منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تدبر سورة الملك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تدبر سورة الملك Empty
مُساهمةموضوع: تدبر سورة الملك   تدبر سورة الملك Emptyالسبت 12 أكتوبر 2013, 11:25 am

تدبر سورة الملك
تدبر سورة الملك
الدكتورة رقية العلواني
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حين يغيب الأهل والأصحاب ويودِّعنا الأقارب والأحباب ويُحال بيننا وبين كل الآمال والأمنيات فلا رفيق ولا أنيس ولا جليس ولا قريب ولا بعيد في تلك الغربة وفي ثنايا تلك الوحدة تأتي هذه السورة العظيمة لتشفع لصاحبها كما قال النبي تدبر سورة الملك Slah "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غُفِر له (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)".
اليوم نتدبر في سورة الملك التي وردت أحاديث جيدة الإسناد بأنها المانعة من عذاب القبر. يا ترى ماذا في هذه السورة العظيمة من معاني تجعل قضية المنع من عذاب القبر قضية حاضرة لصاحبها لمن يديم ويداوم على تلاوتها في كل ليلة ماذا في سورة الملك؟ ماذا من مقاصد هذه السورة؟ السورة مكية تتحدث بكل تأكيد كما هي كل السور المكية تتحدث عن الإيمان بالله، تتحدث عن اليوم الآخر، تتحدث عن العذاب، تتحدث عن الجزاء، ولكن ماذا أيضاً في هذه السورة؟ سورة الملك كما سيأتي بعد قليل بعض آياتها تغرس في نفس المؤمن الذي يداوم على تلاوتها وتدبر معانيها الخشية بالغيب، الخشية من الله تدبر سورة الملك Sbhanh بالغيب. والخشية بالغيب كما سنأتي عليها هي التي تحول بين الإنسان وبين عدم القيام بكل وبأي" شيء يمكن أن يُدنيه من غضب الله تدبر سورة الملك Sbhanh.
هذه الخشية كما في سورة الملك كما في سور القرآن، السورة تؤسسها آية بعد آية بطريقة عملية ولذا كان أول آية في السورة كانت هي (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). تستعرض السورة في الآيات الأول منها التعرف إلى الله تدبر سورة الملك Sbhanh، أنا لا يمكن أن أخشى الله تدبر سورة الملك 3za -وسنأتي على معنى الخشية بعد قليل- لا يمكن أن أخشاه وأصل إلى مرتبة الخشية من الله بالغيب دون أن أتعرّف إليه، وكيف أتعرف إليه وهو سبحانه ليس كمثله شيء؟ وهو سبحانه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار؟ ربي سبحانه في سورة الملك عرّفنا بنفسه عليه وعلى صفاته جلّ في علاه من خلال ملكوته، من خلال التعرف على خلقه، من خلال النظر والتفكر والتدبر في آيات ملكه تدبر سورة الملك Sbhanh. ولذا جاءت هذه الخشية مبنية على أساس، أساس التعرف على الله تدبر سورة الملك Sbhanh فكلما إزددت معرفة به سبحانه كلما إزددت تعرّفاً على صفاته وأسمائه كلما إزددت تعلقاً بملكه واستشعاراً لعظيم قدرته ورحمته تدبر سورة الملك Sbhanh كلما إزددت خشية له، ولذا جاء في قول الله تدبر سورة الملك 3za (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (28) فاطر) العلم والمعرفة بالله تدبر سورة الملك Sbhanh.
بدأت السورة المكية بقوله تدبر سورة الملك Sbhanh (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ملك وقدرة، ملك بدون قوة وبدون قدرة لا يُسمى ملكاً. ملك الله تدبر سورة الملك 3za ليس فقط مجرد ملك على سبيل التجوز كما يقال لفلان ملك ولفلان رئيس ولفلان مسؤول أو ما شابه، لا. ملكه جل في علاه القدرة على التصرف فيه هبة ومنعاً وعطاء وأخذاً ورداً وإزالة وإقامة ملك كامل وهو قادر على تحقيق هذا الملك تدبر سورة الملك Sbhanh، فكل ما في هذا الملكوت الإنسان الشجر الطير ما سيأتي من قضايا ذكرتها السورة في الثلاثين آية لا تخرج عن إرادته تدبر سورة الملك Sbhanh بأي حال من الأحوال حتى القطرة التي نشرب حتى الطير الذي يحلّق بجناحيه في الفضاء لا يستطيع أن يفرد جناحيه ويقبض الجناحين إلا بإرادته سبحانه، هو الذي عل"م هو الذي أعطى، هو الذي وهب، هو الذي منح، حتى أنفاس الحياة هو سبحانه من يمنحها. هذا الملك العظيم الواسع بيده تدبر سورة الملك Sbhanh ولا يخرج عن قدرته تدبر سورة الملك 3za. ولذا جاءت الآية التي تليها مباشرة لتترك للإنسان مساحة لكي يحاول أن يقارن إن صحت هناك مقارنة -ولله المثل الأعلى- بين من يدعي الملك من البشر كما فعل فرعون على سبيل المثال قال (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي (51) الزخرف). قد يتوهم الإنسان بحكم قدرته الموهومة، بحكم صلاحياته، بحكم ظلمه لنفسه بأنه يمتلك المك والقوة فجاءته الآية الثانية مباشرة من سورة الملك لتعطيه نوعاً من أنواع النظر في نفسه على وجه الحقيقة لتوقظه بمعنى آخر، لتجعل هذا الإنسان يعود إلى وعيه من جديد بقول الله (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) كل من في الأرض ممن يتوهم أو يتصور في لحظة من لحظات الزهو بالنفس أنه يمتلك قوة أو يمتلك ملكاً هل يستطيع أن يدعي القدرة على الموت وعلى الحياة؟ لا يمكن. حتى النمرود بجهله وحماقته حين إدعى أنه يحيي ويميت ما كانت القضية قضية الإحياء والإماتة كما هي في الواقع المعاش الذي نراه أن تتوقف أنفاس الحياة ونبضات القلب أو أن تدب فيه الحياة وينبض القلب، كان مجرد إدعاء وحماقة منه. لا أحد حتى فرعون إستطاع أن يدعي القدرة على الإحياء والإماتة هذا أمر يدخل في ملكه تدبر سورة الملك Sbhanh.
سورة الملك وهي تقدّم لي هذا المعنى وهذه الآية الأولى من دلائل ملك الله تدبر سورة الملك 3za وقدرته تريد أن تخرج بي من النظرة المألوفة المعتادة التي لا توقظ الضمير، التي لا تبعث الإيمان في قلب المؤمن، التي لا تجدد الإيمان، التي نجعل حتى قضية الحياة والموت قضية مألوفة معتاد عليها. فكل الناس يرون الحياة أمام أعينهم ويرون المواليد الجدد ويرون كذلك الموت ولكن سورة الملك تريد أن تغير هذه النظرة وتخرج بها من قضية الإلفة والإعتياد التي لا تجدد الإيمان إلى إحيائها في قلبي من جديد لتصبح قضية الموت وقضية الحياة قضية غير مألوفة قضية توصلني إلى الإيمان بالله، قضية تقربني من معرفة الله تدبر سورة الملك 3zaواستشعار هذه المعرفة والوصول بها إلى الخشية من الله تدبر سورة الملك Sbhanh. الموت والحياة ليست قضية مألوفة، كون أنها تتكرر في كل ساعة وفي كل يوم وفي كل لحظة ومع كل مخلوق هذا لا يخرج بها عن حد الإعجاز والقدرة العظيمة لله إلى حد الإلفة والإعتياد حتى تصبح مسألة معتادة لا تحرك فيّ ساكناً ولا تجدد فيّ إيماناً ولا تبعث في حياتي ولا في قلبي الإيمان والخشوع والخشية والخضوع لله من جديد هذا ليس بمقبول، كيف؟ تأملوا معي ختام الآية حين يقول الله تدبر سورة الملك Sbhanh (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) إذاً الموت والحياة ليست مجرد قضية معتادة ومألوفة، الموت والحياة لهما غاية، لهما ككل شيء في هذا العالم الذي خلقه لله تدبر سورة الملك Sbhanh هدف نتيجة المسألة مسألة إختبار. حياتي على هذه الأرض وبقائي على الأرض ليست مجرد رحلة ليست مجرد أيام وسنوات أقضيها وأقلب الأوراق في ثناياها ليست مجرد عد للأيام دون حساب ولا كتاب، أبداً. القضية من ورائها هدف ما هو الهدف؟ ليختبركم أيكم أحسن عملاً من منكم من هؤلاء البشر الأعداد المهولة من البشر منذ أن خلق الله آدم تدبر سورة الملك Slm إلى قيام الساعة من منكم يستطيع أن يقدم أحسن العمل بين يدي الله تدبر سورة الملك 3za؟. ودعونا هنا نتوقف للحظات أليس الله تدبر سورة الملك Sbhanh وهو اللطيف الخبير -كما ستأتي علينا في السورة- أليس بعالم من سيقدم من خلقه أحسن العمل من أسوأ العمل؟ بكل تأكيد، ولكنه تدبر سورة الملك Sbhanh من تمام عدله ورحمته وكرمه مع خلقه أنه لم يقم الحجة علينا بعلمه بل أراد أن يقيم الحُجة علينا بأعمالنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا. هو يعلم في سابق علمه سبحانه من منا سيقدم أحسن العمل ومن منا لا يقدم ولكنه مع ذلك أراد أن يقيم الحُجّة علينا بأعمالنا وسلوكنا من خلال ما نقدمه في إختبارنا في هذه الأرض، إذاً هو الإختبار هو الإبتلاء هو الإمتحان، نحن نصبح ونمسي ونحن نمتحن نحن في قاعة إمتحان الدنيا بأكملها من أولها لآخرها بليلها ونهارها هي قاعة إمتحان هي فترة إمتحان، متى سأضع القلم؟ بيد الله تدبر سورة الملك 3za، في علم الغيب، متى ستنتهي الفرصة والفترة المخصصة للإمتحان؟ بيد الله تدبر سورة الملك 3za وليس بيد أحد سوى الله تدبر سورة الملك Sbhanh ولذا قال (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
سورة الملك كما سنأتي عليها في تدبر الآيات تقدم لي الخطوات كإنسان كما هو كل القرآن، القرآن ليس لمجرد التلاوة أن أتلو كل ليلة سورة الملك وتنتهي المسألة، لا. القرآن يؤسس القرآن يغير القرآن يحيي القرآن يبني القرآن يبثّ الحياة ويجدد الحياة في إيماني وتوحيدي وفي صلتي بالله تدبر سورة الملك Sbhanh.
في سورة الملك الآيات تسير معي خطوة بخطوة للوصول إلى درجة أحسن العمل، كيف أقدِّم أحسن العمل؟ أحسن العمل كما ورد في كثير من الآثار والأقوال للعديد من الصالحين والعلماء هو أخلَص العمل وأصوبه. أخلص أي أن أقوم بالعمل الذي أقوم به وأقدمه بين يدي الله تدبر سورة الملك 3za ولا أرى أحداً سوى الله تدبر سورة الملك Sbhanh في عملي بمعنى آخر أن أنقي العمل من كل شائبة لا أعمل من أجل مدح الناس وثناء الناس لا أعمل لكي يقال فلان كريم وفلان شجاع وفلان جريء وفلان حافظ للقرآن وفلان كذا وكذا، لا أعمل من أجل أن أنال أجراً من أحد، لا أعمل لأجل أن أنال مسألة مادية في الدنيا، لا أعمل لأجل أحد أعمل لأجل الله وحده، ولكي أصل إلى مرحلة الإخلاص هذه المرحلة العظيمة عليّ أن أكون أكثر خشية وأكثر معرفة بالله سبحانه وهو ما تقدمه لي آيات سورة الملك. إذاً أحسن العمل أخلصه وأصوبه أي ما كان وفق ما جاء به الله تدبر سورة الملك Sbhanh من أوامر في القرآن وما جاء على لسان حبيبه المصطفى تدبر سورة الملك Slah في سنته.
سورة الملك بآياتها العظيمة تبدأ معي خطوة بخطوة بعد أن جاءت الآية الثانية في الحديث عن الإعجاز والمعجزة العظيمة في قضية الخلق وفي قضية الموت والحياة بدأت تأخذني إلى عالم آخر، العالم الذي أراه أمامي عالم الشهادة وليس عالم الغيب. عالم الشهادة الذي يبصِّرني بخلق السماوات والأرض، تدبروا معي قول الله تدبر سورة الملك 3za (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)) الآيات تأخذني إلى عبادة أخرى أيّ عبادة؟ عبادة النظر في خلق السماوات، هذا الخلق العظيم، هذا الخلق الذي يريدني الله تدبر سورة الملك 3za أن لا أمرّ عليه كما أفعل في كثير من الأحيان مرور الكرام، بمعنى آخر أن لا أكتفي فقط بنظرة عابرة مألوفة للسماء ثم أنبهر بجماله وأقول يا سبحان الله! وتنتهي القصة عن هذا الحد، لا، سورة الملك تريد مني أن أكرر النظر مرة بعد مرة ليست مجرد نظرة عابرة ولماذا تريد مني هذه النظرة؟ لما تريد مني سورة الملك أن أنظر وأتدبر وأتأمل في السماوات والأرض؟ لأصل إلى حقيقة واحدة أن هذا الخلق العظيم ليس فيه تفاوت ليس فيه خلل ليس فيه قصور ليس فيه أي نقص هذا الخلق على سعته التي لا أستطيع أنا كإنسان أن أنظر كل السماوات بأطرافها هذا الخلق العظيم لا يمكن أن يقوم به إلا الله تدبر سورة الملك Sbhanh. خلقٌ يقودني إلى معرفة الله، خلق يقودني إلى القول بسبحان الله ولكن تسبيح يليق بجلاله تدبر سورة الملك 3za يليق بعظمته ينكسر فيه القلب إيماناً وخضوعاً وإذعاناً وتسليماً للخالق تدبر سورة الملك Sbhanh. بمعنى آخر أن أتحوّل من النظرة العابرة التي إعتدنا عليها في مثل هذه الأيام وربما قد لا ننظر مع وجود الحضارة المعاصرة ووجود الأسقف إلى آخره بدأنا للأسف الشديد نبتعد عن هذه العبادة العظيمة التي هي ليست لا تخص فقط الجانب الإيماني أو الروحي فينا بل تمس حتى الجوانب النفسية كبشر، أنا بحاجة أن أتوصل مع الطبيعة، أنا بحاجة إلى أن أنظر لهذا الخلق وكل الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أهمية النظر في الطبيعة، أهمية أن تكون هناك صلة بيني كإنسان وبين هذا الخلق.
سورة الملك جاءت بتحدي عظيم لتبثّ في نفسي من جديد عبادة غفل عنها الكثيرون عبادة التفكر من أعظم العبادات أن أتفكر في ملكوت السماوات والأرض. ودعونا هنا كذلك نتوقف لحظة عند قول السيدة عائشة تدبر سورة الملك Anha عن أعجب شيء رأته في حياتها مع النبي تدبر سورة الملك Slah حين سُئلت عن ذلك فقالت: لما كان ليلة من الليالي قال لي رسول الله تدبر سورة الملك Slah يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي فقلت والله إني لأحب قربك وأُحب ما يسرك، قالت فقام النبي تدبر سورة الملك Slah فتطهّر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بلّ حجره وكان جالساً ولم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي أشفق عليه بلال وقال يا رسول الله لِمَ تبكي وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال له النبي تدبر سورة الملك Slah أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران). عبادة التفكُّر المنسية في عالمنا المعاصِر، المنسية بما إصطنعناه من مشاغل موهومة، المشاغل موجودة دائماً، المشاغل كانت موجودة في حياة النبي تدبر سورة الملك Slah في تلك الليلة التي حمل فيها همّ أمة أمة كانت موجودة معه قد حمل الرسالة لها وأمة لم تأت، نحن. هذا النبي العظيم بمشاغله العظيمة الجمّة وجد وقتاً وزمناً كافياً ليقوم بهذه العبادة العظيمة عبادة التفكر في خلق السماوات والأرض وينبه أمته عليها وعلى أهميتها وأنها من الأهمية بمكان بحيث أني لا بد مهما كانت مشاغلي أن أخصص لها وقتاً من الزمن أقتطع وقتاً من زمني من عمري من حياتي لأنظر في هذا الخلق ليس مجرد نظرة عابرة كما ذكرنا، نظرة تقودني إلى عبادة التفكر تحيي وتجدد في قلبي الإيمان بالله تعرفني بموقعي على هذه الأرض أنا مجرد إنسان عابر سبيل، أنا سائر، أنا مسافر، أنا إنسان أقوم برحلة لن أبقى على هذه الأرض، ماذا قدّمت؟ أين أنا من إحسان العمل؟ ماذا قدمت لله؟ هل أنا من الفائزين فأهنئ نفسي وأبارك؟ أم أنا من الخاسرين فأعزي نفسي وأسلّيها وأستدرك الأمر قبل فوات الأوان؟ أين أنا من خشيتي لله؟ أين معرفتي بهذا الخلق؟ نظرت في السماوات والأرض أين قادتني تلك المعرفة؟ ولذا جاءت الآية كما ذكرنا (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (28) فاطر) أنا أحتاج إلى معرفة وعلم ونظر يقربني إلى الله وليس أنه يباعدني عنه. العلم المعاصر الذي نعيش اليوم وقته وزمانه أين وصل بنا؟ هل قرّبنا إلى الله؟ هل أوصلني فعلاً إلى درجة الإيمان بالله تدبر سورة الملك 3za؟ أم أين وصلت؟ أحتاج أن أتفكّر ولذا جاء في حديث النبي تدبر سورة الملك Slah "ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكّر فيها" ويل، خسارة كبيرة، ليست مجرد الويل والوعيد. خسارة لي أنا كإنسان أن أمرّ مرور الكرام مرور عابر على كل الآيات التي يمكن لها إذا تفكرت فيها حق التفكر والتدبر أن تصل بي إلى التعرف على الله تدبر سورة الملك Sbhanh فإذا وصلت ربحت كل شيء، ربحت خيري الدنيا والآخرة.
ولذا جاءت الآيات التي تليها بعد أن قالت (وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)) بدأ الحديث مباشرة عن جزاء الكافرين لماذا؟ لأن الكفر هو حجاب، هو حائل إصطنعه الإنسان بكفره فحال بينه وبين التعرف على خالقه تدبر سورة الملك Sbhanh بيديه، حال بينه وبين الوصول إلى خالق هذا الكون العظيم، كل شيء في السماء ينطق بأن الله واحد، كل شيء في الأرض، كل آيات سورة الملك التي سنأتي عليها تنطق بشيء واحد أن لا إله إلا الله، كل هذه الآيات أمام عيني ولم تصل بي لمرحلة الإيمان وأنا وصلت إلى مرحلة الكفر! أكيد هناك خلل وخلل عظيم. ولذلك جاءت الآيات (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا) أي في النار (سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (Cool) حتى النار، حتى نار جهنم تتميز من الغيظ على هذا الإنسان الكافر الذي رأى كل ما رأى أمام عينيه ولكنه لم يصغي إلى نداء قلبه وعقله وفطرته السليمة لتلبية نداء الحق تدبر سورة الملك Sbhanh. ولذا يأتي نوع من أنواع التوبيخ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) القضية ليست قضية سؤال، القضية توبيخ، القضية زيادة في العذاب لهذا الإنسان الكافر المكذِّب. (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ) وتدبروا معي الآية التي تليها يقول فيها (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)) إذن هي وسائل الإدراك التي وهبها الله لخلقه فعطّلها الكافر بكفره وغيّه (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) يا تُرى هل كان هؤلاء الكفار صُمّ؟ عُمي؟ هل كانوا مجانين لا يمتلكون العقل؟ لو كان بالفعل مجاني لما كانوا عُذّبوا أصلاً، كانوا يمتلكون العقل والقلب والسمع والبصر وكل شيء، كل وسائل الإدراك ولكنهم بكفرهم حجبوا تلك الوسائل عن أن تقودهم لمعرفة الله وخشيته فحال بينهم وبينه الكفر. وسائل الإدراك كما يأتي في آيات متعددة في القرآن الكريم (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا) وقد يكون الإنسان له آذان ولكن لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها (َلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا) ولذا شبهتهم الآية (أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ (179) الأعراف) لماذا؟ الأنعام والحيوانات ترى الأشياء وتبصر الأمور والآيات الدالة على خلق الله تدبر سورة الملك 3za ولكن ليس مطالباً منها أن تحوّل هذه المعرفة إلى معرفة تقدم فيها أحسن العمل وأصوب العمل أما الإنسان وحده الإنسان مُطالَب ومُكلَّف أن تقوده هذه المعرفة وهذه الوسائل من الأعين والآذان أن تقوده لمعرفة الله وخشيته، وليست معرفة جامدة معرفة متحركة بمعنى آخر معرفة تدفع بي نحو القيام بأحسن العمل تقديم أحسن العمل بين يدي الله تدبر سورة الملك 3za، تعرّفت عليه، أدركت بأنه قادر على كل شيء أدركت بأنه عزيز غفور أدركت أن هذا الملك العظيم خلق السموات والأرض لا يمكن لأي أحد مهما بلغ من القوة أن يدّعيه لا يمكن. بعد أن توصلت إلى هذه المرحلة علي أن أتحرّك في إيماني لمرحلة أخرى، ما هي المرحلة؟ خشية الله، هذه الخشية ليست خشية ساكنة وإنما خشية متحركة فاعلة في واقع الحياة تدفع بي نحو أحسن العمل وأخلص العمل، أني حين أقدم العمل لا أقدّمه إلا لله وحده، لا أقدِّمه إلا ابتغاء وجه الله المستحق وحده سبحانه للعبودية، المستحق لأن تقدَّم بين يديه الأعمال وتخلّص من كل شائبة.
وتدبروا معي وانظروا في هذه القاعدة العظيمة من قواعد التدبر: الصلة بين الآيات، الصلة والترابط العظيم كل آية تقودني إلى الآية التي تليها لأنها تؤسس تبني فيّ شيئاً، بعد أن قدمت لي مآل الكافرين الذين عطلوا وسائل الإدراك التي وهبهم الله تدبر سورة الملك Sbhanh إياها جاءت بي إلى الإنسان الآخر، المؤمن الإنسان الذي تقوده النظرة المتدبرة، الذي تقوده عبادة التفكر في ملكوت السموات والأرض، الذي تقوده العبادات المختلفة في كل شيء، الذي لا يوجد في حياته شيء اسمه مألوف أو عادي، تقول له فلان مات يقول لك عادي! تقول له فلان عاش يقول عادي، تقول له فلان جاءه ولد يقول عادي! لا، ليس بعادي!، الحياة والموت ليست بأمر عادي بل معجزة علي أني كلما تتجدد أمام عيني يتجدد معي بها إيماني بخالقي سبحانه وتزداد عندي نسبة الخشية من الله ولذا جاءت الآية (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)) التفكر الذي يثمر العلم واليقين بعظمة الله تدبر سورة الملك Sbhanh حُبّاً وتعلقاً بالله وحده لا شريك له، توحيد. كيف جاءت هذه الخشية؟ ما جاءت من خلال الكلام جاءت من خلال العبادة، سورة الملك تقدّم لي الخطوات التي تصل بي إلى مرحلة الخشية من أعظم وسائل الوصول لخشية الله سبانه وتعالى بالغيب أن أتفكر في ملكوت السموات والأرض أن لا أدع أي منظر أو أي قضية تمر أمام عيني ولا أتفكر فيها ولا تزيد في درجة إيماني وتوحيدي وقربي من الله تدبر سورة الملك 3za. والخشية ليست مجرد خوف لا، هي خوف مع مهابة مع تعظيم مع حبّ وتعلق بالله تدبر سورة الملك 3za لا يدرك معانيها إلا من ذاقها. ولذا يقول الحسن" تفكُّر ساعة خير من قيام ليلة. تخيلوا معي كم قيام الله عبادة عظيمة جداً والأجر فيها عظيم ولكن أن أتفكر ساعة في الأمور التي تمر بي في حياتي في خلق السموات والأرض في الموت والحياة، في كل شيء، أيّ تفكر، حتى في النمل حتى في الطير حتى في الماء الذي أشرب، لما أتفكر، هذا التفكر خير من قيام ليلة ولكن متى يكون خير من قيام ليلة؟ إذا أثمر في نفسي وأتت الثمرة ناضجة سويّة، أية ثمرة؟ ثمرة خشية الله تدبر سورة الملك 3za. كل تفكر لا بد أن يقودني إلى الخشية من الله تدبر سورة الملك 3za وأكثر الناس خشية لله أحسنهم أعمالاً.
هذه الخشية العظيمة هي التي جاءت وفسرت معناها في الآية التي تليها في سورة الملك (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)) خشية تجعل استشعار رقابة الله تدبر سورة الملك 3za الرقابة الذاتية حاضرة أمام عينيّ لا يعود هناك فرق بين السر والعلن حتى الخواطر شعوري وإيماني ومعرفتي بأن الله كان عليكم رقيبا يجعلني أراقب الله حتى في الخواطر التي تخطر ببالي، حتى الخواطر أراقب الله تدبر سورة الملك 3za، حتى السرّ، أراقب أن الله تدبر سورة الملك Sbhanh لا ينظر إلى قلبي أو سرّي فيجد فيه ما يغضبه سبحانه. نحن لا نُحاسب على هذه الخواطر ولكن ربي تدبر سورة الملك 3za في سورة الملك يريد أن يؤسس في مراقبتي في السِر لله تدبر سورة الملك Sbhanh، كيف أصل لهذه الرحلة؟ حين أُدرك أن السر عنده علانية لأنه مطلع لأنه العالم اللطيف الخبير العليم ببواطن الأمور عليم بالخواطر فأراقبه حتى في الخواطر. ولنا أن نتساءل إذا وصلت إلى مرحلة أن أراقب الله في الخواطر التي تدور في خلدي بذات الصدور ولا يطلع عليها أحد سوى الله تدبر سورة الملك 3za يا ترى كيف سيكون عملي الذي أقدمه بين يدي الله؟ أكيد سيكون من أحسن العمل. وأنا أقول والله لو أن كل كاميرات المراقبة التي في الأرض سُلِّطت على مجموعة من العمال يقومون بعمل معين وصاحب العمل يريد أن يتأكد هل يتقنون أعمالهم أو يضيعون أوقاتهم لا يمكن أن تصل ولا إلى أيّ مرحلة من مراحل استشعار الإنسان بالرقابة الذاتية من قِبل الله تدبر سورة الملك 3za، يتقن العمل ليس لأن عليه كاميرا مراقبة، لا، يتقن العمل لأنه قد أدرك أن الله يراقبه في العمل الذي يقوم به في كل شيء، في سكناته، في خواطره، في كلماته، في أقواله، في أفعاله. يا ترى كيف ستكون الدنيا حين تبلغ درجة مراقبة الإنسان لربه تدبر سورة الملك Sbhanh واستشعاره بهذه المراقبة في العمل الطي يقوم به كيف ستكون الدنيا؟ كيف يكون الإتقان؟ ستعود عبادة الإتقان والإحسان الغائبة في حياتنا في كثير من الأحيان. الله هو الرقيب، سورة الملك تؤسس في قلبي هذا النوع من العمل، تبين لي كيف أصل لمرحلة العمل أحسن العمل. أحسن العمل ليس بالضرورة أن يكون الأكثر أبداً، الكمّ في القرآن وفي ديننا ليس هو معيار الإحسان، معيار الإحسان في ديننا وفي كتاب الله تدبر سورة الملك 3za هو الإتقان، هو الجودة التي نتحدث عنها ليل نهار. آيات القرآن تربي فينا الجودة والإتقان. الإتقان في صلاتي، في عبادتي، في مخاطبتي للناس، في أعمالي سواء كنت طبيباً مهنساً عاملاً مراقباً منظِّفاً، كائناً من أكون أتقن عملي وأجعل العمل والوظيفة التي أقوم بها درجات ترتقي بي نحو رضى اللهتدبر سورة الملك Sbhanh. ولأني قد بيّت النية أن كل ما أقوم به هو لله فوصلت إلى أخلص العمل يصبح العمل والوظيفة في تلك الأثناء عبادة ويصبح الكون محراباً أتعبد فيه الله تدبر سورة الملك Sbhanh. حين أثدرِّس بإتقان ولا أبتغي رضى أحد إلا رضى الله تدبر سورة الملك 3za يتساوى عندها من يقدِّر عملي من البشر ومن لا يقدِّر لأن العمل أنا لا أقدمه للبشر وإنما لربّ البشر، فإن غفل البشر وإن نسي البشر أن يقدروا ما أقوم به من عمل فليفعلوا لأن حظي بكل أكيد محفوظ عند رب البشر تدبر سورة الملك Sbhanh (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)).
وتدبروا معي وانظروا في الترابط بين الآيات (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)) الأرض المذللة أمام أعينكم ليست فقط السماء التي فيها الايات فقط، الأرض التي تمشي عليها ميسرة ممهدة من سخرها لك؟ من جعلك ترتقي سهولها وأوديتها وجبالها كل بساطة وبكل سهولة؟ من الذي يحركها حين تتحرك فيها الزلازل والبراكين؟ أليس هو الله تدبر سورة الملك Sbhanh. (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) سِر في الأرض واطلب من رزق الله تدبر سورة الملك Sbhanh بإيمانك بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ولا تنسى أن المشي على الأرض، هذا المشي المطلوب منك والسير والرزق والوظيفة وتربية العيال والأهل والنفقات وما شابه أنك ستعود إلى الله تدبر سورة الملك 3za فيبقى القلب دائماً معلّقاً بالعودة والرجوع (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). ودعونا نتدبر في كلمة هنا من إعجاز القرن حين يقول الله تدبر سورة الملك Sbhanh (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا) المشي مجرد السير حين أطلب الرزق أطلبه بالسير بالأخذ بالأسباب ولكن دون تشوّف وتشوّق وهمّة عالية شديدة وحرص شديد ولكن حين يأتي الحديث عن طلب الآخرة وعمل الآخرة القرآن يأتينا بلفظة السعي ولذا ربي في آيات عديدة في القرآن يقول (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا (19) الإسراء) (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (9) الجمعة) وهكذا حين يكون الحديث عن عمل الآخرة ربي تدبر سورة الملك 3za يقول إسعوا وحين يكون الحديث عن طلب المعاش في الدنيا تأتي كلمة المشي، لماذا؟ لأنك إذا أردت أن تطلب الرزق في الدنيا عليك أن تضع نصب عينيك قواعد:
الرزق بيد الله ولذا جاءت الآية (وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) رزقك ليس بيد أحد من البشر إياك أن يختلج في نفسك أو صدرك لثانية واحدة أن رزقك بيد أحد من البشر مهما علا، ليس بيد رئيس عمل ولا بيد وزير ولا بيد أير ولا بيد أحد، رزقك بيد الله وحده لا شريك له إن كنت تؤمن بأن الله واحد. فالله وحده هو الرزاق ذو القوة المتين، هذا الاستشعار بأن رزقك بيد الله تدبر سورة الملك 3zaيحررك من كل عبودية وتذلل واستكانة وضعف وخضوع لغير الله سبحانه وتعال وهو ما يريده القرآن وهو ما تريده سورة الملك تريد أن تبنيه في نفسي
القاعدة الثانية علي أن أُجمِل في الطلب، رزقك لن يسوقه إليك الحرص الشديد، الحرص الذي تسترخص فيه الحقوق وتسترخص فيه الواجبات، بعض الناس يقول أنا ورائي عيال فلأجل أن وراءه عيال مستعد أن يتاجر وأن يبيع ويشتري بقيمه ومبادئه ومثله فتستحل الربا وتستحل الحرمات ويستهان بحقوق الله تدبر سورة الملك 3za، لماذا؟ لأجل أن ورائي عيال! أيّ إيمان هذاا؟ أيّ إيمان بأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين. سورة الملك في آية واحدة تبني فيّ هذا (وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) الرزق من الله وليس من أيّ أحد، وإذا خطر ببالك للحظة أن رزقك بيد أحد من البشر هذه كارثة! عليك أن تجدد إيمانك وعليك أن تحيي التوحيد في قلبك وأن تتعرف على الله أكثر. هناك حلل، أنت تحتاج أن تصحح توحيدك، الرزاق هو الله وليس أحداً من البشر ولذا جاء في كلام لعبد الله بن مسعود "الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره". بمعنى آخر قد يأتيك الرزق لأن الرزق فعلاً بيد الله، قد يأتيك هذا الرزق على يد شخص يبغضك يكرهك ولكن الله تدبر سورة الملك Sbhanh برحمته وعدله وعلمه يسوق إليك هذا الرزق على يديه وحرصك الشديد الذي يقودك إلى الإلحاح وعدم الإجمال في الطلب هذا الحرص الذي يؤرقك مضجعك بالليل خوفاً على وظيفتك أو خشية على عملك لن يزيدك في رزقك أبداً ولذا يقول النبي تدبر سورة الملك Slah محذّراً أمته من هذا: يا أيها الناس اتقوا الله وأجمِلوا في الطلب فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رقزها وإن أبطأ عنها" إتقوا الله أجملوا في الطلب، الرزق بيد الله ولا بيد أحد. وهذه المعارك المحمومة التي نراها في عصرنا على المال هذه معارك وهمية، هذه معارك رئيسها الشيطان وشياطين الإنس الذين يوحون للبشر أنهم يمتلكون أرزاقهم وأقواتهم ومن آمن للحظة بأن الرزق بيد أحد سوى الله تدبر سورة الملك Sbhanhعليه أن يصحح التوحيد. ولذا تهز الآية التي تليها المعايير الواهية التي يقيمها البشر في بعض الأحيان يقول ربي سبحانه (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِير (17)) سلّمت؟ رأيت الأرض أمام عينيك مستقرة وهادئة واعتقدت وتوهمت أن هذه الأرض لا يمكن أن تتحرك ونحن نرى أمام أعيننا كيف تحدث الزلازل والبراكين؟! من الذي أمّنك؟ بقدر خشيتك من الله تدبر سورة الملك 3za تشعر بالأمان وبقدر خوفك من الله تدبر سورة الملك Sbhanh وتعظيمك ومهابتك لربك ولأوامره سبحانه يحدث عندك الاستقرار والشعور بالأمن والأمان، بالأمن حين أرى أقدار الله الكونية وأؤمن بأن الله رحمن رحيم لن يكتب لي إلا الخير وأن ما أراه أحياناً حتى من زلازل أو من براطين إن كنت أنا بلغت مرحلة الخشية من الله بالغيب وأحسنت العمل حتى هذه المصائب والنكبات ظاهرها شرّ وباطنها قد يكون الرحمة والخير لأن من يقوم على تقديرها هو الخالق الرحمن الذي تكرر في سورة الملك كثيراً، "الرحمن"، صحيح ملِك، صحيح قوي قادر، على كل شيء قدير لكنه رحمن رحيم، رحمته وسعت كل شيء، وسعتني وستسعني أنا فأطمئن وأهدأ، ترون الخوف الذي يسيطر على عالمنا المعاصر اليوم؟! الخوف من كل شيء، الرزق كثير كما لم يكن ويحدث، والطعام كثير والأقوات كثيرة وكل شيء كثير والعالم أمام أعيننا مُنار بالأضواء وبكل شيء ليس هناك ظلمة ولكننا نعيش في خوف بل في الحقيقة رعب وليس خوفاً، خوف من كل شيء، خوف على المستقبل، خوف على الرزق خوف على الأولاد، خوف من كل شيء، خوف من البراكين خوف من الزلازل، خوف مما حدث ومما سيحدث ومما لم يحدث، 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تدبر سورة الملك Empty
مُساهمةموضوع: رد: تدبر سورة الملك   تدبر سورة الملك Emptyالسبت 12 أكتوبر 2013, 11:32 am

من أين جاء الخوف؟ لأن القلوب قد فرغت من خشية ربها تدبر سورة الملك 3za، إذا امتلأت القلوب بخشية الله تدبر سورة الملك Sbhanh حينها فقط ستعرف كيف تذوق طعم الأمن والأمان. ولذا جاءت كلمة (أَأَمِنتُم) في أكثر من موضع في سورة الملك وكلمة الأمان حاضرة في معانيها في سورة الملك (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)) أين هم؟ أين هؤلاء الذين كذبوا بربهم، كيف كانت نهايتهم؟ أين فرعون؟ أين هامان؟ أين قارون؟ أين كل هؤلاء الطغاة الظلمة الذين لم يخشوا الله تدبر سورة الملك Sbhanh ويرعوه ويرعوا أموامره؟ أين هم؟! أين من ملأوا العالم والأرض ضجيجاً بطغيانهم وظلمهم وجبروتهم؟ أين هم؟! (فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ). ثم تنبّه الآيات في منظر آخر لا يقل روعة عن روعة السماء والأرض (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ (19)) أرأيتم هذا المنظر العجيب؟ منظر الطائر الذي يحلّق بجناحيه مَنْ الذي يمسك ويقبض؟ من الذي علّم الطائر قبل أن يعلِّم الإنسان ويتعلم الطائر منذ أن خلق الله تدبر سورة الملك Sbhanh الأرض والطيور تحلّق في الفضاء، والإنسان الذي أوتي كل وسائل الإدراك العجيبة لم يدرك فكرة الطيران إلا بعد كم من القرون ومن الأزمان؟ من الذي ألهم الطائر كيف يطير؟ الطائر الصغير الذي ليس لديه كل وسائل الإدراك التي وهبها الله للإنسان، من الذي علّم الطائر؟ من الذي يمسك بجناحيه فلا يقع؟ من الذي علّمه كيف يقبض جناحيه فتعلم منه الإنسان العاقل فلسفة الطيران؟ كم الذي علّم؟ من الذي جعل الطائر يعلم الإنسان كيف يطير؟ من الذي علّم؟ الرحمن، (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ).
(أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ (20)) تبدأ سورة الملك كلها بأستئلة استنكارية أسئلة توقظ الحياة في قلوبنا تجعلنا أمام الحقائق التي ألفناها ونتيجة أننا ألفناها أصحت عادية والله تدبر سورة الملك 3za لا يريد مني هذه النظرة يريد أن يوقظ في قلبي الإحساس (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ (20)) إن كانت المعركة وإن أنت أيها الإنسان إخترت المعركة أن تكون بينك وبين الله تدبر سورة الملك 3za فأيّ جنود في الأرض يمكن أن تكون ناصرة لك أمام قة الله تدبر سورة الملك 3za؟! إختار المعركة فرعون وكان هو رئيس المعركة وقائد المعركة كيف كانت النتيجة؟ أين جنود فرعون حين إلتهمه اليم فأصبح من المغرقين؟ من الذي نصر موسى تدبر سورة الملك Slm وقومه؟ أليس هو الله سبحانه؟ (إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) هذا التيه والوهم يحدث للإنسان وواحدة من أسباب حدوثه النظرة العابرة المعتادة أن أألف الشيء فلا أتدبر في قدرة الله ولا أقف عندها ولا تقودني لمعرفة الله، كارثة! بمعنى الكارثة!. وتعود الآيات (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ (21)) الرزق الذي أحياناً بعض الناس يتشدق به يعتقد أنه إذا امتلك خزائن دولة أو إذا امتلك شيئاً من متاع الدنيا إمتلك أرزاق الناس وأقواتهم، أبدا"، من الذي يملك الرزق؟ انظر إلى الآية (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ) من الذي يرزق سوى الله سبحانه؟. (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22)) أنا محتاجة ألا أعطّل وسائل الإبصار والإدراك الموجودة عندي كإنسان وهِبت إياها كأمانات وأبقى مكباً على وجهي لا أرى الحقيقة أمام عيني، هذه حال الإنسان حين لا تقوده النظرة ولا يقوده السماع لمعرفة الله تدبر سورة الملك 3za، حين يعطّل وسائل الإدراك كما فعل الكافرون بنفسه، بذاته، فيمشي مكباً على وجهه. ولذا جاءت الآية التي بعدها (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23)) وهب لكن جميع الوسائل وسائل الإدراك التي تمكنكم إن أنتم استعملتموها بطريقة صحيحة من الوصول إلى خالقكم من معرفة الله تدبر سورة الملك 3za من خلال التعرف على آيات الله في الكون التي ذكرت السورة. أنا لا أستطيع أن أتعرف على الله تدبر سورة الملك 3za إلا من خلال النظر في الكون النظر في آياته في القرآن، التدبر في أسمائه وصفاته وقدرته وآيات عظمته. (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ولكن حتى حين ذرأكم ألستم إليه تحشرون؟ أنا أين سأذهب في رحلة الحياة؟ أليس مردّي إلى الله تدبر سورة الملك 3za مهما طالت الرحلة بقيت ستين، سبعين، أربعين، ثلاثين، خمسين، زادت، طالت، قصرت، مردي إلى الله، الكافر يُهيأ له أن الرحلة طويلة ولذلك (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (26)) الوقت غير محدد لكن يقيني وإيماني بأنه آتٍ لا محال يدفع بي للعمل يدفع بي لتقديم أحسن العمل يدفع بي لخشية الله تدبر سورة الملك 3za مهما تغيرت الأحوال من حولي، لا يهمني ماذا يقول الناس عن عملي لا يهمني ماذا يقول الناس عن قوتي – طبعاً بالإطار الصحيح نحن نتحدث عن إطار العمل على سبيل المثال - الذي يهم أن أحسن العمل لوجه الله تدبر سورة الملك 3za. ثم تأتي الآية وتوضح لي وتهز الإنسان هزة عنيفة وتبين له وكأنه يوم القيامة قد حدث أصلاً (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (27)) هذا اليوم الذي نفرّ منه جميعاً ولكن بطبيعة الحال المؤمن يفر من الله إليه لا يفرّ إلى غيره، لا ملجأ له من الله إلا إليه، أنا أخاف ولكن هناك فرق بين أن أخاف شيئاً فأهرب منه وبين أن أخافه فأهرب إليه. المؤمن يخشى الله تدبر سورة الملك 3za فيهرب إليه الكافر يخاف من شياء مختلفة ولكن الخوف بدل أن ينمي ويربي عنده خشية ويولد الخشية من الله التي تقربه إلى الله يخاف فيبتعد ويجادل في غرور وفي عتو ويعتقد بأنه سيُحال بينه وبين الموت ولذلك كذب المشركون والكفار بالبعث (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) المؤمنون) (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ (24) الجاثية) هذا النوع يقال لهم (وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)) وتبقى توحيد المؤمن العظيم، التوحيد الذي بنته سورة الملك أنا حين أكرر السورة كل ليلة أداوم عل قرآءتها وتلاوتها كيف تشفع لي؟ هل التلاوة العابرة؟ لا، تلاوة متدبرة تلاوة توقظ في إحساسي في قلبي مشاعر الإيمان والخشية من الله تدبر سورة الملك 3za، أن أصحو في الصباح أنا نمت على خشية الله تدبر سورة الملك 3za إذن أستيقظ في الصباح وكلّي طاقة وأمل أني أمشي في الأرض أطلب الرزق ولا أطلب به وجه أحد سوى الله تعالى، ولا أنسى أن فترة بقائي على الأرض فترة محدودة ولا أنسى أن أقدم أحسن العمل بين يدي الله سواء رضي عني مسؤولي أو لم يرضى، لا يهمني، تصبح هذه المسائل لا شيء عندي، رضي، سخط، غير مهم، المهم أن يرضى الله تدبر سورة الملك 3za. (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا) وتدبروا التلازم بين المُلك والرحمة من يملك في الغالب من البشر في بعض الأحيان كفرعون وغير فرعون يستقوي بقوته الموهومة بالملك الذي يظن واهماً أنه ملك وهو ليس ملكاً، نقول ملك هكذا على سبيل التجوّز ولكن على سبيل الحقيقة هو ليس بملك ولكن هؤلاء من أمثال فرعون حين يستشعر بهذه القوة تغيب مفاهيم الرحمة ولله المل الأعلى، كل هذا الملك ولا يخرج أبداً عن رحمته تدبر سورة الملك Sbhanh قوة، عظمة، قدرة، عزة ولكن هناك مغفرة، رحمن رحيم، (قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الحوار بين المؤمن والكافر مسألة وقت، المؤمن يرى الإيمان ويرى اليوم الآخر ويرى الجزاء حاضراً أمام عينيه ليقينه بالله سبحانه. ثم تحوّ آخر آية في سورة الملك تحوّل الأنظار إلى قطرات الماء التي نشرب هل هناك إنسان على وجه الأرض ملكاً كان أو عبداً قوياً أو ضعيفاً، كافراً أو مؤمناً هل يستطيع أن يعيش بدون ماء؟! مستحيل. هذه القطرات ربي تدبر سورة الملك 3za ينبهني ويوقظني أن أتأمل فيها وأنظر فيها نظرة مختلفة (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ (30)) إن غارت الأنهار ذهبت في الأرض ولم تعد هناك مياه ولا مسطحات مائية من الذي يأتيكم بالماء الظاهر المعين السلس الذي تشربون؟ من؟ هذا الماء الذي تشربون من الذي أنزله؟ من الذي أخرجه من الأرض؟ أليس هو الله؟ إذن إذا كانت كل هذه الحقائق أمام عيني تنطق ليل نهار بقدرة الله تدبر سورة الملك 3za كيف أضع كل هذه الأغطية على عيني والحجب فلا أرى النور، كيف؟! سورة الملك تجيب بعد كل هذه الآيات العظيمة على الإشكالية الخطيرة في حياتنا اليوم التي ذكرت، إشكالية الشعور بالأمن والتحرر من الخوف، سورة الملك تحررني من كل المخاوف الموهومة رزقك بيد الله تدبر سورة الملك Sbhanh وليس بيد أحد، الأجل بيد الله تدبر سورة الملك Sbhanh، النصر بيد الله تدبر سورة الملك Sbhanh، الحماية بيد الله تدبر سورة الملك Sbhanh، إذم مم تخشى؟ لا تخشى شيئاً، لا تخشى إلا الله. ولذا الخشية من أعظم صفات المؤمنين الذين يخشون الله بالغيب (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57) المؤمنون) ربي في آيات عديدة في القرآن ذكر الخشية وجعل لها أعظم الجزاء هذه الخشية لا يمكن أن تبنى فقط من القرآءة العابرة، سورة الملك أوضحت لي السبل والطرق وما علي سوى التطبيق. وكون أن السورة يداوم الإنسان على تلاوتها كل ليلة تجعل القضية حاضرة في ذهني، التفكر، التفكر في ملكوت السموات والأرض، التفكر في آيات الله تدبر سورة الملك Sbhanh، التفكر في الخلق، التفكر في السماء، التفكر في الرزق، التفكر في الماء، التفكر في الأرض التي أمشي عليها، التفكر في كل شيء، ليصبح التفكر عبادة ملازمة لي منذ أن أستيقظ في الصباح إلى أن أنام وأختم اليوم بتلاوة السورة العظيمة. ودعونا نقول أن التفكر لا يكلفني الكثير، التفكر عبادة أستطيع أن أقوم بها طوال الوقت لا تحتاج حتى إلى وضوء ولا إلى طهارة ولكنها قطعاً تحتاج إلى طهارة قلب وطهارة روح وطهارة نفس وتخلُّص من مشاغل شغلتُ بها نفسي دون أن يكون لها على وجه الحقيقة أيّ عائد وأيّة فائدة عليّ في حياتي أو في مماتي. نسأل الله تدبر سورة الملك Sbhanh أن يبارك في عقولنا وفي أسماعنا وفي أبصارنا حتى يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

تدبر سورة الملك Empty
مُساهمةموضوع: رد: تدبر سورة الملك   تدبر سورة الملك Emptyالسبت 12 أكتوبر 2013, 11:34 am

وهذه روابط المحاضرة من اليوتيوب
الجزء الأول




الجزء الثاني



















الجزء الثالث




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تدبر سورة الملك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 67 سورة الملك
»  [ 067 ]سورة الملك مترجمة انجليزي صوت وكتابة باللهجة الامريكية
» كيف يكون تدبر القرآن
» عبد الناصر أرق الملك والشاه - مديح الملك فيصل لشاه ايران - فيديو
» نص رسالة الملك السعودى فيصل بن عبد العزيز إلى الملك الأردنى الحسين بن طلال بعد حرب 1967

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: