منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Empty
مُساهمةموضوع: الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب   الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Emptyالأحد 10 فبراير 2019, 7:07 am


الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب
د. نبيل احمد الامير

مفهوم الأمن بشكل عام وأنواعه:

الأمن يعني السكينة والاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي، واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية .

أما أنواع الأمن فهي:

- الأمن النفسي

- الأمن الثقافي والفكري

- الأمن الاقتصادي

-الأمن المائي

- الأمن الوطني

- الأمن الوقائي

- الأمن الغذائي



مفهوم الأمن الفكري:

ويعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية أبعاد الأمن الوطني .

وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية والفكرية من الاختراق او الاحتواء من الخارج، ويعني أيضا الحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي، وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف .

وهو أيضاً إطمئنان الناس على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية،ويعني السكينة والاستقرار والاطمئنان القلبي واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية .

ويعني كذلك صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقائدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده .



أهمية الأمن الفكري:

يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .



أهداف الأمن الفكري:

يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرباط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .

وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري، والانحراف الثقافي، والتطرف الديني، بل يتعدى الأمن الفكري ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .



مصادر تهديد الأمن الفكري:

لقد تعددت مصادر تهديد الأمن الفكري واختلفت باختلاف مروجيها فتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة. ولما كانت الرقابة الأمنية او الضوابط والقيود على ماتقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والانترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان ضبطها بسبب العولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة، فقد أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية متكاملة أمراً ملحا للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافيا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي .



الربط بين الأمن الوطني والأمن الفكري:

ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وايجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك، يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف الى حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة .

هذا البعد من وجهة نظرنا يمثل بعداً إستراتيجياً للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلباً على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لان الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات، وهذا ما يحرص الأعداء دائماً على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف .



وسائل حماية الأمن الفكري:

تتطلب حماية الأمن الفكري وجود وسائل وقائية، وأخرى علاجية وهي على النحو التالي:



أولا / الوسائل الوقائية:

1- إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه، وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط واشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية .

2- معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها: فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها، لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس .

3- إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد، وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع، لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع .

4- الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى .

5- هناك نسبة لا بأس بها من المنحرفين هم من الطلاب، لذا يجب أن يحصل تفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها، بحيث يجعل منها مؤسسات مفتوحة رائدة في تعميم التربية والمعرفة، مما يسهل لها متابعة رسالتها السامية في إيجاد المواطن الصالح، بحيث يتهيأ ذهنياً ونفسياً للتوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية .

6- إن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .

7- من الأهمية بمكان أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع .

8- ينبغي ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي الفكري أو الأخلاقي منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة، والاتصال بولي أمر الطالب لتنظيم التعاون مع الإدارة المدرسية قبل استفحال المشكلة، وعلاجها قبل أن تصبح سلوكاً اعتيادياً .



ثانياً / الوسائل العلاجية:

1- دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه، وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً .

2- تجنب الأساليب غير المجدية، فالمصاب بهذا المرض لا يعالج بالتركيز على الوعظ والتخويف من عقاب الله، لأن هذا الأسلوب في الغالب لايجدي معهم نفعاً، فأمثال هؤلاء يرون أنهم على صواب ودين، فكيف تعظ إنساناً يظن أنه على الدين الحق قبل أن تبين له خطأه الفكري فيما يراه حقاًّ .

3- وجوب الأخذ على أيديهم، ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم

4- النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري، الذين يريدون خرق سفينة المجتمع واغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرئهم على الفُتيا بغير علم .

5- ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل، وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه، فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان، وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة .

إن الأمن الفكرى موضوع مهم يلمس الأمن القومى، وأن الإهتمام بالأمن الفكري فى توصيل الإستراتيجية ومحاورها فى صورة سهلة مبسطة لكافة المنظومة التعليمية بدءا من القيادات وانتهاء بالطالب فى مدرسته فهو أفضل الطرق للحصول على فكر واع مستنير مبنى على حب الوطن والانتماء الحقيقى .

أن تناول خطة ستراتيجية الأمن الفكرى ضرورة ملحة تفرضها علينا الظروف الراهنة وذلك للعمل على حماية أولادنا وصيانة فكرهم من كافة أنواع الغزو الثقافى الهدام الذى قد يتعرضون له، من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى .



خطة الأمن الفكري . . .

تتضمن خطة الأمن الفكري خطة تدريجية استراتيجية باربع مراحل:

١- المرحلة الأولى ترتبط بنشر ثقافة الأمن الفكري داخل المؤسسة التعليمية، وبناء القدرات من المعلمين والأخصائيين ومديري المدارس والطلاب وأولياء الأمور، مع إنشاء أندية الأمن الفكري والتي تضم مجموعة من الطلاب، وأولياء الأمور وبإشراف الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بمتابعة وحدات التدريب والجودة.

٢- المرحلة الثانية ترتبط بتنمية مكونات الأمن الفكري باستخدام أنشطة مصممة لذلك ينفذها المعلم باستخدام أندية الأمن الفكري .

٣- المرحلة الثالثة ترتبط بتنمية مكونات الأمن الفكري خلال المناهج الدراسية بعد ضمان بناء قدرات المعلمين وبناء الوعي العام داخل المدرسة وخارجها حول مفاهيم ومكونات الأمن الفكري .

٤- المرحلة الرابعة يتم فيها دمج محاور الأمن الفكري كجزء من الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم قبل الجامعي .



مكونات مفهوم الأمن الفكرى . . .

- الولاء والانتماء للوطن

- التحصين الفكري والأخلاقي للطالب

- التربية الأخلاقية

- تأكيد قيم التسامح والاعتدال والوسطية

- شر ثقافة الحوار والاختلاف

- تقدير وقبول الآخر

- نبذ أشكال العنف والتطرف الفكري

- تقدير العقل وتهذيب النفس

- آليات الأمن التقني وأمن المعلومات

- معالجة الشائعات عبر وسائط المعلومات والتواصل

- تقدير رجال الدين والفكر والدولة

- تقدير رجال الأمن في الحفاظ على الوطن والمؤسسات والأفراد .



المدرسة والمدرسين في تعزيز الآمن الفكري:

إن المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات، وان استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع .

ويخطئ مَن يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية تقتصر على تعليم القراءة والكتابة واعطاء مفاتيح العلوم للطلاب دون العمل على تعليم الناس ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية، وترجمة هذه العلوم إلى سلوك وواقع ملموس . وأهم شيء يحتاجونه ولاحياة لهم بدونه هو الأمن في الأوطان، وأستطيع القول بأن الأمن هو مسؤولية الجميع، ولكنه في حق المؤسسات التعليمية أهم، لأن هذه المؤسسات تجمع كل فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم بدايةً من السن المبكرة التي تتمثل في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، وفيها يستطيع المعلم والمربي أن يشكل الطالب بالكيفية التي يريدها، فإذا لقي الطالب مَن يوجهه التوجيه السليم نشأ نشأة طيبة يجني ثمارها المجتمع الذي يعيش فيه، وان كان الحاصل غير ذلك فالعكس هو النتيجة الحتمية، خاصة أن الذين يقومون على هذه المؤسسات هم خلاصة مفكِّري الأمة، وفيهم يجب أن تجتمع الصفات الحميدة المؤهلة لإدراك أهمية الأمر، والشعور بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم الطلاب في جميع تصرفاتهم وأعمالهم وأقوالهم .

ويجب أن تبدأ معالجة الانحرافات الفكرية بمعالجة الأسباب والعوامل المؤدية لها والوقاية منها .

إن لللمدرسة دور بالغ الأهمية في تنشئة شخصية الطالب من خلال استكمال دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى بتطويع سلوكه وتوجيهه واكسابه القيم والمفاهيم الصحيحة . وهذا سوف يحصن الفرد ضد الموروثات الفكرية السلبية مهما كان مصدرها .

أما دور المعلم فهو عظيم ومهم، وتحمل الجزء الأكبر في تعزيز الأمن الفكري، فهو القدوة والمربي، والموجه والمحرك لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه، وكلمته مسموعة عندهم، بل يقلدونه في كثير من مناحي حياتهم، وسلوكهم ويعتبرونه المثل الأعلى لهم، لذا فإن مسؤولياته كبيرة، وتوجيهاته ضرورية وملحة .



لذا يجب مراعاة التالي:

1- يجب على المعلم أن يكون قدوة لعمل الخير والإصلاح والتوبة وتبني ما يسعد البشرية وخصوصاً مايجب على هذا المعلم تجاه وطنه ومجتمعه فضلاً على أنه معلم الخير ويحمل مسؤولية جسيمة .

2- ولكي يقوم المعلمون بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف، فلابد لهم أن يقوموا بتنشئة الطلبة تنشئة إسلامية صحيحة .

3- ومن الواجب على المعلمين أن يؤ كدوا على تمثل الطلبة بالقدوة الحسنة في سلوكياتهم وتصرفاتهم وفي الانسجام مع قيم المجتمع وقوانينه .

4- ترسيخ مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين واحترام آرائهم بقصد الوصول إلى الحق ومساعدة الطلاب على استخدام التفكير بطريقة صحيحة ليكونوا قادرين على تمييز الحق من الباطل والنافع من الضار وتنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطلاب .

5- الاهتمام بالتربية الاجتماعية والنفسية .

6- الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة .

7- تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة.

8- توجيه الشباب لطرق البحث عن المعلومات الصحيحة وتشجيعهم على ذلك .

9- تفهم طبيعة تفكيرهم ليسهل عليك الاتصال بهم .

10- مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل، والبعيدة عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة .



دور الاخصائى النفسى والاخصائى الاجتماعى:

١- اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها وتوظيفها .

٢- قياس مظاهر العنف ووضع خطة لتقليل نسبته

٣- تدريب الطلاب على التعبير بطريقة صحيحة عن غضبهم وانفعالاتهم .

٤- تنمية مهارات التواصل والحوار الفعال والتسامح فى البيئة المدرسية .

٥- التدريب العملى على مهارات ادارة الاختلاف وادارة الغضب .

٦- التواصل الجيد مع الاسرة ونشر ثقافة الأمن الفكرى .

٧- عمل دراسة حالة للطلاب الذين يعانون من مشكلات سلوكية ووجدانية ووضع خطة للتعديل .

٨- تنمية مهارات التفكير وحل المشكلات .

٩- تنمية القدرة على الابداع والابتكار .

١٠- تشجيع الطالب على المشاركة فى الانشطة .

١١- انشاء نادى الأمن الفكرى بالتعاون مع مسئول وحدة التدريب ومسئول الجودة ومسئولى المتابعة .

١٢- نشر ثقافة الأمن الفكرى بالبيئة المدرسية .

١٣- تنمية روح الانتماء والمواطنة .



الوسائل المقترحة للتنفيذ:

١- موقع المؤسسة التعليمية .

٢- الاذاعة المؤسسة التعليمية

٣- قضية اليوم

٤- صندوق التظلمات

٥- تنشيط البرلمان الشبابي

٦- مسابقات ثقافية وترفيهية

٧- رحلات ترفيهية وتربوية

٨- معسكرات متنوعة

٩- النشرات والمجلات

١٠- فيديوهات وقصص تربوية

١١- جلسات الدعم النفسى .

١٢- المناظرات والندوات .

١٣- النشاطات الفنية والتمثيلية والمسرحية

والله من وراء القصد



د. نبيل أحمد الأمير

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب   الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Emptyالأحد 10 فبراير 2019, 7:11 am











تحقيق الأمن الفكري ...pdf


https://up.top4top.net/downloadf-1136po9471-pdf.html





[PDF]  ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ

https://faculty.psau.edu.sa/filedownload/doc-13-pdf-e482800024b39046c2083659c4191614-original.pdf


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 10 فبراير 2019, 9:00 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب   الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Emptyالأحد 10 فبراير 2019, 7:12 am


أهمية الأمن الفـكري

ا يمكن أن تستقيم الحياة الدنيا وسعادتها إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق ، وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذ نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء ، ولا شك في أن من أولى ما صُرِفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به ، إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها ، كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها.
الأمن الفكري :
الأمن الفكري مركب من كلمتين هما الأمن، والفكر، وقبل التعريف بمفهوم الأمن الفكري، يجب بيان جزئي المركب، وعلى هذا سأعرف بمصطلح الأمن، والفكر في مطلبين:
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.
المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح
الأمن في اللغة :
سكون القلب واطمئنانه.
قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان:
أحدهما: الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب.
والآخر: التصديق.
والمعنيان متدانيان، قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن، والأمان إعطاء الأَمَنَة، والأمانة ضدُّ الخيانة، يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْنًا وأَمَنَةً وأَمانًا، وآمنني يُؤْمنني إيمانًا. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمينًا، وعلى هذا، فالأمن في اللغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقعه.
قال الراغب: «أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف ، والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يُؤْمَنُ عليه الإنسان ».
الأمن في الاصطلاح :
تعريف الجرجاني، حيث عرَّفه بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمان الآتي ».
ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنه: الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًا في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله.
فالتعريف بهذه التقييدات قد أبان عن أن الأمن لا يتحقق ما لم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها.
والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري
تعريف الفكر في اللغة والاصطلاح :
1 – الفكر في اللغة: تردد القلب، وتأمله ، قال ابن فارس: «الفاء والكاف والراء تردد القلب في الشيء. يقال: تفكَّر إذا ردد قلبه معتبرًا. ورجل فِكِّير: كثير الفكر ».
الفكر في الاصطلاح :
وعرّفه الزنيدي بقوله: «الفكر في المصطلح الفكري والفلسفي خاصة هو: الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات؛ أي النظر والتأمل والتدبر والاستنباط والحكم، ونحو ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها؛ أي الموضوعات التي أنتجها العقل البشري ».وبناءً على هذا، فمفهوم الفكر يشمل النظر العقلي، وما ينتج عن ذلك النظر والتأمل من علوم ومعارف.
المراد بالأمن الفكري :
سأورد شيئًا من تلك التعريفات :
1- الأمن الفكري هو أن يعيش الناس في بلدانهم وأوطانهم وبين مجتمعاتهم آمنين مطمئنين على مكونات أصالتهم، وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية ».
2- أن يعيش المسلمون في بلادهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية المنبثقة من الكتاب والسنَّة ».
3- إنه سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال، في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، وتصوره للكون بما يؤول به إلى الغلو والتنطع، أو إلى الإلحاد والعلمنة الشاملة ».
أهمية الأمن الفكري :
إن بلادنا الغالية تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار حاملة على عاتقها إعلاء دين الله تعالى ورفع مكانته بين الناس كافة في جميع أنحاء العالم، ويكفينا فخراً وعزاً أن يكون منهجها على السير حسب شريعة الإسلام، فهي محكمة لكتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم، معلية شأن العلماء والدعاة في أرجائها المتباعدة، وعلى الرغم من ذلك كله إلا أن هناك نابتة من أبناء هذه البلاد نبتت على غير هدى بسبب ما تلبست به أفكارهم من شوائب، وسارت به عقولهم لما فيه الضرر لهم ولغيرهم، فوقعوا صرعى بيد غيرهم ممن يتمنون الدمار والخراب لهذه البلاد، ويحرصون على نزع فتيل الفتن لينتشر الظلم ويضيع الأمان، وإن هذه الفتنة التي حلت بديارنا ـ فتنة التكفير والتفجير ـ تحتاج منا للوقوف في وجهها ليمكن معالجتها بحكمة وتعقل وحزم، والأخذ بأيدي شبابنا إلى طريق الجادة قبل أن تتخطفهم الأيدي الآثمة التي تمتد في الخفاء لتأخذهم للهاوية، وعلينا تبصير شباب هذه البلاد وغيرهم بما يدور حولهم من الفتن المهلكة التي باتت تأكل الحرث والنسل، والناظر في أحوال البلاد من حولنا يرى العجب من قتل وتدمير وتشريد وظلم واعتداءات، وكل ذلك بسبب غياب الوعي الفكري لدى من يقع في مثل هذه الجرائم العظيمة، وتعلقهم بشبهات زرعها في عقولهم أصحاب المطامع السيئة.
ويكفي المسلم فخراً في هذه البلاد أنه يعيش آمناً مطمئناً على نفسه وأهله وأولاده وماله، وهذه النعمة لا يمكن الحصول عليها أبداً في أي بلد من بلاد العالم أجمع، ألا ينتبه شبابنا لمثل هذه الأمثلة التي يرونها ويسمعونها عبر وسائل الإعلام المختلفة، ألا يتعظون بما يدور في أرجاء المعمورة بسبب البعد عن المنهج الصحيح للسلف الصالح، والسير وراء من يرفعون الشعارات البراقة الخداعة التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب ، إن الشباب هم عماد الأمة، وحصنها المنيع ـ بعد الله تعالى ـ في حفظ هذه البلاد من التيارات الهدامة، والشعارات الكاذبة، لذلك فهم يحتاجون إلى فهم الأمور بتبصر وتعقل عن طريق العلماء العاملين الذين يوضحون لهم الطريق، ويحذرونهم من مغبة الانسياق وراء الهوى والحماسة غير المنضبطة بالشرع الحنيف.
وإن مما يؤكد أهمية الأمن الفكري هو حماية النشء من الوقوع فيما وقع فيه من سبقهم من الشباب، ويكون ذلك بالتوجيه الهادف عن طريق المؤسسات الدينية والاجتماعية في المجتمع، والتي تقوم بدور كبير في وقاية المجتمع والذود عن حياضه، ومن أهم المؤسسات التي تقوم بهذا الشأن ولها دور وقائي في معالجة مثل هذا الفكر المسجد، والمدرسة، والأندية الثقافية والرياضية، فالخدمات التي تقوم بها مثل هذه الجهات هامة وضرورية كالوعظ والإرشاد، والتوجيه النفسي والسلوكي والاجتماعي والتربوي والتعليمي، والنشاط الرياضي والثقافي، واستغلال أوقات الفراغ عند الشباب وشغلها بما يفيد من أنشطة نافعة للفرد والمجتمع، وهذا لا يكون له تأثير إلا إذا كان القائمين على هذه المؤسسات لهم قدرة وكفاءة للتصدي لمثل هذه الأفكار وتوجيهها التوجيه السليم والذي يعود بالفائدة على الشباب والمجتمع.
فالوسائل المتاحة من هذه الجهات وغيرها، وأيضاً وسائل الإعلام المختلفة والتي تخاطب هذه الفئة الهامة في المجتمع من أجل الوصول لحفظ فكرهم من الانحراف والوقوع في مغبة المخالفة لولاة أمورهم ولعلمائهم، والسعي الحثيث في توجيههم التوجيه السوي الذي يحفظ عليهم دينهم وأمنهم، وإن مما يؤكد أهمية هذا الأمر هو ربط الشباب بولاة أمورهم وعلمائهم، والحث الدائم على لم الشمل وعدم الوقوع في الفرقة التي يبغضها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً](آل عمران)، وقول النبي صل الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)(متفق عليه).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب   الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Emptyالأحد 10 فبراير 2019, 7:13 am



تعزيز ثقافة الأمن الفكري

إن أعظم العناية والرعاية ما كان متوجهاً إلى الاعتقاد والفكر، فهو أولى ما تجب العناية به؛ ذلك أن الدين الحق أثمن شيء وأغلاه على المعتقد بالحق العالم به، ومن علم الحق واعتقده كان عليه القيام بتعليم الحق للخلق، وتحصينهم من العوادي على هذا الحق.

إن تفرق الناس في الحياة واختلاف ألسنتهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم أنتج ألواناً من الصراع والمهددات لأمن الأمة خاصة ما كان متعلقاً بأمنها: (الاعتقادي والفكري) وهذا الأمن الفكري هو روح أمن الأمة وأساسه؛ إذ يرتبط بالمقصد الأول ابتداء وهو حفظ الدين، كما يرتبط بسائر مقاصد الشريعة التي جاءت لتحقيق مصالح العباد في الحال والمآل، فحاجة الناس إلى الأمن الفكري كبيرة لاعتبارات عديدة منها:

1- إن الأمن الفكري حماية لأهم المكتسبات، وأعظم الضروريات: دين الأمة وعقيدتها، وحماية الأمة من هذا الجانب ضرورة كبرى، وهو حماية لوجودها وما به تتميز الأمة عن غيرها.

2- إن اختلال (الأمن الفكري) مؤدٍ إلى اختلال أمن الأمة في الجوانب الأخرى: الجنائية والاقتصادية وغيرها، فكثيراً ما يكون القتل وسفك الدماء، وانتهاك الأعراض نتاج أفكار خارجة عن دين الله تعالى وشرعه.

والمتأمل في تيارات الغلو في المجتمعات المسلمة، يجد أن أفعال الغلاة من قتل وتفجير هي نتاج لفكر معوج.

3- إن الضرر المتوقع من الإخلال بالأمن الجنائي، أو انتهاك الأموال والأعراض في معظمه محدود بمن وقع عليه الجرم، أما بالنسبة لضرر الإخلال بالأمن الفكري، فإنه يتعدى إلى كل شرائح المجتمع، وعلى اختلاف مستوياته.



في جملة أخرى من الاعتبارات.

إن الإعلام أساس في حفظ أمن الأمة الفكري، كما أنه أكبر منافذ غزو الأمة فكرياً واعتقادياً؛ إذ يتأثر الناس بوسائل الإعلام التي أصبحت تشكل شخصية الأفراد، بل وتعيد صياغة ما تشكل من فكر سابق، ولقد شهد العالم في القديم وسائل للإعلام والتوجيه كانت بدائية غير معقدة ومحددة الأثر: زماناً ومكاناً وموضوعاً.

ووسائل الإعلام ليست وسيلة جامدة محايدة - وهذا شأنها كآلة- بل أضحى ملاكها من دول وأفراد ومؤسسات يوجهون من خلالها أيا كان نوع ذلك التوجيه واتجاهه فـ (الإعلام سلاح فتاك إن أسيء استخدامه، فهو يغزو العقول ويتسلل إلى الأنفس، ويستولي على القلوب.

وقد يحمل في ثناياه ما يهدم القيم بدلاً من أن يدعمها، ويزعزع الإيمان بدلاً من يعمقه، ويعوق نشر الفكر المستقيم بدلاً من أن يشجعه، كما أنه قد يجسد ما يبرز في المجتمع من تناقضات وانفصام بدلاً من أن يزيلها ويقضي عليها).

والإعلام - يفترض أنه - عندنا معشر المسلمين ليس كغيرنا، فهو يحمل رسالة خير وعلم وبر ونفع للناس حتى وإن كان في صورة ترفيه.

إن الإعلام يجب أن يكون موجهاً للحق الذي تدين به الأمة فينطلق من ذلك الحق ويعززه ويدعو إليه.

وقد فقهت الأمة ذلك فجاء في المادة: (التاسعة والثلاثون) من النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية عن رسالة وسائل الإعلام في تحقيق الأمن الفكري، فتقول: (تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة، وبأنظمة الدولة، وتُسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتِها، ويُحظر ما يؤدي إلى الفتنة، أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة، أو يُسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه، وتبين الأنظمة كيفية ذلك).

وتنبع أهمية الإعلام الموجّه بالنظر إلى جانبين:

1- المجال الذي يتم فيه التوجيه.

2- المستهدفون بهذا التوجيه.

وفي خاصة موضوعنا، فإن الإعلام الموجّه يقوم على أعظم مقومات الأمة، وهو اعتقاها وفكرها بتحقيق الأمن الفكري المؤدي إلى سلامة واستقامة فكر المجتمع وسلامته من الانحراف، وبعده عن المهددات، وكل المجتمع على اختلاف شرائحه مقصود بتعزيز ثقافة أمنه الفكري.

فالإعلام يوجِّهُهُ قادة الأمة وولاة الأمر، والعلماء وقادة الفكر فيها ليكون من بعد موجها للأمة يسوقها إلى كل خير، ويرد عنها العوادي.


مفهومSad الأمن الفكري):

يعد مفهوم: (الأمن الفكري) من المفاهيم الحديثة التي لم تعرف قديماً في ثقافتنا الإسلامية بلفظها، وإن كان للشريعة رؤيتها في حفظ الدين والعقل.

وبالرغم من أن هذه الجملة (الأمن الفكري) لم ترد في النصوص، بل وليس لها وجود في تراث علماء المسلمين إلا أن مقاصد الشريعة المأخوذة من استقراء نصوص: الكتاب والسنة، بضميمة كلام علماء الأمة، تضمنت ما يدل على المضامين الرئيسة لهذا المفهوم.

فالشريعة جاءت لحفظ الضرورات الخمس: (الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض) وبالتالي: فإن بناء مفهوم: (الأمن الفكري) في الإسلام يستدعي مراجعة نصوص الشريعة وتطبيقاتها؛ للخلوص بالرؤية المتكاملة لتحقيق الأمن على الفكر الاعتقادي، وهو عمل ينبني على الاستقراء الموصل لليقين، مع دراسة المفاهيم التي تتصل بهذا المفهوم، أو تتقاطع معه أو تختلط به.

وقد اجتهدت في تتبع واستقراء النصوص؛ لتكوين العناصر الرئيسة لـSad الأمن الفكري) والمحددة له، وتبين لي أنها:

العنصر الأول: الاعتصام بحبل الله تعالى.

العنصر الثاني: التأصيل على الحق.

العنصر الثالث: التحصين من الباطل.

العنصر الرابع: التفاعل مع الثقافات والحضارات.

العنصر الخامس: المعالجة (معالجة الضلال).


وبما أن كمال بناء المفاهيم يكون بصياغة تعريفٍ مبني على هذا البناء، فإنه يمكن صياغة تعريف موجزٍ بناء على عناصر المفهوم التي سبق ذكرها، وذلك بالقول:

إن الأمن الفكري هوSad تحقيق الطمأنينة على سلامة الفكر والاعتقاد بالاعتصام بالله، والأخذ من المصادر الصحيحة، مع التحصن من الباطل والتفاعل الرشيد مع الثقافات الأخرى، ومعالجة مظاهر الانحراف الفكري في النفس والمجتمع).


التعزيز التأصيلي:

إن الإعلام الموجه إذا حمل رسالته فإنه لا ينبني على ردود الأفعال، بل هو يؤصل الناس على الحق، ويبني الإيمان والقيم في نفوسهم، كما يضبط مصادر تلقيهم، ويشيع فيهم ثقافة الأخذ عن المصادر الصحيحة، وترك المصادر الكاذبة أو المشوشة للحقيقية ويمكن إجمال دور الإعلام في التعزيز التأصيلي لثقافة الأمن الفكري فيما يلي:

أولاً: ربط الناس بربهم (الاعتصام بالله): إن الإسلام يربط أحكام الحياة كلها بالله - عز وجل- مصدراً وغايةً، فسلامة الناس وأمنهم من جميع النواحي مرتبط بخالقهم، فالله - عز وجل - يقول: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [ آل عمران: 103].


والفكر إنما ينضبط بارتباط العبد بالله - عز وجل- وهذا يظهر في أمور أهمها:

1- توجه القلب إلى الله نية وقصداً.

2- تقوى الله - عز وجل -.

3- لزوم جماعة المسلمين.


ثانياً: إشاعة الوعي بأهمية المصادر:

لقد خلق الله الإنسان خلواً من المعرفة ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [النحل:78].

إن التأصيل وضبط مصارد المعرفة والتلقي أساس الأمن الفكري، فالاعتقاد وصحته، والعمل وسلامته كل ذلك رهين سلامة المصدر الذي أخذ عنه.

وبإزاء هذه المصادر الصحيحة حذرت الشرعية من اعتماد المصادر المكذوبة المضللة، ودعت إلى إجراءات تحقق للمرء سلامة معلوماته من خلال أمور عديدة أهمها:

1- التثبت في باب الأخبار والوقائع.

2- التثبت في باب الأخبار الشرعية وقد وضع علماء الحديث قاعدتهم المشهورة في تلقي الأخبار الشرعيةSad إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدعياً فالدليل).

3- التحذير من الأخذ عن الخرافة والدجل ونحوها فعن صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صل الله عليه وسلم - قال:" من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ".

ثالثاً: ضبط منهج الفهم: فـ (صحة الفهم، وحسن القصد: من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم).


ولقد أتي بعض المنحرفين من سوء فهمهم للنصوص:

♦️ إما لعدم فهم معاني ألفاظها من جهة اللغة.

♦️ وإما من جهة عدم فهم معانيها في استعمال الشارع.



التعزيز المفاهيمي:

أولاً: الوعي بالمفاهيم والمصطلحات، والعمل على تحريرها:

يعد العلم بحقائق الأشياء، والوعي بالمفاهيم أساساً لسلامة الفكر والاعتقاد؛ إذ تجد كثيراً من المشكلات والمخالفات العقدية والفكرية يعود إلى اختلاف المفاهيم، أو الجهل بحقائق الأمور، وهذا أمر متفق عليه بين الأمم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ( إن كثيراً من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة، ومعان مشتبهة، حتى تجد الرجلين يتخاصمان ويتعاديان على إطلاق ألفاظ ونفيها ولو سئل كل منهما عن معنى ما قاله لم يتصوره فضلاً عن أن يعرف دليله ).

ولقد أصبحت المصطلحات أدوات في الصراع الحضاري والفكري بين الأمم، وفي داخل الأمة الواحدة، إذ يهتم أعداء أي مبدأ أو فكر في صراعهم مع المبادئ الأخرى بالألفاظ والمصطلحات، وحين يكون القوم يعادون الحق فإنهم يحرفون الألفاظ والمعاني، ويغيبون القول الحقَّ فيها.

ثانياً: مفهوم الاختلاف وواقعه:

إنه ابتغاء تحقيق الأمن الفكري لا بد أن يعتني الإعلام الموجه بالاختلاف، ويضبط أمره، وذلك عبر الاهتمام بجوانب أهمها:

1- بيان أن الاختلاف بين البشر واقع قدراً:

قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [ هود:118 - 119].


فالخلاف بين البشر بتصوراتهم وأفكارهم وعقائدهم سنة قدرية من سنن الله في الخلق لا يمكن مغالبتها وإنكارها.

2- الاختلاف أمرنا باجتناب أسبابه وتقليل آثاره:

مع ما تقدم من كون الخلاف بين الخلق واقع كوناً وقدراً إلا أننا كلفنا شرعاً بتجنب أسبابه، والتقليل من آثاره ومضاره، فـقد (ذم الله الاختلاف، وأمر عنده بالرجوع إلى الكتاب والسنة، فلو كان الاختلاف من دينه ما ذمه، ولو كان التنازع من حكمه ما أمرهم بالرجوع عنده إلى الكتاب والسنة).

ثالثاً: الاختلاف وإن وقع فإن الحكمة ضالة المؤمن:

جاء في الحديث: " الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها، فهو أحق بها ".

وقد قرر ابن حجر - رحمه الله - في ذكر فوائد هذا الحديث: أن الحكمة قد يتلقاها الفاجر، فلا ينتفع بها، وتؤخذ عنه فينتفع بها، وأن الكافر قد يصدق.

مفهوم الانحراف الفكري وخطورته:

والانحراف الفكري هوSad الميل عن الحق والعدل في العقيدة والفكر والعمل).

وتظهر خطورته من خلال آثاره السلبية التي تهدد المجتمع كأفراد وككيان، ومن هذه الآثار:

1- إضراره بعقيدة وفكر الأمة بما يحمله من تصورات مناقضة لما جاء به الإسلام بل ومصادمة لها، مع تنفير الناس عن الإسلام، وتشويه صورته وصورة المسلمين، وإعاقة سير العمل الإسلامي والدعوة إلى الله.

2- انتشار الفتن: ومنها فتنة تمييع الدين وتضييع حدوده، أو فتنة التكفير خاصة تكفير المعين من الحكام دون النظر لما قد يكون عليه من جهل، أو إكراه، أو إيمان بحكم الله عز وجل، مع وجود بعض الأعذار التي تنقل حكم هذا الفعل من الكفر المخرج من الملة إلى الكفر غير المخرج من الملة، أو إلى كونه معصية أو خطأ.

وهذا التكفير ينتج بدوره سلسلة من المفاسد كالقتل والتفجيرات ونحوها.

3- انتشار الإرهاب والتطرف مع ما يرافق ذلك من مفاسد تطال كيان الدولة السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والفكري.

4- الانحراف الفكري يؤجج الصراعات الطائفية والعرقية والمذهبية بين أبناء المجتمع الواحد وهذا مؤذن بالهلاك والتفتت.

وإشاعة مفهوم الانحراف الفكري، مع بيان خطورة ذلك الانحراف وأسبابه، من أعظم ما يمكن أن يقوم به الإعلام الموجّه؛ تعزيزاً لثقافة الأمن الفكري في الأمة، وحماية لمعتقداتها، وقطعاً لطريق الانحرافات الفكرية.


التعزيز التربوي:

أولاً: بنشر العلم الشرعي: إن كثيراً من أسباب الانحراف الفكري، تعود إلى الجهل، فالجهل أساس من أسس الانحراف، ولقد أمرنا بطلب العلم ونشره؛ لأن العمل الصالح لا يكون إلا بعلم.

قال الله - عز وجل-: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنبياء:7].

والمراد بالعلم المأمور به في نصوص الشريعة: العلم الشرعي، علم الكتاب والسنّة.

ثانياً: نشر الوسطية والاعتدال: فالمسلمون هم الأمة الوسط يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [ البقرة: 143].

والصراط المستقيم هو الوسطية التي هي سمة هذه الأمة، فإن الله - عز وجل- علمنا أن ندعوه أن يرزقنا الهداية إلى الصراط المستقيم، ويسلمنا من الانحراف بعامة.


يقول الله تعالى:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ﴾ [ الفاتحة: 6- 7 ].

إنه دعاءٌ بالتزام الوسطية والحذر من طرفيه المنحرفين: طرف الغضب، وطرف الضلال.

ذلك أن (جماع الشر: تفريط في حق، أو تعد إلى باطل، وهو تقصير في السنة، أو دخول في البدعة، كترك بعض المأمور، وفعل بعض المحظور، أو تكذيب بحق، وتصديق بباطل).

وقد بين المعيار الدقيق في ذلك حين قال - صل الله عليه وسلم -:" أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن أمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ".

ثالثاً: ربط الأمة بعلمائها: ذلك أن نجاة الناس منوطة بوجود العلماء، فإن يُقبض العلماء يهلكوا: فعن عبد الله ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صل الله عليه وسلم - يقول:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء؛ حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضَلُّوا وأَضَلُّوا "[1]

ضلوا بإفتاء الناس بالباطل، وقولهم على الله تعالى بغير علم ولا هدى، ولا كتاب منير، وأضلوا الناس الذين اتبعوهم، وحينذاك يهلك الجميع.

رابعاً: حماية جناب أهل العلم من الطعن والذم: إن منزلة العلم تقتضي حماية أهل العلم من التطاول بالقدح أو الذم أو الاستهزاء بهم، لأن الطعن فيهم إنما هو طعن بعقيدة وفكر الأمة وهو انحراف يولد انحرافاً مقابلاً وربما عنفاً وفساداً.

خامساً: تقديم الأصلح في المنابر الإعلامية: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم-:"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: "إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة "[2].

وقد سئل الإمام أحمد: عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو وأحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف مع أيهما يغزى؟ فقالSad إما الفاجر القوي فقوله للمسلمين وفجوره على نفسه؛ وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين فيغزى مع القوي الفاجر ).

وتقديم الأصلح هو دليل رشاد وفهم، وعوائده بلا شك خير وفلاح.

سادساً: إشاعة ثقافة الحوار: إن الحوار وسيلة يتوصل بها إلى مقصد عظيم متمثل بتحقيق فوائد عدة فوائد منها:

الأولى: إبانة الحق، وإظهار دلائله.

الثانية: كشف شبهات المنحرفين التي أوقعتهم في الانحراف.

الثالثة: إظهار عوار المنحرفين للناس؛ حتى لا يصغوا إليهم أسماعهم، فيشاركوهم الانحراف.

الرابعة: إرجاع من انحرف إلى جادة الحق والصواب.



التعزيز الوقائي:

إنه كما يعزز الإعلام ثقافة الأمن الفكري بالتأصيل، يعززها بالوقاية والتحصين، ولذلك إجراءاته الكثيرة، ولكن أذكر منها أوجه نربطها بالسنّة النبوية، وهذه الأوجه هي:

أولاً: التحذير من الفرق المخالفة لمنهج الحق:

إن أمن المجتمع بشكل عام إنما هو راجع لهذا المنهج:" ما أنا عليه، وأصحابي" ومن خرج عليه فقد فتح على نفسه وعلى مجتمعه باب: قلاقل واضطراب وفتن لا تنتهي إلا بالرجوع لهذا المنهج الحق.

فهو العاصم المانع، وهو السد الدافع لكل من أراد النيل من الأمة، وأمنها واستقرارها.

لذا جاء تحذير الشريعة من فرق الضلال، وأمرت بلزوم منهج الحق، ورأس ذلك بين في قوله - صل الله عليه وسلم -:" افتَرَقَت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فِرقةً، وتَفرَّقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقةً وتفتَرقُ أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ".

ولقد جاء التحذير مبيناً بوجه أخص خطر فرقة الخوارج، لعظيم ضررهم على الأمة ولحجم فسادهم العريض الذي يطال ضرورات الأمة ومقدارتها فما دخل هؤلاء بقعة إلا أفسدوها ديناً ودنيا، وأمناً وطمأنينة.

(وهؤلاء أمر النبي -صل الله عليه وسلم- بقتالهم؛ لأن معهم دينا فاسداً لا يصلح به دنيا، ولا آخرة).

والأحاديث التي جاءت في شأنهم كثيرة، منها: عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ - رضي الله عنه -: إذا حدَّثتكم عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حديثاً فلأن أخرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة، سمعت رسول الله - صل الله عليه وسلم - يقول: " يأتي في آخر الزمان قوم حُدَثَاءُ الأسنَانِ سُفَهَاءُ الأحْلاَمِ، يقولون من قول خير البريَّة، يمرُقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ، لا يجاوز إيمانهم حَنَاجِرَهُم، فأينما لقيتموهم فاقتُلُوهُم، فإنَّ في قتلهم أجراً لمن قتَلهم يوم القيامة ".

ثانياً: التحذير من أعمال أهل الضلال:

وأظهر هذا التحذير حين حذرت الشريعة من (الغلو) باعتباره منهجاً منحرفاً يسوق مناصريه إلى الهلاك بما يحمله من فساد وإفساد.

قال تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ﴾ [المائدة:77] (أي: لا تجاوزوا الحد في اتباع الحق ).

وفي الحديث:" وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ".

والنهي هنا وإن كان خاصاً، فهو نهي عام لكل غلو.

وعن عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -:" هلك المتنطّعون " قالها ثلاثاً.

أي هلك المتعمقون المتشددون في غير موضع التشديد، المجاوزون الحدود في أقوالهم، وأفعالهم.

ثالثاً: ذكر أخبار الأمم لأخذ العبرة من أسباب ضلالهم:

قال تعالى:﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف:111].

وجاءت لفظة:﴿ عِبْرَةٌ ﴾ [يوسف:111] منكرًا؛ ليفيد الشمول والعموم، ففي قصصهم عبرة عن كل شيء، وفي كل شيء لكن الاعتبار محصور: ﴿ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف:111].

ويعد استخدام (إنما أهلك من كان قبلكم) أحد الأساليب التي اعتمدتها السنة في التبليغ والبيان، والوعظ والإرشاد، فمن ذلك: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صل الله عليه وسلم- قال:" دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم، بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء، فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ".

رابعاً: التحذير من أوصاف محدودة:

إن أظهر هذه الأوصاف المحذر منها: التفرق؛ ذلك أن (نتيجة الفرقة: عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول - صل الله عليه وسلم - منهم ).

ولقد شهد على هذا الأصل العظيم نصوص الوحيين الكتاب والسنة، فمن الكتاب:

قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران:103].

فأمرنا بالاعتصام بحبل الله الذي هو معقد الاجتماع، ونهى عن التفرق والاختلاف.

كما أكدت السنة على ذلك فقد وردت جملة أحاديث في التحذير من الفرقة منها: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك الجماعة ".

خامساً: التحذير من الإحداث والابتداع: البدعةSad طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه).


ولقد جاء التحذير من الابتداع في الدين في كثير من النصوص، فمن ذلك:

قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة:3].

وفي الحديث عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: " أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة " وفي رواية:" وكل ضلالة في النار ".

سادساً: التحذير من الأئمة المضلين:

قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5].

قال ابن حزم -رحمه الله-: (لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنَّهم يجهلون ويظنُّون أنَّهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون).

[1] رواه البخاري: برقم: (100) ومسلم: برقم: (2673).

[2] رواه البخاري: برقم: (6496).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب   الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب Emptyالأحد 10 فبراير 2019, 7:14 am



كيف نحقق الأمن الفكري...؟!
عبدالمحسن بن سالم باقيس

بتوحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة والتذلل له والخضوع واللجوء إليه بإخلاص العمل له، ومتابعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تتحقق للأمة الطمأنينة والسعادة عما يعكر صفو حياتها الدنيوية ولاسيما أن تحكيم شرع الله وتطبيقه في الشعوب بنشر عقيدة التوحيد ومنهج أهل السنة بسلوك سبيل سلف هذه الأمة في المجتمع له الدور الكبير في تسهيل وتيسير سبل الراحة ورغد العيش ليتحقق لأفراد الناس الأمن والسلامة في الأبدان والأوطان وهو ثمرة من ثمار تحقيق التوحيد وتطبيقه وتحصيله وتمكينه للشعوب قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) لأن التوحيد هو حق الله على العبيد والدعوة إليه ونشر العقيدة الصحيحة النقية من شوائب الشرك والبدع هو منهج وطريق الأنبياء في الدعوة وبه الحكمة والعقل كما سار على ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، فقامت على ذلك الدولة الإسلامية والخلافة الراشدة فتحقق لها النصر على الأعداء والتمكين في الأرض قال تعالى: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فكنا منذ أيام نقرأ ونسمع تلك الكلمات الرائعة والتوجيهات الضافية عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة من رجل الأمن الأول وأحد أسود التوحيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مع منسوبي رئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي تناقلته الصحف المحلية ومنها الجزيرة وهو يقرر هذا المبدأ ويدعو إليه وينادي له ويحث عليه العلماء وطلبة العلم ورجالات الدعوة والحسبة لأنه من الأصول التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على عهد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية ثم سار على هذا الطريق ودعا إليه وجاهد من أجله الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ثم أبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- إلى عهدنا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولن يزعزعها عنه أحد كائن من كان لا من قريب ولا من بعيد وستبقى عليه لا يفكها عنه شيء بإذن الله عز وجل لأن به العزة والنصر والتمكين في الأرض فكان الأصل المتين الذي قامت عليه هذه البلاد بلاد الحرمين ومأزر التوحيد والإيمان ومنطلق الدعوة السلفية إلى الناس كافة حقيقة أنها كلمات تضع الطمأنينة في القلوب، وبها تستقر وترتاح النفوس ومنها تدخل البهجة والتلاحم والترابط والتآلف للناس ولاسيما أنها تعلن وبكل شفافية ومصداقية نصرة عقيدة التوحيد وسلوك منهج سلف هذه الأمة ومدافعة عن عقيدة الإسلام وإعزاز للشعائر الدينية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة بضوابطها الشرعية التي قررها علماء الإسلام وفقهاؤهم فبينوا أحكامها وضبطوا آدابها وما تدعو إليه من معانٍ سامية وتوجيهات نافعة مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة نبينا محمد صل الله عليه وسلم على وفق منهج سلف هذه الأمة بكل حكمة ودراية وترغيب في الخير وترهيب من الشر وأهله كما قال عز وجل (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) وهو مبسوط ومنثور في مصنفاتهم ومسطر في أبواب مؤلفاتهم حماية للأمة وصيانة لها من أهل الزيغ والعناد والفتنة والنفاق من أهل البدع والأهواء من حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام كالخوارج والمعتزلة ومن سار في طريقهم وحذا حذوهم بالغلو في تحكيم نصوص التهديد والوعيد حتى كفروا المسلمين وسفكوا دماءهم وقتلوا الصحابة والمؤمنين على أصول وقواعد منها (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ويقصدون به الخروج على ولاة الأمر عياذاً بالله من ذلك والتاريخ يعيد نفسه فهاهم اليوم يظهرون علينا ويتجددون بين الحين والآخر حتى فعلوا بشبابنا ما فعلوا فأبعدوهم عن طريق الحق إلى سبيل الردى وسراديب الظلام والشقاق بالتخريب والانشقاق فجعلوهم أدوات لصنع الإرهاب فزرعوا في قلوبهم الشبهات وغرسوا فيهم القيام بالثورات والاغتيالات والاختطافات والتفجيرات باسم (الجهاد في سبيل الله) زعموا ذلك بهتاناً وزوراً حتى أصبحوا عقولاً مفخخة، وأدمغة ملغمة، وأجساداً مفحمة، وكل ذلك باسم الغيرة وإخراج المشركين من جزيرة العرب!! فشوهوا صورة الإسلام والمسلمين وخدموا الكافرين من حيث يعلمون أو لا يعلمون وما نراه يحصل اليوم لشيءٍ يحكي عن نفسه والواقع شاهد له، فاللهم سلم سلم من كل شر وفتنة فما أشبه الليلة بالبارحة ولكل قومٍ وارث.

أخي القارئ الكريم ان المسؤولية عظيمة وكبيرة جداً في تنقية وتنظيف عقول شبابنا من هذه الأوحال الحزبية والمستنقعات التكفيرية التي غشيها شبابنا اليوم فربوا على ما يسمونه (بعصرية المواجهة) بتعدد الجماعات والأحزاب الوافدة فغذوا عقولهم بالكتب الفكرية ثم الأناشيد الجهادية فبعدها التمثيليات والمشاهد الحماسية ثم سرد القصص الخيالية في المخيمات والاستراحات عبر الأنشطة الشبابية بمخططاتها وتجمعاتها السرية فعصفت بشباب المسلمين فأوصلتهم إلى هذا الطريق المشين بما فيه من أوحال وطين، فالخوارج أول ما خرجوا قصوا كما ذكر ذلك أهل العلم عنهم فكان ديدنهم القصص ثم احتجوا بظواهر النصوص فحكموا العقول وغلبوا جانب الترهيب والتهديد فحصل الفساد والإفساد في الأمة لأنهم كما قيل (أفواه تُسبح وأيدٍ تُذبح) فيا شبابنا افيقوا وارعووا عما أنتم فيه واسعوا في تحقيق الأمن الفكري لأنه مسؤولية الجميع خصوصاً أهل التربية والتعليم من المربين والمدرسين، فالدور عليكم كبير وعظيم فماذا قدمتم لشباب المسلمين؟ وماذا أعددتم لهم؟ وعلى أي شيءٍ أصلتموهم؟ لأننا أصبحنا بأمس الحاجة للوقوف مع أنفسنا وقفات ووقفات فاتقوا الله فيمن هم بين أيديكم ربوهم على هدي محمد صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن سار على طريقهم وحذا حذوهم واهتدى بهداهم، ربوهم على حب العلماء والأمراء بالسمع والطاعة لحكام الأمة ربوهم على ملازمة حلق العلماء والجلوس عندهم والاستفادة من معينهم ازرعوا في عقولهم تلك الخصلة الحميدة واغرسوا جذورها في قلوبهم وستجني الأمة ثمارها يانعة زكية طيبة. حذروهم من الحزبية وأهلها أرباب التفجيرات والاغتيالات النارية علقوا قلوبهم واربطوهم بمراقبة الله عز وجل في السر والعلانية واعلموا أن (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ثم الدور جداً مهم عليكم أنتم أيها الأئمة والخطباء، فالأمة تؤمل فيكم الخير وتريد سماع الكلمة الناصحة الصادقة فماذا أعددتم لها يا خطباءنا، فالناس بأمس الحاجة لمن يوجههم إلى لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ولاسيما في الأحداث المدلهمة والنوازل الملمة بينوا لهم كيفية ومعرفة فقه التعامل في الفتن والنوازل بالضوابط الشرعية والآداب المرعية فكونوا خير معين في ذلك انشروا وبثوا فيهم فتاوى العلماء وأقوالهم بدلاً من الخطب الحماسية والصراعات السياسية والكلمات التهييجية التي أسهمت في اندلاع وانتشار نار الفتنة وزعزعة الأمن وتقتيل الأبرياء بدعوى أنهم (حراس لأمريكا) فتنبهوا واعرفوا لمن تجمعون الأموال من التبرعات والنفقات؟ ولمن تُعطى؟ وكيف تُصرف وعلى من؟ فكان مما أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في هذا اللقاء قوله: (إن الزكاة لو دفعت على ما كانت عليه وما شرع الله له لم تجد في بلادنا فقيراً واحداً فبلادنا أولى فإذا فاض لدينا فائض نرسل لإخواننا المسلمين في أي مكان).

فساهموا في تخفيف مصاب الأمة وتنوير عقول شبابنا من المناهج والتيارات الوافدة من الجماعات المخالفة لما عليه سلف هذه الأمة وبينوا لهم وحثوهم على سلوك منهج السلف الصالح لأن فيه العصمة والنجاة من الفتن والشرور والناس بأمس الحاجة لمعرفة أحكام دينهم ولاسيما عقيدتهم التي من أجلها أرسلت الرسل لتحيي القلوب وتستنير العقول من الغفلة والضياع لأن أعظم ما أمر الله به التوحيد وأعظم ما نهى عنه الشرك وبه تجتمع الكلمة ويتوحد الصف ويرتفع أهل الإيمان وتنتشر السنة في الناس ويستتب الأمن ويفرد الله وحده بالعبودية فيدخل الناس في دين الله أفواجاً وينشر الدين في كل قطر من أقطار الدنيا وترفع راية التوحيد والسنة لأنه (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، فجدوا واجتهدوا يا خطباء المسلمين في ذلك وتجنبوا الأحداث السياسية والصراعات الحزبية والتكهنات والبيعات الحركية فستجدون ثمارها في شباب الأمة وما أحسن ما كان يوصي به صاحب الفضيلة الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني الدعاة إلى الله وطلبة العلم في دروسه ولقاءاته فكان يقول لهم: (من السياسة ترك السياسة). لأنها هي التربية الصحيحة لشباب الأمة وعليها سار علماء السنة فكان مما حث عليه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وناشد به العلماء وطلبة العلم ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا اللقاء بقوله: (بألا يهتموا بأمر أكثر مما يهتمون بالدفاع عن الدين وهذا الوطن وهذا النهج السلفي لهذا البلد). ثم قال -حفظه الله-: (يجب أن نبقى دولة سلفية لأنها إن شاء الله هي الجهة الحق..).

ثم قال -وفقه الله-: (قامت هذه الدولة على يد الإمام المصلح محمد بن سعود -رحمه الله- إلى الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ومن بعده أبناؤه وإلى الآن، وهذا الأمر قائم وسيظل قائماً ويجب أن يعرف الجميع داخل البلاد وخارجها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ركن أساس لدولة الإسلام). ثم قال -سلمه الله-: (يهمنا العالم الإسلامي حقيقة في كل مكان ويهمنا أن يكون بخير ويهمنا أن يكون بنعمة ويهمنا أن يكون الفقه في الإسلام كما يجب أن يفقه ولكن أقولها بوضوح إننا أولى نحن في هذه البلاد نحن شرفنا الله عز وجل لتحكيم كتاب الله وسنة نبيه وتمسكنا بما عليه السلف الصالح وقامت الدولة السلفية الصحيحة).

وختاماً: أيها القارئ الكريم إليك ما قاله سماحة والدنا وشيخنا عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عن هذه البلاد المباركة وما تقوم به من نصرة العقيدة الصحيحة ونشر منهج السلف الصالح في كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ( 9 - 97 - 100): جاء الله بالملك عبدالعزيز ونفع به المسلمين وجمع الله به الكلمة ورفع به مقام الحق ونصر به دينه. وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة وإقامة العدل ونصر الحق ونشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ما لا يحصيه إلا الله عز وجل ثم سار على ذلك أبناؤه من بعده في إقامة الحق ونشر العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين. (أ هـ).

وقال أيضاً صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن هذه البلاد: (أشهد الله تعالى على ما أقوله وأشهدكم أيضاً أنني لا أعلم أن في الأرض اليوم من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن أعني: المملكة العربية السعودية) (أ هـ). (في كتاب وجوب طاعة السلطان للشيخ محمد العريني).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأمن الفكرى: مفهومه وأهميته وأهدافه وتأثيره لحماية عقول الشباب
» التنوع البيولوجي، مفهومه وأهميته
» الثقا فة الإسلامية ودورها فى تحقيق الأمن الفكرى فى المجتمع
» التطبيع الإماراتي مع النظام السوري: خلفياته وأهدافه
» نقص فيتامين B12 وتأثيره على الجسم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: