منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالسبت 14 سبتمبر 2013, 12:13 pm


العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي
نشر هذا المقال بمجلة منبر الإسلام 
العدد (Cool السنة (42) شعبان 1404هـ مايو 1984م
ـ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
فإن الله عز وجل قد خلق الإنسان ليكون كائنا من الكائنات التي يضمها هذا الكون الفسيح، إلا أن العناية الإلهية قد أرادت لهذا الكائن الذي هو أثر من آثار قدرة الله وإرادته أن يكون متميزا عما سواه من الكائنات بميزة حب الرقى والتطلع إلى الكمال، والرغبة في التنزه عن النقص والبعد عن مساوئ الأخلاق، غير أن هذه الميزة يساويها في الطبع الإنساني أو يقرب منها رغبة جامحة تشد الإنسان إلى أسفل، وتريد أن تهوي به إلى مساوئ تساوي بينه وبين الحيوان أو تنزل به عن درجته. 
غير أن الرغبة في الكمال يدفع إليها عقل وعاطفة يتكاملان في محاولة الارتقاء بالإنسان فوق ما عداه من الكائنات أو المخلوقات. 
والهبوط والسقوط يدفع الإنسان إليها غريزة غير مهذبة، وعاطفة تريد أن تختلس من العقل فرصة لكي تخلو بالإنسان فتشبع ما عنده من رغبة بطريق مشروع أو غير مشروع، وما كان لبشر أن يقتنع بمكانته الدنيا أو يرضى بهبوطه إلا في حالة من غياب العقل، أو ضعف القدرة على الموازنة، أو غياب المنهج الذي يشحذ العاطفة، ويجلي الحقيقة أمام العقل حتى تخالطه فيندفع العقل والعاطفة جميعا لانتشال الإنسان من وهدته.
ولقد أثبتت التجربة الإنسانية على طول التاريخ وعرضه أن الإنسان في ظروفه الطبيعية يكون ثائرا على وضعه الحاضر متطلعا إلى وضع آخر أكمل منه فإذا ما أصبح الوضع الذي يتطلع إليه أمرا واقعا ثار عليه ولم يرض به، وتطلع إلى وضع آخر أكمل منه وهكذا يظل الإنسان متطلعا إلى كمال مثالي، فإذا تمكن من أن يحصل على الوضع الأمثل الذي كان يرجوه، وصار هذا الوضع أمرا واقعا تطلع إلى وضع آخر مثالي، وبهذا التطلع المستمر وتحقيق الآمال الخلقية وتحويلها إلى أمر واقع يعيش الإنسان حركة ترقية، ويحيي في مسيرته المستمرة نحو الأكمل. 
ومن حقنا بعد تقرير هذه الحقيقة أن نتساءل، هل يستطيع الإنسان أن يتخيل بنفسه الوضع الأمثل الذي يرجو تحقيقه ؟ وهل يستطيع بنفسه أن يتخيل الطريق المؤدية إلى نوال هذا المثال وتحقيقه؟ وهل يجوز له في حالة هذا التخيل أو ذاك أن يرسم قواعد للمستقبل المجهول يأمن عليها من الخطأ في الإجمال أو التفاصيل ويضمن لها درجة من الأحكام بحيث لا يطرأ عليها من الخلل، أو المعايب والنقائص ما يقضي عليها من أساسها، أو على الأقل يقلل من فاعليتها ؟
إن هذه التساؤلات وغيرها تضعنا على أعتاب شبكة ضخمة من التفريعات وعلى أوائل ميدان فسيح تتشعب منه كثرة كاثرة من الأدرب أو الطرقات. 
وهذه التساؤلات وغيرها هي التي وضعت العلماء الذين تنتسب إليهم المذاهب الفلسفية والأخلاقية على مختبر صحيح يميز بين أصحاب الضلالة في التفكير والمستقيمين من أصحاب الرأى والفكر.
ولا نقصد في هذه العجالة السريعة إلى أن نستقصي الآراء الضالة والمستقيمة التي قد حاولت الإجابة عن هذه التساؤلات، غير أن هؤلاء وهؤلاء قد اتفقوا تقريبا على أن الإنسان لا يستطيع أن يسير في حركته نحو التطور إلا إذا كان هناك نظام يرسم له الهدف، ويحكم له خطة السير نحو ذلك الهدف.
غير أن هناك ثلة من هؤلاء وقليلا من هؤلاء قد رأوا أن تقعيد هذه القواعد ووضع هذا النظام ليس ملكا لإنسان، ولا يجوز في حكم العقل أو الشرع أن يكون ملكا لإنسان، وأقاموا على هذه الدعوى الكثير من الحجيج والبراهين.
وحين لا يكون التقعيد أو التنظيم في طاقة الإنسان فإنه في حكم العقل الصحيح أن تتطلع الإنسانية كلها إلى السماء لكي تستمد منها كل قاعدة وكل تنظيم.
وإن التاريخ لشاهد حق على أن السماء قد أمدت الإنسان برسالات متتابعة على يد الأنبياء والرسل تمد الإنسان بما يناسب الإنسان باعتبار الزمان والبيئة بالقواعد ا لتي تضبط مسيرته وتحكم حركته المترقية نحو الكمال المنشود.
وحين بلغت الإنسانية رشدها وكمالها بعث إليها آخر نبي بآخر دين يضع للإنسان قواعد عامة ومفصلة في كل ما يحتاج إلى تفصيل، وجعل من العقل الإنساني حارساً على هذه القواعد ودافعا إلى العمل بمقتضاها، غير أن واضع القواعد وهو الله عز وجل لم يتخل عن حمايتها وحراستها "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وإن آخر الديانات كسائرها استهدف الإنسان سلوكا وعقيدة.
وهذا أمر منطقي ومنسجم مع طبيعة الظاهرة الإنسانية.
فالظاهرة الإنسانية أو السلوك البشري لا ينطلقان من فراغ إلا في حالة الانفعال الموقوت، أما في حالة الدوام والاستمرار فإن السلوك الإنساني لابد أن يكون ناشئا عن فكرة تصلح أن تكون علة له، ويصلح هو أن يكون ناتجا من نتائجها أو معلولا من معلولاتها.
وحين يكون السلوك الإنساني مرتبطا بالفكرة ارتباط المعلول بعلته أو المسبب بسببه فإنه مما لا شك فيه أن يكون هذا السلوك قد تميز بميزة تميزه عن أي تصرف حيواني يصدر عن أي من هذه الكائنات التي لا عقل لها ولا عاطفة سوى الغرائز التي تندفع بها لتحقيق ما تريد من أهداف تحفظ عليها البقاء الفردي أو النوعي.
ميزة السلوك الإنساني المستقر إذا هي أن وراء هذا السلوك فكرة قابعة تحركه نحو الاتجاه الذي يتلاءم معها.
وإذا كانت هذه هي خاصية السلوك الإنساني فإنه يكون من الضرورات المنطقية أن تأتي آخر الديانات بتقعيد ينقسم في الجملة إلى قسمين.
أحدهما: يتصل بالعقيدة وهي التي تشكل الوجدان أو الجانب الداخلي في الإنسان، وهي الفكرة التي ينعقد القلب عليها، ويقتنع بأنها سبب رقيه وعنوان كماله.
وهي التي تجعله يستهين بكل شئ في سبيلها، ويستعذب كل عذاب مادي ما دام ذلك من أجل الحفاظ على بقائها في داخله، والاحتفاظ بها في وجدانه.
وليس هناك من سبب صحيح أو علة جائزة لتعليل هذا الموقف من جانب المؤمنين بالعقيدة، إلا أنهم يعتقدون أنها هي التي ترد عليهم آدميتهم، وتحفظ عليهم إنسانيتهم، وتأخذ بهم نحو الرقى والكمال. 
وثانيهما: تلك القواعد التشريعية التي تنبثق عن العقيدة، وترتبط بها ارتباطا عضويا ومجموعة القواعد التشريعية هي السمئولة بالتطلع عن ضبط حركة الإنسان السلوكية الظاهرية الموجهة نحو رقيه وكماله، وهذه الحركة السلوكية متنوعة ومتعددة الجوانب، ولكنها مهما تنوعت أو تعددت، فإنها ستجد لها القاعدة والأساس التي تتنوع بتنوعها، ولا يفقدها التنوع خاصية الحرص على تحقيق الهدف الواحد وهو الرقى بالإنسان إلى حيث يريد الله أن يكون الإنسان، إن الإسلام الذي هو آخر الأديان قد بلغ من عنايته بالعقيدة وارتباطها بالسلوك مبلغا كبيرا، من خلاله استطاع أن يبني أمة حسنة المظهر والمخبر على السواء.
والإسلام الذي هو آخر الأديان السماوية قد انتهج في سبيل وصوله إلى الغاية بالإنسان منهجين في غاية القوة والصرامة.
أحدهما: يمكن أن نسميه بالمنهج البنائي. 
وثانيهما: يمكن أن نسميه بالمنهج الوقائي.
وهذين المنهجين يعملان في وقت واحد في مجالي العقيدة والسلوك جميعا ككل متكامل.
ففي مجال المنهج البنائي نجد حركة الإنسان واسعة النطاق حين كان القصد هو العناية بالإنسان في أول عصر المبعث حيث اعتنى النبي صل الله عليه وسلم بتربية الأفراد وبنائهم من الداخل على أساس من الوحي الذي ركز كل الاهتمام على أساس البناء العقائدي.
ولقد تنوع الخطاب وتعددت الأساليب كلفت الأنظار إلى ما كانت عليه الأمم الغابرة من فساد عقائدي وما ترتب عليه من فساد سلوكي، وكضرب المثال بالمشاهد المحسوس الذي يتبين من خلاله سخف العقائد الزائفة وضرورة الإقلاع عنها... الخ.
ولنا هنا أن نجتزئ مثالا واحدا يستبين منه كيفية شرح الإسلام للعقيدة وبيان أضرار الشرك التي تتصل بوجدان الإنسان الفرد كما تتصل بمكانته بين الكائنات، ووضعه في مجتمعه الإنساني.
ولقد أومأت هذه الآية الكريمة من سورة الحج إلى هذه المجالات جميعا حيث قال الله تعالى: "ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق" .
والعربي حين يتأتى له أن يقرأ أو يسمع هذه الآية بلغته التي يجيدها ويعرف أسرارها، فإنها تنقله نقلة نفسية إلى آفاق ومجالات وجدانية لا يحس بها غيره من أرباب اللغات وأصحاب الألسنة الأخرى.
والمتخصص في علوم الشريعة أو العلوم الإنسانية حين يقرأ أو يسمع هذه الآية فإنها تنقله إلى آفاق ومجالات فكرية ربما لا يدركها غيره من البسطاء أو الدهماء.
والعامي حين يقرا هذه الآية أو يسمعها تفتح أمامه مجالا واسعا من الخيالات والتصورات ما يجعله كامل الاستسلام لخالقه وبارئه ومصوره.
إننا حين نتأمل هذا النص الكريم فإن هذا التأمل نفسه يجعلنا نستحضر مكانة الإنسان في الكون، والتي يصورها نص آخر في كتاب الله عز وجل وهو قوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".
إن هذا النص الأخير يلقي ضوءا شديد اللمعان على مكانة الإنسان المتميزة في الكون. وهذا التميز هبة ممنوحة للإنسان لا دخل فيه للكسب أو الفعل الإرادي، غير أن الكسب والفعل الإرادي لهما دور آخر في مجال هذا التمييز، وهو الحفاظ عليه واستمراره، وعدم التفريط فيه أو الإقلال من شأنه، ولا يكون الحفاظ عليه إلا بإصلاح الوجدان "عقيدة" وإصلاح السلوك جميعا. 
فإذا ما حافظ الإنسان على مكانته الممنوحة له ظل في حالة علو وارتقاء من حيث وضعه ككائن طبيعي وأخلاقي على السواء.
غير أن الحفاظ على الارتقاء والتمسك بالمكانة التي خلق عليها الإنسان ليست قاعدة تنتظم جميع أبناء الإنسان، وإنما يتأتى من الكثيرين التفريط والتساهل في الحفاظ على هذه المكانة فيعبدون غير الله ويتوجهون إليه بالقصد والطب، وهذا المعبود الجديد الذي اتخذوه من دون الله قد يكون إنسان مثله، أو حيوان أقل منه على سلم الخليقة بل قد يبلغ به التردي إلى حد عبادة أشياء أو موجودات لا تتمتع بالعقل أو الإحساس أو حرية الحركة في المكان .. الخ.
وحين يهبط الإنسان عن مكانته بالشرك يتأثر وجدانه فتضطرب حركته ولا يدري لها مقصدا أو هدفا، وتتعدد أمامه الآراء والأهواء، وكل منها يريد اجتذابه لأنه فريسة قد سقط من سمائه بإرادته واختياره فلا مانع أن تتخطفه الأهواء وتتجاذبه النحل والآراء، وهو بين معترك هذه الأهواء التي تريد اجتذابه قد فقد قدرته على الترجيح أو الموازنة فبعد بسلوكه عن السلوك الرشيد، ونأى بنفسه عن حركة المجتمع المسلم السوي إلى مكان سحيق "ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق".
لقد وعى المسلمون وعيا كاملا القرآن الكريم الذي يربط بين العقيدة والسلوك ربطا، كذلك الذي يكون بين العلل ومعلولاتها، وبين الأسباب ومسبباتها، فتكون الرعيل الأول في مكة على هذا التصور وخالطت العقيدة (عقيدة التوحيد) نفوسهم وقلوبهم، فأثرت على سلوكهم قولا وفعلا. 
ولما انتقل النبي إلى المدينة توافر التشريع وحددت القواعد التي تضبط سلوك الأفراد بعد أن أعاد الإسلام بناء قلوبهم وصاغها صياغة جديدة.
وكان أول عمل يهتم به النبي صل الله عليه وسلم هو بناء المجتمع، وإعادة صياغته هو الآخر صياغة جديدة تقوم على أساس من التشريع المنبثق عن عقيدة التوحيد.
وبعد الحديث عن الجانب البنائي أو المنهج البنائي ننتقل عنه إلى الحديث عن الجانب الآخر وهو الجانب الوقائي أو المنهج الوقائي الذي انتهجه الإسلام في هذا الصدد.
والمنهج الوقائي في الإسلام يعني بضرورة إبعاد كل ما من شأنه أن يكون له تأثير على العقيدة بعد بنائها أو على السلوك بعد استقامته.
إذ أنه من الجائز المقبول في العقل أن نقول: إن الإنسان إذا استقام في عقيدته واستقر في سلوكه، فإنه من الممكن أن تعرض له عوارض يمكن أن تؤثر على العقيدة أو على الأقل تنحرف بالسلوك. 
ومن هنا فإنه ليس من الغريب أن ينتهج الإسلام منهجا وقائيا يجنب الإنسان هذه العوارض وينحى عنه هذه الطوارئ، ليس هذا بالشئ الغريب، وإنما الغريب ضده أو نقيضه.
ومن الإجراءات الوقائية في مجال العقيدة والسلوك جميعا أن التشريع الإسلامي حرم أن يكون هناك عقد زوجي أو ارتباط أسري بين مسلم ومشركة أو بين مسلمة ومشرك، ولم يترك الإسلام مجالا لمجتهد أن يعلل هذا الحكم التشريعي الذي يمنع مثل هذا النوع من الزواج، وإنما ذكر الحكم مقرونا بعلته التي تجوز له وترقى على أن تكون علة ومقياسا في نفس الوقت. 
ومن خلال هذه العلة التي تصلح أن تكون مقياسا يقاس عليه يمكن أن نناقش كل علة بشرية أو مقياس أرضي.
إن الإنسان في الكثير الغالب حين يقدم على الزواج (إن كان رجلا) يكون مقياسه الذي لا مقياس سواه عند بعض الناس هو حسن المنظر وجمال الصورة.
وهذا المقياس فضلا عن أنه مقياس لا يحقق إلا نفعا فرديا في وقت محدود، فإنه يهمل أشياء كثيرة ينبغي أن يكون لها وجود وتأثير على الإنسان حين يريد إنشاء أسرة جديدة.
إن البيت الجديد له أسرار وله في المستقبل أولاد ينبغي أن ينشأوا تنشئة صالحة وينبغي أن يكون هناك نوع من التوازن الفكري والوجداني بين أطراف الأسرة جميعا حتى يمكن أن تسمى الأسرة أسرة.
إن هذا وكثير غيره يقتضي ضرورة أن تكون الزوجة متوافقة فكريا ودينيا ووجدانيا مع الزوج، وهذا لا يتم إلا مع اتحاد الدين أولا وقبل كل شئ.
فالمسلم لا يليق أن يرتبط بكافرة مشركة حيث لا يأمن على بيته من الفساد، ولا على أولاده من الانحراف العقائدي والسلوكي، وهذا ليس أمرا محتملا أو افتراضيا يفترضه العقل، بحيث يجافيه الواقع أو يؤيده، ولكنه أمر محتوم لا يجوز في العقل ولا في الواقع سواه، إذ أن الزوجة الكافرة أو المشركة قد انحرفت عقيدتها وانحرف تبعا لانحراف العقيدة سلوكها، فهي لا تعرف الأمانة ولا العهود، ولا تدرك معنى الصدق أو الوفاء، ولا تهتم بخليقة من خلائق الإنسان سوى خلائق الرذيلة والسوء، وهذا أمر طبيعي، إذ أنها وغيرها من ذوي دينها ما قدروا الله حق قدره، وما عبدوه حق عبادته، وما آمنوا به ولا تعرفوا على صفاته. 
وإذا كان هذا حال المرأة المشركة مع الرجل المؤمن، فإذا افترضنا أن امرأة مؤمنة مع رجل كافر كان التصور أسوأ لما للرجل غالبا من التسلط في التصرف، والقدرة على التوجيه بالغلبة والقهر إذا لم يتأت التوجيه بالاقناع والمنطق. 
وهذه النظرة الشمولية تجعل المقياس والعلة جميعا في اختيار الزوجة هو الدين، أي صحة العقيدة وصحة السلوك جميعا، وهو مقياس يبلغ من القوة والجلال ما يجعله يقف في الميدان وحده بعد هزيمة كل مقياس، فإذا نظر الرجل بمقياس الاستحسان والارتياح النفسي فإنه يكون قد نظر لذاته في لحظة موقوتة، ولم ينظر إلى عقبه أو التصرفات الخاصة في بيته، فلا يجني بسبب تلك النظرة القاصرة إلا سوء العاقبة في معظم الأحيان.
وإذا نظرت المرأة أو ذووها إلى الزوج المختار بمنظار آخر غير منظار الدين الذي ينطوي على العقيدة والأخلاق، فإنهم بذلك يكونون قد عرضوا الزواج الوليد لخطر لا يقتصر على الزوجة وحدها، وإنما يتعداها إلى غيرها من البنين والبنات وذوي القربى ممن لا يقدرون على دفع شبهة عقائدية أو تحليل موقف سلوكي.
يقول صاحب كتاب تفسير المنار في شرحه لعلة الحكم التشريعي بمنع الزواج من المشركين أو المشركات (فإذا كانت مساكنة المشركين ومعاشرتهم مع الكراهة والنفور قد أفسدت جميع الأديان السماوية الأولى، فما بالك بتأثير اتخاذهم أزواجا، وهو يدعو إلى كمال السكون إليهم والمودة لهم والرحمة بهم ؟ ألا يكون ذلك دعوة إلى النار، وسببا للنكال (1) والبوار، هذه دعوة الزوج المشرك بطبيعة دينه (والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه) ]. 
ولقد جاء النص التشريعي في هذه القضية المقرون بعلته ومقياسه والذي يناقش غيره من المقاييس في سورة البقرة قال تعالى " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون" .
وننتهي من هذه المناقشة جميعا في إطار الآية القرآنية إلى أن عقد الزواج في إطار الإسلام لابد أن يبنى على أساس متين من الإيمان بالله الدافع إلى حسن السلوك، إذا أردنا للحياة الزوجية أن تكون مستقرة في حالها ومستقبلها آمنة في دنياها وأخراها.
يقول الإمام محمد عبده فيما نقله عنه السيد رشيد رضا في تفسير المنار: [ فهذا الاعتقاد بالله هو الأصل الذي يدعوهم إلى الجنة، لأنه ينبوع الأعمال الحسنة النافعة، ومصدر الأخلاق الفاضلة، التي يستحق صاحبها الجنة على ما يحسن فيه، والمغفرة على ما أساء فيه، ومنعه إيمانه من الإصرار عليه، والاسترسال فيه حتى يحيط به، وإنما كان أصلا في ذلك لأنه متى صح إيمانه صحت عزيمته في إتباع الشريعة والاهتداء بالدين القويم ]. 
ولسائل أن يسأل في هذا المجال التشريعي عن حكم الزواج من الكتابيات بالنسبة للمؤمنين، أو ليس ذلك بجائز ؟.
إن زواج المؤمن بالكتابية يهودية كانت أو نصرانية جائز بنص الكتاب الكريم، وليس جوازه حالة استثنائية تطرأ لعارض غير دائم أو لعلة لم تكن موجودة ثم وجدت لفترة ثم تزول، وإنما هو جائز جوازا دائما مع قاعدته الشرعية الدائمة والمستقرة ضمن إطار القواعد التشريعية في قانون الأحوال الشخصية كما قرره الإسلام. 
ولم يتحفظ على هذا الجواز سوى فرقة قد تحسب على المسلمين وهي طائفة الشيعة.
وهذا الحكم العام بجواز الارتباط بالكتابيات ارتباطا زوجيا يثير تساؤل بعض الناس أو عجبهم، إذ أنه يمكن القول بأن النصارى واليهود قد كفروا بشهادة القرآن نفسه، وما داموا قد كفروا ، فإنه يشملهم الحكم العام في آية البقرة والذي يمنع الزواج من المشركين أو المشركات .
غير أن هذا التساؤل وذلك العجب يدفعهما أمران: 
أحدهما: أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نساوي بين الكتابيين والمشركين، فالكتابي يعرف الله ويخشاه، ويتصور صفاته وأفعاله، ويعرف رسله وأنبياءه، ويتصور اليوم الآخر وما فيه، ويعرف ارتباط العقيدة بالسلوك، ويندفع إلى الأخلاق ان اندفع إليها بدافع من الرغبة في رضى الله والبعد عن سخطه، ونيل ثواب الآخرة والبعد عن العذاب الأليم.
ولئن قد ضل في بعض المسائل التي تتصل بالله أو ببعض أنبيائه ورسله، فإنه قد بقى لديه بعض الحقيقة، واختلط عليه بعضها.
أما المشرك أو الملحد فإن الحقيقة عنده قد طمست، والطريق المستقيم قد ضاع من بين أقدامه، وانعدمت الرؤية بالنسبة إليه تماما فأصبح لا يفرق بين الهدى والضلال، ولا يميز بين الغي والرشاد.
ثانيهما: أن الإسلام حين أجاز عقد الزواج بين المسلمين وغيرهم من أهل الكتاب لم يجزه على الإطلاق، وإنما أجازه شريطة أن يكون الزوج هو المسلم.
وهذا الشرط في مجال التقعيد أو التشريع يجب أن يلفت الأنظار بقوة إذا أخذ في الاعتبار ناتج الفقرة السالفة الذكر.
إن الكتابية حين يجوز للمسلم أن يتزوج بها، فإن هذا الزواج يعطي فرصة للزوج الذي بيده العصمة والأمر والنهي، والتوجيه بالإقناع أو بالغلبة أن يوضح لزوجته ـ التي تعرف بعض الحقيقة ويخفى عنها البعض الآخر ـ ما خفى عنها من الحقائق، ويوجهها إلى الحق كي تنجو بنفسها من مهالك الضلالة والفساد.
ولو أن الإسلام قد أباح أن يتزوج الكتابي من مسلمة، لما أمكن للزوجة المسلمة المفروضة أن تقوم بهذا الدور الذي يقوم به الزوج المسلم مع زوجته الكتابية. 
فزواج المسلم من الكتابية اذن مأمول من ورائه أن يتمكن الزوج المسلم من إدخال زوجته إلى الإسلام، وهو حتى إذا لم يفعل ذلك آمن على نفسه، آمن على أولاده، آمن على بيته وماله.
غير أن الصورة تكون مقلوبة تماما إذا كان الزوج ضعيف الشخصية أو قليل المعرفة، أو ناقص الإيمان أو عابثا بالسلوك السليم، فإذا وجد زوج هذه صفته، كان زواجه من الكتابية خطرا عظيما على الإسلام والمسلمين، إذ أن الزوجة الكتابية ستشعر أن بيدها الأمر والنهي، وأن لها القوة والسلطان، وأنها هي المتصرفة في بيتها وأولادها الموجهة لشئون زوجها، وإذا شعرت المرأة بهذا الشعور انقلبت خطرا عليه وعلى أولاده وعلى المجتمع المحيط بالجميع حيث تؤثر عليهم في عقيدتهم وتؤثر عليهم في سلوكهم، وإذا وصلت الأمور إلى هذه الحال لم يكن الزواج بالكتابية نافعا بل ضارا، ولم يكن كسبا للإسلام، بل ضررا على المسلمين، عليهم أن يدفعوه باعتباره مسألة فردية خاصة تمنع هي وما يشابهها دون تعطيل للقاعدة التي هي تنزيل من حكيم حميد. 
ولعله قد اتضح بهذا المثال هذا الجانب من جوانب المنهج وهو الجانب الوقائي، ذلك أن الإسلام لم يترك أتباعه هملا من التشريع بعد أن استقرت العقيدة في قلوبهم، وإنما قد شرع لهم من التشريعات التي يمكن أن تسمى بالتشريعات الوقائية ما يمنعهم من الانحدار أو الذلل. 
ويتبين بهذا الجزء من المنهج والذي قبله أن الإسلام حريص على أتباعه حرصا شديدا، وأن تشريعاته ومبادئه تنسجم مع الأفراد والجماعات انسجاما منطقيا.
غير أن حال المسلمين الآن يحتاج إلى إعادة النظر في مسألة انسجامهم مع التشريع الإلهي، فقد يكون هناك من الخطأ الناتج عن التساهل ما يؤثر تدريجيا على العقيدة أو السلوك، وقد لا يظهر ذلك التأثير في جيل أو جيلين، ولكن الغفلة عن بعض الأخطاء والتساهل فيها لابد وأن يكون لها أثر ظاهر في زمن من الأزمان.
ومن واجبنا أن نلفت النظر بقوة إلى مثل هذا التساهل الذي قد لا يكون مقصودا حتى ينفيه المسلمون إلى تلافيه. 
هذا وبالله التوفيق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالأحد 10 مايو 2015, 9:44 am

العقيدة الإسلامية



أصل العقيدة في اللغة مأخوذ من الفعل عقد، نقول عقد البيع واليمين والعهد أكّده ووثّقه. وعقد حكمه على شيء لزمه. ومنه الفعل اعتقد بمعنى صدّق. يقال اعتقد فلان الأمر إذا صدّقه وعقد عليه قلبه أي آمن به. ويفهم من هذا أن العقيدة في اللغة تأتي بمعنيين : ""الأول:"" العقيدة بمعنى الاعتقاد، فهي التصديق والجزم دون شك، أي الإيمان ""الثاني:"" العقيدة بمعنى ما يجب الاعتقاد به. ومن هنا يقولون الإيمان بالملائكة من العقيدة، أي مما يجب الاعتقاد به.

يطلق على ما يؤمن به مسلمو أهل السنة والجماعة من أمور التوحيد وأصول الإيمان.و أن تعلم العقيدة فرض عين على كل مسلم فقد قال الله في سورة الزمر ?وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الآية 65

أما ""العقيدة اصطلاحاً:"" فهي التصور الإسلامي الكلي اليقيني عن الله الخالق، وعن الكون والإنسان والحياة، وعما قبل الحياة الدنيا وعّما بعدها، وعن العلاقة بين ما قبلها وما بعدها

و تشمل العقيدة على الأقسام التالية :-
[عدل] أركان الإيمان الستة


أركان الإيمان الستة

1. الإيمان بالله

2. الإيمان بالملائكة

3. الإيمان بالكتب السماوية

4. الإيمان بالرسل

5. الإيمان باليوم الآخر

6. الإيمان بالقدر خيره وشره
[عدل] أركان الإسلام

1. شهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله
2. إقامة الصلاة
3. إيتاءالزكاة
4. صوم رمضان
5. حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً


التوحيد في الإسلام
التوحيد -من العلم بأن الشيء واحد- هو الإيمان والتصديق بإله واحد خالق للكون بكل ما فيه ومتصرف به وحده لا يشاركه في ملكوته شيء، وهو الله وحده الذي يجب إفراده بالعبادة.

علم التوحيد
عند السلفيين

قسم فقهاء السلفية التوحيد إلى:[1]

*
o توحيد علمي اعتقادي:توحيد أسمائه وصفاته، وهو اثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له الرسول محمد في الاحاديث التي يعتبرها السلفية صحيحة، من غير تمثيل أو تكييف ونفي ما نفاه عن نفسه من غير تعطيل أو تحريف.
o توحيد إرداي طلبي: توحيد الألوهية.
* والوحدانية: تنفي الكثرة عن الله في الذّات والصّفات والأفعال، أي لا توجد ذات مثل ذاته، ولا صفات مثل صفاته، ولا أفعال مثل أفعاله. وأيضا فذات الله ليس مكونة من أجزاء مركبة، وكذا صفاته.

وقد وضع رجال الدين السلفيين شروط التوحيد أو كما تسمى شروط لا إله إلا الله، وجمعها حافظ بن أحمد حكمي، في منظومة "سلم الوصول" بقوله:
وبشروط سبعة قد قُيدت وفي نصوص الشرع حقاً وردت
إذ أنه لم ينتفع قائلها بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه[2]

وبحسب الدكتور عائض القرني فهذه الشروط بالتفصيل هي:

* العلم المنافي للجهل: أن تعلم أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده؟
* اليقين: وهو أن تتيقن بقلبك وعقلك، وتعتقد اعتقاداً، جازماً بهذااليقين.
* القبول: فالبعض يعلم ويتيقن، لكن لا يقبل بلا إله إلا الله.
* الانقياد: وهو اتباع الرسول محمد في كل نواحي الحياة، سواءً السلوك، الأدب، الأخلاق والمعاملات.
* الإخلاص: فليست رياءً. لذا وجب أن يكون العمل خالصاً له.
* الصدق
* المحبة: وهي الاندفاع إلى الدين بمحبة، من غير كسل وتململ.[3]

ومعنى التعريف أن العقيدة الإسلامية لا يقبل فيها إلا اليقين، أما الشك فغير مقبول مطلقا. وقد قسم شيوخ السلفية التوحيد تقسيما بسيطا لسهولة الفهم فقط (وإنما التوحيد في أساس فهمه ومعناه لا يجزأ) إلى ثلاثة أقسام رئيسية - وهو مما يعترض عليه الأشاعرة- هي:

* توحيد الربوبية: ويقصد بتوحيد الربوبية إفراد الله بأفعاله، وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والملك، والتدبير، وسائر ما يختص به من أفعال، وقد كان هذا النوع من التوحيد واضحا بيناً حتى لدى قريش قبل الإسلام[4].
* توحيد الألوهية: معنى توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو الإله الحق، ولا إله غيره، وإفراده بالعبادة. والإله هو المألوه، أي المعبود، وتعرف العبادة لغةً بأنها الانقياد والتذلل والخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص المسلم العبادة لربه وحده في باطنها وظاهرها، بحيث لا يكون شيء منها لغيره. ويقول ابن تيمية في توحيد الألوهية: "و هذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين, وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة, فمن لم يأت به كان من المشركين".[5] وبهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم تطبيق توحيد الألوهية التوجة الله وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها، ومنها الأمور التالية:
o إخلاص المحبة لله، فلا يتخذ العبد من درن الله ندا يحبه كما يحب الله.
o إفراد الله في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله.
o إفراد الله بالخوف منه، فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها وقدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
o إفراد الله بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة والسجود والصوم، وجميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار.
* توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه، أو وَصَفَه به رسوله محمد من الأسماء الحسنى والصفات وإمرارها. وفي صياغة أخرى: اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد من الأسماء والصفات، ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب والسنة.

عند الأشاعرة

ويسمونه أيضا علم الكلام، ويعرفونه بأنه: علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية مكتسب من أدلتها اليقينية[6] يعرف بأنه العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية.[7]. ويعتبر الأشاعرة أن صفة الوحدانية لله تنفي عنه الكثرة في ثلاثة أشياء:

* في الذات:حيث أن حقيقة ذات الله ليست كمثل حقيقة ذات المخلوق، فذات المخلوق جسم ومتحيز وليست كذلك ذات الله.
* في الصفات:وحقيقة صفات الله ليست كحقيقة صفات المخلوق، فعلم المخلوق مثلا إما نتيجة فعل له أو انفعال أو تكيف نفسه بكيفية معينة، أو بانطباع صورة المعلوم فيها، أو بغير ذلك، وليس علم الله شيئا من ذلك، وعلم المخلوق حادث، له سبب، لم يكن فيه ثم كان، لأنه ليس بعالم حين ولادته، ثم حصل فيه العلم بالتدريج، وليس كذلك علم الله، وبقاء المخلوق مثلا عبارة عن استمرار وجوده في الزمان الثاني، أما بقاء الله فعبارة عن انتفاء عدمه، وقدم المخلوق مثلا عبارة عن وجوده منذ أزمنة متطاولة بالنسبة إلى غيرها، وأما قِدَمُ الله فإنه عبارة عن عدم الأولية له، وهكذا يقال في بقية الصفات.
* في الأفعال:وأما الأفعال، ففعل الله عبارة عن خلق للمفعول، أي إيجاد للمفعول من العدم إلى الوجود، فالله خالق كل شيء، وأما فعل المخلوق فلا يمكن أن يكون خلقا، وإلا لم يكن الله خالقا لكل شيء، بل فعل المخلوق عبارة عن اكتساب لما خلقه الله له، فنسبة الفعل إلى الله نسبة هي خلق، ونسبة الفعل إلى المخلوق نسبةٌ هي كسب واكتساب. ويلزم عن الوحدانية في الأفعال أنه لا مؤثر ولا خالق إلا الله.


مراجع

1. ^ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة (1412 هـ). د. ناصر بن عبد الكريم العقل. دار الصفوة: القاهرة: بتصرف
2. ^ وقد نبه أهل العلم على أن كل أعمال القلوب من شروط لا إله إلا الله، وإنما بنه الشيخ حكمي على أصولها
3. ^ هذه عقيدتي (1422 هـ). د. عائض القرني. دار ابن حزم: بيروت: بتصرف
4. ^ مجموع الفتاوى /المجلد الأول/الشرك بالله أعظم الذنوب، لابن تيمية
5. ^ رسالة الحسنة والسيئة لابن تيمية
6. ^ شرح البيجوري على جوهرة التوحيد.
7. ^ تهذيب الكلام، للإمام سعد الدين التفتازاني، ص



قسم فقهاء السلفية التوحيد إلى:[1]

o توحيد علمي اعتقادي:توحيد أسمائه وصفاته، وهو اثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له الرسول محمد في الاحاديث التي يعتبرها السلفية صحيحة، من غير تمثيل أو تكييف ونفي ما نفاه عن نفسه من غير تعطيل أو تحريف.
o توحيد إرداي طلبي: توحيد الألوهية.
* والوحدانية: تنفي الكثرة عن الله في الذّات والصّفات والأفعال، أي لا توجد ذات مثل ذاته، ولا صفات مثل صفاته، ولا أفعال مثل أفعاله. وأيضا فذات الله ليس مكونة من أجزاء مركبة، وكذا صفاته.

وقد وضع رجال الدين السلفيين شروط التوحيد أو كما تسمى شروط لا إله إلا الله، وجمعها حافظ بن أحمد حكمي، في منظومة "سلم الوصول" بقوله:
وبشروط سبعة قد قُيدت وفي نصوص الشرع حقاً وردت
إذ أنه لم ينتفع قائلها بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبه وفقك الله لما أحبه[2]

وبحسب الدكتور عائض القرني فهذه الشروط بالتفصيل هي:

العلم المنافي للجهل: أن تعلم أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده؟
اليقين: وهو أن تتيقن بقلبك وعقلك، وتعتقد اعتقاداً، جازماً بهذااليقين.
القبول: فالبعض يعلم ويتيقن، لكن لا يقبل بلا إله إلا الله.
الانقياد: وهو اتباع الرسول محمد في كل نواحي الحياة، سواءً السلوك، الأدب، الأخلاق والمعاملات.
* الإخلاص: فليست رياءً. لذا وجب أن يكون العمل خالصاً له.
* الصدق
المحبة: وهي الاندفاع إلى الدين بمحبة، من غير كسل وتململ.[3]

ومعنى التعريف أن العقيدة الإسلامية لا يقبل فيها إلا اليقين، أما الشك فغير مقبول مطلقا. وقد قسم شيوخ السلفية التوحيد تقسيما بسيطا لسهولة الفهم فقط (وإنما التوحيد في أساس فهمه ومعناه لا يجزأ) إلى ثلاثة أقسام رئيسية - وهو مما يعترض عليه الأشاعرة- هي:

* توحيد الربوبية: ويقصد بتوحيد الربوبية إفراد الله بأفعاله، وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله بالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والملك، والتدبير، وسائر ما يختص به من أفعال، وقد كان هذا النوع من التوحيد واضحا بيناً حتى لدى قريش قبل الإسلام[4].
توحيد الألوهية: معنى توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو الإله الحق، ولا إله غيره، وإفراده بالعبادة. والإله هو المألوه، أي المعبود، وتعرف العبادة لغةً بأنها الانقياد والتذلل والخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص المسلم العبادة لربه وحده في باطنها وظاهرها، بحيث لا يكون شيء منها لغيره. ويقول ابن تيمية في توحيد الألوهية: "و هذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين, وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة, فمن لم يأت به كان من المشركين".[5] وبهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم تطبيق توحيد الألوهية التوجة الله وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها، ومنها الأمور التالية:
o إخلاص المحبة لله، فلا يتخذ العبد من درن الله ندا يحبه كما يحب الله.
o إفراد الله في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله.
o إفراد الله بالخوف منه، فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها وقدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
o إفراد الله بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة والسجود والصوم، وجميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار.
توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه، أو وَصَفَه به رسوله محمد من الأسماء الحسنى والصفات وإمرارها. وفي صياغة أخرى: اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد من الأسماء والصفات، ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب والسنة.

عند الأشاعرة

ويسمونه أيضا علم الكلام، ويعرفونه بأنه: علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية مكتسب من أدلتها اليقينية[6] يعرف بأنه العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية.[7]. ويعتبر الأشاعرة أن صفة الوحدانية لله تنفي عنه الكثرة في ثلاثة أشياء:

في الذات:حيث أن حقيقة ذات الله ليست كمثل حقيقة ذات المخلوق، فذات المخلوق جسم ومتحيز وليست كذلك ذات الله.
في الصفات:وحقيقة صفات الله ليست كحقيقة صفات المخلوق، فعلم المخلوق مثلا إما نتيجة فعل له أو انفعال أو تكيف نفسه بكيفية معينة، أو بانطباع صورة المعلوم فيها، أو بغير ذلك، وليس علم الله شيئا من ذلك، وعلم المخلوق حادث، له سبب، لم يكن فيه ثم كان، لأنه ليس بعالم حين ولادته، ثم حصل فيه العلم بالتدريج، وليس كذلك علم الله، وبقاء المخلوق مثلا عبارة عن استمرار وجوده في الزمان الثاني، أما بقاء الله فعبارة عن انتفاء عدمه، وقدم المخلوق مثلا عبارة عن وجوده منذ أزمنة متطاولة بالنسبة إلى غيرها، وأما قِدَمُ الله فإنه عبارة عن عدم الأولية له، وهكذا يقال في بقية الصفات.
في الأفعال:وأما الأفعال، ففعل الله عبارة عن خلق للمفعول، أي إيجاد للمفعول من العدم إلى الوجود، فالله خالق كل شيء، وأما فعل المخلوق فلا يمكن أن يكون خلقا، وإلا لم يكن الله خالقا لكل شيء، بل فعل المخلوق عبارة عن اكتساب لما خلقه الله له، فنسبة الفعل إلى الله نسبة هي خلق، ونسبة الفعل إلى المخلوق نسبةٌ هي كسب واكتساب. ويلزم عن الوحدانية في الأفعال أنه لا مؤثر ولا خالق إلا الله.


مراجع

1. ^ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة (1412 هـ). د. ناصر بن عبد الكريم العقل. دار الصفوة: القاهرة: بتصرف
2. ^ وقد نبه أهل العلم على أن كل أعمال القلوب من شروط لا إله إلا الله، وإنما بنه الشيخ حكمي على أصولها
3. ^ هذه عقيدتي (1422 هـ). د. عائض القرني. دار ابن حزم: بيروت: بتصرف
4. ^ مجموع الفتاوى /المجلد الأول/الشرك بالله أعظم الذنوب، لابن تيمية
5. ^ رسالة الحسنة والسيئة لابن تيمية
6. ^ شرح البيجوري على جوهرة التوحيد.
7. ^ تهذيب الكلام، للإمام سعد الدين التفتازاني، ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالأحد 10 مايو 2015, 9:45 am

الشهادتان في الإسلام هما
الشهادة بأن "لا إله إلا الله"
والشهادة بأن "محمدا رسول الله". 
بحسب الشريعة الإسلامية فإن الشخص يدخل الإسلام بمجرد شهادته بهذا القول أي قوله لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله" موقنا بمعناها.

الشهادتان اصل كل شيء

الشهادتان هما أصل كل شيء للمسلم فهي مجمل الإيمان ,نطق باللسان وإقرار وتصديق بالجنان فبدونها لا يصح أي عمل للمسلم ولا يؤجر عليه أبدا فلا تصح صلاة ولا يصح صوم ولايصح نكاح شرعي بدون تحقيق أصل الإيمان المتمثل في الشهادتين. فقوله تعالى في سورة محمد (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)) قال الشافعي بأولوية علم التوحيد المتمثل بالشهادتين ،بعدها تكون الصلاة كفارة للذنوب ويكون الوضوء كفارة والزكاة تطهير للمال طبعا كله بعد تحصيل الأصل الشهادتين, فلا ينوب عنها شيء فمن مات من المسلمين على اعتقاد سليم محققا لمعنى الشهادتين ولم يأتي بشيء مخالف يحكم له قطعا بالجنة وأن لم يدخلها ابتداء. أما من نطقها وأتى بما يخالفها بقول أو فعل اوإعتقاد اي إرتد لا ينفعه قول أستغفر الله أبدا بل يجب عليه النطق بها مرة أخرى للعودة للإسلام وبعدها يستغفر ويتوب.
معنى الشهادتين

والمعنى الذي يقصده الإسلام من هذه الجملة هو : الإقرار بأنه لا إله يستحق أن يعبد سوى الله ،الذي هو الخالق أي أنَّه لا معبود بحق إلا الله. وأنَّ محمداً هو الرسول الذي أرسله الله إلى البشر لينشر بينهم الإسلام ويتبعوا رسالته. وتعد الشهادتان أول أركان الإسلام ولايتم الإسلام لله الا بها.

وتتضمن الشهادتان إجمالاً شيئين أساسيين يقوم عليهما دين الإسلام، ألا وهما الإخلاص والاتباع. الإخلاص لله في العقائد والعبادات والأعمال، واتباع سنة رسوله.

ومن مقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله، طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع.
شروط الشهادة

لا تقبل الشهادتان ممن أتى بها إلا إذا حقق:

1. العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
2. استيقان القلب بها.
3. الانقياد لها ظاهراً وباطناً.
4. القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها.
5. الإخلاص فيها.
6. الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط.
7. المحبة ، قال الله عز وجل : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله " ( البقرة : 165 )

وزاد بعضهم شرطا ثامنا وهو الكفر بما يعبد من دون الله ( الكفر بالطاغوت ) ، قال صل الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز جل " رواه مسلم .


وقد نظمها العلماء في البيتين التاليين:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة
وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها
الكفران منك بما سوى الإله من الأنداد قد ألها



ويضيف الشيعة عبارة "علي ولي الله" عادة ودون أدنى دليل على صحة هذه الإضافة التي لم ترد في القرآن والسنة.


الصلاة في الإسلام

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام،[1] لقول النبي محمد: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"،[2] وقوله أيضاً: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"،[3] والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى،[4] وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى يثرب في السنة الثالثة من البعثة النبوية، وذلك أثناء رحلة الإسراء والمعراج بحسب المعتقد الإسلامي.

في الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار، بالإضافة لأنواع أخرى من الصلاة تمارس في مناسبات مختلفة مثل صلاة العيد وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف.

وتعتبر الصلاة وسيلة مناجاة بين العبد -الذي بلغ الحُلُم وصار مُكلّفا- وربّه.

منزلة الصلاة فى الإسلام
أعطى الإسلام الصلاة منزلة لم تعطها أى عبادة أخرى فهى أول ما أوجبه الله من العبادات ،وقد فرضت ليلة المعراج <قال أنس بن مالك فرضت الصلاة على النبى ليلة أسرى به خمسين صلاة، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودى يا محمد إنه لايبدل القول لدى، وإن لك بهذه الخمس خمسين [5]، وقال عبد الله بن قرط منقولاً قال محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله [6]، وعَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ : إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي جَلِيسًا صَالِحًا فَحَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ: الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.[7] وقد ذكرت الصلاة في القرآن في أكثر من موضع منها ما جاء في سورة المؤمنون قد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون وأيضاً في سورة الكوثر فصل لربك وأنحر وأيضاً في سورة الأعلى وذكر اسم ربه فصلى وأيضاً سورة طه وأقم الصلاة لذكرى [8].
أهمية الصلاة

ورد في القرآن: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) سورة النساء وورد أيضا: { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } البقرة / 43 فالصلاة عمود الدين ولا يقبل أي عذر لتاركها طالما كان قادرا على أدائها. ولا تسقط عن أي رجل بالغ عاقل، بينما تسقط عن المرأة في حالة الحيض والنفاس.
شروط الصلاة

شروط الصلاة تقسم إلى قسمين هي شروط صحة لا تصح الصلاة إلا بها وشروط وجوب لا تجب الصلاة إلا بها.
شروط الوجوب

1. الإسلام: فكل مسلم يؤمن بوحدانية الله، وأن محمدا هو الرسول الخاتم، ويؤمن بباقي الرسل والأنبياء والكتب السماوية والملائكة والقدر تجب عليه الصلاة، ولا تسقط عنه تحت أي ظرف عدا المرأة الحائض والنفساء. فغير المسلم لا تجب عليه الصلاة ولا تقبل منه لأن العقيدة عنده فاسدة
2. العقل: فلا تجب على المريض مرضا عقليا (المجنون) لأنه ليس مسئولا عن أفعاله وأقواله. فلا تجب الصلاة على غير العاقل المميز لأن العقل مناط التكليف.
3. البلوغ: فلا تجب الصلاة على غير البالغ أما الصبي فيؤمر بها لسبع سنين ويضرب عليها لعشر سنين، أما التكاليف الشرعية فعند البلوغ.
4. وشرط زائد للمرأة وهو النقاء من دم الحيض والنفاس.

شروط الصحة

1. الطهارة: وتشمل طهارة البدن من الحدث الأصغر بالوضوء والأكبر بالاغتسال وطهارة الثوب واللباس وطهارة المكان.
2. استقبال القبلة: يشترط على المسلم استقبال القبلة بشرطين أحدهما القدرة والثاني الأمن. فمن عجز عن استقبال القبلة لمرض أو غيره فإنه يصلي للجهة التي يواجها، والثاني الأمن فمن خاف من عدو أو غيره على نفسه أو ماله أو عرضه فإن قبلته حيث يقدر على استقبالها ولا تجب عليه إعادة الصلاة فيما بعد.
3. النية: وهي قصد كون الفعل لما شرع له، وينبغي استحضار النية مقارناً بالتكبير ولا تصح الصلاة بالنية المتأخرة من التكبير[9]
4. ستر العورة.
5. دخول الوقت: العلم بدخول الوقت ولو ظنا والواجب التحري عن دخول الوقت.
6. ترك مبطلات الصلاة.
7. العلم بالكيفية: أن يعلم فرائضها فلا يؤدي سنة وهو يظن أنها ركن ولا يترك ركن من الأركان عن جهل، فالعلم بكيفية الأداء والأركان والشروط واجب لصحة الصلاة[بحاجة لمصدر].

أركان الصلاة
* تكبيرة الإحرام.
* قراءة سورة الفاتحة إذا كان يصلي منفردا، أما إذا كان يصلي مع الإمام فإن قراءة الإمام تكفي.
* الركوع مع الاطمئنان.
* الرفع من الركوع.
* السجود مع الاطمئنان على الأعضاء السبعة(وهي الأنف مع الجبهة والكفان والركبتان وأطراف القدمين).
* الجلوس بين السجدتين.
* التشهد الأخير والجلوس له.
* الطمأنينة في الأركان السابقة.
* الترتيب بين أركان الصلاة.
* التسليمتين.

من ترك واحداً من هذه الأركان عامداً بغير عذر بطلت صلاته وعليه إعادتهاأما ساهياً فيجب عليه سجود السهو.

في شتّى بقاع العالم، يجب على المسلم استقبال القبلة في تأديته للصلاة ؛ والقبلة هي الكعبة المشرّفة الواقعة في مكّة المكرّمة في المملكة العربية السعودية. ولا تصّح الصلاة إلا في مكان طاهر خالٍ من النّجاسة فلا يجوز قضاؤها في أماكن عادة ما تكون أماكن نجاسة، كدورات المياه وخلافها. كما لا تصحّ الصلاة إلا بارتداء المسلم ثياباً طاهرةً، ويجب على المسلم ستر عورته حينما يؤدّي الصلاة.

في حال صلاة الجماعة، يؤُمّ المسلمين رجل واحد في أداء الصلاة ويسمّى الإمام. ويقوم الإمام بمثابة القائد في الصلاة ويتبعه المصلّون في تأديتهم للصلاة. فعلى سبيل المثال، لا يبدأ المصلون الصلاة إلا عندما يعلن الإمام بداية الصلاة عن طريق إطلاق تكبيرة الإحرام ؛ فإن كبّر الإمام كبّر المصلون من ورائه ؛ وإذا قام الإمام بالقراءة في الصلوات الجهريّة كالفجر، والمغرب، والعشاء يقوم المصلون من ورائه بالاستماع فقط. وإذا ركع الإمام قام من ورائه المصلون بالرّكوع. وإذا سجد الإمام، قام وراءه المصلون بالسّجود، وهكذا إلى أن يعلن الإمام انتهاء الصلاة بالتسليم.

تتكون كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة من ركعات، ويختلف عددها حسب توقيتها، فالفجر ركعتان ؛ ويقوم الإمام بالقراءة بصوت مسموع وتسمى بالصلاة الجهرية ؛ والظهر أربع ركعات، ولا يقرأ الإمام بصوت مسموع وتسمّى الصلاة السّريّة ؛ فالعصر أربع ركعات سرّيّة ؛ والمغرب ثلاث ركعات، الأوليين جهريّتين والثالثة سرية ؛ والعِشاء أربع ركعات، الأوليين جهريتين والباقي بالسر. في كل ركعة يقوم المصلّي بقراءة سورة الفاتحة ويعقبها بسور قصيرة أو ما شاء له أن يقرأ. يقوم الإمام في الغالب، بالتّخفيف في الصلاة لعدم الإطالة على المصلّين من ورائه تنفيذاً لما ورد في السنة النبوية ("... أفتان أنت يا معاذ").

الصلاة: عبادة ذات أقوال وأفعال أولها التكبير وآخرها التسليم. وإذا أراد الصلاة فإنه يجب عليه أن يتوضأ إن كان عليه حدث أصغر، أو يغتسل إن كان عليه حدث أكبر، أو يتيمم إن لم يجد الماء أو تضرر باستعماله، وينظف بدنه وثوبه ومكان صلاته من النجاسة.
مواقيت الصلاة

حدد الله أوقاتاً للصلاة يجب أن تؤدى كل صلاة في وقتها وذلك لما ذكر في القرآن في سورة النساء إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً وأيضاً قى سورة طه وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وحددت هذه المواقيت في حديثين هما:
الأول : عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال وقت الظهر إن زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله مالم يحضر العصر، ووقت العصر مالم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب مالم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر مالم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرنى شيطان.[10]

الثاني: عن جابر بن عبد الله أن النبى جاءه جبريل فقال له: قم فصله، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب فقال:قم فصله، فصلى المغرب حين وجبت الشمس، ثم جاءه العشاءفقال: قم فصله، فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر حين برق الفجر أو قال سطع الفجر ثم جاءه من الغد للظهر فقال:قم فصله، فصل الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جائه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه ثم جاءه المغرب وقتاً واحداً لم يزل عنه، ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل أو قال: ثلث الليل، فصلى العشاء ثم جاءه حين أسفر جداً فقال له: قم فصله، فصلى الفجر ثم قال: ما بين هذين الوقتين وقت [11]
المواقيت
مما سبق يتضح أن مواقيت الصلاوات كمايلى:
وقت الظهر:يبدأ من زوال الشمس عن وسط السماء ويمتد إلى أن يصير ظل كل شيء مثله.
وقت العصر:يبدأ إذا صار ظل كل شيء مثله إلى غروب الشمس عند المذاهب الثلاث ماعدا الحنفية حتى يصبح كل شي مثلي ظله.
وقت المغرب:يبدأ إذا غابت الشمس وتوارت إلى مغيب الشفق الأحمر.
وقت العشاء: يبدأ بمغيب الشفق الأحمر، إلى نصف الليل الأول.
وقت الفجر: يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.
اوقات النوافل والصلوات الاخرى
1. وقت صلاة الضحى من بعد طلوع الشمس عن الافق بمقدار رمح اوبمقدار قامة الإنسان إلى ما قبل الزوال.
2. وقت الجمعة نفس صلاة الظهر.
3. صلاة العيد نفس وقت الضحى.
4. صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل صلاة الفجر.
5. صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل صلاة الفجر.

إدراك ركعة وخروج الوقت بعدها
إن إدراك ركعة من الصلاة ثم خروج الوقت بعدها إدراك للصلاة وذلك لحديث أبو هريرة أن رسول الله قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة [12].

كيفية الصلاة
1. أن يستقبل القبلة بجميع بدنه بدون انحراف ولا التفات.
2. ثم ينوي الصلاة التي يريد أن يصليها بقلبه بدون نطق النية.
3. ثم يكبر تكبيرة الإحرام فيقول: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه عند التكبير.
4. ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى فوق صدره.
5. ثم يستفتح فيقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).

أو يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).

1. ثم يتعوذ فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
2. ثم يبسمل ويقرأ الفاتحة فيقول: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:1-7]

ثم يقول (آمين) يعني اللهم استجب.

1. ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ويطيل القراءة في صلاة الصبح.
2. ثم يركع، أي يحني ظهره تعظيماً لله ويُكبر عند ركوعه ويرفع يديه إلى حذو منكبيه. والسنة أن يهصر ظهره ويجعل رأسه حياله ويضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع.
3. ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن.
4. ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه حينئذ إلى حذو منكبيه. والمأموم لا يقول سمع الله لمن حمده، وإنما يقول بدلها: (ربنا ولك الحمد).
5. ثم يقول بعد رفعه: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
6. ثم يسجد خشوعاً السجدة الأولى ويقول عند سجوده: (الله أكبر) ويسجد على أعضائه السبعة: الجبهة والأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ويجافي عضديه عن جنبيه ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويتسبقل برؤوس أصابعه القبلة.
7. ويقول في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، وإن زاد: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن.
8. ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً: (الله أكبر).
9. ثم يجلس بين السجدتين على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى، ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن مما يلي ركبته، ويقبض منها الخنصر والبنصر، ويرفع السبابة ويحركها عند دعائه، ويجعل طرف الإبهام مقروناً بطرف الوسطى كالحلقة، ويضع يده اليسرى مبسوطة الأصابع على طرف فخذه الأيسر مما يلي الركبة.
10. ويقول في جلوسه بين السجدتين: (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني).
11. ثم يسجد خشوعاً منه السجدة الثانية كالأولى فيما يُقال ويُفعل، ويكبر عند سجوده.
12. ثم يقوم من السجدة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويصلي الركعة الثانية كالأولى فيما يُقال ويفعل إلا أنه لا يستفتح فيها.
13. ثم يجلس بعد انتهاء الركعة الثانية قائلاً: (الله أكبر) ويجلس كما يجلس بين السجدتين سواء.
14. ويقرأ التشهد في هذا الجلوس فيقول: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) ثم يدعو ربه بما أحب من خيري الدنيا والآخرة.
15. ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.
16. وإذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية وقف عند منتهى التشهد الأول وهو: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
17. ثم ينهض قائماً قائلاً: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى حذو منكبيه حينئذ.
18. ثم يصلي ما بقي من صلاته على صفة الركعة الثانية، إلا أنه يقتصر على قراءة الفاتحة.
19. ثم يجلس متوركاً فينصب قدمه اليمنى ويخرج قدمه اليسرى من تحت ساق اليمنى ويُمكن مقعدته من الأرض، ويضع يديه على فخذيه على صفة وضعها في التشهد الأول.
20. ويقرأ في هذا الجلوس التشهد كله.
21. ثم يسلم عن يمينه قائلاً: (السلام عليكم ورحمة الله) وعن يساره كذلك.


مصادر
1. ^ أركان الإسلام الإسلام سؤال وجواب، تاريخ الوصول 14 يوليو 2010
2. ^ شرح صالح آل شيخ لحديث: بني الإسلام على خمس موقع جامع شيخ الإسلام إبن تيمية، تاريخ الوصول 14 يوليو 2010
3. ^ تخريج الحديث: أخرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل. صحيح مسلم، كتاب الصلاة
4. ^ حكم الصلاة وعلى من تجب طريق الإسلام، تاريخ الوصول 14 يوليو 2010
5. ^ رواه أحمد والترمذى وصححه والنسائى
6. ^ رواه الطبرانى
7. ^ رواه الترمذي 378 قَالَ : وَفِي الْبَاب عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ أَبُو عِيسَى : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ وَالْمَشْهُورُ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ وَرُوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا
8. ^ القرآن الكريم سور المؤمنون آية 1و2، سورةالكوثر آية 2، سورة الأعلى آية 15، سورة طه آية 14
9. ^ مخطوطة. بدون اسم مؤلف. معهد الثقافة الشرقية في جامعة طوكيو
10. ^ رواه مسلم
11. ^ رواه أحمد والترمذى والنسائى
12. ^ رواه الجماعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالأحد 10 مايو 2015, 9:45 am

الصوم في الإسلام

الصوم في مطلق الإمساك عن الشيء، فإذا أمسك شخص عن الكلام، أو الطعام فلم يتكلم، ولم يأكل، فإنه يقال له في اللغة: صائم، ومن ذلك قول القرآن: {إني نذرت للرحمن صوماً} أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام، وأما معناه في اصطلاح الشرع فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس، بالشروط التي وضعها الفقهاء وهذا التعريف متفق عليه بين الحنفية؛ والحنابلة، أما المالكية والشافعية فإنهم يزيدون في آخره كلمة "بنيّة" فالنية محل خلاف. فرض صوم رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة.

فضل الصوم

"قال رسول الله" صل الله عليه وسلم: من صام رمضان ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. (رواه أبو هريرة)

كل عمل ابن اّدم يضاعف: الحسنة بعشر امثالها الي سبعمائة ضعف، قال الله تعالي: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل : إني امرؤ صائم. روى عن أبو هريرة ان رسول الله -صلى اله عليه وسلم-
قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فقد قال رسول الله- صل الله عليه وسلم -"أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر" من الآراء التي ذكرت في حكمة الصيام
1-الإنسان تحكمه عاداته، ويصل به الأمر إالى أن يصبح مجموعة من العادات، فتتحكم فيه إلى درجة فيعدو معها، كأنه آلة من الآلات فيبتعد عن المرونة التي تفرق بينه وبين الآلات. والإنسان الذي تحكمه عاداته : يصبح عبدا لها وفرض الله الصيام لتحرير الإنسان من هذه العبودية، فإن الصيام يعلم الإنسان نوعا من المرونة، حتى لا يتصرف تصرف الآلة.
2-يشير المرحوم فريد وجدى إلى فائدة الصيام من الناحية الطبية ففى عهد أبقراط علم الناس بأنه ينقى الجسم من سموم الأغذية، فإن المواد الحيوانيه تحتوى على مواد دهنية الإكثار منها يؤدى إلى إصابه اإنسان بآفات مرضية ومن ثم فالصيام ذو تأثير بالغ فيتخفيف الأعراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة.
3-فرض الله الصيام ليحس الغنى بألم الجوع، فيحسن على الفقير، وبذلك يتم العطف والمودة، وينشأ عنهما تماسك المجتمع.
4—فرض الله الصيام لتقوية العزيمة وتهذيب للنفس وتدريب المسلم على الصبر.
عن سهل بن سعد، عن النبى " إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم. يقال أين الصائمون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، اغلق فلا يدخل منه أحد.[1]
عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة : : الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع".[2]
أنواع الصوم
عند المالكية، والشافعية، والحنابلة
الصيام ينقسم إلى أربعة
 أقسام:

صيام مفروض: وهو صيام شهر رمضان أداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، والصيام المنذور.
* الصيام المسنون
الصيام المحرم
الصيام المكروه

أما الحنفية فقالوا ففيها رأيان.
الرأي الأول يرى أن النذر واجب لا فرض ولذا تنقسم الصيامات عندهم إلى ثمانية أقسام:
* الصيامة المفروض فرضاً معيناً، كصوم رمضان أداءً في وقته.
* الصيام المفروض فرضاً غير معين، كصوم رمضان قضاءً في غير وقته؛ فمن فاته صيام شهر رمضان أو بعضه، فإنه لا يلزمه أن يقضيه في وقت خاص، ومثله صوم الكفارات، فإنه فرض غير معين.
* صيام واجب معين، كالنذر المعين.
* صيام واجب غير معين، كالنذر المطلق.
* صيام النفل.
* الصيام المسنون.
* الصيام المستحب.
* الصيام المكروه تنزيهاً أو تحريماً.

الرأي الثاني يرى أن النذر فرض ولذا تنقسم إلى سبعة أقسام:

* فرض معين، وهو ماله وقت خاص كصوم رمضان أداء، والنذر المعين.
* فرض غير معين، وهو ما ليس له وقت خاص؛ كصوم رمضان قضاءً، والنذر غير المعين.
* الواجب وهو صوم التطوع بعد الشروع فيه، فمن أراد أن يتطوع بصوم يوم الخميس مثلاً. ثم شرع فيه فإنه يجب عليه أن يتمه، بحيث لو أفطر يأثم إثماً صغيراً، وكذلك يجب عليه قضاؤه إذا أفطره. ومثله صوم الاعتكاف غير المنذور، فإنه واجب كذلك.
الصيام المحرم:كصيام ايام العيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى وكذالك صيام يوم عرفه للحاج وصيام الحائض أو النفساء
الصيام المسنون:كصيام يوم الاثنين والخميس ويوم عرفه وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة لغير الحاج وصوم عاشوراء وهو العاشر من محرم وصوم ستة أيام من شوال
صيام النفل.
الصيام المكروه

أركان الصوم
أركان الصيام عند الحنفية، والحنابلة ركن واحد وهو الإمساك عن المفطرات، المالكية: اختلفوا، فقال بعضهم: إن للصيام ركنين: أحدهما: الإمساك، ثانيهما: النية، ورجح بعضهم أن النية شرط.
شروط الصوم
الشافعية قالوا: تنقسم شروط الصيام إلى قسمين: شروط وجوب، وشروط صحة، أما شروط وجوبه فأربعة:
1. البلوغ
2. الإسلام
3. العقل
4. الإطاقة حسا وشرعا
أما شروط صحته فأربعة :
1. الإسلام حال الصيام.
2. التمييز.
3. خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً.
4. أن يكون الوقت قابلاً للصوم.

الحنفية قالوا: شروط الصيام ثلاثة أنواع: شروط وجوب، وشرط وجوب الأداء، وشروط صحة الأداء. فأما شروط الوجوب، فهي ثلاثة:
1. الإسلام.
2. العقل.
3. البلوغ.
وأما شروط وجوب الأداء فاثنان:
1. الصحة.
2. الإقامة.
وأما شروط صحة الأداء. فاثنان:
1. الطهارة من الحيض والنفاس.
2. النية؛ فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية تمييزاً للعبادات عن العادات.
المالكية قالوا: للصوم شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، أما شروط الوجوب فهي اثنان:
1. البلوغ.
2. القدرة على الصوم.
وأما شروط صحته فثلاثة:
1. الإسلام.
2. الزمان القابل للصوم.
3. النية على الراجح من الآراء.
وشروط وجوبه وصحته معاً ثلاثة:
1. العقل
2. النقاء من دم الحيض والنفاس.
3. دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت الشهر.
الحنابلة قالوا: شروط الصوم ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً،
فأما شروط الوجوب فقط، فهي ثلاثة:
1. الإسلام.
2. البلوغ.
3. القدرة على الصوم.
وأما شروط الصحة فقط فهي ثلاثة:
1. النية.
2. انقطاع دم الحيض.
3. انقطاع دم النفاس.
وأما شروط الوجوب والصحة معاً، فهي ثلاثة:
1. الإسلام.
2. العقل
3. التمييز
الإمساك عن إيصال شيء إلى الجوف عمدا، مع ذكر الصوم، فيفسد بالأكل والشرب عمدا. هذه هي شروط الصوم الصحيحة من الناحية المادية ووللصالحين شروط أخرى :
1- غض البصر عما حرم الله.
2- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب.
3- كف السمع عن المحرم حتى لا يدخل فيمن قال الله فيهم "سماعون للكذب"

رمضان وقول الزور
عن أبي هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".[3]
الأعذار المبيحة للفطر
هناك بعض الأعذار تبيح الفطر في رمضان على أن يقوم المفطر بالقضاء، أي أن يصوم بدلاً من الأيام التي فطرها، ويجب عليه انهاؤها قبل حلول رمضان الثاني. ولا يشترط أن يصومها متصلة بل يجوز له أن يفرقها.فإذا حل عليه رمضان الثاني قبل اتمامها فيكون عليه الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره والفدية مقدارها وجبتين كاملتين من أوسط ما يأكله ويجوز إعطائه للمسكين قيمتها. ونذكر فيما يلي الأعذار المبيحة للفطر:
1. المرض: إذا لحق بالصائم مرض شديد أو خاف من زيادة مرضه إذا صام سواء بتفاقم المرض أو زيادة مدته؛ فيكون له أن يفطر، ويحدد هذا الأمر الطبيب.
2. السفر: لمسافة لا تقل عن 84 كم، فإذا تضرر المسافر من الصيام فله أن يفطر.
3. الحيض والنفاس.
4. الرضاعة والحمل: إذا كان الصوم يضر بالحامل أو المرضع أو الطفل فلها أن تفطر أيضاً على أن تقضي أو تخرج الفدية كما أسلفنا البيان.
5. كبر السن: إذا لم يطق العجوز الصيام أو لحق به مشقة فله أن يفطر ويخرج الفدية.
6. العمل الشاق: للصائم الذي لا يجد سبيلاً آخر للرزق مثل الفعلة أو عمال المناجم له أن يفطر ولكن عليه الفدية.

مبطلات الصيام
يبطل الصيام إذا قام المسلم أو المسلمة بأي من: 1- الاكل 2- الشرب 3- الجماع 4- مايقوم مقام الاكل والشرب مثل الابر المغذية 5- انزال المني بشهوة بفعل الإنسان 6- القيئ العمد 7- الحجامة 8- خروج دم الحيض أو النفاس
صوم رمضان
صيام رمضان فرض وقيامه سنة
في رواية للنسائى، أن رسول الله قال : "إن الله فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"
صيام التطوع
1- صيام ستة أيام من شوال:
عن أبى أيوب الأنصاري: أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر"،
2- صيام تسع ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج:
عن أبى قتادة قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية" رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.
3- صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوم قبلها ويوم بعدها:
عن ابن عباس قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أنا أحق بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه. متفق عليه. - عن ابن عباس قال: لما صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظِّمه اليهود والنصارى… فقال: إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله -صل الله عليه وسلم-. رواه مسلم وأبو داود. وفي لفظ قال رسول الله : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع: (يعني مع يوم عاشوراء) رواه أحمد ومسلم.[4]
4- صيام أكثر شعبان:
كان رسول الله يصوم أكثر شعبان. قالت عائشة: "ما رأيت رسول الله -صل الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان".
5- صيام الأشهر الحرم:
الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب. وسميت بذلك لأنها يحرم فيها القتال. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "أفضل صيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".[5]
6- صيام يومي الاثنين والخميس:
عن أبي هريرة أن النبي كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس، فقيل له؟ فقال: "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المتهاجرين فيقولون: أخرهما" رواه أحمد.
7- صيام ثلاثة أيام من كل شهر
قال أبو ذر الغفاري أمرنا رسول الله أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض؛ ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقال: "هي كصوم الدهر".[6]
8- صيام يوم وفطر يوم:
قال رسول الله "أحب الصيام إلى الله صوم داودوكان يصوم يومًا ويفطر يومًا".[5]

مصادر

1. ^ رواه البخارى.
2. ^ رواه الترمذى.
3. ^ رواه البخارى وأبو داود، واللفظ له.
4. ^ 
5. ^ أ ب رواه مسلم"
6. ^ رواه النسائي، وصححه ابن حبان".




الزكاة

الزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتي تعنى النماء والطهارة والبركة. وسميت الزكاة لأنها بحسب المعتقد الإسلامي تزيد في المال الذي أخرجت منه،‏ وتقيه الآفات، كما قال ‏ابن تيمية:‏ نفس المتصدق تزكو، وماله يزكو‏، يَطْهُر ويزيد في المعنى‏.
أما تعريفها اصطلاحاً فهي الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغنى، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام.

الزكاة في الشريعة الإسلامية
حصة مقدرة من المال فرضها الله للمستحقين الذين سماهم في القرآن،‏ أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة، ‏ ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى‏.‏ والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما ذكر القرآن‏:‏ ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم‏)‏
‏سورة ‏التوبة :‏103‏‏
وفي الحديث الصحيح قال رسول الله صل الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم» رواه البخاري.
الحكمة من مشروعيتها
الحكمة من الزكاة‏ تطهير النفوس من البخل،‏ وهي من أعلى درجات التكافل الاجتماعي، ‏وهي عبادة مالية، وهي أيضا سبب لنيل رحمة الله‏,‏ ذكر القرآن‏:‏ 
‏(‏ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة‏)‏ ‏سورة الأعراف :156،‏
وشرط لاستحقاق نصره الله‏,‏ ذكر القرآن‏:‏ 
‏(‏ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز‏, الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة‏)‏
‏سورة الحج :‏40- 41‏،
‏ وشرط لأخوة الدين‏، ‏ ذكر القرآن‏:‏ ‏
(‏فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين‏)‏ ‏‏سورة ‏‏التوبة :‏11,‏ وهي صفة من صفات المجتمع المؤمن‏,‏ ذكر القرآن‏:‏
‏(‏والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم‏)‏ ‏‏سورة التوبة:‏71‏‏,‏ وهي من صفات عُمّار بيوت الله‏,‏ ذكر القرآن‏:‏ 
‏(‏إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله‏)‏ ‏سورة التوبة: ‏18‏،‏ 
وصفة من صفات المؤمنين الذين يرثون الفردوس،
ذكر القرآن‏:‏ ‏(‏والذين هم للزكاة فاعلون‏) 
‏ سورة المؤمنون: ‏4‏.

مكانة الزكاة
وبينت السنة مكانة الزكاة فعن ابن عمر أن رسول الله قال‏:‏ ‏(‏أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله‏, ‏ وأنّ محمدًا رسول الله‏, ‏ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة.‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم‏, ‏ وعن جرير بن عبد الله قال‏:‏ ‏(‏بايعت رسول الله على إقام الصلاة‏, ‏ وإيتاء الزكاة‏, ‏ والنصح لكل مسلم‏‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم‏, ‏ وعن ابن عمر أن رسول الله قال‏:‏ ‏(‏بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله‏, ‏ وأن محمدًا رسول الله ‏, ‏ وإقام الصلاة‏, ‏ وإيتاء الزكاة‏, وصوم رمضان، ‏ وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا‏‏ ‏.‏‏)‏ أخرجه البخاري ومسلم‏.‏
شروط وجوبها
1. الإسلام، فلا تجب على غير المسلم.
2. ملكُ النصاب، فلا تجب على غير القادر.
3. حولان الحول (مُضى سنة كاملة) عدا الخارج من الأرض فزكاته تجب عند اشتداد الحب وظهور نضج الثمار.

أحكام الزكاة
تجب الزكاة في الأنواع التالية:
الأنعام (الإبل والبقر والغنم وبعض العلماء أوجبها في الخيول كذلك).
الخارج من الأرض كالحبوب والثمار والزروع المقتاتة حالة الإختيار.
الذهب والفضة والمعدن والركاز منهما وما راج رواجهما في التعامل كالعملة الورقية والحلي (اختلف العلماء في وجوبها).
أموال التجارة، ولكن لا تجب الزكاة في أدوات الإنتاج مثل المبانى والآلات والسيارات والمعدات والأراضى التي ليس الغرض بيعها والمتاجرة فيها.
ولا تجب قبل بلوغ النصاب وحولان الحول إلا في المعدن فإنها تجب حالا بعد تنقيته من التراب وفي الركاز فإنها تجب حالا إن بلغ النصاب.
والنصاب هو المقدار المعين من المال الذي لا تجب الزكاة في أقل منه وتختلف قيمة النصاب حسب نوع المال.
نصاب الزكاة وقدر الإخراج
* أول نصاب الزكاة في الإبل خمسة ويخرج عنها شاة عمرها سنة (جذعة ضأن).
* أول نصاب البقر 30 ويخرج عنها ذكر أو أنثى من البقر لها سنتان[1].
* أول نصاب العملات الورقية هو ما يكافئ (85) جراما تقريبا من الذهب الخالص ويتغير بتغير قيمة العملة، ونسبة زكاة الثروة النقدية 2.5 % سنوياً وفقـاً للسنـة الهجرية.

مصارف الزكاة
مصارف الزكاة ثمانية أصناف محصورة في قول القرآن "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم " سورة التوبة آية 60 وهم :
1. الفقراء: والفقير هو من لا يجد كفايته.
2. المساكين: والمسكين من يجد كفايته بالكاد وقد لا تسد حاجته.
3. العاملين عليها: وهم العمال القائمين على شأن الزكاة حيث أن الزكاة في الإسلام نظام كامل متكامل يتطلب من يقوم على تطبيقه والتفرغ التام له، ومن ثم أجاز الشارع الحكيم لهؤلاء العاملين عليها أن يؤجروا منها أي الزكاة.
4. المؤلفة قلوبهم: وهم من يريد الإسلام أن يستميلهم، أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عن المسلمين.
5. في الرقاب: وهم العبيد والإماء المكاتبون أي الذين اتفقوا مع من يملكونهم على أن يتم تحريرهم نظير مبلغ معين فتجوز الزكاة لهم حتى يصبحوا أحراراً.
6. الغارمين: والغارم هو الذي تراكمت عليه الديون فيأخذ من الزكاة مايفي دينه.
7. في سبيل الله: ويشمل العديد من الأعمال التي لا يبتغي فيها صاحبها إلا وجه الله ويعد من أوسع مصارف الزكاة.
8. ابن السبيل: وابن السبيل هو المسافر الذي قد يكون نفد ماله وهو في مكان غير بلده فيعطى مايكفيه للعودة إلى بلده.

الزكاة وآل بيت النبي
الصدقة (الزكاة) لا تحل لآل النبي محمد؛ وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك عن النبي منها ما رواه مسلم في صحيحه : أن النبي كان إذا أتي بطعام سأل عنه فإن قيل هدية أكل منها وإن قيل صدقة لم يأكل منها [2]. كما قال النبي لعمه العباس بن عبد المطلب: ((إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة؛ إنما هي أوساخ الناس)) [3]. و عن أبي هريرة قال : أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله : ((كخ كخ، أرم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟)) متفق عليه [4].
وفي رواية : ((أنَّا لا تحل لنا الصدقة)) [5]، وقوله : ((كخ كخ)) يقال بإسكان الخاء ويقال بكسرها مع التنوين، وهي كلمة زجر للصبي عن المستقذرات، وكان الحسن صبياً. ولكن زكاة غنيهم على فقيرهم جائزة وهذا هو رأي شيخ الإسلام.
الزكاة والسعادة
يقول باحثون كنديون إن اقتناء مبالغ طائلة من الأموال لا يجعل الإنسان أكثر سعادة، وإن مايعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين. ويقول فريق الباحثين في جامعة بريتيش كولومبيا إن إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس [1]. وهذا البحث يؤكد أن الزكاة تعمل على تزكية النفس وتطهيرها ورفع معنويات المنفق وتعطي دفعة نفسية أكبر للفرد تجعله قادرا على مواجهة مصاعب الحياة ويمكن القول أن الزكاة علاج نفسي للفرد وعلاج اجتماعي للفقر.
مقارنة بين الزكاة والضرائب
* الزكاة فريضة إسلامية لكن الضريبة يفرضها القانون.
* الزكاة تأديتها عبادة لله وتنجي الفرد من عذاب الآخرة والضريبة تأديتها انقياد للقانون حتى لايعاقب في الدنيا.
* الزكاة لا يمكن التهرب من آدائها لأن الله يراقب العباد لكن الضرائب يمكن للمرء التهرب منها.
* الزكاة تصل مباشرة من الأغنياء للفقراء أما الضرائب فقد يتهرب منها الأغنياء ويجبر على دفعها الفقراء.
* الزكاة يؤديها المسلم مقبل عليها وهو طائع لذلك فهي تبعث في نفسه السعادة أما الضريبة يؤديها الفرد وهو مجبر تحت سطوة القانون لذلك تزيد من الضغوط النفسية عليه مما يزيد من مخاطر الأمراض النفسية.
* المال يذهب في الضرائب بينما الزكاة تزيد المال وتطرح فيه البركة
* الزكاة لا يمكن نقل عبئها إلى شخص غير المكلف بها لإن هناك مؤسسة رقابية هي الحسبة سوف تقوم بتوقيع العقاب على من يثبت قيامه بذلك، إلا أنه من الثابت في الفكر الاقتصادي فكرة نقل العبء الضريبي والذي يؤدي إلى ظاهرة الركود التضخمي. فالضرائب باعتبارها تكاليف إنتاج سوف تساهم في صناعة التضخم(زيادة المستوى العام للأسعار) بينما لا تؤدي الزكاة إلى هذا المرض الاقتصادي الخطير.
* كما أن الزكاة تؤخذ من الأغنياء بينما الضرائب على نحو ما تقدم، يقوم بتحملها الفقراء وليس الأغنياء. وبالتالي تقوم الزكاة بدور إجتماعي واقتصادي إيجابي، بينما تقوم الضرائب (على نحو ما هو متبع في النظم الوضعية) بدور سلبي.


المصادر

1. ^ كتاب فقه الزكاة للشيخ القرضاوي
2. ^ صحيح مسلم 3 / 121 باب قبول النبي الهدية ورده الصدقة
3. ^ رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، رقم (1072).
4. ^ رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب ما يذكر في الصدقة للنبي، رقم (1491)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله، رقم (1069)
5. ^ رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله، رقم (1069)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالأحد 10 مايو 2015, 9:46 am

الحج في الإسلام
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام،[1] لقول النبي محمد : "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً"،[2] والحج فرض عين على كل مسلم قادر لما ذكر في القرآن: ?وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ?،[3] والحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة فقط،[4] تبدأ مناسك الحج في شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام[5] من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة لعمل طواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة لعمل طواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق،[6] ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة لعمل طواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.

الحج طقس ديني موجود من قبل الإسلام،[7] إذ يعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة مثل الحنيفية أتباع ملة النبي إبراهيم، ذُكر في القرآن: ?وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ?،[8] فكان الناس يؤدونها أيام النبي إبراهيم ومن بعده، لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها،[7] وذلك حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية على يد عمرو بن لحي.[9] وقد قام النبي بالحج مرة واحدة فقط هي حجة الوداع في عام 11هـ،[10] وفيها قام النبي بعمل مناسك الحج الصحيحة، وقال: "خذوا عني مناسككم"،[11] كما ألقى النبي خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.

فرِض الحج في السنة التاسعة للهجرة،[12][13] ويجب على المسلم أن يحجَّ مرة واحدة في عمره،[14] فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تَطوعاً منه، فقد روى أبو هريرة أن النبي محمد قال: يا أيها الناس، قد فُرض عليكم الحج فحُجُّوا". فقال رجل من الصحابة: أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟ فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي: لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم"، ثم قال: ذروني ما تركتكم.[15] شروط الحج خمسة؛ الشرط الأول الإسلام بمعنى أنه لا يجوز لغير المسلمين أداء مناسك الحج.[16] الشرط الثاني العقل فلا حج على مجنون حتى يشفى من مرضه.[16] الشرط الثالث البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم.[17] الشرط الرابع الحرية فلا يجب الحج على المملوك حتى يعتق.[17] أما الشرط الخامس الاستطاعة بمعنى ان الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع.[18]

فضل الحج

وردت عن النبي محمد العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام،[19][20] ومن أبرز هذه الأحاديث: ما ورد في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة[21] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: "أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد قي سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".[22] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: "من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".[23] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".[24] وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة".[25] وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله "يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور".[26] وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة".[27]
أنواع الحج

ينقسم الحج من حيث طبيعة المناسك إلى ثلاثة أنواع هي:

حجُ التَّمَتُّع: ويعني أن الحاج ينوي أولاً أداء العمرة وذلك في الأيام العشرة الأوائل من شهر ذو الحجة، ثم يحرم بها من الميقات، ويقول: "لبيك بعُمرة"، ويتوجه الحاج بعد ذلك إلى مكة، وبحسب الفقه الجعفري يجب عدم التظليل عبر الجلوس تحت مايحجب السماء مثل سقف مبنى أو سقف وسائل النقل من سيارة وغيرها أثناء الانتقال إلى مكة بالنسبة للرجال ومن يفعل ذلك من غير بأس فعليه كفارة بالنسبة للرجال، وبعد الوصول لمكة يتم المحرم مناسك العمرة من الطواف والسعي، ثم يتحلل من الإِحرام بالتقصير،[28] ويحل له كل شيء حتى النساء، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ويؤدِّي مناسكه من الوقوف بعرفة وطواف الإِفاضة، والسعي وسِواه،[28] فيكون قد أدى مناسك العمرة كاملة ثم أتبعها بمناسك الحج كاملة أيضاً. ويعد حج التمتع أفضل أنواع الحج عند الحنابلة والشيعة، ويشترط لصحة التمتع أن يجمع بين العمرة والحج في سفر واحد، وفي أشهر الحج، وفي عام واحد.[28]

حجُ القِران: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج والعمرة معاً فيقول: (لبيك بحج وعمرة)،[29] ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القدوم، ويبقى محرمًا إلى أن يحين موعد مناسك الحج، فيؤديها كاملة من الوقوف بعرفة، ورَمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[29] وليس على الحاج أن يطوف ويَسعى مرة أخرى للعمرة بل يكفيه طواف الحج وسعيه، وذلك لما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة: "طوافك بالبَيْت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعُمرتك".[30] ويعد حج القِران أفضل أنواع الحج عند الأحناف.[29]

حجُ الإفراد: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج فقط ويقول: "لبيكَ بحجٍ" ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القُدوم، ويبقى محرمًا إلى وقت الحج، فيؤدي مناسكه من الوقوف بعرفة والمبيتِ بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[31] حتى إذا أنهى المناسك بالتحلل الثاني خرج من مكة وأحرم مرة أخرى بنيَّةِ العمرة - إن شاء - وأدَّى مناسكها. والإِفراد أفضل أنواع النسك عند الشافعية والمالكية؛ لأن حجة الرسول كانت عندهم بالإِفراد.

المناسك

فضل الحج


وردت عن النبي محمد العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام،[19][20] ومن أبرز هذه الأحاديث: ما ورد في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة[21] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: "أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد قي سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".[22] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: "من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".[23] وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".[24] وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة".[25] وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله "يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور".[26] وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة".[27]
أنواع الحج
ينقسم الحج من حيث طبيعة المناسك إلى ثلاثة أنواع هي:

حجُ التَّمَتُّع: ويعني أن الحاج ينوي أولاً أداء العمرة وذلك في الأيام العشرة الأوائل من شهر ذو الحجة، ثم يحرم بها من الميقات، ويقول: "لبيك بعُمرة"، ويتوجه الحاج بعد ذلك إلى مكة، وبحسب الفقه الجعفري يجب عدم التظليل عبر الجلوس تحت مايحجب السماء مثل سقف مبنى أو سقف وسائل النقل من سيارة وغيرها أثناء الانتقال إلى مكة بالنسبة للرجال ومن يفعل ذلك من غير بأس فعليه كفارة بالنسبة للرجال، وبعد الوصول لمكة يتم المحرم مناسك العمرة من الطواف والسعي، ثم يتحلل من الإِحرام بالتقصير،[28] ويحل له كل شيء حتى النساء، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ويؤدِّي مناسكه من الوقوف بعرفة وطواف الإِفاضة، والسعي وسِواه،[28] فيكون قد أدى مناسك العمرة كاملة ثم أتبعها بمناسك الحج كاملة أيضاً. ويعد حج التمتع أفضل أنواع الحج عند الحنابلة والشيعة، ويشترط لصحة التمتع أن يجمع بين العمرة والحج في سفر واحد، وفي أشهر الحج، وفي عام واحد.[28]

حجُ القِران: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج والعمرة معاً فيقول: (لبيك بحج وعمرة)،[29] ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القدوم، ويبقى محرمًا إلى أن يحين موعد مناسك الحج، فيؤديها كاملة من الوقوف بعرفة، ورَمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[29] وليس على الحاج أن يطوف ويَسعى مرة أخرى للعمرة بل يكفيه طواف الحج وسعيه، وذلك لما ورد في صحيح مسلم أن رسول الله قال لعائشة: "طوافك بالبَيْت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعُمرتك".[30] ويعد حج القِران أفضل أنواع الحج عند الأحناف.[29]

حجُ الإفراد: ويعني أن ينوي الحاج عند الإِحرام الحج فقط ويقول: "لبيكَ بحجٍ" ثم يتوجه إلى مكة ويطوف طواف القُدوم، ويبقى محرمًا إلى وقت الحج، فيؤدي مناسكه من الوقوف بعرفة والمبيتِ بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، وسائر المناسك،[31] حتى إذا أنهى المناسك بالتحلل الثاني خرج من مكة وأحرم مرة أخرى بنيَّةِ العمرة - إن شاء - وأدَّى مناسكها. والإِفراد أفضل أنواع النسك عند الشافعية والمالكية؛ لأن حجة الرسول كانت عندهم بالإِفراد.

المناسك
تنقسم مواقيت الحج إلى مواقيت زمانية ومواقيت مكانية،[32] المواقيت الزمانية هي الشهور المحددة لتكون زمناً للحج،[33] وهذه الشهور هي شوال، ذو القعدة وذو الحجة، وتحديداً من أول شهر شوال إلى يوم العاشر من ذي الحجة. أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها النبي محمد لمن أراد أن يحرم لأداء مناسك الحج والعمرة،[34] وهي كالتالي:
ذا الحليفة: تسمى الآن آبار علي وهي أبعد المواقيت عن مكة، وهي الميقات المخصص لأهل المدينة المنورة[35] وكل من أتى عليها من غير أهلها، وتبعد عنها حوالي 18كم.
الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وكل دول المغرب العربي ومن كان وراء ذلك،[35] وقد اندثرت هذه القرية حالياً، ولما كانت محاذية لمدينة رابغ وقريبة منها حلت مدينة رابغ محلها فأصبحت هي الميقات البديل.
قرن المنازل: يسمى أيضاً ميقات السيل الكبير، وهو الميقات المخصص لأهل نجد، ودول الخليج العربي وما ورائهم،[35] ويبعد عن مكة حوالي 74كم تقريباً.
يلملم: وهو ميقات أهل اليمن، وكل من يمر من ذلك الطريق، وسمي الميقات بهذا الاسم نسبة لجبل يلملم.[36]
* ذات عرق: هو ميقات أهل العراق وما ورائها،[36] وهذا الميقات لم يذكر في حديث النبي محمد عن المواقيت، ولكن تم تحديده من خلال الخليفة عمر بن الخطاب.[36]
ميقات أهل مكة أهل مكة يحرمون من بيوتهم أو المسجد الحرام إن شاءوا،[37] فإن عليهم أن يخرجوا إلى حدود الحرم للإحرام إما من التنعيم أو عرفة.[38]

الإحرام

الإحرام هو الركن الأول من أركان الحج، وهو نية الدخول في النسك مقروناً بعمل من أعمال الحج كالتلبية،[39] وهو واجب من واجبات الإحرام بمعنى أن على من تركه فدية، إما أن يذبح شاة،[40] أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم ستة مساكين.[39] إذا وصل المسلم إلى الميقات وأراد أن يحرم فيستحب له أن يقص أظفاره ويزيل شعر العانة، وأن يغتسل ويتوضأ.[41] ثم يلبس بعد ذلك ملابس الإحرام، بالنسبة للرجل فيلبس إزار ورداء أبيضين طاهرين، أما المرأة فتلبس ما تشاء من اللباس الساتر دون أن تتقيد بلون محدد،[42] لكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين.[42] بعد ذلك يصلى الحاج ركعتي الإحرام،[43] ثم ينوي بعد ذلك الحج بقلبه أو بلسانه، فأما الحاج المتمتع فيقول: "لبيك بعُمرة" لإنه سيقوم بأداء مناسك العمرة أولا قبل الحج، أما الحاج المقرن فيقول: "لبيك بحج وعمرة"، أما الحاج المفرد فيقول: "لبيك بحج".
ملابس الإحرام.

محظورات الإحرام يقصد بها الأمور التي يمنع المحرم من فعلها بسبب إحرامه،[44] وتنقسم المحظورات إلى محظورات مشتركة بين الرجال والنساء، ومحظورات خاصة بالنساء وأخرى بالرجال، أما المحظورات المشتركة فهي إزالة الشعر، تقليم الأظافر،[44] الجماع أو مباشرة النساء لشهوة، التطيب أي وضع العطر في البدن أو في ثياب الإحرام، قتل الصيد البري كالأرانب والغزلان وخلافه، وعقد الزواج.[44] أما المحظورات الخاصة بالرجال فهي لبس الملابس المخيطة،[45] وهو أن يلبس الثياب ونحوها مما هو مفصل على هيئة البدن كالقميص أو البنطال،[45] كما يحرم عليه إنزال المني باستنماء أو جماع،[45] وتغطية الرأس بملاصق، كالطاقية وما شابهها. أما المحظورات الخاصة بالنساء فهي لبس القفازين أو النقاب.[46] فإن فعل المحرم المحظور جاهلاً أو ناسياً أو مكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية،[47] وإن فعل المحرم المحظور لحاجة إليه فلا إثم عليه ولكن عليه فدية.[48]

إذا انتهى الحاج من إحرامه خرج من الميقات، فإذا وصل مكة فدخلها يستحب له أن يقول: "اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وأمنى من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب العالمين"،[49] وعندما يدخل المسجد الحرام يقول: "لا إله إلا الله والله أكبر اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا، وزد من زاره شرفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة ورفعة وبرًّا"،[49] بالنسبة للحاج المتمتع فيقوم بأداء مناسك العمرة أولاً من طواف وسعي ثم يتحلل من إحرامه، ويظل كذلك إلى يوم الثامن من ذي الحجة فيُحرم بالحج ثم يتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية. أما الحاج المقرن والمفرد فيطوف طواف القدوم ويبقى محرماً إلى يوم الثامن فيتوجه إلى منى لقضاء يوم التروية.
يوم التروية
يوم التروية و منى
الحجاج في يوم التروية.


يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، حيث كان معدوماً في ذلك الايام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج،[50][51] بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات‏، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج،[52] والمستحب أن يحرم به صباحًا قبل الزوال، يتوجه الحاج بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها، والمبيت في منى سنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه،[53] ومنى منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة،[54] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى،[55] كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصراً دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة،[55] ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجهاً إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
يوم عرفة
يوم عرفة و جبل عرفة و مزدلفة
الحجاج حول مسجد نمرة في يوم عرفة.

يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أهمُّ أركان الحج، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن سب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيداً هما؛ أن أبو البشر آدم التقا مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة[56] في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة،[57][58] والثانية أن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: "أعرفت أعرفت؟" فيقول إبراهيم: "عرفت عرفت" ولهذا سميت عرفة.[59][60] تقع عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها والطائف بنحو 22 كم، تبلغ مساحتها حوالي 10,4 كم²، تبعد عن منى حوالي 10 كم، وعن مزدلفة حوالي 6 كم. وعرفة عبارة عن سهل واسع مستو على شكل قوس كبير، تحيط الجبال بأطراف هذا القوس، ووتر هذا القوس هو وادي عُرَنَة.[61] يحدها من الشمال الشرقي جبل سعد، ومن الشرق جبل أمغر، ومن الجنوب سلسلة جبيلة سوداء اللون، أما في الغرب والشمال الغربي فيوجد وادي عُرَنَة والطريق الرابط بين مكة والطائف.
مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها،[62] والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم ففد بطل حجه،[63][64] يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: "الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه".[65] وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً"،[66] وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".[67]

وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى[68] ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين،[69] ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"،[70][71] يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها،[72] ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء،[73] ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى وعددها 70 حصاة[74] (فوق حجم الحمص وأقل من البندق)[74] وذلك لرمي الجمرات كلها، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
عيد الأضحى
عيد الأضحى و جمرة العقبة الكبرى و الفدي والهدي و طواف الإفاضة

اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم عيد الأضحى، بعد صلاة الفجر يخرج الحاج من مزدلفة متوجهاً إلى مشعر منى وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى، وقت الرمي المحدد هو من فجر يوم عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي،[75] ولكن السنة أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس إلى الزوال، ويجوز الرمي بعد الغروب إلى الفجر لكن لعذر، عند وصول الحاج يقطع التلبية[76] ويستحب له أن يجعل منى عن يمينه، والكعبة عن يساره، وجمرة العقبة أمامه، أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت،[76] رمي الجمرة يتم بحيث تضرب الحصية في شاخص الجمرة (في الصورة) أو تقع في الدائرة المحيطة به، ثم يقوم الحاج برمي الشاخص بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كل حصاة، ويكبر قائلاً "بسم الله، والله أكبر، رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن".[77]
شاخص جمرة العقبة الكبرى.

إذا فرغ الحاج من رمي جمرة العقبة قام بذبح الهدي،[78] وهي الإبل أوالبقر أو الغنم، والنحر واجب على الحاج المتمتع والقارن فقط،[78] ويستحب أن يقول عند ذبحه أو نحره "بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك، اللهم تقبل مني"، ويسن ذبح الشاة على جنبها الأيسر وفي اتجاه القبلة، ويستحب للحاج أن يأكل منها ويتصدق منها أيضاً،[78] ويمتد وقت الذبح إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ويجوز للحاج أن يذبح في منى أو في مكة،[79] وذلك لقول النبي محمد: "كل عرفة موقف وكل منى منحر وكل المزدلفة موقف وكل فجاج مكة طريق ومنحر".[80] ثم إذا فرغ الحاج من ذبح الهدي لمن كان له هدي، حلق رأسه أو قصره، والحلق هو الأفضل للرجال ذلك لأن النبي محمد دعا بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة واحدة، أما المرأة فليس عليها إلا التقصير بأن تأخذ من كل قرن قدر الأنملة أو أقل. بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ويسمى هذا التحلل الأول،[81] فإذا تحلل الحاج التحلل الأول استحب له أن يتطيب ويستحب له أن يتنظف ويلبس أحسن ثيابه.[81]

يتوجه الحاج بعد الأعمال السابقة إلى مكة ليطوف حول الكعبة، ويسمى هذا الطواف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، وقد ذكر في القرآن في الآية: ?ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ?،[82] ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم ويستحب أن يشرب من ماء زمزم. بعد الطواف وصلاة الركعتين يسعى الحاج بين الصفا والمروة في حالة إذا كان الحاج متمتعاً،[83] وذلك لأن سعيه الأول كان للعمرة أما هذا السعي فللحج، أما الحاج القارن والمفرد فليس عليه إلا سعي واحد، فإن كان قد سعاه بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة، وإلا سعى بعد طواف الإفاضة،[83] وبهذا يتحلل الحاج التحلل الثاني، ويحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء،[84] ثم يرجع الحاج بعد ذلك إلى منى ليبيت بها أيام التشريق.
أيام التشريق
أيام التشريق و جسر الجمرات و جمرة العقبة
رمي الجمرات
.

أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تتبع يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وسميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي ويبرزونها للشمس،[85] وقيل لأن صلاة عيد الأضحى تقام بعد شروق الشمس وأن هذه الأيام تتبع يوم العيد فسميت أيام التشريق،[85] وفي هذه الأيام يقوم الحجاج برمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى على الترتيب.[86] اليوم الحادي عشر وهو أول أيام التشريق، فيه يقوم الحاج برمى الجمرات الثلاث متعاقبة، بدءاً من وقت الزوال وحتى غروب الشمس،[87] وفي كل مرة يرمي الحاج سبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، ثم يقف للدعاء، عدا جمرة العقبة الكبرى فينصرف بعد الرمي مباشرة،[88] ويقضي الحاج ليلته في منى، وكذلك الحال في ثاني وثالث أيام التشريق. بعد انتهاء الرمي ثاني أيام التشريق يجوز للحجاج المتعجلين الخروج من منى قبل غروب الشمس والتوجه إلى مكة، ويسمى ذلك بالنفر الأول،[89] أما من تأخر في الخروج من منى؛ فعليه ان يقضي ليلته، ويرمي الجمرات في ثالث أيام التشريق ويخرج بعد ذلك، ويسمى ذلك النفر الثاني.[89]
طواف الوداع
الطواف حول الكعبة.
طواف الوداع

بعد أن ينتهي الحجاج من رمي الجمرات ومغادرة مشعر منى، وأرادوا الخروج من مكة والعودة إلى بلدانهم بعد الانتهاء من المناسك وجب عليهم أن يطوفوا طواف الوداع،[90] بأن يطوفوا حول الكعبة سبعة أشواط، ويصلوا خلف مقام إبراهيم ركعتين ختاماً للمناسك وليكون آخر عهدهم المسجد الحرام قبل مغادرتهم لمكة المكرمة، وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس أنه قال: "كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال النبي محمد: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت"،[91] بمعنى أنه طواف الوداع واجب على كل الحجاج، وذكر في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس أنه قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض"،[92] بمعنى أن الحائض والنفساء ليست مطالبة بأداء الطواف ولا حتى فدية، وبعد الانتهاء من الطواف يخرج الحجاج من مكة عائدين إلى بلدانهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Empty
مُساهمةموضوع: رد: العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي   العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي Emptyالأحد 10 مايو 2015, 9:46 am

مناسك الحج في المنظور الشيعي

والحج عند الشيعة 3 أقسام أيضا لا يصح الحج إلا على أحدها: تمتع، وقران، وافراد.[93] وقد ورد عن محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن العباس والحسن، عن علي، عن فضالة، عن معاوية، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معاوية، عن أبا عبد الله أنه قال في القارن: "لا يكون قران إلا بسياق الهدي، وعليه طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف بعد الحج، وهو طواف النساء، وأما المتمتع بالعمرة إلى الحج فعليه ثلاثة أطواف بالبيت، وسعيان بين الصفا والمروة".[94] كذلك يؤمن الشيعة أن التمتع أفضل الحج، فعلى المتمتع إذا قدم مكة طواف بالبيت، وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، ثم يقصر وقد أحلّ هذا للعمرة وعليه للحج طوافان، وسعي بين الصفا والمروة، ويصلّي عند كل طواف بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم. وأما المفرد للحج فعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم، وسعي بين الصفا والمروة، وطواف الزيارة، وهو طواف النساء وليس عليه هدي ولا أضحية.[94] أما بالنسبة لمواقيت الحج فهي نفسها عند أهل السنة والجماعة.[95]

يعتبر الشيعة زيارة المدينة المنورة بعد أعمال الحج إتماما للحج، فهي تكاد تكون واجبة. وهناك يجب زيارة النبي محمد بن عبد الله وزيارة فاطمة الزهراء التي لا يعرف الشيعة قبرها بالتحديد ولكن يزورونها عن بعد من أماكن مختلفة. وكذلك زيارة مقبرة البقيع المدفون فيها أربعة من أئمة الشيعة بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات التي يعظمها الشيعة من الصحابة وغيرهم.

إلى جانب طقس الجد إلى الكعبة في مكة، يقوم المسلمون الشيعة بشد الرحال إلى مراقد وقبور أئمة الشيعة، وزيارة قبر علي بن أبي طالب، ابن عم نبي الإسلام محمد بن عبد الله، وولده الحسين بن علي، والوقوف عند هذه المراقد والدعاء. ومما ورد عن استحباب زيارة قبور الأئمة عن لسان محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي،[96] عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم قال:

الحج في الإسلام قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إن الاوصياء لا يطاف عنهم، فقال: بلى، طف ما أمكنك، فإن ذلك جائز، ثم قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شيء فعملت به، قال: وماهو؟ قلت: طفت يوما عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال ثلاث مرات: صل الله على رسول الله، ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السلام، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه السلام، والرابع عن الحسين عليه السلام، والخامس عن علي بن الحسين، واليوم السادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، واليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السلام، واليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السلام، واليوم التاسع عن أبيك علي عليه السلام، واليوم العاشر عنك يا سيدي، وهؤلاء الذين أدين الله بولايتهم، فقال: إذا والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره، فقلت: وربما طفت عن امك فاطمة عليها السلام، وربما لم أطف، فقال: استكثر من هذا فإنّه أفضل ما أنت عامله، إن شاء الله.



أحداث وحوادث


* في سنة 930 هاجم القرامطة مدينة مكة وقتلوا عددًا من الحجاج، وحملوا معهم الحجر الأسود إلى هجر في الإحساء، ولم يرجع الحجر الأسود إلى مكة إلا بعد القضاء على طائفة القرامطة بعد حروب دامية دامت أكثر من خمسة عشرة سنة، وبأمر من الخليفة الفاطمي، أبو طاهر إسماعيل المنصور بالله.[104]

* في ديسمبر 1975 أسفر حريق ضخم شب في مخيمات للحجاج قرب مكة المكرمة عن مقتل 200 حاج، وقع الحريق أثر انفجار اسطوانة غاز وانتشر بسرعة إلى خيام الحجاج.[105]

* في 31 يوليو 1987 قام الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج منددة بالولايات المتحدة عرفت باسم أحداث مكة 1987، وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات،[106] فتدخلت قوات الأمن السعودية لإنهاء تلك التظاهرات، وأسفرت المواجهات بين القوات السعودية والمتظاهرين الإيرانيين عن مقتل 402 شخصاً.[106]

* في 10 يوليو 1989 أدى اعتداء مزدوج بالقرب من المسجد الحرام إلى مقتل شخص وجرح 16 آخرين، ووجهت التهمة إلى 16 كويتياً بالوقوف وراء الاعتداء، وعرفت هذه القضية باسم حادثة الحرم المكي الثانية.[107]

* في 2 يوليو 1990 وقع تدافع كبير داخل نفق منى، الواقع جنوب مكة بعدما توقف على الارجح نظام التهوية عن العمل. واسفر الحادث عن مقتل 1426 حاجا معظمهم من الاسيويين مات معظمهم اختناقا.[108]

* في 15 أبريل 1997 تسبب حريق نجم عن سخانة تعمل بالغاز في نشوب حريق هائل في مخيم الحجاج بوادي منى ما أدى إلى مقتل 343 حاجا وجرح اكثر من 1500 آخرين.

* في 1 فبراير 2004 244 حاجاً قتلوا في اليوم الأول من رمي الجمرات خلال تدافع حصل في وادي منى قرب مكة المكرمة أثناء مشعر رمي الجمرات.[109]

* في 12 يناير 2006 قتل 340 حاجاً في تدافع على جسر الجمرات في ثاني أيام التشريق، وقد وقع بسبب تساقط أمتعة للحجاج من أعلى حافلات كانت تسير في مكان الحادث.[110]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العقيدة وأثرها في السلوك الأخلاقي والاجتماعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تقرير "حالة البلاد " المجلس الاقتصادي والاجتماعي
» رؤية حماس للإصلاح السياسي والاجتماعي في فلسطين ..
» رب العائلة و الدور الإجتماعي و الأخلاقي المسؤول
» التدهور الأخلاقي في مجتمعاتنا .. هل أصبح ظاهرة؟
» موسوعة العقيدة الشاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: