منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني    الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Emptyالخميس 21 أكتوبر 2021, 7:13 pm

الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني



في الذكرى الثالثة بعد المائة لإصدار وعد بلفور (1917-2020) ثمة ضرورة ملحة لتسليط الضوء على الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني، حيث أشار الدكتور عبد الوهاب المسيري في المجلد السادس من موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية التي ألفها قبل رحيله بسنوات عدة، إلى أن صهاينة بريطانيا نجحوا في إصدار تصريح بلفور قي 2-11-1917، ولم يكن مرد ذلك ثراء يهود بريطانيا آنذاك أو وجود لوبي يهودي ضاغط، فالضغط اليهودي كان عنصراً ثانوياً في إصدار الوعد المشؤوم.



المصالح الإستراتيجية الغربية



إنّ تفسير النجاح اليهودي في بريطانيا وفشله في ألمانيا لا يتم بنقاش القوة والضعف الذاتيين الصهيونيين، ولكن بالعودة إلى المصالح الإستراتيجية الغربية في زرع دولة استيطانية وسط العالم العربية.

يجمع المتابعون لاتجاهات تطور القضية الفلسطينية على أن إصدار وعد بلفور قبل مائة وثلاثة أعوام، قد أسس لإنشاء إسرائيل على 78 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية وبروز مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة بفصولها المختلفة، حيث تمّ طرد غالبيته من أرضه. ووعد بلفور هو التصريح البريطاني الرسمي الصادر في الثاني من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 1917 وأعلنت فيه بريطانيا تعاطفها مع رؤية الحركة الصهيونية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، على شكل رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطاني آنذاك، اللورد بلفور، إلى المليونير اليهودي، اللورد روتشيلد.

الثابت والأكيد أن السبب الرئيسي لإصدار الوعد المشؤوم تحقيق هدف غربي، بدأ بسياسة رئيس وزراء بريطانيا، بالمرستون، الذي دعا عام 1839 إلى زرع كيان صهيوني استيطاني إحلالي في فلسطين، ليكون حاجزًا بين مصر والمشرق العربي، على اعتبار أن ذلك يشكل، بحد ذاته، قلعة أمامية ضد التحرر والتطور في المنطقة العربية، تلك السياسة التي تبناها جميع قادة الإمبراطورية البريطانية منذ بالمرستون، حيث نجم عنها، في نهاية المطاف، إصدار وعد بلفور المشؤوم، وعندما صدر في أثناء الحرب العالمية الأولى، كانت القوات البريطانية تحارب للاستيلاء على فلسطين من الدولة العثمانية. أرادت بريطانيا أن تحكم فلسطين لموقعها قرب قناة السويس التي تصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر.

واعتقد البريطانيون أن وعد بلفور سيساعد على كسب التأييد لهذا الهدف من زعماء اليهود في بريطانيا والولايات المتحدة وفي دول أخرى، وفي عام 1922 صادقت عصبة الأمم على وعد بلفور، وأعطت بريطانيا حق الانتداب على فلسطين.



تشجيع الهجرة اليهودية



احتلت بريطانيا بعد شهر من إصدار الوعد المشؤوم فلسطين، وبدأت مباشرة بتحويله إلى واقع ملموس على الأرض، بتشجيع الهجرة اليهودية، وسن تشريعات تمكّن اليهود من السيطرة على الأرض الفلسطينية.

وقد مهدت بريطانيا لهذا الاحتلال باتفاقية سريّة أبرمتها مع فرنسا عام 1916 لتقسيم الأراضي العربية بينهما، خلافا لعهود قطعتها للشريف حسين بمنح العرب الاستقلال في دولةٍ، تمتد من تركيا وحتى بحر العرب، وتشمل بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، باستثناء جنوب اليمن، إذا ثار العرب على الدولة العثمانية. وبالفعل، أعلن الشريف حسين الثورة على تركيا، تنفيذاً لما اتفق عليه مع بريطانيا، في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا وفرنسا تتباحثان على تقسيم المنطقة، وهي مباحثات أسفرت عن إبرام اتفاقية «سايكس – بيكو» التي صنفت فلسطين منطقة دولية، قبلت فرنسا فيما بعد بوضعها تحت النفوذ البريطاني.

هذا التاريخ سبقته جهود كبيرة بذلتها الحركة الصهيونية، بقيادة تيودور هرتزل، الذي يعتبر الأب المؤسس لدولة إسرائيل.

ونجحت هذه الجهود في دفع الحكومة البريطانية إلى تبني المطالب الصهيونية بإنشاء دولة صهيونية في فلسطين.

وقد اتخذت الخطوات البريطانية لتأسيس الدولة الصهيونية أبعاداً عملية بإنشاء الفيلق اليهودي، وتزويده بالأسلحة والمعدات وتدريب عناصره على القتال، وشرعت بمصادرة الأرض وتشريع القوانين وبناء المؤسسات الصهيونية، واعتقال الفلسطينيين المعارضين.

وشهدت فلسطين عمليات مسلحة وانتفاضات وثورات ضد الاحتلال البريطاني واليهود، وكانت انطلاقة العمل المسلح المنظم عام 1919 عبر جمعية «الفدائية» إلا أن بريطانيا تصدت لهذه الجمعية، وأجهضتها.



دور الحاج أمين الحسيني



وفي عام 1920 اندلعت انتفاضة في القدس، يمكن اعتبارها أول انتفاضة شعبية في تاريخ فلسطين الحديث، حيث لعب الحاج أمين الحسيني دوراً مهماً في إشعالها، ففرضت السلطات البريطانية الأحكام العرفية، وحكمت بالسجن 10 سنوات غيابياً على الحاج أمين الحسيني، إلا أنه لم يسجن. ثم توالت الانتفاضات الفلسطينية بعد ذلك، مثل انتفاضة يافا عام 1921 ضد الهجرة اليهودية، ثورة البراق عام 1928 التي اندلعت عندما حاول اليهود تحويل حائط البراق إلى كنيس يهودي، وفي العام التالي، تصدى الفلسطينيون لليهود الذين نظموا مظاهرات في القدس، اتجهت إلى حائط البراق ورفعوا العلم الصهيوني، ووقعت صدامات عنيفة في فلسطين، أسفرت عن سقوط 116 شهيداً فلسطينياً، معظمهم قتلوا برصاص القوات البريطانية، وانطلقت ثورات متتالية وصولاً لإضراب عام 1936 في محاولةٍ لإحباط إنشاء دولة صهيونية في فلسطين.

ووصلت الثورات الفلسطينية ذروتها عام 1938 فسارعت بريطانيا إلى إرسال قوات ضخمة إلى فلسطين، وإعادة احتلال المناطق التي حررها الفلسطينيون، باستخدام كل ترسانتها العسكرية، من طائرات ودبابات ومدفعية، وقتلت كثيرين من قادة الثورة، ما أفقدها زخمها عام 1939 بعد ثلاث سنوات من المقاومة الفلسطينية، ضد أكبر إمبراطورية في ذلك الحين. في هذا الوقت، كانت الأموال الأمريكية والبريطانية والغربية تتدفق إلى فلسطين، لتمويل بناء «الوطن القومي اليهودي» بل إن آرثر بلفور صاحب الوعد بإقامة دولة للصهاينة في فلسطين، افتتح بنفسه الجامعة العبرية في القدس عام 1925.



قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة



استمرت بريطانيا في العمل على توفير كل ما من شأنه تحويل وعد بلفور إلى دولة حقيقية لليهود على الأرض، وتوّج الأمر بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في 29-11-1947 يقضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.

في الخامس عشر من أيار/مايو 1948 انسحب الجيش البريطاني من فلسطين، ليسلم أراضيها إلى العصابات الصهيونية، شتيرن وهاغانا وأرغون، ولتبدأ فصول المأساة الفلسطينية، حيث ارتكبت تلك العصابات عشرات المجازر ضد الفلسطينيين، ما دفع 61 في المئة من الشعب الفلسطيني للهرب إلى خارج فلسطين، ومع استمرار إسرائيل في سياساتها، تكرر مشهد الطرد في 1967 إبان احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث طرد الجيش الإسرائيلي 460 ألف فلسطيني، ليطلق عليهم لقب نازح، وليصبح (70) في المائة من إجمالي الشعب الفلسطيني خلال العام الحالي عام 2020 ضحايا الترانسفير الصهيوني المبرمج، والذي كان من النتائج الكارثية لوعد بلفور.





حاييم وايزمان



يعد حاييم وايزمان أشهر الشخصيات الصهيونية بعد هرتزل، وقد لعب الدور الأهم في استصدار وعد بلفور الشهير عام 1917, وكان رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920 حتى عام 1946, ثم انتخب كأول رئيس لدولة إسرائيل عام 1949.



الميلاد والنشأة

ولد حاييم وايزمان في بلدة "موتول" في ولاية "بنسك" إحدى ولايات روسيا البيضاء عام

1874. كان والده من وجهاء موتول المتدينين وكان يعمل تاجرا للأخشاب يقوم بتقطيعها من الغابات ثم ينقلها بعد ذلك إلى الموانئ الروسية لتصديرها.



التعليم

بدأ حاييم وايزمان حياته الدراسية في معبد البلدة حيث درس مبادئ الدين والتاريخ اليهوديين واللغة الروسية ولغة "اليديش" التي كان يتحدث بها يهود روسيا. ثم أرسله أبوه إلى "بنسك" لتلقي تعليمه العالي هناك متخصصا في الكيمياء، وأكمل دراسته في مدرسة "البولتيكنيكوم" الألمانية التي كانت تعتبر أشهر معاهد تدريس الكيمياء في أوروبا آنذاك وحصل منها عام 1899 على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف. وفي عام 1901 اختارته جامعة جنيف للعمل بها محاضرا مساعدا، وفي عام 1904 أصبح أستاذا بجامعة مانشستر في بريطانيا.



الحياة الاجتماعية

تزوج حاييم وايزمان من فيرا وأنجب منها ولدين هما بنيامين وميخائيل وقد توفي الأخير في حادث تحطم طائرة أثناء الحرب العالمية الثانية.



التوجهات الفكرية

آمن وايزمان بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود يحفظ لهم هويتهم وكيانهم من الذوبان في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها. وقد وهب علمه وجهده وماله لتحقيق هذا الأمر، وكان يسعى دائما إلى التقريب بين الفرقاء اليهود وجمع كلمتهم ومحاولة التنسيق بين جهودهم لخدمة الهدف الأعلى وهو إقامة الدولة، وكان من منهج وايزمان في العمل السياسي استعمال كافة الوسائل المتاحة لتحقيق الهدف، فاستعمل الدبلوماسية والعلاقات الشخصية ووسائل الإعلام والمال والتنظيم الدقيق للجماعات والمنظمات الصهيونية ثم الوسائل العسكرية لتحقيق ما يحلم به اليهود وبالفعل نجح في ذلك عام 1948. ويعتبر وايزمان أول من حول مسار الحركة الصهيونية إلى مجال الاستيطان والتعمير بدلا من سياسة المفاوضات والاتفاقية التي كان هرتزل يحصر تفكير الحركة فيها. وحصل وايزمان على وعد بلفور الذي بنى عليه اليهود دولتهم.



حياته السياسية

اهتمام مبكر بالسياسة

بدأت اهتمامات وايزمان بالسياسة في وقت مبكر حيث كان يرفض فكرة اندماج اليهود في أوروبا حتى لا يفقدوا هويتهم وكيانهم رغم أن هذه الفكرة كانت تسيطر على معظم اليهود آنذاك خوفا من الاضطهاد الذي كانوا يشعرون به. وأثناء دراسته في مدرسة "البولتيكنيكوم" كان طالبا مميزا ونشيطا وسط الطلاب اليهود في ألمانيا ونشط في إقامة علاقات بينه وبين غيره من الطلاب في الجامعات الأوروبية المختلفة.



في المؤتمر الصهيوني الثاني

كلف المؤتمر الصهيوني الثاني حاييم وايزمان بتشكيل الوفد الروسي لحضور المؤتمر, وفي عام 1901 كلفه بحمل اليهود على شراء أسهم البنك اليهودي الدولي وبنك الاستعمار اليهودي. وبزغ نجمه داخل المؤتمر واختير عضوا في الحركة الصهيونية.



مع جيمس آرثر بلفور

رفض وايزمان عام 1903 فكرة اختيار أوغندا مكانا بديلا لليهود ينشئون عليه دولتهم بعيدا عن فلسطين, وقال عام 1906 أثناء مقابلته جيمس أرثر بلفور "إن اليهود يعتقدون أن استبدال فلسطين بأي بقعة أخرى في العالم نوع من الكفر، فهو أساس التاريخ اليهودي، ولو أن موسى نفسه جاء ليدعو إلى غيرها ما تبعه أحد, وسيأتي اليوم الذي سننجح فيه في استعادة بلادنا, فهذا أمر لا شك فيه".



زعيما لتيار الصهيونية العالمية

انقسمت الحركة الصهيونية بعد فكرة أوغندا والمؤتمر الصهيوني السابع عام 1907 إلى قسمين: الصهيونية السياسية التي كانت تسعى للحصول على تصريح من السلطان العثماني قبل التفكير في العودة إلى فلسطين، والصهيونية العملية التي عملت على إحياء اللغة العبرية والاهتمام بالناحية الروحية وخلق واقع صهيوني في فلسطين.



دوره في وعد بلفور

كانت أهم إنجازات وايزمان خلال الحرب العالمية الأولى حيث ساعدت اكتشافاته العلمية وبالأخص مادة "الأسيتون" في تقربه من القيادات السياسية والعسكرية البريطانية التي راح يلح عليها في استصدار قرار بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكان وعد بلفور عام 1917.



السفر إلى فلسطين

كانت المرة الأولى التي سافر فيها وايزمان إلى فلسطين عام 1908 حينما اتهمه خصومه السياسيون بأنه يجاهد من فوق المنابر بالكلمات ولا يعرف شيئا عن أوضاع اليهود هناك ولا يتحمل العيش وسطهم. ووجد بعد سفره أن اليهود في فلسطين يعملون في مزارع المليونير اليهودي روتشيلد وليس عندهم روح المغامرة ويغلب عليهم التواكل، فلما عاد مرة أخرى إلى بريطانيا قرر العمل بأسلوب مختلف يعتمد على تشجيع الهجرة إلى فلسطين على أن يعتمد اليهود على أنفسهم وسواعدهم في العيش هناك.



الجامعة العبرية

والمرة الثانية التي سافر فيها إلى فلسطين كانت عام 1918 ضمن وفد صهيوني قررت الحكومة البريطانية إرساله إلى هناك لدراسة الأوضاع على الطبيعة في ضوء تصريح بلفور وقد نصحه اللنبي قائد القوات البريطانية في فلسطين بزيارة الأمير فيصل ابن الشريف حسين أمير مكة وقائد الجيش العربي وقتئذ، فقابله وربط بينهما صداقة استمرت مدى الحياة. وفي تلك الزيارة وضع حجر الأساس للجامعة العبرية التي افتتحت بعد ذلك بسبع سنوات (1925).



رئيس المنظمة الصهيونية العالمية

في عام 1920 انتخب المؤتمر الصهيوني الذي عقد في لندن آنذاك حاييم وايزمان رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1946.



إنشاء الوكالة اليهودية

نص صك الانتداب البريطاني في فلسطين في مادته الرابعة على "إقامة وكالة يهودية معترف بها لتقديم النصح للإدارة البريطانية، والتعاون معها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية وغيرها فيما يتعلق بتأسيس الوطن القومي اليهودي مع اعتبار الجمعية الصهيونية القائمة هي الوكالة اليهودية حتى يتم تشكيلها" فدعا وايزمان المنظمات اليهودية العالمية للاجتماع عام 1929 لانتخاب أعضاء الوكالة وتم الاجتماع وانتخبت الوكالة وظهرت إلى الوجود في العام نفسه وأصبحت تتحدث باسم اليهودية العالمية.



موافقته على الكتاب الأبيض

وافق وايزمان على الكتاب الأبيض الذي أصدرته الحكومة البريطانية عام 1930 بعد اتصالات هادئة أجراها مع رئيس الحكومة رمزي ماكدونالد على السماح بهجرة 40 ألف يهودي إلى فلسطين عام 1934 و62 ألفا عام 1935 وحصل بذلك على خطاب بالموافقة من ماكدونالد فأعلن موافقته على الكتاب الأبيض لكن المؤتمر الصهيوني رفض ذلك وطالب بوضع مواثيق تضمن ما أسماه بعدم التنازل ونصحهم وايزمان بالعمل وبألا يضيعوا أوقاتهم في مثل هذه المواثيق لكن المؤتمر رفض وأسقط وايزمان وانتخب مكانه سوكولوف للرئاسة، لكن وايزمان عاد ونجح في الانتخابات التي أجريت عام 1935.



مستشارا كيماويا فخريا

في هذه الأثناء اختير وايزمان مستشارا كيماويا فخريا لوزرة التموين التي كان يرأسها هربرت موريسون وخصص له معمل يجري فيه أبحاثه وتجربه وبدأ تجاربه في إنتاج البنزين الصناعي عن طريق التقطير وعن عمليات التخمير واستخراج الكحول والمطاط الصناعي.



السفر إلى الولايات المتحدة

غادر وايزمان بريطانيا عام 1942 لتلبية دعوة من الولايات المتحدة للإقامة بها لمواصلة إنتاجه في المطاط الصناعي وقال له تشرشل وهو يودعه -كما كتب وايزمان في مذكراته- إنه يتمنى بعد انتهاء الحرب مساعدة عبد العزيز آل سعود في أن يصبح سيدا على الشرق على ألا يعارض في تحقيق أهدافه، وطلب منه تشرشل أن يحتفظ بهذا السر وألا يبوح به إلا لرئيس الولايات المتحدة روزفلت حينما يقابله، وبالفعل وافق روزفلت على هذا الأمر بعد مقابلة وايزمان له.



وفي عام 1947 وأثناء إقامة وايزمان في الولايات المتحدة عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية برمتها على الأمم المتحدة، وركز وايزمان جهده لمتابعة مشروع تقسيم فلسطين كما عرض آنذاك.



دوره في إعلان قيام دولة إسرائيل

اتفق وايزمان ورئيس الولايات المتحدة الأميركية ترومان على خطة التقسيم التي ستعمل الولايات المتحدة بثقلها على إقرارها في داخل أروقة الأمم المتحدة، واتفق معه على أن صحراء النقب ستكون تابعة لإسرائيل بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية وجود المياه الجوفية بها وعلى أن يكون لإسرائيل منذ على البحر الأحمر.



وصدر قرار التقسيم بالفعل في 29/11/1947 بموافقة 33 صوتا ضد 13 صوتا وقبل اليهود القرار على الفور لأنه أعطاهم الأرض التي كانوا يحلمون بها، بينما قاوم العرب هذا القرار ولكي تتجنب واشنطون الغضب العربي والإسلامي تحايلت على الوضع فقررت في 19/3/1948 إعادة النظر في الأمر وعرض الموضوع على الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية بمجرد انتهاء الانتداب يوم 15 مايو/ أيار 1948، لكن كان رد وايزمان قاطعا "إنني لا أقيم وزن لخرافة القوة العربية العسكرية ولا بد لليهود من إعلان استقلالهم في اليوم التالي لانتهاء الانتداب هذه هي الخطوة العملية للخروج من هذا الموقف" وبالفعل في 14 مايو/ أيار 1948 أعلن بن غوريون قيام الدولة اليهودية واعترفت بها على الفور الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.



أول رئيس لإسرائيل

اختير وايزمان عام 1948 رئيسا للمجلس الرئاسي المؤقت وفي عام 1949 انتخب كأول رئيس للدولة الإسرائيلية



وفاته

ألف وايزمان في عام 1949 كتابه الذي يتضمن سيرته الذاتية "التجربة والخطأ" وبعد صراع مع المرض توفي عام 1952 عن عمر يناهز 78 عاما.

_________________

المصادر:

1- , Chaim Weizmann , The Jewish Agency for Israel

The Department for Jewish Zionist Education

2- كيف يفكر زعماء الصهيونية، أمين هويدي، دار المعارف بمصر، ص 51 – 80.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني    الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Emptyالخميس 21 أكتوبر 2021, 7:14 pm

نشاط الحركة الصهيونية بين عامي 1897 و 1904

وجدت الصهيونية في الاستعمار طريقاً للوصول إلى تحقيق غاياتها، بينما وجد الاستعمار في الصهيونية العالمية جسراً لتدعيم نفوذه في المنطقة العربية من أراضي الدولة العثمانية. وأكَّدت الدول الأوروبية الاستعمارية، والصهيونية العالمية لليهود ضرورة السعي إلى السيطرة على مكانٍ يُعترَف به بأنه لهم. ونظرت الدول الأوروبية إلى المنطقة العربية على أساس أن الدين هو القومية بمعنى أن المسلم قوميَّته إسلامية، والمسيحي قوميَّته مسيحية، واليهودي قوميَّته يهودية. وعندما سُئِلَ حاييم وايزمن عن جنسيّته، أجاب: "أنا يهودي، روسي". وحاول السائِل أن يقنع وايزمن أن اليهودية دين، وليست جنسيَّة قوميَّة، فردَّ وايزمن إن اليهودية جنسيَّة وقوميَّة، وأن كل يهودي حيث كان هو يهودي أولاً، وروسياً أو ألمانياً أو غير ذلك من بعد.

 

ويهود أوروبا الشرقية والغربية وغيرهم، لم يعرفوا فلسطين إطلاقاً، لا هم، ولا آباؤهم، ولا أجدادهم، ولكنهم على دين اليهوديّة، وقد تعرَّف اليهود على فلسطين من خلال ما نشرته جمعيات الآثار والدِراسات التوراتية، وما نتج من حركة الإصلاح الديني في أوروبا، وسارت المؤسَّسات والشركات الصهيونية على خُطى "شركة الهند الشرقية" و"شركات الأراضي الأوروبية". 

ولتحقيق هدف الصهيونية، تأسَّس عام 1901 م "الصندوق القومي اليهودي" لابتياع الأراضي في فلسطين، وفي عام 1897 م، بدأ النشاط الصهيوني-الدولي من أجل إنجاح عمليات التمويل الصهيوني لامتلاك فلسطين، فاتصل هرتزل بكِبار المُموّلين الأوروبيين، ومنهم اليهود، واتصل بأثرياء اليهود في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

ويبدو من خلال الاتصالات التي أجراها هرتزل مع كِبار الرأسماليين اليهود أن الحركة الصهيونية ليست حركة جماهيرية تنبع من إرادة الجماهير اليهودية، إنما يُمكن اعتبارها حركة رأسمالية استعمارية لأن مُرتكزاتِها تنطلق وتعتمد على الأُسُس الاستعمارية.

التوجّه الدبلوماسي 

توجَّه هرتزل بجهوده الدبلوماسية بعد مؤتمر "بال" سنة 1897 م نحو الدولة العثمانية، والاتصال بالدول الأخرى: النمسا، وألمانيا، والمجر، وروسيا، وبريطانيا والفاتيكان وإيطاليا، ونجح مع بعضها في عرض المشروع الصهيوني. 

كان هرتزل خلال مُفاوضاته لا يذكر الدولة اليهودية، ويكتفي باستخدام لفظٍ غامِضٍ بالنسبة إلى غير الصهيونيين، حتى أن ماكس كوردو اقترح على واضعي الصيغة النهائية للمُقرَّرات، اعتماد عبارة "وطن يهودي"، في فلسطين التي لا تفيد معنى "الدولة"، ولا تلزم بمسألة الحدود.

استطاع هرتزل الاتصال بالدول لعرض المشروع الصهيوني، مع الموافقة عليه بمقابل خدمات صهيونية-يهودية يُقدِّمها لتحقيق أغراضهم السياسية والاقتصادية، والعمل على مواجهة الحركات الثورية مع ثني اليهود عن الاشتراك فيها. ويُعتَبر المشروع الصهيوني ثمرة مُتقدِّمة جداً لفكرة التسرّب، والهجرة، والاستيطان اليهودي في فلسطين لإقامة الدولة اليهودية.

 

الاتصال بالدولة العثمانية

زار هرتزل الأستانة أول مرة في 18 حزيران 1896 م، وحاول إقناع إبن الصدر الأعظم بشراء فلسطين، ولم ينسَ هرتزل في مُباحثاته التجربة الاستعمارية التي أنشأت مُتصرفيّة جبل لبنان عام 1861 م. آمن هرتزل بمبدأ الرشوة ومنطق المال، وحاول مِراراً الاجتماع بالسُلطان إلا أنه لم ينجح في ذلك. وغادر إستانبول في 28 حزيران (يونيو) 1896م، بعد أن قضى فيها عشرة أيام.

وفي 13 أيار (مايو) 1901م، توجّه هرتزل إلى الأستانة، وكانت الزيارة الثالثة له، بعد الأولى 1896 م، والثانية1898 م، وبعد مُضيّ خمسة أيام من وصوله إستانبول، استطاع الحصول على مُقابلة السُلطان عبد الحميد الثاني بتاريخ 18 أيار (مايو) 1901م، عن طريق أرمينيوس فافيري.

حذَّر فافيري هرتزل قبل الاجتماع بالسُلطان أن يُحدّثه عن الصهيونية، والقدس مثل مكّة، وأرشده أن الصهيونية جيّدة ضدّ المسيحية، وبناء على نصيحة أرمينيوس، انطلق هرتزل بالتفاوض على أساس أن اليهود هم الحلفاء الطبيعيون للمسلمين ضد النصارى على حد زعمه.

استقبل السُلطان عبد الحميد الثاني هرتزل ليس كصهيوني، لكن كرئيسٍ لليهود وصحافي. وفي 18 أيار (مايو) 1901م، جرت المُقابلة، ورافقه حاخام اليهود في تركيا موسى ليفي. عرض هرتزل في المُقابلة الخدمات المالية لإصلاح الاقتصاد العثماني، وتصفية الدَين المُقدَّر ب 1،5مليون جنيه، وعرض توسّطه لوقف حملات صحف "تركيا الفتاة" في أوروبا، وألمح إلى أن الحركة الصهيونية تهدف إلى إيجاد ملجأ لليهود في الأراضي المُقدَّسة، فلسطين.

 

وفي 12 شباط 1902 م، زار هرتزل إستانبول للمرة الرابعة، لكن لم يستطع مُقابلة السُلطان عبد الحميد الثاني، وفي 17 آذار (مارس) 1902م، أوضح السُلطان العثماني موقفه بالرفض رفضاً قاطِعاً لمشروع الاستيطان اليهودي في فلسطين، وحاول هرتزل إغراء السُلطان عبد الحميد الثاني بالمال بعروضٍ ماليةٍ جديدةٍ، إلا أن السُلطان رفض العرض الجديد، وإنه لا يريد مال الصهيونية. 

وفي 3 أيار (مايو) 1902م، اتصل هرتزل بالحكومة العثمانية مُتّبعاً أسلوباً يقضي على الحركات الثورية بين شباب الأتراك، عن طريق تأسيس جامعة يهودية في القدس، فرفض السُلطان المشروع، ورأى فيه سياسة استيطانية أكثر من مشروعٍ ثقافي.

استمرّ هرتزل في عرض مطالبه إذ طلب من إيطاليا التوسّط لدى الباب العالي للحصول على حق امتياز سنجق عكا، مقابل مال للخزينة العثمانية، وقدره مائة ألف ليرة تركية، وطلب من إيطاليا أيضاً مُراسَلة عبد الحميد الثاني للحصول على توصيةٍ باستعمار فلسطين. 

أفهم السُلطان عبد الحميد الثاني وسطاء هرتزل رفضه القاطِع تحقيق مشروع هرتزل الصهيوني في فلسطين، وقال لهم: "إنصحوا هرتزل بألا يتّخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع لأني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبرٍ واحدٍ من الأرض، فليحتفظ اليهود بملايينهم. إذا مزّقت امبراطوريتي فعلّهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.. وإني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا، ونحن على قَيْدِ الحياة". 

وكان للموقف الذي اتّخذه السُلطان عبد الحميد الثاني نتيجة قناعة وشعور منه بأن الهدف من تدخّل الدول الأوروبية في المسألة اليهوية، هو زرع شعب غريب في فلسطين، والعمل على إضعاف الدولة العثمانية.. ليجري بعد ذلك تقسيمها، والسيطرة على كافة مناطقها. وظلّ هرتزل حتى آخر أيامه يسعى من أجل تحقيق مشروع الدولة اليهودية في فلسطين، وفي تموز 1904 م، فقدت الحركة الصهيونية زعيمها هرتزل، فطويت بذلك صفحة من النشاط الصهيوني السياسي.

 

وبالرغم من فشل هرتزل، فقد كانت "جمعية الاستعمار اليهودي" تواصل نشاطها في فلسطين، بأساليب غير قانونية مُعتَمِدة على شراء الأراضي من الإقطاع اللبناني، وعلى أساليب الرشوة مع الإدارة العثمانية كي تتغاضى عن عمليات الشراء. 

تفاوضت "جمعية الاستعمار اليهودي" مع عائلة سرسق التي كانت تمتلك وحدها مساحات شاسعة من فلسطين، تُتاجِر بها، وتستثمرها، وتفاوضت أيضاً لشراء 97 قرية فلسطينية، وكانت عائلة سرسق تعيش في باريس، وخسرت أموالها في القمار، وأصبحت العائلة بأمسّ الحاجة إلى بيع ممتلكاتها التي تعادل 3% تقريباً من مساحة فلسطين بسبعة ملايين فرنك. لقد تحوَّلت "جمعية الاستعمار اليهودي" عن الأرجنتين، ولم تعد تستثمر أموالها إلا في فلسطين.

وواصل هرتزل نشاطه مع الرأسمالية اليهودية لشراء بعض أملاك اللبناني إلياس سرسق الذي طلب 25 فرنكاً للدونم الواحد، بينما لم يكن الدونم يساوي أكثر من 15-18 فرنكاً، استطاعت الحركة الصهيونية شراء أراضي سرسق، وغيرها في سهل مرج الله عامر، ما أدَّى إلى إثارةِ وسَخْطِ الفلاحين الفلسطينيين لأنه سيؤدّي إلى طردهم من الأراضي التي كانوا يعملون فيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70063
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني    الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني Emptyالخميس 21 أكتوبر 2021, 7:15 pm

الحركة الصهيونية في ذكرى تأسيسها

بقلم صامويل تادرس/

تحية واجبة للحركة الصهيونية

تمر هذا الأسبوع ذكرى انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول بمدينة بازل بسويسرا في عام 1897. البداية لم تكن مبهرة: 208 أعضاء يمثلون مجموعات يهودية مختلفة من أقاصي الأرض لبوا دعوة ثيودور هرتزل. اضطر المنظمون لنقل مكان انعقاد المؤتمر من ميونخ إلى بازل نتيجة الرفض الشديد من قبل قادة يهود المدينة. الفكرة الصهيونية نفسها كانت مرفوضة من قبل القادة الدينيين لليهود الأرثوذكس والإصلاحيين. طرفا النقيض في الساحة الدينية اليهودية لم يرحبا بالفكرة.

في مذكراته اليومية كتب هرتزل بعد انتهاء المؤتمر: "في بازل أسست الدولة اليهودية. لو قلت ذلك اليوم سأقابل بسخرية عالمية. ربما بعد خمس سنين، بالتأكيد بعد خمسين، سيدرك الجميع ذلك". بعد خمسين سنة من قوله هذا وافقت الأمم المتحدة على قرار تقسيم أرض الانتداب البريطاني في فلسطين. في أقل من عام بعدها أعلنت الدولة.

في نجاح المشروع الصهيوني دروس عدة.

أدرك المؤسسون للحركة الصهيونية مبكراً أزمة الحداثة. حررت الحداثة البشرية من قيود العصور الوسطى، وفتحت المجال للإنسان ليبدع وينطلق، قفزت بالبشرية قفزات في شتى المجالات العلمية. لكن الحداثة أتت بأزمتها المزمنة. مكيافيلي أبو الحداثة رفض فلسفة ما قبل الحداثة في بحثها عن الحقيقة المطلقة والحياه الأخلاقية. صار الإنسان هو سيد هذا الكون. حررت الحداثة الإنسان من التقاليد لكنها فشلت في تقديم بديل. عملية التحديث أدت إلى اقتلاع البشر من المجتمعات الريفية مدمرة شبكات الضمان الإنساني. عملية التحديث من التصنيع، الهجرة إلى المدينة، والتعليم الواسع زادت من الشعور بالوحشة. نشأت الأيدلوجيات التوليتارية لتملأ الفراغ: الفاشية، الشيوعية، ومعاداه السامية. ليست هذه مشاكل جانبية، الأيدلوجيات التوليتارية هي نتاج أكيد للحداثة.

المشروع التنويري لم يكن أفضل حالاً. ظن اليهود على مدى قرن من الزمن أن وعود الثورة الفرنسية بالعدل، والإخاء، والمساوة قابلة للتحقق. ظنوا أن بإمكان اليهودي الاندماج في المجتمعات التي يعيش فيها. المفكر اليهودي موسى هيس أدرك المشكلة مبكراً. كتب في عام 1862: "بسبب كل الكراهية المحيطة به، اليهودي الألماني يصمم على التخلص من كل علامات يهوديته وينفي عرقه. ولكن حتى تحوله إلي دين آخر لا يمكن أن يخلص اليهودي من الضغط الهائل لمعاداة السامية الألمانية".
 

هرتزل نفسه كان أسيراً لهذا الحلم قبل 1894. محاكمة دريفوس كانت بمثابة صدمة. سوف يكتب بعدها: "فرنسا معقل التحرر، والتقدم، والاشتراكية العالمية يمكن أن تتعثر في عاصفة من معاداة السامية حيث يهتف الحشد الباريسي الموت لليهود. الاندماج لن يحل المشكلة لأن العالم غير اليهودي لن يسمح لهم". أفران الغاز في الهولوكوست سوف تؤكد صواب التحليل.

وضعت الحركة الصهيونية لنفسها هدفا واضحاً منذ نشأتها: إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين. لكنها لم تركن إلى هدف بعيد المنال من دون توفير الوسائل اللازمة لتحقيقه. الكثير من الحركات السياسية الأخرى فشلت في تحقيق الهدف النهائي لعدم وجود أي خطة تطبيقية لتحقيقه. في مؤتمر بازل حددت الحركة الصهيونية أربعة أهداف ثانوية لتحقيق الحلم: أولاً، "دعم استيطان المزارعين، الصناع، والتجار اليهود في فلسطين". الحلم لا يمكن تحقيقه من قبل الغير. في كتابه الدولة اليهودية 1896، يكتب هرتزل: "الأمر يعتمد على اليهود أنفسهم إن كانت هذه الوثيقة ستظل في الوقت الحاضر مجرد رومانسية سياسية"، هاجر اليهود إلى فلسطين، أقاموا مجتمعات جديدة، وضعوا أسس دولتهم.

ثانياً "تنظيم الوجود اليهودي خارج فلسطين في مجموعات ومنظمات". المشروع سيقام في فلسطين لكن من دون التنظيم الداخلي في الدول الأوروبية سيظل حلماً بعيد المجال. الكثير من الشعوب والحركات السياسية كانت لديها طموحات مماثلة أو حتى أوقع في التحقق. الفرق هاهنا في التنظيم. مشروع من دون قيادة هو مشروع غير قابل للتحقق. مشروع من قادة فقط هو مجرد أحلام مثقفين.

ثالثاً "تقوية الشعور والوعي اليهودي". لم تخترع الحركة الصهيونية فكرة رجوع اليهود إلى أرض آبائهم. على مدى أكثر من ألفي عام ظل اليهود يحلمون بهذه العودة. "العام القادم في أورشليم،" كانت هذه الجملة تتكرر كل عام على لسان كل يهودي في عيد الغفران. هاجر على مدى القرون عشرات الآلاف من اليهود إلى فلسطين. أدرك هرتزل قوة هذه الفكرة، كتب "الفكرة التي قمت بتطويرها في هذا الكتيب هي فكرة قديمة. إنها استعادة الدولة اليهودية". بعكس الحركة الصهيونية قامت حركة قومية أخرى في المنطقة بمحاولة خلق هوية غير حقيقية و فرضها على المجتمعات. دفعت شعوب المنطقة الثمن غالياً.

ركز هرتزل مجهوداته على الجانب السياسي. غيره قام بالاهتمام بالجوانب الثقافية. أهاد هام رفض فكرة دولة لليهود، أرادها دولة يهودية. يجب خلق إنسان يهودي جديد. اليهود في الشتات فقدوا هويتهم، وبدون إعادة هذه الهوية فإن مصير الدولة الموعودة هو الفشل. ضمن الـ208 الذين حضروا المؤتمر الأول كانت 17 امرأة. في المؤتمر الثاني في 1898 سوف تحصل المرأة اليهودية على حق التصويت. من دون المرأة اليهودية كشريك مساو للرجل اليهودي لا يمكن تحقيق المشروع.

رابعاً "البحث عن الدعم الحكومي الدولي اللازم". فالمشروع لا يمكن صنعه في فراغ. أي فكرة أو أيدلوجية محكومة بالواقع حولها. سوف يزور هرتزل إسطنبول بحثا عن قبول عثماني، سيضع آماله على عتبة ألمانيا القيصرية. حاييم وايزمان سينجح في الحصول على الدعم البريطاني من خلال وعد بلفور. الدولة الوليدة سوف تحصل على الاعتراف الأميركي والسوفياتي في لحظتها الأولى.

بعيداً عن نظريات المؤامرة المسيطرة على العقل الجمعي العربي، الحركة الصهيونية لم تجد أرضاً ممهدة أمامها. لم يكن اليهود في موقع يسمح لهم بتحقيق حلمهم. كان يهود شرق أوروبا عرضة لهجمات بربرية دائمة حتى أوائل القرن العشرين. وواجه يهود غرب أوروبا الكراهية. حتى في العالم الجديد لاحقتهم معادة السامية. الدولة الوليدة واجهت خطر الإبادة منذ يومها الأول. نجاح الحركة الصهيونية في ما فشلت فيه غيرها لم يكن صدفة. نجاح الحركة الصهيونية يحمل دروساً ظلت غائبة عن الشعوب المتحدثة بالعربية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الدور البريطاني في إنشاء إسرائيل واستمرار مأساة الشعب الفلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: إسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد-
انتقل الى: