منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  موانع المعرفه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:11 pm




 موانع المعرفه


من الاسباب التى تؤدى الى حدوث موانع المعرفه عند الانسان. 
واول نقطه سيتم الحديث عنها هى
1-الترف المادى والفكرى واثرهما فى تضليل وتحريف الحقائق الصحيحه فى حياة الانسان
تعريف الترف /
ان الترف فى اللغه العربيه بمعنى التنعم والترف معناه يصنع ما يشاء دون منع.
وباستقراء وملاحظة النصوص القرانيه والاحاديث النبويه الشريفه حول طبقة المترفين اا
المسرفين نجد ان المترفين المسرفين يعيشون نمطا وشكلا من الحياه تستاصل فى نفوسهم وعقولهم مفاهيم وقيم ونظرات ماديه بحته فتتجسد كل ذلك فى افعالهم وسلوكياتهم الى درجه تزين لهم معالم الحياه بشكل تنقلب فيها الموازيين والمقاييس وذلك واضح من الايه الكريمه
(كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون )
فالترف والاسراف يوجدان حاله شعوريه عقليه متذبذبه وهميه ويخلقان جو وبيئه مملؤه بالمكروبات والاوبئه الفتاكه ويشكلان حواجز سميكه حول قلب الانسان وامام بصره ونظره مما تشل حركة النفس والعقل والحس فى التفكير والتبصر والتامل الى درجه تحجر عقل الانسان وتذوب شعوره وشخصيته ، ويصل التشبث والعناد عند المترفين والمسرفين الى درجه تمنعهم من تغيير وضعهم وحالتهم .
ان المترفين والمسرفين هم طلائع المعوقين لكل دين وهم دائما فى صدر الاقوام الذين يتصدون للانبياء والرسل (ع) وهم الذين عارضوا الانبياء وحاربوا دعواتهم ولقد خاطب الله عز وجل رسوله الكريم مبينا له معدن ونفسيه الطبقه المترفه وفئة المرابين الاغنياء بقوله تعالى
(كذلك ما ارسلنا من قبلك نذيرا الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون .قال اولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه اباءكم قالوا انا بما ارسلتم به كافرون )
والمترفون هم قوم يكثر نومهم وماكلهم ومشربهم وهم متباطئون عن اداء الواجبات والطاعات فلقد قست قلوبهم وتحجرت عقولهم 
يقول الامام الصادق (ع) (وكثره النوم يتولد من كثرة الشراب وكثرة الشراب يتولد من كثرة الشبع وهما يثقلان عن الطاعه ويقسيان القلب عن التفكير والخشوع )
ويقول النبى (ص) (اذا ملىء البطن من المباح عمى القلب عن الصلاح )
ويقول : تلاثه يحبها الله قلة الكلام وقلة المنام وقلة الطعام ) ويقول ايضا
(من زاد شبعه كظته البطنه ومن كظته البطنه حجبته عن الفطنه )
والمترفون هم سبب كل بلاء عظيم يحل فى امة من الامم بل هم لو وجدوا فى شعب وزاد عددهم لشرعوا بالفسق والفجور والاباحيه وسيجرون الامة الى الاضمحلال والفناء والدمار 
يقول عز وجل فى القران الكريم (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناهم تدميرا ) سورة الاسراء
والشواهد والقرائن التاريخيه توكد لنا ان هناك جزءا كبيرا من الامراض النفسيه والعضويه والعقليه يكون مصدرها ومنشاها الترف والاسراف او البذخ وحب المال والجاه والحسب والنسب مما توجد حاله من الظلام الدامس والصور القائمه للحقائق والاشياء الواقعيه فى حياة الانسان والقران يخاطب البشريه قاطبه ويناشدهم بان لا يعطوا اى وزن او اهميه لاراء ومشاعر المترفين لانهم ظالمون يضلون الناس عن الحق وكما جاء فى القران الكريم غى سورة الشعراء (ولاتطيعوا امر المسرفين ) وهم فئه كلما ازدادوا غنى وترف كلما ازدادوا كفرنا وطغيانا وذلك مصداقا لقوله تعالى (كلا ان الانسان ليطغى ان راه استغنى )
ويذكر لنا الشهيد المطهرى فى كتاب العدل الالهى انه قد صادف فى يوم من الايام شخصا كان يظن انه من اسعد الناس وذلك لما توفرت له كل الوسائل الماديه للحياه من مال وثروه ومنصب وشهره ومقام اجتماعى فمن كل منها كان له نصيب وافر ويقول الشهيد المطهرى انه قد جرى تبادل الحديث والهموم عن الحياه والابناء فقال لم ارغب ولن ارغب فى يوم من الايام ان اكون ابا لطفل فساله الشهيد المطهرى رحمة الله عليه لماذا ؟ فاجاب الرجل بقوله يكفينى اننى جئت الى هذه الحباه فلماذا اجنى على موجود اخر بمعاناة الشدائد والهموم ولماذا اسبب له معاناة العذاب الذى عانيت يقول الشهيد المطهرى انه قد اصابنى العجب والصدمه لاول وهله ولننى عندما اقتربت من روحه مشاعره واحاسيسه اى محتواه الداخلى فحديثه مطابق لجوهره ومحتواه الداخلى فهو فى خضم هذه النعم والترف والبذخ لايرى سوى العذاب والالام حيث انه فقد مضمون واطار او قيمة الترف والنعيم لان مثل هذا النوع من الحياه يقسى قلب الانسان ويصم اذانهم عن الحق والحقيقه ويفقد الشعور والاحساس بطبيعة الحياه ومتطلباتها مما يفقد لذة الحياه تماما لانه بطبيعة الحال ان لم يكن الانسان يعرف التعب لما عرف الراحه
وينقل الشهيد المطهرى قصه اخرى من كتاب العدل الالهى ايضا (يقول ان رجلا سافر مع فتاه على سفينه الى مكان بعيد فلما ابحرت السفينه اضطرب الفتى واستبدت به الوحشه واستولى عليه القلق بحيث ترتب على ذلك سلب راحة الراكبين وكان مع ركاب السفينه رجل محنك فقال انى اعرف داء ودواء هذا الفتى فامر به ليلقى فى وسط البحر فلما وجد الفتى نفسه وسط الامواج المتلاطمه ومواجهة الموت مباشره اخذ يحاول جاهدا ايصال نفسه الى السفينه ليظفر بالنجاه ولكن محاولته فشلت ولما اوشك على الغرق امر ذلك الرجل المحنك بانقاذه فلما احس بالامن استقرت نفسه وحل فيها الهدوء فسالوا الحكيم عن السر وراء ذلك فاجاب كان لابد ان يسقط فى البحر ليعرف مدى اهمية السفينه وقيمتها لانه شرط الاستفاده من اللذات هو الالفه مع الالام فالشخص المريض مثلا يعرف جيدا قيمة الصحه التى قد لايعرف ويشعر بقيمتها انسان معافى من الامراض 
وخلاصة القول /ان الترف والبذخ والاسراف يوجد فى الانسان حاله نفسيه وفكريه تغيير الموازيين والمقاييس الانسانيه الى موازيين ومقايييس حيوانيه وتوجب حاله من الشعور تعمى القلب وتصم اذانهم عن رؤية وسماع الحقائق .
امابالنسبه الى /
الترف الفكرى كمانع للمعرفه والحقيقه الصادقه اليقينيه عند الانسان
اولا فى البدايه :ان من اشد البديهيات فى الفكر الاسلامى هو ان الانسان مكون من روح وجسد او ماده وروح وان هناك علائق متبادله ومتداخله بينهما بحيث لو اختلت المعادله بينهما يؤدى الى ظهور فجوه وحاجز بين الروح والجسد او بين الجانب العقلى والنفسى عند الانسان مما يترتب على ذلك ايجاد نوع من الاختلالات والاضطرابات فى العمليه الفكريه والشعوريه لديه وبالتالى تشويه الحقائق وعدم ادراكها بالصوره الموضوعيه الواقعيه
كما ان هناك حقيقه اخرى وهى ان الاختلال بين الجانب الفكرى والروحى اى التركيز على الجانب الفكرى على حساب الجانب الروحى ان كان هذا الفكر هو فكر اسلامى سليم وخالى من السموم ،إلا انه على حساب الجانب الروحى يؤدى الى ظهور انحرافات واضطرابات وفساد فى الفكر والراى بعض الاحيان كما هو حاصل لفئه من العلماء والمفكرين الذين لايعتنون بالجانب الروحى لديهم ويهملون هذا الجانب بشكل او باخر والعكس صحيح
الانسجام بين العلم والايمان او الجانب الفكرى والروحى عند الانسان :
الاطروحه الاسلاميه تؤكد لنا ان للانسان جانبين اساسيين جانب الروح و جانب الماده
او الجانب الانسانى و الجانب الحيوانى
وهناك /علائق متداخله ومتبادله بين انسانية الانسان وحيوانيته او بتعبير اخر /بين حياته الثقافيه والفكريه والمعنويه من جانب وحياته الماديه والجسديه من جانب اخر .
فالعلم والمعرفه يبينان نصف كيان وشخصية الانسان المتكامل والايمان او الجانب المعنوى للانسان يبين النصف الاخر .
وكما يقول الامام على (ع) (بالايمان يستدل على الصالحات وبالصالحات يستدل على الايمان وبالايمان يعمر العلم ) فالعلم يصنع وسائل الانتاج ويستكشف قوانين الطبيعه والايمان يعين الغايه والهدف والمسار الذى يجب ان يوجه هذا العلم فى حياة الانسان
يقول الامام على (ع)( العامل غلى غير بصيره كالسائر على غير الطريق لايزيده سرعة السير الا بعدا ) وقال رسول الله (ص) (من عمل على غير علم ، كان ما يفسده اكثر مما يصلحه)
وقال ايضا لابن مسعود (اذا عملت عملا فاعمل بعلم وعقل واياك وان تعمل عملا بغير تدبر وعلم فانه جل جلاله يقول (ولاتكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا |


افات العلم /
ان من اعظم افات العلم عدم اخلاص النيه فى طلب وتعليم وتعلم العمل والعلم اى تصبح مثلا الشهره والجاه والمفاخره الاقران هى دوافع وبواعث اساسيه بطلب وتعلم العلم فمصير هذا الانسان التخبط فى الدنيا والخذلان وسوء العاقبه .
وهناك سؤال مهم وهوما هو دور واثر الترف الفكرى عند الانسان فى ظهور الغموض والانحراف الفكرى والنفسى ؟؟
اننا نعتقد ان حرص الانسان على تحصيل كل العلوم والمعارف التى تبعد الانسان عن خالقه وتحجب رؤيته عنه وعن القضايا المتعلقه بنفسه ومجتمعه ما هى الا نوع من الترف الفكرى او الثقافى الذى يضر الانسان ولا ينفعه يقول الله تعالى
(ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ) سورة لقمان
ويعتبر الجدل ضربا من ضروب الترف والضياع الفكرى فى حياة الانسان وهو يورث الشك والضلال وإفساد فى الدين
يقول الامام على (ع) (اياكم والجدل فإنه يورث الشك )
ويقول ايضا (الجدل فى الدين يفسد اليقين ) ويقول ايضا 
(العلم اكثر من ان يحاط به ,فخذوا من كل علم احسنه )
وقال ايضا(رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لاينفعه ) ونستدل من الايات القرانيه والاحاديث النبويه الشريفه ان /
افة العلم هى ترك العمل به حيث ان شرف العلم ليس ذاتيا وإنما هو بإعتبار ما يترتب عليه فبدون العمل لافائده منه ولهذا ورد ان العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر
وقد روى عن الامام على "(ع) عن النبى (ص) قال (العلماء رجلان رجال عالم اخذ بعلمه لهذا فهو ناج وعالم تارك لعلمه لهذا هو هالك )
وكما جاء فى الايه الكريمه (مثل الذين حملوا التوراه ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا )
ونستفيد من ذلك ان العلم بلا عمل هو ضرب من الترف الفكرى وضياع للوقت والجهد ومضره ومفسده للانسان وهو نوع من الجهل وعمله اسوء حالا من الجاهل
وهناك نقطه اخرى يجب على المرء ان ينتبه اليها وهى ان :العلم لايلازم الهدى وان الذى يلازم الهدى هو العلم المقرون بالعمل الصالح وبتعبير اخر :إلتزام العالم بمقتضى علمه الذى يتعقبه الارشاد والاهتداء واما اذا لم يلتزم العالم بمقتضى علمه او ان علمه غير مقرون بالعمل الصالح كإتباع شهوته وهواه ورغباته الذاتيه الانيه فإن مصيره الوقوع فى شباك الفساد والانحراف وان كان عالما يعرف العلوم والمعارف المختلفه وهذا ما تؤكد عليه الايه القرانيه (افرايت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه غشاوه فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون )
وخلاصة القول/
ان الترف والبذخ الفكرى بجميع انواعه مؤديه الى ظهور طبقه ضبابه تحجب الرؤيه الحقيقيه عند الانسان وتوجد حواجز وسدود سميكه تمنع سماع صوت الحق والحقيقه
وتاسيسا على ذلك يجب على الانسان الباحث غن الحقيقه ان يستوعب ما يلى
1-الابتعادعن الاغذيه الفكريه السامه والفاسده
2-ايجاد نظام متسق ومنسجم للمعارف والعلوم التى يجب ان يستحصلها فى حياته 
3-ايجاد التوازن الدقيق بين الغذاء الروحى والفكرى 
4- اقتران العلم النافع بالعمل الصالح
5-خلوص النيه فى استحصال المعارف والعلوم 



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:12 pm




2- الظن والشك من موانع المعرفه


استكمالا للحديث فى موضوع موانع المعرفه عند الانسان فإننا قد تحدثنا فى السابق عن اول نقطه وهى :
1- الترف المادى والفكرى واثره فى تضليل وتحريف الانسان عن الحق
والان سوف نتحدث عن النقطه الثانبه
2- الظن والشك واثرهما فى تحريف الانسان وتضليله عن الحق والحقيقه
مفهوم الظن او الشك :
هو عجز النفس عن تحصيل وتحقيق الحق وابطال الباطل والضلال فى المطالب والمواضع الخفيه
وهناك من يعتقد ان /
درجة الظن اذا ما تعدت 50% ايجابا او سلبا فإن الانسان يستطيع ان يعول او يعتمد على هذه الدرجه فى اتخاذ مواقف وقرارات معينه او رفضها وهناك من يرى انه كلما زادت درجه الظن سلبا او ايجابا كلما نستطيع ان نعتمد او نعول عليه فى تبنى او رفض قرارات ومواقف عمليه معينه بصوره افضل وادق 
وقبل ان نستعرض راينا وموقفنا من هذا الكلام يجب علينا توضيح حقيقتين او مفهومين يتعلقان بالموضوع وهما :
اولا :كثيرا ما يكون الانسان امام موقف او قرار يحمل فى طياته العديد من القضايا والمسائل التى تتسم كلها بالظن والشك او الحيره ويريد ان يختار مسأله او حقيقه واحده كموقف عملى يقينى يفى بالواجب والمسئوليه الملقاه على عاتقه
فى هذا الموضع او الجو المشحون بالمسائل والقضايا الظنيه نعتقد انه من الحكمه والمنطق ان يتم اختيار القضايا والمسائل التى تقترب بدرجه اكبر نسبيا الى وضع الظن الايجابى 
فإننا عندما نكون امام موقف لا نحصل على يقين فى المسائل الظنيه والمحتمله فإن /
المنطق او العقل او الشرع يقتضى موقفا يعتمد فيه على الظن والاخذ به فى الاعتبار مما يلزمنا قبول الظن بدل الظن والاحتمال بدل الاحتمال وليس الاحتمال والظن بدلا من اليقين لانه يوقعنا فى اخطاء واوهام عقليه ونفسيه من الصعب التخلص منها .
ثانيا :واحيانا نكون امام موقف نريد المفاضله والاعتماد على اساس اليقين
اذن فهناك حالة الشك او الظن مقابل حالة اليقين ففى حالة مقارنة الشك باليقين فإن الشك مهما بلغت درجته الايجابيه فهى تبقى ضمن دائرة الشك والظن دون اليقين القطعى 
والمطلع على الايات القرانيه الوارده بصدد الظن واليقين يستنتج بكل وضوح وجلاء ان القران الكريم يعتمد على اليقين المنطقى والشرعى بحيث تتولد عند الانسان حاله فكريه وشعوريه تبلغ درجة التاكد او الدقه والاطمئنان بمقدار 100% كما جاء فى سورة النجم (ان الظن لا يغنى من الحق شيئا )
 الاعتماد على الظن والخيال مقام العلم واليقين :
من الحواجز التى يضعها الانسان امام بصره وسمعه وتحجبه عن رؤية الحقيقه ومعرفة المسائل والمواقف اليقينيه الصادقه هى حواجز وسدود الظن اى اتباع الظن فى الحكم عند التقصى عن الحقائق وتبنى المواقف العمليه 
فإتباع البشريه منطق اليقين والابتعاد عن الظن هو المقياس المنطقى السليم الذى يحفظ الانسان من الوقوع فى الاخطاء والمواقف الانحرافيه فى حياته فالعلم والعقل او الحكمه والشرع يحذران الانسان من تحويل اليقين الى ما ليس بيقين
وبناء على ذلك يجب على الانسان ان يقيس مقدار اقتراب القضيه او الموضوع من الحق والصدق فإن كانت هناك حجج قاطعه دامغه فالقضيه صادقه وان كانت غير قاطعه فالقضيه واقعه فى دائرة الظن والشك
والايات الكريمه توضح ان الظن والشك كان سببا وعاملا فى تضليل الناس وإفساد معتقداتهم وإفساد وهدم حياتهم الفرديه والاجتماعيه 
يقول الله عز وجل فى القران الكريم (وإن تطع اكثر من فى الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) 
(وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون )
انواع المعارف والافكار التى تستند الى قاعدة الظن والشك :
1- هناك الشك بالمعتقدات والتى تمثل حاله إلحاديه وثنيه يمثلها المذهب الالحادى
2- الشك المطلق وهو حالة عدم الايمان والاعتقاد بوجود اى نوع او شكل من معارف وحقائق إنسانيه يقينيه وان كل ما هو موجود هو ضرب من ضروب الشك والظن 
3- الشك الهدام وهو حاله تتجمع فيها الادله والبراهين المختلفه بهدف إيجاد نوع من التذبذب او الشك بغية هدم وزعزعة كيان المعارف والحقائق اليقينيه الصادقه التى تؤمن بها المذاهب العقليه فى الحياه 
4- الشك الموصل الى تعليق الحكم هو حالة وجود العجز التام عند الانسان وفقدان القدره والتركيز على إتخاذ موقف وإصدار حكم فى الامور والقضايا التى تصادف الانسان فى الحياه .
وبناءا على هذا الموضوع /
فإن هناك عدة اسئله تجول فى خاطر الكثيرين منا وهى /
- ما هى مواقفنا واحكامنا تجاه الاحداث والحالات التى يستلزم منا اتخاذ مواقف وقرارات واحكام فوريه من دون توفر لنا معلومات وحقائق يقينيه ؟ وما هى الركيزه التى نبنى عليها مواقفنا ومشاعرنا وافكارنا فى الحياه وخصوصا اذا كانت الاجواء تتسم اساسا بالشك والحيره او الضلال والكفر ؟
ولكى نلقى الضوء على هذه التساؤلات نرى اولا انه لابد اولا ان نصنف ونفصل الاشياء والمسائل او المدركات بشكل عام الى التصنيفات الاتيه 
اولا /التصنيف الشخصى 
ونقصد منه هو ان الموضوعات والحالات والاحكام المرتبطه بهوية او صفات ومضامين الانسان الذى نتعامل معه فى حياتنا هل ان المجتمع او الشخص الذى نتعامل معه مجتمعا او شخصا مسلما مؤمنا ام انه منافق كافر 
1- قاعدة التعامل مع فئة المسلمين والمؤمنين :
الاطروحه الاسلاميه فى التعامل مع المسلمين والمؤمنين ترتكز اساسا على قاعدة وركيزة حسن الظن والاطمئنان فى التعامل معهم وفى تفهم المواقف والاحداث المرتبطه بهم 
فما دام الطرف المقابل مسلم ومؤمن فإن قاعدة حسن الظن هى الاساس فى التعامل 
وذلك واضح من الايات القرانيه والاحاديث النبويه وسيرة الائمه
قال رسول الله (ص) (لاتظن بكلمه خرجت من اخيك سوءا وانت تجد لها فى الخير محملا )
(احمل اخاك على سبعين محملا )
ويقول الامام على (ع) (ايها الناس من عرف من اخيه وثيقة دين وسداد طريقتة فلا يسمعن فيه اقاويل الناس اما انه قد يرمى الرامى ويخطى السهام ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد )
ويجب ان نعلم ان /
سوء الظن حاله نفسيه فتاكه ومرض اخلاقى خطير ويعتبر القران التمسك بقاعدة سوء الظن واتباع اسلوب الشك فى التعامل مع الناس يوجب اثارا وذنوبا لها ابعاد خطيره 
يقول الله عز وجل (يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن اثم )
والمراد هنا من الظن ظن السوء وهناك ظن الخير كما فى سورة النور الايه 12 (لولا اذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا )
ويجب توضيح نقطه مهمه وهى ان 
إتباع قاعدة حسن الظن والاطمئنان لاتعنى باى حال من الاحوال ان نغمض اعيننا عن كل ما يجرى من الاحداث والافكار امامنا ونغلق سمعنا عن كل ما يقال لنا مما يوقع الانسان فى شباك مجموعه من الافراد الذين لهم قدره فائقه على التحايل والتمثيل بل إن النظره المتعمقه والمتامله لتلك المجموعه من الاحاديث والايات القرانيه ترى فى طياتها ضرورة الانتباه والحرص والدقه والامانه والنظره الموضوعيه والعداله والتانى فى اصدار الاحكام وتبنى المواقف والقضايا الاجتماعيه تجاه الاحداث والموضوعات والاشخاص 
2- قاعدة التعامل مع ضعاف الايمان وفى الاجواء التى يشوبها القلق والاضطراب :
يقول الامام على (ع)/(اذا استولى الصلاح على الزمان واهله ثم اساء رجل الظن برجل لم تظهر منه فقد ظلم واذا استولى الفساد على الزمان واهله فاحسن رجل الظن برجل فقد غرر خزيه )
يقول الله عز وجل (يا ايها الذين امنوا خذو حذركم )
(ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
يقول النبى (ص) (المؤمن حليم لا يجهل كثير الفكر والمؤمن يقظان ينتظر إحدى الحسنيين والمؤمن كيس فطن حذر)
3- قاعدة التعامل مع المنافقين والكافرين :
ان المنافقين يخالفون ظاهر اقوالهم باطن قلوبهم ويسعون الى نشر الفساد والضلال باسم الصلاح فيحرفون الكلم عن مواضعه
وتاسيسا على ذلك نجد ان :
العقل والمنطق والشرع يلزمنا ان نتعامل مع المنافقين فى الحياه لا على اساس قاعده حسن الظن والاطمئنان بل على اساس قاعدة سوء الظن او الشك والريبه فى كل ما يصدر من اقوالهم وافعالهم وان نحذرهم حذرا شديدا 
يقول الله عز وجل (يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )


التصنيف الموضوعى :
1- حالة الاعتماد على قاعدة حسن الظن واليقين 
2- حالة الارتكاز على قاعدة الشك والظن 
3- حالة تطبيق قاعدة الحذر والحيطه مع حسن الظن
1- بالنسبه الى الاعتماد على قاعدة حسن الظن واليقين فإن مظلة هذه الحاله تندرج تحت جميع المفاهيم والافكار والمعتقدات والعواطف الاسلاميه لحياة الفرد والمجتمع سواء من جانبها الفكرى او الروحى
فالبنسبه الى هذه المواضيع فإن المنطق والعقل والشرع يلزمنا ان نتعامل مع هذه المواضيع بكل امانه وموضوعيه وحسن ظن ويقين واطمئنان اولا ثم القيام بالدراسه والتمحيص والاختبار لماهيتها وفقا لاقتضاء حاجة الانسان وإمكانياته الذهنيه 
فعلى سبيل المثال فإن الانسان المسلم يجب عليه الالتزام الكامل بالاحكام والقواعد المتعلقه بكيفية الصلاه والصوم وكذلك الوضوء والطهاره والخمس الخ
ونستنتج من ذلك ان :
وعى واستيعاب الذهن البشرى والنفس الانسانى محدوده وضيقه نسبيا مقابل تلك المعارف والعلوم الواسعه
يقول الله عز وحل (ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما اوتيتم من العلم إلا قليلا )
ويقول الامام على (ع) (من ادعى من العلم غايته فقد اظهر من الجهل نهايته ) ونستدل من ذلك ان :
1- هناك محددات معينه تجعل سعة ودائرة استعاب الانسان محدوده وضيقه اهمها :
طبيعة ومستوى الفكر والذهن البشرى إضافه الى ان هناك حدودا مهما بلغ الانسان من العلم فإنه لن يستطيع تجاوزها 
2- غزارة وعمق بعض الموضوعات والمعارف الاسلاميه مقابل محدودية ذهن ونفس الانسان 
يقول الامام |(ع)(العلم اكثر من ان يحاط به فخذوا من كل علم احسنه )
3- عامل الزمن فنظرا لمحدودية فترة حياة الانسان فإنه لايستطيع تركيز ذهنه لاستيعاب جميع المعارف
ثانيا :الارتكاز على قاعدة الشك والظن 
إن القاعده والمنهج فى التعامل مع الافكار والمعتقدات غير المستقاه من مناهل ومنابع اسلاميه اصيله ومقدمة من قبل غير علماء المسلمين الافاضل هو الرفض والظن بها حتى نطمئن منها 
ثالثا حالة تطبيق قاعدة الحذر والحيطه مع حسن الظن :
تصادف الانسان موضوعات وافكار ومعتقدات ومشاعر كثيره تتسم بصحة ومصداقية جوانب عديده منها بينما تشوبها الشك والغموض فى جوانب اخرى مثل الاطروحات والنظريات الاجتماعيه والسياسيه والتربويه والعمليه والتى تتسم بتعدد الاراء ففى هذه الحاله وخاصه اذا كانت تلك الاطروحات لا تمس جوهر عقيدة المسلم ولا تخل بمسئولياته تجاه ربه واسرته فإن خير اسلوب ومنهج نراه ينسجم مع تركيبة الانسان هو التعامل وفقا لقاعدة حسن الظن والاطمئنان مع الحيطه والحذر الشديد المؤدى الى تكثيف الجهود من اجل مزيد من البحث والدراسه والاختبار والتمحيص الموصل بنا الى اليقين والامان سواء برفضها او قبولها 
 علاج مرض سوء الظن /
فى البدايه نريد ان نشير الى ان المقصود بسوء الظن ليست تلك الحالات التى تتسم بالخيالات الذهنيه والاوهام العفويه التى تجول او تحدث فى الذهن الانسانى دون اختيار او اراده 
انما المقصود من ذلك /
هى الخيالات السيئه والاوهام العائمه والحالات الشاذه التى ينسجها الانسان بخيوط يصنعها بيده ويحكيها بعقله وقواه الجسديه وينمها ويبلورها فى ذهنه وشعوره طبقا لاهوائه ورغباته الشخصيه مما يترتب على ذلك تشييد صرحه الاجتماعى والنفسى والاقتصادى من طبقات الخيال والاوهام العائمه ويزينه باخلاقيات وسلوكيات مبتذله رخيصه تربط خيوطها بقاعدته ومحتواه الداخلى 
ومن هنا يقول رسولنا الكريم (ص) (فمخرجه من سوء الظن ان لا يحققه )
 سبل علاج هذا المرض الاخلاقى الخطير /
1- التنبيه والتذكر للنفس والعقل بان التعامل مع الاشخاص المؤمنين او المسلمين والافكار والمفاهيم الاسلاميه يجب ان تستند وترتكز اساسا الى قاعدة اليقين وحسن الظن بهما وان التعامل مع المنافقين والكفار على اساس قاعدة سوء الظن والشك وعدم الاطمئنان بها وهذا هو المفتاح والباب الرئيسى 
2- ضرورة استيعاب وتطبيق قاعدة الاستصحاب فى الفقه الاسلامى على سلوكياتنا وافعالنا فى بعض المواضع او مقابل موضوعات معينه ونقصد من قاعدة الاستصحاب هى (ان اليقين لا يتغير ولا يتزعزع الا بيقين اقوى واشد من ذى قبل) فمثلا اذا كان هناك تصور واعتقاد يقينى بحقيقة وماهية مؤمن او صديق او فكرة ما فهذا اليقين يجب ان يبقى ثابتا ومتحكما فى افعالنا ومواقفنا تجاه هذا الاخ المؤمن حتى لو كانت هناك بوادر الشكوك والظنون تحوم حول افعاله ومواقفه اذا يجب التحلى بالصبر والتانى حتى يظهر لنا يقين اقوى واشد من اليقين السابق وبعد ذلك نبدا بتغيير مواقفنا واحكامنا تجاه هؤلاء الاشخاص او الافكار 
يقول النبى (ص) (من كان على يقين فاصابه شك فيمضى فى يقينه فان اليقين لا يدفع بالشك )
3- ذكرنا ان موقف الظن او الشك يظهر فى حالة تعدد وتباين الادله والقرائن حول موضوع او شخص معين فيجب ان نضع اصبعنا على موضع الخطا والانحراف والتاكد من بطلان احداهما وصحة الاخر ومن ثم القيام بمسؤولياتنا الشرعيه والعقليه التى يحددها الشرع والعقل السليم 
4- التحرى بكل دقه وموضوعيه عن الاقوال والاحدايث وعدم التسرع فى اصدار احكام على الاشخاص والموضوعات بشكل لا ينسجم مع مصداقية الواقع الموضوعى او عدم انطباقها مع قواعد العقل والمنطق والشرع 
5- هناك علاج عام وشامل يتمثل فى ترويض انفسنا على مواظبة قراءة القران والتدبر بمعانيه ومجالسة الصالحين والمتقين والبعد عن مجالسة المنافقين وذلك بغية اكتساب وتعويد انفسنا على حاله شعوريه تخلق فيها الامن والاطمئنان واليقين وحسن الظن غى الاخرين 
6- ان نعرف اهمية وفضل الشخص الذى يتسم باليقين فيقول رسول الله (ص):
(اليقين الايمان كله) 
وقال الامام الصادق(ع) Sadان العمل الدائم القليل على يقين افضل عند الله تعالى من العمل الكثير على غير يقين )
من وصايا لقمان لابنه وهو يعظه 
(يا بنى لا يستطاع العمل الا باليقين ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه ولا يقصر عامل حتى ينقص يقينه )
ويقول (الايمان شجرة اصلها اليقين وفرعها التقى ونورها الحياء وثمرها السخاء) .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:13 pm




الغفله والنسيان من موانع المعرفه
إستكمالا لما سبق فقد تم الحديث عن نقطتين من موانع المعرفه
1-الترف المادى والفكرى واثرهم فى تحريف الحق والحقيقه
2-الظن والشك واثره فى تحريف الحق والحقيقه.
اما النقطه الثالثه التى سيتم شرحها اليوم هى:
3- الغفله والنسيان واثرهما فى تحريف الانسان للحق والحقيقه 
مقدمه :
من المؤكد ان حالة الغفله والنسيان تخلفان موانع عظيمه تحجبان عن رؤية الحقائق وتوجدان حواجز كثيفه تقف حجر عثره امام معرفة حقائق الاشياء والموضوعات والاشخاص بل ان اثارهما السلبيه تتجاوز هذا الحد بحيث يصل الامر فى بعض الاحيان الى رؤية الحقائق وسماع الاقوال والكلمات بشكل معكوس ومقلوب تماما حيث يرى الانسان الباطل حقا والحق باطل والصدق كذبا والكذب صدقا 
فعلى سبيل المثال /نلاحظ ان هناك اشخاصا واصدقاء يستمعون الى قول خطيب او صديق لهم حول موضوع من موضوعات الحياه فيتقبلونه دون تردد او إلتباس وتشويه ولكن سرعان ما تتغير الصوره حينما يحاولون بعد فتره زمنيه متباعده عن الحادثه إسترجاع و إستذكار المعلومات والحقائق والصور التى نقلها الخطيب او الصديق فترسخ صور ومفاهيم مشوهه ومنحرفه عند إسترجاعها بسبب حذف بعض الحقائق والصور الاصليه من جانب وامتزاجها بعوامل وظروف داخليه وخارجيه تختلف عن الحاله الاولى بسبب النسيان والغفله عند الانسان من جانب اخر فهذه الحاله النفسيه التى يعانيها الانسان قد ذكرها الله عز وجل ضمن الحقائق النفسيه الاخرى اذ يقول الله عز وجل فى القران الكريم (لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )سورة ق
تعريف الغفله والنسيان :
الغفله هى فتور النفس عن الالتفات والتوجه الى ما فيه غرضها ومطلبها اما عاجلا او اجلا وضدها النيه وترادفها القصد والاراده التى تعتبر انبعاث النفس وميلها وتوجهها الى ما فيه غرضها ومطلبها ويعرف النسيان ايضا على اساس زوال صورة العلم عن خزانة الذهن وهنا يكون مقابل الذكر حيث قال سبحانه وتعالى (واذكر ربك اذا نسيت )وتعتبر الغفله والنسيان من الرذائل والصفات المذمومه ومن نقصان النفس المتكامله بينما تعتبر النيه والاراده والتوجه من الصفات الممدوحه ومن صفات النفس الانسانيه المتكامله 
اسباب وعلل الغفله والنسيان /
ان اسباب وعلل الغفله والنسيان كثيره وقد تحدث فى هذا الموضوع الكثير من العلماء الغربيين إلا اننا سوف نتحدث عن الاطروحات الاسلاميه فى هذا الموضوع .
ان لظاهرة الغفله والنسيان اسباب كثيره وعلل عديده متباينه منها ماديه واخرى معنويه روحيه 
اولا :العلل والاسباب العضويه :
قد تظهر ظاهرة الغفله والنسيان بسبب جروح عضويه فى الدماغ سببتها عوامل مرضيه متعدده جدا منها المعدى والسام والمدمر وهى حالات لا مفر من معرفتها لمن يود علاجها وهذه الامراض العضويه تؤدى الى ظهور حالات فقدان الذاكره بشكل متباين من مستويات النسيان وهناك حالة نسيان الذاكره عند المتقدمين فى السن فينسون الاحداث والاقوال ويخلقون روايات وهميه ويختلط الحق بالباطل والليل بالنهار عندهم مثل مرض الزهايمر الخ 
إلا ان العوامل العضويه هذه ليست من اختصاصنا فانا لااستطيع الحديث عنها ومن يريد او يعانى من هذه الامراض فعليه ان يراجع الطبيب المختص ولكن هناك ملاحظه 
ملحوظه ::إن ظاهرة الغفله والنسيان تخضع لقانون الاستعمال وعدم الاستعمال والتكرار فى تصويرها واسترجاعها او عدم ذلك فمن المعروف انه كلما كرر الشخص إسترجاع الاحداث والصور الماضيه فى ذهنه وشعوره كلما تترسخ وتثبت فى نفوسنا بشكل ادق واكثر والعكس صحيح ايضا .
ثانيا :العوامل والعلل النفسيه والروحيه والجتماعيه :
ان الاطروحات الغربيه حينما تبنت العوامل النفسيه كسبب فى النسيان كانت ترجع الى تاثير الانتباه والاهتمام نظرا لكون الانتباه يعين على الكسب والحفظ كما يعين على النسيان لان النفس لا تهتم بالحديث إلا لتهمل شيئا من القديم المخزون فى الحافظه وكلما عادت الذكريات الى النفس تغير اهتمامنا بها فيتضاءل منها قسم وينجلى قسم اخر ولا يزال الانتباه يصفى شوارد الصور حتى يزول بعضها ويحدث ايضا ان ننسى ما لا نهتم به وعالم النفس فرويد قد تحدث فى هذا المجال وقال ان مساله النسيان اشد واعقد من مسالة التذكر بل واكثر عمقا لان الاشياء التى نظن اننا قد نسيناها منذ زمن بعيد قد تعود وتظهر الى الذاكره من موقعها فى اللاشعور وذلك بصوره تلقائيه فجائيه دون ان يستشعر بها الانسان ويقول ايضا اننا ننسى مالا نريد ان نتذكره وما لا نهتم به وهو مصطبغ بصبغه وجدانيه غير ساره 
اما المنطق الاسلامى فهو /لاينكر دور العوامل والامراض العضويه فى بروز ظاهرة الغفله والنسيان ولا ينكر دور العوامل النفسيه والروحيه والاجتماعيه ايضا ولكن ينطلق التصور الاسلامى فى تفسير ظاهرة الغفله والنسيان من قاعده اصوليه راسخه الجذور وشامخة الفروع الا وهى البعد عن الله تعالى ونسيان ذكر الله وشكره وحمده على نعمه 
يقول الله عزوجل (نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون )
وقال (قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم ‘تنسى ) ومن هنا نجد تركيزا كبيرا واهتماما عظيما فى القران الكريم فى النظر والتدبر فى النفس ومراقبتها مراقبه شديده وتوجيهها نحو الرشد والصلاح والاصلاح
اذن /ان نسيان الله عزوجل هو السبب او العله الرئيسيه فى نسيان الانسان لنفسه وهو القاعده الاصوليه التى ننطلق منها فى تشخيص داء النسيان والغفله وهو الكتاب القويم الذى يوصف فيه الداء المناسب له وبذلك يكون عامل الغفله ونسيان الله هو المنبع او المحيط الكبير الذى تلتقى فيه جميع الروافد والفروع الاخرى التى تستوجب الغفله والنسيان فى حياه الانسان 
ونرى انه من الاهميه ان نستعرض تلك الفروع والروافد ويمكن تلخيص تلك الفروع والروافد على النحوالتالى :
1-اتباع الهوى ويعنى الوقوع فى شباك ما تحب وتشتهى النفس 
يقول الله تعالى (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا )
2-الانشداد والتشبث بالامور الماديه الخسيسه والرخيصه فى الدنيا كحب المال والجاه والولد مما يستوجب الغفله والنسيان عن ذكر الله تعالى يقول الله تعالى (يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله )
3-الترف المادى والفكرى فى هذه المجتمعات التى اعتبرت الماده والمال هدفا وغايه ومقياسا وميزانا للحياه الفرديه والاجتماعيه والسياسيه فالترف المادى يحجر القلب ويقسى مشاعر وعواطف الانسان فيمنعه عن ذكر الله تعالى يقول القران اكريم (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك فى ضلال مبين )ويقول الله تعالى ايضا (ولكن متعتهم واباؤهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا )سوره الزمر 
والترف الفكرى لا يزيد الانسان إلا بعدا وهروبا من الله يقول الامام السجاد (ع)(لا تطلبوا علم ما لا تعملون ولما عملتم بما علمتم فإن العلم اذا لم يعمل به لم يزدد من الله إلا بعد ) ويقول الامام جعفر الصادق (ع) (من عمل على غير علم كان ما يفسده اكثر مما يصلح)
4-الانشغال فى اصلاح الاخرين 
قال تعالى (يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون ) سورة المائده وتتحدث هذه الايه الشريفه على اهمية وضرورة إلزام المؤمنين انفسهم والاهتمام بها وان يلازموا سبيل هدايتهم لان اعظم الجهل هو جهل الانسان امر نفسه واعظم الحكمه معرفة الانسان لنفسه واعرفهم بنفسه اعرفهم بربه وخالقه (إنما يخشى الله من عباده العلماء ).
فعلى المؤمن التدبر والتعقل بعالمه الفسيح عالم النفس والفطره الانسانيه ولا يشغله عن هذا التدبر والتمعن ضلال الناس فعليه البحث عن سلوك سبيل الهدى والاستقامه ولا يهزه ما يشاهده من ضلال وفساد وانحلال وانحطاط خلقى فى المجتمع وان لا يشغله ذلك ولا يشتغل به فالحق حق والباطل باطل وإن اخذ به كما قال تعالى (قل هل يستوى الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولى الالباب لعلكم تفلحون ) سورة المائده ونستنتج من الايه الكريمه حقيقه نفسيه وعلميه دامغه وهى 
ان الانسان فى خضم حياته ومسيرته الارتقائيه التكامليه نحو الله تصادفه احداث ومنحنيات وطرق متعرجه منها صور الضلال والانحراف والفساد المتفشيه بين الناس فإذا كان همه وغايته الكبرى هو إصلاح الناس والانشغال بهم سواء بغية استزادة الثواب ورحمة الله او بسبب التخوف من هذا الضلال واثره على هداهم وانفسهم فإن احتمال وقوعه فى الضلال والفساد وارد حيث ان إنشغاله بالناس بهذه الصوره يستوجب نسيانه لنفسه ووقوعه فى حبال وشباك الضلال والفساد الذى كان يستوحذ اهتمامه حتى يصبح مثلهم ،فالمنطق الاسلامى فى مسيرة الانسان نحو الهدف والغايه تتمثل فى التدبر والتامل فى النفس الانسانيه ومراقبتها مراقبه شديده حتى تنمو الاعمال الصالحه وتستثمرها خير استثمار لانها هى خير الزاد وهذا لا يتم تحصيلها إلا من خلال معرفة النفس والالتفات لها والاهتمام بها حتى نتمكن من معرفة الله ومعرفة الطريق القويم وذلك مصداقا لقول الرسول (ص) (من عرف نفسه فقد عرف ربه )
اذن احد اسباب وعلل نسيان وغفلة الانسان عن ربه وهدفه وغايته وطريقه هو الاهتمام والانشغال فى هداية الاخرين على حساب هداية نفسه حينما يسلك سلوك الافراط والتفريط فى الدعوه بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر ناسيا نفسه وروحه التى بين جنبيه .
اذن نستنتج من ذلك ان الابتعاد عن ذكر الله يورث النسيان والغفله التى بموجبها تعمى الابصار والقلوب والاذان ويضل الطريق المستقيم ويقع فى مستنقع الرذيله والفساد والظلام الدامس .




صفات وخصائص الغافلين عن ذكر الله :/
1-السطحيه فى التفكير 
حيث تنصب جهودهم وتفكيرهم حول الماديات والسطحيات من حياة الدنيا وهم عن الاخره والحقائق اليقينيه لها معرضون وغافلون 
يقول الله تعالى (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ")سورة الروم 
2- الكفر بالنعم الالهيه والفيوضات والالاء الربانيه .
وذلك مصداقا لقوله (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لايبصرون بها ولهم اذان لايسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل سبيلا ،اولئك هم الغافلون )
وقوله تعالى (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون . ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون .لاهية قلوبهم واسروا النجوى الذى ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم افتاتون السحر وانتم تبصرون )
اى انهم تعلقوا وتشبثوا بالدنيا وبمتعها ولذاتها حتى امتلأت قلوبهم حب الدنيا ومظاهرها فلم يبقى فيها فراغ ومجال لإستيعاب وادراك حقائق الامور من حساب والاخره والناس والهدف والله ورسله وملائكته الخ .
3- الغافلون هم قوم متكبرون مغرورون بانفسهم .
فهم ينسبون جميع الافعال والاعمال الى انفسهم تكبرا وغرورا يقول الله عزوجل (نسوا الله فنسيهم .ان المنافقين هم الفاسقون )
ويقول تعالى(استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله )
4-الغافلون لهم قلوب قاسيه .
يقول عزوجل (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ،اولئك فى ضلال مبين )
5-الغافلون يكذبون ويحرفون الحقائق .
فمن السمات المنحطه عند الغافلين هى تحريف الحقائق وتزييف الكلام وتشويه الاحداث 
يقول تعالى (يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به)
--الاثارالنفسيه والاجتماعيه والاقتصاديه للنسيان او الغفله عنى ذكر الله تعالى :
1-النسيان والغفله عن ذكر الله يستوجب معيشه ضنكا اى حياه اقتصاديه تتسم بالضيق والفقر نظرا لكون الانسان المنهمك والمتشبث بالدنيا لا تسعه ولا تقنعه الملذات الماديه سواء كانت قليله او كثيره فهو دائما فى ضيق وخنق تسيطر عليه افكار وهموم وتهاجمه اوهام واحزان وحسد وكيد مما تجعله يعيش حياة اضطراب وقلق وخوف
يقول الله تعالى (ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشه ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ،قال رب لم حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )
2-الغفله والنسيان عن ذكر الله يكونان سببا رئيسيا فى إشاعة وانتشار الفسق والفجور فى المجتمع يقول الله تعالى (والذين فعلوافاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله )
3-الغفله والنسيان يستوجبان حالة عمى الابصار وتحجير القلوب وصم الاذان يقول الله تعالى (اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون )
--كيفية علاج ظاهرة الغفله و النسيان :
ان الخطوات العلميه لمعالجة ظاهرة النسيان والغفله او بعباره اخرى كيفية تثبيت الذكريات والاحداث بصورتها الصحيحه وحفظها فى ذهن وشعور الانسان دون ان يصيبها التشويه والانحراف عند استحضارها ثانيه ؟؟
إن الركيزه الاساسيه لعملية بناء وترميم وحفظ الذاكره فى ذهن وشعور الانسان هى /
1-التوجه و النيه فيستلزم التركيز والتدريب والتكرار على استحضار القصد والنيه والتى تتمثل فى انبعاث النفس وتوجهها الى ما يراه موافقا لغرضها ومعبرة عن اداة وصل بين العلم والعمل ،اذ لم يعلم امر لم يقصد ،وما لم يقصد لم يفعل فالعلم مقدم على النيه وشروطها ، والعمل ثمرتها وفرعها 
فإلانسان الذى يريد ان يعمل عملا او يتكلم كلاما او يقرا كتابا فإذا لم يستحضر النيه او القصد والاراده بعد العلم والبحث ،فإن الغالبيه العظمى من صور الافعال والكلام والقراءه تزول وتمحو فى اذهاننا وشعورنا بشكل تصاعدى مع مرور الزمن لذا فإن صاحب النيه الخالصه نستطيع ان نطلق عليه صاحب القلب السليم 
يقول الامام الصادق (ع)
(صاحب النيه الصادقه صاحب القلب السليم ،لإن سلامة القلب من هواجس المخدورات بتخليص النيه لله فى الامور كلها )
2- التركيز على الادعيه ومناجاة لله والشكر له على نعمه والتعرف على الغايع المنشوده من هذه الحياه وتذكر دور الانسان ووظائفه وتكليفه وهذه الاعمال تعطى الصوره الشامله والدقيقه للحياه ومجرياتها 
ولكن هذا لن يحدث إلا بإتباع الخطوات التاليه :
1-تذكر الله عزوجل قبل وبدايه شروع العمل
يقول الله تعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب )
وقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا إذا لقيتم فئه فاثبتوا واذكروا الله كثيرا )
2-بعد انتهاء العمل .
يستوجب على الانسان المؤمن ان يستحضر النيه والتركيز على ذكر الله 
يقول الله تعالى (فإذا قضيتم مناسككم فإذكروا الله كذكركم اباءكم )
3- فى جميع الاحوال والاحداث يجب التركيز على ذكر الله والتوجه اليه 
يقول الله تعالى (اذكر اسم ربك بكره واصيلا )
4- الاستمراريه فى ذكر الله وخاصه فى اوقات وازمنه محدده ومعدوده يقول الله تعالى (واذكروا الله فى ايام معدودات )
يقول الامام الصادق (ع) (يقول الله تعالى من شغل بذكرى عن مسئلتى اعطيته افضل ما اعطى من سئلنى )
والمراد بالذكر هنا هو ليس الذكر اللفظى بشكله الجزئى بل المقصود الذكر فى إطاره ومضمونه المطلق المتمثل بانتقال الذهن والشعور وسواء كان بمشاهدة اية من ايات الله فى الكون او العثور على حجه او استماع كلمات الله فالمقصودبالذكر هو ذلك الاطارالتفكيرى والتحليل الذهنى والقياس العقلى والنفسى المستند اساسا على قواعد واسس إلهيه تحلل وتفسر جميع الاحداث والافعال وفق مقتضيات النيه الصادقه والخالصه لله 
5- الابتعاد عن مجالسة ومصاحبة اهل السوء والظن واهل الهوى والدنيا بشكل عام 
يقول الله تعالى (ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه )
6- التقرب ومجالسة اهل الذكر والايمان الذين يصفهم الله فى القران الكريم (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاه )
7-هناك حلول جزئيه ضمن الحل الشامل لكل عله اوسبب من الاسباب غير المباشره كعلاج الطمع والكبر والانانيه وقسوة القلب واللهو واللعب واتباع الاهواء كما تم ذكرهم فى السابق .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:14 pm




العقل الجمعي من موانع المعرفه
 
 النقطه الرابعه التى سوف نتحدث عنها الان هى :


4--العقل الجمعى واثره فى تضليل وتحريف الناس عن الحق والحقيقه .
مقدمه :
يعيش الانسان فى بيئه اجتماعيه تحيط به اثارها من كل جانب يتاثر بها ويؤثر فيها لانه حيوان مفكر مؤمن واجتماعى بطبعه وفطرته , ومن الحقائق المؤكده ان البيئه الاجتماعيه لها دور كبير فى عملية صقل شخصية وكيان الفرد وبلورة افكاره ومفاهيمه العقائديه والحياتيه وتوجيه سلوكه وافعاله او تعميق مشاعره وعواطفه او ترسيخ مواقفه وقراراته الفرديه والاجتماعيه وذلك عبر مسيرته وعلاقاته الاجتماعيه فى المجتمع 
وتاسيسا على ذلك فإن ليست علاقة الفرد بالجماعه علاقة جوار انما هى علاقة تفاعل وتداخل وتبادل وإن كان الانسان قد لا يشعر بها فى بعض الاحيان وخاصه فى الوضع الطبيعى بتاثير البيئه الاجتماعيه فى نفسه كما قد لا يشعر ولا يتاثر بضغط الهواء على جسمه ولكنه لابد ان يشعر ذلك فى اوقات وظروف خاصه 
--- الاطروحه الاسلاميه فى مدى تاثير العقل الجمعى على سلوك وفكر الفرد :
النموذج الاسلامى يؤكد على اصالة الفرد من حيث كونه كيانا مستقلا وذات شخصيه انسانيه ذاتيه متميزه وله سمات وخصائص وفكر وشعور وعقيده وإيمان متميزه عن العقل الجماعى او الشعور الجماعى اى انه يرفض انحلال وذوبان الوجود الفردى فى المجتمع من جانب ومن جانب اخر يؤمن ويصدق على ان للمجتمع اصاله وكيانا وشخصيه وشعورا وروحا وحياه وعاطفه وعقلا متميزا دون ان يكون له وجودا مستقلا على غرار المركبات الكيماويه ,فالنموذج الاسلامى يلتزم باصاله الفرد من جانب ويقر بوجود تركيب من قبيل التركيب الكيماوى بين الشئون الروحيه والفكريه والعاطفيه للافراد ويؤكد بان الفرد يكتسب ماهيه مستقله عن المجتمع نفسه بذلك فهو يقر ويلتزم باصالة المجتمع ايضا .
وحين نتامل الاحاديث النبويه الشريفه والقران الكريم نرى مصداقية وصحة هذا النموذج الشامل المتعمق فى تفسير ظاهرة العقل الجمعى والشعور الجماعى (اى العلاقه بين الفرد والمجتمع )
--يقول الله تعالى فى القران الكريم (ولكل امة اجل فإذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون )
تبين هذه الايه الكريمه ان حياة الامه (المجتمع )لها اجل لا يمكن التخلف عنه ولا يتقدم ولا يتاخر 
وقوله تعالى (كل امة تدعى الى كتابها ) تشير هذه الايه الكريمه الى ان الامه والمجتمع صحيفه اعمال مشتركه ولها مصير واحد مشترك 
--وقوله تعالى (زينا لكا امة عملهم ) تؤكد هذه الايه الكريمه بإن الامه وجدانا وشعورا وعاطفه متميزه ومستقله 
---وقوله تعالى (وهمت كل امة برسولهم لياخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فاخذتهم فكيف كان عقاب )
وتتحدث هذه الايه عن عمل وطاعة وعصيان الامه والمجتمع .
وخلاصة القول / انه لولا كون المجتمع والامه حقيقه عينيه لما صح الاعتقاد بان لها مصيرا مشتركا وصحيفة اعمال مشتركه وحياة ومماتا وشعورا ووجدانا وطاعه وعصيانا .
بل حينما نتعمق ونتامل بكل دقه وشموليه نلاحظ ان هناك موارد فى القران توضح اثر العقل الجمعى او الشعور الجماعى الى حد ينسب العمل الصادر من الفرد الى مجتمعه والعمل الصادر من جيل الى اجيال متاخره وذلك لما لهم من فكر اجتماعى واحد واراده اجتماعيه واحده وبتعبير اخر لهم عقل جماعى وشعور اجتماعى وروح اجتماعيه واحده 
ولقد ورد فى القران الكريم بخصوص قوم ثمود ما يؤكد مصداقية وصحة هذه المقوله حيث عمد احدهم بعقر ناقة صالح (ع) بعدما منعهم الله وحذرهم من ذلك فنسب القران الكريم هذا العمل الفردى الى القوم باجمعهم فقال 
(فعقروها ) فإعتبرهم جميعا مجرمين كما اعتبرهم جميعا مستحقى العقاب فقال تعالى (فدمدم عليهم ربهم )
ولقد اوضح الامام على (ع) فى احدى خطبه فى نهج البلاغه حين قال (ع) (إنما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب ,لما عموه بالرضا فقال (فعقروها فاصبحوا نادمين ) وفى مقام اخر :
يذكرنا القران بان الاعمال التى ترتكبها الاجيال السابقه تترك اثارا عميقه الى درجه تنسب هذه الاعمال الى جيل متاخر , كما نسب الله تعالى اعمال بنى اسرائيل فى عهود الانبياء السابقين الى اليهود فى عهد الرسول الاكرم (ص)
وقد حكم عليهم باستحقاق الذله والمسكنه لقتلهم الانبياء بغير حق والسر الكامن وراء ذلك هو ان هؤلاء ومن وجهة النظر القرانيه استمرار لاولئك القوم بل هم قوم واحد بلحاظ الروح الاجتماعيه والعقل الجماعى والشعور الاجتماعى ,
وفى مورد اخر فى القران الكريم يبين لنا كيفية تصاعد وانتشار اثر العقل الجمعى والشعور الجماعى على العقل الفردى وشعوره وفكره ووجدانه الى درجه يبلغ حدا كبيرا عبر عنه النبى نوح (ع) بقوله (ولن يلدوا إلا فاجرا كفارا )
وتظهر هذه الظاهره والجرثومه الفتاكه فى الحياه عندما يتغلب تيار اجتماعى معين على افراد المجتمع وجماهيره فيسيطر على عقولهم وتفكيرهم ووجدانهم وشعورهم ويستغل هذه العواطف والافكار لتقرير فكره وترسيخ راى ومبدا معين يخدم اغراضهم واهدافهم فقط ليحقق لهم البقاء والاستمراريه فى الظلم والفساد .


ان للبيئه الاجتماعيه والاسريه تاثيرا كبيرا الى درجه ان الاطفال يولدون وهم مسلمون ولكن البيئه والاباء يهودانهم وينجسانهم ويشير القران الكريم الى هذه الحقيقه بقوله تعالى (والبلد الطيب يخرج نباته بأذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا )
توضح لنا هذه الايه ان الفرد يعيش فى مجتمع فاسد فإنه على الاغلب سوف يكون فردا فاسدا منحرفا إذا استلمت له إرادته الحره .
إن العقل الجمعى والشعور الجماعى فى بعض الاحيان يشل حركة الفكر الانسانى ويجمد طاقاته وإمكاناته مما بجعل الفرد يعيش فى قالب اجتماعى ضيق ويتولد عنه تقوقع حاد فى افكاره ومشاعره الواقعه تحت تاثير المجتمع .
إن العقل الجمعى يبرز روح الرياء والخوف والخشيه من الناس كما يوصفهم الله تعالى 
(وإذا قاموا الى الصلاه قاموا كسالى يراؤن الناس )
(وتخشى الناس والله احق ان تخشاه )
وخلاصة القول /إن الانسان فى بعض الاحيان يتخذ قرارا او موقفا فرديا او إجتماعبا او يتبنى فكره ورأيا معينا او يسلك سلوكا ويفعل افعالا متميزه وهى بعيده كل البعد عن منطق العقل والفطره السليمه وذلك بسبب الضغوط او القوى والتاثير الاجتماعى الناتج من العقل الجمعى او الشعور الجماعى على عقل وشعور وكيان الفرد وبالتالى يعتبر العقل الجمعى والشعور الجماعى من موانع المعرفه الصحيحه ومن الاسباب والعوامل التى تضلل فكر وشعور الفرد.
يقول الله تعالى (قل يا اهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا عن سواء السبيل )
وهنا يتبادل الى ذهننا سؤال مهم وهو هل ان الانسان مخير ام مسير امام تاثيرات العقل الجمعى او الشعور الجماعى ؟ او بتعبير اخر هل يستطيع الانسان تجاوز حدود وقيود المجتمع ام انه يبقى اسيرتلك القيود ؟
قبل ان نجيب على هذا السؤال نود ان نشير الى ان القاعده والاساس الذى ترتكز عليه طبيعة التفاعلات او التاثيرات المتداخله والمتبادله بين الفرد والمجتمع من وجهة نظر الاسلام لا جبر ولا اختيار فيها 
فنحن حينما نتامل فى القران الكريم نجد ان هناك الكثير من الشواهد والقرائن التى تؤكد استقلاليه وحريه الفرد وقدرته على العصيان والتمرد على مقتضيات او عادات وتقاليد المجتمع وذلك استنادا الى طبيعة وماهية الفطره الالهيه التى اودعها الله فى نفس كل فرد فى هذه الدنيا والغايه التى من اجلها خلقه تعالى 
وتتوضح هذه الصوره بشكل ادق واشمل فى الحوار والجدل الذى يدور بين اهل النار انفسهم فيصور لنا القران الكريم مقاطع من هذا الحوار فيقول عز وجل 
(ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين )
(قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد ان جاءكم بل كنتم مجرمين )
(وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر اليل والنهار إذ تامروننا ان نكفر الله ونجعل له اندادا )
(واسروا الندامة لما راوا العذاب وجعلنا الاغلال فى اعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون )
فهناك وجوب شرعى وعقلى وفطرى يستوجب على الانسان التحرر والانفلات من القيود التى كبلت يداه وعقله وقلبه وذلك بتوظيف تلك الطاقات والامكانات التى منحها الله وغرسها فى فطرته وعقله وإذا لم يفعل المستضعفون ذلك واستسلموا وانقادوا لواقعهم السىء المر وتخاذلوا عن محاربة المستكبرين وقبلوا العيش تحت قيود وضغوط وارهاب وخوف المستكبرين فإنهم سيتحملون تبعة استسلامهم وتقوقعهم فى ذلك الاطار الاستضعافى ولن يشفع لهم تبرير (مكر الليل والنهار ) كتعبير يعكس هيمنة وسيطرة العقل الجمعى والشعور الجماعى (الظروف والعادات والتقاليد والافكار الاجتماعيه )والتى يتشبث بها المستضعفون والمتخاذلون كتبرير لاستسلامهم وخضوعهم امام الله يوم القيامه ولكن هذا تبرير غير منطقى فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم 
فالاطروحه الاسلاميه بهذا الصدد تؤكد بكل وضوح وجلاء ان الاختيار والمفاضله النهائيه بيد الانسان نفسه وإن لديه الوسائل والقوه التى تذيب الجبال وتكسر الجدران السميكه التى بناها الانسان لنفسه او لمجتمعه وذلك من خلال التفكير الهادىء المنعزل عن جميع تلك القيود والاغلال ’ كما ان النظره المتعمقه للايات القرانيه تؤكد لنا تعارض مفهوم الجبريه التاريخيه او الحتميه الاجتماعيه مع مبدا التكليف والمسؤوليه التى يتبناه الاسلام بكل وضوح وجلاء 
يقول عزوجل (كل امرىء بما كسب رهين )
كما ان الدراسه الفاحصه لنواحى حياة الرسول الكريم (ص) توضح لنا انه (ص) لم يتاثر بالقيم والعادات والافكار والمفاهيم (العقل الجمعى )فى المجتمع الجاهلى بل انه تجاوز كل ذلك وقلب الموازيين وادخل تحولات وتغيرات عميقه واستاصل بواسطتها جذور الفساد والانحطاط وزرع بذور الايمان والصلاح واكثر القصص القرانيه تتضمن دروسا وعبر عن التمرد والطغيان وفك القيود والاغلال الاجتماعيه 
فهناك قصة النبى نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام واصحاب الكهف ومؤمن ال فرعون والامام حسين عليه السلام وغيرهم من الاحرار الالهيين فهم كانوا سرج الظلام ومصابيح الهدايه ونماذج الحق وامثله للعدل ومقارعة الظلم والفساد والعقل الجمعى المنحط والشعور الجماعى الفاسد .
فخلاصة القول ان النظره الواقعيه المتامله الى فلسة التاريخ والاجتماع والانسان والكون والى طبيعة البنيه والتركيبه الداخليه للانسان والى ماهية فطرته السليمه وامكانياتها الهائله تؤكد لنا إن للانسان جانبين :1- جانب الخضوع والاستسلام وبهذا الجانب ينسجم ويتوافق مع مجتمعه وبيئته او العقل الاجتماعى او الشعور الجماعى .
2- الجانب الاخر جانب التحرر والانفلات وكسر القيود والانطلاق فى رحاب الحياه الواسعه فكرا وشعورا واتجاها وسلوكا وقولا وعملا وروحا وعقلا وذلك بواسطة وقود وقوى زود بها الله هذا الانسان اضاقه الى كون العقل والادراك الذهنى قادران على اختيار وتبنى مقاييس وموازيين انسانيه فطريه لتقويم وتشخيص الافكار والاراء والعواطف والمشاعر الاجتماعيه الصائبه والقويمه التى تخدم الفرد والمجتمع معا وتحقق انسانية الانسان واجتماعية المجتمع من جانب اخر 
فالانسان قادر على ترك عمل ما رغم انه يوافق غريزته الطبيعيه والحيوانيه دون وجود اى رادع او مانع خارجى ’إلا انه يتركه بعد تفكير وموازنه لمصلحة فى الامر ’ كما انه قادر على فصل عمل يعلم انه مخالف لطبيعته تماما دون وجود عامل يجبره عليه وذلك لانه فكر وراى المصلحه فى ذلك ’فالانسان كالحيوان يقع تحت تاثير وتفاعل ومؤثرات وعلاقات نفسيه او رغبات داخليه وضغوط اجتماعيه خارجيه ولكنه ليس مكتوف اليدين امامها مسخرا لها وانما له حريته وكيانه وشخصيته المستقله فى قبالها بمعنى انه لو توفرت كل العوامل الضروريه لقيام حيوان ما بعمل فسوف يتحرك الزاما تجاهه فى حين لو توفرت تلك العوامل الضروريه الضاغطه فى حياة انسان ما فانه بقوة عقله وادراكه وارادته الحرة القويه يمكن ان يستجيب ويخضع لها او يتركها ويقف موقفا مناهضا ومخالفا لها وما صلاح بعض الافراد فى المجتمعات الغيرصالحه إلا خير دليل وشاهد على ذلك 



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:15 pm




5-الافكار والدوافع اللاشعوريه واثرها على تحريف الحقائق /
مقدمه :
قد يظن الانسان ان جميع سلوكياته وتصرفاته الفرديه والاجتماعيه التى تصدر منه ازاء مواقف معينه فى حياته منشأها الشعور اى الادراك الشعورى ولكن النظره الواقعيه العميقه الى انفسنا والى الظواهر السلوكيه النابعه من تصرفاتنا وافعالنا تؤكد لنا ان هناك مؤثرات وعوامل لا شعوريه مخبؤه فى باطن الانسان تدفعه وتسيره فى اتجاهات لا يستشعر الانسان بها اى ان هناك حياه خفيه غير ظاهره وراء الحياه النفسيه الشعوريه او الظاهره ، ويصف العلامه الشهيد مرتضى المطهرى فى احدى محاضراته ان النفس او الحياه الخفيه الباطنه (اللا شعور ) والنفس او الحياه الشعوريه الظاهره هى مثل البطيخ فى حوض من الماء الجزء البسيط منه هو الظاهر والجزء الاعظم من البطيخ مخفى تحت الماء لا يرى الانسان حجمه ومحتواه 
--- بعض الادله التجريبيه التى تثبت حالة اللاشعور عند الانسان /
المطلع على اراء وافكار علماء النفس حول الموضوع (حياة اللا شعور ) يجد انهم يعرضون قرائن وادله متباينه تثبت وجود اللا شعور او الحياه الخفيه ، ويذكر علماء النفس امثله عديده للادراكات والمواقف التى تستند الى توجيهات اللا شعور فحب الشخص الشديد لاباه يعتبر استعدادا لا شعوريا حيث انه لا يشعر بهذا الحب شعورا صريحا فى كل لحظه ولو انه يكون لديه استعداد دائم وثابت يؤثر فى كثير من الحالات الشعوريه ، فالتجارب والخبرات البشريه تترك اثارا فى حياة الانسان وتحتفظ فى اللا شعور ويطلق عليها الاستعدادات المكتسبه وهى تؤثر فى الحالات الشعوريه فعواطف المرء كعاطفة حب الوالد او حب معلم خاص او حب اللغه او كراهية شخص معين او شىء ما كلها تعتبر استعدادات يكتسبها الفرد بخبراته و تجاربه السابقه .
اللا شعور فى الحياه العقليه :
اننا نعرف ان هذه الكميات والمجموعات اللا نهائيه من الذكريات والاحداث بعد غيابها وزوالها عن دائرة وساحة الشعور تختفى وتظل فى مكان خاص فى النفس البشريه وان نسيان الذكريات لا يؤدى الى زوالها ومحوها من النفس بل تبقى مخبؤه وراء حجرات فى اللا شعور كما ان انطفاء النور لا يعنى غياب وفقدان الاشياء حول الانسان بل انه يعنى زوال وفقدان الاحساس بها فقط .
اللا شعور فى الحياه الفاعله :
ان فى النفس البشريه غرائز اودعها الله عز وجل وهى محركه ومثيره لمعظم تصرفاتنا وافعالنا فهناك غريزة الجنس وغريزة حب البقاء وغريزة الغضب وحب الذات الخ , وغالبا ما تكون هذه الغرائز مخبؤة وخفيه لا نشعر بها ولا تظهر إلا عند الحاجه اليها سواء من خلال الظواهر والاحداث الطارئه او من خلال التربيه او الحياة الاجتماعيه التى قد تظهرها او تخفيها فى اللا شعور , كما انه من الطبيعى ان الانسان عندما يقبل فكره اويتخذ موقفا معينا تجاهها لابد من ان يكون وراء هذا القبول او الرفض ذكريات او مبدأ او فكر او شعور إلا اننا نلاحظ فى بعض الاحيان تبنى الانسان لفكره او رفضها يكون منشأه او مصدره تلك الافكار الخفيه او الذكريات الغامضه او المبادىء غير المعلومه او التجارب الخفيه التى ترغمنا وتسيرنا من غير ان نشعر بها الى اتخاذ مواقف واصدار احكام معينه وهناك من يستشهد بذلك كالذى يعزم عند النوم على النهوض من فراشه فى ساعه معينه من الليل فإن حان الموعد المضروب نهض من نومه من غير ان يوقظه احد .


وجهة نظر الاسلام من حالة اللا شعور /
اننا نعتقد بحالة اللاشعور ونعتقد بوجود افكار واراء واحداث وذكريات او عوامل واسباب متباينه مخبؤه فى باطن الشعور الانسانى تدفعه فى بعض الاحيان الى اصدار احكام او تبنى مواقف معينه او رفض فكره معينه من دون ان يشعر بها الشخص او دون ان يعلم اسبابها وعللها الظاهريه التى دفعته الى هذا الموقف وبصوره ادق نقول بأن /
هناك حالات نفسيه وعقليه ومواقف وسلوكيات واراء وافكار يتخذها الانسان من غير ان يشعر بها وباسبابها وعللها الظاهره التى دفعته الى ذلك 
وهناك امثله عديده يمكن ان نستشهد بها لدعم رأينا وإثبات مدى مصداقيته وصحته من المنظور الاسلامى 
فمثلا تظهر حالات الكبر او حب الذات من دون ان يشعر الانسان بها إلا حين ظهورها وانكشافها بعد فترة زمنيه معينه وتفسيرنا لهذه الظاهره هو ان فى داخل وباطن لا شعور الانسان رذائل وخبائث او قوى شيطانيه متعدده ترسخت وتنامت ثم اختفت فى باطنه منذ فتره سابقه من دون ان ينتبه الانسان لها وبسبب اهماله للاشياء البسيطه او الذنوب والرذائل الصغيره تراكمت واختفت فى لا شعوره مما تظهر فى بعض الاحيان إما بصوره تلقائيه او عندما يصادف الانسان وضعا وحالة لها ارتباط وانسجام مع تلك القوى الشيطانيه او الرذائل المذمومه 
وهناك حالات معينه من اللاشعور تظهر فى حياة الانسان بحيث يسلك سلوكا او يتخذ موقفا إنحرافيا مخالفا للعقل والشريعه ، بينما يعتقد انه مصيب وعلى حق بل يرى جهاد فى سبيل الله والمؤمنين وانها واجبه عليه وهو لا يشعر بفداحة الموقف او خطورة الوضع او النهايه المؤلمه وسوء العاقبه ،
وهذا الشىء يعتبر من اكثر الامراض النفسيه الانحرافيه خطوره فى حياة الانسان ويصاب بها احيانا المؤمنون المخلصون ايضا وخطورة هذا الوضع تنشا من ان الشخص او المؤمن يجهل بالموقف والحكم اولا ويجهل انه جاهل ثانيا اى انه يعيش فى حالة جهل مركب ،
وهنا يستلزم من المؤمنين ان يراقبوا انفسهم ويراجعوا مواقفهم واحكامهم بشكل دقيق ومستمر ، وان يلتفت الاخوه المؤمنون دائما الى مثل هؤلاء الاشخاص ويضعونهم تحت المراقبه حتى لا يؤدى الامر الى هلاك ودمار الشخص والمجتمع بسبب حاله لا شعوريه تبرز بدوافع خفيه فى اعماق باطن الانسان ،
وما الايات القرانيه واقوال الائمه والاحاديث الشريفه فى محاسبة النفس ومراقبتها بشكل مستمر إلا خير دليل على اهمية هذا الدافع اللاشعورى الذى يتحكم فى سلوكياتنا وافعالنا .
يقول الله عزوجل ( واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا إنما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
وبشان تفسير هذه الايه يقول الشهيد اية الله مصطفى الخمينى (ان الخطايا التى نشاهدها فى المحسوسات والتسويلات والاشتباهات الحاصله فى المتوسطات من المدارك الانسانيه كالخيالات والاوهام ، وان التورط والتوغل فى الجهل يبلغ الى حد يرى الانسان كل فسادا صلاحا بحيث اذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض فلا يتوجهون ولا ينتبهون وكل ذلك لامتلاء قلوبهم من الاباطيل والمفاسد ، وهذا تاكيد بان القوه العاقله اى عقل الانسان إذا ما اخطا فى إدراكه يلزم وجود الشرع والوحى حتى يخرج القوه العاقله من الظلمات الى النور وكما يقول الله تعالى فى القران الكريم 
(واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء ألا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون )
ويقول عزوجل (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
ان الانسان فى حياته الدنيا لا شأن له الا السعى لسعادته ولا هم له فيما وراء ذلك فأن ركب طريق الحق واصاب الغرض وهو حق السعاده فهو امن وان اخطا الطريق وهو لا يعلم بخطأه فهو خاسر سعيا لكنه مرجو النجاه ، وان اخطا الطريق واصاب غير الحق وسكن اليه فصار كلما لاح له لائح من الحق ضربت عليه نفسه بحجاب الاغراض وزينت له ما هو فيه من الاستكبار وعصبية الجاهليه فهو اخسر عملا واخيب سعيا لانه خسران لا يرجى زواله ولا مطمع فى ان يتبدل يوما سعاده ،
وهناك ايات قرانيه عديده يمكن ان نستدل منها وجود حالة اللا شعور او الافكار والاحداث الخفيه فى باطن شعور او لا شعور الانسان وهو لا يشعر بها 
قال تعالى ( قال إنى اعلم غيب السموات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )
وقال تعالى ( وإن تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى )
وحينما نلقى نظره فاحصه الى بعض جوانب سيرة الصحابه رضوان الله عليهم نقف على مشاهد وعبر ودروس تبرز لنا خطورة وماهية الافكار والاراء والعواطف المخبؤه فى باطن الانسان وانها كيف تطفو على السطح وتتجسد فى بعض الاحيان فى اقوال وسلوكيات خيرة الصحابه رضوان الله عليهم لا لشىء ولكن فقط لان بعض هذه الافكار والعواطف اختفيت فى اللاشعور واطمست معالمها فى الشعور من دون نسخها ومسحها من النفس البشريه بينما تظهر الى حيز الظهور والبيان فى حالات معينه 
وهناك قصه مشهوره مملؤه بالعبر حصلت لاثنين من الصحابه بين ابى ذر الغفارى وبلال بن رباح رض الله عنهم الاول حر عربى النجاد ابيض سليم الجسم والثانى مولى اسود من ارض الحبشه 
احتد ابو ذر فقال لبلال ( يا بن السوداء ) فسمعها رسول الله (ص) فقال يا ابا ذر / طف الصاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل فما كان من ابى ذر إلا ان وضع جبهته على الارض واقسم بالذى رفع السماء ألا يرفعها حتى يطاها بلال تكفيرا عن قولته التى لا يرتضيها الاسلام 
فهذه الواقعه التاريخيه توضح لنا كيف ان الافكار او المفاهيم الجاهليه التى يمارسها الانسان فى فتره من حياته ثم اذا انتقل هذا الانسان من حياة جاهلية الى حياة اسلاميه من دون ان يطمس معالم الجاهليه او ان يمحو هذه الافكار والمفاهيم من شعوره ولا شعوره فإنها قد تطفو وتظهر مره ثانيه اذا ما تهيئت الاجواء لها واذا ما فقد السيطره على عواطفه وعلى الاجواء المتشجنه التى تحيط به فى بعض الاحيان 
والمستفاد من هذا الغرض هو ان فى باطن الانسان افكارا وعوامل ودوافع خفيه مخبؤه لا يعلمها ولا يشعر بها الانسان وفى بعض الاحيان تقوم تلك الدوافع والعوامل مقام اسباب وعلل لمواقف فرديه واجتماعيه وعمليه ونظريه دون ان يشعر الانسان انها سبب لذلك وان هناك مواقف واراء يتبناها الانسان الجاهل ويعتقد انها افكار ومواقف حكيمه وسليمه ولكنها فى الواقع افكار ومواقف منحرفه شاذه تبعد الانسان عن جادة الحق والعداله وهو لا يشعر بذلك بل يشعر باطمئنان وسرور بان عمله حسن جميل يرضى الله ورسوله وضميره ،
ولذلك يجب ان ننتبه الى انفسنا بحيث لا ننقاد الى مواقف ترتكز على اراء وافكار مستنده الى تلك العوامل الخفيه التى تكون بعضها عوامل عوامل انحرافيه ورذائل اخلاقيه استندت اليها سلوكياتنا وافعالنا ويجب ان نضع انفسنا فى دائره ومحكمه من رقابه ذاتيه موضوعيه وان نحاسب انفسنا فى كل يوم وساعه ولحظه حتى تكون اعمالنا ومواقفنا منسجمه ومنطبقه مع العقل والشريعه ،
لذا يجب علينا ان نشير الى اهمية مراقبة النفس 
---مراقبة النفس /
معنى مراقبة النفس وهو ان يضع الانسان نفسه وعقله موضع الرقابه والملاحظه الشديده عند الخوض فى الاعمال بحيث إذا تركها الانسان فإنها تطغى وتفسد الاعمال ويجب على الانسان ان يشعر بإن الله تعالى هو العليم والمطلع على الضمائر وهو العالم بالسرائر المخفيه عن الانسان نفسه وانه تعالى رقيب على اعمال وحركات وسكنات الانسان وان اسرار وخفايا القلب والنفس مكشوفه لله كما ان ظاهر البشر واضح ومكشوف للاخرين يقول الله عز وجل (ان الله كان عليكم رقيبا )
وخلاصة القول ينبغى للعبد الا يغفل عن مراقبة نفسه بشكل دقيق ومستمر وفى شتى حركاتها وسكناتها وخطراتها وافعالها .
اما بالنسبه لمحاسبة النفس /
ويستلزم على الانسان المؤمن ان يختار وقتين متباعدين على الاقل وذلك فى اول كل يوم ليشترط فيه نفسه على سبيل التوصيه بالحق ويضع برنامج عمل تكون فيه اعماله وحركاته وافكاره ضمن سيطرة العقل والشرع وان يختار وقتا فى اخر كل يوم ليحاسب ويطالع النفس فيه كما يفعل التاجر فى بداية كل سنه ونهاية كل عام وذلك مصداقا للحديث الشريف (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ) وحيث ورد ايضا ان العاقل ينبغى ان يكون له اربع ساعات : ساعه يناجى فيها ربه وساعه يحاسب فيها نفسه وساعه يتفكر فى صنع الله وساعه فيها للمطعم والمشرب ويجب ات تكون المحاسبه دقيقه وشامله بحيث يفتش الانسان عن خفايا العوامل والعلل التى تحرفه عن جادة الصواب والصراط المستقيم .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:16 pm




الخوف والقلق من موانع المعرفه


6-  النقطه السادسه وهى القلق والخوف كمصدر مانع للمعرفه والعجله والتسرع فى الحكم واثرهما فى تضليل الانسان عن الحق والحقيقه .
إننا نلاحظ اننا نعيش فى حقبه تاريخيه تتميز فيها البشريه بسمات الخوف والقلق او التشنج والتشاؤم من كل شىء يحيطها فهناك دائرة المجاعه البشعه والامراض الفتاكه والحروب المدمره والامراض النفسيه والاجتماعيه والاقتصاديه التى تركت بصماتها واثارها على شتى مجالات الحياه الماديه والروحيه للانسان فأصبح الانسان العصرى يعانى من فقدان الامن الروحى والمادى والاجتماعى والنفسى .
اسباب وعلل القلق والخوف فى عصرنا /


_غياب الايدلوجيه الانسانيه الواقعيه التى تتسق وتنسجم مع البنيه والتركيبه الداخليه للانسان اى المحتوى النفسى والفطرى للانسانيه من جانب وانسجامها وإلتئامها مع طموحات وغايات الانسان فى الحياه من جانب اخر 
1-فعلى مستوى الحياه السياسيه نجد ان التوتر والقلق هما المسيطران على العلاقات المتبادله بين المواطن والحاكم 
-مما يترتب على ذلك فقدان الثقه بين الجبهتين واستعباد واستضعاف الحكام لشعوبهم وتكرار الانقلابات والحروب والفتن الداخليه والخارجيه وبذل المال لبناء السجون وشراء ادوات التعذيب من اجل قمع المواطنون المخلصون لبلادهم 
2-وعلى مستوى الحياة الاقتصاديه نلاحظ بكل وضوح وجلاء الفقر المدقع والامراض الاقتصاديه والبؤس والفساد الاقتصادى والادارى الخ
3-اما على مستوى الحياه الاجتماعيه نجد الفساد الاجتماعى والانحطاط الخلقى والقتل والسرقه والتفكك الاسرى . . 
اما على مستوى الحياه التربويه فنلاحظ التركيز على إثارة الغرائز الماديه والجنسيه دون قيد او تحكم وتقديم الطبق الغذائى المسموم من قبل الاستعمار العالمى للشعوب لكى تبقى اسيره له الى الابد فغياب الايدلوجيه الواقعيه يؤدى الى ظهور نمط جديد متميز من الحياه الاجتماعيه والاقتصاديه التى ترفض الحياه القديمه بشكل او باخر وذلك بسبب بروز الاختراعات الجديده وتنوع السلع والخدمات الكماليه والترفيهيه واستغلال القوى للضعيف ما تبتلع جزءا كبيرا من دخول الشعوب وتشغل عقولهم وتسيطر على نفوسهم ،
فإنشغال الانسان بكيفية الاغتناء بالادوات الكهربائيه المتنوعه والسيارات الفخمه واجهزة البيت المتعدده من جانب وإخفاقه فى تحقيق كل ذلك من جانب اخر يخلق جوا وحاله نفسيه كئيبه ومطربه قلقه تفقد السيطره والتحكم على الشعور والعقل ،
وهناك إضطراب وقلق نابع من تصور البشريه من ان مستقبلها مهدد بالفناء والانهيار بسبب نقص الموارد الغذائيه و الانفجار السكانى وارتفاع الاسعار وفقدان اساليب التنشئه السليمه والتربويه القويمه ومما لاشك فيه ان هذا الوضع المتسم بالقلق والاضطراب الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والتربوى والنفسى يترك اثارا مباشره وغير مباشره على اعصاب الانسان وشعوره وعقله مما يوجد نوعا من الحواجز والجدران السميكه وحاله نفسيه مضطربه وقلقه تجعل بصر ورؤية الانسان السليم ذات رؤيه ضبابيه تقف حجر عثره امام استيعاب الانسان للاحداث والموضوعات وتمنعه من رؤية الحقائق بشكلها الواقعى مما يترتب على ذلك اصدار احكام خاطئه وتبنى مواقف منحرفه غير سليمه تتفق مع اهواء الانسان وحالته النفسيه المضطربه ،
كما يقول الطب النفسى ان القلق هو المصدر الذى يصرفنا عن ملاحظة الاشياء وإدراكها بصورتها الصحيحه وإذا زاد عن الحد المالوف إنقلب الى مشكله عقليه ونفسيه وجسديه قد تضع حدا لحياتنا الفرديه والاجتماعيه ،
فالفرد الذى يعانى من القلق والتأزم يستجيب استجابه زائده لكل المثيرات ، وتؤكد الدراسات والابحاث حول التاثيرات المفاجئه للقلق على العمليات العقليه المنظمه الى ان القلق الضيق يقلل مدى الانتباه ويتدخل فى عملية الاسترجاع فى التذكر كما انه يقلل درجة الفاعليه فى التفكير والمنطق عند الانسان .
مفهوم وتعريف الخوف /
يعرف علماء النفس والاخلاق ظاهرة الخوف على اساس انها / حاله تألم القلب وإحتراقه بسبب توقع مكروه فى المستقبل قريب او مشكوك وقوعه فلو علم او ظن حصوله سمى توقعه انتظار مكروه وكان تأمله اشد من الخوف والفرق بين الخوف والجبن هو ان الجبن حالة سكون النفس عما يستحسن شرعا وعقلا من الحركه الى الانتقام وهذا السكون قد يتحقق من غير حدوث التالم كما هو حاصل فى وضع الخوف 
والخوف على نوعين :
1- خوف مذموم بجميع اقسامه / وهو من رذائل قوة الغضب من طرف التفريط ومن نتائج الجبن كمن يخاف على امور خارجه عن إرادته كموت الاحباء والجن والموت وغير ذلك 
2- الخوف المحمود وهو خوف من الله عزوجل ومن عظمته وكبريائه والخوف من المعاصى وسوء العاقبه الخ يقول عزوجل (واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فأن الجنة هى الماوى )
• موقف الاسلام من الاضطراب والقلق والخوف واسبابها وكيفية علاجها /
المستوعب للاطروحه الاسلاميه الشامله للنفس الانسانيه والمدرك لابعادها العميقه وجوانبها الواسعه يدرك بكل إطمئنان وثقه ان الاسلام لا ينكر اهمية ودور الحاجات الماديه الاساسيه فى سعاده وشقاء او قلق وخوف الانسان فى مواضع عديده فى الحياه ويجعل لها علاجات وقائيه جراحيه تنسجم مع البنيه الاساسيه للانسان وهيكلها الخارجى من دون اختلال او مسخ فى شخصيته وهويته الانسانيه ،
وتتضح هذه النظره الشموليه فى التشخيص والعلاج لداء القلق والخوف عندما نبحث عن روافد ومنشأ الخوف والقلق وانواعها فى الفكر الاسلامى .
*انواع ومسببات الخوف /
1- الخوف من الرزق والفقر 
يقول الله عزوجل (ولا تقتلوا اولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم واياكم )
(ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب )
(قل من يرزقكم من السموات والارض قل الله )
نستدل من هذه الايات الكريمه ان حقيقة الرزق هى بيد الله 
2-الخوف من قوى البشر /
حينما نتمعن فى قوة انتشار وإرتكاز الايديولوجيات الغربيه والشرقيه ونلاحظ كيف انها إرتكزت اساسا على محور القوه والسيطره والبقاء للاصلح والفناء للضعيف المستكين ،بينما المتامل حق التأمل فى الايديولوجيه الاسلاميه يستشف بكل وضوح انه لا وجود البته لعنصر الخوف والقلق من قوى البشر حيث انهم لا يملكون لنا ضرا ولا نفعا إلا بارادة الله عزوجل ،
فالخوف وفقا للمنطق القرانى يتجسد اساسا فى الخوف من الله الجبار والخوف من سوء العاقبه ومن النار والعذاب يقول الله عزوجل فى سورة يونس الايه 15 (قل انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم )
ويقول ايضا فى سورة الاحزاب (وتخشى الناس والله احق ان تخشاه ) ويقول الرسول (ص) (من خاف الناس اخافه الله عزوجل من كل شىء ) ويقول ايضا (شر الناس من يخش الناس فى ربه ولا يخش ربه فى الناس )
3- الخوف من الموت :
ان المتدبر لسلوكيات الناس وافعالهم وافكارهم فى الحياه يستشف بكل وضوح مدى هيمنة وسيطرة صورة الخوف من الموت والنفور منه ،
اما المنظور الاسلامى للموت والحياه والبقاء والفناء يختلف تمام الاختلاف عن المنظور الغربى والشرقى،
فالاسلام يرى بأن النفور من الموت ما هو إلا رغبه فى الخلود كما ان وجود العطش دليل على وجود الماء 
وان الموت فى منطق الاسلام لا يعنى العدم والفناء بل هو تطور وتحول وانتقال وتبدل اوبالاحرى عباره عن غروب عن نشأه ما وشروق فى نشأه اخرى ،
فالدنيا وفق المنظور الاسلامى تعتبر مرحلة استعداد وتهيؤ وسقى وحرث وزراعه وتكميل وإعداد للانسان 
يقول الله عزوجل (الذى خلق الموت والحياه ليبلوكم ايكم احسن عملا )
كما ان اصحاب النظره الالهيه لا تهاب من الموت ابدا بل ترى ان الموت فوز وانتصار وتحقيق لغاياته كما جسد ذلك تجسيدا حقيقيا الامام على (ع) عندما طعنه بن ملجم قال وقتها (فزت ورب الكعبه )
ويقول سيد الشهداء الامام الحسين (ع)
خط الموت على ولد ادم مخط القلاده على جيد الفتاه 
اما اصحاب الرؤيه الضيقه والنظريات الماديه يرتعشون من الموت واهواله لانهم يرون الموت فناءا وعدما 
والقران الكريم يرسم ويخطط بكل دقه وعنايه الطريق القويم فيقول عزوجل (فمن تبع هواى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
كما ان الاسلام لا يعرف البته بالخوف والقلق الذى يصيب الانسان بسبب خساره فى الاموال والانفس وفى التجاره فيقول الله عزوجل (واموال اقترفتموها وتجاره تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله )
ان الله عزوجل قد وضع برنامجين لتكامل وسعادة الانسان الحقيقيه /1- البرنامج التشريعى مثل الصوم والزكاه والحج والصلاه 2- البرنامج التكوينى المتشكل بنوده من المصائب والشدائد والصعوبات مثل الجوع والفقر والخوف وفقدان الاعزه والاحباء الخ هذه الابتلالات 
يقول الله عزوجل (ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من والاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ) ويقول ايضا (وعسى ان تكرهوا شىء وهو خير لكم )
علاج القلق والتوتر والاضطراب /إذا كان سبب القلق او التوتر هو سبب مرضى وعضوى جسدى فإن علاجه لا يتم إلا بواسطة الاطباء 
اما اذا كان منشأ القلق والاضطراب ناتجا عن عوامل خارجيه موضوعيه كالخوف من عدم حصول الرزق فمعالجته لا تتم إلا بالرجوع الى الله وإخراج حب الدنيا من القلب والاخذ من الدنيا قدر الحاجه اى إقتلاع حب الدنيا بشكلها المرضى والتوجه والتقصد الى الله عزوجل يقول الله عزوجل (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى الماوى )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:17 pm




العجله والتسرع من موانع المعرفه
الجزء الثانى هو العجله والتسرع فى الحكم واثرهما فى تضليل وتحريف الحقائق :
فالسرعه او العجله فى اتخاذ قرارات او تبنى مواقف معينه اتجاه موضوعات او اشخاص يكون سببا اساسيا ومنشأ رئيسيا فى كثير من الاحيان لبروز موانع تمنع الانسان من التشخيص السليم للمواقف وتحجب الانسان عن رؤية الحقائق والامور كما هى فى الواقع اضافه الى ان العجله فى مباشرة الامور ضياع للامور وفقدان للفرص لان العجله فى الامور تعنى استباق الزمن لتحقيق هدف معين ومن دون ان تتوفر شروطه وتبرز موجباته وتذلل موانعه 
ان الفكر والثقافه الاسلاميه يقران بان العجله والسرعه فى الحكم مرض نفسى وحاله شعوريه نفسيه تبعث على الاقدام على الامور باول خاطر يجول او يخطر على بال الانسان ومن دون توقف واستبطاء وصبر وتانى وهى من السمات والخصائص المذمومه ومن نقصان وضعف النفس المتكامله وقد هلك به كثير من الناس والمجتمعات فى التاريخ البشرى
يقول الرسول (ص)
(العجله من الشيطان والتأنى من الله ) 
يقول الله عزوجل ( خلق الانسان من عجل سأوريكم اياتى فلا تستعجلون )
وقال ايضا (قل يا قومى لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنه )
وقال ايضا (ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا )
وتبين هذه الايات ان الانسان عجول حسب طبعه ويستعجل بما فيه خيره ونفعه فهو فى الحقيقه يطلب الاسرع من الله سبحانه وتعالى ومن هنا نجد التركيز على المفاهيم والمبادىء الاسلاميه فى تهذيب الشخصيه الاسلاميه للانسان وأن تتأدب بأداب القران والسنه ، 
يقول الله عزوجل (كلا بل تحبون العاجله وتذرون الاخره )
تشير هذه الايه ان من اسباب تعجل الانسان لشهوات الدنيا انها زينت له لتغريه بها وذلك نوع من الابتلاء للاختبار والتمحيص ولتمييز المؤمن من الكافر فيقول الله عزوجل فى سورة الكهف (انا جعلنا ما على الارض زينه لها لنبلوهم ايهم احسن عملا )
وخلاصة القول انه ينبغى على المسلم ان يتخذ قراراته ويصدر احكامه ومواقفه على اساس العلم والمعرفه والبصيره الكامله والتى هى بدورها تستند الى اساس التانى والتأمل والصبر حتى يصيب حكمه الواقع الحقيقى ويبنى مواقفه على ركائز وقواعد عقليه منطقيه يقينيه ويتخذ قرارات حكيمه رشيده بعيده عن الاهواء والرغبات الشخصيه الشيطانيه ،
ان التجارب والشواهد والقرائن التاريخيه فى حياة الانسان والمجتمعات تؤكد وتشهد بأن كل امر يصدر على السرعه والعجله مصيره النهائى الندامه والخسران المبين 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:18 pm




الجهل البسيط والمركب من موانع المعرفه
 
7-الجهل البسيط والمركب واثرهما فى تضليل وتحريف الانسان عن الحق والحقيقه 0
مقدمه :
ان المتأمل حق التأمل فى الايات القرانيه الكريمه والاحاديث النبويه وقول الائمه (ع) يرى بكل وضوح وجلاء ان مرض الجهل من الامراض التى تنخر اسس انسانية الانسان وتهدم كيانه وهيكله وإنه مرض يفتك بالانسانيه فيشل حركة عقله وشعوره ويحجر قلبه وعواطفه ،
*تعريف الجهل البسيط /
يعرف الجهل البسيط على اساس أنه خلو النفس من العلم من دون إعتقاد بكونها عالمه وهو فى البدايه غير مذموم لتوقف التعلم عليه إذ مالم تعتقد النفس جهلها بالمعارف لم تنهض لتحصيلها اما الثبات عليه فهو من المهلكات العظيمه ،
والجهل هو نقيض العلم وهو صنفان رئيسيان /
1- الجهل البسيط 2- الجهل المركب 
اما بالنسبه للجهل البسيط /
هناك من يرى ان وقوع الانسان تحت قيود الجهل البسيط لا يعنى انه لا يدرى عن نفسه ولا يدرك انه ناقص العلم وانه يحتاج الى من يهديه ويأخذ بيده من الظلمات الى النور 
اما الصنف الثانى وهو الجهل المركب وهو اعتقاد جازم غير مطابق للواقع وسمى مركبا لانه يعتقد الشىء على خلاف ما هو عليه فهذا جهل اول ويعتقد بصحة ومصداقية ما هو عليه وهذا جهل اخر قد تركبا معا وهو ضد العلم ،
فالانسان الذى يتصف بالجهل المركب ويضع نفسه فى مقام وصف العارفين الذين عرفوا الحق عن بينه فهو متمسك بما هو عليه من باطل متوهما انه الحق الصريح وهذا الصنف يعسر عليك ان تعرفه بالحق او تزحزحه عن الباطل 
قال الامام على (ع) وهو يتحدث عن انواع الناس بهذا المضمون /
الناس على اربعة حالات /
1- رجل يعلم ويعلم انه يعلم فهذا عالم فأسألوه واتبعوه 
2- رجل يعلم ولا يعلم انه يعلم فهذا نائم او ناس فأيقظوه وذكروه 
3- رجل لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فهذا مسترشد او جاهل فأرشدوه وعلموه 
4- رجل لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم فهذا ضال او احمق فأرفضوه واجتنبوه 
يقول الله عزوجل فى الناس الذين يعتقدون انهم يعلمون وهم لا يعلمون ولا يشعرون بانفسهم 
(قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
ويقول ايضا (وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون الخ )سورة البقره 
نستعرض الان اولا الجهل البسيط :
صفات وخصائص الجاهل /
يقول الله تعالى (انما التوبه على الله للذين يعملون السوء بجهاله ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ) 
بالرغم من تباين اراء المفسرين حول تفسير (للذين يعملون السوء بجهاله ) روى انها كل معصيه يفعلها العبد بجهاله وإن كان على سبيل العلم لان الجهل يدعو اليها والصديق ينسها وعن ابن العباس وعطا وهو المروى عن ابى عبد الله (ع) قال (ان كل ذنب عمله العبد وإن كان عالما فهو جاهل حين خطر بنفسه فى معصية ربه )
وقال النبى (ص) (يا بن ادم اطع ربك تسمى عاقلا وتعصيه تسمى جاهلا )
اذن خصائص وصفات الجاهل كالاتى /
1- اول صفه وسمه من باب الاصلاح وإصلاح الجهل البسيط هى غياب حقائق ومعارف صحيحه عن الاشياء والموضوعات والاشخاص فى ذهن ونفس الجاهل وان الجاهل سرعان ما يدرك اخطائه وزلاته حينما ينكشف الغطاء ويفتر ويضعف اثر القوه الشهوانيه والغضبيه 
وهناك دعاء عن الائمه يقول (انا الجاهل عصيتك بجهلى وارتكبت الذنوب بجهلى وسهوت عن ذكرك بجهلى وركنت الى الدنيا بجهلى الخ )
2-الجهل يؤدى والعياذ بالله الى الكفران بالنعم الالهيه والالاء الربانيه والى الجحود والنكران بالخالق الرب العظيم 
يقول الامام على (ع ) ( لو ان العباد حين جهلوا وقفوا لم يكفروا ولم يضلوا ولو ان العباد اذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا )
-3-الجاهل يكره الحق والحقيقه ويحارب ويقارع الحق اينما وجد فى نفسه او فى الاخرين وبشتى السبل والطرق ويعادى كل صاحب حق اذا لم يتفق مع اهوائه ورغباته 
يقول الامام على (ع)/ (الناس اعداء ما جهلوا ) ويقول ايضا (ومن جهل شيئا عاداه او عابه )
ويقول عزوجل (بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون )
4-الجاهل ميت الاحياء يعتقد بانه حى له نشاط وحركه فى المجتمع بينما هو فى واقع الحال ميت فهو كالاله التى تدور تسمع جعجعتها ولا ترى طحنا او دقيقا وهو كالصخره التى لا يتفجر ماؤها 
يقول الامام على (ع) (الجاهل ميت وإن كان حيا )
5-الجاهل يعيش فى مستنقع الجهل المظلم والدامس فهو واقع فى شباك وحبال جهله الى درجه اعمى بصره وبصيرته واصم اذنه وافقد حسه حتى انه لا يرتدع بالموعظه ولا ينتفع بالنصح 
يقول الامام على (ع) (الجاهل لا يرتدع وبالموعظه لا ينتفع )
يقول الله عزوجل (صم بكم عمى فهم لا يعقلون )سورة البقره 
6-الجاهل مخدوع مضلل تخدعه وتضله مطالبه الدنيويه الماديه فينظر الى الحياه بمنظار ضيق 
يقول الامام على (ع) (العاقل ينظر بقلبه وخاطره والجاهل ينظر بعينه وناظره )
ويقول ايضا (العاقل يعتمد على عمله والجاهل يعتمد على امله )
7-ومن صفات الجاهل انه يعد نفسه بما جهل من معرفة العلم عالما ويكتفى برأيه وعقله ويخطىء من خالفه وإذا ما اورد عليه من الامر مالا يعرفه انكره وكذب به 
8-للجاهل إنعكاسات خطيره على حياة من يصاحبونه ويتخذونه خليلا وصديقا فهو يضرهم 
يقول عزوجل (خذ العفو وأمر بالعرف و اعرض عن الجاهلين ) سورة الاعراف 
9-الجاهل يحكم جهله فتصبح المقاييس والموازيين التى يزن بها الحق والباطل والا بيض والاسود والصديق والعدو مختله ومقلوبه عن موضعها السليمه 
10-الجهل هو الموت البطىء للانسان ومقبرة الاحياء 
يقول الامام على (ع) (الجهل موت ، الجهل اصل كل شر ، الجهل يفسد المعاد )
11-الجهل داء يقول النبى (ص) (الجهل ادوء الداء والجهل فى الانسان من الاكله فى الابدان )
12-الجهل ظلام دامس يحيط بالانسان 
13-الجهل فقر مدقع فيقول النبى (ص) ( لا فقر اشد من الجهل )
14- الجهل ذل وهوان للانسان وإن كان صاحب جاه ومال يقول النبى (ص) ( ما اعز الله بجهل قط ، ولا اذل الله بحلم قط )
15- الجهل عدو لدود للبشريه يقول الامام الرضا (ع) (صديق كل امرىء عقله وعدوه جهله )
ويقول الامام على (ع) (كفى بالمرء جهلا ان يجهل عيوب نفسه 


علاج الجهل البسيط /
هناك عدة اساليب لابد ان يدركها الجاهل ويضعها بعين الاعتبار عند محاولته لوضع برنامج علاجى لمرض الجهل ويمكن حصر اجراءات هذا البرنامج على النحو التالى /
1- ان يتصور ويعتقد بانه جاهل للغالبيه العظمى من الموضوعات والافكار والاحداث التى تعرض لها وهذا الشعور والاحساس بالجهل المسيطر على افكاره وعقله يدفعه بأن يتأنى ويقف وقفة تأمل وبحث وتبصر حينما تعرض عليه الموضوعات والاحداث 
يقول النبى (ص) (لو ان العباد حين جهلوا وقفوا لم يكفروا ولم يضلوا ) اى ان القاعده التى ينطلق منها الجاهل فى حياته هى قاعدة الشك بصحة افكاره ومواقفه ومن ثم البحث والتأمل عن الحقيقه 
2- ان يتذكر دائما قبح الجهل وانه من نواقص النفس المتكامله وان الانسان الجاهل ليس إنسانا فى الواقع وانما يطلق عليه الانسان مجازا حيث ان فضل الانسان الحيوانات والجمادات هو كونه مفكرا مؤمنا وما عدا ذلك هو مشترك مع سائر الحيوانات من حيث الغرائز والقوى الغضبيه والشهويه والاكل والشرب والنوم 
3- ان يتذكر فيما ورد من ذم للجهل فى القران الكريم والاحاديث النبويه واقوال الائمه (ع)وقول الائمه (ع) بأن الجهل مميت الاحياء وهو ادؤ الداء واصل كل شر .
4- ان يتذكر فضائل العلم ويجتهد فى تحصيله وان يجالس اصحاب العلم ويعرف اهمية كل علم وانه اصل كل خير ويجب عليه ان يجعل للعقل من العلم الصحيح ساعدا ومن الحكمه الصالحه معينا يقول الامام الصادق (ع) (لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وبين المرء والحكمه نعمة العالم والجاهل شقى بينهما )
5- يحاول تشخيص الداء والعله الحقيقيه لجهله ومن ثم اختيار انسب الاساليب والاجراءات لعلاجه وإستئصاله من الجذور فنحن نعلم ان هناك روافد وجذور متعدده ومتباينه تغذى جهل الانسان منها هوى النفس والغفله والنسيان والتكبر والاستعلاء .
ثانيا : الجهل المركب /
إن الاثار المترتبه على وقوع الانسان فى الجهل المركب هى نفسها تلك الصفات والاثار السلبيه السيئه للجهل البسيط مع فوارق فى شدة التأثير والاتساع والتعمق فى حال الجهل المركب عن الجهل البسيط ،
فالجاهل الذى يعيش فى جهل مركب يضع نفسه مقام وصف العارفين المتعلمين الذين عرفوا وادركوا الحق والحقيقه عن نيه يقينيه قاطعه فهو متمسك ومتشبث بما هو عليه من باطل وانحراف وضلال ومتوهما بأنه عين الحق والطريق السوى والرشاد 
والمتأمل حق التامل فى الايات القرانيه والاحاديث النبويه يلاحظ مع الاسف ان الغالبيه العظمى من الجاهلين يقعون فى قوالب الجهل المركب 
يقول الله عزوجل فى سورة البقره ( واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون الخ )
وقال تعالى ايضا فى سورة الاعراف (وفريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلاله انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون )
وقال تعالى فى سورة الكهف (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا )
ويعتبر الجهل المركب من اصعب الحالات التى يمر بها الانسان فى حياته فصاحبها لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم اى انه جاهل ويجهل انه جاهل والجهل المركب من اشد الرذائل واصعبها وان ازالته فى غاية الصعوبه والدقه 
يقول الشاعر عبدالله شبيب 
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها 
وقال النبى عيسى (ع) (انى لا اعجز عن معالجة الاكمه والابرص واعجز عن معالجة الاحمق ) لان اعظم الجهل هو جهل الانسان امر نفسه 
ويمكننا حصر اهم الخصائص والسمات البارزه للانسان الذى يعيش فى حالة الجهل المركب على النحو التالى /
تقوقع نفسه وعقله وشعوره فى قلب من الافكار والتصورات الواهيه والتمسك بها دون ان يحاول التنازل عنها او البحث الجاد عن مدى مصداقيتها وحقيقتها مهما كانت تلك الافكار والمبادىء والتصورات التى يؤمن بها مزيفه وخاطئه بالرغم من ان زيفها وبطلانها لعامة الناس واضح وجلى 
علاج حالة الجهل المركب يتم عن طريق محاولات لمعرفة منشا ومصدر هذه الحاله فإذا كان مصدره إعوجاج السليقه ، فإن العلاج يستلزم خطوتين رئيسيتين هما /
اولا :
القيام بمحاولات جاده لزعزعة وحركة تلك المبادىء والافكار والتصورات من وضع الجهل المركب الى وضع متقدم وهو الجهل البسيط وتتم هذه العمليه بواسطة ترشيد وتوجيه صاحبه على تعلم مبادىء وفروض علوم الرياضيات من الهندسه والحساب وتعلم اساسيات علم المنطق والفلسفه حيث ان هذه العلوم فى واقع الامر موجبه لاستقامة الذهن لانها تزود الانسان بادوات ومقاييس وموازيين رياضيه منطقيه تنقل الانسان من حالة الظن والشك والتذبذب الى حالة اليقين مما يتبين له خلل افكاره ومعتقداته وتصوراته السابقه وبهذه الخطوه نكون قد نقلنا صاحبنا من حالة الجهل المركب الى حالة الجهل البسيط اى انه عرف انه جاهل .
ثانيا :
تشجيع وحث الانسان على النهزض والسعى وراء المعارف والحقائق والمبادىء الحقيقيه الصادقه وذلك من خلال القراءه والمطالعه ومجالسة اهل الحكمه والعلم ،
اما إذا كان منشا الجهل المركب هو الخطأ الاستدلالى الذى يستند اليه الشخص فى حكمه وتحديد مواقفه اتجاه الاشياء والاشخاص فان الامر يستلزم القيام بجهود ذهنيه وعمليه لكى يحقق نوعا من التوازن والمقارنه والدراسه بين استدلالاته واستدلالات الاخرين من اهل المعرفه و
القيام بجهود استعراضيه إستقرائيه واستدلاليه مستخدما تلك الاسس والمبادىء الرياضيه المنطقيه والفلسفيه فى ايجاد هذا التوازن ومن ثم توضيح مواضع الاخطاء والاشتباهات التى وقع فيها الانسان واخيرا تصحيحها بافكار ومبادىء ومواقف تتسم بمصداقيه عقليه ومنطقيه وشرعيه 
ثالثا /
قد يكون منشأ الجهل المركب العصبيه والتقليد الاعمى ويكون الحل فى اجتهاد الشخص لمعرفة العوامل والظرو ف التى تنشىء هذه الحاله ومن ثم ازالتها من الجذور بغية القضاء على التقليد الاعمى والتعصب المميت 
ويجدر الاشاره هنا الى شىء مهم وهو ان 
ضد الجهل المركب وضد الحيره والشك هو اليقين ومراقبة اليقين وهو من اشرف الفضائل الخلقيه وافضل الكمالات الانسانيه واعظمها حيث يقول الرسول (ص) (اليقين الايمان كله )
والانسان المتيقن يعيش فى حاله نفسيه وعقليه وايمانيه تجعله يتفاعل مع الحقائق والافكار والمشاعر التى تنسجم انسجاما كاملا مع فطرته النقيه وعقله النظيف وشعوره الصادق مما تسهل له عملية رؤية الحقائق وادراكها حتى لو كانت تلك الحقائق من الغيبيات غير الملموسه ماديا يقول الله عزوجل (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم )سورة التكاثر 
وقوله تعالى فى سورة المدثر (وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين )
وقوله فى سورة الحجر (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70134
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 موانع المعرفه Empty
مُساهمةموضوع: رد: موانع المعرفه    موانع المعرفه Emptyالثلاثاء 10 سبتمبر 2013, 10:19 pm




التقليد واتباع الاباء والاجداد من موانع المعرفه




8- التقليد واتباع الاباء والاجداد ودورهما فى الانحراف عن الحق والحقيقه .
مقدمه /
يعتبر التقليد الاعمى منشأ ذا اثر كبير فى نشوء الانحراف والخطا فى مادة الاستدلال ، ومن المؤكد ان بعض اخطائنا وإنحرافتنا فى احكامنا وقراراتنا هى ناتجه من التقليد وعدم الاستناد الى منطق العقل والشريعه المقدسه 
تعريف التقليد /
يطلق التقليد فى علم النفس على كل ظاهره نفسيه شعوريه او غير شعوريه من شأنها ان تكرر ظاهره نفسيه سابقه
اشكال وانواع التبعيه والتقليد /
مهما تباينت اشكال وانواع التيعيه او التقليد بشكل عام فى حياة الانسان إلا أن منبعها ومنشأها قد يكون واحدا وهو اتباع الهوى والشهوات ولكن المنهج العلمى والبحث الموضوعى يقتضى دراسة وتبيان الروافد المتنوعه التى تغذى هذا المرض الفتاك الذى يطلق عليه اسم التقليد الاعمى 
فالتقليد الشعورى هو ان يكون المقلد عالما بأنه مقلد بينما التقليد الاشعورى هو ان يكون المقلد غير عالم بانه مقلد ويطلق على تقليده فى هذه الحاله الايحاء التقليدى 
وهناك التقليد الارادى وهو ان يكون المقلد مريدا للفعل الذى يقلده كالرجل الذى يقلد مخارج الحروف والالفاظ الاجنبيه 
اما التقليد الغريزى وهو عباره عن اتباع غيره فيما يقول اتباعا غريزيا كالطفل الذى يتعلم الكلام على سبيل المحاكاه الطبيعيه البسيطه 
والمتأمل حق التأمل فى التاريخ وكتاب الله المقدس يرى بكل وضوح وجلاء ان مرض التقليد داء قديم فهذا نبى الله هود
(ع) يجادل قومه ليفهمهم فماذا قالوا : فى سوره الاعراف (قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد أباؤنا )
وحينما قال النبى ابراهيم (ع) لقومه فى سورة الانبياء (ما هذه التماثيل التى انتم عاكفون ؟ قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين )
اتباع وتقليد الشيطان /
(يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )
فاتباع الشيطان مفتاح لابواب متعدده ويمكننا حصر هذه الخطوات على النحو التالى /
1- اتباع الهوى حيث قال تعالى (ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )
2- اتباع الشهوات حيث قال تعالى (فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاه واتبعوا الشهوات )
3- اتباع السبل حيث قال تعالى (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )
4- اتباع الظن حيث قال تعالى ( ان تتبعون الا الظن وإن انتم الاتخرصون )
5- اتباع المشابه حيث قال تعالى (هو الذى انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تاويله 
**اتباع الاباء والاجداد /
يضع الاسلام مسألة واتباع الاباء والاجداد دائما مقابل العقل والمنطق والفكر والتبصر فتشير الايات القرانيه الشريفه الى توبيخ ودحض الاراء والافكار والعقائد التى يتبناها الافراد لا لشىء الا انها موروثه ومنقوله لهم عن طريق الاباء والاجداد 
يقول عزوجل فى سورة المائده (واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون )
فالتقليد الاعمى والتشبث الا واعى بالمفاهيم والعادات والتقاليد الموروثه دون دراسة مدى انسجامها والتئامها مع الفطره او العقل او الشرع يجعل البشريه تعيش فى دائره ضيقة الافق فى التفكير والشعور مما يترتب عليه تقوقع وانكماش الانسان فى هذه الدائره او القالب وعدم امكانية الخروج منه مما يترتب على ذلك شل حركة العقل وتجميد القلب والشعور وصم الاذن وعمى البصر عن الادراك والحكم على الاشخاص والمواقف والاحداث بسبب الاطار التجزيئى الضيق والخاضع لتوجيهات الافكار الموروثه وبمعنى اخر يصبح قلب الانسان وعقله وبصره وسمعه وشعوره وادراكه اسرى لتلك المؤثرات فمثل هؤلاء الافراد مهما كانت الحقائق واضحه ودامغه امامهم ومهما كانت الظروف فانهم لا يستجيبون لنداء العقل والشرع والمنطق 
والمتأمل حق التأمل فى تاريخ المتعصبين والتابعين للاباء والاجداد من دون تفكر وتعقل يلاحظ ان هناك مقاطع وصورا من حياتهم مضحكه مبكيه متشربه بالحقد والعناد والتعصب والجهل وظلمهم لانفسهم وابائهم واجدادهم الى درجه التجاوز والمباهله والتحدى لتلك الحقائق اذ قالوا بكل عناد وجهل وتعصب فى سورة الانفال (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجاره من السماء او ائتنا بعذاب اليم ) اى انهم مستعدون لتحمل المشقه والعذاب مقابل تشبثهم بالعادات والتقاليد والافكار الموروثه من قبل الاباء والاجداد (صم بكم عمى فهم لا يعقلون )
هكذا يعمل بنا التقليد الاعمى والتبعيه فاضافه الى شل حركة التفكير والادراك السليم وتحجير القلب فأنه يؤدى الى انفصام الشخصيه وانحلالها كليه علاوه على فقدان ارادتها وميوعة وجودها الاصلى وانعدام وذوبان كيانها الاساسى


موقف القران /
المتبع للايات القرانيه الكريمه يلاحظ ان القران الكريم يغطى مساحات شاسعة بايات النهى والذم والعاقبه السيئه لمصير الاشخاص الذين يتبعون اباءهم واجدادهم وكبرياءهم من دون تعقل او تفكر وتدبر ففى سورة البقره قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوه لله جميعا وان الله شديد العذاب اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كره فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار )
ونظرا لاهمية وخطورة الاستمراريه والتقوقع فى دائرة العادات والتقاليد التى لا تستند على اساس شرعى او عقلى او منطقى فأن المتدبر فى الايات القرانيه والاحاديث النبويه يلاحظ مدى تركيز الاسلام وإلحاحه على تفتيت وفك الاغلال والقيود التى تكون حلقاتها تلك العادات والتقاليد التى تشل حركة الانسان ،
ان الاسلام لم يجبر الناس الذين انضموا تحت رايته وحكمه على اعتناق مبادئه ومفاهيمه بالقوه وانما كان يفسح لهم السبيل والطرق الاختياريه والعقليه ويحبذها لهم بالشرح التفصيلى لجوانب العقيده وبناء على هذه العقيده والمنهاج بقى اليهود والنصارى فى عيشه راضيه مطمئنه فى كنف الدوله الاسلاميه بعد ان قبلوا نظامها وذلك مصداقا للشعار الاسلامى (لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى )
والاسس التى ارتكز عليها الاسلام فى رفع هذا الشعار هى اسس ومبادىء واقعيه منسجما وملتئما مع التركيبه النفسيه للانسان من زاويه والاطار الاجتماعى والتربوى المحيط بالبشريه من زوايا اخرى ويمكننا تلخيص هذه الاعتبارات والاسس على النحو التالى :
1-ان التقليد فى الامور والمسائل العقائديه الاصوليه يؤدى الى ايجاد حاله نفسيه شعوريه تتسم بالجمود العقائدى وبجمود وتعطيل الطاقات والامكانات الكامنه فى نفس الانسان وتمييع شخصية الانسان .
2-الامور العقائديه الاصوليه او بالاحرى الاركان الرئيسيه التى ترتكز وتستند على المفاهيم والمبادىء والعواطف الاسلاميه فى هذا الصرح الشامخ اذا كانت مشيده على التقليد والتبعيه الذليله اى على اساس واركان مهتزه هشه فأن مثل هذه العقائد الاصوليه والاسس والاركان الرئيسيه سوف تنهار وتذوب امام الاحداث والعقائد المناظره لها ،
3- اما بالنسبه الى للعقائد الاصوليه المرتكزه على اسس واركان مشيده من اعمده واحجار مشكله من التقليد يصبح بنيانه هش مهتز ويكون الحافز والحاله النفسيه عند الانسان لرفضها وعدم الالتزام بها بحجة التقليد امرا طبيعيا 
ونلاحظ ان دعوة الاسلام ورفع راية التعقل والتبصر والنظر فى العقائد الاصوليه وكثير من الامور والمسائل الحياتيه مستنده على اسس وركائز فطريه طبيعيه فى نفس كل انسان وذلك تأسيسا الى عدة مقاومات واسس اوجدها الله فى نفوسنا ويمكن تلخيص ذلك على النحو التالى /
1- ان الامكانات والطاقات التى اودعها الله عزوجل فى اعماق نفس البشريه قادره على ان ترشدنا وتنور لنا السبيل الى العقيده الايمانيه الحقيقيه وذلك بشكل منسجم مع مقدار الامكانات والظروف المحيطه سواء العقليه او الروحيه اوالنفسيه او الموضوعيه ،
والايات القرانيه التى تؤكد هذه الحقيقه كثيره ومتنوعه منها قوله تعالى 
(افلم يسيروا فى الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )
(افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت )
2-الايمان بالعقيده ورسوخها والالتزام بها والدفاع عنها يستلزم الاطمئنان والطمانينه وهذه الطمانينه لا تتولد إلا من خلال المسار الطبيعى للنفس بقبول او رفض العقائد والافكار برضى منها دون الاجبار عليها وبدون ذلك لن نتوقع من الانسان الذى بنى عقيدته على التقليد القيام بمهام وتضحيات والتزام ودفاع عنها فى الحياه 
** مبررات التقليد وعلاجه /
المتفحص لحالات التقليد والتشبث باراء الاخرين دون دراسه وبحث يجد ان لهذا التقليد اسباب متباينه منها شخصيه ومنها نوعيه موضوعيه ويمكن تلخيص اهم هذه الاسباب على النحو التالى /
1- ضعف تركيبة البنيه الداخليه للانسان اى ضعف شخصية وكيان الانسان المستقل المفكر فهذا الضعف المفرط يجعل اسير اغلاله مما لا يستطيع تغير وضعه حتى لو اراد ذلك ،
وسبب ضعف الشخصيه قديكون ناتجا عن فقدان الثقه حيث ان الادراك العليم والوعى السليم شرط اساسى فى المعرفه اليقينيه الصادقه ونعنى بذلك الادراك او الوعى (وجدان الذات ) والذى يتسبب من المعرفه بكامل القوى النفسيه ثم الثقه بها 
2- الانشداد العاطفى :
اذا اشتدت نزعة العاطفه والتفاخر والحب والتباهى لاعمال وافكار الاباء والاجداد تخلق حاله نفسيه وشعوريه تتجاوز ماهية الانسان ودورها فى الحياه فهذه الحاله تكبل عقل وشعور الانسان باغلال وسلاسل يستصعب عليه فك عقدها المكونه من حلقات تتمثل بالحب والشوق والوفاء والتقدير لابائهم واجدادهم فهناك ايات قرانيه كثيره تبين هذا 
يقول الله عزوجل فى سورة الانبياء (اذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التى انتم لها عاكفون قالوا وجدنا اباءنا لها عابدين )
ويقول الله عزوجل ايضا فى سورة سبأ (ما هذا الا رجل يريد ان يصدكم عما كان يعبد اباؤكم )
3- الفراغ /
فيعيش الطفل حالة فراغ كبير وهو مؤلم فى كثير من الاحيان اكثر من فراغ الكبير فمن منطلق الفراغ وحب المعرفه عند الطفل نجد انه دائما يسأل ويبحث عن اشياء ليملىء هذا الفراغ فإذا ما وجده عند احد التهمه والا اخترع لنفسه اوهاما تعشعش فيها افكاره وتصوراته ، ومن طبيعة البشر انه لو ملىء فراغ عقله وقلبه بكفره وزعم انها جزء من وجوده وكيانه يستصعب عليه التخلص منها الا بعد جهد شاق جدا 
4- الترف /
يقول الله عزوجل (واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
وقوله تعالى (واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين )
ونستدل من هذه الايات الشريفه ان المترفين هم سبب انحطاط وتدهور الحضارات والمجتمعات بسبب اعمالهم وافعالهم المؤطره بالفسق والفجور والحفاظ على مصالحهم وخداع الناس 
5- التربيه والوراثه /
لقد اجريت العديد من الدراسات والابحاث المتعلقه بكيفية وراثة الافكار والتقاليد والعادات من قبل الاباء والاجداد وعواملها واسبابها الرئيسيه ولقد تمخضت من تللك الدراسات عن نتائج مهمه جدا وهو ان الوالدين لهما دور مهم وكبير فى توجيه افكار الطفل مما دعى ذلك بعض علماء النفس الى الاعتقاد بان نظرة الانسان الى المجتمع تتحدد فى ايام الطفوله حيث ان المجتمع سوف يصبح بعد ذلك بلنسبه له فى المقام الابوى وهذا ما جعل بعض علماء الاجتماع دراسة نظم الاسره كمنبع ومصدر للنظم الاجتماعيه 
اذن نوعية وشكلية التربيه التى ينتهجها الوالدان لها تاثير كبير ودور هام فى ترسيخ المفاهيم والافكار والعادات التى يتلقاها الطفل من الاجواء التربويه فى المنزل ،
يقول الامام على (ع) (اذا وعدتم الصبيان فوفوا لهم فإنهم يرون انكم الذين ترزقونهم ان الله عزوجل لا يغضب لشىء كغضبه للنساء والصبيان )
*&* التقليد الممدوح /
لكى نصل الى هذا التقليد الممدوح ينبغى علينا اتباع القاعده الاتيه فى الحياه 
(الاستقلال فى البحث عن علل واسباب الامور والقضايا الحياتيه فيما يسعنا الوقت وتسمح لنا امكانياتنا وطاقاتنا الفكريه والنفسيه والتقليد وهو الاتباع ورجوع الجاهل الى العالم فيما لا يسعنا ذلك من الوقت والامكانات )
وبالتالى يصبح التقليد السليم فى غير المجال العقائدى ليس امرا مذموما بل محمودا فى كثير من الاوضاع حيث ان اتباع الانسان لرأى خبير فى كيفية اداء عمل او سلوك عملى معين او الاطمئنان الى رأى اهل الخبره والتخصص فى حدود وفى ظل شروط معينه امر محمود ويقع فى ظل دائرة التقليد المقبول عقلا وشرعا 
وهناك قيود وشروط معينه يستلزم توافرها فى مثل هذا النوع من التقليد منها / ضرورة التشخيص الواعى والمدرك لمصدر الراى المقلد ومكانته العلميه والخلقيه والايمانيه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
موانع المعرفه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كنوز المعرفه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث ثقافيه-
انتقل الى: