منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 9:47 am

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين

تقدم مجموعة من الظواهرالاجتماعية والاقتصادية التي مرت في تاريخ البشرية، دروسا وعبرا يمُكن استنتاج مقاربات منها مع واقعنا العربي المعاصر، ولربما وللأسف في مقدمتها الرق والعبودية، أو ظاهرة الاسترقاق.

من يتابع المشهد السياسي العربي خلال المئة سنة الماضية، ويدقق في حال بلداننا سياسيا واقتصاديا وثقافيا، يكتشف أننا نعيش زمن العبودية لروما الجديدة، النظام العالمي أو الزمن الأمريكي، وتشكل الشرق الأوسط الجديد تحت إدارة سيد المنطقة القادم: الكيان الصهيوني، الوكيل الرسمي والوحيد، وتدور في فلكه كيانات صغيرة تؤدي أدوارا وظيفية ثانوية.

موقعنا الحضاري في هذه الحقبة، مع تسارع الهرولة نحو إعلان التطبيع واستمرار التبعية والإمعان في خدمة السيد الأمريكي وبالتالي الصهيوني، وغياب الإرادة الحرة من أجل تعميم ودعم فكر وفعل التحرر والاستقلال، يجعلنا أمام تحديات صعبة، فإما استمرار الاسترقاق، أو المواجهة بروح الأحرار والسادة الرافضين لذل الهيمنة.

لا تخلوا حضارة قديمة من وجود ظاهرة الاسترقاق، فقد مرت بها الهند القديمة والحديثة، حسب شريعة "مانو" البراهمية، وحاليا بما يعرف بطبقة "المنبوذين"، كذلك الفارسية وحضارات العراق القديمة، اليونان والإغريق، والرومان.

في أثينا التاريخية، كان يخدم سكانها البالغ عددهم عشرين ألفا، أكثر من أربعمائة ألف من العبيد، وكلما كان الإغريق يحققون الانتصارات وتتسع أمبراطوريتهم، كان عدد العبيد يزداد.

يقول فيلسوف اليونان أفلاطون حول هذه الظاهرة: "إن الله يسلب الرجل نصف عقله متى وقع في الرق"، ويقول أرسطو: "إن الطبيعة أوجدت رجالا للأمر والسيطرة، وآخرين للطاعة والخضوع، فالعبيد للخضوع، ويجب على الأحرار أن يستكثروا من العبيد ليستخدمونهم في الأعمال اليومية الشاقة، وينصرفوا هم للأعمال الفكرية".

شكلت فترة العصور الوسطى في أوروبا، مرحلة هامة في التاريخ، فقد انتشرت في أوساط ورثة الإمبراطورية الرومانية، ظاهرة الاسترقاق وبرزت كمؤسسة، ما زالت موجودة لغاية اليوم، ومنطقتنا العربية جزء أساسي منها. اعتمد الأنجلوساكسون، الجرمان، القوط، البلغار، الغاليون في فرنسا والإيطاليون على مؤسسة العبودية، وخلال الحقبة الاستعمارية، عاملوا الشعوب التي نهبوا ثرواتها وخيراتها كعبيد.

قامت أمريكا الجديدة، على إبادة سكان البلد الأصليين من الهنود الحمر، وعلى طبقة العبيد المستوردين عن طريق تجارة الرقيق الإنجليزية، الفرنسية، الهولندية، الإسبانية والبرتغالية، فالحروب والتجارة بالرقيق، كات أهم مصادر الحصول على الرقيق، للخدمة في المزارع والإقطاعيات والبيوت والجيوش.

تحت مبررات أخلاقية بنشرالحضارة والمدنية، استعبد الملايين من البشر، وكما كان الإغريق والرومان قديما يفعلون، كان ثمن العبيد هو الملح كمقابل مادي لا أكثر، أو قدماء القوط ( لقبائل الجرمانية الشرقية)، الذين كانوا يفقؤون عيون عبيدهم، حتى لا يلهيهم شيء عن مخض الحليب.

من يرتضي أن يرهن حاضره ومستقبله بمؤسسة العبودية، ويتجاوز نصرة القضية الفلسطينية، ومحاولة إفقادها لقدسيتها وشيطنة شعبها، يكرر قصة يوسف، الذي باعه أخوته، أولاد يعقوب (حسب رواية العهد القديم) للإسماعيليين، والذين باعوه بدورهم إلى فوطيفار رئيس شرطة الفرعون (تكوين 37: 36)، بثمن بخس هو عشرين شاقلا من الفضة.

تفرق شريعة العهد القديم، التي  شكلت الأساس الديني والعقائدي لقيام الكيان الصهيوني، ما بين العبد العبراني والعبد الأجنبي، فبينما كان بالإمكان إطلاق العبد العبراني وتحريره إما بالفداء أو بعد مرور ستة سنوات في ما سمي بسنة اليوبيل (لاويين 25: 29-43)، فيكون حرا، كان العبد الأجنبي يُستعبد إلى الأبد، ويتوارث الأبناء عن الأباء عبيدهم.

في كتابه: تأملات في تاريخ الرومان، يكتب الفيلسوف السياسي مونتسيكو (1689 م- 1755م ) عن أسباب عظمة روما وصعودها:

"من حسن طالع روما، وأحد أسباب سعادتها، أن ملوكهم كانوا دوما أصحاب همة عالية وموهبة، لا نلاحظ في تاريخ الآخرين سردا من الساسة وقواد الحرب، بالكفاءة التي برهن عليها حكام روما.عندما تأسست دولة ما  يكون الرئيس هو الذي يشكل المؤسسة فيما بعد تقود المؤسسة، وهي التي تشكل الرئيس".

قامت عظمة روما كأمبراطورية، على إرادتها وسعيها نحو المجد، وعلى مؤسساتها وفي مقدمتها العسكرية، وحيث كان تعتمد على قوتها كانت تتقدم وتحقق الإنجازات ويصعب أن يقف أحد في وجهها، وسقطت حين تحولت للإستهلاك والتراخي.

وحيث لا يفيد على ما يبدو في هذه المرحلة، أن نستفيد من دراسة حال السادة والقادة العظام، فعلى من يقامرون بتاريخ العرب وقضيتهم المركزية وقلعتهم الأخيرة فلسطين، أن يتعلموا من أحوال عبيد روما.

في مجتمع الرق الروماني، لم يكن العبيد يقومون فقط بأداء مهام أو أعمال خدمية بسيطة، في المنازل مثلا أو الحقول، بل كان بإمكانهم أن يتولوا بعض الوظائف المهمة التي تتطلب مهارات عالية، مثل المحاسبة والطبابة، وربما ظهر وكأنهم ينتمون لطبقة السادة، ولكن يبقى العبد حسب القانون الروماني عبدا إلى الأبد، لا اعتبار لشخصيته أو لوضعه القانوني كفرد، فلا مانع من أن يتعرض للتحقير والإذلال والضرب والاعتداء الجنسي، أو الإعدام. وكلما تراكت الثروة أكثر وتوسعت روما، ازدادت الحاجة لمزيد من العبيد لتلبية متطلبات الأثرياء الإقتصادية.

لم تكن أسعار العبيد ثابتة أو متساوية، بل حسب العرض والطلب، العمر والجنس والحالة الصحية، كأي بضاعة أو سلعة أخرى، فثمن الأمة في سن الإنجاب مثلا اعلى من ثمن العبد الذكر.

في بابل القديمة، جاء في قوانين حمورابي (نحو 1740 ق.م )، أن متوسط ثمن العبد حوالي ثلاثين شاقلا (درهما أو دينارا أو جنيه)، وكان السعر يختلف حسب العصور والمجتمعات والدور الوظيفي.

اعتمدت معاملة العبيد على شخصية سادتهم، فمنهم من كان يثق بهم فيحسن معاملتهم قليلا، ومنهم من كان قاسيا فظا، ويمتلك الحق الكامل في تأديبهم بقسوة، وفي حالات نادرة استثنائية، كان يُسمح للعبد أن يقدم شكواه لسيده وان يطلب التقاضي أمام القانون، ولكن في حال محاولة العبد الهرب من صاحبه، يتم معاقبته بشدة، وفقط من ينجح بالهرب إلى مكان آخر، أو دولة أخرى، كان ينجو بنفسه، ولكي لا تتكرر محاولة الهروب، كان يوضع طوق حديدي حول رقبته، عليه نقش أو إشارة عن مالكه، وعن مكافأة لمن يجده ويسلمه.

لا يُسمح للعبد بأن يمثل سيده، بل عليه القيام بأعمال وأشغال شاقة، وتم الاستفادة من طاقات العبيد لإقامة المشاريع والصروح الكبيرة، فمثلا هناك جزء كبير من البيت الأبيض الأمريكي، بُني بسواعد العبيد.

هل بتنا بحاجة لمعهد أكاديمي تعليمي متخصص في إعداد وتأهيل العبيد؟، ربما من المفيد لمن يرفضون خيار المقاومة، على خطى سبارتكوس، الثائر على مؤسسة العبودية والذي تحدى روما، البدء في إعداد شعوبهم  للمرحلة القادمة، فلا يتسع المجال هنا للاستفاضة، ولكن تكفي الإشارات السريعة من واقع قوانين العبودية الروماني:

لا يجوز للسيد أن يبيع عبده لأحد لا يشتريه لتشغيله وتسخيره لمصارعة الوحوش في الحلبات والخدمة في الحقول والمنازل، والعبد الذي يتركه سيده لمرض أو شيخوخه يعتبر حرا، من قتل عبدا مريضا أو هرما، لا يتم القصاص منه، بل يتم مقاضاته فقط، وإذا أمر السيد عبده تأديب عبد آخر يجب عليه تنفيذ أوامره دون اعتراض.

بإمكان السيد أن يبيع عبده، أو أفراد عائلته، فزواج العبد لا يعتبر شرعيا، وليس له سلطة أبوية على أولاده، وكان يحرم عليه أن يتزوج من بناته، فقط لتفرقته عن البهائم والحيوانات.

كان كل روماني يرفض الخدمة العسكرية يقع في الرق، وكل من لا يسدد ديونه يُسترق، فالسيد يملك السلطة المطلقة على شخص العبد، على عقله وتفكيره وأنفاسه وكلامه، وعليه واجب خدمته وطاعته تحت جميع الظروف.

وحدها قضية فلسطين، بمركزيتها وقدسيتها وأبعادها القومية والدينية والإنسانية، بإمكانها استنهاض كل من يرفض إلا أن يكون حرا، هي العنوان والبوصلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:13 am

بعض المراجع لما سبق ذكره في المقال السابق


 قوانين في العصور القديمه




https://shanti.jordanforum.net/t23143-topic
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:14 am

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين P_17385dz0e1

تطَبيع أنظمة الحكم العربي.. وماذا بعد؟

أعلن مؤخرا، في البيت الأبيض، الاتفاق بين البحرين والكيان الصهيوني على تطبيع العلاقة بينهما بصورة رسمية، جاء هذا الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تطبيعَية، لم تكن مفاجئة، بل متوقعة تماما، بالذات على ضوء، ما جرى في اجتماع للجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي رفض إدانة الخطوة الإماراتية، بضغط من مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين، وسكوت الآخرين، والسكوت كما يقول المثل العربي، علامة الموافقة، الذي أعطى الضوء الأخضر لأنظمة الحكم العربية، التي في جعبتها أو في سياستها المستقبلية، ونقصد هنا المستقبل القريب، للبعض منها وربما البعيد إلى حد ما للبعض الآخر، بالتطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني.
من المؤكد أن هذا التطبيع سيضر بالقضية الفلسطينية، ضررا بليغا، خصوصا إذا ما تم على نطاق واسع، لأنه سيكون بمثابة الأحجار التي يتم بها، بناء جدران عالية لمحاصرة الفلسطينيين، ويمنح الشرعية لكيان إمبريالي، استيطاني، عسكري، على مستوى المنطقة والعالم.
صحيح أن إحدى الدولتين المطبعَتين، البحرين ليس لها ثقل سياسي ناظم لموجهات السياسة في المنطقة العربية، إلا أن الإمارات لها في حقل الاستخبارات، الذي له أبعاد سياسية في صناعة أدوات تلك السياسة لجهة التغيير في المشهد السياسي الفلسطيني، ونقصد هنا محمد دحلان الذي تقول التسريبات إنه كان وفي وقت سابق، قد زار الكيان الاستيطاني الإسرائيلي، وهو من ساهم في إخراج، اتفاق التطَبيع، وحسب هذه التسريبات، فإن الإمارات، في توجهها هذا، تبيح لنفسها التدخل في الشأن الفلسطيني بالشكل الخفي، بالتعاون مع الكيان الصهيوني، ومنذ سنوات وليس الآن، وبالذات بعد رحيل المرحوم الشيخ زايد، وقبل قليلا من هذ الوقت، في المرحلة التي تلت الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله، المرحلة التي تغيرت فيها، قواعد اللعبة السياسية في المنطقة العربية وجوارها، بزاوية 180درجة، لكن من الجانب الثاني فإن الإمارات، كما البحرين ليس لها ثقل ناظم لموجهات السياسية الإقليمية، سواء في المنطقة العربية، أو في الجوار الإسلامي. التطبيع الرسمي بين الكيان الصهيوني ونظام الحكم في الدولتين آنفتي الذكر، وما سيتبعهما من أنظمة الدول العربية الأخرى، لم يكن بالمطلق لصالح القضية الفلسطينية، بأي شكل وبأي صورة من الصور، كما يقول مسؤولو التطبيع، بأنهم فعلوا ما فعلوه، من أجل القضية الفلسطينية، واستحصال الحقوق الفلسطينية في دولة ذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، عن طريق الحوار والسلام، في فرية وخديعة كبيرتين. نتنياهو في معرض وصفه لاتفاق التطبيع قال: نجحنا بطرقنا الخاصة بتغيير مصطلح «الأرض مقابل السلام» بـ»السلام مقابل السلام». التطبيع في حقيقته ومداخيله، تصفية للقضية الفلسطينية، لارتباطه بمخطط واسع النطاق (صفقة القرن) لا ينحصر بالدولتين، بل بدول أخرى، وفي مقدمة تلك الدول، مصر والمملكة العربية السعودية، بدوريهما الوظيفي في متواليات التطبيع، بوصفه قاعدة إطارية ومادية لصفقة القرن. وهذا المخطط استراتيجية أمريكية إسرائيلية، جرى تبنيها منذ سنوات، أي منذ ولاية بوش الابن، وتتمحور إطاريا في إعادة رسم الخرائط الجغرافية السياسية للمنطقة العربية، الذي سمي في حينها، الشرق الأوسط الكبير. إن «صفقة القرن» هي العمود الأوسط للشرق الاوسط الكبير، بمعنى آخر، لا يمكن تمرير صفقة القرن إلا في تمرير مخطط الشرق الأوسط الكبير، كما لا يمكن تمرير مخطط الشرق الأوسط الكبير، الا بتمرير صفقة القرن في توائم زماني ومكاني، وفي علاقة جدلية بين المشروعين، اللذين هما من حيث الهدف، مشروع واحد باتجاهين.

ما يجبر أمريكا ومَن وراءها على تغيير سياساتها ومواقفها هو قوة وصلابة المقاومة في فلسطين، والأوطان العربية

وسط هذا التدافع في الأحداث، ما هو المطلوب من الفلسطينيين وبقية العرب في الأوطان العربية لمقاومة هذا المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني، الذي يستهدف الفلسطينيين في حياتهم ووجودهم، والشعوب العربية في أوطانهم المهددة بالتقسيم: أولا، مقاومة أو اختيار طريق المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها وفصائلها، لدحر هذا المخطط وإفشاله، وعلى أقل تقدير كمرحلة أولية، الحد من تأثيراته. ثانيا، تجسير منطقة الفراغ، التي خلقتها الأوضاع الحالية التي تعيش فيها الأوطان العربية، بين المقاومة الفلسطينية، بجميع فصائلها مع الشعوب العربية في الأوطان العربية المهددة بالتقسيم، سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، ونقصد هنا الشعب المقاوم للمشروع الأمريكي الصهيوني، الهادف في نهاية المطاف إلى تقسيم تلك الدول إلى دويلات، أو إلى فدرلتها على شكل كونفدراليات لخلق دول هشة وضعيفة، تسهل السيطرة عليها وعلى مقدراتها والتحكم فيها إلى الامد البعيد، وبالتالي الانفراد بالشعب الفلسطيني، أي تجريده من الظهير العربي الساند والداعم له ولنضاله. هناك من يحيل هذا التحول الدراماتيكي العربي من القضية الفلسطينية إلى سياسة أمريكا ترامب، الداعمة للكيان الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني في دولة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، التي استندت إليها المبادرة العربية، التي أسدل الستار عليها، أو تم وضعها في غرفة الارشيف التاريخي المهمل، ولم يعد أحد من دهاقنة الأنظمة العربية المطَبعة، سواء بالتطبيع الرسمي والمعلن أو التطبيع المحتجب وراء غربال الغش والكذب والخديعة بحاجة إليها.
هذه الإحالة، خطأ في قراءة الاستراتيجيات الأمريكية التي يتم وضعها من قبل أمريكا الرسمية، أو أمريكا العميقة، وما الرئيس الأمريكي، أي رئيس، إلا منفذ لتلك السياسات، بهامش واسع جدا، في اختيار الوقت والظرف المناسبين لتحويل تلك الاستراتيجيات إلى واقع، وهذا هو ما قام به ترامب، بتفعيلها على أرض الواقع. تذهب هذه القراءات إلى أن الوضع سوف يتغير بمجيء جوزيف بايدن إلى رئاسة الإدارة الأمريكية، الذي سيغير المشهد السياسي في المنطقة العربية، وفي المقدمة منها، السياسة الأمريكية حول القضية الفلسطينية.. إن هذا لن يحدث، إذ أن الحقيقة الثابتة في السياسة الأمريكية، هي موقفها المؤيد للكيان الصهيوني، بلا قيد أو شرط. إن الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، مهما اختلفا، فهما متفقان على الالتزام الاستراتيجي الثابت، الذي لا تلعب به أو لا تغيره جميع تغييرات السياسة الدولية والإقليمية، في ضمان أمن اسرائيل المستدام، وتفوقها العسكري، أعلى جميع جيرانها العرب. إن الذي يجبر الإدارة الأمريكية ومَن وراءها أو بتوجيه استشاري من أمريكا العميقة، على إدخال تغييرات مهمة على سياستها ومواقفها، سواء في فلسطين التي يهدف المشروع الأمريكي الإسرائيلي على ابتلاعها بالكامل، إلا غيتوات محاصرة بالقوة العسكرية والأمنية الصهيونية، أو في الاوطان العربية التي يشتغل المشروع الأمريكي الصهيوني على إعادة رسم خرائطها الجغرافية السياسية، لضمان استدامة المحطات النهائية للمشروع الأمريكي الإسرائيلي، إلى الأمد البعيد جدا، أو إلى الأبد، كما يتخيلونه في شكله الختامي، هو قوة وصلابة ومطاولة المقاومة في فلسطين، وفي الأوطان العربية، بأشكالها وأنواعها المتعددة. عندها يؤكد لهما، الواقع على الأرض، أن الزمن يشتغل بالضد من مشروعهما، وأن استمرار المقاومة تحفر عميقا تحت جرف هذه الهيمنة، وبوصلتها الموجهة لمشروعهما، ما يؤدي مع مواصلة الكفاح إلى انهيار هذه الهيمنة. لذا، فإن مواصلة النضال برؤية واضحة، ومحددة في الخطاب النضالي، وفي الترجمة الفعلية له، على أرض الواقع، تأخذ في الاعتبار عند التخطيط لها، الوضع الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي، وما فيه من تغييرات آنية ومستقبلية، سواء في فلسطين أو في الأوطان العربية، التي يشتعل فيها لهيب الصراع الأهلي، بموجهات أمريكية وإسرائيلية، بواسطة أدوات الإنابة العربية عنهما أو غيرها، في زيادة سعير تلك الحرائق، وتوسيعها، إلى أن تصل إلى حافاتها النهائية، التي تستدعي حضور الحلول من الراعي الأمريكي وغير هذا الراعي من القوى الدولية الاخرى. إن من يمنع هذا السقوط، هو طريق الكفاح ولا طريق غيره. هذا التوجه، هو ما يدفع أمريكا الرسمية إلى إعادة النظر في مشروعها، بإدخال تغييرات مهمة لصالح الأوطان العربية والقضية الفلسطينية، حتى تتجنب الخسارة الكلية.
موقف القوى العظمى والكبرى، سيتغير جديا وواقعيا وحقيقيا، حين يكون الموقف في الأوطان العربية التي تتعرض إلى هجمة تطال وجودها في الحاضر والمستقبل، والوضع في فلسطين المحتلة، موقفا موحدا على طريق المقاومة من أجل حق شعوبها في الحياة والوجود الحر، في دول مستقلة ذات سيادة فعلية وغير مستلبة. عندها لن يكون أمام العالم بقواه الدولية المؤثرة في القرارات الدولية، إلا البحث عن حلول منصفة وعادلة. ويبقى السؤال المهم: هل هناك في العالم، كل العالم وبجميع قواه الدولية والإقليمية، من يمنح حقوق الضعيف والخانع والخائف، كبادرة إنسانية يفرضها العدل والانصاف والحق، بالتنازل عن مشروع الهيمنة والسلب والنهب للثروات وسلب الإرادة، لصالح قتل روح الاعتراض الشعبي على هذا الاستغلال؟ الاجابة المؤكدة أو التي يؤكدها واقع السياسية الدولية بمداخلها ومخارجها هي، لا توجد. إن التطبيع مع الكيان الصهيوني، هو بيع للأوطان العربية وفلسطين في سوق النخاسة، بلا مقابل، المقابل الوحيد، هو حماية الحاكم العربي من غضب الشعب، والسكوت على جرائم هذا الحاكم، والتاريخ علمنا، أن الشعوب لا تقهر، ونهاية الحاكم الظالم والمتجبر، والمحتمي بالحامي الدولي بقوته العسكرية الهائلة، الذي اشترى منه الوطن وما فيه من ثروات، وشعب، ومستقبل، مقابل حمايته من انفجار شعبه، مكب قمامة التاريخ. وأوكد على أن التطبيع لم ولن يجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة العربية، بل العكس هو الصحيح بالكامل. الغالبية العظمى من الشعوب العربية وقواها واحزابها، رفضت التطبيع رفضا كاملا. اما في فلسطين، فقد رفض رفضا تاما ومطلقا من قبل الشعب العربي الفلسطيني، سلطة وأحزابا وفصائل مقاومة ومنظمات فلسطينية مقاومة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:15 am

طابور المطبعين يزداد طولا في عصر الانحطاط العربي

سفيان بن حسن
ربما نجافي المنطق ونكذّب التاريخ لو تحدثنا عن إختراق صهيوني للوطن العربي بتطبيع الكيان  مع  بني خليفة وأبناء زايد، فلم تكن هذه الأنظمة يوما في الصف العربي بل لم تكن قائمة أصلا زمن المواجهة الكبرى وكل ما سجله التاريخ من صولات لهذه الأنظمة كانت بمشاركتها تمويلا وتسليحا لدك العراق العظيم والجماهيرية الخالدة، ما يحدث اليوم هو إعلان سر يتهامس به الجميع منذ عقود خلت، سر يمتد بإمتداد تاريخ هذه العائلات المنصبة من قبل القوى الإستعمارية للحفاظ على ديمومة نتائج مؤتمر كامبل بانورمان ومن بعده سايكس بيكو، موقع نواطير النفط هو في خندق الأعداء وقد ركبوا الوعثاء منذ اليوم الأول وإنتقلوا بقضهم وقضيضهم إلى نصرة الباطل فتلك مهمتهم المناطة بعهدتهم وبدونها تنتفي حاجة المستعمر إليهم، ويدرك الصهاينة قبل غيرهم أن خطوة التطبيع الأخيرة ليست مع أرباب الوجاهة والريادة ورجال الفكر والتأثير في وطننا كما كان الحال مع مصر والأردن وإنما مع أقذاء العرب الذين تطابقت أهدافهم دوما مع أهداف الحركة الصهيونية. هو إنجاز على الورق قد يسجل به ترامب نقاطا على خصمه بايدن وقد يقنع به النتن ياهو عصابته في فلسطين المحتلة بزعمه إختراق وعي الشارع العربي متجاهلا واقع أن الميزة اليتيمة لهذه الخطوة هي في إظهارها عمق الهوة الفاصلة بين الشعب العربي وبين بعض حكامه.
مع تغييب قادة الأمة وفرسانها قتلا وتنكيلا وتشويها بأبواق الإعلام والدعايات المغرضة قفز قادة الصف الثالث في خليج النفط والدولار والقواعد الأمريكية إلى الواجهة وهم لا يملكون منذ نشأتهم الأولى سوى عقيدة واحدة بدأت تتكشف مع الزمن هي غياب العقيدة مع وقاحة مثيرة للإشمئزاز، يمدون أياديهم علنا إلى العدو في دلالة على تطور الجاسوسية من مهنة تفرض السرية المطلقة إلى مدعاة للتباهي والإبتسام أمام الجموع في حفل توقيع على صك الخيانة.  لا يغربن عن بال هؤلاء الذين يسعون لإثباط همم أحرار الأمة وحملها على التراخي بإنبطاحهم للعدو انهم زائلون بزوال الإحتلال، ملعونون في كتب التاريخ وذاكرة الأمم، وأنهم في تقدير الشعوب صفر على شمال المعادلة وأن طريق الكفاح طويلة ومن يتساقط على جوانبها يكون غير مؤهل لتمثيل الشارع العربي بل يضع بينه وبين الجماهير ثارات لا تنتهي، فوحده الشعب هو العنصر المناضل القوي الذي يستمر في المعركة إلى نهاية الطريق، وإن فلسطين في وجدان العربي ليست أرضا محتلة كما يخيل لهؤلاء الأبالسة، هي الحلم والإلهام والقدسية التي تجاوزت طابعها الديني لتختصر كل الأوطان فيها بما تحتضنه من رفات لشهداء من كل الأقطار إقتحموا الموت بخطى ثابتة في سبيل الأقصى واللد والجليل والنقب ورأس الناقورة وأم الرشراش. وحدهم الأغبياء من يتوهمون أن كل تلك الدماء قد أريقت جزافا وأن معارك الشرف والإباء تدوم جيلا ثم تنعدم.
يكشف لنا الخونة اليوم أن هزائمنا في حروب النكبة والنكسة لم يكن للأقدار دخل فيها فلو كانت الأقدار هي المسؤولة ما وجد بيننا من يبتهج للمحن والمصائب ويصفق للأعداء، في صفوفنا خونة إختاروا إماطة اللثام عن وجوههم وقد حدثنا عبدالناصر قديما عن تحالفهم مع الصهيونية، وحدثنا علي عبدالله صالح عن عمق خيانتهم بكشفه رسالة فيصل بن عبدالعزيز إلى جونسون يحثه فيها على ضرب مصر ونصرة الصهاينة، وحدثنا العراق العظيم وهو يئن تحت ضربات قوى الشر والرذيلة المدعومة من أكشاك الخليج ونواطير النفط عن مكائدهم، وحدثتنا الجماهيرية الشهيدة عن خطورتهم بعد أن تكالب عليها أحفاد البرامكة لصوص الحجر الأسود وأحفاد مسيلمة والقوى الإستعمارية. هؤلاء توهموا أننا أمة تسحرها أنغام الإستسلام إلى خدر الموت وفاتهم أن أمة فارس عودة وصدام حسين وناصر والقاوقجي والحسيني تغفو ولا تموت.
يحدثنا إعلام الأمريكان والصهاينة عن دويلات أخرى ستلتحق برتل العار والخيانة ولا نرى غير السعودية التي يسعى الحاكم الغر فيها إلى إستجداء الرضى الأمريكي، أما الحديث عن المغرب فنراه مجانبا للمنطق لمقاطعة ملك المغرب للقمة الأمريكية في الرياض فجر تولي ترامب السلطة وعدم رغبته في تأجيج خلاف مع الشارع من العدم، والحديث عن تمادي سلطنة عمان في تطبيعها نراه غير دقيق في المرحلة الحالية للخلاف الخليجي بين السلطنة وبين حكام خليج عمان الذي بات يحمل إسم الإمارات العربية المتحدة منذ بداية سبعينات القرن الماضي، الأنظار تتجه صوب السعودية أو إحدى دماها بعد حكام البحرين، والسعودية نراها قد إنخرطت فعلا في التطبيع العلني إثر سماحها للطيران الصهيوني بالعبور إلى الإمارات عبر أجوائها، وسواء كان هذا الحاكم أو ذاك من يقف سرا في طابور التطبيع والإمضاء فإن الحقيقة الثابتة الوحيدة أن ميادين الشرف والجهاد التي لم تعرفهم لن تفتقدهم.
ويبقى السؤال: من أين أتى هؤلاء بإتفاقية سلام لا تسبقها حرب، وهل تسبق الهدنة القتال ويسبق الصلح الخلاف؟ إن ربّة السلم لا تقوى على النهوض ما لم يأخذ بيدها إله الحرب، وإن السلم في فلسطين لا يتحقق بغير زوال حكم الخونة وزوال الكيان
عاشت فلسطين وليخسئ الخاسئون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:16 am

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين P_1738j0sib1


أبو الغيط وتاريخه الأسود

أحمد علي أبوالغيط هو الأمين العام لما كان يسمى تجاوزا جامعة الدول العربية، وحصلت مؤخرا وبامتياز لقب جامعة الدول العبرية.
لم ينطق من قبل برأي، ولم يكن يسمح له أصلا بأن ينطق برأي، ولا أحد يأخذ برأيه إن نطق، فهو مجرد موظف إداري لا أكثر ولا أقل. ولكن عندما قرر أبوالغيط أن يكون شجاعا، وله رأي، نطق كفرا، واستقوى على الشعب الفلسطيني، وأقحم نفسه في الشؤون الداخلية الفلسطينية، اعتقادا مغلوطا منه أن فلسطين هي الحلقة الأضعف، أو لنكن أكثر دقة، أن اغضاب فلسطين والفلسطينيين لن يؤخر ولن يقدم بالنسبة له، فهي ليست صاحبة ثروات نفطية.
هل هناك أكثر رداءة من زمن يشارك فيه أمين عام جامعة الدول العربية في إفشال مشروع قرار فلسطيني، ضد قضيتهم قضية «العرب الأولى؟»، هل هناك أكثر انحطاطا من إفشال قرار في جامعة الدول العربية يدين اتفاقيتي تطبيع مع دولة الاحتلال، في خرق واضح لكل اعراف الجامعة ومواثيقها، وفي تناقض صريح مع كل قراراتها ومشاريعها ومبادراتها المتعلقة بفلسطين، وفي مقدمتها المقاطعة العربية لدولة الاحتلال، وكذلك مبادرة السلام العربية التي نصت على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها الأراضي الفلسطينية والجولان السوري وشبعا اللبنانية، وقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، وحلّ مشكلة اللاجئين، إلى آخره مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع العربي معها.

قرار جامعة الدول العربية، رفض المشروع الفلسطيني لإدانة حملات التطبيع العربية مع إسرائيل، هو مفترق الطريق والقشة التي قصمت ظهر البعير

لم يكتف أبو الغيط بتبني الرؤية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية فحسب، بالتآمر على إفشال قرار إدانة اتفاقيتي التطبيع بين نظامي أبوظبي والبحرين فحسب، بل وجّه سهامه نحو الفلسطينيين ليعلن ومن على منبر قناة «سكاي نيوز» التابعة لأبوظبي استياءه من اجتماع حركتي فتح وحماس في تركيا، للتباحث في إجراءات المصالحة الفلسطينية. وقال، في نوع من الاستخفاف: أتمنى أن الاتفاقات بين الطرفين يتم تنفيذها، وبالنسبة لاجتماعهما في تركيا، البعض يؤشر إلى أن ذلك يعتبر رسالة إلى الأطراف العربية، مبينا أنه «زعلان بسبب حدوث ذلك». وأضاف في المقابلة «كنت أتصور أن وفد حماس يذهب لرام الله، أو وفد السلطة الفلسطينية، يذهب لقطاع غزة من أجل إجراء الحوارات بين الطرفين، أو أن يذهبا إلى القاهرة، أو أي دولة عربية أخرى، وليس إلى تركيا». من حق أبوالغيط وهو حامي حمى العروبة أن يغضب من اللقاء الفلسطيني الفلسطيني في القنصلية الفلسطينية في إسطنبول وفوق ارض غير عربية، أوليس من حقنا أيضا أن نتساءل لماذا لم يعبّر ابوالغيط عن هذا الاستياء والغضب ازاء خروج نظام محمد بن زايد عن الإجماع العربي المفترض؟ ولماذا لم يعبّر عن استيائه، وهو يرى طائرات العال الإسرائيلية تحط في مطار أبوظبي وتقلع منه؟ ولماذا لم يعبر عن غضبه إزاء مشاهد عارضة أزياء اسرائيلية في صحراء أبوظبي تصور دعاية لمنتجات إسرائيلية حاملة العلم الإسرائيلي؟ ولماذا لم يعبر عن رأيه وهو يرى ويسمع عن توقيع اتفاقات اقتصادية وأمنية بين أبوظبي واسرائيل؟ ولماذا يرى في لقاء رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان بنتنياهو، حقا للسودان في عمل ما تراه مناسبا ويتوافق مع مصالحها، ولكل دولة سياساتها، وينكر هذا الحق للفلسطينيين؟
أحمد أبوالغيط اختار السير في الطريق الأسهل، والأقل ضررا عليه شخصيا، خاصة أنه مقبل على تجديد فترة ولايته في يونيو/حزيران المقبل.
ولكن لماذا نستغرب من مواقف أبوالغيط، فهي ليست جديدة ولا غريبة على تاريخه الأسود؟ وهل كنا نتوقع منه موقفا مختلفا؟ وهل يمكن أن ننسى تاريخه عندما كان وزيرا لخارجية مصر في عهد حسني مبارك؟ وهل يمكن أن ننسى ذلك المشهد الذي جمعه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية وامرأة الموساد تسيفي ليفني، على عتبات وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، والقهقهات المجلجلة التي تبادلها معها، قبل أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟ الأمر الذي فُسر لاحقا على أنه موافقة مصرية ضمنية على الحرب، التي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين بين شهيد وجريح. أليس هو أبوالغيط نفسه الذي وصف بأنه «صديق إسرائيل ورفيق ليفني»؟ أليس هو من حمّل الفلسطينيين عام 2008 مسؤولية الحرب الاسرائيلية على القطاع؟ أليس هو القائل إن «حماس» هي التي «استفزت إسرائيل»؟
أبوالغيط حسم موقفه المحسوم أصلا، ليعلن بشكل فاضح وصارخ» تأييده لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي شكلت نقطة ارتكاز للاتفاقات التي وقعت بين الإمارات والبحرين من ناحية، وإسرائيل من الناحية الأخرى، أي أنه وافق كما قال صائب عريقات في رده على تصريحاته في «سكاي نيوز»، على أن تكون القدس الشرقية المحتلة والحرم القدسي الشريف وكنيسة القيامة تحت السيادة الإسرائيلية، ما يعتبر بمثابة الضوء الأخضر لمن يسعى من الدول العربية للتطبيع المجاني مع إسرائيل والتحالف معها أمنيا وعسكريا، بمعنى أدق فإن أبوالغيط، والكلام لا يزال لصائب عريقات، أصبح جزءا من خرق ميثاق الجامعة وقراراتها ومبادرة السلام العربية.
وندحض مزاعم أبوالغيط التي تبنى فيها الرواية الإماراتية بالكامل، بأن اتفاق التطبيع أوقف مخططات الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، بما قاله السفير الأمريكي الصهيوني المستوطن في إسرائيل ديفيد ليبرمان، الذي عاد قبل أيام للتأكيد على أن ما حصل هو مجرد تأجيل لا إلغاء للضم. وأوضح فريدمان في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال مؤخرا، بأن عملية الضم لم تلغ، وإنما تم تأجيلها إلى موعد لاحق. وقال فريدمان في اللقاء الإذاعي: قلنا في البيان إننا سنؤجل السيادة، هذا لا يعني أنها ألغيت، بل يعني أنه تم تعليقها في الوقت الحالي. لقد تم تعليقها لمدة عام، وربما لفترة أطول، ولكن لم يتم إلغاؤها بالتأكيد.
قرار جامعة الدول العربية، رفض المشروع الفلسطيني لإدانة حملات التطبيع العربية مع إسرائيل، هو مفترق الطريق والقشة التي قصمت ظهر البعير، اذ لم يعد هناك ما يمكن أن يشجع الفلسطينيين على البقاء في هذه الجامعة، التي اصبحت مفرقة لا حاضنة للعرب ومشاكلهم وقضاياهم، وبعد أن أصبحت أداة طيعة في أيدي الدول المتنفذة وصاحبة المال. فلا جدوى من بقاء الفلسطينيين فيها، فبقاؤهم يعني القبول بقراراتها وسياساتها، ولا بد من قرار فلسطيني حاسم بالخروج من هذه المنظومة، التي لم تحترم أيا من قراراتها، وقرار فلسطين التخلي عن رئاسة الدورة العادية الـ154 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، مجرد خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح.
كان يفترض أن تكون الجامعة العربية حاضنة لقضايا العرب الجوهرية والاساسية التي تتصدرها القضية الفلسطينية، جامعة لهم لمواجهة المخاطر التي تواجههم وحامية للقضية الفلسطينية، أقدس قضاياها، أو هكذا يفترض، لكنها لم تكن يوما البيت الجامع للعرب، بل كانت دوما مسرحًا للتناقضات السياسية، وانعكاسا للخلافات السياسية وفي الآونة الأخيرة تحولت هذه «الجامعة» إلى منظومة تابعة تماما للمحور الأمريكي – الإسرائيلي، تتحكم بها بشكل كامل دول الخليج الثرية.
ونختتم بما قاله أحمد نصر الناطق باسم حركة فتح ردا على أبوالغيط، «أحمد أبوالغيط يقول معاهدة السلام مع الإمارات نجحت في وقف الضم الإسرائيلي للضفة، ونقول لأبو الغيط إعلم أنت وغيرك أنه لا يحرث الارض سوى عجولها، ولا أنت ولا الإمارات من أوقف الضم، من اوقف الضم وأفشل وسيفشل كل المشاريع الخيانية هو ارادة شعبنا ووحدته والتفافه حول قرار وطني واضح وصريح لمواجهة هذه الحملة التصفوية للقضية الفلسطينية، وكذلك نجاح الفلسطينيين في استقطاب، ولمّ شمل القوى الوطنية العربية، التي تمثل الأغلبية الصامتة، حول رفض كل المشاريع التصفوية وإسقاطها.
نعم لقد ماتت جامعة الدول العربية ولا تجوز حتى الرحمة عليها، وللفلسطينيين الفخر في أن يكونوا أول المشيعين لها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:17 am

عن جيل عبد الناصر وصباح الأحمد


من عجيب الموافقات أن تتزامن وفاة المغفور له الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح مع ذكرى وفاة جمال عبد الناصر. ومن عجائب الأقدار والأعمار أيضا أن نصف قرن يفصل بين الوفاتين رغم أن الرجلين كانا متجايلين.
إذ لم يأت عبد الناصر وصباح الأحمد من عصرين مختلفين، بل إنهما يتنميان للجيل ذاته، حيث لا يفصل بين مولد الزعيم المصري (عام 1918) ومولد الدبلوماسي والسياسي الكويتي (عام 1929) سوى عقد واحد. ولهذا حق في هذا المقام اقتباس عبارة «إن جيلا بأكمله قد مضى» التي استهلت بها لوموند، الخميس، نعيها لباحث الفيزياء الروسي يوري أورلوف، الذي كان من أشهر المنشقين على نظام الاستبداد السوفييتي والذي توفي آخر هذا الشهر عن سن تناهز الخامسة والتسعين، بعد أقل من عامين من وفاة رفيقة دربه النضالي ليودميلا ألكسييفا.
إذ أيّا كان حكم التاريخ على الجيل القيادي العربي الذي مضى بأكمله، وأيا كانت التقييمات لأدائه في مواجهة تحديات التنمية والحريات، فإنه لا جدال أن ذلك الجيل قد كان يتّسم بسمتين: أولا أنه كان جيلا عروبيا واعيا بانتمائه طامحا لتحقيق نهضة ترفع شأن العرب بين الأمم، وثانيا أنه كان يعرف ما الذي حدث في القرن العشرين من جسيم الأحداث وعظيم التحولات عالميا وعربيا. وربما يبدو أن هاتين السمتين، أي عروبية الموقف ومعرفة التاريخ، من الأوليات والبسائط بحيث لا يصح أن تعدّا من حميد المزايا. ولكن يكفي إلقاء نظرة على ما تورط فيه الجيل السياسي الحالي من المهازل وما فرّط فيه من الثوابت حتى يتبين أن عدم معرفة التاريخ الحديث والمعاصر، ناهيك عن فهمه، إنما هو أحد أسباب أنانية الموقف الحالي في بعض الدول الراكضة شوقا لاحتضان العدو (وهي أنانية متخفية خلف قناع المصلحة «الوطنية» التي ليست في الواقع سوى تأويل فردي مزاجي للمصلحة القطرية الآنية). إذ لا يمكن لأي عربي قرأ قليلا عن تاريخ القرن العشرين أن تختلط عليه الأمور فيعجز عن التفريق بين الأخ التاريخي والعدو الوجودي. ولا يمكن لأي عربي قرأ قليلا إلا أن يقف من التحديات المصيرية (بما فيها التحدي المتمثل في السرطان الصهيوني) الموقف العروبي المبدئي الذي وقفه جيل عبد الناصر وصباح الأحمد.

 الفارق هائل بين جيل يقرأ وجيل لا يقرأ، وبين حاكم شغوف بالتاريخ وآخر مدمن على ألعاب الفيديو

ولكن الفارق هائل بين جيل يقرأ وجيل لا يقرأ، وبين حاكم شغوف بالتاريخ وآخر مدمن على ألعاب الفيديو. فقد «نشأ عبد الناصر في ظروف توقظ الوعي الاجتماعي والسياسي مبكرا» كما روى محمد حسنين هيكل في حوار مع الصحافي محمود المراغي في أواخر أيلول/سبتمبر 1995 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الزعيم المصري: «نشأ عبد الناصر فقيرا، فلم يهرب من الفقر. ماتت أمه وهو في الثامنة من العمر، فتألم كثيرا. التحق بالعمل العام من خلال القراءة أوّلا، فتحسّس مجتمعه الفقير بالتجربة، وتحسس مجتمع العالم واستكشفه من خلال القراءة.» ويضيف هيكل أن الصحافي السويسري جورج فوشيه، الذي نشر عام 1959 كتابا ذاع صيته بعنوان «عبد الناصر وفريقه» قد وثّق عناوين الكتب التي قرأها عبد الناصر أيام الشباب، حيث تقصّى فوشيه الأمر في كل من دار الكتب المصرية ومكتبة الكلية الحربية، فتبين له أن عبد الناصر استعار من دار الكتب مؤلفات في الأدب (مثل العبرات للمنفلوطي) واستعار من مكتبة الكلية كتبا في التاريخ. وحين كان يستعد لكتابة ما يعادل رسالة الماجستير في الكليات العسكرية (وقد كان موضوع رسالته عن الدفاع عن مصر كما تصوره ألّنبي في الحرب الأولى) حاول استكشاف النظريات المتعلقة بالدفاع عن مصر ابتداء من الإسكندر الأكبر إلى يوليوس قيصر، فالفتح العربي فالحروب الصليبية والدولة العثمانية. وقد بلغت كتب التاريخ التي استعارها 51 كتابا.
أما الأستاذ توم ليتل فقد كتب في عدد خريف 1960 من الفصلية الأكاديمية البريطانية «شؤون دولية» أن أبرز ما يلفت الانتباه في كتاب فوشيه هو التركيز على شدة اهتمام عبد الناصر بالتاريخ، وخصوصا بالسير والتراجم، حيث يقول إن فوشي «يعرض بكل عناية قائمة الكتب التي قرأها عبد الناصر منذ زمن الشباب حتى قبيل انقلاب 1952، كاشفا بذلك شغفه بسير الزعماء والعظماء». وقد كان ضمن الكتب التي قرأها، بينما كان طالبا في الكلية الحربية، كتاب روبرت غريفز عن سيرة لورنس العرب، وكتاب تشرشل «حرب النهر» عن حملة الجيش البريطاني ضد الثورة المهدية في السودان، وكتاب جون بيوكان عن «الجنرال غوردون في الخرطوم» وكتاب ليدل هارت عن سيرة الجنرال الفرنسي فردينان فوش القائد الأعلى لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، وكتاب أميل لودفيغ عن سيرة نابليون. والذي يبدو من قراءاته أن أكثر الزعماء إثارة لاهتمامه هم الإسكندر، ونابليون، وبيسمارك وأتاتورك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69932
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين   عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين Emptyالأحد 04 أكتوبر 2020, 10:40 am

هل يمارس الشعب الفلسطيني الوصاية على الأخرين أم حقه الأصيل في الدفاع عن النفس؟ وهل هناك خلل في ثقافته السياسية سببه العروبة والإسلام أم أن هناك موقف مسبق من هذا؟

فؤاد البطاينة
من غير المُستغرب أن تترافق عمليات تطبيع الأنظمة العربية الصهيونية مع فك إعلامي متخبط بين الإدعاء بإيحابية التطبيع على القضية الفلسطينية ونكران الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، إلّا أن هناك أصواتاً عربية شعبية في الوطن العربي والشتات أخذت تدلي بدلوها متجاوزة المنطق الخليجي. تُطل علينا بأفكار تنتقد فيها ثقافة الشعب الفلسطيني وتدفع باتجاه تشكيل قناعات شعبية تُغير من المفاهيم الثقافية الوطنية السائدة والمستقرة للمواطن العربي والفلسطيني على وجه الخصوص. أقتبسها تالياً. ولا أنكر على أحد حقه في التعبير عن رؤيته ، ولكن لي رأيا مختلفاً بالمادة المقتبسة من حيث مضمونها وتزامن طرحها مع هذا الظرف العربي والدولي الهاجم على فلسطين والفلسطينيين بنوعية جديدة من التطبيع.
والمادة المقتبسة هي “ثقافة الفلسطيني السياسية المؤدلجة بالعروبة والاسلام تجعله يعتقد بأنه وصي على خيارات الأخرين ويعتقد بأن قضيته بقداستها تفوق أية قضية أخرى ، وبأنه يحق له ما لا يحق لغيره ، ولا يحق للشعوب العربية أن تتألم وتثور مهما ساءت أوضاعها , وإلا فهي متهمة بتنفيذ مؤامرة صهيونية تهدف لجعل قضيته ثانوية. وبأن هذه الثقافة النرجسية تجعله يعتقد بأنه وحده المقتلع من أرضه وغير مستعد لرؤية ملايين العرب الذين شردتهم الأنظمة في سورية والعراق والسودان. وأن هذه الثقافة السياسية صورت للفلسطيني بأنه منتصر ولا يقتنع بأنه مهزوم ولا يقبل الواقع ويرفض المساس بثقافته (هذه ) النرجسية والاسطورية. وإن مقتل الفلسطيني هي ثقافته السياسية المبنية على الأوهام والأساطير وما لم يخرج منها سيبقى مهزوماً.” انتهى الإقتباس.
بداية يجب أن يكون مفهوماً، بأنه عندما يتعرض كائن حي لهجوم فإنه يمتلك الحق المُطلق للدفاع عن نفسه بالفعل المفعول، وإن سما بخلقه وثقافته يبدأ دفاعه عن نفسه بالقول والكلمة والتحذير. هذه قاعدة طبيعية والشعب الفلسطيني ليس استثناء منها ،لقد تعرض وما زال يتعرض لهجوم صهيوني يشمل وطنه وحقوقه الأساسية ووجوده كشعب أصيل، واستخدمت الصهيونية وما زالت لهذا الغرض حكاماً عرباً بأنظمتهم للمساعدة باحتلال فلسطين واقتلاع شعبها من أرضه وفي جلب غيرهم ليستوطنوا هذه الأرض ، بل أنشأت دولاً لهذه الغاية. ومما لا نقاش فيه أن احتلال فلسطين ليس نهاية المشروع الصهيوني بل بدايته المرتبطة مباشرة باخضاع واحتلال الوطن العربي.
بهذا المعنى، فلسطين نفسها اليوم أصبحت محل استخدام صهيوني مباشر لاستكمال المشروع الصهيوني في المنطقة العربية. فاستكمال احتلال فلسطين وتقنينه هو الركيزة الصهيونية وشرط ، كنقطة انطلاق. وما أسميناه القضية الفلسطينية هو في الحقيقة قضية عربية معاصرة بامتياز. وإن نجاح الصهيونية في تصوير القضية على أنها فلسطينية لا عربية ، قد رسخ احتلال فلسطين. وإن عدم اعتراف المواطن العربي بالقضية الفلسطينية على أنها قضيته الشخصية والوطنية الأساسية، هو الذي جر الويلات على أقطاره وشعوبها لتلحق بفلسطين. وهذا ما ينقلنا لمسألة التطبيع وتطور طبيعتها  ، ولماذا أن الفلسطينيين لا يفرضوا وصايتهم على العرب بل يدافعوا عن انفسهم أمام وصاية مزورة لبعض العرب من جحوش الصهيونية تُلحِق بالشعب الفلسطيني وبقضيته أبلغ الضرر المباشر.
ألأخطر بمصطلح التطبيع الجاري اليوم هو أن الصهيونية تفهمه وتريده وتفرضه بمفهوم غير ما اعتدنا عليه وغير ما نفهمه ، وذلك من حيث غرضه وطبيعته ومحله ً. فهو يقوم على الاعتراف العربي بأن ما نسميه احتلالاً لفلسطين هو تحريراً صهيونيا لفلسطين بشهادة عربية، وليس من سند لهذه الشهادة إلّا الحكاية التوراتية التي يمتد سريانها على أسيا العربية ومصر. ونحن هنا لا نتكلم عن تطبيع دول عدوة أو غير عربية فهذا لا يؤخذ به لإقامة المبدأ التوراتي، بل نتكلم عن التطبيع العربي والملوث بأنه من أجل القضية الفلسطينية وتسويتها أو على انه قرار سيادي. فاعترافنا كعرب بهذا الإحتلال من خلال هذا التطبيع ومفهومه هو الذي يؤثر باتجاه تقنين المبدأ التوراتي القائم بالضرورة على تقنن إحتلال فلسطين أولاً. بمعنى أن القرار التطبيعي لأي دولة عربية ينسف ابتداءاً كيان القضية الفلسطينية من أساسه ويهجم مباشرة على ارادة الشعب الفلسطيني وينتهك حقه في وطنه وفي حقوقه وبالتالي هو عدوان سافر على الفلسطينيين.
فالرفض الفلسطيني لتطبيع دول عربية ، ليس تدخلا بخياراتها ولا بحقوقها السيادية الممسوخة ، بل هو حق أصيل في الدفاع عن النفس ، وإن كانت للأنظمة العربية وشعوبها مشاكل وقضايا اقتصادية أو معيشية فهذا شيء طبيعي ، ولكن من غير الطبيعي بل ومن الجريمة بمكان أن لا يجدوا وسيلة لحل مشاكلهم إلا على حساب الوطن الفلسطيني وشعبه. وللأسف فإن من وسائل الصهيونية لدفع المواطن العربي لتقبل التطبيع هو تصويره على أنه الطريق لحل مشاكلهم. وهذا مسلسل ما كان لحلقاته السابقة من نتيجة غير تعميق مشاكلهم ، ولا يمكن بالمنطق أن تكون خاتمة المسلسل غير التدمير الشامل لهم وإخضاعهم واحتلال وطنهم.
 أما طبيعة التطبيع الحديث فجاءت متضمنة تغلغل الصهيونية الإسرائيلية في الدولة المطبعة بما يجعلها كصهيونية اسرائيلية جزءاً رئيسيا من المعادلة السكانية والسياسية والاقتصادية للدولة المطبعه ، وعلى نسق ما حصل بفلسطين في البداية لتصبح الدولة المطبعة مهيأة للإبتلاع عملياً وبالأنظمة والقوانين. بينما أن محل التطبيع الجديد قد تجاوز الحكام وأنظمتهم ليشمل تطبيع الشعوب العربية. وقد تصب المادة المقتبسة في أعلاه في هذا الإتجاه التطبيعي بقصد أو بدون قصد ، والذي فيه أيضاً نفتقد الضابط الشعبي على تطبيع الأنظمة. ولذلك تجهد الصهيونية للتركيز على فلسطين للحصول على تطبيع عربي شامل لتأسس منها المبدأ التوراتي وترسخه عربياً.
ومن طبيعة ومحل وغرض التطبيع الحديث، نخلص أيضاً إلى أن القضية الفلسطينية وبمعزل عن قداستها الروحية العقدية التي أغفلها صاحب النص المقتبس ، نجد بأن القضية الفلسطينية ،هي فعلاً القضية المشتركة الخطر والأقدس والأهم للفلسطينيين ومعهم العرب. فهي لهم قضية وطن وعقيدة ووجود ، وأم قضاياهم. فمشاكلهم كلها مصطنعة على خلفية القضية الفلسطينية هذه ، ولن تُحل لعربي مشكلة واحدة ما دامت الصهيونية عازمة على انجاح مشروعها بفلسطين وستبقى تلاحقهم. وإن نجحت في فلسطين فلن يكون العرب كلهم إلا حطبا ووقوداً لأجل غير مسمى.
 ولغرض تطبيع هذه الشعوب على دين حكامها الموكولين بخدمة الصهيونية ، تبنت الأخيرة سياسة إعلامية ممأسسة بجهاز إعلامي ممتد على مساحة الوجود العربي ويزيد أهمية وفاعلية عندها عن أجهزة الجيش والإستخبارات وغيرها في حربها على الشعب العربي. ودخلت بقوة على خط وسائل التواصل الإجتماعي وتوجيهها وبث كل سمومها التي تتركز في هذه الأيام على الصوت الفلسطيني كصوت شعبي عام وناشط ومؤثر في رفض التطبيع العربي لما فيه على الأقل من انعكاس سلبي رهيب على قضيته ووطنه وشعبه وجعله كبش فداء. واستطاع الإعلام الصهيوني الدخول بخطابه الناعم إلى عقول العديد من مثقفينا وليس العوام فقط ، وتحديد مسار نقاشهم.
وفي سياق متصل بالمادة المقتبسة أعلاه. يغيب عن الكثيرين بفعل الإعلام الصهيوني ، بأن فلسطين هي الحالة الوحيدة المتبقيه على جدول اعمال الأمم المتحدة كقضية استعمار واحتلال ، ولا أدري إن كان هناك شعب على الأرض بما فيه هنود أمريكا اقتلع من أرضه لخارجها غير الشعب الفلسطيني. وأنه لا مجال لمقارنة اقتلاعه من وطنه كمستحق احتلالي إحلالي صهيوني بالمستحقات المترتبة على الحروب الداخلية في الدول العربية والتي لا تمنع المهاجر أو النازح من العودة لوطنه أو منزله.
أما القول بأن الشعب الفلسطيني يتصور نفسه بأنه منتصر وهو مهزوم. فإن في وصفه بالمهزوم مغالطة ظلماً ونكراناً للواقع ومجافاة لحقيقة مذهلة لكل العالم ، وهي أن قضية الشعب الفلسطيني هي مع الصهيونية العالمية التي ركعت أوروبا وأمريكا وبؤر القوة في القارات وأنظمة العرب وحشدتهم جميعاً ضد الفلسطينيين ولم تتمكن مع هذا عبر قرن من أن تنجح أو تنجز مهمتها أو تنال من ارادة الفلسطيني ، وأن هذه المواجهة التي تخوضها الصهيونية لو كانت مع أي شعب أخر على الأرض لحسمتها هذه الصهيونية في أيام معدودة. وهذا محل فخار وكرامة ومجد لشعب فلسطين وانتصار عظيم للإنسان العربي وأعظم لإنسانية الإنسان. وحتماً سيأتي هذا الإنتصار أكله في المحصلة في فلسطين.
وبشأن الطلب من الفلسطيني بأن يقبل الواقع كي لا تكون ثقافته السياسية المبنية على الأوهام والأساطير مقتلاً له. فلا أدري إن كان هذا هو مفهوم اليسار العربي أو الفلسطيني بالذات. فالعبد الفقير لله من الباحثين المتواضعين في التاريخ القديم والأديان. وبعد انكشاف التاريخ بحقائقه التي وثقها علم الأثار بأدواته المقروءة أصبح من الكفر العلمي القول بوهمية واساطيرية الثقافة السياسية الفلسطينية. بل إن هذا القول إسقاط تاريخي متعصب ومذموم ، للحالة الصهيونية وحكايتها التاريخية التوراتية على الحالة الفلسطينية. إذ لا يختلف العلماء والعلماء الباحثون Scholars والمفكرون والتاريخيون والأثاريون وخاصة من اليهود بعد انكشاف التاريخ على أن الإدعاءات الصهيونية بفلسطين هي بذاتها القائمة على الأوهام والأساطير. ومن دواعي صمود الشعب الفلسطيني الأساسية هو إيمانه بأن قضيته قضية حق وعدل ووطن تاريخي أصيل. وقد سئل أحد العلماء اليهود لماذا يتمسكون بتاريخ ثبت زيفه ، أجاب لقد ترسخ هذا التاريخ بالأذهان وأصبح لنا ثقافة نتمسك بها. فالحق أن نقول بأنهم هم من يبنون ثقافتهم ودعواهم على أوهام وأساطير. وما لم يرحل الصهيوني من فلسطين فهو الذي ستكون هزيمته قاسية ونهائية.
أما تركيز اليسار العربي بالذات على اتهام الإسلام فهذه أصبحت علامة تجارية له وحده على الساحة العربية. وهذا سلوك مناهض لفكرة اليسار ويلتقي مع هدف أسمى للصهيونية. فالنهضة بالشعوب وحشدها لمحاربة الإستعمار وتحقيق العدالة والعدالة الإجتماعية لا يكون بفتح حرب على عقائدها الراسخة بل بشديد الإحترام لعقيدتها وخصوصياتها.



تعليق


الرسول صل الله عليه وسلم كان هنالك خلق كثير يعارضه ويحرف اقواله : آمنوا أول النهار واكفروا آخره. المشكله في القيادات المتصهينه ومدعي الثقافه المتصهينين الذين يزينون للشعوب أفعال روساىهم وكأنهم لا ينطقون عن الهوى بل يوحى اليهم من السماء فلقد كان مصطفى امين وعلي امين رؤساء تحرير الاهرام في عهد فاروق يقولون ان الملك فاروق من سلالة النبي مع العلم ان محمد علي باشا جدهم مؤسس اسرتهم لم يكن عربيا بل كان البانيا ولا زال البعض يقول عنهم الاسره العلويه للآن.
السيد المحترم الشعب العربي بغالبيته العظمى يعرف الحقيقه وعلى استعداد لان يموت في سبيل تحرير الاقصى وفلسطين لكنه مقيد بقيود من نار يفرضها عليه من يسمون انفسهم قادته بمن فيهم من يدعون انهم يمثلون الشعب الفلسطيني ايضا واوهموه ان فلسطين هي غزه واريحا والباقي إسرائيل
مشكلتنا عندما ينتقد اي فلسطيني او عربي البلد المطبع يقولون ان هذا البلد دولة ذات سيادة ويحق لها ان تتصرف بكامل حريتها وارادتها مع العلم ان هذه الدويلات ليس لها اي سياده حتى على أرضها السياده الفعليه للجالسين في واشنطن ولندن وباريس وحاليا هؤلاء قد تنازلوا عن سيادتهم الى إسرائيل مباشرة, لا ادر ان استمر حال العرب كما هو من حكام ماجورين وشعوب مهانة. مذلوله الى اين ستصل اقدام الصهيونية فلفد وصلت الآن الى الخليج الفارسي شرقا وتتمدد جنوبا الى بحر العرب وغربا الى برقه فهم يدعون انه كان لهم دوله تمتد من تونس الى برقه في سابق الزمان. ليصحوا المخدوعين من سباتهم قبل فوات الأوان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عبيد روما الجديدة.. وقضية فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ فلسطين وقضية اللاجئون
» نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد في روما
» مفاوضات التهدئة وقضية سلاح المقاومة
» معاهدة روما Treaty of Rome،
» معلقة عبيد بن الأبرص  

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: اهم الاحداث-
انتقل الى: