منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم   تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:24 pm

(تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم)
 

أولاً: (من البداية وحتى وفاة موسى –عليه السلام–)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين – وبعد –

 

– الكلام عن تكوين بني يهود :

إن مما هو مقرر في كتب اليهود أن بدايتهم كانت مع يعقوب بن إبراهيم –عليهما السلام–؛ فيعقوب –عليه السلام– نبي الله –تعالى– من تاريخ، أو من بداية نشأته كان بداية بني إسرائيل، فهو –عليه السلام– أول من لُقِّب بـ: (إسرائيل)، فهي كلمة تعني عندهم بـ: (عبد الإله). وهو ولد إسحق بن إبراهيم –عليهم السلام جميعاً–.

ولقد جاء في سفر التكوين من العقد القديم (24: 1– 67) ما نصه: " بعد موت سارة وقبل وفاة إبراهيم –عليه السلام– ، أوصى كبير عبيده بأن لا يزوج ابنه إسحاق –عليه السلام– من بنات كنعان، بل يزوجه من أرضه وعشيرته، فعمل هذا بوصية إبراهيم –عليه السلام– فذهب إلى آرام النهرين حيث مدينة ناحور، فتزوج إسحاق برفقة بنت تبوئيل من ناحور أخي إبراهيم –عليه السلام– ".

ثم ذكر السفر –أيضاً–: "رزق الله إسحاق – عليه السلام – من زوجته رفقة بولدين في بطن واحد؛ هما: عيسو الولد البكر –قال ابن كثير: وهو الذي تسميه العرب (العيصن)، وهو والد الروم– . والثاني: خرج وهو آخذ بعقب أخيه –قال ابن كثير: فسموه يعقوب، وهو إسرائيل الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل (ذكره في البداية 1/181) –".

وجاء في نفس السفر (28: 1– 2) ما نصه:

"أن إسحاق –عليه السلام– وصى يعقوب –عليه السلام– أن لا يأخذ زوجة من بنات كنعان، بل يتزوج من عشيرته وأهله في فدان آرام، ويأخذ لنفسه زوجة من بنات خله لابان".

وفي نفس السفر (29: 23، 28): "تزوج يعقوب –عليه السلام– ابنتي خاله (ليئة) و(راحيل)".

وجاء في نفس السفر (39: 3): "كما تزوج أيضاً جاريتيهما المهداتين إليه منهما".

في سفر التكوين (30: 3): "كانت جارية (راحيل) تسمى: (بلهة)".

وفي سفر التكوين (30: 9): "وكانت جارية (ليئة) تسمى: (زلفة)".

ثم ذكر السفر بعد ذلك: أن يعقوب –عليه السلام– ولد له اثنا عشر ولداً، منهم يوسف ولقد ذكر أسماء بني يعقوب وهم: أبناء لينة: (رأوبين) البكر في أولاده جميعاً، شمعون، لاوي، يهوذا (وهو الرابع في إخوانه، وعليه يتركز الوعد التوراتي بأرض فلسطين، وإليه تؤول زعامة آل يعقوب)، يسّاكر، زبولون، ثم ابنة اسمها: دينة.

ثم ذكر أبناء بلهة جارية راحيل: دانا، نفثالي.

ثك ذكر أبناء زلفة جارية ليئة: جادا، أشير.

ثم ذكر أبناء راحيل: يوسف –عليه السلام– (وكان آخر أولاده في أرض حران).

وآخر أبنائه من زوجته راحيل هو: بنيامين (وكان مولده في أرض كنعان).

وقد وردت هذه الأسماء بهذا الترتيب على حسب الرواية اليهودية في سفر التكوين (29: 32– 35)، (30: 6، 8، 12، 18، 20، 21، 24)، (35: 18)، وأوردها أيضاً ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 182، 184).

ثم ذكر سفر التكوين (37: 1): أن يعقوب –عليه السلام– في أرض كنعان مع جميع بنيه.

وهنا حدثت قصة يوسف –عليه السلام– التي فصلها الله –تعالى– في القرآن الكريم في سورة سماها باسمه –عليه السلام–: (يوسف)، وحملت هذه السورة اسمه –عليه السلام– ؛ لأنها فصلت جانباً كبيراً من قصة يوسف وأخوته، ويوسف وأبيه، وأخوة يوسف وأبيهم.

وكانت من نتائج هذه القصة أن أصبح يوسف –عليه السلام– أميناً على خزائن مصر، وأنه جاء بأبيه من فلسطين إلى أرض مصر.

ومن هنا تحولت القصة من أرض فلسطين إلى أرض مصر، واستقر بنو إسرائيل في مصر، وتملكوا فيها وأثمروا وكثروا جداً، كما ذكر في سفري التكوين (47: 27)، والخروج (1: 7).

ووفَّى من وفَّى منهم بعهدهم مع الله ثم بعهدهم مع أبيهم، قال تعالى: "ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنت مسلمون" [البقرة: 130– 132].

ومن هؤلاء الذين وفّوا كان يوسف –عليه السلام– الذي حمل أمانة الدعوة إلى الدين الحق على أرض مصر، حتى في السجن، فحين سجنه قال للسجناء: " يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار ". (يوسف: 39)، ولهذا ذكر عنه القرآن قوله: "رب آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين". [يوسف: 101].

ولأن السنة الكونية تقضي بفتور الدعوة بعد علواً منحناها شيئاً فشيئاً، ثم يُفتر كذلك شيئاً فشيئاً؛ فبمرور الزمن جنح كثير من بني إسرائيل عن طريق الحق والدين القويم، وعلى أثر بُعدهم عن دين الله نُزعت عنهم الخيرية، بل استحقوا لعنة الله –عز وجل–: "وضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس" [آل عمران: 112].

وكلما تفتر دعوة رسول يرسل الله –عز وجل– غيره، وكان هذا مقتضى الحكمة من فتور الدعوة، أي إرسال الرسل حتى ختموا بالرسول محمد –صل الله عليه وسلم–؛ لتكون رسالته هي الخالدة إلى يوم الدين. فأرسل الله –عز وجل– إلى بني إسرائيل موسى –عليه السلام– للرجوع بهم إلى الطريق المستقيم إلى عبادة الله عز وجل، وتنفيذ أوامره، والتي منها الدخول بهم إلى الأرض المباركة –أرض فلسطين وما حولها–، حيث جاء أمر الله –تعالى– لهم في قوله تعالى: "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" [المائدة: 21]، خاصة وأنه كان على أرض مصر نظام وثني طاغوتي فرعوني، لا يضى أن يكون فيها إنسان يقول: لا إله إلا الله.

وكان هذا هو العداء الحقيقي من الفراعنة لبني إسرائيل، لا كما قال بعض المؤرخين لتلك الفترة الزمنية ، حيث أرجعوا السبب في هذا العداء إلى أمور واهية، منها:

- مكانة بني إسرائيل العالية في الحكومة السابقة (الهكسوس)، وكانت غربية أدت إلى ظهور هذا العداء على أرض مصر لبني إسرائيل.

- وأيضاً وضع بني إسرائيل الخاص بهم، كالعزلة والتكاثر المستمر. مما أثار خوف أهل مصر منهم لما قد يحدثونه من اضطرابات، ومن وضعهم الصحي السيء بسبب هذه العزلة، وهذا التكاثر.

وغير هذا من التي أرجعها بعض الباحثين؛ لكنها في الجملة كلها أمور واهية، لأن السبب الحقيقي الذي يُغفل، وهو العداء للدين الحق من الطاغوتية الممقوتة، والتي ظهرت في غير موضع من القرآن الكريم، فلنقرأ قوله تعالى: "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلِّي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطِّلع إلى إله موسى وإنِّي لأظنُّه كاذباً، وكذلك زُيِّن لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل، وما كيد فرعون إلاّ في تباب" [غافر: 36– 37].

- وأيضاً قوله تعالى: "ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون، أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين، فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين، فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين، فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين، فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين" [الزخرف: 51: 56].

- وأيضاً قوله تعالى: "فقال أنا ربكم الأعلى، فأخذه الله نكال الآخرة والأولى" [النازعات: 24– 25] فرفضوا الموحدين من بني إسرائيل هذه الدعوات الوثنية، لكنهم لم يستغلوا تلك السنين الطويلة، في أثناء مكوثهم بين ظهراني أهل مصر، في دعوة هذا الشعب إلى إفراد الله –تعالى– بالعبادة والعمل على تحويله من الوثنية إلى التوحيد.

هذا وقد كان لوجود بني إسرائيل في مصر أثره في استمرار وجود توحيد الله على أرضها، وكانت هناك دعوات منهم للشعب المصري إلى توحيد الله –تعالى –ومحاولات في ذلك، كان من نتائجها أن اعتنقت زوجة فرعون الإسلام، ووجود مؤمن آل فرعون بين ظهراني فرعون وقومه، ووجود الرجل المؤمن الذي طلب من موسى –عليه السلام– أن يخرج لأن الملأ من قوم فرعون يأتمرون به.

ولكن تلك الدعوات والمحاولات كانت قليلة ومحدودة بالنسبة لأعداد شعب مصر، ولهذا لم تضرب الدعوة بجذورها في الشعب المصري؛ مما سهل لفرعون مصر محاربتها داخل حدود دولته، بل حتى متابعتها خارج حدود دولته، فانتقم الله منه وأغرقه في اليم، ثم نجَّى بدنه من الضياع ليكون لمن خلفه آية.

خروج موسى –عليه السلام– ومن معه من مصر، وهلاك فرعون ومن معه في البحر:

إن قارئ القرآن يلمس عند ذكر قصة موسى –عليه السلام– مع فرعون يعلم أن الله –تعالى– لم يهلك فرعون ومن معه إلا بعد إقامة الحجج عليهم، وإرسال الرسول إليهم، وإزاحة الشُّبه عنهم، ولكنهم كفروا وعتوا واستمروا على الضلال والجهل والاستكبار عن آيات الله عز وجل وتصديق رسوله –صل الله عليه وسلم– ، وقد بين الحق جل وعلا في غير سورة من سور القرآن، كالأعراف، وطه، والشعراء، والقصص.

ولما كان من فرعون والفراعنة ما كان أمر الله –تعالى– رسوله موسى –عليه السلام– بالخروج بمن معه من بني إسرائيل من مصر. فخرج موسى –عليه السلام– ومن معه سراً في ليلة ظلماء.

وقد جاء في سفر الخروج (12: 37) أن عدد الذين خرجوا مع موسى –عليه السلام– كان نحو ستمائة ألف ماشٍ من الرجال ما عدا الأولاد، وذكر هذا أيضاً الحافظ ابن كثير في البداية (5311)، وكانت مدة إقامتهم في مصر أربعمائة وثلاثين سنة كما في رواية يهودية ذكرت في سفر الخروج (12: 40)، وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن مدة بقائهم في مصر أربعمائة وستٍ وعشرون سنة شمسية. واتجهوا نحو المشرق نحو الأرض المباركة في بلاد الشام.

وفي خروجهم هنا نقلوا معهم عظام يوسف عليه السلام؛ وفاء لعهد قطعوه على أنفسهم، كما في رواية ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه، والذهبي في التاريخ، وابن حجر في المطالب، " أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابياً فأكرمه، فقال له: ائتنا. فأتاه فقال له رسول الله –صل الله عليه وسلم– : حاجتك؟ قال: ناقة نركبها، وعنزٌ يحلبها أهلي. فقال: عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؛ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: إن موسى –عليه السلام– لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: يوسف –عليه السلام– لما حضره الموت أخذ بنيامين علينا موثقاً من الله ألاّ نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا. قال: من يعرف موضع قبره؟ قالوا عجوز من بني إسرائيل. فبعث إليها، فأتت، فقال: دليني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة. فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة قالت: انضبوا هذا الماء. فأنضبوا، فقالت: احتفروا. فاحتفروا، فاستخرجوا عظام يوسف، فلما ألقوه إلى الأرض فإذا الطريق مثل ضوء النهار.

وبعد ذلك علم فرعون بخروج بني إسرائيل بقيادة موسى –عليه السلام– ، فلحق بهم هو وجنوده حتى تراءى الجمعان عند ساحل البحر، فأمر الله –تعالى– موسى –عليه السلام– أن يضرب البحر بعصاه، فانفلق معجزة من الله –تعالى– لنبيه موسى –عليه السلام–، فسار عليه موسى –عليه السلام– وأتباعه، وتكامل دخول فرعون وجنوده فعادت أمواج البحر فغرقوا جميعاً.

وقد ذكر الله –تعالى– هذه الأحداث في كتابه الكريم حيث قال: " وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون، فأرسل فرعون في المدائن حاشرين، إن هؤلاء لشرذمة قليلون، وإنهم لنا لغائظون، وإنا لجميع حاذرون، فأخرجناهم من جنات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل، فأتبعوهم مشرقين، فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون، قال كلا إن معي ربي سيهدين، فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، وأزلفنا ثم الآخرين، وأنجينا موسى ومن معه أجمعين، ثم أغرقنا الآخرين، إنّ في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " [الشعراء: 52: 67].

" فأسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون، واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون " الدخان [22: 24].

فكانت نجاة موسى –عليه السلام– ومن معه، وكان هلاك فرعون ومن معه من الكفار، وذلك كان في اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو المسمى بيوم: عاشوراء، حوالي عام اثنين وعشرين ومائة. على حسب ما ذكرت بعض الروايات اليهودية.

ولهذا كان اليهود يصومون ذلك اليوم، وقد أمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم– بصيام ذلك اليوم وصيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود في صيام هذا اليوم مفرداً. كما في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما– عند البخاري ومسلم أنه قال: قدم النبي –صل الله عليه وسلم– المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم صامه موسى. قال: أنا أحق بموسى منكم. فصامه، وأمر بصيامه.

وبعد أن نجى الله موسى –عليه السلام– ومن معه من فرعون وقومه؛ بدأت رحلتهم إلى الأرض المباركة، أرض فلسطين. وفي أثناء الرحلة حصلت بعض الأحداث بين موسى –عليه السلام– وقومه، تدل على أن بعض بني إسرائيل قوم عصاة، استمرؤوا مخالفة شرع الله –تعالى– وعدم طاعته. مما جعل بعض الباحثين في اليهودية. د/ أحمد شلبي يقول: إن بعض بني إسرائيل تجمع حول موسى وهم بمصر، لا كرسول، ولكن كقائد وزعيم يرجى على يده الخلاص من استعباد فرعون وقومه، ولذلك لم يكادوا يتحققون من نجاتهم من فرعون حتى شغبوا على موسى –عليه السلام–، لما أفقدهم حياة الرخاء بمصر وجاء بهم إلى البرية التي فقدوا بها ما كانوا ينعمون به في مصر من خيرات، فالحرية عندهم لم يكن لها جزاء، ولهذا صاحوا به وبأخيه هارون.

وروت أسفارهم هذا الصياح، ففي سفر الخروج (16: 2– 3): فتذمر كل جماعة بني إسرائيل على موسى وهرون في البرية. وقال لهما بنو إسرائيل: ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر إذ كنا جالسين عند قدجور اللحم نأكل خبزاً للشبع، فإنكما أ×رجتمانا إلى هذا الفقر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع.

وفي نفس السفر (17: 3): وعطش هناك الشعب إلى الماء، وتذمر الشعب على موسى وقالوا: لما أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش.

ولقد ذكر الله –تعالى– في غير موضع من كتابه الكريم كما في سورة البقرة والمائدة، أنه –تعالى– أنعم على بني إسرائيل بنعم كثيرة –على الرغم من كفر بعضهم وعنادهم– لعلهم يرجعون، ولكنهم نكلوا عن إجابة داعي الله –تعالى– حين طلب منهم موسى –عليه السلام– بطلب الله –تعالى– أن يدخلوا أرض فلسطكين المقدسة.

 

وفاة هارون –عليه السلام–:

توفي هارون –عليه السلام– قبل موسى –عليه السلام–، ولم يرد ذكر وفاته في القرآن ولا في السنة النبوية، لكن جاء في أسفار العهد القديم سفر العدد (33: 38– 39) ما نصه: فصعد هارون –عليه السلام– إلى جبل هور حسب قول الرب، ومات هناك في السنة الأربعين لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في الشهر الخامس في الأول من الشهر، وكان هارون ابن مائة وثلاث وعشرين سنة حين مات في جبل هور.

 

وفاة موسى –عليه السلام–:

توفي موسى –عليه السلام– بعد فترة من موت هارون –عليه السلام–، ولم يدخل –عليه السلام– الأرض المقدسة مع بني إسرائيل، مات قبل ذلك. وذكرت السنة النبوية خبر وفاته –عليه السلام–، وما حصل بينه وبين ملك الموت.

إذ روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه– قال: أرسل ملك الموت إلى موسى –عليه السلام– فلما جاءه صَكّه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل غطت به يده بكل شعرة سنة. قال: أي ربي، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. قال: قال رسول الله –صل الله عليه وسلم–: " فلو كنتم ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر ".

وهكذا كانت الأحداث إلى أن مات نبي الله وكليمه موسى –عليه السلام–، فكيف كان وضع بني إسرائيل بعد ذلك؟ وهل دخلوا الأرض المقدسة؟ أم لا؟ وكيف دخلوا؟ وماذا فعلوا بعد دخولهم فيها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم   تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:41 pm

تاريخ اليهود منذ بدايتهم حتى تشتتهم على أيدي الرومان*

تعود بداية بني إسرائيل إلى نبي الله يعقوب عليه السلام و هو إبن نبي الله إسحاق عليه السلام و توأم عيسو (العيص) والد الروم, و سمي يعقوب بذلك لأنه خرج و هو آخذ بعقب أخيه.

رزق الله يعقوب عليه السلام إثني عشر ولداً, منهم يوسف عليه السلام. فعندما أصبح يوسف عليه السلام أميناً على خزائن مصر، جاء بأبيه و إخوته من أرض فلسطين إلى مصر.عاشوا فيها إلى أن انحرف بنو إسرائيل و ضلوا. أرسل الله إليهم موسى عليه السلام ليهديهم بإذن الله و يعود بهم إلى أرض فلسطين بعد مكوثهم في مصر أربعمائة و ثلاثون سنة. خرج مع موسى عليه السلام ستمائة ألف ماشٍ من الرجال ما عدا الأولاد. مات موسى عليه السلام قبل أن يدخل بهم إلى الأرض المباركة ، فتولى بعده زمام الأمور يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.و هو الذي ذكره الله في القرآن الكريم غير مصرح به في سورة الكهف في قوله تعالى (و إذ قال موسى لفتاه آتنا غداءنا).

كان عهد يوشع بن نون عليه السلام عصر إنتصارات لبني إسرائيل حيث أن الله سخر له جيلاً مجاهداً غير الذي تربى على العبودية في مصر، فدخل بهم إلى الأرض المقدسة فبقي بنو إسرائيل مؤهلين للإقامة في الأرض المباركة لأنهم استمروا على طاعة الله حتى حصل فيهم الكفر و تكذيب الأنبياء و قتلهم فكتب الله عليهم الطرد عن الأرض المباركة و حصل لهم السبي و المهانة.



تاريخ اليهود بعد يوشع بن نون عليه السلام : 

مر تاريخ اليهود بعد يوشع بن نون عليه السلام بثلاث مراحل:

عهد الملوك الأول: 

-          عهد الملك طالوت :

أبرز ما فيه هو حربه ضد الوثنيين في فلسطين الذين كانوا بقيادة جالوت, و كان من جيشه داود عليه السلام , قال تعالى (و قتل داود جالوت و آتاه الله الملك و الحكمة).

-          عهد داود عليه السلام:


يعتبر عهده الأقوى مع عهد ابنه سليمان عليه السلام في تاريخ بني اسرائيل.

        -      عهد سليمان عليه السلام.



عهد التدهور و الانقسام :

و قد قسمت مملكة بني اسرائيل إلى مملكتين بعد سليمان عليه السلام :

-          مملكة إسرائيل: في شمال فلسطين و عاصمتها نابلس ( شكيم ), احتوت على عشرة أسباط من الأسباط الإثني عشر و استمرت من عام 935 ق.م إلى 722 ق.م و سقطت على يد الآشوري سرجون الثاني.
    


-          مملكة يهوذا : و تنسب إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب عليه السلام و تتكون من سبطي يهوذا و بنيامين، تقع في جنوب فلسطين و استمرت من 935 ق.م – 586 ق.م و سقطت على يد بختنصر البابلي.

و بذلك أصبحت فلسطين خالية من اليهود في ما عدا ما تركه السبي البابلي من المساكين و الفلاحين و الذين ليس لهم شأن يذكر.

عودة اليهود إلى فلسطين بعد السبي البابلي: 

خلال السبي البابلي حصل اليهود على كثير من الحقوق مما كان له الأثر في اندماجهم و تكيفهم مع الثقافة الكلدانية حتى امتزجوا بها إمتزاجاً كاملاً لدرجة تخلقهم بأخلاقهم و عبادة آلهتهم. استمروا كذلك حتى ضعفت مملكة بابل و ظهرت فارس كقوة كبيرة بزعامة الملك (كورش 559 ق.م – 535 ق.م ). هجمت فارس على مملكة بابل في العام 539 ق.م، و في آذار من العام 538 ق.م إعترفت مناطق الإمبراطورية البابلية بما فيها سوريا و فلسطين بالحكم الفارسي. عامل الملك كورش اليهود و المنفيين إلى بابل في عهد نبوخذنصر معاملة ظهر فيها العطف و التسامح فسمح لهم بالعودة إلى الأرض المباركة، لم يرحب شباب اليهود و أغنياءهم بهذه العودة لأنهم ألفو الحياة البابلية و لا يريدون ترك مزارعهم و أموالهم ،فعادت مجموعة من  الفقراء المتحمسين والمتدينين و بنو هيكلهم المسمى بهيكل زربابل و انتهو منه في العام 515 ق.م . فكانت عودتهم عودة أشخاص لا عودة دولة و إنما كانوا تحت الحكم الفارسي. لذلك رحبوا بالإسكندر الأكبر عندما زحف إلى فلسطين.



الإضطهاد اليوناني و فرض الثقافة الهيلينية :

بعد أن ضعف الحكم الفارسي إنتصر الإسكندر المقدوني على داريوس الثالث في معركة اسيوس فانتهى بذلك الحكم الفارسي الممتد من (539 ق.م إلى 333 ق.م ). بعد موت الإسكندر عام 323 ق.م تمزقت إمبراطوريته و دب الصراع بين قواده للفوز بأفضل أماكنها و أحسن أقسامها. منهم إثنان لهم علاقة بفلسطين و هم بطليموس الذي استولى على مصر و أسس فيها أسرة البطالمة أو البطالسة. الثاني هو سلوقس الذي إستولى على بابل و سورية و أسس أسرة السلوقيين.



و كان الصراع بين هاتين الدولتين يذيق أهل فلسطين الشدائد و المحن. و بالرغم من ذلك عمل كلاً من البطالمة و السلوقيون على نشر الثقافة اليونانية (الهيلينية) في كل البلاد الخاضعة لهم، فتأثر بها اليهود أيما تأثر مما أدى ببعضهم لترك التوراة و ترك الختان و انغمسوا في ما تدعوا إليه الثقافة الهيلينية من التعري و التحرر.



الشتات الروماني : 


سنة 36 ق.م إنتصر الرومان على السلوقيين و بهذا أصبحت أرض فلسطين تحت الحكم الروماني فكان اليهود مذبذبين بين التسامح و الإضطهاد من قبل الرومان. قام اليهود بثورة في العام 66م ضد الرومان إستولوا على إثرها على القدس و على فلسطين كلها تقريباً. قام (تيطس) قائد القوات الرومانية بحصار القدس فأمعن في الحصار حتى نفذت المؤن و انتشر الوباء فتمكن الرومان بعدها من فتح ثغرات في حصون القدس حتى دخلوها و فتكوا بأهلها و تم إرجاعها من اليهود في العام 70م.




قام اليهود بثورة أخيرة في العام 132م على يد (باركوخبا),لكن الحكومة الرومانية قضت على هذه الثورة عام 135م بعد مذبحة رهيبة قضوا بعدها على اليهود و على مصيرهم كتجمع ديني في فلسطين. فأصبح تاريخ اليهود بعد ذلك ملحقاً بتاريخ الممالك التي استوطنوها أو نزلوا فيها و ضُربت عليهم الذلة و المسكنة. من ذلك التاريخ لم تقم لليهود قائمة حتى نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين الميلادي حيث استطاعوا بمعاونة الصليبية العالمية إقامة دولة لهم في فلسطين عام 1948م-1367 هـ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تاريخ اليهود منذ البداية وحتى تشتتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تاريخ اليهود الاسود من البداية الى الآن عشرون دقيقة فقط
»  تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر
»  تاريخ دولة المغول - التتار من البداية إلى عين جالوت
» تاريخ اليهود في مصر
» تاريخ اليهود

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية :: اعرف عدوك-
انتقل الى: