منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:00 pm

معركة القادسية
تُعرف معركة القادسية على أنها أحد المعارك الإسلامية والتي قامت من أجل فتح فارس، ووقعت هذه المعركة في الثالث عشر من شعبان الموافق للخامس عشر هجري بين كل من المسلمين والإمبراطورية الفارسية، وانتهت بمقتل قائد فارس وانتصار المسلمين، حيث أن هذه المعركة كانت من أهم المعارك الخاصة بفتح العراق، كما أنها شهدت تحالف كل من الإمبراطور الساساني يزدجرد الثالث مع الإمبراطور البيزنطي هرقل، ونتج عن هذا التحالف زواج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد، وفي هذا المقال سوف نعرض معلومات عن معركة القادسية.

معلومات عن معركة القادسية
وقعت هذه المعركة في أرض القادسية.
كان يضم جيش الفرس نحو مائة وعشرين ألف مقاتل، بينما كان جيش المسلمين يضم اثنين وعشرين ألف مقاتل.
اختار المسلمين موقعهم وثبتوا فيه حتى النهاية، وكان ذلك في شرق نهر العتيق والذي هو فرع من فروع نهر الفرات.
نظم الفرس جيشهم على أساس الميمنة والميسرة وقلب الهجوم والمقدمة والمؤخرة والتي كانت مجموعة من الفرسان، وقد نظم قائد المسلمين جيشه على الأساس الذي كان عليه الفرس أيضاً.
كان يقود جيش المسلمين خالد بن عرطفة بناءً على أوامر خطية تصل إليه من القائد الأصلي، حيث إن الذي منعه من القيادة إصابته بالمرض الجلدي.
انتهت الحرب في ساعات متأخرة من الليل عندما صاح هلال بن علقمة بصيحته الشهيرة وأعلن أنه قتل قائد الفرس.
القائد العام والقادة الفرعيين لجيش المسلمين

القائد العام هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
القادة الفرعيين هم، آمر الحرب هو خالد بن عرطفة، قائد خيل المَيسرة هو شرحبيل بن السمط، وقائد الميمنة هو عبد الله بن المعتم، وعلى الرجَّالة المُغيرة بن شُعبة.
القائد العام والقادة الفرعيين لجيش الفرس

القائد العام هو رستم فرخزاد.
القادة الفرعيين هم، قلب الهجوم هو جالينوس، والميمنة والميسرة بقيادة الهرمزان وهرمان.  
أبرز وأهم أسباب معركة القادسية
حماس المسلمين بعد الانتصارات العدة التي حققوها في معركة اليرموك وإصرارهم على نشر تعاليم الدين الإسلامي العظيم.
فتح العراق وتخليصها من ايدي الظلام ونشرد الدين الإسلامي بكافة أرجائها.
اجتماع عدد كبير من الحشود الفارسية بقيادة القائد رستم لطرد حشود العرب من العراق.
المحاولات العديدة التي قام بها جيوش الفرس لتوحيد صفوفهم ومنع انتشار الإسلام وكسر شوكة المسلمين.
نتائج معركة القادسية
انتصار المسلمين على الفرس واعلاء كلمة الله.
فتح الطريق أمام جند المسلمين لإتمام فتح كل العراق وفارس.
متابعة المسلمين لانتصاراتهم حيث بدأت تنتهي وتتهاوى الامبرطورية الساسنية من الناحية الدينية والسياسية.
قام المسلمين بكسر شوكة الجيوش الفارسية كسراً لن ينجبروا بعده.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 12 ديسمبر 2019, 7:29 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:00 pm

معركة أجنادين 

تعدُّ معركة أجنادين واحدةً من المعارك الإسلامية التي خلَّدها التاريخ الإسلامي بحروف من نورٍ حيث إنها أول لقاءٍ كبيرٍ بين الجيش الإسلاميّ في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- والروم في بلاد الشام، والتي انتهت بانتصار المسلمين نصرًا مؤزرًا على الروم وكانت فاتحة المعارك في بلاد الشام حتى شُبهت بغزوة بدر الكبرى لعميق أثرها في المنطقة إذ أكسبت المسلمين الخبرة العملية في كيفية قتال الروم وبثت الرعب في قلوبهم من تمدّد الدولة الإسلامية إلى بلاد الشام وما حولها، وهذا المقال يسلط الضوء على أحداث معركة أجنادين.

متى وقعت معركة أجنادين
معركة أجنادين من المعارك الإسلاميّة عميقة الأثر في التاريخ الإسلامي، وعلى الرّغم من ذلك وقع خلافٌ بين المؤرخين في تحديد السنة التي وقعت فيها أحداث هذه المعركة، فأرجح الأقوال أنها وقعت قبل معركة اليرموك في السابع والعشرين من شهر جمادى الأولى من السنة الثالثة عشرة للهجرة، أمّا الرأي الآخر وهو الأقل ترجيحًا أنها وقعت بعد معركة اليرموك في السنة الخامسة عشرة للهجرة، ووقعت أحداث المعركة في أرض فلسطين على مقربةٍ من مدينة الرملة حيث عسكر المسلمون في قرية عجور شمال غرب مدينة الخليل، في حين عسكر جيش الروم في قرية بيت جبرين لتجميع الجيوش القادمة من أكثر من مكانٍ للمؤازرة، وأجنادين مأخوذةٌ من أجناد المسلمين -تجمع جُند المسلمين في موضعٍ واحدٍ- وأجناد الروم، ويُقال أجنادين اسم موضعٍ. 1)
سبب معركة أجنادين
بعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على الروم وفتح مدينة بُصرى الواقعة في الجنوب السوري حاليًا، انتقل بجيشه وجيش أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق لمحاصرتها وفتحها تاركًا خلفه جيشًا بقيادة شرحبيل بن حسنة، في حين عاد يزيد بجيشه إلى الأردن وعمرو بن العاص بجيشه إلى جنوب فلسطين.

استغلّ أحد قادة الجيش الروماني تفرق جيوش المسلمين في أرجاء بلاد الشام في مهاجمة بُصرى ومحاولة استردادها من المسلمين وجمع جيشًا تعداده 20 ألف مقاتلٍ بقيادة وردان، فتمكنت عيون المسلمين من رصد حركة الجيش الروماني على الرغم من اتخاذه طريقًا مضلِلًا عبر الأراضي اللبنانية حاليًا، وفي ذات الوقت بدأ تُذارِق -شقيق قيصر الروم هرقل- في تجميع الجيوش البيزنطية في موضعٍ يقال له جِلَّق -بلدة تتبع محافظة حلب حاليًا- حتى وصل عددهم إلى 70 ألف مقاتلٍ كما انضمت إليه القبائل العربية النصرانية في بلاد الشام.

وصل خبر تجميع الجيوش البيزنطية إلى خالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح في دمشق وأن غايتها استعادة بُصرى، فأصبح المسلمين أمام ثلاثة تحدياتٍ أولها الجيش البيزنطيّ الموجود خلف أسوار مدينة دمشق والثاني الجيش المتجه إلى بُصرى والثالث جيش تُذارِق في جِلَّق، وفي هذا الموقف تتجلّى فطنة خالد الحربية والذي أشار بتجمع الجيوش الإسلامية الخمسة المنتشرة في فلسطين والأردن وبُصرى وجيشا خالد وأبي عبيدة المحاصِرَان لدمشق في مكانٍ واحدٍ لملاقاة الروم والذي نتج عنه معركة أجنادين. 2)
أحداث معركة أجنادين
بدأ خالد بن الوليد بمراسلة قادة الجيوش الإسلامية في بلاد الشام للتجمع في موضعٍ واحدٍ هو كما قال المؤرخون قرية عجور من قرى مدينة الخليل، ثم انطلق هو بجيشه وجيش أبي عبيدة من دمشق متجهين بسرعةٍ كبيرةٍ نحو موضع التجمع فلحِقت الحامية البيزنطية الموجودة خلف أسوار دمشق بجيش المسلمين واشتبكت مع مؤخرته مما اضطر خالد للتراجع وقتال جيش الحامية كي يجبرهم على العودة إلى دمشق وعدم اللحاق بالمسلمين، وبالفعل تمكن مما أراد، وفي ذات التوقيت انطلق شرحبيل بن حسنة من بُصرى سالكًا طريقًا في الصحراء كي لا يتبعه وردان بجيشه الذي خشي من لحاق المسلمين في الصحراء والتي لا يجيدون القتال فيها، وبعد عدة ايامٍ إلتقت الجيوش الخمسة في موضع التجمع بقيادة خالد بن الوليد القائد العام للجيوش وإجمالي عددهم 33 ألف مقاتلٍ، أما الروم فقد اختاروا قرية بيت جبرين لتجمع جيوشها من عدة أماكن وإجمالي عددهم 100 ألف مقاتلٍ.

قسّم خالد -رضي الله عنه- الجيش إلى ميمنة بقيادة معاذ بن جبل وميسرة بقيادة سعيد بن عامر والوسط نصفين: النصف الأمامي للخيالة بقيادة سعيد بن زيد والنصف الخلفي للمشاة بقيادة أبي عبيدة -رضي الله عنهم أجمعين- وأمر الجميع بعدم البدء في القتال حتى يعطي إشارة البدء، فبدأ الروم بشن الهجمات على ميمنة وميسرة الجيش المسلم الذي اكتفى بالدفاع دون الهجوم في انتظار قرار القائد الأعلى للجيش -خطة خالد كانت تقتضي إضعاف جيش الروم حتى يسهُل على وسط الجيش الإسلامي مهاجمة وسط جيش الروم حيث يختفي قائدهم في الخلف فإن قُتِل تفرق جيشه-.

في واحدةٍ من هجمات طرفَيْ جيش الروم على طرفيْ جيش المسلمين انتهز خالدٌ -رضي الله عنه- الفرصة لمهاجمة وسط جيش الروم فأعطى إشارة بدء القتال، فاقتحم جند المسلمين قلب جيش الروم كالسيل العَرِم حتى وصلوا إلى خيمة قائد جيش الروم وقُتِل فيها، وبمقتله تفرّق جيشه وتمزّق ما بين فارٍّ وقتيل وانتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا. 3) 4)
مواقف بطولية في معركة أجنادين
شهدت معركة أجنادين كغيرها من الغزوات والمعارك الإسلامية العديد من مواقف البطولة والفداء والتضحية في سبيل الجهاد لإعلاء كلمة الحق ونشر الإسلام بين شعوب الأرض وردِّ الظلم والعدوان ومن تلك المواقف الخالدة التي سجلها التاريخ بحروفٍ مضيئةٍ موقف الصحابية أم حكيم بنت الحارث المخزومية زوجة عكرمة بن أبي جهلٍ -رضي الله عنمهما- والتس قتلت أربعةً من جند الروم بعمود خيمتها حيث اصطحب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- النساء والغلمان وجعلهم في مؤخرة الجيش كحافزٍ معنويٍّ للقتال والاستبسال، وبرز في هذه المعركة واحدٌ من أشهر فرسان المسلمين ألا وهو ضرار بن الأزور -رضي الله عنه- والذي قتل بمفرده ثلاثين فارسًا من فرسان الروم. 5)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالثلاثاء 19 مارس 2019, 3:04 pm

معركة مؤتة
معركة أو غزوة أو سرية مؤتة واحدةٌ من المعارك الإسلاميّة التي وقعت أحداثُها في عهدِ النبيّ -صل الله عليه وسلم- خارج حدود شبه الجزيرة العربية، وقد أجمع المؤرخون في كتب التاريخ والسير إلى إطلاق مسمى غزوة على هذه الواقعة على الرغم من عدم مشاركة النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها؛ نظرًا للنتائج المهمة التي غيرت تاريخ المنطقة؛ إذ كانت بوابة دخول الإسلام إلى بلاد الشام والعراق ومنها للعالم بأسره، والجدير بالذكر أنّ مصطلح غزوة في التاريخ الإسلامي يُطلق على الحروب التي شارك فيها النبي الكريم عدا ذلك فهي معارك وسرايا وبعوث. وهذا المقال يُسلط الضوء على أحداث معركة مؤتة وتفاصيل أخرى حولها.


أسباب معركة مؤتة
اتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- كافة الأساليب من أجل نشر الإسلام وإبلاغه إلى الناس أجمعين ومنها مكاتبة الملوك والأمراء والأباطرة والقياصرة في كافة الأنحاء داعيًا إياهم إلى الإيمان بالله وحده ونبذ ما هم عليه من الكفر، فأراد النبي الكريم إرسال تلك الرسالة الدعوية إلى قيصر عظيم الروم فاختار لتلك المهمة الصحابي الجليل الحارث بن عمر الأزدي، وفي الطريق اعترضه عاملٌ من عُمّال قيصر الروم في بلاد الشام يُدعى شرحبيل بن عمرو الغسّاني واقتاده معه مكبلًّا بأصفاده ثم قتله، وتعتبر جريمة قتل الرُّسل والمبعوثين والسفراء من أكثر الجرائم بشاعةً وإيذانًا بإعلان الحرب على الجهة القاتلة وهذا ما حدث فعلًا، إذ قرر الرسول -صل الله عليه وسلم- الحرب على قاتلي سفيره إلى قيصر الروم. 1) 2)
متى كانت معركة مؤتة
وقعت أحداث غزوة مؤتة في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة بين جيش المسلمين المكوّن من ثلاثة آلاف مقاتلٍ وتجمع القبائل العربية النصرانية والروم بجيشٍ واحدٍ قوامه مِئَتا ألف مقاتلٍ في موضعٍ يُقال له مؤتة وهي اليوم بلدة تتبع محافظة الكرك في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية. 3)
التجهيز لمعركة مؤتة
عندما علم النبي -صل الله عليه وسلم- وأصحابه بمقتل مبعوث رسول الله الحارث بن عمر الأزدي على يد عامل هرقل قيصر الروم غضب غضبًا شديدًا وعقد العزم -عليه الصلاة والسلام- على الثأر لمبعوثه الذي قتل ظلمًا وعدوانًا وفي ذات الوقت تأديب القبائل العربية النصرانية المتاخمة للحدود الشمالية لشبه الجزيرة العربية، فأرسل إليهم جيشًا تعداده ثلاثة آلاف مقاتلٍ دون أن يخرج -عليه الصلاة والسلام- مع الجيش وإنما جعل قيادته للصحابي زيد بن حارثة فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب فإن قُتل فعبد الله بن رواحة -رضوان الله عنهم- فإن قُتل فيختار جيش المسلمين من بينهم من يرضونه قائدًا لهم، ثم أوصى الجيش وقيادته بالوصية التي يُكررها على مسامع كل سريةٍ أو بعثٍ لقتال عدو وهي: “اغزوا باسمِ اللَّهِ وفى سبيلِ اللَّهِ وقاتلوا من كفرَ باللَّهِ، اغزوا ولا تغدروا ولاَ تغلُّوا ولاَ تمثِّلوا ولاَ تقتلوا وليدًا” 4).


أحداث معركة مؤتة
انطلق الجيش الإسلامي بقيادة زيد بن حارثة -رضي الله عنه- من المدينة بإتجاه الشام حتى وصل إلى معان -مدينة أردنية حاليًا- بعد رحلةٍ شاقةٍ وطويلة ليتفاجأ الجيش بأن التحالف الرومي العربي قد حشد لهم ما يربو على مائتي ألف مقاتلٍ رغبةً من كليهما في القضاء على الإسلام واجتثاث المسلمين من شبه الجزيرة العربية للأبد. 5) 6) 7)، وقد عقد جيش الإسلامي مجلسًا استشاريًّا مصغرًّا لاتخاذ قرارٍ بشأن المواجهة مع تجمع الروم والعرب وتمخض ذلك المجلس عن ثلاثة آراءٍ:


إرسال رسالةٍ إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- في المدينة شارحةً الوضع في أرض المعركة وانتظار قراره بالمدد أو الانسحاب أو القتال.
انسحاب الجيش كاملًا من المعركة لعدم التكافؤ.
القتال وعدم التراجع.
وبعد المداولة بين الصحابة استقرّ رأيهم على خوض المعركة، على الرّغم من عدم التكافؤ العدديّ والعَتَاديّ خاصةً بعد كلماتٍ قليلةٍ قالها عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- ألهبت الحماس والاستبسال وطلب الشهادة في أفراد الجيش المسلم، ويُعدّ هذا الرأي هو الأصوب؛ إذ لم يعارضه النبي -صل الله عليه وسلم- بأي كلمةٍ مما يُدلل على أنّ المسلمين طُلّاب آخرةٍ لا دنيا وإنما قتالهم في سبيل الله تعالى دون الاتكال على العدد أو العتاد وإنما على ما في قلوبهم من الاتكال على الله وحده.


بعد الإجماع على قرار خوض المعركة بدأ المسلمون في البحث عن مكانٍ مناسب للقتال قبل تحالف الروم والعرب فانطلقوا من معان إلى الشمال بإتجاه محافظة الكرك حاليًا واستقر مقامهم في موضعٍ هناك يُقال له مؤتة وهو عبارةٌ عن سهلٍ منبسطٍ لا تضاريس فيه يمنع نصب الكمائن للمسلمين، كما أنّ طبيعة البيئة الصحراوية كانت مناسبةً للعرب أكثر من الروم كونها تشبه أرض شبه الجزيرة العربية التي اعتادوا على القتال فوقها، وإلى الجنوب من مؤتة تقع صحراء ممتدة إلى شبه الجزيرة العربية والتي يخشى الروم التوغل فيها خوفًا من جيش كامن في النتظارهم خلف التلال الرملية.


بدء معركة مؤتة
اصطف الجيشان قُبالة بعضهما البعض فوق أرض مؤتة التي شهدت أشرس وأعنف المعارك التي سجلها التاريخ الإسلامي، وحمل زيد بن حارثة -رضي الله عنه- راية المسلمين، وبدأت المعركة وإلتحم الفريقان وتعالت أصوات السيوف واستشهد قائد المسلمين زيد بن حارثة فحمل راية المسلمين جعفر بن أبي طالب بيده اليمنى حتى قُطعت فحملها باليد اليسرى فقُطعت في سبيل الله فحملها -رضي الله عنه- بين عضديْه حتى خرّ شهيدًا على أرض مؤتة لذا لُقِب بذي الجناحيْن، فحمل من بعده الراية عبد الله بن رواحة فقتال قتالًا عظيمًا حتى استُشهد وروت دماؤه أرض مؤتة -رضوان الله عليهم-، وبقي الجيش المسلم بلا قائدٍ بعد استشهاد القادة الثلاثة الذين اختارهم النبي -صل الله عليه وسلم- لقيادةِ الجيش على الترتيب.


القائد الرابع في معركة مؤتة
بعد استشهاد قادة الجيش النبوي على الترتيب جاءت اللحظة الحاسمة لاختيار قائدٍ جديدٍ للجيش المسلم فدُفعت الراية إلى خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ليكون قائد الجيش -ولم يمض على إسلامه سوى ثلاثة أشهرٍ- فوافق المسلمون على هذا الاختيار من قبل الصحابي ثابت بن أقرم -رضي الله عنه-، واستلم خالدٌ القيادة فقاتل قتالًا عظيمًا حتى تكسرت تسعة أسيافٍ في يده، وكان ثباته واستبساله في القتال المحفز الأكبر لثبات جُنده حتى غابت الشمس وحجزت الظلمة بين الفريقيْن.


عبقرية خالد
ما إن جنّ الليل حتى توقف القتال واستسلم الروم ومن حالفهم للراحة أما خالدٌ ومن معه فكانوا في حركة دؤوبةٍ لإخراج أنفسهم من هذه الحرب بأقل الخسائر الممكنة، وهنا برزت عبقرية خالد الحربية والقتالية والتي اعتُبرت واحدة من أفضل الخطط الحربية في التاريخ وكانت تهدف إلى إشعار الروم بأنّ مددًا جاء للمسلمين من المدينة بأعدادٍ كبيرةٍ لبثّ الرعب في نفوسهم فجعل خيل المسلمين تجري طوال الليل مثيرةً الغبار والأتربة كي يوهم الروم بأنّ جحافل قادمة للمسلمين، ثم أعاد ترتيب الجيش بجعل ميمنته ميسرة وميسرته ميمنة ومقدمته مؤخرة ومؤخرة الجيش مقدمته لإشعار الروم بأنّ جنودًا جددًا أتوا في الليل، كما جعل عددًا من الجنود على مسافةٍ بعيدةٍ من موضع المعركة مهمتهم إثارة الغبار بجري الخيل لإشعار الروم بأنّ المدد مازال مستمرًا.


والبند الأخير من الخطة كان في صباح المعركة حين بدأ خالدٌ بالانسحاب بالجيش على مرأى من الروم دون أنْ يحركوا ساكنًا اعتقادًا منهم باستدراج خالدٍ لهم إلى عمق الصحراء حيث تتوافد الجيوش المسلمة من المدينة، فأحجم الروم عن اللحاق بهم، وبالتالي استطاع خالدٌ الانسحاب بالجيش دون سقوط شهداء ثم بدأت رحلة العودة إلى المدينة المنورة سالمين، واستشهد من المسلمين اثني عشرًا صحابيًّا فقط من بينهم قادة الجيش الثلاثة أما تحالف الروم والعرب فقُتل منهم حوالي ثلاثة آلافٍ وثلاثمائة وخمسين رجلًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالسبت 22 فبراير 2020, 6:18 am

معركة شَقحب

(2 رمضان سنة 702هـ)




قائد المعركة من المسلمين: السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
قائد التتار: قطلو شاه نائب الملك قازان، ومعه جوبان.
 
سببها: الطمع المستمرُّ للتتار في بلاد الشام، وكان الناس في الشام في خوف منهم ورعب، فقد سمِعوا أنهم عبَروا الفرات وتوجَّهوا للشام في سنة 701هـ، فانقلبَت المدن بعضُها على بعض، والناس يَبغون الفرارَ، ومنهم مَن أرسل أهله إلى مصر، وغَلَت الأرزاق، ونودي للالتحاق بالجيش واقتراب وصول التتار.
 
وقد قام شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة بدورٍ كبير في الحشد لهذه المعركة، وبث روح الحماس في الجند والناس، فقد اجتمع بالنائب في دمشق، وشجَّعه على الصمود ولقاء العدو، وأن الشعب كله من ورائه، كما اجتمع بابنِ مهنا أمير العرب الذي أبلى في موقعة حمص بلاءً حسنًا، وشجَّعه على الانضمام لجيش المسلمين والوقوف إلى جانبهم، وكان قبل ذلك في مصر فاجتمع بالسلطان والأمراء، وطلب منهم القدومَ إلى الشام لدفع التتار.
 
وأصبَحَت مِنْطَقةُ دمشق مِنْطَقةَ تجمُّعٍ للأجناد، فكل حاكم مدينة رحل بجنده إليها؛ كأمير حلب، وحماة، وحمص، والتقى بهم أيضًا ابنُ تيميَّة، وأرسل سلطان مصر قِسمًا من الجيش مع القائد بيبرس الجاشنكير، واجتمع مع جيوش الشام بظاهر دمشق.
 
واقترب جيش التتار، والناس في ترقُّب وغليان، وكلهم لهفة لوصول السلطان ببقية الجيش، ثم تكامَل جيش المسلمين، وعسكر في جنوب شرقي دمشق، ووصل جيش التتار يزحف نحو دمشق، لا يُرى أوَّله من آخره، فطاف بدمشق التي غلَّقت الأبواب فلم يقف لأخذها؛ وإنما اتجه نحو الجيش الإسلامي، فإذا ربح المعركة فلن تستعصي عليه دمشق.
 
والتقى الجمعان عصرَ السبت في الثاني من رمضان سنة 702هـ قُرب شَقْحَب[1]، ودارت معركة رهيبة، وركَّز التتار على ميمنة المسلمين فحطَّموها، واستشهد أناس كثيرون بينهم قادة، وصمدت الميسرة والقلب، ثم اندفعوا نحو التتار فوقعت الهزيمة في صفوفهم، وهم لا يَلْوُون على شيء.
 
وحال الليل بين الفريقين، وارتفع التتار تحت جنح الظلام مع "جوبان" إلى تل هناك، وعندما أسفر الصبحُ شاهد التتار كثرةَ المسلمين فانحدروا من التل يبتدرون الهروب، فأخذتهم سيوف المسلمين، وكانت مقتلة عظيمة منهم، وتشردوا في كل اتجاه، وتَبِعهم جندُ المسلمين إلى الصحراء حتى "القريتين"، ومَن شرد منهم وصل إلى الفرات، وكان النهر في ازدياد؛ لأن الفصل ربيع، فغرِق مَن أراد العبور.. وهكذا تفرَّقوا بين مقتول في المعركة، وهالك غرقًا أو في الصحراء، ولم تَقُم لهم بعدها قائمة، فقد مات ملكهم "قازان" ألَمًا وحسرة عند سماعه بهذه الهزيمة المُنكَرة.
 
وقد كان لمشاركة الإمام ابن تيميَّة رحمه الله في هذه المعركة أثرٌ كبير في النصر، ومعه تلاميذه وأنصاره، وقد أرسل نائب السلطان في دمشق جمال الدين أقوشي رسالةً من أرض المعركة بعد تمام النصر، يُطمئن فيها أهلَ دمشق الذين كانوا في وجلٍ وخوف، لكنهم ما انقطعوا طيلة هذه الأيام من الدعاء والابتهال إلى الله بنصر المسلمين خصوصًا في يوم الجمعة أول رمضان، إلى أن وردتهم رسالة تنبئهم بالنصر، فاستقرَّت أحوال الناس في دمشق بعد سماعهم هذه الرسالة، وحمدوا الله على هذا النصر المبين.





[1] شقحب: قرب بلدة الكسوة اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالسبت 22 فبراير 2020, 6:19 am


فتح عكا والسلطان خليل بن قلاوون








قائد المسلمين: السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون.

 

سببها: أن المسلمين دأبوا في جهاد الصليبيين لإخراجهم من الشام؛ فقد جمع السلطان الأشرف خليل جيشَه، وتوجَّه نحو عكا من مصر والشام، وأحضر معه أدوات الحصار من المجانيق العظيمة، وجعل حول عكا من آلات الحصار ما لم يجمَعه على مدينةٍ أخرى، فقد كان هذا السلطان مُغرَمًا بفتح الحصون والقِلاع.

 

فكانت بداية الحصار في أوائل جُمادى الأولى، وحاول الإفرنج فك الحصار من جهة البحر، فمراكبهم كانت ما تزال تجوبُ في البحر وترمي الأحجار والنشاب على المسلمين، وكذلك فَعَل أهل عكا من فوق الأسوار.

 

وكان أقوى ما شاهده الجيش الإسلامي سفينةٌ عظيمة ترمي عليهم بالمنجنيق من بعيد، فكانوا في شدةٍ منها كبيرةٍ، فكفاهم الله شرَّها بالرياح العاتية، فكسرت المنجنيق ولم يَعُد يعمل.

 

وخرج الإفرنج ليلًا بغارات على عسكر المسلمين، ووصلوا في بعض غاراتهم إلى خيام المسلمين، لكن المسلمين صدوهم وقتلوا كثيرًا منهم.

 

وشدَّد المسلمون في الحصار والرمي على عكا، وكان الزحف العظيم في 17 جمادى الأولى، وطلع المسلمون على الأسوار مع طلوع الشمس، وركَزوا الأعلام عليها، وقاتَلوا الفرنج من مكان إلى مكان حتى قتلوا أعدادًا كبيرة منهم، ولما رأَوا أن مقاومتهم انهارت ولم تَعُد تُجدي، ركِبوا سفن التجار وهرَبوا، فدخل المسلمون عكا وحازوا ما فيها، وكان نصرًا عظيمًا؛ لأنها آخر أكبر مَعقِل للصليبيين بالشام.

 

يقول "أبو الفداء" صاحب "المختصر في تاريخ البشر" - وكان حاضرًا المعركة مع جيش حماة -:

"ومن عجائب الاتفاق أن الإفرنج استولوا على عكا وأخذوها من صلاح الدين ظهر يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وخمسمائة (587هـ)، واستولوا على من بها من المسلمين وقتلوهم، فقدَّر الله عز وجل في سابق علمِه أنها تفتح في هذه السنة في يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة (690هـ).

 

بينما مرَّ معنا رواية ابن كثير في البداية والنهاية أنها فُتِحت في سابع عشر جمادى الأولى، فرواية صاحب المختصر أثبت؛ لحضورِه الموقعة والمشاركة فيها، أما ابن كثير، فكانت ولادته بعد الموقعة.

 

قال: "فاستوثق الساحل للمسلمين، وتنظَّف من الكافرين، وقطع الله دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين".

 

وبعد فتح عكا، هرب الصليبيون من صيدا وبيروت وصور وطرطوس، وتسلَّمها السلطان بغير قتال، وهكذا أُسدِل الستار على الحروب الصليبية على يد هذا السلطان سنة 690هـ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالسبت 22 فبراير 2020, 6:20 am

المنصور قلاوون وموقعة حمص سنة 680هـ




قائد جيش المسلمين:
السلطان المنصور قلاون، وعدد جيشه ما بين 50 - 60 ألف جندي.
 
قائد جيش المغول:
منكوتمر بن هولاكو، وعدد جيشه أكثر من مائة ألف.
 
تُعَد هذه المعركة من المعارك الحاسمة، وتُبيِّن طمع التتار المستمر ببلاد الشام، خصوصًا بعد وفاة الظاهر بيبرس، فقد تفرَّقت كلمة المسلمين إلى حد ظاهر، ولم تعد الصلة القوية قائمة بين مصر والشام، كما كانت منذ صلاح الدين.
 
والسبب المباشر لهذه المعركة:
أن الأمير سنقر الأشقر، وكان من المقدمين في عهد بيبرس، قام بالاستيلاء على دمشق ومعظم بلاد الشام وفصلها عن مصر، فأرسل السلطان المنصور قلاون جيشًا لحربه واستردادها، وبعد معارك دامية هرب سنقر الأشقر والتجأ إلى إحدى القلاع عند الساحل، ويقال: إنه كاتب ملك المغول وأطمعه في بلاد الشام، فجهَّز "منكوتمر" هذا الجيش الضخم، وأتى به لاحتلال بلاد الشام، وانضمَّ إليه أخوه "أبغا"، وتقدَّموا إلى حلب فقتلوا ونهبوا ما شاء لهم فعله، ثم تقدَّم نحو حماة ثم حمص.
 
وفي هذه الأثناء جمع السلطان قلاون جيشًا وكاتب أمراءه أن يوافوه، كما كاتب سنقر الأشقر ورغَّبه في الجهاد والتوبة، وتوافت الجيوش فاجتمعت في حمص، والتقى الجمعان شمال حمص ما بين قبر خالد بن الوليد وقرية الرستن، وقد يكون الموقع بالضبط قرية "تلبيسة".
 
وعند طلوع الشمس دارت معركة حامية بين الجيشين، وحمي الوطيس في معركة لم تشهد الشام مثلها من عصور، وتغلب التتار أول النهار وكسروا ميسرة المسلمين، كما اضطربت الميمنة، لكن القلب الذي فيه السلطان كان ثابتًا؛ وذلك أنه وطَّد نفسه على الشهادة فثبت كالجبال غير وَجِلٍ ولا هيَّابٍ، وقد انهزم كثير من عساكر المسلمين، فتبعهم التتار حتى بحيرة حمص - قطينة - وكاد الجيش يفر، ومع ذلك فالسلطان ثابت وحوله الرايات تبدي صموده، والأعلام مرتفعة لم تهوِ بعد، ولما رأى مَن في الميسرة والميمنة ثبات السلطان، جدوا في القتال وبذلوا أقوى طاقتهم، فتقدَّموا وحملوا على التتار حملات صادقة حملة إثر حملة، حتى كسر الله التتار، وتقدَّم أحد الأمراء نحو "منكوتمر"، فطعنه وقُتل دونه فجرح منكوتمر، وشارك عيسى بن مهنا أمير البدو في القتال وقصد بمن معه جيش التتار فزعزعوه، ثم كانت الدائرة آخر النهار على التتار، فولَّوا الأدبار وقُتِل منهم خَلْق عظيم، وتابعتهم الجيوش الإسلامية، فافترقوا في طريقين: الأول شرقًا في البادية، وقد أنهكهم وقضى عليهم التيه والعطش؛ والثاني نحو حلب.
 
لقد كان نصرًا عظيمًا، مات لمَرآه "أبغا" مهمومًا، كما خرج منكوتمر بجراح بليغة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالسبت 22 فبراير 2020, 6:21 am


معركة حماة



في جمادى الأولى سنة 573 هـ



 

سببها: وصول قائد صليبي كبير[1] إلى ساحل الشام ومعه جيش ضخم، وكان يبحث عن مدينة يحتلها ليَغيظَ صلاح الدين، كما أن حملة صلاح الدين على الرملة من مصر فشِلت وعاد إلى مصر، وأصبحت بلاد الشام خالية من جيش كبير يمنع مدنها؛ لهذا قصد هذا الجيش مع مَن ساعده من الصليبيين بالشام مدينة حماة، وكان واليها خال صلاح الدين شهاب الدين محمود، وهو من الشجعان المعدودين، إلا أنه كان مريضًا مرض الموت، فأحاط الصليبيون بالمدينة وجرت معارك شديدة على الأسوار، وجند حماة النظامي يدافعون ببسالة، إلا أنهم قلة أمام الهجوم الصليبي، مما أدى إلى اختراقهم لبعض الأسوار ودخولهم طرف البلد الجنوبي، وكادت تؤخذ حماة عَنوة لولا أن هب رجالها يساندون القوات النظامية ويحامون عن النفس والأهل، فدارت رحى حرب طاحنة حتى صدوا الإفرنج من تلك الناحية، وأخرجوهم إلى ظاهر المدينة، ثم تابعوهم خارج المدينة يقتلون منهم ويأسرون، وفرَّ الإفرنج خائبين، وقد دامت تلك المعارك أربعة أيام، وبعد رحيلهم توفي شهاب الدين محمود.

 

وفي سنة 574 في ربيع الأول عاد الإفرنج لغزو حماة، فزحفوا بفارسهم وراجلهم وأسروا ونهبوا من قُراها، فخرج لهم جيش حماة، وهو قليل العدد، لكنه توكَّل على الله، فالتقوا معهم فهزموهم بإذن الله، فأسروا وقتلوا الكثير، وأعادوا جميع الأسرى المسلمين وما نهبه الإفرنج، وكان صلاح الدين بحمص، فحملت إليه الرؤوس والأسرى، فسُرَّ بذلك.





[1] ذكره ابن الأثير باسم كند كبير، من أكبر طواغيت الإفرنج، ولعل كند تعني "ملك".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالسبت 22 فبراير 2020, 6:22 am

فتح مدينة عمورية

6 رمضان، سنة 223هـ

 
حينما كان المسلمون متمسكين بدينهم، متعلقين بمعاقد العز، آخذين بأسباب القوة، كانت لهم في قلوب أعدائهم هيبة تمنع من الاعتداء عليهم، وسومهم خسفًا، فلما بدؤوا يتخلون عن دين الله ويتعلقون بالدنيا، هبطوا عن آفاق العز، وصنع بهم العدو ما شاء، وهذا مصداق ما أخبر عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها، قال: قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاءً كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوِّكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت) [1].
 
لقد كانت الأمة في أزمنة العزة جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، فمن اعتُدي عليه من المسلمين من قِبَل الكافرين انتصف المسلمون من ذلك المعتدي، ومن استصرخهم أجابوه، ومن استغاث بهم أغاثوه، واليوم توزَّع جسم الأمة مزقًا مفرقة، فلا يشعر الجزء بألم الآخر، ولا ينجده في لهفته، ولا يعينه في حاجته، فكم توالت على أسماعنا نداءات المستغيثين، وأصوات المعذبين، وكم بُحَّت حناجر القائلين: وا إسلاماه، وا مسلميناه، وإخوتاه، وصدق الشاعر حين قال معبرًا عن هذه الحال:
أمتي هل لك بين الأممِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
منبرٌ للسيف أو للقلمِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
أتلقّاك وطَرفي مُطرقٌ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
خجلًا من أمسك المنصرمِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
ويكاد الدمع يهمي عابثًا معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
ببقايا كبرياء الألم..[2] معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
 
لكن الخليفة العباسي المعتصم بالله ومن معه من المسلمين آنذاك لم يكونوا كحالنا اليوم، وفتح عمورية ذكرى حسنة لهم خلدت على جبين الزمن نخوتهم وغيرتهم، وبقيت لهم مأثرة تتناقلها الأجيال بكل عز وفخر.
 
فتح عمورية وتاريخها:
عمورية - بفتح أوله وتشديد ثانيه - بلد في بلاد الروم، قيل: سميت بعمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام.
 
وهذه المدينة تقع في فريجيا في آسيا الصغرى، تأسست في الفترة الهيلينية، وازدهرت في الإمبراطورية البيزنطية، وأصبحت مهجورة بعد هجوم الخليفة العباسي المعتصم، تقع بقاياها بالقرب من قرية حصار كوي في محافظة أفيون[3]، وكان فتحها ودخولها في السادس من رمضان سنة: (223هـ) [4].
 
سبب فتح عمورية:
وكان سبب هذا الفتح العظيم أن ملك الروم نوفل بن ميخاييل خرج في مائة ألف فبلغ زبطرة[5]، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وخرب المدينة أيما خراب، وأغار على أهل ملطية وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، وجاء كتاب إلى المعتصم على البريد من ثغر الروم يذكر أن ملك الروم تطرق إلى نواحي الإسلام ومد يده إلى بعض القرى، وأنه أسر منها جماعة.. [6].
 
موقف الخليفة المعتصم إزاء الحدث:
فلما بلغ المعتصم هذا الخطب الجلل أعظمه وأجلَّه، وأحزنه وأهمَّه، فاستعد له استعدادًا كبيرًا بالفعال، وليس بالأقوال وبرقيات الاستنكار.
 
فقد ذكر المؤرخون أن ملك الروم أرسل كتابًا إلى المعتصم يهدِّده، فاستشاط المعتصم غضبًا، وأمر بجوابه فكتب له الجواب، فلم ترضه عدة كتب كتبوها، فمزق الكتاب الذي ورد عليه، وأمر أن يكتب في ظهر قطعة منه: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الجواب ما تراه لا ما تقرؤه: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 42]، وتجهَّز من ساعته فمنعه المنجمون وقالوا له: إن الطالع نحس، فقال لهم: هو نحس عليهم لا علينا [7]، وسار يومه وتلاحقته العساكر، ونادى بالنفير ونهض من ساعته، فركب دابته واحتقب شكالًا وسكة من حديد فيها رداؤه، وجمع العساكر، وأحضر قاضي بغداد عبدالرحمن بن إسحاق ومعه ابن سهل في ثلاثمائة وثلاثين من العدول، فأشهدهم بما وقف من الضياع: ثلثًا لولده، وثلثًا لمواليه، وثلثًا لوجه الله [8].
 
الطريق إلى عمورية:
لقد حملت غيرةُ المعتصم رحمه الله على ألا يتأخر في إنجاد المسلمين والانتصار لهم من البيزنطيين المعتدين، فقتلى المسلمين وجرحاهم والمسلمات الأسيرات بأيدي أولئك الأعداء اللاتي تجاوزن ألف امرأة - أمور تحث على التعجيل وسرعة المبادرة، فلذلك استدعى المعتصم الجيوش إلى بين يديه وتجهز جهازًا لم يجهزه أحد كان قبله من الخلفاء، وأخذ معه من آلات الحرب والأحمال والجمال والقرب والدواب، والنفط والخيل والبغال والآلة والعدد، وحياض الأدم والقرب والروايا - شيئًا لم يسمع بمثله، ثم سأل المعتصم: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عموريَّة، لم يعرض لها أحد من المسلمين وهي عين النصرانية، وهي أشرف عندهم من قسطنطينية، فسار إلى عمورية في جحافل أمثال الجبال، فعسكر بقرى دجلة لليلتين من جمادى الأولى، وبعث عجيف بن عنبسة وعمر الفرغاني وجماعة من القواد مددًا لأهل زبطرة، فوجدوا الروم قد ارتحلوا عنها، فأقاموا حتى تراجع الناس واطمأنُّوا، ثم قسم جيشه وجعل على كل قسم أحد قواده الكبار، وجاء إلى بلاد الروم، فأقام بسلوقيَّة على نهر السن قريبًا من البحر، وعلى مسيرة يوم من طرطوس وبعث الأفشين (أحد قواده) إلى سروج وأمره بالدخول من درب الحرث، وبعث أشناس (أحد قواده) من درب طرطوس وأمره بانتظاره بالصفصاف، وقدَّم وصيفًا في أثر أشناس وواعدهم يوم اللقاء، ورحل المعتصم لست بقين من رجب، وبلغه الخبر أنَّ ملك الروم عازم على كبس مقدمته فبعث إلى أشناس بذلك، وأن يقيم ثلاثة أيام ليلحق به، ثم كتب إليه أن يبعث إليه من قوَّاده من يأتيه بخبر الروم وملكهم، فبعث عمر الفرغاني في مائتي فارس، فطاف في البلاد وأحضر جماعة عند أشناس أخبروه بأنَّ ملك الروم بينما هو ينتظر المقدمة ليواقعها؛ إذ جاءه الخبر بأنَّ العساكر دخلت من جهة أرمينية - يعني عسكر الأفشين - فاستخلف ابن خاله على عسكره، وسار إلى تلك الناحية، فوجه أشناس بهم إلى المعتصم.
 
وكتب المعتصم إلى الأفشين بالمقام حذرًا عليه، وجعل لمن يوصل الكتاب عشرة آلاف درهم، وأوغل في بلاد الروم فلم يدركه الكتاب، وكتب المعتصم إلى أشناس بأن يتقدم والمعتصم في أثره حتى إذا كانوا على ثلاث مراحل من أنقرة أسر أشناس في طريقه جماعة من الروم فقتلهم، وقال لهم شيخ منهم: أنا أدلك على قوم هربوا من أنقرة معهم الطعام والميرة، فبعث معه مالك بن كرد في خمسمائة فارس، فدلَّ بهم إلى مكان أهل أنقرة، فغنموا منهم، وقد ركب ملك الروم في جيشه فقصد نحو المعتصم، فتقاربا حتى كان بين الجيشين نحو من أربعة فراسخ، ودخل الأفشين بلاد الروم من ناحية أخرى، فجاؤوا في أثره وضاق ذرعه بسبب ذلك، إن هو ناجز الخليفة جاءه الأفشين من خلفه فالتقيا عليه فيهلك، وإن اشتغل بأحدهما وترك الآخر أخذه من خلفه، ثم اقترب منه الأفشين فسار إليه ملك الروم في شرذمة من جيشه، واستخلف على بقية جيشه قريبًا له، فالتقيا هو والأفشين في يوم الخميس لخمسٍ بقين من شعبان منها، فثبت الأفشين في ثاني الحال، وتغلب على ملك الروم، وبلغه أن بقية الجيش قد شردوا عن قرابته وذهبوا عنه، وتفرقوا عليه، فأسرع الأوبة، فإذا نظام الجيش قد انحل، وجاءت الأخبار بذلك كله إلى المعتصم، فسره ذلك، وركب من فوره وجاء إلى أنقرة ووافاه الأفشين بمن معه إلى هناك، فوجدوا أهلها قد هربوا منه، فتقووا منها بما وجدوا من طعام وغيره، ثم فرق المعتصم جيشه ثلاث فرق، فالميمنة عليها الأفشين، والميسرة عليها أشناس، والمعتصم في القلب، وبين كل عسكرين فرسخان، وأمر كل أمير من الأفشين وأشناس أن يجعل لجيشه ميمنة وميسرة وقلبًا، ومقدمة وساقة، وأنهم مهما مروا عليه من القرى حرقوه وخربوه وأسروا وغنموا، وسار بهم كذلك قاصدًا إلى عمورية، وكان بينها وبين مدينة أنقرة سبع مراحل، فأول من وصل إليها من الجيش أشناس أمير الميسرة ضحوة يوم الخميس لخمس خلون من رمضان من هذه السنة، فدار حولها دورة ثم نزل على ميلين منها، ثم قدم المعتصم صبيحة يوم الجمعة بعده، فدار حولها دورة ثم نزل قريبًا منها، وقد تحصن أهلها تحصنًا شديدًا، وملؤوا أبراجها بالرجال والسلاح، وهي مدينة عظيمة كبيرة جدًّا ذات سور منيع وأبراج عالية كبار كثيرة [9].
 
فتح المدينة:
لما وصل المعتصم إلى أبواب المدينة قسَّم أبراجها على قواده، فصير لكل واحد منهم أبراجًا منها عَلَى قدر كثرة أصحابه وقِلَّتهم، فصار لكل قائد مَا بين البرجين إِلَى عشرين برجًا، وتحصن أهل عمورية، ونزل المعتصم قبالة مكان هناك قد أرشده إليه بعض من كان فيها من المسلمين، وكان قد تنصر عندهم وتزوَّج منهم، فلما رأى أمير المؤمنين والمسلمين رجع إلى الإسلام، وخرج إلى الخليفة فأسلم وأعلمه بمكان في السور كان قد هدمه السيل، وبُني بناءً ضعيفًا بلا أساس، وكان ملك الروم قد كتب إِلَى عامل عمورية أن يبني ذلك الموضع، فوقع التواني منهم، فكان ذلك باب الخير على المسلمين في دخول عمورية.
 
فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية، فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبار المتلاصقة، فألح عليها المنجنيق فجعلوا فوقها البرادع [10]؛ ليردوا حدة الحجر فلم تغن شيئًا، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسَّخ.
 
ولما رأى المعتصم عمق خندقها وارتفاع سورها، أعمل المجانيق في مقاومة السور، وبينما الناس في الجسر المردوم إذ هدم المنجنيق ذلك الموضع المعيب، فلما سقط ما بين البرجين سمع الناس هدة عظيمة، فظنها من لم يرها أن الروم قد خرجوا على المسلمين بغتة، فبعث المعتصم من نادى في الناس: إنما ذلك سقوط السور.
ففرح المسلمون بذلك فرحًا شديدًا، لكن لم يكن ما هدم يسع الخيل والرجال إذا دخلوا.
 
وقوي الحصار وقد وكلت الروم بكل برج من أبراج السور أميرًا يحفظه، فضعف ذلك الأمير الذي هدمت ناحيته من السور عن مقاومة ما يلقاه من الحصار، فذهب إلى مناطس ( عامل الروم على عمورية)، فسأله نجدة فامتنع أحد من الروم أن ينجده، وقالوا: لا نترك ما نحن موكلون في حفظه، ثم أمر المعتصم المسلمين أن يدخلوا البلد من تلك الثغرة التي قد خلت من المقاتلة، فركب المسلمون نحوها، فجعلت الروم يشيرون إليهم ولا يقدرون على دفاعهم، فلم يلتفت إليهم المسلمون، ثم تكاثروا عليهم ودخلوا البلد قهرًا، وتتابع المسلمون إليها يكبرون، وتفرَّقت الروم عن أماكنها... ثم أمر المعتصم بعمورية، فهدمت وأحرقت، وكان نزوله عليها لستٍّ خلون من شهر رمضان، وأقام عليها خمسة وخمسين يومًا، وفرق الأسرى على القواد، وسار نحو طرسوس [11].
 
من نتائج فتح عمورية:
1- لقد كانت هذه المعركة وهذا الفتح المبين ردًّا عمليًّا على غطرسة البيزنطيين، فتم بذلك الانتصاف للمسلمين ومدنهم جزاءً وفاقًا بما فعل بهم أولئك المعتدون الذين أدبهم أبو إسحاق بما فعل تأديبًا عظيمًا.
 
2- قال ابن كثير: "وأخذ المسلمون من عمورية أموالًا لا تحد ولا توصف، فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقِي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب؛ لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين" [12].
 
تهنئة أبي تمام الطائي:
وبهذا الفتح العظيم والنصر الكبير أتى الناس لتهنئة المعتصم، وذهبت تلك التهاني بذهاب الأيام، غير تهنئة واحدة سجلت هذا النصر الباذخ باسم المعتصم ومن معه في جبين الدهر، فمتى ذكرت عمورية ذكرت هذه التهنئة الخالدة، هذه التهنئة هي بائية الشاعر الكبير أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، والتي بلغت سبعين بيتًا، كل بيت منها كقصيدة بحد ذاته، وهذه القصيدة من عيون الشعر العربي، ومن أجمل ما قال أبو تمام، وقد كافأه المعتصم على كل بيت منها ألف درهم [13].
 
وقد عارضها كثير من الشعراء القدامى والمحدثين، وسننتخب أبياتًا منها، ولولا طولها لذكرناها كلها؛ يقول حبيب:
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
تخرُّصًا وأحاديثًا ملفَّقةً معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولا غَرَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
عجائبًا زعموا الأيَّامَ مُجْفلةً معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبةً معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
مَا كَانَ مُنْقَلِبًا أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
لو بيَّنتْ قطّ أمرًا قبل موقعه معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
لم تُخْفِ ما حلَّ بالأوثان والصلُبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
منكَ المُنى حُفَّلًا معسولةَ الحلبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
 
ثم يقول:
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
بصُرْتَ بالرَّاحةِ الكُبرى فلمْ ترها معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ[14] معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Space
 
ترجمة فاتح عمورية:
هو: الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي، ولد: سنة: (180هـ)، بويع بالخلافة سنة (218 هـ) يوم وفاة أخيه المأمون، وبعهد منه، وكان بطرسوس، وعاد إلى بغداد بعد، وكان أبيض، أصهب اللحية طويلها، ربع القامة، مشرب اللون، ذا قوة، وبطش، وشجاعة، وهيبة، لكنه نزر العلم فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أميًّا، وهو باني مدينة سامراء سنة ( 222هـ) حين ضاقت بغداد بجنده، امتحن الناس بخلق القرآن، وكتب بذلك إلى الأمصار، وأخذ بذلك المؤذنين، وفقهاء المكاتب، فدامت هذه المحنة على المسلمين بضع عشرة سنة في أواخر خلافة المأمون وخلافة أخيه المعتصم والواثق بن المعتصم، ثم إن الله تعالى كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من الإثبات النافي للتعطيل، مات المعتصم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة: (227هـ)، وله سبع وأربعون سنة وسبعة أشهر، ودفن (بسر من رأى)، غفر الله له [15].





[1] رواه أحمد (37/ 82) (22397)، وأبو داود (4/ 184) (4299)، وهو صحيح.
[2] الأبيات للشاعر السوري عمر أبو ريشة.
[3] معجم البلدان، لياقوت الحموي (4/ 158)، موسوعة ويكيبيديا على الشبكة العنكبوتية.
[4] تاريخ ابن خلدون (3/ 330)، الكامل في التاريخ لابن الأثير (6/ 44)، المعارف لابن قتيبة الدينوري (1/ 392)، التنبيه والإشراف للمسعودي (1/ 306).
[5] زبطرة - بكسر الزاي وفتح ثانيه وسكون الطاء المهملة وراء -: مدينة بين ملطية وسميساط والحدث في طرف بلد الروم، سميت بزبطرة بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام، معجم البلدان، لياقوت الحموي (3/ 130).
[6] الكامل في التاريخ، لابن الأثير (6/ 38)، تاريخ ابن خلدون (3/ 327)، الإنباء في تاريخ الخلفاء، لابن العمراني (ص: 105)، تجارب الأمم وتعاقب الهمم لمسكويه (4/ 221)، تاريخ الإسلام، للذهبي (16/ 14).
[7] ستأتي معنا قصيدة أبي تمام: "السيف أصدق أنباء من الكتب...".
[8] الإنباء في تاريخ الخلفاء، لابن العمراني (ص: 105)، تاريخ ابن خلدون (3/ 327)، تجارب الأمم وتعاقب الهمم لمسكويه (4/ 221)، تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص: 245)، نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار، لمحمود مقديش (1/ 254).
[9] البداية والنهاية، لابن كثير (10/ 314)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لابن الجوزي (11/ 80)، تاريخ ابن خلدون (3/ 328)، تاريخ الأمم والرسل والملوك، للطبري (9/ 57).
[10] البرادع: جمع بردعة، وهي: ما يوضع على الحمار أو البغل ليركب عليه كالسرج للفرس.
[11] البداية والنهاية، لابن كثير (10/ 315)، الكامل في التاريخ، لابن الأثير (6/ 44)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لابن الجوزي (11/ 81)، تاريخ ابن خلدون (3/ 329).
[12] البداية والنهاية، لابن كثير (10/ 316).
[13] وفيات الأعيان، لابن خلكان (2/ 23).
[14] ديوان أبي تمام (ص: 17-23).
[15] سير أعلام النبلاء، للذهبي (10/ 290)، الأعلام، للزركلي (7/ 127)، مجموع الفتاوى (11/ 479).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Empty
مُساهمةموضوع: رد: معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب   معارك اسلاميه  الفادسيه   اجنادين   مؤته  قلعة حلب Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:27 pm

عظمة معركة القادسية

واحدة من أكبر المعارك الفاصلة في التاريـخ وذلك بعد أربعة أيام من القتال المتواصل، حتى 

استطاع المسلمـون بقيـادة الصحابـي الجليل سعـد بن أبـي وقاص بسحق جيش الفـرس
التاسع عشر من نوفمبر عام 636 للميلاد الموافق لسنة 14 للهجرة .. المسلمـون بقيـادة 

الصحابـي الجليل سعـد بن أبـي وقاص .. يسحقـون جيش الفـرس بقيـادة رستـم فرخـزاد في 

ملحمـة القادسيـة ... في واحدة من كبرى المعارك الفاصلة في التاريـخ ... و ذلك بعد أربعة أيام 

من القتال المتواصل ...
اهتـم أميـر المؤمنين الفاروق عمـر بن الخطاب لأمر المسلمين في العـراق بعد أن انكسروا في 

معركـة الجسر أمام الفرس .. و استشهد قائدهم أبو عبيـد الثقفـي .. و زاد من تحذره لخطورة 

الوضع في العراق .. اجتماع الفرس على ملكهم الجديد يزدجرد و التئام شملهم من جديد ...
فخرج الفاروق من المدينة و عسكر في منطقة تسمى صرار باتجاه العراق ... و هو عازم أن 

يتوجه للجهاد بنفسه .. و بدأ يبث الرسل في كل مكان يستنفر المسلمين للجهاد ... إلا أن 

الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف نصحه بأن يرسل قائداً و يبقى هو في المدينة ... 

خشية من النتائج التي قد تترتب فيما لو انكسر المسلمون بقيادته في العراق .. على كافة بلاد 

الإسلام .و هو الخليفة ..
فاستحسن الصحابة الرأي و وافقه عمـر ... و استشارهم فيمن يولي على الجيش .. فقال له 

ابن عوف : الأسـد في براثـنه .. سعد بن مالك الزهري ... فاستحسن الفاروق الرأي و أمّر 

سعـداً على المسلمين ..
خرج سعد بن أبي وقاص في 4000 من المسلمين 3000 منهم من أهل اليمن و الباقي من 

عامة الناس .. و شيعه الفاروق حتى وصلوا لمنطقة تسمى الاعوص ... فخطب الفاروق في 

المسلمين و وعظهم و أرشدهم ... ثم استوصى الفاروق سعد بن أبي وقاص بوصايا عدة كان 

بينها :
(( انظر الأمر الذي رأيت رسول الله صل الله عليه و سلم عليه منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه .. 

فإنه الأمر .. هذه عظتي لك .. إن تركتها و رغبت عنها حبط عملك و كنت من الخاسرين )) ..
وصل المسلمون بقيادة سعد إلى مشارف العراق ليلتقوا بالمسلمين هناك و الذين استشهد قبل 

ايام قائدهم المثنى بن حارثة من جراحه يوم الجسر .. و اجتمعت إلى سعد حشود المسلمين و 

انصاع الكل لقيادته الموحدة ... و أمده الخليفة بالمقاتلين حتى اجتمع له يوم المعركة ما يقرب 

ال 30 الف مقاتل .. فيهم جل سادات العرب .. حيث قال الفاروق عمر : والله لأرمين ملوك 

العجم بملوك العرب ..
و كان في الجيش ما يقرب ال 300 صحابي من صحابة رسول الله .. و 700 من أبنائهم ... و 

ما يقرب من ال 70 صحابياً ممن شهدوا بـدراً ..
و كان أمير المؤمنين عمـر طوال فترة التجهيز للمعركة على تواصل دائم بسعد ... أمره أن 

ينظم الجيش و أن يكتب له واصفاً أوضاع المسلمين و العدو و ما يجري لهم و كأنه معهم .. 

فراحت الرسل بين العراق و المدينة تنقل الاخبار بشكل منتظم للخليفة و تضعه على عين 

الحال ..
و أرسل الفاروق كاتباً لسعد بعد أن أطلعه سعد على الأوضاع :
(( قد جاءني كتابك و فهتمه .. فإذا لقيت عدوك و منحك الله أدبارهم ، فإنه ألقي في روعي أنكم 

ستهزمونهم ، .. فلا تشُكَّنَّ في ذلك .. فإذا هزمتهم فلا تنزع عنهم حتى تقتحم عليهم المدائـن .. 

فإنه خرابها إن شاء الله ... )) ..
و خلال ذلك الوقت ... أمـر ملك الفرس يزدجرد قائده رسـتم أن يخرج بالجيش لملاقاة 

المسلمين .. فحشد جيشاً عظيماً يزيد عن المئة الف مقاتل ... و أرسل يطلب من المسلمين 

رجالاً عقلاء ليفهم منهم لم أتوا بجيشهم للعراق ... فخرج إليه من أفاضل الصحابة فدعوه 

للإسلام و وصفوه له .. فاستحسن كلامهم و استشار قادته فأخذتهم عزة الفرس و استحقارهم 

للعرب .. و تكبروا على دين الله و ازدروا بساطة لباس المسلمين و تواضعهم و زهدهم ..
و كان سعد قد أرسل رسولاً ليزدجرد ملك الفرس في المدائن يدعوه للإسلام قبل المعركة ... 

فأساء للمسلمين و استحقر العرب و أخذته عزة الأكاسرة و تكبرهم وجبروتهم ... فرد عليه 

المغيرة بن زرارة بأبلـغ رد ... و قال له بأن الإسلام قد أعز العرب و أعلا شأنهم .. و قال له 

بثقة المؤمن بالنصر :
( فاختر إن شئت الجزية و أنت صاغر .. و إن شئت فالسيف .. أو تسلم فتنجي نفسك ) .. 

فصعق يزدجرد من رده و أمر بإهانة المسلمين و إخراجهم و لم يمنعه من قتلهم إلا عادة عدم 

قتل الرسل .. و أمر أشرفهم أن يحمل التراب على رأسه حتى يصل إلى سعد و يخبره بأن 

الفرس سيدفنون المسلمين في خندق القادسية و ينكلون بهم ..
فلما عاد الرسل استبشر سعد بن أبي وقاص بالنصر و قال :
( أبشروا فقد والله أعطانا الله أقاليد ملكهم ) ..
و في يوم 16 نوفمبر خطب سعد بالمسلمين و حثهم على الجهاد و تلا قول الله : ( و لقد كتبنا 

في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) .. ثم كبر أربع تكبيرات و بدأ 

الهجوم و التحم المسلمون بالعـدو و هو في أعداد كالرمل .. و قد جلب معه الفيلة التي أفزعت 

خيـول المسلمين ... و اشتد القتال و حمي الوطيس ... و استدام القتال أياماً بلياليها .. و أفنى 

المسلمون ألافاً من جيش الفرس .. و استشهد منهم ألاف ..
و بـرز في ساح الوغى أبطال الإسلام و صناديده أمثال عمـرو بن معد يكرب و عاصم بن 

عمرو ... و انقض ثلة من أبطال المسلمين إلى الفيلة التي أنهكت جيش المسلمين في القتال 

فطاعنوها و قتلوا منها و هاجت البقية بعيداً عن ساح القتال ..
حتى كان يوم القادسية فهبت ريح شديدة اقتلعت خيام الفرس ثم حمل المسلمون عليهم حملة 

رجل واحد فأبادوا أمة منهم .. و هرب رستم قائد الفرس و رمى نفسه في النهر فانقض عليه 

هلال التميمي فاحتز عنقه و صاح بالمسلمين : قتلت رستم و رب الكعبة !! إلي إلي ... و قتل 

المسلمون القادة بهمان و الجالينوس ... ثم شد المسلمون بخيلهم يتتبعون فلول الفرس و 

مزقوهم في الأمصار و على أنهار العراق ... و منّ الله على المسلمين بأعظم نصـر ... و كان 

الفاروق رصي الله عنه يقف على أبواب المدينة و يترقب المسافرين العائدين من جهة العراق 

... يتلهف لسماع ما حل بالمسلمين ... إلى أن جاء رجل من جهة العراق فأخذ عمر يمشي 

بجانب راحلته و يسأله بالله أن يخبره إن كان يعرف خبراً .. فأخبره بأن الله قد فتح على 

المسلمين و نصرهم على الفرس فتهلل وجهه .... و ما هي إلى شهور حتى اقتحم المسلمون 

عاصمة ملك الأكاسرة .. المدائن ... و دخلوها مكبرين ... و دخلوا قصـر كسـرى و إيوانه ... و 

غنمـوا كنوزه كلها و تحقق ما قاله رسول الله صل الله عليه و سلم في أمر الفرس و الأكاسرة 

و دعائه عليهم ... و حملت الغنائم إلى المدينة المنورة لا ينقص منها درهم أو دينار واحد 

حتى تعجب الفاروق من عظيم أمانة المسلمين على ما كان منهم من فقر العيش و قال :
(( إن قوماً أدوا هذا لأمناء )) ... و كان في حضرته علي رضي الله عنه فقال: (( يا أمير 

المؤمنين : أعجبت من أمانتهم .. لقد عففت فعفوا .. و لو رتعت لرتعوا )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معارك اسلاميه الفادسيه اجنادين مؤته قلعة حلب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معارك اسلاميه
» ابطال معارك اسلاميه
» عمرة القضاء .. غزوة مؤته .. فتح مكه
» "غزوة مؤته. خطه خالد بن الوليد العبقريه ضد 200الف من الروم"
» كتب اسلاميه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: