منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات   ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات Emptyالأربعاء 13 مارس 2024, 9:22 pm

ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات (١)


ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات 4-1703481567



إن النفاق آفة صعبة، ومعضلة خطيرة، وسوسة تنخر في جسد الصف المسلم، وفي ثباته وصموده، وتظهر أكثر ما تظهر في الحروب والأزمات، ولذلك ففي كل معركة وفي كل جولة قتال تخرج علينا فئة طويلة اللسان قليلة الفعال، لا يهمها إلا أنفسها، فتتطاول على العاملين لدين الله، وتهمز وتلمز المجاهدين بألسنة حداد، وتقيس كل شيء بمقاييس دنيوية مادية، وقد أخبرنا الله عز وجل عن هؤلاء وعن سلوكهم بالتفصيل، كي لا ننصدم بهم، ولا نتأثر بأقوالهم، وأخبرنا أنهم هم القاعدون المخلفون، المرجفون المثبطون، وأنهم موجودون في كل زمان ومكان، وأمرنا الله عز وجل أن نجاهدهم كما نجاهد الكفار، وأن نكشف زيفهم، وأن نغلظ عليهم، وهذا من واجبات أهل العلم التي يحرم التخلف عنها، وترك الناس فريسة لهؤلاء السفهاء، يبثون فيهم ضعف الإيمان، ويزعزعون ثقتهم بالله، ويسخرون من جهود الباذلين والعاملين لدين الله، ولذلك فلا بد من مصارحة ومفاصلة في هذا المقام، التزاما بقول الله تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) (التوبة:٧٣).
اقتباس :
ثمة فرق كبير بين من تعب وأرهق وهو مع ذلك ثابت، يثق بربه، وينتظر الفرج، ويتأمل النصر، ويستمطر معية الله بأخلص الطاعات، ويثبت نفسه ويثبت الناس من حوله، وبين من يتسخط، ويتذمر، ويعترض، ويبث الوهن في القلوب
ومع اشتداد المعارك وطول أمدها وشدتها وزيادة التضحيات تبدأ بعض النفوس بالانهيار، ويخرج منها ما لا يليق من الكلام والتصرفات، وربما تعب الجسد وضيق النفس في مثل هذه الأوقات هو حالة طبيعية ومقبولة في الشدائد والأزمات، ولكن المؤمن الواثق بربه سرعان ما يلجأ ويرجع إلى الله فيستمد منه القوة ويتعافى، كما أخبر تعالى عن حال المؤمنين: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (الأعراف٢٠٠-٢٠١)، وكما قص الله علينا قصة صبر الفئة المؤمنة ولجوئها إلى الله بعد عدة امتحانات واختبارات في قصة طالوت وجالوت، كما في قوله تعالى: (فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله) (البقرة: ٢٤٩-٢٥١)، وكما أخبرنا الله تعالى عن خوف المؤمنين يوم الأحزاب، ثم أخبرنا عن ثباتهم وثقتهم بالله، فقال تعالى: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديد) ثم قال ربنا بعدها بآيات عن حال المؤمنين رغم كل هذا الخوف: (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هٰذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسولهۚ وما زادهم إلا إيمانا وتسليما من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضىٰ نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) (الأحزاب:٢٢-٢٣).
وثمة فرق كبير بين من تعب وأرهق وهو مع ذلك ثابت، يثق بربه، وينتظر الفرج، ويتأمل النصر، ويستمطر معية الله بأخلص الطاعات، ويثبت نفسه ويثبت الناس من حوله، وبين من يتسخط، ويتذمر، ويعترض، ويبث الوهن في القلوب، ويقتل العزائم في النفوس، ويستهزئ بالمؤمنين وجهادهم، فالأول مؤمن مصابر، والثاني منافق فاجر.
وقد ذكر الله تعالى أوصاف المنافقين في سور متعددة من القرآن الكريم، كي نعرفهم ونحذر منهم، ولا نقع في شباكهم وخبثهم، ففي سورة الأحزاب ذكر تعالى من أحوالهم أنهم يتصفون بالبخل والجبن وضعف الإيمان، وأنهم لا يقاتلون ولا يجاهدون، بل هم بنص القرآن معوقين وعائق في طريق الجهاد، ومع ذلك فلهم ألسنة طويلة حادة ينتقدون بها العاملين لدين الله، ويسخرون منهم، ويستكثرون من سيئاتهم وأوزارهم، فلا هم أعدوا واستعدوا، ولا جاهدوا وصدوا، ولا سكتوا فسلموا، يقول الله تعالى عنهم: (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا  أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشىٰ عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولٰئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذٰلك على الله يسيرا) (الأحزاب:١٨-١٩).
وفي سورة آل عمران بيان صريح من الله عز وجل عن وصف المنافقين وحالهم، وأنهم دائما يؤثرون القعود والسلامة الموهومة، وينتقدون العاملين المجاهدين، ويقولون عن المجاهدين أنهم لو قعدوا وخنعوا وذلوا، لما حصل الذي حصل، وينبهنا وينهانا الله عز وجل عن التشبه بالكفار بمثل هذا الكلام وهذا السلوك وهذا الاعتقاد، فيقول سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذٰلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) (آل عمران: ١٥٦-١٥٧).
اقتباس :
من علامات المنافقين أنهم ليس عندهم احتساب لأجر غيبي، وثواب أخروي، بل يرضون ويسخطون حسب تحقيق مصالحهم الشخصية الدنيوية، فإن رأوا منك دنيا وعطاء، رضوا عنك، وإذا جاء ابتلاء ومنع، سخطوا عليك وعلى فكرتك وعلى مشروعك
وبعدها بآيات يقرر الله عز وجل هذا الأمر بجلاء ووضوح، ويكشف ويفضح قائليه، فيقول تعالى مبينا هذه الحالة، ومشنعا عليهم ومقرعا لهم: (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) (آل عمران: ١٦٦-١٦٩).
وفي سورة التوبة ما يخلع القلب في وصف المنافقين وذمهم وكشفهم وفضحهم، بل إن سورة التوبة يكاد يكون جلها في الحديث عن هؤلاء وفضحهم، ولذلك فمن أسماء هذه السورة: الفاضحة والكاشفة، فجاء في وصفهم وعلاماتهم أنهم لا يقاتلون ولا يستعدون للقتال، بل منهجهم وطريقتهم هي الخضوع والخنوع للظلم والكفر، وسبحان العليم الحكيم ففي عدم خروجهم للقتال مع المجاهدين خير، لأن نفوسهم ضعيفة لا تحتمل المعارك ومواقف الرجال، وسيبثون الفتنة والجبن في القلوب، قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل قعدوا مع القعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمعون لهم والله عليم بالظلمين) (التوبة: ٤٦-٤٧).
ومن علامات المنافقين أنهم ليس عندهم احتساب لأجر غيبي، وثواب أخروي، بل يرضون ويسخطون حسب تحقيق مصالحهم الشخصية الدنيوية، فإن رأوا منك دنيا وعطاء، رضوا عنك، وإذا جاء ابتلاء ومنع، سخطوا عليك وعلى فكرتك وعلى مشروعك، قال تعالى عنهم: (ومنهم من يلمزك في الصدقت فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) (التوبة: ٥٨).
ومن علاماتهم أنهم عند كل مواجهة يظنون أن الباطل سينتصر، وأن مشروع الحق سيسحق وينتهي، ولذلك يبدأون بإخراج ما طويت عليه قلوبهم من غل وحقد، كما في  قوله تعالى: (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلىٰ أهليهم أبدا وزين ذٰلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا) (الفتح:١٢)، وقوله تعالى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا) (الأحزاب:١٢-١٣).
ثم بعد اندحار العدو واستعادة المجاهدين لقوتهم، ومواجهة المنافقين بكلامهم وتصريحاتهم يتذرعون بأنهم كانوا يمزحون ويلعبون، كما قال تعالى: (يحذر المنفقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون) سورة التوبة: ٦٤-٦٥، وكما قال تعالى عنهم: (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى علم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون) (التوبة: ٩٤).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70237
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات   ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات Emptyالأربعاء 27 مارس 2024, 10:21 pm

ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات (2)
تعرفنا في القسم الأول من هذا المقال على ظاهرة النفاق وأبرز علاماتهم، ونكمل في هذا القسم في توضيح باقي علاماتهم، وبيان الحل لعدم الوقوع في هذه الآفة.
ومن أظهر علاماتهم لمزهم وسخريتهم من العاملين لدين الله والمجاهدين بما يستطيعون، كما قال تعالى عنهم: (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب (78) الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم) (التوبة: ٧٨-٧٩).
اقتباس :
من علامات المنافقين تخلفهم عن القتال والمعارك، وكراهتهم أن يبذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله، كما قال تعالى في بيان هذه الصفة عندهم: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله)
ومن علاماتهم أنهم لا يحبون أن ينتصر المجاهدون، ويترقبون انكسارهم في كل لحظة، وإذا رأوا جهدا أو جهادا استحقروه، وتسوؤهم إنجازات المجاهدين، كما قال تعالى عنهم: (إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون (50) قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (التوبة ٥٠-٥١).
ومن علاماتهم تخلفهم عن القتال والمعارك، وكراهتهم أن يبذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله، كما قال تعالى في بيان هذه الصفة عندهم: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون (81) فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون) (التوبة:٨١-٨٢).
ومن علاماتهم تكاسلهم عن العبادات، ومنها أداء الصلوات على وقتها وعلى وجهها الصحيح، وقلة ذكرهم لله عز وجل، وحبهم الرياء والمظاهر والدنيا في كل شيء، قال تعالى عنهم: ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) (التوبة:٤٢)، وقال تعالى في وصفهم: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) (النساء: 142)
ومن علامتهم اتخاذهم المنابر والقنوات لنشر فكرهم وتغليف كلامهم بغلاف النصيحة وإرادة الخير، وهدفهم إبعاد المؤمنين والمجاهدين عن الطريق التي يرضاها الله عز وجل، وبث الفرقة فيما بينهم، كما قال تعالى في وصفهم: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون) (التوبة: ١٠٧).
ومن علاماتهم تصديقهم للشائعات، وتناقلهم لها، وترديدهم لأخبار العدو وإذاعتها بين الناس، كما قال تعالى في وصفهم: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا (83) فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا) (النساء: ٨٣-٨٤)، وهذا الصنف من الناس عجيب، يقدس عدوه، ويحتقر ابن أمته ودينه، يصدق أخبار العدو كأنها منزلة، وهم أهل الغدر والخيانة، ويشكك في أخبار المجاهدين أبناء دينه، وهم أهل التقوى والطاعة.
اقتباس :
من علامات أكفر المنافقين، ومن بلغوا القذارة منهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ويتعاونون معهم ضد المسلمين والمجاهدين، ظنا منهم أن العزة وحفظ مكتسباهم في التعاون مع الكفار ضد المسلمين
ومن علاماتهم أنهم مذبذبون مترددون، يميلون ويدورون مع القوي حيث دار، ليكسبوا شيئا من فتات الدنيا، وليحفظوا أنفسهم من القتل كما يظنون، قال تعالى في وصفهم: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا (141) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا (142) مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) (النساء: ١٤١-١٤٣).
ومن علاماتهم اتهامهم المجاهدين بالغرور، لأنهم وثقوا بربهم وبدينهم، فكل إنجاز وثبات يعدونه غرورا، فيقولون عن المجاهدين أنهم مغرورون، وضيعوا الناس بغرورهم، ونسوا أنهم يقاتلون دول عظمى!، هذا كلام أهل زماننا، وأخبرنا الله عن كلام أسلافهم من المنافقين الأوائل، وسبحان الله قالوا مثل قولهم وتشابهت قلوبهم، قال تعالى عنهم: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم) (الأنفال: ٤٩)، وقال تعالى عنهم أيضا: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) ( الأحزاب: ١٢)، وأحسب أن هذه الكلمات في ذم المؤمنين والمجاهدين قد تكون داخلة في قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري في صحيحه: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"، وداخل أيضا في قذف المجاهدين وقذف عبادة الجهاد، وحرمة المجاهدين عند الله عظيمة في أنفسهم وفي أهليهم، كما جاء عند الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟ وفي رواية : فخذ من حسناته ما شئت، فالتفت إلينا رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: فما ظنكم؟". أي هل في ظنكم يترك له شيئا من حسناته. فإياك ثم إياك ثم إياك أن يكون خصمك يوم القيامة مجاهد في سبيل الله.
ومن علامات أكفر المنافقين، ومن بلغوا القذارة منهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ويتعاونون معهم ضد المسلمين والمجاهدين، ظنا منهم أن العزة وحفظ مكتسباهم في التعاون مع الكفار ضد المسلمين، قال تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما* الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) (النساء: ١٣٨-١٣٩).
اقتباس :
اتق الله وكن صادقا مع الله ومع نفسك، واسع في جهاد عدوك وإغاظته ما استطعت، فمجرد أن تغيظ عدوك، وأن تنال منه نيلا ولو كان ضئيلا، حتى لو بأن تزعجه وتهز ثقته بنفسه فقد أنجزت، وأنت عند الله من المحسنين.
وبعد كل هذا الذي عرفناه، ما الحل لنحذر من النفاق ولا نقع فيه من هذا الباب؟
الحل هو أنه يجب على كل مسلم أن يقوي إيمانه بالله، وأن يوطن نفسه على البذل والعطاء والصبر والتخفف من الدنيا، ويربي نفسه على الجهاد والتضحية ونصرة دين الله، ومحاربة الكفر وأهله، ويستعيذ بالله من النفاق أو أن يكون فيه صفة أو خصلة منه وهو لا يدري، كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن احتمالية وجود خصلة من النفاق في الشخص، كما روى البخاري في صحيحه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها"، والحل كذلك في سورة التوبة نفسها التي استدللنا بها على معظم علامات المنافقين، فبعد أن ذكر الله سبحانه  كل هذه المظاهر والعلامات على النفاق، قال الله في نهايات السورة: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين* ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين* ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) (التوبة:١١٩-١٢١)، هذا هو مختصر الموضوع، اتق الله وكن صادقا مع الله ومع نفسك، واسع في جهاد عدوك وإغاظته ما استطعت، فمجرد أن تغيظ عدوك، وأن تنال منه نيلا ولو كان ضئيلا، حتى لو بأن تزعجه وتهز ثقته بنفسه فقد أنجزت، وأنت عند الله من المحسنين.
وختاما فالمؤمن لا يستغني عن الله في جميع أحواله، ولا يفتر عن الاستعانة به، والثقة بدينه، واتباع رسوله صل الله عليه وسلم، حتى لو قل السالكون، وانتكس المنتكسون، وتولى الكثيرون، وهذه هي الوصية الختامية في آخر سورة التوبة، قال الله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم* فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) (التوبة: ١٢٨-١٢٩).
اللهم ثباتا وتأييدا وقوة ومعية واستعمالا في سبيلك، ورضا وقبولا يا أكرم الأكرمين، والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ظاهرة النفاق في الحروب والأزمات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشرون عاماً من الحروب مشروع تكاليف الحروب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر
»  إيران والأزمات المتجددة بعد 41 عاما
» رد إسرائيلي هستيري على ما وصف بـ «النفاق الأوروبي»
» خرائط الرعب: بؤر الأمراض والقتال المسلح والأزمات الصحية حول العالم!
» احمد الزرقان - مسيرة النفاق والتزلّف والتبعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: