منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لماذا أحبه؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

لماذا أحبه؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا أحبه؟   لماذا أحبه؟ Emptyالجمعة 08 مارس 2019, 7:10 pm

لماذا أحبه؟ %D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D9%87-750x400


لماذا أحبه وهو يُلزمني بطاعته ويريد مني الخضوع له؟ تخيل رجلاً أخذك من ملجأ الأيتام وأنت في أسبوعك الأول، وأنت رضيع، فقام على تربيتك أحسن تربية؛ غذاك بكل غذاء يقيم أودك ويقوّي جسدك، وحماك من كل ما يؤذيك، عاملك خيرًا مما يعامل الآباء أبناءهم حبًّا وعطفًا وعطاء ماديًّا.. وهذا الرجل الذي تفضل عليك بكل هذا الإفضال لا يريد منك نفعًا، لا الآن ولا في المستقبل، بل هو مستغن عنك كل الغناء، فقد وهبه الله ذرية صالحة تغنيه عنك، حتى إنك لا تستطيع نفعه بشيء حتى لو أردت ذلك، لعظيم ثرائه، وواسع جاهه، وكثرة خدمه والمحيطين به. ومع ذلك هو لا ينفك ينفعك نفع الوالدين لولدهما المدلّل، لكن بحكمة وحسن تدبير.

وهذا الرجل بلغ من حفاوته بك أن علمك أحسن تعليم، وأرسل إليك أفضل الأساتذة وأعظمهم حكمة ليعلموك من علومهم ومن حكمتهم، لتكون قادرًا على نفع نفسك، والسمو بعقلك وفكرك إلى مصاف العلماء والمبدعين.ثم هو من واسع جاهه، وانتشار علاقاته، وعظيم خبرته بمؤسسات الدولة والشركات الخاصة والعامة، وبالمشاريع القائمة، لم يبق لك طمعًا بأن تكون أعرف منه بمصلحة نفسك، فأنت أول من يعترف له بأنه أفضل منك في معرفة الجهات التي يمكنك أن تنجح فيها، وأنت تعلم أنه لا يمكنك أن تنافسه في ذلك؛ فمثله يطير الناس فرحًا لو تمكنوا من أخذ مشورته في شؤون أعمالهم؛ لعلمهم أن علمه وخبرته تقوده دائمًا إلى أفضل المتاح.


وهو مع عطائه هذا، وبذله الكبير غير المنقطع، يتصف بصفات جليلة جميلة في أخلاقه وخلقته:
• فهو كريم رحيم يتودد إلى الناس، عادل لا يقبل الظلم منه ولا من أحد تحت إدارة ممتلكاته.
• وهو حكيم ثاقب الرأي، يكاد يرى الغيب من شدة ذكائه وعظيم فراسته ودقة تحليله للحوادث والشخصيات، حتى إنك لم تعرفه مرة جزم لك بشيء وتبين فيه غلطه، بل ربما اعترضت عليه مرات، وزعمت أنك عرفت ما لم يعرف، فإذا بهذا الرجل يتضح أنه هو الذي كان على صواب وكنت أنت المخطئ.


• وهو فوق هذا كله من أجمل الناس، تكاد تشرق الشمس في وجهه نورًا، كأنما مسحه ملكٌ من الملائكة جمالاً، فإذا تكلم تساقط الكلام من فيه كأنه حبات اللؤلؤ بلاغة وفصاحة ودقة.. وإذا ابتسم أغضيتَ من هيبة الجمال، وهيبة الجمال أعظم هيبةٍ، أعظم من هيبة القوة والخوف والبطش.
لقد أسرك هذا الرجل بإحسانه، أسرك بجماله، أسرك بعلمه، أسرك بحكمته، أسرك بحبه لك وسعيه في صلاحك. ثم بعد هذا تقول لماذا أحبه وهو يُلزمني بطاعته ويريد مني الخضوع له؟
أنسيت أن حبه لك يوجب عليك مبادلته الحب؟ أنسيت أنه أعطاك حبه دون استحقاق لك منه حبًّا ولا التفاتًا؟ وإنما أعطاك حبه لكرمه وطيب طبعه. أنسيت أنه بذل لك ما لا يبذله الأبوان؟ أنسيت أنك مأسور لعلمه وحكمته وسلطاته وجاهه إذا كنت تريد لنفسك الصلاح والسعادة؟ أنسيت أنه لا يأمرك لمصلحته وإنما يأمرك لمصلحتك؟ أنسيت أن معصيتك لا تضرّه في شيء وإنما تضرك أنت وحدك؟


لقد كان الأولى بك أن تقول كيف لا أحبه؟ كيف لا أفرح بطاعته؟ كيف لا أُقـبِّـل قدميه إجلالاً واعترافًا بالفضل، كما يخفض الأبناء جناح الذل من الرحمة لوالديهم؟ فإن صح هذا في مخلوق فكيف بالخالق الله سبحانه وتعالى؟!
فهو الذي جعلك شيئًا بعد أن كنتَ لا شيء: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)(الإنسان:1).
واختار لك أجمل صورة: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ)(الانفطار:6-Cool، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:4). 
وكرّم جنسك على باقي المخلوقات: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)(الإسراء:70).
وسخّر لك جميع خلقه: (خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)(النحل:4-5).
حتى ملائكته جعلهم الله تعالى حفظةً لك: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(الرعد:11)، ويستغفرون لأهل الأرض: (وَالْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ)(الشورى:5).
وجعلك أهلاً للتعلُّم وعلّمك: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)(العلق:3-7).
أنسيت أنه كان قادرًا أن يجعلك غير مؤهل للتعلم؟ (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(النحل:78)، فمن جعلك مؤهلاً للسمع والبصر والتعقّل؟ أنسيتَ أن القدرة على الاعتراض هي جزء من قدرتك على الإبانة عن نفسك؟ فمن وهبك هذه القدرة التي عُدت بها على خالقك ورجعتَ بها على واهبك إياها بالاعتراض؟ (خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(الرحمن:3-4).
ثم إنه تعالى اختار من البشر أفضلهم وأذكاهم وأزكاهم لتعليم البشر ما يسعدهم، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)(آل عمران:33)، (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)(الحج:75).
وجعل الله تعاليم شرائعه من أجل سعادتهم لا من أجل شقاوتهم، ومن أجل التيسير عليهم من مشاق الحياة، ومن أجل أن يخفف عنهم من أعباء الدنيا، قال تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة:185)، (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا)(النساء:28)، (مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة:6).


هل تعلم أن الله تعالى يصلّي عليك حبًّا لك هو وملائكته: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)(الأحزاب:43)، ومعنى صلاته عليك لا مجرّد الرحمة والمغفرة -كما هو مشهور- على جلالة رحمته بك وغفرانه لخطاياك وشقاوتك، ولا هي إضافة إلى ذلك ثناؤه عليك وإشاعة ذكرك الجميل -كما قيل أيضًا في تفسيرها- وإنما هي ذلك كله انطلاقًا من تمام الحب وكمال الرأفة، حتى بلغ من حبه تعالى ورأفته بك أن كانت رحمته ومغفرته وثناؤه هي شأنه معك؛ إذ جاء في تفسير النسفي “لما كان من شأن المصلّي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، استعير لمن ينعطف على غيره حنوًّا عليه وتَـرَؤفًا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حُنُـوِّها على ولدها، ثم كثر حتى استُعمل في الرحمة والتَّـرَؤف”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لماذا أحبه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا الصمتُ؟!
»  لماذا مات أبو لهب كافراً؟
» لماذا الان
» لماذا نتغيّر
»  لماذا نتزوج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة-
انتقل الى: