منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70099
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية   الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Emptyالخميس 29 أغسطس 2019 - 11:44

الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Image





الاسم: الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي.
مكان وتاريخ الميلاد: العباسية بأم درمان في يوم الخميس 25 ديسمبر 1935م الموافق 1 شوال 1354هـ.
والده: السيد الصديق عبد الرحمن المهدي (1911-1961)، خريج كلية غردون التذكارية قسم الهندسة، تقلد إمامة الأنصار إثر وفاة والده الإمام عبد الرحمن في مارس 1959. قاد معارضة نظام الفريق إبراهيم عبود والكفاح لاسترجاع الديمقراطية حتى وفاته دونها في 2 أكتوبر 1961م.
والدته: السيدة رحمة عبد الله جاد الله (1909-1985)، متفقهة في التراث الديني، كانت من رائدات النهضة النسوية بالسودان، وقد أنشأت مع أخريات أول جمعية نسوية وهي جمعية نهضة المرأة. توفيت في 31 ديسمبر 1985م.
مراحل التعليم:
• الخلوة بالعباسية – أم درمان في الطفولة الباكرة على يد الفكي أحمد العجب، ثم في الجزيرة أبا على يد الفكي علي السيوري.
• الكتّاب في الجزيرة أبا.
• الابتدائي – مدرسة الأحفاد في أم درمان.
• الثانوي: بدأه في مدرسة كمبوني (الخرطوم) – وواصله في كلية فكتوريا (الإسكندرية 48-1950)، حيث ترك الكلية هاجرا التعليم النظامي، رافضا لعدة مظاهر بالكلية تسلخ الطلاب عن هوياتهم العربية والإسلامية. ورجع لبلاده ملازما للشيخ الطيب السراج لينهل من علوم الفصحى وآدابها.
• العودة للتعليم النظامي: في 1952م اقتنع بالرجوع للتعليم النظامي بتشجيع من أستاذ مصري قابله في كلية الخرطوم الجامعية اسمه ثابت جرجس. جلس لامتحانات شهادة أكسفورد الثانوية من المنزل والتحق بكلية العلوم في كلية الخرطوم الجامعية (لاحقا جامعة الخرطوم) كمستمع-على وعد بأن يواصل معهم لو نجح في امتحان آخر السنة.لاحقا أخبره عميد الكلية باستحالة ذلك وساعده في إيجاد قبول للالتحاق بكلية سانت جون ( القديس يوحنا) بأكسفورد ليدرس الزراعة، بشرط نجاحه في امتحان الدخول للجامعة.
 الدراسة في كلية الخرطوم الجامعية
• التحق الصادق بطلبة السنة الأولى لكلية العلوم في الفصل الأخير من العام حيث دخل الجامعة في يوليو 1952م وكان العام الدراسي ينتهي في ديسمبر. وكان يحضر المحاضرات صباحا، ويواصل تلقي دروس العربية من الشيخ الطيب السراج عصرا، ثم يدرس مساء للحاق ما فاته والتحضر لامتحان السنة النهائية.
 النشاط السياسي في كلية الخرطوم الجامعية:
• لقد انفتح ذهن الصادق المهدي للسياسة في الجامعة فقد دخلها في مرحلة احتد فيها الصراع الفكري بين اتجاهين: إسلامي وشيوعي. واحتد فيها كما احتد في السودان عامة نزاع بين تيارين سياسيين: أيستقل السودان أم يتحد مع مصر؟. ولم يكن في الجامعة في ذلك الوقت تنظيم لأمثاله من حزب الأمة والأنصار كما هو الحال اليوم وكانوا في نطاق الجامعة يعانون يتما فكريا وسياسيا. كان معه عمر نور الدائم ومهلب عبد الرحمن على طه، وكمال الدين عباس وهو من الطلبة القلائل من غير أبناء الأنصار الذين أيدوا حزب الأمة في وقت كانت الدعاية المصرية قد افترت على حزب الأمة افتراءات لصقت به وصدت عنه غالبية المثقفين السودانيين. لم يجد أولئك فئة طلابية ينتمون إليها ولكن بحكم التوجه الإسلامي قامت صداقات بينهم وبين بعض الطلبة الحركيين أمثال مدثر عبد الرحيم وحسن الترابي. وبينما كان في جامعة الخرطوم انشق من الإخوان المسلمين جماعة سميت الجماعة الإسلامية بقيادة بابكر كرار رحمه الله. وكان اتجاه هؤلاء قريبا جدا منهم لأنهم إسلاميون فكريا واستقلاليون سياسيا، ورغم التعاطف لم تقم بينهم علاقة تنظيمية بل قامت صداقة فكرية سياسية مع قادة التنظيم الجديد وهم: بابكر كرار، ميرغني النصري، عبد الله محمد أحمد، عبد الله زكريا. كان هؤلاء مؤسسون للحركة الإسلامية في الوسط الطلابي ولكن عندما وقع الانشقاق انحاز إليهم عدد قليل من القاعدة الطلابية.
• الدراسة في كلية القديس يوحنا بجامعة أوكسفرد (1954- 1957م):
• امتحن الصادق المهدي لكلية القديس يوحنا عام 1953م وقبل لدراسة الزراعة ولكنه لم يدرسها، بل ذهب لأكسفورد في عام 1954م وقرر دراسة الاقتصاد، والسياسة، والفلسفة، في أكسفورد على أن يدرس الزراعة بعد ذلك في كاليفورنيا.
• وفق في نيل شهادة جامعية بدرجة الشرف في الاقتصاد والسياسة والفلسفة.. ونال تلقائيا درجة الماجستير بعد عامين من تاريخ تخرجه. حسب النظام المعمول به في جامعة أكسفورد.
• إبان دراسته بأكسفورد شارك في عدد من الألعاب الرياضية ووصل في التنس درجة تمثيل كليته في التنافس بين الكليات ولعب كرة القدم والكريكت والقفز العالي مرات قليلة.
النشاط السياسي في بريطانيا
عندما وصل الصادق المهدي إلى إنجلترا وجد أن المبعوثين السودانيين وغالبيتهم من موظفي الحكومة أو من خريجي الجامعة المبعوثين للتخصص وجدهم يقومون بنشاط اجتماعي وثقافي وسياسي كبير يقوده اتحاد الطلبة السودانيين المبعوثين للمملكة المتحدة وأيرلندا، ووجد فيه استعدادا قوميا للتعاون بين كل الأطراف حتى أن انتخابات الاتحاد لعام 1955م أتت بلجنة من اليمين واليسار والوسط لجنة فيها طه بعشر، والصادق المهدي، وحسن الترابي، ومكاوي خوجلي، ومرتضى أحمد إبراهيم، ومحمد سعيد القدال وآخرين. وبدا له أن الناخبين صوتوا بموضوعية ونظرة قومية للمرشحين الآخرين، وانتخبت اللجنة طه بعشر رئيسا واندفعت في نشاط ثقافي هائل وأعدت معرضا سودانيا ناجحا واستطاعت أن تلعب دورا هاما في حركة تحول المثقفين السودانيين في اتجاه تأييد استقلال السودان فأبرقت الحكومة السودانية مطالبة بإعلان الاستقلال. وأقامت حفل استقبال كبير للسيد إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء حينها أثناء زيارته لبريطانيا وطالبته صراحة باسم المبعوثين السودانيين جميعا بتأييد الاستقلال.. لقد كان لفترة نشاطه في لجنة اتحاد الطلبة السودانيين بإنجلترا أهمية خاصة في حياته السياسية لأنها أقنعته عمليا بجدوى التوجه القومي في السياسة السودانية وغرست في نفسه منذ ذلك الحين فكرة المصالحة الوطنية في مسار السياسة السودانية.
النشاط السياسي في أوكسفرد:
إن النشاط السياسي والفكري في جامعة أكسفورد يتيح للطالب فرصا كبيرة فأعلام المفكرين وأعلام الساسة العالميين يمرون بأكسفورد يحاضرون ويناظرون ويجيبون على الأسئلة. والحرية الفكرية والسياسية تفتح الذهن لكل التيارات وتتيح للشخص فرصا للإطلاع على الفكر الحديث والإعلام بالتيارات السياسية.
انضم الصادق إلى اتحاد طلاب جامعة أكسفورد. وقد اشترك في بعض مناظرات الاتحاد ولكن اتضح له أنه نشاط لا يناسبه، فانضم إلى الجمعية العربية- والنادي الاشتراكي، وجمعية آسيا وأفريقيا وجزر الهند الغربية؛ ركز نشاطه فيها.
أما الجمعية العربية فقد كانت تضم الطلبة العرب وكانوا جماعة متعاونة وصار تقليد الجمعية أن يختار سودانيا لرئاستها فكان عمه يحي المهدي رحمه الله رئيسها قبل دخوله الجامعة وصادف أن اختير معه صلاح الصرفي ( من مصر) أمينا عاما للجمعية. لقد حافظ الطلبة العرب على تقليد إسناد الرئاسة للسودانيين وكانوا يشيدون باعتدال مزاجهم.
النادي الاشتراكي تنظيم فكره يسار حزب العمال البريطاني ووقع اختياره رئيسا له وكان نشاطهم منصبا على مخاطبة الإنجليز وغيرهم للوقوف إلى جانب قضايا تحرير الشعوب المستعمرة. وكان الحزب يجد تأييدا من بعض العناصر العمالية وكانوا يتعاونون مع مرشحي حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة ومع مرشحيه في الانتخابات المحلية.
أما جمعية آسيا وأفريقيا وجزر الهند الغربية فقد كانت تمثل بداية الشعور الذي نما حتى صار اليوم يمثل كتلة الجنوب الفقير الذي فاته الشمال الغني في توفير أسباب الحياة. اختاره هذا النادي رئيسا واختار ستيوارت هول أمينا عاما وكانت سياستهم أن يدعوا الساسة البريطانيين المعروفين بتأييدهم لقضايا التحرر في العالم الثالث لإلقاء المحاضرات. وكانوا ينتهزون فرصة زيارة قادة العالم الثالث لبريطانيا ليدعوهم لعقد ندوات ومحاضرات لتنوير طلبة أكسفورد بمشاكل بلدانهم.
وكان عدد الطلبة المسلمين في أكسفورد قليلا وكانوا يفتقدون منبرا إسلاميا لجمع كلمتهم وتنظيم نشاطهم الإسلامي ففكر وجماعة من زملائه الباكستانيين أمثال قيصر مرشد وكمال حسين والإنجليزي المسلم ربرت بلك وغيرهم؛ فكروا أن يعثروا على صيغة تنظم نشاط المسلمين، وبدأوا بالإفطار في رمضان مع بعضهم وبالاجتماع لصلاة العيد في قاعة أحد المطاعم الهندية. وفي عام 1956م قاموا بتكوين جمعية الاتحاد الإسلامي فرفعوا راية الإسلام لأول مرة في أكسفورد واستمر اتحادهم نشطا حتى تخرجوا ثم مات بعدهم، إلى أن تم إحياؤه بعد ذلك بسنوات.
الحياة العملية :
• عمل موظفا بوزارة المالية في 1957م. في نوفمبر 1958 استقال عن الوظيفة لأن انقلاب 17 نوفمبر كان بداية لعهد يرفضه.
• عمل بعد ذلك مديرا للقسم الزراعي بدائرة المهدي، وعضوا بمجلس الإدارة
• كان رئيسا لاتحاد منتجي القطن بالسودان.
• انخرط في صفوف المعارضة وبعد ذلك دخل المعترك السياسي الذي جعل همه لخدمة قضية الديمقراطية والتنمية والتأصيل الإسلامي في السودان.
المناصب القيادية التي تقلدها:
• رئيس الجبهة القومية المتحدة في الفترة من 1961- 1964م.
• انتخب رئيسا لحزب الأمة نوفمبر 1964م.
• انتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من 25 يوليو 1966- مايو 1967م.
• رئيس للجبهة الوطنية في الفترة من 1972- 1977م.
• انتخب رئيسا لحزب الأمة القومي مارس 1986م.
• انتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من أبريل 1986- وحتى انقلاب 30 يونيو 1989م.
المناصب التي يتقلدها حاليا:
• رئيس مجلس إدارة شركة الصديقية
• رئيس حزب الأمة القومي المنتخب في فبراير 2009مم.
• إمام الأنصار المنتخب في ديسمبر 2002م.
• عضو مؤسس ورئيس المنتدى العالمي للوسطية في ديسمبر 2007م. http://www.wasatyea.net/
• عضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد http://www.clubmadrid.org/
• رئيس مجلس الحكماء العربي للحلف العربي لفض المنازعات.

  • رئيس قوى نداء السودان مارس 2018م

الجمعيات والروابط: عديدة منها:
• عضو في المجلس العربي للمياهhttp://www.arabwatercouncil.org/ وعضو بمجلس أمنائه
• عضو بالمجموعة الاستشارية العليا الخاصة بمجموعة العمل الدولية للدبلوماسية الوقائية.
• عضو في المؤتمر القومي الإسلامي، بيروت.
• عضو سابق في المجلس الإسلامي الأوربي، لندن
• عضو مجلس أمناء مؤسسة آل البيت:http://www.aalalbayt.org/
“مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي هي مؤسسة إسلامية غير حكومية عالمية مستقلة، مركزها عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وهي تعمل لخدمة الإسلام والإنسانية جمعاء من مهامها:
التعريف بالدين والفكر الإسلامي، وتصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام، وإبراز العطاء الفكري الإسلامي وأثره في الحضارة الإنسانية، و تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين أهل المذاهب الإسلامية، وتوضيح إنجازات آل البيت ودعوتهم إلى الوسطية والاعتدال والتسامح، والتقاء علماء المسلمين وتعارفهم لتقوية الروابط الفكرية وتبادل الآراء بينهم، والتعاون مع مراكز البحوث والمجامع والمؤسسات والهيئات العلمية والجامعات فيما يتفق و أهداف المؤسسة.”
• عضو سابق في جماعة الفكر والثقافة الإسلامية، الخرطوم.
• عضو مؤسس بشبكة الديمقراطيين العرب.
• عضو مؤسسة ياسر عرفات
• عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية:http://www.adf.org.qa/
“المؤسسة العربية للديمقراطية: بطاقة تعريف
نشأت المؤسسة العربية للديمقراطية في السابع والعشرين من شهر مايو 2007 عندما أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حفظها الله عن تأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية، وترأست مجلس أمنائها.
وقد نشأت المؤسسة بمبادرة من دعاة الديمقراطية العرب؛ وبمباركة كريمة من دولة قطر، التي استضافت مؤتمرين لهم ( عامي 2004 و 2007)، ورحبت بأن تكون عاصمتها الدوحة، مقرا للمؤسسة.
ويؤمن أصحاب هذه المبادرة بأن التأثير الأساسي للمؤسسة يكمن في استثارة إبداعات ودعم وبرامج منظمات المجتمع المدني، ومبادرات المواطنين- من ذلك، مساندة الجماعات الواعدة لتقوية قدراتها المؤسسية، ونشر القيم الديمقراطية، ورفع الوعي والمشاركة في الحوارات حول السياسات العامة؛ وزيادة قدراتهم لخدمة مجتمعاتهم المحلية، لإعداد بلدان المنطقة في المرحلة الانتقالية إلى الحكم الديمقراطي سلمياً، ومناهضة كل أشكال الاستبعاد الاجتماعي والسياسي لكل من يعيشون على الأرض العربية.
وهي منظمة مدنية عربية دولية مستقلة؛ للدعوة للديمقراطية كثقافة، وطريقة حياة وكنظام أمثل للحكم الصالح؛ ولدعم الهيئات والنشطاء العاملين في هذا المجال ماديا ومعنويا؛ من خلال تفعيل واستحداث كل القنوات السلمية الممكنة، وتعبئة كل الموارد البشرية والمالية المتاحة محليا وإقليميا ودوليا.”
العمل والنضال السياسي
كان أول بروز للصادق المهدي في ساحات العمل السياسي السوداني في معارضة نظام عبود ، وفي أكتوبر 1961 توفي والده الإمام الصديق الذي كان رئيسا للجبهة القومية المتحدة لمعارضة نظام عبود القهري. وقد شارك بفعالية في معارضة نظام عبود واتصل بنشاط الطلبة المعارض، كما كان من أوائل المنادين بضرورة الحل السياسي لمسألة الجنوب، حيث أصدر كتابه “مسألة جنوب السودان” في إبريل 1964م، ونادى فيه بالأفكار التي كانت أساس الإجماع الوطني لاحقا من أن مشكلة الجنوب لا يمكن أن تحل عسكريا.
وحينما قامت أحداث 21 أكتوبر 1964م اتجه منذ البداية لاعتبارها نقطة انطلاق لتغيير الأوضاع وسار في الموضوع على النحو الذي أوضحه في البيان الذي نشره بعنوان (رسالة إلى المواطن السوداني) وقد نجحت مساعيه في توحيد جميع الاتجاهات السياسية في السودان وفي جمعها خلف قيادة الأنصار في بيت المهدي وفي جعل بيت المهدي (أي القبة والمسجد الرابع الشهير بمسجد الخليفة) مركز قيادة التحول الجديد. حدث هذا رغم وجود اتجاهات وسط بعض كبار بيت المهدي وكيان الأنصار كانت ترى التريث والابتعاد عن الثورة ولكن اتجاه المشاركة كان غالباً فجرّ الجميع في اتجاهه حتى انتصر وتم القضاء على الحكم العسكري وقامت الحكومة الانتقالية القومية وقد قاد موكب التشييع وأم المصلين في جنازة الشهيد القرشي، وكان ذلك هو الموكب الذي فجر الشرارة التي أطاحت بالنظام. كما كتب مسودة ميثاق أكتوبر 1964م الذي أجمعت عليه القوى السياسية.
الديمقراطية الثانية (64- 1969م):
انتخب رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964م، وقاد حملة لتطوير العمل السياسي والشعار الإسلامي وإصلاح الحزب في اتجاه الشورى والديمقراطية وتوسيع القاعدة، استغلها البعض لإذكاء الخلاف بينه وبين الإمام الهادي المهدي مما أدى لانشقاق في حزب الأمة وصار رئيسا للوزراء عن حزب الأمة في حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني الاتحادي في 25 يوليو 1966م- خلفا للسيد محمد أحمد محجوب الذي كان رئيسا للوزراء عن حزب الأمة والذي قاد جزءا من عضوية حزب الأمة بالبرلمان للمعارضة. قامت الحكومة الجديدة بإجراءات فاعلة في محاصرة الفساد وتحقيق العديد من الإنجازات وأهمها: السعي بجدية لكتابة الدستور الدائم وفي حل قضية الجنوب وعقد مؤتمر جميع الأحزاب لذلك الغرض، وكذلك إجراء الانتخابات التكميلية في الجنوب في مارس 1967م، الإنجازات الاقتصادية المتمثلة في ضبط الميزانية وإنهاء التدهور المالي، ولكن كثرة المنجزات في فترة قصيرة أثارت ضدها غيرة سياسية من المنافين فتكون ضدها ائتلاف ثلاثي بين الجناح المنشق من حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي فأسقطها في مايو 1967م.
خاض حزب الأمة انتخابات 1968م منشقا ثم التأم مرة أخرى في 1969م، ولكنه لم يستفد من قوته الجديدة بسبب انقلاب 25 مايو 1969م الذي قوض الشرعية الدستورية.
الديكتاتورية الثانية (69-1985م):
• حينما وقع الانقلاب توجه الصادق المهدي للجزيرة أبا حيث كان هنالك إمام الأنصار عمه الهادي المهدي. أرسل قادة الانقلاب بطلبه للتفاوض وأعطوا الإمام الهادي عهدا بألا يمس بسوء، ثم غدروا بالعهد حيث لم يجر تفاوض بل اعتقل ثم تعرض لمحاولة اغتيال. أبعد السيد الصادق عن الكيان واعتقل في 5 يونيو 1969 في مدينة جبيت بشرق السودان ثم حول لسجن بور تسودان ثم اعتقل بمدينة شندي، ثم نفي إلى مصر ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أرجع لسجن بور تسودان معتقلا حتى مايو 1973م. وفي أثناء ذلك قام النظام الجديد الذي حمل رايات اليسار الشيوعي، بالتنكيل بالأنصار مما أدى لمجزرة الجزيرة أبا وحوادث ودنوباوي قصفت الجزيرة أبا بالطائرات عصر الجمعة 27 مارس 1970، واستمر القصف حتى الثلاثاء..وحواداث ودنوباوي يوم الأحد 29 مارس 1970، ثم حوادث الكرمك التي استشهد فيها إمام الأنصار ورفيقيه.
• أطلق سراحه لعدة أشهر ثم اعتقل بعد انتفاضة شعبان 1393هـ/ سبتمبر 1973م والتي تجاوب معها الشارع وهزت النظام ولكنها لم تلق أي تجاوب عسكري كما استعجل في خطواتها بعض السياسيين، عاد الصادق بعدها نزيلا بسجن بور تسودان (من ديسمبر 1973- حتى مايو 1974م) وكتب خلال هذه الفترة: “يسألونك عن المهدية”، وفي السجن تعرض لوعكة صحية وأوصى الطبيب الدكتور أحمد عبد العزيز بسفره للخارج للعلاج، وقد كان.
• في 1974 سافر إلى خارج البلاد حيث بدأ جولة في العواصم العربية والغربية والأفريقية كتب خلالها “أحاديث الغربة” وألقى العديد من المحاضرات في جامعات درهام ومانشستر وأكسفورد ببريطانيا وجامعة كادونا بنيجريا، داعيا للحل الإسلامي ومبشرا بالصحوة الإسلامية وعطائها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
• تكونت الجبهة الوطنية الديمقراطية المعارضة لمايو بقيادته في المهجر (شملت حزب الأمة، والحزب الاتحادي والأخوان المسلمين). قامت الجبهة بمحاولة تحرير السودان من الاستعمار الداخلي عبر الانتفاضة المسلحة في يوليو 1976م التي فشلت في إسقاط نظام مايو، ولكنها أقنعت النظام بجدوى وقوة المعارضة وأدى ذلك متضافرا مع عوامل أخرى للمصالحة الوطنية -الاتفاق السياسي بين مايو والجبهة الوطنية في 1977، الذي تعين وفقا له على النظام إجراء إصلاحات ديمقراطية أساسية.
• عاد السيد الصادق المهدي للسودان في 1977م ولكن ما لبث أن تبيّن له الخداع المايوي في ضمان الديمقراطية والإصلاح السياسي، فاعتبر أن المصالحة قد فشلت ولكنه آثر البقاء في السودان لمعارضة النظام المايوي من الداخل.
• في 8 سبتمبر 1983م أعلن النظام المايوي ما أسماه الثورة التشريعية، التي اعتبرها السيد الصادق المهدي أكبر تشويه للشرع الإسلامي، وعقبة في سبيل البعث الإسلامي في العصر الحديث، وجاهر بمعارضتها في خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1403هـ الموافق 18 سبتمبر 1983م، فاعتقله النظام المايوي (في 25 سبتمبر 1983م) وحاول الكيد له ومحاكمته بحجة معارضة الشريعة وقد كانت الشريعة من تلك القوانين براء (لاحقا وحينما صار رئيسا للوزراء حرص الإمام الصادق المهدي على تقييم تجربة نميري بآراء فقهية مختلفة واستقدم لجنة من العلماء من مختلف بلدان العالم الإسلامي ومذاهبه أفتت بأن تلك القوانين معيبة في جوهرها وفي تطبيقها). في تلك الفترة من الاعتقال كتب: “العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي”، أطلق سراحه في ديسمبر 1984م. فخرج يقود المعارضة للنظام من الداخل ويتناغم مع الغضبة الشعبية التي أثمرت ثورة رجب/إبريل 1985م.
الديمقراطية الثالثة (85-1989م):
قامت سنة انتقالية جرت بعدها انتخابات عامة ( إبريل 1986م) حصل حزب الأمة فيها على الأكثرية، وانتخب السيد الصادق رئيسا للوزراء. تعاقبت عدة حكومات أو ائتلافات -تفاصيلها مسجلة في كتابه: الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة- حتى قام انقلاب 30 يونيو 1989م. وكان من أهم ما قام به في تلك الفترة السعي للتجميع الوطني لحل القضايا الأساسية قوميا، والسعي للتأصيل الإسلامي عبر الإجماع الشعبي وبالوسائل الدستورية.
الديكتاتورية الثالثة (1989م- ):
• اعتقل الصادق المهدي في 7/7/1989م وقد كان بصدد تقديم مذكرة لقادة الانقلاب وجدت معه. حبس في سجن كوبر حتى ديسمبر 1990. في 1 أكتوبر 1989م تعرض للتصفية الصورية والتهديد فكتب شهادته عن فترة حكمه: كتابه عن “الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة”. وفي أكتوبر 1989م وقع مع قادة القوى السياسية الموجودين داخل السجن “الميثاق الوطني”.
• في ديسمبر 1990 حوّل للاعتقال التحفظي في منزل زوج عمته بالرياض (بروفسور الشيخ محجوب جعفر)، حيث سمح لأفراد أسرته بمرافقته. كتب خلال هذه الفترة : “تحديات التسعينيات” متعرضا فيه للوضع العالمي وتحديات العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، و”ضحكنا في ظروف حزينة”.
• أطلق سراحه في 30 إبريل 1992 وكان تحت المراقبة اللصيقة من الأمن السوداني ومحدودية الحركة حيث لا يسمح له بمغادرة العاصمة. رفع راية الجهاد المدني ونصح الحكام من على المنابر، وأظهر تلاعبهم بالدين وبالشعار الإسلامي لصالح الكسب الدنيوي وتشويههم له، مما عرضه للتحقيقات المطولة والاعتقالات المتوالية في: 1993، يونيو 1994، واعتقال “المائة يوم ويوم” من مايو إلى سبتمبر 1995 الذي تعرض فيه للتنكيل وارتياد أماكن التعذيب التي أطلق عليها السودانيون “بيوت الأشباح”. تعرض بعد ذلك لتهديدات السلطة واستئناف المتابعة الأمنية اللصيقة، أقنعه ذلك -علاوة على ما رآه من استخدام النظام له كرهينة- بضرورة الخروج فهاجر سرا في فجر الاثنين التاسع والعشرين من رجب 1417هـ الموافق 9 ديسمبر 1996 قاصدا إرتريا – سميت عملية الهجرة: تهتدون.
• التحق السيد الصادق بالمعارضة السودانية بالخارج، وبدأ أكبر حملة دبلوماسية وسياسية شهدتها تلك المعارضة منذ تكوينها.
• في أول مايو 1999م استجاب لوساطة السيد كامل الطيب إدريس للتفاوض مع النظام فتم لقاء جنيف بينه وبين الدكتور حسن الترابي.
• في 26 نوفمبر 1999م تم لقاء جيبوتي بينه وبين الرئيس البشير وعقد حزب الأمة اتفاق نداء الوطن مع النظام في الخرطوم، وذلك تحت رعاية الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي.
• في 23 نوفمبر 2000 عاد للبلاد في عملية أطلق عليها اسم “تفلحون”، وذلك للقيام بالتعبئة الشعبية والتنظيم الحزبي والتفاوض مع النظام والاستمرار في الاتصالات الدبلوماسية.
• عمل مع هيئة شئون الأنصار على نقل كيان الأنصار الديني نحو المؤسسية، فكان أن اكتمل بناء الهيئة المؤسسي بعقد المؤتمر الأول لهيئة شئون الأنصار في الفترة ما بين 19-21 ديسمبر 2002م وكان أول كيان ديني سوداني يقوم على الشورى والمؤسسية، وقد تم انتخابه إماما للأنصار في ذلك المؤتمر كما تم انتخاب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار، ومجلس الشورى، ومجلس الحل والعقد.
• وفي الفترة ما بين 15-17 أبريل 2003م انعقد المؤتمر العام السادس لحزب الأمة حيث تمت إعادة انتخابه رئيسا للحزب.
• قاد حملة لتعديل اتفاقيات السلام السودانية الثنائية في نيفاشا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تم توقيعها في نيفاشا 9 يناير 2005م، واتفاقية أبوجا بين الحكومة وإحدى الفصائل المتمردة في دارفور والتي تم توقيعها في مايو 2006، واتفاقية أسمرا التي وقعتها الحكومة مع بعض ثوار الشرق في أكتوبر 2006م. وذلك بتحويلها إلى اتفاقيات قومية يجمع عليها السودانيون، وإصلاح الخاطئ فيها، وتوضيح ما غمض فيها من نقاط، وتوسيعها بإضافة القضايا الهامة التي أهملتها وذلك بإشراك جميع الفاعلين في المجتمع السوداني في منبر قومي جامع. وقال ما لم يحدث ذلك فإن اتفاقية نيفاشا لن تحقق السلام ولا الوحدة ولا التحول الديمقراطي، وبالفعل تحققت نبوءته فانفصل الجنوب في يناير 2011م، وانفجرت الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق بسبب الخلاف حول المنطقتين، وتحولت البلاد إلى شمولية أشد شراسة.
• في 25-26 ديسمبر 2005م نظمت اللجنة القومية للاحتفال بالعيد السبعيني للإمام الصادق المهدي مهرجانا احتفاليا وندوة لتقييم عطائه، وقد كانت علاوة على ردود الأفعال في الصحف وأجهزة الإعلام الأخرى مناسبة لإلقاء الضوء على عطائه وتكريمه من قبل أحبابه وأصدقائه والمهتمين عامة على مستوى قومي بل وتخطى الحدود.
• في العام 2006م اختاره معهد الدراسات الموضوعية بنيودلهي/ الهند واحدا من مائة قائد مسلم عظيم في القرن العشرين ضمن قائمة القادة والحكام.
• وفي 20 مايو 2008م وقع حزبه اتفاق التراضي الوطني مع الحزب الحاكم المؤتمر الوطني وكانت الاتفاقية تقتضي تحويلها قوميا عبر مؤتمر قومي جامع يبحث كافة قضايا البلاد وينهي خطة السلام بالتجزئة والعمل الثنائي عبر الإجماع القومي، ولكن صقور المؤتمر الوطني أفرغوا الاتفاقية من محتواها فعليا.

  • وافق رئيس النظام الحاكم في لقاء ببيت الإمام الصادق المهدي بالملازمين في 27 أغسطس 2013 على أن الحكم والدستور والسلام قضايا قومية لا ينبغي أن يسيطر عليها أحد ولا يقصى منها أحد، ثم بدا بعد انتفاضة سبتمبر 2013م التي قمعها النظام بالحديد والنار مطلقاً الرصاص الحي على المتظاهرين ما أسفر عن أكثر من مائتي شهيد، بدا أنه سوف يسير في الخط الذي طالب به الإمام فأعلن حوار الوثبة في يناير 2014م، واشترك فيه الإمام بحماسة ولكن النظام ضاق برؤاه حول ضرورة ان تكون رئاسة الحوار محايدة بينما يصر على رئيسه، فتحجج بحديث أدلى به في اجتماع لحزب الأمة حول الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع في مناطق النزاع في دارفور وجبال النوبة، وقام باعتقاله في 16 مايو 2014م ووجه له تهماً تصل عقوبتها للإعدام، وأعلن نواب برلمانه أنه ينبغي أن توجه له تهمة الخيانة العظمى ثم شن حملة إعلامية ضارية تمهد للاغتيال القضائي، ولكنه استجاب لضغوط كثيرة داخلية وخارجية فأطلق سراحه في يوم الأحد 15 يونيو 2014م.
  • في 2014/8/8م وقع باسم حزب الأمة مع الجبهة الثورية السودانية إعلان باريس الذي كان اختراقاً في الساحة السياسية السودانية بإجماع الفصائل المقاتلة على أسس الحل السوداني التي تنطوي على وسيلتين هما الحوار باستحقاقاته أو الانتفاضة السلمية باستبعاد الحل العسكري، وعلى استبعاد تقرير المصير لمناطق النزاع والإجماع على وحدة السودان تحت أسس جديدة عادلة. ولكن النظام بدلاً من الترحيب بهذا الاختراق الوطني الضخم خونه ولفق حديثاً عن صفقات سرية، وفي النهاية صار الإمام من جديد مطلوباً للنظام البوليسي، وتم اختطاف نائبة رئيس حزب الأمة د. مريم الصادق المهدي حال عودتها من اجتماعات باريس في المطار في 10 أغسطس 2014م وظلت في الحبس الانفرادي لمدة شهر.
  • واصل الحبيبُ الإمام الصادق المهدي مناشطه في الخارج والتي تكونت من أجندة وطنية لبناء الإجماع القومي حول أجندة الوطن،  وإقليمية عبر منتدى الوسطية العالمي، ودولية عبر نادي مدريد..
  • وفي الرابع من سبتمبر 2014م تم الاتفاق على نقاط ثمانية إطارية للحوار تلبي مطلوبات الحوار المطلوب، حيثُ وقع الوسيطُ الأفريقي السيد ثامبو امبيكي على تلك النقاط مع قوى إعلان باريس من جهة، ومع لجنة السبعة زائد سبعة التي تمثل مفاوضي النظام من جهةٍ أخرى.. شكلت تلك النقاط أساس  قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 456 في الثاني عشر من نفس الشهر.
  • الاختراقُ الثاني في الأجندة الوطنية كان في أديس أبابا في 3 ديسمبر من نفس العام حيثُ وقعت الجبهة الثورية وحزبُ الأمة وقوى الإجماعُ الوطني ومبادرةُ المجتمعِ المدني على نداءِ السودان.. ومن جديد تم الاتفاقُ على خياري الحل السلمي والانتفاضة للقضية الوطنية، والبناءِ على قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 456. وبالتالي نجح الإمامُ أن يقود باتجاهِ تبنٍ قومي للحل السلمي كأولوية. أما النظام، فقد واصل في اتهام هذه المجهودات الحثيثة، وتم اعتقال كل من الدكتور أمين مكي مدني رئيس مبادرة المجتمع المدني والأستاذ فاروق أبو عيسى رئيس هيئة قيادة قوى الإجماع الوطني بعد عودتهما من أديس أبابا.
  • مباشرة بعد توقيع نداء السودان، في الخامس من ديسمبر، وبتكليف من زملائه كتب الحبيب الإمام الصادق المهدي خطابا للوسيط السيد ثابو امبيكي قدم فيه مقترحا لخريطة طريق للحوار السوداني المفضي للحل، وفي العشرين من نفس الشهر كتب خطاباً لمجلس الأمن الدولي يحثه على تبني حل الأزمة السودانية وفق حوار باستحقاقاته مساندة لقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي. أما النظام، فقد كان يسير عكس تيار الحوار والحريات، وفي الرابع من يناير 2015م أجرى تعديلات دستورية تسحب كل الملامح الديمقراطية في الدستور الانتقالي لسنة 2015م وتدشن جهاز الأمن وقوات الدعم السريع كناب رسمي للحكومة. كما صعد من الحرب والفتنة الإثنية بين القبائل.  في التاسع عشر من يناير وجه الحبيبُ الإمام في التاسع عشر من يناير منشوراً يناشد الجميع (أرضاً سلاح) فيما بينهم والعمل على المصالحات الإثنية والقبلية.
  • في أبريل من عام 2015م اتجه الحبيبُ الإمام إلى الدوحة لتسجيل حلقاتِ شاهدٍ على العصر بقناة الجزيرة، وهي الحلقات التي تم بثها في شهري أكتوبر ونوفمبر من نفس العام.
  • في هذه الفترة تعددت رحلات الحبيب الإمام إلى برلين وباريس وأديس أبابا للتشاور حول القضية السودانية معه وغيره من قادة المعارضة، لكسر الجمود في العملية السلمية بعد تنصل الحكومة، وأسفر الأمر عن توقيع النظام على خارطة طريق اقترحها الوسيط أمبيكي في 21 مارس 2016م، ثم بمجهودات الإمام وسعيه لاستصحاب ملاحظات المعارضة وقعت فصائلها على الخارطة بأديس أبابا في 2016/8/8م، وبرغم ذلك لم ينفذ النظام ما في الخارطة حتى الآن.
  • داخل منتدى الوسطية، قاد الحبيب الإمام حركة حثيثة لإنهاء الاستقطاب بين المسلمين وإطفاء النزاعات المشتعلة داخل بلدانهم وفيما بينها، فتم تبني نداء استنهاض الأمة  الذي قدمه للمنتدى، أما بالنسبة لنادي مدريد فقد نشّط النادي برنامج (وقف التطرف العنيف) وعبره قدم التشخيص الموضوعي للإرهاب وجذوره لتبني السياسات المعالجة.
  • بعدها أعلن الإمام أن مهامه بالخارج قد انتهت فقررت أجهزة حزب الأمة عودته للبلاد التي كانت متزامنة مع تاريخ مجيد هو تاريخ تحرير الخرطوم على يدي قوات المهدية في 26 يناير 1885م، فعاد في 26 يناير 2017م، وكان مهرجان عودته استفتاء شعبياً ضخماً يرد على المكابرين في النظام بشعبيته وقبول الجماهير لدعوته للحل السياسي باستحقاقاته أو الانتفاضة الشعبية.
  • وما زال يواصل اتصالاته ومجهوداته الدؤوبة لتحقيق شمول السلام وتأكيد التحول الديمقراطي في السودان والتي يطرح عبرها مشروع التأصيل الإسلامي المستنير. وهو يواصل العمل للتعبئة الشعبية والحوار مع النظام والقوى السياسية الأخرى، والبناء الحزبي، والاتصالات الدبلوماسية لخدمة القضية السودانية والقضية الإسلامية عبر الكتابات والاجتماعات واللقاءات الداخلية والرحلات الخارجية.
  • وفي مارس 2018م غادر إلى العاصمة الفرنسية باريس لحضور اجتماع قوى ندائ السودان الذي تم فيه اختياره رئيساً للمجلس، وبقية اعضاء المجلس من قادة المكونات الاخرى نوابا له، كما تم في ذات الاجتماع إعتماد إعلان دستوري يوجه ويحكم عمل نداء السودان بوصفه تحالف مدنى سلمى يرتكز على استخدام وسائل المقاومة السلمية الجماهيرية لتحقيق التغيير المنشود، ومن ثم إعتماد هيكل يتكون من المجلس الرئاسي الذي يضم رؤساء المكونات المختلفة، للنداء والذي تحددت بأن تكون مهمته الإشراف والتخطيط وإدارة عمل النداء وتمثيله في المحافل المختلفة.

نشاطه الفكري:
يحرص على متابعة مستجدات الساحة الفكرية عبر قراءة الكتب والصحف والمجلات، والمشاركة في المنتديات والمناشط الفكرية الجماعية، وتتبع النشرات الإخبارية الإذاعية ومؤخرا الفضائيات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70099
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية   الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Emptyالخميس 29 أغسطس 2019 - 11:47

شهادتي لله وللتاريخ على انقلاب 30 يونيو


الإمام الصادق المهدي






مقدمة:
التعريف الأشهر للديمقراطية أنها حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب.
القوى السياسية ذات الأيديولوجيات الراديكالية من اليمين أو اليسار يائسة من استقطاب الشعب لأجنداتها، لذلك تتجاوز عبارة بواسطة الشعب وتدعي التعبير عن مصلحة الشعب.
القوات المسلحة في البلدان الديمقراطية العريقة كونت بصورة تضمن ولاءها للنظام المدني الحاكم ملكياً كان أو جمهورياً، وصار امتثالها للحكم المدني هذا جزء من عقيدتها العسكرية.
في البلدان التي احتلتها القوى الإمبريالية حرص الإمبرياليون على تكوين القوات المسلحة بصورة فيها فجوة بينها وبين الكيانات المدنية، وهذا هو النهج الذي اتبع في تكوين قوة دفاع السودان بعد الانقسام بين دولتي الحكم الثنائي وما كان من ثورة 1924م.
الحركة المصرية عام 1952م بدأت حركة ولكنها فيما بعد تبنت برنامجاً ثورياً. ونهجها هذا غرس بذرة دور ثوري للقوات المسلحة في المنطقة تحت شعار الضباط الأحرار.
ولكن في السودان الذي وقعت فيه ثلاثة انقلابات عسكرية ناجحة كان المحرض للانقلاب في 1958م و1969م، و1989م فاعلاً حزبياً سياسياً.
الحركات السياسية ذات البرامج الراديكالية في منطقتنا أدركت حقيقة أن الانقلاب العسكري سوف يتبنى شعاراتها في مرحلة الانقلاب ولكن سوف يحرص الانقلابيون على احتكار القرار السياسي ما يؤدي لتناقض بين المحرض المدني والمنفذ العسكري، ويطيح المنفذ بالمحرض. هذا ما اكتشفه المحرضون السياسيون في انقلابات السودان الثلاثة.
وانطلاقاً من حقائق التجارب المماثلة نشر المفكر البعثي الأستاذ منيف الرزاز كتابه “التجربة المرة”، ونفس المعنى أكده لي في لقاء مباشر الأستاذ ميشيل عفلق في بغداد في عام 1988م.
وفي يناير 1989م أجمع ممثلون لحركات أخوانية على ضرورة تجنب محاولات تطبيق الشريعة بواسطة الانقلابات العسكرية ونشر الأستاذ عبد الله النفيسي هذا القرار في كتاب بعنوان “الحركة الإسلامية، رؤية مستقبلية: أوراق في النقد الذاتي”. وقديماً قال أبو الطيب:
وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ                  تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
بعد هذه المقدمة أقول:
كنت قد كونت حكومة جديدة في 15 مايو 1988م بعنوان “حكومة الوفاق الوطني” ضمت مع حزب الأمة الحزب الاتحادي الديمقراطي والجبهة القومية الإسلامية وأربعة أحزاب أخرى صغيرة، وكان الحليفان الرئيسيان معنا خصمين، وصار الاتحاديون يزايدون في قضية السلام وصار الأخوانيون يزايدون في قضية تطبيق الشريعة. وكنا في حزب الأمة نقول للطرفين نعم للسلام بوفاق قومي، ونعم لتطبيق الشريعة بوفاق قومي.
وفي نهاية عام 1988م زارني في مكتبي بطلب منه الأستاذ أحمد سليمان وقال لي حضرت إليك بمبادرة شخصية، ولكنني اعتبرته رسولاً من حزبه، قال: أنت تعلم أننا وأنتم جادون في تطبيق الشريعة ولكن الاتحاديين يراوغون، دعنا نتفق ونعدل الدستور لتصير أنت رئيساً للجمهورية ونطبق الشريعة ونواجه المعارضة الاتحادية إذا اقتضى الأمر بأية وسائل. قلت له هذا الخيار غير متاح بالوسائل الدستورية أما بأية وسائل أخرى فغير مقبول. انتهت المقابلة ولكن بعد ذلك صار الأخوانيون يخونون الاتحاديين ويعتبرون سعيهم لتحقيق السلام على حساب الدين والوطن. هكذا اضطرب الجسم السياسي السوداني.
بعد التنوير صعدت إلى منصة التنوير وقلت لهم هذا التنوير غير صحيح، وعددت الإمكانات العسكرية التي كانت في حامية ليريا، وذكرت لهم أن ليريا محصنة جبلياً وأن ثمة خمسة أسباب هي التي تؤدي للأداء العسكري المهزوم هي:
المعدات الموجودة لا تستخدم بكفاءة.
الاستخبارات العسكرية مشغولة بملاحقة الضباط لا بملاحقة العدو.
العدو يستخدم أسلوب حرب العصابات ما يتطلب أسلوباً مناساً لذلك لا أسلوب الحرب التقليدي.
نحن نعلم أين معسكرات العدو ولكن لم نقم بعمل هجومي ضده بل نترك له الهجوم وندافع.
لا يوجد توجيه معنوي وبيان لماذا نقاتل العدو؟
قلت للحاضرين أجيبوا على السؤال هل ما قلت صحيح أم لا؟ تقدم مسئول عسكري رفيع وقال: ما قلته صحيح.
قلت لهم: إذن اجتمعوا وقدموا نقداً ذاتياً للأداء العسكري، وحددوا المطلوب للإصلاح ونحن على استعداد للإستجابة.
اجتمعوا بعد ذلك ولكن قال لهم قائل من قياداتهم يجب ألا نسمح لرئيس الوزراء أن يساءلنا عسكرياً بل يجب أن نسائله سياسياً. اتفقوا على هذه الحيلة وكتبوا مذكرة فبراير 1989م الشهيرة.
قلت لهما أما الطلب الثاني فللعلم السيد صلاح سيظل وزيراً لشئون الرئاسة. أما الطلب الأول فليس من حقكم فلا تتدخلا فيه. الجبهة سوف تدخل الحكومة إذا قبلت برنامجها وإلا فلا. وأرجو اعتبار هذا الطلب كأنه لم يقدم. ولكيلا يرشح هذا الطلب بصورة غير صحيحة أبلغت به د. حسن الترابي للعلم.
اقتصادياً: كان النمو إيجابياً بنسبة 12% وقد كان على عهد الدكتاتورية الثانية ناقص 12%. وكان عام 1988م عام إنتاج صناعي كبير وأكبر إنتاج زراعي في تاريخ السودان.
سلامياً: تأسيساً على إعلان كوكادام واتفاقية الميرغني/ قرنق بعد إزالة التحفظات عليها اتفق على مؤتمر قومي دستوري يعقد في 18/9/1989م بلا تدخل أجنبي وبلا حاجة لتقرير المصير.
سياسياً: أمكن تجاوز أزمات مظاهرات السكر في ديسمبر 1988م وأزمة مذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989م دون عنف ودون مساس بالنظام الدستوري.
بل عندما قدم وزير المالية الميزانية وطلب التصويت صوت معها كل أعضاء الجمعية التأسيسية بالاجماع. منظر لم يشاهد في أي برلمان حر في العالم.
كان وزير المالية د. عمر نور الدائم يجلس بالقرب مني. قلت له هذا المنظر يجلب لنا الحسد، إنه منظر مسحور وضحكنا. كان هذا في مساء يوم 30 يونيو 1989م.
أعضاء الجبهة الإسلامية القومية وعددهم 20% من الأعضاء لم يصوتوا بل غابوا عن الجلسة لأنهم كانوا قد عزموا على الانقلاب المشؤوم.
كانت المذكرة في جيبي عندما اعتقلت لأنني غيرت موقعي من أم درمان للخرطوم.
وفي صباح 5/7/1989م اعتقلت إلى سجن كوبر حيث سجنت قيادات كل القوى السياسية.
أسقط في يدهم وقرروا إعادتي لسجن كوبر في زنزانة الإعدام. وفي الطريق لكوبر ركب معي ثلاثة شبان من سفهاء القوم لعل الفكرة أن يستفزوني ويهددوني بقولهم أية “دروة” أفضل لنذهب اليها؟ وتباروا في شتم الإمام المهدي والإمام عبد الرحمن وأبي. لعل التكتيك أن أثور عليهم وأضاربهم وربما أذوني أو قتلوني نتيجة لذلك. ولكنني سكتُّ طول الرحلة إلى أن انتهت إلى زنزانة إعدام في سجن كوبر.
في صباح اليوم التالي في الزنزانة جاءني كمندان السجن بزيه الرسمي وقال لي: جئتك برسالة من وزير الداخلية: نفذ ما طلبه المحققون منك وإلا فقد حصلنا على وسائل تعذيب من إيران سوف  تطبق عليك. قلت له: أنت موظف سجون مرتبط بقانون وتلبس زياً رسمياً ألا تستحي أن تنقل مثل هذه الرسالة الإرهابية؟ اذهب لوزير الداخلية وقل له الجواب لا.
وبعد ساعات جاءني شرطي سجون بزيه الرسمي وقال لي: أنا معك وسوف أفعل ما تأمر به. شكرته على ذلك وقلت له احضر لي ورقة وقلم وسأكتب رسالة احملها لزوجي السيدة سارا. جاء بالورقة والقلم وكتبت لها تفاصيل ما حدث كله وقلت لها هذا ينشر على أوسع نطاق.
دهش المتآمرون وبسرعة أوقفوا خطتهم وأعادوني لزملائي في سجن كوبر. هنالك عكفت على كتابي من داخل السجن بعنوان “الديمقراطية في السودان: راجحة وعائدة” راجحة بالمقارنة بالدكتاتورية وعائدة حتماً. فالسودانيون يقابلون الطغاة بالانتفاضة المدنية وبالمقاومة المسلحة، لذلك كل الانتفاضات المدنية ضد الطغاة كما كان في 19164م وفي 1985م وكل حروب المقاومة المسلحة كذلك كانت ضد نظم الطغيان في 1963م وفي 1983 وهلم جرا.
أثناء الحبس كتبت كتابين الأول بعنوان “الديمقراطية راجحة وعائدة” والثاني بعنوان “تحديات التسعينات” ونشر الكتابان عام 1990م بعد أن هربا من داخل الحبس. في كتاب “تحديات التسعينات” قلت بعد سقوط حائط برلين سوف ينتقل الاستقطاب بين غرب وشرق إلى شمال جنوب العالم، وبما أن جنوب العالم يعاني ضعفاً استراتيجياً وعسكرياً فسوف تلجأ حركات أهلية لأسلحة الضرار الشامل مثل الهجرة غير القانونية، والتطرف والإرهاب وهلم جرا. وقد كان.
وربما وجد سبب آخر. فبعد زيارتي لليابان جئت ببرنامج شراكة إستراتيجية مع اليابان واتفقنا أن ترسل اليابان بعثة فنية لإحصاء موارد السودان الطبيعية وعمل برنامج شامل لتنميتها: منا الموارد واليد العاملة التي سوف يدربونها ومنهم رأس المال والتكنولوجيا.
وكنت قد عرضت اتفاقاً مع الصين لتطوير قدراتنا الدفاعية، لدى تنوير مجلس الوزراء بهذه البرامج قال لي الحبيب عمر نور الدائم: جبهات غربية لن تسمح لنا بذلك فبوصلتنا يجب أن تبقى متجهة غرباً لا شرقاً!
الانقلاب بتدبير مدني وتنفيذ عسكري، المدنيون يساءلون عن خرق الشرعية وتقويض الدستور بموجب القانون الجنائي، والعسكريون ملزمون بالدستور وبالقانون العسكري ويساءلون عن أية تصرفات تناقض هذه الالتزامات.
وكما اتضح منذ محاكمات نيورنبرج لا يحق للمنفذ أن يحتج بالأمر من سلطة أعلى لتنفيذ ما يخالف الدستور والقانون.
نظام روما الذي بموجبه كونت المحكمة الجنائية الدولية يعاقب جنائياً على أربعة جرائم ينبغي أن تضاف إليها للمساءلة الجنائية جريمة خامسة هي جريمة الانقلاب العسكري على نظام دستوري ديمقراطي.
فهذا النوع من أساليب تكوين الحكومات وصفه الإمام الألباني بأنه مارق على نظام الحوكمة في الإسلام. وهو بمقاييس منظومة حقوق الإنسان المعتمدة عالمياً يناقض مطالبها العادلة.
[1] سورة المائدة الآية (Cool
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70099
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية   الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Emptyالخميس 29 أغسطس 2019 - 11:54

تداعيات الوضع الراهن على ضوء توقيع على الاتفاق السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي
الأمانة العامة
ندوة الأربعاء
تداعيات الوضع الراهن على ضوء توقيع على الاتفاق السياسي

كلمة رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي

24/7/2019م

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي.

السلام عليكم وحمة الله
أرجو أن ترددوا معي:
– لا للردة لنظام الفساد
– لا.. للانقلابات العسكرية.
– نعم لأولويات السلام.
– نعم للتعافي الاقتصادي.
– لا للتمكين البائد.
– نعم للتحقيق المستقل عن الأحداث.
– نعم لعلاقات خارجية متوازنة.
– نعم لحسم الأمر في أسبوع.
أقول: سأفصل هنا إن شاء الله بعض معالم المشروع الوطني:
السودان وبحمد الله على طول تاريخه حظي ببركات في تاريخه القديم والجديد، وكان أمام كل محنة يجعل من المحنة فرصة ليخرج بها ولله الحمد سليماً.
والآن نحن أمام مرحلة تاريخية حساسة.
النظام المباد استدعى ضده في السودان انتفاضات وهبات وثورات تراكمت سبع مرات، وكان آخرها تلك الثورة التي أذهلت العالم بما فيها من قوة، وفدائية، وحماسة، وتضحية شبابية بنات وبنين، وكانت لذلك مكان إعجاب العالم كله.
حظيت هذه الثورة الأخيرة ببركات:
أولها: أن المواكب التي سارت في السادس من أبريل كانت مواكب هادرة.
ثانيها: أن القيادة العامة في الخرطوم لم تقف موقفاً عدائياً بل استضافت هذا السيل البشري.
ثالثاً: كان واضحاً أن اللجنة الأمنية وقد كانت معدة للقهر والبطش غيرت موقفها وانحازت للشعب.
رابعها: كذلك الدعم السريع الذي ابتدعه الرئيس المخلوع، لكي يكون صمام أمان له ضد الشعب وضد الجيش، غير موقفه وانحاز للشعب السوداني.
خامسها: استطاع هذا الظرف المبروك أن يجد تأييداً كبيراً ليس شعبياً داخل السودان فقط، ولكن حتى من سودان المهجر أو السودان بلا حدود في الخارج، وكذلك الرأي العام العربي والأفريقي والإٍسلامي والدولي، حتى عندما لم تستجب الدول في هذه المناطق استجابت شعوبها ورأيها العام بصورة قوية.
سادسها: أن شعبنا استطاع أن يحقق عبر أبنائه وبناته تضامناً أساسياً بحيث صارت الصورة: شعب واحد وجيش واحد.
هذا الموقف كان يتطلب منا ما ينبغي من حكمة، لأن الثورة عمل صحيح ومطلوب، ولكن في مرحلة ما ينبغي أن يحدث تزاوج بين الحماسة والحكمة. الناس عندما يهزوا شجرة ليتساقط النبق، نريد أن تكون هناك مواعين تجمع هذا النبق، وإلا ضاعت هذه المعاني. إذن كان من الضروري أن يصحب الثورية الدافقة الحكمة لكي نحقق ما نريد.
بدأ حوار بيننا في الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وبدأ بداية موفقة ولكن جاءت ظروف أدت إلى البطء الذي أدى إلى تغيير في موازين القوى، وعطل المسيرة، وكذلك انشغلنا ببعض الإجراءات التصعيدية في غير وقتها، وهذا أيضاً كان من دواعي الإبطاء. ومن دواعي الإبطاء الخطيرة أن الاعتصام التاريخي العظيم ووجه بفض دموي وحشي. صحيح حتى الآن لا نستطيع أن نقول من المسؤول، ولكن لا شك أن المجلس العسكري مسؤول عن حماية وأمن المواطنين، ونحن نتطلع لموقف حاسم: تحقيق مستقل، ونحن في حزب الأمة قد اقترحنا لجنة سداسية من ستة أشخاص مؤهلين، مستقلين، مبرأين من أي علاقة بالشمولية، قوميين يمكن إن شاء الله أن يكون تحقيقهم سليماً ومقبولاً ونزيهاً.
ولكن غياب الحسم أدى إلى مناورات ومراوغات، وصرنا إذن ضحية لهذا الإبطاء الذي صار للأسف بعض المخاطر التي غيرت عنا حصاد الثمار التي كانت متوقعة.
على كل حال مع كل هذه الظروف اتفق على إعلان سياسي نرجو أن يلتزم به الجميع، لأن فيه معاني جامعة لكل ما يريد شعبنا “الإعلان السياسي”.
كذلك من الأشياء التي عطلت المسيرة أن بعضنا، بعض مواطنينا، بعض حلفائنا في الجهبة الثورية اعتبروا أن حسم هذا الأمر بغيابهم فيه تهميش لهم، على كل حال قلنا لهم بوضوح ما تم الاتفاق عليه ليست فيه مصلحة لا لحزب ولا لجماعة بل للجميع، ونحن نلتزم بأنه عندما تتولى الحكومة المدنية أن تكون أولى أولوياتها العمل على السلام العادل الشامل.
السلام لا يكون مع فريق واحد من الفرقاء، ولكن يجب أن يكون مع جميع الذين يعنيهم أمر السلام، حتى يكون السلام عادلاً وشاملاً لا مثل اتفاقيات السلام الماضية التي كان النظام يعقدها مع هذا وذاك من الفصائل ثم ينتهي الأمر بعدم مخاطبة المشاكل التي أدت للنزاع، وحصر الأمر في محاصصة بين الأطراف المختلفة. هذا لن يتكرر. لا محاصصة بل سلام عادل شامل، يشمل هذا السلام العادل الشامل الجميع.
في أول اجتماع لنا في ظل المجلس القيادي أو المجلس المركزي للحرية والتغيير قلنا لهم بصورة واضحة: يا أيها الإخوة لا بد من الإسراع في حسم الموقف، الخريف على الأبواب، وهناك من يتبرص بالثورة، وهناك من يصيبها في مصالحه: ناس سرقوا ونهبوا ووضعوا مصالحهم هذه فوق مصلحة الوطن، ليس في السودان فقط، بل أيضاً في ماليزيا ودبي والعالم كله أقاموا العمارات وأقاموا الفنادق وعملوا الرصائد، قاموا بنهب الشعب السوداني. وكان الراحل الزبير محمد صالح قال: نحن أتينا من خلفية فقراء، إذا رأيتمونا بنينا العمارات واتخذنا السيارات والأبراج فاحكموا علينا بالفساد، وقد رأيناها بصورة واضحة داخل السودان.
ولذلك كان كلامنا لهؤلاء الإخوة يا أخونا لا داعي للمماحكات، ولا داعي للتأخير، ولا للتعطيل، ندعونا نحسم الأمر بسرعة حتى نتبع الإعلان السياسي بالوثيقة الدستورية، ونقيم الحكومة المدنية وفيها مجلس سيادة مشترك، ومجلس مدني، وقضاء مستقل، وفيها تحقيق في الأحداث مستقل، وفيها مشاركة بالإضافة للحرية والتغيير، كذلك الذين عارضوا النظام حتي لا يكون هنالك إقصاء.
هذه الأمور ينبغي أن نحسمها ولكن للأسف هذا تعطل وتأخر ما أدى إلى ظرف فيه الشعب السوداني بصفة عامة صار يستنكر هذا التأخير، والظروف لا تسمح بغياب حكومة في البلاد لمدة أربعة أشهر، ولا بد من إنهاء هذا الوضع وبسرعة لأن الأمور تنتظر هذا الحل وهذا الحسم.
البعض يطالبون بالمدنية، والمطلوب ليس المدنية فقط، بل مدنية ملتزمة بالسلام كأولوية، وملتزمة بالتحول الديمقراطي لأنه يمكن أن تكون مدني وديكتاتور. الدكتاتورية ليست محصورة في العسكريين، ممكن الإنسان غير المساءل أن يفعل ما يحلو له.. هنالك أربعة شروط يجب أن تتوافر: المشاركة، والمساءلة، والشفافية، وسيادة حكم القانون. ما لم تتوافر فإن كان في مقعد السلطة عسكري أو مدني هو دكتاتور.
الاتهام بأن هناك انقلاب الآن وقد أعلن المجلس العسكري بياناً بهذا، نقول: كنا نتوقع هذا وأنا قلت هذا في كل أوساطنا:
ومَنْ رَعَى غَنَماً في أَرْضِ مَسْبَعَةٍ ونامَ عَنْها تَوَلَّى رَعْيَها الأَسَدُ
وقلنا “المال الهامل بعلم السرقة”، وقلنا: جماعة النظام المباد ما زالوا عندهم مال وسلاح وقدرات وكوادر والآن عندهم غبينة، ومجموع ذلك يعني محاولات للقيام بعمل مضاد. هذا لم يكن له علاج إلا بالإسراع الحاسم، وكلما طال الزمن تمددوا حتى صاروا يقولون: نحن أفضل لكم بدلاً عن هذه “الهيصة والجوطة”. طبعاً هم فرضوا على البلاد ثلاثين سنة من الفساد والاستبداد ويريدونا أن ننسى ليعطونا سنين أخرى من نفس البرنامج الذي أذوا به السودان.
المهم بدل البكاء الآن على اللبن المسكوب، نعتبر أن هذه المحاولة حتى إن لم تحدث سيحدث مثلها. لأنه ما دام هناك مال هامل سوف يأتي الحرامي. فلا بد أن نلم هذا المال الهامل، ولا يلمه إلا عمل حاسم: تنفيذ “الإعلان السياسي”، وقد علمت أن المفاوضون قد فرغوا من الوثيقة الدستورية، ينبغي بسرعة أن نلتزم بهذا كله لتقوم الحكومة المعنية، وطبعاً لهذه الحكومة أولويات: السلام، العافية الاقتصادية، التوازن في العلاقات الخارجية…إلخ.
لقد قدمنا مصفوفة من 24 بنداً، نرجو أن تقوم هذه الحكومة، ونحن لسنا طرفاً حزبياً فيها، بتنفيذ هذه الأشياء، لأن المطلوب من هذه الحكومة إعطاء أولوية للسلام، والسلام لا يعني فقط إخوتنا في أديس أبابا، بل أيضاً كل الذين اشتركوا في الحرب والممانعة العسكرية طرف فيه. كذلك لا بد لعملية السلام أن تشمل المصالحات القبلية فالقبائل عندنا في السودان الآن عندها غبائن وخلافات ومسلحة، ولا بد أن يشمل هذا الأمر. وهنالك الإدارة الأهلية، وقد ناشدناهم ألا يدخلوا في مسألة الانحياز وطالبناهم: كونوا لأنفسكم أنتم والطرق الصوفية مجلس أعيان كحكماء لتنصحوا الجميع دون انحياز لهذا أو ذاك.
هذا معناه أننا يجب أن نستعجل وهذا الكلام الذي قلته للمشاركين باسمنا في التفاوض: استعجلوا، استعجلوا حتى نتمكن من اجتياز هذه المرحلة، لأن أي تأخير “الطُوَل فيها الهُوَل”. أي تأخير سيأتي لنا بمؤامرات ومشاكل لأن الغبائن متوافرة، ومن عنده إمكانيات وغبينة سيحاول يعرقل بصورة أو بأخرى.
ونرجو أن يكون هناك تحقيق عادل ليس انتقاماً، ينال كل الذين أجرموا بالمحاولة الانقلابية، وكذلك كما قلت تحقيق عادل مستقل حول الأحداث الدامية التي وقعت في البلاد في الثالث من يونيو الماضي لأن هذه الأمور مهمة جداً (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) .
هذا بجملته يمثل في رأينا المشروع الوطني، لا بد من الاستعجال بتنفيذ هذا المشروع الوطني. ولكن إذا صار بعضنا يماحق ويلاوي ويناور يمكن أن نحتكم للشعب. نضع الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية ونقول يا أهلنا في السودان هلموا لاستفتاء أيدوا أو عارضوا. حتى لا يحمل أحد ضدنا فيتو، فيتو ضد الشعب مافي، الشعب يكون هو السيد فوق كل سيد.
ونقول لإخوتنا في المجلس العسكري: راعوا الانضباط والضبط الأمني، ونحن إن شاء الله نراعي المحافظة على مشارع الحق في الشارع السوداني. هنا في العاصمة وفي الأقاليم وفي خارج السودان.
حزب الامة الآن وضع خطة استنهاض استثنائية: تعبوية، تنظيمية، إعلامية، دبلوماسية وخارجية، هذه الخطة متعددة الأبعاد نحن الآن عازمون على تنفيذها بأقوى صورة ممكنة. وليحرص الإخوة في المجلس العسكري على الضوابط الأمنية أثناء هذه الفترة القادمة ونحن إن شاء الله مع حلفائنا سنحرس مشارع الحق في السودان داخلياً وخارجياً.
نسأل الله التوفيق،،
والسلام عليكم.

ملحوظة: ألقيت الكلمة شفاهة وقام المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بتفريغها من تسجيل بالفيديو.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70099
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية   الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Emptyالخميس 29 أغسطس 2019 - 11:55

الصادق المهدي يستعرض تجربة الثورة السودانية من عمان
  
28-08-2019 
عمون - استعرض القيادي السوداني المعارض، رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، في العاصمة الأردنية عمان ترجبة الثورة السودانية. 

وحاضر المهدي بعنوان: "حول التجربة السودانية: حالها ومآلها".

وتاليا ما قاله:

أمر التجربة السودانية حالها ومآلها. وأقدر لعمان الرسمية والشعبية الترحيب بمخاطباتي حتى في ظروف تسبب حرجاً دبلوماسياً مع خرطوم النظام الظالم بله الآن:

دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة ولدى الشدائد يعرف الأخوان

سوف أقدم لكم خطابي في عشر نقاط:

1) رفض الشعوب للاستبداد:

الإنسان خليفة الله في الأرض خلافة مبرراتها مواهب ما توافرت لسائر المخلوقات. (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ) التمييز بين الأشياء أي العقل، وحرية الاختيار: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).

الأمثل لهذا الخليفة ألا تدار شؤونه بالقهر بل بالتراضي:

دعوى القوي كدعوى السباع من الظفر والناب برهانها

الأمثل أن تدار شؤونه كما وضح خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم لدى بيعته إذ قال: "وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم (ولاية بشرية)، فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني (المساءلة)، الصِدْقُ أمانةٌ والكَذِبُ خِيَانَةٌ (الشفافية)، وَالْقَوِيُّ فِيكُمْ ضعيف عندي حَتَّى آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، والضَّعيف فيكم قَوِيٌّ عندي حتى أرجِّع عَلَيْهِ حقَّه إِنْ شَاءَ اللَّهُ (سيادة حكم القانون)".

تخلت الأمة عن هذه المعاني العظيمة وانجرفت في ملك عضوض، وصار غيرنا يستخف بنا إذ يقولون: الاستثنائية الإسلامية، وبعد أن استطاعت بعض البلاد الإسلامية تمارس حوكمة راشدة صاروا يقولون: الاستثنائية العربية.

ولكن مهما قيل فإن الشعوب العربية لم تعد راضية بتلك القسمة. وتعبر عن هذا السخط بوسائل كثيرة. 

استشهد هنا بالشعب السوداني الذي شقي في تاريخه الحديث بثلاث نظم دكتاتورية فواجهها بثلاث انتفاضات مدنية في 1964، و1985م، و2018م. وبأربع حركات مقاومة مسلحة في 1963م و1983م و2003م و2011م. 

2) ملهبات ثورة السودان الفريدة

الثورة الأخيرة جاءت في قمة حلقات سلفت في 1990م، و1996م، و1998م، و2006م، و2012، و2013م. هذا الزحف الثوري تراكم، وقد زاد لهيبه في الحلقة الأخيرة حيثيات ملتهبة: نسبة الفقر فيي المدن 80% وفي الأرياف 90%، نسبة العطالة العامة 45%، وبين الخريجين 90%، وهجر كثيرون الأرياف إلى المدن هجراً لمواطن الإنتاج، فالخرطوم تريفت وتضاعف سكانها خمس مرات. وكثيرون هجروا الوطن إلى الملاجيء في الخارج حتى بلغ العدد ربع السكان. وصار الغلاء لا يطاق، والعملة الوطنية صارت هباء منثوراً: الدولار الذي كان في أول العهد يساوي 12 جنيهاً صار يساوي 80 ألف جنيهاً. وتمرغ اسم الوطن في التراب إذ صدر ضده لأول مرة في تاريخه 62 قرار مجلس أمن تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولوحقت قيادة النظام بأمر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية لجرائم حرب وضد الإنسانية وإبادة جماعية. وتعددت القياسات الدولية في مقاييس الشفافية الدولية والحرمان من الحريات، ونسبة النازحين من قراهم، وهلم جراً. وحاول النظام تغطية عيوبه بالشعار الإسلامي المفرغ من معناه، وبالغ في ممارسة الأكروبات الدبلوماسية بلا أية مبدئية أفقدته الصدقية.

إذا عرف السبب بطل العجب. تفشي هذه المثالب يفسر الغضبة الثورية الفريدة التي انطلقت ضد النظام في أواخر العام الماضي. غضبة ثورية عامة ولكن تصدرها الجيل المولود في العهد الظلاميي الذي ضيع النظام مستقبله.

نعم عاصر الثورة السودانية الأخيرة ثورات كما في الجزائر وفي فرنسا. كانت في الجزائر أسبوعية أيام الجمع، وكانت في فرنسا أسبوعية أيام السبت. ولكنها في السودان في كل أيام الأسبوع، وفي كل ساعات اليوم، ولمدة قياسية: ثمانية شهور.

3) بركات الثورة: 

صحبت الثورة السودانية عوامل وصفتها بالبركات بينها: 

- انطلقت من الأطراف ثم زحفت على العاصمة.

- ولدت بأسنانها من اليوم الأول في السادس من أبريل 2019م زحفاً واعتصاماً أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.

- القيادة العامة لم تصدهم كما يتوقع بل استضافتهم.

- لجنة الأمن الرباعية المجهزة لقهر الشعب والمأمورة بفض الاعتصام بالقوة رفضت الأمر وطردت الآمر به من مقعده.

- قوات الدعم السريع المجهزة لحماية البشير حتى قال حميدتي (أي قائد قوات الدعم السريع): حمايتي. ولكن صار تدبيره في تدميره كما كان لفرعون ربيبه المجلوب من النيل.

- حظيت الثورة منذ البداية بدعم عربي، وأفريقي، ودولي، حتى إذا صمتت حكومات فقد أفصحت المنابر الإعلامية.

- أدوات النظام التي حاباها بالمحسوبيات وأنفق عليها كثيراً من موارد البلاد أصيبت بالشلل التام.

4) مراحل الثورة الثلاث: 

الثورة الشعبية السودانية لم تحقق أهدافها بالضربة القاضية، بل سارت على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: إزاحة الطاغية وإدارة المجلس العسكري للشأن العام. مرحلة انتهت في 17/8/2019م.

المرحلة الثانية: إقامة حكم مدني بمشاركة عسكرية تحكمه وثيقة دستورية متفق عليها.

المرحلة الثالثة: الاتفاق على دستور دائم للبلاد يضعه مؤتمر قومي دستوري وإجراء انتخابات عامة حرة بموجبها تحقق الثورة غايتها المنشودة.

المرحلة الأولى عانت من عدم استعداد الجهات المعنية بالقدر الكافي لتصريف مهامهم، وشوهتها عملية دموية كادت تعصف بالتجربة كلها عندما جرى فض الاعتصام الشعبي في 3/6/2019م بصورة وحشية. ولم يهدأ البال إلا بالاتفاق على تكوين لجنة مستقلة للتحقيق فيما حدث ومحاسبة الجناة.

في الطريق إلى هذا الإجراء كون حزبنا لجنة مؤهلة كشفت حقائق سوف يستفيد منها التحقيق المستقل المنشور.

لقد تم تكوين مجلس سيادي من رئيس وعشرة أعضاء مشترك بين 6 مدنيين و5 عسكريين ليمارس سلطات سيادة مستمدة من النظام البرلماني.

تكوين هذا المجلس إنجاز، ولكن لا يخلو من عيبين: الأول دخل في تكوينه عامل محاصصة حزبية غير موفقة، والثاني أن عناصر غير جماعتنا في الحرية والتغيير عارضت النظام المخلوع لم تشارك في المشاورات.

بموجب الوثيقة الدستورية سوف تكفل حقوق الإنسان والحريات العامة واستقلال القضاء. وسوف يتولى التشريع مجلس مكون من قوى الحرية والتغيير والقوى الأخرى التي ساندت الثورة، وكافة مكونات المجتمع السوداني القبلية والطرق الصوفية والمنظمات المدنية، وسلطاته موضحة في الوثيقة الدستورية. ويستحسن أن يفوض مجلس السيادة ومجلس الوزراء تكوينه لمفوضية خاصة.

وبموجبها كذلك اتفق على اختيار د. عبد الله حمدوك لرئاسة الوزارة.

بعض زملائنا يتطلعون لمحاصصة في تكوين مجلس الوزراء. هذا مرفوض. ووعدنا لرئيس الوزراء أنه حر في اختيار وزرائه ومساءلتهم. يمكن لمن شاء، وقد فعلنا، أن يقدم أسماء مقترحة من الأكفاء، ولكنه حر في اختيار من يشاء للوزارة بلا محاصصة حزبية. 
طرح بعض الحلفاء فكرة تكوين مجالس استشارية للوزارات. هذا يخل بمسؤولية الوزراء وغير صحيح. ينبغي أن يمارس المجلس صلاحياته التنفيذية بلا تدخل. ونحن ملتزمون بدعمهم وحمايتهم من حملات يساريين تائهين وسدنة مغبونين.
لقد غرس النظام الآفل ثقافة فساد هي الوجه الآخر من غياب المساءلة وغياب الشفافية، وسوف تركز المفوضية المعنية باستئصال الفساد على اقتلاعه واسترداد الأموال المنهوبة. والآن سوف يطلب من كل الذين سوف يتولون مكانة رسمية في السيادة أو في مجلس الوزراء ثلاثة ضوابط هي:
- بيان إبراء الذمة للمساءلة المنشودة.
- عدم المشاركة بأية صورة في أية أعمال كسبية خاصة.
- عدم المشاركة في الانتخابات التي تعقب الفترة الانتقالية.
سوف يدعم العمل التنفيذي مفوضيات متفق على ضرورة تكوينها. قدم بعضنا تصورات لهذه المفوضيات، ولكن بالمقارنة فإن التصور الأكثر إحاطة هو الذي قدمه حزب الأمة القومي بعنوان "مصفوفة الخلاص الوطني". 
5) مصفوفة الخلاص الوطني:
مصفوفة الخلاص الوطني مشروع تميز بالاهتمام ببرنامج إسعافي للموسم الزراعي، وللبيئة الطبيعية، وببيان كيفية تفكيك تمكين النظام المخلوع، وباقتراح ميثاق شرف للتعامل بين القوى المدنية والعسكرية في الفترة الانتقالية، وباقتراح الإقبال على الانتخابات بشكل ممرحل للمحلية والولائية والعامة، وبمشروع توأمة لدولتي السودان، إلى جانب مسائل أخرى مهمة على رأسها اقتراح مواثيق، ثقافي وديني وعسكري ونسوي، هذه المواثيق تمثل تقوية فكرية لاجتهادات الفترة الانتقالية. وتناولت المصفوفة خطة التعامل مع القوى السياسية المحسوبة على النظام الآفل على أساس: لا لعقوبات جماعية، لا للمشاركة في الفترة الانتقالية، نعم لمساءلات قانونية تحت عنوان العدالة الانتقالية، وقانون من أين لك هذا؟ وإجراءات محددة لتفكيك ما حصلوا عليه من امتيازات غير مشروعة. ويرجى أن يحرصوا على إجراء نقد ذاتي لتحقيق إصلاحات لكيانهم للمشاركة بعد الفترة الانتقالية في بناء الوطن، لا سيما وقد كان كثير منهم ناقداً للتجربة الآفلة دون أن يشاركوا في تحديه.
6) تحديات الانتقال:
الفترة الانتقالية سوف تواجه مشاكل كبيرة، أهمها:
تحديات السلام العادل الشامل المنشود. استعداد كل قوى الثورة لمخاطبة وإزالة كافة الأسباب التي أدت للحروب متوافر. ولكن ستواجه عملية السلام ثلاثة عقبات هي:
- الخلافات بين قوى المقاومة المسلحة، ما يعني أن الاتفاق مع أية جهة سوف يستفز جهة أخرى.
- هنالك أكوام من عدم الثقة يعرقل مسيرة السلام.
- وجود تحالفات بين بعضها، وقوى غير سودانية في دول الجوار، وربما مع غير دول الجوار.
البلاد في حالة انهيار اقتصادي فعلاً ما يعرقل إدارة الحكم الانتقالي، ويفرض تحدياً كبيراً في إعادة بناء النظام المصرفي وضبط إدارة البنك المركزي، وفتح المجال لشباكين للمعاملة المالية وإعادة الثقة في النظام المصرفي، وتوفير الضرورات المطلوبة بكميات كافية. في هذا الصدد قدمنا مشروعاً كاملاً بما ينبغي عمله لوقف التدهور الاقتصادي وتحقيق الإصلاح. هذه عقبة كؤود. مقترحاتنا شملت السياسات والخطط المطلوبة للبرنامج الإسعافي، وعلى ضوء إعلان رئيس الوزراء بالحاجة لـ8 مليار دولار اثنان منهما عاجلان، نكرر دعوتنا لمؤتمر "دافوس" سوداني لاستمطار دعم الأشقاء في أقرب فرصة، مع ضرورة أن يهب السودانيون بلا حدود لدفع ضريبة التحرير بالعملة الصعبة، ويحدث استنهاض مماثل بالعملة المحلية لكافة شرائح المجتمع السوداني بالداخل لدفع الضريبة كل حسب استطاعته.
أهمية دور السودان سوف تشد كثيراً من القوى الإقليمية والدولية لاستمالة السودان لمحاورها. صراع المحاور هذا من التحديات المهمة التي تواجه الفترة الانتقالية. لقد اقترحنا رؤى لهذه الفترة. ونرى الترحيب بكل جهة تمد لنا يد العون غير المشروط بمحورية. واقترحنا تنظيم مؤتمر قومي للشؤون الخارجية لبيان السياسة الرشيدة.
هنالك عيوب في الوثيقة الدستورية كان يمكن تجنبها أهمها:
- كان ينبغي النص على أن الإسلام هو دين أغلبية السودانيين، ولدعاته الحق في التطلع لتطبيق تعاليمه بشرط الالتزام بحقوق المواطنة المتساوية للكافة وحرية العقيدة لكل الأديان، والالتزام بالنهج الديمقراطي.
- وكان ينبغي النص على أن اللغة العربية هي لغة البلاد الوطنية مع كفالة حقوق الثقافات واللغات الأخرى في البلاد.
هذه العيوب والاحساس بالإقصاء سوف تتيح الفرصة لسدنة النظام المخلوع وللقوى الحشوية فرصة للعمل على إفشال التجربة الانتقالية.
لمواجهة هذه التحديات قدم حزب الامة مقترحات محددة لمواجهتها كذلك فعل آخرون.
7) الفرص:
التحديات جسيمة ولكن هنالك عوامل قوية تبشر بنجاح هي بركات أخرى أهمها:
أولاً: وجود قاعدة شعبية معبأة ومتحمسة داخل السودان وخارجه في "سودانيون بلا حدود". هؤلاء يشكلون احتياطياً جاهزاً لحماية الثورة. إنهم اشبه بحساب توفير للملمات.
ثانياً: حزب الامة القومي يمتاز بالآتي:
- أنه من بين أحزاب الاستقلال الذي صمد وواجه كل تحديات الاختراق والتوهين.
- وهو الحزب الوحيد بخلاف الأحزاب الجديدة الذي لم يلوث موقفه بالانحياز للنظام المباد، من فعل ذلك من منسوبيه فعل ذلك بصورة فردية تبرأ الحزب منها بصورة قاطعة.
- احتضن الحزب كافة الانتفاضات ضد النظام حتى الثورة الأخيرة التي شارك فيها.
وامتياز الحزب بالاعتراف بالمستجدات والاستعداد لاستصحابها في تأسيس رابع نادي به.
ثالثاً: القوى المضادة لا بديل لها، فالعودة للمربع الأول خاسرة. والرهان على دعم شعبي لموقفها الملوث باطل، والتطلع لبديل دكتاتوري لا يجدي.
رابعاً: هنالك موقف واعد لدعم الثورة إقليمياً ودولياً وقد اقترحنا كيفية تفصيل هذه الإيجابية بصورة عملية. السلام والاستقرار في السودان مطلب اقليمي ودولي ويرجى عقد ملتقى إقليمي تحت رعاية مجلس السلم والأمن الأفريقي لإبرام اتفاقية أمن وتعايش بين السودان وجيرانه. وعقد مؤتمر دولي يطور موقف أصدقاء السودان إلى برنامج محدد لدعم التجربة السودانية، ما يرجى أن يحقق رافعاً مهماً للسلام والتنمية في السودان .
Cool الحكم الراشد الاجتماعي التوافقي:
إذا استطاع السودان أن يعبر المرحلة الثانية بنجاح تنتظره المرحلة الثالثة وفيها تحديات كبرى أهمها: تأسيس لفكر يوفق بين التأصيل والتحديث، ولديمقراطية سياسية توفر شروط الحكم الراشد الأربعة (المشاركة، المساءلة، الشفافية وسيادة حكم القانون)، ومباديء حقوق الإنسان الخمسة (الحرية، العدالة، الكرامة، المساواة والسلام)، ولديمقراطية اجتماعية تواجه قضية الفقر والحرمان، ولعلاقات إقليمية ودولية تحقق التوازن المنشود وتبادل المصالح دون تبعية.
أقول: مطالب التأصيل ومطالب التحديث كلاهما يقوم على حاجة موضوعية وتكاملية لا يجوز الاستجابة لأحدهما دون الآخر، وقد قدمنا اجتهاداً بعنوان جدلية الأصل والعصر، يرجى ان يوفر اجتهادا للمرحلة القادمة.
فيما يتعلق بالمسألة السياسية فإن الديمقراطية المعيارية لن تستقر، والمطلوب ديمقراطية توافقية، وهي تقوم على احترام مبادئ الديمقراطية الأربعة مع ترشيدها بميثاق توافقي يهذب المغالبة بالوفاق عليه. 
9) إصلاح الجسم السياسي
هذا النهج يتطلب من القوى السياسية مراجعات تتجاوز تناحر الثمانينيات. فالقوى السياسية العاملة منذ عهد الاستقلال تراعي الإصلاحات الآتية:
⮚ الفصل بين الدعوي والسياسي في كيانها الحزبي.
⮚ إخضاع كافة أجهزتها للانتخاب الحر النزيه.
⮚ الاستعداد لاستصحاب المستجدات من مفاهيم جديدة وقوى اجتماعية جديدة كالمرأة والشباب.
⮚ الاستعداد لتحالف واسع لقوى الوسط السياسي، تحالف اختياري.
⮚ الحركات التي ترفع الشعار الاسلامي ينبغي أن تتبرأ من تجربة النظام الانقلابي، والتخلي عن الحاكمية فولاية الأمر بشرية يحددها البشر عن طريق الشورى. نعم سيكون من نهجهم تغليب التأصيل على التحديث ولكن المطلوب منهم الوفاء لأسس ولاية الأمر الأربعة ولحقوق الإنسان الخمسة.
⮚ الحركات اليسارية جزء مهم من الكيان السياسي السوداني. ولكنهم وقعوا في ثلاثة اخطاء هي:
الأولى: التمسك بمطالب أيديولوجية تجاوزها التاريخ الاجتماعي، ما يوجب مراجعات تحتفظ بها بالآليات المنهجية مع تطبيقها على الواقع المتغير، هذه هندسة فكرية اجتماعية مطلوبة.
الثانية: زحموا الاعلام برفض ما سموه الهبوط الناعم كأنهم على استعداد لفرض الهبوط الخشن، وها هو الهبوط الناعم يشكل المرحلة التاريخية الحالية، فسكتوا كأن الأمر لا يهمهم، الواجب نقد المبالغات واحترام الواقع.
الثالثة: أدانوا الوثيقة الدستورية بصورة طابقت مواقف الردة المضادة، ثم ها هم يحرصون على المشاركة في بناء المرحلة الانتقالية دون أي تفسير لهذه الذبذبة.
الواجب أن يقوموا بمراجعات تؤهلهم لمرحلة بناء الوطن بالصدقية المطلوبة.
يا هؤلاء: الماركسية أداة تحليل وبرهان واستنتاج مؤسس عليه وعلى حقائق الواقع. الأداة ثابتة ولكن الواقع متغير، تغير في أمر الدين وفي أمر الرأسمالية، وفي أمر الديمقراطية، وفي أمر الوطنية ما يوجب استنتاجات جديدة، وإلا صارت الماركسية دوغما نفر عن احتمالاتها مؤسسها نفسه.
⮚ قوى المقاومة المسلحة جزء مهم من الجسم السياسي السوداني وبالمقاومة المسلحة استطاعت أن تثبت لمواقفها حجة تاريخية، وبعد الثورة الشعبية التي ساهمت نضالاتهم في تحقيقها، آن الاوان للانتقال من رؤية السودان النقيض إلى رؤية السودان العريض الذي يؤهلهم عطاؤهم للمشاركة في بنائه.
⮚ الاتجاهات القومية العربية تحتاج لمراجعات أساسية. في عام 1988م التقيت الاستاذ مشيل عفلق في بغداد وتحاورنا. قلت له للبعث العربي معناه في الشام لأنه يجمع بين المسلم العربي والمسيحي العربي، ولكن في السودان هذا الشعار مفرق، ففي السودان إثنيات وثقافات أخرى. اعترف بأن الأمر في السودان ذو خصوصية تتطلب المراعاة، ووعد أن يكتب في الأمرـ ولكن توفى قبل ذلك وترحمت عليه ناعياً وذكرت هذا الوعد. بعض القوى البعثية في السودان راجعت الموقف بعنوان "البعث السوداني"، هذا هو النهج المطلوب.
هذه اللبنات عبر المراجعات يرجى أن تؤهل الجسم السياسي السوداني بكافة مكوناته للمشاركة في بناء الديمقراطية المستدامة على أساس التوافق لا مغالبة صفرية.
10) الديمقراطية الاجتماعية والديمقراطية المستدامة:
الديمقراطية السياسية وحدها غير كافية ما لم تصحبها ديمقراطية اجتماعية. فلا استقرار لنظام مهما وفر من الحقوق السياسية إذا غلبت نسبة الفقراء، والمهمشين، والعطالى، وسكان العشوائيات. الجوع أخو الكفر، ووجوده يبطل السلام الاجتماعي.
لا استقرار لنظم حتى إذا حققت الديمقراطية السياسية ما لم تلتزم وتحقق منظومة: ديمقراطية سياسية، وديمقراطية اجتماعية، وعلاقات إقليمية ودولية تحافظ على حرية القرار الوطني وأقصى درجات التعاون الإقليمي والدولي المؤسس على المنافع المتبادلة. هذه هي شروط الديمقراطية المستدامة التي يرجى أن يكون في رحابها مآل السودان.
أقول في الختام: إذا استطاع السودان الوفاء بشروط الديمقراطية المستدامة فإنه يومئذٍ يعبر بنفسه وبمنطقته إلى مرحلة تاريخية جديدة إذا حققناها صرنا كيانات فاعلة في التاريخ، لا مفعول بها كما تريد قوى الهيمنة الدولية و أدواتها المحلية. هذه جائزة يمكن جنيها فبالفهم الوضعي: على قدر اهل العزم تأتي العزائم. وبالفهم الروحي هي اسم الله الاعظم، ولذلك جاء: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .

هذا والسلام.


الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية Image
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه :: سيرة ذاتية-
انتقل الى: