“الوصاية” ووجع النص.. مُجرّد عبارة فلسطينية أم وثيقة دولية؟: “رأي اليوم” سألت ومرجع قانوني أردني يُجيب ويكشف الوقائع: لا يُمكن “الطّعن” على أسس القانون الدولي ولا ذكر لها بالمُعاهدتين و”المسيحية” أضافها إلى الإسلامية الرئيس عباس.. وهذه خِيارات الاشتباك
وصف مرجع قانوني وسياسي أردني مفهوم الوصاية الأردنية على أوقاف القدس بأنه في الواقع الموضوعي ليس أكثر من عبارة سياسية وإعلامية لها طبعا بُعد تاريخي وتراثي لكنّها وردت في وثيقة واحدة فقط وقعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لصالح الأردن قبل عدّة سنوات وليس أكثر.
وعلى حد تعبير الرأي القانوني فعبارة الوصاية الأردنية لم ترد في نصوص قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ولم ترد أيضا في نصوص اتفاقيتيّ أوسلو ووادي عربة وبالتالي هي مُرتبطة باتفاق مكتوب ليس حتى بين دولتين بالمعنى الشرعي القانوني الدولي وان كانت شرعيتها منطلقة من أساسيين سياسيين هُما مبايعة أهل القدس للهاشميين قبل أكثر من 100 عام ثم تلك المبايعة التي وردت في وصية وقّعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس باعتباره ممثلا للسلطة وعلى أساس أن الأوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس وديعة لدى الأردن.
وهنا لوحظ بأن النص اليتيم بالخصوص في المعاهدة الأردنية يتحدث عن “الأوقاف الاسلامية” لكن ورقة عباس أضافت لها “المسيحية”.
وثيقة السلطة ملزمة هنا للسلطة فقط ولكن ليس لأي دولة أخرى.
وبالتالي لا يوجد نصوص في القوانين الدولية والاتفاقيات والمعاهدات توفر الغطاء للوصاية بمفهومها الأردني فهي بموجب القوانين الاردنية وحسب شروحات المرجع الأردني المعني ليست أكثر من اتفاق سياسي لا أساس له في القانون الدولي وهي أقرب لصيغة يعتمدها الاردن وكانت إسرائيل طوال الوقت لا تعارضها قبل أن يصدر مؤخرا التصريح المثير لرئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت.
تلك برأي المصدر الأردني الذي شرح الأمر لرأي اليوم مفضلا تجنّب ذكر اسمه حقيقة واقعية في الاطار القانوني تعرفها حكومة الاردن وكل من اسرائيل والولايات المتحدة وما يمكن بالسياق اتهام الاسرائيليين به هو مخالفة بروتوكول مكتوب تم توقيعه عام 1915 برعاية وزير الخارجية الاسبق جون كيري يتحدث عن آليات تنظيم دور موظفي الاوقاف الاردنية فقط.
ويُشير المصدر في المفاجأة التي يسجلها الى امكانية خوض معركة سياسية والطعن بتصريحات اسرائيل فقط فيما لا يتوفر السند لأي طعن مرتبط بالقوانين الدولية خصوصا وان الصيغة التي وافق عليها الوفد الاردني المفاوض تستخدم تعبيرات عن احترام اسرائيل للدور الاردني في القدس فور التوقيع وحتى في مفاوضات الوضع النهائي.
وصيغة الاحترام هنا لا تعني عمليا ونصيا بأن عدمه يُخالف القانون الدولي ومع ذلك يستطيع الأردن استخدام الكثير من الاوراق مع السلطة الفلسطينية لمناجزة الاسرائيليين الذين قاموا بانتهاكات مباشرة وابشع للقوانين الدولية ولاتفاقيتي وادي عربة وأوسلوا ولقرارات الشرعية الدولية ردًّا على مخططهم بخصوص القدس والمسجد الأقصى.