منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Empty
مُساهمةموضوع: ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس.   ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Emptyالأربعاء 11 مايو 2022, 11:54 am

ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى 

ماذا بعد عملية العاد؟

ريم يونس،والدة  كريم يونس عميد الاسرى  الفلسطينيين  عضو اللجنة التنفيذية لحركة فتح و من طينة الاسرى الذينَ قَدَّموا ولا يزالونَ أعمارَهُم ثمنا للحلم الذين نشأووا عليه وثمناً للكرامةِ  المصادرة والقضية والأرض..ظلت تنتظره اربعين عاما  و تحلم بتزويجه و احتضان ابناءه تماما كما انتظرت شقيقه و عندما اقترب الموعد مع الحرية الذي لم يبقى عليه اكثر من سبعة اشهر أبى القدر الا ان ترحل قبل ان تكحل  نظرها بطلعته …رحلت ريم يونس و لم يكتب لها احتضان ابنها الذي اسر طفلا و بات اليوم كهلا  … رحلت والدة عميد الاسرى كما رحل قبلها  الكثير من امهات  الاسرى قبل انيتحقق الحلم …قبل اشهر نكبت الاسيرة و المناضلة الفلسطينية الشرسة خالدة جرار التي فجعت في رحيل ابنتها و هي اسيرة الاحتلال و فجعت قبل ذلك في والدتها و الامثلة كثيرة و متعددة و هي تشهد على معاناة مزدوجة مع سلطة الاحتلال و مع عالم لم يعد معه للمستضعفين امل …
ريم يونس عنوان في مسار القضية الفلسطينية الطويل و لكنه عنوان يختزل معه الوجه الاخر المنسي للمعركة التاريخية الانسانية التي تأبى ان تتراجع او تختفي على وقع الاحداث المتسارعة و فيها ايضا ما يحيلنا على الحقيقة المؤلمة و مفادها أن الاحتلال الاسرائيلي البغيض يبقى اصل الداء و هو الذي ما انفك يبحث و يمهد الطريق نحو احياء الانتفاضة الثالثة و عودة  كل اسباب المقاومة الى المشهد بعد ان انسدت الافاق و تراجعت الامال و غابت البدائل لشرق اوسط مختلف
لم تمنع كل الاجهزة الاستخبارية و العتاد العسكري الاستثنائي الذي يتوفر لكيان الاحتلال و للمستطونين الصهاينة من تكرار العمليات الفدائية داخل الخط الاخضر و في أكثر المواقع حراسة و امنا و تحصينا , صحيح أنه لن يكون بامكان منفذي العملية الاختفاء طويلا عن انظار جيش الاحتلال الذي يفرض  مراقبة مستمرة و لصيقة بمختلف المناطق الفلسطينية و صحيح انه لن يطول تواري هؤلاء عن الانظار بعد ان حول الاحتلال ما بقي من اراضي  الضفة و القطاع الى  اكبر سجن في العالم و لكن الارجح أن ما حدث قد لا يكون نهاية المطاف و سيعود شباب فلسطينيون متى امكنهم ذلك الى تكرار ما حدث مهما كانت النهاية التي تنتظرهم و هم الذين يعرفون ان الاعدام ينتظرهم والامر هنا مرده سبب بسيط و لكن حكومات الاحتلال المتعاقبة ترفض اقراره و الاعتراف به و ان اسرائيل كقوة محتلة مدعومة من القوى الدولية لا يمكنها ان تفوز الى ما لا نهاية بالسلام و الارض دون مقابل  و ان يظل قدر الفلسطينيين العيش تحت قيد الاحتلال و معاناة الاسر و التشرد و اللجوء …
بعيدا عن الاوهام يبقى الحل الوحيد الذي يمكن ان يغير وجه المنطقة مرتبط  بالتوصل الى حل  يبدو منطقياقريب و ممكن و لكنه عمليا اقرب للسراب و الحل يختزل في التعايش   السلمي و الاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في دولته على الحدود المعترف بها التي اقرتها الامم المتحدة في جوان ال67 و هي برغم ما فيها من اجحاف  تبقى السيناريو الوحيد الذي يمكن ان يقدم طوق النجاة للجميع لو توفرت الارادة السياسة و استدرك المجتمع الدولي و اعاد لمفهوم العدالة الدولية مكانتها ولكن حتى هذه المرحلة يتحول تاريخ اغتصاب  فلسطين الى ذكرى استقلال  اسرائيل تستمرعملية تزييف التاريخ والجغرافيا والهوية ..
…والى ان يتحقق ذلك في غضون سنة او عقد او قرن  من الزمن فستعود العمليات الفدائية متى وجد اصحابها اليها سبيلا …و قد لا نبالغ اذا اعتبرنا ان سلطة الاحتلال قد تدفع  قصدا الى هذه الخيارات التصعيدية لانها  تعزز دورها كضحية  و لانها تمنحها الحصانة و توفر لها المبررات لممارساتها  التي ترقى الى الجرائم ضد الانسانية ضد الشعب الفلسطيني …و طبعا ستجد اسرائيل في ردود الافعال و التعاطف الدولي ما يدفعها الى مزد العمليات الانتقامية ظنا ان في ذلك ما يمكن ان يقتل نفس المقاومة و التصدي للاحتلال  لدى الفلسطيننين وفق نبوة غولدا مائير بان الكبار يموتون و الصغار ينسون فجاءت الاحداث على غير ما يأملون اذ مات الكبار و توارث الصغار القضية في دمائهم و زادهم وعيهم و قناعتهم بانه لا مجال للتعويل على الاشقاء و الاجوار العرب ممن  اصيبوا بداء هشاشة الذاكرة و انساقوا الى خيار التطبيع لا هثين غير ابهين ..
لعله من المهم و قبل محاولة فك رسائل العملية الفدائية التي وقعت فجر امس على مشارف تل ابيب و التي  سجلت مقتل ثلاثة مستوطنين متطرفين   الاعتراف ان العملية كانت متوقعة من الجميع سواء تعلق الامر بالاحتلال الذي تلقى صفعة جديدة تضاف لسلسلة الصفعات التي تلقتها الاستخبارات الاسرائيلية بعد العمليات المنفردة التي قادها شباب فلسطينيون لم يعرفوا النكسة و لا النكبة بل هم ولدوا و نشأووا  في ظل اجواء  اتفاقيات مدريد و اوسلو التي يكتشفون انها لم تمنحهم  حق التقرير المصير ولا هي وفرت لهم الحق في الحياة والكرامة و الحرية التي  تطلعت اليه اجيال فلسطينية ,أو كذلك بالنسبة للسلطة الفلسطينية ليس بامكانها ان تظل حارسا ساهرا على مصالح الاحتلال و لا أيضا بالنسبة لمتتبع سير الاحداث في فلسطين المحتلة مع تفاقم مظاهر القمع والترهيب الذي تمارسه حكومة بينيت.. وهي متوقعة ايضا لان ممارسات الاحتلال تجاهلت كل التحذيرات   و تجاوزت كل الخطوط الحمراء و طالت المقدسات وامتدت الى المسجد الاقصى لتستهدف المصلين وتدنس المكان وتشرع الابواب أمام المتطرفين لاحياء ما يسمونه ذكرى الاستقلال الذي يبقى في الحقيقة تزييفا للتاريخ و تزويرا للحقائق باعتباره يتزامن مع ذكرى اغتصاب الارض الفلسطينية ..
والتزييف يمتد الى الغاء الهوية واستبدال اسماء المدن و القرى الفلسطينية باخرى عبرية و من ذلك ان مستوطنة العاد وتعني في مفهوم الجماعات الدينية المتصهينة نحو مدينة داوود وقد  أقيمت المستوطنة على أراضي قرية المزيرعة على الجنوب من راس العين وبلدة مجدل الصادق القريبة من الضفة الغربية على الجهة المقابلة بلدة دير بلوط… قبل نشر هذا المقال قد تكون قوات الاحتلال تمكنت من الوصول الى منفذ او منفذي عملية العال والانتقام منهم  والتنكيل بهم بابشع الطرق لكن الاكيد انها لن تتمكن من مصادرة ارادة غيرهم في تكرار ما حدث طالما استمر الظلم قائما …





عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأربعاء 11 مايو 2022, 12:04 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس.   ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Emptyالأربعاء 11 مايو 2022, 11:58 am

كريم يونس.. 12 ألف يوم من الأسر

ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. 7c783536-a8ba-4003-ab5b-ded6534c5650
عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، اعتقل على خلفية اتهامه بالمشاركة في قتل جندي إسرائيلي، جرت محاولات عديدة للإفراج عنه ضمن صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين، ولكن الاحتلال ظل يرفض ذلك ويتمادى في اعتقاله بدعوى أنه مواطن إسرائيلي، حتى صار أقدم أسير سياسي على مستوى العالم.

المولد والنشأة
ولد كريم يونس يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1956 في قرية عارة الواقعة في المثلث الشمالي بفلسطين المحتلة عام 1948.

الدراسة والتكوين
درس كريم يونس المرحلة الابتدائية في قريته عارة، ودرس الثانوية بمدرسة الساليزيان في الناصرة، وواصل دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة بن غوريون في النقب.

وفي 6 يناير/كانون الثاني 1983 وبينما كان يحضر إحدى المحاضرات التعليمية في الجامعة تم اعتقاله، ليبدأ منذ ذلك اليوم رحلة اعتقال ربما لم يتوقع أحد وقتها أن تستمر عقودا من الزمن.

ومع طول فترة الأسر ومعاناة البعد عن الأهل، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.


قصة الأسر
يعتبر كريم يونس -عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب- أقدم أسير سياسي في العالم، فقد أمضى حتى الآن (2017) 35 عاما في السجون الإسرائيلية بتهمة المشاركة في قتل جندي إسرائيلي.

ويحكي فيلم "مؤبد مفتوح" الذي أنتجته مفوضية شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة بالتعاون مع تلفزيون فلسطين، وعرض لأول مرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية؛ في خمسين دقيقة قصة اعتقاله، حيث تقول والدته (84 عاما في العام 2017) إن العائلة بحثت عن ابنها كريم لشهور -بعد اعتقاله- حتى عثرت عليه في سجن عسقلان، ومن يومها تنقّل في كافة السجون الإسرائيلية، وكانت تزوره في بداية اعتقاله وهو مقيد اليدين والقدمين.

وتضيف الوالدة أن العائلة طرقت كل الأبواب لتحريره، وجهزت له بيتا وحلمت بعرسه منذ ثلاثة عقود من الألم، قضتها حزنا وبكاء عليه.

ويقول صديقه الأسير السابق جبر وشاح من غزة إن ما يؤلم كريم ليس ثلاثين عاما في الأسر وليست السنوات التي قد تأتي، ولكن خوفه أن تموت أمه وهو لا يزال أسيرا.

ويتابع وشاح أنه أدرك أن صديقه الأسير يستمد قوته من والديه، ورغم 34 عاما قضاها في الأسر فإن السجن لم يسكن قلبه، "وهو مناضل استلهم الكثيرُ من الأسرى القوة والعزيمة منه".

وكان يُفترض أن يفرج عنه ضمن ثلاثين أسيرا، بينهم 14 من الأراضي المحتلة عام 1948، وهم ممن اعتقلوا قبل توقيع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993، غير أن الاحتلال رفض الإفراج عنهم. ورغم ذلك، فقد جهزت له والدته بيتا، وعاشت العائلة هذه المرة أملا كبيرا بالإفراج عنه.

وكاد يونس أن يتحرر ضمن صفقة الإفراج التي شملت آلاف الأسرى الفلسطينيين عام 1985، لكن الاحتلال تراجع وأنزله من حافلة الأسرى المفرج عنهم في آخر لحظة.

وكان الأسيران يونس وابن عمه ماهر قد واجها حكما بالإعدام لكنه خفف إلى المؤبد المفتوح، وفي العام 2015 حددت سلطات الاحتلال المؤبد لهما بأربعين عاما بعدما استغل محاميها توجها إسرائيليا لتحديد حكم المؤبد للسجناء عامة.

ومن المقرر أن يفرج عن كريم وماهر يونس مطلع العام 2023، ووقتها سيكون عمر كريم (65 عاما) ويكون حينها قد أتم أربعين عاما في الأسر. وإلى حدود العام 2017، يكون كريم يونس قد قضى أكثر من 12 ألف يوم من الأسر داخل سجون الاحتلال.

وتقول والدته في فيلم "مؤبد مفتوح" إنها لا تخاف عليه "فكلما تقدمت السنوات، يصير كريم حرا أكثر"، لكنها تخاف أن لا تلقاه في لحظة حريته الأولى خارج السجن. وعندما توفي والده عام 2007، لم يسمح الاحتلال له بالمشاركة في تشييع جنازته.

المؤلفات
أصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس.   ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس. Emptyالأربعاء 11 مايو 2022, 12:05 pm

كريم يونس.. عميد الأسرى الفلسطينيين وقصة صمود فى وجه إسرائيل


تغرد العصافير وتتمايل أغصان الشجر محتضنة نسمات الربيع وتتناثر الزهور والورود.. لكن تلك الورود بالرغم من ألوانها المختلفة التى تبعث فى النفوس السعادة والبهجة، ذبلت بعدما سادت حالة من الحزن أركان منزل صغير فى حجمه، كبير بما يحويه من رمز للنضال الفلسطينى، إنه منزل عميد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى كريم يونس.

وداخل هذا المنزل الصغير، الذى يقع فى قرية عارة، وهى قرية عربية تقع فى منطقة وادى عارة فى منطقة المثلث الشمالى فى فلسطين المحتلة عام 48، تجلس والدة عميد الأسرى كريم يوسف فضل يونس (57 عاما) والذى دخل يوم 6 يناير الماضى عامه الثانى والثلاثين فى سجون إسرائيل.

"كريم ذو شخصية قوية" .. هكذا بدأت الأم صبحية وهبى يونس، البالغة من العمر 79 عاما، حديثها بصوت عال وقوى وبكلمات واضحة بالرغم من علامات الحزن والأسى التى تظهر عليها، جالسة على أريكة قبالة مدخل المنزل، تمسك بيدها عصا تتوكأ عليها.

لم تنجح التجاعيد التى رسمها الزمن على تقاسيم وجهها فى محو القوة التى تنبعث من عينيها، لكن مرور الزمن وعذاب الفراق أزالا الابتسامة من على شفتيها، وهى تقول "كريم ذو شخصية قوية، ومتعلم، فقد كان يدرس فى السنة الثالثة فى جامعة بئر سبع عندما صار ما صار".

وهنا بدأ صوتها يخفت قليلا وترقرقت عيناها بالدموع قائلة "وجه له تهم لا أعلمها.. لا أعلم إن كانت مضبوطة أم لا.. كل ما أعرفه أنه وجه له تهمة بقتل جندى إسرائيلى هو وماهر ابن عمه.. لكنى لا أعلم هل هذا صحيح أم لا...الله أعلم".

وصمتت أم كريم يونس لوهلة لكن ما لبثت أن سردت تفاصيل اعتقال ولدها وعيناها امتلأت بالدموع قائلة "تم اعتقاله من بين الطلاب فى جامعة بئر سبع، ليلتها جاء الجنود الإسرائيليون، وكانت ليلة شتاء فى العام 1983، وسألوا عن كريم قلت لهم إنه يدرس فى جامعة بئر السبع، ولم يجدوه فغادروا المكان، وذهبوا إلى الجامعة وسألوا عنه واعتقلوه أمام زملائه".

وهنا انجرفت الدموع من عينيها قائلة: "ماذا أفعل؟ ظللت 32 سنة أبكى وعندما أزوره فى السجن، يقول لى لماذا أنت حزينة يا أمى؟ فهناك 11 ألف سجين وأنا واحد منهم.. أليس هؤلاء السجناء شبابا ولهم أهل ولهم زوجات؟ وأنا واحد من هؤلاء الشباب.. فلا تبكى يا أمى".

هذا هو المناضل الفلسطينى القوى "كريم يونس" الذى ولد يوم 24/12/1958 فى قرية عارة وهو الأكبر بين ثلاثة أشقاء وشقيقتان، وقد أنهى دراسته الابتدائية بمدارس قرية عارة والثانوية فى الناصرة،  ثم التحق بجامعة بئر السبع قسم الهندسة الميكانيكية.

وخلال السنة الدراسية الثالثة وبالتحديد يوم 6/1/1983 اعتقلته السلطات الإسرائيلية، وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية تهمة الانتماء إلى منظمة فتح المحظورة، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية وقتل جندى إسرائيلى.

وقد حكمت عليه المحكمة العسكرية فى مدينة اللد فى بداية اعتقاله بالإعدام شنقا،  وتم بالفعل إلباسه الزى الأحمر المخصص للمحكومين بالإعدام حين حضر ذووه لزيارته بعد الحكم، بهدف التأثير على معنوياتهم، وإيصال رسالة لكل مواطنى الداخل بأن هذا جزاء من يقاوم الاحتلال الإسرائيلى، وبعد شهر عادت محكمة الاحتلال، وأصدرت حكما بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة.

وتابعت الحاجة صبيحة موضحة أنها زارته فى كل السجون الإسرائيلية التى نقل إليها خلال الـ32 سنة الماضية، حيث تنقل كريم بين كل من سجن الجلمة،  الرملة،  عسقلان،  نفحة،  بئر السبع،  الشارون،  مجدو،  واليوم لا يزال يقبع فى سجن هداريم.

وأكدت أنها لم تقطع زيارته ولا مرة واحدة .."زيارته كانت أهم شىء بالنسبة لى ولوالده رحمه الله، وفى الآونة الأخيرة مرضت ولم أستطع المشى، لذلك أذهب كل شهر مرة ومرات أكثر ومرات أقل وأنا جالسة على كرسى متحرك".

وحول المعاناة التى ذاقتها عند زيارته فى السجون، تقول أم كريم "كانت المعاناة فى الوصول إلى السجون صعبة، أمضى فى معتقل نفحة الصحراوى لمدة 6 سنوات، كنا ننطلق من الساعة الخامسة صباحا، ونستقل أربعة أتوبيسات باتجاه معتقل نفحة (النقب- طريق متسبيه ريمون)، نستقل الأتوبيس من هنا إلى "الخضيرة" ومنها إلى تل أبيب، ومن تل أبيب نسافر بالأتوبيس المتجه إلى بئر السبع ومن ثم نستبدله بآخر متجه إلى متسبيه ريمون (فى النقب)، نقضى الوقت فى الطريق لطول المسافة ونعود إلى المنزل فى السابعة مساء".

وترقرقت عيناها مجددا بالدموع وهى تتذكر آخر زيارة له قائلة: "آخر مرة زرته فى السجن كانت روحه المعنوية عالية وعندما رآنى، قال لى لما يا أمى أنت حزينة؟ فأنا لم أسجن على عمل شىء مخجل..لماذا تخجلى؟ أنا لم أسجن على شىء تستحى منه، انا سجنت على شىء مشرف".

حقا هذا هو الأسير الفلسطينى كريم يونس، صاحب الشخصية القوية، المناضل لقضيته الوطنية، والذى لم تقيده سلاسل السجان من إكمال تعليمه الجامعى. . فخلال وجوده فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، التحق كريم بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وبعد مرات عدة من التوقيف من قبل سلطات الاحتلال، استطاع إنهاء تعليمه الجامعى.

واليوم وبعد مرور 32 سنة، يشتاق عميد الأسرى لنسيم الحرية بعدما أدرج اسمه ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة من أسرى ما قبل أوسلو والتى من المقرر الإفراج عنها /غدا/ 29 الشهر الجارى.

فى يوم الاثنين الماضى، ذهب "نديم يونس"، شقيق عميد الأسرى، لزيارته فى سجن هداريم، متمنيا أن تكون هذه آخر زيارة له فى السجن. وقال "رأيته هو وماهر يونس – معتقل منذ 18 يناير 1983 – وكانا متفائلين جدا بالخروج هذه المرة".

وتابع "هذه الصفقة الأخيرة جاءت بعد عدة خيبات أمل...فقد تم إدراج اسمهما فى صفقات عديدة قبل ذلك، منها عام 85 وعام 90 وعام 2000 وتم استثناءهم فى كل الصفقات بالرغم من أن أولوية الإفراج كانت لهما لأنهما الأكبر ومن قدماء الأسرى".

وأضاف "لكن هذه الاتفاقية الجديدة جاءت بعد ما وافق الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن العودة إلى المفاوضات بعد انقطاع ثلاث سنوات، وحينها قال أبو مازن أول شىء وأول استحقاق للرجوع للمفاوضات هو إطلاق سراح الأسرى وأولهم ما قبل أوسلو".

وكان كريم يونس، رمز النضال الوطنى الفلسطينى، يتابع عن قرب سير المفاوضات الأخيرة وكان على اتصال دائم مع السلطة الفلسطينية وكان يبعث برسائل كثيرة للرئيس أبو مازن تحديدا مؤكدا على طلبه عدم التنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية والتمسك بها حتى قبل الحصول على حريته.

هذا ما أكده فى رسالة كتبها ونشرتها وزارة الأسرى يوم 18 مارس 2014، قائلا بكل عزيمة وإصرار "إننا أسرى الداخل الفلسطينى نرفض المحاولات الإسرائيلية العنصرية باستخدامنا ورقة مساومة للضغط على الرئيس والقيادة الفلسطينية على حساب حقوق شعبنا العادلة...ولا نتطلع إلى خلاصنا الشخصى بقدر ما نتطلع إلى خلاص شعبنا من نير الاحتلال".

وفى حال عدم التزام إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى وخاصة أسرى الداخل، قال نديم يونس، فى نبرة وعيد "سيكون الاحتجاج قوى وعنيف خاصة على إسرائيل وسنطالب أبو مازن بمقاطعة جميع المفاوضات".

اثنتان وثلاثون عاما وكريم يونس يبحث عن كيانه الإنسانى والوطنى، وقد مرت عليه حروب واتفاقيات وصفقات، ولا يزال يتحدى السجان بابتسامته العريضة وبكتابة مقالاته السياسية والأدبية والفكرية أثناء تواجده فى السجن.

فقد أصدر كتابان الأول بعنوان "الواقع السياسى فى إسرائيل" – عام 1990 من داخل معتقل نفحة، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، أما الكتاب الثانى فكان بعنوان "الصراع الأيديولوجى والتسوية" عام 1993 بمشاركة الأسير عادل عيسى.

وبالرغم من مرور أكثر من ربع قرن، لم ينس أصدقاء كريم صديقهم، فهم دائمو السؤال عنه وعن أخباره ويتفقدون والدته، من بينهم "نادر يونس أبو وسيم"، وهو أيضا أحد الأقارب.

فى البداية أثنى أبو وسيم على كريم قائلا: "كريم شخص قيادى، فهو يتسم منذ صغره بكل صفات القيادى"، لكنه ما لبث وأعرب عن تخوفه من مدى التزام إسرائيل هذه المرة بالإفراج عنه، قائلا فى حذر "نحن لا نعلم.. لكن عند الإفراج عنه، نحن كأهل بلده مستعدون أن نساعده بكل الإمكانيات..  وحتى لو لا قدر الله لم يفرج عنه لن يهزه هذا الخبر، فكرة أن يكون تحريره على حساب القضية هى فكرة يرفضها تماما".

أما صديق الطفولة، "نادر يونس"، فقد ظهر على وجهه الحنين إلى الماضى وخفت صوته وهو يستعيد ذكريات جميلة مرت به فى طفولته وفى شبابه مع كريم يونس ولم تفارقه يوما حتى الآن.

استرسل نادر يونس فى كلامه، قائلا "اسمه كريم وهو حقا كريم فى صفاته، يده ممدودة لمساعدة الآخرين ودائما يقف مع الحق ولا يتنازل عن حقه".

وتابع "يكمن الأمل بداخله فيصبح مصدر قوته ومصدر قوتنا نحن أيضا.. دائما يأمل بالإفراج عنه هذا بالإضافة إلى شخصيته القيادية التى ساعدته على قضاء أكثر من 30 سنة فى السجن".

وعندما علم كريم يونس بخبر وفاة والده يوم 6/1/2013 والذى صادف ذكرى اعتقاله ودخوله العام الواحد والثلاثين خلف قضبان السجون الإسرائيلية، طلبت العائلة أن يسمح له بقضاء واجب العزاء أو يشارك فى التأبين.. لكن لم يسمح له.

ولم يجد سبيل سوى أن يكتب قصيدة من داخل محبسه فى رثاء والده، منها: "سامحنى يا أبت وقد خارت قواك وما كنت قربك سامحنى لأنى وعدتك – لأنى خذلتك ولأنى أنا من كسرت ظهرك سامحنى لأنى جعلت من رحلتى دهرا – حتى رحلت سامحنى لأنى عشت استنشق غبار الأمل وما بكيت".

ويشهد منزل عميد الأسرى الفلسطينيين اليوم فيضا من المشاعر الممزوجة بالحزن والأسى والحنين والشوق وتعب الانتظار، لكن وسط كل هذا ينبثق شعاع من الأمل وروح التفاؤل بقرب الإفراج عنه، ويتجسد هذا التفاؤل فى "ريم يونس"، زوجة شقيقه "نادر يونس".

فقد عملت ريم، والتى أصبحت عضوا فى عائلة يونس منذ أربع سنوات فقط، على جمع كل ما يخص الأسير كريم يونس من رسائل وصور ومعلومات .. ومن هنا جاءت فكرة الفيس بوك.

وبصوت يملؤه الأمل وبتفاؤل بقرب انتهاء المعاناة، قالت ريم: "بدأنا بعمل حساب باسم "الأسير كريم يونس" ونشرنا من خلاله كل ما يخص الأسير فقط، وبدأ الأمر بالعائلة وأخواته ثم توسع الأمر، فأنشأنا صفحة بنفس الاسم وصار هناك الآلاف من الأصدقاء ليسوا فقط من أهل المدينة وإنما أيضا من غزة ومن الجزائر، كانوا أسرى مع كريم وتحرروا من خلال صفقات وبعثوا لنا صورهم مع كريم وقصص عنه".

وتابعت: "عندما علم كريم بفكرة صفحته على الفيس بوك، فرح كثيرا لأنه علم بأصدقائه وانه يمكن التواصل معهم وأيضا أصدقاء آخرين لم يكن يعرفوه لكنهم تعرفوا على شخصية كريم يونس من خلال الفيس بوك".

وقالت ووجهها تملؤه الابتسامة: "نحن ننتظر لحظة أن يخرج كريم ليرى الفيسبوك ويرى كم شعبيته وكم حب الناس له ..فأنا شخصيا تعرفت على كريم أكثر وأكثر من أصدقائه على الفيس بوك".

اثنتان وثلاثون عاما وكريم يونس يصمد ويقاوم الاحتلال من وراء القضبان، وقد تسلم راية "عميد الأسرى" بعد إطلاق سراح الأسير نائل البرغوثى من رام الله فى إطار صفقة وفاء الأحرار، كذلك بعد الإفراج عن الأسير "سامى يونس" من عارة فى إطار صفقة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط.

واليوم جاء دور الأسير كريم يونس ابن قرية عارة ليرى نور الشمس ويتنفس نسيم الحرية، متمتعا بحقه الوطنى والسياسى على أرضه فلسطين، متمسكا بثوابت قضيته، صامدا كعادته فى وجه الاحتلال الإسرائيلى ومجسدا قصة نضال عمرها 32 عام خلف قضبان الاحتلال.

"خلف القضبان.. أنام فى الليل والكابوس يزعجنى.. ووحدة السجن ما أقسى لياليها..هناك 32 سنة من السنوات أحسبها.. وساعة الشوق ما أقسى معانيها".. كريم يونس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ريم يونس ... رحلت والدة عميد الاسرى كريم يونس.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عائشة الحرة والدة آخر ملوك غرناطة
»  آمنة بنت وهب المعروفة بـ "زهرة قريش" والدة الرسول
» كتاب بعنوان غزو الكويت المؤلف عميد ركن في الجيش العراقي
» عبد الناصر عيسى.. عميد أسرى نابلس وقائد الحراك الثقافي بسجون إسرائيل
» 10 سورة يونس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: