منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل Empty
مُساهمةموضوع: ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل   ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024, 8:33 pm

ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل Pexels-sevenstorm-juhaszimrus-673902









ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل


ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة
حرص السلف الصالح أشد الحرص على الأوقات، خصوصا فيها الأعمال التي حباها الله تعالى بمزيد فضل ونوال على غيرها من القربات؛ من صلاة وصيام وذكر وقيام ونحوها من المبرات، وقد خص الله -سبحانه وتعالى- كل وقت منها بوظيفة من الوظائف التي تؤدى في الشهور والأيام والساعات.


ومن هذه الأيام والليالي؛ ليلة النصف من شعبان ونهارها والتي توافق الأحد 25 فبراير من هذا العام 2024، فقد جاء فيها أحاديث وآثار، في فضل قيامها، وصيام نهارها، فسأذكر في هذا المقال الأحاديث من حيث الصحة والضعف، وأحكام الأعمال الفاضلة فيها مسترشدا بأقوال العلماء الأجلاء الراسخين في العلم.


جاء عنه ﷺ أنه قال: هذه ليلة النصف من ‌شعبان إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من ‌شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم


أولا: ما جاء في فضائل ليلة النصف من شعبان وأقوال العلماء فيها
قال الحافظ ابن رجب في كتابه النفيس " لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف": جاء في الحديث، إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة ‌النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» خرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وذكر الترمذي عن البخاري أنه ضعفه.


وخرج ابن ماجه من حديث أبي موسى، عن النبي صل الله عليه وسلم، قال: «إن الله ليطلع ليلة ‌النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن».


وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي صل الله عليه وسلم، قال: «إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة ‌النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن، وقاتل نفس». وخرجه ابن حبان في «صحيحه» من حديث معاذ مرفوعا.


ويروى من حديث عثمان بن أبي العاص مرفوعا: «إذا كان ليلة ‌النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطيه، إلا زانية بفرجها أو مشركا». وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف.


وجاء عنه ﷺ أنه قال: هذه ليلة النصف من ‌شعبان إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من ‌شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم. رواه البيهقي من طريق العلاء بن الحارث عنها وقال هذا مرسل جيد يعني أن العلاء لم يسمع من عائشة والله سبحانه أعلم.


وروي عن علي رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال إذا كانت ليلة النصف من ‌شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر رواه ابن ماجه.


وقال أبو العباس البوصيري: هذا إسناد فيه ابن أبي سبرة واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة قال أحمد وابن معين يضع الحديث.


ويروى عن نوف البكالي أن عليا رضي الله عنه خرج ليلة النصف من شعبان فأكثر الخروج فيها، ينظر إلى السماء، فقال: إن داود عليه السلام خرج ذات ليلة في مثل هذه الساعة فنظر إلى السماء، فقال: إن هذه الساعة ما دعا الله أحد إلا أجابه، ولا استغفره أحد في هذه الليلة إلا غفر له، ما لم يكن عشارا أو ساحرا أو شاعرا أو كاهنا..


وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام – كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم – يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك؛ فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها؛ منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم. وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز؛ منهم عطاء وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة.


قال ابن ثوبان: المشاحن هو التارك لسنة نبيه صل الله عليه وسلم، الطاعن على أمته، السافك دماءهم. وهذه الشحناء -أعني شحناء البدعة- توجب الطعن على جماعة المسلمين


ثانيا: حكم صيام النصف من شعبان
الحديث عن صيام منتصف شعبان وإحياء ليلته حديث ذو شجون بين أهل العلم قديما وحديثا فمن منكر ومن مجيز، ومرد ذلك كله إلى تجاذب النظر بين الآثار المروية صحة وضعفا من جهة، وبين دراية ودلالة من جهة أخرى، وقد انتهى تحقيق الإمام ابن رجب في هذا المجلس إلى الأمور الآتية: القول في حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان" رواية ودلالة.


أما من حيث الرواية: وإنه حديث منكر، وبه قال أكبر أئمة المحدثين، منهم الرحمن بن المهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي والأثرم. ب – وأما من حيث دلالته والعمل به:


قال الطحاوي: هو منسوخ، وحكى الإجماع على ترك العمل به، وأكثر العلماء على أنه لا يعمل به.
وقد أخذ آخرون منهم الشافعي وأصحابه، ونهو عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة. ثم اختلفوا في علة النهي:
فمنهم من قال: خشية أن يزاد في شهر رمضان ما ليس منه، وهذا بعيد جدا فيما بعد النصف، وإنما يحتمل هذا في التقديم بيوم أو يومين.
ومنهم من قال: النهي للتقوي على صيام رمضان شفقة أن يضعفه ذلك عن صيام رمضان، ويرد هذا صيام النبي صل الله عليه وسلم شعبان كله أو أكثره ووصله برمضان هذا كله بالصيام بعد نصف شعبان. – وصيام يوم النصف من شعبان فغير منهي عنه فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر>
قال الشيخ فضل مراد: "… ومن هذا صوم النصف من شعبان من غير الجزم بسنيتها للنبي صل الله عليه وسلم وأنت ترى أن المسألة ليس فيها نص يحرم على وجه الخصوص ولا ينهى ولا يأمر على وجه الخصوص ولا يندب، فدخلت في عموم العمل الصالح وعموم فضل الصوم خاصة. وقد وردت فيها سبعة أحاديث لا يخلو أي منها من تضعيف؛ وهو ما جعل البعض يحسنها باعتبار المجموع".


ثالثا: صفة إحياء ليلة النصف من شعبان لمن قال بذلك من العلماء
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:


أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد، كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك، وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ذلك ببدعة، نقله عنه حرب الكرماني في مسائله.


والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ولا يكره أن يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه، وهذا قول الأزواعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى.


فسر الأوزاعي هذه الشحناء المانعة بالذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي صل الله عليه وسلم، ولا ريب أن هذه الشحناء أعظم جرما من مشاحنة الأقران بعضهم بعضا


رابعا: الأعمال التي تستحب والأعمال التي تكره أو تحرم في ليلة النصف
ويتعين على المسلم أن يجتنب الذنوب التي تمنع من المغفرة وقبول الدعاء في تلك الليلة. وقد روي أنها: الشرك، وقتل النفس، والزنا؛ وهذه الثلاثة أعظم الذنوب عند الله، كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته، «أنه سأل النبي صل الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديق ذلك {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} الآية [الفرقان: 68]» ومن الذنوب المانعة من المغفرة أيضا: الشحناء، وهي حقد المسلم على أخيه بغضا له؛ لهوى نفسه، وذلك يمنع أيضا من المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة؛ كما في «صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:


«تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا».


وقد فسر الأوزاعي هذه الشحناء المانعة بالذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي صل الله عليه وسلم، ولا ريب أن هذه الشحناء أعظم جرما من مشاحنة الأقران بعضهم بعضا. وعن الأوزاعي أنه قال: المشاحن كل صاحب بدعة فارق عليها الأمة.


وكذا قال ابن ثوبان: المشاحن هو التارك لسنة نبيه صل الله عليه وسلم، الطاعن على أمته، السافك دماءهم. وهذه الشحناء – أعني شحناء البدعة – توجب الطعن على جماعة المسلمين، واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم، كبدع الخوارج والروافض ونحوهم.


فأفضل الأعمال: سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها، وأفضلها السلامة من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة، وبغضهم والحقد عليهم، واعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم؛ ثم يلي ذلك سلامة القلب من الشحناء لعموم المؤمنين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه وقد وصف الله تعالى المؤمنين عموما بأنهم يقولون:{ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم} [الحشر: 10].


روي عن عكرمة وغيره من المفسرين في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان: 4]. أنها ليلة النصف من شعبان. والجمهور على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح


قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة؛ وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة.


ويجدر التنبيه، أنه لا يوجد في ليلة النصف من شعبان صلاة تسمى صلاة البراءة، وبعضهم يسميها صلاة الألفية الألفية، لأنهم يقرؤون فيها سور الإخلاص ألف مرة في مائة ركعة، وهي صلاة مخترعة بكيفية مخترعة لم يأذن بها الله، ولم يرشدنا إليها رسول الله صل الله عليه وسلم، بل ابتدعها قوم، ورووا في ذلك حديث مكذوب، واستحسنها بعض الجهال، ممن لا يعرفون السنن، ويقبلون على البدع.


قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: الصلاة المعروفة بصلاة ‌الرغائب وهي ثنتى عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب وإحياء علوم الدين ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن اسمعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله.


وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: هل تجوز صلاة الرغائب والبراءة جماعة أم لا؟


فأجاب بقوله: أما صلاة ‌الرغائب ‌فإنها ‌كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة وأما صلاة البراءة فإن أريد بها ما ينقل عن كثير من أهل اليمن من صلاة المكتوبات الخمس بعد آخر جمعة في رمضان معتقدين أنها تكفر ما وقع في جملة السنة من التهاون في صلاتها فهي محرمة شديدة التحريم يجب منعهم منها لأمور منها أنه تحرم إعادة الصلاة بعد خروج وقتها ولو في جماعة وكذا في وقتها بلا جماعة ولا سبب يقتضي ذلك ومنها أن ذلك صار سببا لتهاون العامة في أداء الفرائض لاعتقادهم أن فعلها على تلك الكيفية يكفر عنهم ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.


وقال البهوتي الحنبلي: (وأما صلاة الرغائب، والصلاة الألفية ليلة نصف شعبان، فبدعة لا أصل لهما، قاله الشيخ. وقال: وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة.


من قال بأن الليلة التي تكتب فيها الآجال وتقسم فيها الأرزاق، ليس لديه دليل على ذلك، وأن القرآن يؤكد أن ليلة القدر التي نزل فيها القرآن هي الليلة التي تكتب فيها الآجال، وتقسم فيها الأرزاق، ومن قال أنها ليلة النصف من شعبان فهو غالط، والحق في خلاف قوله


خامسا: هل ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم؟
روي عن عكرمة وغيره من المفسرين في قوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} [الدخان: 4]. أنها ليلة النصف من شعبان. والجمهور على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح.


وقال بعضهم لفرط تعظيمه لليلة النصف من شعبان: إنها الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم، وجعل ذلك تفسيرا لقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} {فيها يفرق كل أمر حكيم} وهذا من الخطأ البين، ومن تحريف القرآن عن مواضعه، فإن المراد بالليلة المباركة في الآية ليلة القدر، لقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وليلة القدر في شهر رمضان للأحاديث الواردة في ذلك؛ لقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} .


مما سبق من أقوال العلماء نعلم أن من قال بأن الليلة التي تكتب فيها الآجال وتقسم فيها الأرزاق، ليس لديه دليل على ذلك، وأن القرآن يؤكد أن ليلة القدر التي نزل فيها القرآن هي الليلة التي تكتب فيها الآجال، وتقسم فيها الأرزاق، ومن قال أنها ليلة النصف من شعبان فهو غالط، والحق في خلاف قوله.


 


المرجع:
أعتمد المقال في كثير من مادته على كتاب: " لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"، للحافظ ابن رجب الحنبلي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1428ه/2007م.
الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبد العظيم المنذري، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1417ه.
الفتاوى الفقهية الكبرى، ابن حجر الهيتمي، الكتبة الإسلامية، الطبعة الأولى، بدون تاريخ.
كشاف القناع عن الإقناع، منصور بن يونس الحنبلي، وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1421ه.
المجموع شرح المهذب، يحيى بن شرف الدين النووي، مطبعة التضامن الأخوي – القاهرة، 1347ه.
مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه، أبو العباس البوصيري الكناني، دار العربية – بيروت، الطبعة الثانية، 1403ه.
معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام، يوسف بن حسن ابن عبد الهادي الصالحي، المشهور بابن المبرد، دار النوادر – سوريا، الطبعة الأولى، 1432ه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69962
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل   ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل Emptyالسبت 24 فبراير 2024, 2:07 pm

رسائل شهر شعبان


توافق ليلة النصف من شعبان لهذا العام اليوم السبت 24 فبراير 2024م من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، بينما نتابع في ذهول ودهش وخوف وقلق ما يجري لأهلنا وإخواننا في غزة الأبية من قتل وتجويع، وإبادة وتهجير، وتدمير وتشريد، وهذه جملة من رسائل شهر شعبان والتي توجب علينا التضامن والتعاون والعمل المستدام لرفع الظلم عن غزة وأهلها.
الرسالة الأولى: الحذر من الغفلة فيه
وصف النبي صل الله عليه وسلم شهر شعبان بأنه شهر يغفل الناس عنه في حديث أسامة بن زيد – رضي الله عنهما – قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟! قال: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)؛ مسند أحمد وسنن النسائي، وحسنه الألباني.

 ما سبب الغفلة في شهر شعبان؟
  • أنه وسط، بين شهرين عظيمين فضلهما كبير، رجب وهو من الأشهر الحرم، ورمضان وفضائله كثيرة لا تخفى، والوسط بين قوتين محل الغفلة، كالصلاة الوسطى، لهذا وجه القرآن إليها بقوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين} [البقرة: 238]، ويغفل الناس عن جوف الليل لأنه وسط، بين أوله وآخره، قال صل الله عليه وسلم: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن، وتلك رسالة مهمة لتحري الوسطية وعدم الغفلة عنها بالإفراط أو التفريط، أو التسيب أو التشدد.
  • لأن الناس يشعرون أن شهر رمضان بفضائله ومضاعفة الأجر فيه يغني عن الاجتهاد في غيره، وما علموا أن التوفيق للعبادة في رمضان مرهون بالاستعداد لها في شعبان.
  • الاغترار بطول الأمل وعدم تخيل وقوع الموت قبل بلوغ رمضان، وعدم الغفلة في شعبان تثبت أجر المسلم على عبادات رمضان حتى وإن مات قبل أن يدركه، والعبادة في وقت الغفلة ثوابها عظيم لقوله صل الله عليه وسلم: العبادة في الهرج كهجرة إلي. والهرج: الغفلة والفتن وكثرة القتل ظلما.

اقتباس :
أفضل الأعمال أشقها على النفوس؛ لأن الطاعة تسهل بكثرة الطائعين وتصعب بكثرة الغافلين، لهذا مجاهدة النفس بالاستقامة مع قلة التدين وكثرة الغافلين ثوابها أعظم.
 لماذا كانت العبادة في وقت الغفلة لها أجر كبير عند الله؟
  • أنها تكون أخفى، وأبعد عن الرياء وأعظم للأجر، قال عليه الصلاة والسلام في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" متفق عليه، وقد كان السلف يحبون إخفاء العمل: حتى قال بعضهم: "لا أعد ما ظهر من عملي شيئا". وذكر ابن الجوزي "أن بعضهم صام أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يعمل في السوق فإذا خرج من بيته أخذ رغيفين فتصدق بهما في طريقه، ثم يطوي اليوم حتى يعود في المساء.. فيظن أهله أنه أكل في السوق، ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته".
  • أنها أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس؛ لأن الطاعة تسهل بكثرة الطائعين وتصعب بكثرة الغافلين، لهذا مجاهدة النفس بالاستقامة مع قلة التدين وكثرة الغافلين ثوابها أعظم.
  •  أن المنفرد بالطاعة بين أهل المعاصي والغفلة قد يدفع به البلاء عن الناس كلهم، قال بعض السلف: لولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.
  • أنها أعظم أجرا كحديث دعاء دخول السوق؛ لأن أغلب الناس يغفلون عنه وينشغلون بأمر التسوق، روى الحاكم في المستدرك عن عمر بن الخطاب: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير – كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة). رواه الترمذي وحسنه الألباني

إن الرسالة العظيمة من شهر شعبان هي الحذر من الغفلة وأن يكون المسلم يقظا واعيا ليس في شأن العبادة فحسب وإنما في كل شؤون حياته، فكما هناك الغفلة العبادية هناك الغفلة السياسية، والغفلة الواقعية، والاجتماعية، والتربوية، وأقبح ألوان الغفلة، الغفلة عن متابعة شؤون وأحوال إخواننا في غزة مع طول أمد الحرب وتكرار مشاهد القتل، وتعدد المجازر والمذابح.
الرسالة الثانية: الحذر من التشاحن والتباغض
لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان سوى حديث رواه ابن حبان عن معاذ بم جبل، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: "يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ"، وإنما ذكر المشرك في الحديث لبيان قبح وخطر التشاحن، فالمشرك قطع الصلة بربه والمشاحن قطع الصلة بإخوانه، والواجب الأكبر في تلك الليلة سلامة الصدور من الحقد والغل تجاه الخلق، ليبقى المجتمع متراحما متوادا موصولا ببعضه ومتصلا بربه، ويظهر لي والله أعلم أن العلاقة بين سلامة الصدر في النصف من شعبان وبين الطاعات التي سنجتهد في تحصيلها في رمضان هي أن رفعها وقبولها عند الله مرهون بنبذ التشاحن والعداوة للناس، وقد صح في الحديث بسند حسن عند ابن ماجة وغيره "ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا وعد منهم: وأخوان متصارمان".
إن الأهم من صيام نهار ليلة النصف من شعبان وقيام ليلها هو سلامة الصدور من الأحقاد، وعودة الأمة إلى وحدتها وترابطها وتماسكها بعد أن تعددت عليها أسباب الافتراق والتنازع وهو ما يهددها بذهاب الريح واستمرار الغثائية، فهل تسلم صدور وقلوب أهل غزة في ليلة النصف من شعبان تجاه إخوانهم وأمتهم بعد أن خذلوهم وأسلموهم لعدوهم وعجزوا رغم كثرتهم عن مجرد إيصال الغذاء والدواء لهم؟
اقتباس :
أكثر النبي صل الله عليه وسلم من الصيام في شعبان استعدادا لشهر رمضان، وقد فهم السلف المغزى من صيامه فأكثروا من قراءة القرآن في شعبان وكانوا يسمونه شهر القراء، وكانوا يتخففون من الأعمال في شعبان استعدادا لرمضان.
الرسالة الثالثة: رسائل تحويل القبلة
يرتبط تحويل القبلة بشهر شعبان وإن لم يكن هناك قطع بوقوع الحدث فيه، وتحويل القبلة من المسجد الأقصى بفلسطين إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة يحمل العديد من الرسائل منها: مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين والربط بينه وبين المسجد الحرام وإثبات ما يثبت له من الأحكام كالمسؤولية عن حمايته وحراسته وصد العدوان عنه، وأن أهل غزة يقومون بواجب حماية الأقصى عن المسلمين جميعاً، فمؤازرة أهل غزة واجبة على كل مسلم، ومنها: سرعة الانقياد والتحول لأمر الله كما تحول الصحابة وانقادوا لأمر الله عندما بلغهم أن القبلة قد حولت لم ينتظروا حتى يفرغوا من الصلاة، ومنها: وحدة الأمة وترابطها وتماسكها؛ إذ يتوحدون ويتجهون في صلاتهم لقبلة واحدة.
الرسالة الرابعة: الاستعداد لرمضان
أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من الصيام في شعبان استعدادا لشهر رمضان، وقد فهم السلف المغزى من صيامه صل الله عليه وسلم فأكثروا من قراءة القرآن في شعبان وكانوا يسمونه شهر القراء، وكانوا يتخففون من الأعمال في شعبان استعدادا لرمضان، كما أثر عن بعضهم أن كانوا يعجلون بإخراج زكاتهم في شعبان لئلا ينشغلوا بها عن العبادة في رمضان، والمتأمل في سائر العبادات يلحظ أنها تسبق بتمهيد لها من جنسها؛ كالسنن القبلية للصلوات، وكالصيام قبل رمضان، لأن هذه النوافل تهدف إلى تحقيق مقاصد الفريضة وحضور القلب فيها، فمن أراد التحقق بالتقوى وحضور القلب في رمضان فالطريق هو استثمار ما تبقى من شعبان.
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وفرج كرب أهلنا وإخواننا في غزة وأطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف يا أرحم الراحمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ليلة النصف من شعبان.. أحكام وفضائل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طريقة حساب ليلة القدر وهى دائما ليلة الجمعة - على برنامج إكسل مبسط
» تايلند… بين خطايا الشياطين وفضائل الملائكة
» النصف النهائي مونديال روسيا 2018
» حياة النصف الجميل على شاطىء الخمسين
» ليلة لو باقي ليلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: