منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الصوم واسراره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 2:56 am

الصوم واسراره 




من أسرار الصوم


عندما تتأمَّل في الصيام، تجد فيه معنى عظيمًا في العبودية، لا يوجد في غيره من العبادات، وهو أنَّه العبادة الوحيدة التي يمكنك أن تتلبَّس بها أطول وقت، وتكون فيه كلَّه قائمًا بالعبادة، لا تنخرم في لحظة واحدة.


ولهذا استحبَّ من استحبَّ من السلف الوصال، وحملوا النهي عنه على أنَّه مخصوص بمن يضعِفه، فقد أرادوا تحقيق هذا المعنى الذي لا يوجد مثله إلاّ في ملائكة الله -تعالى- التي تتواصل العبادة بلا فتور أبد الدهر.


بل هي العبادة الوحيدة التي يمكن أن يجمع معها العابد في وقت أدائه لها كلَّ العبادات الأخرى، من الطهارة إلى الجهاد في سبيل الله؛ ولهذا عظُم أمره عند الله تعالى حتى قال -جلَّ وعزَّ- في الحديث القدسي: "إلاَّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه). وبلغ من تعظيمه أن اختار الحقُّ -سبحانه- شهر الصوم ليكون الشهر الذي يُنزل فيه القرآن، وفيه ليلة القدر، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ويعتق الله فيه كلَّ ليلة من النار من شاء أن يعتقهم.


فالصائم متعبِّد لله -تعالى- في صحوه، ونومه، وشُغله، وفراغه، وصمته، وكلامه، وليس شيء يشبه الصيام في هذه الخاصية إلاّ الجهاد في سبيل الله؛ فإنَّ المجاهد يجري عليه ثوابه من لحظة خروجه من بيته للجهاد، ثم لا يتوقف حتى يرجع، فإنْ اختاره الله شهيدًا كُتب أجره إلى يوم القيامة.


ولهذا صار بين الصوم والجهاد وجهُ شبهٍ عظيم؛ فالصائم مجاهد لجميع هواه وما تشتهيه النفس، وفي الحديث "المجاهد من جاهد هواه في ذات الله تعالى"؛ ولهذا هو يضيِّق على الشيطان مجاريه، في المكر به، والمجاهد في سبيل الله يجاهد شياطين الإنس، فيضيِّق عليهم مجاريهم في المكر ضدّ إعلاء كلمة الله تعالى.


ومن هنا -والله أعلم- ارتبط الجهاد في تاريخنا بشهر الصوم، فوقعت فيه أعظم المعارك الإسلامية من بدر إلى معركة الفلوجة، وكان التكبير شعار نهاية الصوم في عيده، والتكبير شعار الجهاد في سبيل الله تعالى، وإذا فتحوا مدينة، أو قرية، أو حصنًا، كبروا في نواحيها.


فعيد الجهاد الفتح بالتكبير، وعيد الصوم الفطر بالتكبير.


وكما أنَّ القرآن يرتقي الصوَّام إلى فهم معانيه أكثر من غيرهم، فصومهم يهيّئهم لنيل هذه المنزلة العالية؛ ولهذا أمر الله تعالى موسى أن يواصل الصوم ثلاثين يومًا، ثم أن يتمّها بعشر، حتى يتلقّى كلام الله -تعالى- التوراة بعد هذا الجهاد العظيم.


كما أنَّ القرآن هذا حاله مع الصيام، فكذلك مع الجهاد في سبيل الله، فإنّه وسيلة لإعلاء كلمة الله القرآن؛ فغاية الجهاد ونهايته إعلاء القرآن في الأرض، كما أنَّ الصوم يُعلي العبد إلى القرآن في نفسه، وقد قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. وسمّى الله -تعالى- أعظم غزوة في الإسلام (يوم الفرقان).


ولهذا صار رمضان شهرَ القرآن، وكان النبيُّ يواصل الصوم فيه؛ لأنَّ جبريل إنما كان يراجعه القرآن في رمضان.


وشُرع فيه بعد الصوم في نهاره، قراءة القرآن في المساجد في صلاة جماعة في ليله.


ولنرجع إلى ما ذكرناه أوَّل المقال، وهو ما في الصوم من الخصوصية في التعبد، فإن قيل: فالصائم إنما منع من النكاح والأكل والشرب، غير أنَّ في النفس شهوات أخرى تطلبها، فكيف يتحقق ما ذكرته من المعنى؟ فالجواب: أنَّ النبي لم يدع بيان هذا، فقال: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". والزور هو الباطل كله، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]؛ أي: لا يحضرون أماكن الباطل.


وقال -عليه الصلاة والسلام- للصائم: "فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه، فليقل: إني امرؤ صائم".


وذلك لأنّ الصائم متلبسٌ بالعبادة الدائمة كما ذكرنا، ففيه شبهٌ من المصلِّي، وكما أنَّ المصلّي لا يأكل، ولا يشرب، ولا يتكلّم، فكذلك الصائم، غير أنه لما كان تحريم الكلام على الصائم مع طول وقت الصوم، مشقّته عظيمة، مع ما يترتب عليه من مفاسد، أبيح للصائم الكلام، وشُدِّد عليه فيه، وأمَّا الصلاة فجعلت الكلمة فيه عمدًا تبطل الصلاة.


ومن أسرار الصوم أيضًا أن الله -تعالى- يبسط فيه موائد رحمته لعباده، ويظهر لهم بعض ما في كنوزه من الخيرات، وأعظم ذلك أنَّه يغلق أبواب النار، ويفتح أبواب الجنان.


فتُفتح قلوب المؤمنين إلى نيل ما في الجنة بالعمل الصالح، ويُغلق عليهم ضدُّه، إذ كان بين ذلك الإغلاق للنار، والفتح لأبواب الجنة في السماء، وبين هذا الإغلاق والفتح في قلوب أهل الإيمان، ارتباطٌ وثيق.


ولهذا تفتح أبواب الجنة كلّها كما صح في الحديث لمن يتوضّأ، فيتشهَّد بعد وضوئه، وقال العلماء: لأنه تطهر من الذنوب بالوضوء، وأتى أعظم العمل الصالح بالشهادتين، فتمَّ له من الإيمان ما تمّ، ففتحت له أبواب الجنة.


فكأنَّ مفاتيح أبواب الجنة في نفوس المؤمنين، وقد أعطاهم الله -تعالى- بإيمانهم القدرة على ما لا يطيقه أحد من الخلق أجمعين.


كما أعطى الصائم القدرة على أن يوصل إلى الله -تعالى- المتمجد في علاه على عرشه العظيم، ما هو أطيب من ريح المسك، فيجد الله -تعالى- تلك الرائحة الزكيّة من عبده الصائم، وقد قال بعض العلماء: لو لم يكن للصوم إلاّ هذا الفضل العظيم لكفاه.


ومن أسرار الصوم أنَّ الله -تعالى- يمرّن فيه المؤمن ضعيف الإيمان على قتال عدوِّه، فيعلّمه القتال، ويدرّبه على فنونه، ويُبقيه في هذا المعسكر شهرًا كاملاً، حتّى يصلُب عوده، ويتخّرج منه مقاتلاً، قويًّا، صلبًا، لا يلين.


وذلك أنَّ الله -تعالى- يسلسل الشياطين في شهر الصوم، ويمدُّ المؤمن بعبادة الصوم، وهي عبادة متواصلة، ترقى بالنفس إلى كمالات الإيمان، كما ذكرنا، فتصير صورة المؤمن مع عدوِّه، وكأنَّ الشيطان موثقٌ إلى سارية، والمؤمن يوجه السهام إليه، فيتدرَّب على حربه شهرًا كاملاً، فيدع الشهوات، ويتجنَّب قول الزول، ويملك غضبه حتى لو سبَّه أحدٌ، أو شاتمه، فيعوِّد نفسه بذلك على التحكُّم في القوّة الغضبيَّة، والقوَّة الشهوانيَّة، وهما مدخلا الشيطان على الإنسان.


ويقول العارفون في النفس البشرية: إنَّ في مدة الشهر سرًّا خفيًّا، وهو أنّ الإنسان لا يصبر على شيء شهرًا كاملاً إلاَّ صار له سجية لعام، حتى يأتي رمضان الذي بعده، فيعيد التدريب، وهذا من أسرار تحريم تأخير القضاء إلى أن يأتي رمضان التالي.


كما ذكر العلماء أنَّ العبد لا يصبر على شيء عامًا واحدًا، إلاَّ صار له سجيَّة بقية عمره، ولهذا كان عمر يضرب للتائب سنة، وفي عقوبة الزاني تغريب عام.


هذا والصائمون في رمضان أقسام؛ أحدها: من يرتقي مع رمضان، وهم الصالحون الذين أعمروا أيامهم كلَّها بالعمل الصالح، فلا يجدون في رمضان مجالاً لزيادة، فهم مرتقون أصلاً، لكن جاء رمضان فزاد ثواب أعمالهم أضعافًا مضاعفة. وهم صفوة الصفوة، وهم قليل جدًّا في الأمة، لكنهم قطب رحاها، وسر قوتها، وعلاها.


والثاني: من يرتقي به رمضان، ثم يبقى في رقيِّه، ولا ينزل عن درجته بعده، وهم الصالحون الذين كانوا مقصّرين في منازل السائرين، فلمّا جاء رمضان رقي بهم، فعلوْا به، وبقوْا.


والثالث: من يرتقي به رمضان، لكنّه ينحط عن منزلته التي بلغها فيه إلى أدنى منها بعده، وهؤلاء أكثر الصالحين من أهل الاستقامة.


والرابع: من ينتشلهم رمضان من الغفلة أو المعاصي، فيصلح حالهم بسببه، ويرتفعون عن درجة الظالمين أنفسهم إلى المقتصدين، وقد يبقون فيها، أو يلتحقون بأحد الأقسام السابقة في رمضانات أخرى، وهؤلاء هم موكب التائبين في رمضان، وفي كل رمضان قوافلٌ للتائبين، بل أكثر التائبين يتخرجون في مدرسته.


والقسم الخامس: من يمرُّ عليهم رمضان على أنه مناسبة للتهاني، والموائد، والمجالس، والسهر، يصومونه صيام العادات، كما يصلون صلاة العادات، فيكونون بعد رمضان، وفيه، كما كانوا قبله، طاعاتهم هي هي، ومعاصيهم، وهم غالب الصائمين، نسأل الله أن يهديهم ويصلح أحوالهم.


وبعد، فنسأل الله -تعالى- أن يفيض علينا من بركات هذا الشهر العظيم من أعلى الدرجات، وأن يرزقنا فيه صيامه، وقيامه، وتلاوة كتابه، على الوجه الذي يرضيه.


كما نسأله -سبحانه- أن يرزقنا قلوبًا سليمة من الحسد، وصدورًا سالمة من الغلِّ على المؤمنين، وأن يصلح لنا شئوننا كلَّها، وأن يجعل عاقبة أمرنا كلَّه رشدًا، وأن يعيد أمة الإسلام إلى عزها، ويرفع بالجهاد رايتها.. آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 2:57 am

أسئلة هامة عن الصيام! 
السؤال :
لدينا مجموعة أسئلة عن الصيام فنرجوا منكم الإجابة عليها 
جزاكم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء ؟ 
الجواب :
يجيب عليها فضيلة الشيخ حامد عبد الله العلي
*** ما معنى حديث 
( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )
وما معنى أن ليلة القدر خير من ألف شهر ،
وفي أي ليلة هي ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صل الله عليه وسلم : 
( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ،
فإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ،
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، إني صائم ، 
والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ،
للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) 
متفق عليه 
ومعنى إلا الصوم فإنه لي ، 
أي إن حسابه عند الله بغير المضاعفة المعلومة الحسنة بعشر أمثالها
إلى سبعمائة ضعف ، بل هو أعظم من ذلك بكثير ، 
وقد ورد ما يدل على هذا المعنى في رواية الترمذي ولفظها
( إن ربكم يقول :
كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به ) .
وذلك كما يقول الملك أعطوا الناس أعطياتهم بكذا وكذا ، إلا فلان فأنا سأعطيه ،
وفي ذلك إشارة إلى أن العطاء سيكون كبيرا بغير حساب ،
ولهذا قال تعالى :
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
والصيام عبادة الصبر .
وأما ليلة القدر فهي في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان ، 
وكثير العلماء يقولون إنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان ،
ومعنى كونها خير من ألف شهر ، بيان فضلها وأن العبادة فيها مضاعفة
كعبادة العابد في ألف شهر ، فمن قامها فكأنها قام ألف شهر ،
ومن ذكر الله فيها أو قرأ القرآن أو دعا فكذلك ، 
وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة ، لما كان أعمارهم أقل ، وأجسادهم أضعف ، 
عوضهم الله تعالى بمضاعفة الأجر في هذه الليلة والله اعلم .
*** قضيت أيام من رمضان الماضي متفرقا كل شهر صمت يومين ، 
وقيل لي إن هذا لا يجوز يجب أن يكون الصيام متتابعا 
وفي شوال ؟
قضاء رمضان يجب على التراخي ليس على الفور ، ويجوز تأخير القضاء 
إلى قبل رمضان التالي ، سواء متفرقا أم متتابعا ، 
وما فعلته صحيح لاحرج فيه ، 
في قوله الأئمة وجماهير الخلف والسلف .
***ما هو يوم الشك ، وماحكم صومه ؟
يوم الشك هو اليوم الذي يلي التاسع والعشرين من شعبان إن لم يتبين هلال رمضان ، 
لأننا لانعلم هل سيكون أول رمضان أم يتم شبعان ثلاثين يوما ؟ 
ولا يجوز لأحد أن يصومه من باب الاحتياط ، خشية أن يزاد في رمضان ،
لحديث عمار رضي الله عنه : 
( من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صل الله عليه وسلم ) 
رواه أصحاب السنن
هذا إن كان صحوا ، أما إن كان حال دون رؤية الهلال ليلة الثلاثين من شعبان غيم ،
فقد اختلف العلماء هل هو أيضا يوم الشك ؟ والصحيح أنه يوم الشك أيضا ،
ولا يجوز صومه أيضا لعموم الأدلة منها الحديث السابق ،
وحديث :
( لاتقدموا شهر رمضان بصوم قبله بيوم أو يومين إلا أن يكون 
رجل كان يصوم صوما فليصمه )
رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ولحديث :
( فإن غم عليكم فأكلموا عدة شعبان ثلاثين ).
متفق عليه 
فإذن الخلاصة أننا يجب أن نصبح يوم الثلاثين من شعبان مفطرين لاصائمين ،
إن لم تبين هلال رمضان الليلة السابقة ، إلا شخصا اعتاد أن يصوم يوما 
فصادف كونه يوم الشك ، فهذا لاحرج أن يصوم ما اعتاد أن يصوم .
***هل تجب النية لصوم الفريضة والنافلة ومتى تجب ؟
نعم تجب النية لكل عبادة ، لحديث :
( إنما الأعمال بالنيات ).
ولكن نية النافلة تجزيء في النهار بشرط أن يكون قد أكل قبل ذلك ،
لحديث عائشة :
( دخل علي رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : 
هل عندكم من شيء ؟ فقلنا لا ، فقال إني إذن صائم ).
رواه الجماعة إلا البخاري ، 
وفي هذا دليل على أنه نوى الصيام من النهار .
أما صيام الفرض فيجب أن تكون النية من الليل ، لحديث ابن عمــــر عن حفصه :
( من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له) .
رواه أصحاب السنن .
ولكن النية لاتكون بالتلفظ بل في القلب ، لذلك قال العلماء : 
من خطر في قلبه ليلا أنه صائم فقد نوى ، وينبغي أن يعلم أن النية تأتي تلقائيا تبعا للعلم ، 
ومعناها عزم القلب على الصيام غدا ،
فإن تسحر أو أكل في الليل أكل من يريد الصيام ، 
فقد نوى ، 
وكل صائم في كل ليلة من رمضان ، يستحضر في قلبه أنه صائم غدا تلقائيا ،
إلا إن كان مريضا أو مسافرا ، فقد يحصل له تردد لانه يرخص له في الفطر ، 
وعليه إن أراد أن يصوم أن يعزم على الصوم قبل الفجر ،
فإن بدا له أن يفطر وكان من أهل الأعذار جاز له أن يفطر أيضا .
*** رمضان الماضي كنت كثير النوم ، 
فهل النوم كل النهار يبطل الصوم ، 
ومرة من المرات حصل معي إغماء ، لأنني مصاب بفقر الدم ، 
هل الإغماء يبطله ؟
أما الإغماء فلو أغمي على الصائم ، كل النهار فلم يفق ولا لحظة منه لا يصح صومه ، 
لان الصوم كف النفس عن المفطرات ولا يضاف ذلك إلى زائل العقل ، 
لكن لو أفاق من نهار رمضان ولو قليلا صح صومه ، لانه قد وقع الإمساك فيه ، 
وأما النائم فيصح صومه ، لان النوم لا يبطل الصيام عند جميع العلماء ،
لكن يجب عليه أن يقوم لاداء الصلاة في وقتها ، 
ولاينبغي للصائم أن يقضي ليله بالسهر ، ونهاره بالنوم ، 
فرمضان شهر وضعه الله للاستكثار من العمل الصالح ، وليس للنوم والأكل .
لكن من كان معذورا لانه مريض مثلك ، فلا حرج أن يرتاح بالنوم في نهار رمضان ،
فإن شق عليك الصوم ، فالله تعالى قد أباح لك الفطر لانك من أهل الأعذار ، 
فالمسافر والمريض لهما أن يفطرا ويقضيا بعد ذلك .
***ما هو جزاء من يفطر في نهار رمضان عمدا من غير عذر ؟
روى أبو أمامة الباهلي قال :
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم :
بينا أنا نائم أتاني رجلان ، فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا ، فقالا : اصعد .
فقلت : إني لا أطيقه . فقال : إنا سنسهله لك . فصعدت ، حتى إذا كنت في سواء الجبل 
إذا بأصوات شديدة . قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا عواء أهل النار 
ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما .
قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال :
الذين يفطرون قبل تحلة صومهم رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما .
وكفى بمن يفطر في رمضان عمدا ، كفاه إثما أنه انتهك حرمة ركن الإسلام .
*** هل يجوز للإطفائي أن يفطر إن احتاج الفطر لإنقاذ الناس ، 
خاصة وأنه يدخل في جوفه كثير من الدخان أثناء عملية الإنقاذ ؟
نعم يجوز لمن يحتاج الفطر لإنقاذ إنسان من هلكة ، مثل إنقاذ من في حريق ،
أو غريق ونحوهما ، يجوز له الفطر ، وعليه القضاء بعد ذلك ، 
والاطفائيون إن دخل جوفهم الدخان بسبب عملية الإنقاذ ،
يحتاجون شرب أدوية بعد ذلك ، فلا حرج من ذلك كله ،
يفطرون ويقضون بعد رمضان .
*** الحامل والمرضع إن خافتا على النفس أو الولد هل تفطران ؟
الحامل والمرضع سواء خافتا على أنفسهما أو الولد ، أو كليهما معا ،
يجوز لهما الفطر ، 
وأصح أقوال العلماء أن عليهما القضاء فقط .
وبعض العلماء يقول : يجب مع القضاء الإطعام أيضا عن كل يوم مسكين 
إن كان الفطر بسبب الخوف على الولد فقط ، دون النفس ، 
والإطعام ليس على الام بل على ولي الطفل ، والأصح أن الواجب القضاء
فقط إن شاء الله ، قياسا على من يفطر لإنقاذ غيره ، فهو يقضي فقط باتفاق العلماء ، 
وكذلك الحامل والمرضع ، فإن زاد ولي الطفل مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم
من باب الاحتياط فهو حسن .
***هل الأفضل للمسافر الفطر أو الصوم ؟
قال تعالى:
( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر
ولا يريد بكم العسر ) . فالفطر للصائم المسافر جائز بنص القرآن .
لكن من لا يشق عليه الصوم ، ويكون القضاء أشق عليه بعد ذلك ،
فالصوم أفضل له من الفطر في السفر ، لانه أسرع في براءة الذمة ، وأيسر عليه ،
والله تعالى يحب اليسر ، فإن حصل في الصوم فهو أولى ،
لان كثيرا من الناس يقول يشق علي بعد ذلك القضاء لطبيعة عملي ،
والصوم في سفر مريح أيسر علي من القضاء .
أما من يشق عليه الصوم ولو مشقة يسيرة فالفطر أفضل لحديث :
( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) .
رواه أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنه .
فإن شق عليه الصوم جدا ، فالفطر في السفر في هذه الحالة متأكد ، 
ولاينبغي الصيام والحالة هذه لحديث:
( ليس من البر الصيام في السفر ).
متفق عليه.
*** سمعت أنه ليس كل مرض يجوز معه الفطر في رمضان ،
فما هو المرض الذي يجوز فيه الفطر في رمضان ؟
كل مريض يخشى على نفسه الضرر من الصوم ، ويشق عليه ،
يجوز له الفطر لعموم قوله تعالى ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر
فعدة من أيام أخر ).
*** حتى وجع الرأس ، والأسنان ؟
إن احتاج إلى تسكين الآلم ، لانه يشق عليه تحمله ، فلا حرج ، لعموم الآية ، 
ولان الله تعالى أخبر فيها أنه يريد التيسير ، فكل ما يحصل به التيسير 
على المريض والمسافر ، 
يجوز اتباع الرخصة فيه .
*** قدمت من سفر وكنت مفطرا فيه ، ولكن وصلت الظهر ،
ووجدت زوجتي طهرت من حيضها في أثناء ذلك النهار ،
فجامعتها ونحن في نهار رمضان ، 
لأننا لم نكن صائمين ذلك اليوم أصلا ،
وقيل لنا عليكما الكفارة ، فهل هذا صحيح ؟.
، كلا ليس بصحيح، لاشيء عليكما ، لان من أفطر لعذر ثم زال العذر في أثناء النهار ، 
لم يجب عليه الإمساك بقية اليوم ، وأنت كنت مفطرا لعذر ، وكذلك زوجتك .
لكن من أفطر لغير عذر ، ثم ندم وتاب ،
يجب عليه الإمساك بقية اليوم عند عامة الفقهاء ، 
وكذلك من أفطر يظن الفجر لم يطلع ثم تبين له أن قد طلع ، يجب عليه الإمساك ،
ومن أفطر يظن الشمس غربت ثم تبين أنها لم تغب ، يجب عليه الإمساك حتى تغرب .
*** كنت مسافرا ونويت الفطر وعزمت عليه ،
ولكن لما وصلت إلى محطة بنزين ، وجدتها مغلقة ، 
ثم أكملت سفري ولم أفطر حتى غربت الشمس ؟
يجب عليك قضاء ذلك اليوم ، لان العزم على الفطر يبطل الصيام ،
فالنية يجب استصحابها في أثناء كل فترة الصوم من الفجر إلى غروب الشمس ، 
ولكن لك أجر نية صوم التطوع ذلك اليوم ،
لان صيام التطوع يجوز أن تكون نيته في النهار .
***هل وضع الطيب على اللحية والثياب يفطر الصائم ؟
كلا وضع الطيب والعطور لا يفطر الصائم لعدم الدليل على ذلك .
*** والسواك ؟
يستحب السواك للصائم في أثناء الصيام، ومن كرهه بعد الزوال فلا دليل مع هذه الكراهة، 
بل يستحب ذلك مطلقا ، وحديث:
( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
لا يخالف سنة السواك ، لان الخلوف أصلا يخرج من المعدة ، وليس من بين الأسنان ، 
وقد دلت نصوص كثيرة على استحباب أن يتعاهد المسلم ما بين أسنانه بالتنظيف
والله أعلم .
*** هل سحب الدم من الوريد يبطل الصوم ؟
لا يبطل الصوم ، والذين قالوا يبطل الصوم قاسوا على الحجامة ،
ولكن الصحيح أن الحجامة لا تبطل الصوم ، لحديث انس :
( أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
احتجم وهو صائم ، فمر به النبي صل الله عليه وسلم فقال :
أفطر هذان ، ثم رخص بعد ذلك في الحجامة للصائم وكان أنس يحتجم وهو صائم ) .
رواه الدار قطني ،
والقول بأن الحجامة لاتفطر الصائم مذهب جمهور العلماء واحتجوا أيضا بحديث 
ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم احتجم وهو صائم .
رواه البخاري .
*** جامعت زوجتي في إحدى ليالي رمضان وأخرت الغسل عمدا 
إلا بعد طلوع الفجر وصمت هل يصح هذا ؟
لا حرج عليك ، لحديث عائشة :
( أن النبي صل الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام
ثم يصوم رمضان ) .
متفق عليه .
*** في رمضان الماضي كنت أحيانا أحتلم في نوم النهار ؟ 
فهل يضر ذلك الصيام؟
كلا لا يضر ذلك الصيام ، بإجماع العلماء ، الاحتلام لا يؤثر على الصوم .
*** هل العادة السرية تبطل الصوم ؟
نعم تبطل الصوم ، لان الحديث القدسي يقول عن الصائم :
( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) ،
وهذا لم يدع شهوته ، فهي تبطل الصوم مثل الطعام والشراب
ولهذا جعلت في سياق واحد في الحديث السابق .
*** هل قطرة العين والأذن تفطران الصائم ؟ 
قطرة العين والأذن لاتفطران الصائم ، لانهما ليسا أكلا ولا شربا 
ولا في معنى الآكل والشرب ، وليسا منفذا طبيعيا للحلق ، بخلاف الأنف ، 
وبعض الناس يقول إنك تحس بطعم قطرة العين أحيانا في حلقك ، 
فنقول مجرد وجود الطعم ليس دليلا على حصول الفطر ،
لان أحيانا من لطخ قدميه بشيء يجد طعمه في حلقه ،
وبعض أنواع الطيب تضعه على خدك ، فتجد طعمه ، فهذا ليس دليلا .
والدليل على أن قطرة الأذن والعين لاتفطران الصائم ،
أن الكحل والتداوي بالتقطير في العين والأذن ،
كان معروفا في زمن النبي صل الله عليه وسلم ، ولم يرد ما يدل على أنهما يفطران ،
وما سكت عنه النبي صل الله عليه وسلم فهو عفو ، 
وهذا رأي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وقطرة الأنف ؟ 
قطرة الأنف تفطر الصائم لحديث:
( وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ) .
وإنما نهاه عن المبالغة في الاستنشاق في الوضوء لانه يحصل به الفطر. 
*** هل حقنة الأنسولين أو غيرها تفطر الصائم ؟
أصح قولي العلماء إن الحقنة التي لاتغذي الجسد ، 
مثل الأنسولين وما يأخذه المريض من الدواء عن طريق حقنــــة في العضل ، 
أن ذلك كله لا يفطر الصائم ، 
لان الله تعالى قال:
( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل ) .
والحقنة التي ليست في معنى الطعام والشراب ولاتغني عنهما ، ليست أكلا ولا شربا ،
ولا هي في معناهما ، ولم يرد نص يدل على أنها تبطل الصوم ،
فلا نص ولا قياس ، والأصل عدم إثبات ما يبطل الصوم إلا بالنص ،
فهي لا تبطل الصوم إن شاء الله تعالى ،
وهذا أيضا رأي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وجماعة من العلماء .
*** والحقنة التي في الوريد التي تسمى المغذي ؟
هذه تفطر الصائم لأنها في معنى الأكل والشرب ، فهي تغني عنهما ،
بل هي خلاصة الطعام والشراب أصلا .
*** إن دخل في حلقي شيء من غير قصد مثل تراب أو غبار 
أو دخان أو حشرة هل يبطل ذلك الصوم ؟
لا يبطل الصوم ، لان هذا مثل النسيان وفي الحديث :
( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ).
متفق عليه
ما رأيك في الذي يفطرون على سيجارة ؟
أقول لهم أولا شهر رمضان ، فرصة العمر ليتخلص المسلم من هذه العادة السيئة
وهي التدخين ، وهي عادة محرمة ، لانه لايمكن أن تكون الشريعة الكاملة
التي حرمت كل الخبائث ، ولم تبح إلا الطيبات ، 
لايمكن أن تبيح للإنسان سما قاتلا باتفاق الأطباء ،
إلى جانب ما فيها من إيذاء المسلمين والملائكة ،
فقد ثبت أن الملائكة تتأذى بالريح الخبيثة ،
ولهذا أمر الاسلام المسلم أن يكون نظيفا دائما ،
ويستاك ويغسل أطرافه خمس مرات في اليوم ،
ونهى النبي صل الله عليه وسلم المسلم أن يحضر الجماعة في بيت الله 
الذي تحفه الملائكة ، إن كان عليه رائحة البصل والثوم ، 
وقال إن ذلك يؤذي المؤمنين ويؤذي الملائكة ، وكذلك التدخين هو من أعظم الأذى ، 
ولهذا بدأ العالم بعزل المدخنين في المطارات ، والمرافق العامة في غرف معزولة ،
حتى لا يؤذوا الناس .
فالواجب على المسلم أن يغتنم فرصة شهر الصبر ، فيقلع عن التدخين ،
وما مثل الذي يفطر على السيجارة إلا كمثل الذي حلب ناقته حتى إذا امتلأ إناءه ،
دفق اللبن في التراب ، فالصائم ينال ثوابه عند فطره ، ويستجاب دعاءه في هذه اللحظة 
لانه أتم عبادة جليلة مع الله تعالى ،
فهذا المدخن بدل أن يختم عمله الصالح بالدعاء عسى الله أن يتقبل منه ، 
يختمه بهذه العادة السيئة .
*** هل يجوز للصائم أن يذوق شيئا يريد شراءه 
أو يطبخ فيذوق الطبيخ ؟
لاحرج في ذلك ، لان الذوق لا يدخل به الشيء إلى الجوف ،
وقد رخص الصحابة للصائم يريد أن يذوق الطعام .
*** بلع الريق هل يفطر الصائم ؟
لا يفطر الصائم بلع الريق حتى لو وصل طرف الفم ثم بلعه ، ولا النخامة يبلعها ، 
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وهذا هو الصحيح وهو رواية عن الإمام احمد ،
ولو كان ذلك يفطر الصائم ، لاصبح الناس كالموسوسين ، وضاقت عليهم هذه العبادة ، 
وشق عليهم امتثال أمر الله تعالى فيها ، والله تعالى لما وضع للناس العبادات
أراد تيسيرها عليهم ، لهذا قال في شأن الصوم لانه شاق بعض الشـيء .
( يريد الله بكم اليسر ).
وقال في التطهر لانه يشق أيضا لتكراره والحاجة إلى الماء فيه في شدة البرد والحر ، 
قال : ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ).
فالواجب اتباع التيسير على الناس في أمور العبادات ، 
وسد الذرائع في أمور الفواحش والمنكرات ، لان من الناس من يعسر العبادة
ويضع لها شروطا ما أنزل الله من سلطان ، بينما يجيز للناس فعل المنكرات 
ويزعم أن هذا من باب التيسير عليهم ، وقد خالف مقصود الشريعة في الحالين .
*** كنت مريضا جدا ولكن صمت وفي آخر النهار ،
لم أستطع إلا أن أتقيأ عمدا ، 
فوضعت إصبعي في حلقي وتقيأت ثم أكملت صومي ، 
فهل علي القضاء ؟
نعم عليك القضاء لان من استقاء عمدا يبطل صومه ، أما من ذرعه القيء أي غلبه
ولم يتعمده فلا يبطل صومه ، لحديث:
( من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض ).
أصحاب السنن إلا النسائي من حديث أبي هريرة.
*** ذهبت إلى طبيبة النساء والولادة وأنا صائمة في رمضان 
وفحصتني وكان في ذلك إدخال في المهبل ، 
فهل هذا يفطر الصائم ؟
لا يفطر الصوم ، لعدم الدليل على ذلك ، 
بل أبلغ من ذلك وهي الحقنة في الدبر لاتفطر الصائم ، 
وهو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
*** لو إن أنسانا نظر إلى صور مثيرة وخرج منه المذي ،
وهو صائم هل ينقض ذلك صومه ؟
الواجب على المسلم أن لا ينظر إلى الصور المثيرة ، سواء كان صائما أم لا ،
وفعل ذلك في الصوم أشد إثما، فالنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس يصطاد بها
ضعاف الإيمان ويقودهم إلى فعل الفواحش ، والنظر إلى ما حرم الله تعالى 
النظر إليه من مفاتن النساء ، يفسد القلب ، ويجعل فيه وحشة ،
وثقل يمنع من النشاط في الطاعة والعمل الصالح ، ويورث قسوة ، 
وضيق في الصدر ، وكدر في الأخلاق ، وغض البصر يورث سكينة في القلب ،
ولذة في العبادة ، ونور في البصيرة ، ونشاط على العبادة .
ولاتفطر هذه المعصية الصائم ، لان ليس كل معصية تبطل الصوم ،
بل يحصل بها الإثم المضاعف ، وينقص اجر الصوم ، ولكن لا يبطل الصوم ، 
حتى لو نزل بسبب ذلك المذي .
*** كان علي قضاء من رمضان الماضي ، و أخرت القضاء بلا عذر 
إلى أن قرب الآن رمضان هذا العام ، ويصعب علي القضاء الآن ، 
فهل يجوز أن أؤجل أيضا؟
لا يجوز للصائم أن يؤجل قضاء صيام رمضان إلى أن يأتي رمضان الذي يليه ، 
ولديه فسحة سنة كاملة يمكنه أن يقضي الصوم متفرقا بأيسر ما يكون عليه ،
فيجب على المسلم الآن أن تصوم قضاءه قبل أن يأتي رمضان ،
ولا يجوز التكاسل في القضاء لانه قد ضاق وقته ، 
وعلى أية حال من لم يقض ما عليه حتى جاء رمضان التالي ، 
فإن وجوب القضاء يبقى عليه في ذمته إلى أن يموت ،
ويجب عليه أن يقضيه حتى بعد رمضان ،
وعليه التوبة أيضا من التأخير لغير عذر ،
وبعض العلماء يوجب عليه أيضا إطعام مسكين مع القضاء
إن أخر القضاء إلى ما بعد رمضان التالي .
*** والدنا مات وعليه صوم من رمضان لم يقضه ، فهل نصوم عنه ؟
إن كان قد مات في أثناء رمضان ، فلا يصام عنه ، لانه لم يجب عليه أصلا ،
لكن إن كان قد عاش بعد رمضان وأجل القضاء ، ثم مات قبل أن يقضي ، 
فيصوم عنه أولاده أو أحد أقرباءه لحديث:
( من مات وعليه صوم صام عنه وليه ) 
متفق عليه والصحيح أنه عام في كل صوم رمضان أو نذر أو غيره .
فإن لم يوجد أحد يصوم عنه ، يطعم عنه من كل يوم مسكين ، ويؤخذ من تركته ، 
إلا أن يتبرع أحد أولياءه فلا حرج .
*** نمت ليلة العيد وقلت إن كان رمضان فأنا صائم 
وإن كان عيد أفطر ، ثم تبين أنه رمضان ،
فهل التردد في النية يؤثر ؟
لا يؤثر هنا ، لان الصائم يبني على الأصل ، وهو بقاء رمضان ، 
وصيامه صحيح.
*** ومتى يؤثر الشك ؟
يؤثر إن كان يعلم أن غدا رمضان ، ثم تردد في النية ، لان النية تبع للعلم ،
ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية تجوز نية غير الجازم إن كان مضطرا
مثل انه لا يقطع أن غدا رمضان ، لسبب ما . انتهى كلامه 
ونقول : 
مثلا يكون في بلد غير مسلم ، أو يصبح أسيرا ولا يخبر ، ونحو ذلك .
*** ما رأيكم في الإمساك قبل أذان الفجر بعشر دقائق ؟
من شك أو خاف فأخذ الاحتياط فلا حرج ، أما أن يلزم الناس بالإمساك 
قبل الفجر بزمن محدد ، فهذا لا يوافق الشرع ، لانه إيجاب زيادة في زمن الصوم 
بغير دليل ، فالله تعالى أباح الآكل والشرب إلى طلوع الفجر ،
ولا يحل لاحد أن يشرع ما لم يؤذن به الله تعالى ، 
وقد يوقع المسلمين ذلك في الحرج .
*** هل يجوز الأكل أثناء الأذان ؟
إن كان الأذان في الوقت تماما ، لم يقدمه المؤذن على وقت الفجر ،
فالواجب الإمساك فورا عند سماع الأذان ، لا يجوز الأكل أو الشرب أثناء الأذان .
*** متى يحل الفطر للصائم ، 
هل يشرع تأجليه إلى نهاية أذان المغرب ؟
الواجب تعجيل الفطر لحديث ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) .
متفق عليه ،
وفي حديث آخر رواه أحمد والترمذي:
( احب عبادي إلي أعجلهم فطرا ) .
فسنة المسلمين أن يفطروا أول ما تغرب الشمس ،
بعكس اليهود 
فهم يؤخرون الفطر إلى طلوع النجوم .
*** رجل كبير في السن لا يمكنه أن يصوم فماذا عليه ؟
كل من يعجز عن الصوم عجزا مستمرا ، يجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا ،
لقوله تعالى :
( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ).
ومعنى يطيقونه هنا أي يبلغ طاقتهم ، أي لا يستطيعونه ،
سواء كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه ، أو كان شيخا كبيرا ، أو ضعيفا هزيلا 
لا يمكنه الصوم ، فهو مثل المريض ، وحتى لو زال المرض بعد ذلك ، 
من حيث لم يتوقع المريض ، لايجب عليه القضاء
إن كان قد أطعم عن كل يوم مسكينا متبعا كلام الأطباء أن مرضه لن يبرأ .
أما المريض بمرض يرجى برؤه ، فيؤجل القضاء إلى أن يمكنه ذلك .
*** ما هي سنن الصوم ؟
تعجيل الفطر وتأخير السحور ، والإكثار من أعمال الخير ،
وأن يقول عند الفطر:
( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله ) .
وأن يفطر على رطب فإن عدم فتمر فإن عدم فماء ،
وأن يكف لسانه عن اللغو والرفث ،وإن سابه أحد أو شاتمه فليعرض عنه ،
ويكثر من قراءة القرآن فإن شهر رمضان هو شهر القرآن.
*** هل يجوز لي أن أعتكف وأشترط أن أذهب إلى الدوام ؟
نعم يجوز للمعتكف أن يشترط ذلك ، فيخرج من المسجد للدوام ،
ثم يعود إليه بعد الدوام ، وله ثواب الاعتكاف على قدر بقاءه في المسجد ؟
*** نذرت أن أعتكف في مسجدنا ثم رأيت أصدقائي 
يريدون الاعتكاف في المسجد الحرام 
فهل يجوز لي أن أبدل نيتي في نذري ؟
نعم يجوز في هذه الحالة ، لان رجلا قال للنبي صل الله عليه وسلم يوم الفتح :
( يا رسول الله نذرت أن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ، 
فقال صل ها هنا ).
رواه أحمد وأبو داود ، 
والاعتكاف في المسجد الحرام لاشك افضل .
وجاز هذا لانه أتى باعتكاف أفضل مما نذر ، أما لو أراد أن يغير نيته ويعتكف
في مسجد جماعة المصلين فيه أقل ، فلا يجوز ، لانه أقل فضلا .
*** هل يشترط الصوم للاعتكاف ؟ وما هي مدته ؟
لا يشترط في أصح قولي العلماء ، لعدم الدليل ، فهذه عبادة ، وتلك عبادة ،
ولكن الأفضل أن يكون صائما .
أما المدة ، فيقول العلماء لا أحد لأكثره ، وأما أقله فأصح الأقوال أن كل 
ما يصدق عليه اسم الاعتكاف ، فهو اعتكاف ، حتى يوم أو بعض يوم ،
فلا حرج أن يدخل الصائم المسجد ليبقى فيه من ضحى يوم الجمعة إلى التروايح مثلا 
وينوي الاعتكاف ، وله أجر الاعتكاف إن شاء الله تعالى ، 
لانه لا يوجد دليل على التحديد بمدة محددة ،
وفي هذه الحالة نرجع إلى دلالة الإطلاق في الاسم .
*** ما هو أعجب سؤال وردكم في الصيام ؟
سألني سائل مرة أن العائلة كانوا مجتمعين على مائدة الإفطار ، قال كنا ننتظر الأذان ، 
وأخي الصغير مشاغب جدا ولا يرعوي عن فعل أي شيء ،
فاختبأ وراء الباب في الغرفة المجاورة ، وقلد صوت المؤذن ،
وكان بارعا في تقليد الأصوات ، وذلك قبل الأذان بخمس دقائق تقريبا ،
فانقض الجميع على المائدة ، وبينما نحن نأكل ونشرب ما لذ وطاب
وسال له اللعاب من الطعام والشراب ،
سمعنا المؤذن مرة أخرى ، فعرفت المقلب الثقيل ، 
وانطلقت أركض وارءه حتى هرب إلى خارج البيت ،
فما هو الحكم ؟
فكان الجواب لاشيء عليكم إن أمسكتم بعدما تبين لكم الخطأ ،
حتى يؤذن المؤذن ، فمثلكم مثل الذي أكله بغير قصد ، أو ناسيا ، 
والواجب أن يحتاط الصائم في معرفة وقت الإفطار والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالإثنين 13 مايو 2019, 2:58 am

سلسلة المجالس الرمضانية
 لشيخنا العلامة محمد بن عثيمين - رحمه الله وغفر له -


- في فضلْ شهرْ رمضَان- 
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، 
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَمَا 
بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ 
فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ 
لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَى }
[طه: 6 8]
خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه وهَدَى، وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى، ونَجَّى الخَليلَ من النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً عليه فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى، وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى، وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى، وأصلِّي وأسَلِّم على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا، وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ ما كان حديثاً يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى، وعلى بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ تسليماً.
لقد أظَلَّنَا شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى
لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } 
[البقرة: 185]


شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الاثار
ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صل الله عليه وسلّم قال:
«إِذَا جَاءَ رمضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَتْ 
أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشَّياطينُ». 
وإنما تُفْتَّحُ أبوابُ الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيباً للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه.
وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صل الله عليه وسلّم قال: 
«أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه».


إخواني: هذه الخصالُ الخَمسُ ادّخَرَها الله لكم، وخصَّكم بها مجالس شهر رمضان مِنْ بين سائِر الأمم، وَمنَّ عليكم ليُتمِّمَ بها عليكُمُ النِّعَمَ، وكم لله عليكم منْ نعم وفضائلَ:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }
[آل عمران: 110].




● الخَصْلَةُ الأولى:
أن خُلْوفَ فَمِ الصائِم أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسك
والخلوف بضم الخاءِ أوْ فَتْحَها تَغَيُّرُ رائحةِ الفَم عندَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ من الطعام. وهي رائحةٌ مسْتَكْرَهَةٌ عندَ النَّاس لَكِنَّها عندَ اللهِ أطيبُ من رائحَةِ المِسْك لأنَها نَاشِئَةٌ عن عبادة الله وَطَاعَتهِ.


وكُلُّ ما نَشَأَ عن عبادته وطاعتهِ فهو محبوبٌ عِنْدَه سُبحانه يُعَوِّضُ عنه صاحِبَه ما هو خيرٌ وأفْضَلُ وأطيبُ. 
ألا تَرَوْنَ إلى الشهيدِ الذي قُتِلَ في سبيلِ اللهِ يُريد أنْ تكونَ كَلِمةُ اللهِ هي الْعُلْيَا يأتي يوم الْقِيَامَةِ وَجرْحُه يَثْعُبُ دماً لَوْنُهَ لونُ الدَّم وريحُهُ ريحُ المسك؟ 
وفي الحَجِّ يُبَاهِي اللهُ الملائكة بأهْل المَوْقِفِ
فيقولُ سبحانَه: 
«انْظُرُوا إلى عبادِي هؤلاء جاؤوني شُعْثاً غُبْراً»
رواه أحمد وابن حبَّان في صحيحه
وإنما كانَ الشَّعَثُ محبوباً إلى اللهِ في هذا الْمَوْطِنِ لأنه ناشِأُ عَن طاعةِ اللهِ باجتنابِ مَحْظُوراتِ الإِحْرام وترك التَّرَفُّهِ.


● الخَصْلَةُ الثانيةُ:
أن الملائكةَ تستغفرُ لَهُمْ حَتَّى يُفْطروا. وَالملائِكةُ عبادٌ مُكْرمُون عند اللهِ
{لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ } 
[التحرم: 6]. 
فهم جَديْرُون بأن يستجيبَ الله دُعاءَهم للصائمينَ حيث أذِنَ لهم به. وإنما أذن الله لهم بالاستغفارِ للصائمين مِنْ هذه الأُمَّةِ تَنْويهاً بشأنِهم، ورفْعَةً لِذِكْرِهِمْ، وَبَياناً لفَضيلةِ صَوْمهم، والاستغفارُ: طلبُ الْمغفِرةِ وهِي سَتْرُ الذنوب في الدُّنْيَا والآخرة والتجاوزُ عنها. 
وهي من أعْلىَ المطالبِ وأسْمَى الغَاياتِ فَكلُّ بني آدم خطاؤون مُسْرفونَ على أنفسِهمْ مُضْطَرُّونَ إلَى مغفرة اللهِ عَزَّ وَجَل.


● الخَصْلَةُ الثالثةُ:
أن الله يُزَيِّنُ كلَّ يوم جنَّتَهُ ويَقول: 
«يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُوا عنهُمُ 
المَؤُونة والأَذَى ويصيروا إليك»
فَيُزَيِّن تعالى جنته كلَّ يومٍ تَهْيئَةً لعبادِهِ الصالحين، وترغيباً لهم في الوصولِ إليهَا، ويقولُ سبحانه: 
«يوْشِك عبادِي الصالحون أنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ 
المؤونةُ والأَذَى» 
يعني: مؤونَة الدُّنْيَا وتَعَبها وأذاهَا ويُشَمِّرُوا إلى الأعْمَالِ الصالحةِ الَّتِي فيها سعادتُهم في الدُّنْيَا والآخرة والوُصُولُ إلى دار السَّلامِ والْكَرَامةِ.


● الخَصْلَةُ الرابعة:
أن مَرَدةَ الشياطين يُصَفَّدُون بالسَّلاسِل 
والأغْلالِ فلا يَصِلُون إِلى ما يُريدونَ من عبادِ اللهِ الصالِحِين من الإِضلاَلِ عن الحق، والتَّثبِيطِ عن الخَيْر. 
وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله لهم أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير. ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره.


● الخَصْلَةُ الخامسةُ:
أن الله يغفرُ لأمةِ محمدٍ صل الله عليه وسلّم في آخرِ ليلةٍ منْ هذا الشهرإذا قَاموا بما يَنْبَغِي أن يقومُوا به في هذا الشهر المباركِ من الصيام والقيام تفضُّلاً منه سبحانه بتَوْفَيةِ أجورِهم عند انتهاء أعمالِهم فإِن العاملَ يُوَفَّى أجْرَه عند انتهاءِ عمله.
وَقَدْ تَفَضَّلَ سبحانه على عبادِهِ بهذا الأجْرِ مِنْ وجوهٍ ثلاثة:
الوجه الأول:
أنَّه شَرَع لهم من الأعْمال الصالحةِ ما يكون سبَبَاً لمغَفرةِ ذنوبهمْ ورفْعَةِ درجاتِهم. وَلَوْلاَ أنَّه شرع ذلك ما كان لَهُمْ أن يَتَعَبَّدُوا للهِ بها. فالعبادةُ لا تُؤخذُ إِلاَّ من وحي الله إلى رُسُلِه. ولِذَلِكَ أنْكَرَ الله على مَنْ يُشَّرِّعُونَ مِنْ دُونِه، وجَعَلَ ذَلِكَ نَوْعاً مِنْ الشَّرْك
فَقَالَ سبحانه:
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[الشورى: 21].
الوجه الثاني: 
أنَّه وَفَّقَهُمْ للعملِ الصالح وقد تَرَكَهُ كثيرٌ من النَّاسِ. وَلَوْلا مَعُونَةُ الله لَهُمْ وتَوْفِيْقُهُ ما قاموا به. فلِلَّهِ الفَضْلُ والمِنَّة بذلك.


{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ للإيمان إِنُ كُنتُمْ صَـادِقِينَ } [الحجرات: 17].
الوجه الثالث: أنَّه تَفَضَّلَ بالأجرِ الكثيرِ؛ الحَسنةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ. فالْفَضلُ مِنَ الله بِالعَمَلِ والثَّوَابِ عليه. والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.


إخْوانِي: بُلُوغُ رمضانَ نِعمةٌ كبيرةٌ عَلَى مَنْ بَلَغهُ وقَامَ بحَقِّه بالرِّجوع إلى ربه من مَعْصِيتهِ إلى طاعتِه، ومِنْ الْغَفْلةِ عنه إلى ذِكْرِهِ، ومِنَ الْبُعْدِ عنهُ إلى الإِنَابةِ إِلَيْهِ:
يَا ذَا الَّذِي مَا كفاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ حَتَّى عَصَى ربَّهُ في شهر شعبانِ
لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَا فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضاً شَهْرَ عِصْيانِ
وَاتْل القُرآنَ وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِداً فَإِنه شَهْرُ تسبِيحٍ وقُرْآنِ
كَمْ كنتَ تعرِف مَّمنْ صَام في سَلَفٍ مِنْ بين أهلٍ وجِيرانٍ وإخْوَانِ
أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي
اللَّهُمَّ أيْقِظنَا من رَقَدَات الغفلة، ووفْقنا للتَّزودِ من التَّقْوَى قَبْلَ النُّقْلَة، وارزقْنَا اغْتِنَام الأوقاتِ في ذيِ المُهْلَة، واغْفِر لَنَا ولوَالِدِيْنا ولِجَمِيع المسلِمِين برَحْمتِك يا أَرحم الراحِمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.
________________________________________
[[1] رواه البزار والبيهقي في كتاب الثواب وإسناده ضعيف جداً، لكن لبعضه شواهد صحيحة.
[2] رواه البخاري ومسلم بدون تخصيص بهذه الأمة.
[3] صحيح بشواهده.
[4] رواه البخاري ومسلم بلفظ: "صفدت الشياطين"، وابن خزيمة بلفظ: "الشياطين مردة الجن" ، وفي رواية النسائي: "مردة الشياطين".
وكلها من حديث أبي هريرة بدون تخصيص بهذه الأمة.
[5] روى نحوه البيهقي من حديث جابر قال المنذري: "وإسناده مقارب أصلح مما قبله" يعني حديث أبي هريرة الذي في الأصل.




الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالثلاثاء 14 مايو 2019, 1:56 am

مجموعة من الأسئلة و الأجوبة حول رمضان و الصيام مجاب عليها من مجموعة من الشيوخ و المفتين و كتب الفتوى المختلفة و مأخوذة عن موقع (الإسلام سؤال و جواب) 


* السؤال: كيف تكون نية صيام شهر رمضان و هل تكفى نية واحدة فى أول الشهر أم يجب علينا أن نبيت نية الصيام يوم بيوم؟
الجواب:

ذهب البعض أنه تكون النيّة بالعزم على الصيام و تبييت نيّة صيام رمضان ليلاً كلّ ليلة

وذهب البعض الأخر إلى أن ما يُشترط فيه التتابع تكفي النية في أوله ما لم يقطعه لعذر فيستأنف النيّة ، وعلى هذا فإذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كلّه فإنه يجزئه عن الشهر كلّه ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع ، كما لو سافر في أثناء رمضان ، فإنه إذا عاد يجب عليه أن يجدد النيّة للصوم .

وهذا هو الأصح ، لأن المسلمين جميعاً لو سألتهم لقال كل واحد منهم أنا نويت الصوم أول الشهر إلى آخره ، فإذا لم تتحقق النيّة حقيقة فهي محقّقة حكماً ، لأن الأصل عدم القطع ، ولهذا قلنا إذا انقطع التتابع لسبب يبيحه ، ثم عاد إلى الصوم فلا بد من تجديد النيّة ، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس . 




* السؤال: هل من السنة أن يفطر المسلم بعد غروب الشمس مباشرة اى بعد آذان المغرب أم ينتظر ؟ 

الجواب:

السنَّة تعجيل الفطر وهو أن يفطر بعد غروب الشمس مباشرة ، بل إن تأخيره إلى أن تشتبك النجوم من فعل اليهود. فلا ينبغي التأخير المتعمد حتى يمسي الصائم جدّاً ، ولا أن يؤخر الفطر إلى آخر الأذان ، فكل ذلك ليس من هديه صل الله عليه وسلم . 

عن سهل بن سعد أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " . رواه البخاري و مسلم . 






* السؤال : عندما يصل المسلم إلى المسجد وقت صلاة المغرب، وفي أثناء وقت الإفطار، فهل عليه/ أن يفطر أولا ثم يدرك الجماعة، أم يصلي أولا ثم يفطر؟. 


الجواب:
السنَّة أن يعجّل الإنسان الفطر ، وهذا الذي تدل عليه الأحاديث فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :"َ لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر " رواه البخاري و مسلم.

فلذا ينبغي المبادرة إلى الإفطار و لو على لقيمات يسكن بها المسلم جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه . وهذا ما كانيفعله النبي عليه الصلاة والسلام ، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ " رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح أبي داود .و الله تعال أعلى و أعلم. 





* السؤال : ما يشرع للصائم قوله عند الإفطار؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الذي ثبت عند الإفطار أولاً التسمية، فإذا أراد الإنسان أن يفطر فالسنة أولاً أن يسمي يقول: بسم الله، وإذا زاد الرحمن الرحيم فإن هذا لا بأس به،

ويدل لذلك حديث عمر بن أبي سلمة _رضي الله تعالى عنه_ أن النبي _صل الله عليه وسلم_ قال له: "يا غلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك"،أخرجه البخاري ومسلم.

ويشرع للمسلم كذلك أن يقول عند الإفطار ما كان يقوله النبي _صلى الله عليه وسلم_ عند الإفطار، وهو ما يرويه عبد الله بن عمر _رضي الله عنهما_، عن النبي _صل الله عليه وسلم_: أنه كان إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم والبيهقي بسند حسن .
أما القول المشهور بين الناس:" اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، تقبل منا إنك أنت السميع العليم"، فهذا لم يثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ بسند صحيح، وفيما ثبت عن النبي _صل الله عليه 
وسلم_ غنية عن ذلك.

كما يشرع للمسلم أيضاً الحمدلة، يعني إذا انتهى من طعامه أن يقول: الحمد لله؛ وذلك لحديث أنس بن مالك _رضي الله
عنه_ قال: قال رسول الله _صل الله عليه وسلم_: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" أخرجه مسلم في صحيحه. 
والله تعالى أعلم 






* السؤال : ما هو الفرق بين القيام و التراويح:


الجواب:

صلاة التراويح هي من قيام الليل ، وليست القيام أو التراويح صلاتين مختلفتين كما يظن الكثير من الناس ، وإنما سميّ قيام الليل في رمضان بصلاة التراويح لأنّ السّلف رحمهم الله كانوا إذا صلّوها استراحوا بعد كلّ ركعتين أو أربع من اجتهادهم في تطويل صلاة قيام الليل اغتناما لموسم الأجر العظيم وحرصا على الأجر المذكور في قوله صل الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . " رواه البخاري . و الله أعلم. 





* السؤال : يقبل الناس فى رمضان على أداء صلاة التراويح فهناك من يصليها إحدى عشرة ركعة بعد صلاة العشاء مباشرة اقتداءا برسول الله صل الله عليه وسلم ، وهناك من يصليها واحد وعشرين ركعة، عشر بعد العشاء، وعشر قبل صلاة الفجر ثم يوتر، فما حكم الشرع في هذا ؟


الجواب:
صلاة التراويح سنة بإجماع المسلمين و وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر . وليس لصلاة التراويح عدد معين من الركعات ، بل تجوز بالقليل والكثير . أى يجوز أن تصلى 11 ركعة بعد صلاة العشاء و يجوز أن تصلى 21 ركعة عشر بعد العشاء مباشرة و عشر قبل صلاة الفجر ثم صلاة الوتر. ويكون ذلك حسب ما يرى أهل كل مسجد أنه أنسب لهم و حسبما يرى كل مسلم أنه أنسب له. والأفضل هو ما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لم يكن يزيد في قيام الليل على إحدى عشرة ركعة ، في رمضان أوغير رمضان.
و الله تعال أعلى و أعلم. 






* السؤال: فى نهاية صلاة التراويح نصلى الشفع و الوتر و أخر صلاة يختم بها المسلم يومه تكون صلاة الوتر . هل ذلك يعني أننا لو صلينا العشاء فى أول الليل و صلينا الشفع و الوتر هل نعود مرة أخرى ونصلي الشفع والوتر لو صلينا مرة أخرى فى أخر الليل أو هل يمكن أن نؤجلها الى أخر الليل ؟ 

الجواب:

إذا صلى المسلم الوتر بعد أن صلى العشاء و التراويح فى أول الليل ثم أراد أن يصلي بعد ذلك من الليل ، فإنه يصلي ركعتين ركعتين ولا يعيد صلاة الوتر مرة أخرى . وأمْرُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن تكون آخر الصلاة بالليل هي الوتر ، و هو أمرٌ على سبيل الاستحباب لا الوجوب . 




لذا فإذا أوترت من أول الليل ثم يسر الله لك القيام في آخره فصل ما يسر الله لك شفعاً - أى ركعتين ركعتين - بدون وتر ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا وتران في ليلة) . 

ولما ثبت عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس ، والحكمة في ذلك -والله أعلم- أن يبين للناس جواز الصلاة بعد الوتر . أى أن المسلم يجوز له أن يصلي الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة فى أول الليل ثم لو قام فصلى بعد ذلك القيام فيصلى ركعتين ركعتين دون ان يوتر أو ان يؤخر الوتر الى أخر الليل فلا وتران فى ليلة حسب قول رسول الله صل الله عليه و سلم. 





* السؤال : ماهى ضوابط حضور المرأة صلاة التراويح فى شهر رمضان ؟ 


الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن؛ لقول النبي _صل الله عليه وسلم_: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" متفق عليه،
ولأن هذا من عمل السلف الصالح _رضي الله عنهم_ لكن يجب أن تأتي متسترة متحجبة، غير متبرجة ولا متطيبة، ولا رافعة صوتاً، ولا مبدية زينة؛ لقوله _تعالى_:" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا"(الآية31 من سورة النور)، أي: لكن ما ظهر منها، فلا يمكن إخفاؤه، وهي الجلباب والعباءة ونحوهما،

والسنة للنساء أن يتأخرن عن الرجال، ويبعدن عنهم، ويبدأن بالصف المؤخر، عكس الرجال؛ لقول النبي _صل الله عليه وسلم_: " خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها" رواه مسلم.

وينبغي لهن أن ينصرفن عن المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر؛ لحديث أم سلمة _رضي الله عنها_ قالت:"
كان النبي _صل الله عليه وسلم_ إذا سلم حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى 
والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال" رواه البخاري. 

ولا يجوز لهن أن يصطحبن الأطفال الذين هم دون سن التمييز؛ فإن الطفل عادةً لا يملك عن العبث، ورفع الصوت، وكثرة
الحركة، والمرور بين الصفوف، ونحو ذلك، ومع كثرة الأطفال يحصل منهم إزعاج للمصلين، وإضرار بهم، وتشويش كثير بحيث لا يُقبِل المصلي على صلاته، ولا يخشع فيها، لما يسمع ويرى من هذه الآثار، فعلى الأولياء والمسؤولين الانتباه لذلك، 
والأخذ على أيدي السفهاء عن العبث واللعب، وعليهم احترام المساجد وأهلها و الله أعلم. 







السؤال : ما حكم إهدار الوقت فى مشاهدة التليفزيون و المسلسلات فى رمضان؟ * 
الجواب: 
الواجب على الصائم وغيره من المسلمين أن يتقي الله سبحانه و تعالى فيما يفعل فى جميع الأوقات ، وأن يحذر ما حرّم الله عليه من مشاهدة الأفلام الخليعة التي يظهر فيها ما حرّم الله و ما يخالف شرعه ، من الصور والأغاني والدعوات المضللة . ولما في ذلك أيضاً من التسبب في قسوة القلب ومرضها واستخفافها بشرع الله والتثاقل عن آداء فرائضه من الصلاة في الجماعة أو قرءاة القرآن و غيره.
والوقوع في كثير من المحرمات ، والله سبحانه وتعالى يقول : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأنه في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم " سورة لقمان.

ولا شك أن مشاهدة الأفلام المنكرة وما يعرض في التلفاز من المنكرات من وسائل الوقوع فيها أو التساهل في عدم إنكارها. 
من فتاوى الشيخ ابن باز رحمة الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالإثنين 27 مايو 2019, 5:33 am



(( هل شهر رمضان من الاشهر الحرم )) ؟

محتويات
1 ما هي الأشهر الحرم؟
2 سبب تسميتها بالأشهر الحرم
3 شهر رمضان والأشهر الحرم مفضلة عند الله


لعلّ الكثير مُنّا سمع عن الأشهُر الحرم المُعظّمة في الإسلام إلّا أنّ الكثيرون لا يعلمون ما هي الأشهر الحرم وما هي خصائصها والسّبب في تسميَتِها كذلِك وما إذا كان رمضان ينتمي إلى هذِه الأشهُر ، لِهذا سيَقوم موْقِع مُحتوَى مِن خِلال هذِه المقالة الّتي توجد بيْن أيْديِكُم بِالإجابة عن جميع الأسئِلة الّتي قد تطرح على البال فيما يخُصّ بِالأشهُر الحرام وإرتباطها بِشهر رمضان .


والأشهُر الحرم لها تعظيم خاصّ حيْث كانت موْجودة قبل ظُهور الإسلام ، ليَأتي هذا الأخير ليُؤكِّد عظمتُها وقداستُها وسِن لها قوانين وجب على المُسلِمين الإلتزام بِها .

ما هي الأشهر الحرم؟
الأشهر الحرم أربعة حسب ما جاء في قوله تعالى في كتابه العزيز في الآية 36 من سورة التوبة: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”، وبهذا فإن الأشهر الهجرية اثنا عشر شهرا من بينها أربع أشهر حرم، وهذه الأشهر هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة حيث أن السنة النبوية حددت هذه الشهور بالحديث التالي: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئتِه يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحَجةِ، والمحرَمُ، ورجبُ مضرَ الذي بين جُمادى وشعبانَ”، وهذا معناه أن شهر رمضان لا ينتمي إلى الأشهر الحرم، التي تأتي متتالية ما عدا شهر رجب الذي يقع بين شهر جمادى الأخر وشهر شعبان.


سبب تسميتها بالأشهر الحرم
سميت هذه الشهور بالأشهر الحرم لأن الله حرم فيها القتال وجعلها شهورا معظمة كما جعل الحسنات فيها تتضاعف ونفس الشيء بالنسبة للسيئات، وقد تم فرض عقوبات عديدة لكل من تجاوز احكامها ولم يلتزم بها، والقتال الذي هو محرم في هذه الأشهر كان في عهد إبراهيم وإسماعيل وإستمر ذلك إلى بعد نشر الرسالة الإسلامية التي جاء بها رسول الله محمد صل الله عليه وسلم.

فيما يخص الحكمة وراء تحريم القتال في الشهور الحرم هو وقوع مناسك الحج والعمرة فيها، حيث تم تحريم القتال في شهر ذي القعدة الذي يقع قبل موسم الحج فكانوا يقعدون فيه وبعده تم تحريم القتال في شهر ذو الحجة الذي يتم فيه الحج ويكون فيه المسلمون يؤدون مناسك الحج، أما تحريم شهر محرم الذي هو بعد ذو الحجة فجاء ليضمن رجوع الحجاج لديارهم سالمين وتحريم شهر رجب جاء من أجل أداء العمرة.


الأشهر الحرام تتميز بكون جميع المعاصي محرمة فيها حيث عقابها يكون أشد بالإضافة إلى أنها تضم مجموعة من الفضائل التي تتجلى في ان ركن الحج يقع فيها بالإضافة إلى يوم عرفة والليالي العشر التي تقع في شهر ذو الحجة.


شهر رمضان والأشهر الحرم مفضلة عند الله
منح الله عز وجل لعباده فرص كثيرة للفوز بالأجر والثواب حيث أختص شهور معينة بفضائل كثيرة فكان أن جعل شهر رمضان مفضلا من بين الشهور وجعل له خصائص وفضائل تميزه عنها، وكذلك هو الشأن في الشهور الحرم التي يتضاعف فيها العقاب وكذلك الثواب، حيث أن العبادات والطاعات التي تقام في شهر رمضان والأشهر الحرم ليست بنفس الثواب والأجر التي تكون عليه في باقي الأشهر، وهذا يعد تيسيرا وهدايا من الله تعالى إلى عباده لتدارك ما فاتهم حيث من أستغل هذه الشهور المباركة فقد أفلح في حين أنه لا عزاء لمن فوت عليه فرص ذهبية للرجوع إلى الله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الصوم واسراره  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصوم واسراره     الصوم واسراره  Emptyالإثنين 01 يوليو 2019, 6:46 pm

فوائد الصيام العقليه والجسديه

المقدمة : 

تتناول هذه الورقة أولاً وقبل كل شيء التغيرات التي تحدث في وظائف أعضاءالجسم أثناء الصوم كما أن جميع فوائد الصوم الجسمية والعقلية قد وضعت في الاعتبار. إنها تشرح كيف يكون الصوم علاجاً لعدد من الأمراض المعينة مثل التهاب المعدة والصدام النصفي... الخ. وأخيراً تتناول الأمراض والظروف النفسية التي لا ينصح فيها بالصوم مثل الحمل والرضاعة 
(1) التحول الغذاثي للمواد النشوية والسكرية : - 

لكي يحصل الجسم على التوازن الداخلي فإنه يجب أن يحتفظ بنسسبة السكر في الدم أعلى من 80 مليجرام في المائة وأثناء الصوم وبعد أن تتم عملية امتصاص المادة الكربوهيدراتية من الجهاز الهضمي واستفادها في عملية التحول الغذائي فإن نسبة السكر في الدم يحتفظ بها عن طريق عملية تحلل الجليكوجين أي أن الجليكوجين المختزن في الكبد يتحول إلى جلكوز بالطريقة الآتية : - . 




جليكوجين--- فوسفا تيز 6 جلوتو ز- جلوكوز. 

ومن الضروري أن يحتفظ بنسبة السكر في الدم أعلى من 80 مليكرام في الماثة وإلا ظهرت اعراض انخفاض السكر في الدم إن عضوا مثل المخ لا يتم فيه أي عملية تحولى غذائي ولكنه يستخدم السكر (جلوكوز) فقط للحصول على الطاقة المطلوبة لأداء وظيفته ومن ثم فإن أي انخفاض في نسبة جلوكوز الدم سيؤثر على وظيفة المخ. 



إن عملية انتقال الجليكوجين، وتحلله في الكبد تبدأ بإفراز هرمونات معنية مثل- الأدرنالين والكورتيكوستيرويد ويمر الجلوكوز الناتج من هذه العملية إلى الدم للاحتفاظ بنسبة في الدم أعلى من 80 مليجرام في المائة. ويوجد الجليكوجين أيضاً في الفضلات وهذا الجليكوجين يحول غذائياً في الأفراد الصائمين ذوي النشاط العضلي. ولا يمكن الحصول على جلوكوز من عملية تكسر الجليكوجين في العضلات وذلك لعدم توافر انزيم فوسفاتيز 6 جلوكوز وعلى أي حال فإنه يمكن تولد الطاقة اللازمة من عملية التمثيل الغذائي للجليكوجين في العضلات وفي حالة المجهودات العضلية الشديدة تحدث عملية تحلل الجليكوجين في عدم وجود الهواء وينتج عنها حامض اللاكتيك الذي يمر إلى الدم ويتحول بدوره إلى جلوكوز وجليكوجين، بواسطة الكبد. 




وفي الشخص الذي يزن 70 كيلوجرام يختزن الكبد 100 جرام من الجليكوجين والذي يمكن أن يمد أنسجة الجسم بما تحتاجه من جلوكوز لمدة 6 ساعات وكمية الجلوكوز في الدم هي 8 جرام فقط. وبعد أن تستنفد كل مخازن الجليكوحي تبدأ علمية الجليكوجنيسيز لانتاج جلوكوز من مصادر غير المواد الكربوهيدراتية وخاصة من الأحماض الأمينية. 


وأثناء الصيام عندما تنضب مخازن الجليكوجين في العضلات فإن الأخيرة تبدأ في استخدام الدهون كمصدر للطاقة وخاصة في ، الأشخاص الصائمين ذوي المجهود العضلي الكبيركذلك تبدأ عملية الجليكوجينيسيز للحصول على جلوكوز من مصادر جديدة. 
(ب) التحليل الغذائي للدهون : 


تستخدم الدهون من المصادر الغذائية ومن مخازن في الجسم وتحلل مائياً إلى جليسيرول وسلسلة طويلة من. 
الأحماض الدهنية ويتم ذلك في الكبد ويتحول الجليسرول إلى جلوكوز أما الأحماض الدهنية فتتحول إلى:- 



كو انزيم أ+ ثاني أوكسيد الكربون+ ماء بالإضافة إلى بعض الأجسام الكينونية والتي يمكن تحويله، واستخدامها في أنسجة معينة من الجسم وقد يشكل زيادة نسبة الكينون خطورة وخاصة في بعض الأمراض التي يحدث فيها ارتفاع في نسبة الأحماض مثل مرض البول السكري الغير منضبط وحالات عدم قدرة الكلى على القيام بوظائفها... الخ. 



وبالاختصار فإن التغييرات التي تحدث في عملية التحويل الغذاثي أثناء الصيام تشمل تحرج الجليكوجين من أماكن تخزينه في الكبد وتحول الجليكوجين الموجود في العضلات وأكسدة المواد الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة مع ارتفاع في نسبة الكينون وكذلك عملية إنتاج جلوكوز من الأحماض الأمينية والتى تعد مضادة لعملية تكون الكينون أو تكون مصدراً للحصول على الجلكوز. وفي الأشخاص غيرالصائمين تحدث هذه التغييرات بمعدل بطيء جداً أما أثناء الصوم فإنه من المحتم أن، تزيد كمية المواد الداخلة في هذه التفاعلات ويستفاد من هذا ترهيف وزيادة حساسية تفاعلات الجسم لمواجهة أي ضغط أو إجهاد إنها عملية تنقية وزيادة حساسية تفاعلات الجسم لمواجهة أي ضغط أو إجهاد. إنها عملية تنقية للتحويل الغذائي. 

2- تغيرات الجهاز الهضمي. 




أثناء الصوم يحدث في حركة الأمعاء هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تقل العصارة المعدية وعصارة الأمعاء وإفرازات البنكرياس و نتيجته لبطء حركة الأمعاء ستطول فترة راحتها ولأن الراحة ضرورة فسيولوجية فإن راحة الجهاز الهضمي ستعود بالنفع على الجسم. 

أما قلة إفرازات الجهاز الهضمي فذلك. يحدث لسببين : - 

1- أن المرحلة العقلية لإفرازات الغدد اللعابية والمعدية قد تكون غيرمحسوسة إذا ما صام الفرد بعزيمة روحية حقيقية ولم يفكر في الطعام. 

2- أما المرحلة الأخري، من الإفرازات فإنها تعتمد على وجود الطعام في الجهاز الهضمي. ولعدم وجود الطعام أثناءه ستقل ا لإفرا زات. 


ونقص إفرازات الجهاز الهضمي سيسمح للغدد المفرزة أن تحصل على فترة راحة أطول كل يوم. 

3- التغيرات الحادثة في القلب . 

إن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب الى الجسم تذهب إلي الجهاز الهضمي أثناء. علمية الهضم وفي أثناء الصوم إذ إنه لا توجد عملية هضم فإن هناك انخفاضاً كبيراً في كمية الدم التي يدفع بها القلب إلي الجهاز الهضمي وهذا يعني عملاً أقل للقلب وبالتالي قدراً من الراحة . 

وفي عملية التحويل الغذائي فإن عملية تكون الكيتون قد تشكل خطراً في بعض الحالات المرضية ولهذا فإنه من التدبرألا ينصح بالصيام في مثل هذه الحالات خشية أن يلحق بالمريض ضرر إذا ما صام. ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون في الدم أو الذين يعالجون بعقار البيجوانيد وذلك لوجود خطورة تكون حامض اللاكتيك كذلك في حالات مرضى الكلى لا ينصح بالصيام لنفسه الأسباب بالإضافة إلى أنه في هذه الحالات المرضية السابق ذكرهاب يجب تناول كميات كبيرة من السوائل لضمان إدرار كميات معقـولة من البول ولما كان أثناء الصوم يقل تناول السائل فإن عدم مقدرة الكلي على القيام بوظائفها تزيد . 





وفي الحالات الأخرى التي يكون المطلوب فيها الاكثار من تناول السوائل فإنه لا يلزم الصوم مثل حالات حصاوى الكلى والالتهارب الصديدي ومرض البول غير السكري . ومن الناحية الإيجابية يجد الأشخاص المصابون بالسمنة في الصيام خطوة مساعدة لإنقاص وزنهم ما داموا لا يفرطون في تناول الطعام أثناء الإفطار والسحور. 

كما أن الصوم يكسبهم عادة الإقلال من الطعام حتى في غير أوقات الصيام. وقد يجد مرضى السكر المعالجون بالأنسولين صعوبة في الصيام نتيجة لوجود خطورة انخفاض نسبة السكر في الدم ولكن جرعتين من الانسولين قبل الإفطار وقبل السحور قد تكونان كافيتين لتنظيم نسبة السكر. أما مرضى البول السكري المعالجون بالعقاقير الخافضة للسكر والتي، تتناول عن طريق الفم فيمكنهم الصيام طالما تجنبوا عقار البيجوانيد. 




أما عند أمراض الجهاز الهضيي فإن التهاب المعدة هو أحد الأمراض التي تساعد بنجاح فائق عن طريق الصوم طالما لايضاد المريض هذه الوسيلة الجيدة للعلاج عندما يفطر بانهاكه وإسرافه في تناول كميات كبيرة من الطعام أو تناول الأطعمة غير المسموح بها لهؤلاء المرضى بالذات. 

أما مرضى قرحة الإئتى عشر فقد يلحقهم ضرر إذا ما صاموا لأنهم يحتاجون لوجبات منظمة لتساعد القرح على الالتئام. أما مرضى الإسهال الحاد أو المزمن أو أي مرض يصحبه قيء فعليهم ألا يصوموا لوجود خطورة جفاف الجسم والتي دائماً ما تصحب هذه الأمراض إذا لم يهتم بإعطاء الكمية المطلوبة من السوائل. 

وبالطبع إذا ما كان المريض يشكو من مرض خطير أو في حاجة إلى علاج دائم أثناء النهار فان الصيام يكون ممنوعاً. 

و في الصيام والراحة فائدة عظيمة لمرضى القلب وسيلاحظ مرضى الذبحة الصدرية أنه أثناء الصوم ستقل عدد المرات التي يعانون فيها آلام الصدر وذلك نتيجة لانخفاض كمية الدم الذي يدفعه القلب بنسبة ـ ا% إن المرضى الذين في حاجة لدخول المستشفى أو يحتاجون علاجاً عن طريق الفم أو الحقن أثناء النهار يجب عليهم ألا يصوموا. 

وإذا أخذت الأمراض النفسية في الاعتبار فإن معظم- إن لم يكن جميع الأمراض المسماة بالعصبية- تشفي بالصوم. إن فكرة الصيام بغض النظر عن الروحية تمثل الزهد والإعراض عن كل ضرورات الحياة الحسية كالطعام والشراب والجنس، وبإبعاد هذه الضرورات الجسمية إلى مستوى غير محسوس فإن العقل وبطريقة أوتومائكية لا بد له أن يتمرس على تنظيم الجسم حتى تصير غضبة الجوع والعطش غيرمؤلمة. 

وعلى هذا فإن الأمراض العصبية التي تؤدي إلى أعراض جسمانية والمسماة بالأمراض النفسية الجسمية ستشفى إذا ما سمح الصيام لعقل المريض أن يبذل جهده لوضع تنظيم إيجابي على الجسم. وإذا كان الصائم بحماس ديني فإن الأمراض النفسية والعصبية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق والهوس ستشفى بالصيام وهذا يتحقق إذا لوحظ أن للصيام أثراً على العقل المضطرب. إن الحالة المضطربة للعقل في الأمراض النفسية المذكورة من قبل سوف تهدأ أو تلطف وستقوى الروح المعنوية للفرد . 

إن الصداع النصفي أحد الأمراض التي قد تبدو سبباً لعدم الصيام ولكن حقيقة قد يكون الصوم هو العلاج. إن عدداً من مرضى الصداع النصفي قد يعانون من هجمات حادة إذا صاموا وهؤلاء المرضى عادة ما يكونون من ذوي الطبع المتشكك وكثيراً ما تظهر عليهم أعراض القلق إذا ما حدث شىء غيرصحيح ولهذا يسعون بجدية لتصحيح الأوضاع غير السليمة ووضعها موضع الصحة. 

وفي الصيام فإن ألم الجوع ليس شيئاً غيرمحسوس بالنسبة لهم لأنهم يعلمون أنه يمكن أن يسكن بالطعام وعليه فإن مرضى الصداع النصفي يمكنهم أن يصوموا ويستفيدوا من الصيام لو أنهم عرفوا كيف يصومون بطرية، صحية. إن الجوع سوف يتوقف عن أن يكون الزناد لحدوث الصداع لو أنهم تعلموا الاسترخاء وتعلموا أن يتقبلوا آلام الجوع كحقيقة فسيولوجية عادية أو لا يحاولوا أن يحاربوها . 

أما الأشخاص المدخنون والذين يريدون أن يتركوا هذه العادة فإنهم سيجدون في الصيام أرضاً جيدة للتدريب على هذا. إن عدم التدخين في الفترة من طلوع الشمس حتى غروبها سيكون كافياً لحدوث بعض الأعراض نتيجة لإلغاء عادة التدخين وبمرور الوقت خلال شهر رمضان سيضعف هذا التوقان إلى التدخين كثيراً وسوف يتمكن الفرد من الإقلاع عن هذه العادة تماماً . 

وتنصح السيدات الحوامل بعدم الصوم وذلك لزيادة الحاجة إلي التحويل الغذائي بسبب وجود الجنين والتي تؤدي إلى ازدياد نسبة الأجسام الكيتونية التي تضر بالجنين كما أن السيدات الرضع سوف يلاحظن نقصاً في كمية اللبن أثناء الصوم وخاصة أثناء الجو الحار وسوف يعاني الطفل من عدم كفاية اللبن. 

أما الحائض والنفساء فيجب عليهما ألا يصمن لانهما تعتبران غيرطاهرتين من الناحية الإسلامية. 

قال الله تعالى: 
بسم الله الرحمن الرحيم 

(ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ) ( 2/ 222). 

إن تأجيل، الدورة الشهرية عن طريق العقاقيرأثناء شهر رمضان ليست ممنوعة. 

لقد أخذت في هذه الورقة بالبحث الفوائد الجسمية والعقلية للصيام أما الفائدة الروحية فهي أبعد من مجال هذه الورقة ولكن يجب أن يستحضر في العقل أننا نصوم طاعة وامتثالاً لأوامر الله جل وعلا وليس أولو ياً لتحقيق منافع جسمية أوعقلية. 

إن الله بحكمته قضى أنه من الضروري لنا أن نصوم ولهذا فإننا نقبل هذا دون اعتراض أو مناقشة ولكن الله سبحانه وتعالى، أخبرنا أيضاً أن الصوم خير لنا : 

نصائح 

- يجب عدم الإفراط في تناول كميات كببرة من السوائل أو المشروبات والماء بعد سماع أذان المغرب مباشرة ، بينما تكون المعدة في هذه الحالة خالية تماما. وإذا حدث ذلك فإننا نجد أن هذه السوائل يتم امتصاصها من الأمعاء بمعدل سريع ، فتذهب مباشرة إلى الدم مما يؤدي إلى انخفاض تركيز الدم وبالتالي يحدث زيادة ملحوظة في إفراز السائل المائي بواسطة الجسم الهدبي مما ينتج عنه زيادة ضغط العين وبخاصة لدى مرضى الجلوكوما المزمنة البسيطة الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة حدتها. 

ــ من الحكمة ، استشارة طبيب مسلم خبير في علمه ، حاذق وماهر في تخصصه ولديه خلفية فقهية سليمة في أية مسالة تستدعى معرفة رأي الدين بالإضافة إلى الناحية الطبية دون تردد أو حرج . فالطبيب في خدمة المريض دوما كما أن المريض أمانة في عنق الطبيب أمام الله سبحانه وتعالى .. ولا شك أن من الواجب على كل طبيب مسلم الإلمام بالمعرفة بالناحية الفقهية في التخصص الذي يمارسه .. ومن هنا كانت دعوة علماء الطب الإسلامي لتدريس علم فقه الطبيب للأطباء الممارسين والمختصين ، في كليات الطب ، وهي بلا شك دعوة هامة وضرورية ونأمل أن تأخذ طريقها إلى التطبيق العملي في القريب العاجل بمشيئة الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الصوم واسراره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حمية خاصة في شهر الصوم
» أخطاء في الصوم
» الصوم في الإسلام
» مدرسة الصوم
» حديث الصوم !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: رمضان كريم-
انتقل الى: