صلة الرحم تعزز الترابط الأسري وتزيد الألفة والمحبة بين الأقارب
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لمن يغفل أهمية صلة الرحم، ولمن يقصد إهمال هذا العمل الكبير
الذي يظهر جزاؤه على الإنسان عاجلًا إذا كان ممتثلًا لأوامر الله تعالى وسنَّة نبيه صل الله عليه وسلم،
والصلة هي الوصل وهو ضد القطع، والرحم: هي كل من تربطك به صلة نسب من جهة الأم أو الأب،
ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضا وهم الأصهار.
وها هي أيام هذه الشهر المبارك تمضي بنا سريعاً، ونسائم الرحمة والمغفرة والبركة متواصلة في أيامه
ولياليه، وأبواب الخير فيه مشرعة، وهي كثيرة ومتنوعة، ومن أعظمها مكانة، وأجلها قدراً، صلة الرحم،
وصلة الرحم خلق إسلامي رفيع، دعا إليه الإسلام وحض عليه، فهو يربي المسلم على الإحسان إلى الأقارب
وصلتهم، وإيصال الخير إليهم، ودفع الشر عنهم وقد خص النبي صل الله عليه وسلم الصدقة على الأرحام
بقوله: ((إِن الصدقة على المسكينِ صدقة، وإِنها على ذي الرحم اثنتان : صدقة، وصلَة ))، وأولى الأرحام
بالصلة الوالدان، ثم من يليهم من الأهل والقرابة.
تفتح أبواب
بدوره يقول الاختصاصي الاجتماعي ومدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان: رمضان شهر تضاعف
الأجور وشهر الخير والبركة والغفران، وفيه يقبل الصائمون على عمل الخير بأشكاله المتعددة، وفي شهر
رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، وهو شهر تنقية النفس من الأحقاد والضغائن، وهو شهر
التسامح والصفح والكرم والجود. ويضيف سرحان : في شهر رمضان تتجلى صور التكافل الاجتماعي، وهو
ما يميز المجتمع المسلم، حيث الإقبال على عمل الخير، وفي رمضان تزداد العلاقات الاجتماعية قوة ومتانة،
سواء بين الأقارب والأرحام أو بين الجيران والأصدقاء وفي المجتمع عامة.
ويؤكد سرحان: إن كانت صلة الرحم مطلوبة في جميع الأوقات، فهي في رمضان أكثر حاجة، فهو شهر
التراحم والتواصل واولى الناس بذلك هم الأرحام. وصلة الرحم خلق إسلامي رفيع، ولصلة الرحم مكانة
خاصة وعظيمة في الإسلام. ومن أهم العلاقات الاجتماعية التي أوصى بها الله تعالى. وهي تعزز العلاقات
الإجتماعية وهي من أكثر الأمور التي تسعد الناس في رمضان، كما أنها أكثر أجر من غيرها من الصدقات،
حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم: «إن الصدقة على المسكين صدقة وإنها على ذي الرحم اثنتان،
صدقة وصلة».
ويقول سرحان: من الواجب تفقد الأرحام في رمضان خصوصاً مع هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، مع
استمرار انتشار وباء كورونا وآثاره على مختلف القطاعات، وتراجع الدخل لدى الكثير من الأسر وتوقف
عمل آخرين، وهي مسؤولية شرعية وأخلاقية واجتماعية، وباب واسع من أبواب الأجر والثواب وسبب من
أسباب دخول الجنة، حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم» الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني
وصله الله ومن قطعني قطعه الله».
ويشرح سرحان: تفقد أحوال الأرحام له صور متعددة منها الزيارة والصلة، مع التأكيد في مثل هذه الظروف
على الالتزام بالإجراءات الوقائية، وخصوصاً عند التعامل مع كبار السن، والحرص على عدم نقل الوباء
للآخرين، ويمكن الاتصال بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، والأصل أن الإنسان على تواصل
دائم مع أرحامه وأقاربه ويعرف ظروفهم واحتياجاتهم، وإذا كان من المتعذر هذا العام -كما في العام السابق-
دعوة الأرحام والأقارب إلى الإفطار بسبب ظروف الحظر، فإن هنالك اشكالاً متعددة من تقديم العون
والمساعدة، ومنها تقديم ثمن وليمة الإفطار، أو تقديم متطلباتها من الطعام والحلوى وغيرها، لتتناول الأسرة
طعام الإفطار في منزلها دون تجمعات.
تفطير الصائم
ويبين سرحان أن تفطير الصائم له أجر عظيم حتى لو لم يكن فقيراً، لقول الرسول صل الله عليه وسلم: «
من فطر صائماً فله مثل أجره»، وهنا من الضروري أن لا يشعر الآخرين بأنه يقدم مساعدة لهم حتى وإن
كانوا فقراء ومحتاجين، بل أن يكون هدفه كسب الأجر والثواب في مثل هذا الشهر، حيث إعتادت الأسر على
إقامة ولائم الافطار ودعوة الآخرين، ومن الصور الأخرى لمساعدة الأرحام في هذا الشهر أيضاً تقديم زكاة
المال والصدقة أو المساهمة في تقديم كسوة العيد، خصوصاً للأطفال الذي يفرحون بقدوم العيد، ومن أبواب
الخير الأخرى كفالة طالب علم من الأرحام غير المقتدرين على اتمام الدراسة، أو المساهمة في معالجة
مريض أو كفالة يتيم من الأرحام أو الأقارب مما يعزز أواصر الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة الكبيرة
ويدخل الفرح والبهجة والسرور في نفوسهم وتشعرهم بالأمان و الطمأنينة.
ويقول: في بعض الأسر يتعاون الأخوة في تقديم المساعدة للمحتاجين من أفراد الأسرة الممتدة المحتاجين
بطريقة تمكنهم من تقديم المساعدة ضمن إمكانياتهم المادية والمساهمة كل بقدر استطاعته، مع مراعاة مشاعر
المستفيدين، باعتبار أن ما يقومون به هو واجب، وهو من باب هدية شهر رمضان أو هدية العيد التي
اعتادت عليها العائلة منذ سنوات،
وهنالك بعض العائلات التي تقدم الدعم والمساعدة من خلال صناديق التكافل الدائمة، التابعة للروابط
العائلية ودواوين العائلات والعشائر، وهي تؤدي دوراً كبيراً طوال العام ويزداد عملها وعطائها في شهر
رمضان المبارك.
ويؤكد سرحان على اهمية صلة الرحم قائلا: من المهم أن يحرص المسلم على صلة رحمه، وأن يكون هو
المبادر حتى لو كانوا لا يبادلونه الصلة لقول الرسول صل الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن
الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».
وان يحرص على صلة رحمه في كل الأوقات لانها تعود على القائم بها بالراحة النفسية والطمأنينة، لما لها
من أثر كبير في نفوس الآخرين، وحول فوائد صلة الرحم يقول سرحان: أن لصلة الرحم فوائد كثيرة فهي
تدر النعم وتدفع النقم عن الواصل. وهي سبب في تيسير أموره، وسبب في زيادة الرزق وتبارك في العمر.
وتنشر السعادة والألفة والمحبة بين الأقارب