منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تطور المقاومة في الضفة الغربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تطور المقاومة في الضفة الغربية Empty
مُساهمةموضوع: تطور المقاومة في الضفة الغربية   تطور المقاومة في الضفة الغربية Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 10:46 am

تطور المقاومة في الضفة الغربية


في السنوات الأخيرة، شهدت المقاومة المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية تطورا كبيرا من حيث 


الكم والنوع. وظهرت أنماط متعددة من المقاومة، متجاوزة تدريجيا الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة 


التي تم اتخاذها لكبح المقاومة في الضفة منذ عام 2002، والتي شهدت فيها دمارا كاملا للبنية 


التحتية للمقاومة في الضفة الغربية.


ومن المعروف أن حكومة الاحتلال بقيادة أرييل شارون كانت تهدف إلى القضاء على انتفاضة 


الأقصى من خلال عملية "السور الواقي"، التي طالت مدن الضفة الغربية جمعاء واستمرت من 29 


مارس/آذار 2002 حتى 10 مايو/أيار 2002. ومن النتائج المباشرة لتلك العملية بدأت حكومة 


الاحتلال الإسرائيلي في بناء جدار الفصل العنصري، مما أسفر عن تدمير كبير للبنية التحتية 


للمقاومة، وأدى إلى تراجع ملحوظ في أعمال المقاومة منذ ذلك التاريخ.


واقع المقاومة المسلحة في الضفة
رغم التحديات والعقبات التي واجهتها، استمرت المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات 


الإسرائيلية. رغم أن العديد من محاولاتها قوبلت بالفشل، فقد بدأت تظهر بوادر ارتفاع في وتيرة 


الأعمال المقاومة بحلول عام 2021.


وعندما نقارن الوضع عام 2023 بالعامين السابقين، نجد أن هذا العام شهد ارتفاعا ملحوظا في 


أعمال المقاومة والاشتباكات المسلحة في مدن الضفة. وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، بلغ عدد 


الإسرائيليين الذين قُتلوا 34 شخصا، وكان معظمهم من الجنود والمستوطنين. وآخر حادثة قتل 


وقعت في محيط مستوطنة كريات أربع على أراضي مدينة الخليل في 21 أغسطس/آب، بينما وقعت 


حادثة قتل أخرى في بلدة حوارة مساء 19 أغسطس/آب.


ومن الجدير بالذكر أن عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا عام 2021 بلغ 4 فقط، في حين قتل 31 إسرائيليا 


خلال عام 2022.


يُمكننا النظر إلى تلك الأماكن التي تجمع المقاومين وتزودهم بالروح القتالية في الضفة الغربية بأنها 


"واحات المقاومة" أو "منارات المقاومة". هذه الواحات تعمل كمراكز لتجميع القوى وإلهام المزيد 


من المقاومين في المناطق الأخرى


نشر مركز "معطى" للمعلومات الفلسطينية إحصائيات حول أعمال المقاومة في النصف الأول من 


عام 2023. ووفق هذه المعلومات، تم تنفيذ 6704 عمليات مقاومة في مدن الضفة الغربية، توزعت 


كالتالي:


841 عملية إطلاق نار.
19 عملية طعن.
11 عملية دهس.
عمليتا إطلاق صواريخ.
9 عمليات إسقاط طائرات استطلاع.
وعند النظر في التوزيع الجغرافي لهذه العمليات، تأتي مدن نابلس، جنين، والخليل في المقدمة 


بأعلى وتيرة لعمليات المقاومة، وخصوصا عمليات إطلاق النار. حيث بلغت الأعداد في كل منها على 


التوالي: 1385 في نابلس، 1034 في جنين، و944 في الخليل، حتى نهاية يونيو/حزيران 2023.


تطور المقاومة في الضفة الغربية %D8%A7%D9%84-copy-1692699772

2023 هي الأصعب على المستوطنين من حيث عمليات المقاومة (الجزيرة)
وليس من المستغرب أن نشهد تصاعدا في وتيرة أعمال المقاومة العسكرية في الضفة، خصوصا في 


ظل مشروع صهيوني يقوده شخصيات متطرفة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. 


ويستهدف هذا المشروع عدة جوانب: المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المستمرة، والأسرى 


باتخاذ إجراءات قمعية ضدهم، والضفة الغربية عبر توسيع المستوطنات والتحركات المتزايدة 


للمستوطنين. ويتميز هذا السياق بحدة أكبر من السابق، حيث يرتكز على رؤية تطمح في النهاية إلى 


تهجير الفلسطينيين من الضفة.


وهذه السياسات تضعف من أمل تحقيق التسوية، خاصة في ظل السياسات التي تبنتها الحكومات 


الصهيونية السابقة والتي أثرت بالتالي على قوة السلطة الفلسطينية وأجهضت جهودها السابقة التي 


كانت تهدف إلى الحد من أعمال المقاومة.


وشهدت المقاومة الفلسطينية تنوعا واضحا في أشكالها وطرقها. فقد ظهرت أشكال من العمل 


المقاوم تتراوح بين العمل الفردي الذاتي، والعمل الفردي الذي يرتبط ببعض الفصائل، إلى الأشكال 


الجماعية التي تظهر في العلن في عدد من مدن فلسطين.


وفي سياق العمل الفردي، رأينا حالات استمرارية تعتمد على عمليات الطعن أو الدهس لجنود 


الاحتلال والمستوطنين. وفي بعض الأحيان، يكون إطلاق النار جزءا من هذه العمليات، بعضها 


يتبناها بعض الفصائل الفلسطينية والبعض الآخر يأتي من منطلق ذاتي بسبب الاستنفار الناجم عن 


جرائم الاحتلال في الضفة والقدس.


وعلى جانب آخر، استجابت الفصائل الفلسطينية لهذه الوضعية بإنشاء مجموعات مقاومة في مناطق 


معينة تعتبر ملائمة من الناحية الأمنية لتطوير وتنظيم هذه الأنشطة. ومن أبرز تلك المجموعات نجد 


كتيبة جنين في مخيم جنين، وعرين الأسود وكتيبة بلاطة في نابلس، بالإضافة إلى كتائب أخرى في 


مخيمي طولكرم ونور شمس، ومجموعة عقبة جبر في أريحا".


ويُمكننا النظر إلى تلك الأماكن التي تجمع المقاومين وتزودهم بالروح القتالية في الضفة الغربية 


بأنها "واحات المقاومة" أو "منارات المقاومة". وهذه الواحات تعمل كمراكز لتجميع القوى وإلهام 


المزيد من المقاومين في المناطق الأخرى.




وإذا استطاعت هذه المراكز أن تظل صامدة وتعمل بفعالية متنسقة بينها، فإنها ستتطور إلى ما يمكن 


وصفه بـ"إستراتيجية عقد اللؤلؤ". وفي هذه الإستراتيجية، كل وحدة مقاومة (أو "حبة لؤلؤ") 


تعمل مع الأخرى لتكوين خط صلب ضد الاحتلال، والتوجه نحو انتفاضة أكبر يصعب إيقافها. هذا هو 


السيناريو الذي يجب أن تستهدفه الفصائل المقاومة في تخطيطها المستقبلي.


المقاومة في تشكيلاتها المختلفة والظروف التي تحيط بها تعتبر موضوعا معقدا وحساسا. لكن في 


الواقع، وجود هذه المجموعات ذات الطابع الشبه علني يمكن أن يُفسر من خلال الأبعاد التالية:


الرسالة السياسية: تُظهر هذه المجموعات العسكرية الشبه العلنية وجودا قويا للمقاومة وتقوم 


بترسيخ الفكرة في عقول الجمهور بأن المقاومة قادرة على التنظيم والتحدي، وتحويل هذه المفاهيم 


من مجرد كلمات إلى أفعال ملموسة.
تدريب وتأهيل الشبان: كما ذكرت، فإن وجود هذه المجموعات يوفر فرصا للشبان الراغبين في 


الانضمام للمقاومة، ليحصلوا على التدريب العسكري والوصول إلى الأسلحة.
زيادة وتوسيع مساحة الاشتباك: وجود تشكيلات عسكرية منظمة يضيق الخناق على قوات الاحتلال 


ويحد من حركتهم، مما يجعل المناطق التي توجد فيها هذه المجموعات أماكن ذات خطورة مرتفعة 


لقوات الاحتلال.
تعزيز الهوية والوعي الوطني: العروض العسكرية التي تقوم بها هذه المجموعات تكون غالبا 


وسيلة لتعزيز الهوية والوعي الوطني، وتحفيز المشاعر الوطنية بين الجماهير.
حماية المجتمعات المحلية: تعمل هذه المجموعات كدروع دفاعية لحماية المخيمات والمدن من أي 


اعتداءات محتملة.
لكن في الوقت نفسه، قد يستخدم الجانب الآخر هذا الطابع الشبه العلني كذريعة لشن هجمات مكثفة 


ضد هذه المجموعات. لذا يجب دوما تقييم الفوائد والتكاليف المحتملة لهذا النوع من التنظيم.


إن التفكير في حالة المقاومة، التي وصلت إلى الانعدام في بعض المراحل والأماكن قبل إنشاء هذه 


الكتائب والتشكيلات المقاومة، يجعل الأمل بانبعاثها من جديد قائما. وحتى لو تم تفكيك هذه الكتائب 


مؤقتا، فإن البيئة الحاضنة للمقاومة في الضفة الغربية والوضع السياسي لدى الاحتلال -سواء 


حكومة أو مجتمعا- بالإضافة إلى الواقع السياسي الفلسطيني، تختلف عن السابق. وهذا الوضع 


يترافق مع دعم وتشجيع للمقاومة، كمخرج طبيعي للمعطيات في معادلة القضية الفلسطينية برمتها. 


ويُضاف إلى ذلك وجود إرادة ثابتة لدعم العمل المقاوم في الضفة، باستخدام كل الإمكانيات التي 


تضمن تطوره من داخل الضفة وخارجها.


وما يميز الوضع في الأعوام الأخيرة، خصوصا مقارنة بما بعد عام 2002، هو تصاعد وتيرة 


المقاومة في الضفة الغربية. تلك المقاومة التي بدأت تستعرض آليات جديدة للعمل، وتستمر في 


الابتكار لتجاوز كل التحديات. وهذه الظروف تزامنت مع تحقيق المقاومة الفلسطينية لنوع جديد من 


التنسيق والترابط العضوي بين مختلف المناطق التي يوجد فيها الشعب الفلسطيني ويتمثل في 


مقاومته. وتأتي معركة "سيف القدس" في عام 2021 كمثال واضح على ذلك. فأي تصعيد من 


الاحتلال في الضفة الغربية الآن يأتي مع تداعيات وحسابات جديدة، مما يضفي زخما على استمرارية 


وتطور العمل المقاوم، بالإضافة إلى الحفاظ عليه.




ويُظهر التوحد الذي شهدته مختلف الساحات خلال عدة تصعيدات في الأعوام الأخيرة -سواء كان بين 


غزة والضفة، أو بين الضفة ولبنان وسوريا- شدة الرغبة في تحقيق توازن في مقاومة الضفة 


الغربية. ويتضح أن التنسيق والتعاون بين هذه الساحات أصبح أمرا حاسما، سواء كان ذلك عن 


طريق المشاركة المباشرة أو عن طريق الامتناع. فالوعي المقاوم الحالي يشير إلى أن الاحتلال قد 


يسعى في بعض الأوقات إلى دفع بعض المناطق، مثل غزة، نحو حروب في فترات زمنية قصيرة، 


بهدف كبح جماح الزخم المتنامي في الضفة الغربية.


الاغتيالات وعمليات الاقتحام
وفي هذا الإطار، وسعيا لضرب البنية التحتية للمقاومة وتجريدها من قواعدها، شرعت حكومة 


الاحتلال في تنفيذ سلسلة من الاقتحامات الموجهة وعمليات الاغتيال عبر استيفاء كمائن محكمة. 


ومن أبرز الأحداث التي تمثل هذه الإستراتيجية ما تعرضت له كوادر "عرين الأسود" في نابلس، 


وكتيبة جنين، مثل تفجير دراجة نارية كان يقودها الشهيد تامر الكيلاني في البلدة القديمة بنابلس، 


والذي سبقه اغتيال 3 من المقاومين في منطقة جبع بمحافظة جنين.


المقاومة الفلسطينية قد أعادت بنجاح إحياء روح النضال في الضفة الغربية؛ الأرض الرئيسية في 


تاريخ فلسطين ومستقبل الصراع.


وفي أبريل/نيسان 2022، حاول الاحتلال تنفيذ عملية "كاسر الأمواج" في نابلس، حيث استعان 


بأكثر من نصف قوات جيشه الموجودة في الضفة الغربية. ولكن، ما تفاجأ به أنه لم يتمكن من 


القضاء على الظاهرة المقاومة. بل على العكس، زادت العمليات المقاومة بشكل واضح بعد تلك 


العملية. وفي يوليو/تموز 2023، واصل الاحتلال هجمته بشن هجوم باستخدام لواء كامل على مخيم 


جنين. ومع ذلك، فقد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه. رغم حرصه على التقاط صور تُظهر أي إنجاز، 


مثل تلك التي التقطها عند بوابة مخيم جنين، إلا أنه تكبد خسائر حتى لحظة المغادرة. وبعد هذا 


الهجوم، استأنفت العمليات المقاومة من جنين نشاطها. وأكدت تصريحات جيش الاحتلال أن الهجوم 


على المقاومة في جنين قد يستمر لأشهر، مما يشير مجددا إلى فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه.


وعلى غرار جنين، وفي حين تشير بعض التقارير عن تراجع حالة عرين الأسود؛ يمكن أن ننقل هنا 


ما شهد به تقرير لمركز هيروشالمي الإسرائيلي أن "الجيش الإسرائيلي والشاباك وجّها ضربة قوية 


لمجموعة عرين الأسود لكنهما لم يتمكنا من وقف الظاهرة؛ إذ لا يزال عمل المجموعة متواصلا ضد 


الجيش والمستوطنين".


وفي السياق الأوسع باتت المقاومة في الضفة الغربية قادرة على توجيه ضربات شبه يومية لجنود 


الاحتلال ومستوطنيه ترد فيها على الاعتداءات، وتجعل تكلفتها ماثلة أمامهم من جهة، وهذا رأيناه 


بعد الاعتداء على حوارة وبعد اقتحامات المسجد الأقصى، ومن جهة أخرى تضرب المقاومة أصل 


المشروع الصهيوني الاستيطاني في الضفة الغربية من خلال الاستهداف المكثف للمستوطنين في 


كافة أرجائها.




ويتضح أن إستراتيجية الضربات والكمائن التي تتبعها المقاومة في الضفة الغربية ستمثل خط دفاع 


رئيسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع توسع نطاق الاستهداف بفضل التوسع الاستيطاني في جميع 


مدن الضفة الغربية. إضافة إلى ذلك، يظهر تكتيك الكمائن نجاحا وفعالية ملحوظة نظرا لصعوبة 


استهدافه من قبل العدو. وهذا يبرهن مرة أخرى على مرونة المقاومة وقدرتها على التكيف مع 


الظروف المختلفة، مع الحفاظ على تأسيس قواعد المقاومة داخل مراكز المخيمات والمدن.


إن المقاومة الفلسطينية قد أعادت بنجاح إحياء روح النضال في الضفة الغربية؛ الأرض الرئيسية في 


تاريخ فلسطين ومستقبل الصراع. وهذا الانبعاث يعكس الاتصال الحي بتراث المقاومة المسلحة، 


الذي يظل جزءا لا يتجزأ من دماء أي شعب تحت الاحتلال. حتى إذا نجح العدو في التصدي لحركة 


مقاومة معينة، فإن نشوء أخرى في مكان مختلف هو تتويج طبيعي لجهود المقاومة المستمرة.


وإن البذور التي زُرعت في أرض المقاومة لم تنمُ فقط، بل أصبحت أشجارا مثمرة. ويشير الواقع إلى 


مدى الاستعداد والرغبة بين شباب فلسطين في الضفة الغربية للانضمام، حيث يتجه الكثيرون نحو 


تكوين خلايا مقاومة في جميع أنحاء الضفة.


وعلى الجانب الآخر هناك معركة غير مرئية تجري في ظلال هذا الزخم المتصاعد، وقد باتت تتضح 


المؤشرات عليها رويدا رويدا، ومنها معركة التصنيع العسكري الذي باتت تتكشف منتجاته في 


العبوات الناسفة النوعية التي استخدمت في جنين وصواريخ العياش التي أطلقت مؤخرا تتحسن 


تدريجيا، وبعض مخارط التصنيع التي تم كشفها من قبل الاحتلال. وعلى الجانب الآخر من الأمر 


إسقاط المسيّرات؛ حيث أسقطت أكثر من 10 طائرات استطلاع منذ بداية 2023.


في حين تتواصل عمليات تهريب الأسلحة إلى الضفة في ازدياد، فقد أشارت مصادر الاحتلال إلى 


ضبط 800 قطعة سلاح في النصف الأول من عام 2023، مقارنةً بألف قطعة تم ضبطها خلال عام 


2022. وبناءً على ذلك، إذا استمر دخول الأسلحة النوعية وتنوع أشكال المقاومة التي تتمتع بتأثير 


كبير ومرونة عالية، فإن هذا سيتجاوز إجراءات الاحتلال المضادة في منطقة إستراتيجية كالضفة 


الغربية، وسيضع الاحتلال في مأزق كبير.


وقد تظهر آفاق جديدة للقضية الفلسطينية في ظل ظروف دولية وإقليمية مواتية. وفي هذا السياق، 


فإن الاحتلال الإسرائيلي يدرك الخطر الإستراتيجي الذي يتهدده جراء هذا التطور، ولذلك من المتوقع 


أن يستمر في عملياته ومناوراته، وهذا بالضبط ما قد يؤدي إلى المزيد من الأفعال المقاومة، وهذه 


هي معضلة كل نظام احتلال عبر التاريخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69634
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تطور المقاومة في الضفة الغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: تطور المقاومة في الضفة الغربية   تطور المقاومة في الضفة الغربية Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023, 10:50 am

مجموعات المقاومة في الضفة الغربية ... تفاصيل النشأة والتطور


تأتي هذه الورقة ضمن إنتاج المشاركين/ات في برنامج "التفكير الإستراتيجي وإعداد السياسات" - 


الدورة الثامنة، الذي ينفذه مركز مسارات بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي 


والاجتماعي.


مقدمة


شهدت الضفة الغربية نمطًا جديدًا من أنماط المقاومة المسلحة في العام 2022، فظهرت المجموعات 


المسلحة التي بدأت في شمال الضفة، وتكررت اشتباكاتها مع الاحتلال، وانتقلت بشكلٍ أقل إلى 


جنوبها ووسطها، وبرزت هذه المجموعات بالتزامن مع تنفيذ عمليات اغتيال للمقاومين وتصاعد 


المقاومة الفردية في الضفة.


تباينت المجموعات المسلحة الجديدة في مسار تشكّلها وتطورها، فشهد بعض نماذجها تطورًا 


ملحوظًا وتراكمًا عملياتيًا، انعكس على الخبرة، والقدرة على الصمود، والتنسيق المشترك في 


المواجهة في ظل التحديات التي تتعرض لها، فيما تراجع بعض المجموعات على الرغم من البداية 


الفاعلة لظهورها، بينما ظهر بعضها إعلاميًا ثم توقف.


يستدعي ظهور هذا النمط من المقاومة الأسئلة الآتية: كيف تطورت المجموعات المسلحة، وإلى أين 


وصلت، وهل استطاعت تجاوز الأحزاب التقليدية؟


تحاول الورقة معالجة ظاهرة المجموعات المسلحة التي ظهرت أخيرًا، وتتبع مسار تطورها، من 


خلال الإجابة عن هذه الأسئلة.


المقاومة المنظمة ليست مستجدة


المقاومة المنظمة في الحالة الفلسطينية هي امتداد لسياقات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية. 


وفي داخل الضفة الغربية تحديدًا، ارتبطت المجموعات المسلحة سابقًا بالفصائل الفلسطينية تنظيميًا 


وسياسيًا، فظهرت في نهايات الانتفاضة الأولى مجموعات مثل الفهد الأسود، وصقور فتح، والنسر 


الأحمر، وظهرت كتائب القسام، وجميعها مرتبطة بفصائل فلسطينية كبرى، ثم مع الانتفاضة الثانية 


(الأقصى)، في العام 2000، ظهرت كتائب شهداء الأقصى.


استطاعت المقاومة الجديدة، البارزة منذ العام 2022، خلق نمط يختلف عن البنية التنظيمية 


للأحزاب الفلسطينية التقليدية، وشكلت قيادة مستمدة من الميدان "القائد الميداني"، واكتسبت 


حاضنة شعبية واسعة، على الرغم من حداثة نشأتها وطابعها الشبابي.


ازداد ظهور المجموعات المسلحة في العام 2023، فبرزت في المنطقة الواحدة تشكيلات عدة مسلحة 


ليست ضمن هرمية تنظيمية واحدة، وانتشرت أذرع تنتمي إلى فصائل سبق تشكيلها وتحمل 


مسمياتها، مثل: مجموعات سرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى التي استعادت ممارسة العمل 


العسكري ضد الاحتلال، واندمجت عناصر هذه المجموعات في التشكيلات الجديدة، من دون إلغاء 


ارتباطها بتنظيماتها الأصلية، فالمجموعات الجديدة باتت تحتوي على مختلف الانتماءات الفصائلية، 


إلى جانب عناصر لا تنتمي فصائليًا. إن الأكثر وضوحًا في تبني المجموعات المسلحة من قبل 


الفصائل هي حالة حركة الجهاد الإسلامي، فيما صدّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خطابًا 


يدعم الحالة المسلحة عامة، ولكنها تبنت بعض العمليات الفردية بشكل مباشر.


ظهور المجموعات المسلحة


أدّت مجموعة من العوامل دورًا مهمًا في توسّع ظاهرة مجموعات المسلحة الجديدة، منها: غياب 


الأفق السياسي، وفشل مسار المفاوضات، وأزمات السلطة المركبة المتمثلة في الأزمة الاقتصادية 


وفقدان شرعيتها واستمرار علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع الاحتلال. ومن جانب آخر مأزق حركة 


حماس المتمثل في عدم قدرتها على الجمع بين السلطة والمقاومة، وتركيزها على تشجيع المقاومة 


المسلحة في الضفة والتهدئة في غزة، فضلًا عن تصاعد وتيرة الاقتحامات والتوسع الاستيطاني 


والقتل والاعتقال وتشجيع إرهاب المستوطنين على المناطق الفلسطينية، وغياب العمل المسلح 


للفلسطينيين.


تراكمت الأحداث الميدانية في الضفة عقب معركة سيف القدس في أيار/ مايو 2021، وكان الحدث 


الأبرز هروب ستة أسرى فلسطينيين، يوم 6 أيلول/ سبتمبر من سجن جلبوع، سبقها تشكيل 


مجموعة صغيرة في مخيم جنين بقيادة الشهيد جميل العموري[1].


بدأت تتبلور المجموعات المسلحة إثر ذلك، وتُعد كتيبة جنين أولى هذه التشكيلات، ومقرها مخيم 


جنين، وتشكلت في 7 أيلول/ سبتمبر 2021، وصرح عناصر سرايا القدس استعدادهم لحماية 


الأسرى الهاربين، والدفاع عنهم[2]. وتضم الكتيبة عناصر من مختلف الانتماءات، خاصةً لواء 


الشهداء الذي أسسه الشهيد داود الزبيدي، الأقرب إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".


تشكلت كتيبة نابلس في البلدة القديمة أواخر العام 2021، وقد اغتال الاحتلال أبرز قيادتها محمد 


الدخيل، وأشرف مبسلط، وأدهم مبروكة، في 8 شباط/ فبراير 2022، ومن ثم اغتيل إبراهيم النابلسي 


ورفيقاه إسلام صبوح وحسين طه في 9 آب/ أغسطس من العام ذاته. وانبثقت منها مجموعة عرين 


الأسود التي ظهرت رسميًا بتاريخ 2 أيلول/ سبتمبر، وينسب تأسيسها إلى الشهيد محمد العزيزي، 


رفيق النابلسي.


تعرضت مجموعة العرين للاغتيالات والاعتقالات في صفوف قياداتها بشكلٍ استنزفها؛ إذ استشهد 


21 عنصرًا منذ تأسيسها، وسلم بعض عناصرها نفسه للسلطة الفلسطينية؛ ما ساهم في تراجعها، 


فتحولت عملياتها إلى الصد والاشتباك، ومنذ أيار/ مايو 2023، قلصّت المجموعة نشر بياناتها عبر 


قناتها التلغرام، ولم تعد تظهر في عروض عسكرية.


ونشرت العرين في الذكرى الأولى لاستشهاد مؤسسيها، عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي، يوم 28 


تموز/ يوليو 2023، بيانًا يحمل خطابًا جديدًا، أكدت فيه عدم انتهائها، وحرضت على انخراط أوسع 


خلف المقاومة، وأشادت بالعمليات التي قادها المقاتلين بشكل فردي. كما وجهت رسائل للمقاومين 


والمجموعات المقاومة متعلقة بالنشر على منصات التواصل "القول قول البنادق ... لا بيانات قدر 


الإمكان ولا عروض مسلحة على الإطلاق"[3]. ويشير ذلك إلى أنها تعلمت من التجربة، فاتجهت 


نحو تكتيك ممارسة العمل المقاوم السري، وعنصر المباغتة في القتال وتقليص الظهور الإعلامي، 


عكس بدايتها.


ازدادت الحاضنة الشعبية للمجموعات المسلحة؛ إذ أشار استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث 


السياسية والمسحية، في حزيران/ يونيو 2023، أن 71%من الفلسطينيين يؤيدون تشكيل 


المجموعات كعرين الأسود وكتيبة جنين[4].


عملت مجموعات جنين على مراكمة خبرتها من التدريب ومحاكاة الاشتباك، كما صنعت لنفسها مكانًا 


لتطور فيه أسلحتها، وبنت الأنفاق، وطوّرت أدواتها، كإدخال عبوة تامر إلى الخدمة التي أدت إلى 


التفجير ناقلة الجند الإسرائيلية نمر، وخروجها عن الخدمة في معركة بأس جنين يوم 19 تموز/ 


يوليو 2023 [5]، وصنعت صاروخ قسام 1، الذي أعلنت عنه كتيبة العياش التابعة لكتائب القسام 


وتكرر إطلاقه على مستوطنة "شاكيد" قرب جنين[6].


تطوّر التنسيق المشترك بين المجموعات


يتضح وجود تنسيق بين المجموعات القائمة، ويمكن التمييز بين ثلاثة مستويات من التنسيق:


المستوى الأول: داخل المنطقة الواحدة، وفي حالة نابلس يمكن الحديث عن التنسيق بين المدينة 


ومحيطها، مثل التنسيق بين العرين وكتائب بلاطة وكتيبة نابلس أثناء اقتحامات قبر يوسف[7]. 


وفي جنين التنسيق منظم أكثر بين الكتائب، وهناك غرفة عمليات مشتركة بين لواء الشهداء وكتيبة 


جنين (مقاتلي حزام النار) والقسام.


المستوى الثاني: التنسيق التنظيمي، بين أذرعة التنظيم الواحد، كما في حالة كتيبة جنين - سرايا 


القدس، وكتيبة طوباس - سرايا القدس، ويظهر التنسيق من خلال البيانات المشتركة والميدان.


المستوى الثالث: تنسيق متعدد المناطق، ويكون بين مجموعات ليست ضمن المناطق نفسها، مثل 


مجموعات سرايا القدس ولواء الشهداء في جنين والعرين في نابلس وكتيبة طوباس وكتيبة 


طولكرم[8]، أبرزها الاشتباك المشترك في أيّام معركة بأس الأحرار[9].


أخذ التنسيق أشكالًا مختلفة، مثل: الاشتباك المشترك، وتوفير مجموعات إسناد عن حدوث مواجهات 


مع الاحتلال، وتبادل الخبرات وتعميمها مثلما حدث بين كتيبة جنين وكتائب نابلس، كما أشار موقع 


والاه العبري نقلًا عن ضباط "إسرائيليين" عن تشابه العبوات الناسفة التي تزرع له في جنين 


ونابس؛ ما قد يعني نقل هذه العبوات الناسفة بين جنين ونابلس.



يقدّم الجدول التالي، استنادًا إلى المعلومات المتوافرة، تاريخًا لظهور المجموعات المسلحة المختلفة.
[th]
المجموعة المسلحة
[/th][th]
تاريخ الانطلاق
[/th][th]
كتيبة جنين - سرايا القدس
[/th][th]
7/9/2021
[/th][th]
لواء الشهداء - كتائب شهداء الأقصى
[/th][th]
تزامن مع كتيبة جنين 2021
[/th][th]
سرايا القدس - كتيبة نابلس
[/th][th]
24/5/2022
[/th][th]
سرايا القدس - كتيبة طوباس
[/th][th]
17/7/2022
[/th][th]
سرايا القدس - مجموعات قباطية
[/th][th]
28/8/2022
[/th][th]
عرين الأسود
[/th][th]
2/9/2022
[/th][th]
سرايا القدس - مجموعات برقين
[/th][th]
21/9/2022
[/th][th]
سرايا القدس - مجموعات جبع
[/th][th]
27/9/2022
[/th][th]
كتيبة بلاطة - كتائب شهداء الأقصى
[/th][th]
5/11/2022
[/th][th]
شباب الثأر والتحرير - كتائب شهداء الأقصى
[/th][th]
18/12/2022
[/th][th]
كتيبة طولكرم (الرد السريع) - كتائب شهداء الأقصى
[/th][th]
29/1/2023
[/th][th]
كتيبة مخيم عقبة جبر
[/th][th]
4/2/2023
[/th][th]
كتيبة مخيم الفارعة
[/th][th]
9/2/2023
[/th][th]
سرايا القدس - كتيبة طولكرم
[/th][th]
23/3/2023
[/th][th]
كتيبة الضياء - يعبد
[/th][th]
30/3/2023
[/th][th]
كتيبة الفجر - كتائب شهداء الأقصى
[/th][th]
4/4/2023
[/th][th]
كتيبة مخيم الجلزون
[/th][th]
5/5/2023
[/th][th]
مجموعات الفارعة - سرايا القدس
[/th][th]
31/7/2023
[/th]
 
المجموعات المسلحة والفصائل


انتشر استخدام تسميات للفصائل الموجودة ككتائب شهداء الأقصى - شباب الثأر والتحرير مخيم 


بلاطة، وكتيبة الرد السريع - شهداء الأقصى طولكرم، التي اقترنت تسميتها بالشهيد رائد الكرمي 


صاحب الرد السريع ومؤسس كتائب شهداء الأقصى "تخرجنا من مدرسة الكرمي"[10]، وأصبح 


هناك تفعيل لمجموعات قائمة بالفعل مثل مجموعات أمجد الفاخوري في جبع.


بدأت مجموعات سرايا القدس، بالتوسع على محورين: التمدد الداخلي مثل جنين ومحيطها، 


وانتشرت مجموعاتها في قباطية وجبع، والتمدد الخارجي، فتأسست كتيبة نابلس، وكتيبة طوباس، 


وتشدد هذه المجموعات في خطابها على وحدة الساحات.


وظهرت كذلك مجموعات مرتبطة بأسماء شهداء، مثل مجموعة الشهيد تامر الكيلاني في نابلس التي 


تتبناها كتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية، إضافة إلى كتيبة العياش في جنين، وكتيبة 


عقبة جبر، لكن "حماس" لم تُصدر خطابًا يتبنى مجموعة بحد ذاتها، بل إن خطابها يدعم الظاهرة 


ككل؛ إذ صرح صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، بالقول: "أي عمل مقاوم في 


الضفة "حماس" إما تقف وراءه أو تدعمه أو تحميه"[11]، بينما تبنت عمليات فردية مثل عملية 


عيلي التي نفذتها خلية تابعة لحماس، يوم 20 حزيران/ يونيو 2023[12]، وتعمل الحركة في 


الضفة عن طريق خلايا سرية بسبب الملاحقة والاستهداف.


لاحقًا، تبنت حركة الجهاد خطابًا داعمًا لتصاعد المجموعات المسلحة، فصرح زياد النخالة، الأمين 


العام للحركة، بالقول: "هنالك خطة وبرنامج لإحداث نقلة نوعية في الضفة وتطوير قدرات 


المقاومين"[13]؛ ما يعني صعود الحركة في الضفة، ورغبتها في قيادة الأحداث عن طريق دعم 


المقاومة، واستنساخ تجربة غزة في الضفة.


يبرز أحيانًا حالة من عودة الفصائلية والتقسيمات المبنية على الأيديولوجيا لأفراد المجموعات، فما 


الذي يمنع تشكيل بنية المركز والأطراف؛ أي كتيبة واحدة في كل منطقة تندرج تحتها التفرعات 


والأذرع؟


هذه الحالة لا تشبه سابقاتها؛ لأن الفصيل الأم غالبًا لا يتبناها، وليس مرجعية لها، كما أن الجغرافيا 


المناطقية تتفوق في الوحدة والمركزية على الانتماءات إلى المجموعات، وهي تعبر عن المسار 


المقاوم بوصفه امتدادًا له وليس بديلًا، وهي نوع من محاولات فرض أمر واقع على الأحزاب لتبني 


الخيار المسلح الموحد ودعمه.


عمليات "إسرائيل" ضد المجموعات المسلحة


استخدمت السياسة الإسرائيلية عملية كسر الأمواج للقضاء على المقاومة، ومن أدواتها العودة إلى 


سياسة الاغتيال، من خلال الاستناد إلى معلومات مسبقة لديها، إضافة إلى استخدام العملاء 


والتكنولوجيا، كاستخدام برامج وأجهزة التجسس مثل بيغاسوس؛ إذ استطاعت استهداف عدد كبير 


من المقاومين، وأغلبهم داخل مركباتهم، فقد نفذ الاحتلال منذ بداية العام 2022 وحتى اليوم 7 


عمليات اغتيال داخل المركبات أدت إلى ارتقاء 33 شهيدًا.


كما فرضت عقوبات جماعية كالحصار والتضييق على الحواجز، إضافة إلى استخدام الطائرات 


المسيرة لاغتيال المقاومين، فضلًا عن تنفيذ عمليات عسكرية، كما حصل في أريحا ونابلس وجنين.


عقب عمليات المقاومة، نفذت مجموعات منظمة من المستوطنين بحماية الجيش هجومًا على القرى 


والمناطق الفلسطينية وقامت بتخريب وتدمير للممتلكات، لمنع وإنهاء أي حالة ثورية قد تنشأ 


وردعهم عن المقاومة، مثل الهجوم على بلدات حوارة وترمسعيا وعوريف.


تدرج السياسة الإسرائيلية من الاعتقال والاغتيال بالطائرات إلى العمليات الموسعة يكشف عن فشلها 


في القضاء على المقاومة. كما أصبحت العلاقة طردية فكلما زاد الجيش في العنف ازدادت عمليات 


الثأر والمقاومة. وفي هذا السياق، نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي تقديرًا أكد فيه أن 


عملية كسر الأمواج "أدت إلى دورة عنف تعيد إنتاج ذاتها، فكلما زادت إسرائيل بالعنف حفز الشباب 


على القيام بمزيد من العمليات"[14].


موقف السلطة الفلسطينية


شاركت السلطة في لقاءي العقبة وشرم الشيح في بداية العام 2023؛ بهدف تهدئة الأوضاع في 


الضفة، غير أن عمليات المقاومة الفردية والمنظمة ازدادت. واعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية 


عددًا من المقاومين. وقد استنكرت المجموعات المسلحة الاعتقالات، مؤكدة أن الوجهة الوحيدة 


للقتال هي الاحتلال، ولا تريد الاشتباك مع السلطة.


كما مارست السلطة ضغوطات على المقاومة، مثل عرضها صفقات للمقاومين لتسليم أنفسهم 


وسلاحهم مقابل حمايتهم وحصولهم على امتيازات العمل والتفريغ في الأجهزة الأمنية، واستجاب 


البعض لتسليم نفسه لدى السلطة وبعضهم رفض العروض المقدمة.


وفي سياق آخر، زاد انخراط عناصر الأمن الفلسطيني في المقاومة، واستشهد بعضهم؛ ما يعد 


مؤشرًا على عدم الرضا عن مسار السلطة السياسي، وعلى انخراطهم في المقاومة حال امتدادها.


من جهته، زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مخيم جنين، يوم 12 تموز/ يوليو، عقب معركة 


بأس الأحرار[15]. وتُعدُّ الزيارة تعزيزًا لمكانة السلطة، والتأكيد على سيادتها في جنين، وإعادة 


تهدئة الأوضاع، خاصةً بعد تنامي الاحتجاج ضد السلطة بحجة عدم توفير الحماية والأمن 


للمواطنين، ودلالة على دعم صمود المخيم.


لا تستخدم السلطة خطابًا معاديًا معلنًا للمجموعات، فالسلطة فقدت سيطرتها على تنامي الظاهرة 


المسلحة، وكذلك فإن أزماتها الداخلية تجعلها تحجّم دورها في إنهاء الظاهرة، خاصة أنها تلاقي 


حاضنة ذات بعد اجتماعي وجماهيري، فضلًا عن أن عناصر كتائب شهداء الأقصى ينخرطون في 


العمل المسلح، وهذا على الرغم من وجود حالات اصطدام مباشر بين السلطة والمواطنين حينما 


اعتقلت مقاومين، ووصلت إلى إطلاق نار على مقرات السلطة.


خاتمة


تشهد الضفة الغربية عودةً للكفاح المسلح المنظم وغير المنظم، ويتجلى ذلك في ظهور تشكيلات 


المجموعات المسلحة في مناطق شمال الضفة، بطريقة فصائلية غير تقليدية، مثل أذرع سرايا القدس 


التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، التي تتمدد وتشدد على وحدة الساحات. أما حركة حماس فتعبر عن 


خطاب داعم للظاهرة عامة، إضافة إلى ظهور أذرع من كتائب شهداء الأقصى تؤكد تبني العمل 


الثوري وممارسته وترفض ممارسات السلطة.


استنزف بعض المجموعات بفعل الاغتيال والاعتقال، وهي ما زالت تفتقر إلى إستراتيجية عمل 


موحدة، وحاضنة فصائلية تستثمر جهودها وتحقق أهدافًا واقعية، في الوقت الذي تواصل فيه 


مجموعات تطوير عملها والتعلم من التجارب الذاتية.


ما تقوم به "إسرائيل" من محاولات للقضاء على المقاومة، أعطى نتائج عكسية؛ حيث ازداد العمل 


المسلح الفردي والمنظم، لذلك بدأت تتجه التقديرات نحو ضرورة دعم السلطة ووجودها لمواجهة 


الظاهرة.


الهوامش


* ما يرد في هذه الورقة من آراء يعبر عن رأي كاتبها، ولا يعكس بالضرورة موقف مركز مسارات.


[1] برنامج "ما خفي أعظم" - خارج الحسابات، الجزيرة، 6/1/2023: 


youtu.be/QH9OpaucF7s


[2] جزء من تصريحات سرايا القدس عقب فرار أسرى من سجن جلبوع لوسائل الإعلام: "نراقب ما 


يجري"، رؤيا نيوز، 7/9/2021:https://cutt.us/NyrFi


[3] بيان عرين الأسود، قناة عرين الأسود على التلغرام، 28/7/2023: 


t.me/areennabluss/273


[4] نتائج استطلاع الرأي رقم (88)، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، 17/6/2023: 


pcpsr.org/ar/node/941


[5] بيان كتيبة جنين، قناة كتيبة جنين على التلغرام، 16/9/2023: t.me/sarayajneen/438


[6] فيديو كتيبة العياش غرب جنين، قناة كتيبة العياش على التلغرام، 7/7/2023: 


t.me/ayashqassam/4


[7] بيان عرين الأسود، قناة عرين الأسود، 13/6/2023: t.me/areennabluss/269


[8] بيان كتيبة جنين، قناة كتيبة جنين، 5/7/2023: t.me/sarayajnein/1508


[9] بيان عرين الأسود، قناة عرين الأسود، 3/7/2023: t.me/areennabluss/270


[10] بيان كتيبة الرد السريع، قناة كتيبة طولكرم (الرد السريع)، 29/7/2023: 


t.me/toulkarem/4


[11] صالح العاروري: لدى المقاومين في جنين القدرة على ردع الاحتلال، الجزيرة، 3/7/2023: 


youtu.be/cOQYhJKoUJo


[12] تغريدة للناطق العسكري باسم كتائب القسام، قناة الناطق العسكري على التلغرام، 6/7/2023: 


t.me/spokesman_2020/37


[13] مختار حداد وسجاد إسلاميان، التوصيف الدقيق لغرفة العمليات المشتركة، صحيفة الوفاق، 


30/6/2023: al-vefagh.net/55553/55553/


[14] The Operation in Jenin: Time for a Complementary Move, INSS, 


16/7/2023: 2u.pw/76QYiM0


[15] الرئيس يصل جنين لتفقد أوضاع المواطنين ومتابعة إعادة الإعمار، وكالة الأنباء والمعلومات 


الفلسطينية (وفا)، 12/7/2023: wafa.ps/Pages/Details/74745
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تطور المقاومة في الضفة الغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض من سلاح المقاومة الفلسطينيه - تطور صواريخ المقاومة
» الضفة الغربية
» مستقبل الضفة الغربية
» الاستيطان في الضفة الغربية
» هذا ما يُرعب إسرائيل في الضفة الغربية؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: