منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  محمد عمارة مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Empty
مُساهمةموضوع: محمد عمارة مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛    محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Emptyالإثنين 04 أكتوبر 2021, 5:43 pm

محمد عمارة

مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ عرف تحولات فكرية نقلته من الاتجاه الماركسي إلى المعسكر الإسلامي. اشتهر بكونه من "الإسلاميين المستقلين" الذين دافعوا عن رسالة الإسلام وأمته وقضاياها المعاصرة، وزادت مؤلفاته وأبحاثه على المئتين.

المولد والنشأة
ولد محمد عمارة مصطفى عمارة يوم 27 رجب 1350هـ الموافق 8 ديسمبر/كانون الأول 1931م في قرية صروة بمركز قلين (محافظة كفر الشيخ) في مصر؛ لأسرة فلاحية يعمل أبوها في الزراعة. بدأ حفظ القرآن في كتاب القرية وهو في السادسة من عمره فأكمله وجوده.

الدراسة والتكوين
انتقل عمارة إلى مدينة دسوق عام 1945 للالتحاق بمعهدها الابتدائي الأزهري، فحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية 1949، ودخل المعهد الأحمدي الثانوي الأزهري بمدينة طنطا فنال فيه الشهادية الثانوية التي درس بها في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.

فُصل من الكلية عام 1957 لمدة سنة لتزعمه انعقاد مؤتمر سياسي وطني وقومي، ثم اعتقل 1959 وهو في السنة الرابعة لمدة خمس سنوات ونصف أثناء أزمة السلطة مع التيار اليساري، وبعد خروجه من السجن حصل على الليسانس 1965.

تخصص عمارة في الفلسفة الإسلامية ونال الماجستير عام 1970 بأطروحة "مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة"، ثم الدكتوراه 1975 برسالته "نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة".

التوجه الفكري
انضم عمارة -وهو شاب- إلى حزب "مصر الفتاة" الذي نشأ في ثلاثينيات القرن العشرين وعرف بتوجه عروبي ثوري في الدفاع عن العرب ومحاربة الاستعمار والإقطاع، ثم تحول في 1949 إلى "الحزب الاشتراكي" الذي كانت فلسفته تقوم على أن الاشتراكية أساسها الدين وأن العبادة أكثر ما تتجلى في خدمة الشعب.

وبعد حركة "الضباط الأحرار" التي أطاحت بالمَلكية في مصر يوم 23 يوليو/تموز ١٩٥٢ ألغيت الأحزاب السياسية في ١٩٥٣ فـالتحق عمارة بالاتجاه اليساري الذي ناضل فيه نحو عقد من الزمن، وفي سجنه 1959-1964 بدأ مراجعات فكرية قادته في النهاية إلى مغادرة المعسكر اليساري والانخراط في الاتجاه الإسلامي.

ومنذ السبعينيات بدأ الطرح الإسلامي يطغى على مواقف وفكر عمارة حتى صار يُحسب على "الإسلاميين المستقلين"، وقد مكنه استقلاله هذا من توجيه انتقادات عديدة للحركة الإسلامية كما أن المسافة التي تفصله عن الإخوان المسلمين وتقاطعه الفكري معهم في الوقت نفسه كل ذلك جعله يحظى بثقتهم.

وفي ذلك يقول هو: "وأنا أعتبر الإخوان أكبر حركة من حركات الإسلاميين وفي ظل التشرذم في الحركة السياسية وفي الأحزاب ليس لدينا رصيد في الشارع إلا الإخوان، ومع ذلك أنا كتبت نقد للحركات الإسلامية بشكل عام ومنهم الإخوان، ورغم ذلك أعتبر أن الإخوان رصيد كبير يجب ألا نفرط فيه".

الوظائف والمسؤوليات
بشكل عام اعتبر عمارة أن "الوظيفة العمومية نوع من الرق" فكان عن يعزف عن طلبها أو تقلدها ليتفرغ لمشروعه الفكري الذي بدأه منتصف الستينيات، ولذلك لم يتول من المسؤوليات إلا ما كان يصب في مصلحة هذا المشروع.

ومن ذلك عضويته في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف الذي منحه القانون المصري حق الولاية على الشأن الديني، فكان عمارة يراجع له العديد من الكتب ذات العلاقة بالشأن الديني ويكتب له تقارير تقييمية عنها، وهو يقول إنه كان "أول من اقترح في المجمع الرد على الكتب المخالفة بالحجة والبرهان". كما مارس نفس المهمة في الهيئة المصرية العامة للكتاب.

شكل مع آخرين لجنة لإجراء صلح بين الحكومة المصرية وجماعات العنف السياسي خلال تسعينيات القرن العشرين. كما قدم حلقات وبرامج تلفزيونية عديدة، وشغل منصب رئيس تحرير مجلة الأزهر أربع سنوات واستقال منها يونيو/حزيران 2015.

التجربة الفكرية
يذكر عمارة أن مسيرته مع العلم والفكر بدأت تحقيقا لنذر قطعه والده على نفسه أن "يهبه للعلم الشريف"، معتبرا أن فترة عيشه في القرية كانت هي فترة التكوين الفكري والروحي والدراسة والتعليم.

وقد استفتح علاقته الفكر والكتب بشرائه لأول كتاب في حياته وهو "النظرات" لمصطفى لطفي المنفلوطي ليكون نواة لمكتبته الخاصة التي سرعان ما ضمت أربعة آلاف كتاب، إثر ابتياعه بالتقسيط مكتبة عظيمة جمعها الشيخ الأزهري عبد التواب الشناوي وتوفي عنها في سنة تخرجه.

وفي هذه المكتبة قرأ عمارة ألوانا من العلوم الإسلامية وتعرف على "كنوز من الفكر" ضمت عيون أمهات كتب الفقه الإسلامي والتصوف وذخائر الآداب العربية ودواوين الشعر، إضافة إلى أعرق المجلات التاريخية كمجلة الرسالة ومجلة الأزهر ومجلة العروة الوثقى، والمترجمات عن الفكر الغربي. وقد أكسبته هذه الثقافة في وقت مبكر قدرات كبيرة في الكتابة والخطابة في المسجد.

انخرط عمارة -وهو في السنة الأولى من المرحلة الابتدائية- في الحركة السياسية الوطنية، فشارك 1946 في أول مظاهرة في حياته ضد مشروع "معاهدة صدقي بيفن" بين الحكومة المصرية وسلطة الاحتلال الإنجليزي، رغم أنه لم يكن لدي وعي سياسي كبير في ذلك التاريخ.

وفي العام التالي 1947 حمي الوطيس حول معركة قضية فلسطين فمارس عمارة الخطابة في المساجد ضد اليهود ودفاعا عن قضية فلسطين، وكتب 1948 أول مقال في حياته دفاعا عن المجاهدين في فلسطين.

بعد هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948 مع إسرائيل؛ التحق عمارة -وهو آنذاك طالب في المعهد الثانوي الأزهري بطنطا- بصفوف تيار اليسار الذي كان آنذاك "فارس القضية الاجتماعية والعدل الاجتماعي"، كما كان له دور كبير في دعم القضايا الوطنية ولاسيما معارضة للوجود الأجنبي.

لكنه سرعان ما بدأت مراجعته للفكر اليساري فأصدر 1957 كتابه "القومية العربية" ليرد على اليساريين الذين ينكرون وجود أمة عربية.

وبعد حركة الضباط الأحرار 1952، لوحق النشطاء الوطنيون فتعرض عمارة للسجن 1959 وذاق قساوة التعذيب والحرمان من الوظيفة، لكنه استغل خلوة السجن في التأمل والقراءة والكتابة، فألف أربعة كتب في هذه المرحلة التي شهدت بداية تخليه عن اليسار بعد إدراكه أن حل المشكلة الاجتماعية في نظرية الاستخلاف الإسلامية وليس الصراعالطبقي الماركسي.

تعمق الموقف الإسلامي لدى عمارة بظهور الصحوة الإسلامية في السبعينيات، فبدأ نشاطه العلمي في إظهار محاسن الإسلام وتعرية دعاة الماركسية الاشتراكية مستخدما مصطلحاتهم ومفاهيمهم مثل: الحرية والعدالة والتكافل الاجتماعي.

ثم سطع نجمه أكثر مع تعالي التحديات الغربية والتغريبية أمام العالم الإسلامي، وبالذات منذ الثمانينيات وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩١ وتفرد الولايات المتحدة بالهيمنة العالمية.

ورغم أنه أفرد العديد من كتبه لمواجهة الفكر التغريبي وللرد على غلاة العلمانيين؛ فإن قضايا القومية العربية والعدل الاجتماعي والثورة على الظلم ظلت ملحوظة في كتاباته، كما كانت الدائرة الإنسانية والتفاعل مع الحضارات المختلفة موجودة في مشروعه الفكري.

وكان التنصير إحدى الساحات التي عمل عليها قلم عمارة، فخاض سجالات مع الكنيسة القبطية بمصر التي هاجمته مرات لدرجة أنها مارست ضغوطا لمنع مقاله الذي كان ينشره في جريدة "أخبار اليوم"، منتقدة ردوده على منشورات تنصيرية وُزعت بمصر وحديثه عن دور الكنيسة في إثارة الفتنة الطائفية، والمشروع العنصري الذي يريد استبدال اللغة القبطية بالعربية، ورفعت الكنيسة ضده دعوى قضائية.

يقول عمارة: "عندما أكتب عن غلاة العلمانيين والمتغربين أبدو وكأنني محافظ، وعندما أكتب في نقد الجمود والتقليد أبدو وكأنني ثوري وتقدمي، لكن هناك معالم أساسية لا تتغير كالحفاظ على رؤيتي للإسلام ومعالمه، وعملي الدؤوب لإنهاض الأمة وإخراجها من عنق الزجاجة الذي وقعت فيه، ومواجهة التحديات الشرسة والحرب الصليبية المعلنة على الإسلام".

ناصر عمارة ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك ، ووصفها بأنها "ثورة شعبية من أعمق الثورات الشعبية التي عاشتها مصر في العصر الحديث، وهي ملحمة كشفت المعدن الحقيقي لهذا الشعب الأصيل".

كما رفض الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز 2013، وأصدر بيانا واضحا طالب فيه بالعودة إلى المسار الديمقراطي واحترام إرادة الشعب وبعودة الجيش إلى ثكناته، واعتبر -في مقطع مصور- أن عزل مرسي "باطل شرعا وقانونا هو وكل ما ترتب عليه". وهو الموقف الذي أثار عليه هجمة انتقاد شرسة من وسائل الإعلام والدوائر المؤيدة للانقلاب.

وصفه الدكتور يوسف القرضاوي -في حفل تكريمي لعمارة أقامه مركز الإعلام العربي عام 2010- بأنه "أحد مجددي القرن الخامس عشر الهجري، الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية، وصولاته وجولاته القوية في تعرية أعداء الإسلام".

أما الكاتب والمفكر الإسلامي راشد الغنوشي فاعتبره "كاسحة ألغام أمام الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية، فهو شديد البأس على أعداء الإسلام من العلمانيين الاستئصاليين، وهو فحل في هذا المجال وعون لكل باحث في الفكر الإسلامي ولكل شاب يريد أن يطلع على الإسلام في موارده الصافية، وأنا أعتبر نفسي تلميذا من تلاميذه في جوانب كثيرة".

المؤلفات
وصلت مؤلفات محمد عمارة خلال ستة عقود إلى نحو 240 مؤلفا ما بين كتاب ودراسة، ومن هذه المؤلفات: "التفسير الماركسي للإسلام"، "معالم المنهج الإسلامي"، "الإسلام والمستقبل"، "نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام"، "الغارة الجديدة على الإسلام"، "التراث والمستقبل"، "الإسلام والسياسة: الرد على شبهات العلمانيين"، "الجامعة الإسلامية والفكرة القومية".

كما قام بتحقيق مجموعة من الكتب القديمة والحديثة، منها الأعمال الكاملة لكل من: رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وقاسم أمين، وعلي مبارك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد عمارة مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛    محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Emptyالإثنين 04 أكتوبر 2021, 5:54 pm

آخر أجيال المفكرين الإسلاميين.. قصّة محمد عمارة بين الأزهر واليسار والصحوة الإسلامية


"د. عمارة هو الباحث المَنهجي الموضوعي، الذي يخدم العلم، ويحترم المنهج.


وقد حمل عقلية الفيلسوف، وقلب الصوفي، وانضباط الفقيه، وحماس الداعية، ورقَّة الأديب، وعزيمة المقاتل"


(يوسف القرضاوي)


لم يكن رحيل محمد عمارة في الثامن والعشرين من فبراير/شباط 2020 مُجرد إعلان لوفاة مُفكر إسلامي أو باحث مصريّ عُرف بالموسوعية، فالصورة التي انطبعت في أذهان الكثيرين عند سماع اسم محمد عمارة أقرب ما تكون لذلك المُناضل العجوز الذي يُناظر في محفل جماهيري، أو الكهل الذي يمسك بالقلم لتسطير حكمته، أو الشيخ الذي يجلس في مكتبته العتيقة، يرتدي نظارته الغليظة، مُحاطا بتلاميذه يُسامرهم في العِلم.


فخلال الخمسين عاما الماضية حُفِر اسم "محمد عمارة" في الساحة الفكرية العربية، إذ كثيرا ما حضرت أفكاره في نقاشات التيارات الفكرية الإسلامية الحديثة، وقد كان حضوره إما استشهادا بفكره، أو للتحفظ على أُطروحاته، أو حتى ردا على بعض آرائه. لكنّ المتفق عليه -وعلى الرغم من هذه التباينات في الموقف من د. عمارة- أن اسمه ظل حاضرا بين تيارات الفكر الإسلامي، إذ من النادر أن تؤلَّف رسالة أكاديمية عربية في تناول ما يُسمى بـ "الفكر الإسلامي الحديث" إلا وستجد ضمن مراجعها كتابا من كتب محمد عمارة.





"آخر أجيال المثقفين"
يمكن القول إن جيل "عمارة" قد أُتيح له عددٌ من العوامل التي لم تعد حاضرة أو متوافرة في الأجيال التي تلته، حتى يُمكننا تسمية هذا الجيل من الأزاهرة الذين شهدوا ما قبل ثورة 1952 وما بعدها باعتبارهم "أواخر المثقفين الأزهريين". فعلى الرغم من نشأة عمارة الأزهرية فإنه تقلّب في مسارات ودُروب شتى، من الكُتّاب والأزهر والسياسة ومصر الفتاة واليسار، ودخوله السجن، ثم اتجاهه للقومية العربية، وأخيرا مُنافحته عن الصحوة الإسلامية، والتي استقر به الحال مُنظِّرا لها منذ نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات حتى مماته. وقد اجتمعت في عمارة تركيبة فريدة، فقد تحصّل على معرفته الدينية عبر التعليم الأزهري، والثقافة العربية من دار العلوم، والحركيّة السياسية المجتمعية عبر انتمائه إلى اليسار، بالإضافة إلى اطلاعه على مساحتَيْ المعارف المدنية والشرعية.


كما أن لعمارة اشتغالا فكريا متشعّبا، ما بين تحقيق وإخراج أعمال أعلام العصر الماضي من مدرسة الإحياء والتجديد [أ] التي تُنسب إلى الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، إضافة إلى الاشتغال البحثي في فِرَق الفكر الإسلامي المُبكر مثل الشيعة والمعتزلة وأعلام المنتسبين للسُّنة، في وقت لم يكن فيه اهتمام بهذه المساحات البحثية المقارنة في الدراسات العربية الأكاديمية، ثم الانشغال والتنظير حول القومية العربية، ولاحقا الفكرة الإسلامية والجامعة الإسلامية [ب]. لقد عاش عمارة في قلب المعارك التي اختارها لنفسه؛ مرابطا على ترميم ما رآه مهدورا من "ثغور الفكر الإسلامي".[1]


ومنذ السبعينيات، اتجه عمارة إلى الاهتمام بما سمّاه "الوعي الحضاري الإسلامي"، وكثرت كتاباته في هذا الباب لتشمل مواضيع مثل: الحضارة، والمرأة، والسنة، والقرآن، والدفاع عن الصحوة الإسلامية، مع عدد كبير من المؤلفات والمناظرات، والتي كان لها الصيت الأوسع في حينها. وقد زاد من هذا الصيت لعمارة أثناء تحوُّله من اليسار إلى الانتماء الإسلامي بعد نكسة 67 ضمن التيار اليساري الذي تحوَّل عددٌ غير قليل منه إلى الاتجاه الإسلاميّ في ذلك الوقت، حيثُ برزت أسماؤهم متشابكة معا مثل محمد عمارة وطارق البشري وفهمي هويدي، وبصورة ما عبد الوهاب المسيري، وآخرين.


ما يعني أن التأريخ لعمارة وجيله هو ضَربٌ من التأريخ لجزء من الأفكار الإسلامية المعاصرة في تحولاتها المتعددة. لكن على الرغم من هذه التنقلات التي اتّسمت بها حياةُ عمارة، فقد حافظ حتى نهاية حياته على عدم انتمائه التنظيمي لجماعة أو تنظيم أو تيار بعينه، سواء كان عقديا أو مذهبيا، واكتفى بالانتماء إلى الخطّ الإسلامي العام، أو ما يُطلق عليه أحيانا تيار الوسطية الإسلامية. وقد أتاح له ذلك قدرا من الانفتاح على مدارس الإسلاميين وأفكارهم، وقدرا من حرية الاختيار العلمي والحركي، وهو ما يستحق أن نُسلّط الضوء عليه، ونرصد أهم المجالات التي حضر فيها د. محمد عمارة، وتطوراته الشخصية عبر مسيرته الممتدة.


المُقاتل الأخير في مدرسة محمد عبده


"الدكتور محمد عمارة ليس محتاجا إلى تسليط الأضواء عليه، بل ربما هو يعاني منها، إذ يشغل مساحة واسعة من الثقافة العربية المعاصرة بما يُقدِّمه من كتب ومقالات مهمة، وأعتقد أن سؤال عمارة الأساسي كان عن النهضة، وهي تُمثِّل النقطة المحورية التي دارت حولها سائر أعماله الفكرية، وهو ليس فقط باحثا عنها وإنما مشارك فيها".


على مدار أكثر من رُبع قرن، اهتم محمد عمارة بتراث مدرسة "الإحياء والتجديد"، وهو الاسم الذي يُطلق على مدرسة جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وما تفرّع عنهما، وامتد اهتمام عمارة إلى أعلام النهضة المصرية بعموم، فأخرج الأعمال الكاملة لعدد من هذا الجيل مثل جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، رفاعة رافع الطهطاوي، عبد الرحمن الكواكبي، قاسم أمين، علي مبارك. وقد كان لعمارة دراسات جادة حول هذه الشخصيات وإسهاماتها الفكرية، وقد أخذت هذه الأعمال حيزا كبيرا من كتاباته، وهو ما كَوّن له اطلاعا كبيرا على الحركة الثقافية والفكرية والسياسية في القرن الماضي، وبسبب قربه من هذه الأسماء فقد عاش عمارة مع تفاصيل هذه المدرسة، وعايش أعلامها ورموزَها، حتى أصبح اسمه مقرونا بأعلام هذه المدرسة، وتعدّى الأمر ذلك حتى أصبح يراهم الباعث للنهضة العربية الإسلامية، وأن التيارات العلمانية اختطفت هذه الأسماء إليها [ج].


وقد كان لدراسات د. عمارة زاوية لا تُخطئها العين، وهي رغبته في تسليط الضوء على إسلامية أفكار هذه الشخصيات وعقلانيتها في آنٍ واحد، وهو الموقف الوسط -بحسب عمارة- الذي اتخذته هذه الشخصيات بين تيارين مختلفين هما "تيار التغريب" و"تيار الجمود".[2] وعندما اقترب عمارة من الصحوة الإسلامية في السبعينيات والثمانينيات، حاول أن يُوجِد رابطا بين الصحوة الإسلامية وجذورها في حقبة التنوير العربي تلك، والتي انتشرت في مطلع القرن العشرين. وتظهر هذه المحاولة في الثناء الكثيف والمتكرر من عمارة على أعلام هذه المدرسة وعلى الرأس منهم جمال الدين الأفغاني وتلميذه الأستاذ محمد عبده، والذي يصفه عمارة بأنه "أعظم العقول الإسلامية التي وهبت جُلّ طاقتها لتجديد الفكر الإسلامي، وجلاء ركام البدع والخرافات والإضافات عن أصول الإسلام".[3]


وبهذه التراتبية التي صنعها عمارة كان يُرجع ظهور الحركات الإسلامية المعاصرة إلى هذه المدرسة القديمة في القرن الماضي، ويستحضر تأثر حسن البنا بأفكار الشيخ رشيد رضا، والذي كان ألصق تلاميذ محمد عبده، وهو ما جعل عمارة يعتبر أن مشروع حسن البنا امتداد وتطوير لمشروع عبده، وقد توسع في هذه الفكرة في كتابه "معالم المشروع الحضاري في فكر الإمام الشهيد حسن البنا".[4]
 


وَلّد هذا الاشتغال الفكري من د. عمارة رغبة في إحياء ما كان يسميه "التنوير" و"العقلانية" الإسلامية، والتي كان يراها في هذه المدرسة، وتبنّى الدعوة إلى الجمع بين المعارف الشرعية والمعارف المدنية، ورفض ما سمّاه "التقليد الشرعي" والذي استقر في كتب الأزهر ومناهجه منذ حقبة المماليك. وهذا الموقف من د. عمارة متّسقٌ مع مسألة تطوير التعليم الأزهري التي نادى بها الأستاذ محمد عبده نفسه حين كان مُفتيا، والتي دار حولها الصراع بين محمد عبده وبين عدد من مشايخ الأزهر فيما عُرف بتجديد المناهج الأزهرية في القرن الماضي.[5]


وعلى الرغم من ثقافة عمارة الأزهرية، وحفظه لدواوين الشعر العربي، ودراسته على طريقة الحواشي في الأزهر، واقترابه من تيار النهضة العربية في القرن الماضي، فإنه لم ينزوِ عن الانفتاح على الحياة الأدبية والفكرية لعصره، فقد طالع السجالات الثقافية التي زخرت بها مجلات هذا العصر (5)، فقرأ مجلة "الأزهر" كاملة، ومجلة "الرسالة" كاملة، وهما من أشهر المجلات الثقافية في القرن الماضي، كما حاز النسخة الأصلية من مجلة "العروة الوثقى" التي أصدرها الأفغاني وعبده من منفاهم في باريس، وهو ما كوّن لعمارة اطلاعا واسعا وفريدا على أعلام القرن الماضي وأحداثه المختلفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد عمارة مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛    محمد عمارة    مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛ Emptyالإثنين 04 أكتوبر 2021, 5:55 pm

محمد  عماره      
   

يقول  المفكر  العلامة  الكبير  الأستاذ    الدكتور  /  محمد  عمارة  -رحمه  الله-
"في  أحد  المجالس،  التفت  أحد  المدعوين  العلمانيين  تجاهي،  وخاطبني  مستهزئاً،  وقال:*
"هل  أفهم  من  كتاباتك  أنك  تريد  تطبيق  أحكام  الشريعة  والعودة  بنا  إلى  الوراء؟"
*فأجبته  متسائلاً:
*-هل  تقصد  بالوراء  يعني  تقريبا  100  سنة،  عندما  كان  السلطان  عبدالحميد  الثاني  يحكم  نصف  الكرة  الأرضية؟*        
*-أم  عندما  كان  ملوك  أوروبا  يحكمون  شعوبهم  بتفويض  من  السلطان  العثماني؟
*-أم  قصدك  إلى  الوراء  أكثر  زمن  حكم  المماليك،  الذين  أنقذوا  العالم  من  المغول  والتتار؟
*-أم  إلى  الوراء  أكثر  عندما  حكم  العباسيون  نصف  الأرض؟*
*-أم  إلى  الوراء  أيام  الأمويين؟  أم  قبلهم  سيدنا  عمر  الذي  حكم  أكثر  الكرة  الأرضية؟*
*-أم  قصدك  عندما  بدأ  هارون  الرشيد  رسالته  إلى  ملك  الروم  نقفور:*
*من  هارون  أمير  المؤمنين  إلى  نقفور  كلب  الروم..؟*
*-أم  إلى  زمن  عبدالرحمن  الداخل،  الذي  طوّق  جيشه  إيطاليا  وفرنسا؟,,,هذا  سياسياً..أم  ان  كان  قصدك  علمياً  عندما  كان  علماء  العرب  مثل  ابن  سينا  والفارابي  وابن  جبير  والخوارزمي  وابن  رشد  وابن  خلدون  إلخ،  يعلّمون  العالم  العربي  والغربي  الطبّ  والصيدلة  والهندسة  والفلك  والشعر؟!*
*-أم  قصدك  كرامة..  عندما  عبث  يهودي  كافر  بعباءة  امرأة  فصاحت  وامعتصماه،  فجرّد  المعتصم  الجيش  وطرد  اليهود  من  أرض  الدولة،  بينما  النساء  اليوم  تُغتصب  اغتصاباً  وتصور  وتنشر  على  القنوات.  
*-أم  قصدك  عندما  أنشأ  المسلمون  أول  جامعة  تعرفها  أرض  أوروبا  في  إسبانيا؟ومن  وقتها  أصبح  الزيّ  العربي  «العباءة»  هو  لباس  التخرج  في  كل  جامعات  العالم،  ولليوم  وقبعة  التخرج  مسطّحة،  لأنه  كان  يتم  وضع  القرآن  فوقها  في  احتفال  للتخرج*
*-أم  قصدك  لما  كانت  القاهرة  أجمل  مدينة  بالعالم؟*
*-أم  عندما  كان  الدينار  العراقي  يساوي  483  دولاراً؟*
*-أم  عندما  كان  الهاربون  من  أوروبا  الفقيرة  يتوجهون  إلى  الإسكندرية؟*
*-  أم  عندما  طلبت  أميركا  من  مصر  إنقاذ  أوروبا  من  المجاعة؟*
*منتظرك  تشرح  لي  قصدك  وتخبرني  كم  تريد  أن  نرجع  إلى  الوراء؟*
*"فبُهت  الذي  كفر"*
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
محمد عمارة مفكر ومؤلف إسلامي مصري؛
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طارق سعيد رمضان - مفكر سويسري من أصل مصري،
» محمد عمارة
» مؤلفات الدكتور محمد عمارة pdf مصورة
» مستشار ومؤلف وباحث د. عبد الحي زلوم - وماذا عن ثالث الحرمين الشريفين؟
»  الدكتور محمّد عمارة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات دينيه-
انتقل الى: