منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Empty
مُساهمةموضوع: كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس   كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Emptyالثلاثاء 09 يناير 2024, 6:55 pm

كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس


منذ بدأت أحداث طوفان الأقصى، طرح هذا السؤال كثيرا في المجتمع الصهيوني؛ وحاول كثيرون الإجابة عنه، لكن أغلب إجاباتهم انشغلت بحصر أوجه التقصير التي وقعت فيها أجهزة الاحتلال، والأخطاء التي ارتكبها القادة السياسيون والعسكريون ورجال الاستخبارات. ولم يبذل أغلب المحللين هناك جهدهم في البحث في معتقدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وباقي حركات المقاومة الفلسطينية بالطبع، وفلسفتها، وقناعاتها، ورؤيتها لمستقبل الصراع، وتأثير ذلك كله في إمكانية أن تتّخذ الحركة قرارا يبدو خارج حدود العقل، وغير متقيّد بحدود الإمكانات المادّية.
كان أغلب الطرح الذي يتناول الحركة ينطلق من حساباتها السياسية وبنيتها العسكرية، من دون التفكير في مرجعيات هذه السياسات، ليعرف حجم الثابت فيها والمتغيّر. صحيح أن دراسات إسرائيلية كثيرة صدرت عن الحركة منذ تأسّست مع الانتفاضة الأولى 1987، لكنها كانت قراءات ذات طبيعة استخبارية، تهتم بقراءة بنود ميثاق تأسيسها، والتعامل مع أدبياتها؛ من مقالات، وخطب وتصريحات، من أجل وصمها بالإرهاب، ورسم صورة ذهنية مخيفة عنها، تبرّر من خلالها أي استهداف عسكري لها ولحاضنتها. من ذلك مثلا ما أصدره مركز علوم الاستخبارات والإرهاب في عام 2006 عن تحليل ميثاق الحركة، ثم في عام 2010 حول إدارة "حماس" قطاع غزّة، وطبيعته بوصفه تهديدا إرهابيا، وكان ذلك في سياق متابعة نتائج الاعتداء الصهيوني على غزّة في عملية الرصاص المصبوب في 2008.
أما التناول الفكري لها، فكان بعيون أجنبية غربية، تطبق على "حماس" وسائر حركات المقاومة الفلسطينية، المتشبّعة بروح الجهاد، نظريات السياسة الواقعية الغربية التي تنطلق من أن القدرة على التغيير تتم عبر الوسائل المادية بالأساس، ومن قناعاتٍ بإمكانية تغيير وعي هذه الحركات، وتطويعها عبر الوسائل والضغوط الاقتصادية، رغم تجارب فاشلة سابقة مرّت بها الولايات المتحدة، راعية المشروع الصهيوني منذ نشأته، في العراق وأفغانستان، وهي تجارب، بدأت بتفاؤل كبير، وانتهت بالهزيمة والانسحاب، وهو ما أظهر عدم إمكانية تطبيق هذه النظريات في كل البيئات، وفشلها في أغلب الأحيان.


رؤية خاطئة في سياق علاقة حماس بالإخوان المسلمين، يعتقد أصحابُها أن الاحتلال هو من سمح لها بالوجود لإيجاد توازن ضد منظمة التحرير الفلسطينية


وقد تنطلق القراءة من رؤية استشراقية قاصرة، كذلك الكلام الذي قاله أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة بار إيلان، مردخاي كيدار، في أحد البرامج التليفزيونية تعليقا على القتال الدائر في غزّة حاليا، وخسائر الجيش الصهيوني، حيث ركّز على عقيدة الصبر عند المقاتلين الفلسطينيين، وقدرتهم على التحمّل، واستعدادهم للتضحية بخلاف الجنود الصهاينة. وعلى الرغم من صحّة هذا الكلام، لكنه يظل سطحيا؛ إذ كان منصبّا على الفعل القتالي من دون الفعل الأخلاقي، والأكثر من ذلك أنه، أي كيدار، في مناسبة أخرى، نسي أنه أكاديمي، وتحدّث عن المقاومين بوصفهم أسوأ من الحيوانات، وهو ما يعكس طبيعة عنصرية يصعب أن تصل إلى نتائج صحيحة لفهم الحركة.
يمتدّ الفهم الخاطئ أيضا عند الحديث عن "حماس" في علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، والقول إنها نشأت من رحم الحركة الأم التي أرادت تصحيح مسار التحرك الفلسطيني ضد الاحتلال بتحويله من مجرّد ثورة شعبية إلى جهاد ديني، مثلما يتصوّر الكاتب في موقع "ناشيونال رفيو"، أندرو مكارثي، للإيحاء بأن "حماس" لم تنشأ بدافعية فلسطينية ذاتية. يؤكّد على ذلك ما افترضه مكارثي بأنه لو جرى تفكيك الحركة غدا، وهي فرضية استبعد حدوثها عبر العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل، فإن الإخوان المسلمين سينشئون في اليوم التالي مباشرة حركة حماس الثانية. وهي نظرة أقل ما يقال عنها إنها تعبر، ليس عن رؤية ساذجة فحسب، بل عن عقلية أكثر سذاجة، تنظر إلى "حماس" وكأنها غريبة على النسيج الفلسطيني، ولا تعي أنها تمكّنت، على عكس الحركة الأم، من تجاوز قيود الأيديولوجيا، فأصبحت مُلكا لأمةٍ كاملةٍ تتنوع أطيافها.
ثمّة رؤية خاطئة أخرى، في سياق علاقة الحركة بالإخوان المسلمين، يعتقد أصحابها أن الاحتلال هو من سمح لها بالوجود لإيجاد توازن ضد منظمة التحرير الفلسطينية، العدو المركزي لإسرائيل حينها. ويبني هؤلاء فرضيتهم على أساس أن "الإخوان المسلمين"، في نظر الأجهزة الصهيونية، كانت أقل خطرا من الفصائل الفلسطينية، على أساس تركيزها على الإيمان والعمل التطوعي. لكن رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل أبيب، ميخائيل ميلشطاين، يعتبر هذه الفرضية من الأساطير التي تروج ضد "حماس"، وأن جماعة الإخوان في فلسطين كانت مصدر قلق للسلطات الصهيونية منذ منتصف الثمانينيات، أي قبل نشأة "حماس" بعامين.


ازدادت الفجوة في فهم "حماس"، خلال العامين ونصف العام الأخيرين، اتساعا؛ حيث تحرّكت دولة الاحتلال على هذا الأساس


في مقابل تلك القراءات القاصرة، يقدّم ميلشطاين رؤية هادئة، وإنْ لم تخلُ من قصور، نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت في 24 الشهر الماضي (ديسمبر/ كانون الأول)، حاول فيها وضع تصور للأسباب التي أوقعت الكيان الصهيوني في أخطاء فهم حركة حماس؛ يقول فيها إن الغرب، وإسرائيل جزءٌ منه، يعاني في العقود الأخيرة من فجوة إدراكية حادّة في التعامل مع الشرق الأوسط؛ فبينما ينطلق اللاعبون الأساسيون في المنطقة من عاطفة أيديولوجية دينية في الغالب، فإن الرؤية الغربية/ الإسرائيلية، على عكس ذلك، تقوم على عقلانية مادّية، ومن ثم تظل الفجوة كبيرة في فهم الحركة. وطوال 36 عاما، هي أمد الصراع بين الكيان الصهيوني و"حماس"، والذي وصل إلى ذروته في الأحداث الأخيرة، استمرّت إسرائيل في إسقاط منطقها غير الصحيح عليها، فظنّت أن لدى الحركة رغبة إنسانية عالمية في حياة طيبة، كما أن إسرائيل لم تدرك صعوبة فهم مجتمع لديه رؤى مختلفة عن مفاهيم الزمن والحياة والنظرة "إلى الآخر". ويضيف ميلشطاين أن الأسئلة التي كانت مثارة حول حركة حماس في الكيان الصهيوني، خلال الثلاثة عقود ونصف العقد الماضية، تكشف عن فجوات ثقافية عميقة؛ وهي أسئلة من نوعية: هل الحديث عن تنظيم إرهابي، أم حزب سياسي، أم حركة اجتماعية؟ وأي التصنيفين يغلب عليها أكثر؛ الفلسطيني، أم الإسلامي؟ وهل هناك فارق بين حماس السياسية والعسكرية، أم أن هذا التمييز أنشأته الحركة بقصد الخداع؟
تفاقم القصور في التصوّر، مع هذه الفجوات، أكثر منذ وصول "حماس" إلى السلطة عام 2006، والذي اعتبره كثيرون في الكيان محطّة تطور ستجعلها أكثر مرونة فكريا وعمليا. وينبع هذا الفهم من افتراض أن العناصر المتشدّدة التي تصل إلى السلطة تتحوّل تدريجيا نحو الاعتدال في مواجهة الضرورات. ولذلك، ازدادت الفجوة في فهم "حماس"، خلال العامين ونصف العام الأخيرين، اتساعا؛ حيث تحرّكت دولة الاحتلال على هذا الأساس؛ فسمحت للعمّال من قطاع غزّة بالعمل في الكيان لتحسين نسيج الحياة في القطاع، وأن يؤدّي ذلك إلى ضخّ الأموال، وتعزيز بعض الأعمال المدنية، بحيث يكون لدى حماس ما تخشى خسارته، وأن يمثل ضغطا شعبيا عليها يمنعها من التصعيد. لكن وكما علمنا التاريخ، والكلام لميلشطاين، قد تتصرّف بعض هذه العناصر أحيانا بشكل معاكس؛ إذ يصبح الصعود إلى السلطة، وجمع الموارد مجرّد وسائل من أجل تحقيق الرؤية الفكرية.
من الناحية العملية، وطبقا لميلشطاين، كانت هناك حالات كثيرة كان يفترض أن تنبّه إلى أن المفهوم الذي انطلقت إسرائيل منه كان خطأ من أساسه؛ كتحريض "حماس" على المقاومة في الضفة الغربية والقدس ومشاركتها فيها، واستغلالها التحاق عمال غزّة بالعمل داخل الكيان لجمع معلومات استخبارية وتهريب أسلحة، لكن ذلك كله لم يوقف مسار الفهم الخاطئ، فتطوّر الخطأ نحو اعتقاد بأن مهندس الحرب الحالية، يحيى السنوار، تحول لشخص أخروي التفكير، وأنه مقطوع الصلة عن الواقع.


الظنّ أن لا رغبة لدى حركة حماس، وباقي حركات المقاومة، في حياة طيبة، وأنها غير منشغلة برفاهية شعبها، تصوّر غير صحيح


كان هجوم 7 أكتوبر التعبير القاسي، والأكثر إيلاما للأزمة الإسرائيلية في فهم "حماس". ومع ذلك، يواصل من تبقى ممن وقعوا في هذه الأخطاء أخطاءهم، والظن بأن ما قامت به الحركة في 7 أكتوبر كان بهدف الإضرار بالتطبيع بين الكيان والسعودية، وهو أمرٌ يكشف عن عمق الفشل في فهم الحركة، لأن الجهاد نفسه هو الموضوع، وأساسُه تقويض الكيان خطوة على طريق تدميره. ويقول ميلشطاين إن الهجوم الذي نفّذه السنوار كان مشروع حياته. وعلى هذا الأساس، للدراسات السياسية الواقعية "الآنية" وزن هامشي في تنفيذه خطته، فهو شخصٌ يحيا في البعد الزمني للآخرة، ومع ذلك، الزعم أنه منفصل عن الواقع ليس صحيحا مطلقا. وبدلا من محاولة فهم منظومة القيم الخاصة به، التي تمثل واقعية مختلفة، مال كثيرون في الكيان، وفي مقدّمتهم المنخرطون في المنظومة الحاكمة، والجيش، والاستخبارات، والإعلام، إلى إسقاط منطقهم عليه، وافترضوا أن بإمكانهم فهم جماعة أجنبية وتقدير منطقها من دون الإلمام بثقافتها، وهو أمرٌ يشبه من يلعب الشطرنج ضد نفسه.
تبدو إذا قراءة ميلشطاين أكثر هدوءا، لكنها رغم ذلك لا تخلو من قصور؛ فالظنّ أن لا رغبة لدى حركة حماس، وباقي حركات المقاومة، في حياة طيبة، وأنها غير منشغلة برفاهية شعبها، تصوّر غير صحيح، وثمّة فارق كبير بين الرغبة في الرفاهية وأن تصبح الرفاهية معوقا عن التحرير، أو أن تؤدّي إلى تغير الأيديولوجيات وتآكل فكرة المقاومة. 
لقد انبنى الخطأ الذي وقعت فيه أجهزة الاحتلال، وكل مثقفيه في التعامل مع حركة حماس على فهم خاطئ لثقافتها، ورؤيتها المستقبلية، وبنيتها الفكرية، وتاريخها النضالي، وتضحياتها الممتدّة، والظن بإمكانية أن تنحرف بوصلتها بناء على مكاسب محدودة، ولا يبدو أن الكيان يمكن أن يتوقّف عن منهجيّته في التفكير الخاطئ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس   كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Emptyالثلاثاء 09 يناير 2024, 6:56 pm

عن تقييم الفشل الاستخباري الإسرائيلي وتوظيفه في الصراع السياسي


سوف يتوقّف الإسرائيليون طويلا أمام ما حدث من فشل استخباري متكرّر بدأ منذ عامين، حينما شرعت المقاومة الفلسطينية في الإعداد لعملية طوفان الأقصى، ثم استمرّ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ويحاول هذا المقال رصد مسألتين مهمتين؛ إحداهما ترتبط بتقييم الفشل، والأخرى بتوظيفه في الصراع الداخلي الحاصل هناك.
وبدايةً، لا يختلف اثنان في الكيان الصهيوني على تحميل المسؤولية للأجهزة الاستخبارية، التي سارع مسؤولوها منذ اليوم الأول للاعتراف بتقصيرهم فيما جرى، لكنهم قد يختلفون في تحميل الفشل للقيادة السياسية، متمثلة في نتنياهو وحكومته، حسب التحيّزات الأيديولوجية.  ويردّ محللون إسرائيليون الفشل لأسباب عدة؛ منها الاعتماد المبالغ فيه على التكنولوجيا. وطبقا للكاتب في موقع ماكو الصهيوني شاي ليفي، أدّت هذه المبالغة إلى فقدان القدرة والكفاءة في مجالاتٍ عديدة، فرغم أهمية التكنولوجيا، لكنها لا تكفي بمفردها، والمفترض أنها موجودة لتحسين القدرات، لكن ما حدث كان العكس، رغم كثير من إشارات التحذير في الماضي. والمفترض، طبقا لرأي ليفي، أن تكون قوات الجيش مستعدّة للعمل حتى في غياب المعلومات، وكان على الجنود التصدّي لمقاتلي حركة حماس، وهو ما لم يحدُث. وليست هذه المرّة الأولى التي يحدُث فيها هذان الفشلان، الاستخباري والعسكري، فقد سبق ذلك بعدة أشهر، وتحديدا في يونيو/ حزيران الماضي، تحذير يؤكّد خطورة الوضع، حينما تمكّن الجندي المصري محمد صلاح من عبور الحدود وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وحينها، سارع الجيش إلى إقالة قائد الوحدة وآخرين، لكنه لم يُصلح العيوب الكثيرة في نظام تفعيل القوة والتعامل الناجح مع التهديدات في مثل هذه الظروف.


كان التصوّر السائد تفضيل أن تكون "حماس" ضعيفة، مرتدعة في غزّة


يُضاف إلى ذلك ما كانت تقدّره القيادات الاستخبارية أن "حماس" مرتدعة، واستحالة قيامها بهذا السيناريو الخيالي. ويكتب رونين برغمان في صحيفة يديعوت أحرونوت أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني كانت تقدّر أن "حماس" لا يمكن أن تفكّر في تحريك أكثر من 70 مقاتلا من مقاتلي النخبة في أي هجوم تنفذه ضد الاحتلال، لكنها في الحقيقة حركت ثلاثة آلاف مقاتل، حسب التقديرات. وإلى جانب ذلك، ما جمعته "حماس" من معلومات سرّية عن إسرائيل كان أكبر بكثير مما كان لدى إسرائيل عنها. ويذكر برغمان أن خطة "حماس" تضمّنت تفاصيل سرّية عن الاحتلال، لا يعرف أحد كيف وصلت إليها، كما كان لديها اطّلاع واسع على رسائل البريد الإلكتروني لمجموعات من الوحدة 8200 المسؤولة أصلا عن التجسّس الإلكتروني.
ثمّة مستوى آخر للفشل، جاء عليه رئيس الاستخبارات العسكرية السابق ومدير معهد دراسات الأمن القومي الحالي في جامعة تل أبيب، تامير هايمان، بتمييزه بين أمرين، أولهما ما يعرف بالخطة العملياتية لحماس، والأخرى المهمة التنفيذية، فالأولى تقوم فيها الحركة بالاستعداد والتدريب وبناء القوة من أجل هدفٍ ما، وهي تفعل ذلك طوال الوقت. أما المهمة التنفيذية فترتبط بموعد التنفيذ الذي تنوي فيه تطبيق ما استعدّت له على الأرض. ودائما يجب أن نفكّر في إمكانية تحقيق هذه المهمة واحتمالية نجاحها، وهنا يطرح السؤال على أجهزة الاستخبارات؛ هل كانوا يروْن فيما يحدث من استعدادات "حماس" خطّة عملياتية أم مهمة تنفيذية، ففي الحالة الأولى، يتم التفكير في الإجراءات التي تتخذ على الأرض للدفاع والردّ، وما الذي عليهم فعله في جمع المعلومات، لفحص متى تتحوّل هذه الخطة إلى مهمّة تنفيذية. واعتقادي، والكلام لهايمان، أنهم لم يضعوا التقدير الصحيح. ومن هنا كانت المفاجأة والفشل الذي بدأ بوضع تصوّر خاطئ أن "حماس" مرتدعة، ولا تريد الذهاب إلى الحرب، وأنها معنيّة بأمور أخرى. كان التصوّر السائد تفضيل أن تكون "حماس" ضعيفة، مرتدعة في غزّة، وكان ذلك أهم من إحضار السلطة الفلسطينية إلى غزّة، لأن وحدة الضفة الغربية وقطاع غزّة تحت السلطة الفلسطينية ربما يفتح ملفّ قيام دولة فلسطينية، ولم يكن أحد في الدولة أو الأجهزة الاستخبارية يريد ذلك.


إجماع صهيوني على وجود فشل في عمليتي جمع المعلومات، والتقييم


ومن الواضح أن هناك إجماعا صهيونيا على وجود فشل في عمليتي جمع المعلومات، والتقييم؛ أما ادّعاء بعضهم أن رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية قدّم تحذيرا لنتنياهو من احتمال تعرض إسرائيل لهجوم عسكري، فإن الصحافي الإسرائيلي المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط والمدير السابق لهيئة الإذاعة الإسرائيلية يوني بن مناحيم يفنّد هذا الادّعاء؛ ويقول إن التحذير الذي قدّم كان على خلفية أن الصراع السياسي بشأن التعديلات القضائية يمكن أن يغري أعداء إسرائيل، لم يكن، في الحقيقة، يتحدّث عن "حماس"، بل عن حزب الله، وهذا يعني أيضا أنه كان مخطئا في تقديراته؛ ويؤكّد كارثة أن تفشل الاستخبارات العسكرية والشاباك في رصد استعدادات "حماس" للحرب طوال عامين، ونشاطها غير العادي على طول الحدود في الأشهر الأخيرة، وهو ما أكّده، أيضا، رئيس الموساد الأسبق يوسي كوهين، باعتباره ما حدث كارثة استخبارية كبيرة بشكلٍ لا يمكن تصوّره.
ويثير كوهين قضية أخرى برفضه تحميل المسؤولية لجهاز استخباري واحد؛ إذ إن أجهزة الاستخبارات الثلاثة مجتمعة تتحمّلها معا؛ الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية؛ فصلاحيات هذه الأجهزة في ما يتعلق ب"حماس" تحديدا موزّعة كالتالي: يتابع "الموساد" حركة حماس في الخارج، أما في الشاباك فمسؤولون عن "حماس" في كل فلسطين، وتتابع الاستخبارات العسكرية النشاط العسكري للحركة. وبالنسبة لجمع المعلومات، تتعاون الأجهزة الثلاثة معا بشكل عميق، ويطّلع كل مسؤول في الأجهزة الثلاثة على نتائج الجهازين الآخرين، وهناك لجنة مشتركة يجتمع فيها رؤساء هذه الأجهزة برئاسة السكرتير العسكري لرئيس الوزراء. وهذا يعني أن الأجهزة الثلاثة لم تستطع أن تقدّم تقديرا صحيحا لما تخطّط له "حماس"، ولم يتوفّر لها جميعا أي معلوماتٍ عن أي شيء، وهذا يعني أنها مشتركة في الفشل بالتأكيد.


يظن كثيرون من أعضاء "الائتلاف الحكومي" وجمهورهم أن "العدو في الداخل"


الغريب هنا أن النخب السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني، ومعها مؤيدوها، لا تتورّع عن الاستثمار في الفشل الاستخباري الواقع، وتوظيفه في الصراع الداخلي، فمن ناحيةٍ تُحاول الأجهزة الاستخبارية التأثير على الرأي العام، طبقا لرؤية بن مناحيم، وتسعى إلى دحرجة الفشل باتجاه المسؤولين السياسيين. وعلى الطرف الآخر، يشعر أعضاء "الائتلاف الحكومي" وجمهورهم بهذا الأمر، ويروّج كثيرون من هؤلاء نظرية المؤامرة، ويظنّون أن "العدو في الداخل"، وهو ما عكسه اتهام نتنياهو، الذي تراجع عنه لاحقا، ضد قادة هذه الأجهزة، وعكسه اتهام عضو الكنيست عن الليكود تالي جوتليب، التي تساءلت في نبرة اتهام لقادة الجيش عن سبب تسريب واقعة قتل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة بنيران القوات الإسرائيلية بأدقّ التفاصيل، واعتبرت ذلك محاولة لإثارة الجمهور من أجل التبكير بإنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، وعكسه كذلك التقرير التي تحدّثت عنه صحيفة معاريف، التي ذكرت أن نتنياهو نبّه أعضاء كتلة الليكود، إذا ما سُئلوا عن الموضوع، إلى الإجابة بأن أجهزة الاستخبارات لم تقدّم أي تحذيرات للحكومة، على أن تكون النبرة مخفّفة منعا لإثارة الرأي العام.


كل جناح يسرّب ما يعكس فشل الآخر، أو يؤثر سلبا على أعدائه في الداخل، في عملية تصفية حساباتٍ لا يبدو أنها ستُغلق قريبا


وقد برزت، أخيرا، إلى السطح، قضية جديدة عن الوضع الصحي لقائد كتائب القسّام محمد الضيف، وتمتّعه بصحة جيدة، والسير على قدميه، على عكس المعلومات الاستخبارية للأجهزة الصهيونية التي سادت سنوات طويلة. وبغض النظر عن مدى دقّة المعلومات الجديدة، التي لم تؤيدها "حماس" أو تنفها، فقد أثارت الرأي العام الإسرائيلي من جديد، وبشكل واسع، وأعادت إلى الواجهة الحديث عن الإخفاق الذي كان كثيرون يفضّلون تأجيله إلى ما بعد الحرب، وبدا الأمر وكأن هناك من لا يريد إيقاف سردية الفشل، لأنها تخدم أهدافه، فقد عاد النقاش عن "محمد الضيف الذي خدع الاستخبارات، ولفّها على خنصره"، مثل ما كتب المحلّل العسكري لموقع والّا الصهيوني أمير بوحبوط، أو مثل ما كتبت الصحافية في موقع ذا ماركر رافائيلا جويكمان: "إن عاقبة هذه الاستخبارات الفاشلة قادت البلاد إلى أكبر كارثة في تاريخها، وسنظلّ نتكلم عنها طويلا"، أو مثل ما عبر رئيس اللجنة التشريعية والدستورية وعضو الكنيست عن الليكود سمحا روتمان عن ضرورة إقالة قادة الاستخبارات الفاشلة، الذين روّجوا سنوات أن محاولات الاغتيال السبع الفاشلة ضد محمد الضيف تركته قعيدا لا يتحرّك إلا بكرسي متحرّك.
مثل هذه الحوادث، أو التسريبات على نحو أدقّ، ربما تفتح الباب للاعتقاد أننا أمام أجنحة متصارعة؛ كل جناح يسرّب ما يعكس فشل الآخر، أو يؤثّر سلبا على أعدائه في الداخل، في عملية تصفية حساباتٍ لا يبدو أنها ستُغلق قريبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس   كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس Emptyالأربعاء 10 يناير 2024, 7:35 pm

 لماذا فتحت أمريكا لإسرائيل مخبأ السلاح الذي بنته لأجل العرب؟


https://youtu.be/EebTbpR-RWA




خساير إسرائيل الغير مُعلنه بعد 3 شهور من الحرب!


https://youtu.be/7bNWGAPL04k




تفاصيل خطة أمريكية جديدة وصواريخ المقاومة ترد على بلينكن بعد وصوله تل أبيب


https://www.youtube.com/watch?v=FRlKGd6d0tw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كيف أخطأت إسرائيل في فهم حماس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أين أصابت حماس وأين أخطأت خلال 34 عامًا؟
»  خبير عسكري أمريكي: حماس رائعة و عبقرية و لكنها أخطأت خطأ وحيد !!!
» تقييم عسكري للصراع بين إسرائيل و "حماس"
» ما هي حماس وماذا يحدث في إسرائيل وقطاع غزة؟
» الجيش الاسرائيلي يتراجع ويؤكد على عدم سقوط صاروخ من قطاع غزة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: