منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70542
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …  Empty
مُساهمةموضوع: الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …     الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …  Emptyالإثنين 08 يناير 2024, 3:57 pm

الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى … 


تعدُّ عملية “طوفان الأقصى” التي شنها مقاتلو كتائب القسام التابعة لحركة حماس من قطاع غزة، ضدّ المستعمرات والمعسكرات الإسرائيلية المحيطة بغزة، حدثاً استراتيجياً، غير مسبوق طوال الخمسة والسبعين عاماً التي مضت على إنشاء “إسرائيل”.


فنحن أمام أكبر هجوم فلسطيني وعربي داخل فلسطين المحتلة سنة 1948 منذ إنشاء “إسرائيل”؛ أدى خلال بضع ساعات إلى احتلال نحو 20 مستوطنة ونقطة استيطانية و11 موقعاً عسكرياً، بما في ذلك مقر قيادة “فرقة غزة” التي تتبع جيش الاحتلال. إذ كان مركز كل الحروب والمعارك الأساسية خارج الأرض المحتلة سنة 1948.


ونحن أمام أكبر عدد من القتلى الصهاينة في كل الحروب التي خاضها الفلسطينيون بعد 1948، وحتى مقارنة بمعظم الحروب التي خاضتها الجيوش العربية. ففي حرب 1967 لم يزد قتلى الصهاينة عن 750 قتيلاً، وفي حرب اجتياح لبنان على مدى ثلاثة أشهر سنة 1982 لم يزد عن 650 قتيلاً، وفي حرب تموز 2006 كان 104 قتلى. والاستثناء الوحيد هي حرب أكتوبر 1973 التي خاضها الجيشان المصري والسوري على مدى 16 يوماً وقتل فيها نحو 2,200-2,500 جندي إسرائيلي. وحتى كتابة هذه السطور، بعد خمسة أيام من المعركة، اعترف الصهاينة بنحو 1,300 قتيل و3 آلاف جريح.


ونحن أمام أكبر عدد من الأسرى الصهاينة تأسره المقاومة في تاريخها، حيث يزيد عن 150 أسيراً العديد منهم ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.


ونحن أيضاً أمام أكبر مفاجأة عسكرية استراتيجية وأكبر فشل للأنظمة الأمنية في تاريخ “إسرائيل”، رافقتها أسوأ حالة ارتباك وأسوأ مظهر مهين لمنظومة الحكم الإسرائيلية.


الدلالات الاستراتيجية:


أولى الدلالات الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى سقوط “نظرية الأمن الإسرائيلي” القائمة على مبادئ الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم؛ والتي أضيف إليها مبدأ رابع سنة 2015 هو مبدأ الدفاع. حيث تهاوت هذه المبادئ الأربعة في هذه العملية. كما أن عدداً من الأسس التي قامت على تلك المبادئ ضُربت أيضاً بقوة، مثل نقل الحرب إلى أرض “العدو”، والحدود القابلة للدفاع عنها، والمناطق العازلة. ولأن الأمن هو أمرٌ جوهري في العقيدة الصهيونية وأساس في بنية الكيان الإسرائيلي، باعتباره يوفر ملاذاً آمناً ليهود العالم، وباعتباره قادراً على سحق وردع كل القوى والجيوش في البيئة الاستراتيجية المحيطة؛ فإن الضربة التي تلقاها في الصميم ستُفرغ المشروع الصهيوني من محتواه، وتفقد “أرض الميعاد” جاذبيتها، وتجعل اليهود الصهاينة المقيمين يتطلعون للهجرة المعاكسة وللعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها. ولذلك سعت القيادات السياسية والعسكرية فوراً إلى التعبئة العامة، وتشكيل حكومة “وحدة وطنية”، ومحاولة استرداد حالة الردع وترميم صورتها التي تهشَّمت؛ من خلال القصف الوحشي للمدنيين والتدمير الشامل للمرافق والخدمات المدنية في قطاع غزة.


الدلالة الاستراتيجية الثانية هي مركزية الأقصى والقدس في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي، بما يجعله مهوى القلوب ومصدر إلهام عظيم، وبما يجعله موحداً وجامعاً لقوى الأمة، وموّجهاً لبوصلتها. ولذلك، فإن تمادي الصهاينة في العدوان على القدس ومحاولة تهويد الأقصى، كان طوال العقود الماضية عنصر تثوير وتفجير في مواجهة المشروع الصهيوني…، وهو ما كان سبباً أساسياً لمعركة “طوفان الأقصى” التي حملت اسمه.


الدلالة الاستراتيجية الثالثة هي التكريس العملي لمشروع المقاومة، باعتباره الأداة الفعالة الصحيحة لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال. إذ جاءت هذه العملية تتويجاً لعملٍ مضنٍ متواصل من حماس وقوى المقاومة في مراكمة القوة، حققت في إثره قفزات نوعية بشرياً وعسكرياً وأمنياً، وقدمت أداء مذهلاً، توَّجت فيه أربعة حروب سابقة. يأتي هذا بعد أن كان قادة فلسطينيون منافسون يتهمون صواريخ المقاومة بأنها صواريخ عبثية وأنها ألعاب نارية.


وقد تزامن هذا مع سقوط مسار التسوية السلمية، وفشل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في الاعتماد على اتفاقات أوسلو لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على فلسطين المحتلة سنة 1967، وبعد تنَكُّر الحكومات الإسرائيلية لها، ومضاعفة برامج التهويد والاستيطان، وتحويلها للسلطة الفلسطينية إلى أداة تخدم أغراض الاحتلال أكثر مما تخدم تطلعات الشعب الفلسطيني.


الدلالة الاستراتيجية الرابعة هي فشل المشروع الصهيوني في تطويع الإنسان الفلسطيني. فخلال ثلاثين عاماً من الاحتلال البريطاني وخلال خمسة وسبعين عاماً من إنشاء الكيان الإسرائيلي لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن الانتفاضة والثورة …، موجات تصعد وتهبط ولكنها مستمرة. ولم تنفع معه كافة أشكال القهر والتهجير والتدمير والمعاناة؛ وكلما ظن الصهاينة أنهم نجحوا في الإخضاع كلما ظهرت انتفاضة تعيدهم للمربع الأول كما في الانتفاضة المباركة 1987–1993، وكما في انتفاضة الأقصى 2000–2005، وكما في الحروب التي خاضتها غزة، وفي انتفاضة القدس وغيرها. ولذلك لم يكن غريباً أن تقول صحيفة هآرتس “إننا نواجه أصعب شعب في العالم”. وها هو “المارد” الفلسطيني المقاوم يفرض برنامجه على العالم من جديد.


الدلالة الاستراتيجية الخامسة هي فشل “إسرائيل” في تقديم نفسها كشرطي للمنطقة. فبعد حالة العجز والفشل في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وبعد سقوط نظرية الأمن، وانهيار الردع، وانكشاف أن “نِمرها” هو ” نِمر من ورق”، لم تعد “إسرائيل” قوة يعتمد عليها الغرب في الهيمنة على المنطقة، ولا قوة موثوقة تلجأ إليها دول المنطقة في حل نزاعاتها، وفي حسم صراعاتها مع أعدائها. وغالباً ما ستفشل “إسرائيل” في ترميم الصورة البائسة التي ظهرت عليها في معركة طوفان الأقصى.


الدلالة الاستراتيجية السادسة سقوط فرضية إمكانية إغلاق الملف الفلسطيني بينما تتم عملية التطبيع مع البلدان العربية والإسلامية، بحيث يتم الاستفراد بالفلسطينيين وعزلهم عن بيئتهم العربية والإسلامية، وفرض الرؤية الصهيونية في تسوية الملف الفلسطيني. وهذا ما تفاخر به نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي.


لقد أثبتت عملية “طوفان الأقصى” أنه لا يمكن تجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه؛ وأن المقاومة قادرة على أن تقول كلمتها، وأن تفرض شروطها على “اللعبة”. وأن مسارات التسوية السلمية والتطبيع مصيرها الفشل طالما ظل الاحتلال قائماً. كما أن التفاعل الإيجابي الواسع للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم في نصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته، يظهر أن عملية التطبيع هي قشرة سطحية رسمية، مرتبطة بمصالح بعض الأنظمة، ما تلبث أن تزول بزوال تلك المصالح أو بنزول دعاة التطبيع عن سدَّة الحكم.


وأخيراً، فإن عملية طوفان الأقصى تركت أثراً عميقاً في المسار الفلسطيني، ومن المرجح ألاّ يكون ما بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 كما قبله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70542
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …     الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …  Emptyالإثنين 08 يناير 2024, 3:58 pm

 طوفان الأقصى… التعامل مع اليوم التالي للعملية …




مثَّلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضربة تاريخية نوعية للكيان الصهيوني، لم يسبق لها مثيل منذ إنشائه قبل 75 عاماً. حيث اجتمعت فيها عناصر المفاجأة الصاعقة العسكرية والأمنية الاستراتيجية، واجتياح منطقة معتبرة من فلسطين المحتلة 1948، وإحداث أكبر قدر من القتلى والجرحى والأسرى مقارنة بكل المعارك التي خاضها الفلسطينيون منذ إنشاء الكيان، بل وبمعظم الحروب العربية الإسرائيلية.


شعر الاحتلال الإسرائيلي الذي بدا مرتبكاً مصدوماً، بالمهانة وهو يرى بعينه تحطّم نظرية الأمن وانهيار جدران الردع المادي والنفسي، كما رأى بنفسه كيف اقتحم رجال القسام نحو عشرين موقعاً استيطانياً و11 موقعاً عسكرياً في بضع ساعات، وتأكد من فشله في تطويع الإنسان الفلسطيني وسحق مقاومته.


السلوك الإسرائيلي:


أخذ الاحتلال الإسرائيلي يُلملم نفسه ليستوعب الحجم التاريخي الهائل للحدث، الذي ضرب كيانه في الصميم، وجعله يستحضر “الخطر الوجودي” على بقائه وعلى مشروعه، في هكذا بيئة معادية. ولذلك، سيسعى أولاً بأقصى طاقته لتوحيد جبهته الداخلية، لإظهار وحدته وتماسكه، وحتى يُعبِّر القرار السياسي والعسكري عن حالة “وحدة وطنية”؛ وهو ما فعله من خلال تشكيل حكومة الطوارئ.


من ناحية ثانية، سيسعى الاحتلال لاستعادة صورته الرادعة التي هشمتها عملية طوفان الأقصى، من خلال حملة عسكرية واسعة مدمرة، تستهدف قطاع غزة وبناه التحتية ومؤسساته الخدمية والمدنية، وإحداث أكبر قدر من الإرهاب للمدنيين، وتدفيعهم ثمن الأداء العسكري لقيادتهم؛ كما سيسعى لجباية ثمن كبير من خلال اغتيال عدد من القيادات السياسية والعسكرية للمقاومة وخصوصاً حماس في الداخل وحتى في الخارج. وسيسعى للإمساك بزمام المبادرة، وإعادة فرض شروط اللعبة.


وقد يذهب إلى خيارات أبعد من مجرد إعادة الأوضاع إلى ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. إذ من الواضح أن القصف الهائل الهمجي والمنهجي الذي يتعرض له القطاع، ومطالبة أهل شمال غزة (نحو نصف السكان) بالنزوح إلى جنوب القطاع أو مصر، تعني أن ثمة رغبة في محاولة إعادة تشكيل الخريطة السياسية والأمنية للقطاع. وقد تشمل الاحتمالات احتمال الاجتياح الشامل للقطاع، وهو احتمال مكلف جداً ومحفوف بالفشل، نظراً للبنى التحتية القوية للمقاومة؛ واحتمال الاجتياح الجزئي إما لعمل شريط حدودي “آمن” داخل القطاع، أو بتقطيع أوصال القطاع بفصل شماله عن وسطه، ووسطه عن جنوبه، أما الاحتمال الثالث فمن خلال عمليات توغل واسعة في القطاع لتنفيذ مهام محدودة لكسر شوكة المقاومة، ثم الانسحاب بعد أيام قد تزيد أو تقل بحسب إنجاز الأهداف.


ويبدو أن الاحتمال الأرجح حتى الآن سيكون الاجتياح البري المحدود؛ غير أنه سيكون من النوع “المتدحرج المرن”، أي القابل للتطور والتغيير بحسب الأداء على الأرض. فإذا ما واجه مقاومة شرسة، ووقعت به خسائر كبيرة، فإنه سيُقلل من دائرة طموحاته، وإذا ما وجد بيئة تحرك مواتية، فإنه سيوسع مروحة أهدافه.


وسيستفيد الاحتلال الإسرائيلي من الدعم الأمريكي والأوروبي الغربي المفتوح، الذي تجاوز تحفظاته تجاه الحكومة الصهيونية المتطرفة، والذي دخل سنداً معنوياً ومادياً للكيان، وغطاء للعدوان البشع على قطاع غزة.


كما سيستفيد الاحتلال من النفوذ الصهيوني الإعلامي والسياسي والاقتصادي العالمي، في تشويه صورة المقاومة، وشرعنة عدوانه، وفي استجلاب التأييد والغطاء الدولي لعدوانه، والتجاوز عن خروقاته للقانون الدولي وارتكاب جرائم الحرب. وسيسعى إلى “تدعيش” حماس وقوى المقاومة، حتى ولو بناء على أكاذيب وافتراءات مزعومة.


سلوك المقاومة:


لعل المقاومة تدرك الأثمان المتوقعة نتيجة هذه العملية التاريخية الاستراتيجية، وأنها مقبلة على معركة “كسر عظم”؛ وتدرك أن الضربة القاسية المهينة التي تلقاها الاحتلال ستُلجئُه إلى الانتقام الهمجي، في محاولة لاستعادة الثقة بنفسه، وإعادة صورة الردع الذي ظل يحافظ عليها لعشرات السنوات. وتدرك قبل ذلك أن الاحتلال تحت قيادة حكومته المتطرفة، كان يسعى لحسم الصراع سواء في مصير الأقصى والقدس، أم في مصير الضفة الغربية، أم في إغلاق ملف المقاومة في قطاع غزة وفي البيئة الاستراتيجية المحيطة. وأن الرغبة الإسرائيلية الأمريكية في المضي في ملف التطبيع تعني السعي لإنهاء المقاومة داخل فلسطين وخارجها. وأن ثمة دول عربية مُطبّعة (أو في طريقها للتطبيع) ترى في المقاومة عائقاً لمساراتها التطبيعية، وحالة إلهام وتثوير لشعوبها ضد سلوكها السياسي، وستسعى للمحاصرة الإعلامية للمقاومة، ولامتصاص ردود فعل شعوبها، وتمرير ضرب المقاومة بأقل الخسائر المحتملة. ولذلك، فإن حجم الضغط المتوقع على قطاع غزة سيكون كبيراً.


وعلى هذا، فعلى المقاومة أن تحسن تقدير الموقف، وأن تنظر إلى موضع أقدامها جيداً بينما تسعى لتحقيق أهدافها، وأن تُحقّق الاستخدام الأمثل للإمكانات والطاقات في هذه اللحظات الحرجة، بعد حسن الاستعانة بالله والتوكل عليه. وعليها ألا تقع تحت “إغراء” ما تَحقَّق في الضربة الأولى، في حسابات خاطئة لقدرات العدو وحلفائه وإمكاناتهم.


من المتوقع أولاً أن تسعى المقاومة إلى تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وتعزيز تماسكها، وتوسيع دائرة الجماهير الملتفة حول خط المقاومة، وحول تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، وحماية غزة، وعدم الانشغال بأي خلافات جانبية أو تناقضات مرحلية. وأن تسعى لحماية ورعاية حاضنتها الشعبية خصوصاً في قطاع غزة، وتقديم كل ما بوسعها لدعمها.


من ناحية ثانية، فإن هذا الوقت هو الوقت الحقيقي لاستحقاق “وحدة الساحات”، وستزداد أهمية وحيوية هذا الخيار في حالة إقدام الاحتلال على الاجتياح الشامل أو الجزئي لقطاع غزة، بمشاركة قوى المقاومة داخل فلسطين وخارجها. إذ لا يمكن لقوى المقاومة خارج فلسطين أن تترك غزة لوحدها تواجه هذا العدوان المسنود بتحالف عالمي. ذلك أن رأس المقاومة في لبنان وغيرها سيكون الهدف التالي لإعادة بناء خريطة الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية الأمريكية.


من ناحية ثالثة، تستطيع المقاومة الاستفادة من ورقة الأسرى الصهاينة، في وقف العدوان، ووقف استهداف المدنيين، وفي تحقيق صفقات تبادل مشرفة وتبييض السجون من كافة الأسرى الفلسطينيين.


من جهة رابعة، فلا بدّ من تصعيد الزخم الجماهيري والحاضنة الشعبية الداعمة للمقاومة وزيادة تفاعلها في الضفة والـ 48، والعالم العربي والإسلامي، والبيئة الدولية، كما حدث في سيف القدس (بل وأكثر)، لتشكل حالة ضاغطة لدعم المقاومة ووقف العدوان على القطاع ووقف استهداف المدنيين، ولتكشف الوجه البشع للاحتلال، وتعمل على تجريمه وعزله ونزع الغطاء عنه.


من ناحية خامسة، فإن من الأهمية بمكان التواصل مع الدول العربية والإسلامية والعالمية، خصوصاً تلك التي يمكن أن تتفهم وجهة نظر المقاومة، وأن تفضح كافة أشكال الدعاية السوداء والمضللة التي يمارسها الصهاينة، وأن تضع هذه البلدان أمام مسؤولياتها التاريخية. فإلى جانب البلدان العربية والإسلامية، هناك دول عالمية وازنة ترفض حصار غزة وترفض العدوان عليها، وترفض الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع، وتتفهّم أسباب المقاومة المسلحة، مثل روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا… وهي يمكن أن تلعب أدواراً في وقف العدوان، كما أن الكثير من الدول العالمية بما فيها الأوروبية تقف ضد استهداف المدنيين.


وفي مثل هذه الأجواء، فإن صمود المقاومة، وعدم الخضوع لكافة أشكال الضغط والابتزاز، وتناسق الأداء العسكري مع الأداء السياسي؛ والسعي لعدم إطالة أمد الحرب، بعد تحقيق الأهداف التي نُفّذت من أجلها العملية، واختيار لحظة الخروج العزيز من المعركة بما يمنع تآكل المنجزات؛ ستوفر أجواء أفضل في إدارة المواجهة.


***


وأخيراً، فإن الاحتلال الإسرائيلي بقدر ما هو راغب في الانتقام وسحق المقاومة في غزة، بقدر ما يتملكه الرعب من الفشل. ولذلك، سيسعى بكل قوته لتحقيق انتصار أو “صورة انتصار”؛ ولكن احتمالات فشله ليست قليلة؛ وهو ما قد يعني أن 7 تشرين الأول/ أكتوبر سيسجل في التاريخ، سواء كإنجاز نوعي للمقاومة، أم كمحطة مهمة في مسار إنهاء الاحتلال وهزيمة “إسرائيل”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الدلالات الاستراتيجية لطوفان الأقصى …
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أسرار من استعداد المقاومة لطوفان الأقصى!
» التداعيات الاستراتيجية على الأقصى في ظل المعركة بغزة
» جدلية حرب العصابات: حقيقة الاستراتيجية والمفاهيم المغلوطة
» سقوط قانون "المواطنة" في أراضي 48 .. الدلالات والتداعيات
» الخرائط الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: