منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70285
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج Empty
مُساهمةموضوع: احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج    احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج Emptyالجمعة 09 يوليو 2021, 11:49 am

احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج

احتل الفرنجة طرابلس الشام في 12 تموز/يوليو عام 1109 بعد حصار طويل دام عشر سنوات. وكعادتهم سبوا النساء وقتلوا الرجال وأحرقوا مكتبتها. ويصف المؤرخ ابن الفرات ما حدث «ثم غدروا بأهل طرابلس فقتلوا منهم خلقاً كثيراً لإحدى عشر ليلة خلت من ذي الحجة، ونهبوا ما فيها وذبحوا الأطفال والنساء والرجال ذبح الشاء، وحرقوا عدة مواضع حتى قال لهم بعض المسلمين: ألستم عازمين على المقام بهذا البلد؟ قالوا نعم. قال فعلام تخربونه فأمسكوا حينئذ عن الهدم والحريق».
طال الحريق مكتبة طرابلس «دار العلم» التي أنشأها آل عمار، وتحديداً طالب بن عمار، الذي استولى على طرابلس عام 1070. ويصف المؤرخ ابن الفرات هذه المكتبة «وكان لطرابلس دار علم لا نظير لها في العالم، تحتوي على ثلاثة آلاف ألف كتاب «يعني 3 ملايين» في العقائد وتفسير القرآن الشريف والحديث والأدب. وكان عدد المصاحف فيها خمسين ألفا والتفاسير عشرين ألفا..». وعند سقوط المدينة بيد الصليبيين كما يروي ابن الفرات «دخل أحد كهنتهم دار العلم فتعجب من كثرة كتبها. وكان أول خزانة رآها خزانة المصاحف، فأخذ الواحد منها فعرف أنه القرآن وهكذا استقرى بقية الكتب، فإذا كلها مصاحف، فأعلن الأمر لرفقته فأضرموا النار فيها وحولوا المكتبة رماداً».
ينتقد المستشرق الأب لامنس اليسوعي الأرقام الواردة في رواية ابن الفرات، ثم يستشهد الأب بتتمة كلام ابن الفرات حول أن جميع ما ضمته المكتبة، كتباً دينية، مع أن ابن الفرات يتكلم عن محتويات خزانة المصاحف. يقول لامنس «فترى من هذه الرواية مع ما فيها من الأرقام المفرطة، أن معظم محتويات مكتبة طرابلس كانت كتباً دينية» لذلك يُهون الأب لامنس اليسوعي من شأن هذا الحريق ويقلل من قيمة دار العلم.

فيقول «يوهم اسمها «دار العلم» بأنها كانت كلية جامعة تدرس فيها ضروب العلوم كما في عهدنا ـ كلا ثم كلا ـ فإن المراد بالعلم في اصطلاح مؤرخي العرب إنما هو درس القرآن، وما يلحق به من التفسير والحديث واللغة. أما العلوم المدنية كالطب والهيئة والرياضيات، إلخ فكانت تعرف بعلوم الأوائل وكانت لها مدارس خاصة يحضرها الدارسون.. ولا شاهد لدينا يثبت تعليم المسلمين بعلوم الأوائل في طرابلس». هذا الركن الأول من دفاع الأب لامنس عن إحراق مكتبة طرابلس، وكأنه يقول إن كل ما فيها كتب تتعلق بالعلوم الدينية، وبالتالي لا ضير من إحراقها. وربما لو طال به العمر لبرّر لدعاة اليمين المتطرف أفعالهم الحالية بإحراق القرآن الكريم، بالطريقة نفسها! ثم ينتقل للتشكيك بعدد الكتب الموجودة في المكتبة، فيشكك برقم المؤرخ ابن الفرات الذي يذكر رقم ثلاثة آلاف ألف كتاب، وكذلك بما ذكره المستشرق هرتريك ديرنبورغ والمستشرق الألماني بروتس.

ينتقد المستشرق الأب لامنس اليسوعي الأرقام الواردة في رواية ابن الفرات، ثم يستشهد الأب بتتمة كلام ابن الفرات حول أن جميع ما ضمته المكتبة، كتباً دينية، مع أن ابن الفرات يتكلم عن محتويات خزانة المصاحف.

وبعدها يذكر أن الحرائق أمر عادي في تلك الأزمنة، فقد احترق الجامع الأموي سنة 1069 «وما تكرر فيه بعد ذلك غير مرة من لهيب النيران، فلا شك أنها التهمت الكتائب المودعة في هذا الجامع» ويطلب التماس العذر للصليبيين إن صح هذا الحريق بهذه الدعوى «ولو ثبت حرق الصليبيين لهذه المكتبة لوجدوا لهم عذراً في حرائق كثر غيرها في تلك الأزمنة المضطربة بالغة الحروب».
يمكن تلخيص دفاع الأب لامنس عن واقعة إحراق الصليبيين لمكتبة طرابلس أولاً، بالتقليل من شأن المكتبة عبر التشكيك بأرقام أعداد الكتب التي ذكرها المؤرخون، وكأن حرق الكتب خارج دائرة الفعل الهمجي المدان، لو كان عدد الكتب قليلاً. ثانياً يتبع لامنس مذهب التشكيك بأهمية الكتب الموجودة في المكتبة، حيث يفترض أنها كلها كتب دينية أو متعلقة بالدين. وكأن ذلك أمر مسموح به أخلاقياً. وأخيراً يدافع بطريقة غريبة بالقول إن ذلك الزمان كان زمان حرائق..
على الجانب الآخر من البحر المتوسط، في الأندلس، وفي فجر النهضة الأوروبية عام 1499، وصل مطران طليطلة خمنيس إلى غرناطة، التي احتلها الإسبان حديثاً، فأمر بجمع كل الكتب العربية من البيوت والمساجد من جميع أنحاء غرناطة، ثم حُملت إلي ميدان باب الرملة أعظم ساحات المدينة، وهناك أُحرقت عشرات الألوف من الكتب النفيسة في شتي ميادين العلوم. وما بين إحراق مكتبة طرابلس بأيدي فرنجة الشرق، وإحراق كتب غرناطة بأيد فرنجة الغرب، كانت جريمة إغراق كتب بغداد في نهر دجلة على يد المغول، حتى اصطبغ ماء النهر بلون الحبر الأزرق من كثرة ما ألقي فيه من كتب، على ما يذكر المؤرخون، سواء كان ذلك حقيقة أم مجازاً. رمى بعض الكتاب والمفكرين والسينمائيين العرب، وقائع إغراق وإحراق ملايين الكتب والمخطوطات على أيدي المغول والفرنجة، وهي نفائس في شتى أنواع العلوم، مما يعد خسارة ما بعدها خسارة ليس للعرب وللمسلمين وحسب، إنما لكل البشرية. تركوا كل وقائع الإحراق والإغراق على يد العدوان الخارجي، وأمسكوا بواقعة إحراق كتب ابن رشد، «في عام 1194 أصدر الأمير أبو يوسف يعقوب المنصور، وكان وقتئذ في إشبيلية أمراً بإحراق جميع كتب ابن رشد، واستثناء عدد قليل منها في التاريخ الطبيعي» ولو اتبعنا منهج الأب لامنس في الدفاع عن فعل حرق الكتب، لقلنا إن ما احترق هي كتب في الفلسفة، أما الكتب العلمية فلم تمس. لكننا نقول إن إحراق الكتب، سواء كانت دينية أو فلسفية أو علمية أمر خطير. سواء تم بأيد خارجية، أو داخلية، وهوعلامة على انهيار الحضارة، أو نذير بانهيار الحضارة القائمة.
ما ندعو إليه هو التوازن في نظرتنا للأمور، والنظر إلى أسباب انهيار الحضارة العربية ـ الإسلامية القائمة في العصور الوسطى كنتاج لخلل في آليات التطور الداخلية، وأيضاً نتيجة العدوان الخارجي. أما تسليط الضوء على سبب دون الآخر، فهو انحياز مسبق أو عملية مقصود منها تبرئة الطرف الداخلي مرة والخارجي مرات. إن رد الانهيار إلى أسباب داخلية بحتة مثل خلل في بنية العقل العربي، كما يفضل بعضهم، دون النظر إلى العدوان الخارجي أمر باطل وهو الوجه الآخر لمن يدعون أن سبب الانهيار يعود إلى العدوان الخارجي فقط. وأشير هنا إلى أننا نناقش مسألة حضارية ـ سياسية تخص أوضاعنا الراهنة. فالنقاشات حول أوضاعنا الحالية البائسة ما زالت منقسمة بين من يفسرها بالعدوان الخارجي، ومن يردها كلية إلى الديكتاتورية والفساد الداخلي، دون النظر إلى جدلية الأمر وتضافر الفساد والديكتاتورية مع العدوان الخارجي.
الحضارات لا تحترق بنار واحدة بل بناري الداخل والخارج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
احتراق الحضارات بين ناري الداخل والخارج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  وثيقة ـ"حماس" السياسية للمخاطبة الداخل والخارج
» احتراق الموظفين ، BURN OUT
» صناعة الزجاج في الخليل: بين ناري الإبداع والضياع
» وفاة إمام مسجد في نيوجيرسي بعد إصابته بطلق ناري
» اليمن مهد الحضارات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: