منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 القدس: البوصلة و الدروس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس: البوصلة و الدروس Empty
مُساهمةموضوع: القدس: البوصلة و الدروس   القدس: البوصلة و الدروس Emptyالإثنين 10 مايو 2021, 1:33 am

القدس: البوصلة و الدروس

وكأنها شعرت بإهانة التاريخ عندما جرى الإيحاء بتكريس خضوعها وارتهانها لإرادة المحتل، فقررت أن تنتصر لتاريخها المدون على كل حجر من جدران أزقتها وبيوت أهلها الشاهدة على عنفوان المدينة وتعايش حضارات البشرية العصية على الخضوع والتزييف في كنائسها ومآذنها ومخطوطات مكتباتها .

من الواضح تماماً، كما كانت معركة البوابات، و باب العامود، أن الأمر يتجاوز ما يجري في الشيخ جراح من محاولات عنصرية لاستكمال التطهير العرقي الذي يُظهر الصراع و يكثفه فعلياً بأنه يجري على كل حجر في قلب المدينة أو في أكناف حواضرها العتيقة والحديثة أو تلك الشاهدة على النكبة واللجوء . فما يجري في الشيخ جراح يعيد تركيب ليچو عناصر القضية الفلسطينية الذي فككته سنوات وهم البحث عن تسوية، عندما دفعت للخلف مصير القدس ونكبة اللاجئين وحقهم في العودة، كما حق شعبنا في الحياة الحرة والسيدة على أرضه واستثمار ثرواته ومقدساته و موارده ؛ باعتقاد تبيَّنت كارثيته فيما بعد إزاء إمكانية مقايضة الماضي بالحاضر كي نحظى بالمستقبل، ليتبين للمقدسيين أولاً و قبل غيرهم أن حكام تل أبيت وعصابات الاستيطان مستمرة في تزييف التاريخ و الماضي لتسيطر على الحاضر وتصادر المستقبل.

فالقدس تعلمت الدرس كشقيقتها غزة التي حاولوا أن "يرمونها في البحر أو الرمل أو الدم ، ولکنها لن تکرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم؛ وستستمر في الانفجار، لا هو موت ولا هو انتحار ولکنه أسلوب غزة في اعلان جدارتها بالحياة". فنهض أبناء المدينة المسكونين بمقدسهم الخاص المفعم بالكرامة رافضين أن تكون مدينتهم صفحة الفصل الأخير في دفتر الإذعان، وأعلنت مجدداً أسلوب جدارتها في الحياة دون انتظار صلاح الدين، فصلاحها ينهض من كل بيت وكل حجر، و من صوت الفجر الذي يرسم خيوط ملامحه أبناء المدينة العصية على الهزيمة ! فما يجري في القدس يؤكد مجدداً أن رمزية المدينة التي تكثف عبق التاريخ تؤشر لنهوض حالة مستقبلية تتولد في أحشاء حواريها و بيوتها المهددة بالهدم والمصادرة والتهويد، وملامح هذه الحالة يمكن قراءتها بوضوح في المشاهد التالية :

أولاً: تصاعد محاولات التطهير العرقي داخل المدينة و على عتباتها الأمر الذي يظهر مجدداً حقيقة الصراع الجاري بين المشروع الاستيطاني الاستعماري للحركة الصهيونية وحكومة الاستيطان مع أهل القدس الاصلانيين الفلسطينيين الذين يدافعون ليس فقط عن بيوتهم، بل عن حق شعبنا بأكمله في البقاء ، و الذي ما يزال مستهدفاً بالتهجير منذ النكبة و حتى اليوم .

ثانياً: لأن القدس خارج لعبة الصراع على السلطة و لا تخضع إلا لمقدسات المكان، فهي تعرف كيف تنتصر لكرامة تاريخها العصي على التزييف، و تنهض مستلهمة بسالة المقاومة الشعبية المحررة من مقدس التنسيق وما يمنحه من حالة عازلة بين ارادة شعب يريد الخلاص من الاحتلال، و جيشه الذي لا وظيفة له سوى حماية ارهاب المستوطنين ومخططات حكومتهم في طول البلاد وعرضها و في قلبها مدينة القدس و عروبتها .

ثالثاً: نفضت المدينة أصفاد الانقسام وتمكنت من استعادة وحدة كل الشعب في الميدان دون فواصل أو خطوط وهمية ليس فقط بين غزة و ضفة ، بل و ما عُرِّفَت قسراً ب ال 48 أو 67، و سُمِيَّ بعضها لاحقاً أ، ب، ج ، بما يثبت مجدداً أن ركيزة استعادة الهوية الوطنية الجامعة و الجغرافيا الواحدة عنوانها الاساس استعادة بوصلة مقاومة المشروع الاستيطاني والوحدة في ميدان هذه المقاومة.

رابعاً : أن خواء بُنى الحركة الوطنية المهيمنة على المشهد ، و عجزها عن بلورة برنامج كفاحي شامل لمواجهة التحديات المصيرية يؤكد ضرورة و ملحاحية ما سبقنا إليه أبناء القدس لجهة بلورة قيادة وطنية جامعة غير خاضعة للانقسام أو مصالح أطرافه الفئوية، تكون قادرة على استنهاض طاقات الشعب الفلسطيني من أجل انجاز حق العودة في مواجهة الاقتلاع و التهجير، و الحق في تقرير المصير لكل مكونات و تجمعات شعبنا في كافة أماكن تواجده .

خامساً و أخيراً: عندما يختزل مصير شعب وقضية بحجم قضية فلسطين بعيداً عن الائتلاف الجبهوي العريض التي مثلته منظمة التحرير و تعجز القوى المستقطبة حول مصالحها و مصالح قياداتها عن صون الحقوق، فليس أمام الشعب سوى استعادة زمام المبادرة و النهوض للدفاع عن مستقبله و عن حقوقه و في مقدمتها حقه في البقاء على أرض وطنه الذي لا وطن لنا سواه و على أرضه يتقرر مصير شعبنا و مستقبل أجياله للأبد .
هذه هي الدروس التي تقدمها لنا القدس و في مقدمتها أن شرعية القيادة لا توفرها اتفاقات بائدة، بل تتأتي من معمعان النضال في الميدان، و أن الديمقراطية الحقة هي تلك التي تزدهر في بيدر الانحياز للشعب و الدفاع عن حقوقه و الانتصار لتاريخه و مستقبله ولكرامة أبنائه . و يظل السؤال هل استوعبنا هذه الدروس، و متى و كيف سنستعيد القدرة بالمضي في هذا الطريق ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

القدس: البوصلة و الدروس Empty
مُساهمةموضوع: رد: القدس: البوصلة و الدروس   القدس: البوصلة و الدروس Emptyالإثنين 10 مايو 2021, 1:34 am

فصول من معركة القدس المفتوحة

تمثل المواجهات اليومية العنيفة في ساحات المسجد الأقصى، وقبلها ومعها في الشيخ جراح وباب العامود وكنيسة القيامة، حلقات في سلسلة واحدة من معركة القدس الطويلة والمفتوحة التي تخوضها إسرائيل كدولة احتلال ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في القدس متمثلا بالمواطنين المقدسيين انفسهم، ومجرد وجودهم وبقائهم وصمودهم في مدينتهم، بالإضافة إلى جميع الرموز والتعبيرات الدينية والوطنية. وتبدو هذه المعركة غير متكافئة إذا قيست بعناصرها المادية واللوجستية، فدولة الاحتلال موحدة كحكومة وأجهزة أمنية وإدارية ومدنية، ومنظومة قضائية بعيدة عن قيم العدالة وتعتمد قوانين عنصرية جرى تفصيلها على مقاسات السيطرة اليهودية، وبلدية منحازة للمستوطنين ولبرنامج التطهير العرقي، تتفنن في التنكيل ب"مواطنيها" بدل تقديم الخدمات لهم.

 وتبرز في مقدمة صفوف الهجمة الإسرائيلية الحالية جماعات المستوطنين والقوى المتطرفة مثل مجموعة "لهافا" وحزب القوة اليهودية برئاسة ايتامار بن غفير واتباع كهانا، والجمعيات الاستيطانية المتخصصة في سرقة الأرض والاستيلاء على العقارات بكل أدوات التزوير والابتزاز مثل جمعيتي إلعاد وهي أغنى الجمعيات غير الحكومية في إسرائيل، وعطيرت كوهانيم، وتحظى هذه الجمعيات بكل أشكال الدعم والإسناد والرعاية من الحكومة بالإضافة لما تحظى به من دعم مالي وفير من قبل جمعيات صهيونية ناشطة في الولايات المتحدة، الإسرائيليون إذن موحدون بتلاوينهم السياسية المختلفة من أحزاب يمينية ووسطية ودينية حريدية، بعضها مؤيد لنتنياهو وبعضها معارض له ولكنهم يجمعون على أن القدس الموحدة، اليهودية، هي العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل.

وفي المقابل يبدو الفلسطينيون الذين يواجهون جبروت دولة الاحتلال بصدورهم العارية، مجرّدين من كل وسائل القوة باستثناء ما يملكه الشبان والمواطنون من إرادة وإيمان بالحق، وبعض أشكال التنظيم الذاتي والعفوي التي تطورت ذاتيا خلال المواجهات، في حين يمنع اتفاق أوسلو وملحقاته السلطة الفلسطينية من ممارسة اي شكل من أشكال النشاط السياسي العلني في القدس، كما تمتنع الدول المانحة طواعية عن شمول مدينة القدس من برامجها لدعم الفلسطينيين، باستثناء برامج محدودة تنفذها بعض الصناديق العربية والإسلامية.

وإلى جانب العجز عن تقديم الإسناد والدعم المباشرين للمقدسيين، ما زالت المؤسسات القيادية الرسمية غارقة في مشكلاتها الذاتية الناجمة عن الانقسام والخلاف بشأن إجراء الانتخابات، وتتعاظم الخشية من العودة إلى حالة الاحتراب الداخلي والتآكل والانشغال بالذات بدل تجميع الصفوف واعتماد استراتيجية موحدة لمواجهة المخاطر والتهديدات الإسرائيلية.

تحاول إسرائيل اختزال قضية الشيخ جراح إلى خلاف عقاري بين المواطنين والمستوطنين، وتدعي أن المحاكم هي جهة الاختصاص للبت في هذه المسألة، وهي في ذلك تنكر الطابع السياسي للقضية سواء لجهة عدم شرعية قرارات ضم مدينة القدس المحتلة وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، أو الطعن في حجية الوثائق والمستندات الأردنية بشأن تأجير الأرض عن طريق وكالة الغوث، ومن ثم نقل ملكيتها للمواطنين المهجرين من بيوتهم في الشطر الغربي للمدينة، وتعتبرهم حكومة الاحتلال وقوانينها العنصرية غائبين عن مدينتهم التي لم يغادروها بتاتا.

تجدد المواجهات والمعارك وانتقالها من بؤرة لأخرى، من سلوان لجبل المكبر للعيسوية لساحات الحرم وباب العامود وباب حطة، لشعفاط والشيخ جراح وبيت حنينا، ثم عودة لصور باهر وجبل أبو غنيم، إلى جانب المعارك على المؤسسات والتعليم والتجارة والبناء والإسكان وحقوق لم الشمل وغيرها من شؤون الحياة، يثبت ان كل هذه الحلقات هي أجزاء من معركة القدس الكبرى، الهادفة لتنفيذ مخطط التطهير العرقي وخلق ظروف حياتية لا تطاق لتهجير المواطنين المقدسيين عن مدينتهم، قسرا أو طوعا، وليس سرا أن لدى الدوائر الإسرائيلية مخططات لضم مستوطنات تضم اكثر من 150 ألف مستوطن، وإخراج أحياء فلسطينية يقطنها أكثر من مئة ألف فلسطيني من مناطق نفوذ البلدية تمهيدا لحرمان سكانها من الهوية المقدسية، وبالتالي تقليص نسبة المقدسيين في القدس الكبرى من 38 في المائة حاليا، إلى أقل من 20 في المائة مستقبلا، ومن المؤكد ان إسرائيل تنتظر لحظة ضعف فلسطينية وعربية لتنفيذ هذا المشروع إلى جانب مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

في الجانب الجماهيري والميداني يقوم المقدسيون وخاصة سكان الشيخ جراح والشبان والمرابطون في الأقصى، بما عليهم، بل هم يجترحون كل يوم بطولات ملحمية استحقت إعجاب العالم وشدّت اهتمامه وتعاطفه، كما يقدم مواطنو القدس بشكل عام إسنادا مهما لمواطني الشيخ جراح المستهدفين، ويرابطون في المسجد الأقصى وساحاته لحمايته من هجمات غلاة المستوطنين، كما يحظون بدعم ومساندة مهمة من جماهير شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948.

لكن هذا الصمود البطولي ليس كافيا لوحده، فلا بد من تثبيت إنجازات المقدسيين ومراكمتها في اتجاه بناء واقع راسخ لا يمكن تغييره، وتعزيز هذا الإنجاز باعتراف دولي ودعم عربي وإسلامي، وكسر قيود الدعم والتنمية في القدس، وتعزيز صمود المقدسيين ودعم مؤسساتهم واشتقاق برامج وطنية وعربية وعالمية من واقع كون مدينة القدس مدينة عالمية ذات تراث إنساني خالد، والصراع فيها هو بين المنهج الأحادي الإقصائي الذي تمثله العقلية الاحتلالية المتطرفة الساعية لتهويد المدينة، وبين المنهج الذي يحمله الفلسطينيون الحريصون على طابع المدينة التعددي والتسامحي وهو الطابع الذي ميزها على امتداد القرون السابقة وفي جميع العهود والمراحل.

ومن المهم أن يدرك جميع الفلسطينيين قادة وعناصر ومواطنين، أن إسناد القدس ودعمها لن يتأتى عبر  تهديد يطلق هنا او هناك، سواء كان لإطلاق صاروخ أو لإطلاق نداء أو إصدار تعليمات، بل إن افضل دعم هو الاستجابة لنداءات الوحدة وتقديم النموذج الفلسطيني الحريص على القضية الوطنية ومصالح الشعب العليا أكثر من حرصه على مكاسبه الفئوية، النموذج الذي ينحاز للقدس وينبذ الانقسام، ويحتكم لراي الشعب وإرادته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
القدس: البوصلة و الدروس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: القدس-
انتقل الى: