منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وفاة الرسول صل الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:41 pm

ذكر أزواجه صل الله عليه وسلم


 عددهن وأسماؤهن
قال ابن هشام ‏:‏وكن تسعاً عائشة بنت أبي بكر ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ، وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة ، وسودة بنت زمعة بن قيس ، وزينب بنت جحش بن رئاب ، وميمونة بنت الحارث بن حزن ، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بنت حيي بن أخطب ، فيما حدثني غير واحد من أهل العلم ‏.‏
 زواجه خديجة
وكان جميع من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ‏:‏ خديجة بنت خويلد ، وهي أول من تزوج ، زوجه إياها أبوها خويلد بن أسد ، ويقال أخوها عمرو بن خويلد ، وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم عشرين بكرة ، فولدت لرسول الله صل الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم ، وكانت قبله عند أبي هالة بن مالك ، أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبدالدار ، فولدت له هند بن أبي هالة ، وزينب بنت أبي هالة ، وكانت قبل أبي هالة عند عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ، فولدت له عبدالله ، وجارية ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏جارية من الجواري ، تزوجها صيفي بن أبي رفاعة ‏.‏
 عائشة
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق بمكة ، وهي بنت سبع سنين ، وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين أو عشر ، ولم يتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم بكراً غيرها ، زوجه إياها أبوها أبو بكر ، وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم أربعمائة درهم ‏.‏
 سودة
تزوج رسول الله صل الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، زوجه إياها سليط بن عمرو ، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس ود بن نصر بن مالك بن حسل ، وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم أربعمائة درهم ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ ابن إسحاق يخالف هذا الحديث ، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين ، بأرض الحبشة في هذا الوقت ‏.‏
وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل ‏.‏
 زينب بنت جحش
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم أربعمائة درهم ، وكانت قبله عند زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ، ففيها أنزل الله تبارك وتعالى ‏:‏ ‏(‏ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ‏)‏ ‏.‏
 أم سلمة
وتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية ، واسمها هند ، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها ، وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم فراشا حشوه ليف ، وقدحا ، وصحيفة ، ومجشة ، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبدالأسد ، واسمه عبدالله فولدت له سلمة ، وزينب ، ورقية ‏.‏
 حفصة
وتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب ، زوجه إياها أبوها عمر بن الخطاب ، وأصدقها رسول الله صل الله عليه وسلم أربعمائة درهم ، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي ‏.‏
 أم حبيبة
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة ، واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب ، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص ، وهما بأرض الحبشة ، وأصدقها النجاشي عن رسول الله صل الله عليه وسلم أربعمائة دينار ، وهو الذي كان خطبها على رسول الله صل الله عليه وسلم ، وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي ‏.‏
 جويرية بنت الحارث
وتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ، كانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس الأنصاري ، فكاتبها على نفسها ، فأتت رسول الله صل الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها ، فقال لها ‏:‏ هل لك في خير من ذلك ‏؟‏ قالت ‏:‏ وما هو ‏؟‏ قال ‏:‏ أقضي عنك كتابتك ، وأتزوجك ، فقالت ‏:‏ نعم ، فتزوجها ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏حدثنا بهذا الحديث زياد بن عبدالله البكائي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير عن ، عروة عن ، عائشة ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏
ويقال لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق ، ومعه جويرية بنت الحارث ، فكان بذات الجيش ، دفع جويرية إلى رجل من الأنصار وديعة ، وأمره بالاحتفاظ بها ، وقدم رسول الله صل الله عليه وسلم المدينة ، فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين منها ، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق ،ثم أتى النبي صل الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏
يا محمد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا ، فقال الحارث ‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، صلى الله عليك ، فوالله ما اطلع على ذلك إلا الله تعالى ، فأسلم الحارث ، وأسلم معه ابنان له ، وناس من قومه ، وأرسل إلى البعيرين ، فجاء بهما ، فرفع الإبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفعت إليه ابنته جويرية ، فأسلمت وحسن إسلامها ، وخطبها رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أبيها ، فزوجه إياها ، وأصدقها أربع مائة درهم ، وكانت قبل رسول الله صل الله عليه وسلم عند ابن عم لها ، يقال له عبدالله ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ويقال اشتراها رسول الله صل الله عليه وسلم من ثابت بن قيس ، فأعتقها ، وتزوجها ، وأصدقها أربعمائة درهم ‏.‏
 صفية بنت حيي
وتزوج رسول الله صفية بنت حيي بن أخطب ، سباها من خيبر ، فاصطفاها لنفسه ، وأولم رسول الله صل الله عليه وسلم وليمة ، ما فيها شحم ولا لحم ، كان سويقاً وتمراً ، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ‏.‏
 ميمون بنت الحارث
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، زوجه إياها العباس بن عبدالمطلب ، وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم ، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبدالعزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ؛ ويقال إنها التي وهبت نفسها للنبي صل الله عليه وسلم ، وذلك أن خطبة النبي صل الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها ، فقالت ‏:‏ البعير وما عليه لله ولرسوله ، فأنزل الله تبارك وتعالى ‏:‏ ‏(‏ وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ‏)‏ ‏.‏
ويقال إن التي وهبت نفسها للنبي زينب بنت جحش ، ويقال أم شريك ، غزية بنت جابر بن وهب من بني منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي ، ويقال بل هي امرأة من بني سامة بن لؤي ، فأرجأها رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
 زينب بنت خزيمة
وتزوج رسول الله صل الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ، وكانت تسمى أم المساكين ، لرحمتها إياهم ورقتها عليهم ، زوجه إياها قبيصة بن عمرو الهلالي ، وأصدقها رسول الله أربعمائة درهم ، وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب بن عبد مناف ، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو بن الحارث ، وهو ابن عمها ‏.‏
فهؤلاء اللاتي بنى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ، فمات قبله منهن ثنتان ‏:‏ خديجة بنت خويلد ، وزينت بنت خزيمة ، وتوفي عن تسع ، قد ذكرناهن في أول هذا الحديث ، وثنتان لم يدخل بهما أسماء بنت النعمان الكندية ، تزوجها فوجد بها بياضاً ، فمتعها وردها إلى أهلها ، وعمرة بنت يزيد الكلابية ، وكانت حديثة عهد بكفر ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ منيع عائذ الله ، فردها إلى أهلها ‏.‏ ويقال إن التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كندية بنت عم لأسماء بنت النعمان ، ويقال إن رسول الله صل الله عليه وسلم دعاها ، فقالت ‏:‏ إنا قوم نؤتى ولا نأتي ، فردها رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أهلها ‏.‏
القرشيات منهن القرشيات من أزواج النبي صل الله عليه وسلم ست ‏:‏ خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، وعائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن عبدالله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ، وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي ، وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ‏.‏
العربيات وغيرهن والعربيات وغيرهن سبع ‏:‏
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة ، وميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن هزم بن رويبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، وزينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية ، وجويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار الخزاعية ، ثم المصطلقية ، وأسماء بنت النعمان الكندية ، وعمرة بنت يزيد الكلابية ‏.‏
ومن غير العربيات ‏:‏ صفية بنت حيي بن أخطب ، من بني النضير


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:46 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:41 pm

مرض الرسول الأخير

 ابتداء شكوى رسول الله صل الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ فبينا الناس على ذلك ابتُدىء رسول الله صل الله عليه وسلم بشكواه الذي قبضه الله فيه ، إلى ما أراد به من كرامته ورحمته ، في ليال بقين من صفر ، أو في أول شهر ربيع الأول ، فكان أول ما ابتُدىء به من ذلك ، فيما ذكر لي ، أنه خرج إلى بقيع الغرقد ، من جوف الليل ، فاستغفر لهم ، ثم رجع إلى أهله ، فلما أصبح ابتُدىء بوجعه من يومه ذلك ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن عمرو ، عن عبيد الله بن جبير ، مولى الحكم بن أبي العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة ، مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال ‏:‏
بعثني رسول الله صل الله عليه وسلم من جوف الليل ، فقال ‏:‏ يا أبا مويهبة ، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي ، فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم ، قال ‏:‏ السلام عليكم يا أهل المقابر ، ليهنىء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع أخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى ‏.‏
ثم أقبل علي ، فقال ‏:‏ يا أبا مويهبة ، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة ؛ فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة ، قال ‏:‏ فقلت ‏:‏ بأبي أنت وأمي ، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة ، قال ‏:‏ لاوالله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ‏.‏ ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف ‏.‏ فبدأ برسول الله صل الله عليه وسلم وجعه الذي قبضه الله فيه ‏.‏
 تمريضه في بيت عائشة
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت ‏:‏ رجع رسول الله صل الله عليه وسلم من البقيع ، فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي ، وأنا أقول ‏:‏ وارأساه ، فقال ‏:‏ بل أنا والله يا عائشة وارأساه ‏.‏
قالت ‏:‏ ثم قال ‏:‏ وما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك وكفتك ، وصليت عليك ودفنتك ‏؟‏ قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك ، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك ، قالت ‏:‏ فتبسم رسول الله صل الله عليه وسلم ، وتتام به وجعه ، وهو يدور على نسائه ، حتى استعز به ، وهو في بيت ميمونة ، فدعا نساءه ، فاستأذنهن في أن يمرض في بيتي ، فأذن له ‏.‏
 تمريض رسول الله في بيت عائشة
قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني يعقوب بن عتبة عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عبيد الله بن عتبة ، عن عائشة زوج النبي صل الله عليه وسلم قالت ‏:‏
فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم يمشى بين رجلين من أهله ‏:‏ أحدهما الفضل ابن العباس ، ورجل أخر ،عاصبا رأسه ، تخط قدماه ،حتى دخل بيتي ‏.‏ قال عبيد فحدثت هذا الحديث عبدالله بن العباس فقال ‏:‏ هل تدري من الرجل الآخر ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ لا ، قال ‏:‏ علي بن أبي طالب ‏.‏
 اشتداد المرض
ثم غمر رسول الله صل الله عليه وسلم ، واشتد به وجعه ، فقال ‏:‏ هريقوا على سبع قرب من أبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم ‏.‏ قالت ‏:‏ فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر ، ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول ‏:‏ حسبكم حسبكم ‏.‏
 خطبة للنبي وتفضيله أبا بكر
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال الزهري حدثني أيوب بن بشير أن رسول الله صل الله عليه وسلم خرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، ثم كان أول ما تكلم به أنه صلى على أصحاب أحد ، واستغفر لهم ، فأكثر الصلاة عليهم ، ثم قال ‏:‏
إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا بين ما عنده ،فاختار ما عند الله ، قال ‏:‏ ففهمها أبو بكر ، وعرف أن نفسه يريد ، فبكى ، وقال ‏:‏ بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا ، فقال ‏:‏ على رسلك يا أبا بكر ، ثم قال ‏:‏ انظروا هذه الأبواب اللافظة في المسجد ، فسدوها إلا بيت أبي بكر ، فأني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة عندي يدا منه ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏ويروى إلا باب أبي بكر ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالرحمن بن عبدالله ، عن بعض آل أبي سعيد بن المعلى ‏:‏
أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال يومئذ في كلامه هذا ‏:‏ فإني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده ‏.‏
 أمره بإنفاذ بعث أسامة
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ،وغيره من العلماء ‏:‏
أن رسول الله صل الله عليه وسلم استبطأ الناس في بعث أسامة بن زيد ، وهو في وجعه ، فخرج عاصباً رأسه حتى جلس على المنبر ، وقد كان الناس قالوا ‏:‏ في إمرة أسامة ‏:‏ أمر غلاماً حدثاً على جلة المهاجرين والأنصار ‏.‏
فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ، ثم قال ‏:‏ أيها الناس أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله ، وإنه لخليق للإمارة ، وإن كان أبوه لخليقاً لها ‏.‏
قال ‏:‏ ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانكمش الناس في جهازهم ، واستعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه ، فخرج أسامة ، وخرج جيشه معه حتى نزلوا الجرف ، من المدينة على فرسخ ، فضرب به عسكره ، وتتام إليه الناس ، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام أسامة والناس ، لينظروا ما الله قاض في رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
 وصايته بالأنصار
قال ابن إسحاق ‏:‏
قال الزهري وحدثني عبدالله بن كعب بن مالك أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال يوم صلى واستغفر لأصحاب أحد ، وذكر من أمرهم ما ذكر ، مع مقالته يومئذ ‏:‏
يا معشر المهاجرين ، استوصوا بالأنصار خيراً ، فإن الناس يزيدون ، وإن الأنصار على هيئتها لا تزيد ، وأنهم كانوا عيبتي التي أويت إليها ، فأحسنوا إلى محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم ‏.‏
قال عبدالله ‏:‏ ثم نزل رسول الله صل الله عليه وسلم ، فدخل بيته ، وتتام به وجعه حتى غمر ‏.‏
شأن اللدود
قال عبدالله فاجتمع إليه نساء من نسائه ‏:‏ أم سلمة ، وميمونة ، ونساء من نساء المسلمين ، منهن أسماء بنت عميس ، وعنده العباس عمه ، فأجمعوا أن يلدوه ، وقال العباس ‏:‏لألدنه ‏.‏ قال ‏:‏ فلدوه ، فلما أفاق رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ من صنع هذا بي ‏؟‏ قالوا ‏:‏ يا رسول الله ، عمك ، قال ‏:‏هذا دواء أتى به نساء جئن من نحو هذه الأرض ، وأشار نحو أرض الحبشة ، قال ‏:‏ ولم فعلتم ذلك ‏؟‏
فقال عمه العباس ‏:‏ خشينا يا رسول الله أن يكون بك ذات الجنب ، فقال ‏:‏ إن ذلك لداء ما كان لله عز وجل ليقذفني به ، لا يبق في البيت أحد إلا لد إلا عمي ، فلقد لدت ميمونة وإنها لصائمة ، لقسم رسول الله صل الله عليه وسلم ، عقوبة لهم بما صنعوا به ‏.‏
 دعاؤه لأسامة بالإشارة
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني سعيد بن عبيد بن السباق ، عن محمد بن أسامة ، عن أبيه أسامة بن زيد ، قال ‏:‏
لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة فدخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم ، وقد أصمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي ، فأعرف أنه يدعو لي ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال ابن شهاب الزهري حدثني عبيد بن عبدالله بن عتبة ، عن عائشة ،قالت ‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما أسمعه يقول ‏:‏ إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره ، قالت ‏:‏ فلما حضر رسول الله صل الله عليه وسلم ، كان أخر كلمة سمعتها وهو يقول ‏:‏ بل الرفيق الأعلى من الجنة ، قالت ‏:‏ فقلت ‏:‏ إذا والله لا يختارنا ، وعرفت أنه الذي كان يقول لنا ‏:‏ إن نبياً لم يقبض حتى يخير ‏.‏
 أبو بكر يصلي بالناس
قال الزهري وحدثني حمزة بن عبدالله ابن عمر ،أن عائشة قالت ‏:‏ لما استعز برسول الله صل الله عليه وسلم قال ‏:‏ مروا أبا بكر فليصل بالناس ، قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق ، ضعيف الصوت ، كثير البكاء إذا قرأ القرآن ، قال ‏:‏ مروه فليصل بالناس ‏.‏قالت ‏:‏ فعدت بمثل قولي ، فقال ‏:‏
إنكن صواحب يوسف ، فمروه فليصل بالناس ، قالت ‏:‏ فوالله ما أقول ذلك إلا أني كنت أحب أن يصرف ذاك عن أبي بكر ، وعرفت أن الناس لا يحبون رجلاً قام مقامه أبداً ، وأن الناس سيتشاءمون به في كل حدث كان ، فكنت أحب أن يصرف ذلك عن أبي بكر ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال ابن شهاب حدثني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه ، عن عبدالله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال ‏:‏
لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين ، قال ‏:‏ دعاه بلال إلى الصلاة ، فقال ‏:‏ مروا من يصلي بالناس ‏.‏ قال ‏:‏فخرجت فإذا عمر في الناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت ‏:‏ قم يا عمر ، فصل بالناس ، قال ‏:‏ فقام ، فلما كبر ، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ، وكان عمر رجلاً مجهراً ، قال ‏:‏ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏
فأين أبو بكر ‏؟‏ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون ، قال ‏:‏ فبعث إلى أبي بكر ، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس ، قال ‏:‏ قال عبدالله بن زمعة ‏:‏ قال لي عمر ‏:‏ ويحك ‏!‏ ماذا صنعت بي يا بن زمعة ، والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك ، ولولا ذلك ما صليت بالناس ، قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله ما أمرني رسول الله صل الله عليه وسلم بذلك ، ولكني حين لم أرى أبا بكر ، رأيتك أحق من حضر بالصلاة بالناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:42 pm

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم

أنه لما كان يوم الإثنين الذي قبض الله فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرج إلى الناس ، وهم يصلون الصبح ، فرفع الستر ، وفتح الباب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام على باب عائشة ، فكاد المسلمون يفتنون في صلاتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه ، فرحا به ، وتفرجوا ، فأشار إليهم أن اثبتوا على صلاتكم ؛ قال ‏:‏ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سروراً لما رأى من هيئتهم في صلاتهم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة ‏.‏ قال ‏:‏ ثم رجع وانصرف الناس وهم يرون أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد أفرق من وجعه ، فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏
وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن القاسم بن محمد ‏:‏
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، حين سمع تكبير عمر في الصلاة ‏:‏ أين أبو بكر ‏؟‏ يأبى الله ذلك والمسلمون ، فلولا مقالة قالها عمر عند وفاته ، لم يشك المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استخلف أبا بكر ، ولكنه قال عند وفاته ‏:‏ إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني ، وإن أتركهم فقد تركهم من هو خير مني ، فعرف الناس أن رسول الله صل الله عليه وسلم لم يستخلف أحداً ، وكان عمر غير متهم على أبي بكر ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني أبو بكر بن عبدالله بن أبي مليكة قال ‏:‏ لما كان يوم الاثنين ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصباً رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلى بالناس ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس ، فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظهره ، وقال ‏:‏ صل بالناس ، وجلس رسول الله صل الله عليه وسلم إلى جنبه ، فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر ، فلما فرغ من الصلاة ، أقبل على الناس ، فكلمهم رافعا صوته ، حتى خرج صوته من باب المسجد ، يقول ‏:‏
أيها الناس سعرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإني والله ما تمسكون علي بشيء ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن ‏.‏
قال ‏:‏ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه ، قال له أبو بكر ‏:‏ يا نبي الله ، إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما تحب ، واليوم يوم بنت خارجة ، أفآتيها ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ، ثم دخل رسول الله صل الله عليه وسلم ، وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح ‏.‏
 شأن علي والعباس قبل وفاته
قال ابن إسحاق ‏:‏ قال الزهري وحدثني عبدالله بن كعب بن مالك ، عن عبدالله بن عباس ، قال ‏:‏خرج يومئذ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له الناس ‏:‏ يا أبا حسن ، كيف أصبح رسول الله صل الله عليه وسلم ‏؟‏ قال ‏:‏ أصبح بحمد الله بارئاً ، قال ‏:‏
فأخذ العباس بيده ، ثم قال ‏:‏ يا علي ، أنت والله عبد العصا بعد ثلاث ، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما كنت أعرفه في وجوه بني عبدالمطلب ، فانطلق بنا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ، فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه ، وإن كان في غيرنا أمرناه ، فأوصى بنا الناس ‏.‏ قال ‏:‏ فقال له علي ‏:‏ إني والله لا أفعل ، والله لئن منعناه لا يؤتيناه أحد بعده ‏.‏
فتوفي رسول الله صل الله عليه وسلم حين أشتد الضحاء من ذلك اليوم ‏.‏
 سواك الرسول قبل وفاته
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يعقوب بن عتبة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قال ‏:‏ قالت ‏:‏ رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم حين دخل من المسجد ، فاضطجع في حجري ، فدخل علي رجل من آل بكر ، وفي يده سواك أخضر ، قالت ‏:‏ فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه في يده نظرا عرفت أنه يريده ، قالت ‏:‏ فقلت ‏:‏ يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك ‏؟‏ قال ‏:‏ نعم ، قالت ‏:‏ فأخذته فمضغته له حتى لينته ، ثم أعطيته إياه ، قالت ‏:‏ فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك قط ، ثم وضعه ، ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري ، فذهبت أنظر في وجهه فإذا بصره قد شخص ، وهو يقول ‏:‏ بل الرفيق الأعلى من الجنة ، قالت ‏:‏ فقلت ‏:‏ خيرت فاخترت والذي بعثك بالحق ، قالت ‏:‏ وقبض رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال ‏:‏ سمعت عائشة تقول ‏:‏
مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري ، وفي دولتي ، لم أظلم فيه أحداً ، فمن سفهي وحداثة سني أن رسول الله صل الله عليه وسلم قبض وهو في حجري ، ثم وضعت رأسه على وسادة ، وقمت ألتدم مع النساء ، وأضرب وجهي ‏.‏
 مقالة عمر بعد وفاته صل الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ قال الزهري وحدثني سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال ‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قام عمر بن الخطاب ، فقال ‏:‏ إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ، ولكنه ذهب إلى ربه ، كما ذهب موسى بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى ، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صل الله عليه وسلم مات ‏.‏
 شأن أبي بكر بعد وفاته صل الله عليه وسلم
قال ‏:‏ وأقبل أبو بكر ، حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ، وعمر يكلم الناس ، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت ، عليه برد حبرة ، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال ‏:‏ ثم أقبل عليه فقبله ، ثم قال ‏:‏
بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً ، قال ‏:‏ ثم رد البرد على رسول الله صل الله عليه وسلم ، ثم خرج ، وعمر يكلم الناس ، فقال ‏:‏
على رسلك يا عمر ، أنصت ، فأبي إلا أن يتكلم ، فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس ، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه ، وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ‏:‏
أيها الناس ، إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبدالله فإن الله حي لا يموت ، قال ‏:‏ ثم تلا هذه الآية ‏(‏ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ‏)‏ قال ‏:‏فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ ‏.‏
قال وأخذها الناس عن أبي بكر ، فإنما هي في أفواههم ، وقال ‏:‏ فقال أبو هريرة ‏:‏ قال عمر ‏:‏ والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي ، وعرفت أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد مات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:45 pm

أمر سقيفة بنى ساعدة


 الاختلاف بين المهاجرين والأنصار
لما قبض رسول الله صل الله عليه وسلم انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة ، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير ، في بني عبدالأشهل ، فأتي آت إلى أبي بكر وعمر ،فقال ‏:‏
إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، قد انحازوا إليه ، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ، ورسول الله صل الله عليه وسلم في بيته لم يفرغ من أمره ، قد أغلق دونه الباب أهله ، قال عمر ‏:‏ فقلت ‏:‏ لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، حتى ننظر ما هم عليه ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وكان من حديث السقيفة حين اجتمعت بها الأنصار أن عبدالله بن أبي بكر حدثني ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود ، عن عبدالله بن عباس ، قال ‏:‏ أخبرني عبدالرحمن بن عوف ، قال ‏:‏
وكنت في منزله بمنى أنتظره ، وهو عند عمر في أخر حجة حجها عمر ، قال فرجع ‏:‏ عبدالرحمن بن عوف من عند عمر فوجدني في منزله بمنى أنتظره ، وكنت أقرئه القرآن ، قال ابن عباس ‏:‏ فقال لي عبدالرحمن بن عوف ‏:‏
لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين ، فقال ‏:‏ يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول ‏:‏ والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ‏.‏
قال ‏:‏ فغضب عمر ، فقال ‏:‏ إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم ‏.‏
قال عبدالرحمن ‏:‏ فقلت ‏:‏ يا أمير المؤمنين ، لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغائهم ، وإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس ، وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطير بها أولئك عنك كل مطير ، ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة ، فإنها دار السنة ، وتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس ، فتقول ما قلت بالمدينة متمكنا ، فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعوها على مواضعها ‏.‏
قال ‏:‏ فقال عمر ‏:‏ أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة ‏.‏
 عمر يذكر البيعة لأبي بكر
قال ابن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زالت الشمس ، فأجد سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر ، فجلست حذوه تمس ركبتي ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً ، قلت لسعيد بن زيد ‏:‏ ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف ، قال فأنكر علي سعيد بن زيد ذلك ، وقال ‏:‏ ما عسى أن يقول مما لم يقل قبله
، فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المؤذنون ، قام ، فأثنى على الله بما هو أهل له ، ثم قال ‏:‏
أما بعد ‏:‏ فإني قائل لكم اليوم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، ولا أدرى لعلها بين يدي أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليأخذ بها حيث انتهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فلا يحل لأحد أن يكذب علي ‏.‏
إن الله بعث محمداً ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، فقرأناها وعلمناها ووعيناها ، ورجم رسول الله صل الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان يقول قائل ‏:‏
والله ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، وإذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ‏.‏
ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله ‏:‏ ‏(‏ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ‏)‏ ، ألا إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ‏:‏ لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم ، وقولوا عبدالله ورسوله ‏.‏
ثم إنه قد بلغني أن فلانا قال ‏:‏ والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا ، فلا يغرن امرأ أن يقول إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فإنه ، لا بيعة له هو ، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا ‏.‏
إنه كان من خبرنا حين توفي الله نبيه صل الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة ، وتخلف عنا علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر ‏:‏
انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم ، وقال ‏:‏ أين تريدون يا معشر المهاجرين ‏؟‏ قلنا ‏:‏ نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، قالا ‏:‏ فلا عليكم ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، اقضوا أمركم ‏.‏
قال ‏:‏ قلت ‏:‏ والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل ، فقلت ‏:‏ من هذا ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ سعد بن عبادة ، فقلت ‏:‏ ما له ‏؟‏ فقالوا ‏:‏ وجع ‏.‏
فلما جلسنا تشهد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم قال ‏:‏ أما بعد ‏:‏ فنحن أنصار الله ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين ، رهط منا ، وقد دفت دافة من قومكم ، قال ‏:‏ وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا ، ويغصبونا الأمر ‏.‏
فلما سكت أردت أن أتكلم ، وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر ، وكنت أداري منه بعض الحد ، فقال أبو بكر ‏:‏ على رسلك يا عمر ، فكرهت أن أغضبه ، فتكلم وهو كان أعلم مني ، وأوقر ، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها قي بديهته ، أو مثلها أو أفضل حتى سكت ‏.‏
قال ‏:‏ أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا ، ولم أكره شيئا مما قاله غيرها ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي ، لا يقربني ذلك إلى أثم ، أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر ‏.‏
قال قائل من الأنصار ‏:‏ أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال ‏:‏ فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات ، حتى تخوفت الاختلاف ، فقلت ‏:‏ ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته ، ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم ‏:‏ قتلتم سعد بن عبادة ، قال ‏:‏ فقلت ‏:‏ قتل الله سعد بن عبادة ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير ‏:‏
أن أحد الرجلين اللذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عويم بن ساعدة ، والآخر معن بن عدي ، أخو بني العجلان ، فأما عويم بن ساعدة فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الذين قال الله عز وجل لهم ‏:‏ ‏(‏ فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ‏)‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ نعم المرء منهم عويم بن ساعدة ، وأما معن بن عدي ، فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله صل الله عليه وسلم حين توفاه الله عز وجل ، وقالوا ‏:‏ والله لوددنا أن متنا قبله ، إنا نخشى أن نفتتن بعده ، قال معن بن عدي ‏:‏ لكني والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حياً ، فقتل معن يوم اليمامة شهيداً في خلافة أبي بكر ، يوم مسيلمة الكذاب ‏.‏
 خطبة عمر بعد البيعة لأبي بكر
قال ابن إسحاق ‏:‏ حدثني الزهري ، قال ‏:‏ حدثني أنس بن مالك قال ‏:‏لما بويع أبو بكر في السقيفة ، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر ، فقام عمر ، فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، بما هو أهله ، ثم قال ‏:‏ أيها الناس ، إني كنت قلت لكم أمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهداً عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا ، يقول ‏:‏ يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم ، صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم ، وثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة ، بعد بيعة السقيفة ‏.‏
 خطبة أبي بكر بعد البيعة
فتكلم أبو بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال ‏:‏ أما بعد ‏:‏ أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني حسين بن عبدالله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال ‏:‏
والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له ، وفي يده الدرة ، وما معه غيري ، قال ‏:‏ وهو يحدث نفسه ، ويضرب وحشي قدمه بدرته ، قال ‏:‏ إذا التفت إلي ، فقال ‏:‏ يا ابن عباس هل تدري ما كان حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله صل الله عليه وسلم ‏؟‏ قال ‏:‏ قلت ‏:‏ لا أدري ، يا أمير المؤمنين ، أنت أعلم ‏.‏
قال ‏:‏ فإنه والله أن كان الذي حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية ‏(‏ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ‏)‏ فوالله إن كنت لأظن أن رسول الله صل الله عليه وسلم يبقى في أمته حتى يشهد عليها بأخر أعمالها ، فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:46 pm

جهاز الرسول ودفنه صل الله عليه وسلم




من تولى غسله صل الله عليه وسلم 
لما بويع أبو بكر رضى الله عنه أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء ، فحدثني عبدالله بن أبي بكر ، وحسين بن عبدالله ، وغيرهما من أصحابنا ، أن علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبدالمطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران ، مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ، هم الذين ولوا غسله ‏.‏
وإن أوس بن خولي أحد بني عوف بن الخزرج قال لعلي بن أبي طالب ‏:‏ أنشدك الله يا علي ، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أوس من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ، وأهل بدر ، قال ‏:‏ ادخل فدخل ‏.‏
فجلس وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد ، وشقران ، مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه ، وعلي يغسله ، قد أسنده إلى صدره ، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه ، لا يفضي بيده إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
وعلي يقول ‏:‏ بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حياً وميتاً ، ولم ير من رسول الله شيء مما يرى من الميت ‏.‏
 كيفية غسله صل الله عليه وسلم
وحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، عن عائشة قالت ، لما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالوا ‏:‏ والله ما ندري أنجرد رسول الله صل الله عليه وسلم من ثيابه ، كما نجرد موتانا ، أو نغسله وعليه ثيابه ‏؟‏ قالت ‏:‏ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم ، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره ، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت ، لا يدرون من هو ، أن اغسلوا النبي وعليه ثيابه ، قالت ‏:‏ فقاموا إلى رسول الله ، فغسلوه وعليه قميصه ، يصبون الماء فوق القميص ، ويدلكونه والقميص دون أيديهم ‏.‏
 تكفينه صل الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ فلما فرغ من غسل رسول الله صل الله عليه وسلم ، كفن في ثلاثة أثواب ، ثوبين صحاريين ، وبرد حبرة ، أدرج فيها إدراجاً ‏.‏ كما حدثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، والزهري عن ،علي بن الحسين ‏.‏
 قبره صل الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني حسين بن عبدالله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال ‏:‏ لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو عبيدة بن الجراح ، يضرح كحفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة زيد بن سهل ، هو الذي يحفر لأهل المدينة ، يلحد فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما ‏:‏ اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح ، وللأخر اذهب إلى أبي طلحة ، اللهم خر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة ، فجاء به فلحد لرسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
 الصلاة عليه ودفنه صل الله عليه وسلم
فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء ، وضع في سريره في بيته ، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه ، فقال قائل ‏:‏ ندفنه في مسجده ، وقال قائل ‏:‏ بل ندفنه مع أصحابه ، فقال أبو بكر ‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏:‏ ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض ، فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه ، فحفر له تحته ، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالاً ، دخل الرجال حتى إذا فرغوا أدخل النساء ، حتى فرغ النساء أدخل الصبيان ، ولم يؤم الناس على رسول الله صل الله عليه وسلم أحد ‏.‏
ثم دفن رسول الله صل الله عليه وسلم من وسط الليل ليلة الأربعاء ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني عبدالله بن أبي بكر ، عن امرأته فاطمة بنت عمارة ، عن عمرة بنت عبدالرحمن بن سعد بن زرارة ، عن عائشة رضى الله عنها ، قالت ‏:‏
ما علمنا بدفن رسول الله صل الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي ، من جوف الليل من ليلة الأربعاء ‏.‏
قال محمد بن إسحاق ‏:‏ وقد حدثتني فاطمة هذا الحديث ‏.‏
 من تولى دفنه صل الله عليه وسلم
قال محمد بن إسحاق ‏:‏ وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب ، والفضل بن عباس ، وقثم بن عباس ، وشقران ، مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
وقد قال أوس بن خولي لعلي بن أبي طالب ‏:‏ يا علي أنشدك الله ، وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له ‏:‏ انزل ، فنزل مع القوم ، وقد كان مولاه شقران حين وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته ، وبنى عليه ، قد أخذ قطيفة ، وقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يلبسها ويفترشها ، فدفنها في القبر ، وقال ‏:‏ والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً ‏.‏
قال ‏:‏ فدفنت مع رسول الله صل الله عليه وسلم ‏.‏
 أحدث الناس عهدا به صل الله عليه وسلم
وقد كان المغيرة بن شعبة يدعى أنه أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول ‏:‏ أخذت خاتمي فألقيته في القبر ، وقلت ‏:‏ إن خاتمي سقط مني ، وإنما طرحته عمداً لأمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأكون أحدث الناس عهداً به صل الله عليه وسلم ‏.‏
قال ابن إسحاق ‏:‏ فحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن مقسم أبي القاسم مولى عبدالله بن الحارث نوفل ، عن مولاه عبدالله بن الحارث ، قال ‏:‏ اعتمرت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه في زمان عمر ، أو زمان عثمان ، فنزل على أخته أم هانىء بنت أبي طالب ، فلما فرغ من عمرته ، رجع فسكب له غسل ، فاغتسل ، فلما فرغ من غسله ، دخل عليه نفر من أهل العراق ، فقالوا ‏:‏
يا أبا الحسن جئنا نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه ، قال ‏:‏ أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم ، أنه كان أحدث الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا ‏:‏ أجل عن ذلك جئنا نسألك ، قال ‏:‏ كذب قال ‏:‏ أحدث الناس عهداً برسول الله صل الله عليه وسلم قثم بن عباس ‏.‏
 التحذير من اتخاذ القبور مساجد
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة أن عائشة حدثته ، قالت ‏:‏
كان على رسول الله صل الله عليه وسلم خميصة سوداء حين اشتد به وجعه ، قالت ‏:‏ فهو يضعها مرة على وجهه ، ومرة يكشفها عنه ، ويقول ‏:‏ قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر من ذلك على أمته ‏.‏
 آخر ما عهد رسول الله صل الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏:‏ وحدثني صالح ابن كيسان ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة ، عن عائشة قالت ‏:‏
كان أخر ما عهد رسول الله صل الله عليه وسلم أن قال ‏:‏ لا يترك بجزيرة العرب دينان ‏.‏
 افتتان المسلمين بعد موته
قال ابن إسحاق ‏:‏ ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين ، فكانت عائشة - فيما بلغني - تقول ‏:‏ لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ارتد العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق ، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، لفقد نبيهم صل الله عليه وسلم ، حتى جمعهم الله على أبي بكر ‏.‏
قال ابن هشام ‏:‏حدثني أبو عبيدة ، وغيره من أهل العلم ، أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ هموا بالرجوع عن الإسلام ، وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد فتوارى ، فقام سهيل بن عمرو فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم وقال ‏:‏ إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه ، فتراجع الناس ، وكفوا عما هموا به ، وظهر عتاب بن أسيد ‏.‏
فهذا المقام الذي أراد رسول الله صل الله عليه وسلم في قوله لعمر بن الخطاب ، إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه ‏.‏
 شعر حسان بن ثابت في رثاء الرسول
وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صل الله عليه وسلم ، فيما حدثنا ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري ‏:‏
بطيبة رسم للرسول ومعهد * منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحى الآيات من دار حرمة * بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالم * وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها * من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها * أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده * و قبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت * عيون ومثلاها من الجفن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى * لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد * فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره * ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها * على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت * بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا * عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين * عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة * عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم * وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه * ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك * رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم * وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به * وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا * معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفوا عن الزلات يقبل عذرهم * وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله * فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم * دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى * حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه * إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا * إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا * يبكيه حتى المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها * لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها * فقيد يبكينه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده * خلاء له فيه مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت * ديار وعرصات وربع ومولد
فبكى رسول الله يا عين عبرة * ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وما لك لا تبكين ذا النعمة التي * على الناس منها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي * لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد * و لا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفى ذمة بعد ذمة * و أقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد * إذ ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى * وأكرم جدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العلا * دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا * وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه * على أكرم الخيرات رب ممجد
تناهت وصاة المسلمين بكفه * فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقى لقولي عائب * من الناس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه * لعلي به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره * وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
وقال حسان بن ثابت أيضا يبكي رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏
ما بال عينك لا تنام كأنما * كحلت ما فيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدي أصبح ثاويا * يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
وجهي يقيك الترب لهفي ليتني * غيبت قبلك في بقيع الغرقد
بأبي وأمي من شهدت وفاته * في يوم الاثنين النبي المهتدي
فظللت بعد وفاته متبلدا * متلددا يا ليتني لم أولد
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم * يا ليني صبحت سم الأسود
أو حل أمر الله فينا عاجلا * في روحة من يومنا أو من غد
فتقوم ساعتنا فنلقي طيبا * محضا ضرائبه كريم المحتد
يا بكر آمنة المبارك بكرها * ولدته محصنة بسعد الأسعد
نورا أضاء على البرية كلها * من يهد للنور المبارك يهتدي
يا رب فاجمعنا معا ونبينا * في جنة تثني عيون الحسد
في جنة الفردوس فاكتبها لنا * يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد
والله اسمع ما بقيت بهالك * إلا بكيت على النبي محمد
يا ويح أنصر النبي ورهطه * بعد المغيب في سواء الملحد
ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا * سودا وجوههم كلون الإثمد
ولقد ولدناه وفينا قبره * وفضول نعمته بنا لم نجحد
والله أكرمنا به وهدى به * أنصاره في كل ساعة مشهد
صلى الإله ومن يحف بعرشه * والطيبون على المبارك أحمد
قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صل الله عليه وسلم ‏:‏
نب المساكين أن الخبر فارقهم * مع النبي تولي عنهم سحرا
من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي * ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا
أم من نعاتب لا نخشى جنادعه * إذ اللسان عتا في القول أو عثرا
كان الضياء وكان النور نتبعه * بعد الإله وكان السمع والبصرا
فليتنا يوم واروه بملحده * وغيبوه وألقوا فوقه المدرا
لم يترك الله منا بعده أحدا * ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا
ذلت رقاب بني النجار كلهم * وكان أمرا من أمر الله قد قدرا
واقتسم الفيء دون الناس كلهم * وبددوه جهارا بينهم هدرا
وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صل الله عليه سلم أيضا ‏:‏
آليت ما في جميع الناس مجتهدا * مني إليه بر غير إفناد
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برا الله خلقا من بريته * أوفى بذمة جار أو بميعاد
من الذي كان فينا يستضاء به * مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
أمسى نساؤك عطلن البيوت فما * يضربن فوق قفا ستر بأوتاد
مثل الرواهب يلبسن المباذل قد * أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي
يا أفضل الناس إني كنت في نهر * أصبحت منه كمثل المفرد الصادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:47 pm

 ما أصاب المسلمين من المصيبة بوفاته صلَّى الله عليه وسلَّم


قال البخاري‏:‏ ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت عن أنس قال‏:‏ لما ثقل النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم جعل يتغشاه الكرب‏.‏
فقالت فاطمة‏:‏ واكرب أبتاه‏.‏
فقال لها‏:‏ ‏(‏‏(‏ليس على أبيك كرب بعد اليوم‏)‏‏)‏‏.‏
فلما مات قالت‏:‏ واأبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه‏.‏
فلما دفن قالت فاطمة‏:‏ يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم التراب‏؟‏
تفرد به البخاري رحمه الله‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا يزيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت البناني، قال أنس‏:‏ فلما دفن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قالت فاطمة‏:‏ يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في التراب ورجعتم‏.‏
وهكذا رواه ابن ماجه مختصراً من حديث حماد بن زيد به وعنده‏.‏
قال حماد‏:‏ فكان ثابت إذا حدَّث بهذا الحديث بكى حتَّى تختلف أضلاعه‏.‏
وهذا لا يعد نياحة بل هو من باب ذكر فضائله الحق عليه أفضل الصلاة والسلام‏.‏
وإنما قلنا هذا‏:‏ لأن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نهى عن النياحة‏.‏
وقد روى الإمام أحمد والنسائي من حديث شعبة سمعت قتادة، سمعت مطرفاً يحدِّث عن حكيم بن قيس بن عاصم، عن أبيه فيما أوصى به إلى بنيه أنه قال‏:‏ ولا تنوحوا علي فإن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم ينح عليه‏.‏
وقد رواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في ‏(‏النوادر‏)‏ عن عمرو بن ميمون، عن شعبة به‏.‏
ثم رواه عن علي بن المديني عن المغيرة بن سلمة، عن الصعق بن حزن، عن القاسم بن مطيب، عن الحسن البصري، عن قيس بن عاصم به قال‏:‏ لا تنوحوا علي، فإن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم ينح عليه، وقد سمعته ينهى عن النِّياحة‏.‏
ثم رواه عن علي، عن محمد بن الفضل، عن الصعق، عن القاسم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عاصم به‏.‏
وقال الحافظ أبو بكر البزار‏:‏ ثنا عقبة بن سنان، ثنا عثمان بن عثمان، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم يُنح عليه‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ ثنا عفان، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت عن أنس قال‏:‏ لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء‏.‏
قال‏:‏ وما نفضنا عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الأيدي حتَّى أنكرنا قلوبنا‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/295‏)‏
وهكذا رواه التِّرمذي، وابن ماجه جميعاً عن بشر بن هلال الصواف، عن جعفر بن سليمان الضبعي به‏.‏
وقال التِّرمذي‏:‏ هذا حديث صحيح غريب‏.‏
قلت‏:‏ وإسناده على شرط الصحيحين، ومحفوظ من حديث جعفر بن سليمان، وقد أخرج له الجماعة رواه النَّاس عنه كذلك، وقد أغرب الكديمي - وهو محمد بن يونس - رحمه الله - في روايته له حيث قال‏:‏ ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت، عن أنس قال‏:‏ لما قُبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أظلمت المدينة حتَّى لم ينظر بعضنا إلى بعض، وكان أحدنا يبسط يده فلا يراها - أو لا يبصرها - وما فرغنا من دفنه حتَّى أنكرنا قلوبنا، رواه البيهقي من طريقه كذلك‏.‏
وقد رواه من طريق غيره من الحفاظ عن أبي الوليد الطيالسي، كما قدمنا وهو المحفوظ، والله أعلم‏.‏
وقد روى الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر من طريق أبي حفص بن شاهين ثنا حسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، ثنا محمد بن يزيد الرواسي، ثنا سلمة بن علقمة عن داود ابن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما دخل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء‏.‏
وقال ابن ماجه‏:‏ ثنا إسحاق بن منصور، ثنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن ابن عون، عن الحسن، عن أُبي بن كعب قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وإنما وجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا‏.‏
وقال أيضاً‏:‏ ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا خالي محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب ابن أبي وداعة السهمي، حدثني موسى بن عبد الله ابن أبي أمية المخزومي، حدثني مصعب بن عبد الله عن أم سلمة بنت أبي أمية زوج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنها قالت‏:‏ كان النَّاس في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا قام المصلى يصلي، لم يعْدُ بصر أحدهم موضع قدميه، فتوفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان أبو بكر، فكان النَّاس إذا قام أحدهم يصلي لم يعْدُ بصر أحدهم موضع جبينه، فتوفي أبو بكر، وكان عمر فكان النَّاس إذا قام أحدهم يصلي لم يعْدُ بصر أحدهم موضع القبلة، فتوفي عمر، وكان عثمان وكانت الفتنة فتلفت النَّاس يميناً وشمالاً‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الصمد، ثنا حماد عن ثابت، عن أنس أن أم أيمن بكت لما قُبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقيل لها‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم‏؟‏
فقالت‏:‏ إني قد علمت أن رسول الله سيموت، ولكني إنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا، هكذا رواه مختصراً‏.‏
وقد قال البيهقي‏:‏ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن نعيم ومحمد بن النضر الجارودي قالا‏:‏ ثنا الحسن بن علي الخولاني، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس قال‏:‏ ذهب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أم أيمن زائراً وذهبت معه، فقربت إليه شراباً فإما كان صائماً وإما كان لا يريده، فردَّه، فأقبلت على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تضاحكه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/296‏)‏
فقال أبو بكر بعد وفاة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها؛ فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها‏:‏ ما يبكيك، ما عند الله خير لرسوله‏.‏
قالت‏:‏ والله ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله، ولكن أبكي أن الوحي انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان‏.‏
ورواه مسلم منفرداً به عن زهير بن حرب، عن عمرو بن عاصم به‏.‏
وقال موسى بن عقبة في قصة وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وخطبة أبي بكر فيها قال‏:‏ ورجع النَّاس حين فرغ أبو بكر من الخطبة، وأم أيمن قاعدة تبكي فقيل لها‏:‏ ما يبكيك، قد أكرم الله نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم فأدخله جنته وأراحه من نصب الدنيا‏.‏
فقالت‏:‏ إنما أبكي على خبر السماء كان يأتينا غضاً جديداً كل يوم وليلة فقد انقطع ورفع فعليه أبكي، فعجب النَّاس من قولها‏.‏
وقد قال مسلم بن الحجاج في صحيحه‏:‏ وحُدِّثت عن أبي أسامة وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة، حدثني يزيد بن عبد الله عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً يشهد لها، وإذا أراد هلكة أمة عذَّبها ونبيها حيٌ فأهلكها وهو ينظر إليها، فأقرّ عينه بهلكها حين كذَّبوه وعصوا أمره‏)‏‏)‏
تفرد به مسلم إسناداً ومتناً‏.‏
وقد قال الحافظ أبو بكر البزار‏:‏ حدثنا يوسف ابن موسى، ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز ابن أبي رواد عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله هو ابن مسعود، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن لله ملائكة سيَّاحين يبلغوني عن أمتي السَّلام‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ‏(‏‏(‏حياتي خير لكم تحدِّثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض عليَّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم‏)‏‏)‏‏.‏
ثم قال البزار‏:‏ لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه‏.‏
قلت‏:‏ وأما أوله وهو قوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏‏(‏إن لله ملائكة سيَّاحين يبلغوني عن أمتي السلام‏)‏‏)‏‏.‏
فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الأعمش، كلاهما عن عبد الله بن السائب، عن أبيه به‏.‏
وقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأسود الصنعاني، عن أوس بن أوس قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ‏)‏‏)‏‏.‏
قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يعني‏:‏ قد بليت -‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله قد حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام‏)‏‏)‏‏.‏
وهكذا رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله وعن الحسن بن علي والنسائي، عن إسحاق بن منصور، ثلاثتهم عن حسين بن علي به‏.‏
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن حسين بن علي، عن جابر، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس فذكره‏.‏
قال شيخنا أبو الحجاج المزي‏:‏ وذلك وهم من ابن ماجه، والصحيح أوس بن أوس - وهو الثقفي رضي الله عنه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/297‏)‏
قلت‏:‏ وهو عندي في نسخة جيدة مشهورة على الصواب‏.‏
كما رواه أحمد، وأبو داود النسائي عن أوس بن أوس‏.‏
ثم قال ابن ماجه‏:‏ حدثنا عمرو بن سواد المصري، ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسي، عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة، فإنه مشهود تشهده الملائكة، وإن أحداً لن يصلِّ عليَّ إلا عرضت عليَّ صلاته حتَّى يفرغ منها‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ وبعد الموت‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السَّلام، نبي الله حي ويرزق‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا من أفراد ابن ماجه رحمه الله‏.‏
وقد عقد الحافظ ابن عساكر هاهنا باباً في إيراد الأحاديث المروية في زيارة قبره الشريف صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين، وموضع استقصاء ذلك في كتاب ‏(‏الأحكام الكبير‏)‏ إن شاء الله تعالى‏.‏
 ما ورد من التعزية به عليه الصلاة والسلام
قال ابن ماجه‏:‏ حدثنا الوليد بن عمرو بن السكين، ثنا أبو همام - وهو محمد بن الزبرقان الأهوازي -، ثنا موسى بن عبيدة، ثنا مصعب بن محمد عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن عائشة قالت‏:‏ فتح رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم باباً بينه وبين النَّاس - أو كشف ستراً - فإذا النَّاس يصلون وراء أبي بكر، فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم رجاء أن يخلفه فيهم بالذي رآهم فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏يا أيهما النَّاس أيما أحد من النَّاس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة أشد عليه من مصيبتي‏)‏‏)‏‏.‏
تفرد به ابن ماجه‏.‏
وقال الحافظ البيهقي‏:‏ أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه، ثنا شافع بن محمد، ثنا أبو جعفر ابن سلامة الطحاوي، ثنا المزني، ثنا الشافعي عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن رجالاً من قريش دخلوا على أبيه علي بن الحسين فقال‏:‏ ألا أحدِّثكم عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏؟‏
قالوا‏:‏ بلى‏!‏فحدثنا عن أبي القاسم‏.‏
قال‏:‏ لما أن مرض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أتاه جبريل فقال‏:‏ يا محمد إن الله أرسلني إليك تكريماً لك، وتشريفاً لك، وخاصةً لك، أسألك عما هو أعلم به منك يقول‏:‏ كيف نجدك‏؟‏
قال‏:‏ ‏(‏‏(‏أجدني يا جبريل مغموماً، وأجدني يا جبريل مكروباً‏)‏‏)‏‏.‏
ثم جاءه اليوم الثاني فقال له ذلك، فردَّ عليه النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما ردَّ أول يوم، ثمَّ جاءه اليوم الثالث فقال له كما قال أول يوم، وردَّ عليه كما ردَّ، وجاء معه ملك يقال له‏:‏ ‏(‏إسماعيل‏)‏ على مائة ألف ملك كل ملك على مائة ألف ملك، فاستأذن عليه فسأل عنه، ثم قال جبريل‏:‏ هذا ملك الموت يستأذن عليك ما استأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك‏.‏
فقال عليه السلام‏:‏ ‏(‏‏(‏إيذن به‏)‏‏)‏ فأذن له، فدخل فسلم عليه ثم قال‏:‏ يا محمد إن الله أرسلني إليك فإن أمرتني أن أقبض روحك قبضت، وإن أمرتني أن أتركه تركته‏.‏
فقال رسول الله‏:‏ ‏(‏‏(‏أو تفعل يا ملك الموت‏؟‏‏)‏‏)‏
قال‏:‏ نعم، وبذلك أمرت وأمرت أن أطيعك‏.‏
قال‏:‏ فنظر النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى جبريل فقال له جبريل‏:‏ يا محمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك‏.‏
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لملك الموت‏:‏ ‏(‏‏(‏إمض لما أمرت به‏)‏‏)‏ فقبض روحه‏.‏
فلما توفي النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وجاءت التعزية، سمعوا صوتاً من ناحية البيت‏:‏ السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المصاب من حرم الثواب‏.‏
فقال علي رضي الله عنه‏:‏ أتدرون من هذا‏؟‏ هذا الخضر عليه السلام‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/298‏)‏
وهذا الحديث مرسلاً وفي إسناده ضعف بحال القاسم العمري هذا، فإنه قد ضعَّفه غير واحد من الأئمة، وتركة بالكلية آخرون‏.‏
وقد رواه الربيع عن الشافعي، عن القاسم، عن جعفر، عن أبيه، عن جده فذكر منه قصة التعزية - فقط موصولاً - وفي الإسناد العمري المذكور، قد نبهنا على أمره لئلا يغتر به‏.‏
على أنه قد رواه الحافظ البيهقي عن الحاكم، عن أبي جعفر البغدادي، حدثنا عبد الله بن الحارث أو عبد الرحمن بن المرتعد الصغاني، ثنا أبو الوليد المخزومي، ثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص‏.‏
فقال‏:‏ السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل فائت، ودركاً من كل هالك، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏
ثم قال البيهقي‏:‏ هذان الإسنادان وإن كانا ضعيفان فأحدهما يتأكد بالآخر، ويدل على أن له أصلاً من حديث جعفر، والله أعلم‏.‏
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ‏:‏ أنبأنا أبو بكر أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا كامل بن طلحة، ثنا عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحدق به أصحابه فبكوا حوله واجتمعوا فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح فتخطى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال‏:‏ إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلايا فانظروا، فإن المصاب من لم يجبر، فانصرف‏.‏
فقال بعضهم لبعض‏:‏ تعرفون الرجل‏؟‏
فقال أبو بكر وعلي‏:‏ نعم‏!‏هذا أخو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الخضر‏.‏
ثم قال البيهقي‏:‏ عباد بن عبد الصمد ضعيف، وهذا منكر بمرة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/299‏)‏
وقد روى الحارث ابن أبي أسامة عن محمد بن سعد، أنبأنا هشام بن القاسم، ثنا صالح المري عن أبي حازم المدني أن رسول الله حين قبضه الله عز وجل دخل المهاجرون فوجاً فوجاً يصلون عليه ويخرجون، ثم دخلت الأنصار على مثل ذلك، ثم دخل أهل المدينة حتَّى إذا فرغت الرجال دخلت النساء، فكان منهن صوت وجزع كبعض ما يكون منهن، فسمعن هزة في البيت فعرفن فسكتن فإذا قائل يقول‏:‏ إن في الله عزاء من كل هالك، وعوض من كل مصيبة، وخلف من كل فائت، والمجبور من جبره الثواب، والمصاب من لم يجبره الثواب‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالأربعاء 19 ديسمبر 2018, 1:49 pm

ميراث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم


بيان أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لم يترك ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا أمةً، ولا شاةً، ولا بعيراً، ولا شيئاً يورث عنه، بل أرضاً جعلها كلها صدقة لله عز وجل‏.‏
فإن الدنيا بحذافيرها كانت أحقر عنده كما هي عند الله من أن يسعى لها أو يتركها بعده ميراثاً صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من النَّبيّين والمرسلين، وسلم تسليماً كثيراً دائماً إلى يوم الدِّين‏.‏
قال البخاري‏:‏ حدثنا قتيبة، ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث قال‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا أمةً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة‏.‏
انفرد به البخاري دون مسلم، فرواه في أماكن من صحيحه من طرق متعددة عن أبي الأحوص، وسفيان الثوري، وزهير بن معاوية‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/304‏)‏
ورواه التِّرمذي من حديث إسرائيل، والنسائي أيضاً من حديث يونس ابن أبي إسحاق، كلهم عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق ابن أبي ضرار أخي جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنهما به‏.‏
وقد رواه الإمام أحمد‏:‏ حدثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش وابن نمير عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة قالت‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا شاةً، ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء‏.‏
وهكذا رواه مسلم منفرداً به عن البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه من طرق متعددة عن سليمان بن مهران الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن مسروق بن الأجدع، عن أم المؤمنين عائشة الصدِّيقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سموات رضي الله عنها وأرضاها‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عائشة قالت‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا أمةً، ولا عبداً، ولا شاةً، ولا بعيراً‏.‏
وحدثنا عبد الرحمن عن سفيان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عائشة‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا شاةً، ولا بعيراً‏.‏
قال سفيان‏:‏ وأكثر علمي وأشك في العبد والأمة‏.‏
وهكذا رواه التِّرمذي في ‏(‏الشمائل‏)‏ عن بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي به‏.‏
قال الإمام أحمد‏:‏ وحدثنا وكيع، ثنا مسعر عن عاصم ابن أبي النجود، عن زر، عن عائشة قالت‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا أمةً، ولا شاةً، ولا بعيراً‏.‏
هكذا رواه الإمام أحمد من غير شك‏.‏
وقد رواه البيهقي عن أبي زكريا ابن أبي إسحاق المزكي، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأنا جعفر بن عون، أنبأنا مسعر عن عاصم، عن زر قال‏:‏ قالت عائشة‏:‏ تسألوني عن ميراث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا وليدةً‏.‏
قال مسعر‏:‏ أراه قال‏:‏ ولا شاةً ولا بعيراً‏.‏
قال‏:‏ وأنبأنا مسعر عن عدي بن ثابت، عن علي بن الحسين قال‏:‏ ما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا وليدةً‏.‏
وقد ثبت في الصحيحين من حديث الأعمش عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل، ورهنه درعاً من حديد‏.‏
وفي لفظ للبخاري رواه عن قبيصة، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ توفي النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين‏.‏
ورواه البيهقي من حديث يزيد بن هارون عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود عنها قالت‏:‏ توفي النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ودرعه مرهونة بثلاثين صاعاً من شعير‏.‏
ثم قال‏:‏ رواه البخاري عن محمد بن كثير، عن سفيان‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/305‏)‏
ثم قال البيهقي‏:‏ أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أبو بكر محمد بن حمويه العسكري، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم، ثنا شيبان عن قتادة، عن أنس قال‏:‏ لقد دعي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على خبز شعير، وإهالة سنخة‏.‏
قال أنس‏:‏ ولقد سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع بر، ولا صاع تمر‏)‏‏)‏‏.‏
وإن له يومئذ تسع نسوة، ولقد رهن درعاً له عند يهودي بالمدينة وأخذ منه طعاماً فما وجد ما يفتكها به حتَّى مات صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وقد روى ابن ماجه بعضه من حديث شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة به‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الصمد، ثنا ثابت، ثنا هلال عن عكرمة، عن ابن عبَّاس أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم نظر إلى أحد فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏والذي نفسي بيده ما يسرني أُحداً لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت وعندي منه ديناران إلا أن أرصدهما لدين‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فمات فما ترك ديناراً، ولا درهماً، ولا عبداً، ولا وليدةً، فترك درعه رهناً عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير‏.‏
وقد روى آخره ابن ماجه عن عبد الله بن معاوية الجمحي، عن ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب العبدي الكوفي به، ولأوله شاهد في الصحيح من حديث أبي ذر رضي الله عنه‏.‏
وقد قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الصمد، وأبو سعيد، وعفان قالوا‏:‏ حدثنا ثابت - هو ابن يزيد - ثنا هلال - هو ابن خباب - عن عكرمة، عن ابن عبَّاس أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال‏:‏ يا نبي الله لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا‏.‏
فقال‏:‏ ‏(‏‏(‏مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها‏)‏‏)‏‏.‏
تفرد به أحمد وإسناده جيد، وله شاهد من حديث ابن عبَّاس عن عمر في المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقصة الإيلاء، وسيأتي الحديث مع غيره مما شاكله في بيان زهده عليه السلام، وتركه الدنيا وإعراضه عنها، وإطراحه لها، وهو مما يدل على ما قلناه من أنه عليه السلام لم تكن الدنيا عنده ببال‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا سفيان، ثنا عبد العزيز بن رفيع قال‏:‏ دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عبَّاس فقال ابن عبَّاس‏:‏ ما ترك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا ما بين هذين اللوحين‏.‏
قال‏:‏ ودخلنا على محمد بن علي فقال مثل ذلك‏.‏
وهكذا رواه البخاري عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة به‏.‏
وقال البخاري‏:‏ حدثنا أبو نعيم، ثنا مالك بن مغول عن طلحة قال‏:‏ سألت عبد الله ابن أبي أوفى أأوصى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم‏؟‏
فقال‏:‏ لا‏!‏
فقلت‏:‏ كيف كتب على النَّاس الوصية أو أُمروا بها‏؟‏
قال‏:‏ أوصى بكتاب الله عز وجل‏.‏
وقد رواه البخاري أيضاً، ومسلم، وأهل السنن إلا أبا داود من طرق عن مالك بن مغول به‏.‏
وقال التِّرمذي‏:‏ حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول‏.‏
تنبيه‏:‏ قد ورد أحاديث كثيرة سنوردها قريبا بعد هذا الفصل في ذكر أشياء كان يختص بها صلوات الله وسلامه عليه في حياته من دور ومساكن نسائه، وإماء، وعبيد، وخيول، وإبل، وغنم، وسلاح، وبغلة، وحمار، وثياب، وأثاث، وخاتم، وغير ذلك مما سنوضحه بطرقه ودلائله، فلعله عليه السلام تصدَّق بكثير منها في حياته منجزا، وأعتق من أعتق من إمائه وعبيده، وأرصد ما أرصده من أمتعته مع ما خصَّه الله به من الأرضين من بني النضير وخيبر وفدك في مصالح المسلمين، على ما سنبينه إن شاء الله، إلا أنه لم يخلِّف من ذلك شيئاً يورث عنه قطعاً، لما سنذكره قريباً، وبالله المستعان‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/306‏)‏
باب بيان أنه عليه السلام قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورث‏)‏‏)‏
قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا سفيان عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة يبلِّغ به وقال مرة‏:‏ قال‏:‏ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا يقتسم ورثتي ديناراً، ولا درهماً، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عامي فهو صدقة‏)‏‏)‏‏.‏
وقد رواه البخاري ومسلم، وأبو داود، من طرق، عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عبد الله ابن ذكوان، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا يقتسم ورثتي ديناراً ما تركت بعد نفقة نسائي، ومؤنة عاملي فهو صدقة‏)‏‏)‏‏.‏
لفظ البخاري، ثم قال البخاري‏:‏ حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن أزواج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أردن أن يبعثن عثمان إلى أبي بكر ليسألنه ميراثهن فقالت عائشة‏:‏ أليس قد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نوِّرث ما تركنا صدقة‏؟‏‏)‏‏)‏
وهكذا رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، وأبو داود عن القعنبي، والنسائي عن قتيبة، كلهم عن مالك به، فهذه إحدى النساء الوارثات إن لو قدر ميراث - قد اعترفت أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جعل ما تركه صدقة لا ميراثاً، والظاهر أن بقية أمهات المؤمنين وافقنها على ما روت، وتذكرن ما قالت لهن من ذلك، فإن عبارتها تؤذن بأن هذا أمر مقرر عندهن، والله أعلم‏.‏
وقال البخاري‏:‏ حدثنا إسماعيل بن أبان، ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة أن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏‏.‏
وقال البخاري - باب قول رسول الله‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏‏:‏ حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا هشام، أنبأنا معمر عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة والعبَّاس أتيا أبا بكر رضي الله عنه يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر‏.‏
فقال لهما أبو بكر‏:‏ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورّث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال‏)‏‏)‏‏.‏
قال أبو بكر‏:‏ والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصنعه فيه إلا صنعته‏.‏
قال‏:‏ فهجرته فاطمة فلم تكلِّمه حتَّى ماتت‏.‏
وهكذا رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر‏.‏
ثم رواه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة أن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ميراثها مما ترك مما أفاء الله عليه‏.‏
فقال لها أبو بكر‏:‏ إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏ فغضبت فاطمة وهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتَّى توفيت‏.‏
قال‏:‏ وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ستة أشهر، وذكر تمام الحديث هكذا قال الإمام أحمد‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 5/307‏)‏
وقد روى البخاري هذا الحديث في كتاب ‏(‏المغازي‏)‏ من صحيحه عن ابن أبي بكير، عن الليث، عن عقيل، عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة كما تقدم، وزاد‏:‏ فلما توفيت دفنها علي ليلاً، ولم يؤذن أبا بكر وصلى عليها، وكان لعلي من النَّاس وجه حياة فاطمة، فلما توفيت استنكر عليٌ وجوه النَّاس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر‏:‏ إيتنا ولا يأتنا معك أحد، وكره أن يأتيه عمر لما علم من شدة عمر، فقال عمر‏:‏ والله لا تدخل عليهم وحدك‏.‏
قال أبو بكر‏:‏ وما عسى أن يصنعوا بي‏؟‏ والله لآتينهم‏.‏
فانطلق أبو بكر رضي الله عنه وقال‏:‏ إنا قد عرفنا فضلك، وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك، ولكنكم استبددتم بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن لنا في هذا الأمر نصيباً‏.‏
فلم يزل علي يذكر حتَّى بكى أبو بكر رضي الله عنه‏.‏
وقال‏:‏ والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أحب إلي أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بينكم في هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الخير، ولم أترك أمراً صنعه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا صنعته، فلما صلى أبو بكر رضي الله عنه الظهر رقي على المنبر فتشهَّد، وذكر شأن علي وتخلُّفه عن البيعة، وعذره بالذي اعتذر به، وتشهد علي رضي الله عنه فعظم حق أبي بكر، وذكر فضيلته وسابقته، وحدَّث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ثم قام إلى أبي بكر رضي الله عنهما فبايعه، فأقبل النَّاس على علي فقالوا‏:‏ أحسنت وكان النَّاس إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف‏.‏
وقد رواه البخاري أيضاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي من طرق متعددة عن الزُّهري، عن عروة، عن عائشة بنحوه‏.‏
فهذه البيعة التي وقعت من علي رضي الله عنه لأبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها بيعة مؤكدة للصلح الذي وقع بينهما، وهي ثانية للبيعة التي ذكرناها أولاً يوم السقيفة كما رواه ابن خزيمة، وصحَّحه مسلم بن الحجاج، ولم يكن علي مجانباً لأبي بكر هذه الستة الأشهر بل كان يصلي وراءه، ويحضر عنده للمشورة، وركب معه إلى ذي القصة، كما سيأتي‏.‏
وفي صحيح البخاري أن أبا بكر رضي الله عنه صلى العصر بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بليال، ثم خرج من المسجد، فوجد الحسن بن علي يلعب مع الغلمان فاحتمله على كاهله وجعل يقول‏:‏ يا بأبي شبه النَّبيّ ليس شبيهاً بعلي، وعلي يضحك، ولكن لما وقعت هذه البيعة الثانية اعتقد بعض الرواة أن علياً لم يبايع قبلها فنفى ذلك، والمثبت مقدم على النافي، كما تقدم وكما تقرر، والله أعلم‏.‏
وأما تغضُّب فاطمة رضي الله عنها وأرضاها على أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه فما أدري ما وجهه، فإن كان لمنعه إياها ما سألته من الميراث فقد اعتذر إليها بعذر يجب قبوله، وهو ما رواه عن أبيها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏ وهي ممن تنقاد لنص الشارع الذي خفي عليها قبل سؤالها الميراث كما خفي على أزواج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى أخبرتهن عائشة بذلك ووافقنها عليه، وليس يظن بفاطمة رضي الله عنها أنها اتهمت الصديق رضي الله عنه فيما أخبرها به، حاشاها وحاشاه من ذلك كيف وقد وافقه على رواية هذا الحديث عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، والعبَّاس بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد ابن أبي وقاص، وأبو هريرة، وعائشة رضي الله عنهم أجمعين كما سنبينه قريباً، ولو تفرَّد بروايته الصديق رضي الله عنه لوجب على جميع أهل الأرض قبول روايته، والانقياد له في ذلك‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/308‏)‏
وإن كان غضبها لأجل ما سألت الصديق إذ كانت هذه الأراضي صدقة لا ميراثاً، أن يكون زوجها ينظر فيها، فقد اعتذر بما حاصله أنه لما كان خليفة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فهو يرى أن فرضاً عليه أن يعمل بما كان يعمله رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ويلي ما كان يليه رسول الله، ولهذا قال‏:‏ وإني والله لا أدع أمراً كان يصنعه فيه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا صنعته قال‏:‏ فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتَّى ماتت، وهذا الهجران والحالة هذه فتح على الفرقة الرافضة شراً عريضاً وجهلاً طويلاً، وأدخلوا أنفسهم بسببه فيما لا يعنيهم، ولو تفهَّموا الأمور على ما هي عليه لعرفوا للصديق فضله، وقبلوا منه عذره الذي يجب على كل أحد قبوله‏.‏
بيان رواية الجماعة لما رواه الصديق وموافقتهم على ذلك
قال البخاري‏:‏ حدثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب قال‏:‏ أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان، وكان محمد بن خبير بن مطعم ذكر لي ذكراً من حديثه ذلك فانطلقت حتَّى دخلت عليه فسألته فقال‏:‏ انطلقت حتَّى أدخل على عمر فأتاه حاجبه يرفا‏.‏
فقال‏:‏ هل لك في عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وسعد‏؟‏
قال‏:‏ نعم‏!‏فأذن لهم‏.‏
ثم قال‏:‏ هل لك في علي وعبَّاس‏؟‏
قال‏:‏ نعم‏!‏
قال عبَّاس‏:‏ يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا‏.‏
قال‏:‏ أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعملون أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏؟‏‏)‏‏)‏ يريد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نفسه‏؟‏
قال الرهط‏:‏ قد قال ذلك، فأقبل على علي، وعبَّاس فقال‏:‏ هل تعلمان أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد قال ذلك‏؟‏
قالا‏:‏ قد قال ذلك‏.‏
قال عمر بن الخطاب‏:‏ فإني أحدِّثكم عن هذا الأمر، إن الله كان قد خص لرسول الله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحداً غيره قال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ‏}‏ ‏[‏الحشر‏:‏ 6‏]‏ إلى قوله ‏{‏قَدِيرٌ‏}‏ فكانت خالصة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والله ما احتازها دونكم، ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتَّى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينفق على أهله من هذا المال نفقة سنته، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل بذلك رسول الله حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك‏؟‏
قالوا‏:‏ نعم‏.‏
ثم قال لعلي وعبَّاس‏:‏ أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك‏؟‏
قالا‏:‏ نعم‏!‏فتوفى الله نبيه فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ أنا ولي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقبضها، فعمل بما عمل به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثم توفى الله أبا بكر فقلت‏:‏ أنا ولي ولي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبو بكر، ثم جئتماني كلمتكما واحدة وأمركما جميع حتَّى جئتني تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا ليسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت‏:‏ إن شئتما دفعتها إليكما بذلك فتلتمسان مني قضاء غير ذلك، فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاءً غير ذلك حتَّى تقوم الساعة، فإن عجزتما فادفعاها إلي، فأنا أكفيكماها‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/309‏)‏
وقد رواه البخاري في أماكن متفرقة من صحيحه، ومسلم، وأهل السنن من طرق عن الزُّهري به‏.‏
وفي رواية في الصحيحين فقال عمر‏:‏ فوليها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والله يعلم أنه صادق بار، راشد، تابع للحق، ثم وليتها فعملت فيها بما عمل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبو بكر، والله يعلم إني صادق، بار، راشد، تابع للحق، ثم جئتماني فدفعتها إليكما لتعملا فيها بما عمل رسول الله، وأبو بكر، وعملت فيها أنا أنشدكم بالله أدفعتها إليهم بذلك‏؟‏
قالوا‏:‏ نعم‏!‏
ثم قال لهما‏:‏ أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك‏؟‏
قالا‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك‏!‏لا والذي بإذنه تقوم السماء والأرض‏.‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا سفيان عن عمرو، عن الزُّهري، عن مالك بن أوس قال‏:‏ سمعت عمر يقول لعبد الرحمن، وطلحة، والزبير، وسعد‏:‏ نشدتكم بالله الذي تقوم السماء والأرض بأمره أعلمتم أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏؟‏‏)‏‏)‏
قالوا‏:‏ نعم‏.‏
على شرط الصحيحين‏.‏
قلت‏:‏ وكان الذي سألاه - بعد تفويض النظر إليهم والله أعلم - هو أن يقسم بينهما النظر فيجعل لكل واحد منهما نظر ما كان يستحقه بالأرض لو قدر أنه كان وارثاً، وكأنهما قدما بين أيديهما جماعة من الصحابة، منهم‏:‏ عثمان، وابن عوف، وطلحة، والزبير، وسعد، وكان قد وقع بينهما خصومة شديدة بسبب إشاعة النظر بينهما‏.‏
فقالت الصحابة الذين قدموهم بين أيديهما‏:‏ يا أمير المؤمنين إقض بينهما، أو أرح أحدهما من الآخر، فكأن عمر رضي الله عنه تحرَّج من قسمة النظر بينهما بما يشبه قسمة الميراث ولو في الصورة الظاهرة محافظة على امتثال قوله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏ فامتنع عليهم كلهم وأبى ذلك أشد الإباء رضي الله عنه وأرضاه ثم إن علياً، والعبَّاس استمرا على ما كانا عليه ينظران فيها جميعاً إلى زمان عثمان بن عفان، فغلبه عليها علي وتركها له العبَّاس بإشارة ابنه عبد الله رضي الله عنهما بين يدي عثمان‏.‏
كما رواه أحمد في مسنده، فاستمرت في أيدي العلويين، وقد تقصيت طرق هذا الحديث وألفاظه في مسندي الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فإني ولله الحمد جمعت لكل واحد منهما مجلداً ضخماً مما رواه عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ورآه من الفقه النافع الصحيح، ورتبته على أبواب الفقه المصطلح عليها اليوم، وقد روينا أن فاطمة رضي الله عنها احتجت أولاً بالقياس وبالعموم في الآية الكريمة، فأجابها الصديق بالنص على الخصوص بالمنع في حق النَّبيّ، وأنها سلمت له ما قال، وهذا هو المظنون بها رضي الله عنها‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/310‏)‏
وقال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة أن فاطمة قالت لأبي بكر‏:‏ من يرثك إذا مت‏؟‏
قال‏:‏ ولدي وأهلي‏.‏
قالت‏:‏ فما لنا لا نرث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏؟‏
فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏إن النَّبيّ لا يورث‏)‏‏)‏ ولكني أعول من كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعول، وأنفق على من كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينفق‏.‏
وقد رواه التِّرمذي في جامعه عن محمد بن المثنى، عن أبو الوليد الطيالسي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره بوصل الحديث‏.‏
وقال التِّرمذي‏:‏ حسن صحيح غريب‏.‏
فأما الحديث الذي قال الإمام أحمد‏:‏ حدثنا عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أرسلت فاطمة إلى أبي بكر أأنت ورثت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أم أهله‏؟‏
فقال‏:‏ لا بل أهله‏.‏
فقالت‏:‏ فأين سهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏؟‏
فقال أبو بكر‏:‏ إني سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله إذا أطعم نبياً طعمة، ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده‏)‏‏)‏ فرأيت أن أرده على المسلمين‏.‏
قالت‏:‏ فأنت وما سمعت من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وهكذا رواه أبو داود عن عثمان ابن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل به، ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة، ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة، وفيهم من فيه تشيع فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولها‏:‏ أنت وما سمعت من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا هو الصواب والمظنون بها واللائق بأمرها وسيادتها، وعلمها، ودينها رضي الله عنها‏.‏
وكأنها سألته بعد هذا أن يجعل زوجها ناظراً على هذه الصدقة، فلم يجبها إلى ذلك لما قدمناه، فتعتبت عليه بسبب ذلك وهي امرأة من بنات آدم تأسف كما يأسفون، وليست بواجبة العصمة مع وجود نص رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ومخالفة أبي بكر الصديق رضي الله عنها‏.‏
وقد روينا عن أبي بكر رضي الله عنه أنه تـَرَضَّا فاطمة وتلاينها قبل موتها، فرضيت رضي الله عنها‏.‏
قال الحافظ أبو بكر البيهقي‏:‏ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أنبأنا أبو حمزة عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشعبي قال‏:‏ لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها فقال علي‏:‏ يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك‏؟‏
فقالت‏:‏ أتحب أن آذن له‏؟‏
قال‏:‏ نعم‏!‏
فأذنت له فدخل عليها يترضّاها فقال‏:‏ والله ما تركت الدار والمال، والأهل، والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضّاها حتَّى رضيت‏.‏
وهذا إسناد جيد قوي، والظاهر أن عامر الشعبي سمعه من علي أو ممن سمعه من علي، وقد اعترف علماء أهل البيت بصحة ما حكم به أبو بكر في ذلك‏.‏
قال الحافظ البيهقي‏:‏ أنبأنا محمد ابن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا نصر بن علي، ثنا ابن داود عن فضيل بن مرزوق قال‏:‏ قال زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب‏:‏ أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر لحكمت بما حكم به أبو بكر في فدك‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/ 311‏)‏
فصل النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يورث‏.‏
وقد تكلَّمت الرافضة في هذا المقام بجهل، وتكلفوا ما لا علم لهم به، ولما يأتهم تأويله، وأدخلوا أنفسهم فيما لا يعنيهم، وحاول بعضهم أن يرد خبر أبي بكر رضي الله عنه فيما ذكرناه بأنه مخالف للقرآن حيث يقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ‏}‏ الآية ‏[‏النمل‏:‏ 16‏]‏‏.‏
وحيث قال تعالى‏:‏ إخباراً عن زكريا أنَّه قال‏:‏ ‏{‏فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً‏}‏ ‏[‏مريم‏:‏ 5-6‏]‏‏.‏
واستدلالهم بهذا باطل من وجوه‏:‏
أحدها‏:‏ أن قوله‏:‏ ‏{‏وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ‏}‏ إنما يعني بذلك في الملك والنبوة أي‏:‏ جعلناه قائماً بعده فيما كان يليه من الملك وتدبير الرعايا، والحكم بين بني إسرائيل، وجعلناه نبياً كريماً كأبيه، وكما جمع لأبيه الملك والنبوة، كذلك جعل ولده بعده، وليس المراد بهذا وراثة المال، لأن داود كما ذكره كثير من المفسرين كان له أولاد كثيرون يقال‏:‏ مائة، فلم اقتصر على ذكر سليمان من بينهم لو كان المراد وراثة المال، إنما المراد وراثة القيام بعده في النبوة والملك، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ‏}‏‏.‏
وقال ‏{‏يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 16‏]‏ وما بعدها من الآيات‏.‏
وقد أشبعنا الكلام على هذا في كتابنا ‏(‏التفسير‏)‏ بما فيه الكفاية، ولله الحمد والمنة كثيراً‏.‏
وأما قصة زكريا فإنه عليه السلام من الأنبياء الكرام، والدنيا كانت عنده أحقر من أن يسأل الله ولداً ليرثه في ماله كيف‏؟‏ وإنما كان نجاراً يأكل من كسب يده كما رواه البخاري، ولم يكن ليدخر منها فوق قوته حتَّى يسأل الله ولداً يرث عنه ماله أن لو كان له مال وإنما سأل ولداً صالحاً يرثه في النبوة والقيام بمصالح بني إسرائيل، وحملهم على السداد‏.‏
ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً‏}‏ القصة بتمامها‏.‏ ‏[‏مريم‏:‏ 1-5‏]‏‏.‏
فقال‏:‏ ‏{‏وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ‏}‏ يعني‏:‏ النبوة، كما قررنا ذلك في التفسير ولله الحمد والمنة‏.‏
وقد تقدم في رواية أبي سلمة عن أبي هريرة، عن أبي بكر أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏النَّبيّ لا يورث‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا اسم جنس يعم كل الأنبياء‏.‏
وقد حسنه التِّرمذي‏.‏
وفي الحديث الآخر‏:‏ ‏(‏‏(‏نحن معشر الأنبياء لا نورث‏)‏‏)‏‏.‏
والوجه الثاني‏:‏ أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قد خُصَّ من بين الأنبياء بأحكام لا يشاركونه فيها، كما سنعقد له باباً مفرداً في آخر السيرة إن شاء الله، فلو قدر أن غيره من الأنبياء يورثون وليس الأمر كذلك لكان ما رواه من ذكرنا من الصحابة الذين منهم الأئمة الأربعة؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي مبيناً لتخصيصه بهذا الحكم دون ما سواه‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/312‏)‏
والثالث‏:‏ أنه يجب العمل بهذا الحديث، والحكم بمقتضاه كما حكم به الخلفاء، واعترف بصحته العلماء سواء كان من خصائصه أم لا‏.‏
فإنه قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركناه صدقة‏)‏‏)‏ إذ يحتمل من حيث اللفظ أن يكون قوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏‏(‏ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏ أن يكون خبراً عن حكمه أو حكم سائر الأنبياء معه، على ما تقدم وهو الظاهر، ويحتمل أن يكون إنشاء وصيته كأنه يقول‏:‏ لا نورث لأن جميع ما تركناه صدقة، ويكون تخصيصه من حيث جواز جعله ماله كله صدقة، والاحتمال الأول أظهر وهو الذي سلكه الجمهور‏.‏
وقد يقوِّي المعنى الثاني بما تقدم من حديث مالك وغيره عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال‏:‏ ‏(‏‏(‏لا تقتسم ورثتي ديناراً، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة‏)‏‏)‏‏.‏
وهذا اللفظ مخرج في الصحيحين، وهو يرد تحريف من قال من طائفة الشيعة في رواية هذا الحديث‏:‏ ما تركنا صدقة بالنصب، جعل - ما - نافية، فكيف يصنع بأول الحديث وهو قوله‏:‏ لا نورث‏؟‏ ‏!‏‏.‏
وبهذه الرواية‏:‏ ‏(‏‏(‏ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة‏)‏‏)‏ وما شأن هذا إلا كما حكي عن بعض المعتزلة أنه قرأ على شيخ من أهل السنة ‏(‏‏(‏وكلَّم الله موسى تكليماً‏)‏‏)‏ بنصب الجلالة فقال له الشيخ‏:‏ ويحك كيف تصنع بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏‏(‏فلما جاء موسى لميقاتنا فكلَّمه ربه‏)‏‏)‏‏.‏
والمقصود‏:‏ أنه يجب العمل بقوله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا نورِّث ما تركنا صدقة‏)‏‏)‏ على كل تقدير احتمله اللفظ، والمعنى فإنه مخصص لعموم آية الميراث، ومخرج له عليه السلام منها، إما وحده أو مع غيره من إخوانه الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: وفاة الرسول صل الله عليه وسلم   وفاة الرسول صل الله عليه وسلم Emptyالإثنين 24 يناير 2022, 5:17 pm

وفاة الرسول



قبل وفاة الرسول بـثلاثة أيام بدأ الوجع يشتد عليه 
وكان في بيت السيدة ميمونة
فقال "أجمعوا زوجاتي"
فجمعت الزوجات
فقال النبي "أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟"
فقلن "نأذن لك يا رسول الله"
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مرة
فبدأ الصحابة في السؤال بهلع:
"ماذا أحل برسول الله ماذا أحل برسول الله؟"
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه
فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة
فقالت السيدة عائشة "لم أر في حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل ، 
كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي 
فأسمعه يقول "لا اله إلا الله، إن للموت لسكرات" 
فكثر اللغط في المسجد إشفاقاً على الرسول
فقال النبي "ماهذا ؟"
فقالوا: يا رسول الله ، يخافون عليك
فقال "إحملوني إليهم"
فأراد أن يقوم فما إستطاع
فصبوا عليه سبع قرب من الماء حتي يفيق
فحمل النبي وصعد إلى المنبر
فكانت آخر خطبة لرسول الله وآخر كلمات له
فقال النبي "أيها الناس، كأنكم تخافون علي"
فقالوا: نعم يا رسول الله
فقال "أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض و والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا، 
أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم،
أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة
أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا
أيها الناس، إن عبداً خيره الله ما بين الدنيا و ما عند الله، فاختار ما عند الله
''فانفجر أبو بكر بالبكاء وعلا نحيبه، و وقف وقاطع النبي : فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، و بأزواجنا، فديناك بأموالنا..!!!
وظل يرددها فنظر الناس إلى أبي بكر كيف يقاطع النبي 
فأخذ النبي يدافع عن أبي بكر قائلاً "أيها الناس، دعوا أبا بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به، إلا أبا بكر ! لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبي بكر لا يسد أبداً،
أواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله
أيها الناس، أقرأوا مني السلام و كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة""...
وحمل مرة أخرى إلى بيته
وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر إلى السواك ولكنه لم يستطع أن يطلبه من شدة مرضه،
ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي، 
فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، 
فلم يستطع أن يستاك به، 
فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها و ردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه
فقالت "كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي و ريق النبي قبل أن يموت،
ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه
فقال النبي "أدنو مني يا فاطمة"
فحدثها النبي في أذنها، فبكت أكثر !
فلما بكت قال لها النبي "أدنو مني يا فاطمة"
فحدثها مرة أخر في اذنها، فضحكت !
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟
فقالت: قال لي في المرة الأولى "يا فاطمة، إني ميت الليلة" فبكيت
فلما وجدني أبكي قال "يا فاطمة، أنتي أول أهلي لحاقاً بي" فضحكت
تقول السيدة عائشة: ثم قال النبي : "أخرجوا من عندي في البيت" وقال "أدنو مني يا عائشة"
فنام النبي على صدر زوجته، ويرفع يده للسماء
ويقول "بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى"
تقول السيدة عائشه: فعرفت أنه بخير !
ودخل سيدنا جبريل على النبي
وقال : يارسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن على أحد من قبلك 
فقال النبي "ائذن له يا جبريل"
فدخل ملك الموت على النبي
وقال: السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي "بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى"
و وقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال "أيتها الروح الطيبة
روح محمد بن عبد الله
أخرجي إلى رضا من الله و رضوان و رب راض غير غضبان"
تقول السيدة عائشه: فسقطت يد النبي وثقلت رأسه على صدري
فعرفت أنه قد مات !
فلم أدر ما أفعل !
فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي،
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول:
مات رسول الله، مات رسول الله 
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء
فهذا علي بن أبي طالب أقعد فلم يقدر ان يتحرك !
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنة ويسرى !
وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه
إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال أنه قد مات..!
أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه . دخل علي النبي واحتضنه
وقال: وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه وقبل النبي
وقال: طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله.
ثم خرج يقول "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
وفاة الرسول صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شجرة الرسول صل الله عليه وسلم
» قصص صحابة الرسول صل الله عليه وسلم
» غزوات الرسول صل الله عليه وسلم
» قصص صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
» شعراء الرسول صل الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة العلوم والمعارف :: الموسوعة الإسلامية الشاملة :: موسوعة السيرة النبوية-
انتقل الى: