فيلم «زعتر الجبل البري»:

فيلم «زعتر الجبل البري»:

https://mycima.mx/watch/%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-wild-mountain-thyme-2020-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85/


فيلم «زعتر الجبل البري»: سحر الطبيعة وبؤس المشاعر

تلعب إميلي بلانت وجيمي دورنان دور عاشقين محبطين في المزارع الأيرلندية في الكوميديا ​​الرومانسية للمخرج جون باتريك شانلي، المقتبسة عن مسرحية (Outside Mullingar) 2014 كقطعة ساحرة هادئة وبعاطفة مزعجة تؤكد على الإيمان بأن الحب الحقيقي يتغلب في النهاية على كل العقبات.
يحمل فيلم «زعتر الجبل البري» (120 دقيقة/ 2020/ إنتاج بريطاني أمريكي) رسالتين.. الرسالة الأولى روزماري مولدون (بلانت) شابة تتعدى الثلاثين قليلا، جميلة.. تعيش على الجانب الآخر لمنزل صديقها. كانت في حالة حب مع أنتوني منذ أن كانا صغيرين، ليس الحب فحسب، بل هو نوع من الحب المجنون وغير المبرر والمرضي، الذي تجده عادة فقط في القصص الخيالية.
الرسالة الثانية، أن أنتوني منكسر من الداخل لسبب ما. «لماذا» لا يتفاعل معها أبدا؟ الطبيعة السرية لمحنته شديدة لدرجة، أن المرأة التي يهمس لها تضحك بشدة فتسقط من على جدار حجري وتشارف على الموت. إنه ليس مشهدا جنسيًا وإيحائيا ولا شيئا خارقا للطبيعة، والذروة حين تظهر الحقيقة في المشهد الأخير من الفيلم حين تنتصر المشاعر الصادقة.
شعرت روزماري بضغينة منذ أن أطاح بها أنتوني وتركها تبكي في سن السادسة. كانت نقطة الحبكة هذه واهية وغير قوية كفاية، كنقطة ارتكاز في الفيلم. وشكل هذا الحدث أساسًا مهتزًا لعقود من الاستياء المتفاقم يغشى على عواطفهما.
يعود عدم احترام الذات، الذي يعمي أنتوني بسبب حب الطفولة، عندما تعرض للإذلال والرفض من قبل حبيبته (بلانت) وفي السنوات اللاحقة يعود فشله في إرضاء والده توني (كريستوفر والكن). يرفض والده العجوز الاعتراف بالعمل الشاق الذي قام به ابنه في المزرعة، وبدلاً من ذلك يقول عنه إنه ليس رجلاً «يقف على الأرض ويستمد القوة منها».

سحر المكان

يبدأ الفيلم بلقطات جوية باللون الأخضر الزمردي للساحل الأيرلندي متبوعًا بتعليق صوتي لكريستوفر والكن يعلن بمرح: «مرحبًا بك في أيرلندا، اسمي توني رايلي، وأنا ميت». يبدو المكان ساحرا بخضرة ناصعة.. البحيرة.. غزارة الأمطار.. منظر البحر.. الحقول الشاسعة.. الأبقار.. الريف بحلته الأيرلندية الرائعة التي تستريح فيها العين لكن بالموازاة هناك شخصيات مضطربة..تعيش البؤس العاطفي.. غير مدركة للجمال الذي يحيط بها.

الشك:

تتنامى الشكوك حول أنتوني والخجل الذي يكبله، ويجعله لا يتحرك، وكذلك إفراطه في وحدانيته الظاهرة، يدفع الأب توني إلى التفكير ببيع المزرعة لابن أخيه الأمريكي الثري آدم في دور مهلهل لجون هام. العقدة عبارة عن شريط من الأرض يعيق الوصول إلى بوابة مزرعة رايلي، التي باعها توني إلى مولدون منذ سنوات خلت. في الخطوط العريضة لشخصية روزماري المتشددة عندما تعلم بنية توني بيع المزرعة، تعلن الحرب على جارها المسن. ولتعقيد الأمور فإن قطعة الأرض التي يريد توني إعادة شرائها تعود الآن إلى ملكية روزماري التي لا تنوي البيع.

هناك بعض تلميحات لفيلم عميق وأكثر جاذبية يعالج وحدة الحياة الريفية، وألم أولئك الذين يشعرون أن قطار الحب فاتهم. هناك بعض المشاهد الدافئة والمؤثرة في محادثة الأب/ الابن بجانب السرير عندما يمرض توني وفي بعض الحوارات الأكثر هدوءا والأكثر تفكيرا بين أنتوني وروزماري.

الحب الصعب والعزلة القاتلة:
تبدأ مشاكل روزماري مولدون وأنتوني رايلي، المزارعين في منطقة ميدلاندز الأيرلندية بعد أكثر من ثلاثين سنة من حسن الجوار إلى الاصدامات المفتعلة… حبس المشاعر.. سوء الفهم والسخافة المتعمدة والعصبية والعزلة والانغماس في قصة حب مجهولة والانتظارات الطويلة كما للمتفرج. مع وجود قدر من الكيمياء المطلوبة ونزوة شخصين مكبوتين عاطفيًا ومعزولين يتعلمان الانفتاح. لسوء الحظ، فإن تكييف العمل المسرحي إلى سينمائي عمل باهت، على الرغم من بعض اللقطات الجميلة المحلقة لمقاطعة مايو في أيرلندا. إنه فيلم بلون أخضر بصريا ولكنه مسطح عاطفيا. يروي الراحل توني رايلي قصة العلاقة الطويلة والمضطربة بين ابنه الخجول أنتوني (جيمي دورنان) وجارتهما روزماري مولدون (إميلي بلانت) وهي فتاة ذات شعر متوهج انتظرت طوال حياتها أدنى علامة تشجيع من الرجل الذي عشقته منذ سن العاشرة. ترتدي ملابس باللون الأحمر الفاتح، وتتمتع بحضور مذهل، لدرجة أنك تتساءل عن سبب إهدارها لحياتها في انتظار أنتوني؟ وما سبب هذا التعلق الغريب؟ يعتبر أنتوني مكبوتًا عاطفيًا وغير كفء على المستوى الاجتماعي حيث يتم تذكيرنا باستمرار من قبل والده: «أنظر إليك». «لا يمكنك حتى أن تحب كلبًا». يقوم المخرج بتصوير العاشق كشخص انطوائي خجول قليل الكلام، لكنه يبدو أقل ارتياحًا للمطالب الكوميدية الأوسع للمشاعر، وجلسة تدريبية لإعلان مشاعره للحمار.

مشهد الحب:

يبدو منزل روز ماري جميلا ونوافذه باللون الأحمر الفاتح كما الباب… تفتح هذه النوافذ وتغلق حتى في حالة الانتظار وقد أعياها الانتظار.. يأتي أنتوني إلى منزلها هاربا في ليلة مظلمة إلى من هول العاصفة المطرية.. تستخدم كل أساليبها في الإغواء ولا تنفع، ما يدفعها لأن تغلق باب المنزل بإحكام حتى لا يهرب العاشق.. وبشكل جنوني تصعد إلى سيارتها وتندفع كثيرا في محاولة لإبراز مشاعرها فتصدم شجرة… هنا ينزل العاشقان ويشعر أنتوني بمدى حبها. يبدو الفيلم قبل الوصول إلى هذا المنعطف العاطفي مملا.. ولكن مشهد النهاية رائع بكل المقاييس.. يمزج فيه المخرج بين البطلين وهما يغنيان بنعومة وبصوت دافئ منبعث من الأعماق، وتتحرك الكاميرا ببطء في اتجاه الجمهور/ المتلقي لتكون المفاجأة أن الكاميرا تركز على كل الوجوه التي حضرت في الفيلم من زمن الطفولة حتى مشهد الفرح الجماعي احتفاء بالعاشقين…. ينقذ هذا المقطع الفيلم برمته لكن للأسف يأتي متأخرا.

كوميديا العزلة:

هناك بعض تلميحات لفيلم عميق وأكثر جاذبية يعالج وحدة الحياة الريفية، وألم أولئك الذين يشعرون أن قطار الحب فاتهم. هناك بعض المشاهد الدافئة والمؤثرة في محادثة الأب/ الابن بجانب السرير عندما يمرض توني وفي بعض الحوارات الأكثر هدوءا والأكثر تفكيرا بين أنتوني وروزماري. في الغالب، يفضل المخرج المزاح الهزلي الهش والتسليم الفردي لأغنية العنوان الشعبية وبعض المؤامرات البطيئة التي تؤدي إلى خاتمة عاصفة. تبدو النتيجة النهائية قابلة للتنبؤ بالقدر نفسه لأنها تنشر موسيقى الكمان الذي يتراوح بين النعومة والمشاعر العاطفية.
فيلم «زعتر الجبل البري» كوميديا رومانسية خادعة مراوغة عن الأعراف والحياة الريفية والمراوغات، وعادات الحياة في الأراضي الزراعية الخضراء في مقاطعة مايو في أيرلندا. لا يمكن أن تكون هذه الصورة الساحرة في بعض الأحيان بمزاح بارد وفاتر وصورة كاريكاتيرية أوسع عن الثقافة الأيرلندية. في النهاية، يفشل الفيلم في تحقيق أقصى استفادة من قصة الممثلين أو القصص الخيالية ويشعرك بأنه غير مقنع إلى حد كبير….