منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70058
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Empty
مُساهمةموضوع: صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين    صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:31 pm

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Content?id=JqkzAAAAIAAJ&printsec=frontcover&img=1&zoom=1&imgtk=AFLRE73wG3vbzG3L4mvvMCyw1fouorrT0tLi2QjV5uXs2LNqXoD1GcqbTgzEpLqoxLcQV0aatyitzPMzFmXYtxhMlqvb_wmsWs234wk02NzmgtYSzZi9HCXu57GULtNcu9JCR4ShRikS&source=gbs_api

يعد الحديث عن شخصية صادق الشرع حديث عن أحد القادة العسكريين الذين كان لهم أثر بارز في الجيش 

العربي الذي شارك في معارك فلسطين، فتجده قد تنقل في عدد من المواقع العسكرية، كان أصغر عسكري في 

جيوش العالم يحمل رتبة لواء وعمره (35) عاماً، شغل منصب أول وزير للتموين في الدولة الأردنية في 

حكومة السيد زيد الرفاعي عام 1974، وشارك في إبرام العديد من الاتفاقيات العسكرية بين الجيوش العربية.
أما عن نسب عائلة الشرع فقد ذكر السيد صالح الشرع في كتابه “مذكرات جندي” عام 1985 أن جد العشيرة 

الأول سلامة انتقل مع شقيقين له من الطائف في الحجاز إلى مصر قبل حوالي (400) عام وأقاموا في محافظة 

الشرقية واستوطن الشقيق عبد السلام في محافظة الشرقية لتتشكل من نسله عائلة تُعرف باسم عائلة “

الأزهري” ثم ارتحل سلامة مع ابن شقيقه الآخر محمد إلى مجدل عسقلان في جنوب فلسطين، واستوطنا فيها 

وتشكلت من أعقابهما عائلتان إحداهما تُسمى عائلة التنيَّر (التنيَّرة) والأخرى تسمى عائلة الحلاّق ولكن سلامة لم 

يطل به المقام في مجدل عقسلان فارتحل منها إلى قرية بديا في قضاء جمّاعين في منطقة نابلس ومن أعقابه 

تشكلت العشيرة التي تعرف باسم عشيرة سلامة ثم صارت تعرف باسم عائلة الشرع عندما أصبح الشيخ محمد 

صالح بن أحمد بن موسى بن سلامة بن موسى بن سلامة قاضياً للشرع بعد أن أتم دراسته في الأزهر الشريف 

وأكمل دراسة الحقوق في عاصمة الدولة العثمانية الأستانة (استانبول) وعينته الدولة العثمانية قاضياً للشرع 

في قضاء حوران الذي كان شمالي شرقي الأردن تابعاً له، واستقر الشيخ محمد صالح الشرع في قرية حوَّارة 

القريبة من إربد ومن نسله تكوَّن فرع جديد من عشيرة سلامة، ولكن هذا الفرع عُرف باسم عشيرة الشرع 

نسبة إلى عمل مؤسس الفرع الشيخ محمد صالح الشرع في مجال القضاء الشرعي.
ولد اللواء الركن صادق الشرع في بلدة حوارة عام 1923 لأسرة ريفية تعتمد كغيرها من سكان القرية على 

الزراعة لتأمين احتياجاتهم من المواد الغذائية وقد قال في إحدى مذكراته: “جئت إلى هذا العالم في أعقاب الدمار 

والحرب الضروس عام 1923 في قرية حوارة والتي أصبحت الآن متصلة مع مدينة إربد كان جدي المرحوم 

الشيخ محمد صالح يعمل قاضياً شرعياً في درعا واختار أن يسكن في حوارة وفيها ولد أبي وأنا وكل الذي 

اذكره في طفولتي مدرسة القرية المكونة من غرفتين فقط حيث لم تكن المدارس متوفرة في ذلك الوقت”، تلقى 

صادق الشرع تعليمه الابتدائي في قرية حوارة ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز في إربد وكان من أساتذته هناك 

عمر الشلبي وسعد النمري ولطفي عثمان وحسن أبو غنيمة وغيرهم ، وزامله في الدراسة عز الدين التل 

وصلاح أبو زيد ويوسف التل وقدري التل. بعد ذلك تابع دراسته في ثانوية السلط وقد تخرج منها عام 1939 

حاصلاً على شهادة الدراسة الثانوية، وقد ترك أساتذته (حسني فريز وحسن البرقاوي وجميل العيناوي وصبحي 

حجاب) أثراً كبيراً في تكوين شخصيته.
انتسب صادق الشرع للقوات المسلحة الأردنية برتبة مرشح عام 1942 وبعد انتهائه من التدريب العسكري 

انتقل إلى فلسطين وخاض معارك القدس عام 1948 بوظيفة ركن عمليات حربية وبعد انتهاء الحرب سافر 

صادق الشرع يرافقه على الحياري إلى بريطانيا ليدخلا دورة عسكرية متخصصة بكلية أركان حرب للجيش 

العربي في (كامبرلي) وقد تخرجا منها عام 1950. وفي عام 1952 تم تعيينه برتبة عقيد وقائد حرس وطني 

وأصبح مدير عمليات حربية في قيادة الجيش، وفي مطلع عام 1958 وبعد قيام الاتحاد العربي الهاشمي مع 

العراق عُين نائباً للقائد العام للجيش الاتحادي الذي كان مقره بغداد ولكنه عاد إلى الأردن إثر قيام الحركة 

الانقلابية التي قام بها الجيش العراقي بقيادة “عبد الكريم قاسم” في تموز/ يوليو عام 1958. وإعلان 

الجمهورية العراقية.
هي العشرات من المؤلفات عن القضية الفلسطينية لكُتاب من شتى المشارب منهم العربي ومنهم الغربي، ومنهم 

كتاب يهود وصهاينة مثل بني موريس، وتوم سيغيف ومنهم يهود محايدون موضوعيون مثل آفي شليم. كما 

كتبتُ عن الموضوع كتاباً من 408 صفحات.  لم تكن قراءاتي تلك ترفاً ولكنها كانت لمعرفة حقائق عشتها 

وأثرَت على مجريات حياتي. ومنها كتاب ”مذكرات جندي” لصاحبه العميد صالح الشرع (رقم الايداع لدى 

مديرية المكتبات والوثائق الاردنية 103/7/1985). وصاحبه عايش تلك الاحداث لحظة بلحظة وسجلها 

بموضوعية ومنهجية تاريخية بحيث يمكن اعتبار هذا الكتاب مرجعاً متميزاً عن القضية الفلسطينية يجب أن 

يكون في متناول كل فلسطيني وعربي ليعلم كيف ضاعت فلسطين. ولولا أن مقولة لورنس العرب “إن التاريخ 

سلسلة من الاكاذيب تم تصديقها ” لوجب أن يُدَرس هذا الكتاب في مناهج التاريخ في ارجاء الوطن العربي.
لقد خدم الكاتب في الجيش العربي وتَرَفَعَ من رتبة جندي الى رتبة عميد في مراكز هامة اثناء الانتداب البريطاني 

حين كانت قوات الجيش العربي في فلسطين تتبع مباشرةً الى الجيش التاسع البريطاني ويقوم افراده بأعمال 

الحراسة لمستودعات الجيش البريطاني وكذلك للمنشآت العامة كميناء حيفا باعتباره مركز لنقل الاسلحة للاتحاد 

السوفيتي عن طريق ايران اثناء الحرب العالمية الثانية.
ذات يوم وكنت في العاشرة من عمري مررت امام مبنى دار الاذاعة الفلسطينية في القدس في حي المصرارة. 

كم كان اعتزازي أن ارى جندياً عربياً بشماغه الاحمر يقف على بوابة المبنى ويقوم بحراسته . مررت مراراً 

لأرى ذلك المنظر الذي اعجبني . لكن حسرتي كانت كبيرة عندما علمت أن هذا الجيش العربي في فسلطين حرس 

المنشآت العامة كميناء حيفا ومستودعات الذخيرة للجيش البريطاني  والتي سلمها الانجليز بكاملها الى القوات 

اليهودية حتى قبل انسحابها من فلسطين في 14/5/1948.
كان على الجيش العربي أن ينسحب في 14/5/1948 مع انسحاب القوات البريطانية باعتباره جزءاً منها، وكان 

عليه ان يرجع بعد ذلك بيوم الى فلسطين. كان قائد الجيش كلوب باشا بريطانيا، وكذلك كان جميع قادته من 

الانجليز المعارين من الجيش البريطاني، كانت ميزانيته واسلحته من بريطانيا وهي نفسها بريطانيا التي 

اصدرتها.
عشية تصويت الأمم المتحدة على قرار التقسيم، رفعت استخبارات الهاغاناه، وهي ميليشيا اليهود في فلسطين 

للوكالة اليهودية تقريرها التقييمي عن الميزان العسكري، جاء فيه القول بأنه في حالة اختار العرب الحرب فإن 

الدول العربية أبعد ما تكون عن التوحد، وعرب فلسطين أبعد ما يكونون عن الاستعداد للحرب.. فقد كانوا 

يفتقرون تماماً للموارد المالية اللازمة، ولا تتوفر فيهم القدرات القيادية والتنظيمية مقابل مصادر مالية مفتوحة 

تحت إمرة يهود فلسطين. بالمقارنة فقد كان الصهاينة في فلسطين يملكون القدرة على الوصول إلى جيوب 

أثرياء اليهود في جميع أنحاء العالم وفي مقدمتهم: يهود الولايات المتحدة.
كانت الدول العربية الخارجة تواً من الانتداب البريطاني والفرنسي ضعيفة عسكرياً واقتصادياً وحتى معنوياً، 

ناهيك عن التمزق والتناحر السائد في العلاقات فيما بينها. وبالمقابل أقامت الوكالة اليهودية صناعات عسكرية 

سرية في المستوطنات المنتشرة في مواقع عدة. وبينما كان حكم بالإعدام بانتظار أي عربي قد يملك مسدساً، 

كانت صناعة السلاح تحت إدارة الهاغاناه قد أنتجت خلال الفترة ما بين (1 أكتوبر 1947 و31 مايو 1948) ما 

مجموعه: 15468  بندقية رشاشة نوع ستين، و200 ألف قنبلة يدوية، 125 مدفع مورتر عيار 1 إنش مع 

130 ألف قذيفة، وحوالي 40 مليون رصاصة لاستخدام الرشاش ستين.
كانت الهاغاناه جيشًا نظاميًا بمعنى الكلمة: له رئاسة أركان وأفرع متخصصة بما فيها الاستخبارات، والقوة 

البشرية، واللوازم والوحدات الطبية بل وحتى سلاح الجو الذي حمل في البداية اسم: الخدمات الجوية. في 

المقابل كان الفلسطينيون يفتقرون لكل شيء: القيادة والموارد والتنظيم والسلاح. الواقع أن هذا الحال كان 

ينطبق في معظمه على الجيوش العربية المشكّلة حديثاً. لم تجد الهاغاناه صعوبة في التحول السريع من قوة 

شبيهة  بالميليشيا إلى جيش نظامي، وبحلول مايو 1948 كانت الهاغاناه قد نشرت 12 فرقة منها ثلاث مشاة 

واثنتان مدرعة. في غضون ذلك كانت الصورة على الجانب العربي تدعو إلى الرثاء.
من جانبهم كان البريطانيون والفرنسيون الذين أسسوا الجيوش العربية من البداية، يدركون جيداً بأن هذه 

الجيوش لم تبن على أساس خوض الحروب، وبأنها مهيأة للقيام بمهمة أخرى وهي حفظ الأمن الداخلي وحماية 

الأنظمة غير الشعبية التي نصبتها سلطات الانتداب قبل رحيلها عن المنطقة، وحتى هذه اللحظة ما تزال حماية 

الأنظمة تشكل المهمة الرئيسية لهذه الجيوش والتي لم تربح في تاريخها حرباً واحدة.
يلخص جمال عبد الناصر، الذي شارك في القتال في فلسطين، استعدادات ونوايا الجيش المصري، لاحقاً بالقول: 

”لم يكن هناك حشد فعلي للقوات ولا تكديس للذخيرة أو المعدات العسكرية.. لم يكن هناك استطلاعات أو نشاط 

استخباراتي ولا حتى خطط عسكرية ..( كان يراد منها أن تكون حرباً سياسية ليس إلا).. كان المطلوب تحقيق 

تقدم بدون انتصار وتراجع بدون هزيمة”.
حتى قبل أيام فقط من الانسحاب النهائي للقوات البريطانية من فلسطين، كانت أبرز معالم الوضع العسكري هناك 

قبل يومين فقط من الموعد المحدد لدخول الجيوش العربية فلسطين، تم إعفاء القائد العام للقوات العربية 

النظامية منها وغير النظامية، وتعيين اللواء نور الدين محمود. وفي اللحظة الأخيرة، وبتاريخ 14 مايو 1948 

قرر الرئيس اللبناني بشارة الخوري ورئيس أركان الجيش فؤاد شهاب البقاء بعيداً عن الحرب. وقتها كان لبنان 

المستقل حديثاً يملك جيشاً متواضعاً يضم 3500 عنصر فقط.
لم تحقق سوريا الاستقلال سوى عام 1946، أي في وقت متأخر لإعداد جيش قادر على المشاركة الفاعلة في 

حرب فلسطين بعدها بعامين. أن الافتقار للأسلحة والذخيرة جعل الجيش السوري الحديث يقتصر على فرقة 

واحدة بقيادة العقيد عبد الوهاب حكيم. وحتى هذه الفرقة لم تكن مهيأة لخوض أي حرب. لقد قرر الجيش العربي 

(الأردني) الذي كان يعتبر وقتها أفضل جيوش العالم العربي، ولاعتبارات عدة، تغيير هدفه من الحرب ليصبح 

الاستيلاء- إنقاذ الجزء المخصص للعرب من فلسطين، طبقاً لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة.
كان الملك عبد الله واعياً للقوة اليهودية في فلسطين وفي الساحة الدولية. ولم يكن يخفى عليه مدى محدودية 

جيشه الصغير، وتوفير الذخيرة ومصدرها البريطانيون. يضاف لذلك حقيقة أن قائد الجيش، غلووب باشا وكذلك 

كبار ضباطه كانوا جميعاً من البريطانيين. وبالتالي فقد قرر حصر هدفه بإنقاذ والحفاظ على الجزء المخصص 

للعرب الفلسطينيين في قرار التقسيم. غير أن القرار المذكور ارتبط وإلى حد كبير بالاتفاق الذي توصل إليه مع 

غولدا ميرسون بعد مفاوضات سرية جرت بينهما بتاريخ 17 نوفمبر 1947 انتهت بموافقة الملك على التقسيم  

مقابل عدم اعتراض الدولة اليهودية على ضم الملك للجزء العربي من فلسطين، كما ورد في خريطة قرار الأمم 

المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.
جاء حجم القوات العربية مجتمعة عند بدأ الحرب في 15 مايو 1948 لم يكن يتجاوز 20 ألف جندي يتوزعون 

على: (5500 مصري، و4500-6500 جندي في الجيش العربي، و2750 سورياً، و2700 عراقي، بالإضافة 

إلى ألف متطوع من الإخوان المسلمين ، و3000 متطوع من جيش التحرير العربي). كانت القوات العربية تفتقر 

إلى سائر مقومات الدخول في حرب: القيادة الموحدة والذخيرة والمعدات المناسبة، بل إن معظم ما كان لديها من 

معدات لم تكن تعمل.
استطاعت الدولة اليهودية الجديدة وضع ما لا يقل عن 13% من سكانها تحت السلاح. ففي يوليو 1947 كان 

اليهود قد حشدوا 65 ألف جندي، وارتفع الرقم إلى 88 ألف في أكتوبر ليصل إلى 108 آلاف جندي في يناير 

1948. ومع الإعلان عن تحول الهاغاناه إلى جيش نظامي، أصبح الجيش الذي يحمل اسم: قوات الدفاع 

الإسرائيلية، يملك 120 ألف جندي نظامي.
ربما كان الجيش العربي القوة الوحيدة التي أثارت القلق لدى القيادة اليهودية التي اعتبرتها على قدر عال من 

الكفاءة والمهنية. عدا عن قيادته البريطانية كان افراده وضباطه الاردنيون العرب على قدر كبير من الوطنية 

والحماس. يقتبس المؤرخ اليهودي بني موريس الضابط الشاب في الجيش العربي معن أبو نوار، المعنويات 

العالية التي كان يتمتع بها منتسبو القوة الأردنية، بسبب الشعبية الكبيرة التي كانت تحظى بها في الشارع 

الأردني، خاصة وهي تزحف على فلسطين بالقول: ”كانت المشاعر ملتهبة.. أتذكر أن والدي ووالدتي كانا بين 

الجموع التي احتشدت في وداعنا في عمان. فمع مروري في العربة العسكرية سمعت أمي وهي تصيح بأعلى 

صوتها: الله معكم يا ولدي.. لا تعودوا.. الشهادة يا ولدي”.
كان الجيش بقيادة 50-70 ضابطاً معظم الكبار منهم بريطانيون، وعلى رأسهم القائد غلوب باشا ونائبه نورمان 

لاش، وكانت القوة مدرعة في معظمها وتدعمها وحدات خدمة فعالة. غير أنه كان من بينهم بعض الأردنيين 

ممن قاموا بواجبهم بشجاعة ومهنية عالية وشاركت المدفعية في المواجهة بقوة وفعالية. وبالرغم من الظروف 

الصعبة فإن الهزائم الأولية التي أحاقت بالقوات اليهودية جاءت في معظمها على يد الجيش العربي، وخاصة في 

القدس واللطرون وباب الواد وكفار عصيون. إلا أنه سرعان ما أصبح الجيش يعاني من نقص الذخيرة، وبخاصة 

قذائف المدفعية والمورتر بسبب الحظر البريطاني بوجه خاص. وفي 30 مايو وجدت الكتيبة الرابعة التي كانت 

تقاتل في اللطرون نفسها بدون ذخيرة بعد أن نفذت قذائف مدفعيتها. كانت قذائف المدفعية تأتي بالقطارة من 

معسكرات الانجليز في السويس.
هنا يبقى كتاب “مذكرات جندي” لكاتبه العميد صالح الشرع، من الكتب التاريخية الهامة التي توثق أحداث حرب 

فلسطين من شاهد عيان. لبعض ما جاء في ذلك الكتاب معلومات هامة عن بطولات وانتصارات  افراد الجيش 

العربي رغم انف الضباط الانجليز. تقدم الملازم غازي حربي في 25/5/1948 مع كتبيته الثالثة في القدس حتى 

وصل الى بناية باركليز. طلب القائد الانجليزي غولدي الرجوع فرفض فأعلمه بأنه سيقصف في المدفعية إن لم 

يرجع. امتثل إلى الأمر وقتل في عملية الانسحاب 19 شهيداً بالإضافة إلى الجرحى. أما نائب السرية فياض 

دحيلان من عشيرة الحويطات فقد ترك الجيش مع ثمانية من الجنود وانضموا إلى المجاهدين.
أكبر هزيمة مُني بها اليهود كانت معركة باب الواد بقيادة المقدم حابس المجالي ومعركة احتلال حارة اليهود في 

القدس بقيادة المقدم عبد الله التل. في 26/5/1948 قام المقدم محمد المعايطة بقذف كافة الاحياء اليهودية في 

القدس بمدفعيته وما كان من القيادة الانجليزية سوى أن احتجزته وذهبت به الى عمان مخفوراً وتم استبداله 

بالإنجليزي بولاك والذي قام بإطلاق 108 قذيفة من مدافعه على ملعب كرة قدم في حي البقعة في القدس. 

والأدهى بالأمر أنه واثناء المعركة طلبت بريطاينا من شرق الاردن سحب كافة الضباط الانجليز من أرض 

المعركة إلى شرق الأردن بحجة أن اتفاقية الدفاع المشترك لا تشمل فلسطين. وتمّ تعيين مدير الادارة واللوزام 

قائداً للواء وصار المدير المالي مدير عمليات واستلم ضباط الادارة والصيانة والمشاغل كضباط اركان.
المقدم عبد الكريم قاسم من الجيش العراقي (رئيس جمهورية العراق لاحقاً) احتل موقع راس العين من اليهود 

ومزرعة مجاورة ورفض الانسحاب منهما بالرغم من طلب قائد قواته الزعيم نجيب الربيعي قائلاً: ”أنا لا انسحب 

إلا إلى بغداد” وفعلاً هذا ما حصل. تم تسليم  17 عشر بلدة وقرية مع ارضيها البالغة 282 الف دونم  في 

المثلث الخصيب دونما حرب نتيجة اتفاقية رودس. قرر الجيش العراقي الانسحاب وتسليم الجيش الاردني مكانه. 

كان قائد الكتيبة العراقية المقدم عبد الكريم قاسم في بلدة كفر قاسم. سأل قاسم  الضابط الأردني إن كانت هذه 

البلدة داخلة في الحيز اليهودي بموجب اتفاقية رودس. فأجابه بالإيجاب. عندها طلب عبد الكريم قاسم من جنوده 

فتح قبور واخراج جثث 22 شهيداً سقطوا اثناء حرب رأس العين وفي حوادث متفرقة وقال: ”أنا اسلمكم 

المواقع ولكنني لا اترك جنودي الأموات لتدنس مقابرهم اقدام اليهود“. كان امام قيادة كتيبة قاسم تمثال اقامته 

الكتيبة يسمونه تمثال النصر أمر بهدمه وتمّ ذلك ايضاً.


صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Auc_980363

http://azasaliba.xyz/read?id=_9NtAAAAMAAJ&format=pdf&server=1



اقرأ  ايضا

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Content?id=UfRtAAAAMAAJ&printsec=frontcover&img=1&zoom=1&imgtk=AFLRE70kEmayflPp17wQtWuCsw-PZMW0v6DO_lM07e_b2sYBXs33f8ihfApTUHFqZjsTBCuKALxRygYrDJKFmmrGLfiB0H6b__gbi3813fk6KfGxLfMef_hE3gXtm52EShbB_LoR8ELp&source=gbs_api


عبد الله التل PDF Download

http://azasaliba.xyz/read?id=UfRtAAAAMAAJ&format=pdf&server=1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70058
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين    صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:40 pm

حين بكى الملك حسين.. وحين اطيح بعبد الكريم قاسم
 بقلم د. عبد الحي زلوم

صديقي ، عبد الله الرافعي، أبو عمر – أطال الله في عمره – قد قارب التسعين من عمره يتمتع بذاكرة حادة ، ويحب الشعر والنثر ، وكتب كتاباً عن سيرته. الذاتية والتي تجد بين سطورها المفيد والممتع في آن واحد . تبوّء ابو عمر مناصب عديدة ابتداء كضابط ملازم ثاني الى أن وصل الى راس جهاز الامن العام أثناء حرب الايام الستة 1967 كان مسؤولاً عن غرفة العمليات والمجهزة بالوسائل والمعدات الفنية كافة بما في ذلك اجهزة اللاسلكي والهواتف المرتبطة مباشرة مع عمليات الجيش والدفاع المدني ورئاسة الوزراء ومختلف الوزارات والدوائر ذات الصلة .
كان الملك حسين يتابع العمليات بوجود رئيس اركان الجيش ورئيس الوزراء ووصفي التل بوصفه مستشاراً خاصاً للملك آنذاك وممثلين عن اجهزة الدولة الاخرى المذكورة اعلاه .
جاءت برقية بعد بداية الحرب ربما بأقل من 72 ساعة تعلن سقوط القدس بأيدي العدو . يقول ابو عمر : كانت الصدمة كبيرة على الملك والمعروف بجلده وشدة بأسه الا أن دموعه سقطت من عينيه . يقول ابو عمر : كان مرافق الملك صايل بن حمد الجازي الذي لم يستطيع أن يتمالك اعصابه . وقف يصيح : اعطوا الناس السلاح … اعطوا الناس السلاح … قال له رئيس الاركان بما معناه ان هذا الامر صعب تحقيقه . طلب الملك اصدار أمر لانسحاب الجيش بإنتظام – الا انه فوجئ بان قائد القوات في الضفة الغربية لم يكن في مركز قيادته وإنما قد وصل الى الضفة الشرقية ( الصبيحي ) تاركاً قواته وراءه . قلت لابي عمر: تناقلت ( الاشاعات ) آنذاك أن القائد قد اوصى بنقل كل ممتلكاته من الضفة ، وانه خصص بعض عربات الجيش لنقل “عنزاته الشاميات ” في حين رجع أكثر الجيش ماشياً على الاقدام. فهل هذا صحيح؟ فأجاب ليس لدي ما أنفيه أو اؤكده ولكن تداول هذا القول بعض ضباط اللاسلكي وضباط الجيش القادمين من الضفة الغربية .
قلتُ لابي عمر : المحابس أمانات .أنا ارى فائدة في نشر هذه التفاصيل ، لكني أسالك تحديداً إن كان يمكنني أن أكتب ذلك للنشر. قال بالتأكيد ، وانا مسؤول عن كل كلمة قلتها . وبعد كتابة هذه السطور ، وجدت احتياطاً ان اريه نسخة قبل نشرها .
كانت حرب 1967 مسرحية بائسة أو مهزلة . لو اردنا تسميتها لكان اسمها الحقيقي حرب الساعات الستة أو معركة المخابرات . من الذي رتب حفلة الطيارين المصريين ليلة الهجوم على المطارات المصرية ؟ من الذي غير شيفرة الاتصال بين رادارات عجلون في الاردن والتي شاهدت الطائرات الاسرائيلية تنطلق للهجوم على مصر في 5 حزيران 1967 وابلغت مصر بذلك لتتفادى عنصر المفاجئة . الا أن البرقية المرسلة لم يقرأها أحد لانه تمّ تغيير الشيفرة قبل ذلك بيوم . من الذي اصدر الاوامر لاذاعة دمشق الحكومية ان تعلن عن سقوط مدينة القنيطرة وهي لم تسقط ولم يكن هناك جندي واحد في الجولان بعد ؟ كم جاسوس كايلي كوهين الذي كاد أن يُعيّن وزيراً للدفاع لسورية قبل الحرب بشهور؟ وكم كوهين كان وما زال موجوداً في اعلى المراكز في هذا البلد أو ذاك ؟ إنها لم تكن حرباً لكنها كانت مسرحية ادارتها المخابرات الاسرائيلية والامريكية و بكومبارس عربي .
هل يا ترى وجد مرافق الملك صايل بن حمد الجازي ان الحل هو المقاومة الشعبية وليس الحل عبر حروبٌ تقليدية بين الجيوش قبل أن تكتشفه المقاومة اللبنانية والفلسطينية بعشرات السنين؟
حمد بن الجازي …وأولاده – وقبيلة الحويطات
اعترف أني كنت وحتى عهد قريب اجهل تعقيدات المجتمع الاردني من بداوة وحضارة ، ومن الحساسيات بين اهل الشمال والجنوب ، بل واهل شرق النهر وغربه. وفي هذا الزمن الرديء الذي نعيشه من كثرة النعرات المذهبية والدينية والمناطقية وجدت في قصة صايل – مرافق الملك حسين كما في اعلاه – واخوته ووالده بل وعشيرته قصة تبين التلاحم الحقيقي بين شرائح المجتمع الاردني . وحيث أني كنت مغترباً منذ الثامنة عشر من عمري ما بين دراسة أو اعمال الا لفترات متقطعة وقليلة ، فلقد اعتمدت على اصدقاء مثل الاخ ابو عمر والمرحوم الدكتور صالح الوريكات العدوان لاعرف أكثر وأكثر عن شرائح المجتمع الاردني .
اخبرني ابو عمر أن صايل الذي لم يستطيع أن يتحمل نبأ سقوط القدس هو ابن شيخ قبيلة الحويطات في جنوب الاردن. اعلمني أن احد أخوة صايل استشهد في فلسطين بينما كان يحارب العصابات الصهيونية المسلحة أثناء الانتداب البريطاني مع المناضلين الفلسطينين . يقول أبو عمر : عندما احضروا للشيخ حمد جثة ابنه الشهيد قال : لا إدفنه حتى يذهب أخ ثاني له للاخذ بثأر اخيه … وهكذا كان .. وهكذا كان التلاحم بين شرق النهر وغربه . فمن هي تلك الطوابير الخامسة والعاشرة التي استطاعات ان تصل بالامور الى ما وصلت اليه؟
الاخوان صالح وصادق الشرع وصلا الى قمة القيادة في الجيش العربي الاردني منذ ان كان الجيش وليداً اثناء امارة شرق الاردن ايام كان الجيش قيادة وضباطاً وتمويلاً من بريطانيا – الى ما بعد طرد كلوب باشا وتعريب الجيش . كانت قوة من الجيش العربي (Arab Legion) تعمل في فلسطين تحت امرة الفرقة التاسعة من الجيش البريطاني وكانت تعمل في حراسة المؤسسات كميناء حيفا وبعض المعسكرات البريطانية . ربما كنت في العاشرة من عمري حين مررت يوماً امام مبنى الاذاعة الفلسطينية بالقدس في حي المصراره حيث كان يقف على بوابتها جندي من الجيش العربي بغطاء رأسه المعروف . شعرت بنشوة كبيرة واذكر أني مشيت ذهاباً وإياباً عددة مرات لامنع نظري بالنظر الى ذلك الجندي .
يحكي المرحوم صالح الشرع في كتابه القيم ً ( مذكرات جندي ) والذي اهداني اياه أحد أبناءه الطيبين ، يحكي قضية هروب ستة من جنود الجيش العربي الذين كانوا في فلسطين حيث هربوا الى قيادة القائد الفلسطيني المجاهد حسن سلامة . جاء في كتاب المرحوم الشرع ( ص.27) : ” وجدت في قيادة حسن ستة جنود من الجيش الاردني كانوا قد هربوا من الجيش بأسلحتهم والتحقوا بالمناضلين. حيوني بالتحية العسكرية وجاء احدهم يسلم علي ويقبل يدي وقد عرفته جيداً حيث كان مراسلاً في قيادة اللواء واسمه دغيليب وهو من عشائر الحويطات . جاء زملاؤه وسلموا علي وجميعهم بملابسهم العسكرية واسلحتهم عدا لباس الرأس وعندما سألتهم عن سبب هروبهم من الجيش قالوا نريد ان نحارب اليهود . قلت لهم : أننا كلنا سنحارب اليهود بعد خروج الانجليز من فلسطين قريباً : قالوا انهم استعلجوا وهربوا وطالما ان الامر كذلك وان الجيش والمناضلين سيتعاونون فإنهم يرجون أن أعمل على اعادتهم للجيش ، وإصدر العفو عنهم. وبناء على طلبهم وموافقة السيد حسن سلامة توسطت لهم مع القيادة وتم العفو عنهم وعادوا لصفوف الجيش كما كانوا. دغيليب هذا نقل الى الكتيبة الثانية واستشهد في القدس ” رحم الله دغيلب ومن سار على خطاه؟! هل هناك من احد يخبرني متى ولماذا اصبح نصف اهل الاردن من البلجيك ؟!
العاقل المجنون ….والمجنون العاقل !
في عالم الحرب النفسية والاعلامية التي تدار من اعداء الامة يوصف عند اللزوم العاقل بأنه مجنون ، ويوصف المجنون بأنه أعقل العقلاء . يمكن أن يوصف عبد الكريم قاسم بانه مجنون مع انه عاقل ، ويمكن وصف أنور السادات أنه ابو العقلاء مع أنه ابو الجنون وأقلها جنون العظمة.
فمن هو عبد الكريم قاسم . ما دمنا بكتاب المرحوم صالح الشرع والذي عاصر عبد الكريم قاسم اثناء وجوده ضمن الجيش العراقي بفلسطين . كتب المرحوم صالح الشرع:
” في 3/2/1949 نشبت معركة محلية بين كتيبة عراقية في منطقة كفر قاسم واليهود في رأس العين . كان قائد الكتيبة المقدم عبد الكريم قاسم وقد قابلته لمعرفة تفصيلات المعركة وعرفت أنه احتل موقع راس العين من اليهود ومرزعة مجاورة كانوا يتمركزون فيها تسمى بيارة المختار. وامتنع عن الخروج من هناك رغم قيام الهدنة ووساطة مراقبين الام المتحدة وحينما جاء امر الانسحاب من قائد لوائه الزعيم نجيب الربيعي اجاب عبد الكريم قاسم على برقيته قائلاً : انا لا انسحب الا الى بغداد ، وبقي في مكانه الى ان انسحب الجيش العراقي عائداً الى بغداد … في9/3/1949 تقرر سحب الجيش العراقي بعد اتفاقيات رودس . تقرر ان تستلم الكتيبة الخامسة من الجيش الاردني مكان الاماكن المتقدمة من الجيش العراقي وقوامها فرقة ! … في 13/5/1949 أخذتُ قادة سرايا الكتيبة واجرينا الكشف على المنطقة في باقة الغربية الى كفر قاسم . وكان قائد الكتيبة العراقية عبد الكريم قاسم رئيس جمهورية فيما بعد. سألني عن معلومات عن اتفاقية رودس وهل ستكون قرية كفر قاسم داخلة في الحيز اليهودي بموجب تلك الاتفاقية … فأجبته بالايجاب … فنادى على احد السرايا وطلب فئة الاشعال وكانت في كفرقاسم مقبرة صغيرة تضم اثنين وعشرين شهيداً سقطوا اثناء معركة راس العين وفي حوادث متفرقة أخرى ، فأمر بفتح قبورهم واخراج جثثهم ونقلها الى مقبرة الشهداء العراقيين الواقعة على مفرق طريق جنين – قباطياً ، وقال: أنا اسلمكم المواقع ولكني لا اترك جنودي الاموات لتدنس مقابرهم اقدام اليهود . كان امام قيادة الكتيبة تمثال اقامته الكتيبة يسمونه تمثال النصر . امر بهدمه وتم ذلك ايضاً … في اتفاقية رودس تم تسليم 212 الف دونم تضم سبعة عشر قرية دون اي قتال مع اليهود.”
محمد حسنين هيكل فيلسوف كل سلاطين وعسكر مصر والناطق باسمهم كتب في مقالة له سمعتها من راديو القاهرة نقلاً عن مقالاته الشهيرة آنذاك بعنوان ” بصراحة” جاء فيها أنه خلال اجتماع مع الملك حسين في اوروبا أخبره الملك حسين أنه يعرف معرفة اليقين أن الانقلاب الذي اطاح بعبد الكريم قاسم كان انقلاباً امريكياً تم توجيه القائمين على الانقلاب من محطة لاسلكي للمخابرات الامريكية CIAومركزها آنذاك بالكويت، وان اسماء من أُستهدِفَ من الثورة المضادة – كانت تأتيهم مع عناوينهم عبر ذلك المركز باللاسلكي . مصادر عديدة قرأتها لاحقاً اكدت هذه المعلومة .
كان قرار عبد الكريم قاسم الذي قصم ظهره قبل ظهر البعير هو قانون النفط ( 80) والذي امم فيه وسحب امتياز كافة الاراضي العراقية غير المستغلة من شركات النفط الاجنبية ليتم استغلالها من شركة نفط وطنية عراقية.
جاء من بعده ليقميوا وحدة وحرية واشتراكية وما اقاموه معروف لديكم .
في زماننا هذا انقلبت المعايير ، فأصبح العاقل مجنوناً والمجنون عاقلاً واصبحنا نمشي على رؤوسنا ونفكر بإحذيتنا فوصلنا الى ما نحن عليه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70058
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين    صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:41 pm

كيف ضاعت فلسطين؟ قال الجاسوس لورنس: إن التاريخ سلسلة من الاكاذيب تمّ تصديقها

د. عبد الحي زلوم
 1_2
قرأت العشرات من المؤلفات عن القضية الفلسطينية لكَُتاب من شتى المشارب منهم العربي ومنهم الغربي ، 

ومنهم كتاب يهود وصهاينة مثل بني موريس ، وتوم سيغيف ومنهم يهود محايدون موضوعيون مثل آفي 

شليم . كما كتبتُ عن الموضوع كتاباً من 408 صفحات .  لم تكن قراءاتي تلك ترفاً ولكنها كانت لمعرفة حقائق 

عشتها وأثرَت على مجريات حياتي . ولقد حصلتُ مؤخراً على كتاب ” مذكرات جندي” لصاحبه المرحوم العميد 

صالح الشرع ( رقم الايداع لدى مديرية المكتبات والوثائق الاردنية 103/7/1985  ) . وصاحبه عايش تلك 

الاحداث لحظة بلحظة وسجلها بموضوعية ومنهجية تاريخية بحيث يمكن اعتبار هذا الكتاب مرجعاً متميزاً عن 

القضية الفلسطينية يجب ان يكون في متناول كل فلسطيني وعربي ليعلم كيف ضاعت فلسطين . ولولا ان مقولة 

لورنس العرب “إن التاريخ سلسلة من الاكاذيب تم تصديقها ” لوجب أن يُدَرس هذا الكتاب في مناهج التاريخ في 

ارجاء الوطن العربي .عايشت بعض هذه الاحداث سنة  1948  حينما كنت في الثانية عشر من عمري . خدم 

الكاتب في الجيش العربي وتَرَفَعَ من رتبة جندي الى رتبة عميد في مراكز هامة اثناء الانتداب البريطاني حين 

كانت قوات الجيش العربي في فلسطين تتبع مباشرةً الى الجيش التاسع البريطاني ويقوم افراده باعمال الحراسة 

لمستودعات الجيش البريطاني وكذلك للمنشآت العامة كميناء حيفا بإعتباره مركز لنقل الاسلحة للاتحاد السوفيتي 

عن طريق ايران اثناء الحرب العالمية الثانية.
ذات يوم وكنت في العاشرة من عمري مررت امام مبنى دار الاذاعة الفلسطينية في القدس في حي المصرارة . 

كم كان اعتزازي أن ارى جندياً عربياً بشماغه الاحمر يقف على بوابة المبنى ويقوم بحراسته . مررت مراراً 

لارى ذلك المنظر الذي اعجبني . لكن حسرتي كانت كبيرة عندما علمت أن هذا الجيش العربي في فسلطين حرس 

المنشآت العامة كميناء حيفا ومستودعات الذخيرة للجيش البريطاني  والتي سلمها الانجليز بكاملها الى القوات 

اليهودية حتى قبل انسحابها من فلسطين في 14/5/1948 .
كان على الجيش العربي ان ينسحب في 14/5/1948 مع انسحاب القوات البريطانية بإعتباره جزءاً منها ، وكان 

عليه ان يرجع بعد ذلك بيوم الى فلسطين . كان قائد الجيش كلوب باشا بريطانيا ، وكذلك كان جميع قادته من 

الانجليز المعارين من الجيش البريطاني ، كانت ميزانيته واسلحته من بريطانيا وهي نفس البريطانيا التي اصدرت 

وعد بلفور والتي جاءت تحت مظلة الانتداب للعمل على انشاء وطن قومي لليهود . أي حسب القول الشعبي ” 

حاميها حراميها” . مع أني درست صفوف الابتدائي اثناء ذلك الانتداب لم يعرف أحد منا ما معناه سوى ما قيل 

لنا ان الانجليز جاءوا ليؤهلونا لحكم انفسنا . كان الانتداب يخلق مؤسسات دولة يهودية وجيش يهودي في 

الوقت الذي يحكم بالاعدام على من يملك رصاصة واحدة من عرب فلسطين .
كان الجيش العربي يتكون من فرقه تتكون من لواءين . وكل لواء يتكون من كتيبين . كان اللواء الاول بقيادة 

العقيد البريطاني جولدي ويضم اللواء الكتيبة الاولى والثالثة – اما اللواء الاخر فكان بقيادة العقيد البريطاني 

أشتن ويضم الكتيبتين الثانية والرابعة . اما قائد الفرقة فكان اللواء البريطاني لاش . في 15/5/1948 تحركت 

الفرقة كاملة الى فلسطين عن طريق جسر اللنبي ( الملك الحسين لاحقاً) . قررت الجامعة العربية التي أوجدها 

الانجليز قبل ذلك بقليل أن تصبح الجيوش العربية التي ستحرر فلسطين تحت قيادة جيش قيادته انجليزيه بالكامل 

.
يقول الكاتب المرحوم صالح الشرع انه “ عندما تحركت وحدات الجيش بإتجاه فلسطين يوم 14/5/1948 كانت 

القوافل تسير بشكل مهرجان للغناء والرقص والاهازيج متبادلة بين افراد الجيش وجمع الاهلين الذين اصطفوا 

على جوانب الطريق يشجعون ويطلقون النار في الفضاء ولا انسى مجموعة من نساء البدو اعتقد انهم من 

عشيرة العدوان غربي صويلح ترقص الرقصات البدوية وبينهم امرأة عجوز تلوح لنا بغليونها وتهزج اهازيجها 

….. وحتى رعاة الغنم على طول طريق وادي شعيب كانوا يهزجون تلك الاهازيج … وبطبيعة الحال كان 

الجنود يرددون على الجميع بالمثل . وانا اعرف انني عاجز عن وصف ذلك الحماس والاستعداد للتضحية من 

جميع الرتب .” في وصف مماثل للمؤرخ الاسرائيلي توم سغيف كتب ان الاهالي المصطفين على جوانب 

الشوارع كانوا يقولون لابناءهم في قافلة الجيش لا ترجعوا الا منتصرين او شهداء . ويحسن هنا ان نتوقف 

قليلاً عند بعض الاحداث لنرى كيف كان افراد الجيش العربي والشعب العربي في الاردن متفانياً في الدفاع عن 

فلسطين قبل أن تفعل أعمال الطابور الخامس من ايجاد الفرقه بين اهل شرق نهر الاردن وغربه . فبينما كانت 

وحدات الجيش العربي عاملة في فلسطين أيام الانتداب البريطاني هرب ستة من افراد الجيش العربي بأسلحتهم 

في بداية سنة 1948 والتحقوا بالمناضلين الفلسطينيين في منطقة يافا في قيادة المجاهد حسن سلامة . وعندما 

زارهم مؤلف الكتاب المرحوم صالح الشرع وسألهم عن سبب هروبهم ، وكانوا جميعاً بلباسهم العسكري عدا 

لباس الرأس ، فاجابه “دغيليب” وهو من عشائر الحويطات بجنوب شرق الاردن بانهم يريدون محاربة اليهود . 

قال لهم المرحوم الشرع بأننا سنحارب اليهود بعد خروج الانجليز . قالوا انهم استعجلوا حبهم للقتال لكن ما دام 

الامر كذلك فلا مانع من رجوعهم وفعلاً رجعوا الى الجيش . أما دغيليب هذا فلقد استشهد في القدس بعد 

دخولها من الجيش العربي بعد خروج الانجليز .  رحم الله دغيليب . وهناك قصة اخرى معروفة عن شيخ مشايخ 

عشائر الحويطات حمد بن جازي . ذهب أحد ابنائه للجهاد في فلسطين مع المناضلين الفلسطينيين ايام الانتداب 

البريطاني واستشهد . لما جاؤا للشيخ بن جازي بجثمان ابنه قال : لن يتم دفنه حتى يذهب اخيه الى فلسطين 

ليساعد المجاهدين هناك وليثأر لاخيه.  وهكذا كان . واستشهد الابن الثاني للشيخ بن جازي في فلسطين . هكذا 

كانت الاخُوة  بين الشعب الواحد لشطري الاردن فكيف تغير الحال ؟
 وقعت اولى المعارك الكبيرة بين الجيش العربي والقوات اليهودية في 19/5/1948 حين دخل اليهود الشيخ 

جراح في القدس واحتلوا أيضاً دار الحكومة وبيت المندوب السامي السابق على جبل المُكبر . تدخلت الكتيبة 

الثانية من شمالي القدس وطردت القوة اليهودية استشهد خلالها جندي وجرح 13. حرك اليهود لواءً من 

قواتهم في تل ابيب لمساندة قواتهم بالقدس . فتصدت لهم الكتيبة الرابعة بقيادة المقدم حابس المجالي من موقع 

اللطرون على طريق تل ابيب / يافا القدس عند مدخل باب الواد وفاجئتهم المدفعية بقيادة الرئيس محمود 

الروسان واوقعت فيهم خسائر فادحة من الافراد والمعدات وتركوا ورائهم 800 قطعة سلاح ممن قتل او جرح 

افرادها ، وتم أسر بعضهم . كان ارئيل شارون أحد هؤلاء الاسرى .
في 22/5/1948 لم يمضي اسبوع على دخول الجيش العربي الى فلسطين بما فيها القدس دخلت الكتيبة الثالثة 

الى منطقة الشيخ جراح بعد منتصف الليل وتوغلت سرية منها بقيادة الملازم غازي الحربي في الحي اليهودي 

ووصلت الى عمارة بنك باركليز واحتلت اخطر موقع يُطل على الجزء العربي من القدس ويستهدفها  بينرانه 

وهي عمارة نوتردام . أصدر القائد البريطاني غولدي امراً للملازم الحربي بالعودة الى قواعده فرفض الامر 

وتمركز في عمارة نوتردام الاستراتيجية . هدده القائد البريطاني بإنه اذا لم يرجع فسيستعمل القوة ضده وضد 

سريته وسيطلق نار المدفعية عليهم ،  فأذعن وانسحب خلال منطقة مكشوفة تحت نيران اليهود فخسرت سريته 

تسعة عشر شهيداً عدا الجرحى . وقد ثار نائب السرية فياض دحيلان من عشيرة الحويطات من هذا الموقف 

وغادر القدس ومعه ثمانية من جنوده والتحقوا مع منظمات المجاهدين .
في 23/5/1948 حضر الامير نايف وامر بوضع مدفع 8 عقدة ليضرب منطقة هداسا والجامعة العبرية في 

القدس حيت تتمركز قوات يهودية . تدخل قائد الفرقه الانجليزي وارسل ضابطاً عربياً ليقنعه بعدم تنفيذ ذلك والا 

فإنه سيعيد المدفعين من هذا العيار الى عمّان ، استاء الامير من هذا التصرف ورجع الى عمان بعد ان تأكد أنه 

قائد الجبهة “مع وقف التنفيذ ” . وكان غلوب باشا قد زار قيادة الفرقة واجتمع في خيمة العمليات دون حضور 

الامير نايف في ذلك الاجتماع .
في 26/5/1948 ضربت المدفعية الاردنية جميع الاحياء في الجانب اليهودي من القدس . في مساء ذلك اليوم 

جرى تبديل قائد المدفعية  المقدم محمد المعايطة بداعي تبذيره في العتاد وارسل الى عمّان محجوزاً تمهيداً 

لمحاكمته، وعين مكانه الميجر البريطاني بولاك والذي اطلق في اليوم الثاني مئة وثمانية قنابل سقطت جميعها 

على منطقة ملعب كرة قدم في القسم اليهودي من القدس . !!
 عندما اصبح لاحقاً المرحوم صالح الشرع ملحقاً عسكرياً في السفارة الاردنية في لندن  لاحظ تخلف غولدي عن 

حضور حفلات السفارة فتبين له ان زوجة غولدي يهودية كانت تعمل مع زوجها في قيادة غرفة عملياته وتتطلع 

على كل كبيرة وصغيرة . علماً بأن اسم  غولدي نفسه هو اسم يهودي . كذلك عَلِمَ أن اللواء لاش قائد الفرقه 

الاردنية قد سُرِحَ من الجيش البريطاني كونه كان رقيباً في الجيش البريطاني في فلسطين . أما من سرحه فكان 

قائد الاركان  البريطاني عندما علم انه لم يدخل في حياته ولا دورة من دورات الضباط التأهيلية  .
في 28/5/1948 احتل الجيش العربي الحي اليهودي بداخل القدس القديمة بقيادة وكيل القائد عبد الله التل . 

كانت انتصارات واداء الجيش العربي ذو الخمسة الاف جندي فقط يقابله 65 الف جندي يهودي حسب 

الاحصاءات الاسرائيلية نفسها مزلزلاً وغير متوقع . وبعد احتلال القدس القديمة والحي اليهودي بدأ العد 

العكسي التأمري الواضح على الجيش العربي نفسه وبالتالي على قضية فلسطين بأكملها .
في اليوم الثاني لاحتلال القدس اي في 29/5/1948 طلبت بريطانيا سحب ضباطها المعارين للاردن بدعوى 

احتجاج اليهود لدى الامم المتحدة على وجودهم . وصدر الامر بإعادتهم  من فلسطين الى شرق الاردن  .  كان 

معظم قادة الوحدات والالوية والكتائب وقائد الجيش من الانجليز  ، وهكذا اصبح هذا الجيش بلا قيادة ولا رأس 

وهو في حالة حرب واشتباكات . كان هناك ضباط انجليز يعملون عن طريق العقود لا الاعارة أكثرهم من 

الادارين . وكانوا يعملون في القيادة بعمان . تم ارسال هؤلاء الضباط الاداريين مكان الضباط الحربيين . استلم 

مدير الادارة واللوازم واصبح قائد لواء!  وصار المدير المالي مديراً للعمليات ! واصبح ضباط المشاغل 

والصيانة ضباط اركان ! أما غولدي فتم الادعاء عن عدم وجود بديل له ليبقى في مكانه .
من هنا بدات المهازل الواحدة بعد الاخرى ، من مهزلة تسليم اللد والرملة دون قتال وتسليم المثلث الخصيب في 

اتفاقية رودس وتسليم 17 مدينة وقرية مع اراضيها البالغة (282) الف دونم … هكذا بجرة قلم وبدون قتال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70058
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين    صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:41 pm

كيف ضاعت فلسطين: قال الجاسوس لورنس: إن التاريخ سلسلة من الاكاذيب تمَّ تصديقها


 د. عبد الحي زلوم
 

(2-2)
بالرغم من قيادات الجيش العربي الانجليزية كان اداء الضباط العرب في الجيش اداءً بطولياً كما بينا في المقال 

الأول وجاءت الاوامر بقلب امور قيادات الجيش رأساً على عقب بعد اسبوعين فقط من بداية الحرب ، حيث تم 

سحب كافة القادة الانجليزالحربيين من فلسطين الى شرق الاردن باعتبارهم معارين من الجيش البريطاني 

واستبدالهم بضباط اداريين .
في 6/6/1948 صدر عن رئاسة الاركان ( أي انجليز الجيش العربي ) أمر وقع عليه جميع الضباط في القدس 

وجرى تبليغه لجميع الرتب يقضي بالتوقف عن اطلاق النار على الاحياء اليهودية في القدس . كانت هذه (هدنة) 

ما قبل الهدنة الاولى التي اعلنت في 10/6/1948 وذلك للسماح لليهود خلالها بإعادة ترتيب انفسهم وتقوية 

تسليحهم .
بعد انتهاء الهدنة الاولى تحركت الكتيبة الاولى الى منطقة بيرزيت استعداداً لتوجهها الى الرملة للدفاع عنها 

حيث أن هناك معلومات أفادت بحشد اليهود قواتهم لمهاجمتها . ولمنع ذهاب تلك الكتيبة الى ارض المعركة 

جاءها أمر مستعجل وهي في الطريق بالتوجه الى شمال غور الاردن باعتبار احتمال هجوم اليهود على العدسية 

والتوغل منها الى منطقة اربد،  واتضح لاحقاً ان الامر كان كاذباً وكان الهدف منه منع الجيش العربي من 

التوجه نحو اللد والرملة . في صباح نفس اليوم 11/7/1948 وبينما كانت الكتيبة الاولى في طريقها الى شمال 

الغور (العدسية) هاجم اليهود اللد والرملة . تقدمت القوات اليهودية في الصباح الباكر واحتلت مطار اللد أكبر 

مطار في  فلسطين . كان هناك فئة قليلة العدد في الرملة كان المفروض أن تدعمها الكتيبة الاولى وكانت تتكون 

من سرية واحدة تحمي المدينتين . انسحبت هذه السرية عند بدء الهجوم اليهودي عليها.  كان التقدير أن القوة 

اليهودية المهاجمة تتكون من لواءين . آخر برقية وصلت من قائد السرية الاردني الى قيادة الفرقه كتب فيها :” 

انتهى العتاد ولم يبقى الا خمس طلقات لكل بندقية هل ننسحب أم نستسلم ؟” صدر الامر بالانسحاب . طوق 

اليهود المدينة من الجهات الثلاثة عدا الشرقية مما سمح للسرية الى الانسحاب بعد أن احرقت اثاثها و سياراتها 

وصناديق ملابس جنودها ووصلوا الى رام الله بأسلحتهم الفردية.  لكن ما يتوجب الاشارة اليه أن قائد الجيش 

الاردني كلوب باشا قدم من عمان ليشاهد عملية الانسحاب وكان ذلك في تمام السادسة صباحاً صاعداً على 

مرتفع غربي قرية بدّو يشرف على الساحل يراقب الموقف بمنظار ميداني – ذهب كلوب باشا بعد ذلك الى مركز 

الفرقة حيث أوعز الى القيادة بارسال سيارات الجيش طالباً من الشرطة العكسرية توجيه تلك السيارات الى نقاط 

تجمع الاهالي الذين طردوا من المدينتين لنقلهم . بعد اتمام اليهود احتلال اللد والرملة وبعدما عادت الكتيبة 

الاولى من الطريق الى العدسية قامت سريتان من هذه الكتيبة تعززها المدرعات للتوجه الى قرى دير طريف 

وبيت نبالا وأخرجتا اليهود منهما وتقدمت باقي الكتيبة الى قرية الجيب وهاجمت مواقع دفاعية لليهود وأحاطت 

بحوالي فئتين من القوات اليهودية وأبادتهما وتقدمت فئة مدرعات مع الملازم محمد أبو دخينة ودخلت مدينة 

اللد من الشمال وطردت  اليهود من شوارعها ، واعتقد اليهود كما اعتقد اهالي اللد أن هذه المدرعات هي 

مقدمة قوة كبيرة وانسحبوا من معظم انحاء المدينة .  بناء على الاوامر من القيادة الانجليزية انسحبت تلك 

القوة من المدينتين ( اللد والرملة ) بإدعاء  أن المهمة كانت استكشافية فقط. عندها رجعت القوات اليهودية 

وعندما شاهدها  ما تبقى من سكان العرب لجؤوا الى مسجد المدينة لكن اليهود ابادوا كل من دخل المسجد الى 

ان سالت  دماؤهم في الشارع المقابل .
انسحاب الجيش العراقي من فلسطين.
كان الجيش العراقي متمركزاً في شمال الضفة الغربية وكان أكثر عدداً وعدّة من الجيش الاردني . لم ينقص 

افراده الوطنية ولا الحمية ولكن كانت تنقصهم الاوامر بحيث كانوا دائماً يرددون . ” ماكو اوامر ” .  في 

3/2/1949 نشبت معركة محلية بين كتيبة عراقية في منطقة كفر قاسم واليهود في رأس العين . كان قائد 

الكتيبة المقدم عبد الكريم قاسم الذي قاد ثورة 1958 في العراق وأصبح أول رئيس للجمهورية العراقية . احتل 

قاسم من اليهود موقع رأس العين ومزرعة مجاورة كانوا يتمركزون فيها وامتنع عن الخروج من هناك رغم 

قيام الهدنة ووساطة مراقبي الامم المتحدة ، وحينما جاء امر الانسحاب من قائد لوائه نجيب الربيعي أجاب على 

برقيته قائلاً :” انا  لا انسحب الا الى بغداد .” وفعلاً لم ينسحب الى أن تم سحب الجيش العراقي بكامله الى بغداد 

. في 9/3/1949 تقرر سحب الجيش العراقي من فلسطين وعودته الى العراق بناء على اتفاقيات رودس. في 

ذلك اليوم تم اجتماع بين ضباط من الجيش العربي الاردني والعراقي لتتسلم الكتيبة الخامسة من الجيش العربي 

مواقع القوات العراقية بين باقة الغربية شمالاً وقرية كفر قاسم جنوباً والتي كان يسيطر عليها قرابة فرقة 

عراقية كاملة.  في اجتماع بين الضابط الاردني صادق الشرع  والفريق نور الدين محمود باشا القائد العراقي 

سأل الضابط الاردني كيف ولماذا يا سيدي تعيدوا جيشاً هو اقوى الجيوش العربية في فلسطين وأكبرها حجماً 

وفي هذا الظرف الى العراق وهو مؤلف من فرقتين ليحل محله القوات الاردنية ومجموعها خمس كتائب وهي 

تستلم حالياً منطقة القدس والخليل والمواقع الامامية  ولا تكاد تتمكن لافراز كتيبتين لاستلام مواقعكم ؟ قال 

الفريق نور الدين :” يعني تريدني أن أقوم بعصيان ، أنا عسكري وأخذت اومر بالعودة …”
في يوم 30/3/1949 وقع الوفدين الاردني واليهودي على اتفاقية رودس . وقد وقع الوفد الاردني باسم الاردن 

والعراق على اساس أن يتم تسليم الجيش الاردني مسؤولية ومواقع الجيش العراقي الذي باشر بالانسحاب يوم 

7/4/1949
اثناء عملية الكشف من الضابط الاردني (المرحوم صالح الشرع) على المنطقة التي كان قائد كتيبتها المقدم عبد 

الكريم قاسم ، سأل عبد الكريم قاسم عن معلومات الضابط الاردني عن اتفاقية رودس وهل ستكون قرية كفر 

قاسم داخلة في الحيز اليهودي بموجب تلك الاتفاقية ؟ فلما أُخبِر بالايجاب نادى على احد قادة السرايا وطلب فئة 

الاشغال وكانت في كفر قاسم مقبرة صغيرة تضم اثنين وعشرين شهيداً سقطوا اثناء معركة رأس العين وفي 

حوادث متفرقة أخرى فأمر بفتح قبورهم واخراج جثثهم ونقلها الى مقبرة الشهداء العراقيين على مفرق جنين 

– قباطياً ! وقال : انا اسلمكم المواقع ولكني لا اترك جنودي الاموات لتدنس مقابرهم اقدام اليهود.  كان امام 

قيادة الكتيبة تمثال يسمونه تمثال النصر أمر بهدمه وتم ذلك أيضاً . وهنا أقول كم كذب مزورو التاريخ عن هذا 

الرجل الرجل.
في 4/5/1949 عقدت لجنة الهدنة الاردنية اليهودية أول اجتماع لها حضره من الجانب الاردني وكيل وزارة 

الاقتصاد ، ومتطرف لواء نابلس ، وقائد الكتيبة الخامسة ومن الجانب اليهودي المقدم موشي ديان والرائد 

راماتي وضابطان آخران : كان الجنرال بيرنز من الامم المتحدة يترأس الاجتماع . وتم بحث اتفاقية رودس بكامل 

بنودها ، والخرائط والمخططات التي أُلحقت بالاتفاقية والتي وقعها الوفدان الاردني واليهودي هناك وصدق 

عليها ممثل الامم المتحدة . المفاجأة كانت بالمخططات التي أُلحقت بالاتفاقية بعد العودة من رودس والتي لم 

يوقع عليها الطرفان ولا ممثل الامم المتحدة والتي كانت تزيد كثيراً عن الخرائط المعتمدة قفام الوفد الاردني 

برفضها كاملة والاعتراف بما تم التوقيع عليه في رودس فقط  . كانت الملحقات الجديدة تضم قرى واراضي 

شاسعة لم تكن ضمن اتفاقية رودس .
بعد علمهم بالامر قام وفد من رؤساء بلديات المنطقة وزاروا عَمّان ليلاً ليقابلوا الملك عبد الله في اليوم الثاني . 

كان انطباعهم ان الملك عبد الله لم يكن بالصورة حيث أتصل ووبخ القائد البريطاني كلوب باشا . في 6/5/1949 

صدر أمر من قائد اللواء الانجليزي الموجود في رام الله بأن تنسحب قطاعات الجيش العربي من الخط  الذي 

استلمه من القوات العراقية الى الخط الخلفي الذي يتلائم مع المخططات التي قدمها اليهود والتي تم رفضها  من 

الجانب الاردني في اجتماع لجنة الهدنة  . وفي 7/5/1949 تم سحب انقطاعات المذكورة الى المواقع الجديدة 

وتم التخلي عن 17 مدينة وقرية واراضيها البالغة 282 الف دونم هكذا في يوم واحد ودون اطلاق رصاصة 

واحدة  .
وهكذا ضاعت 78% من فلسطين .
يتضح من سرد تلك الاحداث إنه لم ينقص افراد وضباط الجيش العربي الاردني ولا افراد وضباط الجيش العراقي 

أو افراد وضباط الجيوش الاخرى لا الشجاعة ولا الكفاءة الا انها كانت تحت قيادات أجنبية غير كفؤة  قامت 

بتنفيذ اجندات تهدف لترسيخ دولة يهودية. كان التلاحم بين افراد الشعب الواحد في ضفتي النهر منقطع النظير . 

كانت الناس مستعدة لبذل النفس والنفيس للدفاع عن ارض الاسراء والمعراج .
كيف تراجعت قضية فلسطين من قضية اسلامية يهودية الى ” نزاع عربي صهيوني” ثم صراع عربي عربي ثم 

صراع اردني فلسطيني ، ثم صراع لبناني فلسطيني ، ثم صراع فلسطيني فلسطيني ؟ كيف اصبح الفلسطيني “

بلجيكي ” في شرق النهر واصبح سويدي الان بعد اوسلو في غربه ؟ كيف استطاع اعداء الامة بمساعدة 

طابورهم الخامس والسادس والسابع أن يديروا هذا الامر هكذا … ألأنا اطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ؟ 

منذ متى اصبح مسقط الراس في البلد الواحد معياراً للانتماء والولاء ؟ ثم الانتماء والولاء لمن ؟ أسألة متى 

اجبنا عليها بصدق نكون قد قطعنا نصف مسافة الطريق فتحديد المشكلة هي نصف الحل !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70058
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين    صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين   Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 8:44 pm

[rtl]ما بين شيوخ القبائل والعوائل وشيوخ الافك ضاعت الاوطان – كياناتهم كانت مع الكيان الصهيوني جزءاً متكاملاً من منظومة متصالحة مطبعة مرجعيتها واحدة خارج حدودها منذ نشأتها قبل مئة عام


 د. عبد الحي زلوم


في غفلة من التاريخ قبل101 سنة قدم أحد الصهاينة المسيحيين واسمه بلفور وعداً  من 67 كلمة الى شيخ مرابي عصره اللورد روثشايلد أعطاه فلسطين وكأنها ملك ابيه. اذن قيامُ الكيان الصهيوني قام على اكذوبة من مستعمر وايدولوجية قامت على خرافات واسرائيليات . وفي الوقت نفسه قسم المستعمر نفسه الوطن العربي الى كيانات شقيقة للكيان الصهيوني وأعطى لكل كيانٍ وصفه الوظيفي فكانت ادوار تلك الكيانات متناسقة ومتكاملة وكانت تلك الكيانات هي من ساعدت على بناء الكيان الصهيوني قبل انتهاء الانتداب البريطاني وبعده وحتى يومنا هذا . وكانت هذه الكيانات لا تعتمد على تاريخ ولا جغرافيا ورُسِمت لها حدوداً وهمية اسمتها دولاً ونُصِب عليها شيوخ قبائل  وعوائل.  وانشأ الاستعمار  لها جيوشاً  مهمتها الحفاظ على الوصف الوظيفي لكل كيان كما وضعه لها من انشأها اول مرة. فلذلك خسرت هذه الجيوش كافة حروبها. فصارت هذه الحدود الوهمية بين الاخ واخيه حدوداً مقدسة لا علاقة لها بالمحافظة على الوطن من عدوه الصهيوني فهو زميلٌ في المنظومة نفسها وتم مساعدة ذلك الكيان من انظمته الشقيقة . فلا عجب إذن اذا انتقل التطبيع السري الذي دام مئة عام الى تطبيع علني.


اصبح اليوم جلياً ان من تعتبره الشعوب اعداءاً لها كالكيان الصهيوني صار حليفاً لتلك الانظمة وأن ما تعتبره الشعوب صديقاً مؤيداًلقضاياه اصبح عدواً لانه عدو حليفهم الصهيوني . لذلك نجد أن الانظمة في واد والشعوب في واد آخر . فالمشكلة أن من يستمد شرعيته من اسرائيل الكبرى (الولايات المتحدة ) فهو متصالحٌ ومتحالفٌ مع (اسرائيل الصغرى)، وغير ذلك هراء .


 المشكلة التي ستواجه روؤساء القبائل والعوائل لتلك الكيانات بما فيها الكيان الصهيوني هي اننا نعيش اليوم ما بين عصرين ولى أحدهما وهو عصر العولمة وجاء عصر ما بعد العولمة والاحادية والتي عملت الولايات المتحدة جاهدةً لتحقيقها . شعر شيوخ القبائل والعوائل أن أقنعتهم قد أنكشفت وشعروا أن هناك عصراً جديداً يرى المستعمرون الجدد أنهم بحاجةٍ الى وصفٍ وظيفي جديد لكياناتهم فشعروا بعدم الامان . وحيث أن المثل لديهم أن (كلب الشيخ شيخ ) فظنوا أن استرضاء الشيخ سيكون عبر استرضاء كلب الشيخ فبدؤا بالتطبيع العلني 


وفي عصر ما بعد العولمة سيستمر انحدار الامبراطورية الامريكية اقتصادياً وسياسياً . قد يجد البعض صعوبة في فهم كيف يمكن لهذه الامبراطورية ذات الاسنان النووية والقواعد العسكرية والاساطيل البحرية في كل مكان أن تكون في حالة انحسار . علمنا التاريخ قديمه ايام الامبراطورية اليونانية والعثمانية والبريطانية وحديثه في ايام الامبراطورية السوفياتية أن انهيار تلك الامبراطوريات يكون من داخلها .  فبعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر (الحرب والسلام توصلت لجان الدراسات بأنه بات على الولايات المتحدة أن تأخذ الدور الامبريالي البريطاني بعد ان فقدت بريطانيا المقومات اللازمة لقيادة النظام الانغلوساكسونيالرأسمالي وأن يصبح نطاق هذه الامبراطورية الامريكية السيطرة على العالم بأكمله بطرق استعمارية جديدة عبر ادوات العولمةالاقتصادية (البنك الدولي و صندوق النقد الدولي والتجارة الحرة ) وعبر ذراع العولمة السياسي بواسطة ذراع الامم المتحدة والذي تمّتأسيسها في نهاية الحرب العالمية الثانية . ولخدمة اغراض الامبراطورية الامريكية .




بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اعلن الرئيس بوش الاب (النظام العالمي الجديد) وهو نظام العولمة والاحادية القطبية للولايات المتحدة .وجاء ابنه ليكمل المهمة في بداية القرن الواحد والعشرين باعلانه مبدأ بوش بأن النهج الرأسمالي الامريكي هو نظام صالح لكل مكانوزمان في العالم اجمع ومن ليس معه فهو ضده. وعليه بدأت الحروب على الانظمة التي لا تتبع مبادئ الرأسمالية مثل العراقوسوريا وايران.  ويلاحظ ان جميعها كانت لا تسمح لاذرع العولمة الامريكية من دخول البلاد فلم تكن تتعاطى مع صندوق النقد الدوليولا البنك الدولي ولها اسلوب  اقتصادي  لكنه لم يكن نظاماً راسمالياً. المفارقة المؤلمة أن احتياطي العراق سنة 1980 كان حوالي40 مليار دولار حينما كان سعر النفط بمعدل 10 دولارات , ومعدل الانتاج حوالي 2.5 مليون برميل في اليوم . المفزع والمؤلم أنعراق ما بعد الاحتلال دخل صندوق النقد الدولي وان ديونه وصلت حوالي 150 مليار دولار في الوقت الذي زاد فيه الانتاج مرتين الى حوالي 5 مليون برميل في اليوم . ولو حسبنا زيادة الاسعار 7 مرات مع ضعف الانتاج لاصبح دخل العراق 14 مرة اكبر من دخله سنة 1980 . بينما كان العراق آنذاك يمتلك نظاماً صحياً وتعليمياً متطورا وبنيةً تحتيةً وصناعية متقدمة عن مثيلاتها في منطقتنا اصبحيعاني شعبه الطيب اليوم من ابسط مقومات الحياة كالماء النظيف للشرب أو حتى الكهرباء وهو يعوم فوق ثالث اكبر احتياطي منالنفط في العالم . وكذلك الامر في سوريا والتي كانت تتمتع بإكتفاء ذاتي .فقد تم تدمير بنيتها التحتية والفوقية ببترودولارت عربية ومسلمين وعرب تم استيرادهم وتظليلهم من كل حدب وصوب  وتم تشريد نصف الشعب وقتل وجرح ما يزيد عن مليون بريء. كل ذلك من اجل نشر مبادئ (الديمقراطية الامريكية) وديمقراطيات (حلفائها الشرق اوسطيون ). واصبحت سوريا اليوم بحاجة ما يزيدعن 200 مليار دولار لاعادة بنيتها التحتية فهل ستسطيع فعل ذلك دون ان تصبح مدينةً حتى اذنيها ؟والسؤال ما جزاء من مول قتل 500 الف عربي ومسلم عند الله الذي يقول( ان مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا  )! عملت الولايات المتحدة جاهدة لاخضاع العالم لاحاديتها وعولمتها .




كان نظام العولمة ظالماً للامريكيين انفسهم والعالم عدا قلة من اباطرة المال الامريكيين الذي يمتلك 400 منهم ما يعادل ما يمتلكه 150 مليون امريكي. فانتقلت المصانع الى الخارج حيث العمالة الرخيصة وتراجعت البنية التحتية داخل الولايات المتحدة  لان الاستثمار في الخارج مردوده اعلى من الداخل ، واصبح الشعب الامريكي ناقماً على المؤسسة الحاكمة لكنه لجهله ولسيطرة الاعلامعليه استبدل الجرب بالطاعون فجاؤوا بترامب وبطانته ليعلن في الامم المتحدة أنه ضد العولمة والتي كانت عامود خيمة الاقتصادالامتصاصي العالمي لمصلحة الولايات المتحدة .  بل كادت حروب الامبراطورية الامريكية أن تفلس وأن تفشل النظام الراسماليالعالمي بأكمله في ازمة 2008 والتي لم تنتهي اثارها بعد، بالرغم من زيف مؤشرات سوق الاسهم الامريكية . وهنا اجد مفيداً انه في كتابي “حروب البترول الصليبية” الصادر سنة 2005 تنبأت عن ازمة 2008 قبل حدوثها بثلاث سنوات حيث جاء في الفصل الاخير من ذلك الكتاب وعنوانه “نهاية الامبراطورية الامريكية بسكتة قلبية اقتصادية” وتحديداً في صفحة (381) ما يلي :




“وفي حالة حصول ارتفاع ملحوظ في معدلات الفائدة الأمريكية ، فإن ملايين العائلات الأمريكية الغارقة في الديون ، ستجد نفسها فجأة مجبرة على التخلي عن منازلها بعد أن أصبحت غير قادرة على تحمل كلفة الفائدة العالية . مثل هذا الوضع سيضرب البنوك  التي ستجد نفسها أمام رهونات عقارية بمليارات الدولارات ، وقد أصبحت غير ذات قيمة ، وهو ما سبق وحصل في الثلاثينات. ” وهذا ما حصل تماماً والذي بدأ بإنهيار بنك ليمان برذرز وخسارة ملايين الامريكيين لمنازلهم .




نحن الان في مرحلة الفوضى والاضطراب الناتج عن تقهقر الامبراطورية الامريكية ونحن في عالم ما بعد العولمة وما بعد الاحاديةوسينتج عن ذلك نتائج تحويلية كثيرة وستؤثر سلباً على الانظمة العربية والاسلامية التي اختارت الانضواء تحت خيمة عولمةالامبراطورية الآيلة للسقوط على رؤوس من داخل الخيمة. فاليوم  لم يبقى للامبراطورية صديق فبدأت الادارة الحالية بهدم احد اركان العولمة وهو التجارة الحرة وذلك بفرض رسوم والعقوبات على الصديق والعدو البعيد والقريب . ففرضت الرسوم على منتوجات كندا واوروبا (حلفاؤها في الناتو ) وتركيا وايران والصين وروسيا. وهذا يعني وداعاً للعولمة. وسيكون نتيجة هذه العقوبات نتائج اقتصادية سلبية في المدى المتوسط والبعيد. واضعاف الهيمنة الدولارية نتيجة التعامل بالعملات المحلية عوضاً عن الدولار بما سيكون له نتائج كارثية على الاقتصاد الامريكي . يضاف الى ذلك أن اقطاب العالم الجدد بدؤا  بإنشاء مؤسسات بديلة كما فعلت الصينبانشاء بديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي براسمال مئة مليار دولار وكما بدأت الدول الكبرى كالهند والصين وروسيا وتركيابالتعامل بالعملات المحلية حتى وصل الامر الى اوروبا والتي ستعمل على ايجاد ميكانيكية بعيدة عن الدولار لتعاملاتها مع ايران . اذنلا يغرنكم اساطيل الولايات المتحدة ولا قنابلها النووية فقد كان للاتحاد السوفياتي كل ذلك واصبح في خبر كان .




لم اكن يوماً اهتم بعربدة الكيان الصهيوني فإضعافه وزواله سيكون ايضاً لاسباب داخلية وسياسات خرقاء بالاضافة الى ضعف الوريد الامريكي الذي يمده بحبل الحياة .هذا هو الخبر السيء للكيان الصهيوني وحلفاءه من الدول  التي انشأها الاستعمار وحدد وظائفها .فأصبح اكثرهم مأزوماً وستزداد حالتهم سوءً يوماً بعد يوم بعد أن زالت الاقنعة عن الوجوه . في هذه الحالة الكئيبة سيبزغ فجر جديد.




تمتلك شعوب الوطن العربي طاقةً كامنة هائلة تنتظر من يفجرها ويقودها . وهناك مثالين أحدهما الطاقة التي تفجرت اثناء ما يسمى بالربيع العربي والتي تمّ (اخراجه عن السكة) نتيجة تآمر الغرف السوداء وعدم نضوج القيادات التي طفت الى السطح دون امتلاكها مقومات القيادة ولكن الطاقة الكامنة ما زالت تنتظر قيادةً جديدة . ولنأخذ لبنان كمثال آخر الذي كان بعض ما يسمى بنخبته يفتخر بأن (قوة لبنان في ضعفه ). كانت الطائفة الشيعية الاكثر تهميشاً وفقراً وعندما جاءت قيادة ٌ قوية الشكيمة والعزيمة تعرف ما تريد فجرت الطاقات الكامنة فأصبحت الطائفة الشيعية هي الاقوى والاكثر تنظيماً وفعاليةً ووزناً سياسياً وانا امتعض عند استعمال كلمة السنة والشيعة لما ترمزه من تفرقةً يقوم الاستعمار وشيوخ الافك واعوانه اليوم باستغلالها. اكتشف اللبنانيون والعرب بأن قوتهم في مقاومتهم لا في ضعفهم . فقهرت  المقاومة في لبنان بالرغم من قلة عددها وعدتها من حاول ان يروج انه القوة التي لا تقهر . فقهرتها المقاومة اللبنانية  مرتين وكانت


اول من حقق توازن ردع مع الكيان الصهيوني  عجزت كافة جيوش انظمة القبائل والعوائل من تحقيقه .


في هذه الفترة التي هي ما بين عصرين سيزيد الاضطراب في العالم كما هي الحالة ايام سقوط الامبراطوريات وسيصاحبها تغييرات استراتيجية وجيوسياسية لن تكون لصالح منظومة الكيانات السابقة ولا احلافها الجديدة وستتفجر طاقة الشعوب الكاملة لبداية فجر جديد وإن غداً لناظره قريب .


[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: قضايا الصراع-
انتقل الى: