منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Empty
مُساهمةموضوع: سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي   سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Emptyالجمعة 18 مارس 2022, 6:54 pm

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-11


مقدمة الترجمة


حين أقدمت القوات الروسية على عبور حدود أوكرانيا في الخامس والعشرين من فبراير/شباط الماضي، لم تكن تلك إشارة فقط على أن موسكو مستعدة لاستخدام القوة الخشنة لحماية مصالحها في أوروبا، لكنها كانت علامة على مدى النفوذ الذي بات يتمتع به الجيش في السياسة الروسية، بعد قرابة عقدين لعب خلالهما دورا محدودا في صناعة القرار السياسي مقارنة بالأجهزة الأمنية. يعود الفضل في هذا التحوُّل في وضع الجيش إلى رؤية وجهود وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وهو للمفارقة مهندس مدني وليس جنرالا عسكريا، غير أنه يُعَدُّ مسؤولا عن أحد أكبر التحولات في تاريخ العسكرية الروسية.

نص الترجمة


وصلت القوات الروسية إلى كييف في الخامس والعشرين من فبراير/شباط الماضي، ربما في غضون أقل من أربع وعشرين ساعة على أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باجتياح شامل لأوكرانيا على المستويات كافة. وحتى مع وضع القدرة القتالية المتفوِّقة لروسيا في عين الاعتبار، فإن سرعة التقدُّم العسكري كانت مُفزِعة. غير أنها سلَّطت الضوء على شيء آخر، ألا وهو إلى أي حدٍّ كانت حملة الضغط التي أطلقها الكرملين على أوكرانيا برُمَّتها مدفوعة دفعا من قِبَل الجيش الروسي. وخلافا للكثير من الجهود السالفة لموسكو من أجل تحقيق أهداف سياسية في الغرب -أو من أجل القصاص من عدو متعين- فإن الهجوم على أوكرانيا لم يكن مدفوعا من قِبَل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهو وكالة أمنية روسية كثيرا ما تحظى بحصة الأسد من الاهتمام الغربي. عوضا عن ذلك، شُكِّلَ الهجوم منذ البداية بتخطيط من السلطات العسكرية العتيقة: أولا بتكديس قوة ساحقة على الحدود، ثم استعمال هذه القوة بسرعة وكفاءة في الوقت الذي وقف العالم فيه يراقب الحدث.

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-11

يُعزِّز بوتين، بإعطائه الجيشَ هذا الدور الحاسم، من تحوُّل هائل كان قد حدث على مدار العقد الماضي في التراتبية الأمنية للكرملين. فبينما لم يكن الجيشُ في السنوات السابقة منخرطا في صنع السياسات الروسية وظل تابعا لأجهزة الأمن -وهي الأجهزة التي جاء بوتين نفسه من صُلبها-، فإن الجيش في السنوات الأخيرة أصبحت له أهمية جديدة، ليس فقط في تعاطي روسيا مع دول الجوار، بل أيضا في الكيفية التي تتشكَّل بها السياسات. وقد اكتسبَ الجيش في الوقت نفسه دعما جماهيريا جديدا في الداخل الروسي. ففي حين نُظِر إلى الجيش سابقا باعتباره مُتخلِّفا وذا إدارة رخوة وتمويل قليل، صار اليوم مجهَّزا بجيل جديد من التكنولوجيا ومدعوما بتركيبة صناعية-عسكرية آخِذة في الصعود. ومن ثمَّ بزغَ الجيش، إثر نفوذه السياسي المصقول حديثا، بوصفه مؤسسة من أكثر المؤسسات أهمية في روسيا بوتين.

والحال أن مَن يقود هذا التحوُّل في الجيش الروسي هو فرد من أكثر الأفراد طموحا ضمن الدائرة المقرَّبة لبوتين: ألا وهو سِرجي شويغو. ورغم أن شويغو لم يحظَ باهتمام كبير في الغرب نسبيا، فإنه أحد المخضرمين العالِمين ببواطن الأمور في الكرملين، وقد أضحى وزيرا للدفاع منذ عام 2012. أضف إلى ذلك، وخلافا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي الذي عانى من متوالية انتكاسات وارتباكات وعوائق في السنوات الأخيرة، فإن جيش شويغو تمتَّع بنجاح مُستدام معظم الوقت منذ الاستيلاء على شبه جزيرة القرم عام 2014 والتدخُّل في سوريا بعد ذلك بعام واحد. ونتيجة لذلك، فإن أي شخص يسعى لفهم لماذا كان بوتين مستعدا لإطلاق القوات والدبابات والطائرات الروسية في اجتياح محفوف بالمخاطر لأوكرانيا لا بد أن يمعن أولا في تحوُّل الجيش الروسي تحت إدارة وزير دفاعه القوي.
سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%90%D8%B1%D8%AC%D9%8A-%D8%B4%D9%88%D9%8A%D8%BA%D9%88-33سرجي شويغو

مدافع بلا سلطة


على مدار قرابة العقدين، نادرا ما انخرط الجيش الروسي في عملية صنع القرار السياسي، رغم أهميته لدى المجتمع في البلاد. لقد هيمن الرجالُ ذوو الزي الرسمي الأخضر على شوارع بعض مقاطعات موسكو وبعض المدن الكبرى في ظل الحكم السوفيتي، ومُنحت الخدمة العسكرية في البلاد رتبة من المكانة الاجتماعية تقليديا. وأشاع الكرملين في العقود الأخيرة من الحقبة السوفيتية أسطورة متعلقة بالقوات المسلحة تشكَّلت حول إيقاع الهزيمة بالرايخ الثالث في الحرب العالمية الثانية. بيد أن الجيش، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، لم يحظَ بتاتا مع ذلك بحضور قوي في الحكومة. ولعل آخر مرة قامَ فيها الجيشُ الروسي بلعب دور مستقل في السياسة كانت عام 1835 أثناء ثورة الديسمبريين الفاشلة التي اندلعت ضد القيصر، وهي ثورة حاول أن يشنها عدد من مجموعات النخبة. وكانت الحكومة خلال الحقبة السوفيتية على حذر من خطر أن يكتسب الجيشُ قوة كبيرة، ومن ثمَّ وضعه الجهاز الاستخباراتي الروسي السابق (KGB) تحت المراقبة.

حينما صعد بوتين إلى سُدة الحكم أول مرة -وهو أحد ضباط الاستخبارات السوفيتية السابقين- تقلَّد بالتقليد السوفيتي وروَّج للأجهزة الأمنية على حساب الجيش. فقد أُديرت حرب بوتين الأولى التي اشتعلت في الشيشان عام 1999 بواسطة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، الذي يُعَدُّ وريثا للاستخبارات السوفيتية، وقُدِّمت الحربُ باعتبارها عملية لمكافحة الإرهاب، وكان الجيشُ تابعا فيها للأجهزة الأمنية. وواصل بوتين في غضون ذلك اعتماده على جهاز الأمن الفيدرالي ليُبقي النخب الروسية تحت السيطرة، وأيضا لقمع الشغب والتمرُّد، سواء في الداخل أو الخارج.
سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A611سرعان ما تبوَّأ شويغو مرتبة الصدارة بوصفه خبيرا شاملا يُستدعى في كل صغيرة وكبيرة، وبات وزيرا لحالات الطوارئ، وهو منصب برتبة وزير اخترعه شويغو بنفسه.
وعلى النقيض من ذلك، لم يحظَ الجيش سوى بالنزر القليل من المكانة الاجتماعية. لقد تذكَّر الروس جيدا، أثناء السنوات المبكِّرة من حكم بوتين، الفشل والإخفاقات في أفغانستان، بالإضافة إلى الحربَيْن الدمويتين الفوضويتين اللتين خاضهما الجيش في الشيشان بآلات ومعدات عسكرية بالية من الحقبة السوفيتية، وبذل الجيلُ الجديد كلَّ ما في وسعه لتجنُّب التجنيد الإلزامي. وعلى إثر ذلك، لم يفحص الكثير من المحلِّلين الغربيين الجيش الروسي بما يكفي، فلم يكن على المرء إن أراد فهم بوتين، كما شاع الاعتقاد آنذاك، إلا أن يسبرَ أغوار الأعمال الداخلية للأجهزة الأمنية. ومع ذلك، حين عُيِّنَ شويغو عام 2012 وزيرا للدفاع، بدأت مصائر الجيش تتغيَّر في هدوء.

كان شويغو، باعتباره أحد أفراد النخبة الروسية المخضرمين، يتمتع بمسار مهني متين على نحو لافت في صفوف أروقة السلطة بموسكو. ومع وصوله إلى العاصمة آتيا من "توفا" -وهي منطقة تقعُ على الحدود مع منغوليا- تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفيتي، سرعان ما تبوَّأ شويغو مرتبة الصدارة بوصفه خبيرا شاملا يُستدعى في كل صغيرة وكبيرة، وبات وزيرا لحالات الطوارئ، وهو منصب برتبة وزير اخترعه شويغو بنفسه.

سعى شويغو في التسعينيات والعقد الذي تلاها إلى رسم صورة له بوصفه مسؤولا شُجاعا ونشيطا يزور مرارا وتكرارا مواقع الكوارث الطبيعية والتفجيرات الإرهابية مع فريق إنقاذ نخبوي محترف، بل ووصل الأمر إلى حد قيادته لبعض عمليات الإنقاذ بنفسه. لم يكن معتادا آنذاك على الإطلاق أن يرتدي فرد من أفراد النخبة السوفيتية زيًّا ميدانيا ويتكلم مع ضحايا فيضان في سيبيريا أو تفجير في موسكو مثلما فعل شويغو. والحال أن فريق إنقاذه السريع أكسبه شعبية سواء عند القيادة الروسية أو في أوساط الروس العاديين، وفريق قيادته هذا تتزعَّمه وحدة محمولة جوًّا من رجال الإنقاذ المحترفين المستعدين دوما للقفز إلى الطائرة والمُضي إلى أي موقع في العالم في أي وقت يتطلَّب وجودهم فيه.

إسعاد الجمهور.. وكسْب ثقة الأوليغاركيين

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي H_55302188تبنَّى شويغو الابتكارات ذات التقنية العالية، وشكَّل قيادة سيبرانية، ودمج القوات الجوية والقوات الفضائية تحت قيادة واحدة باسم القوات الجوية-الفضائية الروسية.
بالنسبة إلى بوتين، فإن سجل شويغو الناجح وشعبيته الكبيرة جعلاه حليفا طبيعيا، وسرعان ما رآه مفيدا للكرملين بما يتجاوز مهامه الإنقاذية المعهودة. وقد اختار بوتين شويغو عام 1999 ليكون واحدا من قادة حزبه المُسمَّى "روسيا الموحَّدة"، مانحا إياه الفرصة للتجوُّل في أرجاء البلاد وبناء قاعدة سياسية. بيد أن الأكثر إدهاشا من ذلك كان قرار بوتين عام 2012 بتعيين شويغو وزيرا للدفاع. لم يخدم شويغو قط في الجيش باعتباره مهندسا، ولم تكن له سمعة من أي نوع في صفوف المؤسسة العسكرية، ناهيك بأسلوبه القيادي الجلف الذي لم يحببه إلى الحرس القديم.

لننظر على سبيل المثال إلى منهج شويغو في مسألة الزي الرسمي. فبعد فترة وجيزة من تعيينه وزيرا للدفاع، ووفقا لمصادر بالجيش، كان شويغو يتمشَّى في أروقة مقر الأركان العامة بموسكو في ساحة "أربات" (Arbat) حينما لمحَ عقيدا يرتدي بذلة رمادية. ووفقا للتقليد القديم، فإن ضباط الأركان العامة يرتدون البذلات وليس الزي العسكري، لكن هذه الممارسة أزعجت شويغو، حيث شعر أن الضباط عليهم أن يرتدوا زي القتال، لا زي المكاتب. واجه شويغو العقيد، وأخبره بالحضور للخدمة في الأسبوع التالي في فوج بسيبيريا، ووحدها العلاقات الطيبة هي ما أنقذت العقيد، غير أن الجميع فهمَ المغزى: أن شويغو جادٌّ فيما يتعلَّق بالزي الرسمي، وأن البذلات آن لها أن تُمحَى. ولم يتوقَّف شويغو عند هذا الحد، فقد غيَّر عام 2017 الزي العسكري وجعله متشابها مع الزي الرسمي السوفيتي عام 1945، المعروف في الجيش بأنه زي المُنتصِر. وغدا الزي الجديد هو زي شويغو نفسه وهو يتفقَّد العروض العسكرية في الميدان الأحمر. وليس من قبيل المصادفة أن هذا الزي جعله يبدو على شاكلة "جورجي جوكوف" (Georgy Zhukov)، وهو المارشال الميداني الذي طالما تباهى به ستالين أثناء الحرب العالمية الثانية. (ههنا توجد إيماءة أخرى للتاريخ، إذ إن جوكوف لا يُذكَر بوصفه القائد الأكثر نجاحا وصلابة في الاتحاد السوفيتي فحسب، بل أيضا بوصفه الرجل الذي ساعد على التخلُّص من "لافرنتي بيريا"، رئيس الشرطة السرية الذي لا يرحم في عهد ستالين).

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-5

بيد أن الأهم هو نهج شويغو في الإستراتيجية العسكرية والاستعداد للمعارك. فقد تبنَّى شويغو الابتكارات ذات التقنية العالية، وشكَّل قيادة سيبرانية، ودمج القوات الجوية والقوات الفضائية تحت قيادة واحدة باسم القوات الجوية-الفضائية الروسية، ورفع رواتب فيالق الضباط. وفي الوقت نفسه جعل تجنُّب الخدمة العسكرية أمرا مستحيلا أمام الشباب الروسي، وفوق ذلك، حقَّق نجاحين عسكريين كبيرين؛ الأمر الذي أعلى من سُمعته عند الكرملين وساعد على إعطاء الجيش مكانة جديدة داخل الحكومة.

جاء نجاح شويغو الأول بجدارة في أوكرانيا. فعندما اشتعل فتيل الثورة الأوكرانية عام 2014 ضد "فيكتور يانوكوفيتش"، الرئيس الأوكراني الذي دعمته روسيا، فإن الأداة الأولى التي وقع اختيار بوتين عليها هي الأجهزة الأمنية، حيث بعث بوتين، كما هي الممارسة المألوفة، جهاز الأمن الفيدرالي إلى هناك ليساعد القوات المحلية في قمع الانتفاضة. بيد أن جهاز الأمن الفيدرالي فشلَ في كبح جماح المتظاهرين أو في منع يانوكوفيتش من الفرار من العاصفة. وعليه؛ ولَّى بوتين شطره نحو الجيش، وفي ظل قيادة شويغو سرعان ما ضُمَّت شبه جزيرة القرم بكفاءة، وأثبت شويغو بذلك أن الجيش حقَّق نجاحا حيث فشل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF11

ثمَّ أُتيحت فرصة أخرى أمام شويغو بعد فترة وجيزة لاستعراض قوة الجيش، لكنها هذه المرة في موقع بعيد جدا. ففي المرحلة الأولى من الحرب الأهلية السورية، بدا أن الديكتاتور السوري بشار الأسد -حليف روسيا- يفقدُ قوته وأرضيته الصلبة، ولم يحرز دُوبلوماسيو بوتين تقدُّما يُذكر في إنقاذ النظام. ومرَّة أخرى، ظهر الجيشُ باعتباره المخلِّص، إذ تدخَّل عسكريا بالفعل في سبتمبر/أيلول عام 2015. وبسرعة، قلبَ الجيش الروسي مجرى الحرب كلها وبمعدَّات تكلفتها لا تُذكر، الأمر الذي حوَّل مسار الأسد إلى البقاء، وأتاح له أن ينتصر في نهاية الأمر. لقد بدا الأمر وكأن قوات الإنقاذ لشويغو قد هرعت لإنقاذ الموقف كما اعتادت قديما، بيد أنها الآن تُسخِّر نفسها في حلِّ مشكلات بوتين السياسية وليس في مساعدة الناس على الأرض.

لقد كان التدخُّل في سوريا ناجحا وشعبيا، لدرجة أن الجيش الروسي عام 2019 نظَّم معرضا متنقلا ضخما للبنادق والدبابات وغيرها من الأسلحة العسكرية التي صادرها من هناك. وقد نُقلت بالقطار إلى ستين محطة مختلفة في أرجاء البلاد كافة من موسكو إلى فلاديفوستوك (في أقصى الشرق على المحيط الهادي)، وبما في ذلك شبه جزيرة القرم، وقد قوبلت في الكثير من تلك المحطات بالحشود المُهلِّلة. ولذا نما الدعمُ الشعبي للجيش على إثر هذه النجاحات والانتصارات في القرم وفي سوريا.

سرعان ما بدأ شويغو يحظى بميزانية عسكرية أكبر وبحظوة متنامية لدى الكرملين، وقد أدت نجاحات القرم وسوريا في واقع الحال إلى نتيجة مهمة أخرى، إذ جعلت الأوليغاركيين أقرب إلى الجيش، وحفَّزت إطلاق تحالف صناعي-عسكري روسي جديد. والمفارقة هُنا هي أن الأمر جاء مدفوعا بالعقوبات الغربية المفروضة على النخبة الروسية في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم. فقد خسر عدد من الأوليغاركيين بسبب العقوبات أموالا وعقودا في الغرب، ولتعويض ذلك، أسرعت الدولة الروسية مهرولة في مساعدتهم بتزويد شركاتهم بعقود عسكرية ضخمة. فقبل أن تُفرض العقوبات مثلا، قدَّمت الشركة الألمانية "سيمِنز" محركات للبحرية الروسية، واليوم تمتلك هذا العقد "الشركة الأورالية للتعدين والفلزات" (Ural Mining and Metallurgical Company). وعلى إثر هذا المزيج من الدعم الشعبي المتزايد والروابط القوية مع النخب الروسية، بزغَ الجيشُ عام 2017 باعتباره إحدى أقوى المؤسسات في روسيا.

الطريق إلى كييف









حينما بدأ بوتين، خلال العام الماضي، في رسم خطته للحملة في أوكرانيا، كان جليًّا أنه لم يعد ينظرُ إلى جهاز الأمن الفيدرالي بعين القيادة. عوضا عن ذلك، سيضطلع شويغو والجيشُ المُجدَّدُ حديثا بهذه المهمة. جدير بالملاحظة أنه حينما اجتمع مجلسُ الأمن الروسي عشية الاجتياح، بدا أن الجيش أكثر قُربا والتصاقا ببوتين من مسؤولي استخباراته. وبعد أن أعلن بوتين عن قراره الاعتراف بجمهوريتَيْ "دونِتسك" و"لوغانسك"، ارتبك رئيس المخابرات الأجنبية في كلماته، وتصرَّف مدير جهاز الأمن الفيدرالي ووزير الخارجية كما لو كانا إنسانَيْن آليين يتَّبعان الأوامر فحسب. وعلى عكس ذلك، بدا شويغو، الذي أمضى أغلب العقد الماضي في تحويل الجيش إلى قوة سياسية كبرى، على أهبة الاستعداد والثقة لأن تقود روسيا المعركة.

وقد شكَّك كثير من المحلِّلين، في الأسابيع السابقة للاجتياح الروسي، في أن بوتين سيشن فعليا حربا واسعة النطاق مثل هذه. بيد أن عسكرة المجتمع الروسي وإعادة تشكيل الجيش في ظل قيادة شويغو زوَّدت بوتين بإغراء ساحق؛ إغراء لا يمكن أن تُبطئ خُطاه الهواجس الاستخباراتية أو الاعتبارات الدبلوماسية. أما الآن، وبعد أن شُنَّ الهجوم بعنف، أضحت التداعيات الكاملة للإستراتيجية العسكرية الجديدة للكرملين جليّة للعيان. إذ لا يقتصر الأمر على أن الحملة العسكرية شكَّلها جيش اعتنقَ الحرب علانية، وكلما كانت أكبر، كانت أفضل، بل الأمر أيضا أن شويغو هو مَن قادها، وهو رجل لم يُحرز حتى الآن سوى النجاحات، ولكن تعوزه الخبرة العسكرية اللازمة كي يفهم أن الظفر في ساحة المعركة -بصرف النظر عن كم هو مثير للإعجاب- يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى هزيمة سياسية أكبر حجما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي   سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Emptyالجمعة 18 مارس 2022, 6:57 pm

The Man Behind Putin’s Military

How Sergey Shoygu Paved the Way for Russia’s Ukraine Assault



February 26, 2022


سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي %D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D9%8A-11سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي RTS3XNYG.JPG
Russian President Vladimir Putin with Defense Minister Sergey Shoygu,


 



On February 25, barely 24 hours after Russian President Vladimir Putin ordered a full-scale invasion of Ukraine, Russian forces reached Kyiv. Even accounting for Russia’s vastly superior firepower, the speed of the military advance has been startling. But it also has highlighted something else: the extent to which the Kremlin’s entire pressure campaign on Ukraine has been driven by the Russia military. In contrast to many previous efforts by Moscow to achieve political goals in the West—or to exact retribution on a perceived enemy—the Ukraine offensive has not been driven by the Federal Security Service (FSB), Russia’s security agency, which has often drawn the lion’s share of Western attention. Instead, it has been shaped from the outset by old-fashioned military power projection: first by amassing an overwhelming force on the border and then, with the world watching, quickly and efficiently putting that force to use.
In giving the military such a decisive role, Putin is consolidating a dramatic shift that has occurred in the Kremlin’s security hierarchy over the past decade. Whereas in earlier years, the army was not involved in Russian policymaking and was kept subordinate to the security services, from whose ranks Putin himself came, in recent years, the army has taken on new importance, not only in Russia’s interactions with neighboring countries but also in how policies are shaped. At the same time, the military has gained new public support at home. Previously regarded by many Russians as poorly run, underfunded, and backward, it is now equipped with a new generation of technology and supported by a military-industrial complex that has growing reach in Russian society. And with its newfound political clout, it has emerged as one of the most important institutions in Putin’s Russia.
Leading this transformation is one of the most ambitious members of Putin’s inner circle: Sergey Shoygu. Although he has received relatively little attention in the West, Shoygu is a longtime Kremlin insider who became the defense minister in 2012. Moreover, in contrast to the FSB, which has suffered a series of setbacks and embarrassments in recent years, Shoygu’s military has enjoyed almost unbroken success going back to the capture of Crimea in 2014 and the intervention in Syria a year later. Anyone seeking to understand why Putin was willing to unleash Russian troops, tanks, and planes in a hugely risky invasion of Ukraine must look first at the transformation of the Russian military under his powerful defense chief. 


GUNS WITHOUT POWER

For nearly two centuries, the Russian military, despite its importance in Russian society, was rarely involved in political decision-making. Under Soviet rule, the streets in some districts of Moscow and in other big cities were dominated by men in green uniforms. Military service in Russia traditionally conferred a degree of social prestige. In the later decades of the Soviet era, the Kremlin promoted a mythology about the armed forces shaped around Russia’s heroic defeat of the Third Reich in World War II. Yet through most of the nineteenth and twentieth centuries, the military never enjoyed much of a voice in government. The last time the Russian military played an independent part in politics was probably in 1825, during the failed Decembrist revolt against the tsar in which several elite regiments tried to start a revolution. During the Soviet era, the government was wary of the danger of the military gaining too much power, and the KGB kept it under a watchful eye.  
When he first came to power, Putin, a former KGB officer, stuck to Soviet tradition and promoted the security services above the army. His first war, the one that began in Chechnya in 1999, was run by the FSB, the successor to the KGB. The war was presented as a counterterrorism operation, and the military was subordinated to the security service. Meanwhile, Putin continued to rely on the FSB for keeping his elites under control and suppressing dissent, both in the country and abroad.

اقتباس :
In the past, Putin privileged the security services over the military.

By contrast, the military enjoyed little prestige. During those early years of Putin’s rule, Russians remembered too well the failures in Afghanistan, as well as two messy and bloody wars in Chechnya that the army fought with outdated Soviet-era military equipment. The younger generation made every effort to avoid conscription. As a result, many Western analysts did not spend much time scrutinizing the Russian military: to understand Putin, it was assumed, one needed to fathom the inner workings of the security services. In 2012, however, Shoygu was appointed defense minister, and the fortunes of the military quietly began to change.
A veteran member of Russia’s political elite, Shoygu has had a notably durable career among the highest echelons in Moscow. Arriving in the capital from Tuva, the region on the border with Mongolia, just in time for the breakup of the Soviet Union, he rapidly rose to prominence in the early 1990s as an all-around troubleshooter, becoming the minister of emergency situations, a cabinet-level position that he himself invented.
In the 1990s and the following decade, he cultivated an image as a brave and energetic official who frequently visited the sites of natural disasters and terrorist bombings with an elite professional rescue team; he even led some rescue operations himself. At the time, it was highly unusual for a member of the post-Soviet elite to wear a field uniform and talk to victims of a flood in Siberia or a bombing in Moscow, as Shoygu did. His rapid-response team—spearheaded by an airborne unit of professional rescuers who were always ready to jump on a plane and go to any spot in the world where they might be needed—brought him popularity both in the Russian leadership and among ordinary Russians.

PLEASING THE PUBLIC, PAYING THE OLIGARCHS

For Putin, Shoygu’s successful record and large public profile made him a natural ally, and he quickly found him useful to the Kremlin beyond his emergency missions. In 1999, Putin picked Shoygu to be one of the leaders of his party, United Russia, giving him the opportunity to tour the country and build a political base. More surprising, however, was Putin’s decision in 2012 to make Shoygu the minister of defense. An engineer by training, Shoygu had never served in the army, and he did not have a reputation among the military hierarchy. Nor did his blunt leadership style endear him to the old guard.  
Consider Shoygu’s approach to uniforms. According to sources in the military, shortly after he became the defense minister, Shoygu was walking along the corridors of the general staff headquarters in Moscow on Arbat when he spotted a colonel in a gray suit. According to the old tradition, the officers of the general staff wore suits, not military uniforms, but the practice irritated Shoygu, who felt that officers should dress for battle, not for the office. He confronted the colonel and told him to report for duty the following week in a regiment in Siberia. Only good connections saved the colonel, but everybody got the point: Shoygu was serious about uniforms and the suits had to go. Nor did he stop there. In 2017, Shoygu changed the army dress uniform to make it resemble the Soviet uniform of 1945—known in the military as the winner’s uniform. The new design became his uniform of choice when he inspected military parades on Red Square; it also, not coincidentally, made him look like Georgy Zhukov, Stalin’s vaunted field marshal during World War II. (In another potential nod to history, Zhukov is remembered not only as the Soviet Union’s most successful and ruthless commander but also as the man who helped get rid of Lavrenty Beria, Stalin’s much-feared chief of the secret police, after Stalin’s death).
Far more important, though, is Shoygu’s approach to military strategy and battle readiness. He has embraced high-tech innovation, forming a cyber-command and merging the air force and the space force into the new Russian Aerospace Forces. He has also increased salaries for the officers’ corps. At the same time, he has made it almost impossible for Russian youth to avoid army service. Yet above all were two early military successes, which sealed Shoygu’s reputation with the Kremlin and helped give the military new status within the government. 

اقتباس :
Shoygu showed that the military could succeed where the FSB had failed.

Shoygu’s first military success, notably, came in Ukraine. In 2014, when the Euromaidan revolution erupted in Kyiv against Viktor Yanukovych, Ukraine’s Russian-backed president, Putin’s first instrument of choice was the security services. As per usual practice, Putin dispatched the FSB to Kyiv, where it was supposed to help local forces quash the uprising. But the FSB failed to stop the protesters or prevent Yanukovych from fleeing the capital. As a result, Putin turned to the military, and under Shoygu’s command, Crimea was swiftly and efficiently annexed. Shoygu had demonstrated that the military could succeed where the FSB had failed.
Soon after, Shoygu had another opportunity to show the military’s strength—this time, in a conflict much farther away. In the initial phase of the Syrian civil war, Russia’s ally, the Syrian dictator Bashar al-Assad, seemed to be rapidly losing ground, and Putin’s diplomats were not making much progress in saving the regime. Once again, the army came to the rescue, carrying out a decisive military intervention in September 2015. At a relatively low cost to the Russian troops themselves, the military quickly turned around the course of the war, putting Assad back on track to survive and ultimately triumph. It almost looked like Shoygu’s old rapid-response airborne rescue unit had rushed in—although now, it was fixing Putin’s political problems rather than helping people on the ground.
So successful and popular was the Syrian intervention that in 2019, the Russian army arranged a huge traveling exhibition of tanks, guns, and other military hardware seized from Syria. It was transported by train to 60 different stops across the country from Moscow to Vladivostok, including Crimea; at many stops, it was met by jubilant crowds. In the wake of the successes in Crimea and Syria, popular support for the military grew.
Meanwhile, Shoygu began to enjoy a bigger military budget and a growing profile in the Kremlin. In fact, the successes in Crimea and Syria had another important consequence: it brought the oligarchs closer to the military and helped jump-start a new Russian military-industrial complex. Paradoxically, this effect was driven by the Western sanctions imposed on Russia’s elite following the annexation of Crimea. Because of these penalties, many oligarchs were losing money and contracts in the West; to compensate, the Russian state rushed to help them by providing their companies with huge military contracts. For example, before the sanctions were imposed, Siemens, the German company, provided engines for the Russian navy; today, the Ural Mining and Metallurgical Company, a Russian firm, holds that contract. Buttressed by this combination of rising popular support and powerful ties among the Russian elite, the military had emerged by 2017 as one of the most powerful institutions in Russia.

HEADLONG TO KYIV

Over the past year, as Putin began to plan his campaign in Ukraine, it was clear that he was no longer going to look to the FSB for leadership. Instead, Shoygu and the newly revamped army would lead the way. Notably, when the Russian Security Council met on the eve of the invasion, the army seemed much closer to Putin than his intelligence officials did. After Putin announced his decision to recognize the self-proclaimed republics of Donetsk and Luhansk, the chief of foreign intelligence struggled for words, and the FSB director and the foreign minister acted as if they were automatons following commands. By contrast, Shoygu, having spent much of the past decade building up the military into a powerful political force, sounded confident and ready to lead Russia headlong into battle.
In the weeks leading up to Russia’s invasion, many analysts doubted that Putin would actually launch such a large-scale war of choice. But the militarization of Russian society and the remaking of the military under Shoygu provided Putin with an overwhelming temptation, one that could not be slowed by intelligence misgivings or diplomatic considerations. And now that the assault is violently under way, the full implications of the Kremlin’s new military strategy are becoming clear. Not only is the campaign being shaped by an army that has openly embraced war—the bigger, the better. It is also being led by Shoygu, a man who has so far experienced only successes and who lacks the proper military training to understand that a battlefield victory, no matter how impressive, can sometimes lead to an even larger political defeat.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69641
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي   سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي Emptyالجمعة 18 مارس 2022, 7:36 pm

وثائقي - كيف عادت روسيا من الانهيار واستغلت انشغال الغرب بالصين وباتت أقرب للقمة من جديد!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سيرغي شويغو.. المهندس المدني الذي أعاد بناء الجيش الروسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عبدالله حمدوك.. رجل التوافق الذي أطاح به الجيش في السودان
» هل “يُعاني” الجيش الروسي و”يعجز” عن “إسقاط كييف”
» الجيش الروسي من أقوى جيوش العالم بترسانته العسكرية والنووية
» الجيش الذي أرعب إسرائيل
» كيف كسرت المقاومة أسطورة الجيش الذي لا يقهر في العملية؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه :: سيرة ذاتية-
انتقل الى: