منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69938
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر Empty
مُساهمةموضوع: بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر   بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر Emptyالسبت 15 ديسمبر 2018, 1:23 pm

بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر




 سبب هذا البنيان
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما بلغ رسول الله صل الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة ، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة ، وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها ، وإنما كانت رضما فوق القامة ، فأرادوا رفعها وتسقيفها ، وذلك أن نفرا سرقوا كنزا للكعبة ، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة ، وكان الذي وجد عنده الكنز دويكا مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فقطعت قريش يده ‏‏.‏‏
وتزعم قريش أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك ‏‏.‏‏
وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم ، فتحطمت ، فأخذوا خشبها ، فأعدوه لتسقيفها ، وكان بمكة رجل قبطي نجار ، فتهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحه ‏‏.‏‏ وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها ما يهدى لها كل يوم ، فتتشرق على جدار الكعبة ، وكانت مما يهابون ، وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها ، وكانوا يهابونها ‏‏.‏‏
فبينا هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة ، كما كانت تصنع ، بعث الله إليها طائرا فاختطفها ، فذهب بها ؛ فقالت قريش ‏‏:‏‏ إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا ، عندنا عامل رفيق ، وعندنا خشب ، وقد كفانا الله الحية ‏‏.‏‏
أبو وهب خال أبي رسول الله صل الله عليه وسلم وما حدث له عند بناء الكعبة
فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها ، قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عائذ بن عمران بن مخزوم - فتناول من الكعبة حجرا ، فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه ، فقال ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ، لا يدخل فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد من الناس ‏‏.‏‏
والناس ينحلون هذا الكلام الوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقد حدثني عبدالله بن أبي نجيح المكي أنه حدث عن عبدالله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ‏‏:‏‏
أنه رأى ابنا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو يطوف بالبيت ، فسأل عنه ، فقيل ‏‏:‏‏ هذا ابن لجعدة بن هبيرة ؛ فقال عبدالله بن صفوان عند ذلك ‏‏:‏‏ جد هذا ، يعني أبا وهب ، الذي أخذ حجرا من الكعبة حين أجمعت قريش لهدمها فوثب من يده ، حتى رجع إلى موضعه ، فقال عند ذلك ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ، لا تدخلوا فيها مهر بغي ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة أحد ، من الناس ‏‏.‏‏
 شعر في أبي وهب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وأبو وهب خال أبي رسول الله صل الله عليه وسلم ، وكان شريفا ، وله يقول شاعر من العرب ‏‏:‏‏
ولو بأبي وهب أنخت مطيتي * غدت من نداه رحلها غير خائب
بأبيض من فرعَيْ لؤي بن غالب * إذا حصلت أنسابها في الذوائب
أبيّ لأخذ الضيم يرتاح للندى * توسط جداه فروع الأطايب
عظيم رماد القدر يملا جفانه * من الخبز يعلوهن مثل السبائب
 نصيب قبائل قريش في تجزئة الكعبة
ثم إن قريشا جزأت الكعبة ، فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة ، وكان ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم ، وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم ، ابني عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ، وكان شق الحجر لبني عبدالدار بن قصي ، ولبني أسد بن عبدالعزى بن قصي ، ولبني عدي بن كعب بن لؤي ، وهو الحطيم ‏‏.‏‏
 الوليد بن المغيرة يبدأ بهدم الكعبة
ثم إن الناس هابوا هدمها وفرقوا منه ، فقال الوليد بن المغيرة ‏‏:‏‏ أنا أبدؤكم في هدمها ، فأخذ المعول ، ثم قام عليها ، وهو يقول ‏‏:‏‏ اللهم لم ترع - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ لم نزغ - اللهم إنا لا نريد إلا الخير ‏‏.‏‏ ثم هدم من ناحية الركنين ، فتربص الناس تلك الليلة ، وقالوا ‏‏:‏‏ ننظر ، فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت ، وإن لم يصبه شيء ، فقد رضي الله صنعنا ، فهدمنا ‏‏.‏‏
فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله ، فهدم وهدم الناس معه ، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس ، أساس إبراهيم عليه السلام ، أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنمة آخذ بعضها بعضا ‏‏.‏‏
 امتناع قريش عن هدم الأساس وسببه
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني بعض من يروي ‏‏:‏‏ الحديث أن رجلا من قريش ممن كان يهدمها ، أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أحدهما ، فلما تحرك الحجر تنقضت مكة بأسرها ، فانتهوا عن ذلك الأساس ‏‏.‏‏
 الكتاب الذي وجد في الركن
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثت أن قريشا وجدوا في الركن كتابا بالسريانية ، فلم يدروا ما هو حتى قرأه لهم رجل من يهود ، فإذا هو ‏‏:‏‏ أنا الله ذو بكة ، خلقتها يوم خلقت السماوات والأرض ، وصورت الشمس والقمر ، وحففتها بسبعة‏ أملاك حنفاء ، لا تزول حتى يزول أخشباها ، مبارك لأهلها في الماء واللبن ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ أخشباها ‏‏:‏‏ جبلاها ‏‏.‏‏
 الكتاب الذي وجد في المقام
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثت أنهم وجدوا في المقام كتابا فيه ‏‏:‏‏ مكة بيت الله الحرام يأتيها رزقها من ثلاثة سبل ، لا يحلها أول من أهلها ‏‏.‏‏
 حجر الكعبة المكتوب عليه العظة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وزعم ليث بن أبي سليم أنهم وجدوا حجرا في الكعبة قبل مبعث النبي صل الله عليه وسلم بأربعين سنة ، إن كان ما ذكر حقا ، مكتوبا فيه ‏‏:‏‏ من يزرع خيرا يحصد غبطة ، ومن يرزع شرا يحصد ندامة ‏‏.‏‏ تعملون السيئات ، وتجزون الحسنات ‏‏!‏‏ أجل ، كما لا يجتنى من الشوك العنب ‏‏.‏‏
 الاختلاف بين قريش في وضع الحجر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع‏ على حدة ، ثم بنوها ، حتى بلغ البنيان موضع الركن ، فاختصموا فيه ، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى ، حتى تحاوزوا وتحالفوا ، وأعدوا للقتال ‏‏.‏‏
لعقة الدم
فقربت بنو عبدالدار جفنة مملوءة دما ، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت ، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة ، فسموا لعقة الدم ‏‏.‏‏
فمكث قريش أربع ليال أو خمسا ، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد ، وتشاوروا وتناصفوا ‏‏.‏‏
أبو أمية بن المغيرة يجد حلا
فزعم بعض أهل الرواية ‏‏:‏‏ أن أبا أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، وكان عامئذ أسن قريش كلها ؛ قال ‏‏:‏‏ يا معشر قريش ، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ، ففعلوا ‏‏.‏‏
 الرسول صل الله عليه وسلم يضع الحجر
فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه قالوا ‏‏:‏‏ هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمد ؛ فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر ، قال صل الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ هلم إلي ثوبا ، فأتى به ، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ، ثم قال ‏‏:‏‏ لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ، ثم ارفعوه جميعا ، ففعلوا ‏‏:‏‏ حتى إذا بلغوا به موضعه ، وضعه هو بيده ، ثم بني عليه ‏‏.‏‏
وكانت قريش تسمي رسول الله صل الله عليه وسلم ، قبل أن ينزل عليه الوحي ‏‏:‏‏ الأمين ‏‏.‏‏
 شعر الزبير في الحية التي كانت تمنع قريش من بنيان الكعبة
فلما فرغوا من البنيان ، وبنوها على ما أرادوا ، قال الزبير بن عبدالمطلب ، فيما كان من أمر الحية التي كانت قريش تهاب بنيان الكعبة لها ‏‏:‏‏
عجبت لما تصوبت العقاب * إلى الثعبان وهي لها اضطراب
وقد كانت يكون لها كشيش * وأحيانا يكون لها وثاب
إذا قمنا إلى التأسيس شدت * تهيبنا البناء وقد تهاب
فلما أن خشينا الرجز جاءت * عقاب تتلئب لها انصباب
فضمتها إليها ثم خلت * لنا البنينان ليس له حجاب
فقمنا حاشدين إلى بناء * لنا منه القواعد والتراب
غداة نرفع التأسيس منه * وليس على مسوينا ثياب
أعز به المليك بني لؤي * فليس لأصله منهم ذهاب
وقد حشدت هناك بنو عدي * ومرة قد تقدمها كلاب
فبوأنا المليك بذاك عزا * وعند الله يلتمس الثواب ‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويروي ‏‏:‏‏
وليس على مساوينا ثياب *
 ارتفاع الكعبة وكسوتها
وكانت الكعبة على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ثماني عشرة ذراعا ، وكانت تكسى القباطي ، ثم كسيت البرود ، وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف








حديث الحمس


 قريش تبتدع الحمس
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقد كانت قريش - لا أدري أقبل الفيل أم بعده - ابتدعت رأي الحمس رأيا رأوه وأداروه ؛ فقالوا ‏‏:‏‏ نحن بنو إبراهيم وأهل الحرمة ، وولاة البيت ، وقطان مكة وساكنها ، فليس لأحد من العرب مثل حقنا ، ولا مثل منزلتنا ، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا ، فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم ، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمتكم ، وقالوا قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم ‏‏.‏‏
فتركوا الوقوف على عرفة ، والإفاضة منها ، وهم يعرفون ويقرون أنها من المشاعر والحج ودين إبراهيم صل الله عليه وسلم ، ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها ، و أن يفيضوا منها ، إلا أنهم قالوا ‏‏:‏‏ نحن أهل الحرم ، فليس ينبغي لنا أن نخرج من الحرمة ولا نعظم غيرها كما نعظمها نحن الحمس ، والحمس أهل الحرم ، ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكن الحل والحرم مثل الذي لهم ، بولادتهم إياهم ، يحل لهم ما يحل لهم ، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم ‏‏.‏‏
 القبائل التي آمنت مع قريش بالحمس
وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني أبو عبيد النحوى ‏‏:‏‏ أن بني عامر بن صعصة بن معاوية بن بكر بن هوازن دخلوا معهم في ذلك ، وأنشدني لعمرو بن معد يكرب ‏‏:‏‏
أعباس لو كانت شيارا جيادنا * بتثليث ما ناصيت بعدي الأحامسا
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ تثليث ‏‏:‏‏ موضع من بلادهم ‏‏.‏‏ والشيار ‏‏:‏‏ السمان الحسان ‏‏.‏‏ يعني بالأحامس ‏‏:‏‏ بني عامر بن صعصعة ‏‏.‏‏ وبعباس ‏‏:‏‏ عباس بن مرداس السلمي ، وكان أغار على بن زبيد بتثليت ‏‏.‏‏ وهذا البيت من قصيدة لعمرو ‏‏.‏‏
وأنشدني للقيط بن زرارة الدارمي في يوم جبلة ‏‏:‏‏
أجذم إليك إنها بنو عبس * المعشر الجلة في القوم الحمس
لأن بني عبس كانوا يوم جبلة حلفاء في بني عامر بن صعصعة ‏‏.‏‏
 يوم جبلة
ويوم جبلة ‏‏:‏‏ يوم كان بين بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وبين بني عامر بن صعصعة ، فكان الظفر فيه لبني عامر بن صعصعة على بني حنظلة ، وقتل يومئذ لقيط بن زرارة بن‏ عدس ، وأسر حاجب بن زرارة بن عدس ، وانهزم عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبدالله ابن دارم بن مالك بن حنظلة ‏‏.‏‏ ففيه يقول جرير للفرزدق ‏‏:‏‏
كأنك لم تشهد لقيطا وحاجبا * وعمرو بن عمرو إذ دعوا يالدارمِ
وهذا البيت في قصدية له ‏‏.‏‏
 يوم ذي نجب
ثم التقوا يوم ذي نجب ، فكان الظفر لحنظلة على بني عامر ، وقتل يومئذ حسان بن معاوية الكندي ، وهو ابن كبشة ‏‏.‏‏ وأُسر يزيد بن الصعق الكلابي وانهزم الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ، أبو عمر بن الطفيل ‏‏.‏‏ ففيه يقول الفرزدق ‏‏:‏‏
ومنهن إذ نجى طفيل بن مالك * على قرزل رجلا ركوض الهزائم
ونحن ضربنا هامة ابن خويلد * نزيد على أم الفراخ الجواثم
وهذان البيتان في قصيدة له ‏‏.‏‏
فقال جرير ‏‏:‏‏
ونحن خضبنا لابن كبشة تاجه * ولاقى امرأ في ضمة الخيل مصقعا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏
وحديث يوم جبلة ويوم ذي نجب أطول مما ذكرنا ‏‏.‏‏ وإنما منعني من استقصائه ما ذكرت في حديث يوم الفجار ‏‏.‏‏
 ما زادته قريش في الحمس
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن لهم ، حتى قالوا ‏‏:‏‏ لا ينبغي للحمس ان يأتقطوا الأقط ، ولا يسئلوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيت من شعر ، ولا يستظلوا إن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حرما ، ثم رفعوا في ذلك ، فقالوا ‏‏:‏‏ لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل إلى الحرم ، إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ، ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا بالبيت عراة ‏‏.‏‏
 اللقى عند الحمس
فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة ، ولم يجدوا ثياب الحمس ، فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ، ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم لم ينتفع بها ، ولم يمسها هو ، ولا أحد غيره أبدا ‏‏.‏‏
وكانت العرب تسمى تلك الثياب اللقى ‏‏.‏‏ فحملوا على ذلك العرب ، ‏فدانت به ‏‏.‏‏ ووقفوا على عرفات ، وأفاضوا منها ، وطافوا بالبيت عراة ‏‏:‏‏ أما الرجال فيطوفون عراة ، وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها إلا درعا مفرجا عليها ، ثم تطوف فيه ‏‏.‏‏
فقالت امرأة من العرب ، وهي كذلك تطوف بالبيت ‏‏:‏‏
اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله
ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها ، فلم ينتفع بها هو ولا غيره ‏‏.‏‏
فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه من ثيابه فلا يقربه ، وهو يحبه ‏‏:‏‏
كفى حزنا كري عليها كأنها * لقى بين أيدي الطائفين حريم
يقول ‏‏:‏‏ لا تمس ‏‏.‏‏
 الإسلام يبطل عادات الحمس
فكانوا كذلك حتى بعث الله تعالى محمدا صل الله عليه وسلم ، فأنزل عليه حين أحكم له دينه ، وشرع له سنن حجه ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ، إن الله غفور رحيم ‏‏)‏‏ يعني قريشا ‏‏.‏‏ والناس ‏‏:‏‏ العرب ‏‏.‏‏ فرفعهم في سنة الحج إلى عرفات والوقوف عليها والإفاضة منها ‏‏.‏‏
وأنزل الله عليه فيما كانوا حرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت ، حين طافوا عراة ، وحرموا ما جاءوا به من الحل من الطعام ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ، إنه لا يحب المسرفين ‏‏.‏‏ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ‏‏.‏‏ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ، كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ‏‏)‏‏ ‏‏.‏
فوضع الله تعالى أمر الحمس ، وما كانت قريش ابتدعت منه على الناس بالإسلام ، حين بعث الله به رسوله صل الله عليه وسلم ‏‏.‏‏
الرسول صل الله عليه وسلم يخالف الحمس قبل الرسالة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ، عن عمه نافع بن جبير ، عن أبيه جبير بن مطعم ، قال ‏‏:‏‏ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل أن ينزل عليه الوحي ، وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا من الله له ، صل الله عليه و آله وسلم تسليما كثيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بنيان الكعبة وحكم رسول الله صل الله عليه وسلم بين قريش في وضع الحجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بعث رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الملوك
» كلمات سطرها رسول الله صل الله عليه و سلم لكل من يريد الحفاظ على صحته
» كتاب مواقف النبي صل الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى
» خطبة حجة الوداع لرسول الله صل الله عليه وسلم
» وفاة الرسول صل الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة العلوم والمعارف :: الموسوعة الإسلامية الشاملة :: موسوعة السيرة النبوية-
انتقل الى: