منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحمى داء ودواء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:55

الحمى داء ودواء
 الحُمَّى من قديمِ الزمان عرَض مخوف وطارق مرهوب، وكثيرًا ما كان رسولَ الموت وقائد الحي تحدو ركبه إلى وادي الفناء. ولكن في هذه الأيام القريبة الماضية نشأت فكرةٌ أخذت تحل محلًا ذا بال في رؤوس البُحَّاث من الأطباء، أو رؤوس القليل منهم الذين لا تزعجهم غرابة الخاطر، ولا يصرفهم عن الأمر خروجه عن المألوف. ومحصول هذه الفكرة أن الحُمَّى ذلك العدو القديم للحياة قد تنقلب، أو يمكن تأليفها وقلبها الى صديق نصير، فبدل أن تكون عونًا على الداء، تصبح عونًا على الشفاء، في بعض الأمراض التي عجز عنها الطب وحار فيها الأطباء.

وحكاية هذه الفكرة بسيطة بقدر غرابتها، ومنشؤها تافه بالرغم من خطورتها، وهي في ذلك جرت على سُنَّة جرى عليها كثير من المستكشفات التي غيرت من سطح الأرض، وتحكمت في مستقبل الإنسان. ذلك أنه منذ خمسة أعوام في معامل للكهرباء كبيرة مشهورة لاحظ مديرها المستر (وتني) أن المهندسين الذين كانوا يمكثون في مجال الكهرباء الاستاتيكية لناقلات الراديو ذي الذبذبات العالية، ولو زمنًا قليلًا، يحترون وترتفع فعلًا درجة حرارتهم. وأذاع المدير في تقرير له هذه الحقيقة، ولكنها لم تسترع اهتمام أحد في عالم الطب. ولحسن الطالع لم يكن (وتني) طبيبًا فلم يأبه لهذا الخذلان، وكان يهوى الحقيقة أنى وجدها، وكان واسع الاطلاع كثير القراءة، فذكر أنه قرأ مرة أن العالم النمساوي الأستاذ (وجنار ياوديج) شفى عدة أشخاص مجذومين مشلولين من أثر الجذام المعروف بالزهري بأن أصابهم عامدًا بداء الملاريا، وذكر أن هذا الحادث أثار مناقشات حارة بين رجال الطب في أوروبا، ثارت في سبب هذا الشفاء: أهو الملاريا أم ظروف عارضة لا علاقة لها؟ وانتهى النقاش الى غير خاتمة.

ذكر (وتني) ذلك، وكان جاهلًا بالطب، وذكر أن الملاريا تصحبها حرارة عالية، فتراءى له في لمحة أن الحُمَّى التي تصحب الملاريا ربما كانت هي السبب الأول في الشفاء، ذلك أنها تطبخ ميكروب الجذام فتهلكه. وتراءى له أنه لو صح هذا لكان للحمى التي تحدثها الكهرباء مثل هذه الصفة. على أثر هذا استأجر خبيرةً في علم وظائف الأعضاء اسمُها الآنسة (هوزمر) فأثبتت له أن الفئران وأمثالها من الحيوانات القارضة يمكن أصابتها في المجال الكهربائي بأي قدر يراد من الحمى. وبعد ذلك استخدم الدكتور (كربنتر) وهو بكتريولوجي ذو خبرة وأمانة، فعدَى كثيرًا من الأرانب بالجذام ثم وضعهم في المجال الكهربائي ليصيبهم بالحمى فشفاهم بذلك.

نُشِرت هذه الأبحاث منذ ثلاث سنين، كان من المنتظر أن تثير في عالم الطب عاصفةً، ولكنها لم تثر إلا نسائم خفيفة، وسبب هذا أن الطب امتلأ في السنوات الأخيرة بأكاذيب كثيرة وشعوذة مهينة للعلم، صدرت عن علماء أو متعالمين، وعدا هذا فالجديد أينما سار يجرُّ وراءه ظلًا من الريبة، ولاسيما إذا كان الجديد بالغًا في الغرابة، شديد المناقضة للمعروف، وقد تكون بساطته سببًا لاتهامه، وتعقده شفيعًا له إلى قلوب الناس وعقولهم.

لم يجزع (كربنتر) للذي لقي من جمود القوم، وأخذ سبيله فبنى صندوقًا أشبه شيء بناووس الموتى، وأغرى قومًا يؤمنون بالتضحية في سبيل الخير بالدخول فيه، فاستطاع بالكهرباء أن يرفع درجة حرارتهم، لم يلبث قليلًا حتى وجد أنه بضغط زر أو إدارة عقرب يستطيع أن يتحكم في حرارة المريض رفعًا أو خفضًا مقلدًا بذلك حمى الملاريا، ولم يلبث أن ذهب هذا العلاج بجنون ثلثي المرضى الذين عالجهم. ولكنه كان علاجًا مؤلمًا شديد الوطأة، وهو فوق ذلك لا يؤتمن، لأن المريض أثناءه يتصبب عرقًا يتجمع فتتركز الطاقة الكهربائية، فيحدث من هذا تفريغ ينشأ عنه شرر وبرق يحرق جلد المريض، ولعل جنون المرضى في الأحوال المذكورة كان رحمة، فلولاه لخافوا الألم ونظروا في العاقبة فأحجموا.

لو أن تجربة (وتني) وقفت عند هذا الحد لما قُدِّر لها النجاح، ولكانت طُرفةً نفعها للعلم وللتاريخ فحسب، ولظل الطبيب الى الأبد يعالج هذا الداء بالزرنيخ، ذلك العقار السام الذي لا تؤدي القناطير منه الى شفاء تام لا شبهة فيه. ولكن في يوم شات مثلج من يناير عام 1931 بالولايات المتحدة بلغ رجلا من العلماء ما كان من أمر التجربة، ففكر فخال لساعته أنه لو صنع خزانة على مثال الناووس وأمَرَّ فيها تيارًا من الهواء الساخن بقدر لبخَّرَ بذلك العرق المتساقط من المرضى فحماهم خطر الحريق. وبعد عشرة أشهر كان هذا العالم مع رفقة آخرين - آثروا جميعا ستر أمرهم إلى حين - قد أتموا الخزانة في حجرة من مستشفى متداعٍ ببقعة بغرب الولايات لا تسمى. وكان فاتحة أعمالهم أن وضعوا فيها ضحية من ضحايا الزُّهري - ولم تكن الخزانة تهيأت للهواء الساخن يمر فيها - ولكن الرجل كان في المرحلة الأخيرة من المرض يعاني كربه فلم يبال أحيًّا خرج من الخزانة أم ميتًا، ولعله رأى فيها وسيلة انتحار أضمره لا تصم ذويه من بعده، واليوم هذا الرجل حي يرزق إن كان يشكو شيئًا فذلك أنه لا يكتسب من عمل يومه بمقدار ما يحب.

وأدخل الهواء في الخزانة على درجة 50 مئوية وكانت هذه الحرارة تظن كافية لتجفيف قطرات العرق المتجمعة على أجسام المرضى، ولكن هذا الظن لم يتحقق كله، وعلى رغم ذلك جرى العمل على ما رسم بفضل مهندس شاب مخلص قيم على جهاز الهواء، وممرضات صبورات كن يبعثن من لطفهن وأنوثتهن وحنانهن الأمل والرجاء، في قلوب المرضى التعساء، وهم في الخزانة، في ألم من الداء وهول من الدواء.

وفي ذات أحدٍ من الآحاد اشتعلت النار بالخزانة فانقض في نصف ساعة بناء عام، فكنت لا ترى إلا ركامًا من فحم ورماد وأنابيب منصهرة وأسلاك ملتوية، وإلى جانب هذا الحطام المهندس الفتي والممرضات بعيون شاخصة حجبت أبصارها الدموع.

لم تستطع النار ولا الدمار اللاحق أن يضعف من همة تلك الرفقة الكريمة في صراعها في سبيل الخير. فلم يمض قليل من الزمن حتى أقاموا خزانة جديدة أقرب إلى الغرض وأكثر إراحة للمرضى، وقد يكون بعض النفع من البلاء.

وجاءت النقَّالة بعد النقَّالة تفرغ في الخزانة الجديدة حمولتها من أجسام أهلكها الجذام وأعقابه، وما لبث الكثير منهم أن خرج من المستشفى على رجليه يسعى كالناس يحدوه رجاء جديد في حياة جديدة. من ذلك شاب بلغ الزهري إلى أعصابه وشرايينه فلم يكن يستطيع الحراك ولا إطعام نفسه. حُمَّ في الخزانة ثلاث مرات كل مرة خمس ساعات فاستطاع بعد ذلك أن ينال فمه بيده. وبعد الحمى الثامنة استطاع أن يقف لأول مرة على قدمين مرتعدتين، وذلك بعد عام من بدء العلاج، وهو الآن يزاحم الأحياء بالمناكب في الطرقات يسعى إلى رزقه سعيهم إلى أرزاقهم.

ومن ذلك طفل في التاسعة من عمره جاءت تقوده أمه لأن الزهري كان أصاب عينيه فلم يكد يفرق بهما بين نور النهار وظلمة الليل، حُمَّ تسع مرات فارتدَّ إليه بصره كما كان.

وعولج اثنا عشر مريضًا ممن شَلَّ الزُّهَري أجسامهم وذهب بعقولهم فعاد إليهم جميعًا صوابهم إلا واحدًا. وعولج آخرون ظاهرهم الصحة وفي دمائهم خبثُ المرض، فتطهروا بعد الحُمَّى من الداء الدفين النائم الذي قد يستيقظ يومًا من أيام العمر فيودي بصاحبه بعد أن يذيقه ألوان الشقاء.

وتتجه الأبحاث في الوقت الحاضر إلى محو مرض الزُّهَري وهو في أدواره الأولى قبل أن يستقر الميكروب في جثمان المريض ويتغلغل فيه الى حيث أصول الحياة ومنابتها، وقد لا يمضي عقد من الزمان حتى يمكن تأمين ملايين البشر من هذا البلاء الذي لا تزيده الأيام إلا انتشارًا، ففي أمريكا وحدها نحو من عشرة ملايين مسَّهم هذا الوباء، إما بالعدوى وإما بالوراثة. وفي مصر يفتك الداء في ذوي الخطايا والأبرياء على السواء، وهو في مأمن من الإحصاء.

وسوف تقوم دون انتشار هذا الجهاز الجديد عقبات، منها أنَّه غالي الثمن فليس في استطاعة كل مطبب حيازته، ومنها أنَّه معقدٌ ككل جهاز في أول نشأته، ومنها أن التطبيب به ليس من الأمور اليسيرة إلا في أيد خبيرة قديرة، وبقوامة ممرضات لبقات صبورات تدربنَّ خصيصًا لهذا العلاج الجديد. وهي كلها عقبات هينات عرَفت حيلة الإنسان كيف تتخطى الألوف من أمثالها، وإنَّا لما تأتي به السنون لمرتقبون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:56

الحمى التي تحدث في حالة المرض والإصابة


وتعرف الحمى بارتفاع درجة حرارة الدم عن المستوى الطبيعي المعتاد وهو 36.6 درجة مئوية -37.2 درجة مئوية، ويتم تثبيت هذه الدرجة في تلك الحدود، عن طريق مركز خاص موجود في مراكز ما تحت المهاد؛ حيث تحتوي هذه المراكز على خلايا عصبية خاصة لها مستقبلات لاستشعار درجة حرارة الدم، فإذا ارتفعت درجة حرارة الدم عن المعتاد، تنبهت بعض هذه الخلايا المختصة بإنقاص الحرارة، فإذا تنبهت أرسلت إشارات تنتهي إلى العضلات وجدران الشرايين والأوردة الموجودة تحت الجلد، فترتخي العضلات وتنتفخ شعيرات الدم السطحية، وكذا يحدث زيادة إفراز العرق الذي يتبخر محدثًا برودة ونقصًا في حرارة الدم القريب من سطح الجلد، كما تقل الطاقة الحرارية الناشئة عن زيادة نشاط العضلات، كما يكون من أثر تنبُّه مراكز إنقاص الحرارة حدوث الشعور بالحر لدى الإنسان؛ مما يدفع إلى التخفف من ملابسه واللجوء إلى الأماكن الأكثر برودة، كما يحدث العكس اكتساب الحرارة التي ترسل إشارات تسبب زيادة انقباض العضلات، بل وارتعادها (رعدة البرد) وانقباض الأوعية الدموية السطحية، وقلة إفراز العرق، وانتصاب شعر الجلد، فيزداد تصاعد الحرارة ويقل فِقدانها، عن طريق سطح الجلد، مضافًا إلى ذلك الشعور بالبرد، الذي يدفع إلى الإكثار من الدثور واللجوء إلى الأماكن الأكثر دفئًا.

 

تحدث تلك العمليات الدقيقة من ضبط درجة حرارة الدم عند درجة ثابتة مناسبة لوظائف خلايا الجسم وعملياته الحيوية في معدلها الطبيعي - وقد ضبطت أحاسيس الخلايا الموجودة في مراكز تنظيم الحرارة بالمخ؛ لتستشعر التغير في درجة حرارة الدم عندما تقل عن 36.5 درجة مئوية أو ترتفع عن 37.5 درجة مئوية.

 

فإذا حدث تغير في درجة استشعار تلك الخلايا؛ بحيث لا تتنبه إلا عند مجال أعلى (مثلًا 38.5-39 درجة مئوية)، فإنها تتخذ الإجراءات اللازمة لرفع درجة الحرارة عند هذا الحد، وتتعامل مع درجة 37.5 درجة مئوية على أنها درجة منخفضة، فتتنبه مراكز اكتساب الحرارة لرفع حرارة الدم، وهذا يفسر الرعدة والشعور بالبرد اللذان يحدثان قبل ارتفاع درجة الحرارة في حال الحمى، وتظل تلك الرعدة؛ حتى تصل حرارة الدم إلى الدرجة الجديدة التي انضبطت عندها مراكز الحرارة (39 درجة مئوية مثلًا).

 

والحمى تحدث في حال المرض؛ سواء كان جرحًا، أو غزوًا ميكروبيًّا، أو مرضًا داخليًّا كالسرطان مثلًا، أما سبب الحمى، فإنه نابع من الجسم ذاته، ومن مكان المرض؛ حيث يؤدي التفاف الخلايا البلعية والخلايا المناعية الأخرى حول العضو المصاب أو المريض، وتفاعلها في عمليات الالتهاب المختلفة ضد الميكروبات والأجسام الغريبة والضارة، يؤدي ذلك إلى تصاعد مواد تعرف باسم (البيروجينات)، التي تنطلق من الكريات البيضاء ومن أنسجة العضو المصاب.

 

ما تفعله البيروجينات:

تسري البيروجينات في الدم، وتصل إلى مراكز ضبط الحرارة في المخ؛ لتؤثر في خلاياها تأثيرًا يعدل من درجة انضباطها وتحسسها لاستشعار التغير في حرارة الدم؛ بحيث تتنبه عند درجة أعلى من الطبيعي - وتختلف هذه الدرجة تبعًا لدرجة استجابة الجسم والجهاز المناعي لهذا المرض أولًا، ثم لنوع المرض ودرجة الإصابة ثانيًا، والدليل على ذلك عدم ارتفاع الحرارة عند الأشخاص الأقوياء - وذلك عند المصابين بهبوط وتدهور في جهازهم المناعي؛ أي: إن الحمى تحدث كجزء من تفاعل الجسم البشري لمواجهة المرض أو الإصابة، وهذا ما أثبته العلم أخيرًا، وقد كان المعتقد أن الحمى تحدث بتأثير المرض الداخل إلى الجسم (بيروجينات خارجية).

 

فوائد الحمى:

لم يحط بها العلم بعد إحاطة كاملة، وما زال الدور الكامل الذي تؤديه الحمى سرًّا لم يتم الكشف إلا عن بعض جوانبه، فما هي الفوائد التي تم الكشف عنها؟ وهل للحمى تأثير متناسق مع تداعيات الجسم الأخرى في حال المرض والإصابة؟

 

أولًا: من الحقائق الكيميائية الثابتة أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة المحيطة بتفاعل ما، كلما تسارعت معدلات ذلك التفاعل ونشِطت وتضاعفت، وتناقص الزمن اللازم لإتمامها، فإذا هبطت الحرارة حملت التفاعلات وصارت بطيئة متكاسلة، ولقد رأينا أنه في حال المرض يحتاج الجسم لتسارع التفاعلات الاستقلابية المختلفة (Metobolic catabolic and anabolic reaction)، فيكون ارتفاع حرارة الدم والأنسجة عامل مساعد وهام لتنشيط هذه التفاعلات، وتزايد سرعتها وكميتها.

 

ولقد حسبت معدلات الاستقلاب في حال الحمى، ووجد أن هذه المعدلات تزداد 10% كلما ارتفعت حرارة الجسم درجة مئوية واحدة.

 

ثانيًا: قد علمنا أن الجسم يتعرض لغزو ميكروبي تشكل الفيروسات النسبة العظمى منه عند الأطفال، كما تشكل البكتريا النسبة العظمى منه عند الكبار، وتنقسم البكتريا وتتزايد في أنسجة العضو المريض، مستغلة الهبوط الاضطراري والمؤقت الذي يحدث في جهاز المناعة في أول المرض، وتقوم البكتريا بإفراز سمومها التي لها فعل مدمر للخلايا، وإذا وصلت إلى الدورة الدموية انتشرت في الجسم، واستقرت في أماكن أخرى عديدة، وهي في كل هذه الأحوال تنقسم وتتكاثر وتفرز سمومها، هذا التكاثر يبلغ أعلى معدل له عند درجة حرارة أقل بقليل من حرارة الجسم العادية (35-37 درجة مئوية)، فإذا حدثت الحمى وارتفعت حرارة الجسم بسبب تفاعل الخلايا المناعية مع هذه الميكروبات، وإفراز البيروجينات، بحيث تصل الحرارة إلى (38، 39، أو 40) درجة مئوية - فإن هذه الحرارة العالية تعتبر معولًا مدمرًا ومحاصرًا للميكروبات التي يقل معدل تكاثرها وانقسامها، وتصاب أنشطتها بالخلل، وربما اضمحلت وماتت.

 

ثالثًا: تحتاج أنسجة الجسم الأكبر قدر ممكن من جزيئات الأكسجين لإتمام تفاعلاتها النشيطة، في حال المرض، هذا الأكسجين يكون محمولًا إلى الأنسجة بواسطة الهيموجلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء، ولا يفارق الهيموجلوبين إلى الأنسجة والخلايا إلا عند ضغط معين وظروف معينة، وارتفاع الحرارة يعدل من معدل افتراق الأكسجين عن الهيموجلوبين؛ بحيث يتركه عند ضغط أقل وبنسبة أكبر، إلا أننا لا نستطيع القول بأن جميع درجات الحمى مفيدة، ذلك أن خلايا المخ تتأثر بدرجات الحرارة العالية (40) درجة مئوية فما فوق)، وتتعطل وظائفها عند أكثر من (41) درجة مئوية، وتستحيل حياة الجسم البشري عند درجة حرارة أعلى من (44) درجة مئوية.

 

إلا أن المقطوع به أن لحدوث الحمى المتوسطة 38-39 درجة مئوية أثر مفيد لمواجهة المرض، وهي مقياس لدرجة تفاعل الجسم وقوة مواجهته.

 

وهكذا يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الإصابة الحادثة لعضو من أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات؛ لأننا لم نجد لفظًا أشمل في وصفه لما يحدث في الجسم حال المرض أو الجراحة مثل هذا اللفظ.

 

فلو قلنا تفاعلات، فإننا نصف بعض ما يحدث، ولو قلنا: استجابات، لما وصفنا إشارات التنبيه التي هي في الحقيقة إشارات نداء واستغاثة.

 

والتداعي لغة من تداعى يتداعى إذا دعا بعضه بعضًا، وهو هنا وصف لما يحدث في أول مراحل المرض والإصابة.

 

والتداعي بمعنى الالتفاف والمسارعة، والتوجه إلى مكان بعينه، هو حقيقة ما يحدث من توجه جميع أجهزة الجسم بكل أنشطتها وعملياتها الحيوية لخدمة العضو المصاب ومساعدته، ورفع مقاومته، وما يحدث في النظام المناعي لا يمكن إلا أن نسميه تداعيًا؛ إذ إن خلية بلعية واحدة تقوم بدعوة كل خلايا الجهاز المناعي الأخرى بمجرد مقابلتها لجسم غريب (ميكروب أو خلية غريبة)، بل وتدعوها إلى التكاثر والانقسام وتصنيع الأجسام المضادة.

 

والتداعي بمعنى الهدم أو الانهيار يصف ما يحدث في سائر أجهزة الجسد، فهي تقوم بهدم بروتيناتها ومخزونها من دهون؛ لكي تعطي العضو المصاب ما يحتاجه من طاقة ومواد بناءة لمواجهة المرض الحادث له، فيتناقص بذلك وزن المريض، ويعزى إليه الهزال الذي يعاني منه، هذا على الرغم من البدء في بناء العضو المصاب والتئامه، حتى يتم شفاء العضو المشتكى، ثم يبدأ بناء ما تهدم من الجسم بعد ذلك، وقد تتسارع معدلات الهدم في حالات المرض الشديد أو الإصابة المصحوبة بغزو بكتيري كثيف، وهو ما يعرف بحالة الانهدام المفرطة (Hypercatabolism)، والتي قد تصل إلى انهيار في جميع وظائف الجسم وأجهزته؛ مما قد يؤدي بحياة البدن كله في بعض الأمراض والإصابات والجروح الشديدة.

 

وهذا التداعي يتحقق بالسهر والحمى، والسهر لا يعني يقظة العينين والذهن فحسب، ولكن يقظة جميع أجهزة الجسم وأعضائه وعملياته الحيوية، حتى إنها لتكون في حالة نشاط دائم، وسهر مستمر، والسهر بمعناه الوظيفي (الفسيولوجي) يعني نشاط الأعضاء في وقت يفترض أنها تنام فيه، وهذا هو ما يحدث حال المرض والجراحة، وبصورة مستديمة طوال ساعات الليل، حتى لو أغمضت العينان وشرد الذهن أو نام، إلا أن الجسم لا يكون أبدًا في حالة نوم حقيقي؛ لأن جميع أجهزته وعملياته الحيوية تكون في نشاطها الذي كانت عليه حال اليقظة، فلا يحدث لها الخمود والتباطؤ الذي يحدث أثناء النوم في حال الصحة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:57

الحمى التيفية ونظيرتها
(من الأمراض الناجمة عن التلوث الغذائي: الجزء الرابع)



تعد الحمى التيفية (والتسمية الأحدث والأدق: الحمى المعوية) من أقدم الأمراض المنتقلة بالتلوث الغذائي، وأسوئها سمعة، وفي ذاكرة الطفولة باعة متجولون يبيعون المثلوجات التي كنا نسميها ونحن صغار: (ألاسكا)، كنا نحرم منها؛ لأن "فيها مرض تيفوئيد"! مما جعله شيئًا بغيضًا جدًّا، وعندما حدثتنا أمي رحمها الله عن صديقة لها في المدرسة كانت تضع شعرًا مستعارًا؛ لأن كل شعرها ذهب بسبب حمى التفوئيد تعزز لدينا أن التفوئيد ليس فقط بغيضًا، بل هو مرض مخيف[1].

 

التعريف بالحمى المعوية (حمى التفوئيد قديمًا):

هو مرض تُسببه جراثيم السلمونيلا التيفية، أو السلمونيلا نظيرة التيفية A أو B أو C1، ويستوطن في المناطق ذات المعايير الصحية السيئة التي يحدث فيها تلوث للماء والطعام بالفضلات البشرية، مثل جنوب آسيا وإفريقيا والقارة الهندية، وبعض دول أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط التي تشهد أزمات بشرية، بالمقابل فالداء نادر الحدوث في العالم الصناعي؛ كاليابان والولايات المتحدة.

 

وعلى النقيض من بقية أنواع السالمونيلا التي كانت موضوع حلقتنا السابقة، فهذا النوع مستودعه الرئيس الإنسان، وهو لا يصيب إلا البشر، وإن كانت بعض التقارير تشير لنشره بالحيوانات الأليفة دون أن تصاب به.

 

أرقام في حجم المشكلة: حسب منظمة الصحة العالمية، قُدر العبء العالمي للحمى التيفية بمفردها (دون نظيرة التيفية) عام 1984 بـ (16 مليون) حالة، منها 600 ألف حالة قاتلة، وقد ارتفعت نسبة الحدوث لتبلغ حاليًّا (22) مليون إصابة سنويًّا، يضاف لها ستة ملايين إصابة بنظيرة التيفية عبر العالم، ولكن بالمقابل تراجعت الوفيات بسببها ولله الحمد؛ إذ تشير التقديرات لحدوث مائتي ألف وفاة ناجمة عن المرض حول العالم! ويعزى ذلك حسب "م ص ع" لتحسن أنظمة المياه والإصحاح.

 

ومن أهم مشكلات هذا المرض التي سنتناول بعضها:

• صعوبة وضع التشخيص.

• تطور سلالات مقاومة للعديد من الصادات القوية والحديثة.

• وجود أفراد هم حملة للجراثيم يطرحونها باستمرار!

 

صعوبة وضع التشخيص وأهمية الأعراض والعلامات:

تظهر أعراض الحمى المعوية (التفوئيد) بعد (1 - 3) أسابيع من التقاط العدوى، وإن كانت حضانة هذا المرض قد تقصر لثلاثة أيام، أو تطول لثلاثة أشهر، وهذا يرتبط بمتانة جسم ومناعة المصاب، وعدد المستعمرات الجرثومية التي ابتلعها، وقوتها.

 

وتجمع المصادر على أهمية القصة والفحص السريري في وضع التشخيص، وعلى خبرة الأطباء في مناطق توطن الداء، والسبب في اختلاف المراجع أن التحاليل المخبرية المثبتة للحمى التيفية هي إما مُكلفة، أو غير متوفرة، أو غير دقيقة، وأحسن المتاح منها، وهو زرع الدم، يكون سلبيًّا في نصف الحالات تقريبًا، وترتفع الإيجابية لتبلغ (80 - 90) بالمائة في زرع "نقي عظم" المصاب، على صعوبة الحصول عليه، وكونه إجراءً نادراً نسبيًّا! وإن كشف وجود أضداد الجرثوم في الدم المسمى: اختبار فيدال (Widal test)، يوجه للتشخيص، ولا يؤكد ولا ينفي، ولكن لا يزال يُعتمد عليه في الدول الفقيرة؛ لقلة كلفته، إضافة لزرع البول والبراز الذي يكرر عدة مرات قبل الحصول على فائدة تشخيصية منه.

 

• الأعراض والعلامات:

رغم أن الأطفال، وحتى الرضع منهم، معرضون بشدة للحمى المعوية (حمى التفوئيد) لا سيما في مناطق توطنها، فإن المرض غير خطر على الأطفال عمومًا، ونشر أنه خفيف بينهم في جنوب أمريكا وبعض دول إفريقيا، عكس أطفال آسية، وفي جميع الأعمار يستمر مرض الحمى المعوية مدة (2 - 4) أسابيع، وأهم الأعراض:

حمى تتصاعد تدريجيًّا لتبلغ ذروتها خلال أربعة أيام من البدء، مع أو بدون قشعريرة وتعرق، وهي تستمر عادة لمدة 7 - 10 أيام[2]، وتغطي اللسان طبقة مزعجة، فيشعر المريض أنه متسخ، ويشيع فقد الشهية، والخمول، والتعب، والصداع، مع سوء المزاج العام، وتغير الحالة العقلية، ويحدث ألم شديد في البطن في خُـمْسِ المصابين الأطفال، بينما يغلِب في الكبار انتفاخ البطن، ونادرًا ما يظهر اليرقان (اصفرار الجلد واللحف)؛ إذ يُرَى عند اثنين من كل مائةِ طفلٍ مريضٍ.

 

يضطرب التغوط عادة بحدوث إسهال أو إمساك، والإسهال أشد شيوعًا في الأطفال المصابين، كما يعاني نصفهم تقريبًا من الإقياء، وقد يظهر طفح جلدي نقطي وردي اللون على الظهر والصدر بعد 3 - 5 أيام من الحمى، ويختفي تلقائيًّا خلال يومين، ويجد الطبيب بالفحص ضخامة كبد وطحال (غالبًا بعد اليوم السابع).

 

عوامل الخطورة المؤهبة لتزايد المضاعفات:

تُعد الإصابة بالحمى نظيرة التيفية كلاسيكيًّا أخف شدة من الحمى التيفية، لكنها اليوم ليست كذلك مع انتشار تعنيدها على الصادات وما يلي ذلك من اختلاطات وازدياد الوفَيَات.

 

وأهم عوامل سوء تطور الحمى المعوية بنوعيها (التيفية ونظيرتها):

• طول مدة المرض قبل بدء التدبير الطبي، والتأخر في بدء العلاج.

 

• وجود أمراض مزمنة عند المصاب، خلقية أو مكتسبة: مثل فاقات الدم الانحلالية (الداء المنجلي، والفوال)، الداء السكري، الإيدز - الإدمان على الكحول (مسافهة الغول) كما ورد في المصادر العلمية المعتمدة.

 

• إصابة سابقة، ولو كانت شافية، لعضو هام؛ كالكبد والرئة (مثل ذات الرئة عند الأطفال).

 

• الاستعمال العشوائي للصادات، والاختيار غير الدقيق لها في علاج المرض ابتداءً.

 

• تناول الأدوية المنقصة لحموضة المعدة.

 

• خلل البيئة الداخلية للجسم، وقمع الجراثيم الحميدة (البروبيوتيك).

 

• العمر: يسوء تطور المرض عند المسنين، ولكن الاختلاطات أقل شيوعًا لدى الأطفال بفضل الله.

 

• السفر دون تطعيم إلى مناطق يستوطنها المرض بمعدلات عالية؛ (انظر الخارطة أعلاه، حيث لون المستطيل العلوي لمناطق التوطن)[3].

 

أما أهم تلك الاختلاطات:

1- المضاعفات المهددة لحياة المريض:

•النزف الهضمي؛ حيث قد يؤدي لانثقاب الأمعاء في الأسبوع الثالث من الداء، وهو يصيب (3%) من المرضى في المشافي! وفي دراسة على ألفي طفل مصاب في كراتشي بالباكستان، حصل النزف الهضمي وانثقاب الأمعاء عند طفل من كل مائتي طفل مصاب (نسبة نصف بالمائة)، والنسبة أقل في مناطق الرعاية الأفضل للطفل.

 

• الإسهال الشديد، وانسمام الدم عند الأطفال: والحالات أغلبها من مناطق توطن المرض في آسية، حيث تصبح حالة الرضع بالذات سمية مع اضطراب تخثر الدم، ونزف منتشر داخل الأوعية يودي غالبًا بحياة الطفل.

 

• وقلما ترى اختلاطات خطرة أخرى في جميع الأعمار: مثل التهاب عضلة القلب، أو بطانته (الشغاف)، وبطء النبض، والتهاب السحايا، والتهاب البنكرياس (المعثكلة)، والأمراض النفسية والعصبية (هلوسة، ذهان)، والأسوأ حصول تخليط ذهني وفترات غياب وعي قد تبلغ حد السبات، وكلها نادرة جدًّا في الأطفال.

 

2 - مضاعفات غير مهددة للحياة نسبيًّا: مثل التهاب الكُلْية والمثانة، وذات الرئة.

وقد نشر عند مرضى السكر حدوث خراجات في النسج الرخوة إثر إصابتهم بالتيفوئيد، مثل خراج الإلية، كذلك حصل لديهم التهابات بالأوعية الدموية الجلدية.

 

3 - اختلاطات السير والمآل للداء عينه: وهي النكس، والإزمان (حملة صامتون)، وسنناقشها مع سير المرض.

العلاج: وهو يقصِّر مدة المرض، ويخفض الوفيات من 16% بين غير المعالجين (سدسهم)، إلى (1%) فقط.

 

ويتم علاج هذا المرض:

1) بالمضاد الحيوي المناسب.



2) بالراحة والعناية المنزلية، والإكثار من السوائل، واتباع التعليمات بشأن الحمية، وأساسها العام: طعام طري سهل الهضم وغير مُغثٍ.

 

ومن المهم انتقاء الصاد بدقة وخبرة من قبل الطبيب حصرًا وليس الجار مثلًا، أو موظف المخبر الذي يقرأ لك نتيجة التحليل (وقد يشخص ويصف العلاج!)، وتحتاج الحمى ثلاثة أيام لتستجيب للصاد، وتخف حدتها، وقد يشعر المريض خلال ذلك أنه أسوأ حالًا، ثم يبدأ التحسن، ويجب متابعة العلاج، حسب توصيات الطبيب، لمدة (14) يومًا وسطيًّا، وحديثًا طبقت خطط علاجية ببعض الصادات لمدة (7 - 10) أيام، في الحالات الخالية من الاختلاطات.

 

تطور المرض وظاهرة الحملة للجرثوم: لمرض الحمى المعوية بنوعيها (التيفية ونظيرتها): ثلاثة مسارات:

• الشفاء التام: بغياب عوامل الخطورة المذكورة والاختلاطات (أو المضاعفات) المرتبطة بها، تشفى الأعراض خلال (2 - 4) أسابيع مع العلاج، وحتى بدون علاج عند جيدي المناعة.

وبالنسبة للحالات الخطرة قد يحدث الهذيان بعد الأسبوع الثالث، وتصعب حركة المريض ويصبح طريح الفراش، ومع الرعاية الجيدة يبدأ التحسن بشكل تدريجي، وتبدأ حرارة المريض بالهبوط في الأسبوع الرابع، وفي هؤلاء يفترض إضافة للتحسن السريري الحصول على زروع براز سلبية بعد 48 ساعة من إيقاف العلاج.

 

• النكس بعد الشفاء: قد يحدث رغم العلاج المناسب عند (2 - 4%) من المصابين عودة للمرض، (وفي بعض المصادر ترتفع نسبته لتبلغ: 5 - 10%)، حيث تعود الأعراض بعد (2 - 3) أسابيع وسطيًّا من زوال الحمى، وتكون الحمى الناكسة أخف من الأصلية، ويخضع النكس لذات الصاد المستعمل في الهجمة الأولى بناءً على دراسات أجرت زروعًا للناكسين (لا سيما زرع البول والبراز والدم).

 

• حالة الحملة المزمنين أو حاملي المرض (بقاء السالمونيلا التيفية في الأمعاء):

رغم العلاج المناسب تبقى نسبة ضئيلة من الناس (5 بالمائة وسطيًّا) يشفون ويستمرون في استضافة هذا الجرثوم في أمعائهم، أو في الحويصل الصفراوي لسنوات ربما، وينقلون العدوى لمن حولهم دون أن يبدو عليهم شيء! وعلميًّا فإن "الحامل المزمن" لجراثيم السالمونيلا التيفية هو الفرد الذي يطرحها في بوله أو برازه لمدة سنة، اعتبارًا من بدء الإصابة الحادة بالحمى التيفية.

 

ويندر أن يتحول الطفل إلى حامل (نسبتهم أقل من 2% من المصابين)، ولكن الأطفال المصابين ببلهارسيا في مناطق استيطانها يستمرون بطرح السالمونيلا التيفية في بولهم بعد شفائهم من الحمى التيفية لأشهر طويلة.

 

وبغياب الاهتمام بالشروط الصحية، لا سيما الشخصية منها، يمثل "الحملة" مصدرًا مستدامًا لنشر المرض، ولتجنب ذلك يوصى بالحصول على زروع براز خالية من هذا الجرثوم، أولها بعد أسبوعين على الأقل من إنهاء الشوط العلاجي بالصاد، ولثلاث مرات متتالية بفاصل أسبوع بين الزرعين، وبعض الدول تشترطها للسماح لأولئك الأفراد بالعودة لعملهم في دور رعاية الأطفال، أو في وظائف يتعاملون بها مع الأطعمة.

 

الوقاية: وتنبع أهميتها من أن مرض الحمى المعوية بنوعيها (التيفية ونظيرتها) الذي لا يزال مستوطنًا في جزء كبير من العالم يمكن بإجراءات الوقاية وحدها الحد من خطورته ووقف انتشاره، بل واستئصال بؤره الاستيطانية.

 

وتاريخيًّا شهد عام 1920 وحده في الولايات المتحدة الأمريكية (35) ألف إصابة، بينما اليوم لا يزيد عدد الإصابات السنوية فيها عن خمسمائة إصابة، وحتى هذه الحالات مصدرها السفر لدول استيطان المرض، وهو هبوط مدهش، تم بتعميم الوقاية؛ كنظافة الماء والغذاء، وغسل الأيدي بشكل جيد، فالأمر - كما يبدو - يستحق بذل الجهد، مع التأكيد على دور الحكومات في حل مشاكل الفيضانات، ومياه الشرب والصرف الصحي، وتطهير المياه بالكلورة المركزية، وبقية تدابير محاربة الحمى المعوية بنوعيها (التيفية ونظيرتها)؛ كالتثقيف الصحي، وتأمين المعالجة للسكان المصابين بالمضادات الحيوية المناسبة، وتوفير اللقاح[4]، وفي بعض الدول طرأ تحسُّن ملحوظ على نظافة الغذاء، ومياه الشرب التي فصلت عن مياه الصرف الصحي في الخمسين سنة الماضية، مما ساهم في تقليص عدد الحملة لجراثيم الحمى التيفية ونشرهم للمرض.

 

ومثل بقية الأمراض المنتقلة بالتلوث الغذائي، أذكر القارئ بالتركيز على إنضاج الطعام، وعدم شرب المياه الملوثة التي تشك في مصدرها ونقائها، وعلى الأقل تطهير مياه الشرب والماء المستخدم لتنظيف الأسنان، ولغسل الخضر والفواكه، والانتباه لموضوع النظافة الشخصية، وفي حال السفر للدول التي تستوطن بها التيفية قد تلتقط العدوى إذا أكلت من يد شخص مصاب إصابة حديثة، أو ناقهٍ من المرض، أو حامل مزمن له، وهو لا يغسل يديه بحرص بعد الحمام، أو شربت ماء ملوثًا، وقد سجلت حالات عديدة ظهرت بعد تناول الطعام من المطاعم البراقة المظهر.

 

ويوصى المسافر لمناطق استيطان المرض بتجنب وضع الثلج بالمشروبات، أو تناول الآيس كريم، فالبرودة لا تقتل تلك الجرثومة، ومحاولة عدم ابتلاع مياه الاستحمام، ولدى غلبة الظن بالتلوث: ينصح بغلي الماء لمدة دقيقة على الأقل بعد بلوغ درجة الغليان، وبتطهير الخضار والفواكه قبل تناولها، أو الاعتذار عن تناولها (فقد تكون مروية بمياه ملوثة)، ومن المفيد استخدام عبوات "الجل المعقم" عند تعذر استخدام الصابون خارج المنزل، والابتعاد عن المراحيض العامة قدر الإمكان.

 

التلقيح (أو التطعيم): وهو يطبق بدءًا من عمر سنتين، واللقاح المتاح ضد التيفية فعاليته متوسطة (70%)، ولكنه خفض نسبة استيطان المرض في دول مثل الصين حسب منظمة الصحة العالمية، ويوصى به قبل السفر بأسبوع لهذه الدول، علمًا أنه لا يؤثر على الجراثيم نظيرة التيفية، مما يؤكد أهمية التوصيات السابقة، والفعالة على بساطتها.

 

أخيرًا وفي الختام:

في الطبعة الأخيرة للأمراض المرتبطة بالسفر: 2015 - 2016، تمت إضافة وسيلة جديدة لانتقال الحمى التيفية بين البشر لم تضفها منظمة الصحة العالمية بعد، ولكنها نشرت على موقع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أتلانتا في الولايات المتحدة =CDC، وها هي الترجمة الحرفية للنص: (إضافة لتناول الماء والغذاء الملوث بفضلات الشخص المصاب أو الناكس أو الحامل المزمن اللاعرضي، فإنه ثبت حصول العدوى بطريق الاتصال الجنسي، لا سيما بين رجل ورجل! نادرًا!)[5].

 

والنادر اليوم قد يشيع والعياذ بالله بالإصرار على الفاحشة، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31].

 

وهكذا يضاف لعوامل الخطورة للحمى التيفية، ومنها الإيدز، ومسافهة الكحول (كما مر)، يضاف اللواط! سببًا لنقل مرض خطر، بغيض ومخيف، مرض لم يكن يظن أحد لعقود خلت أن له علاقة بهذه المحرمات!

سبحان الله وبحمده!

 

أهم المراجع والمصادر:

1 - منشورات منظمة الصحة العالمية:

http://www.emro.who.int/ar/health - topics/typhoid - fever/index.html

2 - منشورات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة = CDC:

the US Centers for Disease Control and Prevention

3 - المرجع في طب الأطفال: Nelson Textbook of Pediatrics)


[1] وأذكر كيف أخذت أمي رحمها الله ألاسكا اشتراها شقيقي الأكبر ورمتها في القمامة؛ لأن "فيه مرض تيفوئيد"، وكيف راقبناها بحسرة تذوب وتتلف! وبقي بذهننا أن "التيفوئيد" شيء بغيض جدًّا، ولم يكن الأطفال زمن أمي معقدين، كانت تلك الصديقة الطفلة تضاحكهن وهي تريهن جزءًا من رأسها الخالي من الشعر، والحمد لله أن شعرها نما فيما بعد، كما حكت لنا أمي رحمها الله تعالى.

[2] رغم أن اسم المرض (الحمى المعوية، أو التيفية)، فإنه من كل مائة إنسان مصاب هنالك خمسة لا ترتفع حرارتهم، ولا يصابون بالحمى.

[3] مصطلح الأمراض المتوطنة endemic يعني الوجود المستمر لمرض في منطقة معينة، وهو سيتكرر في السياق، وانظر الخريطة حيث المربع العلوي لون مناطق توطن المرض في العالم، والأوسط لون المناطق التي تنتشر الجراثيم المقاومة للصادات، وانظر الحلقات السابقة من هذه السلسلة (الألوكة).

[4] حسب توصيات وتقارير منظمة الصحة العالمية، وعلى سبيل المثال نشرت المنظمة تجربة الصين المبشرة، إذ (كانت الحمى المعوية مفرطة التوطن في الصين فيما مضى، ولكن البلد شهد خلال العقدين السابقين تطورًا اقتصاديًّا سريعًا، وتحسينات أساسية في الإمداد بالماء والإصحاح، وكذلك استُخدم منذ عام 1996 لقاح التيفية عديد السكاريد Vi في الأقاليم التي كانت وقوعات الحمى المعوية مرتفعةً فيها، ونتيجةً لذلك تراجع معدل الوقوعات في الصين بشدة في السنوات الأخيرة من 6.1 حالة لكل 100000 شخص عام 1995 إلى 3.9 حالة في عام 2004).

[5] والنص الأصلي:

(consumption of water or food that has been contaminated by feces of an acutely infected or convalescent person or a chronic, asymptomatic carrier. Transmission through sexual contact, especially among men who have sex with men, has been documented rarely

للمزيد: مرجع الكتاب الأصفر من منشورات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة =CDC الفصل الثالث:

>Chapter 3 (81)more http://wwwnc.cdc.gov/travel/yellowbook/2016/infectious - diseases - related - to - travel/typhoid - paratyphoid - fever
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:58

الحُمَّى التِّيْفِيَّة

نظرة عامة
تَنتج الإصابة بالحمى التيفودية عن بكتيريا السَّلْمونيلَا التيفودية. الحُمّى التيفودية نادرة الظهور في الدول الصناعية. لكنها لا تَزال تُشكل خطرًا يُهدد الصحة في الدول النامية، لا سيما بالنسبة للأطفال.

تَنتقل الحمى التيفودية من خلال الطعام أو الشراب الملوث أو الاتصال المباشر بالشخص المصاب. عادة ما تَتضمن العلامات والأعراض ارتفاع درجة الحرارة والصداع وآلامًا في البطن إما الإمساك أو الإسهال.

يَشعر معظم المصابين بالحمى التيفودية بالتحسن في غضون أيام قليلة من بدء العلاج بالمضادات الحيوية، بَيد أن عددًا صغيرًا منهم قد يُتوفى نتيجة لمضاعفاتها. تَتوفر لقاحات للوقاية من الحمى التيفودية، لكنها فعالة جزئيًّا فقط. عادةً تُحجز اللقاحات للمعرَّضين للإصابة بالمرض أو من يَسافرون إلى مناطق تَنتشر فيها الحمى التيفودية.

الأعراض
من المحتمَل أن تتطور العلامات والأعراض تدريجيًّا؛ حيث تظهر غالبًا بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالمرض.

المرض المبكر
بمجرد ظهور العلامات والأعراض، من المحتمل أن تَشعر بالآتي:

حمى تَبدأ منخفضة وتَزداد يوميًّا، وربما تَرتفع درجة الحرارة لتصل إلى 104.9 فهرنهايت (40.5 درجة مئوية).
الصداع
الضَّعف أو الإرهاق
آلامًا في العضلات
التعرُّق
سعال جاف
فقد الشهية وفقدان الوزن
ألم البطن
إسهال وإمساك
الطفح الجلدي
انتفاخ البطن بشكل كبير
مرض لاحق
إذا لم تتلقي العلاج، فسوف يحدث التالي:

تشعرين بالهذيان
ترقدين بلا حراك خائرة القوى وعيناك نصف مغلقة في ما يُعرف باسم حالة التيفويد
بالإضافة إلى المضاعفات التي تهدد الحياة والتي غالبًا ما تحدث في هذا الوقت.

في بعض الأشخاص، قد تعود العلامات والأعراض حتى أسبوعين من انحسار الحُمّى.

متى تزور الطبيب؟
قم بزيارة الطبيب على الفور إذا كنت تشتبه في الإصابة بالحُمّى التيفودية. إذا أصبحت مريضًا في أثناء السفر إلى بلد أجنبي، فاتصل بقنصلية الولايات المتحدة للحصول على قائمة بالأطباء. أو يجدر بك أن تتعرف مسبقًا على معلومات الرعاية الطبية في المناطق التي ستزورها، وتحمِل قائمة بالأسماء والعناوين وأرقام الهواتف للأطباء الموصى بهم.

إذا شعرت بعلامات وأعراض بعد العودة إلى المنزل، ففكر في استشارة طبيب يركز على أدوية السفر حول العالم أو الأمراض المعدية. ربما يستطيع الطبيب المتخصص أن يتعرف على المرض ويعالجه أسرع بكثير من الطبيب غير المتخصص وغير المُلِم بهذه المجالات.


الأسباب
تنتج الحُمّى التيفودية عن بكتيريا خبيثة تُعرف باسم السَّلْمونيلَة التيفية. على الرغم من أن السَّلْمونيلَة التيفية والبكتيريا المسببة للسالمونيلا - وهي عدوى معوية خطيرة أخرى – مرتبطة إحداها بالأخرى، فهما ليستا متشابهتين.

مسار الانتقال الغائطي الفموي
تنتشر البكتيريا التي تسبب الحُمَّى التيفية من خلال الطعام أو الماء الملوَّث، وأحيانًا من خلال الملامسة المباشِرة لشخص مصاب بالمرض. في الدول النامية، حيث توجد الحُمَّى التيفية (مستوطنة)، تنجم معظم الحالات عن مياه الشرب الملوَّثة وسوء خدمات الصرف الصحي. ويُصاب غالبية الناس في البلدان الصناعية بالبكتيريا التيفية أثناء السفر، وينقلونها للآخرين من خلال المسار الغائطي الفموي.

ويعني هذا أن السَّلْمونيلَة التِّيفِيَّة تنتقل في البراز وأحيانًا في بول الأشخاص المصابين. ويمكن أن تُصَاب بالعدوى إذا كنتَ تأكل طعامًا أمسكه شخص مصاب بالحُمَّى التيفية لم يغسل يديه جيدًا بعد استخدام المرحاض. يمكنك أيضًا أن تُصاب بالعدوى عن طريق ماء الشرب الملوث بالبكتيريا.

حاملو التيفود
حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية، يواصل عدد قليل من الناس الذين يُشفون من الحُمَّى التِّيفِيَّة إيواء البكتيريا في الأمعاء أو المرارة لعدة سنوات. يُسمى هؤلاء الناس بحاملي التيفود المُزمِنين، حيث يلقون البكتيريا في برازهم ويكونون قادرين على إصابة الآخرين، على الرغم من أنهم لم يعد لديهم علامات أو أعراض للمرض.

عوامل الخطر
لا تزال الحُمّى التيفودية تشكل تهديدًا خطيرًا على الصعيد العالمي —ولا سيما في العالم النامي — حيث تُصيب ما يقارب 26 مليون فرد أو أكثر سنويًّا. يُعد المرض مستوطنًا في الهند، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية والعديد من المناطق الأخرى.

وعلى الصعيد العالمي، يُعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض، على الرغم من أنهم يُظهرون أعراضًا أخف من البالغين بشكل عام.

إذا كنت تعيش في بلد تندر فيها الحُمّى التيفودية، فقد يزيد خطر العرضة للإصابة في حالة:

عملك في مناطق تستوطن فيها الحُمّى التيفويدية (المتوطنة) أو السفر إليها
عملك اختصاصيًّا في علم الأحياء الدقيقة السريرية وتتعامل مع بكتيريا السَّلْمونيلَة التيفودية
التعامل عن قرب مع شخص مصاب بالحُمّى التيفودية، أو أُصيب بها مؤخرًا
شرب مياه ملوثة بمياه الصرف الصحي تحتوي على السَّلْمونيلَة التيفودية
المضاعفات
نزيف معوي أو ثقوب
تُعد أخطر مضاعفات حمَّى التيفويد — النزيف المعوي أو الثقوب في الأمعاء — التي قد تحدُث في الأسبوع الثالث من المرض. تحدُث الأمعاء المثقبة عندما يتطور ثقب في الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة؛ مما يتسبَّب في تسرُّب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن وتحفيز علامات وأعراض مثل آلام شديدة في البطن والغثيان والقيء وعدوى مجرى الدم (تعفن الدم). هذه المضاعفات التي تهدد الحياة تتطلب رعاية طبية فورية.

الحالات الأخرى ذات المضاعفات الأقل
تتضمن المضاعفات الأخرى المحتملة ما يلي:

التهاب عضلة القلب (التهاب العضلة القلبية)
التهاب بطانة القلب والصمامات (التهاب الشغاف)
التهاب الرئة
التهاب البنكرياس
عدوى الكلى أو المثانة
عدوى والتهاب الأغشية والسائل الذي يحيط بالمخ والحبل النخاعي (التهاب السحايا)
المشاكل النفسية، مثل الهذيان، والهلوسات، والذهان الزوراني
يشفي مرضى الحُمَّى التيفودية القريبين من الدول الصناعية بالرعاية الفورية. لا يشعر بعض الناس بمضاعفات المرض حتى إن لم يتلقوا العلاج.

الوقاية
وفي كثير من الدول النامية، قد يصعب تحقيق أهداف الصحة العامة التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الحُمّى التيفودية والسيطرة عليها — مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي المُحَسَّن والرعاية الطبية الكافية. ولهذا السبب، يعتقد بعض الخبراء أن تلقيح السكان المعرضين لمخاطر كبيرة الإصابة بها هو أفضل طريقة للسيطرة على الحُمّى التيفودية.

يُنصح بأخذ اللقاح إذا كنت تعيش أو تسافر إلى المناطق التي يكون فيها خطر الإصابة بالحُمّى التيفودية كبيرًا.

اللقاحات
يتوافر لقاحان.

يُحقَن أحدهما في جرعة واحدة على الأقل قبل السفر بأسبوع واحد.
والآخر عن طريق الفم في أربع كبسولات، يتناول الشخص كبسولة واحدة مرة كل يومين.
ليس أيٌّ من اللقاحين فعالًا بنسبة 100 بالمائة، فكلاهما يتطلب تكرار التطعيمات حيث تقل فعالية اللقاح بمرور الوقت.

ونظرًا لأن اللقاح لا يوفر الحماية الكاملة، فعليك اتباع الإرشادات التالية عند السفر إلى المناطق الشديدة الخطورة:

اغسل يديك. غسل اليدين المتكرر بالصَّابون والماء الساخن هو الطريقة المثلى لمكافحة العدوى. فاغسلْ يديك قبل تناول الطعام أو تحضيره، وبعد استخدام المرحاض. واستعمل مُعقِّم اليدين الكحولي لعدة مرات في حالة عدم توافر الماء.
تجنَّبْ شرب المياه غير المُعالَجة. تمثِّل مياه الشرب الملوَّثة مشكلة، خاصةً في المناطق التي تستوطن بها الحُمَّى التيفية. لذلك، لا تشربْ إلا المياه المعبَّأة في زجاجات، أو المشروبات الغازية والنبيذ والبيرة المعلبة أو المعبأة في زجاجات. والمياه المعبأة المكربنة أكثر أمانًا من المياه المعبأة غير المكربنة.

اطلب المشروبات دون إضافة الثلج. استخدِمِ المياه المعبأة في زجاجات عند غسل الأسنان بالفرشاة، وتجنَّب ابتلاع الماء عند الاستحمام.

تجنَّب تناول الفاكهة والخضراوات النيئة. ونظرًا لأن الفاكهة والخضراوات النيئة قد تكون مغسولة بمياه غير آمنة، فَلْتتجنَّب أيضًا الفواكه والخضروات التي لا تُقشَّر وخصوصًا الخس. ولتصبح في أمانٍ تام، قد تحتاج إلى تجنُّب الأطعمة النيئة تمامًا.
اختَرِ الأطعمة الساخنة. تجنَّب الأطعمة المخزَّنة أو المقدَّمة في درجة حرارة الغرفة. فالأطعمة الساخنة لدرجةِ انبعاثِ البخار هي الأفضل. ومع أنَّه ليس هناك ما يضمن سلامة الوجبات المقدَّمة في أرقى المطاعم، فمن الأفضل تجنُّب الطعام المقدَّم من الباعة الجائلين؛ لأنه من المرجَّح أن يكون ملوَّثًا.
تَجَنُّب نقل العدوى إلى الآخرين
إذا كنت تتعافى من الحمة التيفية، فقد يساعد اتباع التدابير التالية في الحفاظ على سلامة الآخرين:

تناول المضادات الحيوية الخاصة بك. اتبع تعليمات طبيبك في تناوُل المضادات الحيوية، واحرص على إكمال الوصفة الطبية بأكملها.
اغسل يديك باستمرار. هذا هو أهم شيء يمكنك القيام به لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين. استخدم الكثير من الماء الساخن والصابون وافرك يديك جيدًا لمدة 30 ثانية على الأقل، وخاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.
تجنب التعامل المباشر مع الطعام. تجنب إعداد الطعام للآخرين حتى يخبرك الطبيب بأنك لم تعد ناقلًا للعدوى. إذا كنت تعمل في صناعة الخدمات الغذائية أو مرفق للرعاية الصحية، فلن يُسمح لك بالعودة إلى العمل حتى تُظهِر الاختبارات أنك لم تعد حاملًا لبكتيريا الحمة التيفية.






أسباب ومضاعفات الحمى التيفودية

تحدث الإصابة بالحمى التيفودية نتيجة لبكتيريا خبيثة تسمى السالمونيلا التيفية، والسالمونيلا التيفية تختلف عن السالمونيلا، وهي عدوى معوية خطيرة أخرى.

طريق انتقال الفيروس هو الطريق البرازي الفموي
تنتشر البكتيريا التي تسبب الحمى التيفودية عن طريق الغذاء أو الماء الملوث، وأحيانًا من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب. وفي الدول النامية، الموبوءة بالتيفود، تحدث معظم الحالات نتيجة لتلوث مياه الشرب وسوء مرافق الصرف الصحي.

ويُصاب أغلب الأشخاص في الدول الصناعية ببكتيريا التيفود أثناء السفر، وينشرونها إلى غيرهم عن طريق تناول الطعام والشراب الملوث ببراز شخص مصاب.

وهذا يعني أنه يحتمل إصابتك بالعدوى إذا تناولت طعامًا قدمه شخص مصاب بالحمى التيفودية ولم يغسل يديه بعناية بعد استخدام المرحاض. ويحتمل أيضًا إصابتك بالعدوى عن طريق شرب المياه الملوثة بالبكتيريا.

حاملو التيفود
حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية، يستمر عدد قليل من الأشخاص الذين يتعافون من الحمى التيفودية في إيواء البكتيريا في مسارات الأمعاء أو المرارة، وغالبًا لعدة سنوات. وهؤلاء الأشخاص، يطلق عليهم اسم حاملي العدوى المزمنين، حيث يؤون البكتيريا في البراز وبإمكانهم نقل العدوى إلى غيرهم، على الرغم من أنه لم تعد توجد لديهم علامات المرض أو أعراضه.

عوامل الخطورة
لا تزال الحمى التيفودية تمثل تهديدا خطيرا في جميع أنحاء العالم وخاصة في العالم النامي، حيث تؤثر على ما يقدر بنحو 22 مليون شخص سنويًا، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. ويستوطن المرض في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية والعديد من المناطق الأخرى.

وفي جميع أنحاء العالم، يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، على الرغم من معاناتهم عادة من أعراض أخف من البالغين. إذا كنت تعيش في دولة تندر فيها الإصابة بالحمى التيفودية، فإن الخطر يتزايد في حالة:
- العمل أو السفر إلى المناطق التي تتفشى بها الحمى التيفودية.
- العمل بصفتك اختصاصيا في الأحياء المجهرية تتعامل مع بكتيريا السالمونيلا التيفية.
- الاتصال عن قرب بشخص مصاب مسبقًا أو مؤخرًا بالحمى التيفودية.
- ضعف الجهاز المناعي عن طريق تناول أدوية مثل الستيرويدات القشرية أو الإصابة بأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشري (HIV)/متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز).
- شرب مياه ملوثة بمياه صرف صحي تحتوي على السالمونيلا التيفية.

المضاعفات
نزيف أو ثقوب في الأمعاء.. أخطر المضاعفات من الحمى التيفودية هي نزيف أو ثقوب في الأمعاء قد يصاب بها في الأسبوع الثالث من المرض، وحوالي 5 بالمائة من الأشخاص المصابة بالحمى التيفودية يعانون من هذه المضاعفات.

وغالبًا ما يتسم نزيف الأمعاء بالهبوط المفاجئ في ضغط الدم والصدمة يليه ظهور الدم في البراز. ويحدث ثقب الأمعاء عندما تصاب الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة بثقب، مسببًا تسرب محتويات الأمعاء إلى تجويف البطن مما يؤدي إلى ظهور علامات وأعراض مثل ألم شديد في البطن والغثيان والقيء وعدوى مجرى الدم (تسمم الدم)، وتستلزم هذه الحالة الطارئة التي تهدد الحياة تلقّي الرعاية الطبية الفورية.

وتتضمن المضاعفات الأخرى المُحتملة ما يلي:
- التهاب عضلة القلب.
- التهاب بطانة القلب والصمامات.
- الالتهاب الرئوي.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب المرارة.
- التهابات الكلى أو المثانة.
- عدوى والتهاب الأغشية والسائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي (التهاب السحايا).
- مشاكل نفسية مثل الهذيان والهلوسة والذهان.
ومع العلاج الفوري، يتعافي ما يقرب من جميع الأشخاص في الدول الصناعية من التيفود، وبدون علاج، قد لا يبقى بعض الأشخاص على قيد الحياة بسبب مضاعفات هذا المرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:58

السالمونيلا والتيفوئيد

تحصل بين الفترة والأخرى في كافة أنحاء العالم -بما فيها البلدان الغربية- هجمات أو جائحات صغيرة من الإصابة بجراثيم تدعى (السالمونيلا)، وتحظى هذه الجائحات بتغطية إعلامية كبيرة تثير الرعب بين الناس. وفي حال أثبتت الفحوص المخبرية وجودها لدى الطفل، يصاب الأهل بالذعر الشديد، ويعتقدون أن طفلهم لديه مرض (التيفوئيد) ويسارعون إلى طلب المضادات الحيوية لعلاجه.

فما هي السالمونيلا؟ وهل كل إصابة بها هي بالضرورة حالة من التيفوئيد؟ وما هو دور المضادات الحيوية في التخلّص منها؟
* ما هي السالمونيلا؟
السالمونيلا Salmonella هي نوع من الجراثيم من نموذج يدعى (العصيّات) بسبب شكلها المجهري، وتتميّز بوجود أهداب على سطحها تعطيها إمكانية الحركة وتزيد من قدرتها على إحداث المرض. وتمّت تسميتها بهذا الاسم نسبة للعالم Daniel Salmon الذي كان مِن أهم مَن ساهم في اكتشافها. 

ولهذه الجراثيم نوعان: 
البونغورية Bongori والالتهابية المعوية Enterica، وهذه الأخيرة لها أنماط كثيرة تعدّ بالمئات، والنقطة الهامة من وجهة النظر المرضية هي أنها تقسم إلى السالمونيلا اللاتيفية، وهي الأكثر شيوعا وتؤدّي إلى التهابات معوية بسيطة تشفى عفوياً، ويمكن أن تنتقل للإنسان والحيوانات ذوات الدم الحار والبارد، وهي المسؤولة عن معظم الجائحات التي يمكن أن نسميها (حالات التسمم الغذائي) التي نسمع عنها إعلامياً، وهي تشفى عفوياً.

والسالمونيلا التيفية، وهي تصيب الإنسان فقط وتنتقل من شخص إلى آخر من خلال تلوّث الماء والطعام ببراز المصابين. والإصابة بهذا النوع من الجراثيم هي أشد من الأولى، وهي المسؤولة عمّا يسمى بالحمى التيفية أو التيفوئيد Typhoid Fever.

* أنواع السالمونيلا
- السالمونيلا اللاتيفية
إن أغلب حالات الإصابة بهذا النوع هي -كما ذكرنا- أمراض مَعِديّة مَعَويّة بسيطة من نمط التسمم الطعامي الناجم عن تلوّث الأطعمة بهذه الجراثيم. والرضّع أكثر عرضة لهذا الشكل من الإصابات نظرا لقلة المقاومة لديهم، وبالتالي فإن كمية قليلة من الجراثيم كافية عندهم لإحداث المرض.

وتحدث الأعراض نتيجة لتحرر ما يدعى بالتوكسين الداخلي Endotoxin، وهي مادة سُـمّية موجودة داخل الجراثيم، تتحرر عند موت الجراثيم، وتسبب الأعراض التي هي عبارة عن: إسهال قد يكون مدمّى، وحرارة، وألم البطن، والإقياء.

وهذا الشكل من المرض منتشر حتى في العالم الغربي، حيث تحصل حوالي المليون ونصف المليون حالة في الولايات المتحدة الأميركية وحدها كل عام. وبينما تكون الإصابة بهذا النوع من الجراثيم (اللاتيفية) هي نوع من التسمم الغذائي في الدول المتقدمة كما ذكرنا، ففي الدول النامية قد تؤدّي هذه الأنواع الجرثومية إلى شكل أكثر شدّة ينجم عن وصول الجراثيم إلى مجرى الدم، وتكون خطرة جداً، حيث قد تصل الوفيات إلى 25 % من الإصابات وتشابه الإصابة في هذه الحالات السالمونيلا التيفية، ويزداد الأمر سوءا في حال كون المريض ذا مناعة ضعيفة.

- أمراض السالمونيلا التيفية
هذه الأنماط من الجرثوم تؤدّي إلى الحمى التيفية التي تدعى في بلادنا (التيفوئيد)، وهي تصيب البشر دون الحيوانات كما ذكرنا. وما يحصل في التيفوئيد هو أن الجراثيم تجتاز الجهاز اللمفي وتصل إلى الأمعاء وتدخل إلى مجرى الدم وصولا للكبد والطحال والكليتين، فتتشكل بؤر جرثومية ثانوية في هذه الأعضاء.

ويقوم التوكسين الداخلي الذي تنتجه الجراثيم بالتأثير على الجهاز العصبي والأوعية، مما يزيد نفوذيتها ويؤثر على التنظيم الحراري في الجسم، كما يؤثر على آلية الإسهال والإقياء. وقد يحصل ضياع شديد في السوائل مما يؤدّي إلى الصدمة، فيتطوّر الأمر إلى نقص التبوّل وقصور الكلية ونقص الأكسجة.

* كيف تتم العدوى؟
إن أيا من الخضر أو الفواكه هي عرضة للتلوّث بالسالمونيلا اللاتيفية، مما يجعلها وسيلة لنقل المرض، هذه الجراثيم موجودة في براز الحيوانات المصابة مثل الماشية والطيور والزواحف والضفادع.

ويمكن أن تصاب قشور الخضر (مثل البندورة)، بالتلوّث من خلال التماس مع الحيوانات التي يشيع تواجدها في أماكن الزراعة والتوزيع، وإن قدرة الجراثيم على التكاثر هي أعلى بكثير في حال تركت المحاصيل دون تبريد، مما يزيد قدرتها على إحداث المرض، كما أن استخدام الماء الملوّث لسقاية النباتات يؤدّي إلى وجود الجراثيم في لبّ الثمار إضافة إلى القشر.

وبالنسبة للجراثيم التيفية، فإن العدوى تتم من خلال تلوّث الخضر والفواكه واللحوم ببراز المصابين من العاملين على إعداد هذه المواد الغذائية من مزارعين وعمّال.

* الوقاية
لابد من غسل الخضرة بالماء والصابون للتخلّص من الجراثيم الموجودة على القشور، وفي حال كانت الخضرة ملوّثة من الداخل بالجراثيم فالحل الوحيد هو الطبخ الكامل.  وينطبق الأمر نفسه على لحم وبيض الدجاج ولحوم وحليب الأبقار والأغنام وغيرها، حيث لابد من غليها لفترة كافية للقضاء على الجراثيم.

* التشخيص
يتم التشخيص بفحص براز المصاب بالمرض.. فالإسهال والحرارة والألم البطني يمكن أن تنجم عن الإنتانات الفيروسية، كما أنها يمكن أن تحصل بسبب الجراثيم الأخرى غير السالمونيلا، وبالتالي فإن إجراء "زرع البراز" والبحث بشكل نوعي عن السالمونيلا يقود للتشخيص الصحيح.

* العلاج
يكون علاج حالات التسمم الغذائي عن طريق تعويض السوائل لمنع التجفف، وأيضا بضبط الغذاء حيث يتم التركيز على الأطعمة النشوية كالخبز والبطاطا مع تجنّب الحليب والألبان والأجبان والأطعمة الزيتية والدسمة.

ويمنع في هذا النمط من الأمراض استخدام المضادات الحيوية لأنها تزيد من (حالة الحامل) أي أن المريض يصبح حاملا للمرض وينقله للآخرين. أما الأشكال التيفية التي يصل فيها الجرثوم إلى الدم فلابد من قبول المريض للمستشفى وإعطائه المضادات الحيوية والسوائل الوريدية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:59

الحمى والماء البارد


قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: (الحمى من فيح[1] جهنم فأبردوها بالماء) رواه البخاري من حديث ابن عمر.

 

شبهت الحمى بحرِّ جهنم للدلالة على أذيتها في البدن وتخويفاً من الحميم وعذابه، والمريض وحده يدرك هذا الخطر المخيف فيستغفر من ذنوبه ويتوب إلى الله تعالى ويعمل عملاً صالحاً بعد ذلك. ومن هنا كانت الحمى مطهرة ومهذبة لقلب المريض من أدران المعصية، ومعراجاً للفضيلة، هذا لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكوراً.

 

والمعجزة في هذا الحديث أن الحمى تعامل بضدها وهي البرودة، وقد أيدت الأبحاث الحديثة أن خير علاج من الحمِّيات هو الماء البارد، وأن إطلاق المداواة بالماء البارد في الحميات يقصد به حمى البلاد الحارة، وهي حمى عرضية، تظهر على أثر لفحة الرمضاء كما قال بذلك ابن القيم، تصيب أكثر البلاد الحارة كالحجاز ومصر وإفريقية، ومداواتها بالأشربة المرطبة، وإنهاض القلب بالمقويات، وترطيب البشرة بإراقة الماء البارد، ومخافة هذه الحمى – التي يذهب ضحايا لها الكثير من أهالي تلك البلاد -، سنَّت ((القيلولة)) وهي الراحة في المنازل وتعطيل الأعمال ساعة اشتداد الحر.

 

والمقصد الثاني من هذا الحديث هو مداواة الحميات العفنية والدقية التي يعلق الطب آمالاً طوالاً على شفائها بالمداواة المائية، فمثلاً الحمى التيفية التي لا يداويها الألماني بأكثر من المغاطس الباردة على طريقة براند Brand (كما سيأتي الكلام على ذلك) في مثل هذه الحميات.

 

وسنفيض الكلام في شرح الحديث لا بذكر ألفاظه وشرح أسباب وروده وبما أشبه ذلك، وإنما بتناول الطرق العلمية وإيضاحها بقدر المناسبة وما يتسع له صدر المجلة لنلقي ضوءاً على معنى هذا الحديث، ولنكشف عن مكانته، فنقدر بذلك عظمة النبي الخاتم محمد صل الله عليه وآله وسلم، ويستفيد قراء هذه المجلة الغراء فائدة مضاعفة علمية ودينية، وتقوم بذلك لنا الحجة على الأغيار أيضاً، ممن لا يفهمون الإسلام وشخصية صاحب الرسالة.

 

وبعد فإننا لا نذهب إلى تعميم الحديث الشريف الآنف الذكر وإطلاقه، لأن التخصيص واجب، كما أثبت العلم ذلك، فالحمى الرئوية، أو ((ذات الرئة)) لا يجوز أن تداوى بالماء البارد إذا أصيب بها الشيوخ مثلاً، بل الأحسن أن نترك هذا النوع من المداواة إلى الشباب، إذ المقصد منه العافية، ومثل هذه الطريقة خطر على الشيوخ لتصلب شرايينهم، ولاستعدادهم لأنـزفة الدماغ والفلوج، وللغشيان القلبي، إذ أن التنبه الجلدي الحاصل بالماء البارد يقلص العروق الدقاق، ومن بينها أوعية الكلية، والكلية عند الشيوخ المتصلبين (والبراينيين) (أي المصابين بتصلب في الأوعية، وبازدياد البولة في الدم، وازدياد الضغط الدموي، لا تحتمل هذا التنبه، والأولى بنا أن ننبه طرق الإفراغ الأخرى، كالمسامات الجلدية، فتطرح البولة والذيفان المرضي، ولا يكون ذلك إلا بالماء الساخن.

 

وكذلك الأطفال فإنه لا يجوز لنا أن نستعمل لهم الماء البارد، مخافة تنبههم الشديد، وتعرضهم لذات القصبات والرئة، على أنه يجوز تعويد الشيوخ والأطفال على هذا الاستحمام بأن نبدأ من الماء الساخن فالفاتر فالبارد، فإذا تحملوه داوموا عليه.

 

وقد عني الطب حديثاً بهذا النوع من المداواة، وقديماً استعمل عند أطباء اليونان كأبقراط وجالينوس ولكن قليلاً، فقد عالجا ذات الرئة بالماء البارد، وهاك كلمة عن جالينوس تدلنا على اعتنائه بهذا الشأنSadلو أن شاباً خشن اللحم، خصب البدن، ليس في أحشائه ورم، استحم بماء بارد أو سبح فيه في وقت القيظ عند منتهى الحمى لانتفع بذلك) إن هذه الكلمة على الرغم من قدمها دليل صادق على حسن الاستحمام بالماء البارد إذا روعي ما فيها من القيود لأن النفع من المداواة أن يداوى المريض وهو محموم وأن يداوى بشروطه.

 

ثم جاء في بداية القرن التاسع عشر العالم ((كوري)) فاستعمل الماء البارد في الحمى القرمزية. والعالم ((برتوله Bertolet)) أول من عالج الحمى التيفية بالماء البارد، وطبع على غراره معاصروه، ثم استعملت هذه الطريقة من قبل ((براند Brand)) فاشتهرت باسمه، وهي لا تزال مستعملة في أقطار العالم أجمع، وفي يومنا الحاضر شيدت المشافي والمؤسسات الكبيرة لهذه المداواة، كفيشي وفالس Vichy , Vals وما أشبة ذلك، وهي اليوم ذات طرائق عديدة نوجز منها طريقة ((براند)) وهي الغطس في حمام مائي بدرجة 18 – 20 مقدار ربع ساعة، مع صب الماء على الرأس والفقرة، وطريقة ((رييس Riess)) وهي كالأولى تجري في كل ثلاث ساعات أثناء النهار وتخالف الطريقة الأولى فإنها لا تتبع هذا النظام في الليل، بل تكتفي بمرتين أولاهما في المساء (الساعة التاسعة) والثانية في الصباح (الساعة الرابعة).

 

وطريقة الثجاجات. وهي إنـزال الماء من مرشات على نواح معينة وبحرارة معينة، ومنها الإفاضة والشفان ومنها الدلوك، ومنها أكياس الصمغ المرن على نواحي الصدر والبطن والرأس كما في ذوات السحايا والتهاب العضلة القلبية والتهاب الذيل الدودي وكيس المرارة.

 

إلى جانب هذه الطرق نذكر الكيفيات التي استعمل بها رسول الله صل الله عليه وآله وسلم الماء البارد فقالSadإذ حم أحدكم فليشن عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال) أخرجه الطحاوي وأبو نعيم من حديث أنس رضي الله عنه، وفي حديث عبد الرحمن ابن المرقع مرفوعاً (الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين، المغرب والعشاء). وهنا موافقة لما قرره ((رييس)) من الاستحمام في الصباح الساعة الرابعة وفي المساء الساعة التاسعة، إذ المقصود من صب الماء في المساء تهدئة الأعصاب وإراحة البدن من عناء الحمى، ومنه النوم، وفي الصباح تخلصاً من عناء الحمى المقبلة وإيقاظ الجسم للقيام بمهمة الدفاع من إفراغ الخلايا وتنشيطها وما أشبه ذلك.

 

وأما القدر المطلوب من الماء، فقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشنان، وهو جمع تكثير، وعنه صلى الله عليه وسلم حينما مرض أنه قال: (صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن) والمراد من سبع قرب، الكثرة، وذلك مرعي في لغة القرآن، والسبعة كما هو معلوم دليل الكثرة، قال تعالى: ((إن تستغفر لهم سبعين مرة)) والمراد بها المغفرة، ولو زاد العدد على السبعين. وقد كان رسول الله صل الله عليه وآله وسلم يراعي حالة المرض، فمن حديث أنس مرفوعاً (إذا حم أحدكم فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر) وذكر أن السيدة أسماء بنت أبي بكر كانت ترش على بدن المحموم شيئاً من الماء بين ثدييه.

 

فهذه الأحاديث العديدة هي بمثابة الطرق الحديثة. وإذا كنا ذكرنا بأن تخصيص هذه الطريقة في الحمى التيفية التي تفيد فيها كثيراً، فلأنها تزيد طرح سموم الدم وذيفانات الجراثيم عن طريق الكلية المتقلصة عروقها، وتنبه القلب، وترفع الضغط الشرياني، وتنبه الأعصاب وتحول الاحتقانات، وتخفض الحرارة وتزيد الشهية، ومثل ذلك مرعي في الحمى القرمزية والحصبة والجدري وذات السحايا الدماغية الرئوية، والحمى النمشية، والبرداء، والحمى الصفراء، واحتقانات الصدر، وإن يكن بعضها يحسن فيها المياه الفاترة لا الباردة على طريقة براند كما ذكرنا.

 

الخلاصة:

إن الطب يتجه في هذه الآونة اتجاهات جديدة نحو التداوي الطبيعي، وإن أكثر الحميات تشفى باتباع النظام الصحي مع مراعاة الحالات المرضية وتكيفها حسب الطبائع وعدم استعمال الأدوية المعقدة المضادة لدفاع البدن الإنساني، كخافضات الحرارة والمنومات والمقويات التي هي عبء ثقيل على الأنبوب الهضمي، وسم في القلب والكلى والدماغ، وإن الطب النبوي وثيق الصلة بهذا التداوي الطبيعي ولا عجب ما دام النبي عليه الصلاة والسلام نبي الفطرة ديناً وابن الطبيعة العربية الصريحة نسباً ومقاماً، فلنتدبر هديه، ولندرس جميع نواحيه، نـزدد اعترافاً بقدره، وتقديراً لعظمته صل الله عليه وآله وسلم.

مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الرابع، 1357هـ - 1358هـ / 1938م


[1] (الفيح): سطوع الحر وفورانه كما في النهاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 22:59

حمى الروماتيزم.. البكتريا تخدع الجهاز المناعي (ملف)

الحمى الروماتيزمية عبارة عن مرض التهاب يمكن أن يحدث كمضاعفات للحمى القرمزية أو التهاب الحلق البكتيري إذا لم يتم علاجهما بطريقة صحيحة. ويحدث التهاب الحلق البكتيري والحمى القرمزية نتيجة عدوى تسببها المجموعة A من بكتيريا المكورة العقدية.
وتشيع الحمى الروماتيزمية في الأطفال من سن 5 إلى 15 سنة، على الرغم من أنها قد تصيب الأطفال الأصغر سناً والبالغين.

ويمكن للحمى الروماتيزمية، أن تتسبب في تلف دائم بالقلب، بما فيه تلف صمامات القلب وفشل القلب. إلا أن العلاج قد يحد من تلف الأنسجة الناتج عن الالتهاب، وتقليل الألم وأعراض أخرى والوقاية من تكرار الإصابة بالحمى الروماتيزمية.




أسباب ومضاعفات حمى الروماتيزم

يمكن أن تحدث الحمى الروماتيزمية بعد إصابة الحلق بعدوى بكتيرية تُسمى العقدية المقيحة، أو المكورة العقدية المجموعة A. وتتسبب عدوى المكورة العقدية من المجموعة A التي تصيب الحلق، في التهاب الحلق البكتيري أو الحمى القرمزية، وهي أقل شيوعًا.

ونادرًا ما تتسبب عدوى المكورة العقدية من المجموعة A التي تصيب الجلد أو أجزاء أخرى من الجسم، في إحداث حمى روماتيزمية.

ولا تزال الصلة الدقيقة بين العدوى البكتيرية والحمى الروماتيزمية غير واضحة، ولكن يبدو أن البكتيريا "تخدع" الجهاز المناعي، فبكتيريا المكورة تحتوي على بروتين مشابه لأحد البروتينات الموجودة في بعض أنسجة الجسم. 

ولذا، قد تتعامل خلايا الجهاز المناعي التي تستهدف البكتيريا في الأحوال الطبيعية مع خلايا الجسم ذاتها على أنها عوامل مسببة للعدوى، وعلى الأخص أنسجة القلب والمفاصل والجلد والجهاز العصبي المركزي، ويؤدي رد الفعل هذا للجهاز المناعي في حدوث الالتهاب.

وإذا تلقى طفلك العلاج الفوري والكامل باستخدام مضادات حيوية للقضاء على بكتيريا المكورة - أي تناول جميع جرعات الدواء حسب تعليمات الطبيب - فهناك فرصة تتراوح بين ضئيلة إلى منعدمة للإصابة بالحمى الروماتيزمية. 

وإذا كان طفلك يعاني من نوبة أو أكثر من التهاب الحلق البكتيري أو الحمى القرمزية ولم يعالج منها على الإطلاق أو لم يعالج منها بشكل كامل، فقد يصاب بالحمى الروماتيزمية، ولكن ليس بالضرورة.

عوامل الخطورة
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية ما يلي:
- التاريخ المرضي للعائلة.. قد يحمل بعض الأشخاص جينًا أو جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- نوع بكتيريا المكورة.. بعض سلالات بكتيريا المكورة تكون أكثر عرضة للتسبب في الحمى الروماتيزمية عن سلالات أخرى.
- العوامل البيئية.. ترتبط زيادة خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية مع الازدحام وقلة النظافة وظروف أخرى قد تؤدي بسهولة إلى نقل بكتيريا المكورة سريعًا أو التعرض المتكرر لها.

المضاعفات
قد يستمر الالتهاب الناتج عن الحمى الروماتيزمية من أسابيع قليلة لعدة أشهر، وفي بعض الحالات قد يسبب الالتهاب مضاعفات طويلة الأمد.

ويعد مرض القلب الروماتيزمي تلفًا دائمًا بالقلب ناتجًا عن الالتهاب الذي تسببه الحمى الروماتيزمية. وتكون المشكلات أكثر شيوعًا في الصمام الموجود بين حجرتي القلب اليسريين (الصمام التاجي)، إلا أن إصابة الصمامات الأخرى أمر محتمل. وقد يؤدي التلف إلى إحدى الحالات التالية:
- تضيّق الصمام.. وهي حالة مرضية يضيق فيها الصمام، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم.
- قلس الصمام.. وهي حالة مرضية يحدث فيها تسريب في الصمام؛ أي يسمح بتدفق الدم في اتجاه خاطئ.
- تلف عضلة القلب.. يمكن أن يؤدي الالتهاب المصاحب للحمى الروماتيزمية في إضعاف عضلة القلب، مما يؤدي إلى ضعف وظيفة ضخ الدم.

ويمكن أن يؤدي تلف الصمام التاجي أو صمامات القلب الأخرى أو أنسجة القلب الأخرى إلى حدوث مشكلات بالقلب، في مرحلة لاحقة من الحياة. قد تشمل الحالات المرضية الناتجة ما يلي:
- الرجفان الأذيني.. وهو خفقان غير منتظم ومضطرب لحجرات القلب العليا (الأُذينات).
- فشل القلب.. وهو عدم قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم للجسم.


طرق علاج حمى الروماتيزم

إن أهداف علاج الحمى الروماتيزمية هي تدمير أي بكتيريا مكورة عقدية من المجموعة A متبقية، وتخفيف الأعراض، والسيطرة على الالتهاب، والوقاية من تكرار نوبات الحمى الروماتيزمية.

وقد يوصي الطبيب بحصول الطفل على راحة في الفراش، وقد يطلب منك تقييد أنشطته حتى يتحسن الالتهاب والألم وأعراض أخرى. وإذا كان الالتهاب في أنسجة القلب، فقد يوصي الطبيب الطفل بالحصول على راحة في الفراش لمدة تتراوح بين أسابيع وشهور قليلة، حسب درجة الالتهاب.
وتشمل العلاجات المستخدمة للحمى الروماتيزمية ما يلي:
- المضادات الحيوية
سيصف الطبيب بنسلين أو مضادًا حيويًا آخر للقضاء على أي بكتيريا مكورة متبقية قد توجد في جسم الطفل. وبعد أن يكمل الطفل العلاج بالمضادات الحيوية كاملاً، سيبدأ الطبيب في برنامج علاجي آخر من المضادات الحيوية لمنع تكرار الحمى الروماتيزمية، وعادة ما يستمر هذا العلاج الوقائي حتى يُتم الطفل 21 عامًا على الأقل.

وإذا أصيب مراهق أكبر سنًا بالحمى الروماتيزمية، فقد يستمر في تناول المضادات الحيوية لما بعد 20 عامًا، حتى يتم خمس سنوات على الأقل من برنامج العلاج الوقائي.

وبالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالتهاب في القلب عندما أصيبوا بالحمى الروماتيزمية، فقد ينصحهم الطبيب بتناول علاج وقائي بالمضادات الحيوية لفترة أطول أو حتى طوال حياتهم.

- العلاج المضاد للالتهابات
سيصف الطبيب مسكنات الألم، مثل الأسبرين أو نابروكسين (أنابروكس، نابروسين، وغيرهما) لتقليل الالتهاب والحمى والألم. وإذا كانت الأعراض حادة، أو كان الطفل غير مستجيب للأدوية المضادة للالتهابات، فقد يصف الطبيب الستيرويدات القشرية، مثل بريدنيزون.

- الأدوية المضادة للتشنّجات
إذا كانت الحركة اللاإرادية لرقص سيدنهام شديدة، فقد يصف الطبيب دواءً مضادًا للتشنجات، مثل حمض فالبرويك (ديباكين) أو كاربامازيبين (كارباترول، إكويترو، وغيرهما).

- الرعاية طويلة الأمد
ناقش مع الطبيب نوع المتابعة والرعاية طويلة الأمد التي سيحتاجها طفلك، فقد لا يظهر تلف القلب الناتج عن الحمى الروماتيزمية حتى مرور سنوات عديدة من الإصابة بالمرض الحاد. ويجب إخبار الطفل بأنه مصاب بالحمى الروماتيزمية، وأن عليه مناقشة هذا الأمر مع طبيبه عندما يبلغ.

وتذكر أن السبيل الوحيد المعروف للوقاية من الحمى الروماتيزمية هو علاج عدوى التهاب الحلق البكتيري أو الحمى القرمزية على الفور، باتباع البرنامج العلاجي من المضادات الحيوية المناسبة كاملاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69656
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الحمى داء ودواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحمى داء ودواء   الحمى داء ودواء Emptyالسبت 23 نوفمبر 2019 - 23:00

الحمى القرمزية.. التهاب الحلق ومضاعفات أخرى (ملف)

الحمى القرمزية Scarlet fever مرض بكتيري يُصاب به بعض الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق. ومن أعراض الحمى القرمزية طفح جلدي أحمر فاقع يغطي معظم أنحاء الجسم، يصاحبه دومًا التهاب في الحلق وحمى شديدة.

وتعتبر الحمى القرمزية أكثر شيوعًا بين الأطفال من سن 5 سنوات إلى 15 سنة، وعلى الرغم من أنها كانت تعتبر مرض أطفال خطيراً، فقد جعلتها علاجات المضادات الحيوية أقل خطورة. 

وفي حال تركها بدون علاج، فإنها من الممكن أن تؤدي إلى حالات أكثر خطورة، والتي قد تؤثر على القلب والكليتين وغيرهما من أجزاء الجسم.




الحمى الوردية.. حمى شديدة يليها الطفح (ملف)

الطفح الوردي هو عدوى خفيفة بشكل عام تصيب الأطفال عادة عند عمر عامين، وأحيانًا يُصاب البالغون بهِ. ويعد الطفح الوردي شائعًا للغاية لدرجة إصابة معظم الأطفال به بحلول سن دخولهم رياض الأطفال.

وتتسبب سلالتان شائعتان من فيروس الهربس في الإصابة بهِ، ويتسبب المرض عادة في الإصابة بالحمى لعدة أيام، يتبعها ظهور الطفح.

ويُصاب بعض الأطفال بحالة بسيطة للغاية ولا تظهر عليهم أي مؤشرات واضحة للمرض، بينما يعاني الآخرون من الأعراض بالكامل.

وعادة لا يكون الطفح الوردي خطيرًا. وفي حالات نادرة، قد تؤدي الحمى الشديدة للغاية إلى الإصابة بمضاعفات. ويتضمّن العلاج الراحة في الفراش، وتناول السوائل والأدوية لتخفيف الحمى.

وفي ملفنا هذا سنتناول نظرة عامة شاملة تتناول الأعراض والأسباب وطرق العلاج لهذه العدوى والطفح الشائعين في مرحلة الطفولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحمى داء ودواء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخل غذاء ودواء
» البصل غذاء ودواء شعبي بامتياز في بلادنا
» الحمى القلاعية اسبابها وعلاجها
»  قصيدة الحمى - أبوالطيب المتنبي -
» Scarlet fever الحمى القرمزية,طريقة العدوى بالحمى القرمزية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث طبيه-
انتقل الى: