منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الإسهال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإسهال Empty
مُساهمةموضوع: الإسهال   الإسهال Emptyالثلاثاء 25 ديسمبر 2018, 10:37 am

الإسهال


الإسهال BOlevel14413   مقدمة
الإسهال BOlevel14414   المبحث الأول: الأمعاء وأنواع وأسباب الإسهال
الإسهال BOlevel14415   المبحث الثاني: الإسهال وأمراضه الشائعة وعلاجه
الإسهال BOlevel14416   المصطلحات الطبية
الإسهال BOlevel14412   الأشكال
الإسهال BOlevel14411   المصادر والمراجع


        

مقدمة

اهتم الإنسان بالهضم ومشاكله منذ القدم، فطعامه هو شغله الشاغل وطلبه اليومي. ولا يسلم إلاّ قليل من الناس، من أمراض الجهاز الهضمي وأعراضه، كالقيء، أو الإسهال، أو الغازات، أو الحموضة الزائدة، أو الإمساك.

ويتكون الجهاز الهضمي Digestive System، من جُزءين أساسيين، هما: القناة الهضمية Elementary Canal، وهي قناة متصلة، تبدأ بالفم، من ناحية، وتنتهي بفتحة الشرج، من الناحية الأخرى. وتمر المحتويات في هذه القناة في اتجاه واحد فقط، من الفم، إلى الشرج (أُنظر شكل الوصف التشريحي للجهاز الهضمي). والجزء الأخر هو الغدد المساعدة، مثل الحوصلة المرارية Gall Bladder، والبنكرياس Pancreas، والغدد اللعابية Salivary Glands. وتفرز هذه الغدد أنزيمات خاصة، وعصارات مهضمة، تساعد على هضم مختلف أنواع الطعام. كما يفرز الجهاز المناعي أجساماً مضادة، لتقاوم وتقتل كل الميكروبات الضارة، التي تدخل الجسم مع أنواع الطعام المختلفة.

ويعد الإسهال من أكثر أعراض أمراض الجهاز الهضمي، تُصاحب العديد من الأمراض المختلفة.


الإسهال Fig01


       

المبحث الأول

الأمعاء وأنواع وأسباب الإسهال

أولاًً: الوصف التشريحي للأمعاء

الأمعاء هي الأنبوب الطويل الممتد من نهاية المعدة إلى فتحة الشرج. ويسمى جزؤه العلوي الأمعاء الدقيقة والسفلي الأمعاء الغليظة، وينقسم كل منهما إلى عدة أجزاء.

1. الأمعاء الدقيقة The Small Intestine

أنبوب طوله حوالي 6 أمتار، ويتكون من ثلاثة أجزاء هي:

أ. الإثني عشر The Duodenum

وسمى بذلك لأن طوله يقدر بعرض إثنى عشر إصبعاً، وهو بداية الأمعاء، ويشبه شكل الحدوة أو حرف C. والجزء الأول من الإثنى عشر أملس، وهو أول جـزء من الأمعاء يتعرض لحمض المعدة، ولذلك يكثر فيه حدوث القرحة الهضمية. أما جزؤه الثاني فتفتح فيـه قناة الصفراء "المرارية"، وقناة البنكرياس، ويصبان فيه إفرازهما.

ب. الصائم The Jejunum

وهو الجزء الثاني من الأمعاء، ويلي الإثني عشر مباشرة، ويبلغ طوله حوالي خُمسي طول الأمعاء الدقيقة كلها. ويشغل الصائم شمالي أعلى البطن.

ج. اللفائفي The Ileum

ويشمل الثلاثة الأخماس الباقية من الأمعاء الدقيقة، ومكانه في يمين أسفل البطن.

2. الأمعاء الغليظة The Large Intestine

الأمعاء الغليظة، أو القولون، توجد على شكل حدوة حصان، وطولها حوالي 1.5 متر ومحيطها ضعف الأمعاء الدقيقة، أو أكبر. ويبدأ القولون من الجهة اليمنى بالجزء الذي يسمى "القولون الصاعد" Ascending Colon، أو الأعور، أو المصران الأعور، وسمى كذلك لأن فتحته السفلي مسدودة، وله فتحة واحدة من أعلى متصلة بالقولون المستعرض. ويتصل بالأعور أنبوب ضيق على شكل دودة، لذلك سميت "الزائدة الدودية" Vermiform Appendix، وطولها، في المتوسط، حوالي 10 سنتيمترات، وهي جزء منقرض من الأعور، ولا وظيفة لها في الإنسان.

ويحتل القولون الصاعد الجهة اليمنى من البطن، ثم ينثني تحت الكبد مكوناً الزاوية الكبدية، ثم القولون المستعرض Transverse Colon، الذي يتجه إلى أعلى البطن من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، ثم ينثني تحت الطحال مكوناً الزاوية الطحالية، ثم يتجه لأسفل في الجهة اليسرى من البطن، ويسمى "القولون النازل" أو "الهابط" Descending Colon. ثم يأخذ شكل حرف S، ويحتل الجزء الأسفل من البطن والحوض، ويسمى "القولون السيني" Sigmoid Colon، ثم يعتدل مستقيماً ويتجه إلى أسفل، يُسمى "المستقيم" Rectum، ثم ينتهي بفتحة الشرج The Anus. ويعد كل جزء في الجهاز الهضمي، عضواً قائماً بذاته، نظراً لاختلاف الوظيفة، التي يؤديها كل عضو.

وتحرك الأمعاء الدقيقة والغليظة، عضلات في طبقتين: طولية خارجية، ودائرية داخلية؛ ويبطّنها من الداخل الغشاء المخاطي. ومهمة تلك العضلات، هي خلط الطعام وتحريكه، بفضل موجات من الانقباضات، تسمى الحركة الدودية Peristaltic Movement. ووظيفة الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، هي الهضم والامتصاص، بفعل إنزيمات الأمعاء والبنكرياس وصفراء الكبد، التي تحول الغذاء إلى مستحلب من الدهون والبروتينات، ثم يُمتص بفضل ثنيات الغشاء المخاطي وأهدابه المخملية الدقيقة، التي تزيد من سطح الامتصاص، وتنتقل المكونات الممتصة، إلى الدم مباشرة.

ثانياً: رحلة الطعام داخل الجهاز الهضمي

يصل الطعام، بعد مضغه وابتلاعه، إلى المعدة، عبر مرحلتين أساسيتين، هما:

كسير الطعام بواسطة الإنزيمات الهاضمة، ثم دفعه إلى المكان الذي يليه في القناة الهضمية، في اتجاه واحد من المعدة إلى الأمعاء، وليـس العكس.

ثم تكسير وهضم هذا الطعام على نحو يسمح بامتصاصه إلى الدم، من خلال الأمعاء الدقيقة، ثم التخلص مما تبقى عن طريق الإخراج. ويصل الغذاء إلي نهاية الأمعاء الدقيقة بعد أربع ساعات من ابتلاعه، كما يصل إلى نهاية القولون بعد نحو 18ساعة. ودور القولون محدود بامتصاص الماء والملح، وتركيز البراز وخزنه إلى أن يحين وقت خروجه.

ويستلزم ذلك مرور التيار الدافع للهضم في اتجاه واحد منتظم، وكل ما يعيق هذه الرحلة، أو يبطئ حركتها، أو يعكس اتجاهها، يسبب اضطرابات وأمراض تصيب الجهاز الهضمي، مثل الحموضة الزائدة، والإمساك، والقيء، والإسهال، والمغص أو الغازات.

ومعظم هذه الأعراض تدل على أن مصدرها في الجهاز الهضمي. فمثلاً: القيء والحموضة يصدران من المعدة غالباً، والمغص يصدر من الأمعاء أو المرارة. وتوجد أعراض ثلاثة حدوثها غير محددٍ بمكان في القناة الهضمية، وهي الإمساك، والإسهال، والغازات، بل هي قد تنشأ نتيجة أمراض أخرى خارج الجهاز الهضمي.

1. هضم الطعام داخل المعدة

يفرز الغشاء المخاطي المبطن للمعدة ما يلي:

أ. الببسين Pepsin

وهو إنزيم مهضم، وظيفته هضم المواد البروتينية في الطعام.

ب. حامض الهيدروكلوريك Hydro-Choleric Acid: Hcl

وهي مادة حمضية، وظيفتها الأساسية تطهير الطعام مما يحمله من خلايا ضارة وبكتريا. وتوجد مادة مخاطية أخرى تغطى جدار المعدة كله، خصوصاً طوال فترة الراحة، أي في حالة عدم وجود طعام داخل المعدة، حتى تحمي الغشاء المخاطي من تأثير حامض الهيدروكلوريك، أو من الإصابة، أو المهاجمة، من أي ميكروب ضار في الطعام.

وتفرز المعدة هذه الإفرازات في حالتين هما:

أ. الرغبة في تناول الطعام، وهي تؤثر على المعدة عن طريق العصب الحائر، Vagus nerve، الذي يدفع المعدة إلى إفراز حامض الهيدروكلوريك والببسين، استعدادا لاستقبال الطعام.

ب. تناول الطعام، ووصوله للمعدة، يحفزها على إفراز حامض الهيدروكلوريك والببسين، لتبدأ عملية الهضم.

والهضم هو: موجات متعاقبة من الانقباضات في عضلات جدار المعدة، كل دقيقة، أو دقيقتين، ليتم خلط الطعام داخل المعدة، وطرده على هيئة دفعات متكررة، خلال فتحة الإثنى عشر، والمسماة الفتحة البوابية Pylorus (أُنظر شكل الوصف التشريحي للجهاز الهضمي)، ووظيفتها السماح للمواد المهضومة فقط بالمرور على شكل كرات مستديرة إلى الأمعاء الدقيقة. أما المواد الغير مهضومة، فلا يُسمح لها بالمرور.

وعند وصول الطعام إلى تلك الفتحة، وما يسبقهـا من اتساع بسيط في المعدة، يُفرز هرمون من خلايا هذه المنطقة، يسمـى هرمون الجاسترين Gastrin Hormone، ويؤدي إلى زيادة إفراز العصارات المعديـة، ليعجل عملية الهضم ويسرع بها.

وفي حال احتواء الطعام على مواد دهنية كثيرة، تفرز خلايا المعدة هرموناً آخر يسمى أنتروجاسترون Entro-gastrin Hormone، مهمته تعطيل عملية الهضم داخل المعدة، حتى تستعد العصارات، التي يفرزها البنكرياس والأمعاء الدقيقة والكبد، لاستقبال هذه الدهنيات.

2. هضم الطعام داخل الإثني عشر

تبدأ المرحلة الثانية للهضم في الإثنى عشر، في الجزء الذي يسمى "الصائم"، حيث توجد إفرازات من البنكرياس، والأمعاء، ومن الكبد والحوصلة المرارية.

وإنزيمات البنكرياس ثلاثة أنواع، هي:

أ. إنزيم الاميليز Amylase Enzyme

ومهمته هضم المواد النشوية، وتحويلها إلى سكريات بسيطة.

ب. إنزيم الليبيز lipase Enzyme

ومهمته هضم المواد الدهنية، وتحويلها إلى أحماض دهنية بسيطة.

ج. إنزيمات التربسين Trypsen والكيموتربسين Chemotrypsen:

ومهمتها هضم المواد البروتينية، وتحويلها إلى أحماض أمينية.

وهذه الأنواع الثلاث من الإنزيمات الهاضمة، تهضم كرات الطعام القادمة من المعدة وتكسّرها إلى مواد بسيطة، يسهل امتصاصها بعد ذلك.

ولا تقتصر وظيفة البنكرياس على إفراز تلك الهرمونات فقط، بل يفرز كذلك مادة قلوية خاصة، لمعادلـة حامض المعدة المختلط بالطعام. وكذلك تفرز خلايا الغشاء المبطن للإثنى عشر سائلًا قلوياً، ليعادل تلك الحمضية؛ كما تفرز هذه الخلايا مادة مخاطية، تغطي الغشاء المخاطي للإثنى عشر، وتحميه من تأثيرات الطعـام الحمضي.

وتفرز الحوصلة المرارية Gall Bladder مادة الصفراء Bile، ومهمتها الأساسية، هي تحويل المواد الدهنية في الطعام، إلى مستحلب مما يسهل هضمها، بواسطة الإنزيمات الخاصة بذلك. كما تفرز خلايا الأمعاء الدقيقة، بعض الإنزيمات الهاضمة من الأنواع الثلاثة: الأميليز ـ الليبيز ـ التريبسين، لُتكمل هضم المواد، التي لم تهضم بأنزيمات البنكرياس. أي أن هذه الأنواع الثلاثة من الأنزيمات، يفرزها البنكرياس، كما تفرزها كذلك خلايا الأمعاء. ثم تُدفع بعد ذلك، المواد المهضومة إلى بقية الأمعاء الدقيقة، لإنهاء عملية الامتصاص الأساسية.

3. الامتصاص (أُنظر شكل الخملات أو الأهداب)

يجرى امتصاص نواتج الهضم بالكامل في الأمعاء الدقيقة، بعد أن تتحول المواد النشوية والسّكرية، والبروتينية، والمواد الدهنية، إلى مواد بسيطة سهلة الامتصاص. ويقوم بعملية الامتصاص مجموعة من الخلايا في الغشاء المخاطى المبطن لجدار الأمعاء الدقيقة، الذي يأخذ شكل زوائد تُسمى "الخملات" أو "الأهداب" Villi. وهذه الزوائد تزيد مساحة السطح المتاح للامتصاص بدرجة كبيرة جداً، ويوجد بها أوعية دموية وليمفاوية. إضافة إلى ذلك، فإن امتصاص الماء والأملاح المعدنية، خصوصا الكالسيوم والحديد ومجموعة من الفيتامينات، وأهمها فيتامين ب المركب، وفيتامين ب12 بصفة خاصة، تتولاه هذه الزوائد (الخملات).

أ. امتصاص النشويات Carbohydrates Absorption (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

تتحول النشويات إلى مجموعة من السكريات الأحادية Monosaccharides، أهمها سكر الجلوكوز، وكذلك بعض السكريات الأخرى، المسماة السكريات الثنائية Disaccharides مثل: السكروز Sucrose "سكر القصب "، والمالتوز Maltose " سكـر الشعير"، واللاكتوز Lactose "سكر الألبان". وأكبر كمية من النشويات يجري امتصاصها في الصائم، وأقلها باللفائفي.

ب. امتصاص الدهون Fats Absorption  (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

تتحول الدهون إلى مستحلب بواسطة إفرازات الحويصلة المرارية، ثم تتولى إنزيمات البنكرياس تحويلها إلى أحماض دهنية بسيطة، يتم امتصاصها إلى الكبد، ثم إلى الدم. أما الدهون الثلاثية Triglyceraides، فتُمتص من طريق الأوعية الليمفاوية، إلى الدم مباشرة دون المرور بالكبد، محدثه ما يسمى "تدهّن الدم"، بعد حوالي ساعتين من تناول الوجبـة الدسمة.

ج. امتصاص البروتينات Proteins Absorption (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

يجرى تكسير البروتينات إلى مجموعة من الأحماض الأمينية، التي تُمتص إلى الدورة الدموية البابية Portal Circulation، ومنها إلى الكبد.

ويُلاحظ أن كل نواتج الهضم، من السكريات الثنائية أو البسيطة، والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، تمتص في الدورة البابية إلى الكبد؛ ولكن الدهون الثلاثية تمتص في القناة الصدرية Thoracic Duct، عن طريق الأوعية الليمفاوية، ومنهـا إلى الدم مباشرة، أي لا تمر بالكبد. أما باقي المواد، كالماء والأملاح المعدنية والفيتامينات، فتمتص كلها في الدورة البابية، إلى الكبد مباشرة.

ثالثاً: ميكانيكية الجهاز الهضمي (أًُنظر شكل ميكانيكية الجهاز الهضمي)

تعتمد حركة الجهاز الهضمي أساساً على عضلات لا إرادية، في جدار القناة الهضمية، تتقلص في اتجاهات مختلفة لتدفع المحتويات إلى الأمام.

وفي المريء، يُدفع الطعام في شكل موجات سريعة، حوالي 2-3 سم في الثانية الواحدة، ليصل إلى فتحة الفؤاد Cardiac End، بين المعدة والمريء، فترتخي عضلات الفتحة الفؤادية في الحال، لتسمح بمرور الطعام، ثم تغلق بشدة، لمنع عودته إلى المريء مرة أخرى.

وبوصول الطعام إلى المعدة تبدأ موجات تقلصيه، بمعدل ثلاث مرات في الدقيقة، في اتجاه الفتحة البابية Pylorus. وهي موجات رقيقة وخفيفة، تؤدي إلى خلط الطعام جيداً بالعصارة المعدية، ثم دفعه إلى الإثنى عشر من طريق الفتحة البابية. وتكون الفتحة البابية مغلقة باستمرار، إلا عند مرور الطعام المهضوم، وذلك لمنع ارتداد العصارة الموجودة داخل الإثنى عشر إلى المعدة، وكذلك تحديد الكمية التي تمر من المعدة إلى الإثنى عشر مع كل دفعة من التقلصات المعدية، حتى لا تكون الكمية كبيرة ومتخمة للإثنى عشر.

ويصل الطعام المهضوم من المعدة، إلى الجزء الأول من الإثنى عشر، حيث يبقى فيه فترة، ثم يندفع بسرعة كبيرة خلال الأمعاء الدقيقة كلها، في موجات متعاقبة ومتلاحقة. وتحدث موجات دودية طاردة قوية في الأمعاء الدقيقة، تدفع كل موجة منها الطعام المهضوم إلى مسافة تصل ما بين 8 - 10سم في كل مرة. وتستمر الموجة لمدة ثانية واحدة فقط، وبين كل موجة وأخرى فترة استرخاء لمدة ثوان، أو أكثر من دقيقة. وهي فترة استرخاء للعضلات، استعدادا للموجة التالية.

يصل ما تبقى من الطعام، بعد امتصاصه، إلى فتحة في نهاية الأمعاء الدقيقة، وأول أجزاء القولون، تسمى، المصران الأعور. وهو غير الزائدة الدودية، يُسميها العامة خطأ. وتتحكم الفتحة المعوية القولونية، في مرور محتويات الأمعاء الدقيقة إلى القولون.

وتتأثر الفتحة المعوية القولونية، بتناول الطعام، حيث يحدث تأثير انعكاسي من المعدة إلى هذه الفتحة. وتتكون موجات تقلصيه طاردة، تفتح الممر إلى القولون. ويطلق على هذه العملية "التأثير المعدي القولوني للطعام" Gastrocolic Reflex. ويفترض أن ذلك يساعد على إخلاء الأمعاء الدقيقة، مما تبقى بها من محتويات، لكي تستعد لاستقبال الطعام الجديد.         

وتستغرق المدة بين تناول الطعام، ووصوله إلى الفتحة المعوية القولونية، حوالي 3-4 ساعات، وقد يبقى في نهاية الأمعاء الدقيقة لمدة قد تصل إلى حوالي الساعة؛ ثم يمر إلى المصران الأعور، ثم القولون الصاعد، وعندها تحدث موجات تقلصيه طاردة تدفع بالبراز، إلى القولون المستعرض والنازل والقولون الحوضي.

إن الوجبة التي يتناولها الفرد، تخرج على شكل براز، بعد فترة تختلف من شخص إلى أخر، وتراوح بين 24 إلى 72 ساعة، فإذا تأخرت عن ذلك كان الإمساك، وإذا أسرعت كان الإسهال.

عملية التبرز Defecation

1. يقصد بعملية التبرز إخراج بقايا الهضم والامتصاص. وهي عملية حيوية مبرمجة ومنظمة، بحيث أن تناول الطعام، يحرك خروج محتويات القولون.

وتحدث عملية التبرز نفسها عند وجود الرغبة في الإخراج، حين تبدأ موجات تقلصيه متعاقبة، تدفع بمحتويات القولون، لتتراكم في منطقة القولون الحوضي، حيث تحجزها عضلات عاصرة، ما بين القولون والمستقيم. ومع تراكم المحتويات يرتفع الضغط على العضلات العاصرة، فتفتح الطريق ليدخل البراز إلى المستقيم فجأة، فيشعر الإنسان بالرغبة الملحة في الإخراج.

ويندفع البراز إلى الخارج في موجات متعاقبة، فتخرج محتويات المستقيم، ثم محتويات القولون الحوضي، وهكذا.

ويساعد على الإخراج رفع ضغط البطن بإيقاف التنفس، وتقلص عضلات البطن إلى الداخل، ونزول الحجاب الحاجز إلى اسفل، وارتفاع عضلات الشرج والحوض إلى أعلى؛ فكل ذلك يساعد على دفع المحتويات إلى الخارج، مرة أو مرتين يومياً لدى الشخص العادي.

2. مكوّنات البراز

يحتوي البراز على بقايا الطعام المهضوم، التي لم تُمتص في الأمعاء الدقيقة، وهو خليط من الكالسيوم والفوسفات والحديد والماغنسيوم، وبعض من الأحماض الدهنية، والدهنيات الثلاثية، وكمية من الألياف النباتية، التي تأتى من تناول الخضراوات والفاكهة.

كما يحتوى على بعض البكتريا الميتة، والخلايا المتساقطة من جدار الجهاز الهضمي، طوال الرحلة الهضمية.

ويختلف حجم البراز من شخص إلى آخر، وفقاً لكمية الماء الذي يحتويه؛ فالماء هو ما يشكل الحجم الأكبر للبراز، ويمثل حوالي 60%-80% من وزنه. ويراوح متوسط وزن البراز لدى الشخص العادي 100-300 جرام.

أما رائحة البراز، فسببها وجود بعض المواد العضوية الناتجة من تفاعل البكتريا مع محتويات البراز، خصوصا الأحماض الأمينية والدهنية.

ويختلف لون البراز حسب نوع الأطعمة، التي يتناولها الإنسان؛ وكذلك نتيجة لوجود مادة تسمى الاستركوبلين Stercobilin، وتُنتج من أكسدة المادة الصفراء المتبقية في القولون بفعل البكتريا. ولهذا، ففي حالات الإسهال الشديد، لا يكون هناك وقت كاف للبكتريا لتؤدي عملها، فتظل المادة الصفراء بدون أكسدة، وتعطى الإسهال اللـون المائل للاصفرار.

رابعاً: أنواع الإسهال وأسبابه

1. التعريف

هناك عدد من التعريفات للإسهال، منها ما يلي:

أ. زيادة وزن البراز اليومي عن 350جم، ويصحب ذلك ـ عادة ـ زيادة في عدد مرات التبرز، وتغير في قوام البراز إلى السيولة.

ب. إخراج براز سائل أو مائي لا قوام له، عدة مرات متتابعة، وفي كمية تزيد على 300جم في اليوم.

ج. إخراج براز سائل، أو شبه سائل، يكون مصحوباً، عادة، بكثرة عدد مرات التبـرز، كما يتجاوز وزن البراز المتوسط الطبيعي المعروف 200جم.

والإسهال المائي الشديد، الكثير العدد، المصحوب بمغص، يكون غالباً من الأمعاء الدقيقة؛ أما إسهال الأمعاء الغليظة، فلا يصاحبه مغص شديد، ويكون البراز فيه متماسكاً وبه مخاط، وأحيانا به دم، وعدد مراته أقل.

ويُعد الإسهال حاداً إذا توقف خلال فترة أقل من أسبوع، بصرف النظر عن كونه شديـداً أو بسيطاً. كما يُعد مزمناً إذا استمر أكثر من أسبوعين.

2. الإسهال الحاد

يحتوى البراز في حالة الإسهال الحاد، على كمية كبيرة من الماء، ويصاحبه زيادة عدد مرات التبرز، ويكون مصدره، وغالبا،ً الأمعاء الدقيقة. ويستمر الإسهال على الرغم من عدم تناول سوائل أو أطعمة، لمدة لا تزيد عن أسبوع. وهو نتيجة إفراز سوائل كثـيرة من جـدار الأمعـاء الدقيقة. والإسهال الحاد نوعان: نوع ناتج عن أمراض غير معدية Infectious Diarrhea Non-، ونوع ناتج عن أمراض معدية Infectious Diarrhea.

ويتسبب الإسهال الناتج عن أمراض معدية، في وفاه أكثر من 4 ملايين طفل سنوياً، في الدول النامية، وسببه عدم توفر مياه الشرب الصالحـة، وعدم وجود صرف صحي، والزيادة السكانية، وقلة النظافة الشخصية، ونقص الخدمات الصحية، والفقر والجهل. كما يكثر انتشار الإسهال في المعسكرات والمصحات والملاجئ والمستشفيات، لأن العدوى تنتقل عم طريق الفم بتناول طعام أو شراب ملوث ببراز آدمي أو حيواني. أسباب هذا النوع من الإسهال. نتيجة الإصابة بعدوى ميكروبية، أو طفيلية، أو فيروسية، أو فطرية، ويصاحب الإسهال الميكروبي، عادة، أعراض عامة، كارتفاع درجة الحرارة والغثيان أو القيء، وآلام في البطن.

ومن أهم أسباب الإسهال الحاد الناتج عن أمراض معدية:

أ. أسباب ميكروبية

(1) الكوليرا Cholera Disease

وتنتشر في صورة أوبئة، وفي مناطق متوطنة من بلاد العالم الثالث. ويكون البراز شديد السيولة، وله لون ماء الأرز المغسول، ويصاحب ذلك تقلصات شديدة بالأمعاء، وعدم ارتفاع درجة الحرارة، تُعد من أهم العلامات المميزة للإصابة بالكوليرا.

(2) التسمم الغذائي بالميكروب العنقودي Staphylococcus

ويحدث الإسهال، عادة، بعد ساعات قليلة من تناول الطعام أو الشراب الملوث. ويصيب عدة أفراد تناولوا الطعام نفسه في وقت واحد.

(3) إصابة الأمعاء بميكروب التيفود Typhoid، أو الباراتيفويد Paratyphoid

يحدث الإسهال مبكراً أو متأخراً، وتصاحبه حرارة مرتفعة، مـع غثيان شديد وقيء أحياناً.

(4) إصابة الأمعاء بميكروب الدوسنتريا الباسيليه Bacillary Dysentery

أو الميكروب الذي يوصف حديثاً باسم كامبيلوباكتر، أو هيلكوباكتر Campylobacter or Hylicobacter، وقد يسبب ألماً شديداً يشبـه ألم التهاب الزائـدة الدودية.

(5) إسهال المسافرين Traveler's Diarrhea

يحدث إسهال المسافرين أو السّياح أثناء السفر أو بعده مباشرة، ويكون نتيجة عدوى بأنواع سامة من ميكروب الأشريشيا القولونية Escherichia Coli، أو ميكروب السالمونيلا Salmonella، أو طفيل الجيارديا أو الأميبا.

ب. أسباب فيروسية Viral Infection

يُعد الإسهال الفيروسي من أكثر أنواع الإسهالات حدوثا في فصل الشتاء. وينتج عن الإصابة بفيروس روتا Rota Virus، أو فيروس الأنفلونزا. ويحدث فجأة، ودون سابق إنذار، ويستمر يومين أو ثلاثة أيام فقط. وقد يصاحبه ارتفاع قليل في درجة الحرارة بسيطة وسعال أو زكام. ويتميز هذا النوع بأنه لا يستجيب للمضادات الحيوية، بل للراحة وتناول السوائل بكثرة.

ج. أسباب فطرية Fungal Infection

يعود سببه إلى فطريات تهاجم الغشاء المبطن للقولون بصفة خاصة، نتيجة هبوط مناعة الجسم العامة. وأهم هذه الفطريات النوع المسمى مونيليا Monilia، وتكثر الإصابة به، بين مرضى الأورام الخبيثة، نتيجة تناول العلاج الكيماوي. كذلك تحدث بعد استعمال مضادات حيوية قوية، تقضـي على البكتريا النافعة الموجودة بالفم، التي تتوازن مع هذه الفطريات وتمنع تكاثرها. وتحدث الإصابة الفطرية، كذلك، في مرضى الإيدز، أو بعد زراعة الأعضاء، خصوصاً زراعة الكلى، نتيجة استعمال مثبطات المناعة، لمنـع طـرد العضو المزروع. ويتسم الإسهال الفطري بأنه ليس عنيفـاً ولا مندفعاً، كما أن له رائحة كريهة. وتكون السيطرة عليه بالقضاء على السبب إذا أمكن، أو تخفيف حدة الإصابة، باستعمال مضادات الفطريات لفترات متفاوتة.

د. الإسهال الطفيلي Parasitic Infection

ينتج عن الإصابة ببعض الطفيليات وحيدة الخلية، مثل الدوسنتاريا الأميبية Entamoeba Histolytica، أو طفيل آخر يُسمى الجيارديا لامبليا Giardia Lamblia. وينتشر هذا الطفيل في المناطق المزدحمة، وتحدث العدوى به نتيجة لتناول المياه والطعام الملوث. والأطفال أكثر إصابة به من الكبار. وتسبب الطفيليات إسهالاً مزمناً لفترات طويلة، تصاحبه تقلصات في البطن، كما يتسم بإفراز مخاطي ودم في البراز.

أما أسباب الإسهال غير الميكروبية والناتجة عن أمراض غير معدية فهي:

أ. الإسهال الكاذب

وهو كثرة عدد مرات التبرز دون زيـادة في وزن البراز، مثلما يحدث عند القلق، بسبب إفراز مادة الأدرينالين بكمية زائدة. فهذه المادة تحرك الأمعاء والقولون بسرعة، وتسبب الإسهال، أو كثرة التّبرز. وكذلك في حالات اضطراب الجهاز العصبي، أو التهاب البروستاتا، وزيادة نشاط الغدة الدرقية. وفي كل هذه الحالات تكون كمية البراز ثابتة، ولكنها لا تخرج مرة واحدة، بل على عدة مرات. وفي حالات التبرز اللاإرادي، يخرج البراز من الحين للآخر عـدة مرات، ويكون ليناً وربما سائلاً، فيعطى الانطباع بوجود إسهال.

ونادراً ما تحتاج هذه الحالات إلى علاج، لأنها تتوقف تلقائياً مع زوال السبب.

ب. إسهال سكر اللاكتوز Lactose Intolerance

يؤدي نقص إنزيم اللاكتاز Lactase Enzyme من جدار الأمعاء، إلى عدم امتصاص سكر اللبن، المسمى سكر اللاكتوز، مما يزيد من تركيز هذا النوع من السكر في تجويف الأمعاء، عن تركيزه داخل خلايا الجسم. وعندما يزداد الضغط، أو التأثير الأسموزى Osmotic Pressure داخل الأمعاء، يؤدي إلى سحب كميات كبيرة من الماء من داخل الخلايا، محدثه إسهالاً شديداً، وتراكم غازات كثيرة. ويحدث هذا النوع من الإسهال بسبب وجود محاليل سكرية، أو ملحية مركزة داخل الأمعاء، والأمثلة على ذلك هو استعمال المسهلات المعدنية، مثـل سلفات الماغنسيوم، أو السكريات المركزة مثل اللاكتوز.

ج. الإسهال الكيماوي Chemical diarrhea

يحدث نتيجة تناول طعام ملوث بكيماويات، مثل المبيدات الحشرية والمبيدات الزراعية؛ وكذلك قد تسبب بعض العقاقيـر الطبية، مثل مضادات الحموضة، والمضادات الحيوية إسهالاً حاداً لدى بعض الناس. وقد لا يكون سبب إسهال المضادات الحيوية حساسية فقط للدواء، بل قد ينتج عن كبت بكتريا الأمعاء الطبيعية، واستبدال ميكروبات أخرى بها لا تتأثر بالدواء، وتحدث التهاباً حاداً في الأمعاء.

3. الإسهال المزمن، أو المتكرر

يُعد الإسهال مزمناً، إذا أستمر أكثر من أسبوعين، وقد يكون سببه أمراضاً معدية، مثل إصابة الأمعاء بالدرن، وقد يصاحب ذلك الدرن الرئوي أو يحدث مستقلاً. وكذلك العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والبلهارسيا المعوية، والأميبا، والجيارديا، التي قد تصبح مزمنة.

أما أمراض الأمعاء غير المعدية، المصحوبة بالإسهال، فأشهرها:

أ. أورام الأمعاء، أو الاستعمال المزمن للأدوية المسهلة، أو إدمان الكحول والمخدرات.

ب. أمراض سوء الامتصاص

تحدث بسبب مرور البراز بسرعة عبر القولون، دون أن يأخذ الوقـت الكافي لامتصاص السوائل منه وتجفيفه. ومثال ذلك مرض القولون العصبي، وما يسببه من تشنجات وتقلصات في جدار القولون، نتيجة التوتر. أو بسبب التهاب حادٍ في جدار القولون، يمنع امتصاص السوائـل في البراز. وقد يحدث كذلك بعد استعمـال المضادات الحيوية القوية، أو نتيجة لانسداد جزئي بالقولون، يؤدي إلى تراكم البراز ونمو ميكروبات ضارة داخله، تسبب التهاب الجدار. ومن الصفات التي يتسم بها انسداد الأمعاء الجزئي، حدوث نوبات متتابعة من الإمساك الشديد، ثم الإسهال الحاد المتتابع كريه الرائحة، بين نوبات الإمساك.

وهناك أسباب أخرى كثيرة لالتهاب الجدار المبطن للقولون، مثل الإصابة بالقولون التقرحي والبلهارسيا، وأحياناً حويصلات القولون المزمنة عند كبار السن، ومرضى الإمساك المزمن، أو مدمني استعمال الحقن الشرجية والملينات العنيفة. ويتسم الإسهال المزمن بحدوث نوبات من التقلصات المعوية، خصوصاً في وسط البطن، ثم الرغبة الملحة والسريعة في التبرز، ووجود كمية من المخاط بالبراز. وقد تحدث تعنيه شديدة إذا امتدت الإصابة إلى المستقيم بصفة خاصة. ونادراً ما يصحب الإسهال القولوني ارتفاع في الحرارة أو قيء.

وقد يحدث الإسهال، كذلك، نتيجة لقصور البنكرياس، أو استئصال الأمعاء الجراحي، والغزو البكتيري للأمعاء الدقيقة، والانسداد المراري، واحتباس الصفراء، أو بسبب انسداد الأوعية الليمفاوية.

وتعد أهم مشكلة لتشخيص الإسهال المزمن وعلاجه، هي التفريق بين الأسباب العضوية وبين الإسهال العصبي، الذي يستمر سنوات عديدة دون أن تصاحبه أعراض عامة، كفقد الشهية أو نقص الوزن، وتكون نوباته مرتبطة، عادة، بالتوتر والقلق النفسي. وينبغي البحث عن سبب عضوي للإسهال، إذا كان حديث العهد لدى مريض مسن، أو إذا صاحبته أعراض وعلامات في أجهزة الجسم الأخرى، كقروح الفم والتهابات العين، وآلام المفاصل، والطفح الجلدي، والبواسير والناسور. ويقتضي وجود الدم بالبراز، استعمال كل وسيلة ممكنة لتحديد مصدره وسببه.

الإسهال Fig02
 الإسهال Fig04
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإسهال Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإسهال   الإسهال Emptyالثلاثاء 25 ديسمبر 2018, 10:39 am

الإسهال


المبحث الثاني

الإسهال وأمراضه الشائعة وعلاجه

أولاً: كيفية حدوث الإسهال

يحدث الإسهال نتيجة لإفراز كميات كبيرة من السوائل، من جدار الأمعاء الدقيقة بسبب الضغط الأسموزي؛ ما يؤدي إلى حدوث إسهال مائي شديد وجفاف، مثل حالات الكوليرا. أو نتيجة لعدم امتصاص الماء بواسطة القولون، فتصبح كمية السوائل المفقودة أقل والبراز أكثر تماسكا، مثل حالات الدوسنتاريا. ولدى الأطفال يحدث النوعان معاً، بسبب مهاجمة الميكروبات الضارة لكل من الأمعاء الدقيقة والقولون.

ويعد حدوث المغص في نوبات متتابعة، دليلًا على أن الإصابة في الأمعاء الدقيقة، لان إصابة القولون لا تحدث مغصاً حاداً إلاّ في حالات نادرة، مثل حدوث انسداد معوي.

ثانياً: خطورة الإسهال

تؤدي الأمعاء الدقيقة وظيفة غاية في الأهمية، للمحافظة على صحة الجسم وحيويته، وعلى توازن أملاح الدم، كالصوديوم والبوتاسيوم. ويوجد الصوديوم على شكل كلوريد الصوديوم، وهو العامل الأساسي في الجسم للمحافظة على معدل ضغط الدم؛ بينما يوجد البوتاسيوم على شكل بيكربونات البوتاسيوم، ولابد من توازنٍ بين الصوديوم والبوتاسيوم. وإذا حدث خلل في هذا التوازن، انهارت الدورة الدموية. ويجري امتصاص الصوديوم والكلوريد، في القولون، كما يُفرز، في الوقت نفسه، البوتاسيوم والبيكربونات.

وعند حدوث إسهال، يفقد الجسم جزءاً كبيراً من كلوريد الصوديوم فقط؛ ما يؤدي إلى زيادة مستوى البوتاسيوم والبيكربونات، وحدوث خلل في التوازن، وهو ما يؤدي إلى انهيار الدورة الدموية، واحتمال الصدمة والوفاة. لذلك، فإن التعويض بالماء فقط لا يجدي، بل لا بد من التعويض كذلك بأملاح الصوديوم والجلوكوز، لتعويض النقص في امتصاص المواد السكرية.

ويحتوى الجدار المبطِّن للأمعاء الدقيقة، على نوعين من الخلايا: أحدهما وظيفته الامتصاص، والثاني وظيفته الإفراز. وعند الإصابة بالإسهال الميكروبي، نتيجة إفراز سموم، فإنها تؤثر على خلايا الإفراز، ولا تؤثر على خلايا الامتصاص، التي تظل تعمل بشكل شبة طبيعي، على الرغم من زيادة الإفراز من الخلايا الأخرى.

ثالثاً: تشخيص الإسهال

1. الاهتمام بالتاريخ المرضى بكل دقائقه، مثل معرفة شدة الإسهال، وعدد مرات التبرز، وقوام البراز، ووجـود دم في البراز. والسؤال عن أعراض أخرى، مثل: الانتفاخ والغازات وآلام البطن، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة الحرارة، والعرق الغزير.

2. فحص مريض الإسهال، وليس فحص الجهاز الهضمي فقط، بل يشمل الفحص أجهزة الجسم الأخرى. وفحص البراز بالعين المجردة، وكذلك فحص الشرج والمستقيم بالإصبع والمنظار العادي، وفحص الأمعاء بأشعة الباريوم، ثم منظار الألياف الضوئية، الذي يستطيع أن يستكشف مناطق من الأمعاء لا يصل إليها المنظار العادي. وذلك لتشخيص التهابات الأمعاء المختلفة، ولتشخيص أورام الأمعاء وتحديد طبيعتها، وأخذ عينات من جدار الأمعاء، أو من الأورام، من طريق المنظار، للفحص الباثولوجي.

3. ولمعرفة الإسهال الناتج عن سوء الامتصاص من الأمعاء الدقيقة، يُحدد نسبة الدهن في البراز، وقياس قـدرة المريض على امتصاص سكر اللاكتوز، وأخذ عينات من الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة، من طريق المنظار.

4. استعمال النظائر المشعة لقياس قدرة الأمعاء عـلى الامتصاص، أو تحديد نسبة فيتامين ب 12، أو حمض الفوليك في الدم. ولتشخيص الحساسية ضد مادة الجلوتين، الموجودة في القمح، يمتنع المريض، عن أي طعام يحتوى على القمح، فإن تحسنت حالته كان ذلك دليلا على احتمال إصابته بهذا المرض، كما يكون في الوقت نفسه، طريقة العلاج.

5. عمل صورة دم كاملة وسرعة ترسيب، وقياس الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفات والحديد والألبيومين في الدم، وعمل أشعة موجات فوق صوتيـة، أو أشعة مقطعية بالكمبيوتر، على البطن.

رابعاً: علاج الإسهال

1. التعويض السريع للنقص في السوائل والأملاح، عن طريق تناول محلول معالجة الجفاف بالفم، أو بالوريد، حسب حالة المريض. كما يؤخذ مضادات المغص أو خوافض الحرارة، إذا لزم الأمر.

2. محاولة إيقاف الإسهال بسرعة، باستعمال العقاقير التي تبطئ من حركة الأمعاء، أو تلك التي تحتوى على مواد تزيد من قوام البراز وتماسكه، مثل مادة البكتين أو الكاولين وغيرهما.

3. علاج سبب الإسهال، سواء كان ذلك بعلاج الميكروبات، أو بإزالة الأسباب، كما هو الحال في الإسهال الأسموزي Osmotic Diarrhea، وإسهال المليّنات.

4. علاج حالات العدوى بالتيفود والسالمونيلا والدوسنتاريا الباسيلية، بالمضادات الحيوية المناسبة؛ وكذلك علاج العدوى بالأميبيا والجيـارديا والحالات العاجلة، مثل إسهال المسافرين والسياح.

5. الراحة ضرورية لعلاج الإسهال، كما أن تناول الأطعمة ينبغي أن يخضع إلى نظام دقيق؛ فعلى الرغم من أن الامتصاص لا يتأثر كثيراً، إلّا أنه يجب تناول الأطعمة التي لا تحتاج إلى مجهود من الجهاز الهضمي لامتصاصها، مثل: السوائل والنشويات البسيطة، والبروتينات الخفيفـة. كما يجب الابتعاد عن تناول المواد الدهنية والزيوت، التي تحتاج إلى مجهود مضاعف للهضـم والامتصاص، وتزيد من إفراز السائل المراري من الحوصلة المرارية، وهو سائل يزيد من حركة الأمعاء الدقيقة، مما يزيد الإسهال سوءاً.

خامساً: أمراض الإسهال الشائعة وطرق علاجها

1. أمراض الإسهال الناتجة عن سوء الامتصاص

تنجم عن قصور في الهضم، أو خلل في امتصاص الأمعاء نفسها.

أ. أسباب قصور الهضم

(1) أمراض المعدة المزمنة والأورام، أو استئصال جزء من المعدة جراحياً".

(2) أمراض البنكرياس المزمنة والأورام.

(3) أمراض الكبد والمـرارة، مثل تليف الكبد، وانسداد قنوات الصفراء.

ب. أسباب اختلال الامتصاص من الأمعاء نفسها

(1) ضمور الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، بسبب حساسية لمادة الجلوتين، الموجودة في بروتينات بعض الحبوب كالقمح والشعير. وتظهر أعراضه في الأطفال، عادة، على شكل إسهال مستمر، وقد يتأخر ظهور الإسهال حتى البلوغ.

(2) التهاب الغشاء المخاطى المبطن للأمعاء بعدوى ميكروبية، كالدرن، أو طفيلية، كالجيارديا، أو دون سبب معروف، كمرض "كرون" Chron's Disease، الذي سمى باسم بالطبيب الأمريكي الذي أكتشفه لأول مرة عام 1932، وهو مرض يصيب آخر جزء في الأمعاء الدقيقة، ويندر حدوثه، في البلاد العربية.

(3) إصابة الأوعية الدموية أو الليمفاوية أو الأعصاب المتصلة بالغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، في مرضى البول السكري، وتصلب الشرايين، والأورام الليمفاوية، وكذلك مضاعفات بعض الأدوية، أو تعرض الأمعاء للإشعاع.

(4) نقص المساحة المتاحة للامتصاص من الأمعاء، نتيجة استئصال جراحي، أو ناسور داخلي يوصل بين المعدة والأمعاء، أو بين الأمعاء بعضها ببعض، ويختزل طولها.

ج. الأعراض

أعراض سوء الامتصاص وعلاماته كثيرة، يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مجموعات، هي:

(1) أعراض إصابة الأمعاء نفسها

كالإسهال والمغص والانتفاخ وكثرة الغازات والرّيح. ومن أهم أعراضها، كذلك، البراز الدهني، وهو براز كبير الحجم، فاتح اللون، لامع، كريه الرائحة.

(2) أعراض نقص مكونات الغذاء وسوء التغذية

كالهزال والأنيميا ولين العظام والتهاب الفم واللّسان، والتهاب الجلد، وسيولة الدم مع سرعة النزف، وتورم القدمين بسبب قلة البروتين، وضعف المقاومة، وكثرة الإصابة بالعدوى والنزلات.

(3) الأعراض المرتبطة بالمرض الأصلي المسبب لسوء الامتصاص

مثل مرض الدرن أو البول السكري، أو الأورام الليمفاوية، وتليف الكبد.

د. التشخيص

يعتمد تشخيص سوء الامتصاص، إضافة إلى الفحص الإكلينيكي، والسؤال التفصيلي عن تاريخ المرض، على وسائل وتحاليل معملية متعددة، مثل:

(1) تحاليل كيميائية هدفها اختبار الامتصاص من الأمعاء، وتشمل:

(أ) قياس نسبة الدهن في البراز

وهي لا تتجاوز، عادة، 6جم في اليوم الواحد، ولكنها في مرضى البراز الدهني قـد تصل إلى 20جم أو أكثر.

(ب) اختبار كفاءة الأمعاء في امتصاص السكريات المختلفة

مثل امتصاص الجلوكوز، للتفريق بين أمراض البنكرياس وأمراض الأمعاء كسبب للبراز الدهني"، أو امتصاص سكر اللاكتوز، الذي يحتاج إلى إنزيم خاص يسمى اللاكتاز Lactase Enzyme، موجود في جدار الأمعاء. وفي حالة نقص هذا الأنزيم، يخرج السكر في البراز مسببا إسهالاً شديداً. كما توجد اختبارات خاصة لقياس امتصاص فيتامين ب12، أو حمض الفوليك، اللذين يسبب نقصهما نوعا خاصا من الأنيميا. ومن الممكن استخدام فيتامين ب 12 المشع في تشخيص مثل هذه الحالات.

(ج) فحص الأمعاء الدقيقة بالأشعة العادية

أو أشعة بالصبغة باستخدام مادة "الباريوم" بالفم، وهي تظهر العلامات المميزة لسوء الامتصاص، مثل أتساع الأمعاء، أو تسطح خملات الامتصاص وكثرة تعرجات الباريوم داخل الأمعاء. وتظهر، كذلك، التغيرات النوعية والتشوهات، التي تصيب الأمعاء، كالقرح أو الناسور، أو الالتهاب، أو الورم.

(د) فحص نسيج الأمعاء عن طريق أخذ عينة من الجدار

بوساطة المنظار، أو كبسولة خاصة لتحديد أمراض الأمعاء المختلفة، خاصة ضمور الغشاء المخاطي، والالتهاب بأنواعه، والأورام، وتمدد الأوعية الليمفاوية، وأمراض الطفيليات، كالبلهارسيا والجيارديا، وأمراض نقص التغذيـة.

هـ. العلاج

علاج سوء الامتصاص أساساً، على تحديد سببه ومدى إصابته:

(1) هناك أمراض يكفي لعلاجها الامتناع عن تناول نوعٍ معين من الغذاء، مثل الامتناع عن شرب اللبن في حالات نقص إنزيم اللاكتاز، والامتناع عن تناول الأغذية، التي تحتوي على القمح والشعير، وذلك في حالات حساسية الجلو تين، كالخبز والمكرونة والبسكويت والكعك والبقسماط والفطائر والعجائن المصنوعة من دقيق القمح. أما الحـالات المزمنة والشديدة، فيحتاج علاجها، عادة، إلى مركبات الكورتيزون.

(2) علاج حالات الالتهاب النوعي، كالدرن Tuberculosis، وغير النوعي، كمرض كرون Chron's Disease، بأدوية الالتهاب المعروفة؛ وكذلك علاج الأورام جراحياً، أو كيميائياً.

(3) يؤدي سوء الامتصاص، على اختلاف أسبابه، إلى مضاعفات متعددة، يمكن تعويضها من طريق الحقن، لأن الامتصاص من خلال الفم والأمعاء غير مضمون. فالسعرات الحرارية، والبروتينات اللازمة لبناء الجسم، وإمداده بالطاقة، يمكن تغذيتها بالمحاليل، وكذلك المعادن الأساسية والفيتامينات.

2. الإسهال الناتج عن القولون العصبي Spastic Colon

يُحدث حالة من الألم أو الضيق بالبطن، مصحوباً بشعور الامتلاء والانتفاخ واضطراب البراز، دون مرض عضوي واضح. وهو من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعاً، وذلك لارتباطه بالتوتر، والأرق.

أ. الأعراض

أعراضه الثلاثة الرئيسية هي:

(1) ألم البطن

يتفاوت الألم، من مجرد شعور بالضيق، إلى ألم شديد بالبطن، ويصيب أي جزء منه، خصوصاً أسفل البطن، في الجانب الأيسر. وألم القولون يعقب ـ عادة ـ تناول الطعام، ويزول بعد التبرز، أو يزداد عقب التبرز.

(2) اضطرابات التبرز

مثل الإسهال، أو الإمساك، أو الحالتين معا. ويكثر إفراز المخاط، مع عدم وجود دم في البراز.

(3) الانتفاخ

شعور بالامتلاء، والضيق والألم، قد يكون موضعه الناحية اليسرى من البطن، وهو أعلى جزء من القولون، فيظن المريض أنه يعانى من مرض بالقلب أو الطحال. وقد يكون الانتفاخ والألم بالجانب الأيمن، فيتوهم المريض أنه يعانى مرضاً في الكبد أو المرارة. أو قد يكون الألم في الناحية اليمنى أسفل البطن، مثل التهاب الزائدة الدودية. ولدى النساء قد تماثل آلامه الآلام الخاصة بالتهاب المبيضين. وكثيراً ما تختلط أعراض القولون العصبي، بأعراض الألم الناتج عن أمراض المسالك البولية، أو الظهر.

ب. التشخيص

فحص المريض لتحديد موضع الألم. ومع أن استعمال المنظار القولوني لن يكشف أكثر من تقلص الأمعاء، وغزارة الإفراز المخاطي، لكنه يساعد في استبعاد الأمراض العضوية الأخرى وأهمها الأورام. وكذلك يفحص القولون بأشعة الباريوم. أما فحص البراز فقد يكشف عن مسببات أخرى بكتيرية أو طفيلية، خاصة في أمراض المناطق الحارة، كالدوسنتاريا والأميبا والبلهارسيا. وهذه المسببات يجب المبادرة إلى علاجها، لأنها قابلة للشفاء.

ج. الأسباب

(1) القلق النفسي والاكتئاب، هما أهم الأسباب، ويعد القولون العصبي جزء من اضطراب عام يشمل القناة الهضمية كلها من المريء إلى الشرج، فيختل الأداء في عضلات القناة وأعصابها؛ ما يؤدي إلى سرعة مرور المحتويات والإسهال، أو العكس، أي تقلص العضلات واحتجاز المحتويات ما يسبب الإمساك. وهذا الاختلال الوظيفي قد يعم، فيشمل أجهزة أخــرى، كالمثـانة البولية أو الرحم، فيسبب كثرة التبول أو عسر الطمث.

(2) هناك أسباب أخرى للقولون العصبي لها ارتباط وثيق بنوع الغذاء، مثل عدم هضم اللبن لنقص أنزيم اللاكتاز، وحدوث الانتفاخ والغازات بالبطن عقب تناول أكلات معينة، كالبقول والبصل أو الثوم. إن نقص الألياف من الأغذية، مثل الردة واستخدام الدقيق الفاخر والرغيف الأبيض، يحرم الجسم من عنصر أساسي في الغذاء السليم، له دور مهم في تشكيل حجم البراز المطلوب، لتنبيه عضلات الأمعاء وحفز حركتها. وقد ساعد ذلك على انتشار متاعب القولون، لدى الشعوب المتحضرة

(3) من أسباب القولون العصبي كذلك، تعرض القولون إلى مرض سابق، وأن كان قد عولج منه مثل الحمى المعوية، أو الدوسنتاريا، أو البلهارسيا، فمثل هذه الإصابات السابقة، على الرغم من شفائها، فإنها تحدث نوعاً من الخلل الوظيفي في أعصاب وعضلات القناة الهضمية وعضلاتها، يصعب علاجه.

د. العلاج

يُعالج القولون العصبي، بعد معرفة أسبابه ودواعيه، على النحو الآتي:

(1) قيام علاقة متفاهمة ومتعاطفة بين الطبيب ومريضه، أساسها الوضوح والتشجيع والثقة، لأن السبب الرئيسي للقولون العصبي هو التوتر والقلق.

(2) تجنب تناول الأغذية، التي قد تسبب حدوثه مثل اللبن، والبقول، والتوابل والبصل، والثوم، والفلفل، وغيرها من الأغذية.

(3) هناك مصادر أخرى لمتاعب القولون سببها كثرة ابتلاع الهواء، مع بلع الريق، أو مضغ اللبان، ومص الحلوى، أو بلع الهواء أثناء التدخين، أو شرب المياه الغازية.وكذلك كثرة الإفرازات المتساقطة من الأنف والحلق والزور، وما يصاحبها، عادة، من كثرة بلع الريق. ويمكن علاج مثل هذه الحالات باستخدام أدوية طاردة للغازات، مثل الفحم أو زيت النعناع.

(4) لمنع تقلص الأمعاء وآلامها، هناك مجموعة كبيرة من الأدوية المضادة للتقلصات Antispasmodics، وأدوية مطمئنة للقلق Tranquilizers، أو أدوية مهدئة للأعصاب.Sedatives

(5) القلق كثيراً ما يصاحبه الاكتئاب، لذلك، فإن مثل هذه الحالات قد تحتاج إلى رعاية متخصصة، في الطب النفسي.

3. الإسهال الناتج عن أورام الأمعاء

أ. الأعراض والتشخيص

لا تكشف أعراض أورام القولون والمستقيم، عن علامات محددة في المرحلة المبكرة، ولكن عند حدوث إسهال أو إمساك، أو كلاهما، بعد منتصف العمر، مصحوباً بألم في البطن، أو دم في البراز، يوجب فحص القولون فحصاً شاملاً، في غاية الاهتمام والحذر. كما أن الفحص الإكلينيكي وفحص الشرج بالإصبع، قد يكشف عن ورم في القولون نفسه، كذلك المنظار القولوني باستعمال الألياف الضوئية، يُمكّن من أخذ العينات النسيجية للفحص الباثولوجي.

كذلك يمكن فحص المستقيم والقولون بأشعة الباريوم في الحقنة الشرجية، وفحص البطن بأشعة الكمبيوتر المقطعية، لتحديد مدى انتشار الورم من جدار القولون إلى الخارج.

ولمّا كان الكبد هو المحطة الأولى، التي قد ينتشر إليها الورم من الأمعاء، لذا ينبغي تقييم حالة الكبد، بالفحص الإكلينيكي، والموجات فوق الصوتية، والنظائر المشعة، وأشعة الكمبيوتر المقطعية. وكذلك عمل صورة الدم، وفحص البراز للدم المختفي، والبحث عن دلالات الأورام المختلفة.

ب. العلاج

(1) يكون علاج أورام القولون والمستقيم الصغيرة والمتعددة، سلائل Polyps، عادة باستئصالها من خلال المنظار، ثم فحصها باثولوجياً لمعرفة طبيعة الخلايا، وهل هي حميدة أم خبيثة. ويجب فحص القولون والمستقيم بالمنظار سنوياً، لاكتشاف أي أورام جديدة لاستئصالها.

(2) أما سرطان القولون والمستقيم Cancer Colon، فعلاجه جراحي في المقام الأول، عن طريق الاستئصال الجذري، الذي يحتاج، عادة، لاستئصال نصف القولون، الأيمن أو الأيسر، حسب مكان الورم.

(3) أما علاج الأورام بالإشعاع، أو بالكيماويات، فيكون عقب العلاج الجراحي، أو في الأورام التي لا يمكن استئصالها جراحيا. ويجب متابعة المريض بالفحص الإكلينيكي، والمنظار، وتحليل الدم لدلائل الأورام، ثم فحص البطن بالموجات فوق الصوتية، للمراقبة المستمرة للكبد، بحثاً عن أي أورام ثانوية به، وقد تستجيب أحياناً للعلاج الكيمائي عن طريق شريان الكبد. وفي حالات نادرة يمكن استئصال فص من الكبد، إذا كان الورم الثانوي محدوداً.

4. إسهال التهابات الأمعاء

قد يكون التهاب الأمعاء حاداً أو مزمنا، وقد يصيب الأمعاء الدقيقة، أو الأمعاء الغليظة، وأحياناً يشملهما معا، وقد يمتد إلى المعدة.

أ. الأسباب

أسباب الالتهاب متنوعة، بعضها يوصف بأنه نوعى، أي أن سببه معروف ومحدد، وبعضها غير نوعي، أي مجهول السبب. وأسباب الالتهاب النوعي قد تنشا من ميكروبات معينة، منها الفيروسات والبكتريا، ومنها الطفيليات والفطريات.

وهناك أنواع أخرى من التهاب الأمعاء، تتميز باختلال جهاز المناعة في الجسم، مثل مرض الإيدز، حيث يؤدي نقص المناعة إلى العدوى بميكروبات غير عادية، لا تصيب الجسم في الأحوال العادية، ويصعب تشخيصها وعلاجها، مثل الفيروسات والفطريات الضعيفة.

ب. الأنواع

(1) التهاب الأمعاء الفيروسي

تدخل الفيروسات الجهاز الهضمي، عادة، عن طريق الفم والحلق، وتصيب الأمعاء والمعدة. ومن أهمها فيروس الروتا Rota Virus، الذي يسبب مرضاً حاداً لفترة قصيرة، يتميز بارتفاع الحرارة، والأوجاع والإعياء، والغثيان أو القيء، ثم مغص في البطن والإسهال. هذا الإسهال قد يكون شديداً يؤدي إلى الجفاف، ويمكن علاجه بالمحاليل المناسبة المحتوية على الجلوكوز والأملاح مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، وأغلب المرضى يشفون قبل أن تتاح الفرصة لتشخيص الفيروس بصورة مؤكدة.

هناك أنواع أخرى من الالتهاب المعوي الفيروسي، يكثر حدوثها بين السياح ونزلاء الفنادق، بصورة شبه وبائية. كما توجد أسباب أخرى غير فيروسية لمثل هذا الإسهال، المسمى إسهال السياح، منها بكتريا الأمعاء، وبكتريا التسمم الغذائي، وبعض أنـواع من الطفيليـات، مثـل الجيارديا والأميبا. وكلها إصابات قصيرة المدة، وقابلة للعلاج.

(2) التسمم الغذائي

يحدث التسمم الغذائي نتيجة لابتلاع مواد ضارة، تلهب المعدة والأمعاء، وتؤدي إلى المغص والقيء والإسهال، وفقد الماء والأملاح الضرورية. هذه المواد الضارة قد تكون أنواعا من البكتريا الملوثة للغذاء، مثل بكتريا السالمونيلا وبكتريا الكلوستريديوم، ومصادرها اللبن واللحوم والدواجن، وتتكاثر داخل الجسـم. وتحتاج أعراض التسمم إلى بعض الوقت، حتى تظهر. وقد تكون سموماً Toxins متولدة من البكتريا، وجاهزة للإصابة مباشرة، خلال ساعة أو نحوها، فيؤدي القيء والإسهال الناجمان عنها إلى الجفاف وانخفاض الحرارة.

مثال لذلك سموم الميكروب العنقودي Staphylococcus Toxins، التي تنتقل إلى الطعام ممن يشتركون في تداوله وإعداده، كالطهاة.

وهناك نوع ثالث من التسمم، هو تسمم المعلّبات Botulism، ومصدره المأكولات المحفوظة والمعلبات الملوثة، ويؤدي إلى شلل الأعصاب والأطراف.

ويصيب التسمم الغذائي عدة أفراد بشكل وبائي، جميعهم أكلوا من طعام مشترك. وهناك أسباب أخرى للتسمم الغذائي، مثل تناول بعض أنواع النباتات السّامة كعش الغراب، أو أنواع أخرى من الفطريات تختلط بالحبوب، كالقمح. وهناك مصادر أخرى حيوانية كالأسماك والمأكولات البحرية، التي قد تسبب أحياناً التسمم، فضلاً عن التسمم الغذائي بالمواد الكيميائية، والمبيدات الحشرية.

ولا يكتفي العلاج في مثل هذه الحالات بغسيل المعدة وتسكين الألم، وتعويض الجفاف، بل يجب جمع مخلفات القيء والبراز وبقايا الطعام، للتحليل وتحديد السبب، وكذلك فحص الأفراد، الذين يتداولون مثل هـذه الأطعمة، لوقاية المجتمع.

(3) إسهال الكوليرا

مرض معدي وحاد، يتميز بإسهال شديد مع فقدان للسوائل والأملاح؛ ما يؤدي إلى جفاف الجسم وفشل الكليتين. وسببه ميكروب من فضلات الإنسان، يلوث المياه والطعام، ويعيش هذا الميكروب متوطناً في مناطق من آسيا خاصة الهند، وينطلق في موجات وبائية إلى بلاد كثيرة.

وتمر العدوى بميكروب الكوليرا بمرحلة حضانة، تستغرق عدة ساعات إلى أيام قليلة، ثم يحدث القيء والإسهال بصورة عنيفة، مصحوبين بالمغص وتقلص العضلات، وهبوط الدورة الدموية، وقد يفضي ذلك إلى الموت خلال 24 ساعة. وهناك حالات أخف من ذلك بكثير، كما يوجد حاملو الميكروب، الذين لا يشكون من أعراض، أو يشكون فقط من إسهال خفيف.

وقد اتضح أن سبب الكوليرا ليس خللاً في الأمعاء، وإنما فرط الإفراز منها. ويعتمد العلاج على تعويض الفاقد من الجسم، بإعطاء محلول الملح والجلوكوز، مضافاً إليه البيكربونات "لمنع حموضة الدم" والبوتاسيوم، عن طريق الفم، عادة، أو في الوريد، إذا لزم الأمر. وأما التطعيم فقيمته ومفعوله محدودان.

(4) إسهال التيفود والباراتيفويد

تسبب هذه المجموعة، من بكتريا السالمونيلا التيفودية والباراتيفويدية Salmonella Typhi & Paratyphi، حمى مستمرة لعدة أسابيع، مصحوبة باضطراب في الأمعاء. ويكون مصدر العدوى، غالباً، مياه الشرب، أو الأطعمة الملوثة بفضلات الآدميين، من المرضى أو حاملي الميكروب.

وتنتشر هذه الأمراض بصورة متوطنة في المناطق، التي لا يتم فيها مراعاة وسائل الصحة العامة والنظافة، في مياه الشرب والصرف.

ينتقل الميكروب، بعد ابتلاعه من الأمعاء، إلى الكبد والطحال والعقد الليمفاوية ونخاع العظم، حيث يتكاثر، وهي مرحلة الحضانة الكامنة. وتستغرق أسبوعا إلى ثلاثة أسابيع، ينتقل بعدها الميكروب ليغزو الدم بأعداد كبيرة. فتبدأ الحمى وتستمر في المتوسط ثلاثة أسابيع، تتراجع بعدها حتى تشفي. وفي أثناء المرض يشعر المريض باضطراب الأمعاء، وإمساك أو إسهال، وانتفاخ البطن، ويكون اللسان، عادة، مغطى بطبقة كثيفة، والطحال متضخماً محسوساً. أما في الأطفال، فيظهر التيفود، عادة، على شكل نزلة حادة في المعدة والأمعاء،ويغلب عليها الإسهال الشديد.

ويتأكد تشخيص المرض بزرع الميكروب من الدم أو البراز، كما يساعد الاختبار المسمى "اختبار فيدال" Vidal Test، في الكشف عن ظهور الأجسام المناعية المضادة في الدم.

ويعالج هذا المرض، عادة، بالمضادات الحيوية.

(5) الدوسنتاريا

يطلق اسم "الدوسنتاريا" على مجموعة من الأمراض المٌعْدية، التي تسبب التهاب الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتتميز بالإسهال المصحوب بالمخاط والدم، مع آلام بالبطن. ومن أشهر أنواعها، الدوسنتاريا الباسيلية، والدوسنتاريا الأميبية.

(أ) الدوسنتاريا الباسيلية

يسببها ميكروب الشيجلا Shigella العصوي الشكل، وتنتقل العدوى في البراز من المريض، أو حامل الميكروب، عن طريق ماء الشرب، أو الأطعمة، أو الذباب، وتنتشر بين الأطفال في المدارس والمعاهد. وتصيب الدوسنتاريا أساساً، الأمعاء الغليظة، ويفرز الميكروب المادة السامة التي تنتشر، ويمتد ضررها إلى ما بعد الأمعاء.

يبدأ المرض عادة بصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، وغثيان، ومغص وإسهال، قد يصاحبه دم. ويستمر المرض أياماً قليلة، يُشفي بعدها. ويندر أن يتحول المريض إلى حامل مزمن للميكروب. أما الحالات الشديدة، فترتفع فيها الحرارة، ويزداد ألم البطن والإسهال مع فقد السوائل، وحدوث مضاعفات خطيرة، كالتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب، والتهاب قرحة العين، والتهاب البريتون.

ويعتمد علاج الدوسنتاريا الباسيلية على فصل الميكروب من البراز، والراحة، وتعويض السوائل المفقودة، وتناول المضادات الحيوية المناسبة.

(ب) الدوسنتاريا الأميبية

يسببها طفيل "أنتميبا هستولتكا Entaemeba Histolytica، الذي يعيش في القولون ويهاجم جدار الأمعاء، وقد ينتقل إلى الكبد فيحدث فيه خراجاً أو أكثر. أو قد يتحوصل الطُفيل في أكياس منيعة تستقر في جوف الأمعاء، ثم تخرج مع البراز، ومنه تنتقل إلى شخص آخر، عن طريق الفم وتلوث مياه الشرب والأطعمة، والذباب.

وأكثر مناطق الأمعاء إصابة بالأميبا، هي القولون السيني والمستقيم، وتهاجم الأميبا الغشاء المخاطي وتسبب تقرحه. وهذه القروح المتناثرة، تترك بقية الغشاء المخاطي سليماً فيما بينها، وتلتئم دون أن تترك ضرر.

ويبدأ المرض، عادة، في صورة، إسهال خفيف؛ وألم بالبطن وارتفاع بسيط في الحرارة، مع زيادة مرات التبرز، ووجود دم بالبراز.

وتشخيص الدوسنتاريا الأميبية يكون من طريق فحص القولون بالمنظار، الذي يبيّن القروح المتناثرة، تاركة بقية الغشاء المخاطي سليماً فيما بينها. وهو شكل يختلف عن الدوسنتاريا الباسيلية، وعن التهاب القولون غير النوعي، حيث يكون غشاء الأمعاء ملتهباً التهاباً شاملاً منتشراً. أما تحليل البراز فيجب أن يكون بعد التبرز مباشرة، حتى يُمكن التّعرف على الأميبا وهي نشيطة، وقبل أن تسكن وتتحوصل. وتعالج الدوسنتاريا الأميبية بأدوية متعددة، أكثرها استعمالاً المترونيدازول Metronidazol.

(ج) بلهارسيا الأمعاء

يُصيب مرض البلهارسيا، ملايين الناس خاصة في المناطق الريفية، وهو يستحق اهتماماً خاصاً، نظراً لمضاعفاته الخطيرة على المسالك البولية والأمعاء والكبد والرئة، وغيرهـا من أعضاء الجسم.

تظهر أعراض بلهارسيا الأمعاء كألم في البطن، وإسهال، ومخاط غزير ودم في البراز. إضافة إلى مضاعفاته بسبب الأنيميا وسوء التغذية من النزف.

ويعتمد تشخيص بلهارسيا الأمعاء، على رؤية البويضات في البراز بالميكروسكوب. أما منظار الشرج والقولون، فيستخدمان لأخذ عينة من الغشاء المخاطي، للبحث عن البويضات الكامنة. كما يساعد أيضاً التحليل المناعي في التشخيص.

وقد أصبح علاج البلهارسيا عن طريق استخدام دواء Praziquantel بالفم وليس بالحقن، في أقراص تعطى جرعة واحدة فقط. ويعد هذا الدواء أحدث ثورة في علاج البلهارسيا ومكافحتها، لأنه دواء سهل التناول، قصير المدة، وفعال وخال من الآثار الجانبية الخطيرة.

(6) تدرن الأمعاء والبريتون

يندر مرض تدرن الأمعاء في الدول المتقدمة، بينما عدد من الدول النامية، لا تزال تعاني منه. إلا أنه أصبح، في الغالب، أولياً بسبب تناول لبن ملوث، وليس ثانويا بسبب "تدرن الرئة".

يبدأ المرض باستقرار ميكروب الدرن في النسيج الليمفاوي للأمعاء، خاصة بقع باير Payer's patches، المتجمعة في نهاية اللفائفي، عند اتصاله بالقولون الأعور. وتتكدس الخلايا الملتهبة في تجمعات صغيرة كالدرنات، تدفع طريقها إلى الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، محدثة قرحاً دائرية مستعرضة الشكل، أو تجد طريقها إلى سطح الأمعاء، وتنتشر في الغشاء البريتوني وتلهبه. ويمتد الالتهاب من الأوعية الليمفاوية إلى الغشاء البريتوني؛ ما يؤدي إلى التصاق الأمعاء وانسدادها.

يصيب تدرن الأمعاء الصغار والكبار، وأعراضه ألم بالبطن وغثيان وإسهال، ثم أعراض عامة كارتفاع الحرارة والإعياء ونقص الوزن. ويبين الفحص الإكلينيكي ألماً في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وقد يحس كالورم إذا كان التليف كثيفاً. ومثل هذه الحالات تصاحبها أعراض الانسداد المعوي الجزئي، كالمغص الشديد والانتفاخ، أو تتلاصق أجزاء من الأمعاء وتتصل بينها النواسير Fistulae، فتسبب سوء الامتصاص. وأحياناً ينتشر الالتهاب الدرني، فيشمل الغشاء البريتوني المبطن لتجويف البطن كله، ويصبح ملمس البطن أشبه بالعجين، وقد يمتلئ البطن بانسكاب السائل الناتج من الالتهاب، مسببا الاستسقاء Ascitis.

ويندر أن يكشف التشخيص من طريق فحص البراز عن وجود ميكروب التدرن، وإنما يُكتشف بسبب ارتفاع سرعة ترسيب الدم، واختبار الجلد للدرن، وفحص الأمعاء بأشعة الباريوم وبمنظار الأمعاء،والمنظار البريتوني لتشخيص التدرن والاستسقاء. ويستكمل فحص المريض بأشعة الصدر فحصاً روتينياً، وإن كانت النتيجة، عادة، سلبية.

ويُعالج تدرن الأمعاء بأدوية التدرن الرئوي المعروفة لمدة 18-24 شهراً. أما الجراحة فتستخدم عند حدوث مضاعفات، كانسداد الأمعاء أو تكوين القرح، أو النواسير.

(7) مرض "كرون" Chron´s Disease

هو التهاب مزمن مجهول السبب، يصيب القناة الهضمية، ويتميز بتكوين تجمعات خلوية حبيبية. ويتميز مرض كرون بأنه متقطع، يصيب منطقة محدودة من الأمعاء،، ثم ينتقل إلى منطقة أخرى، وأحياناً يصيب القولون أو المستقيم، أو يصعد إلى المعدة أو الفم. ويبدأ الالتهاب تحت الغشاء المخاطي، ويمتد ليشمل كل جدار الأمعاء، فتضيق وتتكون النواسير، وتتضخم العقد اللمفية المجـاورة له.

وأعراض مرض كرون هي: ألم متكرر بالبطن، وإسهال ممتزج بالدم، وتشققات حول الشرج، وارتفاع الحرارة ونقص الوزن، والتهاب المفاصل أو العين أو الجلد أو الكبد. ومن علامات المرض وفرة التليف وتكوين النواسير. ويحتاج تشخيص المرض إلى فحص الأمعاء بالأشعة والمنظار، وأخذ عيِّنة من الجزء المصاب، وأحياناً أخرى يضطر إلى فتح البطن، واستكشاف المرض.

والعلاج، عادة، تكون فائدته محدودة بالأدوية، مثل مركبات الكورتيزون أو السلفا، لذلك يُلجأ إلى الجراحة لاستئصال الجزء المريض،أو لعلاج المضاعفات كالنواسير أو انسداد الأمعاء.

(Cool التهاب القولون التقرحي: Ulcerative Colitis

ينشأ هذا المرض، عادة، كالتهاب في الغشاء المخاطي، وتكوين خراريج صغيرة تنفجر وتصبح قروحا سطحية، في المستقيم والقولون، والأمعاء الدقيقة.

وأعراضه هي: إسهال متكرر أو مزمن، وبراز يغلب عليه المخاط، وأحياناً الصديد والدم، وقد يؤدي إلى فقد السيطرة على التحكم في الشرج،. وفي الحالات الشديدة يصبح القولون مؤلماً، قابلاً للتمدد والانتفاخ. إضافة إلى الأعراض العامة، مثل: التهاب المفاصل، والتهاب الجلد، والعين، والتهاب الكبد والقنوات المرارية، وارتفاع الحرارة، ,تورم أطراف الأصابع، والأنيميا، والهزال.

وقد يكون هذا المرض خفيفاً، يمر دون أن يشعر به أحد، أو يتكرر وينتشر ويتحول إلى السّرطان. وخطورته أنه يشخص خطأ كبواسير نازفة، أو إسهال عصبي، أو دوسنتاريا أميبية أو بكتيرية، ويظل يعالج شهوراً طويلة بأدوية كثيرة، على الرغم من استمرار الإسهال، ونزول الدم من الشرج.

ولذا، يجب فحص القولون بالمنظار، وأشعة الباريوم في كل حالة نزف من الشرج، خصوصاً بين كبار السن. أما المنظار فيكشف عن التهاب الغشاء المخاطي المبطن للمستقيم، ووجود قرح منتشرة، أو احتقان وتورم في الأنسجة المتهتكة. وأثناء الفحص المنظاري، ينبغي أخذ عينة نسيجية من الغشاء المخاطي لتحديد طبيعته. أما فحص القولون بأشعة الباريوم الشرجية، فيكشف عن علامات المرض الأخرى، مثل، قصر القولون وضياع تجاعيده، وانتشار القروح في جداره. كما يحدد الفحص، كذلك، مدى إصابة الأمعاء بالمرض. ويعتمد علاج التهاب القولون التقرحي على السّلفا ومركبات الكورتيزون.

وتستخدم الجراحة إذا فشل العلاج الباطني، أو إذا خِيف من حدوث السّرطان. وفي هذه الحالة يُستأصل القولون المصاب فقط، ويترك المستقيم والشرج، حتى يحتفظ المريض بالسيطرة والتحكم في الإخراج، وأحيانا يُستأصل المستقيم، وتستعمل فتحة خارجية في جدار البطن لجمع البراز.

(9) سلس البراز أو التبرز اللاإرادي Fecal Incontinence

يحدث سلس البراز إذا قلت مساحة المستقيم، نتيجة جراحة في هذا المكان، فيصبح غير قابل للتمدد. أو قد تحدث في المستقيم التهابات شديدة وحادة، عند الإصابة بالدوسنتاريا مثلاً، فيفقد قدرته على التمدد والتحكم. كما قد تصاب الأعصاب المنظمة للإخراج بالفشل، نتيجة إصابة في النخاع الشوكي، أو بسبب التهاب الأعصاب المصاحب للسكر. كذلك قد تصاب العضلة العاصرة بالفشل نتيجة أمراض في الشرج، كالبواسير والناسور، أو بعد إجراء عملية لإزالة أورام أو بواسير داخلية.

ويعتمد العلاج أساساً على إزالة السّبب أو التأقلم على الوضع الجديد، واستعمال الوسائل المناسبة مثل الحفاضات وغيرها.



       

المصطلحات الطبية

1. الجهاز الهضمي The Digestive System

يتكون الجهاز الهضمي من القناة الهضمية Elementary canal، ومن الغدد المساعدة، مثل: الكبد والبنكرياس والمرارة والغدد اللعابية. وتبدأ القناة الهضمية بالفم، ثم البلعوم، فالمريء، فالمعدة، ثم الإثنى عشر، والأمعاء الدقيقة، ثم الغليظة والمستقيم، وتنتهي بفتحة الشرج.

2. سكر القصب Sucrose

سكر ثنائي نباتي، يوجد في نبات قصب السكر.

3. سكر الشعير Maltose

سكر ثنائي نباتي، يوجد في نبات الشعير.

4. سكر الألبان Lactose

سكر ثنائي حيواني، يوجد في اللبن

5. الميكروب العنقودي Staphylococcus

بكتريا تسبب التسمم الغذائي، ويحدث الإسهال عادة، بعد ساعات قليلة من تناول الأطعمة الملوثة.

6. ميكروب الشيجلا Shigella

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألما شديدا يشبه ألم الزائدة الدودية.

7. ميكروب كامبيلوباكتر أو هيلكوباكتر Campylobacter or Hylicobacter

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألماً شديداً يشبه ألم الزائدة الدودية، ويصاحبه الإسهال عادة، بعد مرور يوم أو أكثر، على تناول الطعام الملوث.

8. ميكروب الاشريشيا القولونية Escherichia coli

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألماً شديداً بالبطن، وإسهالاً حاداً يسمى "إسهال المسافرين".

9. الجيارديا لامبليا Giardia Lamblia

طفيل يؤدي إلى حدوث ألم بالبطن، وإسهال يتميز بوجود مخاط ودم.

10. الدوسنتاريا الأميبية Entamoeba Histolytica

طفيل وحيد الخلية، يسبب دوسنتاريا أميبية تشبه تماماً ما تحدثه الجيارديا، ولكن ألم البطن أقل.

11. السليلة Polyp

ورم شبيه بحبه العنب الناتئ من الغشاء المخاطي للقولون، وقد يكون واحداً أو أكثر.

12. روتا فيروس Rotavirus

فيروس يسبب الإسهال الشتوي للأطفال أقل من سنتين، ويصاحبه ارتفاع في الحرارة وإسهال شديد؛ ما يؤدي إلى حدوث جفاف ونقص في السوائل.

13. سموم Toxin

سموم تفرزها بعض أنواع من البكتريا، وتسبب الأمراض للإنسان.

14. تسمم المعلبات Botulisum

نوع من أنواع التسمم الغذائي، يؤدي إلى شلل الأعصاب والأطراف وقد يسبب الوفاة؛ ويحدث نتيجة تناول معلبات ملوثة، بالأكل الفاسد.

15. بقع باير Payer's patches:

جزء من الجهاز الليمفاوي للأمعاء، وتوجد على جدار الأمعاء الدقيقة وينتشر فيها البكتريا وغيرها.

16. مرض كرون Chron's Disease:

التهاب الأمعاء الدقيقة بلا سبب معروف حتى الآن، أُطلق عليه اسم مكتشفه "كرون".

17. التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis:

التهاب الأمعاء الغليظة والقولون بلاسبب معروف حتى الآن، وتحدث فيه تقرحات كثيرة ulcers، ومن هنا جاءت التسمية Ulcerative، وهو قد يتحول إلى سرطان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإسهال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مضادات الإسهال
» الإسهال Diarrhea
» مضادات الإسهال anti-diarrhea drugs
» لعاب اللسان أحدث وسيلة لعلاج الإسهال بالسفر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: