منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" Empty
مُساهمةموضوع: في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة"    في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" Emptyالسبت 23 مارس 2024, 4:40 am

 في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" 5-1709994348





في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة"




لمن لا يعرف، فإن مدينة غزة وما حولها، تختلف قليلا عن باقي فلسطين. فغزة، التي دفن فيها جد الرسول محمد عليه الصلام 


والسلام، هاشم، أثناء ما ورد بالقرآن والكريم أنه "رحلة الشتاء والصيف"، عدا عن أنها مدينة تجارية عريقة، فهي على مفترق 


طرق الساحل الفلسطيني المدني، وهي البوابة للبادية لبئر السبع وللجزيرة العربية، هي على شاطئ المتوسط وقريبة من البحر 


الأحمر. وبهذه بهذه الجغرافيا التاريخية الحضارية، أنتجت غزة، مجموعة من الأسر العريقة، التي تجمع جموح البداوة 


وأرستقراطية المدينة البحريّة، فهي في الأصل مدينة مُتعالية، استقبلت اللاجئين، وأصبحوا منها وأصبحت فيهم.


كانت قصص الجوع في لبنان في الثمانينيات، ومجازر المخيمات بما فيها "صبرا وشاتيلا"، محطة تحول في سيرة كثير من أبناء 


ذلك الجيل، الذي سعوا إلى الانضمام للثورة وإلى فصائلها


نتذكر أن سورة قريش التي وردت فيها رحلة الشتاء والصيف، تتحدث عن الجوع، "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ 


وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)". ويقول مقال أعده فريد أبو سعدة، في 


مجلة العربي، الكويتية، "أصابت قريشا سنوات قحط ومجاعة، فخرج عمرو بن عبد مناف إلى الشام، فأمر بخبز كثير فخبز له 


فحمله في الغرائر (أوعية الطعام) على الإبل حتى وصل مكة، فهشم ذلك الخبز (يعني كسره وثرده) ونحر تلك الإبل، ثم أمر الطهاة 


فطبخوا، ثم كفأ القدور أمام أهل مكة فأكلوا حتى شبعوا، فسُمّي بذلك: هاشما، (أي الذي هشم الخبز).


من بين ملايين المشاهد، عن الجوع في قطاع غزة في العام 2024، أتتني رسالة من فتاة في رام الله، تسأل "كيف نساعد؟" 


وتتحدث عن رسالة أرسلتها سيدة جاءتها الحرب وزوجها يتعالج من مرض عضال في القاهرة، وهي لا تطلب مساعدة، ولكنها 


تصف أن ابنها الصغير، حصل على صحن رز كبير وعليه قطع دجاج واحدة، تصف باكية سعادة ابنها، والفرحة في عينيه، وهو 


يخبرها كما لو كان قد وقف على مفترق طريق الطفولة الجائعة مع الرجولة. فهو أحضر للبيت طعاما، وهو جائع وهي قطعة دجاج 


واحدة. أكلت العائلة التي لم تحتج الطعام يوما قبل هذا، قليل من الأرز وزع على أفرادها، وتوزعت قطعة الدجاج. كأنها سمكات 


المسيح عليه السلام التي وزعها على شعبه، فكفتهم جميعا.


في منتصف الثمانينيات، كنت فتى في عمان، قرأت في صحيفة الرأي الأردنية، أن أهالي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، 


طلبوا فتوى لأكل لحم القطط والكلاب، بسبب الحصار الذي فرض على مخيماتهم من قبل أحزاب وقوى وأنظمة عربية. وقرأت في 


كتاب أن القطط (وليس الكلاب) في مخيمات صبرا وشاتيلا (1983)، كانت تنهش لحم الجثث المرمية؛ تأكلها. كانت هذه القصة 


مفترق غيرت مسار الحياة. لاحقا كتبت فصلا عنوانه "سفر الجوع الفلسطيني" في كتاب عنوانه "نجمة كنعان". وفيه ذكرت 


الروايات عن الجوع في لبنان، فيقول ممدوح نوفل، القائد العسكري الفلسطيني، أنه في مخيم برج البراجنة (منتصف الثمانينيات) 


"عقد اجتماع جماهيري في مسجد المخيم، وقرر الأهالي أكل لحم القطط والكلاب والحمير إن وجدت"، ورغم أن نوفل يعتقد أن ما 


حدث نوع من المبالغة هدفه لفت النظر للجوع حينها. وهو ما تتفق معه رواية الياس خوري (باب الشمس) ويعتبر الأمر اختراع 


من شخص اسمه عبد المعطي، لكنه يعكس شدة الجوع، ويروي كيف أن الخبر استفز صحافية لبنانية اسمها جميلة إبراهيم من 


مدينة زحلة، جاءت للمخيم بعد أن فك الحصار جزئيا عن المخيم، تحمل طنجرة برغل هائلة عليها اللحم والبصل والحمص، 


وعندما رأت جميلة التحلق حول طنجرتها قالت إنها خجلة من نفسها، وأنها لو عرفت أن عبد المعطي، سيدعو كل المخيم لطبخت 


أكثر. فرد عبد المعطي وفمه مليء بالبرغل، إنه سيكرر أعجوبة السمك، "ألم يوزع نبيكم خمس سمكات على آلاف الناس".


كتب كمال عدوان: هكذا بدأت المرحلة الأولى في أعقاب النكبة باستسلام وذهول عقدته أكثر سنوات الجوع الثلاث التي عانتها 


معسكرات التجميع، بحيث لم يعد شعبنا قادرا على التفكير المنظم المسؤول، وبقي يتابع الأخبار والحوادث التي يصنعها له غيره 


في العالم من حوله


كانت قصص الجوع في لبنان في الثمانينيات، ومجازر المخيمات بما فيها "صبرا وشاتيلا"، محطة تحول في سيرة كثير من أبناء 


ذلك الجيل، الذي سعوا إلى الانضمام للثورة وإلى فصائلها، لكن الوقت لم يسعفهم طويلا، فقد كانت الثورة في مفترق التحول 


لسلطة، كان يجب أن تأتي بدولة الخلاص، ولكنها لم تصل لشيء، ولم يجدوا الثورة ولم تأتِ الدولة، وعاد الجوع والدمار.


في سفر الجوع الفلسطيني، أن الجوع عم وطم بعد نكبة عام 1948، كل مكان. فيكتب فيصل حوراني مؤرخ الفكر السياسي 


الفلسطيني، عن سيرة عائلته في دمشق، "وقد صار علينا أن نقتصد في طعامنا فنتناول أقل ما يملأ المعدة، ينطبق هذا على الخبز، 


لم يعلن أحد صراحة، أن التقنين قائم، لكن الطريقة التي يقدم بها الطعام تجعل التقنين أمرا واقعا"، ويقول "أما الخبز، كان جدي 


يتولى توزيعه على أفراد الأسرة، يقطع الأرغفة ويضع أمام كل واحد منا قطعة. فنفهم دون توجيه، أن هذه الحصة التي لا ينبغي أن 


نتجاوزها".


ويوم كتبت "سفر الجوع" أرسل لي طبيب شهير، من عمان، يأتي عيادته مرضى القلب من دول مختلفة، كيف أنه عانى الجوع 


في مخيم اللاجئين الذي سكنه في طفولته، واسترسل يخبرني، أنّ عائلته كانت تأكل لكن اللحم كان يقدم في البيت يوم الجمعة فقط. 


مع ذلك كان يتمكن في الإجازات من الذهاب للمكتبة العامة وسط عمان، آنذاك. خمسة قروش يعطيها الوالد له، نصفها الأول "


للسرفيس" للذهاب والثاني للإياب. في مرة في العطلة الشتوية رفضت أمينة المكتبة إدخاله، لأن الطين يغطي حذائه فاشترى 


بقرشين ونصف كيس مناديل صغير مسح فيها الحذاء، وعاد مشيا على الاقدام للبيت، عدة كيلومترات صعودا لجبل الحسين، تحت 


المطر. وهذا الطبيب فوجئ عندما انتقل للمدرسة الثانوية خارج المخيم، أن هناك من يأكلون اللحم أكثر من مرة أسبوعيا، وربما 


كل يوم. أصبح طبيا بارعا، ويذهب للمؤتمرات العالمية في العواصم الكبرى، ويهرب للمكتبات العامة هناك، يقرأ ويؤلف كتابا عن 


قريته الأصلية "بيت دجن". يوم كتبت سفر الجوع أرسل لي هذه القصة ثم قصص أصدقائه مع الطعام والجوع في المخيم.


سنوات الجوع الثلاث في غزة: تزخر الكتابات التي وصفت وضع ما صار يسمى قطاع غزة، بعد نكبة عام 1948، أن الأعوام 


الثلاث الأولى بعد "الهجرة" كما توصف في غزة، إلى المعسكرات (وهو الاسم الغزي للمخيمات)، بوصف الجوع الشديد في تلك 


السنوات الباردة. أحد الذين عاشوا تلك الأعوام، كمال عدوان، وقد كان يكثر من كتابة الرسائل لأصدقائه، وضمنها مشاهد الجوع، 


التي عاشها شخصيا. ومن ضمن ما كتبه لاحقا، "هكذا بدأت المرحلة الأولى في أعقاب النكبة باستسلام وذهول عقدته أكثر سنوات 


الجوع الثلاث التي عانتها معسكرات التجميع، بحيث لم يعد شعبنا قادرا على التفكير المنظم المسؤول، وبقي يتابع الأخبار 


والحوادث التي يصنعها له غيره في العالم من حوله". وكتب خالد الحسن في الموسوعة الفلسطينية "عاش الفلسطينيون في 


مخيمات اللاجئين في حالة من الجوع، إذا كان لم يصل إلى الموت فقد بلغ حدوده، وأصبحت مشكلة الأكل والمسكن والتعليم طاغية 


على تفكير رب العائلة الفلسطينية، وشكلت هاجسا مؤرقا على مدار الساعة من هذه الحياة/الميتة، أو الموت/الحي".


لن يغفر التاريخ، للعالم، مشاهد الجوع في غزة عامي 2023 و2024، التي وثقت أكثر من غيرها


تقول سجلات الصليب الأحمر إن عشرة أطفال كانوا يموتون في غزة يوميا نهاية عام 1948 وبداية عام 1949 بسبب نقص 


الطعام والبرد ونقص العناية، وتوفي أطفال كثيرون بسبب أمراض الأمعاء ونزلات البرد الرئوية. وعلى صعيد المأوى، كان 


كثيرون ينامون في المساجد والمدارس و"البركسات" والخيام، حيث يصعب توفير التدفئة والطعام.


أصبح كمال عدوان أحد أهم مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لاحقا، واصفا مفترق الطرق بين الاستسلام للواقع 


والثورة. أصبح مهندس بترول، يتبرع بثلث راتبه في قطر، لبناء الثورة، وينفق مما بقي لتعليم ومساعدة أقاربه للحاق به في درب 


التعليم وإعادة البناء. وقام الشباب اللاجئ في غزة بإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.


لن يغفر التاريخ، للعالم، مشاهد الجوع في غزة عامي 2023 و2024، التي وثقت أكثر من غيرها، فالطفل الذي جاء لأمه بطبق 


الرز في قطعة الدجاج اليتيمة، سينتسب للرفض، وستكون هناك تداعيات بعد أن أصبح الجميع أمام مفترقات طرق.


غزة مدينة عريقة تجمع جموح البادية وارستقراطية المدينة العالمية الثرية الباذخة، تحولت مسرحاً للجوع والقتل، وهذه وصفة 


للثورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70029
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" Empty
مُساهمةموضوع: رد: في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة"    في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" Emptyالسبت 23 مارس 2024, 4:42 am

 في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة" %D9%85%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1-1711116890







هل أتاكم نبأ المدينة؟
هل أتاكم نبأ المدينة التي تجدد أنسنتها في محيطها حتى سابع جار في كل الاتجاهات والمواقف؟ المدينة التي خالفت قواعد الأنسنة 


التي يراد لها أن تستمر وفق سياسة التذلل والتردد والتبعية، المدينة التي أعادت نفخ الروح في الجسد المسجى على أبواب التسول 


عند البيت الأبيض وباكنغهام وشوارع الإليزيه وحائط بيليفو برلين، المدنية التي لم يأتها رزقها رغدا من كل باب أو بالأحرى 


المدينة التي أصبحت تعيش الدمار على شاطئ غير ذي زرع بجوار المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله. المدينة التي حاولت أن 


تعيد فلسفة البناء الروحي لقلبها النابض على عمق يزيد عن 50 مترا تحت الأرض، المدينة التي أرادت تغيير جملة من التحيزات 


الفكرية في فهم ما يدور في العالم من سيطرة رأسمالية وسطو راديكالي ونهب فاشي واعتناق ليبرالي وتعصب شوفيني والتخلص 


من الأساليب الديماغوجية وفك ربقة التحكم وفق النظرة المكيافلية، فتلك هي المدينة التي تأنسن نفسها على فصول الحرب وثورة 


التحرر وفق قوة إيمانها وسمو مبدئها.


نعم إنها المدينة التي لا تشبه مدينة موستار الواقعة جنوبي البوسنة والهرسك التي عملت على محو آثار الحرب بين عامي 1992 


و1995 عبر الفرشاة والألوان، وبالتأكيد فهي لا تشبه كذلك كابول أو قندهار اللتان خاضتا أشرس حربين مع الروس والأميركان، 


بل هي المدينة التي تشبه نفسها ولا تتماثل مع مدن أخرى من ناحية إنسانية وعقائدية، هي المدينة التي تتغير رائحتها مع كل 


شهيق وزفير لصدر غزي، هي المدينة التي جاء رجل من أقصاها فقال: يا قوم اتبعوا الذين لا يسألون عن الأجر والمال ولا يريدون 


جاه الدنيا.


هناك ومن بين الأنقاض ثمة شرف يغزل ليواري سوءات الهوان والخضوع، وهناك ومن بين الحطام وأشلاء المرابطين ثمة كرامة 


تُعضد بغصن الزيتون


عندما تتفرد منطقة في محيط واحد بشيء عن أخرى فتلك هي الميزة التي تجعلها في أفق الرؤية، وعندما يتوسع هذا التفرد 


فتصبح تلك البقعة حاملة روح المقاومة في سبيل إعادة شيء من تاريخ وحضارة الأمة فتلك هي الرسالة والحديث المتواتر في كل 


كلمة وجملة من السجع إلى الطباق إلى الجناس اللغوي إلى التماثل والتشبيه، فتكون الجغرافيا بؤرة الاسقاط لكل تصرف أو حادثة 


في المحيط الإنساني ومضربا للمثل، وتصبح المدينة وأنسنتها وجه المقارنة ومعاييرها حتى مع مختلف المتناقضات التي أيقظت 


الكثير من الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة، والضمائر المنسوخة والممسوخة، لأنها بكل بساطة مدينة صانعة للحاجة وكل 


شيء فيها قابل للتدوير وأن يكون ناطقا بشرفها وشرف أمة بات على شفير الهاوية، فأيقظت الغافلون من هلوسة المارد الذي لا 


يقهر.


هناك ومن بين الأنقاض ثمة شرف يغزل ليواري سوءات الهوان والخضوع، وهناك ومن بين الحطام وأشلاء المرابطين ثمة كرامة 


تُعضد بغصن الزيتون، وهناك ومن بين خط الحياة الرفيع والمغادرة للالتحاق بركب الشهداء ثمة فتيل يوقد من شجرة مباركة، 


وهناك وفي كل شبر ومع كل شهيق يقين بالنصر الذي يضيئه نور الحرية ولو لم يمسسه بارود ونار، وهناك وعلى مسافات من 


سطح الأرض ثمة خطط وحصص تدريبية لما تكتب بعد في مقررات أكبر الجامعات، ولم تدرس في أشهر الكليات والميادين 


العسكرية.. وهناك ومن على منابر الفعل ثمة لثام يغطي عنفوان الرجال لتكتب قصص لجنود مجهولين همهم إعلاء شوكة الإسلام 


دون بروتكولات منصات الخطابات الإنشائية والكلام المعاد.


لم تكن أحداث طوفان الأقصى الفاصل الزمني الذي يؤرخ لامتداد حقبة الاحتلال والاستعمار الغربي المنتهك للحقوق المرتبطة 


بالمعتقد الديني التي لم تنفك توقفا أو احتراما للآخر، ولم تكن تفاصيل الإبادة وصورها ذاكرة رقمية تمسح بضغطة زر واحد أو كما 


يسميه البعض "حبة خشم" وينتهي مسلسل التسلط والظلم.


هناك طفل لا يفطم على حليب سائغ الشراب، بل طفل بلغ الفطام بهمة رجل رضع البارود فرأى المستقبل بكل تفاصيله فعرف 


واجبه، فخر له الجبابرة خائفين، وهناك أم حملت فاجأها المخاض على أزيز الطائرات ودوي القنابل وهي تتستر بلباس الصلاة 


فنذرته محرراً وقرة عين لتلك الحياض، وهناك شيخ يرفع الحطام ليبحث عن إنفاس متجددة فيعيد فيها ثورة الحرية وبقاء المبدأ؛ 


"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد للقيد أن ينكسر". وهناك شاب سدد رميه عبر بندقية "الغول" فكان 


الحصاد كثيرا ووفيرا، فكبروا خلفه محرمين "فإما مناً بعد وإما فداء" حتى تضع الحرب أوزارها، وعلى مقربة من تلك العراص 


المزهوة برائحة النصر هناك أسماء تهز الكيان إن لاح طيفها نثرا وشعرا قصدا كان أم سهوا،أسماء ا-ل فهناك السنوار والضيف 


وأبو عبيدة وغيرهم الكثير ممن إذا قالوا فعلوا، فلا ترهقهم بروتوكولات الظهور وألوان السجاد، ولا يلقون بالا لثغاء النعاج.


أما هنا فالأمر يسير بين وتيرة رتم الحياة المليئة ببذخ الأقوال، وتواضع الإحساس عند الأفعال، فالعامة يدفعون بسلاح المقاطعة 


التي أدركها الطفل قبل الكبير حتى شكّلت منطقه الإسلامي وانتماءه الروحي تجاه ما ينقل إليه، وهنا القلوب مختلفة وبعضها 


مختلة عن واقعها لانشغالها بنظرية الوفرة: أي وفرة وكثرة القضايا المطروحة بداعي الانشغال عن الأصل، وكل المطروح هدفه 


تشتيت التركيز وتمييع الفكر ورفع التوافه إلى مصاف القدوات، وهنا جملة من المتناقضات التي لم ترفع شأن الفرد ولم توحد 


توجه الجماعة، إلا ما رحم ربي. لذلك فإن الجميع يعرف ماذا نقصد ب"هناك" كذلك يعرفون ويدركون القصد ب"هنا"، وشتان 


بينهما.


لم تكن أحداث طوفان الأقصى الفاصل الزمني الذي يؤرخ لامتداد حقبة الاحتلال والاستعمار الغربي المنتهك للحقوق المرتبطة 


بالمعتقد الديني التي لم تنفك توقفا أو احتراما للآخر، ولم تكن تفاصيل الإبادة وصورها ذاكرة رقمية تمسح بضغطة زر واحد أو كما 


يسميه البعض "حبة خشم" وينتهي مسلسل التسلط والظلم، ولم تكن العلاقة بين العرب والغرب مختلفة أو متغيرة عن أنماط 


الاستعباد والاستبداد الغربي ونظرتهم الدونية لأصحاب البشرة السمراء أو رعاة الأبل، ولا يمكن التكهن بأن الأنظمة استطاعت أن 


تُرضع مجتمعاتها من الخوف والذل في مهدهم ليتربوا عليه كيفما أرادت تلك التوجهات، ولا غرابة في أن نصل إلى مرحلة 


الإسفاف المعرفي عندما نجعل وسائل التواصل الاجتماعي مرجعا أو نافذة توثق الحالة الراهنة لأوضاعنا اللإنسانية وبها نقيس 


قوة الأجيال وتوجهات النخب، مع يقيننا التام بأن ذلك الكيل الكثير من المعلومات والبيانات الهزيلة  تعتمد في ظهورها وبلوغها 


"الترند العالمي" على لعبة الخوارزميات وتحكم العقل البشري فيها.


في السابق كان أصحاب الفكر أو ما يعرف بـ طلاب العلم هم الذين يقودون ثورات التنوير وتوجيه الجماهير نحو الإحساس 


بحقوقهم التي رزحت تحت نير الاغتصاب والاحتلال، أما الآن فهل توجد فئة أو نخبة تقوم بذلك الواجب تجاه الشعوب؟ وهل 


الاستعمار بدوره المستبد في أبعد تصنيفاته أوجد له بديلا بوضع النظام الوكيل الشرعي له وابتعد عن بؤرة الصراع؟


ثمة أسئلة تراود الحقيقية عن نفسها، كيف ستواجه دول المؤامرة فكرة التمدد الإنساني لو توسعت رقعة المعاناة والألم والجوع 


من قطاع غزة ليس إلى القدس والضفة الغربية فحسب وإنما إلى الطاولة التي تدبر فيها المؤامرة وإلى ما وراء البحار حتى الرجاء 


الصالح؟ ماذا يحدث لو تمرد الواقع على النظريات الافتراضية الرقمية، وخالف مناهجها وما تعد له من عدة؟ ماذا لو قطع دابر 


الذين شيدوا قصور المؤامرة وجاءهم الهلاك بغتة؟ ماذا لو فرض الذكاء الاصطناعي نفسه سياسيا لتتحول رمزية الحكم والملك من 


واقع إلى أيقونات افتراضية تدار من على بعد؟


بكل تأكيد تحرص الأنظمة الوضعية المحافظة على مصالحها بما يضمن لها البقاء والتحكم في ثروات الأوطان، وتوجيه 


المجتمعات نحو التبعية التي لا يمكن أن تفكر في الثورة أو التعبير عما يجثم على صدورها، فالتوجيه نحو فهم الواقع من حيث قوة 


إدارة الجماهير وتكريس شعبية القانون والأنظمة التي تكفل أدنى الحقوق وفلسفة الأمان بدون مقابل، زادت من مسارات التوافق 


التي يعتقد أنها تسير وفق تراض بين الطرفين، وهذا ما تؤطره نظرية الندرة التي تدفع أصحاب الحقوق إلى التفرغ التام لقضيتهم 


المصيرية (الجوع / الشبع) باعتبارهم الشيء النادر الذي لا يتكرر، فيما تكون فكرة التشتت الحافز نحو تجاهل ما يحدث على حدود 


الجيران والانشغال بالوضع الداخلي بطريقة انهزامية أكثر منها نظامية، أو تدفع إلى إيجاد مراجعة مجتمعية حتى في ظل وجود 


التحزب المجتمعي والحوكمة المؤسسية.


في السابق كان أصحاب الفكر أو ما يعرف بـ طلاب العلم هم الذين يقودون ثورات التنوير وتوجيه الجماهير نحو الإحساس 


بحقوقهم التي رزحت تحت نير الاغتصاب والاحتلال، أما الآن فهل توجد فئة أو نخبة تقوم بذلك الواجب تجاه الشعوب؟ وهل 


الاستعمار بدوره المستبد في أبعد تصنيفاته أوجد له بديلا بوضع النظام الوكيل الشرعي له وابتعد عن بؤرة الصراع؟ لذلك لم يقدم 


لطرفي الصراع (النظام وشعبه) أي ملامح يمكن التريث في دراستها أو إعادة شيء من معاهدات التفاوض لتنظيم تلك العلاقة، لذا 


كان الوكلاء على الاحتلال أكثر حرصا على الحفاظ على صيرورة الحالة التي أجازت لهم توزيع الثروات، مع الوضع في الاعتبار 


مراعاة مصلحة المحتل حتى حين.


لا تبحث نساء غزة عن آخر صرعات الموضة في عيشهن ولباسهن، فالموضة عندهن هو أن يدنين عليهن من لباس الصلاة 


ليسترهن عندما ترتقي أرواحهن إلى سماء الشهادة، لأن القصف إذا جاء لا ينتظرهن لالتقاط صورة تزيد من عدد المتابعين لهن، 


فهل حقا أتاكم نبأ المدينة ومن فيها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
في سفر الجوع الفلسطيني.. "لمن لا يعرف غزة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: