ابراهيم الشنطي
Admin
عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن
 | | موضوع: العالم لعبة كبيرة الثلاثاء 01 أكتوبر 2013, 6:28 am | |
|
[rtl]العالم لعبة كبيرة[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]
الجيل الذي يقوم بدخول الحروب الافتراضية اليوم على شاشات الكمبيوتر من خلال ألعاب الفيديو المتقدمة، ويخوض سباقات سيارات يمكن للوهلة الأولى الاعتقاد بأنها حقيقية تماما، وحتى أنه يمكن أن يتدخل في التاريخ بجعله هولندا تفوز في كأس العالم الماضية في لعبة تشابه تماما كرة القدم التي تجري في الملاعب لدرجة أن البعض يخلطون بين اللعبة والمباريات المنقولة على الهواء مباشرة.
هذا الجيل، لا يمكنه أن يتصور مدى الزهو الذي امتلأ به طالب الدكتوراه البريطاني «ساندي دوجلاس» وهو يقدم لعبة OXO على جهاز الكمبيوتر سنة 1952 لتكون قفزة في الألعاب الإلكترونية، وهي اللعبة الشهيرة التي يتبادل من خلالها لاعبين وضع علامتي الإكس والأو في تسعة مربعات متداخلة.
تطورت ألعاب الفيديو بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فسنوات ليست بالكثيرة فصلت بين الألعاب البسيطة التي كانت تعتمد على الكمبيوتر الشخصي في نسخته الأولية حيث كانت تستخدم شرائط الكاسيت قبل قرص التخزين القديم المربع الشكل، وبين الألعاب التي تؤدى من خلال أجهزة خاصة مثل الأتاري والنينتندو، وسنوات أخرى قليلة، مهدت لحضور «البلاي ستيشن» بمختلف إمكانياتها وتقنياتها المذهلة، وهذا التطور أدى إلى تعميق حالة التعلق التي يعيشها البعض بعالم الألعاب الإلكترونية، والبعض ليس دلالة على قلة العدد.
مع ظهور الألعاب على أجهزة الهاتف المحمول، أصبحت هذه القضية غير قابلة للحصر أو التحديد، فثمة من يقضي الساعات وهو يمسك بهاتفه المحمول مستغرقا في تفاصيل واحدة من الألعاب دون أن يدرك مرور الوقت من حوله، وبالطبع، دون أن يعي بالفرص الضائعة لأشياء أكثر فائدة وأهمية كان يمكن أن يفعلها في الوقت الذي ضيعه وهو يطارد أرقامه القياسية في لعبته المفضلة.
زميلة في العمل، قالت بأنها تحتفظ بجهاز محمول قديم يعود لأكثر من عشر سنوات، وذلك لأنها أدمنت قضاء كثير من الوقت وهي منصرفة كلية إلى لعبتها المفضلة التي لم تعد تقدم في النسخ الأحدث من هذا الجهاز، أو الأجهزة الأخرى، والزميلة المذكورة تعتني بالجهاز القديم الذي تحتفظ به في المنزل، أكثر من عنايتها بجهازها الحديث وغالي الثمن الذي تستعمله بصورة يومية، هذه حالة متطرفة، ربما، ولكن توجد حالات أخرى يمكن مشاهدتها بمجرد زيارة أحد المحلات أو المقاهي المتخصصة، في الألعاب الإلكترونية، حيث توفر هذه المحلات لروادها شاشات مسطحة كبيرة، وأجهزة البلاي ستيشن.
وتتحول لساعات طويلة أرضا لمعارك ومنافسات افتراضية، والظاهرة الغريبة، أن الرواد عادة ما يتفاعلون مع بعضهم، دون وجود شرط المعرفة المسبقة، ويمكن أن يسمع الصخب في بعض هذه المحلات من قبل المارة في الشارع، عادة لا ترتبط هذه العلاقات القائمة حول سطوة اللعبة على العقول بأية ممارسات غير بريئة.
.. الآثار السلوكية تبقى محط اهتمام كبير، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين لم يفلتوا من قبضة هذه الألعاب التي تبدأ من خلال ثيمات وقصص مقربة من أجواء الطفل، مثل العناية بطفل صغير متطلب في لعبة تسمى» البو»، بما يشتمل الاهتمام بطعامه ونظافته، واللعبة تقوم على أساس تجميع النقاط وشراء الاحتياجات، مبدئيا لعبة يمكن أن تغذي الإمكانيات العقلية، ولكن في المقابل، فما الذي تسلبه اللعبة من الطفل؟
عادة ما يكون العمر المبكر هو المرحلة التي تتكون خلالها الطباع، وهذه مسألة أبعد من مجرد التغيرات السلوكية التي يمكن معالجتها في وقت لاحق، فالطبع هو مجموعة من السلوكيات المتداخلة والمتشابكة، والرغبة في الانزواء والابتعاد عن التواصل، والتضحية بالواقعي لما هو افتراضي، فالواقعي لا يوفر للطفل التحديات المنظمة والمغرية التي تضعها الألعاب الإلكترونية أمامه، وهي أصلا تأتي دون مجهود، وبتشويق مدروس، ويصعب على البرامج التي تعدها الأسرة للطفل أن تخرجه من أجواء التعلق باللعبة الإلكترونية.
يعلم الكبار أن المزرعة السعيدة لا تثمر شيئا في النهاية، وأن عليهم العمل والذهاب إلى السوق، من أجل الحصول على احتياجاتهم من الطعام، ولكن هذه الحقيقة البسيطة ليست بهذه التلقائية والبساطة بالنسبة للأطفال، ويجب أن توضع حدود للسن لاستخدام هذه الألعاب، على الأقل على المستوى الإرشادي الذي يمكن الأسرة أن تضبط استعمال أطفالها للألعاب الإلكترونية، هل يمكن أن يتم فرض شروط على استيراد أجهزة الألعاب الإلكترونية وتسويقها. الانترنت، فيظل دائما مسؤولية الأسرة وحدها، وعلى الناضجين في الأسرة أن ينتبهوا في حالة وجود ميول عدوانية أو انطوائية لدى الطفل ليتدخلوا بالتصحيح بصورة فورية وفي مرحلة التشكل السلوكي، وليس تكون الطباع وثباتها، المشكلة أن يكون كل فرد منشغلا بلعبته الخاصة، وقتها ستتحول المجتمعات إلى صالات كبيرة إلى الألعاب التي تمتلئ بحماسة مفرطة وصخب منفعل، وفي النهاية تكون المحصلة لا شيء، أو على الأقل، البقاء في المكان ذاته بينما العالم يمضي إلى الأمام.[/rtl] |
|
الرئيسية 