منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 1:24 pm

كم مسلم منا يعرف هذه المعركة الخالدة ؟ و ما سببها و النتائج المترتبة عليها ؟ كم واحد منا قرأ عن السلطان سليمان القانونى ذلك البطل المجاهد و لم يلوث عقله بتخاريف مسلسل حريم السلطان ؟! ففى الوقت الذى يعشق الشباب المسلم الحضارة الغربية و ينبهر بتلك البروج المشيدة و يرتدى أعلام بلادهم المزينة بالصليب الملطخة بدماء المسلمين لم ينسى الغرب هزيمتهم على يد أسلافنا حتى انهم أطلقوا مثل يقول ” أسوأ من هزيمتنا في موهاكس ” يضرب عند التعرض لكارثة , فمتى نتعلم تاريخنا و نسير على درب أعلام أمتنا الذىن فتح الله على يديهم قلوب العباد و البلاد !!

من هو سليمان القانوني؟

هو عاشر ملوك الدولة العثمانية. وأوسع ملوكها عزًا ومجدًا، ويمثل عهده قمة بهاء دولتهم . وكان من عادته إرسال الخطابات إلى كافة الولاة وأشراف مكة والمدينة بخطابات مفعمة بالنصائح والآيات القرآنية المبينة، وذكر فضل العدل والقسط في الأحكام، و وخامة عاقبة الظلم . وكان يستهل خطاباته بالآية الشريفة :
[ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ] .

أسباب معركة موهاكس

عندما تولى السلطان سليمان القانوني مقاليد الخلافة رفض ملك المجر دفع الجزية التي كان يدفعها للخليفة سليم الأول ظنا منه أنه أمام خليفة شاب لا يملك قوة أبيه و لم يقف الأمر عند هذا الحد فقام ملك المجر بقتل رسول الخليفة، عندها جهز السلطان سليمان جيشا كبير خرج على رأسه منإسطنبولفي (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة .

أجواء المعركة

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! %D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A-1024x576
السلطان سليمان القانوني
عند تلك اللحظة الحاسمة في التاريخ أعلن بابا الفاتيكان كليمنت السابع حالة النفير العام في أرجاء أوروبا لمحاربة سليمان القانوني، وأصدر قرارا بمنح صكوك الغفران لكل صليبي يشارك بهذه المعركة و تم تكوين أكبر حلف عسكرى ” الإمبراطورية الرومانية المقدسة ” : وتشمل كل من إسبانيا،إيطاليا، ألمانيا، النمسا،هولندا، بلجيكا، سويسرا، لوكسمبورغ، مناطق واسعة في فرنسا، وأراضي أوروبية أخرى ومملكة المجر: وتشمل للمجر وسلوفاكيا وترانسيلفانيا وهي رومانيا الحالية إضافة لشمال صربيا ، مملكة بوهيميا : وهي جمهورية التشيك الحالية، مملكة كرواتيا، مملكة بولندا،إمارة بافاريا الألمانية: وهي ولاية البايرن الألمانية، جيوش الدولة البابوية، إضافة لمرتزقة أوروبيين من عدة مناطق، فكونوا جيش من خيرة فرسان أوروبا مدعمين بأسلحة متطورة، جيش موهاكس الصليبي كان بقيادة مجموعة من أعظم قادة المجر وقتها على رأسهم: الملك لويس الثاني ، و ملك مملكة المجر “بال توموري” : وهو قسيس قاد أحد أجنحة الجيش بنفسه لبث الروح الصليبية لدى المقاتلين.
فى تلك الأثناء كان جيش المسلمين فى طريقة للمجر وفتح الله على أيديهم عدة قلاع حربية على نهر الطونة و تم فتح حصن بلغراد المنيع وصادف أن كان الفتح في عيد الفطر المبارك، فتلقى أمير المؤمنين التهاني بالعيد والنصر بداخل بلغرادوهي عاصمة صربيا الحالية، بعدها توجه شمالا إلى المجر، وصل إلى “وادي موهاكس” بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير . وفي ليلة المعركة21 من ذي القعدة عام 932هـ ، 29 أغسطس عام 1526م، سهر السلطان المجاهد سليمان القانوني ليلته يصلي ويدعو الله أن ينصر المسلمين على أعدائهم حتى جاء الفجر، فتقدم خليفة المسلمين جيشه الجرار وصلى بهم إماماً في صلاة الفجر، وبعد الصلاة نظر الخليفة المجاهد سليمان القانوني نحو جيش الإسلام العثماني بكل فخر واعتزاز، وقال لهم وهو يبتسم ودموعه تسيل من عينه:
اقتباس :
وكأني برسول الله صل الله عليه وسلم ينظر إليكم الآن عندها، انفجر الجنود بالبكاء، وعانقوا بعضهم البعض مودعين يرجون الشهادة في سبيل الله.

يوم الملحمة

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 1526-Suleiman_the_Magnificent_and_the_Battle_of_Mohacs-Hunername-large-645x1024
رسم السلطان خطة محكمة تقضي باستدراج قوات الأعداء بأن يصطف جيش المسلمين فى ثلاثة صفوف، وأن يكون السلطان ومن معه من الإنكشارية فى الصف الثالث ومن ورائهم مدافع المسلمين، حتى اذا بدأ القتال يتقهقر الصفوف الأولى من المسلمين ويتراجعوا خلف السلطان ومن معه من الإنكشارية، وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني فانسحب جيش المسلمون و ظن الصليبيون أن القوات الإسلامية انهزمت من المعركة بسرعة فاندفعوا كالسيل الجارف إلى الأمام، وعندها أعطى القائد سليمان القانوني الإشارة لسلاح المدفعية الإسلامية بالبدء بالهجوم المضاد فحصدتهم حصدًا، فرت القوات الصليبية من ساحة المعركة بشكل فوضوي واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة و أقصى تقدير ساعتين، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألف صليبى ، في حين ارتقى 1500 شهيدًا، وبضعة آلاف من الجرحى.

ما القرار الذي اتخذه السلطان سليمان والذي لا تنساه أوروبا؟

وأراد الجيش الأوروبي الاستسلام ؛ فكان قرار السلطان سليمان القانوني الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد : لا أسرى ! . وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حياً ! وبالفعل قاتلوا قتال الميئًوس واليائس، وانتهت المعركة بمقتل فيلاد، والأساقفة السبعة الذين يمثلون النصرانية، ومبعوث البابا، وسبعون ألف فارس، ورغم هذا تم أسر 25 ألف جريح ، وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين، وقبَّل الجميع يد السلطان سليمان تكريما له، بما فيهم الصدر الأعظم، ونظم شئون الدولة ليومين ورحل ،وانتهت أسطورة أوروبا والمجر، وقد استشهد من العثمانيين 150 جندياً فقط  ( مختلف عليه  ) ، وجرح 3000 آلاف، والجيش في كامل قوته لم يُستنزَف أبداً !

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 786px-2lajos
لويس الثاني مقتولًا بالمعرك

نتائج المعركة

كانت تلك المعركة حادثة نادرة في التاريخ حيث ترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة فى ساعتين فقط .
بعد موهاكس، دخل المسلمون عاصمة المجر بودا وهي جزء من العاصمة الحالية للمجر بودابيست بعد أن اتحدت مع مدينة بيست، دخل المسلمون المدينة وهم يكبرون، وتصادف أن يدخلوها في عيد الأضحى، فتلقى سليمان القانوني تهاني عيد الأضحى والنصر في بودا بعد أن كان قد تلقى تهاني عيد الفطر و النصر في بلغراد.
وكان من نتائج هذه المعركة أيضًا أن استولى العثمانيون على كل المنطقة الممتدة بين عاصمتهم إلى أسوار فيينا، وانهار الحاجز المجري الذي كان يقف في وجه العثمانيين للوصول إلى النمسا وألمانيا.
هذه المعركة من أغرب المعارك في التاريخ ، من حيث سرعة الحسم،ومازالت تثير تساؤلات واستهجان وحقد ودهشة بعض المؤرخين الأوربيين، وعلى الرغم من انقضاء أكثر من ٤٠٠ عام.
و تعد تلك المعركة الفارقة شيء يسير جدا من تاريخنا الإسلامي المشرق الذى لانعرفه للأسف و تركنا الفرصة للأعداء أن يشوهوا صورة رموز أمتنا و يحرفوا تاريخنا بحقدهم وغيظهم الذي يشهد له التاريخ، و وصل بنا الجهل والهوان الى ان نصدق تلك الاكذيب و نرددها بلا تثبت ولا تفكير !!
فمتى تتحرر العقول !!

هذا ما كتبه سفاح مجزرة المسجدين في نيوزيلاندا  على سلاحه 
[rtl]من بين العبارات التي كتبها المجرم على سلاحه:
- Turcofagos التركي الفجّ
- 1683 فيينا: حيث معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ومثلت نهاية توسعها في أوروبا
- وقف تقدم الأمويين الأندلسيين في أوروبا
- اللاجئين، أهلا بكم في الجحيم، الجولات السياحية 732
#Christchurch
#نيوزلندا[/rtl]

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! D1ruyDEWsAUp79l
 
معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! D1ruyDEX4AEspV4
معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! D1ruyDFWsAAI3TY


12:36 AM - 15 Mar 2019
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 1:27 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 1:44 pm

معركة بلاط الشهداء 


معركة بلاط الشهداء أو معركة بواتييه وقعت 10 أكتوبر عام 732 م بين قوات المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة تشارلز مارتل). هُزم المسلمون في هذه المعركة وقُتل قائدهم، وأَوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي تجاه قلب أوروبا وحفظت المسيحية كديانة سائدة فيها


معلومات:


معركة بلاط الشهداء
جزء من معارك إسلامية في غرب أوروبا


التاريخ 10 أكتوبر 732 م
المكان قرب مدينة تولوز في فرنسا
النتيجة انسحاب المسلمين
المتحاربون
دولة الإفرنج × المسلمون
القادة
تشارلز/ كارل مارتل × عبد الرحمن الغافقي
القوى
من 200 إلى 400 ألف × من 50 إلى 70 ألف
الخسائر
من 10 إلى 20 ألف × اقل من عشرة آلاف


رسمات عن المعركة وخرائط:


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 300px-Steuben_-_Bataille_de_Poitiers
رسم للفنان كارل فان ستوبين (ت: 1856م) لمعركة بلاط الشهداء


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 300px-Young_Folks%27_History_of_Rome_illus442


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 240px-The_Saracen_Army_outside_Paris%2C_730-32_AD


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 250px-Age_of_Caliphs


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! 250px-France_location_map-Regions_and_departements.svg


التسمية:


البلاط في اللغة العربية تعني القصر أو الرخام، ويُرى أنها سميت ببلاط الشهداء في التاريخ الإسلامي لأنها وقعت بالقرب من قصر مهجور ، ويُرى أنه بسبب الطريق المعبد من زمان الرومان الذي قاتل الجانبان عليه ، وأضيفت كلمة الشهداء لكثرة ما وقع في تلك المعركة من قتلى للمسلمين. أما الأوروبيون فينسبون المعركة لمدينة تورز التي وقعت المعركة بالقرب منها فيسمونها معركة تور ، وتسمى كذلك معركة بواتييه لوقوعها أيضا بالقرب من بلدة بواتييه في فرنسا, ويقول الدكتور شوقي خليل بأن بلاط هنا لا تعني الطريق المبلط ولكن (البلاط) في الأندلس تعني (القصر) أو(حصن حوله حدائق تابعه له).


ما قبل المعركة:


بعد أن فتح العرب إسبانيا ووطدوا حكمهم فيها عبروا جبال البرانس وبدؤوا بغزو الأراضي الإفرنجية (فرنسا في الوقت الحاضر) على يد قائدهم في ذلك الوقت السمح بن مالك الخولاني وفتحت على يده مدن منطقة سبتمانيا: أربونة وبيزارس وآجده ولوديفيه وماغيولون ونييمس.
ورجع السمح إلى الأندلس ليجمع جيشا يحاصر به مدينة طولوشة (أو تولوز) ويقال أنه جمع أكثر من مئة ألف شخص من الفرسان والمشاة. قام المسلمون بحصار تولوز طويلا حتى كاد أهلها أن يستسلموا إلا أن الدوق أودو دوق أقطانيا (أكوينتين) باغته بإرسال جيش ضخم ، فقامت هنالك معركة عرفت في التاريخ باسم معركة طولوشة أو (معركة تولوز)، وقاوم المسلمون فيها قليلا بالرغم من قلة عددهم وقتل قائدهم السمح بن مالك فاضطرب الجيش وانسحب المسلمون لقاعدتهم في بلاد الإفرنج مدينة أربونة وكان ذلك في 9 يونيو 721 م.
كان السمح هو والي الأمويين في بلاد الأندلس ، وبعد وفاته قام الأندلسيون بتعيين عبد الرحمن الغافقي كوال مؤقت حتى ينظر الخليفة في من سيعين عليهم.
عين عنبسة بن سحيم الكلبي كوال للأندلس فقام بإكمال ما بدأ به السمح بن مالك وقد توغل كثيرا في الأراضي الفرنسية حتى بلغ مدينة أوتون في شرق فرنسا ، وفي طريق عودته إلى الأندلس فاجأته قوات إفرنجية فأصيب إصابة بليغة لم يلبث أن مات على إثرها في ديسمبر 725 م. ثم جاء أربعة ولاة للأندلس لم يحكم أغلبهم أكثر من ثلاث سنين حتى عين عبد الرحمن الغافقي عام 730 م.
قام عبد الرحمن بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي. وفي تلك الأثناء قام الدوق أودو بالتحالف مع حاكم إقليم كاتالونيا المسلم عثمان بن نيساء وعقد صلحا بينه وبين المسلمين وتوقفت التوسعات الإسلامية في بلاد الإفرنج. كان الدوق أودو يعلم أن عدوه الأبرز هو تشارلز مارتل -وخاصة بعد معركة طولوشة- وأنه إذا صالح المسلمين فإنه سيأمن هجماتهم من جهة وسيشكلون قوة ورادعا في وجه تشارلز مارتل من جهة أخرى إذ لن يفكر تشارلز في مهاجمته خوفا من المسلمين.
قام عثمان بن نيساء بما لم يكن في الحسبان ؛ إذ أعلن استقلال إقليم كاتالونيا عن الدولة الأموية، فما كان من عبد الرحمن الغافقي إلا أن أعلن الحرب ضده بصفته خائنا، ولم يستثن عبد الرحمن الدوق أودو من هذا الأمر ؛ فجهز جيشه وأخضع كاتالونيا لدولته ثم اتجه صوب أراض أودو وحاصر مدينة البردال (بوردو) واحتلها المسلمون وقتلوا من جيش أودو الكثير حتى قال المؤرخ إسيدورس باسينسيز "إن الله وحده يعرف عدد القتلى".




المعركة:


وجد تشارلز مارتيل الوضع في بلاده مناسبا لإخضاع الأقاليم الجنوبية التي طالما استعصت عليه وكان يعلم أن العقبة الوحيدة في طريقه هي جيش المسلمين. كان الجيش الإسلامي قد انتهى بعد زحفه إلى السهل الممتد بين مدينتي بواتييه وتور بعد أن استولى على المدينتين، وفي ذلك الوقت كان جيش تشارلز مارتل قد انتهى إلى نهر اللوار دون أن ينتبه المسلمون بقدوم طلائعه، وحين أراد الغافقي أن يقتحم نهر اللوار لملاقاة خصمه على ضفته اليمنى قبل أن يكمل استعداده فاجأه مارتل بقواته الجرارة التي تفوق جيش المسلمين في الكثرة، فاضطر عبد الرحمن إلى الرجوع والارتداد إلى السهل الواقع بين بواتييه وتور، وعبر تشارلز بقواته نهر اللوار وعسكر بجيشه على أميال قليلة من جيش الغافقي [1]. لقد اختار مارتل بحنكته مكان المعركة وتوقيتها أي أنه أجبر المسلمين على التواجد في المكان الذي يريده لهم.
حصلت بعض المناوشات بين الجيشين وكأن المعركة حرب استنزاف، أي أن من يصمد أكثر من الطرفين ينتصر. ومكث الطرفان على هذه الحال من 6 إلى 9 أيام (هناك اختلاف بين المؤرخين على مدة المعركة) وفي اليوم الأخير للمعركة قامت معركة قوية بين الجيشين ولاح النصر للمسلمين. رأى مارتل شدة حرص جنود المسلمين على الغنائم التي جمعوها فأمر بعض أفراد جيشه بالتوجه إلى مخيم المسلمين والإغارة عليه لسلب الغنائم فارتدت فرقة كبيرة من الفرسان من قلب المعركة لرد الهجوم المباغت وحماية الغنائم، فاضطربت صفوف المسلمين واستطاع الإفرنج النفاذ إلى قلب الجيش الإسلامي. ثبت عبد الرحمن مع قلة من جيشه وحاولوا رد الهجوم بلا جدوى وقتل عبد الرحمن فازداد اضطراب المسلمين وانتظروا نزول الليل حتى ينسحبوا لقاعدتهم أربونة قرب جبال البرانس.
ومع صباح اليوم التالي قام الإفرنج لمواصلة القتال إلا أنهم فوجئوا بانسحاب المسلمين ولم يجرؤ مارتل على اللحاق بهم وعاد بجيشه لبلاده.


تحليل المعركة:


تضافرت عوامل كثيرة في هذه النتيجة، منها أن المسلمين قطعوا آلاف الأميال منذ خروجهم من الأندلس، وأنهكتهم الحروب المتصلة في فرنسا، وأرهقهم السير والحركة، وطوال هذا المسير لم يصلهم مدد يجدد حيوية الجيش ويعينه على مهمته، فالشقة بعيدة بينهم وبين مركز الخلافة في دمشق، فكانوا في سيرهم في نواحي فرنسا أقرب إلى قصص الأساطير منها إلى حوادث التاريخ، ولم تكن قرطبة عاصمة الأندلس يمكنها معاونة الجيش؛ لأن كثيرًا من المسلمين تفرقوا في نواحيها.
وتبالغ روايات في قصة الغنائم وحرص المسلمين على حمايتها، في الوقت التي تذكر فيه روايات أخرى أن الجيش الإسلامي ترك خيامه منصوبة والغنائم مطروحة في أماكنها.
[عدل]ما بعد المعركة


أدت المعركة إلى توقف الزحف الإسلامي في أوروبا الغربية وأعطي تشارلز لقب مارتل (أي المطرقة) بعد المعركة. وقد اختلف المؤرخون، قديمُهم و حديثُهم، مسلمُهم و مسيحيُّهم في أهمية تلك المعركة؛ فالبعض وصفها بأنها حفظت المسيحية من الفناء فيقول المؤرخ إدوارد جيبون في كتابه اضمحلال الإمبراطورية الرومانية:
«خط انتصار [المسلمين] طوله ألف ميل من جبل طارق حتى نهر اللوار كان غير مستبعد أن يكرر في مناطق أخرى في قلب القارة الأوروبية حتى يصل بالساراسنز [يقصد المسلمين] إلى حدود بولندا ومرتفعات أسكتلندا، فالراين ليس بأصعب مرورا من النيل والفرات، وإن حصل ما قد ذكرت كنا اليوم سنرى الأساطيل الإسلامية تبحر في التايمز بدون معارك بحريةولكان القرآن يدرس اليوم في أوكسفورد ولكان علماء الجامعة اليوم يشرحون للطلاب باستفاضة عن الوحي النازل على محمد.»
يختلف العديد من المؤرخين مع وجهة نظر جيبون فيخبرون عن توسعات المسلمين أنها لم تكن تتوقف لهزيمة أو خسارة معركة؛ فللمسلمين العديد من المحاولات للسيطرة على القسطنطينية قبل أن تسقط في عهد العثمانيين وقد هزم المسلمون أكثر من مرة في الهند وبلاد ما وراء النهرين إلا أن ذلك لم يكن ليمنعهم من مواصلة القتال. ويشير أولئك المؤرخون أن المسلمين لم يكونوا طامحين في مواصلة القتال في القارة الأوروبية لأن تلك الأراضي كانت تعيش في وضع اجتماعي وثقافي وحضاري منحط.[بحاجة لمصدر] مؤرخو القرن الحالي يرون بأن المعركة سواء إذا اوقفت المد الإسلامي أم لم تفعل لكنها وضعت الأسس الأولى لبناء الإمبرطورية الشارلكانية وهيمنة الفرنجة لقرن من الزمان. وإنشاء قوة الفرنجة بغرب القارة حددت مصير أوروبا والمعركة أثبتت ذلك.
كما أن الأمويين في الأندلس عانوا الأمرّين بسبب وجود جيوب المقاومة المسيحية في شمال البلاد والتي أرهقتهم وأشغلتهم عن مواصلة القتال في القلب الأوروبي، وعانوا كذلك بسبب العباسيين الذين كانوا يتحينون الفرصة لإزالة دولتهم والحصول على أراضيها [2] الأمر الذي أدى لجعل حروب الدولة الأموية الأندلسية حروب دفاع لا حروب احتلال وتحرير.




























الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 2:56 pm

أحداث معركة فيينا




معركة فيينا


تعدُّ معركة فيينا معركة من المعارك المهمة في التاريخ، حدثت هذه المعركة في الثاني عشر من أيلول من عام 1683م، بين الدولة العثمانية بقيادة الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا من جهة، وبين اتحاد بعض الدول الأوروبيّة وهي: بولندا وألمانيا والنمسا وكانت بقيادة ملك بولندا وحنا الثالث سوبياسكي، وكانت بعد أن حاصرت الدولة العثمانية مدينة فيينا حصارًا ثقيلًا استمرّ مدة شهرين، وقد جاءت معركة فيينا بعد محاولات العثمانيّين التاريخيّة الكثيرة للسيطرة على فيينا، بَدْءًا من محاولة السلطان سليمان القانوني عام 1526م ووصولًا إلى معركة فيينا، هذا المقال سيتناول الحديث عن أحداث هذه المعركة، إضافة إلى المرور على أبرز نتائج هذه المعركة التاريخية. 1)




أحداث معركة فيينا




قبل الحديث عن معركة فيينا، يمكن القول إنَّ العثمانيين وعلى مرِّ السنوات، حاولوا اقتحام فيينا مرات عدة، فحاصروها عام 1529م في عهد السلطان سليمان القانوني، حيث استطاعوا في تلك الفترة فتح بودا، وكان هذا حين عيَّن السلطان سليمان أميرًا من أتباعه على المجر، ولكنَّ شقيق ملك النمسا أعلن أحقيته بحكم المجر، فهاجم أمير المجر الذي وضعه سليمان القانوني، فاستنجد أمير المجر بالسلطان سليمان، فأنجده فهرب شقيق ملك النمسا فرديناند إلى فيينا، فبلغت الجيوش العثمانية أسوار فيينا وحاصرها عام 1530م، ولكن هجوم فصل الشتاء ونفاذ الذخائر جعل الملك سليمان القانوني يفشل في دخول فيينا، ولكن الصراع على المجر استمر حتَّى وفاة السلطان سليمان القانوني. 2)




وفي الرابع عشر من أيلول سنة 1683م قرّر الصدر الأعظم مصطفى باشا أن يحاصر فيينا، وكان هذا القرار دون علم السلطان العثماني محمد الرابع آنذاك، فوجَّه جيوشه إلى فيينا وفرض عليها حصارًا شديدًا، وكان عدد رجال الجيش العثماني بقيادة الصدر الأعظم مصطفى باشا حوالي 138000 من الرجال، وهذا العدد الكبير لم يشارك في المعركة الحقيقة بل كان متواجدًا أثناء حصار المدينة فقط. وفي الطرف الآخر كان عدد القوات الأوروبية المتحدة من النمسا وألمانيا وبولندا حوالي 70000 من الرجال، وكان تقسيم هذه الجيوش على الشكل الآتي:








يلغ عدد القوات البولندية حوالي 30 ألف رجل.




بلغ عدد القوات النمساوية حوالي 18500 من الرجال، وكانوا بقيادة شارل الخامس.




وحوالي 9000 من الرجال تحت إمرةِ جون جورج الثالث.




بدأت الحملة العثمانيّة على فيينا عام 1663م، وكان هذا عندما تقدَّم الجيش العثماني المدجج بالأسلحة الثقيلة والمدافع، والذي بلغ حوالي مئة وعشرين ألف جندي عثماني، ومعه ستون ألف جمل وعشرة آلاف بغل، حُملت عليها الذخائر، فدخل هذا الجيش سلوفاكيا ودكَّ كلَّ الدفاعات العسكرية التي كانت في طريقه، ثمَّ اتجه إلى قلعة نوهزل شمال غرب بودابست، والتي تقع إلى الشرق من فيينا مسافة 110كم، فحاصر الجيش العثماني هذه القلعة في السابع عشر من أغسطس آب عام 1663م، واستمرّ في الحصار حوالي 37 يومًا، فطلب قائد الجيش المتحصِّن في القلعة الاستسلام ووافق الصدر الأعظم على طلبه مقابل أن يخرج الرجال من القلعة دون سلاح أو ذخيرة.








وفي الثاني عشر من سبتمبر من عام 1683م، تقابل الجيش العثماني والأوروبي على أبواب مدينة فيينا، وكان الجيش الأوروبي منتشيًا لعبوره جسر الدونة دون خسائر في الأرواح، وكان العثمانيون في حالة سيئة جدًا بسبب اقتناعهم بعدم جدوى محاولاتهم لاقتحام فيينا، وبسبب رؤية الأوروبيين أمامهم بعد عبورهم جسر الدونة، وبسبب انشغال بعض قادات جيش العثمانيين بالغنائم، ممّا أثار غضب الصدر الأعظم، فتوترت العلاقة بين الصدر الأعظم وبين قادة جيشه، وعلى الرغم من هذه الأشياء السلبية التي تعرَّض لها الجيش العثماني، إلَّا أنَّه شنَّ هجومًا مضادًا بقيادة الصدر الأعظم مصطفى باشا، وكانت نيته أن ينهي احتلال فيينا قبل أن يصل القائد البولندي يوحنا الثالث سوبياسكي، ولكن لم ينفع هذا، فقوات يوحنا الثالث كانت قد وصلت لمساندة الجيوش الألمانية والنمساوية في المعركة، وقد أعد المهندسون الأتراك عملية عسكرية لتفخيخ الطريق المؤدي إلى المدينة، وبعد أن أنهى الأتراك تفخيخ الأنفاق وإغلاقها، تمكّن الأوروبيون من الوصول إلى الأنفاق وأبطلوا مفعول المتفجرات التي زرعها المهندسون الأتراك، وفي هذا الوقت بدأ جيش يوحنا الثالث الهجوم على ميمنة الجيش العثماني، وبدلًا من أنْ يصدّ الأتراك الهجوم حاولوا الوصول إلى قلب المدينة، فخارت عزيمة الجيش العثماني أمام ازدياد شراسة القوات الأوروبية، وبعد وصول الفرسان الأوروبيين استطاع الأوروبيّون أن يقلبوا المعركة على الأتراك والانتصار في معركة فيينا وإنقاذ المدينة من السقوط، فتعرّض العثمانيون لهزيمة نكراء، واستطاع الصدر الأعظم أن ينسحب بالجيش العثماني انسحابًا عسكريًا متفاديًا المزيد من الخسائر في العتاد والأرواح. 3)




نتائج معركة فيينا




بعد هزيمة الجيش العثماني أمام جيوش أوروبا في معركة فيينا، نتجت عن هذه الخسارة نتائج سلبية كثيرة على العثمانيين، فقد اعتبرت معركة فيينا نقطة تحول في تاريخ الدولة العثمانية، وهذه أبرز نتائج هذه المعركة على كلِّ الأصعدة وعلى كلِّ الأطراف أيضًا: 4)




تمكّن الأوروبيّون من إخراج القوات التركية تدريجيًا من الأراضي الجنوبية من أوروبا التي تمكن الأتراك من السيطرة عليها في مدة ثلاثة قرون تقريبًا.




قُتل من العثمانيين في معركة فيينا حوالي خمسة عشر ألف رجل.




قُتل من الأوروبيين أربعة آلاف رجل فقط.




استطاع الصدر الأعظم أن ينسحب انسحابًا منظمًا متفاديًا المزيد من الخسائر، وتمكن من أسر 81 ألف من الأوروبيين.




خسرت الدولة العثمانية أيضًا في هذه المعركة إمكانية التوسع في أواسط أوروبا التي كانت قد حصلت عليها قبل هزيمتها في فيينا.




خسرت الدولة العثمانيّة كثيرًا من مراكزها المهمة في أوروبا بسبب خسارتها في معركة فيينا أيضًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:24 pm

معاهدة فيينا 1815.. دروس في صنع السلام العالمي

مرَّ النظام الدولي في رحلة تبلوره وتشكله بالعديد من المراحل والمحطات التي تختلف من حيث المبادئ والقوى الفاعلة والأطر التنظيمية. وفي الوقت الذي يُنظَر فيه إلى مؤتمر «وستفاليا» عام 1648 الذي أنهى عقوداً من الحروب الدينية في أوروبا بأنه البداية الحقيقية لنشوء هذا النظام لأنه أقرَّ مبدأ «السيادة الوطنية» وأبعد الكنيسة عن التأثير في السياسة، فإن «معاهدة فيينا» عام 1815 كانت إيذاناً بمرحلة جديدة في مسار النظام الدولي وتنظيم العلاقات الدولية بشكل عام، ووضع مبادئها التي لا تزال باقية حتى الآن.

وقد نشأت معاهدة فيينا من المؤتمر الذي عُقِد بين الدول الأوروبية خلال الفترة ما بين سبتمبر 1814 ويونيو 1815، وسعى إلى حل الإشكاليات التي أفرزتها حروب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية التي استمرت نحو 25 عاماً، وتفكُّك الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وفيه اجتمعت القوى الكبرى على مستوى قارة أوروبا للمرة الأولى لمناقشة القضايا المطروحة، بدلاً من الاعتماد على المبعوثين والرسائل المتبادَلة، فدشَّن المؤتمر بذلك مرحلة جديدة في الدبلوماسية الدولية.

ومثلت معاهدة فيينا 1815، علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدولية والنظام الدولي، بالنظر إلى المبادئ التي أقرَّتها، وفي مقدمتها مبدأ «توازن القوى» الذي عبَّر عن نفسه في إعادة تشكيل ميزان القوى بشرق أوروبا بين روسيا وبروسيا لضمان عدم قيام أيٍّ منهما بالسيطرة على شرق القارة، وتهديد الأمن الأوروبي كلِّه، وتحجيم قوة فرنسا حتى لا تقوى مرة أخرى على تهديد بقية الدول الأوروبية، وتوحيد هولندا وبلجيكا لإيجاد قوة عسكرية شمال فرنسا، إضافة إلى تعزيز الدور النمساوي من خلال منحه نفوذاً جديداً في إيطاليا، حتى تكون هناك إمكانية للتدخل العسكري في فرنسا، إذا استدعت الظروف ذلك. وقد أسهم هذا المبدأ -توازن القوى- في تكريس الأمن والاستقرار في الساحة الأوروبية، ومنع قيام حرب أوروبية واسعة النطاق لما يقرب من مئة عام (1815-1914)، تخلَّلتها حروب قصيرة على رأسها «حرب القرم» و«الحرب البروسية- الفرنسية» عام 1870، وهذا بلا شك يؤكد أن المعاهدة وضعت الأسس القوية للسلام في أوروبا من خلال التسويات التي قامت بها.

ومن المبادئ المهمة الأخرى التي أقرَّتها معاهدة فيينا، مبدأ «الحياد» الذي وُضِعت سويسرا بموجِبه في حالة حياد دائم، وهو الوضع الذي لا يزال مستمراً حتى الآن، ومبدأ تحريم تجارة الرقيق، وحرية الملاحة في الأنهار الدولية. وفضلاً عن ذلك، فإن المؤتمر الذي أفرز معاهدة فيينا، كان تجربة للتلاقي والنقاش المباشر بين هذه القوى وجهاً لوجه من خلال ممثلين عنها، فكان نقلة نوعيَّة في تاريخ الدبلوماسية الدولية، ومهَّد لعقد المزيد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أنشأت النظام الدولي الحديث، وأسست العديد من المنظمات الدولية التي تقود العلاقات الدولية خلال الفترة الحالية.

ويذهب خبراء العلاقات الدولية إلى القول إن مؤتمر فيينا -الذي اتفقت الدول المشاركة فيه على وضع نظام لترتيب المبعوثين الدبلوماسيين بوضع السفراء ومبعوثي البابا في الدرجة الأولى، والوزراء والمفوَّضين ومَن هم في حكمهم في الدرجة الثانية، والقائمين بالأعمال في الدرجة الثالثة- كان من المؤتمرات الدولية التي أدَّت دوراً كبيراً في التأسيس للقواعد الخاصة بتنظيم العلاقات الدبلوماسية بشكل عام.

وكثيراً ما يقارن المؤرخون ودارسو العلاقات الدولية بين مؤتمر فيينا 1815 ومؤتمر فرساي في 1919 الذي أنهى الحرب العالمية الأولى رسمياً، ووضع ترتيبات ما بعدها. فقد نجحت القوى المشاركة في مؤتمر فيينا في خلق نظام عالمي قائم على توازن دقيق للقوى واحتواء المهزوم بدلاً من إذلاله، ومن ثم استمر هذا النظام لنحو قرن كامل من الاستقرار، عدا بعض الحروب الصغيرة أو المحدودة كما سبقت الإشارة. ولذلك ينظر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والمنظِّر البارز في مجالات العلاقات الدولية، هنري كيسنجر، في كتابه الذي أصدره في عام 2014 بعنوان «النظام العالمي»، إلى المفاوضات التي أدت إلى معاهدة فيينا باعتبارها نموذجاً لكيفية الوصول إلى السلام بعد فترات الحروب والصراعات الطويلة والمدمرة. لكن على الجانب الآخر، فإن الترتيبات التي أقرها مؤتمر فرساي لم تستطع الصمود سوى لنحو عشرين عاماً لأنها تضمَّنت في طيَّاتها بذور انطلاق الحرب العالمية الثانية عام 1939، بالنظر إلى بعض بنودها التي عَدَّتها ألمانيا ظالمة ومجحفة في حقها وتهدف إلى إذلالها، وهذا خلق البيئة التي أفضت إلى ظهور الزعيم النازي هتلر، ولعبه على وتر الظلم الذي لحق بألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى لجمع الشعب حوله ومن ثم أخذه ألمانيا ومعها العالم كله إلى حرب عالمية ثانية مدمرة راح ضحيتها ملايين البشر. لقد دعت وزارة الخارجية البريطانية إلى دراسة المفاوضات التي أفضت إلى معاهدة فيينا 1815 للاستفادة منها قبل مؤتمر السلام في باريس 1918 الذي أنتج معاهدة فرساي، لكن مقررات فرساي لم تستطع أن تمنع قيام حرب عالمية ثانية، لأن أحداً لم يستوعب دروس مفاوضات فيينا وأسباب نجاحها في الحفاظ على السلام العالمي لقرن كامل من الزمان، وأول وأهم هذه الدروس عدم إذلال المهزوم وإنما احتواؤه وإعادة تأهيله، وهذا ما تنبه له الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية من خلال المنهج الذي تعاملوا به مع ألمانيا واليابان والذي قام على إعادة إعمار البلدين ودمجهما في المنظومة الدولية على أسس جديدة، ومن ثم أصبح البلدان إضافة قوية إلى حركة التقدم العالمي، وبدلاً من أن يكونا مصدراً لزعزعة الاستقرار في العالم، أصبحا مساهمَين فاعلَين في مجالات التنمية والسلام والاستقرار على المستوى الدولي.

وتكشف المقارنة بين معاهدتي فيينا وفرساي عن الدور الذي يمكن أن يقوم به الزعماء والسياسيون والقادة في صنع التاريخ وتوجيه أحداثه نحو السلام أو الحرب، فقد لعب رجل الدولة النمساوي، كليمانس فون مترنيخ، الذي رأَس مؤتمر فيينا دوراً أساسياً في نجاح المؤتمر في تحقيق السلام وطيّ صفحة الصراع في أوروبا لقرن كامل من الزمن، لأنه لم يبحث عن الانتقام من فرنسا، في حين كانت الروح الانتقامية التي سيطرت على رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنسيو (أو كليمنصو) الذي رأَس مؤتمر السلام في باريس عام 1918 سبباً أساسياً من أسباب خروج مؤتمر فرساي بما خرج به من مقررات انطوت كلها على الانتقام من ألمانيا إلى أقصى حد ممكن. ولذلك يشير المؤرخون إلى أن فرساي افتقرت إلى شخصيات مثل مترنيخ الذي أطلق عليه لقب «أمير الوفاق»، ولذلك كان قدر العالم أن يقاسي حرباً عالمية أخرى مدمرة.

يحتاج العالم اليوم إلى العودة لمعاهدة فيينا 1815 والتطورات والمفاوضات التي أدت إليها، والشخصيات التي وقفت وراءها وأسهمت بقوة في إنجاحها للاستفادة منها، واستيعاب دروسها، حيث يواجه عالمنا تحديات وجودية كبرى فيما تسود الخلافات والصراعات بين قواه الكبرى المؤثرة، ما يحول دون توافق دولي في مواجهتها والتصدي لها. لقد تساءل البعض بعد وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السلطة في عام 2008 وإعلانه توجهاته التوافقية تجاه العالم: هل يكون أوباما هو مترنيخ القرن الحادي والعشرين؟ لكن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تحت حكم أوباما لم تتجاوز الشعارات في حديثها عن إعادة بناء العلاقات الدولية على أسس من التعاون والتوافق، بل إنها، أي الولايات المتحدة الأميركية، بدأت في الانكفاء على ذاتها والانسحاب التدريجي من الشؤون العالمية ومن ثم التخلي عن مسؤولياتها كقوة كبرى عليها دور مهم في صنع الاستقرار والسلام في العالم. وإلى أن يأتي مترنيخ جديد يستطيع أن يحقق التوافق العالمي المنشود أو الحد الأدنى منه، سوف تظل معاهدة فيينا 1815 والمفاوضات التي أفضت إليها، مخزناً للدروس والخبرات التي يمكن أن يستلهمها الباحثون عن استقرار العالم وإدارة صراعاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:25 pm

الحرب النمساوية التركية 1716-1718

الحرب النمساوية التركية نشبت بين النمسا والدولة العثمانية

غادر علي باشا إستانبول في (جمادى الأولى 1128هـ= إبريل 1716م] وتوجه إلى المجر، ودخل بلجراد، ولم يستمع لنصح من أشاروا عليه بقضاء الشتاء في بلجراد، والاستعداد لفتحها بقوات أكبر في الربيع، وكان يرى أنه من الممكن تشتيت الجيش الإمبراطوري في معركة ميدانية، أما النمساويون فأرسلوا قائدهم البارز "أوجين دي ساڤوا" لقتال العثمانيين، الذي كان يعد أكبر عسكري في أوروبا في ذلك الوقت.

والتقى الجمعان في "پتروڤارادين" في يوم (15 شعبان 1128هـ= 5 أغسطس 1716م)، واستطاع العثمانيون تحقيق تفوق في بداية المعركة، غير أن استشهاد علي باشا، أدى إلى نتائج عكسية؛ حيث تركت الوحدات العثمانية القتال، وبدأت في الانسحاب من بلجراد فأحرز "أوجين دي سافوا" نصرًا كبيرًا، وغنم سرادق علي باشا وعدة آلاف من كتبه القيمة المخطوطة بثلاث لغات شرقية والتي اعتاد اصطحابها معه في حملاته العسكرية.

وسار "أوجين" فور انتصاره في بتروفارادين مع (180) ألف جندي نحو مدينة "تمسوارا" وحاصرها (44) يومًا واستولى على قلعتها المنيعة، ثم دخل بلجراد بعد تغلبه على الصدر الأعظم "خليل باشا" وسقوط (20) ألفا من العثمانيين بين شهيد وجريح وأسير، وعرض "أوجين" الصلح خلال (42) يومًا.

وقد أدت عدم حنكة خليل باشا إلى ضياع بلجراد واستيلاء الألمان والنمساويين عليها لمدة (22) عامًا، علاوة على فقد "تمسوارا" نهائيًا، وغادر المسلمون بلجراد في شكل قوافل كبيرة، ولم تعد تلك المدينة مدينة عثمانية إسلامية، ونزح المسلمون أيضًا من تمسوار واستطونها الرومانيون، وعُزل خليل باشا عن الصدارة، وتولى الصدارة بعد فترة "إبراهيم باشا" زوج ابنة السلطان أحمد الثالث، وكان من مؤيدي الصلح، لاقتناعه بعدم إمكانية الحرب بمثل هذا الجيش، ولأن تقوية الجيش تحتاج إلى معدات تكنولوجية حديثة، ولتحقيق ذلك فإن الدولة تحتاج إلى فترة صلح طويلة الأمد.


وقد بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا، وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح بساروفيتش في (22 شعبان 1130هـ= 21 يوليو 1718م)، وأنهت هذه المعاهدة المكونة من (20) مادة خاصة بألمانيا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، حالة الحرب مع البندقية التي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضى هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوارا وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الولاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية.

وقد عدّلت هذه المعاهدة في (المحرم 1133 هـ= نوفمبر 1720م) –بناء على طلب من روسيا- بما يتيح لتجارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سلعهم فيها، وأن يتوجه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفع خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم.

وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة تعهدت فيه الدولة العثمانية وروسيا بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعل منصبه وراثيًا في عائلته، ومنع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب.

وقصد بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكل حلف بين مجاوريه الأقوياء (السويد وپولندا والدولة العثمانية) يحاربه، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولونيا والدولة العثمانية، ووضع أول حجر في مشروعه لإضعاف بولندا مع الدولة العثمانية


الحرب مع النمسا مرة أخرى

تجدد القتال بين الدولة العثمانية وكل من النمسا وروسيا في عهد السلطان محمود الأول، واستطاع العثمانيون بقيادة الصدر الأعظم "محمد باشا" إيقاف تقدم الروس، واستطاعت الجيوش العثمانية الانتصار على النمساويين الذين أغاروا على البوسنة والهرسك وصربيا، وتقهقر النمساويون بعدما ملأت جثتهم أرض المعركة إلى ما وراء نهر الدانوب سنة (1150هـ= 1737م).

وطلبت النمسا من فرنسا التوسط للصلح مع العثمانيين، فقبل محمد باشا، وفرض على النمسا شروطًا قاسية، وافق عليها القائد المهزوم "وليس" في (ربيع آخر 1152هـ= يوليو 1739م) حيث تنازلت النمسا للدولة العثمانية عن مدينة بلجراد، وما أعطي لها من بلاد الصرب والڤلاخ بمقتضى معاهدة بساروفيتش.

أما روسيا فوقّعت صلحا مع الدولة العثمانية تعهدت فيه بهدم قلاع ميناء آزوڤ، بل تكون تجارتها على مراكب أجنبية وبأن تردّ للدولة العثمانية كل ما فتحته من الأقاليم والبلدان، وبذلك انتهت هذه الحرب باسترداد جزء عظيم مما فقدته العثمانية بمقتضى معاهدة بساروفيتش



معاهدة پساروفچا (بالتركية: Pasarofça Antlaşması) أو معاهدة پساروفيتش Treaty of Passarowitz (في 22 شعبان 1130هـ= 21 يوليو 1718م) بين الدولة العثمانية وكل من النمسا وجمهورية البندقية.

بدأت مساعي الصلح بين الدولة العثمانية وكل من النمسا والبندقية بعد (12) يومًا من صدارة إبراهيم باشا، وانتهت هذه المساعي بتوقيع معاهدة وصلح بساروفيتش. وقد أنهت هذه المعاهدة، المكونة من (20) مادة خاصة بألمانيا، و(26) مادة خاصة بالبندقية، حالة الحرب مع البندقية التي استمرت ثلاث سنوات وسبعة أشهر، ومع النمسا التي استمرت سنتين وشهرين، وتقضى هذه المعاهدة بإعادة المورة إلى الدولة العثمانية لقاء تنازلها عن مقاطعة تمسوارا وبلجراد وصربيا الشمالية وبلاد الولاخ، وأن تبقى جمهورية البندقية محتلة ثغور شاطئ دلماسيا، وأن يستعيد رجال الدين الكاثوليك مزاياهم القديمة في الدولة العثمانية.

وقد عدّلت هذه المعاهدة في (المحرم 1133 هـ= نوفمبر 1720م) –بناء على طلب من روسيا- بما يتيح لتجارها المرور من أراضي الدولة العثمانية وبيع سلعهم فيها، وأن يتوجه الحجاج الروس إلى بيت المقدس وغيره من الأماكن والأديرة المقدسة بدون دفع خراج أو رسوم أثناء إقامتهم أو على جوازات سفرهم.

وأضيف إلى هذه المعاهدة شرط آخر ذو أهمية سياسية كبيرة تعهدت فيه الدولة العثمانية وروسيا بمنع زيادة نفوذ الملك المنتخب ببولونيا على نفوذ الإشراف، وعدم تمكينه من جعل منصبه وراثيًا في عائلته، ومنع وصول هذين الأمرين بكل الوسائل الممكنة، بما فيها الحرب.

وقصد بطرس الأكبر بهذا الشرط إيجاد النفور والعداوة بين البولونيين والعثمانيين؛ حتى لا يتشكل حلف بين مجاوريه الأقوياء (السويد وپولندا والدولة العثمانية) يحاربه، وهذا يعني إضعاف مجاوريه الواحد بعد الآخر لتزيد قوة روسيا بازدياد ضعف جيرانها الأقوياء، وقد نجح فيما يتعلق بالسويد، ثم شرع في تنفيذ خطته ضد بولندا والدولة العثمانية، ووضع أول حجر في مشروعه لإضعاف بولندا مع الدولة العثمانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:26 pm

المعركة التي كانت بداية الضعف وأوقفت المد العثماني تجاه أوروبا.. 
القرارات الفردية والخيانة في معركة فيينا الحاسمة

كانت فيينا عاصمة هابسبورغ في عام 1440، وأصبحت عاصمة للإمبراطورية الرومانية في عام 1483، وكانت السيطرة على فيينا بالنسبة للإمبراطورية العثمانية تحدياً كبيراً لطالما سعت إلى تحقيقه أملاً في التوسع وسط وغرب أوروبا، وشكلت هدفاً استراتيجياً كبيراً للدولة العثمانية، حتى تاريخ الموقعة الشهير «معركة فيينا» في 12 سبتمبر/أيلول 1683، التي تحل ذكراها.
الزحف الأول نحو فيينا.. وموت السلطان سليمان القانوني
حاول السلطان سليمان القانوني أثناء جلوسه على العرش ضم النمسا للأراضي العثمانية -والتي يُعتقد أنها اشتقت تسميتها النمسا من الجذور اللغوية السلافية slavic من لفظة Nemesçe التي تعني «ألماني»، حيث كان هناك خلطاً بين النمساويين وشعوب ألمانيا «جرمانيا»- فانطلق بجيشه في سبتمبر/أيلول عام 1529 وجمع قواته التي كانت 120 ألف جندي في بلغاريا. على الرغم من قلة عدد المدافعين عن الأراضي النمساوية، فإن الهجمات المباغتة التي شنها أولئك المدافعون تجاه الجيش العثماني أثناء تجهيز تحصيناتهم من أجل الحصار ألحقت العديد من الخسائر بصفوف العثمانيين. كما أن سقوط الأمطار أجبر العثمانيين على ترك معداتهم الحربية الثقيلة عالقة في الطين في طريقهم إلى فيينا. في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 1529 بدأ العثمانيون هجومهم بالكامل، ولكن وقفت الدفاعات صادمة ما أفشل الهجوم، وانسحب العثمانيون. لم تكن تلك المحاولة الأخيرة من السلطان سليمان للسيطرة على النمسا، بل كانت آخر محاولاته حينما ذهب على رأس حملته عام 1566 متقدماً نحو فيينا، إلا أنه توقف عند حصن سيكتوار في المجر ومات هناك حتى قبل تغلبه على الحصن.

الدولة العثمانية تدخل مرحلة ضعف.. وقوى أوروبا تتضافر
بعد عزل الجيش للسلطان إبراهيم بن أحمد، تولى ابنه محمد الرابع مسؤولية الحكم وهو في السابعة من عمره. انتهزت القوى الأوروبية ضعف السلطة العثمانية وكونت الحلف المقدس الذي ضم كلاً من النمسا، و بولونيا، والبندقية، وروسيا، وذلك من أجل الوقوف في وجه الفتوحات الإسلامية. شهدت بدايات عصر محمد الرابع ارتفاع الأسعار بسبب فقدان السيطرة على مضيق الدردنيل ما حال دون وصول المواد الغذائية إلى إسطنبول. في عام 1657، تولى محمد كوبريللي الصدارة العظمى، وقد ساهم وولده أحمد من بعده في إعادة هيبة الدولة، فقد قتل محمد كوبرلي العديد من جنود الإنكشارية حتى تمكن من إخضاعهم. كما تمكن أحمد كوبريللي من فتح قلعة نوهزل شرقي فيينا عام 1663. ثم توفي أحمد كوبريللي في عام 1676، وأصبح قرة مصطفى باشا الصدر الأعظم. في 31 مارس/آذار 1683، وقع الإمبراطور ليوبولد الأول معاهدة وارسو مع يوحنا الثالث سوبياسكي، ملك بولندا، بشأن الدفاع المتبادل في حالة غزو العثمانيين لمدينة كراكوف البولندية أو فيينا الرومانية.
الإعلان عن تغيير الوجهة.. قرار فردي دون علم السلطان
في أبريل/نيسان عام 1683، تحرك جيش بقيادة السلطان محمد الرابع لإعلان الحرب على ألمانيا، والاستيلاء على مدينة يانق قلعة. ظل السلطان وأبناؤه في بلغراد، واستكمل الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا قيادة الجيش من أجل الوصول إلى مدينة يانق قلعة شمالي المجر. رأى مصطفى باشا أن الاستيلاء على تلك المدينة لن يحيد ألمانيا عن التدخل في شؤون المجر؛ لذا اجتمع مصطفى باشا في يونيو/حزيران بمجلس الحرب معلناً نيته الاستيلاء على فيينا.
رغم المعارضة.. بدأ حصار فيينا الشهير
عارض الوزير إبراهيم باشا معللاً ذلك بأن إرادة السلطان كانت إخضاع يانق، ومن المحتمل أن تكون هناك خطط لغزو فيينا في العام المقبل. تمسك قرة مصطفى باشا برأيه فمن الصعب تجميع جيش بنفس القوة مرة أخرى، كما أنه كان خائفاً من التحالفات الأوروبية.

توجه الجيش العثماني إلى فيينا دون علم السلطان
توجه الجيش العثماني المكون من قرابة 160 ألف جندي إلى فيينا دون علم السلطان محمد الرابع، وبدأ حوالي 60 ألفاً منهم حصار فيينا في 14 يوليو/تموز 1683، بينما انتشر 100 ألف على مساحات واسعة. تقهقر شارل الخامس دوق لورين بجيشه إلى شمالي غرب فيينا، وفر الإمبراطور الروماني ليوبولد الأول وبلاطه إلى مدينة لينتس شمالي النمسا.
رغم التفوق العددي، لم يشن الجيش العثماني هجومه
كان عدد المدافعين عن فيينا في البداية 11500 جندياً قتل أكثر من نصفهم. وكنتيجة منتظرة بعد اتفاقية وارسو، قاد سوبياسكي جيشاً يضم 35 ألف جندي واتجه ناحية فيينا المحاصرة، وانضم لجيش ألمانيا، بالإضافة لحوالي 85 ألف جندي مع دوق لورين. نظراً لشجاعته وقدراته التكتيكية أصبح سوبياسكي قائداً للجيوش المتحدة التي أصبح تعدادها حوالي 135 ألف جندي. ظل قرة مصطفى باشا ينتظر سقوط المدينة دون أن يتدخل أو يهاجم على الرغم من أن قوات الجيوش المتحدة لا تزال خارج فيينا. ويُعزى السبب في هذا إلى بخله وحرصه على ألا ينهب جيشه المدينة، فالقانون الدولي كان ينص على ألا تنهب الدول التي تستسلم بنفسها.
الخيانة في صفوف الجيش العثماني.. هنا كان الانسحاب
كان لفيينا جسر واحد يمكن عن طريقه إيصال المساعدات والإمدادات الحربية، وهو جسر الدونة. ولأهمية الجسر الاستراتيجية من أجل السيطرة على فيينا، كلف قرة مصطفى باشا خان القرم مراد كيراي بحراسة الجسر وهدمه إذا لزم الأمر. كان اليوم 11 سبتمبر/أيلول، قررت الجيوش المتحدة عبور الجسر حتى مع احتمال تكبد خسائر كبيرة، إلا أنهم عبروا دون أدنى اعتراض من حارس الجسر. فقد كان كيراي يكره قرة مصطفى باشا، وأراد له الهزيمة في فيينا لإسقاطه من السلطة. وأثبتت وثائق الأرشيف البولوني أن الخيانة كانت عمداً، فقد أرسل كيراي رسالة لسوبياسكي يؤكد فيها انسحابه دون قتال، وبذلك أعطاه الضوء الأخضر لعبور الجسر. كانت المعركة الفاصلة «ألمان داغي» في صباح يوم 12 سبتمبر/أيلول لنفس العام، وانهزمت فيها القوات العثمانية أمام تحالف قوات الإمبراطور الروماني ليوبولد الأول «قوات بولندية وألمانية ونمساوية«. جاءت الهزيمة نتيجة انشغال قادة الجيش العثماني بجمع غنائمهم، كما تعرض الجيش العثماني لخيانة ثانية. فقد سحب الوزير إبراهيم باشا قوات الجناح الأيمن الجيش التي كن يقودها، وذلك بسبب معارضته لقرار قرة مصطفى باشا، وعلاقته السيئة معه، ما ترتب عليه انسحاب الجيش العثماني بأكمله بعد تعرضهم للهجوم.




بين العزل والإعدام.. الخونة والصدر الأعظم
عزل إبراهيم باشا؛ لتركه ساحة المعركة دون وجود سبب عسكري، ودون أخذ الإذن من القائد الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا. بعد ذلك حكم عليه بقطع رأسه، وأثناء تنفيذ ذلك قال إن لا أحد يستطيع تلافي نتائج الهزيمة سوى مصطفى باشا. عاد مصطفى باشا إلى يانق قلعة، ومنها إلى إيالة بودين في المجر، وعزل مراد كيراي من منصبه، وعين ابن عمه مكانه. مكث مصطفى باشا في بودين إلى منتصف أكتوبر/تشرين الأول ليعدم مراد كيراي.   تقبل السلطان محمد الرابع خبر الهزيمة، إلا أن زوجة إبراهيم باشا الخائن زيفت رسائل تفيد بعصيان الجيش إذا ظل مصطفى باشا في منصبه. عزل السلطان الصدر الأعظم، وأمر بإعدامه في ديسمبر/كانون الأول 1683.
تحالفات أوروبية جديدة.. ضربات أخرى للقوات العثمانية
بعد معركة فيينا، عقد البابا حلفاً مع الألمان والبنادقة، وروسيا، وبولندا هادفين للسيطرة على المجر وطرد العثمانيين منها. وزع التحالف جهوده على عدة مدن لتشتيت العثمانيين، وبالفعل نجح في توزيع الجيوش العثمانية في أراض متعددة للدفاع عنها. قامت ثورة في إسطنبول نتج عنها خلع السلطان محمد الرابع وتولى أخوه سليمان الثاني الحكم في عام 1689. بدأت الدولة العثمانية تضعف تدريجياً مع فقدان السيطرة على أجزاء من أراضيها، وتحولت من غازٍ إلى مدافع. في عام 1698 وقع العثمانيون معاهدة كارلوفيتز «كارلوفجة» مع النمسا، والبندقية، وروسيا، وبولندا، وبموجبها تنازلت الدولة العثمانية عن بعض أراضيها لتلك الدول، ولم تعد أي دولة ملزمة بدفع الجزية للعثمانيين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !   معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Emptyالأحد 03 أبريل 2022, 3:08 am

معركة موهاكس (الأولى)  1526 م
---------------------------------------------------------
 رغم تلقي العثمانيين هزيمة ساحقة أمام التحالف الأوربي بنفس المكان في معركة موهاكس الثانية 1687م ؛ التي مثلت انتهاء موجة الزحف العثماني نحو أوربا ، و بداية التقهقر والضعف والإنحلال لدولتهم ؛ إلا أن أوربا لم تنس أبدا ما جرى في المعركة الأولى 1526م.

وإن السبب الحقيقي لحرص أوربا على تشويه صورة سليمان القانوني ، هو ما تلقته جيوش أوربا مجتمعة من هزيمة ساحقة تشبه الإبادة في ساعات قليلة في أول ساعات القتال يوم ‏معركة موهاكس ‏فلم تكن معركة، ‏بل كانت مذبحة ‏ﻻ يمكن أن تنساها أوروبا.. ومايزال المجريون خاصة يقتلهم الغيظ كلما تذكروها و هذا سر أحقادهم و عنصريتهم العدوانية تجاه المهاجرين السوريين أو كل من ينتمي إلى من هزموهم من بعيد أو قريب .

معركة موهاكس وقعت سنة (932هـ/1526م) بين الدولة العثمانية بقيادة سليمان القانوني, وبين مملكة المجر بقيادة فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وكانت المجر هي حامية الصليبية ‏في أوروبا وقتها, وانتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا ؛ مما أدَّى إلى ضم أراضي المجر إلى الدولة العثمانية.

كان ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو قد عزم على نقض أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حدِّ قتل مبعوث السلطان سليمان إليه، وكان المبعوث يُطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر, ولهذا ردَّ سليمان بغزوة كبيرة ضد المجر.

سار السلطان سليمان من إستانبول في (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) على رأس جيشه، الذي كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلجراد، ثم تمكَّن من عبور نهر الطونة بسهولة ويسر؛ بفضل الجسور الكبيرة التي تمَّ تشييدها.

وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة(*الدانوب) وصل إلى "وادي موهاكس" بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير، وهذا الوادي يقع الآن جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست،...

 وكان في انتظاره الجيش المجري البالغ نحو مائتي ألف جندي، من بينهم 38 ألفًا من الوحدات المساعدة التي جاءت من ألمانيا، بعد أن أقامت المجر تحالفًا مكونا من ‏إحدى وعشرين دولة، ‏يعني قارة_أوروبا كلها، ‏إلا بعض ولايات فرنسا والبرتغال. ‏  و كان يقود هذه الجموع الجرارة الملك "فيلاد يسلاف الثاني جاجليو".

كانت مشكلة سليمان التكتيكية ‏هي كثرة فرسان الرومان والمجر ‏المقنعين بالحديد ، ‏فتلك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة، لتدريعهم الكامل، فماذا يفعل؟!

في صباح يوم اللقاء (21 ذي القعدة 932هـ/29 أغسطس 1526م) دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند بعد صلاة الفجر، وخطب فيهم خطبة حماسيَّة بليغة، وحثَّهم على الصبر والثبات، ثم دخل بين صفوف فيلق الصاعقة، وألقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم، وكان مما قاله لهم: "إن روح رسول الله صل الله عليه وسلم تنظر إليكم". فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثُّرًا مما قاله السلطان.

وقد وضع   سليمان و مستشاروه لذلك خطة عسكرية تقضي 
‏بوضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف بينهم مسافتين كبيرتين .. 

‏ووضع قواته الانكشارية في المقدمة ‏وهم الصفوة..
‏ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني، معهم المتطوعة والمشاة.. ‏و بقي هو  والمدفعية في الصف الأخير. ‏

وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني،فأمر سليمان قوات الانكشارية بالثبات والصمود ساعة فقط، ‏ثم الفرار.

‏وأمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة والمشاة بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب، وليس للخلف.

وبالفعل صمدت قوات الانكشارية الأبطال، وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين، ‏بقوات بلغت عشرين ألف صليبي ‏في الهجمة الوحدة.

‏وانقضَّت القوةالضاربة  للأوربيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفة. ‏
وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط وانسحبت الانكشارية للأجناب وتبعتها المشاة

‏أصبح قلب الجيش العثماني مفتوحا تماما ‏فانحدرت  قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية ! فأصبحوا وجها لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة على حين غِرة، ‏والتى فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية، ‏ولساعة كاملة انتهى الجيش الأوروبى وأصبح من التاريخ..  !!!

‏وحاولت القوات الأوروبية فى الصفوف الخلفية الهرب لنهر الدانوب  فغرقوا وداسوا بعضهم البعض، ‏فغرق الآلاف منهم تزاحما، ‏‏واراد الجيش الأوروبى الاستسلام ‏فكان قرار سليمان الذي لن تنساه أوروبا: لا_أسرى..

‏وبالفعل اضطر البقية أن  يقاتلوا قتال اليائس. ‏وانتهت المعركة بمقتل فيلاد يسلاف ‏والأساقفة السبعة الذين يمثلون المسيحية، ومبعوث البابا، ‏وجميع القادة الكبار، وسبعون ألف فارس.. ‏ورغم هذا، ‏تم أسر 25 ألفاً  آخرين كانوا جرحى .
في حين كانت خسائر العثمانيين مائة وخمسين شهيدًا، وبضعة آلاف من الجرحى.

كانت معركة موهاكس من المعارك النادرة في التاريخ، حيث هُزم أحد أطرافها على هذا النحو من مصادمَة واحدة، وفي وقت قليلٍ لا يتجاوز ساعتين، وترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة. 

وبعد اللقاء بيومين في (23 ذي القعدة 932هـ/31 أغسطس 1526م) قام الجيش العثماني بعمل استعراض أمام السلطان سليمان، وقام بأداء التحية له وتهنئته، وقام القادة بدءًا من الصدر الأعظم بتقبيل يد السلطان.

ثم تحرك الجيش نحو الشمال بمحاذاة ساحل الدانوب الغربي، حتى بلغ بودابست عاصمة المجر، فدخلها في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م)، وشاء الله أن يستقبل في هذه المدينة تهاني عيد الأضحى في سراي الملك، وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلجراد في أثناء حملته الظافرة.

مكث السلطان في المدينة ثلاثة عشر يومًا يُنَظِّم شئونها، وعَيَّن "جان زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر، التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد أن دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية.

‏هذه المعركة أغرب معركة في التاريخ ‏من حيث سرعة الحسم، ‏وما زالت تثير تساؤلات واستهجان‏ وحقد ودهشة البعض من المؤرخين الأوربيين. #متفرقات_جواهر
-----------------------------------------------------------------
* انظر  كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر، تقديم: الدكتور راغب السرجاني، دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الأولى، 1432هـ/2011م.
*وانظر سقوط الإمبراطورية المجرية
 "The Battle of Mohacs: The Fall of the Hungarian  Empire", by Richard H. Berg,


معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني ! Img?id=55192
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معركة موهاكس: ما لم تنساه أوربا للسلطان سليمان القانوني !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السلطان سليمان القانوني
» سوء التفاهم مع هولندا… منذ زمن سليمان القانوني
» كتاب السلطان سليمان القانوني-أوقاي ترياقي أغلو
» معركة وادي لكة وثبة الإسلام إلى أوربا
» معركة أنوال الشهيرة، وكيف عاد الإسلام ليفتح أوربا ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: