منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين    دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Emptyالأربعاء 29 سبتمبر 2021, 8:11 pm

كرونولوجيا دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين

محمد الوادراسي
ينضبط التاريخ في بعض مراحله لإيقاع منتظم يثير الدهشة والغرابة في نفس الوقت. فلم تكن الولايات المتحدة أكثر تأثيرا 

في العالم مثلما كان الحال عليه في الثلاثين سنة الأخيرة، دامت كل مرحلة عشر سنوات :  فابتداء من سنة 1991 أنهت 

الولايات المتحدة عاصفة الصحراء في العراق وأنهت معها التأثير السياسي الذي كان يمارسه الاتحاد السوفيتي المنهار، 

وتدخلت في الصومال في غشت من سنة 1993. عشر سنوات بعد دخول الولايات المتحدة “حلقة القطب الواحد”، 

تتعرض لعمليات عدائية بطائرات مدنية في الحادي عشر من شتنبر 2001، لتُدشّن هذه الإمبراطورية على إثر ذلك القرن 

الواحد والعشرين بتدخل عسكري في أفغانستان بشعار “الحرب العالمية ضد الإرهاب”. وفي سنة 2011، ينتهي تدخل 

حلف الناتو، بقيادة أمريكية، في ليبيا باغتيال الرئيس الليبي معمر القذافي، لتعلن إدارة بايدن بعد مرور عشر سنوات (31 

غشت 2021) انسحاب آخر جندي أمريكي من أفغانستان.
عشرون عامًا من “الحرب الأمريكية ضد الإرهاب” ابتدأت باختطاف أربع طائرات، اصطدمت اثنان منهما بالبرجين 

التوأمين في نيويورك، وأخرى بالبنتاغون في واشنطن وتحطمت آخر طائرة في ولاية بنسلفانيا. في المجموع، أودت هذه 

الهجمات بحياة ما يقرب من 3000 مدني. وبتاريخ  16شتنبر 2001، استخدم الرئيس جورج بوش الابن للمرة الأولى  

مصطلح “الحرب ضد الإرهاب”، لتبدأ مغامرة تدخل حلف الشمال الأطلسي في أفغانستان بتاريخ 07  أكتوبر 2001، 

ويعلن بعدها انتصار الولايات المتحدة على نظام طالبان في نهاية سنة 2001، بالقول بأن “الولايات المتحدة انتقمت”، ولم 

يتبق إلا مشروع بناء الدولة وهي مهمة كانت تبدو ممكنة بالنسبة للقوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم.
وفي العشرين من مارس 2003، بدأت الدول الغربية في غزو العراق قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي في الأول من ماي 

2003 انتهاء العمليات القتالية الرئيسية. نشوة الانتصار لم تدم طويلا، حيث تم تسريب صور المعتقلين العراقيين الذين 

تعرضوا للتعذيب والإهانة على أيدي أفراد الجيش الأمريكي في سجن أبو غريب في أبريل 2004. هذه الفضيحة الأخلاقية 

لم تثن القوات الأمريكية عن مواصلة عمليات التعذيب الممنهجة في حق المعتقلين في مناطق احتجاز أخرى من العالم، 

أشهرها سجن غوانتنامو الذي كان قد استقبل في 11 يناير 2002 أول مجموعة من المعتقلين أثناء عمليات النزاع المسلح 

في أفغانستان. وبانطلاق ثورات الربيع العربي في أواخر سنة 2010، عادت الدول الغربية للتدخل بتاريخ 30 مارس 

2011 في ليبيا والقضاء على النظام الليبي القائم. في نفس السنة ستعلن الإدارة الأمريكية مقتل أسامة بن لادن في 2 ماي 

2001 على يد كوموندو من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية خلال غارة في أبوت آباد في شمال شرق باكستان، 

ليخلفه المصري أيمن الظواهري في 16 يونيو 2011.
منتشيا بالقضاء على أسامة بن لادن في معتكفه الباكستاني،  قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطاب رسمي، أن 

القضاء على تنظيم القاعدة شهادة على عظمة الولايات المتحدة. صرح بعدها بسنتين (23 ماي 2013) بانتهاء “الحرب 

العالمية ضد الإرهاب”. وبعد سبع سنوات من هذا التصريح، وتحديداً في فبراير 2020، وقّعت إدارة ترامب اتفاقية 

الدوحة بين الولايات المتحدة وتنظيم طالبان في ما يشبه إعلان استسلام أمريكي، دون أي مفاوضات مع حكومة كابول 

المدعومة ماليا وسياسيا من واشنطن حتى ذلك الحين، لتنتهي دورة الحروب الأمريكية بانسحاب آخر جندي أمريكي من 

أفغانستان في 30 غشت 2021 بمشاهد لأفغان يائسين يحاولون التشبث بالطائرات الأمريكية، وخسائر بشرية ومالية 

هائلة.
انسحبت الولايات المتحدة بعد إنفاق 2000 مليار دولار، وخسارة معدات عسكرية حديثة للغاية، وطائرات بدون طيار، 

وبعد مقتل ما لا يقل عن 160 ألف أفغاني وفقًا لتقارير الأمم المتحدة ؛ 2400 جندي أمريكي و1500 آخرون من قوات 

التحالف. هذه الكارثة البشرية والمالية تترك بلدًا أسوأ حالًا مما كان عليه من قبل. وباستثناء النساء، اللواتي تحسنت 

حظوظهن -على الأقل في المدن- فإن “المهمة الحضارية” للغرب قد تمثلت في الصعود بأفغانستان إلى مرتبة أكبر مَصْدَر 

لإنتاج الأفيون في العالم حسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
وإذا كانت الصحافة الغربية قد اصطفت وراء قول واحد في وصف الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي نعتته ب”

الهزيمة” أو “الكارثة” و”الخسارة”، فهو انتقاء لفظي يتوافق والمرحلة التي تعيشها الولايات المتحدة والدول الغربية، 

ويليق بالحالة النفسية لمن تعوّدوا على الانتصار الساحق، رغم أن عودة طالبان لا تعتبر انتصارا بقدر ما تمثل رفضا 

للاحتلال الأجنبي. فكيف عاد راكبو الدراجات النارية” إلى حكم أفغانستان؟
كان يجب التمييز مند البداية بين القاعدة وطالبان : تنظيم القاعدة -والنسخ المشوهة المتفرعة عنه- ارتكب عدة جرائم في 

مناطق متفرقة من العالم، وحركة طالبان كتنظيم يسعى إلى تحديد نظامه السياسي والثقافي وتطبيق معتقداته الدينية 

والفكرية في مجال جغرافي محدد دون التفكير في تهديد المصالح الأجنبية. كان من الممكن الضغط على طالبان بمختلف 

الوسائل السياسية والاقتصادية وتجنب الكارثة التي أضحى عليها العالم اليوم : تفريخ عدد كبير من التنظيمات المتطرفة 

التي تُحرّك من وراء ستار. فقد نستغرب اليوم كيف أن تنظيم “داعش” الذي ظل ساكنا طوال الفترة الماضية، وفي ظل 

الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، أضحى اليوم أكثر نشاطا من ذي قبل، بل جعل من عناصر حركة طالبان هدفا مشروع 

لعملياته.
أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة ابن زهر- أكادير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين    دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Emptyالأربعاء 29 سبتمبر 2021, 8:12 pm

 دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين %D8%B1%D8%A7%D9%94%D9%8A-%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%A8-3-730x438



أمريكا: بين العودة للعزلة أو التسليم بالشيخوخة المبكرة!

أفقدت الهزائم المتتالية للإمبراطورية الأمريكية توازنها ووعيها وقدرتها على التمييز، وانكشف ذلك من هجوم فرنسا 

الشديد على حليفيها الأمريكي والبريطاني، وذلك في رد فعلها على قرار فسخ عقد شراء استراليا لغواصات فرنسية، 

واستغربت فرنسا انضمام استراليا إلي تحالف جديد؛ يتكون منها ومن أمريكا وبريطانيا، وذكرت صحيفة «الفيغارو» 

الفرنسية أن الإعلان عنه تم في 15 سبتمبر الجاري (2021) ويقوم على شراكة أمنية؛ ترتب عليها توقيع عقد شراء 

غواصات نووية أمريكية بديلا للغواصات الفرنسية التقليدية، والهدف من «الحلف الثلاثي الجديد» مواجهة الصين ودورها 

المتزايد في حوضي المحيط الهادي والمحيط الهندي، ويعود تاريخ توقيع العقد إلى عام 2016، ونَص على بيع 12 

غواصة تقليدية؛ بتكلفة إجمالية بلغت 50 مليار دولار أسترالي؛ يساوي 31 مليار يورو.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» أن إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية؛ 

تعمل بالوقود النووي، «سيؤثر على مستقبل حلف شمال الأطلسي» حسب ما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية في 

16/09/2021 ونقلت الوكالة عن الوزير الفرنسي قوله «ما جرى في قضية الغواصات سيؤثر على مستقبل حلف شمال 

الأطلسي (الناتو)» وقد قلل مسؤول في الحلف من خطورة الخلاف الفرنسي الأمريكي الأسترالي؛ خاصة في مجالات «

التعاون العسكري» بين الدول المعنية، ودخلت العلاقات بينهم في أزمة مفتوحة ومتفاقمة إلى حد كبير، وبدأت فور الإعلان 

عن فسخ العقد، وكان عقدا ضخما تم إبْرِامه عام 2016 لشراء غواصات تقليدية، وتفضيل شراكة استراتيجية مع الولايات 

المتحدة وبريطانيا. وعليه ألغت السلطات الفرنسية حفل استقبال كان مقررا في واشنطن إحياءً لذكرى واحدة من المعارك 

البحرية الحاسمة في حرب الاستقلال الأمريكية؛ انتصر فيها الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 سبتمبر 

1781.
وبدا إلغاء الصفقة واستبدالها بأخرى أمريكية سببا في توتر شديد بين حلفاء غربيين أعضاء في حلف «الناتو»؛ ودخلت 

العلاقات الفرنسية الأمريكية في أزمة مفتوحة؛ وصلت حد وصف باريس للأمر بأنه «طعنة في الظهر» وقرار «على 

طريقة ترامب» وكان سبب ذلك هو إعلان الرئيس الأمريكي المفاجئ عن شراكة أمريكية استراتيجية مع بريطانيا 

وأستراليا، وإعلان تزويد الأخيرة بغواصات نووية أمريكية، وقد يدفع هذا فرنسا للانسحاب من حلف «الناتو» وإعادة 

النظر في المعاهدات والاتفاقيات والمعاهدات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهي توفر أغطية شرعية وقانونية، 

وتمنح رخصا لأعضاء الحلف لإعلان الحروب، وإعمال الدمار والحصار والغزو.
لدول تراها العيون الغربية دولا مارقة تستحق العقاب، وأغلبها أهداف عدوانية لا تتوقف؛ بالتطهير العرقي، والتهجير 

القسري وغيره، ودائمة التركيز على مناطق وأقاليم بعينها؛ منها «القارة العربية» بطولها وعرضها، والشرق الأوسط 

والعالم الإسلامي وإفريقا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ويذهب ضحيتها ملايين البشر، وكميات ضخمة من المعدات والذخائر، 

وتتكلف مليارات الدولارات.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» إن «القرار أحادي، ومباغت؛ يشبه كثيرا ما كان يقوم به 

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولم يَخْف الوزير الفرنسي غضبه واستياءه إزاء ما حصل، مضيفا «لا تجري 

الأمور على هذا النحو بين الحلفاء» وهو الذي شارك في مفاوضات إنتهت بما اُعتُبِر «صفقة العصر» وقت أن كان وزيرا 

للدفاع عام 2016، وندد بسياسة فرض الأمر الواقع الأمريكية، وتبعتها أستراليا، وغاب التواصل والتشاور المسبق.

بدا إلغاء الصفقة واستبدالها بأخرى أمريكية سببا في توتر شديد بين حلفاء غربيين أعضاء في حلف «الناتو»؛ ودخلت 

العلاقات الفرنسية الأمريكية في أزمة مفتوحة

وزاد قرار إلغاء الصفقة من توتر العلاقات الفرنسية الأمريكية، والاعتقاد الذي سرى بأن بايدن يعمل على تعزيز العلاقات 

بين ضفتي المحيط الأطلسي، وكانت قد توترت واضطربت إبان حكم ترامب، وعلى العكس من التقارير والأخبار المتداولة 

عن حدة الأزمة؛ هونت «آن سيزال»؛ خبيرة السياسة الخارجية الأمريكية بجامعة السوربون في باريس منها، فقالت «من 

المؤكد أن هناك أزمة دبلوماسية صغيرة على المائدة» وهذا لا يمنع من وجود خلافات وتناقضات من جانب واشنطن، الني 

تطالب حلفاءها الأوروبيين بتعزيز وجودهم العسكري في المحيطين الهندي والهادئ، وفي الوقت نفسه «وضعت واشنطن 

نفسها في مقدمة المتنافسين على بيع الغواصات الفرنسية»! واعتبرت «سيزال» إنها ضربة للطموحات الفرنسية، وتعكس 

أيضا «منافسة على الريادة» بين الولايات المتحدة والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الذي يطرح نفسه «رائدا للدفاع 

عن أوروبا».
ومن جانبه تعهّد الرئيس بايدن بمواصلة العمل بشكل وثيق مع فرنسا، ووصفها بـ«الحليف الأساسي» في منطقة 

المحيطين الهندي والهادئ، ولم تخفف هذه التصريحات من وطأة الاستياء الفرنسي؛ هذا وأدلى وزير الخارجية الأمريكي 

«أنتوني بلينكن» بدلوه، واصفا فرنسا بـ«شريك حيوي للولايات المتحدة» وأدعى «عدم وجود انقسام إقليمي بين مصالح 

شركائنا على ضفتي الأطلسي والهادئ» وأعطى مثلا بأن «الشراكة مع أستراليا والمملكة المتحدة تبرهن أننا نريد العمل 

مع شركائنا، ولا سيما في أوروبا، لضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة»!
وتناول وزير الدفاع الأسترالي «بيتر داتن» السبب في تخلي بلاده عن الصفقة الفرنسية، وهو أن الغواصات الأمريكية 

مناسبة أكثر، وكانت استراليا بحاجة لغواصات نووية، ودُرِست الخيارات، وتبين أن النموذج الفرنسي أقل كفاءة من نظيره 

الأمريكي أو البريطاني.
وانتهى إلى القول «استندنا في قرارنا إلى مصلحة أمننا القومي»!!، ونفى الوزير الاسترالي وجود تواصل أمريكي فرنسي 

قبل إعلان بايدن عن التحالف الجديد، ونفت باريس بدورها إبلاغها مقدما بالخطوة قبل اتخاذها، وعبرت عن توجسها من 

استمرار سير بايدن على خطى سلفه، الذي منح أولوية لمواجهة الصين، وإن اختلف الأداء من ناحية الشكل، وأقيم هذا 

التحالف الثلاثي؛ كي يتصدى للمطامح الصينية، مرحلة ما بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، والمطلعون على ملف 

العلاقات الأمريكية الأوروبية لديهم تصور واضح عن نظرة واشنطن لحلفائها الأوروبيين، ويؤكد مدير المعهد الفرنسي 

للعلاقات «توما جومار» في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال فيه: «الأمر المؤكد أن واشنطن تنتظر من حلفائها 

الانصياع لها، ولا تتبع معهم نهجا تشاوريا»!
وهذه تناقضات وخلافات بدت كاشفة لفقدان واشنطن بوصلتها، وحيرتها من أمر نفسها؛ هل تستطيع الاستمرار في 

سياسة الهيمنة، التي سيطرت عليها بعد الحرب العالمية الثانية، وفرض عقوبات وحصار ضد كل من يخرج عن طاعتها، 

رغم الثمن الباهظ الذي تتكلفه من سوء السمعة، ومن دورها بث الكراهية، ومن نشر الفتن، واعتماد العدوانية والفاشية، 

واستغلال الإرهاب ذريعة لتدمير الشعوب وتخريب الدول، واعتماد سياسة العدوان والغزو ضد من يرفع رأسه ويطالب 

بالتحرر من العبودية المعاصرة، ويرغب في التفوق الصناعي والزراعي والتكنولوجي والعلمي.
وجاءت استعادة روسيا للياقتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية، فزادتها اقترابا من الصين؛ رغم 

الكلام المصكوك الممل، وتكرار مقولة عدم القدرة على مجابهة الصين وروسيا، وما يمكن أن يلحقوه من دمار للعالم جراء 

ذلك، وأتصور ذلك «خداعا استراتيجيا»؛ يسبق الحروب والمعارك الكبرى، ويختلف عن ما في النفوس والصدور؛ مقارنة 

بما يجرى على الأرض.
وما حدث مع فرنسا تم سرا وخلف أبواب موصدة؛ ذلك واحد من عشرات البراهين على التمويه والغدر والخداع 

الاستراتيجي وغير الاستراتيجي، وما الحشد الجاري، إلا بداية محتملة لاختراق أحد حلقات الطوق الصيني الروسي 

الكوري (الشمالي) الإيراني؛ ثلاث منها لديها قدرة الرد والردع النووي؛ الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وإيران تقف 

على عتبة دخول النادي النووي!
وطوال العقد المنصرم من هذا القرن والغرب يتهيأ لمعركة كبرى؛ هدفها إجهاض التقدم والانطلاق الصيني، وتتسرب من 

سنوات معلومات متداولة داخل دهاليز وغرف سرية، خاصة بعد عودة الروح إلى روسيا، فملأت فراغ الاتحاد السوفييتي 

السابق، الذي سقط مغشيا عليه، حتى أسلم الروح، وانفردت الولايات المتحدة وأشبعت العالم تنكيلا وقتلا وتدميرا وتقسيما 

وتفتيتا وتطهيرا عرقيا وحروبا أهلية، وأحلافا عدوانية؛ معدُة للغزو مع أول فرصة.. هل تجد إن أزمتها يحلها الانكفاء 

والعزلة، كما كان عليه وضعها حتى الحرب العظمى (1914 ـ 1918) أم تستمر فيما هي فيه حتى تغرق في بحور الدماء!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين    دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين Emptyالجمعة 12 نوفمبر 2021, 2:32 am

الولايات المتحدة وإيران والحرب التي لم تقع

أربعة عقود مشحونة بالتوتر بين الولايات المتحدة وإيران خُيل لكل متابع أن الحرب كانت على وشك الحدوث لكنها لم تحدث، مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنهما عدوان في الظاهر وصديقان في الباطن، فهل هذه المقولة صحيحة؟ ولماذا لم تشن الولايات المتحدة الحرب على إيران رغم التصعيد الدائم بين البلدين؟ في رحلة الإجابة لا بد من المرور على التاريخ ولو قليلاً، فالمخيال الشعبي الإيراني مشحون بالغضب من أميركا منذ محاولة إسقاط حكم مصدق في العام ١٩٥٣ وبعد الثورة الخمينية أصبح العداء عقيدة راسخة، وكذلك أميركا منذ احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية، رغم ذلك فإيران استطاعت أن تتوارى أثناء صعودها خلف أحداث عالمية وإقليمية شغلت الولايات المتحدة عنها، ففي البدء كانت الحرب الباردة، تليت بغزو صدام حسين للكويت عام ١٩٩٠ والحرب عليه، وأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وما تلاها من غزو أفغانستان وبعدها العراق وإسقاط النظام هناك عام ٢?٠٣، وبعد الغرق الأميركي في المستنقع الذي كانت إيران تغذيه بحلفائها بالاضافة للحرب على «داعش»، أنقذ القدر إيران بمجيء باراك أوباما والذي أراد تحسين العلاقات مع العالم الإسلامي فكانت إيران المستفيد الأكبر، فتوسعت إقليمياً في دول عديدة، وطورت برنامجها النووي وحصلت على اعتراف أميركي به بعد توقيع الاتفاق النووي عام ٢٠١٥، صحيح أن ترمب نسف كل ذلك لكن بعد فوات الأوان.

ومع ذلك ورغم قناعة أميركا بالخطر الإيراني فقد كانت دائماً مكبلة اليدين بحدث دولي اكبر يمنعها من التدخل العسكري، لكن هل هذا هو السبب الوحيد؟ فإيران هددت الملاحة في مضيق هرمز، ودمرت عدداً من السفن، وأسقطت طائرة أميركية بدون طيار، وضربت القواعد والجنود الأميركان في العراق، واعتدت من خلال ميليشيات الحوثي على دولة من أهم حلفاء أميركا؛ المملكة العربية السعودية، بصواريخ طالت أكبر مجمع نفطي في العالم «أرامكو»، وهي تطور برنامجها النووي وتجاهر بذلك وهي تسيطر على أربع دول عربية، وغير ذلك الكثير ومع ذلك لا تطالها يد ا?ولايات المتحدة، فعشر دقائق فصلت ترامب من توجيه ضربة عسكرية لها.

ربما يكمن بعض السر في أن إيران كانت تختار أهدافاً رخوة دوماً بحيث تمكن الولايات المتحدة من ابتلاع كبريائها، ورغم أن إيران ليست دولة عظمى لكنها قادرة على زعزعة الأمن العالمي في لحظة، فبامكانها تهديد حركة الملاحة في مضيق هرمز، وباب المندب وبالتالي قناة السويس، مما يهدد التجارة العالمية على صعيد الطاقة والبضائع، وبإمكانها أيضاً إشعال أربع حروب في نفس الوقت دون أن تتورط بشكل مباشر بواسطة أذرعها الممتدة، وهذه الحروب هي لبنان اسرائيل، وسوريا وإسرائيل، والعراق وأميركا، واليمن ودول الخليج وهذه الأخيرة مندلعة فعلاً? إضافة إلى غياب الإجماع الدولي على حرب إيران، عدا عن أن الرأي العام الأميركي معارض تماماً للحرب، وساهم في هذه المعارضة التيار الانعزالي زمن ترمب..

كل تلك المعطيات تجعل إمكانية اندلاع حرب أميركية على إيران بعيدة المنال، اللهم إلا إذا قامت إيران بعمل خطير كإغلاق المضائق مما يُمكن الولايات المتحدة من حشد دعم دولي لمحاربتها، وإيران التي تجيد لعبة الدجاجة وكذلك لعبة الوصول إلى حافة الهاوية أذكى بكثير من أن ترتكب هكذا خطيئة، بسبب ذلك كله لم تقم الحرب وربما لن تقوم، ليس بسبب مؤامرة بين البلدين بل لكل تلك الأسباب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
دورة الحروب الأمريكية في القرن الواحد والعشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحروب الأمريكية ودقة الضربات الجوية
» أصنام القرن الحادي والعشرين
» عشرون عاماً من الحروب مشروع تكاليف الحروب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر
» محمد الضيف الجنرال المسلم الأول في القرن الحادي والعشرين
» أبرز المجاعات التي خلّفتها الحروب منذ بداية القرن العشرين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: