منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا   الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Emptyالجمعة 21 مايو 2021, 10:20 am

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا P_1967xzr7m1

لا أحد في هذه الأيام وفي صفحات الإعلام أكثر شهرة من القسام، سواء نطق اسمه بقاف صريحة، أو بكاف عبرية، الجميع يرى فيه شبحا يقض مضاجع الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.

إنه الشيخ عز الدين القسام، ذلك الرجل الذي ارتبط اسمه بالمقاومة، وكان دوره وهو شهيد تحت أنقاض الثرى، أقوى وأنكى وأكثر إيلاما من دوره وهو حي مطارد، تنتهي حياته برصاصات اخترقت جسده وأردته قتيلا في أحد جبال فلسطين، بعد أن رفض أن يسلم نفسه للمحتل البريطاني، كما رفض من قبل أن يسلم له فلسطين.

لم تكن حياة ذلك الفتى السوري أكثر من سجل ممتد من المقاومة، ونهر من المطاردات وأحكام الإعدام، فقد كان عدوا مشتركا لدول أوروبا المستعمرة، فحارب فرنسا في موطنه الأصلي سوريا، ثم جمع السلاح وألف الكتائب وحصّل التبرعات المالية، لدعم المقاومة والجهاد الوطني في ليبيا ضد المحتل الإيطالي، وكانت نهاية حياته حربا مفتوحة ضد الاحتلال البريطاني في فلسطين.

نال في حياته التي لم تطل كثيرا أحكاما متعددة بالإعدام، لكنها كانت أوسمة في سجلات ذكراه، وصحائف مشرقة في حقائب أيامه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا   الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Emptyالجمعة 21 مايو 2021, 10:21 am

ابن اللاذقية.. رحلة طلب العلم في الديار المصرية
في بلدية جبلة الغافية في أحضان اللاذقية، تنسم عز الدين القسام عبق الحياة ذات فجر باسم من سنة 1882، وعلى إيقاع التراتيل والأذكار التي كانت خيط نور يربط منزله بأبواب السماء، عاش عز الدين حياته وطفولته الأولى، فقد كان ابنا لرجل عاش من أجل القرآن، وتحلى ببدائع قيم الدين الإسلامي، وأخذ بالسنام العالي من الاعتزاز بالإسلام، فأطلق على ابنيه اسمي عز الدين وفخر الدين، وكأنه يهيئهما لأن يظل رنين الاسمين صادحا في آذانهما، يأمرهما بأن لا يركعا لغير الله، وأن يصرخا في آذان الزمان وفي وجه المحتل: "هيهات منا الذلة".
في جبلة تلقى القسام جزءا من معارفه الإسلامية واللغوية، وتضلع منها في فتوته، قبل أن ينتقل عامه الرابع عشر إلى الأزهر الشريف في القاهرة المائجة يومئذ بأسئلة الحضارة، وعناوين الآمال المعقودة على نخب متعددة من العلماء والسياسيين والمفكرين والشعراء، وكانت القاهرة يومها سفينة ثقافة تمخر عباب بحر لجّي من الأزمات والمحن التي يعيشها العالم الإسلامي، وليس من أقلها الاحتلال الإنجليزي الذي غرس أظافره بعمق في وجه أرض الكنانة البهي.
درس القسام معارف إسلامية واسعة في الأزهر، وتأثر بكبار ذلك العصر من أمثال الشيخ محمد عبده، وبالزعماء الأفذاذ من أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول، وغيرهم من الأصوات الثورية التي كانت تسائل وتدق بعنف فكري وسياسي عميق جدار الصمت وجبل الانحطاط والاستكانة التي ألقى بجرانه على أم الدنيا.
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%BA%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%ADبعض أهم رموز العالم الإسلامي في أوائل القرن العشرين والذين تأثر بهم الشيخ عز الدين القسام
 
أرياف الشام.. شعلة الثورة في خطاب المعلم العشريني
بعد سنوات من الدراسة في مصر عاد عز الدين وأخوه فخر الدين محملين بشهادة الأهلية في الشريعة الإسلامية، وإلى الكُتاب عاد الشاب الذي راهق العشرين يومها معلما للقرآن الكريم، فبدأ ينشر دعوته وفكره الإسلامي الثوري في صفوف الناشئة والشباب بريف اللاذقية وقراها المتعددة، قبل أن يتمدد صداه وترتفع وتيرة عمله لتشمل سوريا كلها.
وقد حمل الرجل لواء الإصلاح بين الناس، وردم حُفر الخلافات المتعددة بين الأفراد والمجموعات والطرق، حتى استطاع توحيد عدد كبير من الشباب، وتوجيه أنظارهم إلى الهدف الأسمى بالنسبة له، وهو طرد الاحتلال الفرنسي من سوريا، ولاحقا منع إقامة دولة يهودية في فلسطين، وكان يهتف في الجماهير بصراحة أن الثورة المسلحة هي الحل الوحيد، رغم أن خطابه كان يومها نشازا بالنسبة للحركة الثورية الفلسطينية التي ركزت على البعد السياسي والدبلوماسي في مواجهة الاحتلال البريطاني والتسلل الصهيوني.
كان القسام صاحب رأي آخر قوامه أن قوة الإيمان وعزم العقيدة الوثابة وصلابة الساعد في تسديد الطلقة الواثقة؛ هو وحده ما يكفل الحرية، وهو اللسان الوحيد الذي يفهمه المحتل البريطاني.
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A7انتقل القسام إلى حيفا حيث خطب في مسجد الاستقلال وحث الناس على الجهاد
 
ثورة جبل صهيون.. حكم فرنسي بالإعدام لإمام جبلة
تولى القسام منذ 1903 إمامة جامع جبلة جنوبي اللاذقية بسوريا، وتولى التدريس في كتاتيبها ومراكزها التعليمية، وبدأ حراكه الثوري وذاع صيته، باعتباره الداعية والموجه والخطيب ذا الصوت الفخم والكلمة المؤثرة والسيرة الناصعة البياض والنفَس الثوري الذي لا يستكين ولا يساوم.
بدأ مساره بتأسيس وتحريك ثقافة التطوع، وجهز أول فيلق من المتطوعين الساعين إلى الجهاد في ليبيا حين كانت ترزح تحت أبشع الفظاعات التي مارسها الإيطاليون بعنف غير مسبوق ضد كتائب المقاومة، حيث جهز كتيبة من 250 متطوعا، لكن السلطات العثمانية لم تسمح لهم بالسفر لنقل التبرعات وإيصال المتطوعين، وقد كانت تلك الكتيبة أول نواة للكتائب شبه العسكرية التي سيواصل القسام لاحقا تشكيلها في مراحل ومحطات متعددة.
وبعد تلك التجربة الأولى تحول إلى نمط آخر عندما باع منزله وانتقل من بلدته إلى قرية الحفة الجبلية، ليكون عونا وسندا لعمر البيطار في ثورة جبل صهيون (1919- 1920)، ونتيجة لهذا الموقف حكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابيا، مما دفعه إلى مغادرة الشام (سوريا) واللجوء إلى فلسطين، بعد أن أخفقت ثورة البيطار.
وحين وصل إلى فلسطين في العام 1921 عمل الرجل معلما وداعية ومأذونا شرعيا، فكان ينتقل بين القرى والأرياف والمدن، ليذكي العزائم ويبدد الجهل والأمية التي كانت منتشرة في تلك الفترة، وكان يزاوج بين أعمال كثيرة من التعليم والدعوة ونشر الوعي السياسي وتأسيس الكتائب وحشد الشباب.
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%AF%D8%B3القسام يرفع مسدسه أثناء الخطبة ليقول للناس بأن طريق التحرير لا يكون إلا بحمل السلاح
 
"إن كنتم مؤمنين فلا يقعدن أحد منكم بلا سلاح وجهاد"
اتخذ القسام من مدينة حيفا مقرا ومنطلقا له، والتحق فيها بالمدرسة الإسلامية، وأصبح مع الزمن من أهم شيوخها وأساتذتها المرموقين، قبل أن يترأس جمعية الشبان المسلمين، لتصبح فيما بعد الوقود الأساسي للثورة التي سعى إلى إطلاقها وأرادها ماحقة تحرق آمال البريطانيين في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتبطل مفعول وعد بلفور.
عرف القسام بجرأته وصراحته في الدعوة إلى قتال الإنجليز وتحريضه المستمر على تحرير الأرض منهم ومنع إقامة الدولة اليهودية، وفي إحدى خطبه الشهيرة بمسجد الاستقلال في حيفا، صرخ في آذان المصلين: "إن كنتم مؤمنين فلا يقعدن أحد منكم بلا سلاح وجهاد". وقد كان لتلك الكلمة والخطبة التي تضمنتها وقع عاصف على الاحتلال البريطاني فبادر باعتقال القسام، ثم أفرج عنه فيما بعد مرغما بسطوة الجماهير الغاضبة.
آمن القسام بضرورة بناء التنظيم القوي، فعمل على إنشاء خلايا سرية متخصصة، ولم يكن عدد الخلية يزيد على خمسة أشخاص، ومع توسع الخلايا تعددت مهامها من الدعوة إلى التحريض على الجهاد والتعليم والإصلاح والوعي السياسي والتكوين العسكري والاستخبارات، وكان يسيّر أعماله وتنظيمه بتؤدة وهدوء، ولم يكن مستعجلا لإطلاق الثورة، رغم مطالبة عدد من رفاقه وأتباعه ببدء النضال الثوري المسلح سنة 1929 بعد حادثة مسجد البراق.
ورغم سعيه لتأجيل المواجهة العسكرية المفتوحة مع الإنجليز حتى يكتمل الإعداد ببناء قوة ضاربة وتأسيس تنظيم متكامل؛ فإن الانتظار لم يطل كثيرا، فقد وضع الإنجليز حركته الناشئة تحت عين المراقبة الدائمة، مما اضطره إلى الخروج من حيفا إلى قضاء جنين، وبدأ من قرية كفردان أولى فعاليات الثورة، حيث بدأ رسله يتقاطرون إلى القرى شارحين لأهلها ضرورة الثورة وأهدافها، قبل أن يعودوا برفاق من الشباب والرجال والكهول المستعدين لبذل الدماء قبل المال فداء لفلسطين.
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9عز الدين القسام يطلق شرارة ثورة فلسطين 1936 قبل استشهاده
 
شهداء يعبَد.. ثورة تقض مضجع المحتل البريطاني
في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1935 فجر المجاهد الشيخ عز الدين القسام شرارة الثورة الفلسطينية الأولى، وبدأ في تحريض الفلسطينيين على الثورة المسلحة، وبذلك أصبح الشيخ القسام المطلوب الأول الذي يسعى الإنجليز لتصفيته أو إلقاء القبض عليه، خوفا من انفجار الوضع من تحت أقدامهم، خصوصا بعد أن بدأت كتائبه تحصد الانتصارات تلو الأخرى، عبر عمليات عسكرية دقيقة لم تستطع القوات البريطانية تحديد مصدرها أو المسؤولين عنها.
وحين اشتدت المتابعة والملاحقة الإنجليزية بحقه لجأ الشيخ القسام إلى جبال يعبد في جنين، حيث اختبأ هنالك مع 14 من رفاقه الثائرين، وإمعانا في الاحتياطات الأمنية انقسمت المجموعة إلى فريقين، أحدهما بقيادة القسام نفسه، والآخر بإمرة نائبه الشيخ فرحان السعدي، قبل أن تدل عليهم رصاصات غاضبة، أطلقها أحد أنصاره على رتل من البريطانيين، لتبدأ المواجهة.
في البداية ظهر حرص الإنجليز على اعتقال القسام لتحقيق نصر معنوي لا سبيل إليه، فعرضوا عليه الاستسلام وألحوا في ذلك، وتحدث بمطلبهم بعض القرويين العرب، لكنه رفض ذلك بشموخ مؤكدا أنه مجاهد في سبيل الله ولن يستسلم تحت أي ظرف.
وبعد معركة غير متكافئة بين الفريقين، انهال الرصاص على جسد القسام، ليسقط شهيدا معتصما بمصحفه وبندقيته التي كانت أعظم زاده في الدنيا، وقد كان استشهاده حدثا عظيما في تاريخ فلسطين والشام كله، ودوى ذكره في المدن العربية المحتلة يومها، واعتبر يوم حزن وحداد عام في فلسطين.
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%A7%D8%A6%D8%A8كتائب عز الدين القسام.. أيقونة الجهاد المسلح في فلسطين
 
"هو صيحةٌ ملأ الفضاء دويُّها .. فسل العروبة هل لها آذان"
تعددت مراثي الشهيد القسام، وخلدت في حقائب الأيام، ومن أشهرها قصيدة شاعر الثورة العربية فؤاد الخطيب التي يقول فيها:
ما كنت أحسب قبل شخصك أمة .. في بردتيه يضمها إنسان
لم يثن عزمك والكتائب شمرت .. نصلٌ يشب توقدا وسنان
وعلمت من حمل السلاح وإنهم .. في الأرض ليس لغيرهم سلطان
فالبر أين خطوت نهب صفاحهم .. وهم الضياغم فيه والسيدان
والبحر أين نجوت طوع رياحهم .. وهم السوابح فيه والحيتان
والجو أين علوت تحت جناحهم .. وهم الأجادل فيه والعقبان
فرميت في نحر الجميع بعزمة .. صدقت وصغرهم لك الإيمان
ووثبت تخترق الصفوف مجاهدا .. والنقع أكدر والسماءُ دخان
آمنت باليوم الأخير فلم تخف .. ومكذِّب اليوم الأخير جبان
إلى أن يقول:
يا رهط عز الدين حسبك نعمة .. في الخلد لا عَنتٌ ولا أشجان
شهداء بدر والبقيع تهللت .. فرحا، وهشَّ مُرحبا رضوان
يا حصن يعرب في ثراك موسد .. نعم الضحية عنك والقربان
هو صيحةٌ ملأ الفضاء دويُّها .. فسل العروبة هل لها آذان
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا %D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85-aihmاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسام مع وثلة من رفاقه في أحراش يعبد بمدينة جنين سنة 1935
 
مصرع الأيقونة الخالدة.. رصاصات تفجر الثورة الكبرى
دخل الشيخ عز الدين القسام كأيقونة خالدة في عمق القضية الفلسطينية، وأصبح رمزا موحدا لكل الطوائف والقيادات والحركات الثورية في فلسطين، وقد كان مقتله بالفعل السبب المباشر لاشتعال الثورة الفلسطينية الأولى (1936-1939).
وقد كان تشييع الشهيد القسام ثورة أخرى جرفت بالدم والدمع كثيرا من قوة وجبروت بريطانيا والعصابات الصهيونية، وخصوصا حين اندلعت بعد ذلك ثورة 1936، وكادت أن تحقق أهدافها لولا تخاذل الأنظمة العربية يومها.
وقد تحول القسام بعد رحيله إلى ملهم للثوار ونشيد للحرية، وأيقونة خالدة في حقائب الأيام، وعلامات ونجم يهتدي به السائرون في طريق أشواك الحرية.
لكن الشهيد القسام تعمق في الذاكرة الجمعية للفلسطينيين، وأخذ بعدا عالميا بعد أن أخرجته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من المحلية الفلسطينية إلى عالمية المقاومة، وأطلقت اسمه على جناحها العسكري الذي تعزز مع الزمن ليكون الجيش الوطني الفلسطيني الأقوى والأكثر قدرة وجرأة على مقارعة الاحتلال الإسرائيلي منذ 1992 وحتى يومنا هذا.
ومع حماس، عاد الشيخ القسام من جديد يضرب في أعماق الاحتلال، ويهز قوته يوما بعد يوم، وينسف بشكل متواصل كما أراد قبل 86 سنة، ورقة وعد بلفور، مؤكدا أن أرض فلسطين لا تحتمل هويتين، فإما نحن أو نحن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70067
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا   الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا Emptyالجمعة 21 مايو 2021, 10:24 am

[size=40]عز الدين القسام.. قائد ثورة استشهد قبل اشتعالها[/size]

١٩ نوفمبر ٢٠١٩

الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 1223
 
سنان ساتيك
حين جاءت لجنة "كينغ كراين" عام 1919 إلى اللاذقية لتستطلع آراء الناس في تقرير مصير البلاد السياسي، كان الشيخ عز الدين القسام في الوفد الذي قابلها. وعندما سُئِل عن رأيه قال: لا حماية ولا وصاية.
فأجابه رئيس اللجنة: إنكم لا تستطيعون إدارة أنفسكم وحماية بلادكم.
فرد القسام قائلا: نستطيع، وليس غيرنا أقدر منا على ذلك، إذ لدينا قوة لا يملكها الآخرون.
وأخرج المصحف من جيبه رافعاً إياه في وجه الرئيس، وخاطبه قائلاً: هذه قوتنا.[1]

 
جبلة.. ميلاد أول
تتناثر المعلومات وتتضارب حول محمد عز الدين عبد القادر القسام، فالأخبار المدونة عنه قليلة، لكنها تُجمِع على أن جدّه مصطفى كان من المقدَّمين في الطريقة القادرية، وقد قدِم مع أخيه من العراق إلى مدينة جبَلة على الساحل السوري في محافظة اللاذقية، ولما مات صار أنصار الطريقة في العراق يزورون جبلة لزيارة ضريح والده وجده، لكن عز الدين كان ينهاهم ويزجرهم عن ذلك عندما كبر، ويردعهم عن الحج إلى جبلة لهذا الغرض.[2]
في هذه الأسرة الفقيرة المتدينة المتبحرة في العلوم الشرعية والمشهورة بالعلم والصلاح والسمعة التي تفرض احترام الناس؛ وُلِد عز الدين القسام سنة 1882[3]. وكسائر الأطفال في ذلك الوقت دخل الكُتّاب وسيلة التعليم الوحيدة ليتعلم القرآن ومبادئ القراءة والحساب، متتلمذاً على يدي شيخين ذوي سعة وعلم هما سليم طيارة وأحمد الأروادي، كما علمه والده مبادئ العلوم الدينية، ثم لمّا لمس حبه للعلم أرسله إلى الأزهر ليُتم دراسته هناك.
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 45454الفتى عز الدين القسام في انتظار قارب صيد قادم من جزيرة "أرواد" مقابل ساحل مدينة طرطوس ليتوجه إلى الإسكندرية
 
[/size]
القاهرة.. ميلاد ثانٍ
يركب الفتى عز الدين القسام ذو الـ14 عاماً قارب صيد من جزيرة "أرواد" مقابل ساحل مدينة طرطوس متوجهاً إلى الإسكندرية، ومنها تابع طريقه برّاً إلى القاهرة.[4]
في حلقات التدريس في الأزهر يجلس الفتى اليافع مُستمعاً إلى شيوخه ومعلميه، فالمرحلة التي درس فيها القسام لا تزال تتبع نظام الحلقات، لأن نظام المرحلة الدراسية في الأزهر لم يبدأ إلا في عام 1911 مُعتمداً على الجهد الحُرّ في الدراسة، والانتقال من منزلة إلى أخرى بمقدار ما يستوعب من علوم تؤهله للارتقاء إلى المرحلة التالية، حتى حصل على شهادة الأزهر العالية.
هناك في القاهرة درس القسام العلوم الدينية من فقه وتفسير وأصول، والعلوم اللغوية من بلاغة ونحو، فأثّرت هذه العلوم في بناء شخصية القسام وتعلّم منها، حتى صار خطيباً مُفوهاً ذا بصيرة نافذة، كما تأثر بأفكار الثورة العُرابية، فقدومه إلى مصر قريبٌ زمنياً من الثورة العرابية على الإنجليز، فكانت الثورة ما تزال تلقي بظلالها على أذهان الناس، والروح الجهادية تموج فيهم للتخلص من الإنجليز.[5]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 9871الفلاحون الفلسطينيون الذين حرّضهم القسام على الثورة، واستنهضهم إلى العلم والتعلم
 
[/size]
نصير الفلاحين
بعد أعوام من الدراسة في الأزهر عاد القسام إلى جبلة فقيهاً مُتبحراً متمكناً من العلوم والمعارف التي حازها، مستخدماً إياها لتطبيقها ولإحياء المساواة بين الناس، ولتوزيع الأراضي على الفلاحين المستضعفين المُستغلين من طرف الإقطاعيين، فقد لاحظ الظلم الواقع على الفلّاح الذي ينال جزءاً يسيراً من عمله المتعب، لذا وقف في وجه الإقطاعيين داعياً إلى إعادة الحقوق للفلاحين، ومساواتهم مع غيرهم لكونهم لا يتمايزون عنهم إلا بالتقوى.
حرّض القسام الفلاحين على الثورة، واستنهضهم إلى العلم والتعلم، لأن الجهل المتفشي في الأمة هو منبع الاستبداد، فزار الأهالي وراح يقنعهم بإرسال أولادهم لتعليمهم القراءة والكتابة، وافتتح مدرسة في جبلة سنة 1912، كما عقد حلقات في المساجد يُعلّم الناس أصول الحديث والفقه.
اغتاظ المُلّاك من القسام وأفعاله فبدؤوا بالتحريض عليه وسعوا إلى التخلص منه، فتآمروا على نفيه إلى إزمير، لكنه كان يستعد لرحلته إلى عاصمة الدولة العثمانية لمتابعة علومه، لذلك استبَق مؤامرتهم برحلته إلى البلاد التركية حيث وجد الجهل منتشراً والأميّة مُتفشية، فراح يخطب في الناس لتوعيتهم بسوء أحوالهم، لكن خُطَبَه لم تلق آذاناً صاغية، فهو لا يُجيد التركية والسامعون لا يفهمون العربية التي يتكلم بها، فقرر العودة إلى جبلة ليتابع فيها مسيرة تعليم الصغار والكبار حتى يخَلص مدينته من الجهل والاستبداد.[6]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 1024px-Italian_landing_at_Tripoli2حين احتل الإيطاليون ليبيا بدأ القسام بتنظيم حملات التطوع في الساحل السوري
 
[/size]
"اضربوا أسطول الطليان".. انتصارا لليبيا
اشتهر القسام في جبلة نتيجة اجتماع الفلاحين حوله، ولأنه ساعد الناس على التعلم وفهم أصول دينهم، كما أنه كان يلقي تعاليمه بأسلوب سهل مُبسّط يقترب من فهم العامة.
ضربت شهرته الآفاق، وأضحى الناس يعرفونه ويسمعون به في المناطق القريبة وفي طرطوس واللاذقية وبانياس، حتى صار خطيباً في جامع المنصوري يشرح الإسلام ويبين معانيه ومقاصده، داعياً إلى نبذ العنف والطبقية واستغلال خيرات الأرض، وإلى محاربة الفقر والجهل والبؤس.
تشبّع القسام نتيجة دراسته في الأزهر بفكرة الأخوّة العربية والعروبة، لذا نهض في جبلة واللاذقية يقود المظاهرات المنددة بالغزو الإيطالي لليبيا عام 1911 ويستنفر الطاقات، ويستحث الهمم للدفاع عن الأمة منادياً فيها:[7]
يا عرب ويا إسلام
قوموا كلكم على الطغيان
اضربوا أسطول الطليان
في المواني والخلجان
هالأرض العربية
بدها وحدة وحرية
من طوروس للأطلسي
كلها ثورة وغليان
يا رحيم ويا رحمن
غرّق أسطول الطليان
ولما احتل الإيطاليون ليبيا بدأ بتنظيم حملات التطوع في الساحل السوري، ونسق مع السلطات العثمانية لنقل المتطوعين إلى إسكندرونة ثم بالباخرة إلى ليبيا، لكن هذه الباخرة لم تصل نتيجة تفاهمات بين العثمانيين والإيطاليين، فقفل مع المتطوعين عائداً إلى مدينته.
مع نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 تطوّع للخدمة في الجيش التركي، وأُرسل إلى معسكر جنوب دمشق، فقد كان بعد عودته من مصر يعمل في شعبة التجنيد في جبلة، كما أنه استجاب لدعوة السلطان العثماني للجهاد، وراح يستحث المقاتلين على محاربة أعداء المسلمين[8]، حتى عاد إلى مدينته مُتفرغاً للعلم والوعظ.
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 424الفرنسيون حين دخلوا إلى الساحل السوري عام 1918 بدأ القسام بتنظيم المعسكرات وتطويع الشباب لقتالهم
 
[/size]
الحفّة السورية.. شوكة في حلق الاستعمار
عندما دخل الفرنسيون إلى الساحل السوري عام 1918 بدأ القسام بتنظيم المعسكرات وتطويع الشباب لقتالهم، مُعتمدا ًفي ذلك على التعبئة المعنوية، وبثّ روح الجهاد لمقاومة المستعمر، موقِنا أن القوة الإيمانية أمضى سلاح أمام المستعمر[9]. كما اتصل بالشيخ صالح العلي الذي كان يُحارب الفرنسيين في جبال محافظة طرطوس لتنسيق الجهود وتشتيت هجمات المستعمر.
عَلِمَ الفرنسيون بأمر القسام وجماعته وبدؤوا بملاحقتهم، فانطلقوا إلى الجبال يحتَمون بها مُلتجئين إلى منطقة الحفّة في جبل صهيون، فكانوا يغِيرون منها على معسكرات الفرنسيين حتى آلمتهم ضربات الثوار، فأرسلوا وفداً يفاوض القسام بتعيينه قاضيا شرعيا، لكنه رفض ذلك مجيبا الوفد: لن أقعد عن القتال حتى ألقى الله شهيداً.
فما كان من الفرنسيين إلا أن أصدروا حكما بإعدامه[10]، لكن المقاومة بدأت تضعف نتيجة قلة السلاح والعتاد، كما أن الفرنسيين شدّدوا حملاتهم على مناطق القسام والثوار، فانتقل مع أصحابه من جبال صهيون إلى جسر الشغور ثم بيروت، ومنها رحل إلى دمشق منفرداً.[11]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 39في يوم جمعة دخل القسام وأصحابه إلى جامع "الجرينة" في حيفا لصلاة المغرب، فتطوع لإلقاء موعظة تشد اهتمام الناس
 
[/size]
خطيب حيفا القادم من الشمال
بعد معركة ميسَلون عام 1920 التي دخل على أثرها الفرنسيون دمشق، ارتحل القسام إلى بيروت ثم إلى صيدا ثم عكا التي بقي فيها فترة يُفاضل بينها وبين حيفا مكاناً للإقامة، حتى قرر أن تكون حيفا مكان إقامته، لأنها سوق رائجة للعمل يؤمها طلاب العمل والتجارة، وله فيها بعض المعارف، كما أنها مركز ثقافي حيوي.
في يوم جمعة دخل القسام وأصحابه إلى جامع الجرينة في حيفا لصلاة المغرب، فتطوع لإلقاء موعظة تشد اهتمام الناس الذي كانوا يتساءلون عن هذا الشيخ الذي لم يروه سابقا، ثم ما لبثوا أن اجتمعوا حوله لما له من وقار وقدرة على الحديث والخطابة.
أصبح القسام بعد وصوله بعدة أشهر مُدرساً في مدرسة الإناث الإسلامية عام 1921 أو بدايات 1922، ثم في مدرسة البرج الإسلامية، فكان يبث الوعي لدى الفلاحين ويشجعهم على الخلاص من أوضاعهم الصعبة، مؤسسا مدرسة مسائية لمحو الأمية عن الكبار.
لقد جمع الشيخ العاطلين عن العمل ليساعدهم على بدء حياة جديدة[12]، فبدأت شهرته تتسع ويعرفه الناس ويقدمونه في ما بينهم، حتى تولى الخطابة في جامع الاستقلال الذي بُني سنة 1925.[13]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 33333جامع الاستقلال الذي بُني سنة 1925 والذي تولى فيه الخطابة عز الدين القسام لفترة من الزمن
 
[/size]
الجهاد قبل الحج.. ثورة على وشك الانفجار
سلك القسّام في التدريس بحَيفا نفس أسلوبه الذي اعتمده في جبلة، وركز فيه على الروح الجهادية ضد المحتل، ورواية قصص القادة العظماء في التاريخ الإسلامي، والحديث عن الإسلام وفضائله، وعن النشاط اليهودي مُنبّهاً فيه لخطر الهجرة اليهودية، وداعيا الناس لئلا يتساهلوا معها.
كما حرّض على التمرد على البريطانيين بشراء الأسلحة وتحويل الأموال إلى الجهاد بدلاً من تزيين المساجد وبناء الفنادق. وقد دعا ذات مرّة إلى تأجيل الحج وتحويل نفقاته لشراء السلاح، فالجهاد عنده ليس قتالاً فقط، بل هو بذل للنفس والمال معا، ويكون باللسان والقلب، وهو تربية شاملة كاملة يجب أن يتحلّى بها الفرد.[14]
كانت خُطب القسام تلك مُحفزة للناس للتوجه نحو الجهاد، فقد كان ينتقد التقاليد والخرافات في عصره، فيظهر مُصلحاً ينتمي للإسلاميين العرب المعاصرين، مشجعاً على الالتزام بالأخلاق والسلوكيات الدينية.[15]
لم يميز القسام بين الاحتلالين الفرنسي والبريطاني، فالجهاد مبدؤه مواجهة كل المحتلّين من أجل خلاص البلاد العربية، فالمستعمر واحد سواء كان فرنسيا في سوريا أو إنجليزيا في فلسطين (سوريا الجنوبية آنذاك).
حياة القسام النضالية سرية، غير متداولة إلا ضمن العُصبة القسامية التي شكلها في حيفا، وقد كتم هؤلاء سر التنظيم طوال فترة الثورة التي اعتمد في تشكيلها وتسييرها على خبرته التي اكتسبها من محاربة الفرنسيين في جبل صهيون في اللاذقية.

 
ثورة البُراق
سار الشيخ القسام مع الفلاحين في حيفا مُقترباً من الفقراء، فأحبوه وتسابقوا إلى الانضمام إليه، لأنه انشغل بالمجتمع متفرغاً له معلما وواعظا لم يسع نحو مجد أو سلطة أو شهرة.
وفي عام 1933 كان القسام مندوباً عن جمعية الشبان المسلمين في حيفا[16]، وعبر محاضراته ساهم في توعية الشباب وتخليصهم من الفساد والضياع، وقد تعززت صلته بالريف فساهم في توعية الناس وحثّهم على الانضمام لجماعته، ليشكّل منهم بعد ذلك مجموعة من الحلقات والخلايا ذات السرية الفائقة، لأن عيون بريطانيا كانت موجودة في فلسطين مبثوثة فيها، لذا كانت الحيطة والحذر سمتين أساسيتين في هذا التنظيم، فلا يدخل أحد ضمن هذه الحلقة حتى يتأكد القسام منه، لذا لا توجد أرقام دقيقة عنهم، فقد قيل إنهم 200 و400 و800 أو ما يزيد على الألف، بحسب روايات متعددة.
ومع قيام ثورة البُراق تسارع التحضير العسكري، وبدأت الخلايا تنشط وتكثف تدريباتها، وبدأ الإنجليز يترصدونهم لكنهم لم يعثروا على أي دليل، ولم يكتشفوا أمرهم إلا في عام 1935 عندما صار العمل علنيا، فقد خرج القسام إلى العلن لأن الإنجليز كانوا يراقبونه مراقبة دقيقة ويراقبون أتباعه، فخشي أن يتم اعتقالهم فتفسد مخططاتهم التي كانت تهدف إلى مواجهة تزايد الهجرة اليهودية وتملك الأراضي، واكتشاف الأسلحة المهربة إلى اليهود.[17]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 20151121162547قبر الشهيد عز الدين القسام في قرية يعبد إحدى قرى مدينة جنين الفلسطينية
 
[/size]
يَعبَد.. الخطبة الأخيرة
كان لا بدّ للقسام أن يختار موقعاً حصيناً يُحارب منه الإنجليز، لذلك جال في القرى والمناطق المحيطة يستكشف أفضلها، فاختار قرية يَعْبَد (إحدى قرى مدينة جنين الفلسطينية) لكثرة وتكاثف أشجارها وأحراجها، وكونها ذات موقع إستراتيجي يتحكم بالمناطق المحيطة.
في جامع الاستقلال ألقى القسام خطبته الأخيرة يدعو الناس فيها إلى الجهاد والخروج على الإنجليز الذين راحوا يفتشون عنه، لكن هيهات. فقد كان متأهباً حاملاً بندقيته ماضياً إلى الجبال مع العديد من رفاقه الذين لا يمكن حصر عددهم، بينما تفرق بعضهم في القرى دعاة للجهاد، واتفقوا على الالتقاء في قرية نورس.
في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 اتجهت الجماعة نحو خِربة الشيخ زيد قرب يعبَد، لكنهم في الطريق أحسوا بمن يتابعهم فانقسموا فريقين: فريق إلى الشمال، وفريق إلى حيفا والناصرة. وفي الطريق يُخرب هذا الفريق الأخير سكك الحديد ويقطع أسلاك الهاتف للإنجليز، ثم يذهبون إلى نورس عند الشيخ فرحان السعدي، ويلتقون جميعاً في الوادي الأحمر بين نابلس والغور، وكان الفريق يضم عز الدين القسام وحسن الباير وعربي البدوي وأحمد عبد الرحمن جابر ونمر السعدي وعطية المصري وأسعد المفلح ويوسف الزيباوي.[18]
وبينما يسير الفريق الثاني نحو مكان اللقاء نفد الماء، كما أن الأحمال كانت ثقيلة من سلاح وعتاد، لكن أحد المجاهدين أشار إلى نبع ماء قريب، فجلبوا الماء منه ليرتووا، ثم واصلوا السير حتى خربة الشيخ زيد، مع أن التحرك صار صعباً لأن الطريق أصبحت مزروعة بالجواسيس.
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 55خبر استشهاد عز الدين القسام في صحيفة الجامعة الإسلامية
 
[/size]
"موتوا شهداء".. آخر أمنية
يروي عربي البدوي: صبيحة الأربعاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1935[19] مع طلوع الشمس، بدأ رجال البوليس يهجمون علينا على ظهور الخيل (كان حارساً في طرف حرش يعبَد)، فبدؤوا بالتوزع والاستعداد للمعركة: تسعة رجال في مواجهة البوليس الذين تزايد عددهم حتى وصلوا إلى ما بين 200 و400.
لم تكن المواجهة متكافئة، فانسحب المجاهدون داخل الغابة، وتمترسوا خلف الصخور وأصيب أحدهم، لكن رجال البوليس (ومنهم عرب) طوقوهم وشرعوا يقتربون، فأعطى القسام أوامره بالتصويب على رجال الشرطة الإنجليز وليس على العرب، لأن الإنجليز أوهموا رجال الشرطة العرب أن المعركة ضد قُطّاع طرق ووضعوهم في المقدمة.
كان المجاهدون يتنقلون بين الأشجار بينما يُحكم الإنجليز الطَّوق عليهم وينادون باستسلام رجال المقاومة، لكن القسام كان يجيب بأعلى صوته: لن نستسلم، هذا جهاد في سبيل الله، ثم هتف: موتوا شهداء. فردّد الجميع خلفه بصوت واحد: الله أكبر.. الله أكبر. فنهضوا نهضة رجل واحد يطلقون النار، لكن رصاص الإنجليز كان أسبق، حتى أصاب القسامَ فاستشهد مع ثلاثة من رفاقه.[20]
[size]
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا 91استشهاد عز الدين القسام كان نواة لقيام الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936
 
[/size]
موت يبعث ثورة
استمر الاشتباك ثلاث ساعات تقريباً[21]، وسرعان ما وصل نبأ استشهاد القسام إلى حيفا التي بكته بكاء شديداً، ورَثته رثاء مُرّاً كرثاء الزجال الشعبي نوح إبراهيم بزجلية مطلعها:
عز الدين يا خسارتكْ
رحت فدا لأمُّتكْ
مين بينكر شهامتكْ
يا شهيد فلسطين
عز الدين يا مرحومْ
موتكْ درس للعمومْ
نُقل الشهداء إلى جنين، واشترطت السلطات البريطانية أن يكون الدفن في العاشرة صباح الخميس 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، وأن تسير الجنازة من بيت القسام الواقع خارج البلدة إلى المقبرة في بلد الشيخ، فلا يمكن للجنازة أن تسير داخل مدينة حيفا[22] كي لا يلتف حولها جمع غفير يحوّل الجنازة إلى اشتباك مع الإنجليز، لكن ذلك لم يفلح، فقد خرج في تشييعه أعداد كبيرة يُقال إنها وصلت إلى عدة كيلومترات.
وقد رثاه عدد من الشعراء على غرار أبو سلمى:
قوموا اسمعوا من كل ناحيةٍ يصيح دم الشهيد
قوموا انظروا القسام يُشْـرق نوره فوق الصرود
يوحي إلى الدنيا ومَنْ فيها بأسرار الخلود
كان استشهاد القسام نواة لقيام الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، فدمه استصرخ المقاومة من جديد، حتى جمع رجاله شملهم وأعلنوها ثورة على الإنجليز واليهود.
______
المراجع:
[1] محمد حسن شُرّاب، عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين (دمشق/ بيروت: دار القلم/ الدار الشامية، 2000)، ص 106.
[2] المرجع نفسه، ص 31.
[3] هناك تضارب في سنة الميلاد، بعضها يذكر أنه في 1883 أو في 1884.
[4] للمزيد عن الرحلة راجع شُرّاب، ص 38 وما بعدها.
[5] عز الدين القسام، الجزيرة، شوهد في 16/11/2019، في: https://bit.ly/33WsZuo
[6] شُرّاب، ص 58-59، 61-62.
[7] المرجع نفسه، ص 68.
[8] شُرّاب، ص 91.
[9] تبارك قاسم سالم، "الشيخ المجاهد عز الدين القسام تاريخه وجهاده"، دبلوم الدراسات الفلسطينية، أكاديمية دراسات اللاجئين، 2017.
[10] "في ذكرى استشهاد القسام: معركة أحراش الخطاف"، عرب 48، 21/11/2015، شوهد في 16/11/2019، في: https://bit.ly/2OlTnXR
[11] قيل للدفاع عن دمشق في ميسلون وقيل للحصول على وثيقة سفر.
[12] بشير موسى نافع، الشيخ عز الدين القسام: مصلح وقائد ثورة، حوليات القدس، العدد 14 (خريف-شتاء 2012)، ص 5.
[13] شُرّاب، ص 117، 142، 143.
[14] المرجع نفسه، ص 148-149، 226، 228.
[15] نافع، ص 2.
[16] عز الدين القسام، الجزيرة، شوهد في 16/11/2019، في: https://bit.ly/33WsZuo
[17] سالم، ص 14.
[18] شُرّاب، ص 275، 283، 290-291.
[19] هناك خطأ في حديث عربي البدوي لأن يوم الأربعاء المقصود يكون تاريخه 20 نوفمبر، وتجمع مصادر عديدة على استشهاده يوم 20 نوفمبر، لكن مكتوب على قبره أن استشهاده كان في 19/11/1935!
[20] لمزيد عن المعركة راجع شُرّاب، ص 291-296.
[21] نافع، ص 1.
[22] شُرّاب، ص 303.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الشهيد عز الدين القسام.. معلم القرآن الذي أرعب المحتلين حيا وميتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: المجاهدون-
انتقل الى: