منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:12 pm

المرأة  بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!
د. جودت العاني
من العسير الخروج على القاعدة العامة، التي يتشكل منها الوجود الأنساني ومحيطه الأديان السماوية الألهية، والتشريعات الوضعية البشرية.. والتي تقوم على أن المرأة قبل أي قانون أو تشريع أو أية أحكام اجتماعية استولدها العرف الأجتماعي أو القبيلي أو العشائري أو المذهبي أو العرقي.. هي أنسان قبل كل شيء.. المرأة أنسان.. ولا أحد في هذا العالم يستطيع أن يلغي هذه الحقيقة الوجودية.


وعلى أساسها يمكن، ومن خلال هذه الزاوية، النظر إلى أن المرأة مكون وجودي أنساني لا غنى عنها.. لا من قبل الرجل ككائن أنساني يشاركها في كينونة الوجود، ولا من لدن المجموعات أو المجتمعات البشرية أينما كانت!!


ولكن.. أين هو الخلل، الذي في ظله تستلب المرأة في حريتها وانسانيتها وحتى في وجودها؟، في أي زاوية يقبع هذا الخلل وفي أي رأس يعشش؟، هنا هو السؤال الكبير.!!


- لأن الأديان السماوية جميعها قد أحكمت بنصوصها أهمية المرأة في الوجود الانساني، ولا خلاف في ذلك إلا في بعض التفسيرات التي شرعها (الأنسان) - وليست التشريعات التي وضعها الله عز وجل بقدر - والتي ترى وتجتهد بما تريد وبما يناسبها في امور تنطوي في بعض اوجهها على الوجه القسري في التسلط وغياب الثقة في التعامل والقيادة.. وبهذا يضع البعض المرأة في خانة أدنى مرتبة من الرجل، ربما بسبب مقاسات القوة العضلية.. ولكن القوة ليست وحدها معياراً كافياً يضع الرجل في قمة المرتبة الأولى، بل ان العقل الانساني هو الاساس الذي يحكم معامل القوة لدى البشر، فما نفع القوة إذا غاب العقل.. قد تكون المرأة اكثر عقلانية من الرجل، وربما العكس، وقد يكون ذلك بحكم الثقافة والموروث الناجم عن العادات والتقاليد والنظرة المتوارثة عبر القرون.


- البعض من التشريعات يصوغ العلاقة الكائنة بين الرجل والمرأة على اساس (القدرة) فينتج عن ذلك (تبعية) دونية للمرأة حيال الرجل.. وهذه صياغة قسرية وغير انسانية، لأنها تنتج نمطاً من (عبودية) قسرية هي في حقيقتها صنيعة البشر.. لماذا؟ لأن الرجل قد يكون خائفاً من أن لا تكون سلطته (رجولية)، بمعنى القدرة في القوة والقدرة على القيادة حتى لو كان الأمر خارج نطاق (العقل).!!


- البعض.. في نظرته الدونية لشريكة في المكون الأنساني يفصح عن كون المرأة (عورة) يتوجب إخفاؤها عن الأنظار بهذا التوصيف المزري.. ويجتهدون في كل شيء لهذا الأخفاء.. الغرب أدرك هذا وعمل على العكس.. فكشف (العورة) واستباح العفة وفضح المستور بأسم الحرية.. حرية المرأة وحَوَلَ جسد المرأة وذاتها إلى سلعة رخيصة، فأسقط عنها قيمتها الأنسانية.. والهدف من ذلك ليس فقط إثبات العكس، إنما (إثارة) النزعة التطرفية في مجرى النظرة إلى حرية الفرد وحرية الرأي وحرية التعامل، التي تدخل في خانة الرذائل.. وهنا.. يصطدم الأمر بموضوعة الأخلاق - ولهذا حديث مؤجل- له فلاسفته الكبار مثل " سبينوزا " - الدين والأخلاق.!!


- من يصنع الدين.. ومن يصنع الأخلاق؟!.. هذه أسئلة غريبة ولكنها ليست صعبة بل ممكنة.. الدين من عند الله عز وجل الذي أنزل الكتب السماوية وخاتمتها القرآن الكريم على الرسل وآخرهم نبي الأنسانية محمد (ص).. والدين نصوص مقدسة لا اجتهاد فيها، وهي نصوص في القيم والأخلاق تصلح في كل زمان ومكان.. فسر البعض من هذه النصوص عبر مئات السنين تفسيرات دخلت خانة الأجتهاد.. فظهرت اجتهادات لا أول لها ولا آخر تراكمت فولدت إرثاً هائلاً من وجهات النظر والرؤى حتى لحالات لا تستوجب التفسير وتعد مخالفة للنص ومشوهة للمضمون ومشوشة للمعنى والمقصد وخارجة عن سياقها التاريخي.. هذه الأجتهادات في التفسير أنتجتها عقول (بشر) وليسوا آلهة حتى ولو كانوا صالحين متدينين ولهم مكانتهم في سلم المعرفة والصلاح.. ولكنهم ليسوا أنبياء معصومون.. الأنبياء وحدهم المعصومين.. لماذا؟ لأنهم يوحى لهم، وما يتحدثون به ليس من عندهم إنما من عند الله.. وهنا ايضاً يقع الخطأ في مسائل الخلط.. لأن التفسيرات والأجتهادات تمر عبر (عقول) بشرية هي في حقيقتها (غير كاملة) بل تتكامل على وفق التراكم المعرفي الأنساني.. أنه عقل يتكامل ولن يصل إلى درجة الكمال.. والكمال لله فقط.


تنتج (العقول) تفسيرات قد تكون خاطئة أو غير صائبة أو غير مكتملة أو غير ناضجة تؤدي إلى تداعيات وانقسامات في التطبيق.. أما النصوص الألهية فحاشى ان تكون خاطئة او ناقصة او ظالمة للمرأة أو الرجل ولا للبشرية أينما حلت.. فهي نصوص وجدت أساساً من اجل صلاح البشرية وعصمتها من الخطأ والأنحراف عن منظومة القيم التي تضمنتها وفي مقدمتها الأخلاق.. (وإنكً لعلى خلق عظيم).. ومثل هذه النصوص السماوية واضحة ولا غبار عليها (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم) الآية 13.. بمعنى.. إن الذكر والأنثى بنو أب واحد وإمرأة واحدة.


 


إذن.. من يخل بهذه المعادلة التشريعية التي أحكمت العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس (التقوى)، التي جوهرها منظومة القيم؟ دعونا نؤجل البحث عند الحديث عن جوهر العلاقة الكائنة وغائيتها الوجودية، ونركز على الجانب القيمي الذي تحدده المجتمعات البشرية.. وهنا أيضاً تكمن إختلافات تتحكم فيها شروط ذاتية لنشأتها وتكوينها، كما تتحكم فيها ظروف تلك الأزمنة الموضوعية في تحديد القدرة على حكم المنطق، الذي يتعامل مع موضوعة العلاقة بين الرجل والمرأة وبالعكس، والنظرة الأجتماعية لهذه العلاقة، والتي تحدد معاييرها منظومة القيم التي يصوغها ذلك المجتمع او التجمعات البشرية في ازمنة متعاقبة، تُرَتِبُ (تراكمية) في المفاهيم، كما تُرَتِبُ (تحولات) قيمية قد تكون نسبية تقتصر على تلك المنظومات من القيم.


- منظومة القيم في كل مجتمع هي التي تحدد طبيعة العلاقة والتعامل القيمي والأخلاقي بين أفراد المجتمع.. وهذه المنظومة لا ينتجها العقل الأنساني من فضاءات أو خيالات، إنما هي نتاج راسخ يمثل إنعكاساً لنصوص دينية مقدسة، فضلاً عن موروث القيم المتراكمة مثل: قيم الشجاعة - وهي مشترك انساني لدى كل شعوب العالم - والنزاهة، والأستقامة، والعدل، والوفاء بالعهود، والمساواة، والتعاطي مع مكون الأخلاق الأنسانية، والنبل في التعامل.. كل هذه القيم تشكل المعطى الأنساني الذي يقوم على (احترام الكينونة الأنسانية سواء كانت انثوية أو ذكورية).


- معيار الأخلاق.. يرتبط بالعدل ويرتبط بالمساواة ويرتبط بالحقوق، كما يرتبط بالحرية (التي يجب أن تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين..)!!


قال الله تعالى يخاطب الرسول الكريم (إنك لعلى خلق عظيم..).. لماذا لم يقل، إنك عادل أو إنك منصف أو إنك شجاع أو إنك نزيه أو إنك وفيَ أو إنك شهم عظيم؟.. لأن الأخلاق.. هي مدخل كل عناصر منظومة القيم في أي مجتمع.. وهي المعيار الأساس الذي يشير إلى الصلاح أو إلى الأنهيار والتفسخ!!


- دعونا ننظر إلى الحضارات.. وهي تنمو وتترعرع ثم تشيخ وتنحدر إلى، إما الموت والأندثار أو إلى سبات عميق قد يدوم قرون.. لماذا؟ لأن هذه الحضارات وهي في تكوينها الرئيسي وليس الثانوي، الأصلي وليس الفرعي.. تقوم على مرتكزين أساسيين - وهنا نتحدث عن الحضارات الأصيلة وعددها ست حضارات ولا نتحدث عن الحضارات الفرعية التي اندثرت وانقرض بعضها - وهما: المرتكز (المادي) والمرتكز (الأخلاقي)، لكي تستقيم أركان الحضارة على أساس منظومة قيمها وتحقق التوازن بين المرتكزين على وفق الثبات النفسي والأستقرار في البناء المادي والأعتباري للحضارة.


متى تنهار الحضارة.. ومتى يتفسخ المجتمع؟ حين يختل التوازن بين المرتكزين المادي كقاعدة بناء متطور والأخلاقي كمنظومة قيم تكفل تماسك خلية المجتمع من التفكك وهي العائلة.. الحضارة تنهار حين تبتعد كثيراً عن اخلاقها وتنغمس في مادياتها بحيث تصبح مأخوذة بمعايير مادية تقيس على أساسها كل شيء حتى القيم.. عندئذٍ تمسي المعايير الأخلاقية معايير مادية فيحل التفكك ثم التمزق ثم التفسخ ثم الضمور والأندثار عن طريق الصراع!!


- ما نراه تفسخ مخيف لقيم الغرب.. وتزمت مخيف لقيم الشرق.. في الغرب تستباح قيمة المرأة وتحول إلى سلعة بأسم الحرية.. يقول البعض: أن المرأة حرة، وحريتها هي المسؤولة عنها، وجسدها هي حرة في ان تمنحه لمن تريد أو ترغب ولا سلطان لأحد عليها فهي حرة في جسدها ايضاً.. هذا المنطق ينظر ألى الأمر من زاوية فردية واحدة وكأن المرأة تعيش وحدها دون مجتمع، وتتصرف كفرد وليست جزءًا حيويًا في عائلة تتشكل في عوائل هي في وجودها المتراص تشكل المجتمع.. فإذا دخل السوس إلى الوحدات البشرية تهتك تدريجياً المجتمع البشري.. الدين ينصح ويرشد إلى طريق الصواب، والكنيسة لا تقوى، لانها لا تستطيع أن تقف بوجه الحرية المجردة من الأخلاق!!


- الحضارة العربية الأسلامية، من الحضارات العريقة الأصلية، وإن عاشت سباتاً طويلاً بفعل السطوة والهيمنة الخارجية التي تمنعها من النهوض والتطور.. وإن أرض العرب هي مهبط الرسالات السماوية التي اختارها الله من دون غيرهم من الأقوام.. لماذا لم تنزل الرسالات ويظهر الأنبياء في أوربا مثلاً أو في أقوام آسيا أو أفريقيا.. لماذا كان التخصيص العرب وارض العرب؟ لأن منظومة القيم لدى تلك الأمم والشعوب غير قادرة على احتضان الرسالات السماوية، ولأفتقارها لـ(منظومة قيم أصيلة) قادرة على النهوض بأعباء حمل الرسالة والتبشير بها، فهي الوعاء القادر على تحمل المسؤولية التاريخية والقيمية والأخلاقية للعالمين.. وحين وصل العرب المسلمون الى اقاصي الارض للتبشير بالرسالة الاسلامية، لم تعترض عليها شعوب تلك الدول والممالك، ولم تقاومها تلك الشعوب، بل ارتضت بها وآمنت بنصوصها وقيمها الاخلاقية وعدالة متجهها.. لماذا؟، لأن العرب المسلمين لم يكونوا استعماريين، ولأن انظمة تلك الممالك لم تكن عادلة، وان منظومة قيمهم لم تكن مرضية عنها من لدن تلك الشعوب التي كانت مسلوبة الأرادة ومقموعة وتعاني من غياب العدالة كما تعاني من الأستلاب والقهر والتمييز اللآإنساني..!!


- جاء العرب المسلمون الأوائل لينشروا منظومة القيم الانسانية بين شعوب العالم، وليس استلاب حريتها واذلالها وقمعها ونهب ثرواتها.. وعلى اساس هذه الحقائق تعايش العرب المسلمون في اسبانيا اربعة قرون، حل في ربوعها العدل والمساواة التي لم تألفها تلك الشعوب من قبل!!


كيف اختلف الأمر الآن؟ منْ عكسَ واقع الحال في منظومة القيم (العربية الأسلامية) الأصيلة الى الحد الذي اختل فيها معيار الأخلاق ومعايير قيمية اخرى، ومنها تكريس النظرة الدونية الى المرأة؟!


- معالجة موضوعة المرأة لا يجوز ان تكون مجتزئة تستل من لائحة المشكلات التي تعانيها الشعوب.. إنما هي واحدة منها، ومعالجة كل المشكلات في منهج موضوعي واحد، ومعالجة موضوع المرأة يكون في صلبها.. لماذا؟ لأن الأشكالية القائمة هي إشكالية تطور شعوب يجب أن يكون تطوراً صحيحاً يأخذ مساره الصحيح على قاعدة منظومة القيم نظاماً ونظاماً دستورياً يشترط تنشيط العرف والثقافة الأنسانية.. ولا بأس في أن يأخذ موضوع المرأة حيزاً خاصاً في معالجة وضعها في المجتمع العربي الأسلامي.. بعيداً عن التزمت في الرأي والتحجر على المفاهيم، والأنفتاح على العصر بثقافة تعتمد على الثقة بالنفس في مسائل المرأة وحريتها ومكانتها القيمية والأنسانية في المجتمع.


- في اوربا، وفي ظل منظومة القيم السائدة انتشرت ظواهر أو ظاهرات غريبة وتفاقمت منذ بداية السبعينيات من القرن المنصرم، ولا رادع لها قانونياً، ولا عرفاً اجتماعياً، ولا قراراً كنسياً، كظاهرة (تبادل الزوجات) وظاهرة (عدم اعتراض الزوج أو الزوجة على قيام أي منهما بصداقات خارج إطار الحياة الزوجية) وظاهرة (أن تبيت الزوجة ليلة في الأسبوع مع من تريد ولا اعتراض لدى الزوج، لأنه يماثلها في ذلك)!!


فالأنحرافات الفردية تحدث في كل مكان، ولا تعرف مجتمعاً محدداً، غربياً كان أم شرقياً، مسيحياً بوذياً يهودياً أم مسلماً.. ولكن مثل هذه الأنحرافات وهي تتحول إلى ظاهرات عامة مسكوت عليها عرفاً اجتماعياً ودستورياً تشريعياً واحكاماً كنسية، فالأمر يدخل عندئذٍ في دائرة الضوء والدراسة والبحث عن المسببات والعوامل التي حولت الأنحراف الفردي إلى ظاهرة لا يكترث لها المجتمع، على الرغم من سلبياتها الكارثية على الوحدة الأجتماعية التي تُكَوِنُ المجتمع ومنظومته القيمية!!


والتساؤل هنا.. ما هو دور الدولة حيال هذه الظواهر.. وما هو دور المؤسسة الدينية منها؟


- يقول البعض.. أن المرأة مسؤولة عن جسدها، ولا سلطان لأحد عليها، وهي تستطيع ان تمنحه لمن ترغب أو تشاء.. لأنها هي المسؤولة عنه، وهو حقها ولا احد يسلب منها هذا الحق أو حريتها في ذلك؟، هذا الكلام صحيح في مضمونه المجرد وعلى مستوى المنطق المجرد ايضاً.. ولكن إين هي حرية المجتمع عند تلك الحدود؟ فحرية المرأة هي جزء أساس من حرية المجتمع.. والحرية هنا بمفهومها العام الواسع هي حرية المجتمع التي لا تتجزء، وتتوقف حرية الفرد، كما قال "منتسيكيو" و "جون بول سارتر" و"سيمون دي بوفوا" عندما تبدأ حرية الآخرين.


- المجتمع، أي مجتمع، في حريته المكفولة بمنظومة القيم معني بالمحافظة على كينونته من الأنهيار والتفسخ، لماذا؟ لأنها مسؤولية تاريخية واخلاقية، وخلافها ينهار المجتمع ويتحول إلى افراد لا رابط بينهم سوى الغرائز!!


- ينبغي أن يصار إلى تفهم سيكيولوجية المرأة.. ماذا تريد وماذا تحب؟!


ربما تكون هذه التساؤلات سهلة، ولكنها في النتيجة تصب في متلازمة لها مدلولاً واضحاً يتعلق بالرابطة الاجتماعية وبالخلية التي يبنى على اساسها المجتمع كينونته الأنسانية:


المرأة بحكم تكوينها الأنثوي وتدفقها العاطفي وجمال روحها وجسدها ومكانتها في العائلة والمجتمع، تريد (الحب والأحترام والصدق والصراحة والرعاية والحماية).. هذه هي الأساسيات وليست الثانويات، وبحكم تكوينها أيضاً تحب المرأة (أن تكون جميلة وقادرة على انتزاع إعجاب الرجل كأنثى وأن تظهر بما يجعلها محط جذب الرجال والنساء في آن، وتحاول أن تكون كالزهرة التي تفوح بعطرها لتجذب أسراب النحل إليها)!!


هكذا خلقها الله.. قطعة من جمال.. ليس هناك امرأة ليست جميلة أبداً. ولكن.. هنالك إشكالية محضة حين يختل التوازن عندها بين (الأساسيات) وبين (الثانويات)، فترجح أو تُرَجَحْ عندها الثانويات على الأساسيات، فتتحول طواعية ربما بدون وعي ذاتي كافٍ إلى جادة الثانويات فتنغمس كلياً أو جزئياً في بركها التي تقود إلى التحلل أو الخروج عن الخط الصحيح المتوازن... لماذا تقبل المرأة لنفسها أن تكون سلعة.. صحيح أن الشركات الكبرى والصغرى تعمل على استثمار المرأة كسلعة في كل شيء؟ وهذا الأمر لا يقاس عليه.. ولكن تأثيره الفاضح كبير على عقول وأذهان المجتمع في غياب الروادع التربوية والحصانة القانونية والدستورية، ليس تسلطاً فوق رقاب المرأة إنما تسلطاً فوق رقاب الشركات الرأسمالية التي تسعى إلى الربح ولا غير الربح حتى لو هتكت المجتمع وانحدرت المرأة إلى مستوى الأنحطاط!!


- ويقبع خلف هذه الشركات، التي لا تعد ولا تحصى، فكر معروف يستهدف الربح الفاحش، كما يستهدف في بعض جوانبه أو لا تهمه النتائج، التي تنتهي بالتفسخ والإستلاب وبالتالي الأنحطاط الأخلاقي.


- من المسؤول عن هذه الشركات؟ الدولة مسؤولة.. النظام الأجتماعي مسؤول.. القوى السياسية والدينية مسؤولة.. بمعنى هي المعنية بوضع حدود وضوابط لهذا العبث واللآمبالاة حفاظاً على (وحدة العائلة) و(وحدة المجتمع).. والعمل على كبح جماح هذه الأفكار التي تُسَرَب عبر المظاهر المفروضة على الذوق العام - لسنا معنيون بالتفاصيل - ولكن النظام الرأسمالي، هو هكذا.. يسير بدافع الحصول على اكبر كمية ممكنة من الأرباح، ومهما أنحطت الأخلاق.. وتراكم الثروة، مهما تفسخ المجتمع.. وتلازم (الثروة والقوة)، مهما انحدرت الأمور إلى الأنحطاط.


الدين.. لا يُقرُ العودة بالحالة إلى ما قبلها حين تسلب المرأة وتستلب من محيطها وتعرض سلعة تباع كالرقيق.. الدين يرفض نهج الرقيق.. الدين يرفض العودة إلى وأد الطفلة التي خلقها الله بقدر لأنها أنثى.. الدين يحاسب على الأرتداد بالحالة إلى ما قبلها حين عامل الأقدمون المرأة على أنها (تابع) وانها (عورة) و(لا قيمة لها إلا بالرجل).. الدين يُحَرمُ المساس بروح المرأة وكرامتها، ووضعها الله شأنها شأن الرجل على وفق معيار (الأيمان) و (التقوى).. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. فهي ليست أدنى من الرجل ولن تكون.. وهي ليست تابعاً للرجل.. ومن غيرها، كحقيقة تنعدم الحياة، كذلك الرجل.. وكليهما مصدر ديمومة الحياة، وكليهما في وحدة الوجود الكلية.. وإن معالجة مشكلات المرأة لا تنفصل عن معالجة مشكلات الرجل.. ومعالجة مشكلاتهما معاً ليست مجردة عن معالجة مشكلات المجتمع في مكوناته الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والنفسية.. فمن الصعب ان تكون المعالجات (مجتزئة)، ومن الصعب الحديث عن معالجة جزء من حالة، وفصلها عن معالجة أجزاء الحالة العامة برمتها، فذلك يمثل خللاً في التفكير وعطلاً في تراتيبية العقل واولوياته.


الأخلاق.. التي تشمل، كما أسلفنا، مجموعة القيم، معنية بها مناهج التربية وقبلها الأعراف السائدة والتشريعات الناتجة عنها.. فهي منبع القيم، التي ترفض الشك، وترفض منهج الغلو، وترفض مسلك التزمت والتعصب والأتيان بحالات رفضتها الأديان من قبل.. إنها العلاقة الرصينة بين الرجل والمرأة القائمة على أساس الحب والأحترام والصدق والرعاية والحماية والتراحم.. وخلاف هذا الأساس يرفضه منطق الدين ومنطق الأخلاق.!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:13 pm

المرأة بين استعباد الماضي وأزمة الحاضر
د. رشا غانم




ابتعدت المجتمعات العربية إلى حد كبير عن تعاليم الدين السامية التي كرمت المرأة وحفظت حقوقها وأصبحت تتبع العادات والتقاليد المتوارثة التي تحرم على المرأة كثيرا من الحقوق التي كرّمها بها الله، كما تأخذ من الغرب أسوأ العادات الغربية كاهتمام المرأة بمظهرها وحسنها وجمالها أكثر من عقلها ودورها في المجتمع . فتفني عمرها تهتم بجاذبيتها كأنثى ولا تهتم بإنسانيتها، وتهتم بالشكل ولا تهتم بالجوهر.ومن العجب أن ما توارث من الإرث الفلسفي عند كثير من الفلاسفة مثل أفلاطون وسقراط وأرسطو وفكرتهم المجحفة للمرأة كان أقوى من الفكر الديني كما أن الأفكار السيئة عن المرأة اكتسبت ثوبا دينيا كفكرة خطيئة آدم وخروجه من الجنة كان سببها حواء فهي رمز الغواية والفتنة فالأدوار التي أعطيت لها كان أغلبها شريرا.


عاشت المرأة منذ بدء الخليقة عدا العصر الفرعوني، مهضومة الحقوق "فلا ينبغي أن ننظر إلى قضيتها على أن الحكم قد صدر فيها مقدما عن طريق الواقع القائم، أو الرأي العام السائد بل لا بد من فتحه للنقاش على أساس أنها مسألة عدالة"


فالمرأة على مر التاريخ كائن حي كتب عليه أن يستعبد من جراء عادات وتقاليد بالية فوجدت المرأة نفسها في حالة عبودية الرجل وذلك لانحراف فهمه عن قواعد الدين وقيمه الحقيقية التي حددت بوضوح وظيفة كل من الرجل والمرأة معا


عندما حلّت أوضاع الضعف والتخلف في شرايين العالم العربي والإسلامي منذ القرن السادس عشر الميلادي، كانت المرأة أكثر تضررا وأشد تخلفا بسبب حرمانها من التعليم، ووضعها على هامش الحياة العامة فانتشر الجهل وحصر وظيفتها في الإنجاب والتربية والطهي ولا تعتبر هذه الوظائف تقليدية للمرأة أو قليلة الشأن ولكن نشير هنا إلى تمكين المرأة علميا ومهنيا وعدم حرمانها من توعيتها وتثقيفها حتى تقوم بالعمل المنوط لها سواء بالبيت أو خارجه ؛لأن إهمال جانب من الجوانب سيؤدي إلى شل وظيفتها التربوية وإلى تدهور الأسرة والمجتمع، أما عندما تشعر بقيمة نفسها واحترام ذاتها ستثمر جهودها البناءة لمجتمعها.


وبقدر ما أعطي للرجال من حقوق إنسانية وسياسية وفي مجال الحرية والمساواة وفي حق المواطنة للوطن وبمعزل عن الانتماءات الدينية والقومية والعرقية، كذلك أعطت للمرأة حقوقاً مساوية للرجل في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، كفلها لها الدين مثل الرجل تماما، على الرغم من كل ذلك تعيش المرأة في حاضرها أزمة انعدام الأخلاق كإهانتها من قبل الأب والأخ والزوج، وسلب حقوقها، وعدم الاهتمام بتغذية عقلها وفكرها، فنجد بعض النساء يتنازلن طواعية وبإرادتهن عن حقوقهن التي كفلت لهن، وبسقوط المراة تسقط الأسرة ويتراجع الجوهر الإنساني المشترك، ويصبح كل البشر أفرادا طبيعيين لكل منهم مصلحته الخاصة التي تصطدم وتتصارع مع مصالح الآخرين. وعندما زادت التوعية من قبل الهيئات المنوطة للدفاع عن حقوق المرأة تقدم كثيرات من النساء تطالبن بحقوقهن في الاشتراك في الانتخابات البرلمانية، وأن يكون لهن حق الاقتراع أو التصويت ونجحن في تحقيق تلك المطالب وغيرها بفضل مثابراتهن وحرصهن على إعلاء قيم مجتمعهن.


فيا كل امرأة في وطني، أنت لست نصف المجتمع كما وصفوك فأنت الكون كله... فبإبداعك وثقافتك وفكرك وجهدك وصبرك وجمال روحك أعطيت الحياة طعمها ووجودها وسر خلودها وديمومتها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:13 pm

المرأة في عصر الجاهلية الجديدة
ميادة ابو شنب




استغاثة من صميم الألم نطلقها، إلى كل نساء الكون في يوم المرأة العالمي، من صحيفة ومؤسسة "المثقف"، للتضامن مع المرأة مسلوبة الإنسانيّة.


دعاء بالرّحمة من ربّ الرّحمة وصلاة استسقاء لمطر من المفاتيح تفكّ إسار كل إمرأة مكبّلة بالتخلّف والجاهليّة، وأن تمنّ عليها يد الخالق بالإنعتاق وتحرسها عينه حتى عودتها إلى مملكتها الآمنة - بيتها- وأهلها.


 


لا يوجد دولة في العالم قد منحت المرأة حقوقها الكاملة، فانتهاكات حقوق المرأة هي وصمة عار على جبين الحضارة الانسانيّة. لكنهم يثابرون من أجل أن تكون المرأة آمنة من العنف، متمتّعة بحقوق الإنسان، وقادرة اقتصادياً من خلال تكافؤ فرص التعليم والعمل والمشاركة باتخاذ القرارات.


 


اليوم يحتفل العالم الغربي بيوم المرأة العالمي، يستذكر ويحتفي بالنساء اللّواتي برزن في شتّى المجالات: الثقافيّة والاجتماعيّة والقياديّة عبر قرن من الزمان دعماً وتشجيعاً للمزيد من الإمتياز. أمّا عالمنا العربي، يسفك روح المرأة وجسدها ويعيدها إلى عصر جاهليّة متطرفة بعبوديّة المرأة ووأدها بصور أكثر بشاعة من الجاهلية الأولى.


إنّ المرأة في العالم العربي، في القرن الواحد والعشرين، قد فقدت أنجازات حقّقتها امرأة القرن الماضي بنضال وكفاح وتضحيات خلّدها التاريخ. ولهذه الكبوة الحضاريّة أسباب عدّة وتداعيات تنخر صميم الأمّة وتبدّد آمال المستقبل. ومن أبرزها الفتاوى الدينيّة الّتي تصبّ جام جحيمها على المرأة وتتناقض كليّاً مع الأعراف والقيم الإنسانية.


قالت د. نوال السعداوي: "أن بعض رجال الدين لديهم لوثة جنسية ولا يتحدثون إلا عن المرأة والجنس". وللأسف الشديد، انتشرت هذه اللّوثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحالَفَ المصابون بهذا الفيروس تحت "شعار الإسلام" ونفّذوا الفتاوى المتخلّفة بهمجيةوجعلوا من جسد المرأة مشروع سبي ونخاسة واغتصاب وقتل وتهجير، وأول هذه القائمة المشينة "جهاد النكاح".


 


نظراً لفداحة اضطهاد وانتهاك جسد المرأة من قبل الجماعات التكفيرية: سبياً، وتعذيباً، واغتصاباً، وقتلاً بطرق وحشيّة، فإنّنا ندعو لرفع الغبن والجور والعبوديّة عن جسدها وروحها، ونناشد ضمائر العالم للإفراج عمن تبقى من النساء في أسر قوى الظلام.


ولأن كل خطوة عملية تسبقها رؤية نظرية، لذا قررنا أن يكون موضوع ملف يوم المرأة العالمي لهذا العام .....


"المرأة في أسر العبودية المعاصرة"


ضمن هذا الملف، تم توجيه الدعوة إلى كتّاب وكاتبات، باحثين وباحثات وأدباء وأديبات "المثقف" للكتابة عن المحاور التالية أو أي موضوع في إطار محور الملف أو المشاركة بنص أدبي يتناول موضوع المرأة.


المحاور المقترحة كنقطة انطلاق في الكتابة:


1- سبي النساء عادة جاهلية، ما هو مفهومها؟ ولماذا لم ينهَ عنها الإسلام كنهيه عن وأد البنات؟


2- سبي النساء من قبل الجماعات التكفيرية: الموقف الديني والاخلاقي


3- النساء العزل تحت رحمة الجماعات التكفيرية وصدمة الحضارة


4- كيف يمكن الحدّ من النظرة الدونيّة للمرأة من قبل التيارات الاسلاميّة؟


5- قيم المجتمعات العربيّة وعمليّة بيع النساء في اسواق النخاسة


6- ما هي دوافع سبي النساء لدى الجماعات التكفيريّة؟


7- كيف تقيّم موقف المرجعيات الدينيّة، خاصة المسلمة، من ظاهرة سبي النساء من قبل الجماعات التكفيريّة؟


8- ما هي الخطوات اللازمة للحيلولة دون تكرار سبي النساء؟


 


باقة أزاهير بريّة مبلّلة بأنداء الشكر والامتنان نقدّمها لكل من سجّل تضامنه بحرفه وضميره على صفحات هذا الملف.


نقدّم شديد الإعتذار لكل من لم تصله الدعوة لسبب ما أو تأخرت بالوصول إليه، ونرجو تفهمكم. وسيبقى باب المشاركة بالملف مفتوحاً.


 


كل عام وعماد أوطاننا، من نساء ورجال، صامدون بوجه أعاصير الجاهليّة والاستبداد والعبوديّة من أجل كينونة الأمّة العربيّة وهويّتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:14 pm

وضع المرأة في فترات النزاعات المسلحة والحروب
سمر محفوض


تعاني النساء والفتيات تجربة النزاع المسلح بالطريقة نفسها التي يعاني منها الرجال والفتيان. فإنّهن يتعرضن للقتل، والإصابة، والإعاقة، والتعذيب. ويتم استهدافهن بالأسلحة ويُعانين من التفكك الاجتماعي والاقتصادي. كما يعانين من التأثير النفسي ويُعانين من آثار العنف قبل وأثناء وبعد الهروب من مناطق القتال. وكثيرًا ما يعرضهن للمزيد من الأذى والعنف. العنف القائم على الجنس والعنف الجنسي كالاغتصاب، والزواج القسري، والحمل القسري، والإجهاض القسري، والتعذيب، والاتجار، والاستعباد الجنسي، فالنساء هن ضحايا الإبادة الجماعية والعمل القسري.


يعرّف الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد النساء في مادته الأولى العنف كالتالي: “يقصد بالعنف ضد النساء أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ينجم عنه أو يحتمل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية أو نفسية للمرأة، بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل، أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة “.


تعني عبارة “العنف ضد المرأة” أي فعل من أفعال العنف قائم على النوع الاجتماعي ويؤدي إلى أذى بدني أو جنسي أو نفسي للنساء والفتيات. ويشمل العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارس ضد النساء (العنف الممارس ضد المرأة بسبب جنسها) أفعالاً موجهة ضد المرأة بسبب كونها امرأة أو تؤثر على النساء بصورة غير متناسبة.


ويتضمن العنف ضد المرأة:


ـ العنف في العائلة أو المنـزل


ـ العنف في المجتمع


كما يعرف العنف في الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي وقعته الأمم المتحدة سنة 1993 بأنه ( أي فعل عنيف قائم على أساس الجنس ضد المرأة ، والذي ينجم عنه أو يخيّل أن ينجم عنه أذى أو معاناة جسمية أو جنسية أو نفسية للمرأة , بما في ذلك التهديد باقتراف مثل هذا الفعل أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية , سواء أوقع ذلك في الحياة العامة أو الخاصة ).


ونجد في التعريف العالمي توضيحاً شاملاً لما هو العنف الموجه ضد المرأة بحيث يتضمن التعريف الأفعال التي من شأنها إلحاق الأذى بالمرأة حتى لو لم تؤدي إلى ضرر.


أشكال العنف الموجه ضد المرأة ...


1- العنف الجسدي.


2- العنف النفسي.


3- العنف الجنسي.


4- العنف الاقتصادي.


5- العنف القانوني.


6- العنف المجتمعي.


7- العنف السياسي.


8- العنف الثقافي


اما الجزء الذي يحتاج الى دراسة اعمق فهو وضع المرأة في زمن النزاعات والازمات المسلحة


ـ العنف في النـزاعات المسلحة، الذي ترتكبه القوات المتنازعة والجماعات المسلحة على السواء، مثل الهجمات ضد المدنيين الذين هم في معظمهم النساء والفتيات في أغلب الأحيان والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.


في أوقات النزاعات المسلحة سواء أكانت بين الدول أو داخل الدولة الواحد تكون النساء الأكثر عرضة من بين المدنيين للعنف ولانتهاكات حقوق الانسان من قبل الجنود أو المسلحين، ومن أوجه العنف الممارس على المرأة أوقات النزاعات المسلحة: تستهدف النساء سواء كضحايا للعنف الموجه ضد المدنيين أو الخطف أو القتل وقد يرتبط العنف بالتهديد الموجه لناشطات في الشأن العام وزعيمات سياسيات على يد قوات جهادية تستنكر عمل المرأة ونشاطها في الشأن العام وتعتبره مخالفة للعرف والتقليد المجتمعي.النزوح الداخلي واللجوء الخارجي : تتعرّض النساء أسوة بكافة المدنيين إلى ويلات النزوح في حالات النزاعات المسلحة وخاصة النزاعات والحروب الداخلية، وتعتبر النساء والأطفال الأكثر تضرراً في حالات النزوح والالتجاء إلى المخيمات اذ يتوجب على المرأة تحمل وطأة فقدان الممتلكات والسكن والإرهاق النفسي والجسدي خلال عملية النزوح وكثيراً ما تصاحبها حالات الخطف والاغتصاب ومروراً بالعيش في المخيمات التي تفتقر إلى أدني وسائل الراحة من مسكن ومأكل وندرة في الخدمات الصحية لأنها تفتقد إلى الخصوصية كالحمامات المشتركة والحشر في أماكن ضيقة وبأعداد متزايدة مع أناس غريبين عنها.تتعرّض النساء الى حالات الخطف والأسر والاعتقال من جانب الدولة أو القوات المسلحة وخاصة في صفوف الناشطات أو العاملات ضمن وحدات المساندة والدعم إلا أنّهن يخضعن لظروف نفسية ومعيشية قاسية مغايرة لما يتعرض له الرجال فإنّهن مهددات بالأذى النفسيّ والجسديّ كون مراكز الاعتقال غالباً لا تكون مجهزة لاحتياجات النساء وتراعي خصوصيتها والخوف من تعرضهن لاعتداءات جنسية داخل المعتقلات أو في ساحات المعارك.


وتؤدي النزاعات المسلحة إلى تأثير بالغ على حياة النساء. مثل تغيّر الدور الاقتصادي والاجتماعي، وتفكك الأسر، ، والقيام بأعمال شاقة يؤديها عادة الرجال مثل الزراعة وتربية الماشية ورعايتها، والهجرة إلى المدن لأجل العمل فيها. كما تقل فرص الزواج وتزداد العنوسة، وتقل فرص المرأة في اكتساب مركز اقتصادي واجتماعي,هذا وأدى انتشار النزاع المسلّح وتطوّر وسائل القتال إلى زيادة معدلات الخسائر في أرواح العسكريين والمدنيين. وأدى ذلك إلى زيادة عدد المفقودين والمشردين والأرامل من النساء، وهو أمر يؤثر على حياة النساء والمجتمع بوجه عام. فالترمل يغير الأدوار الاجتماعية والاقتصادية للنساء في البيت والمجتمع المحلي، كما يغيّر من بنية الأسرة، وينال من الأمان الشخصي للنساء ومن هويتهن وقدرتهن. وتعاني زوجات المفقودين من المشكلات التي تعاني منها الأرامل، ولكن دون اعتراف رسمي بوضعهن، وهو ما يخلق لهن مشكلات معينة.


ويستخدم العنف الجنسي ضد النساء أو أفراد من عائلاتهن باعتبار ذلك من وسائل التعذيب وانتزاع الاعترافات والمعلومات ولجرح كبريائهن وإنزال العقاب بهن، وكثيراً ما ينظر إلى الاغتصاب كمكافأة للجنود والمحاربين.


وقد يحدث الاعتداء الجنسي على المدنيين والنساء خاصة في أماكن متعدد سواء في المنزل أو في مخيمات اللجوء وتستهدف النساء جنسيا من قبل الرجال سواء أكانوا مقاتلين أو مدنين، قوات عدو أو قوات صديقة لإشباع الرغبات الجنسية تحت تهديد السلاح وكثيراً ما تمرّ هذه الحوادث في أوقات النزاع دون إيقاع العقاب بمرتكبيها،.


من الخطأ التركيز على هذه القضية لأنّ مثل هذا التركيز على بُعدٍ واحد من قضية أوسع نطاقاً يطمس ويحجب العديد من القضايا الحرجة التي تهم النساء اللاتي يعشن خلال النزاعات، بما في ذلك التشريد القسري، واستهداف النساء ومعاقبتهن بسبب كونهن ناشطات أو بسبب أقربائهن من النشطاء الذكور، والدفع نحو الزواج المبكر أو الزواج بالإكراه أو زواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار، وافتقار الفتيات والشابات إلى الأمن. تتضمن قائمة الانتهاكات أيضاً زيادة العنف الأسري ، والافتقار إلى فرصة الحصول على الطعام والمأوى والرعاية الصحية، وانقطاع التعليم، والاتجار بالنساء واستغلالهن ، وذلك من بين انتهاكات أخرى عديدة.


بما أن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة وكبيرة الاتساع منذ أن كانت في العصر الجاهلي تباع المرأة وتشترى، وتوأد في التراب وهي حية، فلا نتوقع أن يكون حل هذه الظاهرة أو علاجها آنيا وبفترة قصيرة. وإنما لابد من كونه جذريا وتدريجيا من أجل القضاء عليها أو الحيلولة إلى إنقاصها بأكبر قدر ممكن. وذلك عبر:العمل على تكوين مؤسسات تهتم بشؤون الاسرة توفر اماكن للمعنفين الذين لا يقبل اهاليهم الرجوع اليهم ويكون بهذه المؤسسات اخصائيون اجتماعيون واخصائيون نفسيون قادرون على العلاج النفسي وقانونيون للعمل على توضيح الحقوق القانونية للمعنفين والدفاع عنهم كذلك يكون لهذه المؤسسات فروع مكاتب للارشاد والتوجيه في مجال الاسرة وتعمل على نشر الوعي بين الاهالي لاهمية استقرار الاسرة.


ان واقع المرأة في تراجع نسبي كبير، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العربي. اذ لا يمكن تحقيق تقدم في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها قبليا في مبناه وعلاقاته، ويحرمها من الحقوق السياسية المتساوية ومن فرص النمو والتعليم والتقدم في تطوير قدراتها الخاصة ووعيها، ومشاركتها في عملية التنمية الإنسانية والاقتصادية لمجتمعها.


فهل نتوقع، في اطار واقع متعثر مدنيا، ان نحرز تقدما في مجال انجاز نهضة نسائية واجتماعية تغير واقع المرأة، ويفتح امامها وأمام مجتمعاتنا آفاقا جديدة، وامكانيات أخرى تعمق دورها ومسؤوليتها؟ هل انتهت الظاهرة القبلية لقتل النساء بحجة شرف العائلة..؟ هل تقلص الاضطهاد المنزلي ضد النساء؟ هل انتهت الظاهرة من القرون الحجرية بتشوية الأعضاء التناسلية للإناث؟ لن أتحدث مجدداً عن الظلم والغبن الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا، ولا عن القوانين العنصرية المتخلفة التي تظلمها,عنف داخل الدول نفسها ومنه عدم المساواة سواء بالعمل أو الراتب ومنع المناصب الكبرى عن المرأة ، تتعرض المرأة غالبا للاضطهاد الجسدي والجنسي، ، تطارد حتى في رزقها مما يجعل العكس هو الذي يحصل، التميز في التعليم، كما التميز في الوظائف، محاربتها في حقها بالتنقل. يضاف اليه االتمييز في المنزل وتفضيل الذكر على الأنثى منذ الصغر، وهذا التفضيل ينتج عنه اضطهاد وضغط على الفتاة منذ الصغر، وغالباً ما تكون الأنثى هي التي تبذل الجهد في المنزل. ناهيك عن التعرض دائماً لعنف جسدي ونفسي، الضرب والتلفظ بألفاظ مؤلمة لها. لا يجب أن ننسى زواج الصغيرات وما ينتج عنه من وأد لطفولة الفتاة الصغيرة إن العنف ضد المرأة هو عنف ضد الإنسانية عموماً وضد المجتمع والحياة الطبيعية، ولقد استشرى بطرق فظيعة، حول العالم الاجحاف ضد المرأة قد يكبر ويزداد إذا لم يحد من مصادره الكثيرة.. لا يكفي أن نقول إننا ضد زواج الصغيرات، ونغض الطرف ولا يكفي أن نكون ضد التميز، ونسمح بالتميز في العمل والمناصب وحتى بعض أحكام الحضانة.


وقد أثبتت التجربة أن القوانين الوضعية لم تتمكن من إعطاء المرأة حقوقها وحمايتها، وإن كانت ترفع الشعارات لصالحها.


ومن طرف آخر نشر هذه التوعية في المجتمع الذكوري أيضا، عبر نشر ثقافة احترام وتقدير المرأة التي تشكل نصف المجتمع بل غالبيته.


إن الدور التي تلعبه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث العديد من الثقافات إلى جميع المجتمعات سلبا أو إيجابا واضحة للجميع، لذا من الضروري تعميم هذه التوعية لتصل إلى هذه الوسائل لتقوم بالتغطية اللازمة لذلك.


ولابد من تضاعف هذه الجهود بالنسبة إلى وسائل التلفزة لحذف المشاهد والمقاطع التي توحي من قريب أو بعيد إلى تدعيم ظاهرة العنف ضد المرأة.


في يوم عيد االمرأة، ورغم العديد من المحاولات الجادة لحماية المرأة من العنف، فإن هذه الظاهرة لا تزال تبعاتها تتخطى كل التوقعات، خاصة بدول العالم العربي.


وأصبحت هذه الظاهرة أكثر سوءا مع انعدام الاستقرار السياسي واستمرار الحروب في المنطقة العربية، منذ بدء ما يسميه البعض بالربيع العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:15 pm

سبيّ النساء في التاريخ
د. عدنان الظاهر




هل ظاهرة سبي النساء، بنات حوّاء، هي ظاهرة جديدة أفرزتها الرأسمالية والعولمة وتوابعهما من إرهابيي القاعدة وداعش؟


كلاّ، قطعاً كلاّ، وسأحاول تتبّع مسار هذه الظاهرة بدءاً من الميثولوجيا الإغريقية في بلاد اليونان بلاد سقراط وأفلاطون وأرسطو حتى يومنا المشؤوم المأزوم هذا.


لماذا تُسبى النساء ؟ تُسبى بنات حوّاء لأنَّ المرأة جميلة ولأنها ضعيفة جسدياً وفسيولوجياً وبايولوجياً ثم إنها وعاء وحوض لزرع وإنجاب المزيد من الرجال الأقوياء السابين والنساء الجميلات المسبيات. تُسبى لتُقتنى كأية قُنية ثمينة جميلة يتفاخر بها سابوها ومن باعها أو أهداها ومن اقتناها جاريةً في قصوره ترقص وتغني وتعزف وتقاسمه فراشه حين يرغب هو السيّد والمالك المُطاع. وحين تتقدم السنّ بها يبيعها في أسواق النخاسة والإتجّار بالجنس والرقيق أو يهديها بضاعةً من الدرجة الثانية أو الثالثة


لمن يشاء من عناصر حاشيته أو الأصدقاء المقرّبين.


إنها ظاهرة ذات وجهين : فروسية وبطولة الناهب والسابي ثم حيازة واقتناء " دُمية " جميلة تزيّن قصور سابيها وتبعث فيها روح المرح والطرب من رقص وغناء وبهجة.


الإغريق وسبي النساء :


قصة ولوحة خطف ( سبي ) باريس لهيلينا قصة معروفة سواء في الميثولوجيا الإغريقية أو في عالم الفن حيث تزيّن لوحة الخطف هذه جدرانَ بعض المتاحف العالمية وقد رأيتها بعيني ذات يوم قبل عقود ربما في متحف اللوفر في باريس أو في المتحف البريطاني في لندن أو في بعض المتاحف النمساوية وربما رأيتها في متحف المتروبوليتان الأمريكي للفنون الجميلة في نيويورك. خطف هيلينا هي عملية سبي للمرأة لأنها اُختطفت جبراً وغصباً وعلى الضد من رغبتها وبخلاف قرارها الشخصي وإلاّ كيف يكون السبي وما تفسيره ومغزاه ؟ بدأ السبي منذ قديم الزمان وأسست له حضارات سبقت الدين الإسلامي وداعش بآماد وقرون طويلة.


ما كان وضع المرأة في أزمان إمبراطورية وأباطرة روما ؟


ليس لديَّ حول هذه المسألة إلاّ القليل من المعلومات أفادني بها بعض المختصّين بتاريخ روما قبل وبعد اعتناقها للديانة المسيحية. قالوا : كانت المرأة يومذاك سلعة رخيصة يتم تداولها كعبدة ويمارس الرجال الجنسَ معها في المحلات العامة ولا سيّما في الحمّامات العمومية وكانت كثيرة يومذاك في روما كأنها صُممت أساساً لتيسير هذا الغرض. هذا سبي صريح وسبي قبيح للمرأة وهي مُنجبة وهي حاضنة وأم الرجال في الجنس البشري فكيف ساغوا لأنفسهم معاملتها بهذه الطرق المتدنية عُرفاً وديناً وخُلُقاً وفِطرة بشرية ؟ هل كانت لديهم شرائع وقوانين خاصة بالزواج وهل كان الزواج في روما متعدداً قبل وبعد المسيحية؟ لا علمَ لي بذلك.


وماذا عن وضع المرأة في جزيرة العرب قبل الإسلام ؟


لا يحتاج المرء إلى عبقرية كبيرة ليستنتج أنَّ غزو قبيلة عربية لأخرى ولأسباب شتّى ستنجم عنه عمليات سبي للنساء والأطفال ويحتفظون ـ إذا لم يقتلوا ـ كل من يستطيع حمل السلاح قوّةً ضاربة لغزو قبائل أخرى في مناسبات كثيرة أخرى. قبل السلب والنهب وسبي الذراري والعيال تُهدم المنازل ويتم حرق كل شئ قابلٍ للإشتعال والحرق وحين تهدأ النفوس الثائرة الهائجة يترك الغازون " الأبطال الميامين " القرية أو المدينة أو "السَلَف " المنكوب محترقاً يجلله الحداد والسواد وبضعة آثار متبقية قاومت أو لم يصلها لهيب الحرائق. وما مصير النساء الناجيات من الموت والحرائق ؟ تُسبى ليفعل الغزاة بها ما يشاؤون من زواج بالإكراه أو بيع في الأسواق أو تركهن في البيوت جواريَ وسراري وخادمات للطبخ والتنظيف. الغزو وسبي النساء وجهان لعملة واحدة تتمم إحداهنَّ الأخرى ولا تنفصل عنها.


الغازي سابيٌّ ساديٌّ والمغزوّةُ سبيّة مسبية.


هناك قول ينسب للسيّدة عائشة أم المؤمنين كجواب على من سألها عن حال الزواجات بين عرب ما قبل الإسلام إنها قالت : كانت هناك حالات متعددة للزواج قبل الإسلام . كان هناك الزواج الأحادي بين رجل وامرأة .. وكان هناك الزواج المتعدد كأنْ يتزوج الرجلُ ما يشاء من النساء ثم كان هناك نوع آخر من الزواج يشترك فيه عدد من الرجال بالزواج من إمرأة واحدة فقط وإذا ما حملت هذه الإمرأة وأنجبت يكون لها حق اختيار أحد أزواجها أباً للمولود الجديد.


ومقارنة سريعة بين ما كان يحدث في روما من ممارسات جنسية في الحمّامات العمومية بين الرجال والنساء أضع أمام القارئ الكريم ما جاء في القرآن من كلام حول ممارسة الجنس لواطاً بين الرجال والرجال في منتديات ومجالس سمر وسهر العرب زمان الجاهلية :


( ولوطاً إذْ قال لقومهِ إنكمْ لتأتونَ الفاحشةَ ما سبقكمْ بها من أحدٍ من العالمين.إئنكمْ لتأتونَ الرجالَ وتقطعون السبيلَ وتأتونَ في ناديكمْ المُنكرَ فما كان جوابُ قومهِ إلاّ أنْ قالوا ائتنا بعذابِ اللهِ إنْ كنتَ من الصادقين / سورة العنكبوت الأيتان 28 و 29 ).


إذاً الرومان أفضل من عرب الجاهلية لأنهم كانوا يمارسون الجنس السوي بين ذكر وأنثى وليس بين رجل وآخر ... ما كانوا من قوم لوط !


من تعلّمَ ممّنْ، الرومان من العرب أم العربُ من الرومان ولكنْ بعد أنْ قلبوا المعادلة السويّة ومارسوا الجنس شاذّاً لواطاً بين رجل ورجل ؟ في القرآن إشارات كثيرة تخص هذا الأمر وردت صريحةً في آيات بعض السور أذكر منها ما يلي :


1ـ [[ واللذانِ يأتيانها منكمْ فآذوهما فإنْ تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إنَّ اللهَ كانَ توّاباً رحيما / سورة النساء الآية 16 ]].


فآذوهما ... ما نوع ومقدار هذه الأذيّة وكيف يتم التثبّت من توبة من مارس الجنس لواطاً ؟ هذا يعني أنهم كانوا يمارسونه في العَلَن وقد يمارسونه سرّاً إذا تطلّب أمر الصيانة ودفع المكاره والأذى ! هذا سبي ومن يسبي الرجلَ يهونُ عليه سِباء النساء .


2ـ [[ ولوطاً إذْ قال لقومهِ أتأتونَ الفاحشةَ ما سبقكمْ بها من أحدٍ من العالمين. إنّكمْ لتأتونَ الرجالَ شهوةً من دون النساءِ بل أنتمْ قومٌ مُسرفون / سورة الأعراف الآيتان 80 و 81 ]]


3ـ [[ ولمّا جاءتْ رُسُلنا لوطاً سئَ بهمْ وضاق بهمْ ذَرْعاً وقالَ هذا يومٌ عصيب. وجاءَ قومُهُ يُهرَعونَ إليهِ ومنْ قبلُ كانوا يعملون السيئاتِ قالَ يا قومِ هؤلاءِ بناتي هُنَّ أطهرُ لكمْ فاتقوا اللهَ ولا تُخزونِ في ضيفي أليسَ منكمْ رجلٌ رشيد / سورة هود الآيتان 77 و 78 ]]


مسكين الشيخ الكبير لوط ! يعرض بناته على قومه الذين هُرعوا إليه لكي يغتصبوا رُسل الله والسماء الذين وفدوا عليه ليبلّغوه بأمر سماوي ما. هل كانوا سيغتصبون الربَّ نفسه لو جاء يزورُ نبيّه لوطاً ؟ ما يمنعهم من إتيان ذلك ؟


ما كانت لدي عرب الجاهلية الأولى والثانية التي سبقت الإسلام حمامات عمومية ربما لندرة الماء في جزيرة العرب القاحلة لكنْ كانت لديهم نوادٍ ومجالس يجتمعون فيها للسمر والسهر ومناقشة قضايا السلم والغزو والحرب فضلاً عن قضايا التجارة وبمَ يتاجرون ومع أيٍّ من الشعوب والأمم المجاورة يتاجرون.


مارس عرب الجاهلية " سبيَّ " الرجال في نواديهم عَلَناً وعلى رؤوس الإشهاد وكان ذلك أمراً طبيعياً مقبولاً كما يبدو فحرّمه الدين الإسلامي لأنه مخالفٌ لفطرة الإنسان السوي فالمرأة للرجل وهذا لتلك.


وكيف كان الوضع في الإسلام ؟


((أقرر ابتداءً أنَّ تعدد الزوجات في نظري هو شكل آخر من أشكال سبي النساء)).


خلفت الإمبراطورية العربية الإسلامية إمبراطوريتي اليونان والرومان، أخذت الفلسفة ومبادئ الطب من الأولى ولم تأخذْ شيئاً من الثانية وتلك ظاهرة فيها غرابة وعجب رغم احتكاك المسلمين بالروم وكثرة ما وقع من حروب معهم خاصة في بلاد الشام حيث انتقلت بالكامل من سيطرة الروم إلى أيدي العرب فغدت بعد حين عاصمة الخلافة الإسلامية بعد انتصار معاوية على الخليفة الرابع علي في معركة صفّين. هذا موضوع آخر علاقته بموضوع مقالي علاقة ضعيفة.


نعم، جاء الإسلام وأتى معه القرآن كتاباً ودستوراً يُحدد ويقرر أموراً حياتية دنيوية كثيرة منها موضوع المرأة وشروط الزواج والميراث والطلاق وما يترتبُ عليه من حقوق للزوجة الطالق. لنرَ ما قال قرآن المسلمين بحق المرأة المسلمة أصلاً والكتابيّة التي أسلمت فيما بعد.


أجد مأساة المرأة مُجسّدة في سورة النساء من القرآن فإنها المسبيّة حقّاً وفيها من المهانة لها الشئ الكثير لكنَّ الإنصاف يقتضي الإقرار بأنَّ الأحكام الواردة بشأنها هي أفضل للمرأة في الإسلام مما كانت عليه زمان الجاهلية حيث تعدد الزوجات بلا حدود هو العرف الذي كان سائداً فضلاَ عن فوضى تعدد الأزواج وتقاسمهم إمرأة واحدة لا تعرف بالضبط من هو والد وليدها.


تحديد الزواجات الشرعية بأربع نساء بالطبع أفضل من فوضى الزواجات المفتوحة بدون حدود. ولكن ماذا عن مقولة " وما ملكت أيمانكم " الشهيرة ؟ وماذا عن تجاوز النبي محمد للحدود التي رسمها هو للزواجات التي أقصاها أربع حيث فارق الحياة وفي عصمته تسع زوجات لا أربع ؟ هل فكّر بمصير الزوجات التسع وما قد تؤول إليه مصائرهنَّ بعد وفاته ؟ هل كان سلمان رشدي في " آياته الشيطانية " مُحقّاً في رسم صورة مجسدّة لحياتهنَّ ـ وفيهنَّ شابات ـ وقد غدونَ أرملات ؟


تعالوا نقرأ القرآنَ معاً :


[[ وإنْ خفتمْ ألاّ تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكمْ من النساءِ مثنى وثُلاثَ وربُاعَ فإنْ خفتمْ ألاّ تعدلوا فواحدةً أو ما ملكتْ أيمانكمْ ذلكَ أدنى ألاّ تعولوا / سورة النساء الآية 3 ]]. هذا سبي حقيقي للمرأة.


طيّب، وماذا عن المسبيات من بلاد الفرس والروم وما وراء النهر والقوقاز من جورجيات وشركسيات ؟ وماذا عن الجواري والسراري من المشمولات بمقولة " ما ملكت أيمانكم " ؟ أليس هذا سبياً صريحاً بل ومجزرة بحق بنات حواء زهرة وزينة الحياة الدنيا ؟ المرأة سيّدة وزينة الدنيا ومُنتجة ومُديمة حياة البشر بنت وأخت وأم الناس جميعاً تباع في أسواق النخاسة وتُشترى وتُستباحُ ! كيف يحترمُ الرجل نفسه والمرأة تُهان وتُستباحُ أمام عينيه بل وبرضاه وإشباعاً لنوع خاص شاذ من المتعة والإستئناس ؟ الذي يستبيح ويهين المرأة إنما يستبيح ويهين الرجل صنوها في الحياة شريكها ... أباها ... أخاها ... إبنها ... زوجها وأب أولادها. يا ناس ! صححوا المعادلة وأقيموا الحق وعدّلوا الميزان.


لعلَّ أول حادثة سبي في الإسلام هي تلك التي وقعت في طفوف كربلاء عام 61 للهجرة حيث سبى جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية نساء وبنات وشقيقات الحسين بن علي بعد المقتلة الرهيبة التي نفّذها هذا الجيش بالحسين ومن معه من الشباب والرجال. خليفة وقادة وجيش جرّار من المسلمين يسبون حرائرَ مسلمات جدّهنَّ رسول الإسلام محمد بن عبد الله ويحملونهنَّ [ على القُتب ] من كربلاء حتى دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية المغتصبة.


لا أتكلمُ عن سبي واستباحة الدواعش في سوريا والعراق لحرائر المسيحيات والإيزيديات والشبكيات وبقية الطوائف إنما أحاول الكلام عن السبي كظاهرة إجتماعية ـ سياسية ـ إقتصادية عصفت في الشرق الأوسط أخيراً باسم الدواعش حاملي المذهب الوهابي التكفيري التيميِّ الذين لم يتركوا أمراً إلاّ استباحوه واستباحة النساء في رأس قائمة الجميع.


ما كان وضع المرأة في الحضارات القديمة في العراق ، في سومر وبابل وآشور مثلاً ؟ الوضع غامض في سومر سوى ظاهرة الموت الجماعي حيث كانت تُدفن المرأة الحيّة مع زوجها الميّت فهل هذا سبي للمرأة قبيح أم لا ؟ لِمَ لمْ تحتج وتعترض نساء سومر على هذه الظاهرة وما الذي يجعلها تفضّل الموت على حياتها بعد زوجها ؟ ما كان هذا ديناً في نظري لكنه كان تقليداً اجتماعياً سارياً وسائداً ففرض نفسه بقوة تُضاهي قوة الدين. نعرف أنَّ في الشرق القديم كانت هناك ملكات شهيرات ومنهنَّ قائدات عسكريات ومقاتلات فذّات كالزبّاء ملكة تدمر وقبلها الملكة الداهية بلقيس ملكة سبأ ثم كليوباترا فرعونة مصر. فلماذا انتكس تاريخ البشر لينقلبَ على مملكة المرأة وسلطانها وجبروتها فتخلّت أو أُجبرت على التخلي عن مكانتها وعن حقوقها التي اكتسبت وتوارثت لتغدو أخيراً عبدةً وأمةً مُختلفٌ ألوانها وجنسياتها تُباع في الأسواق وتُشترى وسبيّة سلعةً للراغبين من الرجال وخاصةً المقتدرين والموسورين منهم ؟


اليوم يرى العالم الدواعش السود يسبون حرائر العراق وسوريا وخاصة الإيزيديات والشبكيات والمندائيات والمسيحيات ويعرضوهنَّ سبايا في أسواق النخاسة فهل عاد ثانية زمنُ الغزو والفتح وسبي الأطفال والنساء على مرآى ومسمع العالم "المتمدّن والمتحضّر" والغارق في العولمة وتمدد الأسواق الرأسمالية والجشع السرطاني الخبيث للمزيد ثم المزيد من إقامة القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية لإبتزاز وتهديد العالم وحصار بعض بلدانه شرقاً وغرباً ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:16 pm

سبَايَا داعِش .. نِساء من عالم آخر!
ياسمينة حسيبي




ليس العنف القائم على التمييز الجنسي في الحروب شيئا جديدًا على مجتمعاتنا بل هو جزء لا يتجزأ من التاريخ العربي وقد تمّ التعبير عنه بالرقّ والسّبْي ليصبح مرادفا لإهانة جسد المرأة وترسيخا لعادات المجتمعات الجاهلية في الغزو والغنيمة.


ومجيء الإسلام لم يُلْغِ الرقّ كما هو الشأن مثلاً لظاهرة وأد البنات بل قيّده بشروطٍ، وشجع على ثواب عِتق الرقاب وتحسين معاملة السبايا والأسرى ووجوب الإحسان إلى مِلك اليمين والإرتقاء به من "الشيئية" إلى الإنسانية.


ولهذا، وعلى أساس عدم إلغائهِ، تبارى الفقهاء و"أدعياء الفقه" في إخضاع النصوص القرآنية فيما يخص الرقّ لتأويلات اجتهادية "ذاتية" يُــوَلِّفونَها بتوْلــيفة إجتماعية لتساير مقاصد الزمان ومصالح الغزو والحروب وتخدم الغرائز والشهوات.


وظلتِ العادات الجاهلية في سبْي النساء هي السائدة رغم الإسلام، (إلا فيما ندَرَ)، وعُوملتِ المسْبيات على مرّ التاريخ، كمتاع تابع للرجل، بل اني لا أبالغ حين أقول بأن أعداد السبايا تزايدَت بفعل الفتوحات الاسلامية، وهذه حقيقة لا استنكار لها في كتب التراث والتاريخ.


ومع أنه في عصرنا انتهت أسباب الرّق بموجب معاهدات حقوق الانسان، إلاّ أن هذه "التأويلات الفقهية الذاتية للرّق" أصبحتِ اليوم اعتماداً ومرجعًا لأمراء التنظيمات التكفيرية ويسّرتْ لهم السّبيَ بما يوافق الجهل بالرسالة السامية للإسلام وبما يخدم مصالحهم السياسية والغرائزية، فاسترقّوا النساء كغنائمَ حربٍ تُشَيَّئُ، تباع وتشترى دون مراعاة لإنسانيتها.


ويشهد العالم اليوم، ونحن في القرن الواحد والعشرين، جرائما مخجلة في حق المرأة على أيْدي فاقِدِي الإنسانية والضمير من التكفريين الذي يصفون أنفسهم بالإسلام -دون غيرهم- والذين استغلوا الوضع المزري في الأوطان العربية بعد ما سُمي -كذبا- بالثورات وانتهزوا الأوضاع السياسية الفوضوية لإهانة المرأة في جسدها وفي إنسانيتها ولتصعيد العنف ضدها بشكل مطرد، جاعلين منها "أداة تغرير" بالشباب الضائع بغية انضمامهم إلى التنظيمات التكفيرية، يروجون للجنس ويعلّلون ممارساتهم بتأويلات محَرَّفة لمفهوم "الجهاد في الإسلام".


ممارسات ليست في حقيقتها سوى تأويلات شهوانية محكومة بضوابط "مشرعنة" من شيوخٍ غيّبوا مفهوم الإسلام الصحيح ليتماشى وفق إيديولوجيات وتوجهات تمنحهم المصداقية لإحياء الاستعباد.


ورأينا هوْل ما يفعله هذا الفكر التكفيري بالنساء في مناطق خاضعة لسيطرته، خصوصًا في نساء الأقليات بما لا يتفق مع أخلاقيات الإسلام أو مع المعاهدات الدولية المتعلقة بالحقوق المدنية والتي تعتبر ممارسة الرق جريمة، حيث قُدمت تقارير من مجلس حقوق الانسان عن قتل أزواج السبايا وأبنائهن وبيعهن كمِلك يمين، وعن الاغتصاب الجماعي لغير المتزوجات بغض النظر عن بلوغهن من عدمه وتزويجهن قسرًا أكثر من مرة في إنكار فاضح لإنسانية المرأة التي كرمها الله وجعل أصلها الحرية وليس الرقّ.


بل الأسوأ من هذا، تطالعنا كل يوم بيانات للتنظيم التكفيري بخصوص السبي والرقّ، توزع في المساجد على من يدّعون "الجهاد" كهذا البيان الذي لا يمكن للعقل السليم ان يستوعبه:


"سوق بيع النساء والغنائم شهد انخفاضاً كبيراً، الأمر الذي أثّر على إيرادات الدولة الاسلامية وعلى تمويل صولات المجاهدين فيها، لهذا ارتأت هيئة بيت المال وضع الضوابط والأسعار بخصوص بيع النساء والغنائم"


مما يجعلنا نطرح السؤال مشدوهين: في أي زمان نحن بالضبط؟


وهل وصل الحدّ إلى وضع "تسعيرة" لكل امرأة وِفق عمرها في وثيقة بعنوان "أسعار بيع الغنائم"؟


إنها وصمة عار في تاريخ البشرية الحديث!


 


المخجل حقّاً..


هو أن هذه المجاهرة الفاضحة للتنظيم التكفيري داعش بممارساته الاجرامية في حق النساء لم تلقَ من العالم الإسلامي والغربي ومن الامم المتحدة سوى التنديدات النظرية رغم كمية التقارير الموثّقة والصادرة عن المنظمات الانسانية ومجلس حقوق الانسان.


وبالرغم من أن اتفاقية جنيڤ الخاصة بالرّق لعام 1926 تعتبر أن:


"أسر شخص ما واحتيازه وبيعه أو مبادلته والتخلي عنه للغير"(المادة 2 ) جريمة يعاقب عليها القانون.


وبالرغم من أن القانون الدولي يُحَرّم جرائم الاضطهاد والاسترقاق أو العنف الجنسيّ وبيع النساء أو إرغامهن على الزواج القسري وفقاً للمادة 23 من الشرعية الدولية الخاصّة بالحقوق المدنية والسياسية..


وبالرغم من ان الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت في 2002 أن يوم 2 ديسمبر هو "اليوم العالمي لإلغاء الرقّ"..


إلا أنه ولحد الان، ما زالت المحكمة الجنائية الدولية تتلكأ ولأسباب سياسية في ملاحقة التنظيم التكفيري داعش وكأن سبْي النساء واغتصابهن وقتلهن وبيعهن ليس كافيًا للإدانة الجنائية.


 


فأين هو ضمير العالم؟


ولماذا يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج على جرائم السبْي والقتل التي تُرتكب باسم الإسلام في حقّ النساء بالمناطق المنكوبة على نطاق غير مسبوق؟


جرائم يعتبرها التنظيم التكفيري داعش تكتيكًا وحرباً نفسية ضد الحكومات العربية والدولية!!


 


كيف لنا في ظلّ هذا الشكل من "الرقّ الحديث" بالوطن العربي، أن نتحدث عن "اليوم العالمي للمرأة" وعن منجزات الثورة والديمقراطية والحريّة التي أحرزتها المرأة على سبيل مشاركتها للرجل في التفعيل السياسي والاجتماعي في الوقت الذي تباع فيه النساء بـ 200 دولار او أقل في سوق الرقيق وتُوزع كغنائم حرب بإسم الإسلام؟


 


فعوض أن يُرفع الحيف عن النساء في المناطق المتضررة بسبب كذبة اسمها "الربيع العربي"، أصيبتِ المرأة، وأُصيبَ معها المجتمع الانساني بهول هذه "النكبة"، ودفعت وما تزال ضريبة "الثورات العربية" من كينونتها الانسانية في ظل أفكار إيديولوجية تكفيرية ونظرة مشوهة للنساء من قِبل التنظيمات الأصولية المتطرفة.


فمتى سيتحرك المجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم الفظيعة على أرض الواقع ويحمي المرأة في مناطق النزاع المسلح من الخطف والاغتصاب والسبْي والقتل والتزويج القسري؟


متى ستعلن الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والهلال الاحمر تضامنا فعليا ولامشروطاً مع السبايا على أرض الواقع وبذل مجهود جاد و"عاجل" من اجل تحرير المختطفات وانقاذ حياتهن عبر أحكام جنائية دولية تلاحق هذا التنظيم التكفيري وتدينه بجرائم حرب ضد الانسانية؟


 


وفي انتظار أن يحصل ذلك..


ما تزال الحكومات العربية تتناحر فيما بينها من أجل المصالح السياسية وما زال مستقبل المرأة مجهولا في خضم هذا السقوط الهائل في مستنقع الرق والعبودية.


سقوط يعززه غياب فاضح للقوانين التفعيلية والصارمة ضد هذه الممارسات الاجرامية وانعدام أو ندرة في برامج المساعدات الإنسانية بهذه المناطق المنكوبة اضافة الى عدم توفير الدعم المعنوي والنفسي لهؤلاء النساء المسْبيات والمغتصبات في ظل نظرة سلبية للمجتمع إزاء ضحايا الاغتصاب.


 


لكن، من المؤكد طبعاً..


أن المنظمات النسائية العربية على اختلافها لن تألو جهدًا للاحتفال باليوم العالمي للمرأة.


وستتحدّث سيدات أنيقات يجلسن وراء مكاتبهن الفاخرة باسم المرأة في الوطن العربي، في الوقت الذي تعاني فيه نساء بالعراق وسوريا وليبيا وبكل المناطق الخاضعة للتنظيم التكفيري المتطرف والمدعم من حكومات الإرهاب، من صمت عربي ودولي مستهجن وكأنهنّ نساء من عالم آخر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:16 pm

المرأة كائن جنسي!!
د. صادق السامرائي


النظرة التي يُراد لها أن تسود وتتأكد في العالم العربي والإسلامي أن المرأة كائن جنسي وحسب، وإن دورها ينحسر في تأدية واجباتها الجنسية والإنجابية لا غير!!


هذا موضوع حساس وخطير ويحتاج إلى جرأة ومجازفة وشجاعة، وقدرة على تناوله من جوانبه المتعددة، وسأحاول أن ألقي الضوء عليه بإختصار وتركيز، لأنه يحتاج إلى مقالات وربما كتب لزعزعة الرؤى والتصورات المتحجرة والنظرات العقيمة المستنقعة في دياجير أوعية الضلال والبهتان وأقبية العجز والإمتهان.


الجنس غريزة تشترك فيها جميع المخلوقات في مملكة الحيوان وغيرها من ممالك الخلق المتنوعة، التي وجدت في الأرض وفي غيرها لكي تحافظ على التواصل والبقاء، بإستمرار نوعها وتفاعله مع المستجدات والتطورات التي تفرضها حالة الدوران الدائبة لكوكبنا، أو وعائنا الذي نعيش فيه.


والجنس طاقة تتحدى الموت وتسعى لتأكيد الخلود الحي فوق التراب، ولولا الجنس لما بقيت أحياء على وجه البسيطة.


أي أن الجنس سلوك حتمي ولازم ولا بد منه، فهو جذوة الصيرورات وموئل النماء والعطاء.


وفي المخلوقات الأخرى للجنس مواسم ومواعيد معلومة، تتحقق فيها النشاطات الجنسية ما بين الذكور والأناث، للوصول إلى التكاثر بالإنجاب أو بغيره من وسائل التكاثر.


وفي البشر يكون النشاط الجنسي في أصله موسميا أو ضمن مواعيد تقررها الأنثى في حقيقة السلوك وطبائعه، لكنه سلوك متواصل وقد يكون يوميا أو أسبوعيا أو أكثر أو أقل، إعتمادا على الحالة الفسيولوجية أو الهرمونية أو النفسية، فبعض الأمراض النفسية قد تتسبب بممارسات متكررة للجنس في اليوم الواحد وبعضها يؤدي إلى إنطفاء هذه الرغبة، وهناك عوامل عديدة لا تحصى تساهم في تقرير السلوك الجنسي.


وللسلوك الجنسي إشارات، من قبل الذكر والأنثى، وفي جميع المخلوقات، ولا يمكن للجنس أن يتحقق بدونها، وإلا يُعد إعتداءً أو إغتصابا أو إمتهانا.


ووفقا لمنظور أن المرأة كائن جنسي وحسب، يتم السعي إلى تدثيرها وطمرها بالملابس حتى لا يُرى منها أي شيئ، وكأن رؤية جزء من جسم المرأة يثير شهية الذكر البشري، ويغريه بالإقدام على ممارسة الجنس، وكأن الذكر البشري لا هم له ولا عمل عنده إلا أن يمارس الجنس، وهذا يتنافى مع القدرات الفسيولوجية والهرمونية والبدنية، فممارسة الجنس تحتاج إلى طاقات متنوعة، وهو إستنزاف لقوة الذكر وإخماد لما فيه من القوى البدنية والنفسية والهرمونية وغيرها.


فالذكر البشري لا يمتلك الأهلية مهما إدّعى وتوهم على أن يمارس الجنس بتكرار كل يوم، ولا يمكنه القيام بنشاطات جنسية متواصلة، ومن واجبه أن ينشغل بأعمال وهموم ومسؤوليات، فهذه فرية وأوهام وتصورات خالية من الأدلة والبراهين.


ومن الناحية الأخرى كيف يقبل الذكر البشري أن يوصف على أنه مخلوق جنسي وحسب، ولا يمتلك أي دور في الحياة سوى أن يُثار من قبل الأنثى، وهذا منافي لطبيعة الأشياء، فالبشر في بدايته كان عاريا تماما، ولا تزال بعض القبائل الأفريقية حتى اليوم تعيش عارية، وما لوحظ وجود تفاعل جنسي بين الذكور والإناث كما نتوهم ونتصور، بل أنها تؤسس لمجتمعات منظمة وذات تقاليد وأعراف وتفاعلات لا علاقة لها بالجنس، ومنظر الجنسين عاريا مألوف ولا يثير الغرائز الجنسية، ذلك أن للجنس لغته البدنية ومسوغاته الأخرى، التي تجتذب الذكر والأنثى وتضعهما في لحظة المواقعة اللازمة لإرضاء ما فيهما من الرغبات المتوافقة.


ولا فرق إن كانت المرأة متخفية بالملابس أو عارية تماما، لأن ممارسة الجنس تتطلب إشارات ولغات، ولا فرق بين المرأة المتخفية في الملابس والعارية في التخاطب الجنسي، أي أن القول بمنع المرأة من إظهار جسمها أو جزء منه، إنما هو نوع من التضليل وناجم عن شعور الذكر بالخوف والضعف، مما يدفعه لخداع نفسه وفرض سيطرته على الأنثى وفقا لأوهامه، وإنحرافات رؤاه ونوازعه النفسية المريضة.


ففي المجتمعات المعاصرة، لا يعني أن ظهور المرأة بملابسها الحديثة ووفقا للموضات المتجددة والمتنوعة، أنها ترسل بإشارات جنسية أو إغرائية وتثير الذكور وتدعوهم لممارسة الجنس معها، إن ذلك السلوك يمنحها شعور بالذات والقيمة والحرية والإرادة والقوة والأهمية، وهذه من ضرورات التفاعل الإنساني الصحيح ، وبما أنها إنسانة حرة وذات إرادة وإستقلالية فأن عليها أن تختار ما يناسبها من الملابس، وكيف يعجبها أن تظهر بين الناس.


والأنثى في المجتمعات البشرية وعلى مر العصور لها أدوارها الإجتماعية والثقافية والسياسية والإبداعية، وغيرها من الأدوار المهمة التي أثرت في مسيرات الحياة والتأريخ الإنساني، وما عليها إلا أن تظهر بما تراه وتختاره، ولا يحق للذكر أن يملي عليها ما يجب أن تلبسه وما تُظهره أو لا تُظهره إلا بتوافق وتفاعل وإنسجام.


 


وإذا كانت المرأة مخلوق جنسي، فما هو الرجل؟!


إذا أقر بما يدّعي فأنه هو كذلك مخلوق جنسي، وعليه أن يهذب سلوكه ويراعي مشاعر المرأة ولا يُظهر من جسمه شيئا، قد يكون غريبا هذا الطرح، لكن إدعاءات الرجل تسوغه وتفرضه، إذا كنا موضوعيين ومعقولين.


إن إختصار المرأة بالأنوثة وحسب إجحاف، كما أن إختصار الرجل بالذكورة وحسب إجحاف.


فعليهما أن يعيدا النظر في المفاهيم، لأن ذلك يشير إلى عدم فهم ما بين المرأة والرجل، وقصور في الإدراك المتبادل.


فما يرتديه الرجل أو المرأة هما اللذان يقررانه وفقا لمعطيات الواقع الذي هما فيه، وما يرونه مناسبا وملائما.


فلكل حالة ما يناسبها من الملابس والأزياء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!   المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟! Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 8:17 pm

العنف ضد المرأة .. تحليل سيكولوجي
ا. د. قاسم حسين صالح




توطئة: يحتفل العالم في الثامن من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي.ويعدّ العنف الموجّه ضدها أحد ابرز القضايا التي شغلت اهتمام الحركات التحررية والمنظمات الانسانية التي دفعت الامم المتحدة الى تثبيت عبارة (العنف ضد المرأة) بدورتها الستين (2005) بقرارها (48) وعرّفته بأنه (أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عليه، او يرجح ان يترتب عليه أذى او معاناة للمرأة، سواء من الناحية البدنية البدنية او الجنسية او النفسية).


وكان لعلم النفس الدور الرائد في التنبيه الى الآثار السلبية لهذه الظاهرة الخطيرة، ليس فقط على صعيد المرأة الذي يؤدي في حالات الى انتحارها، بل وعلى صعيد الأطفال والمجتع ايضا، وذلك عبر دراسات ميدانية تخصصية على مدى اكثر من نصف قرن، واليه يرجع تزايد الاهتمام العلمي بدراستها.فبعد ان كان عدد الدراسات عنها بحدود (400) دراسة، ارتفع عددها الى عشرات الالاف في بداية القرن العشرين .. ولعلم النفس ايضا يعزى الفضل في وضع البرامج لمعالجة اخطر تهديد تتعرض له المرأة.


المفارقة، ان دور علم النفس في هذه القضية الخطيرة .. مغيب سواء على صعيد الحكومة (التي سيست حتى هذه القضية)او المجتمع، باستثناء المنظمات الدولية ذات الشأن العاملة في العراق .. ومن هنا يأتي تقديم هذه الدراسة.


 


تحديد مفهوم:


يعني العنف ضد المرأة اي سلوك یصدر من الرجل بطابع فردي أو جماعي، وبصورة فعلیة أو رمزیة أو على شكل محاولة أو تھدید أو تخویف أو استغلال أو التأثیر في الإرادة، في المجالات الأسریة أو المجتمعیة أو المؤسسیة، سواء أكان ھذا الرجل أب، أخ، عم، خال، زوج، إبن، زمیل، أو أي رجل آخر قریب أو غریب بقصد إیذائھا جسدیا أًو جنسیا أًو نفسیا أًو لفظیا، أو بقصد التحقیر والحط من شأنھا أو الانتقاص منھا، أو انتھاك حقوقھا الإنسانیة أو القانونیة أو كلیھما، مما یتسبب في إحداث أضرار مادیة أو معنویة أو كلیھما بغیة تحقیق غرض شخصي لدى المعنَفِ ضد المرأة الضحیة.


 


انواع العنف


ليس العنف ضد المرأة نوعا واحدا كما هو شائع في ثقافتنا، بل انواع نوجزها بالآتي:


 العنف الجسدي:


كل سلوك عدواني یھدف إلى إیذاء جسم الضحیة وإلحاق الضرر بھا سواء كان بالضرب أو التعذیب بالكي والحرق أو شدّ الشعر أو الرمي والقذف من مكان لآخر. ویعدّ العنف الجسدي من أشد انواع العنف واكثرها شيوعا، ویتراوح من أبسط أشكال الضرب الى اخطرها الذي یتسبب بترك آثار وتشوھات على جسد الضحیة يسبب لها آلاما نفسية، وينتهي بافضعها .. القتل.


 


- العنف الجنسي:


السلوك الذي یتمثل باستغلال الضحیة جًنسیا سًواء أكانت قاصرة أو بالغة .. بالغصب ولیس بالرضا، بصورة اعتداء دون رضاء المرأة، سواء المتزوجة أم غیر المتزوجة كالاغتصاب والتحرّش والإرغام على المحرمات الجنسیة الشاذة.


 


- العنف النفسي:


محاربة الضحیة معنویا وًمحاولة إیذائھا وإذلالھا نفسیا بًإیجاد المعنف لنفسه الأعذاركأن تكون تحت مسمى الدین أو السلطة أو غیرھا.ویتجسد بالحبس وتقیید الحریة، فرض الحجاب، الطرد، الھجر، الجفاء، التحقیر .. وكذلك إذلالھا وإشعارھا بالدونیة أو الشتم والتحقیر .. واتھامھا بالجنون أو التھدید التي تؤدي الى قتل الطاقات العقلية والاصابة بامراض نفسية مثل الاكتئاب والانكفاء على الذات.


 


-العنف اللفظي:


وفیھا تكون الألفا ظ الجارحة ھي الوسیلة التي یستخدمھا المعنَفِ ضد ضحیته بما یؤدي إلى إیذاء مشاعرھا مثل السب أو الشتم أو أي كلام یتضمن التجریح، أو وصف الضحیة بصفات مزریة تشعرھا بالإھانة أو إنقاص قیمتھا الاعتباریة.


ولا ينحصر العنف الموجه ضد المرأة بالأسرة (أب، زوج، أخ .. )كما هو شائع، بل هنالك ثلاثة مصادر اخرى، هي:


 


- العنف المجتمعي


ويقصد به العنف الممارس من قبل المجتمع ضد المرأة الضحیة، الناجم عن موروثات الأعراف والتقالید الاجتماعیة والتفسیر الخاطئ للدین التي تسوغ أو تسھّل أو تعطي الحق بشرعیة ممارسة العنف ضد المرأة وتقیید حریتھا، وممارسات تنتھك حقوق المرأة التي قد تكون على شكل تحرّش أو تحمّل أي نوع من التمییز الجندري. وتكون بیئتھا الأماكن العامة والمنتزھات وطوابیر الانتظار والشوارع.


 


مفارقة:


في العراق .. (جاد) النظام الديمقراطي على المرأة بنوع جديد من العنف هو (العنف الطائفي).فقد استغل او اضطر او اجبر الرجل الشيعي على تطليق زوجته السنّية، وكذا حدث للرجل السنّي المتزوج من شيعية .. حتى لو كان لديهم اولاد وبنات وصلوا مرحلة الدراسة الاعدادية!.


 


- العنف المؤسسي


هو العنف الممارس في المؤسسات الحكومیة وغیر الحكومیة متمثلا بًالقوانین والتعلیمات والتشریعات والأوامر والنصوص التي تتبنى التمییز، في دوائر حكومية أوقطاع خاص,تقرّه عادات المجتمع ومعترف بھا قانونا أو بصمت من المؤسسة القانونیة الرسمیة.


 


مفارقة:


في شریعة حمورابي، قبل كذا الف سنة!، نص يعطي الزوجة حق الطلاق في حالة عدم ترك زوجها ما يكفي لأعالتها، او تقليله من قيمتها، او رغبته في الزواج من أمرأة سيئة الأخلاق,فيما القانون العراقي لا يجيز لها الطلاق ويساند الخيانة الزوجية من قبل الزوج .. الا في فراش الزوجية!.


 


العنف الأسري


توصلت الدراسات الميدانية الى تحديد اهم اسباب العنف الاسري بالآتي:


• عدم فهم كل من الزوجين لنفسية وطباع الآخر، والتمسك بالرأي، و(العناد العصابي).


• كيفية الانفاق على الأسرة اذا كانت الزوجة موظفة، والاختلاف ما اذا كان الانفاق مسؤولية الرجل أم يجب عليها ان تشاركه.


• الزواج عن طمع او كسب مادي او جاه اجتماعي او مكانة سياسية، ونشوء ازمة حين لا يستطيع احد الطرفين تحقيق ذلك.


• عدم نضوج عقلية الزوج او الزوجة لمواجهة امور الحياة، وفي حالات الزواج المبكر تحديدا.


• الغيرة العصابية.


• وجود عاهات جسمية لدى احد الزوجين تؤدي الى الاحساس بالنقص والانكفاء على الذات او زيادة حاجته الى الطرف الآخر.


• عجز رب الأسرة عن تأمين حاجات الزوجة والأطفال.


وشخصّت دوافع هذا النوع من العنف بثلاثة اصناف:


أولا: دوافع ذاتية: تكمن في شخصية الانسان، ناتجة عن:


أ:عقدة نفسية ناجمة عن سوء معاملة وعنف في الطفولة تدفعه الى التعويض،


ب:نمذجة الطفل سلوكه على سلوك اب يستخدم العنف.


ثانيا: دوافع اقتصادية .. تفريغ الأب لشحنات الخيبة والفقر.


ثالثا: دوافع اجتماعية .. تقاليد تفرض على الرجل التصرف بقوة وعنف، والا نظر له بأنه ضعيف.


خصائص شخصية الرجل المعنف


كثيرة هي الدراسات السيكولوجية التي اهتمت بهذا الموضوع .وقد حدد الدلیل التدریبي الإرشادي صفات الزوج الممارس للعنف بالآتي:


سرعة الغضب والشك، تعكر المزاج، شدة الامتعاض، الحساسیة الشعور بخیبة الأمل، الخوف وعدم الإحساس بالأمان، انخفاض تقدیر الذات، الشعور بعقلیة الخاسر، عدم القدرة على تحمّل المسؤولية، الغيرة العصابية، تعاطي المخدرات وإدمان الخمر، حب التملك، النظرة الدونية للمرأة، وممارسة الجنس باعتباره نوعا من العدوان.


وتوصلت دراسات تتبعية الى ان الرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة كان من الذين لديه مشكلات في التفاعل مع الأقران، ضعف في المهارات الاجتماعية، البعد عن الواقعية، والشعور بالنبذ الاجتماعي، وضعف القدرة على تحمّل الغموض،


اساليب تنشئة أسرية خاطئة، والاحساس بانه كان ضحية.


 


استنتاجات .. وتوصيات.


يعدّ علم النفس اكثر العلوم الانسانية انشغالا بالعنف ضد المراة.وما قدمناه هو خلاصات مركزة لأسبابه ودوافعه وانواعه ومصادره والخصائص الشخصية للرجل المعنف.


ونشير هنا الى استنتاجين:


الأول: مع ان العنف ضد المرأة موجود حتى في المجتمعات المتقدمة، اذ تفيد دراسة حديثة ان امرأة واحدة من كل عشر نساء في المجتمع الفرنسي .. تتعرض الى العنف، فان احصاءات منظمة الصحة العالمية ومنظمات نسائية عربية ومؤسسات حكومية تفيد بأن نسب العنف ضد المرأة في البلدان العربية هي من بين الأعلى على مستوى العالم .. وان اقسى ظاهرتين لهذا العنف هما جرائم الشرف والطلاق التعسفي.


والثاني: ان الحكومات العربية بلا استثناء لا تكترث بدور علم النفس والطب النفسي في دراسة هذه الظاهرة واقتراح سبل معالجتها .. وعليه فاننا نوصي بالآتي:


- قيام اقسام علم النفس وعلم الاجتماع في الجامعات باجراء دراسات ميدانية تتقصى اسباب العنف ضد المرأة في مجتمعاتنا ومؤشراتها الاحصائية، وتواترها وآثارها النفسية على الرجل المعنف والضحية والاطفال.


- قيام وسائل الاعلام بالتوعية العلمية عبر برامج وكتابات يتولاها اختصاصيون بعلم النفس والاجتماع.


- تخصيص اقسام او اجنحة في المؤسسات المعنية بالصحة النفسية، تتولى عملية التأهيل النفسي لمرتكبي العنف الجندري.


 - اجراء فحص نفسي من قبل استشاريين بعلم النفس والطب النفسي لكل راغب في الزواج يؤكد سلامته النفسية من الاسباب والعقد التي تدفعه لارتكاب العنف ضد المرأة.


ان حجم هذه الظاهرة الاجتماعية والاخلاقية الخطيرة أخذ يكبر في المجتمعات العربية لاسيما تلك التي تعيش اوضاعا سياسية غيرة مستقرة .. والعراق بشكل خاص.وعلى افتراض ان بعض الحكومات العربية ستوليها اهتمامها، فان اجراءات الحد منها ستكون ناقصة وغير مضمونة الديمومة ما لم يكن لعلماء النفس الدور الرئيس فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المرأة بين منهج الدين ومنهج الأخلاق.. أين هو الخلل؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: