أســرار الأبنــاء.. لمـن يبـوحــــون بهـا؟
ان اهمية العلاقة بين الاباء والابناء كأهمية العلاقة الاسرية المترابطة فكلما كانت العلاقة بين الاباء والابناء سليمة وصحيحة شب الابناء وهم اكثر ثقة بالنفس اكثر ثقة بالمجتمع ويملكون القدرة على التعامل الاجتماعي السليم والاندماج كذلك في المجتمع كما انهم يشبون وهم قادرون على تكوين اسرة مترابطة، التواصل والتحاور مع الاب والام والابن يتضمن الافصاح عن الاسرار، ولكن لم تعد تلك الجملة الشهيرة: «البنت سر أمها، والولد سر أبيه»، معمولاً بها في أيامنا هذه، إذ يعترف المراهقون، صراحة، بأنهم يخافون كشف أسرارهم للكبار، ليكون الأب والأم آخر من يعلم، إذ أصبح المراهقون يفضلون الأصدقاء، أو الفضفضة على الورق، أو الدردشة على «الإنترنت»، لتزداد الفجوة اتساعاً بين الأبناء والآباء، في ظل حالة من الغياب وعدم التفاهم بين الطرفين؛ ما جعل الشباب يبوحون بأسرارهم خارج البيت. فما هو رأي المراهقين بذلك.
بلا اسرار
بداية تقول ياسمين. ك ، 16 سنة: أنا تقريباً إنسانة بلا أسرار، وخاصة على أمي، التي أحكي لها كل أسراري وتفاصيل حياتي، وكل ما يطرأ عليها، لذا أعتبر نفسي كالكتاب المفتوح أمامها، وبالنسبة لصديقاتي في أوقات كثيرة لا أحكي لهن كل شيء، وأتعمد أن أخفي بعض أسراري خوفاً من الغيرة.امي تشعرني بالامان والاطمئنان لذلك لا اخاف عند بوحي لها بكل شيء، اعتقد ان الخوف هو الذي يمنع الابناء من البوح بالاسرار، ولذلك يتجنب الابناء التكلم عما يحدث معهم، ويلجؤون اما للاصحاب او للتواصل مع الغرباء عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
من جهته، يقول عبد الرحمن صفوت، خريج اقتصاد 21 سنة: لا أفتح قلبي إلا لمن أثق فيه، وغالباً ما يكون أبي، الذي يعاملني كصديق ورجل، ويحرص على أن يكون قريباً من طريقة تفكيري، رغم فارق السن بيننا. أما أمي فلا أحكي لها، فهي تخاف علي أكثر من اللازم؛ ما يجعلني أخاف من خوفها.
كتاب مفتوح
ويخالفهما الرأي أحمد. ، 17 سنة، إذ يقول: أسراري أحكيها لأصحابي، لأننا تقريباً في نفس السن، ونمتلك عقلية واحدة، في حين أن الفرق بين سني وسن أبي وأمي كبير.ولا اشعر انهم يتفهمون الامر، ولا يستطيعون تفهم تفاصيل الحياة التي نحن نراها عادية، ولذلك اصبحت اخاف ان اقول لوالدي او امي، ما فعلته او اشعر به، لانهما يفسرانه بطريقة عصبية، ولا يفتحا معنا حوارات، وهذه الطريقة تجعلنا في المرات القادمة، بعد رؤية سلوك العصبية، ان نتجنب ان نقول لهما كل شيء، من الممكن ان نقول لهما امورا معينة وان نخفي اشياء اخرى، من الطبيعي ان نقول لهما الامور العادية وتلك التي نخاف منها نخفيها.
أما ناهد، 20 سنة، فتجربتها مختلفة، و تقول: كل فرد في بيتنا لا مثيل له، فكل واحد منا عبارة عن جزيرة معزولة، أبي يعمل بالخارج وحتى في الإجازات لا نراه إلا نادراً، وأمي بين اجتماعاتها وجمعيتها الخيرية، وعندما تعود إلى المنزل تكمل اليوم بالكلام في الموبايل.
وأخيراً يقول باسل هشام، 18 سنة: أسراري مع أمي وأبي وأصدقائي مناصفة، ولكن لكل طرف نوع من الأسرار لا يعرفها الآخر.
إخفاء إسرارهم
أكدت اخصائية علم الاجتماع رانية الحاج علي، أن الإحساس بالراحة النفسية التي يجدها الشباب في التعبير عن أسرارهم لزملائهم وأصدقائهم هو السبب الرئيس في لجوئهم إلى إخفاء أسرارهم عن المقربين إليهم، وخاصة الآباء والأمهات، فالشاب أو الفتاة في مرحلة المراهقة غالباً ما يخاف من التعبير، ليس فقط عن أسراره لأهله، بل ويكشفها لزملائه، وخاصة أنهم يمرون بكل هذه المشاعر مثله، وقد يكون هذا أمراً طبيعياً ومقبولاً، وخاصة في تلك الفترة الحرجة، وما نخشاه هو أن يستمر الزملاء بكونهم مخبأ الأسرار الوحيد للأولاد، بينما من المفروض على كل أب وأم أن يحتملا أسرار أولادها حتى يستطيعا أن ينقذاهم فى الوقت المناسب، وخاصة البنات، اللواتي يمررن بمرحلة حرجة يخجلن من التعبير عن أسرارهن، ونجدهن يكتبن أسرارهن في مذكراتهن مثلاً، هذه الأسرار تكون غالباً عبارة عن مجموعة من المشاعر والأحاسيس غير الحقيقية، وتحتوي في الغالب على نقد لبعض الأشخاص الذين لا يمكن توجيه شيء لهم بصراحة، مثل الآباء والأمهات.
لذلك أنصح كل أب وأم بضرورة التقرب من الأبناء في فترة المراهقة، وعدم الخجل من مناقشة أي أمر مهما كان صغيراً، حتى لا يقع الأولاد فريسة سهلة لأصدقاء السوء. وأؤكد أن الأولاد إذا وجدوا الراحة النفسية مع أحد أقاربهم في الكلام عن أسرارهم لن يبحثوا عن آخر لمصارحته بها، لذلك لابد من تدريب الآباء على كيفية إشعار أولادهم بهذه الراحة من جانبهم.
اتقوا الله في أبائكم
وتؤكد الحاج علي أن ضعف الوازع الديني الذي سيطر على الشباب هو السبب في لجوئهم إلى رفاق السوء، وإخبارهم بكل أسرارهم وإخفائها عن والديهم، الذين لهم الحق في معرفة الكثير منها، إن لم يكن كلها، كما يؤكد رسول الله، صل الله عليه وسلم، ذلك بقوله للشباب: أنت ومالك لأبيك. لذلك لابد من تقوية الوازع الديني عند الشباب حتى يتقوا الله في آبائهم ويخبروهم بكل أمورهم، أما اسباب عدم ذكر الابناء اسرارهم لآبائهم وامهاتهم فهي متعددة فقد تكون العلاقة غير مبنية على الثقة أو الصراحة وقد يكون خجل الابناء أو الخوف من العنف أوعدم الرغبة في ازعاج الابوين وعن كيفية توثيق الصلة بين الاباء والابناء فيجب ان تؤسس العلاقة منذ الصغر على ان يصبغها الوالدان بصفة الصداقة والمحبة وليس السيطرة والتحكم وان يمنحوا الابناء ثقتهم ويشاركوهم في الامور العائلية ويثقوا بقدرتهم على حسن التصرف ومساعدتهم بطريقة مباشرة أوغير مباشرة دون تعليق لاذع واعطاء النصيحة عندالحاجة فقط.
الرئيسية 
البوابة 
