منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة أصحاب الفيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة أصحاب الفيل Empty
مُساهمةموضوع: قصة أصحاب الفيل   قصة أصحاب الفيل Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 10:37 am

قصة أصحاب الفيل


أمر دوس ذي ثعلبان ، و ابتداء ملك الحبشة ، و ذكر أرياط المستولي على اليمن
 فرار دوس ذي ثعلبان من ذي نواس واستنجاده بقيصر
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وأفلت منهم رجل من سبأ ، يقال له ‏‏‏:‏‏‏ دوس ذو ثعلبان ، على فرس له ، فسلك الرمل فأعجزهم ؛ فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم ، فاستنصره على ذي نواس وجنوده ، وأخبره بما بلغ منهم ؛ فقال له ‏‏‏:‏‏‏ بعدت بلادك منا ، ولكن سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين ، وهو أقرب إلى بلادك ، وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره ‏‏‏.‏‏‏
 النجاشي ينصر دوسا
فقدم دوس على النجاشي بكتاب قيصر ، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة ، وأمر عليهم رجلا منهم يقال له أرياط ، ومعه في جنده أبرهة الأشرم ؛ فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن ، ومعه دوس ذو ثعلبان ‏‏‏.‏‏‏
 نهاية ذي نواس
وسار إليه ذو نواس في حمير ، ومن أطاعه من قبائل اليمن ؛ فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه ‏‏‏.‏‏‏ فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه في البحر ، ثم ضربه فدخل به ، فخاض به ضحضاح البحر ، حتى أفضى به إلى غمره ، فأدخله فيه ، وكان آخر العهد به ‏‏‏.‏‏‏ ودخل أرياط اليمن ، فملكها ‏‏‏.‏‏‏
 شعر في دوس و ما كان منه
فقال رجل من أهل اليمن - وهو يذكر ما ساق إليهم دوس من أمر الحبشة ‏‏‏:‏‏‏
لا كدوس ولا كأعلاق رحله
فهي مثل باليمن إلى هذا اليوم ‏‏‏.‏‏‏
 قول ذي جدن الحميري في هذه القصة
وقال ذو جدن الحميري ‏‏‏:‏‏‏
هونكِ ليس يرد الدمع ما فاتا * لا تهلكي أسفا في إثر من ماتا
أبعد بينون لا عين ولا أثر * وبعد سلحين يبني الناس أبياتا
بينون وسلحين وغمدان ‏‏‏:‏‏‏ من حصون اليمن التي هدمها أرياط ‏‏‏.‏‏‏ ولم يكن في الناس مثلها ‏‏‏.‏‏‏
وقال ذو جدن أيضا ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏
دعيني لا أبا لك لن تُطيقي * لحاك الله قد أنزفت ريقي
لدى عزف القيان إذ انتشينا * وإذ نُسقى من الخمر الرحيق
وشرب الخمر ليس علي عارا * إذا لم يشكني فيها رفيقي
فإن الموت لا ينهاه ناه * ولو شرب الشفاء مع النشوق
ولا مترهب في أسطوان * يناطح جُدْره بيض الأنوق
وغمدان الذي حدثت عنه * بنوه مُسَمَّكا في رأس نِيق
ِبمَنْهَمَةٍ وأسفله جرون * وحر الموحل اللثق الزليق ‏‏
مصابيح السليط تلوح فيه * إذا يمسي كتوماض البروق
ونخلته التي غُرست إليه * يكاد البسر يهصر بالعذوق
فأصبح بعد جدته رمادا * وغيرَّ حسنه لهب الحريق
وأسلم ذو نواس مستكينا * وحذر قومه ضنك المضيق
قول ربيعة ابن الذئبة الثقفي في هذه القصة
وقال عبدالله ابن الذئبة الثقفي في ذلك ‏‏‏.‏‏‏ قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏الذئبة أمه ، واسمه ربيعة بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي‏‏‏:‏‏‏
لعمرك ما للفتى من مفر * مع الموت يلحقه والكبرْ
لعمرك ما للفتى صُحرة * لعمرك ما إنْ له من وزرْ
أبعد قبائل من حمير * أُبيدوا صباحا بذات العبر
بألفِ ألوفٍ وحُرَّابة * كمثل السماء قبيل المطر
يُصم صياحهم المقربات * وينفون من قاتلوا بالذفر
سَعَاِليَ مثل عديد الترا ب * تيبس منهم رطاب الشجر
قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي في هذه القصة
وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي في شيء كان بينه وبين قيس بن مكشوح المرادي ، فبلغه أنه يتوعده ، فقال يذكر حمير وعزها ، وما زال من ملكها عنها ‏‏‏:‏‏‏
أتوعدني كأنك ذو رعين * بأفضل عيشة ، أو ذو نُواسِ
وكائن كان قبلك من نعيم * وملك ثابت في الناس راسي
قديم عهده من عهد عاد * عظيم قاهر الجبروت قاسي
فأمسى أهله بادوا وأمسى * يحول من أناس في أناس
 نسب زبيد ومراد
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏زبيد بن سلمة بن مازن بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ زبيد بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة ، ويقال ‏‏‏:‏‏‏ زبيد بن صعب بن سعد ‏‏‏.‏‏‏ ومراد ‏‏‏:‏‏‏ يحابر بن مذحج ‏‏‏.‏‏‏
لماذا قال عمرو بن معدي كرب هذا الشعر ‏‏‏؟‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏وحدثني أبو عبيدة ، قال ‏‏‏:‏‏‏
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى سلمان بن ربيعة الباهلي ، و باهلةبن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان ، وهو بأرمينية يأمره أن يفضل أصحاب الخيل العراب على أصحاب الخيل المقارف في العطاء ؛ فعرض الخيل ، فمر به فرس عمرو بن معدي كرب ؛ فقال له سلمان ‏‏‏:‏‏‏ فرسك هذا مقرف ؛ فغضب عمرو ، وقال ‏‏‏:‏‏‏ هجين عرف هجينا مثله ؛ فوثب إليه قيس فتوعده ؛ فقال عمرو هذه الأبيات ‏‏‏.‏‏‏
 تصديق قول شق وسطيح
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏فهذا الذي عنى سطيح الكاهن بقوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ليهبطن أرضكم الحبش ، فليملكن ما بين أبين إلى جرش ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ والذي عنى شق الكاهن بقوله‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ لينزلن أرضكم السودان ، فليغلبن على كل طفلة البنان ، و ليملكن ما بين أبين إلى نجران ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
غلب أبرهة الأشرم على أمر اليمن ، و قتل أرياط
 ما كان بين أرياط و أبرهة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فأقام أرياط بأرض اليمن سنين في سلطانه ذلك ، ثم نازعه في أمر الحبشة باليمن أبرهة الحبشي - و كان في جنده - حتى تفرقت الحبشة عليهما ‏‏‏.‏‏‏
فانحاز إلى كل واحد منهما طائفة منهم ، ثم سار أحدهما إلى الآخر ، فلما تقارب الناس أرسل أبرهة إلى أرياط ‏‏‏:‏‏‏ إنك لا تصنع بأن تلقى الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئا فابرز إلي وأبرز إليك ، فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده ‏‏‏.‏‏‏
فأرسل إليه أرياط ‏‏‏:‏‏‏ أنصفت فخرج إليه أبرهة ، وكان رجلا قصيرا لحيما حادرا وكان ذا دين في النصرانية ؛ وخرج إليه أرياط ، وكان رجلا جميلا عظيما طويلا ، وفي يده حربة له ‏‏‏.‏‏‏ وخلف أبرهة غلام له ، يقال له عتودة، يمنع ظهره ‏‏‏.‏‏‏ فرفع أرياط الحربة فضرب أبرهة ، يريد يافوخه ، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته ، فبذلك سمي أبرهة الأشرم ، وحمل عتودة على أرياط من خلف أبرهة فقتله ، وانصرف جند أرياط إلى أبرهة ، فاجتمعت عليه الحبشة باليمن ، و وَدَى أبرهة أرياط ‏‏‏.‏‏‏
غضب النجاشي على أبرهة لقتله أرياط ثم رضاؤه عنه
فلما بلغ النجاشي غضب غضبا شديدا وقال ‏‏‏:‏‏‏ عدا على أميري فقتله بغير أمري ، ثم حلف لا يدع أبرهة حتى يطأ بلاده ، ويجز ناصيته ‏‏‏.‏‏‏ فحلق أبرهة رأسه وملأ جرأبا من تراب اليمن ، ثم بعث به إلى النجاشي ، ثم كتب إليه ‏‏‏:‏‏‏
أيها الملك ‏‏‏:‏‏‏ إنما كان أرياط عبدك ، وأنا عبدك ، فاختلفنا في أمرك ،‏‏ وكلٌّ طاعته لك ، إلا أني كنت أقوى على أمر الحبشة وأضبط لها وأسوس منه ؛ وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك ، وبعثت إليه بجراب تراب من أرضي ، ليضعه تحت قدميه ، فيبر قسمه فيّ ‏‏‏.‏‏‏
فلما انتهى ذلك إلى النجاشي رضي عنه ، وكتب إليه ‏‏‏:‏‏‏ أنِ اثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري ‏‏‏.‏‏‏ فأقام أبرهة باليمن ‏‏‏.‏‏‏
 أمر الفيل ، و قصة النسأة
 بناء القليس أو كنيسة أبرهة
ثم إن أبرهة بنى القُلَّيْس بصنعاء ، فبنى كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ، ثم كتب إلى النجاشي ‏‏‏:‏‏‏ إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب، فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي ، غضب رجل من النسأة ، أحد بني فُقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
 
معنى النسأة
والنسأة ‏‏‏:‏‏‏ الذين كانوا ينسئون الشهور على العرب في الجاهلية ، فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ، ويحرمون مكانه الشهر من أشهر الحل ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ، ويؤخرون ذلك الشهر ففيه أنزل الله تبارك وتعالى ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ إنما النسيء زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا ، يحلونه عاما ، ويحرمونه عاما ، ليواطئوا عدة ما حرم الله ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏
المواطأة لغة
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ليواطئوا ‏‏‏:‏‏‏ ليوافقوا ‏‏‏:‏‏‏ والمواطأة ‏‏‏:‏‏‏ الموافقة ، تقول العرب ‏‏‏:‏‏‏ واطأتك على هذا الأمر ، أي وافقتك عليه ‏‏‏.‏‏‏ والإيطاء في الشعر الموافقة ، وهو اتفاق القافيتين من لفظ واحد ، وجنس واحد ، نحو قول العجَّاج - واسم العجاج عبدالله بن رؤبة أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار - ‏‏‏:‏‏‏
في أُثعبان المَنْجَنونَ المرسلِ *
ثم قال ‏‏‏:‏‏‏
مد الخليج في الخليج المرسل
وهذان البيتان في أرجوزة له ‏‏‏.‏‏‏
أول من ابتدع النسيء
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وكان أول من نسأ الشهور علىالعرب ، فأحلت منها ما أحل ، وحرمت منها ما حرم القَلَمَّس ، وهو حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة ‏‏‏.‏‏‏
ثم قام بعده على ذلك ابنه عباد بن حذيفة ، ثم قام بعد عباد ‏‏‏:‏‏‏ قلع بن عباد ، ثم قام بعد قلع ‏‏‏:‏‏‏ أمية بن قلع ، ثم قام بعد أمية ‏‏‏:‏‏‏ عوف بن أمية ، ثم قام بعد عوف أبو ثمامة جنادة بن عوف ، وكان آخرهم ، وعليه قام الإسلام ، وكانت العرب إذا فرغت من حجها اجتمعت إليه ، فحرم الأشهر الحرم الأربعة ‏‏‏:‏‏‏ رجبا ، وذا القعدة ، وذا الحجة ، والمحرم ‏‏‏.‏‏‏
فإذا أراد أن يحل منها شيئا أحل المحرم فأحلوه ، وحرم مكانه صفر فحرموه ، ليواطئوا عدة الأربعة الأشهر الحرم ‏‏‏.‏‏‏ فإذا أرادوا الصدر قام فيهم فقال ‏‏‏:‏‏‏ اللهم إني قد أحللت لك أحد الصفرين ، الصفر الأول ، ونسأت الآخر للعام المقبل ، فقال في ذلك عمير بن قيس جذل الطعان أحد بني فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة ، يفخر بالنسأة على العرب ‏‏‏:‏‏‏
‏‏ لقد علمت معد أن قومي * كرام الناس أن لهم كراما
فأي الناس فاتونا بوتر * وأي الناس لم نعلك لجاما
ألسنا الناسئين على معد * شهور الحل نجعلها حراما ‏‏‏؟‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أول الأشهر الحرم المحرم ‏‏‏.‏‏‏
الكناني يحدث في القليس ، و حملة أبرهة على الكعبة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فخرج الكناني حتى أتى القليس فقعد فيها - قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏يعني أحدث فيها - قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم خرج فلحق بأرضه ، فأخبر بذلك أبرهة فقال ‏‏‏:‏‏‏ من صنع هذا ‏‏‏؟‏‏‏ فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ صنع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ أصرف إليها حج العرب ‏‏‏)‏‏‏ غضب فجاء فقعد فيها ، أي أنها ليست لذلك بأهل ‏‏‏.‏‏‏
 خروج أبرهة لهدم الكعبة
فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه ، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ، ثم سار وخرج معه بالفيل ؛ وسمعت بذلك العرب ، فأعظموه وفظعوا به ، ورأوا جهاده حقا عليهم ، حين سمعوا بأنه يريد هدم الكعبة ، بيت الله الحرام ‏‏‏.‏‏‏
 أشراف اليمن يدافعون عن البيت
فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم يقال له ‏‏‏:‏‏‏ ذو نفر ، فدعا قومه ، ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ، وجهاده عن بيت الله الحرام ، وما يريد من هدمه وإخرابه ؛ فأجابه إلى ذلك من أجابه ، ثم عرض له فقاتله ، فهزم ذو نفر وأصحابه ، وأخذ له ذو نفر فأتي به أسيرا ، فلما أراد قتله قال له ذو نفر ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، لا تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرا لك من قتلي ؛ فتركه من القتل وحبسه عنده في وثاق ، وكان أبرهة رجلا حليما ‏‏‏.‏‏‏
 خثعم تجاهد أبرهة
ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج له ، حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قَبِيْلَيْ خثعم ‏‏‏:‏‏‏ شهران وناهس ، ومن تبعه من قبائل العرب ، فقاتله فهزمه أبرهة ، وأخذ له نفيل أسيرا ، فأتي به ، فلما هم بقتله قال له نفيل ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب ، وهاتان يداي لك على قبيلَيْ خثعم ‏‏‏:‏‏‏ شهران وناهس بالسمع والطاعة ، فخلى سبيله ‏‏‏.‏‏‏
 ابن معتب و أبرهة
وخرج به معه يدله ، حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف في رجال ثقيف ‏‏‏.‏‏‏
 نسب ثقيف و شعر ابن الصلت في ذلك
واسم ثقيف ‏‏‏:‏‏‏ قسي بن النبيت بن منبه بن منصور‏‏ بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان ‏‏‏.‏‏‏
قال أمية بن أبي الصلت الثقفي ‏‏‏:‏‏‏
قومي إياد لو أنهم أمم * أو لو أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم ساحة العراق إذا * ساروا جميعا والقط والقلم
وقال أمية بن أبي الصلت أيضا ‏‏‏:‏‏‏
فإما تسألي عني لُبينى * وعن نسبي أخبرك اليقينا
فإنا للنبيت أبي قسي * لمنصور بن يقدم الأقدمينا
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ثقيف ‏‏‏:‏‏‏ قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ‏‏‏.‏‏‏ والبيتان الأولان والآخران في قصيدتين لأمية ‏‏‏.‏‏‏
 ثقيف تهادن أبرهة
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فقالوا له ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون ، ليس عندنا لك خلاف ، وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد - يعنون اللات - إنما تريد البيت الذي بمكة ، ونحن نبعث معك من يدلك عليه ، فتجاوز عنهم ‏‏‏.‏‏‏
 اللات
واللات ‏‏‏:‏‏‏ بيت لهم بالطائف كانوا يعظمونه نحو تعظيم الكعبة ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ أنشدني أبو عبيدة النحوي لضرار بن الخطاب الفهري ‏‏‏:‏‏‏
وفرت ثقيف إلى لاتها * بمنقلب الخائب الخاسر
وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏.‏‏‏
 أبو رغال ورجم قبره
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فبعثوا معه أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة ، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله المغمس ؛ فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك ، فرجمت قبره العرب ، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس ‏‏‏.‏‏‏
 الأسود بن مقصود يهاجم مكة
فلما نزل أبرهة المغمس ، بعث رجلا من الحبشة يقال له ‏‏‏:‏‏‏ الأسود بن مقصود على خيل له ، حتى انتهى إلى مكة ، فساق إليه أموال تهامة من قريش وغيرهم ، وأصاب فيها مائتي بعير لعبدالمطلب بن هاشم ، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها ، فهمت قريش وكنانة وهذيل ، ومن كان بذلك الحرم من سائر الناس بقتاله ، ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به ، فتركوا ذلك ‏‏‏.‏‏‏
 رسول أبرهة إلى مكة
وبعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة ، وقال له ‏‏‏:‏‏‏ سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ، ثم قال له ‏‏‏:‏‏‏ إن الملك يقول لك ‏‏‏:‏‏‏ إني لم آت لحربكم ، إنما جئت لهدم هذا البيت ، فإن لم تعرضوا دونه بحرب ، فلا حاجة لي بدمائكم ، فإن هو لم يرد حربي فأتني به ‏‏‏.‏‏‏
فلما دخل حناطة مكة ، سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له ‏‏‏:‏‏‏ عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ؛ فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة ؛ فقال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ والله ما نريد حربه ، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام - أو كما قال - فإنْ يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبينه ، فوالله ما عندنا دفع عنه ؛ فقال له حناطة ‏‏‏:‏‏‏ فانطلق معي إليه ، فإنه قد أمرني أن آتيه بك ‏‏‏.‏‏‏
 أنيس يشفع لعبدالمطلب
فانطلق معه عبدالمطلب ، ومعه بعض بنيه حتى أتى العسكر ، فسأل عن ذي نفر ، وكان له صديقا ، حتى دخل عليه وهو في محبسه ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا ذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذو نفر ‏‏‏:‏‏‏ وما غناء رجل أسير بِيدَيْ ملك ينتظر أن يقتله غدوا أو عشيا ما عندنا غناء في شيء مما نزل بك إلا أنّ أُنيسا سائس الفيل صديق لي ، وسأرسل إليه فأوصيه بك ، وأعظم عليه حقك ، وأسأله أن يستأذن لك على الملك ، فتكلمه بما بدا لك و يشفع لك عنده بخير إن قدر على ذلك ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ حسبي ‏‏‏.‏‏‏
فبعث ذو نفر إلى أنيس ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ إن عبدالمطلب سيد قريش ، وصاحب عير مكة ، يطعم الناس بالسهل ، والوحوش في رءوس الجبال ، وقد أصاب له الملك مائتي بعير ، فاستأذن له عليه ، وانفعه عنده بما استطعت ؛ فقال ‏‏‏:‏‏‏ أفعل ‏‏‏.‏‏‏
فكلم أنيس أبرهة ، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ أيها الملك ، هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك ، وهو صاحب عير مكة ، وهو يطعم الناس في السهل ، والوحوش في رءوس الجبال ، فأذن له عليك ، فيكلمك في حاجته ، و أحسن إليه ، قال ‏‏‏:‏‏‏ فأذن له أبرهة ‏‏‏.‏‏‏
 الإبل لي والبيت له رب يحميه
قال ‏‏‏:‏‏‏ وكان عبدالمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه ، فنزل أبرهة عن سريره ، فجلس على بساطه ، وأجلسه معه عليه إلى جنبه ، ثم قال لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ؛فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ؛ فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه ‏‏‏!‏‏‏ قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ ما كان ليمتنع مني ؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏‏.‏‏‏
 الوفد المرافق لعبدالمطلب
وكان فيما يزعم بعض أهل العلم ، قد ذهب مع عبدالمطلب إلى أبرهة ، حين بعث إليه حناطة ، يعمر بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن مناة بن كنانة ، وهو يومئذ سيد بني بكر ، وخويلد بن واثلة الهذلي ، وهو يومئذ سيد هذيل ؛ فعرضوا على أبرهة ثلث أموال تهامة ، على أن يرجع عنهم ولا يهدم البيت فأبى عليهم ‏‏‏.‏‏‏ والله أعلم أكان ذلك أم لا ‏‏‏.‏‏‏ فرد أبرهة على عبدالمطلب الإبل التي أصاب له ‏‏‏.‏‏‏
 قريش تستنصر الله على أبرهة
فلما انصرفوا عنه ، انصرف عبدالمطلب إلى قريش ، فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال والشعاب ‏‏‏:‏‏‏ تخوفا عليهم من معرة الجيش ، ثم قام عبدالمطلب ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ، ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ‏‏‏:‏‏‏
لاهُمَّ إن العبد يمنع * رحله فامنع حلالكْ
لا يغلبنّ صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
زاد الواقدي ‏‏‏:‏‏‏
إن كنت تاركهم وقبلـ*ـتنا فأمر ما بدا لكْ
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ هذا ما صح له منها ‏‏‏.‏‏‏
شعر عكرمة بن عامر يدعو على الأسود بن مقصود
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي ‏‏‏:‏‏‏
لاهُمَّ أخز الأسود بن مقصود * الآخذ الهجمة فيها التقليدْ
بين حراء وثبير فالبيد * يحبسها وهي أولات التطريد
فضمها إلى طماطم سود * أخفره يا رب وأنت محمود ‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏هذا ما صح له منها ؛ والطماطم ‏‏‏:‏‏‏ الأعلاج ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ ثم أرسل عبدالمطلب حلقة باب الكعبة ، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها ‏‏‏.‏‏‏
 أبرهة يهاجم الكعبة
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة ، وهيأ فيله وعبىَّ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ؛ وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلى اليمن ‏‏‏.‏‏‏ فلما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذه بأذنه ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ ابرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه ‏‏‏.‏‏‏
فبرك الفيل ، وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم فأبى ‏‏‏.‏‏‏ فضربوا في رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى ، فأدخلوا محاجن لهم في مراقِّه فبزغوه بها ليقوم فأبى ، ‏‏ فوجهوه راجعا إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏.‏‏‏
عقاب الله لأبرهة وجنده
فأرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ‏‏‏:‏‏‏ حجر في منقاره ، وحجران في رجليه ، أمثال الحمص والعدس ،لا تصيب منهم أحدا إلا هلك ، وليس كلهم أصابت ‏‏‏.‏‏‏وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ، ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ، فقال نفيل حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته ‏‏‏:‏‏‏
أين المفر والإله الطالب * والأشرم المغلوب ليس الغالب
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ قوله ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ليس الغالب ‏‏‏)‏‏‏ عن غير ابن إسحاق ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وقال نفيل أيضا ‏‏‏:‏‏‏
ألا حييت عنا يا ردينا * نعمناكم مع الإصباح عينا
أتانا قابس منكم عشاء فلم يقدر لقابسكم لدينا
ردينة لو رأيت - ولا تريه * لدى جنب المحصب ما رأينا
إذا لعذرتني وحمدت أمري * ولم تأسي على ما فات بينا‏‏
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * وخفت حجارة تُلقى علينا
و كل القوم يسأل عن نفيل * كأن علي للحبشان دينا
فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك على كل منهل ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمْلة أنملة ، كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمثُّ قيحا ودما ، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ، فيما يزعمون ‏‏‏.‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني يعقوب بن عتبة أنه حُدث ‏‏‏:‏‏‏ أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام ، وأنه أول ما رؤي بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعُشر ذلك العام ‏‏‏.‏‏‏
 الله جل جلاله يذكر حادثة الفيل ويمتن على قريش
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما بعث الله تعالى محمدا صل الله عليه وسلم ، كان مما يعد الله على قريش من نعمته عليهم وفضله ، ما رد عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم ، فقال الله تبارك وتعالى ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ‏‏‏.‏‏‏ ألم يجعل كيدهم في تضليل ‏‏‏.‏‏‏ و أرسل عليهم طيرا أبابيل ‏‏‏.‏‏‏ ترميهم بحجارة من سجيل ‏‏‏.‏‏‏ فجعلهم كعصف مأكول ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ وقال ‏‏‏:‏‏‏ ‏‏‏(‏‏‏ لإيلاف قريش ‏‏‏.‏‏‏ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ‏‏‏.‏‏‏ فليعبدوا رب هذا ‏‏ ‏"‏ البيت ‏‏‏.‏‏‏ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ‏‏‏)‏‏‏ ‏‏‏.‏‏‏ أي لئلا يغير شيئا من حالهم التي كانوا عليها ، لما أراد الله بهم من الخير لو قبلوه ‏‏‏.‏‏‏
....  يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة أصحاب الفيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة أصحاب الفيل   قصة أصحاب الفيل Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 10:39 am

...  تابع

قصة أصحاب الفيل

 تفسير مفردات سورتي الفيل وقريش
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ الأبابيل ‏‏‏:‏‏‏ الجماعات ، ولم تتكلم لها العرب بواحد علمناه ‏‏‏.‏‏‏ وأما السجيل ‏‏‏:‏‏‏ فأخبرني يونس النحوي وأبو عبيدة أنه عند العرب ‏‏‏:‏‏‏ الشديد الصلب ‏‏‏.‏‏‏
قال رؤبة بن العجاج ‏‏‏:‏‏‏
ومسهم ما مس أصحاب الفيلْ * ترميهم حجارة من سجيلْ
و لعبت طير بهم أبابيلْ *
وهذه الأبيات في أرجوزة له ‏‏‏.‏‏‏
ذكر بعض المفسرين أنهما كلمتان بالفارسية ، جعلتهما العرب كلمة واحدة ، وإنما هو سَنْج و جِلّ ، يعني بالسنج ‏‏‏:‏‏‏ الحجر ؛ وبالجل ‏‏‏:‏‏‏ الطين ‏‏‏.‏‏‏ يعني ‏‏‏:‏‏‏ الحجارة من هذين الجنسين ‏‏‏:‏‏‏ الحجر والطين ‏‏‏.‏‏‏ والعصف ‏‏‏:‏‏‏ ورق الزرع الذي لم يقصب ، وواحدته عصفة ‏‏‏.‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ وأخبرني أبو عبيدة النحوي أنه يقال له ‏‏‏:‏‏‏ العصافة والعصيفة ‏‏‏.‏‏‏
وأنشدني لعلقمة بن عبدة أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ‏‏‏:‏‏‏
تسقي مذانب قد مالت عصيفتها * حدورها من أتيّ الماء مطموم
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وقال الراجز ‏‏‏:‏‏‏
فصُيرِّوا مثل كعصف مأكول
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ولهذا البيت تفسير في النحو ‏‏‏.‏‏‏
وإيلاف قريش ‏‏‏:‏‏‏ إلفهم الخروج إلى الشام في تجارتهم ، وكانت لهم خرجتان ‏‏‏:‏‏‏ خرجة في الشتاء ، وخرجة في الصيف ‏‏‏.‏‏‏ أخبرني أبو زيد الأنصاري ، أن العرب تقول ‏‏‏:‏‏‏ ألفت الشيء إلفا ، وآلفته إيلافا ، في معنى واحد ‏‏‏.‏‏‏ وأنشدني لذي الرمة ‏‏‏:‏‏‏
من المؤلفات الرمل أدماء حرة * شعاع الضحى في لونها يتوضح
وهذ البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ وقال مطرود بن كعب الخزاعي ‏‏‏:‏‏‏
المنعمين إذا النجوم تغيرت * والظاعنين لرحلة الإيلاف
وهذا البيت في أبيات له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى ‏‏‏.‏‏‏ والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن يكون للإنسان ألف من الإبل ، أو البقر ، أو الغنم ، أو غير ذلك ‏‏‏.‏‏‏ يقال ‏‏‏:‏‏‏ آلف فلان إيلافا ‏‏‏.‏‏‏ قال الكميت بن زيد ، أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ‏‏‏:‏‏‏
بعام يقول له المؤلفو ن هذا المعيم لنا المرجل
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن يصير القوم ألفا ، يقال ‏‏‏:‏‏‏ آلف القوم إيلافا ‏‏‏.‏‏‏ قال الكميت بن زيد ،أحد بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ‏‏‏:‏‏‏
وآل مزيقياء غداة لاقوا * بني سعد بن ضبة مؤلفينا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏.‏‏‏ والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن تؤلف الشيء إلى الشيء فيألفه و يلزمه ؛ يقال ‏‏‏:‏‏‏ آلفته إياه إيلافا ‏‏‏.‏‏‏ والإيلاف أيضا ‏‏‏:‏‏‏ أن تصيرِّ ما دون الألف ألفا ، يقال ‏‏‏:‏‏‏ آلفته إيلافا ‏‏‏.‏‏‏
مصير قائد الفيل وسائسه
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ حدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبدالرحمن ، بن سعد بن زرارة ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت ‏‏‏:‏‏‏ لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان الناس ‏‏‏.


ملك يكسوم ثم مسروق ولدَيْ أبرهة على اليمن
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فلما هلك أبرهة ، ملك الحبشة ابنه يكسوم بن أبرهة ، وبه كان يكنى ؛ فلما هلك يكسوم بن أبرهة ، ملك اليمن في الحبشة أخوه مسروق بن أبرهة ‏‏‏‏.‏‏‏‏
خروج سيف بن ذي يزن وملك وهرز على اليمن
 سيف بن ذي يزن يشكو لقيصر
فلما طال البلاء على أهل اليمن ، خرج سيف بن ذي يزن الحميري ، وكان يكنى بأبي مرة ، حتى قدم على قيصر ملك الروم ، فشكا إليه ما هم فيه ، وسأله أن يخرجهم عنه ويليهم هو ، ويبعث إليهم من شاء من الروم ، فيكون له ملك اليمن فلم يشكه و لم يجد عنده شيئا مما يريد ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 النعمان يتشفع لسيف بن ذي يزن عند كسرى
فخرج حتى أتى النعمان بن المنذر ، وهو عامل كسرى على الحيرة ، وما يليها من أرض العراق ، فشكا إليه أمر الحبشة ، فقال له النعمان ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن لي على كسرى وفادة في كل عام ، فأقم حتى يكون ذلك ،ففعل ، ثم خرج معه ، فأدخله على كسرى ‏‏‏‏.‏‏‏‏
وكان كسرى يجلس في إيوان مجلسه الذي فيه تاجه ، وكان تاجه مثل القنقل العظيم - فيما يزعمون - يضرب فيه الياقوت واللؤلؤ والزبرجد بالذهب والفضة ، معلقا بسلسلة من ذهب في رأس طاقة في مجلسه ذلك ، وكانت عنقه لا تحمل تاجه ، إنما يستر بالثياب حتى يجلس في مجلسه ذلك ، ثم يدخل رأسه في تاجه ، فإذا استوى في مجلسه كشفت عنه الثياب ، فلا يراه رجل لم يره قبل ذلك ، إلا برك هيبة له ؛ فلما دخل عليه سيف بن ذي يزن برك ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 ابن ذي يزن بين يدي كسرى ،ومعاونة كسرى له
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حدثني أبو عبيدة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أن سيفا لما دخل عليه طأطأ رأسه ، فقال الملك ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن هذا الأحمق يدخل علي من هذا الباب الطويل ، ثم يطأطئ رأسه ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقيل ذلك لسيف ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إنما فعلت هذا لهمي ، لأنه يضيق عنه كل شيء ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ثم قال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أيها الملك ، غلبتنا على بلادنا الأغربة ؛ فقال له كسرى ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أي الأغربة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الحبشة أم السند فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بل الحبشة ، فجئتك لتنصرني ، ويكون ملك بلادي لك ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بعدت بلادك مع قلة خيرها ، فلم أكن لأورط جيشا من فارس بأرض العرب ، لا حاجة لي بذلك ، ثم أجازه بعشرة آلاف درهم واف ، وكساه كسوة حسنة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فلما ‏‏قبض ذلك منه سيف خرج ، فجعل ينثر ذلك الورق للناس ، فبلغ ذلك الملك ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن لهذا لشأنا ، ثم بعث إليه ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وما أصنع بهذا ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ ما جبال أرضي التي جئت منها إلا ذهب وفضة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يرغبه فيها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فجمع كسرى مرازبته ، فقال لهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ماذا ترون في أمر هذا الرجل ، وما جاء له ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال قائل ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أيها الملك ، إن في سجونك رجالا قد حبستهم للقتل ، فلو أنك بعثتهم معه ، فإن يهلكوا كان ذلك الذي أردت بهم ، وإن ظفروا كان ملكا ازددته ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبعث معه كسرى من كان في سجونه ، وكانوا ثمانمائة رجل ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 وهرز و سيف بن ذي يزن و انتصارهما على مسروق ، و ما قيل في ذلك من الشعر
واستعمل عليهم رجلا يقال له وهرز ، وكان ذا سن فيهم ، وأفضلهم حسبا وبيتا ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فخرجوا في ثمان سفائن ، فغرقت سفينتان ، ووصل إلى ساحل عدن ست سفائن ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه ، وقال له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ رجلي مع رجلك حتى نموت جميعا أو نظفر جميعا ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال له وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنصفت ، وخرج إليه مسروق بن أبرهة ملك اليمن ، وجمع إليه جنده ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأرسل إليهم وهرز ابنا له ، ليقاتلهم فيختبر قتالهم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فقتل ابن وهرز ، فزاده ذلك حنقا عليهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏
فلما تواقف الناس على مصافهم ، قال وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أروني ملكهم ؛ فقالوا له ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أترى رجلا على الفيل عاقدا تاجه على رأسه ، بين عينيه ياقوته حمراء ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ، قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ذاك ملكهم ؛ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اتركوه ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فوقفوا طويلا ، ثم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ علام هو ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قد تحول على الفرس ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اتركوه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فوقفوا طويلا ، ثم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ علام هو ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالوا ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قد تحول على البغلة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال وهرز ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بنتُ الحمار ذل وذل ملكه ، إني سأرميه ، فإن رأيتم أصحابه لم يتحركوا فاثبتوا حتى ‏‏أوذنكم ، فإني قد أخطأت الرجل ، وإن رأيتم القوم قد استداروا ولاثوا به ، فقد أصبت الرجل ، فاحملوا عليهم ‏‏‏‏.‏‏‏‏
ثم وتر قوسه ، وكانت فيما يزعمون لا يوترها غيره من شدتها ، وأمر بحاجبيه فعصبا له ، ثم رماه ، فصك الياقوتة التي بين عينيه ، فتغلغلت النشابة في رأسه حتى خرجت من قفاه ، ونكس عن دابته ، واستدارت الحبشة ولاثت به ، وحملت عليهم الفرس ، وانهزموا ، فقتلوا وهربوا في كل وجه ؛ وأقبل وهرز ليدخل صنعاء ، حتى إذا أتى بابها ، قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لا تدخل رايتي منكسة أبدا ، اهدموا الباب ، فهدم ؛ ثم دخلها ناصبا رايته
ذكر ما انتهى إليه أمر الفرس باليمن
 مدة ملك الحبشة باليمن و ملوكهم
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فأقام وهرز والفرس باليمن ، فمن بقية ذلك الجيش من الفرس الأبناء الذين باليمن اليوم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وكان ملك الحبشة باليمن ، فيما بين أن دخلها أرياط إلى أن قتلت الفرس مسروق بن أبرهة وأُخرجت الحبشة ، اثنتين وسبعين سنة ، توارث ذلك منهم أربعة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أرياط ، ثم أبرهة ، ثم يكسوم بن أبرهة ، ثم مسروق بن أبرهة ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 أمراء الفرس باليمن
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ثم مات وهرز ، فأمر كسرى ابنه المرزبان بن وهرز على اليمن ، ثم مات المرزبان ، فأمَّر كسرى ابنه التينجان بن المرزبان على اليمن ، ثم مات التينجان ، فأمر كسرى ابن التينجان على اليمن ، ثم عزله وأمَّر باذان ؛ فلم يزل باذان عليها حتى بعث الله محمدا النبي صل الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 محمد صل الله عليه وسلم يتنبأ بموت كسرى
فبلغني عن الزهري أنه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏
كتب كسرى إلى باذان ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة ، يزعم أنه نبي ، فسر إليه فاستنبه ، فإن تاب وإلا فابعث إلي برأسه ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن الله قد وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فلما أتى باذانَ الكتابُ توقف لينظر ، وقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن كان نبيا فسيكون ما قال ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فقتل الله كسرى في اليوم الذي قال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قُتل على يدي ابنه شيرويه ، وقال خالد بن حق الشيباني ‏‏‏‏:‏‏‏‏
وكسرى إذ تقسمه بنوه * بأسياف كما اقتسم اللحام
تمخضت المنون له بيوم * أني و لكل حاملة تمام
 إسلام باذان
قال الزهري ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فلما بلغ ذلك باذان بعث بإسلامه وإسلام من معه من الفرس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فقالت الرسل من الفرس لرسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إلى من نحن يا رسول الله ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنتم منا وإلينا أهل البيت ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فبلغني عن الزهري أنه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فمن ثم قال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سلمان منا أهل البيت ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 بعثة النبي ، و نبوءة سطيح و شق
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فهوالذي عنى سطيح بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ نبى زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والذي عني شق بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 كتاب الحجر الذي وجد في اليمن
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان في حَجَر باليمن - فيما يزعمون - كتاب بالزبور كتب في الزمان الأول ‏ ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لحمير الأخيار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ للحبشة الأشرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لفارس الأحرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لقريش التجار ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
وذمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ اليمن أو صنعاء ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ذمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بالفتح ، فيما أخبرني يونس ‏‏‏‏.‏‏‏‏
شعر الأعشى يذكر نبوءة شق وسطيح
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وقال الأعشى أعشى بني قيس بن ثعلبة في وقوع ما قال سطيح وصاحبه ‏‏‏‏:‏‏‏‏
ما نظرت ذات أشفار كنظرتها * حقا كما صدق الذئبي إذْ سجعا
وكانت العرب تقول لسطيح ‏‏‏‏:‏‏‏‏ الذئبي ، لأنه سطيح بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 قصة ملك الحضر
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني خلاد بن قرة بن خالد السدوسي عن جناد ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أو عن بعض علماء أهل الكوفة بالنسب ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنه يقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إن النعمان بن المنذر من ولد ساطرون ملك الحضر ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والحضر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ حصن عظيم كالمدينة ، كان على شاطئ الفرات ، وهو الذي ذكر عدي بن زيد في قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏
وأخو الحضر إذ بناه وإذ * د جلة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور
لم يهبه ريب المنون فبان * ال ملك عنه فبابه مهجور
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏
والذي ذكره أبو دواد الإيادي في قوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏
وأرى الموت قد تدلى من الحضر * على رب أهله الساطرون
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إنها لخلف الأحمر ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لحماد الراوية ‏‏‏‏.‏‏‏‏
سابور يستولي على الحضر ، وزواجه بنت ساطرون ، و ما وقع بينهما
وكان كسرى سابور ذو الأكتاف غزا ساطرون ملك الحضر ، فحصره سنتين ، فأشرفت بنت ساطرون يوما ، فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج ، وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، وكان جميلا ، فدست إليه ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ؛ فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر ، وكان لا يبيت إلا سكران ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فأخذت مفاتيح باب الحضر من تحت رأسه ، فبعثت بها مع مولى لها ، ففتح الباب ، فدخل سابور ، فقتل ساطرون ، واستياح الحضر وخربه ، وسار بها معه فتزوجها ‏‏‏‏.‏‏‏‏ فبينا هي ‏‏نائمة على فراشها ليلا إذْ جعلت تتململ لا تنام ، فدعا لها بشمع ، ففتش فراشها ، فوجد عليه ورقة آس ؛ فقال لها سابور ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أهذا الذي أسهرك ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ نعم ، قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فما كان أبوك يصنع بك ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قالت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ كان يفرش لي الديباج ، ويلبسني الحرير ، ويطعمني المخ ، ويسقين الخمر ؛ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أفكان جزاء أبيك ما صنعت به ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ أنت إلي بذلك أسرع ؛ ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس ، ثم ركض الفرس حتى قتلها ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قول أعشى قيس في قصة الحضر
ففيه يقول أعشى بني قيس بن ثعلبة ‏‏‏‏:‏‏‏‏
ألم تر للحضر إذ أهله * بنعمى وهل خالد من نعم
أقام به شاهبور الجنو د * حولين تضرب فيه القدم
فلما دعا ربه دعوة * أناب إليه فلم ينتقم
وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قول عدي بن زيد
وقال عدي بن زيد في ذلك ‏‏‏‏:‏‏‏‏
والحضر صابت عليه داهية * من فوقه أيد مناكبها
ربية لم توق والدها * لحينها إذ أضاع راقبها ‏
إذ غبقته صهباء صافية * والخمر وهل يهيم شاربها
فأسلمت أهلها بليلتها * تظن أن الرئيس خاطبها
فكان حظ العروس إذ جشر الصبح * دماء تجري سبائبها
وخرب الحضر واستبيح وقد * أُحرق في خدرها مشاجبها
وهذه الأبيات في قصيدة له ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 ذكر ولد نزار بن معد
أولاده في رأي ابن إسحاق و ابن هشام
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد نزار بن معد ثلاثة نفر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ مضر بن نزار ، وربيعة ابن نزار ، وأنمار بن نزار ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وإياد بن نزار ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال الحارس بن دوس الإيادي ، ويروى لأبي داود الإيادي ، واسمه جارية بن الحجاج ‏‏‏‏:‏‏‏‏
وفتوّ حسن أوجههم * من إياد بن نزار بن معد
وهذا البيت في أبيات له ‏‏‏‏.‏‏‏‏
فأم مضر وإياد ‏‏‏‏:‏‏‏‏ سودة بنت عك بن عدنان ‏‏‏‏.‏‏‏‏ وأم ربيعة وأنمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ شُقيقة بنت عك بن عدنان ، ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ جمعة بنت عك بن عدنان ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 أولاد أنمار
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فأنمار ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أبو خثعم وبجيلة ‏‏‏‏.‏‏‏‏ قال جرير بن عبدالله البجلي وكان سيد بجيلة ، وهو الذي يقول له القائل ‏‏‏‏:‏‏‏‏
لولا جرير هلكت بجيله * نعم الفتى وبئست القبيلهْ
وهو ينافر الفرافصة الكلبي إلى الأقرع بن حابس التميمي بن عقال بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ‏‏‏‏:‏‏‏‏
يا أقرع بن حابس يا أقرع * إنك إن تصرع أخاك تصرع
و قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏
ابْنيَ نزار انصرا أخاكما * إن أبي وجدته أباكما
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فهوالذي عنى سطيح بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ نبى زكي ، يأتيه الوحي من قبل العلي ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏ والذي عني شق بقوله ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ بل ينقطع برسول مرسل ، يأتي بالحق والعدل ، من أهل الدين والفضل ، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
لن يُغلب اليوم أخ والأكما *
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان في حَجَر باليمن - فيما يزعمون - كتاب بالزبور كتب في الزمان الأول ‏‏‏‏:‏‏‏‏ ‏‏‏‏(‏‏‏‏ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لحمير الأخيار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ للحبشة الأشرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لفارس الأحرار ؛ لمن ملك ذمار ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ لقريش التجار ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
وقد تيامنت فلحقت باليمن ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ قالت اليمن ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وبجيلة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنمار بن إراش بن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ؛ ويقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إراش بن عمرو بن لحيان بن الغوث ‏‏‏‏.‏‏‏‏ ودار بجيلة وخثعم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يمانية ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 ولدا مضر
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد مضر بن نزار رجلين ‏‏‏‏:‏‏‏‏ إلياس بن مضر ، وعيلان بن مضر‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وأمهما جرهمية ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 أولاد إلياس
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ فولد إلياس بن مضر ثلاثة نفر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ مدركة بن إلياس ، وطابخة بن إلياس ، وقمعة بن إلياس ، وأمهم خندف ، امرأة من اليمن ‏‏‏‏.‏‏‏‏
 شئ عن خندف و أولادها
قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وكان اسم مدركة عامرا ، واسم طابخة عمرا ؛ وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها ، فاقتنصا صيدا فقعدا عليه يطبخانه ، وعدت عادية على إبلهما ، فقال عامر لعمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ فقال عمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ بل أطبخ ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها ، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما ، فقال لعامر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أنت مدركة ؛ وقال لعمرو ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وأنت طابخة ‏‏و خرجت أمهم لما بلغها الخبر ، و هي مسرعة ، فقال لها ‏‏‏‏:‏‏‏‏ تخندفين ، فسميت ‏‏‏‏:‏‏‏‏ خندف ‏‏‏‏)‏‏‏‏ ‏‏‏‏.‏‏‏‏
شاده مرمرا وجلله كلسا فللطير في ذراه وكور *
وأما قمعة فيزعم نساب مضر ‏‏‏‏:‏‏‏‏ أن خزاعة من ولد عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس ‏‏‏‏.‏‏‏‏
حديث عمرو بن لحي وذكر أصنام العرب
 عمرو بن لحي يجر قصبه في النار
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏
حدثت أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار ، فسألته عمن بيني وبينه من الناس ، فقال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ هلكوا ‏‏‏‏.‏‏‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏‏‏:‏‏‏‏ وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة - قال ابن هشام ‏‏‏‏:‏‏‏‏ واسم أبي هريرة ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عبدالله بن عامر ، ويقال اسمه عبدالرحمن بن صخر - يقول ‏‏‏‏:‏‏‏‏
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي ‏‏‏‏:‏‏‏‏ يا أكثم ، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ، ولا بك منه ، فقال أكثم ‏‏‏‏:‏‏‏‏ عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله ‏‏‏‏؟‏‏‏‏ قال ‏‏‏‏:‏‏‏‏ لا ، إنك مؤمن وهو كافر ، إنه كان أول من غير دين إسماعيل ، فنصب الأوثان ، وبحر البحيرة ، وسيب السائبة ، ووصل الوصيلة ، وحمى الحامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قصة أصحاب الفيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة العلوم والمعارف :: الموسوعة الإسلامية الشاملة :: موسوعة السيرة النبوية-
انتقل الى: