال.

والموقف الراهن لا يبعث آمالاً بتحسن الحياة، سيظل المواطنون الإسرائيليون يقعون ضحايا للإرهابيين، ومن ثم فستظل إسرائيل تدافع عن نفسها، وسيزداد وضع الشعب الفلسطيني بؤساً أكثر فأكثر.

رؤيتي هي لدولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وليس هناك من سبيل إلى تحقيق هذا السلام، حتى تكافح كل الأطراف الإرهاب، ومع ذلك، ففي هذه اللحظة الحرجة إذا تجاوزت كل الأطراف الماضي، وانطلقت في طريق جديد -فإننا نستطيع التغلب على الظلام بنور الأمل.
السلام يتطلب قيادة فلسطينية جديدة ومختلفة، حتى يمكن أن تولد دولة فلسطينية، إنني أدعو الشعب الفلسطيني إلى انتخاب زعماء جدد، لا يشينهم الإرهاب.

أدعوهم إلى بناء ديمقراطية حقيقية، تقوم على التسامح والحرية، إذا سعى الشعب الفلسطيني بفاعلية نحو هذه الأهداف، فإن أميركا والعالم سوف يساندان جهوده، إذا حقق الشعب الفلسطيني هذه الأهداف، فسوف يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ومصر والأردن، بشأن الأمن وغيره من الترتيبات من أجل الاستقلال.

وحينما تكون هناك قيادات جديدة للشعب الفلسطيني، ومؤسسات جديدة وترتيبات أمنية جديدة مع جيرانه، فإن الولايات المتحدة ستؤيد قيام دولة فلسطينية، تكون حدودها وجوانب معينة من سيادتها مؤقتة إلى حين الاتفاق عليها في إطار تسوية نهائية في الشرق الأوسط.
كلنا علينا مسؤوليات في ما ينتظرنا من عمل، الشعب الفلسطيني موهوب وكفؤ، وأنا واثق من أنهم يستطيعون تحقيق ميلاد جديد لأمتهم.

 لن تقوم الدولة الفلسطينية أبداً بالإرهاب، سوف تبنى من خلال الإصلاح، ويجب أن يكون الإصلاح أكثر من مجرد تغيير شكلي أو محاولة مغلفة للحفاظ على الوضع الراهن، وسوف يتطلب الإصلاح الحق مؤسسات سياسية واقتصادية جديدة تماماً، تعتمد على الديمقراطية واقتصاديات السوق والتحرك لمكافحة الإرهاب.

واليوم المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب ليست له سلطة، وتتركز السلطة في أيدي نفر قليل لا يمكن محاسبتهم، ولا يمكن لدولة فلسطينية أن تخدم مواطنيها، إلا بدستور جديد يفصل بين السلطات.

وينبغي أن تكون للبرلمان الفلسطيني السلطة الكاملة لمجلس تشريعي، ويحتاج المسؤولون المحليون ووزراء الحكومة إلى سلطة خاصة بهم وإلى ستقلال؛ ليحكموا بكفاءة.

وسوف تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية مع الزعماء الفلسطينيين؛ لإنشاء إطار دستوري وديمقراطية فاعلة للشعب الفلسطيني، وستعمل الولايات المتحدة إلى جانب آخرين في المجتمع الدولي، على مساعدة الفلسطينيين في تنظيم ومراقبة انتخابات محلية، متعددة الأطراف نزيهة، بحلول نهاية العام يتبعها انتخابات عامة.

يعيش الشعب الفلسطيني اليوم في حالة ركود اقتصادي، زاده الفساد الرسمي سوءاً، وستحتاج الدولة الفلسطينية لاقتصاد نشط، يلقى فيه القطاع الخاص النزيه تشجيعاً من حكومة نزيهة.

وتقف الولايات المتحدة والجهات الدولية المانحة والبنك الدولي على أهبة الاستعداد؛ للعمل مع الفلسطينيين في مشروع كبير للإصلاح الاقتصادي والتنمية، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي مستعدون للإشراف على الإصلاحات في الشؤون المالية الفلسطينية، وتشجيع الشفافية والتدقيق المستقل، وستزيد الولايات المتحدة وشركاؤنا في العالم المتقدم مساعدتنا الإنسانية، للتخفيف من المعاناة الفلسطينية.

واليوم، فإن السلطات الفلسطينية تشجع الإرهاب ولا تعارضه، وهذا غير مقبول، والولايات المتحدة لن تؤيد قيام دولة فلسطينية، ما لم يشن زعماؤها حرباً متواصلة على الإرهابيين، ويدمروا بنيتهم التحتية.

اليوم يفتقد الشعب الفلسطيني إلى المحاكم القانونية الفعالة وليست لديه وسائل للدفاع عن حقوقه والمطالبة بها، إن الدولة الفلسطينية ستحتاج إلى نظام عدالة يمكن الاعتماد عليه لمعاقبة الذين يعيشون على دم الأبرياء، إن الولايات المتحدة وأعضاء آخرين بالمجتمع الدولي مستعدون للعمل مع زعماء فلسطينيين، لإقامة وتمويل ومراقبة نظام قضائي مستقل بحق.

وهذا سيستلزم جهداً خاضعاً لإشراف خارجي لإعادة بناء وإصلاح الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ولا بد أن تكون للنظام الأمني خطوط واضحة للسلطة وقابلية المساءلة، وكذلك سلسلة قيادة موحدة.

وتعكف الولايات المتحدة على السعي لتحقيق هذا الإصلاح مع غيرها من الدول الإقليمية الرئيسية، العالم مستعد للمساعدة، ولكن هذه الخطوات تجاه الدولة الفلسطينية تعتمد في النهاية على الشعب الفلسطيني وزعمائه، فإذا ساروا بجد في طريق الإصلاح، فإن المكافأة قد تأتي سريعاً، وإذا اعتنق الفلسطينيون الديمقراطية وتصدوا للفساد ورفضوا الإرهاب بثبات، فإن بوسعهم الاعتماد على الدعم الأميركي لقيام دولة فلسطينية مؤقتة.

في وجود جهود دؤوبة يمكن أن تنهض هذه الدولة بسرعة، وتتفق مع إسرائيل ومصر والأردن في قضايا عملية مثل الأمن، وسيتم التفاوض على الحدود النهائية، والعاصمة، وغير ذلك من جوانب سيادة هذه الدولة بين الأطراف في إطار تسوية نهائية، لقد عرضت الدول العربية تقديم المساعدة ومساعدتها لازمة.

قلت في الماضي إن الدول إما أن تكون معنا أو علينا في الحرب على الإرهاب، ولكي تحسب الدول على جانب السلام، فإن عليها أن تتحرك، وكل زعيم ملتزم فعلياً بالسلام، سينهي التحريض على العنف في الإعلام الرسمي، ويدين علناً التفجيرات القاتلة، كل دولة ملتزمة فعليا ًبالسلام، ستوقف تدفق الأموال والمعدات وعمليات التجنيد في الجماعات الإرهابية الساعية لتدمير إسرائيل بما في ذلك "حماس"، والجهاد الإسلامي، وحزب الله.

ويجب على كل دولة ملتزمة فعلاً بالسلام أن تمنع شحن الإمدادات الإيرانية لهذه الجماعات، وأن تعارض الأنظمة التي تشجع الإرهاب مثل العراق، ويجب على سوريا أن تأخذ جانب الحق في الحرب على الإرهاب، بالقيام بإغلاق معسكرات الإرهابيين وطرد المنظمات الإرهابية.
ويجب على كل دولة ملتزمة فعلا بالسلام أن تمنع شحن الإمدادات الإيرانية لهذه الجماعات وأن تعارض الأنظمة التي تشجع الإرهاب مثل العراق، ويجب على سوريا أن تأخذ جانب الحق في الحرب على الإرهاب بالقيام بإغلاق معسكرات الإرهابيين وطرد المنظمات الإرهابية.
ويجدر بالزعماء الراغبين في أن تشملهم عملية السلام، أن يظهروا بأفعالهم تأييدهم التام للسلام.

ومع تحركنا نحو حل سلمي، فمن المتوقع من الدول العربية بناء علاقات أوثق دبلوماسياً وتجارياً مع إسرائيل، بما يؤدي إلى تطبيع تام للعلاقات بين إسرائيل والعالم العربي بأسره.

وهناك مصلحة كبيرة أيضاً لإسرائيل في نجاح قيام دولة فلسطينية، ذات طابع ديمقراطي، فدوام الاحتلال يهدد هوية إسرائيل وديمقراطيتها، وقيام دولة فلسطينية مستقرة مسالمة، ضروري لتحقيق الأمن الذي تتوق إليه إسرائيل، لذا أدعو إسرائيل إلى اتخاذ خطوات ملموسة؛ لتأييد قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء وذات مصداقية.

ومع تقدمنا نحو الأمن، يجب على القوات الإسرائيلية الانسحاب الكامل إلى مواقعها قبل الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2000، ولا بد من وقف أنشطة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، بما يتفق مع توصيات لجنة ميتشل.

ولا بد أن تتاح للاقتصاد الفلسطيني فرصة النمو، ومع انحسار العنف لا بد من استعادة حرية الحركة والسماح للفلسطينيين الأبرياء باستئناف أعمالهم وحياتهم العادية، ولا بد من السماح للمشرعين والمسؤولين الفلسطينيين وعمال الجهود الإنسانية الدوليين بأداء مهمتهم في بناء مستقبل أفضل، ويجب على إسرائيل الإفراج عن العائدات الفلسطينية المجمدة، ووضعها في أيد أمينة ومسؤولة.

لقد طالبت الوزير باول (وزير الخارجية الأميركي) بتكثيف العمل مع زعماء شرق أوسطيين ودوليين؛ لتحقيق رؤية لدولة فلسطينية، بالتركيز على خطة شاملة لمساندة إجراء إصلاح وبناء للمؤسسات الفلسطينية.

وفي نهاية المطاف يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين تناول القضايا الجوهرية التي تقف حائلاً بينهم، إذا كان لسلام حقيقي أن يسود، وبتسوية كل المزاعم، وإنهاء النزاع في ما بينهم.

وهذا يعني إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، من خلال تسوية يتم التفاوض عليها بين الأطراف، على أساس قراري الأمم المتحدة 242 و338، مع انسحاب إسرائيل إلى حدود آمنة ومعترف بها.

علينا أيضاً حسم القضايا المتعلقة بالقدس، ومحنة اللاجئين الفلسطينيين، والتوصل إلى سلام نهائي بين إسرائيل ولبنان، وبين إسرائيل وسوريا، يدعم السلام، ويكافح الإرهاب.

ويدرك كل من هو على دراية بتاريخ الشرق الأوسط أن هذه العملية قد تتعرض لانتكاسات، فكما رأينا، هناك من قتلة محترفين عقدوا العزم على إيقافها، لكن معاهدتي السلام المصرية، والأردنية مع إسرائيل، تذكرنا بأنه في ظل قيادة مثابرة ومسؤولة يمكن تحقيق تقدم سريع.
ومع ظهور مؤسسات وقيادة فلسطينية جديدة تحقق أداء حقيقياً في مجالي الأمن والإصلاح، أتوقع أن تستجيب إسرائيل وتعمل من أجل اتفاق وضع نهائي. ومع تكاتفنا جميعاً في تكثيف جهدنا، يمكن التوصل إلى اتفاق في غضون ثلاث سنوات من الآن، وسأقود أنا وبلادي العمل النشط صوب هذا الهدف.

أتفهم الغضب والألم الشديدين اللذين يعتصران الشعب الإسرائيلي، لقد عشتم طويلاً تحت وطأة الخوف والجنازات، وأرغمتم على تحاشي الأسواق وحافلات النقل العام، وأجبرتم على وضع حراس مسلحين داخل فصول حضانات الأطفال، ورفضت السلطة الفلسطينية يدكم الممدوة وتعاملت مع الإرهابيين. من حقكم العيش بصورة طبيعية، ومن حقكم الأمن، وأعتقد اعتقاداً جازماً بأنكم تحتاجون إلى وجود شريك فلسطيني صالح ومسؤول؛ لتحقيق هذا الأمن.

وأتفهم الغضب واليأس العميقين اللذين يستبدان بالشعب الفلسطيني، فلعقود عوملتم كرهائن لصراع الشرق الأوسط، واحتجزت مصالحكم رهينة لاتفاق سلام شامل بدا وكأنه لن يتحقق، بينما أخذت حياتكم تسوء عاماً بعد آخر. من حقكم، الديمقراطية وحكم القانون. من حقكم العيش في مجتمع مفتوح واقتصاد مزدهر. من حقكم حياة مفعمة بالأمل لأطفالكم.

وقد تبدو نهاية الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مسالمة وديمقراطية بعيدة، لكن أميركا، وشركاءنا في أنحاء العالم، على أتم استعداد لتقديم يد العون، ومساعدتكم في تحقيق هذا بأسرع ما يمكن.

وإذا قدر للحرية أن تزدهر في الأرض الوعرة للضفة الغربية وغزة، فإنها ستلهم الملايين من النساء والرجال في أنحاء المعمورة، الذين أثقلهم أيضاً الفقر والقمع، ومن حقهم التمتع بحكم ديمقراطي أيضاً.

ويحدوني أمل بالنسبة لشعوب الدول الإسلامية، فالتزامكم بالخلق والمعرفة والتسامح يؤدي إلى إنجازات تاريخية عظيمة، وهذه القيم قائمة في العالم الإسلامي اليوم؛ فأنتم أصحاب ثقافة ثرية وأنتم تتقاسمون تطلعات أصحاب كل حضارة من الرجال والنساء، والازدهار والحرية والعزة ليست آمالاً أميركية أو غربية وحسب، فهي آمال عامة لجميع البشر، وحتى في خضم عنف الشرق الأوسط، واضطرابه تؤمن أميركا أن هذه الآمال قادرة على تغيير الحياة والأمم.

هذه اللحظة هي فرصة واختبار في الوقت نفسه لجميع الأطراف في الشرق الأوسط، هي فرصة لإرساء أسس سلام للمستقبل، واختبار لمعرفة من هو جاد لتحقيق السلام ومن هو غير جاد.

والاختيار هنا لا لبس فيه وبسيط وكما يقول الإنجيل "لقد وضعتم أمامكم الحياة والموت فاختاروا الحياة". لقد حان الوقت للجميع في هذا الصراع أن يختاروا جانب السلام والأمل والحياة.
 شكراً جزيلاً.

النص الحرفي باللغة الإنجليزية:



For too long, the citizens of the Middle East have lived in the midst of death and fear. The hatred of a few holds the hopes of many hostage. The forces of extremism and terror are attempting to kill progress and peace by killing the innocent. And this casts a dark shadow over an entire region. For the sake of all humanity, things must change in the Middle East.

It is untenable for Israeli citizens to live in terror. It is untenable for Palestinians to live in squalor and occupation. And the current situation offers no prospect that life will improve. Israeli citizens will continue to be victimized by terrorists, and so Israel will continue to defend herself.

In the situation the Palestinian people will grow more and more miserable. My vision is two states, living side by side in peace and security. There is simply no way to achieve that peace until all parties fight terror. Yet, at this critical moment, if all parties will break with the past and set out on a new path, we can overcome the darkness with the light of hope. Peace requires a new and different Palestinian leadership, so that a Palestinian state can be born.

I call on the Palestinian people to elect new leaders, leaders not compromised by terror. I call upon them to build a practicing democracy, based on tolerance and liberty. If the Palestinian people actively pursue these goals, America and the world will actively support their efforts. If the Palestinian people meet these goals, they will be able to reach agreement with Israel and Egypt and Jordan on security and other arrangements for independence.

And when the Palestinian people have new leaders, new institutions and new security arrangements with their neighbors, the United States of America will support the creation of a Palestinian state whose borders and certain aspects of its sovereignty will be provisional until resolved as part of a final settlement in the Middle East.

In the work ahead, we all have responsibilities. The Palestinian people are gifted and capable, and I am confident they can achieve a new birth for their nation. A Palestinian state will never be created by terror -- it will be built through reform. And reform must be more than cosmetic change, or veiled attempt to preserve the status quo. True reform will require entirely new political and economic institutions, based on democracy, market economics and action against terrorism.

Today, the elected Palestinian legislature has no authority, and power is concentrated in the hands of an unaccountable few. A Palestinian state can only serve its citizens with a new constitution which separates the powers of government. The Palestinian parliament should have the full authority of a legislative body. Local officials and government ministers need authority of their own and the independence to govern effectively.

The United States, along with the European Union and Arab states, will work with Palestinian leaders to create a new constitutional framework, and a working democracy for the Palestinian people. And the United States, along with others in the international community will help the Palestinians organize and monitor fair, multi-party local elections by the end of the year, with national elections to follow.

Today, the Palestinian people live in economic stagnation, made worse by official corruption. A Palestinian state will require a vibrant economy, where honest enterprise is encouraged by honest government. The United States, the international donor community and the World Bank stand ready to work with Palestinians on a major project of economic reform and development. The United States, the EU, the World Bank, the International Monetary Fund are willing to oversee reforms in Palestinian finances, encouraging transparency and independent auditing.

And the United States, along with our partners in the developed world, will increase our humanitarian assistance to relieve Palestinian suffering. Today, the Palestinian people lack effective courts of law and have no means to defend and vindicate their rights. A Palestinian state will require a system of reliable justice to punish those who prey on the innocent. The United States and members of the international community stand ready to work with Palestinian leaders to establish finance -- establish finance and monitor a truly independent judiciary.

Today, Palestinian authorities are encouraging, not opposing, terrorism. This is unacceptable. And the United States will not support the establishment of a Palestinian state until its leaders engage in a sustained fight against the terrorists and dismantle their infrastructure. This will require an externally supervised effort to rebuild and reform the Palestinian security services. The security system must have clear lines of authority and accountability and a unified chain of command.

America is pursuing this reform along with key regional states. The world is prepared to help, yet ultimately these steps toward statehood depend on the Palestinian people and their leaders. If they energetically take the path of reform, the rewards can come quickly. If Palestinians embrace democracy, confront corruption and firmly reject terror, they can count on American support for the creation of a provisional state of Palestine.

With a dedicated effort, this state could rise rapidly, as it comes to terms with Israel, Egypt and Jordan on practical issues, such as security. The final borders, the capital and other aspects of this statezzz*zs sovereignty will be negotiated between the parties, as part of a final settlement. Arab states have offered their help in this process, and their help is needed.

Izzz*zve said in the past that nations are either with us or against us in the war on terror. To be counted on the side of peace, nations must act. Every leader actually committed to peace will end incitement to violence in official media, and publicly denounce homicide bombings. Every nation actually committed to peace will stop the flow of money, equipment and recruits to terrorist groups seeking the destruction of Israel -- including Hamas, Islamic Jihad, and Hezbollah. Every nation actually committed to peace must block the shipment of Iranian supplies to these groups, and oppose regimes that promote terror, like Iraq. And Syria must choose the right side in the war on terror by closing terrorist camps and expelling terrorist organizations.

Leaders who want to be included in the peace process must show by their deeds an undivided support for peace. And as we move toward a peaceful solution, Arab states will be expected to build closer ties of diplomacy and commerce with Israel, leading to full normalization of relations between Israel and the entire Arab world.

Israel also has a large stake in the success of a democratic Palestine. Permanent occupation threatens Israelzzz*zs identity and democracy. A stable, peaceful Palestinian state is necessary to achieve the security that Israel longs for. So I challenge Israel to take concrete steps to support the emergence of a viable, credible Palestinian state.

As we make progress towards security, Israel forces need to withdraw fully to positions they held prior to September 28, 2000. And consistent with the recommendations of the Mitchell Committee, Israeli settlement activity in the occupied territories must stop.

The Palestinian economy must be allowed to develop. As violence subsides, freedom of movement should be restored, permitting innocent Palestinians to resume work and normal life. Palestinian legislators and officials, humanitarian and international workers, must be allowed to go about the business of building a better future. And Israel should release frozen Palestinian revenues into honest, accountable hands.

Izzz*zve asked Secretary Powell to work intensively with Middle Eastern and international leaders to realize the vision of a Palestinian state, focusing them on a comprehensive plan to support Palestinian reform and institution-building.

Ultimately, Israelis and Palestinians must address the core issues that divide them if there is to be a real peace, resolving all claims and ending the conflict between them. This means that the Israeli occupation that began in 1967 will be ended through a settlement negotiated between the parties, based on U.N. Resolutions 242 and 338, with Israeli withdrawal to secure and recognize borders.

We must also resolve questions concerning Jerusalem, the plight and future of Palestinian refugees, and a final peace between Israel and Lebanon, and Israel and a Syria that supports peace and fights terror.

All who are familiar with the history of the Middle East realize that there may be setbacks in this process. Trained and determined killers, as we have seen, want to stop it. Yet the Egyptian and Jordanian peace treaties with Israel remind us that with determined and responsible leadership progress can come quickly.

As new Palestinian institutions and new leaders emerge, demonstrating real performance on security and reform, I expect Israel to respond and work toward a final status agreement. With intensive effort by all, this agreement could be reached within three years from now. And I and my country will actively lead toward that goal.

I can understand the deep anger and anguish of the Israeli people. Youzzz*zve lived too long with fear and funerals, having to avoid markets and public transportation, and forced to put armed guards in kindergarten classrooms. The Palestinian Authority has rejected your offer at hand, and trafficked with terrorists. You have a right to a normal life; you have a right to security; and I deeply believe that you need a reformed, responsible Palestinian partner to achieve that security.

I can understand the deep anger and despair of the Palestinian people. For decades youzzz*zve been treated as pawns in the Middle East conflict. Your interests have been held hostage to a comprehensive peace agreement that never seems to come, as your lives get worse year by year. You deserve democracy and the rule of law. You deserve an open society and a thriving economy. You deserve a life of hope for your children. An end to occupation and a peaceful democratic Palestinian state may seem distant, but America and our partners throughout the world stand ready to help, help you make them possible as soon as possible.

If liberty can blossom in the rocky soil of the West Bank and Gaza, it will inspire millions of men and women around the globe who are equally weary of poverty and oppression, equally entitled to the benefits of democratic government.

I have a hope for the people of Muslim countries. Your commitments to morality, and learning, and tolerance led to great historical achievements. And those values are alive in the Islamic world today. You have a rich culture, and you share the aspirations of men and women in every culture. Prosperity and freedom and dignity are not just American hopes, or Western hopes. They are universal, human hopes. And even in the violence and turmoil of the Middle East, America believes those hopes have the power to transform lives and nations.

This moment is both an opportunity and a test for all parties in the Middle East: an opportunity to lay the foundations for future peace; a test to show who is serious about peace and who is not. The choice here is stark and simple. The Bible says, "I have set before you life and death; therefore, choose life." The time has arrived for everyone in this conflict to choose peace, and hope, and life.

Thank you very much.

المصدر:

البيت الأبيض www.whitehouse.go






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70264
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002   خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 10:18 am

الدكتور جورج حبش من اللد والى اللد أعود.. صفحات جديدة لم تنشر من قبل

إذا أردنا أن نختصر في وصفنا للدكتور جورج حبش كرجل مؤثر فيمن يحيط به أو يلتقي معه أو يشاهده عن قرب يمكننا ان نستعير ما قاله صحفي امريكي ليس من المعجبين بجورج حبش سياسيا او عقائديا في العام 1980طلب مدير عام مجلة تايم الامريكية مري جارد ان يلتقي بالدكتور جورح حبش لطرح بعض الاسئلة عليه حول الوضع الفلسطيني ومستقبل القضية الفلسطينية .
وبعد ان التقى به واستمع له سألته كيف رأى الدكتور جورج حبش أجاب: (انه رجل يمتلك الكاريزما بشكل لا يسمح لأحد يلتقي به ان يكرهه او الَا يعجب به.)
لم يكن مري جارد من المتحمسين للقضية الفلسطينية أو المؤيدين لها وبنفس الوقت لم يكن معاديا بل كان حيادياً والحياد في القضية الفلسطينية يعني انك ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
لكنه عندما التقى بجورج حبش وتحدث معه وسأله عن حركة القوميين العرب وما هي الدوافع التي ادت به للعمل على انشائها حينما كان طالبا في الجامعة الامريكية في بيروت.
وحسب قول مري جارد: ( لقد جعلني أشعر انه صاحب حق وانه ينادي بالعدالة المشروعة والشرعية وان الانسان الشريف لا بد ان يقف الى جانب عدالة قضيته.)
اذا كان هذا هو التعريف الذي أعطاه مري جارد للدكتور جورج حبش فكيف تظن أن رجلا مثلي – تربى على يديه وتتلمذ في النضال تحت اشرافه – كيف سيُعرّف جورج حبش عندما يسأل عنه.
جورج حبش كان قلعة يستطيع اي ضعيف أو قوي ان يستند لها طالما ان الطريق الذي يشقه هو طريق النضال الصعب والمُر لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وللأمة العربية التي طال المها من الظلم الذي أُنزِل بها من قبل القوى الإستعمارية.
جورج حبش مدرسة شجاعة لا توصف فهو لا يهتز لأي خطر او مصدر رعب يريده العدو ان يهز اركان المناضلين.
جورج حبش كان وقَاداً له نظرة ثاقبة وقدرة على سبر اغوار البشر ومعرفة الصديق من العدو.
  جورج حبش كان انسانا ترى الدمعة في عينيه وهو يقبل يد طفل حافي القدمين يبكي من خوف او جوع او مرض.
جورج حبش كان قائدا فذاً له حضور جماهيري مؤثر ومعبيء ومحشٍد لجماهير غفيرة نحو طريق النضال ومواقف العزة والنهضة والكفاح.
جورج حبش كان صبورا على الألم والظلم ولكنه يتوقّد ثورة ضد الظلم والألم.
جورج حبش عرف كيف يطوِّع قضبان السجون ولا يسمح لها بان تعتقل عقله وإرادته بل كان باستمرار يطوي ويثني تلك القضبان ليخرج منه موقف ثوري وتحليل سليم وقرار سليم لمن هم خارج القضبان.
أما بعد،
فإن الدكتور جورج حبش كان انسانا رائعا، صديقا وفيا، محبا لأصدقائه عابدا لعائلته. يحب الموسيقى ويحب الطرب العربي ويعشق أم كلثوم ويغني لعبد الوهاب ويتمتع بأداء البللايكا ويستمع بحنين الى الدانوب الازرق، كان يغني هو بصوت جميل دافيء “مضناك جفاه ومرقده” قصيدة أحمد شوقي التي غناها عبد الوهاب وهي من القصائد النادرة والرائعة والتي اصبحت على كل شفة ولسان وما زالت.
في جلسات هي أشبه بالعائلية كان الحكيم يغني بصوت دافيء يبث في النفس سعادة ودفئا ويطرب من حوله ويبدو عليه هو طرب عميق وفرح لامع في عينيه.
منذ ان تعرفت عليه قبل ستين عاما حظيت بلحظات من حياته، حظيت انا وعائلتي بها، فقد كنا من المحظوظين الذين يرافقها الحكيم وعائلته الى منتجع بعيد عن الأنظار لينال قسطا من الراحة والسعادة الشخصية العائلية.
وهذه المرات العديدة التي اجتمعنا فيها كعائلة سعيدة كانت تتم في اماكن بعيدة لا تخطر على بال كي نضمن امن وحماية الحكيم وفي الوقت ذاته كي يتمكن الحكيم من ان يكون مع عائلته وحده دور حرس او امن او اجراءات امنية معقدة.
رافقته وعائلتي للسباحة فقد كان يعشق السباحة لكنه كان محروما منها في اماكن تكتظ بأناس يعرفونه ولذلك كنا نختار اماكن بعيدة، وفي إحدى المرات استطعت ان اقنعه بالتوجه الى شاليه بحرية كان يملكها والد زوجتي وكانت تلك الشاليه تقع في وسط ليس محبذا سياسيا لكن احدا لم يتوقع ان يشغل تلك الشاليه للسباحة الدكتور جورج حبشه. توجهنا هناك وقضينا يومين من السباحة والراحة دون ان يتعرف احد من السابحين او السابحات على شخصية الحكيم، إذ كان الجو هناك ليس محبذاً للمقاومة أو قادتها، كأنما كان يسبح في فم العدو ولم يكن يتوقع العدو ان يكون جورج حبش من الناس الذين يسبحون على ذلك الشاطيء، كان ذلك في لبنان.
وكنت انا الذي أخطط لبعض الرحلات للراحة النفسية كرحلة صيد في منطقة “عميق” في لبنان لإصطياد البط فقد كان يحب الصيد، وصيد البط جماعي في لبنان ورغم ان تلك المنطقة لم تكن منطقة معادية وان كثيرا من الناس قد يعرفون جورج حبش الا ان احدا منهم لم يتوقع ولم يكتشف ان احد الذي يصطادون البط كان جورج حبش فقضى عدة أيام من الراحة والتسلية في الصيد الهواية التي حرم من ممارستها لاسباب امنية عديدة.
        وكان في كل مرة يعود من تلك الاجازات القصيرة التي يرتاح فيها بعيدا عن كل المشاكل، كان يعود بطاقة جديدة وكانه جدد طاقته للنضال وضاعفها فكان ينكب على العمل دون هوادة مرحا نشيطا وقَادا صلبا قائدا.
        وفي بعض الحالات كانت تحصل روايات مضحكة وعلى سبيل المثال، في رحلة صيد البط تلك في “عميق” وعند الفجر كان الصيادون يتناولون طعام افطار خفيف ويشربون الشاي قبل ان يتوجهوا نحو المياه ليغطسوا حتى ركبهم فيها انتظارا للبط حتى يصطادوه، وفي تلك الجلسة فتح احد الاصدقاء سيرة جورج حبش الذي كان جالسا في ذلك اللقاء وقام احد الذي يشاركون في الصيد بالتحدث عن جورج حبش صديقه وانه يلتقي به دائما واخترع قصصا لطيفة حول مدى الصداقة التي تربطه بجورج حبش ولم يكن احد يعرف سوانا ان هذا الرجل يكذب أو يخترع القصة ليجلب لنفسه انتباه الآخرين أو يشير الى انه ذو حظوة لدى جورج حبش بينما جورج حبش يجلس الى جانبه دون ان يعرف انه جورح حبش لكن احد منا لم يفه بكلمة ولكننا كنا نضحك داخلنا ان جورج حبش يستمع الى رجل يتحدث عن صداقته الحميمة معه دون ان يعرفه.
جورج حبش الانسان هو جورج حبش المناضل.
هذه الانسانية التي عمَدت الحكيم من رأسه الى أخمص قدميه كانت حسب رأيي هي الدافع الاساسي لجورج حبش كي يختار طريق النضال الشاق المضمني والمدمي كي يحرر وطنا احتله الغاصبون الغزاة وكي يعيد لشعب اذله الغزاة وطردوه بالقوة من بيته وارضه وكي يعيد لامته عزها وكرامتها التي اهينا واذلت على يد الغاصبين.
 كان يرى ان ظلما فادحا انزل بشعبه الفلسطيني وامته العربية وان رفع هذا الظلم يتطلب كفاحا مريرا ضد عدو مسلح مدجج ليس بالسلاح فقط بل شهوة للقتل قتل الانسان وذبح حق الانسان في تقرير المصير، وذبح حق الانسان في ان يكون حرا سيدا على ارضه.
ان اندفاع جورج حبش الشاب وهو طالب في الجامعة الامريكية بعد عام 1948 للعمل على انشاء تنظيم من اجل العودة للارض واعادة الكرامة للانسان كان نابعا من جورج حبش الانسان الذي رأى بام عينه قسوة الظالمين واجرام الغزاة وفاشية الاستعمار وعنصرية الذين احتلوا الارض واغتصبوها.
من هنا يبدأ جورج حبش… الانسان.
لو سألني أحدهم عن صديقي ومعلمي جورج حبش لقلت: لقد أحببته كثيرا وكنت ارى فيه صديقا وأبا وأخا وقائدا ومعلما.
لقد علمني الكثير، فانا ايضا تخرجت من الجامعة الامريكية ، لكن ليس كل  من يتخرج من الجامعة الامريكية يتمتع بالمواصفات والدقة والاتقان والالتزام الذي تميز بهم الدكتور جورج حبش. لقد كان مدرسة في هذه الامور.. كيف تحسب الوقت. كيف تقسم الوقت بحيث تتناسب مع الانتاج. حيث يكون الانتاج في اعلى درجاته في اقل وقت ممكن. كيف تحافظ على الموعد واهمية المحافظة على الموعد. كيف تكون دقيقا في اختيار الكلمة واختيار مكانها وزمانها. وكيف تكون فوق هذا كله صادقا أمينا ووفيا للحقيقة والحق. وكيف تكون امينا وآمنا على نفسك وعلى تنظيمك وعلى شعبك. لقد كان نموذجا من الوفاء والصدق والاتقان وضبط الوقت واعطاء الانتاج ما يستحقه من الوقت ليس اكثر وليس اقل.
لذلك كان العدو يرى في جورج حبش قائدا مختلفا عن بقية القادة وكان يتعامل معه ايضا بشكل مختلف. فمن ناحية كان جورج حبش هدفا لمؤامرات ومخططات الاغتيال طوال عمره. لكن ما برز في حياته هو انه كان هدفا للأغتيال والملاحقة ليس فقط من العدو الصهيوني بل من الانظمة الرجعية العربية ومن بعض الانظمة التي لم تكن توصف بالرجعية فلقد اعتقل في الاردن وسكن في سجن الجفر الصحراوي، واعتقل في سوريا في سجن الشيخ حسين، ولوحق في كل بلد عربي يدين بالموقف الوطني او القومي، لكن بالمقابل كان هنالك تثمين وتقييم عال له عند انظمة وطنية وقومية فقد احبه جمال عبد الناصر كما يحب اخاه ووثق به واعتبره مقرب جدا منه وكان احد القلائل الذين دعاهم جمال عبد الناصر لحضور زفاف ابنته ذلك الزفاف المتواضع الذي اقيم في بيته بمنشية البكري. ولولا هذه الصداقة الحميمة والثقة المتبادلة بين جمال عبد الناصر رحمه الله وجورج حبش رحمه الله لكانت علاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمصر قد وصلت الى اسوأ حالاتها لكن هذه الصداقة انقذت اكثر من مرة علاقة الجبهة الشعبية بمصر نتيجة تفاهم الرئيس جمال عبدالناصر والحكيم عندما يلتقيان ثنائيا فقد كانت هناك جهات في مصر تسعى لتخريب علاقة الجبهة الشعبية بمصر وهي اساسا المخابرات المصرية لكن اللقاء كان دوما لقاء البطلين كان دوما يحل المشاكل لانه كان يتحلى بالصدق والصراحة والامانة والدقة والاخلاص، اول تلك المشاكل كان وقوف المخابرات المصرية ضد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن كانت التنظيم المقاتل لحركة القوميين العرب   الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن بينما دعمت المخابرات المصرية جهات اخرى كانت تدعي القتال ضد الاستعمار البريطاني بينما كانت في واقع الامر تتعاون مع السلاطين الذين كانوا يحكمون المحافظات المختلفة في جنوب اليمن ووصلت العلاقة الى حد السوء والاساءة لكن لقاء الرئيس جمال عبد الناصر بالدكتور جورج حبش لبحث هذا الامر اوضح دون شك للقائد البطل جمال عبد الناصر الحقائق على بساطتها والحقيقة على مرارتها وامر الرئيس جمال عبد الناصر فورا باعادة الدعم الذي كان يقدم واوقف للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن وما ان عادت بقرار جمال عبد الناصر تلك المساعدات وذلك الدعم للجبهة القومية حتى نالت اليمن استقلالا بعد عام ونيف وطرد المقاتلون اليمنييون الاستعمار البريطاني والجيش البريطاني من جنوب اليمن واستقلت اليمن، واستقلت في اللحظة التي انهالت بها طائرات الولايات المتحدة الحربية من قاعدة هويلس بليبيا بقيادة السفينة ليبرتي لتضرب الطيران المصري لتحدث تلك الهزيمة التي ادعت اسرائيل بانها هي التي الحقتها بالجيوش العربية في عام 67،
كانت فرحة جورج حبش باستقلال جنوب اليمن ورفع علم الحرية على عدن تخفف كثيرا من الالم والتمزيق الذي انتابنا جميعا عندما هزمت في ال 67 جيوش مصر وسوريا، كانت الفرحة في قلب جورج حبش تُرى في عينيه الدامعتين من الهزيمة والسعيدتين برفع علم الاستقلال على عدن جوهرة الامة العربية ، ولن انسى ذلك الخطاب الذي القاه جورج حبش في صنعاء امام حشد جماهيري ضخم فرحة برحيل القوات البريطانية وكنت ارى حوله هؤلاء الشباب اليمنيين يشكلون له درع حماية وهو على المنصة وكان على رأسهم من أصبح لاحقا رئيسا للجمهورية في اليمن الديموقراطية الشعبية علي ناصر محمد، كانت تلك اولى ثمرات نضال دؤوب بذله جورج حبش ورفيقه وديع جداد ورفيقه الدكتور احمد الخطيب وثلة من المناضلين من اجل تحرر الامة العربية ووحدتها كل ذلك كي تصب قوى الامة العربية نحو فلسطين لتحريرها ممن اغتصبوها من الصهاينة والمستعمرين الصهاينة اداة الاستعمار الجديد لزرع قاعدة في وطننا العربي من اجل السيطرة على ثروات امتنا وابقائها تحت حذاء الاحتلال لا تستطيع ان تتوحد لا تستطيع ان تغير ما رسم لها الاستعمار من تمزق بل تبقى خاضعة غير مصنعة غير متقدمة متخلفة ولا يغيب عن بالنا ولم يغب عن بال جورج حبش ان تلك الحملات الاستعمارية هي امتداد لحملات الفرنجة سابقا لاحتلال فلسطين من اجل الهيمنة  على المنطقة باسرها وطرق الملاحة والتجارة، ناهيك عما نبع من ارضها من ثروات نفطية وغازية ومعدنية ما زالت توهلها لتكون اولى الدول في العالم ان هي توحدت وان هي سيطرت على ثرواتها. ما أقوله هو ما يقوله جورج حبش كان يرى في وحدة الامة العربية تجميع لكلمتها، تقويم لمواقفها واستثمار لثرواتها من اجل مواطن حر ابي صحيح جسديا متعلما فكريا قادرا على الصناعة والتفوق. كانت فرحة الحكيم بانتصار اليمن وشعبها على الاستعمار البريطاني يرافق ذلك الالم بهزيمة 67 ، كذلك كانت فرحة جورج حبش باستقلال الجزائر عام 62 الذي رافق الانفصال لدولة الوحدة بين مصر وسوريا نتيجة التآمر السعودي على تلك الوحدة وتآمر واشنطن والاسرة السعودية واسرائيل لفك تلك الوحدة خشية من تجميع قوى العرب في بوتقة واحدة تمكنهم من الاستقلال فعلا من تقرير مصيرهم فعلا ومن السيطرة على ثرواتهم فعلا ومن تحرير فلسطين. فرحتان في حياة جورج حبش رافقا الالم الشديد لما حملاه معما من تناقض في الهزيمة 67 وانفصال 62.
اذا اردنا ان نلخص آلام جورج حبش نستطيع ان نقول انها اولا 48، عندما شاهد بام عينه قوات الاحتلال وعصابات الصهاينة يطردون اهله من بيتهم ويجبرونه هو ومن تبقى من عائلته على السير على الأقدام نحو رام الله والقدس الشرقية. ضياع فلسطين كان الالم الاكبر من ناحية والدافع الاكبر لجورج حبش ليثور على الواقع العربي وليبدا هو وزملائه عملية البناء من اجل تحرير فلسطين، والألم الآخر الذي رافق فرحة  العمر هو الانفصال الذي قضى على اول نتائج الحلم الجميل بالوحدة العربية فلقد كانت فرحة الوحدة في العام 58 فرحة لا توصف لدى جورج حبش ومباشرة بدأ شباب حركة القوميين العرب بالاتصال من اجل فتح معسكرات التدريب وبالفعل اعطى الرئيس جمال عبد الناصر ذلك القرار التاريخي بانشاء اول معسكر لتدريب الفدائيين عام 1959 في حرستا قرب دمشق وكان ذلك المعسكرهو الذي خرج اول دفعات من الفدائيين الفلسطينيين الذين شكلوا عدة كتائب لاحقا لعبت دورا هاما محاولة منع الانفصال لكن هذه الفرحة صدمت بألم وجرح الانفصال الذي حاكت خيوطه واشنطن والرياض وتل ابيب، أما الالم الثالث فهو هزيمة 67 التي اصابت الامة العربية باسرها بالاحباط والقنوط واليأس ، وكانت 67 ضربة قاصمة لحلم كان يكبر تدريجيا، حلم الوحدة العربية، بقيادة جمال عبد الناصر. حلم تحرير فلسطين بقيادة جيش الوحدة بقيادة جمال عبد الناصر ضربت تلك الاحلام فكانت الما شديدا محبطا، رغم ذلك كتب جورج حبش في العشرين من حزيران: كلا لم يهزم عبد الناصر. واصدرت حركة القوميين العرب بيانا للجنة التنفيذية تحلل علميا لماذا حصلت تلك الهزيمة ويمكننا القول هنا ان المعلومات لم تكن كاملة لتقول الحركة كل الحقيقة وهي ان الذي ضرب جيش جمال عبد الناصر وجيش سوريا لم تكن اسرائيل بل كانت الولايات المتحدة وطيرانها المباشر كما ثبت من الوثائق وكانت الباخرة ليبرتي التي دمرتها اسرائيل وقضت على الضباط والجنود الامريكيين الذي كانوا  يشغلونها ويشنون الحرب حتى تخفي آثار الجريمة هي التي تقود المعارك باخرة التجسس ليبرتي، دمرتها اسرائيل حتى تدمر الوثيقة الاساسية التي تثبت ان موشي ديان كان يكذب عندما قال ستة ساعات هي المدة التي اخذتنا لننتصر على جيوشهم كلهم, كلا لم يكن موشي ديان ولم تكن جيش اسرائيل كان جيش الولايات المتحدة والذي خرج من قواعد مقامة على ارض عربية في ليبيا (قاعدة هويليس) هي التي قصمت الظهر ودمرت طيران مصر على ارضها وهي التي مدت اسرائيل بالدبابات والذخائر في سيناء حتى تصل وهي التي اعتقلت الضباط المصريين وقذفتهم من طائرات الهيلوكوبتر ليموتوا جوعا وعطشا او نهشا من افاعي تلك الصحراء.
هذه فرحات العمر وهذه جراح العمر لدى جورج حبش ورغم كل هذا بقيت ارادة جورج حبش حديدية وتصميمه عميق واصراره هو كصرير اسنانه على نفسها إخفاء للغضب وتأكيدا لنفسه على الاصرار والتصميم على استكمال المسيرة والسير للأمام لثورة توحد العرب وثورة تحرر فلسطين وثورة تعيد للعرب مكانتهم على وجه هذه الأرض.
 هذه الصفة كانت صفة اساسية جعلت منه هدفا لكل الدوائر المعادية (سي أي آي، للموساد، للمخابرات السعودية، للمخابرات العميلة لأميركا). كان جورج حبش هدفا يريدون اغتياله، وتعرض جورج حبش بالفعل لعدة محاولات اغتيال منها قصف بيته المؤقت في منطقة شملان بجبال لبنان، ومنها قصف مقر له استبدل بمقرآخر سرعان ما قصف في عام 82، وجرت عدة محاولات لاختطاف طائرات ظنت اسرائيل ان جورج حبش عليها، على متنها، فشلت لانه كان قد غير فكره في اللحظة الاخيرة. لماذا ارادت اسرائيل جورج حبش واستهدفته، هذا امر معروف لنا، اما من هي الجهة التي ساعدت اسرائيل بالحصول على المعلومات لتكون ضرباتها شبه مؤكدة، فهذا هو السؤال التي سنحاول الاجابة عليه:
منذ قيام الجبهة الشعبية تعرضت الجبهة لمحاولات عديدة لشقها وتدميرها وانهاء فاعليتها، منذ العملية الاولى الخاصة التي خطفت فيها طائرة العال الى الجزائر في العام 68 على يد مجموعة مناضلة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اصبحت الجبهة وجورج حبش هدفا رئيسيا لاسرائيل و سي اي اي ولكل المخابرات الوكيلة والعميلة لها، منذ ان برزت الجبهة الشعبية كتنظيم يقود الثورة في الاعوام 68 و 69 و 70 منذ تلك الاعوام جورج حبش كان مستهدفا كما كان وديع حداد كما كانت قيادة الجبهة كما كانت الجبهة الشعبية كلها، وايقن العدو ان عليه استخدام اساليب متعددة وليس اسلوبا واحدا وطغى على كل الاساليب اسلوب النخر من الداخل وشق الصفوف من الداخل. جاءت عمليات الانشقاق بمختلف اشكالها والوانها ابتداء من انشقاق جبهة التحرير الفلسطينية بضغط من الحكومة السورية ايامها في العام 68، وثم انشقاق نايف حواتمة ومجموعته التي دعمت من قبل المخابرات السورية ومن قبل قيادة فتح  ومولت وسلحت وفتحت عليها مجموعة من المخابرات العربية لتشجيعها ليس لانها تريد ان تقوم جبهة ديمقراطية قوية بل لانها تريد ان تحطم الجبهة الشعبية وتحطم جورج حبش الذي كانوا يخشونه بالفعل ولا يخشون نايف حواتمه، لقد استخدمت القوى المعادية للفلسطينيين وللجبهة الشعبية بشكل محدد، استخدمت كل الوسائل لتدمير الجبهة الشعبية من الداخل بالانقسامات والانشقاقات واستخدام هذه الانقسامات والانشقاقات وما تولد عنها في التجسس داخليا لصالح العدو لمعرفة المعلومات حول الجبهة الشعبية وتحديدا جورج حبش ووديع حداد، بعد ان صمدت الجبهة في وجه الانشقاق الاول والانشقاق الثاني غطست الجبهة في نقاش داخلي دامٍ شغل الجبهة الى حد بعيد عن متابعة العمليات ضد العدو الاسرائيلي وكانت صفوف الجبهة غارقة في حوار ونقاش داخلي حول اليسار واليمين، حول التيار المناضل والتيار الثوري فكريا ، حول الايديولوجية حول الماركسية الليننية، والقومية العربية، حول كثير من القضايا واهمها تحول الجبهة الشعبية من تنطيم وطني الى تنظيم بروليتاري اي تنظيم الطبقة العاملة والفلاحين ليقود الثورة استراتيجيا، وكان ثلة من قيادات الجبهة الشعبية ترى بوضوح اهداف تلك الحملات واهداف تلك الدوافع لتغطيس الجبهة نقاشات داخلية لتخريب عملها داخل الارض المحتلة ولحرمانها أو ابعادها عن القيام بعمليات داخل الارض المحتلة تماما كما كانت تقوم في بادىء الامر، عمليات سوق محيودا وسينماحين …والخ. وبالفعل شُلَت الى حد كبيرقدرة الجبهة داخل الارض المحتلة نتيجة الاعتقالات الواسعة للكوادر وللأعضاء داخل الارض المحتلة لكن العمليات الخاصة لم تتمكن اسرائيل ولم تتمكن الجهات المعادية من اختراق جهازها ومنعها من الحدوث، كان يقود ذلك الفرع الدكتور وديع حداد الذي كان حريصا كل الحرص على التدقيق في هوية كل من يشارك وكل من يتطوع ليكون جزءا من ذلك الفرع – فرع العمليات الخاصة.

......يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70264
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002   خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002 Emptyالجمعة 07 يناير 2022, 10:20 am

.....  تابع

الدكتور جورج حبش من اللد والى اللد أعود.. صفحات جديدة لم تنشر من قبل


في لبنان ومنذ عام 71 خاضت الجبهة تلك النقاشات التي اعمتها عن امكانية القيام بعمليات داخل الارض المحتلة، ولم يبقى من الجبهة الشعبية فاعلا آنذاك سوى فرع العمليات الخاصة، وكانت التهم التي توجه من هذا التيار الذي سمي متطرفا وهو الذي سمى نفسه بالتيار اليساري كانت التهم توجه لوديع حداد وغيره من انهم هم الذي يصرفون أموال الجبهة على العمليات الخاصة بينما المقاتلين يجوعون ولا يجدون ما يسدون الرمق به وتسلم وديع حداد مسؤولية المالية المركزية لانه عبر بوضوح ان العجز في الجبهة الشعبية هو نتيجة عجز جهاز المالية من تنمية المصادر المالية وليس ما يصرفه المجال الخارجي على العمليات التي تؤذي العدو، ورفع آنها شعار “وراء العدو في كل مكان” سوف يكون مصدرا كبيرا للتبرعات الشعبية للجبهة الشعبية لتكمل وتصعد من عملياتها ضد العدو، العمليات الخاصة ستكون مصدرا للتبرعات وليس مصرفا للأموال. وفتح حوار جانبي كنت شاهدا عليه بين الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد حول الشك في هذه المجموعة التي تقود ما يسمى باليسار والتي بدأ تصنف الجبهة الشعبية كوادرا وقواعدا وقيادات الى ثلاث فئات: أ، ب، ج وكلها كانت تصب باتجاه واحد بغض النظر عن نوايا الذين طرحوا تلك اللوائح او أملي عليهم ان يطرحوها كانت تلك اللوائح ومن يدافع عنها هي مساهمة حقيقية في عمليات شق الجبهة الشعبية التي تخطط لها واشنطن وتل ابيب والرياض. وقد يفكر بعض الذين طرحوا تلك اللوائح (أ، ب، ج) الآن وعلى ضوء كلامي قد يفكروا مرتين فيما صنعوه وما فعلوه، اريد ان اقول لهم انهم كانوا ادوات غبية لأجهزة مخابرات كانت تستهدف الجبهة  الشعبية قيادة وقاعدة كانت تريد تدمير الجبهة الشعبية ولعبوا دورا مساهما بغباء شديد في هذه العملية. اقول هذا الكلام لان بعض الذين هندسوا او هُندس لهم موضوع اللوائح (أ، ب، ج) ما زالوا احياء يرزقون ويتصرفون كانهم لم يضروا الجبهة الشعبية اطلاقا بينما هم لعبوا دورا جوهريا دون ان يدروا وبغباء مطبق في خدمة المخط الاستعماري الصهيوني لتدمير الجبهة الشعبية. هذه التناقضات الداخلية والصراعات والنقاشات التي دارت سهلت تسريب الاسرار الامنية الخاصة بالقيادات لتصبح حديثا للنساء في البيوت والاقارب في المخيمات واصبحت مشاعا. على سبيل المثال، بيت صغير يملكه احد الفلسطينيين رتب ليكون مقرا للحكيم لقضاء اجازة دراسية كل اسبوع مرة دون ان يعلم احد بهذا المكان او ان يتحدث عنه، لكن المكان عرف وحاولت اسرائيل قصفه بالطيران ولحسن الحظ اخطأت بالهدف فقصفت بيتا بجانب البيت الذي كان يقيم فيه الحكيم وهكذا نجا الحكيم، انها حماية الهية انها حماية لدفع العدو ليخطيء الهدف. لكن السؤال من ابلغ عن ذلك البيت العدو الاسرائيلي؟ والموضوع ليس احجية كبيرة. من المعلوم انه كانت تربط بعض ضباط المكتب الثاني اللبناني بالمخابرات الاسرائيلية علاقة عمل. ومن المعلوم ان المكتب الثاني اللبناني كان اقدر على تجنيد بعض العناصر في المنظمات الفلسطينية من غيرهم من المؤسسات المخابراتية ، فاذا علم المكتب الثاني سرا من الاسرار يمكننا القول بان هذا السر المتعلق بتنظيم من التنظيمات سوف يكون ايضا ملكا للموساد. لذلك اذا قام عميل في الجبهة الشعبي بابلاغ المكتب الثاني حول منزل جورج حبش الذي يقضي فيه اياما قليلة للقراءة والكتابة، اذا بلغ المكتب الثاني هذا يعني انه بلغ اسرائيل بموقع ذلك البيت. وعندما نعلم انه في وقت لاحق اعتقل وليد قدورة مسك اليد وهو يسلم معلومات لضابط في المكتب الثاني وتحت التحقيق كتب وليد قدورة اكثر من الف صفحة اعتراف بعمالته للمكتب الثاني منذ ان كان فتى يافعا ثم الى ان اصبح قياديا وعلاقته بالمكتب الثاني لقاء مبلغ تافه وانه كان يبلغ المكتب الثاني بكل ما يصله من معلومات، واعترف بانه كان وراء ابلاغ المكتب الثاني كثيرا من الاسرار حول مكان جورج حبش وعادات جورج حبش الذي كان يلتقي فيه مرارا وتكرارا قناعة من الحكيم بانه يحاور شبابا يساريا ولا يريد لعقدة اليسارية ان تطغى على العلاقة بينهما فكان يلتقي بوليد قدورة كثيرا وهو لم يصدق وديع حداد الذي قال له ان وليد قدورة جاسوس اسرائيلي. كان وديع حداد على يقين من ان وليد قدورة هو جاسوس استنادا لتحليله بان كل من يرفع الصوت بشعارات يسارية متطرفة في تلك الظروف التي كنا نعيش كان يخدم اسرائيل. ومن هذا المنطلق راقب وديع حداد وليد قدورة واكتشف ان مجموعة من الزمرة التي كان يقودها وديع حداد لها علاقات مشبوهة ومن المعلوم ايضا ان الدكتور وديع حداد له علاقات واسعة بلبنان، وجاءته الاخبار من اكثر من مصدر حول الشكوك المرسومة حول دور وليد قدورة وشلة من الزمرة التي تحيط به وانضم الى شلة وديع حداد مجموعة اخرى منها ابو احمد يونس (جيرمي) ومنها مجموعة من الامن ومنها مجموعة من المقاتلين وكانت هذه المجموعة تصرف اموالا باهظة ولا يدري احد مصدر تلك الاموال، لكن في تلك الفترة لم يكن مخفيا انه في تلك الفترة تم تنفيذ مجموعة من العمليات التي تم تبادل اسرى فيها باموال وعندما جاء وديع حداد الى الدكتور جورج حبش يحمل صورة من شيك مالي بمبلغ كبير من المال يدفع لابي احمد لقاء الافراج عن رهينة اردنية هو ضابط في المخابرات الاردنية كان يعمل في الامارات بتدريب المخابرات الاماراتية اختطفه ابو احمد يونس دون علم الجبهة ليبتز المال ويقوم بصرف الاموال على الجهاز الذي ينشئه داخل الجبهة الشعبية لم يصدق الحكيم وعندما راى الشيك طلب من احد اصدقائه للتأكد من هذا الشيك فأكد له ان هذا الشيك سليم وصرف، عندها بدأ الحكيم يرى ان ما يقوله الدكتور وديع حداد قد لا يكون كله صحيحا مئة بالمئة لكن حتما لديه جزء كبيرمن الصحة والصدق. وليد قدورة كان العقل المفكر لهذه المجموعة وهو عميل للمكتب الثاني وتم فصل وديع حداد بعد حادثة مشهورة، اذ عندما كان قد استلم المالية وديع حداد قام بتنفيذ عملية مالية هي  خطف اللوفتهانزا الى عدن لقاء خمسة ملايين دولار من اجل الافراج عن الركاب ودفعت اللوفتهانزا المبلغ، في تلك الفترة صعد وليد قدورة الحملة على وديع حداد طبعا بتعليمات من أسياده وقام الدكتور جورج حبش يرافقه اعضاء الزمرة اليسارية باقتحام مكتب المالية حيث كان يجتمع الدكتور وديع حداد مع اللجنة المالية واحتج الدكتور وديع حداد على هذا الاسلوب ورفضه رفضا باتا وخرج من الغرفة غاضبا لانه ليس لان الدكتور جورج حبش دخل الغرفة بل لانه راى ان جورج حبش كان قد انساق مع هذه الزمرة التي هو على يقين انها زمرة متآمرة. كان الاتهام ان المجال الخارجي هو الذي يصرف الاموال ولا يعطي المقاتلين مخصصاتهم وجاء الجواب عندما رفد وديع حداد مالية الجبهة بخمسة مليون دولار من اللوفتهانزا التي هي تشكل تمويلا للجبهة الشعبية لخمسة سنوات، لكن العامل الذي جعل الدكتور جورج حبش يتخذ موقفا صارما وحازما من هذه المجموعة هو ان عملية قتل عضو اللجنة المركزية عبد الوهاب محمد وزوجته خالدية (اخت ليلى خالد) عندما قتلا في منزلهما بدأ الدكتور جورج حبش يرى خطورة ما يدور، وكلفت اللجان بالتحقيق واكتشف من اطلق النار ومن اصدر الامر باطلاق النار على الشهيدين وحكمت الجبهة الشعبية بالاعدام على ابي أحمد جيرمي الذي امر بقتل عبد الوهاب محمد وخالدية، وأعدم ابو احمد وهو عضو مكتب سياسي، لكن اعدامه لم يلغي تتبع الملف لمعرفة العلاقات التي كانت تقوم نتيجة السعي وراء المال. واعتقل وليد قدورة كما قلت واعترف كتابيا ثم افرج عنه وهرب الى الامارات بترتيب من المكتب الثاني اللبناني الذي رتب مع مخابرات الامارات امر لجوء وليد قدورة للامارات والاستقرار فيها خشية ان يعدم من قبل الجبهة الشعبية التي حكمت عليه بالاعدام. وتبين ان من ابلغ عن موعد سفر جورج حبش من بيروت الى بغداد على طائرة الميدل ايست هم مجموعة وليد قدورة واصحاب وليد قدورة واقاربه من النساء وبلغت اسرائيل بالموعد وقامت اسرائيل بارسال طائراتها الحربية واجبرت الميدل ايست على الهبوط في مطار تل ابيب وفتشت الركاب راكبا راكبا ليفاجأ موشي ديان بان جورج حبش ليس على متنها كما بلغه من جواسيسه في بيروت، والسؤال هنا هذا ما حصل ولكن لماذا لم يصعد جورج حبش الى الطائرة وقد كان قد حجز فعلا على تلك الطائرة واسمه مدون في قائمة الركاب ولم يصعد الى تلك الطائرة في آخر لحظة. لماذا؟ هذا ما لا يعرفه الكثيرون، يعرفون ان اسرائيل خطفت الطائرة وكانت متأكدة ان جورج حبش احد ركابها لكنها فوجئت انه لم يكن ضمن الركاب. الشك لدى وديع حداد اصبح اكثر من يقين وطلب مني ان اكلم الحكيم وهو يعلم ان علاقتي به علاقة وثيقة وان ارجوه ان لا يصعد لتلك الطائرة ولو ك Favor ، أي يعمل معروف واحد لي في حياته ، يعمل هالمعروف وما يطلع على الطائرة ويغير الطائرة، كان كل شيء قد رتب وكان الحكيم قد رتبت اموره بالخروج من مطار بيروت عبر الميدل ايست الى بغداد لكن نجح وديع حداد اذ اثر في الحكيم هذا القول الذي اتبعته بالقول يا حكيم لو ان الدكتور وديع حداد متأكد لما فعل هذا، ارجوك لا تصعد، ارجوك لن تخرب الدنيا اذا لم تصعد الى الطائرة ولكنها ستخرب اذا صعدت الى الطائرة وكانت فعلا مبلغا عنها. ابتسم عندها الحكيم وقال: هالكلام منطقي وعدم صعودي لن يخرب الدنيا، ولكن صعودي فعلا اذا كانوا مخططين لخطف الطائرة سيكون مصيبة. قراري لن أصعد، كان هذا القرار قبل دقائق من اقلاع الطائرة. كان جورج حبش يصعد للطائرة دون حقائب، يصعد للطائرة مباشرة قبل اقلاعها بدقائق فقط. الشكوك التي وصلت الى حد  اليقين لعبت دورا في افشال عملية الاختطاف، وعندما إلتم عشرات الصحفيين وسألوا الدكتور جورج حبش كيف علمت ان اسرائيل سوف تختطف الطائرة ولم تصعد عليها، ابتسم الحكيم وقال: خلي موشيه ديان يفكر جيدا، كان هذا هو جوابه. خرج موشيه ديان على شاشات التلفزيون يرغي ويزبد ويقول: نعم نحن ارسلنا الطائرات لاختطاف الطائرة التي تحمل الارهابي جورج حبش، كنا نريد اعتقاله ومحاكمته كما يحاكم آيخمان.
رجل صلب لا يهتز له جفن أمام القصف الأعمى ودوي الانفجارات وتناثر الشظايا في كل مكان.
لم يخض الدكتور جورج حبش معارك ايلول لانه كان خارج الاردن، كان في رحلة رسمية الى كوريا الجنوبية وللصين وقطع تلك الزيارة ليعود للاردن ولكن المعارك قد انتهت، لكنه حضر مقدمات معارك وتبعات معارك بيروت 82 (الغزو)، لن اشير هنا الى كل القصص التي يجب ان يشار اليها وتقال حول التوقعات للغزو وحول الاستعداد للغزو وحول مواجهة الغزو وحول ما بعد الغزو، لن اشير لهذا، بل سأشير الى تلك الصفات التي برزت بوضوح عند الرجل الشجاع، رجل العدالة الاجتماعية، رجل الحرية جورج حبش. كما تعلمون كان جورج حبش قد اصيب بشلل جزئي جعل من تحرك تحركا صعبا وجعل من حركة يده ورجله اليمنى قضية صعب فكانت حركته محدودة ، لكن تأكدوا وثقوا بكلامي كان  يتحرك بذهنه وتتبعه للمعارك اكثر من اي قائد أخر، وكنا نهتم جدا بان يلم الحكيم بكل تطورات الوضع وان يدعى لإجتماعات خاطفة للقيادة او من توفر من أعضائها لإتخاذا قرارات مصيرية وحاسمة، لكن ما مميز الحكيم هواصراره القاطع على رفض التسليم وعلى رفض الخروج وعلى التمسك بالعلاقة الوثيقة مع الحركة الوطنية اللبنانية وعلى الصمود، لكن الظروف كانت اقسى من قراراته خاصة فيما يتعلق ببعض الوجوه من القوى الوطنية التي رأت انه من العبث ان تدمر بيروت دون وجود هدف محدد من وراء القبول بتدميرها، وعندما اتخذ قرار الخروج كان القراربالنسبة لجورج حبش تماما كما قال الخميني كأنه يتجرع السم، لكنه مجبر على ذلك، مجبر للصالح العام الذي رأى ان ابقاء العلاقة مع الحركة اللبنانية أساس وان استمرار المعركة يجب ان يتم من خلال القوى الوطنية اللبناني ولا يعني خروجنا ايقاف المعركة مع العدو، وبالفعل سلمت الاسلحة الثقيلة التي منع عليها اخراجها من لبنان، سلمت للفصائل اللبنانية اسلامية وقومية ووطنية، وخرجنا بعد جدال طال شهرا حول اسلوب وشكل الخروج، فقد اقترح في البداية ان نخرج بدون اسلحة تحت علم الصليب الاحمر، رفضنا، ثم تحت علم الجيش العربي السوري، رفضنا، ثم بدون سلاح تحت على منظمة التحرير، رفضنا. واقر في نهاية الامر الخروج بالسلاح وكامل الهيئة تحت علم منطمة التحرير الفلسطينية. ولمس الجميع بما فيه رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك ان المشكلة عند الانظمة العربية أصعب بكثيرمما هي عند الامريكان، إذ لم تقبل دولة عربية واحدة في بادىء الامر استقبال قوات الثورة الفلسطينية ، ولكن الضغط الأميركي للأسف على بعض الدول العربية والضغط الوطني من ناحية اخرى على بعضها الآخر سهل توزيع القوات على عدد من الدول العربية، فخرجنا بحرا باتجاهات مختلفة، اتجاه نحو سوريا، إتجاه نحو تونس واليمن، وعندما اتخذ قرار الخروج كنا نجتمع كمكتب سياسي في مقر مكتبي ب ” الهدف” في غرفتي برئاسة الحكيم وفيما نحن نناقش الامر فيما بعد الخروج اقتحم علينا الغرفة ياسر عرفات وقال ضاحكا ومازحا ” قفشتكم”، اي امسكت بكم، ثم قال “يا حكيم يللا معايا على الباخرة نخرج سوا”. هب الجميع للسلام عليه ثم قال الحكيم بكل لطف: “أهلا وسهلا ابو عمار تفضل اقعد” وبدأ بالاجابة قال له: لا استطيع ان اخرج معك، سوف اختار السفينة التي تذهب الى طرطوس الى سوريا، خشية ان يفهم اخوتنا السوريين ان خروجنا بالاتجاه الآخر هو موقف من سوريا، وانا ارى ان طريقنا التحالفي الاستراتيجي المقبل هو سوريا وليس اي بلد آخر، ورفض الحكيم الدعوة للخروج مع ياسر عرفات على الباخرة الى تونس، وتحركنا جميعا باتجاه طرطوس وكانت فعلا تلك هي عنوان التناقضات للمرحلة المقبلة كلها والتي يتبعها معارك طرابلس وغيرها، وصراع منظمة التحرير حول القرار الفلسطيني الوطني المستقل، جورج حبش التزم مع سوريا باستراتيجية معينة ووقف بشجاعة وصلابة ضد اتفاق عمان، ولم تعد صفوف المقاومة للوحدة الا في العام 87 في مؤتمر الجزائر حيث لعبت الجزائر دورا كبيرا في اعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمنظمة التحرير والتي هي شبيهة بهذه الايام التي ستعقد فيها قمة عربية وكما اعلن قمة فلسطينية من اجل توحيد الصف وجمع الشمل العربي في احضان الجزائرالبطلة، التي ارجو ان يكون تصرف الجميع تجاه هذا الشعب البطل واخلاصه لقضية فلسطين تصرفا ايجابيا وبما يفرح الصدر من عودة للإلتئام ورفض اوسلو والتنسيق مع العدو الاسرائيلي وتصعيد النضال عبر ادوات موحدة ضد المحتل الذي يتوسع يوميا ويغزو الارض يوميا ويدمر البيوت يوميا ويقتل الاطفال يوميا. آن الاوان ان نرى حكمة جورج حبش الذي وافق في العام 87 شهر آخر العودة للوحدة الوطنية امام المهام الوطنية الكبرى. في الجزائر نرجو الآن ان يعود الجميع لصف الوحدة الوطنية، هذا هو ما ينادي به الآن جورج حبش، تسقط أوسلو، لا للتنسيق الأمني، نعم لانتفاضة الشعب الفلسطيني، نعم لعصيانه المدني، نعم لمقاومة العدو، نعم لوحدة محور المقاومة، نعم لتوحيد الصف المقاوم ضد معسكر الاعداء: واشنطن ، تل أبيب ، الرياض.
جورج حبش والتسوية السياسية منذ البداية وحتى استقالته.
كان يرى ان الجهود التي تبذل دوليا تسعى لتصفية قضية فلسطين، وان تصفية القضية خلال العقود الماضية ما كانت ممكنة رغم اللجوء والمخيمات ورغم ممارسات الحكومات العربية ضد اللاجئين لمنعهم من حمل السلاح والقتال لتحرير وطنهم. رغم كل ذلك بقيت القضية الفلسطينية حية سياسيا، وفي العام 64 دفع جمال عبد الناصر باتجاه اعطاء الفلسطينيين كيانا معنويا سياسيا ضمن جامعة الدول العربية ، فشكلت منظمة التحرير الفلسطينية من شخصيات فلسطينية معروفة بمواقفها الوطنية على ان يمثلها رئيسها ولجنتها التنفيذية في الجامعة العربية لتكون ممثلا للشعب الفلسطيني رمزا للدولة الفلسطينية التي ستنشأ حتما بعد انهاء احتلال فلسطين، وكان ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية هو الميثاق الذي يجمع كل الفلسطينيين بغض النظر عن مشاربهم.
القوميون العرب والبعثيون والوطنيون الفلسطينيون الذين شكلوا تنظيمات فلسطينية بحتة، كلهم استندوا لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية ليخرجوا ببرنامج سياسي موحد يوحد الصف الفلسطيني سياسيا في تلك المرحلة. ومنذ 64 وحتى 67 كانت منظمة التحرير تحاول بناء مؤسسات للمنظمة في مكاتبها المختلفة المعترف بها في الدول العربية واستعمال مكاتب الجامعة العربية في العالم لتكون ممثلا رمزيا للشعب الفلسطيني ولمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال توظيف فلسطينيين في مراكز حساسة في تلك المكاتب ليمثلوا فلسطين اعلاميا وسياسيا. لكن هزيمة 67 غيرت الامور واصبحت التنظيمات التي كانت خارج اطار منظمة التحرير تحاول ان تباشر كفاحا مسلحا يعتبر في تلك الفترة خارجا عن ارادة الانظمة العربية وجامعة الدول العربية. هذه التنظيمات اصبحت تمتلك شأنا كبيرا بعد هزيمة 67، اذ ان منظمة التحرير خضعت لنفس الظروف التي خضعت لها الانظمة العربية بعد تلك الهزيمة التي اضطرت جمال عبد الناصر للاستقالة ثم العودة عنها تحت ضغط الجماهير التي طالبته بالبقاء والاستمرار في تحمل المسؤولية من اجل اعادة بناء الجيش العربي المصري لمتابعة الجهاد ضد العدو الصهيوني. لكن جمال عبد الناصر ايضا استخرج درسا كبيرا من تلك الهزيمة فراح يدفع باتجاه ان تسيطر منظمات الكفاح المسلح على منظمة التحرير لتصبح اداة قتالية الى جانب الجيش العربي المصري والجيش العربي السوري في وجه الغزاة الجدد للاراضي العربية اضافة لفلسطين 48، وكان جيش التحرير الفلسطيني الذي اسس مع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية قد أوكل امره للدول التي تستضيف تلك القوات في مصر وسوريا والعراق والاردن. وشكل جيش التحرير الفلسطيني في فترة الهزيمة وما بعدها مباشرة معينا غنيا للمنظمات المقاتلة كي تنظم من ابناء فلسطين الذين تخرجوا من الكليات العسكرية وكانوا ضباطا في جيش التحرير لتستفيد منهم لضمهم الى صفوفها لتنمية قواها القتالية وتدريب آلاف وعشرات الآلاف من المتطوعين الذين اندفعوا ليقاتلوا خاصة بعد معركة الكرامة. وكانت حركة القوميين العرب بقيادة الدكتور جورج حبش قد بدأت هذا العمل قبل هزيمة 67 ، فمع قيام منظمة التحرير الفلسطينية أسس الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد تنظيمان من خارج اطار منظمة التحرير لكن مستفيدين من كفاءات وامكانات منظمة التحرير وجيش التحرير الفلسطيني، فأسسا تنظيم “شباب الثأر” وتنظيم “أبطال العودة”، وكلاهما استفادا من امكانات التي منحت لمنظمة التحرير لتدريب ابنائها في الكليات العسكرية العربية وتدريب ابنائها في معسكرات القوات الخاصة وتخريج دفعات كبيرة من الفدائيين شكلوا كماً هائلا في سوريا اثناء وحدة مصر وسوريا، لكن المؤامرة التي انهت الوحدة بين مصر وسوريا ضربت هذا البرنامج ضربة مؤلمة وقضت على كل المشاريع التدريبية التي كانت قد اقيمت على الاراضي السورية في زمن الوحدة.
بقيت كافة التنظيمات، سواء تلك التي حملت السلاح او التي لم تحمل السلاح، مستندة لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية دليلا سياسيا وبرنامجا سياسيا للعمل على تحرير فلسطين وبقي شعار تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني شعارا يتبناه كل الذي حملوا السلاح بعد هزيمة 67 وحتى عندما دخلت منظمات الكفاح المسلح الى صفوف منظمة التحرير وسيطرت عليها بغض النظر عن الوسائل والسبل، سيطرت عليها حركة فتح، كان هذا البرنامج هو برنامج الجميع الذي يدفع باتجاه التحرير الكامل للارض الفلسطينية.
لكن حرب 73 غيرت الظروف واذكرتماما ان في اجتماع خاص بين الرئيس انور السادات وعدد قليل من اعضاء قيادة منظمة التحرير، قال السادات بالحرف:
(ان الحروب لا تشن كل سنة، ان الحروب الكبرى تشن كل خمسين سنة مرة واحدة ومن ينتصر في الحرب يجني من ثمارها، وبما اننا قررنا الحرب لتحرير سيناء فانتم عليكم ان تشاركوا لتكونوا شريكا في المغانم ايضا، شريكا في دولة فلسطينية تنتج عن هزيمة اسرائيل في هذه المعركة.)
وأضاف الرئيس انور السادات:
(ان المشاركة في جني ثمار المعركة المنتصرة لا يعني زوال اسرائيل بل يعني اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل، لان المعاهدة والاتفاق سيتم بالتوقيع بين منظمة التحرير وبين اسرائيل ضمن مفاوضات عربية مصرية سورية فلسطينية اسرائيلية برعاية الولايات المتحدة.)
 كان جورج حبش يقول لي:
(ان اخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني الان هو هذه الحملة لاقناع قيادات منظمة التحرير بالدخول شريكا في تسوية سياسية ستؤدي حتما الى ضياع الحق الفلسطيني ضمن تسوية شاملة في المنطقة ويضيف: الصراع في المنطقة ليس صراعا فلسطينيا اسرائيليا فقط، انه صراع قومي صهيوني امبريالي، انه صراع بين القوى الامبريالية وحلفائها ووكلائها في المنطقة وبين الجماهير العربية وحركاتها التحررية والتقدمية)
وكان يضيف (لا يوجد حل وسط لهذه الامور. القتال والنضال من اجل حسم المعارك لصالح الجماهير هي معركتنا الاستراتيجية، وحسم المعارك لمصلحة الجماهير يجب ان تعني تحرير كامل التراب الفلسطيني، لان ذلك يعني القضاء على العنصرية الصهيونية التي تشكل خطرا كبيرا ببرنامجها التمددي التوسعي في المنطقة للهيمنة عليها كشريك اساسي للامبريالية.
وطلب مني أكثر من مرة ان اكتب في  الهدف مقالات تحذر من مخاطر التسوية السياسية والمرحلية السياسية ، واذكر تماما انه في مجلس وطني عقد في دمشق في العام 78 قال خالد الحسن رحمه الله في خطاب امام المجلس الوطني: ان جورج حبش هو اخي لانه مفروض علي كفلسطيني وليس رفيقي لانني لا اختاره رفيقا لي سياسيا، علينا ان لا نتحدث عن مرحلية التسوية، عليناان نقول نحن نقبل بحل سياسي يعطي الفلسطينيين دولة.)
وكان رد الحكيم واضحا: (لقد رفض الشعب الفلسطيني قرار التقسيم وكان يعطي الشعب الفلسطيني اكثر بكثير مما سيحصل  عليه في مشروع دولة الان، رفض لانه له الحق في كامل ارضه لان المشروع الصهيوني يستهدفه كخطوة اولى نحو استهداف كل المنطقة العربية وثرواتها وشعوبها ، ولذلك علينا ان نبدأ نحن برفض هذه التجزئة والمرحلية، والقبول بالحلول الجذرية، ولاننا سنكون طليعة الجماهير العربية برفض الهيمنة الصهيونية .)
لكن الامور لم تسر كما يشاء الحكيم، وعقد اتفاق عمان  كجزء من مشاركة منظمة التحرير في عملية التسوية آخذين بعين الاعتبار انه طوال فترة النقاش الذي احتدم حول المشاركة او عدم المشاركة في التسوية السياسية كانت اسرائيل ترفض باستمرار مشاركة منظمة التحرير، اي ان منظمة التحرير كطرف مساهم ومشارك كان محسوم الاجل لدى اسرائيل بالرفض القاطع، ترفض منظمة التحرير لانها ارهاب لانها تريد ابقاء مشروعها التوسعي قائما غير محدود باي اتفاق حتى لو كان اتفاق سلام مع مصر وسوريا، رفضت سوريا ايضا هذه الحلول الجزئية واصبح هناك محور يرفض هذه التسوية يتكون من سوريا كقيادة وتنظيمات فلسطينية او قوى داخلة تنظيمات فلسطينية تتخذ موقفا معارضا لمواقف قياداتها كما حصل مع فتح، لكن مسار التسوية استمر واستمرت اسرائيل في التوسع وفي نفس الوقت لم يكن هنالك بديل وخيار آخر ينمو ويتصاعد ويقوى كي يتصدى لاسرائيل ولكل من يحاول فرض تسوية على الامة العربية. فكانت كامب ديفيد وكانت فيما بعد المفاوضات التي شاركت فيها منظمة التحرير الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية (242، 338، ) والتي عقد مؤتمرها في مدريد، لكن مدريد التي لم تكن ايضا ما تريده اسرائيل لا بل كانت ترفضه اسرائيل، شكلت بالنسبة لاسرائيل ميدانا للاخذ والعطاء للجر والانجرار للاطالة والتطويل لبث روح اليأس من وجود حل سياسي يعطي الشعب الفلسطيني دولة مستقلة على الارض التي احتلتها اسرائيل عام 67. لكن العدو الصهيوني والامبريالي استغل هذه الفرصة، فرصة تيئيس قيادة منظمة التحرير من الحصول على اي مكسبا من مؤتمر مدريد بالاطالة والتطويل والمماطلة وعدم اعطاء اجابات على اي سؤال يطرح سواء كان سؤال يتعلق بالمياه او بالاراضي او الحدود او بالسيادة او بانشاء مؤسسات الدولة ذات الاستقلال الكامل والسيادة الكاملة. واشتد هنا الصراع الفكري السياسي بين قوى تريد ان تذهب في تسوية وبين قوى لا تريد وترفض ذلك، واعيد توحيد منظمة التحرير الفلسطينية في مجلس وطني عقد في الجزائر في آذار عام 87 وذلك بعد معارك طاحنة في بيروت اثناء الغزو الاسرائيلي وخروج منظمة التحرير بسلاحها من بيروت لتتشتت في عدد من الدول العربية. وهنا اقدمت قيادة منظمة التحرير على اتخاذ قرار خاطيء استراتيجيا وخاطيء تكتيكيا، وهو القبول باقتراح قدمه حزب العمل لادارة مباحثات سرية في اوسلو لا يعلم بها احد ولا ينشر عنها اخبار ولا تسرب عنها معلومات بين اسرائيل ومنظمة التحرير اي بين حزب العمل ومنظمة التحرير ليصلوا لاتفاق ثنائي سري يعرض فيما بعد اذا اتفق الطرفان على الولايات المتحدة لمباركته.  وللاسف كانت الآراء التي ابديناها للرئيس ياسر عرفات خاصة وما كنت اقوله له شفويا وكتابة حول هذا الكمين الذي ينصب له وينصب لمنظمة التحرير، لم تستمع آذان ياسر عرفات الا لمن كان يهمس باذنه (دولة، دولة، دولة) وهذا كان محكا حقيقيا لان طموح ياسر عرفات الوطني والشخصي، كان بان يختتم حياته السياسية بان يكون اول قائد فلسطيني انشأ دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني ولو على جزء من ترابها.
كانت اسرائيل تتبع خطة مترابطة واضحة وهي بعد ان شنت حروبا عديدة كان اخرها غزو لبنان لضرب القوى العسكرية لمنظمة التحرير وضرب امكانيات منظمة التحرير لمنعها من شن هجمات على العدو الاسرائيلي داخل الارض المحتلة او على المصالح الاسرائيلية خارج الارض المحتلة، وبعد هذا كله بقيت منظمة التحرير قادرة على التحرك السياسي، فبدأت محاولات الهيمنة على منظمة التحرير بعد او فشلت تجربة رؤساء البلديات وروابط القرى وغيرها من المشاريع الاسرائيلية التي ارادت ان تحكم الشعب الفلسطيني من خلال وجوه فلسطينية تحت القاب مختلفة بعضها الانتخابات البلدية وبعضها الانتخابات القروية. والآن جاء دور منظمة التحرير الفلسطينية ، اي ان الخط الاسرائيلي وصل الى الحد الذي بدأ ينفذ فيه خطة الهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية واستخدامها كأداة لحكم الشعب الفلسطيني كما تريد اسرائيل وضبطه ومنعه من القتال لتحرير وطنه ،، وهذا ما كان يخشاه جورج حبش.
وفي آخر اجتماع قبل تقديم استقالته تبين لجورج حبش ان هذه الفكرة تغلغلت ايضا لدى عدد كبير من اعضاء اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. خاصة (ولست على يقين من المعلومة بل هكذا بلغتني) مجموعة من الكوادر التي انضمت للجبهة الشعبية وكانت اساسا تنتمي للجبهة الديمقراطية غيرت ميزان التصويت في اللجنة المركزية، فصوتت اللجنة المركزية ضد اقتراح جورج حبش الرافض للمشاركة في السلطة الوطنية كونها سلطة تحت سيادة اسرائيلية ولن تكون الا اداة لاسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في وقت لاحق.
أيقن الحكيم انه ولاول مرة في تاريخ حياته السياسية تقف اغلبية ضد رايه وبما انه (ابو الصبي) اي انه الذي اسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهو يكره الانشقاقات ويكره الصراعات الداخلية ويريد وحدة الصف من اجل محاربة العدو قرر ان ينسحب بسلام وان يستقيل من منصبه.
هذه الاستقالة فسرت تفسيرات مختلفة جميعها حاولت ان تعطي الايجابيات لجورج حبش وكونه ديمقراطيا اراد ان يتيح الفرص لغيره كي يتسلموا المسؤولية الاولى ولكنني اعتقد جازما ان جورج حبش استقال من حنقه وعدم رضاه عن القرارات التي اتخذت والتي اجازت للجبهة الشعبية ان تشارك في مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من ضمن الظروف الراهنة التي جعلت من منظمة التحرير شبه اداة بيد الاحتلال الاسرائيلي.
جرى حديث بيني وبينه اكثر من مرة الا انه كان باستمرار يتهرب بأدب شديد من قول الحقيقة، فرُحت اقرا رسالة استقالته التي قدمها في مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان بعض الرفاق تمنوا على ان لا يقدم استقالته الا امام المؤتمر لانه كان قد قدمها قبل انعقاد المؤتمر فوافق على تقديمها في المؤتمر على ان يؤجل تنفيذ اي قرار يتعلق بتسليم السلطة الى حين انعقاد هذا المؤتمر. وكانت رسالته (رسالة الاستقالة) الى المؤتمر هي مفتاح تفسير كل الخطوات وكل الاجراءات وكل المواقف التي اتخذها الحكيم .
        وقبل وفاته بايام، كان لي معه جلسة سياسية طويلة، ولقد اخذت لنا صورا للتاريخ والذكرى وكان الحكيم يركز في كل حديثه كلما اثرت هذا الموضوع للامور الفلسطينية الاستراتيجية بدلا من ماذا جرى داخل الجبهة الشعبية، وقال لقد فشلنا في تحقيق اهدافنا او حتى جزء من تلك الأهداف ولا بد ان هنالك سبب ما جعل من كل هذه الجهود الجبارة والتضحيات العظيمة التي بذلها شعبنا، جهود وتضحيات لم تأته باي ثمرة يشار لها بالبنان على انها انتصار.
        والتفت الي وقال: يجب ان نبحث وندرس حتى نعرف السبب لان معرفة السبب هي الطريق لتعديل الخطأ حتى يصبح النضال والتضحية التي سيبذلها الشعب الفلسطيني ولن يتوقف عن بذلها ذات ثمار يستطيع الشعب الفلسطيني ان يعتبرها انتصارا.
        كان الدكتور جورج حبش يشير باستمرار الى ضرورة الاتقان، الاتقان في العمل السياسي، الاتقان في العمل العسكري، الاتقان في رسم التكتيك، الاتقان في رسم  الاستراتيجية. كان يعتبر الاتقان مفتاح الانتصار لانه مهما كان الجهد كبيرا والنضال غنيا ان لم يكن هناك اتقان في التنفيذ سيذهب هذا الجهد وسيذهب هذا النضال ادراج الرياح كونه لن يحقق الاهداف المرجوة منه، وعلى سبيل المثال كان الحكيم دائما يقول يجب ان تصبح كل رصاصة يطلقها مقاتل رصاصة تصيب الهدف، وليس بالضرورة ان يطلق عشر رصاصات حتى تمس رصاصة واحدة منها الهدف، كل رصاصة بهدف وهذا هو الاتقان، كل خطوة تكتيكية بانتصار هذاهو الاتقان. العمليات العسكرية تخطيط يتضمن دراسة عقلية العدو وطريقة تفكيره وطريقة رسمه للخطط حتى نتمكن من مواجهة خططه وتطويقها والاستدارة حولها اوالدوران حتى يخشى العدو ما نسعى اليه فيصاب بالذعر ونصيبه برصاصنا.
خط سياسي سليم، تدريب، استراتيجية واضحة، تكتيك واضح، اتقان لا مثيل له، قتال لا يتوقف
هذا هو جورج حبش
وهكذا هو التحرير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
خطاب جورج بوش حول انتخاب قيادة فلسطينية جديدة وحل الدولتين 24/6/2002
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  البحث عن قيادة فلسطينية ملهمة وذات رؤية
» شباب الانتفاضة… قيادة جديدة للشعب الفلسطيني؟
» من قرار ترامب إلى استراتيجية عمل فلسطينية جديدة
»  محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة
» الزهار: قيادة المنظمة يجب أن تزول وتأتي قيادة "مقاومة"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: اهم الاحداث-
انتقل الى: