منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سلسلة شيوخ الأزهر الشريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالجمعة 25 أكتوبر 2013, 2:02 am

 قائمة لهم من الأقدم للأحدث




الإمام محمد بن عبدالله الخراشى رحمه الله 

الإمام إبراهيم بن محمد البرماوى رحمه الله

الإمام مُحَمَّدَ النشرتي الْمالِكِيِ رَحِمَهُ اللهَ

الإمام عبد الباقى القلينى المالكى رحمه الله

الإمام محمد شنن المالكى رحمه الله 

الإمام إبراهيم موسى الفيومى رحمه الله

الإمام عبدالله الشبراوى رحمه الله

الإمام محمد بن سالم الحفنى رحمه الله

الإمام أحمد بن عبد المنعم الدمنهورى رحمه الله

الإمام أحمد بن موسى العروسى رحمه الله 

الإمام عبد الله الشرقاوى رحمه الله

الإمام محمد الشنوانى رحمه الله

الإمام محمد العروسى رحمه الله

الإمام أحمد الدمهوجى رحمه الله

الإمام حسن العطار رحمه الله

الإمام حسن بن درويش القويسنى رحمه الله

الإمام السفطى رحمه الله

الإمام إبراهيم الباجورى رحمه الله

الإمام عبدالرؤوف السجينى رحمه الله

الإمام مصطفى العروسى رحمه الله

الإمام محمد المهدى العباسى رحمه الله

الإمام شمس الدين الأنبانى رحمه الله

الإمام حسونة النواووى رحمه الله

الإمام عبدالرحمن القطب النواووى رحمه الله

الإمام سليم البشرى رحمه الله

الإمام على بن محمد الببلاوى رحمه الله

الإمام عبدالرحمن الشربينى رحمه الله

الإمام محمد أبو الفضل الجيزاوى رحمه الله

الإمام محمد مصطفى المراغى رحمه الله

الإمام محمد الأحمدى الظواهرى رحمه الله 

الإمام مصطفى عبد الرزاق رحمه الله 

الإمام محمد مأمون الشناوى رحمه الله

الإمام عبدالمجيد سليم رحمه الله 

الإمام إبراهيم حمروش رحمه الله 

الإمام محمد الخضر حسين رحمه الله 

الإمام عبدالرحمن تاج رحمه الله

الإمام محمود شلتوت رحمه الله 

الإمام حسن مأمون رحمه الله

الإمام محمد محمد الفحام رحمه الله

الإمام عبدالحليم محمود رحمه الله

الإمام محمد عبدالرحمن بيصار رحمه الله

الإمام جاد الحق على جاد الحق رحمه الله

الإمام محمد سيد طنطاوى رحمه الله 


الإمام أحمد الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:31 pm

الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي رحمه الله

اسمه:
هو الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي، أول أئمة الجامع الأزهر.

مكان الميلاد والإقامة والوفاة:
ولد الشيخ سنة 1010هـ = 1601م، أقام بالقاهرة، وتوفي ودُفن فيها سنة 1101 هـ = 1690م.

نسبته:
وسمي بالخراشي نسبة إلى قريته التي ولد بها، قرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة.
وضبطه بعضهم باسم (الخَراشي) بفتح الخاء، وبعضهم بكسرها، ولكن الأصح أنها بالفتح،
قال الزبيدي في تاج العروس: شيخ مشايخنا أبو عبد الله الخراشي من قرية أبي خَراش كسحاب(1).
نشأته ومراحل تعليمه:
لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إلا بعد أن تقدمت به السِّن، ولذلك لم يذكر أحد من المؤرخين شيئًا عن نشأته.
تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده
الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة،
كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما -الشيخ اللقاني ووالده الخراشي-
تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا
الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري.
وتلقى أيضًا العلم على أيدي الشيخ الأجهوري، والشيخ يوسف الغليشي، والشيخ عبد المعطي البصير، والشيخ ياسين الشامي،
وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته منهجًا سار على خطواته حتى توفاه الله.
وقد درس الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه،
وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية،
وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، ودرس أمهات الكتب في كل هذه العلوم السالفة الذكر على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم.
وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم، ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء، وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه،
وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه،
والنهل من علمه الغزير، ومعرفته الواسعة.


تلاميذه ودورهم في رفع شأن الإسلام:
من تلاميذ الشيخ الخراشي: الشيوخ: أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي،
والشيخ أحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وإبراهيم الفيومي، وأحمد المشرفي، والعلامة عبد الباقي القليني
(الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ)، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي،
والعلامة شمس الدين البصير السكندري، وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة،
وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخًا للأزهر.
وكل هؤلاء المشايخ الذين تتلمذوا على يديه حملوا لواء العلم والمعرفة من بعده، وكان لهم الدور البارز في رفع شأن الإسلام واللغة العربية،
وكلهم أصبحت لهم مكانتهم المرموقة، وتتلمذ على أيديهم الألوف من طلاب العلم والمعرفة.
أخلاقه:
كان الشيخ الخراشي -رحمه الله- متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس،
حلو الكلام، يُسَخِّر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم بنفسه، واسع الصدر،
تعلم على يديه طلاب العلم من شتى بقاع الأرض يسألونه ويستمعون إليه
ويناقشونه دون ضيق منه أو تذمر، رحب الأفق لا يمل ولا يسأم.
قال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل: هو العلامة الإمام والقدوة الهمام،
شيخ المالكية شرقًا وغربًا، قدوة السالكين عجمًا وعربًا، مربي المريدين، كهف السالكين، سيدي أبو عبد الله بن علي الخراشي.
انتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته، وطلبة طلبته،
وكان متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء،
كريم النفس، جميل المعاشرة، حلو الكلام، كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم، مهيب المنظر،
دائم الطهارة، كثير الصمت، كثير الصيام والقيام،
زاهدًا، ورعًا، متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته، وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر،
ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده، وكذلك مصلحة بيته في منزله.
ويقول عنه من عاشره: ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه، وكان إذا دخل منزله يتعمم بشملة صوف بيضاء،
وكان لا يَملُّ في درسه من سؤال سائل، لازم القراءة لا سيما بعد شيخه البرهان اللقاني، وأبي الضياء علي الأجهوري.
وكان يقسم متن خليل في فقه المالكية إلى نصفين، نصف يقرؤه بعد الظهر عند المنبر كتلاوة القرآن،
ويقرأ نصفه الثاني في اليوم التالي، وكان له في منزله خلوة يتعبد فيها، وكانت الهدايا والنذور تأتيه من أقصى بلاد المغرب،
وغيرها من سائر البلاد، فلا يمس منها شيئًا، بل كان يعطيها لمعارفه والمقربين منه يتصرفون فيها.


منزلته:
لقد ذاع صيته، وطارت شهرته وسمت مكانته -رحمه الله- بين العامة والخاصة، فكان الحكام يقبلون شفاعته،
وكان الطلبة يقبلون على دروسه وينهلون من معارفه الفياضة التي لا تنضب، وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه ويهتدون بعلمه وخلقه.
قال عنه الجبرتي: هو الإمام العلامة والحبر الفهامة، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين،
وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن،
وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة، واشتهاره بالعلم والتقوى.
وقال عنه المرادي في سلك الدرر: الإمام الفقيه ذو العلوم الوهبية والأخلاق المرضية، المتفق على فضله، وولايته، وحسن سيرته.
واشتهر في أقطار الأرض كبلاد المغرب، والشام، والحجاز، والروم، واليمن،
وكان يعير من كتبه، ومن خزانة الوقف بيده لكل طالب، إيثارًا لوجه الله.


مؤلفاته:
كان الشيخ واسع العلم متنوع الثقافة، وخاصة في تفسير القرآن الكريم، وفي الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه،
لذا ترك مكتبة عربية وإسلامية ثرية بمؤلفاته التي امتلأت باللآلئ والجواهر، قلما يوجد لها مثيل، ومن كتبه:
1- رسالة في البسملة، وهو شرح لهذه الآية الكريمة.
2- الشرح الكبير على متن خليل، في فقه المالكية، في ثمانية مجلدات.
3- الشرح الصغير لمختصر خليل على متن خليل أيضًا، في أربعة مجلدات.
4- منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، وهو شرح لكتاب نخبة الفكر للعلامة ابن حجر العسقلاني، في مصطلح الحديث.
5- الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية في التوحيد.
6- الأنوار القدسية في الفرائد الخراشية، وهو شرح للعقيدة السنوسية الصغرى، المسماة (أم البراهين).
7- حاشية على شرح الشيخ على إيساغوجي في المنطق، وهو من أشهر كتب المنطق.


ولايته للمشيخة:
تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخراشي -رحمه الله- أول من تولى منصب شيخ الأزهر،
وجميعها تذكر أنه نال هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، فقد ولي الشيخ -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1090هـ = 1679م،
وكان عمره وقتذاك حوالي ثمانين عامًا، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله تعالى.


وفاته:
وافاه أجله المحتوم -رحمه الله- صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من شهر ذي الحجة سنة (1101هـ = 1690م)
عن عمر يناهز التسعين عامًا.
دفن الشيخ الخراشي -رحمه الله- مع والده بوسط قرافة المجاورين، وقبره معروف، تاركًا للأزهر ما يقرب من عشرين مؤلفًا،
ما زالت من أهم المراجع للعلماء.
مصادر ترجمته:
- الأزهر، تاريخه وتطوره، علي عبد العظيم، وآخرون ص 283.
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي.
- الأعلام للزركلي 6/240، 241.
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4/62.
- شيوخ الأزهر، أشرف فوزي صالح، ص(5 - 9).-
صفوة ما انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، محمد الأفراني، ص205.
- عجائب الآثار في التراجم والأخبار، للجبرتي 1/166.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، الشيخ سليمان رصد الزياتي.
- مقدمة حاشية الصعيدي على شرح الخراشي لمتن خليل.
---------------------
(1) ينظر تاج العروس مادة (خ ر ش).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:32 pm

شَيْخُ الأزهر الإمام إبراهيم بُنَّ مُحَمَّدِ البرماوي رَحمَهُ الله

اسمه

الشيخ العلامة الإمام: إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين بن خالد، برهان الدين البرماوي، الأزهري، الشافعي، الأنصاري،

الأحمدي، شيخ الجامع الأزهر(1).


مكان الميلاد:

ولد في قرية ( بِرْما )، التابعة لمركز طنطا، بمحافظة الغربية.

نسبته:

يظهر من اسمه أنه من منسوب إلى بلده ( بِرما ) - بكسر الباء - من أعمال محافظة الغربية.




نشأته ومراحل تعليمه:

نزح الشيخ - رحمه الله - إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف، وتعلم على أيدي علمائه الذين أفادوه،

ودرس الشيخ علوم الأزهر المقررة على الطلبة في زمنه - كعلوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية وما يتصل بهما.

وتلقى الشيخ البرماوي - رحمه الله - تعليمه على أيدي كبار العلماء كالشمس الشوبري، والمزاحي، والبابلي، والشبراملسي

(تلميذ الشيخ الخراشي) - وهم من كبار العلماء في عصره، رحمهم الله جميعًا. ولكنه لازم دروس الشيخ أبي العباس شهاب الدين

أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي(2)، والشيخ القليوبي كان واسع الثقافة، غزير العلم،

كان يتهافت على دروسه طلبة العلم للانتفاع بمصنفاته وتوجيهاته،

والاستفادة من علمه، وقد احتفى الشيخ القليوبي بالشيخ البرماوي لما رآه من نبوغه،

مما جعل الشيخ البرماوي يتصدى للتدريس والجلوس مكان الشيخ القليوبي، رحمهما الله.



تلاميذه:

درَّس الشيخ البرماوي - رحمه الله - لكثير من الطلبة الذين أصبحوا بعد ذلك من جهابذة العلماء،

مثل العلامة العجلوني، والشيخ علي بن المرحومي، ومن ألمعهم الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي وُلِّيَ منصب شيخ الجامع الأزهر،

وكان ترتيبه السادس فيمن تولوا المشيخة.



منزلته:

كان الشيخ البرماوي - رحمه الله - حجة في فقه الشافعية، وكان واسع الثقافة، غزير العلم،

تهافت الطلبة على دروسه للانتفاع بمصنفاته وتوجيهاته،

وللاستفادة من ثقافته المتنوعة.



مؤلفاته:

ترك الشيخ البرماوي - رحمه الله - عدة مصنفات في الحديث، وفقه الشافعية، والفرائض، والمواريث والتصوف، منها:

1- حاشية على شرح الشيخ يحيى القرافي لمنظومة ابن فرح الإشبيلي، في علم مصطلح الحديث.

2- حاشية على شرح ابن قاسم (الغزي)، في الفقه الشافعي.

3- رسالة في أحكام القول من مغلظ كلب وخنزير في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.

4- حاشية على شرح السبط (وهو المارديني ت 907هـ) على الرحبية في الفرائض (المواريث).

5- الميثاق والعهد فيمن تكلم في المهد.

6- رسالة في الدلائل الواضحات في إثبات الكرامات، والتوسل بالأولياء بعد الممات، وهي في التصوف والتوحيد.





ولايته للمشيخة:

وُلِّي الشيخ البرماوي - رحمه الله - مشيخة الأزهر سنة (1101 هـ / 1690م)، فهو ثاني من تولى مشيخة الأزهر الشريف،

وهذا مثبت من المصادر التاريخية، إلا أن صاحب كنز الجوهر أغفله، وجعل الشيخ النشرتي

هو الشيخ الثاني للأزهر متابعًا في هذا الجبرتي (2/121)،

كما تابعه في هذا صاحب الخطط التوفيقية (4/31).

والواقع: أن الشيخ النشرتي هو الشيخ الثالث للأزهر، وأنه ولي منصبه سنة 1106هـ، أما الفترة بين وفاة الشيخ الخراشي سنة 1101هـ،

وولاية النشرتي سنة 1106هـ، فقد ولي الأزهر فيها الشيخ الإمام البرماوي،

وقد صحح العلامة السيد أحمد رافع الطهطاوي خطأ الجبرتي ومن تابعه،

فقال في كتابه (القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الإنبابي): «الشيخ محمد النشرتي المالكي،

ثالث شيوخ الأزهر إلى أن توفي في 28 من ذي الحجة سنة 1120هـ، وهذا خلافًا لما وقع في موضع من تاريخ الجبرتي...

وإن تبعه في ذلك صاحب الخطط التوفيقية».



وفاته:

توفي الشيخ البرماوي -رحمه الله- سنة 1106هـ / 1695م.




مصادر ترجمته:

- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي.

- الأعلام للزركلي 1/67، 68.

- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.

- عجائب الآثار في التراجم والأخيار، للجبرتي.

- القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الإنبابي، السيد أحمد رافع الطهطاوي.

- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.

------------------

(1) ينظر: عجائب الآثار 1/173.

(2) ينظر: ترجمته في الأعلام للزركلي 1/92.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:33 pm

شيخ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ النشرتي الْمالِكِيِ رَحِمَهُ اللهَ

اسمه 
هو الإمام العالم السيد محمد النشرتي المالكي، أحد علماء الأزهر الشريف، ومن أبرز أعلام المذهب المالكي.


نسبته:
===
ينسب الشيخ النشرتي -رحمه الله- إلى بلده التي وُلِد فيها (نشرت)، وهي تابعة لمركز قلين، بمحافظة كفر الشيخ، التي كانت تسمى مديرية الفؤادية.



نشأته ومراحل تعليمه:
========
انتقل الشيخ من بلدته إلى القاهرة في صباه ليلتحق بالأزهر، ويتلقى تعليمه على أيدي الشيوخ الأجلاء فيه.
واجتهد في تحصيله للعلم، وتقدم على أقرانه، وصارت له مكانة مرموقة، وبلغ في التدريس مكانة عظيمة جعلت طلاب العلم يتوافدون على مجلسه من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وظل الشيخ النشرتي يتصدر حلقات الدرس حتى اختير لمشيخة الجامع الأزهر سنة 1106هـ/1695م، بعد وفاة الشيخ البرماوي.
وقد أقر المؤرخون أن الشيخ النشرتي تزعم علماء المالكية في عصره، وأنه مع توليه للمشيخة وقيامه لمهامها حرص على أن يبقى مدرسًا، وألا تنفض حلقته الدراسية.
ولم تصرفه أعماله الإدارية -التي يتطلبها موقعه كشيخ للأزهر- عن أداء رسالته التربوية التي كرَّس لها جل وقته، وعبأ لها نفسه وعلمه وأعطاها كل جهده؛ لأنه كان مؤمنًا بأن العلم عبادة.
وكانت للشيخ النشرتي -بإجماع علماء عصره- موهبة فذة في الشرح والتوضيح والإبانة، مما جذب لحلقات درسه الطلاب من جميع بلاد العالم الإسلامي... واستمر الإمام النشرتي أربعة عشر عامًا في مشيخة الجامع الأزهر، ولم تؤثر على حلقات علمه التي انكبَّ عليها طلاب العلم.



تلاميذه:
===
- الإمام أبو العباس أحمد بن عمر الديربي الشافعي الأزهري، صاحب المؤلفات الشهيرة والعديدة والمفيدة.
- الإمام الشيخ الصالح عبد الحي زين العابدين.
- الإمام الفقيه الشيخ أحمد بن الحسن الكريمي الخالدي الشافعي، الشهير بالجوهري.
وظل الشيخ وفيًّا لرسالته مخلصًا في أداء مهمته، لكنه اكتفى بتدريس الكتب المعروفة في عصره خاصة التي كانت في المذهب المالكي، ولم تكن للشيخ مؤلفات خاصة به، فقد كان من النوع الذي ينادي بتأليف الرجال وإعداد الجيل، لا بتأليف الكتب ووضع المصنفات.
واستطاع الشيخ أن يربي ويخرج طائفة من الزعماء المرموقين، الذين حملوا لواء رسالته من بعده، وأدوها خير أداء، ورفعوا شأن العلم، وكانوا درع الأمة الواقية في ميادين كثيرة.
قد أثر الشيخ النشرتي في تلاميذه بدرجة كبيرة ظهرت واتضحت بعد وفاته في تماسكهم واتحادهم، وفرض آرائهم على ولاة الأمر؛ لصالح الدين والأمة، ومن أبرز مواقف تلاميذ الشيخ النشرتي موقفهم حين أصروا على أن يتولى الشيخ عبد الباقي القليني -أحد تلاميذ الشيخ النشرتي- مشيخة الأزهر بعد النشرتي، وذلك في الوقت الذي أصرت فيه مجموعات أخرى لمذهب آخر على أن يتولاها الشيخ النفراوي، ولكن تلاميذ الشيخ النشرتي استطاعوا -بما تعلموه من أستاذهم- الوصول إلى تحقيق رغبتهم، وتم لهم ذلك بعد أحداث عصيبة في ملحمة مريرة بين الفريقين.



مؤلفاته:
===
بعد الرجوع إلى الفهارس العديدة للمكتبات لعلنا نعثر له على بعض المصنفات، ولكننا لم نظفر بنتيجة، ويظهر أن الشيخ -رحمه الله- اكتفى بتدريس المصنفات المعروفة، وبخاصة في مذهب المالكية.


ولايته للمشيخة:
======
تولى الشيخ النشرتي - رحمه الله - مشيخة الأزهر بعد وفاة الشيخ البرماوي - رحمه الله -، وامتدت ولايته للمشيخة أربعة عشر عامًا، إلى وفاته سنة 1120هـ.



وفاته: 
===
توفي الشيخ النشرتي -رحمه الله- بعد ظهر يوم الأحد، الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة، عام 1120هـ/1709م، وأخرت جنازته إلى صبيحة يوم الإثنين، وصلي عليه بالأزهر، وحضر جنازته الصناجقة والأمراء، والأعيان والعامة، وكان يومًا مشهودًا ومشهدًا حافلا، وهذا يدل على منزلته العظيمة، فقد عرف الشيخ النشرتي بالصلاح وحسن السيرة ومكانته السامية إلى جانب شهرته العلمية.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:34 pm

شَّيْخُ الأزْهَر الإمَامُ عَبْدُ الْباقِي القلينى الْمالِكِيِ رَحِمَهُ اللهَ



الميلاد:
ولد بقرية قلين، التابعة لمركز كفر الشيخ، بمديرية الفؤادية، والتي أصبحت الآن مركز قلين،
التابع لمحافظة كفر الشيخ، ولم يرد ذكر تاريخ مولده لعدم انتظام النواحي الإدارية في ذلك الوقت، وعدم الاهتمام بهذه الأمور.
نسبته:
نُسِب الشيخ - رحمه الله - إلى قرية (قلين) التي وُلِدَ ونشأ فيها .
نشأته ومراحل تعليمه:
غادر قريته قاصدًا القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر، الذي عكف فيه على تحصيل العلم على أيدي علماء عصره الأعلام .
وكان الشيخ القليني ذكيًّا يعي ما يقرأ، ويحفظ ما يفهم، ولذا نبه شأنه، وذاع صيته، وعرف اسمه للقاصي والداني، وجلس للدرس والتعليم.
شيوخه:
كان الشيخ القليني تلميذًا نجيبًا للعالمين الجليلين: الشيخ البرماوي، والشيخ النشرتي .
تلاميذه:
من أبرز تلاميذ الشيخ - رحمه الله - الذين ذكرهم الجبرتي: الإمام العلامة، والعمدة الفهامة،
المتفنن المتبحر الشيخ محمد صلاح البرلسي.
ولم تذكر المراجع الموجودة التي تتناول الشيخ القليني سوى نتف قليلة عن حياته وتلاميذه،
ولكنها تروي عنه أن طلاب العلم قد وفدوا عليه من كل مكان والتفوا حوله وفي حلقته، وكانوا كثيرين.
وكان الشيخ القليني يعتني بتوجيه طلبته إلى العناية والاهتمام بالكتب القديمة -كتب التراث -
والغوص فيها، والبحث في أمهات الكتب لاستخراج ما فيها من كنوز ومعارف .
وكان يساعد تلاميذه ويعينهم على فهم ما صعب عليهم فهمه في تلك الكتب،
ويملي عليهم الحواشي لإيضاح الغوامض وتبسيط المعقد الصعب 

أخلاقه:
لقد كان الشيخ محبوبًا من زملائه وتلاميذه، وكبار علماء عصره، الأمر الذي دفعهم لمناصرته،
ودخولهم في معركة دامية لتحقيق توليته للمشيخة، ذلك بالرغم من أنه كان بعيدًا عن القاهرة آنذاك،
ولم يشترك في هذا الصدام من قريب أو بعيد، وإنما تلاميذه وزملاؤه وإخوانه المقربون هم الذين فعلوا ذلك ليقينهم أنه
الأحق بولاية هذا المنصب الجليل بعلمه وأخلاقه، فكان علمه غزيرًا، ومعرفته واسعة ثرية 

مؤلفاته:
بعد الرجوع إلى مصادر ترجمة الشيخ - رحمه الله - وفهارس المكتبات لم نجد له مصنفات،
فهو من النوع الذي يهتم بتربية التلاميذ أكثر من التصنيف

ولايته للمشيخة:
وُلِّي الشيخ القليني مشيخة الأزهر عام 1120هـ/1709م، بعد أحداث أليمة وعصيبة عقب وفاة أستاذه الشيخ النشرتي،
وظل الشيخ في ولايته لمشيخة الأزهر إلى أن مات.
وفاته:
لم يتيسر لنا معرفة تاريخ وفاته، ولم يرد ذكر بذلك في جميع الكتب التي تناولت ترجمته، ولكن تم تعيين المشيخة بعده للشيخ محمد 
مصادر ترجمته:
• الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر .
• شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي .
• مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم .
• كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:34 pm

شَيْخُ الأزْهَرِ و الإمَامُ مُحَمَّدُ شُنِنَّ الْمالِكِيَّ رَحِمَهُ الله


الميلاد:
===
ولد عام 1056هـ/1656هـ تقريبًا، وكان مولده بقرية الجدية التابعة لمركز رشيد بمديرية البحيرة، وهي قرية تقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد.


نشأته ومراحل تعليمه:
========
نشأ الشيخ في قريته، وحفظ فيها القرآن الكريم، ثم قصد الجامع الأزهر ليتلقى علومه على أيدي علمائه ومشايخه.
جد الشيخ -رحمه الله- في تحصيل العلم، واجتهد في حفظ ما يمليه عليه مشايخه وعلماؤه فتقدم في العلم، وجلس في صفوف العلماء، وأصبح ذائع الصيت، وذا ذكر حسن.
وقد اشترك الشيخ شنن في الفتنة التي حدثت بين فريقي الشيخ القليني والشيخ النفراوي، وكان مؤيدًا للشيخ أحمد النفراوي، فلما تدخل ولاة الأمر في ذلك صدرت الأوامر بنفيه إلى قريته الجدية، وتحديد إقامة الشيخ النفراوي في بيته.


منزلته:
===
كان الشيخ شنن -رحمه الله- واسع الثراء، فيذكر الجبرتي أنه كان مليئا متمولا أغنى أهل زمانه بين أقرانه ... ترك لابنه ثروة طائلة فكان بها من صنف الذهب البندقي أربعون، خلاف الجنزولي والطولي، وأنواع الفضة، والأملاك والضياع، والوظائف، والأطيان... وغير ذلك، وكان له مماليك وعبيد وجوارٍ، ومن مماليكه أحمد بك شنن الذي أصبح من كبار حكام المماليك وصار صنجقًا، أي: من كبار ولاة الأقاليم.
ومع ثرائه العريض كان غزير العلم، واسع الاطلاع، من كبار الفقهاء، عالما جليلا، وفقيهًا مجتهدًا، وعلمًا من أعلام المالكية في زمانه.
ويذكر المؤرخون أن الشيخ شنن -رحمه الله- رغم ثرائه العريض وأمواله الطائلة كان غزير العلم، واسع الاطلاع، ولم تصرفه أمواله عن تحصيل العلم ومتابعة تلاميذه والاطلاع الواسع على التراث العلمي المجيد.
وقد أقام الشيخ شنن -رحمه الله- صديقه الشيخ محمد الجداوي وصيًّا على ابنه موسى، وذلك قبل وفاته، وقام الشيخ الجداوي بحراسة هذه الثروة على خير وجه، وسلمها إلى موسى ابن الشيخ شنن -رحمه الله- بعد بلوغه سن الرشد، ولم يمض وقت طويل -كما ذكر الجبرتي- حتى بدد الابن ثروة أبيه جميعها رغم ضخامتها، ومات بعد كل هذا الثراء مدينًا فقيرًا محتاجًا، لا يملك من ثروته شيئًا.
وكان الشيخ ذا مكانة سامية مرموقة لدى الحكام، وقد لاحظ أثناء مشيخته أن بعض جدران المسجد قد أصابها تصدع، فعزم على إصلاح ما فسد، وصعد إلى القلعة حيث يقيم الوالي العثماني علي باشا، وذلك يوم الخميس الموافق 15 من ربيع الأول عام 1232هـ/ 25 يناير عام 1720م، وقابل الشيخُ الوالي، وعرض عليه ما لاحظه في جدران المسجد، وقال له: المرجو من حضرتكم تكتبوا إلى حضرة مولانا السلطان، وتعرضوا عليه الأمر؛ لينعم على الجامع الأزهر بالعمارة، فإنه محل العلم الذي ببقائه بقاء الدولة، وله ولك الثواب من الملك الوهاب.
ولما للشيخ من مكانة سامية أسرع الوالي بتحقيق مطلبه، ليس هذا فحسب، بل طلب الوالي من كبار المشايخ أن يقدموا مذكرات في هذا الشأن لترفع إلى السلطان، وأراد بذلك أن يدعم أقوال الشيخ شنن في هذا الشأن، ويضفي عليها المزيد من الأهمية لما للشيخ من احترام وهيبة لدى العلماء وولاة الأمر.
واشترك الوالي، وكبار الأمراء والمماليك في وضع أختامهم على هذه المذكرات، وعرض الأمر على السلطان أحمد الثالث (1703م - 1730م)، واستجاب إلى طلب علماء الأزهر، وأوفد بعثة إلى مصر تحمل رده بالموافقة على طلب علماء الأزهر، وترميم ما تصدع من بناية الجامع الأزهر، واعتمد خمسين كيسًا ديوانيًّا من أموال الخزانة للإنفاق على ذلك الإصلاح.



مؤلفاته:
===
اكتفى الشيخ شنن -رحمه الله- بتدريس المؤلفات المعروفة في عصره، ولم تكن له مصنفات خاصة به، أو لم نعرف عن مصنفاته شيئًا، إذ أغفلت المصادر التي ترجمت له ذكر شيء عن كتبه وتلاميذه، وعلى أيدي مَنْ مِنَ العلماء تلقى دروسه.



ولايته للمشيخة:
======
توفي الشيخ النفراوي أثناء مشيخة الشيخ القليني للجامع الأزهر، الأمر الذي دعا علماء الأزهر للإجماع على تولية الشيخ محمد شنن لمشيخة الأزهر؛ لأن ثلاثتهم (الشيخ النفراوي، والشيخ القليني، والشيخ شنن) كانوا الأقطاب الثلاثة في ذلك العصر، وجميعهم على المذهب المالكي، الذي كانت المشيخة لا تخرج إلا منه غالبًا.



وفاته: 
===
ظل الشيخ محمد شنن شيخًا للأزهر يشرف عليه، ويواصل البحث والتدريس حتى توفاه الله، وقد ناهز السبعين من عمره عام 1133هـ/1720



مصادر ترجمته:

- الأزهر في اثيى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور 
عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:35 pm


شيخ الأزهرالإمام إبراهيم مُوسى الْفَيُّومِيِ رَحِمَهُ اللهَ




الميلاد والإقامة:
======



ولد الشيخ الفيومي بمدينة الفيوم عام 1062هـ/1652م، ونشأ في بلدته حتى مطلع شبابه ثم قصد القاهرة ليلحق بالجامع الأزهر.


نشأته ومراحل تعليمه:

=========

تلقى العلم على أيدي شيوخ عظماء، كان من أبرزهم الشيخ الخراشي أول شيوخ الجامع الأزهر، ذكر الجبرتي أن الشيخ الفيومي قرأ على الشيخ كتاب (الرسالة) لأبي عبد الله بن زيد القيرواني وشرحها، مُعيدًا لها.

وكان الشيخ الفيومي كثير القراءة طويل البحث حتى عُرِفَ بعلمه، وذاعت شهرته وملأت الآفاق.

كان من رجال الحديث المعروفين بعلمهم وسعة اطلاعهم، فقد أخذ علم الحديث على أيدي علماء أجلاء، كيحيى الشهاوي، وعبد القادر الواطي، وعبد الرحمن الأجهوري، والشيخ البرماوي أحد مشايخ الجامع الأزهر، والذي ترك بصماته العلمية على الشيخ الفيومي، والشيخ محمد الشرنبابلي، وغيرهم.

كما أخذ بقية العلوم عن شيوخ أعلام، مثل: الشبراملسي، والزرقاني، والشهاب أحمد البشبيشي، والشيخ الغرقاوي، وعلي الجزايرلي الحنفي.


تلاميذه:

====

نهل من علم الشيخ الفيومي -رحمه الله- الكثيرون من طلبة العلم، وتربوا على يديه، وحملوا مشاعل النور من بعده، منهم: الفقيه الزاهد الشيخ محمد بن عيسى يوسف الدمياطي الشافعي، حيث درس علي يدي الشيخ الفيومي علوم المنطق والفلسفة، وتأثر الدمياطي بأستاذه وبمنهجه فألف حاشية على الأخضري في المنطق، وحاشية ثانية على السنوسية، كما تلقى الدمياطي الفقه المالكي على الشيخ الفيومي.

ومن أبرز تلاميذ الشيخ الفيومي أيضًا الشيخ الصالح علي الفيومي المالكي، شيخ رواق أهل بلاده، وكان ذا باع طويل في علم الكلام، والشيخ علي بن أحمد بن مكرم الله الصعيدي العدوي المالكي، علم العلماء، وإمام المحققين، وعمدة المشايخ في عصره، وله مؤلفات عديدة قيمة، وانتهج أسلوب أستاذه وألف شرحًا للمقدمة العزية كما ألف حاشية على الأخضري.


أخلاقه:

====

كان الشيخ الفيومي عالمًا ورعًا، وقف بجوار تلاميذه وساندهم كما علمهم، وخرج من تحت يديه علماء المالكية الأفذاذ المشهود لهم بالعلم الواسع، والبحث الغزير إلى جانب التقوى والزهد، وكان أستاذهم مثلا أعلى وقدوة في كل ما قاموا به ووصلوا إليه.

وقد كان التدريس بالأزهر من أولى اهتمامات الشيخ الفيومي، فكان يوليه عنايته، ويعطيه الجزء الأكبر من وقته وعلمه ورعايته واهتمامه فكان -بحق- كما أجمع على ذلك علماء عصره، ومن جاءوا بعده -خير أستاذ لخير تلاميذ، وكانوا خير تلاميذ لخير أستاذ.


منزلته:

===

احتل الشيخ الفيومي -رحمه الله- مكانة مرموقة بين أقرانه من علماء عصره؛ لأنه كان متبحرًا في علوم اللغة، وعلوم الحديث، وعلم الصرف.

وكان الشيخ الفيومي -رحمه الله- ذا موهبة فذة في فن التدريس، وقد ترك بصمات واضحة وآثارًا عميقة في نفوس تلاميذه متأثرًا في ذلك بأستاذه الشيخ الخراشي الذي أعطاه علمًا غزيرًا، وتجربة كبيرة ثرية.

واختص لنفسه طريقة في الدرس، حيث كان يقف بعد انتهاء درس الشيخ الخراشي فيلخص ما ألقاه الشيخ على طلبته، فأعطاه ذلك خبرة واسعة ومدارك رحبة.


مؤلفاته:

===

ألَّف الشيخ الفيومي -رحمه الله- في علم الصرف شرحًا قيمًا لكتاب (المقدمة العزية للجماعة الأزهرية في فن الصرف)، وهذه المقدمات كانت من تأليف أبي الحسن علي بن محمد الشاذلي المالكي، المتوفى سنة 939هـ، وقد قام بشرحها العديد من العلماء قبل الشيخ الفيومي، ولكن شرحه لها جاء في جزأين كبيرين، وكان شرحًا مفصلا واضحًا دقيقًا وافيًا، لم يصل إلى مستواه من شرحها قبله، ولم يدركه من جاء بعده.


ولايته للمشيخة:

=======

تولى الشيخ الفيومي -رحمه الله- مشيخة الأزهر بإجماع العلماء والشيوخ عام 1133هـ /1720م، وذلك عقب وفاة الشيخ شنن.


وفاته:

====

توفي الشيخ الفيومي -رحمه الله- عام 1137هـ/1724م، وهو في سن الخامسة والسبعين، وكان آخر من ولي مشيخة الأزهر من المالكية بعد أن استمرت فيهم ما يقرب من نصف قرن.






مصادر ترجمته:

- الأعلام للزركلي 1/76.

- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.

- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.

- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.

- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:36 pm

شيخ الأزهر الإمام عَبْدَ اللهِ الشبراوي رَحمَهُ الله.

اسمه
أبو محمد جمال الدين عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين، الشبراوي، الشافعي.



الميلاد:


====


ولد سنة 1091هـ، وقيل: سنة 1092هـ/1681م. 




نشأته ومراحل تعليمه:


========


تلمذ الشيخ الشبراوي -رحمه الله- للإمام الخراشي، الشيخ الأول للأزهر، ونال إجازته(1) وهو دون العاشرة، ومن أساتذته المرموقين العلامة الأديب الشاعر الشيخ حسن البدري، وكان من الشعراء الممتازين في زمنه، وله ديوانين من الشعر، وقد روى الجبرتي بعض قصائده، ويظهر أن الشيخ الشبراوي تأثر بأدبه، كما أنه تلمذ عليه في علم الحديث، وتلقى الفقه عن العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الثحلى الشافعي المكي، ومن شيوخه الممتازين الشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني، والشيخ محمد بن عبد الرازق الزرقاني، والشيخ أحمد النفراوي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري. 


ومن أعلام شيوخه: الشيخ الإمام الفقيه الفرضي(2) صالح بن حسن البهوي، كما أخذ عن علامة الفنون: شمس الدين الشرنبلالي شيخ مشايخ الجامع الأزهر. 



تلاميذه:


====


من تلاميذه النابهين، الإمام الفصيح الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد السلام الرئيس الزمزمي المكي الشافعي، والوالي عبد الله باشا بن مصطفى باشا الكوبريلي -أو الكبوري نسبة إلى بلدة كبور- الذي ولاه السلطان محمود خان الخليفة العثماني ولاية مصر، وكان شاعرًا أديبًا وعالما جليلا، ما كاد يلي منصب الولاية حتى اتصل بكبار العلماء والأدباء والشعراء في مصر، وتلقى عنهم معارفه واستجازهم في الرواية عنهم.


ومنهم الشيخ أحمد بن عيسى العماوي المالكي، وقرأ عليه صحيح البخاري، ومسلم، والموطأ، وسنن أبي داود، وابن ماجه، والنسائي، والترمذي، وغيرها.



أخلاقه:


====


كان الشيخ الشبراوي -رحمه الله- كريم النفس، واسع الأفق، رحب الصدر، يدافع عن أولياء الله من العلماء والصالحين، حكيمًا في تصرفه، ويتجلى تسامحه في موقفه من المسيحيين، فيذكر الجبرتي أن نصارى الأقباط قصدوا الحج إلى بيت المقدس، وكان كبيرهم إذ ذاك (نوروز) كاتب رضوان كتخدا، فكلم الشيخ عبد الله الشبراوي في ذلك، فكتب له فتوى وجوابًا ملخصه أن أهل الذمة لا يمنعون من دياناتهم وزياراتهم(3)، فهلل الأقباط لهذا وفرحوا به، إلا أن البعض لم تعجبه هذه الفتاوى وثاروا ضد الشيخ الشبراوي، لكن الشيخ لم يخطئ في الفتوى.



منزلته:


===


الإمام الشبراوي شخصية فذة، جمعت بين مواهب عديدة، فهو شاعر ممتاز بالنسبة لعصره، وكاتب مرموق بالنسبة إلى عصره، وهو إلى هذا عالم فقيه، يمتاز بالتعمق في دراسة الفقه وأصوله، والحديث وعلم الكلام. 


وإلى هذا أشار الجبرتي بقوله في ترجمته: «الإمام، الفقيه، المحدث، الأصولي، المتكلم، الماهر، الشاعر، الأديب»(4)، وقد اجتمعت له الوراثة الصالحة والبيئة العلمية المناسبة، فنمت مواهبه وأينعت وتفتحت عن أطيب الثمرات في عصره، أما وراثته فيحدثنا عنها الجبرتي فيذكر أنه «من بيت العلم، والجلالة، فجده عامر بن شرف الدين ترجمه الأميني في الخلاصة(5) ووصفه بالحفظ والذكاء»(6). 


وقد نال الشيخ الشبراوي -رحمه الله- شهرة عظيمة، وكانت له مكانة سامية عند الحكام والولاة، ومن يحيط بهم. 


قال الجبرتي عنه: «لم يزل يترقى في الأحوال والأطوار ويفيد ويملي ويدرس حتى صار أعظم الأعاظم، ذا جاه ومنزلة عند رجال الدولة والأمراء ونفذت كلمته، وقبلت شفاعته، وصار لأهل العلم في مدته رفعة مقام ومهابة عند الخاص والعام وأقبلت عليه الأمراء وهادوه بأنفس ما عندهم»(7).


وعلى الرغم من هيبته وجلاله وعلو منصبه، فإنه كان يستجيب لنوازع المشاعر الوجدانية، فيعبر عن هذا في شعر رقيق، ومن أعذب قصائده الغزلية الرقيقة المشهورة التي استهلها بقوله: 


وحقك أنت المنى والطلب *** وأنت المراد وأنت الأرب


ولي فيك يا هاجري صبوة *** تحير في وصفها كل صب


ولا عجب أن يلهج العلماء بالشعر الفني الجميل، فقد مدح الشعراء النبي صل الله عليه وسلم واستهلوا مدائحهم بالغزل الرقيق العفيف، فقد فعل هذا حسان والأعشى والنابغة الجعدي، وظلوا ينسجون على هذا المنوال وحسبنا قصيدة البردة.


وكان الشيخ الشبراوي -رحمه الله- يستغل مواهبه الشعرية في نظم بعض العلوم لتسهيل حفظها على الطلاب بمثل نظمه للآجرومية في علم النحو.



مؤلفاته:


===


- مفاتح الألطاف في مدائح الأشراف، وهو ديوان شعر للمؤلف طبع مرارًا.


- الإتحاف بحب الأشراف، طبع بمصر سنة 1316هـ.


- الاستغاثة الشبراوية.


- عروس الآداب وفرحة الألباب في تقويم الأخلاق، ونصائح الحكام، وتراجم الشعراء، توجد منها نسخة خطية في ليدن.


- عنوان البيان وبستان الأذهان في الأدب والأخلاق والوصايا والنصائح، طبع بمصر مرارًا.


- نزهة الأبصار في رقائق الأشعار، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- شرح الصدر في غزوة بدر، طبع بمصر سنة 1303هـ. 


- نظم بحور الشعر وأجزائها، منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- شرح الرسالة الوضعية العضدية في علم الوضع، وهي من تأليف القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، المتوفى سنة 765هـ، وقد شرحها كثيرون، ومنهم الإمام الشبراوي، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- العقد الفريد في استنباط العقائد من كلمة التوحيد، وهي رسالة موجزة في بضع ورقات، منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- عنوان البيان ونسيان الأذهان في البلاغة.


- إجازة من الإمام الشبراوي إلى الوزير الوالي عبد الله بن مصطفى باشا الكوبريلي أجازه فيها بكل ما تلقاه عنه، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- سند الشبراوي، ذكر فيه مشايخه ومروياته، كتبه في أواخر رمضان سنة 1142هـ، توجد منه عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية، وبعضها عليه توقيعه بخطه.



ولايته للمشيخة:


======


ولي الشيخ الشبراوي -رحمه الله- مشيخة الأزهر عام 1137هـ/1724م، وكان أول من يلي مشيخة الأزهر من مشايخ المذهب الشافعي.



وفاته: 


===


توفي الشيخ الشبراوي رحمه الله في صبيحة يوم الخميس سادس ذي الحجة ختام سنة 1171 هـ، وصُلِّي عليه بالأزهر في مشهد حافل عن ثمانين سنة تقريبًا(Cool، وجاء في سلك الدرر أن وفاته -رحمه الله- كانت سنة اثنين وسبعين ومائة وألف، ودفن بتربة المجاورين(9). 





مصادر ترجمته:


======


- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.


- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/342، 343.


- الأعلام للزركلي 4/130.


- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور 


عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.


- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، محمد خليل المرادي، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي.


- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.


- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.


- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 


- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.



----------------------



(1) الإجازة معناها: الإذن له برواية ما سمعه منه.


(2) الفرضي: العالم بالفرائض، وهي أنصبة المواريث.


(3) عجائب الآثار 2/239، 240.


(4) عجائب الآثار 2/120.


(5) هو صاحب كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، وهو: محمد أمين بن فضل الله المحبي، ت 1111هـ.


(6) عجائب الآثار 2/120.


(7) عجائب الآثار 2/120.


(Cool عجائب الآثار للجبرتي.


(9) سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 3/107




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:37 pm


شُيُخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ بُنِّ سَالِمِ الْحَفْنِيِ رَحمَهُ الله




اسمه


نجم الدين أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني الشافعي الخلوتي، ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، من جهة أم أبيه السيدة: ترك بنت السيد سالم بن محمد.



الميلاد:


ولد الشيخ الحفني 1100هـ/1688م، بقرية حفنا إحدى قرى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية.



نسبته:



انتسب الشيخ إلى قرية (حفنا) التي ولد ونشأ بها. قال الجبرتي: «والنسبة إليها حفناوي وحفني وحفنوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يذكر إلا بها».



نشأته ومراحل تعليمه:


نشأ الشيخ بقريته وحفظ بها القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وأشار الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر، واقتنع أبوه بذلك، وأرسله إلى الأزهر وهو في سن الرابعة عشرة، فأتم فيه حفظ القرآن الكريم، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرحبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون.


وأقبل على تحصيل وحفظ دروسه واجتهد في ذلك، وأفاد من شيوخه وتبحر في النحو، والفقه، والمنطق، والحديث، والأصول، وعلم الكلام، وبرع في العروض، وظهرت مواهبه الشعرية بالفصحى والعامية، كما برع في كتابة النثر طبقًا لأسلوب عصره، ومهر في العلم، وحاز على ثقة شيوخه، فمنحوه إجازة بالإفتاء والتدريس، فدرس بمدرسة السنانية والوراقين، ثم بالمدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار عام 709هـ.


ومن أشهر مشايخه الذين أجازوه العلامة: محمد البديري الدمياطي، الشهير بابن الميت الذي أخذ عنه التفسير والحديث، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه، والموطأ، ومسند الشافعي، والمعاجم الثلاثة للطبراني الكبير والأوسط والصغير، وصحيح ابن حبان، والمستدرك للنيسابوري، وحلية الأولياء لأبي نعيم.


ومن شيوخه أيضًا: الشيخ محمد الديربي، والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ محمد السجاعي، والشيخ يوسف الملوي، والشيخ عبده الديوي، والشيخ محمد الصغير، والشيخ محمد بن عبد الله السجلماسي، والشيخ عيد بن علي النمرسي، والشيخ مصطفى بن أحمد العزيزي، والشيخ محمد بن إبراهيم الزيادي، والشيخ علي بن مصطفى السيواسي الحفني (الضرير)، والشيخ عبد الله الشبراوي (أحد شيوخ الأزهر) والشيخ أحمد الجوهري، والشيخ محمد بن محمد البليدي.



تلاميذه:



كان للشيخ الحفني -رحمه الله- طلاب يفدون عليه من كل جانب، فقد جلس الشيخ للتدريس وهو صغير السن، وشهد له علماء عصره بالتقدم والرسوخ.


وقد درَّس لطلبته المصادر العميقة كالأشموني في النحو والصرف، وجمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، ومختصر السعد في البلاغة بعلومها الثلاث المعاني والبيان والبديع، والمنهج في الفقه الشافعي، واشتغل بعلم العروض حتى برع فيه، ذلك بالإضافة إلى الكتب الأخرى في الفقه، والمنطق، والأصول، والحديث، والتوحيد، كل ذلك ولم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره.


ومن تلاميذه أخوه يوسف الحفني، والشيخ إسماعيل الغنيمي، والشيخ علي الصعيدي العدوي، والشيخ محمد الغبلاني، والشيخ محمد الزهار.


ومن تلاميذه ومريديه في الطريقة الخلوتية:


الشيخ محمد السمنودي، والشيخ حسن الشبيني، والشيخ حسن السنهوري، والشيخ محمد الزعيري، والشيخ خضر رسلان، والشيخ محمود الكردي، والشيخ علي القناوي، والشيخ محمد الرشيدي، والشيخ يوسف الرشيدي، والشيخ محمد الشهير بالسقا، والشيخ محمد الفشني، والشيخ عبد الكريم المسيري، والشيخ أحمد العدوي، والشيخ أحمد الصقلي المغربي، والشيخ سليمان النبزاوي الأنصاري، والشيخ إسماعيل اليمني، والشيخ حسن المكي.



أخلاقه:


كان الشيخ الحفني -رحمه الله- كريم الطبع، جميل السجايا، مهيب الجانب، متواضعًا، له صدقات ظاهرة وخفية، وأقبلت عليه الدنيا بخيرها، وذاق حلاوة الغنى بعد إملاق وشظف عيش، وضيق حال، فلم تبطره الثروة، وبذلها لمن يريدها، وكان آية في المروءة والسخاء.



منزلته:


قال عنه الجبرتي في عجائب الآثار: هو الإمام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علمًا وعملا، ومن أدرك ما لم تدركه الأوائل، المشهود له بالكمال والتحقيق، والمجمع على تقدمه في كل فريق، شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي.


شهد له أساتذته بالعلم والفضل، وزاده كرمه مكانة في النفوس ومحبة في القلوب، وقد بدأ حياته فقيرًا، فكان ينسخ المتون ويبيعها لطالبيها؛ ليساعده ذلك على العيش الكريم، ثم فرَّج الله كربه، وأقبلت عليه الدنيا، فترك النسخ إلى التعليم والتأليف، ولم يذله الفقر رغم ما كان فيه من ضيق اليد، وكان أديبًا شاعرًا وناثرًا، له مقطوعات شعرية وأزجال، ورسائل نثرية، غير أن شهرته العلمية طغت على شهرته الأدبية.


وقد تسابق العلماء في عصره إلى استجازته وإلى الكتابة عنه، فقد ألف العلامة الشيخ حسن المكي، المعروف بشمة كتابًا في نسبه ومناقبه، وألف الشيخ محمد الدمنهوري المعروف بالهلباوي كتابًا في مناقب الشيخ ومدائحه.


ومما قيل في مدحه:


العالم اللسن الذي أوصافه بعبيرها تغني عن الروض الندي


ومن ارتدى برد المحامد يافعًا وتلفع الحسنى بأزكى محتد


وسما على الأعلام من أهل الهدى بمآثر غر وحسن تودد


ولكم له في كل علم غامض سِفرٌ تناهى في الكمال المفرد


أدب على النقاد دار حديثه متناسقًا كاللؤلؤ المتنضد



مؤلفاته:



ترك الإمام الحفني عددًا من المصنفات العلمية والأدبية منها:


- حاشية على شرح الأشموني لألفية ابن مالك في النحو.


- حاشية على شرح الهمزية لابن حجر الهيتمي.


- حاشية على الجامع الصغير للسيوطي في الحديث في جزأين.


- حاشية على شرح الحفيد على مختصر جده السعد التفتازاني في البلاغة.


- مختصر شرح منظومة المنيني الدمشقي في مصطلح الحديث.


- الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية في التاريخ.


- حاشية على شرح المارديني للياسمينية في الجبر والمقابلة.


- رسالة في فضل التسبيح والتحميد في الفضائل والآداب.


- شرح المسألة الملفقة في تحليل المطلقة ثلاثًا.


- رسالة في التقليد في فروع أصول الفقه.


- درر التنوير برؤية البشير النذير (وهي رسالة في الأحاديث المتعلقة برؤية النبي صل الله عليه وسلم).


- إجازة إلى أحمد ومحمد ولدي الشيخ أحمد الجوهري الكريمي (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.


- إجازة إلى إسماعيل بن أحمد بن عمر بن صالح الحنفي الطرابلسي (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.


- إجازة عثمان أفندي، شيخ الطريقة العقيلية، بخط الشيخ الحفني (نسخة بالمكتبة التيمورية).


- إجازة إلى محمد أفندي بن الحاج عبد الرحيم، بتاريخ 6 من ذي الحجة سنة 1176هـ.


- إجازة إلى محمد بن عربي المشاط المدني (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.


- إجازة إلى محمد الأمير (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.


- إجازة إلى الشيخ منصور بن مصطفى الحلبي.


- إجازة إلى يوسف بن محمد النابلسي (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.


- ثبت الحفني الكبير، ذكر فيه الشيخ الإمام مشايخه.


- سند الحفني الكبير، أورد فيه سنده لبعض الأحاديث والأوراد.


- مختصر ثبت الدمياطي الشهير بابن الميت، ذكر فيها الشيخ الحفني أسانيد شيخه الدمياطي.



ولايته للمشيخة:


اختير الشيخ الحفني -رحمه الله- لمنصب شيخ الجامع الأزهر بعد وفاة الشيخ الشبراوي عام 1171هـ/1757م.



وفاته:


توفي الشيخ محمد بن سالم بن أحمد الحفني، يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ/1767م، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل وعظيم.



--------------------------------------------


مصادر ترجمته:


- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.


- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور


عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.


- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.


- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.


- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.


- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:38 pm


شَيْخِ الأزهرالإمام أَحَمْدَ بُنِّ عَبْدِ الْمُنَعَّمِ الدمنهورى رحمه الله


اسمه:


أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري.



الميلاد:


ولد بمدينة دمنهور (وهي عاصمة محافظة البحيرة الآن) سنة 1101هـ.



نسبته:


نسب إلى مدينة دمنهور التي وُلِدَ بها.



نشأته ومراحل تعليمه:


كان الإمام الدمنهوري -رحمه الله- يتيمًا، وقدم القاهرة وهو صغير السن، فالتحق بالجامع الأزهر واشتغل بالعلم، وجدَّ في تحصيله، واجتهد في تكميله وأجازه علماء المذاهب الأربعة حتى عرف بالمذهبي، وكانت معرفته بالمذاهب الأربعة أكثر من أهلها قراءة وفهمًا ودراية.


قال عنه الجبرتي: «قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد، فاشتغل بالعلم، وجال في تحصيله، واجتهد في تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة ومعرفة في فنون غريبة وتآليف، وأفتى على المذاهب الأربعة...»(1).


وقد عُرِفَ الإمام الدمنهوري بقوة حفظه، وكانت له معارف في فنون غريبة، كما كانت له معارف عظيمة في سائر العلوم والفنون العربية والدينية، وغيرها كالكيمياء، والطب، والفلك، والحساب، والطبيعة، والعلوم الرياضية، وعلم الإحياء، وعلوم الفلسفة، والمنطق.


ويتحدث الشيخ بنفسه في ترجمة له عن حياته، فيقول: (أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري خاتمة العارفين بعلم الحساب واستخراج المجهولات وما توقف عليها كالفرائض والميقات، وأخذت عنه وسيلة ابن الهائم ومعونته في الحساب، والمقنع لابن الهائم، ومنظومة الياسميني في الجبر والمقابلة والمنحرفات للسبط المارديني في وضع المزاول، وأخذت عن سيدي أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء -بالقراءة عليه- كتاب الموجز واللمحة العفيفة في أسباب الأمراض وعلامتها، وبعضًا من قانون ابن سينا، وبعضًا من كامل الصناعة، وبعضًا من منظومة ابن سينا الكبرى، والجميع في الطب...



أخلاقه:


كان الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- كريمًا جوادًا في ماله يبذله لكل قاصد، وكان من عادته الجلوس للتدريس بمسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان، وكان معروفًا بين تلاميذه وزملائه من العلماء أن لا يضع علمه في غير موضعه، ولذلك اتهمه البعض بالبخل في بذل العلم على الرغم من عطائه الوافر، ومصنفاته الكثيرة والمتنوعة، وربما كان السبب الرئيسي في هذه التهمة أن الشيخ الدمنهوري كان لا يضع علمه في غير أهله، ولذا فقد كان ينتقي من يتعلم على يديه.



منزلته:


كان الإمام الدمنهوري -رحمه الله- وحده أُمَّة في العلم والفضل ورِفْعة المقام، ولما زار الإمام -رحمه الله- مكة المكرمة حاجًّا سنة 1177هـ، استُقبل أعظم الاستقبال، فأتى حاكم مكة وعلماؤها لاستقباله، فكان الاستقبال كريمًا يليق بمكانة الإمام الدمنهوري وشخصه، وحين عودته من الحج إلى مصر، استقبله الناس بنفس الحفاوة التي لقيها في مكة المكرمة، ومدحه الشيخ عبد الله الإدكاوي بقصيدة يهنئه فيها بالعودة، فقال:



لقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت صدورنا حيث صح العود للوطن


فأنت أمجدنا، وأنت أرشدنا وأنت أحمدنا في السرِّ والعلن


وأجلَّه (علي بك الكبير)، وكان يجلس إلى دروسه، وكان الإمام الدمنهوري -رحمه الله - مهيبًا لدى أمراء المماليك، فلما نشبت الفتنة بين زعماء المماليك وأتباعهم من طائفتي (العلوية والمحمدية) فرَّ (حسن بك الجداوي) من زعماء العلوية أمام مطارديه، فلجأ لبيت الشيخ الدمنهوري، فلم يقدر أحد على اقتحام بيته حتى أجاره (إبراهيم بك).


وكان لا يعود من دَرْسه إلا في وقت متأخرٍ من الليل، ويحرص على صلاة الفجر، وتحدَّى علماءَ عصره بما كان يطْرَحُ من أسئلة معجزة، ثم يقوم بالإجابة عنها، مما جعل (علي بك الكبير) يتخذه أستاذًا ويستشيره في كثير من أمور الدولة.



مؤلفاته:


- كشف اللثام عن مخدرات الأفهام في البسملة والحمدلة.


- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون (في البلاغة).


- اللطائف النورية في المنح الدمنهورية، وهو سند ذكر فيه ما أخذه عن مشايخه وما درسه واستفاده بجهوده الخاصة، أو ما أخذه رواية ودراسة، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.


- نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح لأربع أبيات من ألفية العراقي في مصطلح الحديث، ومنه نسخ في دار الكتب المصرية.


- درة التوحيد (منظومة في علم التوحيد).


- القول المفيد في شرح درة التوحيد، وهو شرح لمنظومته السابق ذكرها.


- الزايرجة، وهو شرح لكتاب (كشف الران عن وجه البيان) لمحيي الدين بن عربي، في التصوف.


- شرح الأوفاق العددية (وهو بحث في استنباط آفاق المستقبل عن طريق الأعداد)، ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية.


- شفاء الظمآن بسر (يس قلب القرآن)، وهو شرح لمنظومة تتعلق بسورة يس، ذكرها أحمد بن ساعد في كتابه المسمى (روض العلوم).


- عقد الفرائد بما للمثلث من الفوائد، رتبه على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، في فضل العلم ومزدوجاته، توجد منه نسختان بدار الكتب.


- كيفية العمل بالزيارج العددية، مخطوط بدار الكتب المصرية.


- منتهى الإرادات في تحقيق الاستعارات- في البلاغة.


- سبيل الرشاد إلى نفع العباد- في الأخلاق.


- الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني - في فقه الحنابلة.


- رسالة عين الحياة في استنباط المياه - في الجيولوجيا.


- القول الصريح في علم التشريح - في الطب.


- منهج السلوك في نصيحة الملوك - في السياسة والأخلاق.


- الدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة - في الكيمياء.


- إيضاح المبهم من متن السلم، وهو شرح على متن السلم في المنطق.


- الحذاقة بأنواع العلاقة، ذكره الجبرتي ولم يعين الفن الذي تناوله.


- حسن التعبير لما للطيبة من التكبير في القراءات العشر.


- تنوير المقلتين بضياء أوجه الوجوه بين السورتين.


- طريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب أبي حنيفة النعمان.


- إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد - في الحساب.


- الدقائق الألمعية على الرسالة الوضعية العضدية للإيجي - في علم الوضع.


- منع الأثيم الحائر على التمادي في فعل الكبائر - أخلاق دينية.


- الأنوار الساطعات على أشرف المربعات - في الهندسة.


- حلية الأبرار فيما في اسم (علي) من الأسرار - تصوف.


- خلاصة الكلام على وقف حمزة وهشام - قراءات.


- إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة - فتوى فقهية.


- فيض المنان بالضروري من مذهب النعمان.


- إتحاف البرية بمعرفة العلوم الضرورية.


- بلوغ الأرب في سيد سلاطين العرب.


- تحفة الملوك في علم التوحيد والسلوك (منظومة في مائة بيت).



ولايته للمشيخة:


تولَّى الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1182هـ، بعد وفاة الشيخ السجيني.



وفاته:


توفي الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- يوم الأحد 11 من رجب عام 1192هـ الموافق 4 أغسطس سنة 1778م، في منزله ببولاق، فخرج بمشهد حافل مهيب، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر، ودفن بالبساتين.



----------------------------------------


مصادر ترجمته:


- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.


- الأعلام للزركلي 1/164.


- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 1/58.


- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.


- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي، ص (130- 132).


- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.


------------------


(1) عجائب الآثار 3/169، 170
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:39 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام أَحَمْدَ بُنِّ مُوسى الْعَرُوسِيِ رَحمَهُ الله

اسمه:
===
أحمد بن موسى بن داود أبو الصلاح العروسي.

الميلاد:
====
ولد بقرية (منية عروس) التابعة لمركز أشمون، بمحافظة المنوفية، سنة 1133هـ/ 1720م.

نسبته:
===

وينسب الشيخ العروسي إلى قريته (منية عروس) التي ولد ونشأ فيها.

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
ظل الشيخ العروسي -رحمه الله- في قريته صدرًا من شبابه، حفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم الدينية واللغوية، كما درس العلوم الرياضية، والفلك، والمنطق، وأخذ الطريقة الصوفية عن السيد مصطفى البكري، ولازمه، وتلقَّن منه الذِّكر.

ثم وفد إلى الأزهر، وتلقى العلوم على كبار شيوخه، فسمع البخاري من الشيخ أحمد الملوي بمسجد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، ودرس تفسير الجلالين والبيضاوي على يد الشيخ عبد الله الشبراوي، ثم سمع من الشيخ الحفني البخاري وشرحه للقسطلاني مرة ثانية. ومختصر ابن أبي جمرة، والشمائل النبوية للترمذي، وشرح ابن حجر للأربعين النووية، والجامع للسيوطي.
كما تفقه وتعلم على الشيخ النبراوي، والشيخ العزيزي، والشيخ علي قايتباي الأطفيحي، والشيخ حسن المدباغي، والشيخ سابق، والشيخ عيسى البراوي، والشيخ عطية الأجهوري.
كما تلقى سائر العلوم على يد الشيخ علي بن أحمد الصعيدي، ولازمه سنوات عديدة، وكان مُعِيدًا له(1)، يُلَخِّصُ دروسه ويوضح ما غمض منها، وأفادوا منه كثيرًا.
وسمع من الشيخ ابن الطيب، والشيخ يوسف الحفني، والشيخ إبراهيم الحلبي، والشيخ إبراهيم بن محمد الدلجي.
كما لازم الشيخ حسن الجبرتي -والد المؤرخ الكبير الشيخ عبد الرحمن الجبرتي- وقرأ عليه في الرياضيات، والجبر، والمقابلة، وكتاب الرقائق للسبط، وكفاية القنوع والهداية، وقاضي زاده، وغيرها.
ثم اتصل بالعلامة الشيخ أحمد العريان، الذي أحبه واعتنى به، وزوجه إحدى بناته، وبشَّره بالسيادة، وبأنه سيصبح شيخًا للجامع الأزهر، وتحققت هذه البشارة بعد وفاته.
وجدَّ الشيخ العروسي في تحصيل العلم حتى احتلَّ الصدارة بين علماء عصره، وصار من كبار علماء الشافعية في وقته.

أخلاقه:
====
كان الشيخ العروسي -رحمه الله- معروفًا بالإقدام والجرأة على الأمراء والحكام خاصة فيما يتصل بأمور الناس والصالح العام، وكان مع ذلك رقيق الطبع، هادئًا، مهذبًا، لطيفًا، متواضعًا، كثير الرفق بالناس، وكان قوَّالا للحق مُلتزمًا به، وأصبحت له منزلة عظيمة بعلمه وتسامحه وتقواه، وكان كثيرًا ما يتدخل لتصفية الخلافات بين المتنازعين، وكان الأمراء يستشيرونه ويستفتونه في أمورهم، وكان لا يتردد في نصيحتهم، ولومهم أحيانًا.
قال الجبرتي في وصفه: «رقيق الطباع، مليح الأوضاع، لطيفًا مهذبًا، إذا تحدَّث نفث الدر، وإذا الفتنة اشتعلت لقيت من لطفه ما ينعش ويسر»(2).
وقد كان يعطف على الطلبة، لدرجة جعلت الجبرتي يقول: ولم تزل كؤوس فضله مجلوة حتى ورد موارد الموات.

منزلته:
====
كانت عائلة الشيخ العروسي -رحمه الله- ذات شهرة واسعة، ونفوذ قوي، ومكانة رفيعة، وكان رجالها من أهل الحلِّ والعقد في البلاد.
وقد تبوأ الإمام العروسي -رحمه الله- منزلة سامية بعلمه وصلاحه وتقواه وتسامحه وانتصاره للحق، كانت شفاعته مقبولة لدى الحكام، وكان كثيرًا ما يتدخل لتصفية ما ينشب بينهم من نزاع، فقد توسط في الصلح مع بعض العلماء بين الأميرين إبراهيم بك، ومراد بك، وكان الأمراء يستشيرونه ويستفتونه في المُلِمَّات.
ومما يدل على حب الناس له أنه لما أراد (إبراهيم بك) أن يولي (الشيخ عبد الرحمن العريشي) مشيخة الأزهر ثار العلماء واعتصموا بمسجد الإمام الشافعي، والتف حولهم الناس، وطالبوا أن يكون الشيخ العروسي -رحمه الله- هو شيخ الأزهر، فنزل على رغبتهم، ولما عاد (الشيخ محمد المصيلحي الشافعي) من الحجاز أغراه أعوانه أن يطلب المشيخة لنفسه، فهو أحق بها، وسايرهم واقتحم المدرسة الصلاحية ودرَّس بها -وكانت وقفًا على شيخ الأزهر- فثار عليه العلماء، ولكن الشيخ العروسي هدَّأَ من ثورتهم، وترك الشيخ المصيلحي يدرس بها احترامًا لعلمه، ومنعًا للفتنة.
كان الشيخ العروسي قوالا للحق، لا يحب الجدال العقيم، وكانت شفاعته مقبولة لدى الحكام، وكان الأمراء يستشيرونه ويستفتونه في مسائلهم، ورفض أن تأتي جنود من خارج مصر لحفظ الأمن، وبيَّن للوالي (إسماعيل بك) خطر ذلك، فعمل بنصيحته وطالب بزيادة أرزاق الجند المصريين فقاموا بواجبهم، ولما طغى (أحمد أغا) الوالي على أهل الحسينية لجأ إليه الناس، فقام معهم وأقنع (إسماعيل بك) بعزله اتقاء للفتنة فعزله.
وللشيخ الإمام مواقف مشهودة ضد الأمراء في الدفاع عن الشعب، كان يجابههم فيها بقوة وحزم، دون أن يخشى في الله لومة لائم.
ولما اشتد الغلاء وضج الناس بالشكوى، ذهب إلى (الوالي حسن باشا) واتفق معه على وضع (تسعيرة للخبز واللحم والسمن) وخرج المحتسب ليعلن في الأسواق السياسة التموينية الجديدة، ويهدد من يخرج عليها، فزالت الغمة.


مؤلفاته:
====
قال الجبرتي عن الإمام العروسي «لم يشتغل بالتأليف إلا قليلا لاشتغاله بالتدريس»(3). 
- شرح نظم التنوير في إسقاط التدبير للشيخ الملوي (في التصوف).
- حاشية على الملوي على السمرقندية (في البلاغة).

ولايته للمشيخة:

======
تولى مشيخة الأزهر الشريف بعد وفاة الشيخ الإمام الدمنهوري - رحمه الله – سنة 1192هـ وظل شيخا للأزهر حتى وفاته.


وفاته: 
====
وقد لقي الشيخ الإمام العروسي -رحمه الله- ربَّه في الحادي والعشرين من شهر شعبان، سنة 1218هـ، ودفن بمدفن صهره الصوفي الورع الشيخ العريان.


----------------------------------------
مصادر ترجمته:
- الأزهر خلال ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/349- 351.
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 1/262.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
---------------------
(1) وهو عمل المعيد بالنسبة للأستاذ الآن في الجامعة.
(2) عجائب الآثار 4/247.
(3) عجائب الآثار 4/247
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:40 pm

شيخ الأزهر الإمام عَبْدَ اللهِ الشرقاوي رَحمَهُ الله

اسمه:
===
عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي.

الميلاد:
====
ولد الإمام عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- في قرية الطويلة، من ضواحي بلبيس، بالقرب من قرية القرين في محافظة الشرقية سنة 1150هـ.

نسبته:
====
نسب إلى الشرقية.


نشأته ومراحل تعليمه:
=========
حفظ في طفولته القرآن الكريم في (القرين) حيث نشأ بها، وتطلع إلى المعرفة فشد رحاله إلى الجامع الأزهر حيث درس على كثير من أعلام علمائه، مثل: الشهاب الملوي، والشهاب الجوهري، والعلامة الشيخ علي الصعيدي، والشيخ الإمام الحفني، والشيخ الإمام الدمنهوري.
ومال بفطرته الطبيعية إلى التصوف، فتلقن مبادئ الطريقة الخلوتية على الإمام الشيخ الحفني، ثم اتصل بالصوفي الشهير العارف بالله الشيخ محمود الكردي ولازمه، فرباه وأرشده، وقطع به مدارج الطريق، ولقَّنه أسراره فأصبح في مقدمة المريدين وطليعتهم.
وقد تقلبت به الأحوال فتجرع مرارة الفقر كما ذاق حلاوة اليسر، وعاش في ظلال الخمول والنسيان، كما عاش في أضواء الجاه والسلطان، فاستفاد خبرة وتجربة ضمها إلى ما استفاده من علم وعرفان إلى ما أحرزه من مجاهدة روحية في مجال السلوك الصوفي، فصقلته التجارب وهذَّبته المعارف، وزكَّته النفحات، وبهذا نال الصدارة في دنياه، وفاز بالزلفى إلى الله في أخراه.


تلاميذه:
====

من العلماء الذين تعلموا على يد الإمام الشرقاوي -رحمه الله- الفقيه النبيه الشيخ حسين بن الكاشف، الذي جذبه الإمام الشرقاوي إليه، فانخلع من الإمارة والقيادة العسكرية، ولازم الشيخ وتفقَّه على يديه.
ومنهم العلامة الشهير إبراهيم البجيري الذي تخصص عليه في علم مصطلح الحديث.
ومن ألمعهم العلامة العمدة الشيخ محمد الدواخلي الذي لازم الشيخ الإمام في فقه مذهبه وغيره من المعقولات ملازمة كلية، وانتسب له، وصار من أخص تلاميذه.


أخلاقه:
====
كان الشيخ الإمام عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- متسامحًا متساهلا، وقد خاض في حياته أحداثًا جسامًا، كان يلقاها بالمرونة والحكمة، وقد أعانته نزعته الصوفية على الرفق والتؤدة والتسامح، على الرغم مما قاساه من خصومة وعداء.


منزلته:
====
كان الشيخ عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- شيخ علماء الشافعية ومفتيهم في عصره، وتنوع مؤلفاته في العلوم دليل على سعة علمه وفضله في الفقه والحديث والعقائد، وكما كان للشيخ رأي مسموع في الشؤون الدينية، كان له أيضًا رأي مسموع في الشؤون السياسية، فقد عاصر الشيخ -رحمه الله- الحملة الفرنسية على مصر، وقاد الشعب من أجل مقاومتها حينًا، ومن أجل التخفيف من شدة وطأتها على الشعب حينًا آخر، وطار صيته في كل مكان، وكتب عنه الأوربيون فصولا طوالا، وذهب كل من كتب عنه مذهبًا يتفق ومدى فهمه للأحداث الجسام التي وقعت في هذه الفترة القصيرة الحافلة في تاريخ الوطن.



مؤلفاته:
====
- التحفة البهية في طبقات الشافعية، ضمَّنه تراجم الشافعية حتى سنة 1212هـ، ورتَّبه على حروف المعجم، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- العقائد المشرقية في علم التوحيد.
- الجواهر السنية في شرح العقائد المشرقية -السابق ذكره- وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- حاشية الشرقاوي على كتاب التحرير، للشيخ زكريا الأنصاري.
- حاشية على شرح الهدهدي على أم البراهين، المسماة بالصغرى لأبي عبد الله بن يوسف السنوسي، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- شرح حكم ابن عطاء الله السكندري، منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- ثبت الشرقاوي، ذكر فيه أسانيد شيوخه في التفسير، والحديث، والفقه، وفي الأحزاب والأوراد، توجد منه أربع نسخ خطية بدار الكتب.
- مختصر الشمائل وشرح المختصر، كلاهما من تأليفه.
- رسالة في (لا إله إلا الله).
- رسالة في مسألة أصولية في جمع الجوامع (أصول فقه).
- شرح رسالة عبد الفتاح العادلي في العقائد.
- شرح مختصر في العقائد والفقه والتصوف، مشهور في بلاد داغستان.
- شرح الحكم والوصايا الكردية في التصوف.
- شرح ورد السَّحر للبكري.
- مختصر مغني اللبيب لابن هشام في النحو والإعراب.
- فتح المبدي شرح مختصر الزبيدي في الحديث، طبعت منتخبات منه ومن شرح الشيخ الغزي على هامش كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح للبخاري.
- تحفة الناظرين فيمن ولي مصر من الولاة والسلاطين، مطبوع على هامش كتاب (لطائف الأول فيمن تصرف في مصر من الدول).
من هنا نرى غزارة علوم الإمام عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- وتنوعها.


ولايته للمشيخة:
======
لما مات الشيخ أحمد العروسي شيخ الأزهر عام 1208هـ، تولَّى الإمام الشرقاوي مشيخة الأزهر بعده، وكان من المرشحين معه لتولِّي هذا المنصب العلمي والديني الجليل الشيخ مصطفى العروسي، لكنها آلت إلى الشيخ الشرقاوي، وأسندت له، وتولاها وهو موضع ثقة الجميع. 


وفاته: 
====
لقي الشيخ الإمام عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- ربه يوم الخميس، الثاني من شوال سنة 1127هـ، وذكر الجبرتي أنه لما مات الشيخ الشرقاوي صلى عليه بالأزهر جمع كثير، ودُفِنَ في مدفنه الذي بناه لنفسه، فقد كان الشيخ الإمام عبد الله الشرقاوي -رحمه الله- ناظرًا على وقف وقفته السيدة الخاتون (خوند طغاي الناصرية) بالصحراء للصوفية والقراء، وكان الفرنسيون دمَّروه، فأنشأ الشيخ به مسجدًا وبنى لنفسه إلى جواره قبرًا وعقد عليه قبة، وجعل تحتها مقصورة بداخلها تابوت عالٍ مربع وبنى بجانبه قصرًا ملاصقًا له(1). 
وإن الباشا -الوالي- أصدر فرمانًا بعمل مولد سنوي له، واحتفى الناس بهذا المولد، وأقاموا الموائد ومدوا الأسمطة، وحضره جمع كبير من الفقهاء والمشايخ والأعيان.

----------------------------------
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأزهر خلال ألف عام، للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي 2/322-324.
- الأعلام للزركلي 4/78.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم 1/155-186.
----------------------
(1) عجائب الآثار 7/194
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:41 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ الشنواني رَحمَهُ الله



اسمه:
===
محمد بن علي بن منصور الشنواني الشافعي.


الميلاد والنِّسْبَة:
========
ولد الشيخ محمد الشنواني -رحمه الله- في قرية شنوان الغرف، محافظة المنوفية، وإليها نُسِبَ(1).


نشأته ومراحل تعليمه:

=========
تتلمذ على كثيرين من أعلام عصره، وهم المشايخ: فارس، والصعيدي، والدردير، والفرماوي، وتفقَّه على الشيخ عيسى البراوي، ولازم دروسه وقرأ على يديه، وقد أجازه الشيخ بعد أن أعطاه جُلَّ ما عنده، واطمأن لعلمه؛ لأن الشيخ الشنواني -رحمه الله- كان ذكيًّا فطنًا جيد الحفظ، فأولاه أستاذه عنايته، واختصه بنفسه لاجتهاده وأدبه.


أخلاقه:

===
عُرِفَ الشيخ -رحمه الله- بالسماحة، وشدة الحياء، والتواضع، ومن تواضعه أنه كان لا يحب التزاحم على المظاهر الدنيوية، فلم ينافس غيره في التدريس بالأزهر وإنما قنع بإلقاء دروسه بالجامع المعروف بالفكهاني بالعقادين، بالقرب من داره في (خوشقدم) فأقبل عليه الطلبة، وانتفعوا بآرائه وتوجيهاته، كما انتفعوا بأخلاقه وآدابه.
ويحدثنا الجبرتي عن أخلاقه، فيقول: «كان مهذب النفس مع التواضع، والانكسار، والبشاشة لكل أحد من الناس ويشمر ثيابه ويخدم بنفسه ويكنس الجامع ويسرج القناديل».


منزلته:
===
كان الشيخ الشنواني -رحمه الله- مع تواضعه وزهده وعزوفه عن الاتصال بالحكَّام لا يتردد في إبداء النصيحة لهم، وفي الشفاعة عندهم، وكان الشيخ -رحمه الله- من قادة الشعب، وشارك -رحمه الله- في مقاومة الحملة الفرنسية، وقد حاول الوالي أن يستولي على كل أراضي الدولة وأن يتخذ العلماء مطية حيث أفهمهم أنه سيترك أراضيهم لهم يزرعونها بمعرفتهم ويستغلونها، فتصدَّى له الإمام الشنواني وطالبه بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة للطلبة فوافقه، ثم طالبه بإلغاء أمر الاستيلاء على بقية الأراضي فرفض.
ويحدثنا الجبرتي عن منزلته العلمية، فيقول عنه: «شيخ الإسلام، وعمدة الأنام، الفقيه العلامة، والنحرير الفهامة... من أهل الطبقة الثانية، الفقيه، النحوي، المعقولي»(2).



مؤلفاته:
====
- حاشية على شرح الجوهرة (جوهرة التوحيد)، وهي منظومة في علم التوحيد، نظمها الشيخ إبراهيم اللقاني، وشرحها ابنه الشيخ عبد السلام في كتابه (إرشاد المريد).
- الجواهر السنية بمولد خير البرية، وهي تقييدات جمعها المؤلف من بعض كتب مشايخه وغيرهم على مولد المدابغي، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- حاشية الشنواني على مختصر البخاري لابن أبي جمرة، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- ثبت الشنواني (إجازة أجاز بها تلميذه المبلط)، قال فيها: «لازمني مدة مديدة، وسنين عديدة حضورًا وسماعًا وبحثًا... حتى غزر علمه... ثم التمس مني الإجازة وكتابة السند، فأجبته بذلك بشرط ألا يترك الإفادة»، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- حاشية على السمرقندية (في علوم البلاغة).
- حاشية على العضدية (في آداب البحث).


ولايته للمشيخة:
=======
لما توفي الشيخ الشرقاوي -رحمه الله- توجَّهت الأنظار إلى الشيخ الشنواني، فتغيَّب عن بيته واختفى عن العيون، ولكن الباشا أمر القاضي أن يجمع المشايخ عنده ويتفقوا على شخص يكون خاليًا من الأغراض، فأرسل القاضي إليهم فحضرت جمهرتهم، فسأل القاضي: هل بقي أحد لم يحضر؟ فقالوا: لم يتأخر عن الحضور إلا ابن العروسي والهيثمي، والشنواني، فأرسل إليهم فحضر ابن العروسي، والهيثمي، فقال القاضي: وأين الشنواني؟ لا بد من حضوره، وأرسل إليه رسولا فذهب إلى بيته وعاد، فقال: إنه غائب عن داره منذ ثلاثة أيام، وقد ترك لكم رسالة جئت بها إليكم، ففتح القاضي الرسالة وقرأها جهرًا على جمهرة العلماء وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، إِنَّنا نزلنا عن المشيخة للشيخ بدوي الهيثمي، فعند ذلك قام الحاضرون وضجَّ المشايخ، فقال بعضهم: إنه لم تثبت له المشيخة حتى ينزل عنها لغيره، وقال بعضهم: لا يكون شيخًا إلا من يدرس العلوم في الأزهر ويفيد الطلبة. 
فتدخل القاضي ليُنهِي هذه المعركة، فهدأ من روعهم، وسألهم القاضي: من الذي ترضونه؟ قالوا: نرضى الشيخ المهدي، ووافق الجميع، وقاموا وصافحوه وقرأوا الفاتحة، وكتب القاضي بهذا الأمر قرارًا أرسله إلى والي مصر (محمد علي باشا)، وانفضَّ الجميع، وركب الشيخ المهدي إلى بيته في موكب كبير وحوله وخلفه المشايخ وطوائف الطلبة، وأقبل الناس على بيته للتهنئة، وانتظر الجميع موافقة الوالي على هذا القرار.
ولكن محمد علي رفض تعيين الشيخ المهدي؛ لأنه صاحب تاريخ حافل في الزعامة ورفض الضيم، فمحمد علي لا يقبل شيخًا يتدخل في شؤون الحكم ويقود العلماء والطلبة في مقاومة المظالم كما كان كبار مشايخ الأزهر يفعلون، ولهذا اشترط في شيخ الأزهر -كما قلنا- أن يكون خاليًا عن الأغراض، وهو لم ينس أن مشايخ الأزهر هم الذين عزلوا الوالي السابق، وهم الذين عينوه، فاضطر الباب العالي إلى النزول إلى مشيئتهم، ومن يملك العزل والولاية يكون خطرًا على باب دولته التي بدأ في تكوينها.
لذا فقد أرسل محمد علي باشا جنوده في طلب الشيخ الشنواني، فجدُّوا في البحث عنه حتى عُثِرَ عليه في المكان الذي اختفى فيه بمصر القديمة، فأخبروه بطلب الوالي له، فذهب معهم.
ثم أرسل محمد علي إلى المشايخ بالحضور إلى مقره بالقلعة، فلمَّا حضروا وجدوا الوالي وعنده الشيخ الشنواني، فأعلن محمد علي الشيخ الشنواني شيخًا للجامع الأزهر، ولم يعترض الشيوخ على جعل الشيخ الشنواني شيخًا على الأزهر.
ثم عاد الشيخ الشنواني إلى بيته في جَمْعٍ كبير وموكب رسمي عظيم، وكانت دار الشيخ صغيرة متواضعة لا تتسع لهذا الموكب ولوفود المهنئين، فأنزله السيد المحروقي في دار (بان الزليجي) بحارة خوشقدم، وأرسل إليه الطباخين والفراشين والأغنام والأرز والحطب والسمن والعسل والسكر والقهوة وأوقف عبيده وخدمه لخدمة القادمين، وازدحم الناس على الشيخ الشنواني -رحمه الله- مهنئين وأتوا أفواجًا، وكان ذلك في يوم الثلاثاء، الرابع عشر من شهر شوال سنة 1227هـ = 20 من أكتوبر سنة 1812م، ولما كان يوم الجمعة ذهب الشيخ الإمام إلى الجامع الأزهر، فصلى الجمعة، وازدحمت الجماهير عليه مهنئين له(3).
ولم يترك الشيخ -رحمه الله- مكانه في الدرس بعد تولي المشيخة، وكان متبحِّرًا في علوم اللغة، كما كان مُولعًا بعلم الكلام والرياضيات. 


وفاته: 
===
كان الشيخ الإمام الشنواني -رحمه الله- متواضعًا في حياته وفي شؤون معاشه، وأقبلت عليه الدنيا فلم يهنأ بها، فقد اعترته الأمراض إلى أن توفي يوم الأربعاء رابع عشر من المحرم سنة 1233هـ = 23 نوفمبر سنة 1817م، وصُلِّي عليه بالأزهر في مشهد عظيم، ودُفِنَ بتربة المجاورين(4).

---------------
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثنى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأزهر خلال ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/355، 356.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 2/21- 24.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. ص (135- 173).
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/189-193.
----------------------------
(1) عجائب الآثار 7/429، الأعلام للزركلي 6/297.
(2) عجائب الآثار 7/197، ويقصد بقوله المعقولي: أنه درس علوم المنطق والجدل والفلسفة والميقات والحساب وما إليها من العلوم التي يطلقون عليها علوم المعقول، أما علوم المنقول فهي: الفقه، والتفسير، والحديث ... وعلوم اللغة.
(3) عجائب الآثار 7/197، 198.
(4) عجائب الآثار 7/439

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:41 pm

شُيُخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ الْعَرُوسِيِ رحمَهُ الله

اسمه:

===
محمد ابن الإمام أحمد بن موسى بن داود العروسي.

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
تلقى الشيخ محمد العروسي -رحمه الله- العلم على يد والده، وظهرت نجابته، فلمَّا توفي والده حلَّ محلَّه في التدريس لطلبته، وكان شغوفًا بالدرس، فكان يواصل التدريس لطلبته من الصباح إلى المساء(1)، ولعل هذا هو الذي شغله عن التأليف، وكان يمتاز بالمرونة واللباقة.

مؤلفاته:
===

اشتغل الشيخ العروسي -رحمه الله- بالدرس، فكان يقضي وقته من الصباح للمساء في التدريس لا يقوم إلا إلى الصلاة، وهذا ما عوَّقه عن التأليف الذي يحتاج إلى وقت.


ولايته للمشيخة:
======
تولَّى الشيخ الإمام محمد العروسي -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1233هـ. وهو أول شيخ للأزهر وُلِّيَ أبوه مشيخة الأزهر من قبله، ويفصله عن مشيخة أبيه شيخان، هما: الشيخ الشرقاوي، والشيخ الشنواني، وكان الشيخ محمد العروسي -رحمه الله- من المزاحمين للشيخ الشنواني في ولاية المشيخة، لولا أن محمد علي باشا آثر عليه الشيخ الشنواني لما عرفه عنه من تواضعه وانصرافه عن مظاهر السلطة، وكان محمد علي باشا قد ضاق بتدخل الشيخ الشرقاوي، وعمر مكرم في شؤون الحكم دفاعًا عن حقوق الشعب.

ولما مات الشيخ الشنواني انعقد الإجماع على إمامة الشيخ محمد بن أحمد العروسي؛ لأنه لم يكن له منافس في التطلع إلى المشيخة، فتقلدها «من غير منازع وبإجماع أهل الوقت، ولبس الخلع من بيوت الأعيان، مثل البكري والسادات» كما ذكره الجبرتي في تاريخه(2).
وحدثت في عهده فتنة حول أكل ذبائح أهل الكتاب، وهي أن الشيخ إبراهيم المالكي الشهير بإبراهيم باشا قرأ في درس الفقه (إن ذبائح أهل الكتاب في حكم الميتة لا يجوز أكلها) وسمع فقهاء الثغر بذلك فأنكروه وناقشوه، فقال: إني أخذت ذلك عن الشيخ عليًّا الميلي المغربي، وهو عالم جليل ورع، فأرسلوا إليه فبعث برسالة مفصلة ساق فيها الأسانيد على رأيه، واستند هو أيضًا لرأي الشيخ الطرطوشي في المنع وعدم الحل، وأمر الوالي بجمع العلماء والنظر في هذه المسألة الخطيرة.
فأحضر العلماء، وتقدم الشيخ العروسي بلباقته وحسن تأنيه، فقال: الشيخ علي الميلي رجل من العلماء، تلقى عن مشايخنا ومشايخهم (أي: مشايخ المغاربة) لا ينكر علمه، وهو منعزل عن خلطة الناس، ولأنه حاد المزاج (يريد أن يعتذر بهذا عن طعنه في العلماء المعاصرين) والأولى أن نجتمع به ونتذاكر في غير مجلسكم، وننهي بعد ذلك الأمر إليكم.
فاجتمعوا في اليوم الثاني، وأرسلوا إلى الشيخ علي لمناظرته فأبى الحضور، وقال: إنه لا يحضر مع الغوغاء، ولكنه يقبل الحضور في مجلس خاص، يحضره الشيخ حسن القويسني، والشيخ حسن العطار فقط؛ لأن ابن الأمير يشن عليه الغارة.
فتغير ابن الأمير وأرعد وأبرق، وثار العلماء الحاضرون وأمروا الأغا بالذهاب إلى بيت الشيخ علي وإحضاره قهرًا عنه، فذهب الأغا إليه فوجده قد اختفى، فأخرج زوجته وأهله من بيته وأغلقه، وكتب العلماء رسالة إلى الوالي ذكروا فيها أن الشيخ علي مخالف للحق، وأن إباءه حضور مجلس العلماء، ثم هربه يؤيدان أنه على الباطل، ولو كان مُحقًّا ما اختفى ولا هرب، وفوضوا إلى الوالي التصرف في شأنه وشأن الشيخ إبراهيم باشا الإسكندري، فأصدر الباشا قرارًا بنفي الشيخ إبراهيم إلى بني غازي، أما الشيخ علي فظل مختفيًا.

وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام محمد العروسي -رحمه الله- سنة 1245هـ.

مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
----------------------
(1) الأزهر في اثني عشر عامًا ص42.
(2) ينظر: عجائب الآثار 7/441
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:42 pm

شيخ الأزهرالإمَامِ أُحْمَدُ الدمهوجي رَحِمَهُ الله


اسمه:
===
أحمد زين علي بن أحمد الدمهوجي الشافعي.

الميلاد والإقامة:
=======
ولد بالقاهرة سنة 1170هـ، وقيل سنة 1176هـ.
كانت داره برقعة القمح، وراء رواق الصعايدة، بجوار الأزهر، وهناك عطفة تعرف بعطفة الدمهوجي.

نسبته:
===
يعود نسب الشيخ الدمهوجي -رحمه الله- إلى قرية (دمهوج) بمحافظة المنوفية، بالقرب من بنها، وهي القرية التي يرجع إليها أصل عائلته وإقامتهم فيها قبل انتقالهم إلى القاهرة، لذلك انتسب إليها، برغم أن ولادته كانت في القاهرة.

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
تلقى الشيخ الدمهوجي -رحمه الله- العلوم الأزهرية على أيدي علماء الأزهر وشيوخه، وأثبت في تحصيل العلوم درجة عالية، وشغفًا عظيمًا، فقد كان ذكاؤه باهرًا. 

أخلاقه:
===
كان الشيخ الدمهوجي -رحمه الله- حسن الصورة، هادئ الطبع، زاهدًا، منقطعًا للعبادة والتدريس وتحصيل العلم.

منزلته:
====
جاء في كتاب (حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر) وصفًا للشيخ الدمهوجي، أنه: «الفاضل الجهبذ الهمام، والعاقل العالم الإمام، من استوى على عرش العلوم، وثوى على مهاد المنطوق منها والمفهوم، فهو الفرد الكامل المستجمع لفرائد الفضائل، قد حضر دروس علماء عصره، وفاق حتى انفرد في مصره، وشهد له العموم بأنه بكمال الفضل موسوم، وأذن له شيوخه ذوو المقام المنيف بالتدريس والإفتاء والتأليف، وانتشر في الأقطار ذكره وسما في الأمصار قدره، ولم تزل سيرته حسنى إلى أن دعي إلى المحل الأسنى، وذلك في رمضان سنة ألف ومائتين وست وأربعين»(1).
ولم يأخذ الشيخ حقَّهُ من الشُّهْرَةِ والذُّيوع رغم تلاميذه الكثيرين؛ لانقطاعه للعبادة، وحبه في عدم الظهور وإلقاء الضوء على شخصه.
ولا يعرف عن حياته إلا القليل، ولعل هذا يرجع إلى زُهده وتواضعه وبُعده عن مظاهر الحياة ومشاغلها، وانقطاعه الكامل للدراسة والتدريس بالأزهر، فإذا فرغ من دروسه أقبل على الصلاة والعبادة بمسجد الأزهر، وهكذا عاش -رحمه الله- متفرغًا للتدريس والدراسة والعبادة لله.

ولايته للمشيخة:
======
بعد وفاة الشيخ العروسي -رحمه الله- ظل منصب مشيخة الأزهر خاليًا إلى أن جاء قرار الوالي -بعد إجماع العلماء- بتكليف الشيخ الدمهوجي لتحمل أعباء هذا المنصب، وعُيِّن الشيخان المهدي والأمير وكيلين للشيخ الدمهوجي نظرًا لكبر سنه، واحتياجه لمن يساعده في القيام بمهام هذا المنصب.
وقد تولَّى الشيخ الدمهوجي -رحمه الله- مشيخة الأزهر فترة قصيرة جدًّا وهي ستة شهور فقط، حتى توفاه الله.

وفاته: 
===
توفي الشيخ الدمهوجي -رحمه الله.- بعد أن بلغ سبعين سنة، فتوفي ليلة الأضحى سنة 1246هـ = 21 مايو سنة 1831م.

مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، لعبد الرزاق البيطار.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
----------------------------------
(1) ينظر: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، لعبد الرزاق البيطار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:43 pm

شَيْخِ الأزهر الإمام حَسَنَ الْعطارِ رَحمَهُ الله


اسمه:
===
حسن بن محمد بن العطار.

الميلاد:

====
ولد في القاهرة سنة 1182هـ، وهو مغربي الأصل، وقد حدد تاريخ مولده بنفسه في منظومته النحوية، حيث ذكر أنه ألفها في يومين في شهر ذي القعدة سنة 1202هـ = 3 أغسطس سنة 1788م، 


وألف في يومين عام الذي له (غرب)(1) جاء تاريخًا بشهر أحد عشر

ومعذرة يا صاحبي لمؤلف له عشر أعوام وعشر من العمر

إلا أن بعض المصادر لم تتنبه لهذا النص، وذكر تاريخ مولده بأنه سنة 1180هـ، وبعضها ذكر أن مولده كان سنة 1190هـ.

نسبته: 
===
كان والد الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- عطَّارًا، فنُسِبَ الإمام إلى مهنة أبيه، ولعل والده -رحمه الله- كان يُنْسبُ إليها أيضًا.

نشأته ومراحل تعليمه:
==========
نشأ في كنف والده الشيخ محمد كتن، وكان عطَّارًا فقيرًا مُلِمًّا ببعض العلوم وعلى ثقافة جيِّدة، فكان يستصحب ابنه معه إلى حانوته ويعلِّمه البيع والشراء ويرسله في قضاء حاجاته، ولكن الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- وهو ما زال طفلا كان حادَّ الذكاء مشغوفًا بالعلم، واسع الآمال، فكانت تأخذه الغيرة حين يرى أتْرَابه يترددون على الأزهر لحفظ القرآن الكريم وللدراسة، فكان يتردد خِفْيَة إلى الأزهر لحفظ القرآن الكريم حتى حفظه في مدة يسيرة، وعَلِمَ أبوه بأمره، فأعانه على التعليم، فالتحق بالأزهر، وجدَّ في التحصيل على كبار المشايخ أمثال الشيخ الأمير، والشيخ الصبان، وغيرهما من كبار العلماء، فظهر نبوغه وغزارة علمه وتنوع ثقافته في زمن قصير هيأه لتولي التدريس بالأزهر.
ولم يقنع بالعلوم المألوفة في عصره، بل درس العلوم الهندسية، والرياضية، والفلكية، وتعمق في دراستها، قال عنه معاصره الشيخ شهاب الشاعر: «إنه كان آية في حِدَّة النظر وقوة الذكاء، وكان يزورنا ليلا في بعض الأحيان، فيتناول الكتاب الدقيق الخط الذي تعسر قراءته في وضح النهار، فيقرأ فيه على ضوء السراج، وربما استعار مني الكتاب في مجلدين فلا يلبث عنده إلا أسبوعًا أو أسبوعين ويعيده إِلَيَّ وقد استوفى قراءته وكتب في طُرَرَهِ على كثير من مواضعه»(2).
ويحدِّثُنا عنه تلميذه العلامة رفاعة الطهطاوي فيقول: «كانت له مشاركة في كثير من هذه العلوم -العلوم العصرية- حتى في العلوم الجغرافية، لقد وجدت بخطه هوامش جليلة على كتاب تقويم البلدان لإسماعيل أبي الفداء سلطان حماة... وله هوامش أيضًا وجدتها بأكثر التواريخ على طبقات الأطباء وغيرها، وكان يطلع دائمًا على الكتب المعربة من تواريخ وغيرها، وكان له ولوع شديد بسائر المعارف البشرية»(3).
وقد حمله شغفه بالمعارف والفنون على التطبيق العملي للمعارف التي تعلمها نظريًّا، فقد اشتغل بصناعة المزاول الليلية والنهارية، وأتقن الرصد الفلكي الأسطرلاب، وسجل هذا في مؤلفاته إلى جانب الطب والتشريح، وبهذا تعددت مواهبه وتنوعت مداركه حتى أصبح شبيهًا بالموسوعات العلمية التي تتناول جميع الفنون، وقد أعانته على ذلك رحلاته العديدة بالداخل والخارج واتصاله الوثيق بعلماء الحملة الفرنسية ومشاهدته التجارب العلمية التي باشرها هؤلاء العلماء.
وقد جدَّ الشيخ العطار -رحمه الله- في تحصيل العلم، ووسع دائرة ثقافته العلمية حتى شملت المنقول والمعقول -كما يقول القدماء- وتصدَّر للتدريس في سن مبكرة، وبدأت الأنظار تتجه إليه.
ولما داهمت الحملة الفرنسية مصر لم يطق البقاء بالقاهرة؛ ففر إلى أسيوط حيث وجد الأمن والحرية، وإن كان شوقه إلى القاهرة قد برح به، وما قاساه في الغُرْبَة قد أحزنه وأفزعه، هذا إلى ما كابده في سبيل كسب رزقه، وما قاساه من أهوال الطاعون الذي انتشر بأسيوط، فصرع الآلاف وأفزع الباقين.
وقد عبَّر عن هذه الأحداث في مسهبة كتبها إلى صديقه المؤرخ الجبرتي قال فيها: «تلك شؤون طال بها العهد، وانجرَّ عليها ذيل الحوادث وامتد، وما كنت أوثر أن يمتد بي الزمن حتى أرى الأسفار تتلاعب بي كالكرة في ميدان البلدان... حصل لي القهر بخروجي من القاهرة واغبرَّ أخضر أيامي الزاهرة، وقد ألجأتني خطوب الاغتراب واضطرتني شؤون السفر الذي هو قطعة من العذاب إلى التقلُّب في قوالب الاكتساب، والتلبُّس بتلبيس الانتساب، وأخفي معالم المجيء والذهاب»(4).
ثم عاد إلى القاهرة بعد أن حصل الأمن، واتصل بناس من الفرنسيين، فكان يستفيد منهم الفنون المستعملة في بلادهم، ويفيدهم اللغة العربية(5 ).
وبهذا جمع الشيخ الإمام حسن العطار -رحمه الله- بين الثقافة الغربية والثقافة العربية الإسلامية، واستفاد من خبراته العديدة والأحداث المثيرة -التي أصابت وحلت بالبلاد- أعظم استفادة، ولا شيء يُكَوِّن الرجال مثل مقاساة الشدائد واحتمال النكبات ومصارعة الأهوال.
ثم أضاف إلى هذا رحلاته العديدة إلى الخارج، فقد أتقن اللغة التركية، وألمَّ بالفرنسية، واختلط بكثير من العلماء النابهين من عرب وأتراك وفرنسيين، فزادت ثروته الثقافية نماء واتِّساعًا وعُمقًا.
أما سبب رحلاته الخارجية فنرجح أنه راجع إلى طغيان الفرنسيين وجبروتهم وتنكيلهم بالشعب، بعد أن تعددت ثوراته ضدهم، فهاجر الشيخ الإمام إلى مكة للحج، ثم سافر منها إلى معان، ثم الخليل فالقدس بفلسطين، ورحل إلى الشام، فأقام بدمشق في المدرسة البدرية، ثم رحل إلى ألبانيا حيث استقر بمدينة أشكور مدة، وأخيرًا عاد إلى القاهرة بعد جلاء الفرنسيين عنها، فلفت إليه الأنظار لتنوع ثقافته وتعدد مواهبه، فقد كان متعمقًا في العلوم الدينية واللغوية، وكان عالما فلكيًّا ورياضيًّا، وكان إلى هذا أديبًا وشاعرًا معدودًا في طليعة الأدباء والشعراء في عصره، ولهذا عهد إليه بإنشاء جريدة الوقائع المصرية والإشراف على تحريرها، فكانت فرصة لإظهار آثاره النثرية وروائعه الشعرية، وكانت الوقائع المصرية منبرًا أعلن فوقه آراءه في الدعوة إلى التجديد في مناهج التربية والتعليم، وإلى مناداته بإدخال العلوم الحديثة، والعلوم المهجورة بالأزهر إلى مناهجه.
فطالب بدراسة الفلسفة، والجغرافيا، والتاريخ، والأدب، والعلوم الطبيعية، كما طالب بالرجوع إلى أمهات الكتب العلمية، وعدم الاقتصار على المتون والحواشي المتأخرة، كما نادى بالإفادة من أئمة العلماء القدماء وعدم الاقتصار على العلماء المتأخرين القائمين بالتقليد والمحاكاة.
هذه النصيحة الجادة المبكرة تلقفها بعد الشيخ الإمام تلميذه النجيب الشيخ محمد عياد الطنطاوي، وتلميذه العلامة رفاعة الطهطاوي، وما زال العلماء الأعلام يتلقفونها جيلا بعد جيل حتى آتت أكلها وأثمرت أينع الثمار في العصر الحديث، والفضل للرعيل الأول من زعماء العلماء الأعلام.
وكان شعار الشيخ الإمام قوله: إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها، ولم يكن شعارًا نظريًّا فحسب، بل طبقه تطبيقًا علميًّا، فدرَّس وألَّف في فنون شتى لم تكن مطروقة في عهده، ثم وجَّه تلاميذه إلى التجديد فيما يعالجونه من أبحاث ودراسات حتى ولو كانت تتناول موضوعات قديمة، فقد نجح في إدخال الدراسات الأدبية بالأزهر على يدي تلميذه محمد عياد الطنطاوي، وهو الذي أشار بإرسال تلميذه النجيب رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا، وهو الذي وجهه وأرشده إلى استيعاب ما يمكن استيعابه من آثار الحضارة الفرنسية، وأشار عليه بتدوين كل ما يشاهده أو يعرفه أو يسمع عنه فكانت نتيجة التوجيهات أن ألَّف الطهطاوي كتابه (تخليص الإبريز في تلخيص باريز).
وقد أحبَّ الشيخ تلميذه رفاعة الطهطاوي حبًّا كبيرًا؛ لما آنسه فيه من الذكاء والنجابة فقربه إليه وأحاطه برعايته، وكان رفاعة يتردد على بيت شيخه يقرأ عليه بعض كتب العلوم الحديثة، وكان يتلو على شيخه ما نظمه من قصائد شعرية، فيلقى منه التشجيع وحسن التوجيه.
وهكذا كان الشيخ يرعى تلاميذه النابهين، ولم يكن يكتفي بالتوجيه والإرشاد، بل كان يعطي القدوة من نفسه، فاشتغل بالآداب شعرًا ونثرًا، وصنَّف فيها كثيرًا من روائع الشعر وفصول النثر والمقامات، وألَّف في المنطق والفلك والطب والطبيعة والكيمياء والهندسة، وقام بتدريس الجغرافيا والتاريخ بالأزهر وخارج الأزهر، وكان يتناول الموضوعات القديمة بأسلوب جديد مشوق، فقد لاحظ أن تفسير البيضاوي كاد يكون مهجورًا في الأزهر، فقام بقراءته والتعليق عليه بطريقة مشوقة جذبت إلى حلقته كثيرًا من العلماء والطلبة، فكان إذا بدأ درسه ترك كبار العلماء حلقاتهم وأقبلوا عليه مستزيدين من علمه الفيَّاض، ودفع تلميذه الأديب محمد عياد الطنطاوي ليشرح مقامات الحريري بأسلوبه الأدبي البليغ، كما دفع تلميذه الطهطاوي لتدريس الحديث والسُّنَّة بطريق المحاضرات دون التقيد بكتاب خاص أو نص معروف، فكان ذلك مثار إعجاب العلماء.

أخلاقه: 
====
كان الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- يتمتع بشخصية قوية، وعزيمة ماضية، وأخلاق حميدة، وأدب جم، وتمسك بالحرية، نرى هذا في نشأته حيث رفض الإقامة بالقاهرة حينما عصف بها الفرنسيون فهاجر إلى أسيوط، ثم بعد ذلك هاجر إلى الشام، ثم إلى إسطنبول، ثم إلى ألبانيا، ولم يعد إلا بعد رحيل الفرنسيين عن مصر، وكان الشيخ لبقًا في معاملاته مع الحكام. قال عنه أحمد تيمور باشا: كان الشيخ العطار عالمًا جليلا ذائع الصيت في مصر وسائر الأقطار العربية والشرقية، وأديبًا فريدًا، وشاعرًا مجيدًا، وكان مع ما اتصف به من حميد السجايا طيب الخلال، متواضعًا كريمًا زاهدًا وجيهًا، أينما توجه وحيث أقام. وقد ظهرت آثاره العلمية وشمائله الخلقية في تلاميذه الأعلام أتم ظهور.

مؤلفاته:
====
كان الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- واسع المعرفة، عميق الثقافة، غزير الإنتاج، وسنذكر ما علمناه من مصنفاته:
- حاشية العطار على الجواهر المنتظمات في عقود المقولات، الحاشية للعطار أما الجواهر المنتظمات فهي شرح لعقود المقولات العشر، وكلاهما (أي: المتن والشرح) للشيخ أحمد السجاعي المتوفى سنة 1197هـ، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (2409).
- حاشية العطار على التذهيب للخبيصي، وهو شرح على تهذيب المنطق والكلام لسعد الدين التفتازاني المتوفى سنة 793هـ، في علم المنطق، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (2867). 
- حاشية العطار على شرح إيساغوجي في المنطق لأثير الدين المفضل بن عمر الأبهري المتوفى سنة 632هـ، مطبوع.
- حاشية العطار على شرح العصام على الرسالة العضدية، توجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (5984 هـ).
- حاشية العطار على كتاب نيل السعادات في علم المقولات، لمؤلفه محمد بن محمد البليدي، المعروف بالشريف البليدي، المتوفى سنة 1176هـ.
- رسالة تتعلق بموضوع علم الكلام، توجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (3854ج).
- رسالة أخرى في علم الكلام، توجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (25816ب).
- حاشية العطار على شرح الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري لكتاب قواعد الإعراب لابن هشام، وقد طُبِعت هذه الحاشية.
- حاشية أخرى على شرح الشيخ خالد الأزهري على متن الأجرومية، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (4876هـ).
- شرح السمرقندية في علم البيان، ومنها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (5255هـ).
- منظومة العطار في علم النحو، نظمها كما جاء في ختامها سنة 1202هـ، أولها: 
بحمدك يا مولاي أبدأ في أمري ومنك أروم العون في كل ذي عسر
وأبياتها خمسون بيتًا، وقد طبعت مع مجموعة (أمهات المتون) وشرحها تلميذه الشيخ حسن قويدر الخليلي المتوفى سنة 1262هـ.
- إنشاء العطار في المراسلات والمخاطبات وكتابة الصكوك والشروط مما يحتاج إليه الخاص والعام.
- ديوان العطار، وقد أورد الجبرتي مختارات عديدة منه في كتابه (عجائب الآثار)، 
و(مظهر التقديس) كما أورد علي باشا مبارك طائفة مختارة منه.
- مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس، اقتبس منه الجبرتي كتابه المعروف بهذا الاسم.
- رسالة في كيفية العمل بالأسطرلاب والربعين المقنطر والمجيب والبسائط -وهي آلات رصد فلكية- ذكر هذه الرسالة علي باشا مبارك في ترجمته للمؤلف في الخطط التوفيقية.
- رسائل في الرمل والزيراجة والطب والتشريح وغير ذلك.
- جمع وترتيب ديوان ابن سهل الأندلسي.
- شرح كتاب الكامل للمبرد، أشار إليه المؤلف في قصيدته الطائية في وصفه لجمال الطبيعة بدمشق.
- ثلاث مقالات طبية في الكي والفصد والبط(6)، أشار إليها المؤلف في وصف قصيدته الطائية في وصفه لجمال الطبيعة بدمشق، وهذه المصنفات الثلاثة الأخيرة ذكرها المؤلف في قصيدتها الطائية حيث قال: 

وعندي من التأليف شيء وضعته***على شرح قانون الحفيد أخي السبط
ثلاث مقالات كبار وضعتها***لتعريف حال الكي والفصد والبط
وجزء على كل شرح المبرد كامل***أُبيِّن فيه غامض النص بالقط
وألفت في علم الجراح نبذة***لتعريف أكل الفول بالقطع والحط

ولعل للشيخ الإمام آثارًا أخرى طواها النسيان، أو تبددت مع ما تتبدد من الآثار.

ولايته للمشيخة:
=======
وقد نال الشيخ حسن العطار -رحمه الله- شهرة ذائعة حتى قبل ولايته لمشيخة الأزهر، ولما خلا منصب شيخ الأزهر سنة 1246هـ كان هو المرشح البارز لهذا المنصب، فولاه محمد علي هذا المنصب الكبير لثقته التامة به، ولما يتمتع به من علم غزير وأدب جم، وثقافة عميقة، وبلاغة مرموقة، فظل شيخًا للأزهر حتى توفي.

وفاته: 
====
توفي الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- سنة 1250هـ في القاهرة، بعد أن ملأ العقول والأسماع بآثاره الأدبية والعلمية، وبعد أن ربَّى طائفة مرموقة من كبار العلماء والباحثين.

مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثنى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 2/220.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 2/35 -40.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص 138. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/211- 227.
- مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس للجبرتي ص250.

----------------------
(1) الغين بحساب الجُمَّل تعادل (1000)، والراء (200)، والباء (2)، فيكون المجموع 1202هـ. وحساب الجُمَّل: طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، حيث يعطى لكل حرف رقم مُعيَّن يدلُّ عليه، فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص.
(2) أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث، أحمد تيمور ص 2.
(3) في الأدب الحديث، عمر الدسوقي 1/46، 47.
(4) مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس ص 314.
(5) كنز الجوهر ص 139.
(6) وهي طرق علاجية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:44 pm

شَيْخُ الأزْهَرِ الإمَامِ حَسَنُ بْنُ دَرْوِيشِ القويسني رَحِمَهُ الله 


اسمه:
===
برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني(1).

الميلاد:
===
ولد في مدينة قويسنا، محافظة المنوفية، ونُسِبَ إليها.

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
كان الإمام الشيخ حسن القويسني -رحمه الله- كفيف البصر، ولم تأت لنا كتب التراجم بأي شيء عن نشأته ومراحل تعليمه، وأنه اشتهر باسم البرهان القويسني الشافعي.


تلاميذه:
====
تخرج على يد الإمام الشيخ القويسني -رحمه الله- كثير من أعلام العلماء من أشهرهم: الشيخ إبراهيم الباجوري، والسيد مصطفى الذهبي، والشيخ محمد البناني، ومن ألمع تلاميذه رفاعة الطهطاوي حيث درَّس له جمع الجوامع في أصول الفقه، ومشارق الأنوار في الحديث.
وممن تتلمذ عليه حفيده الشيخ حسن القويسني شيخ رواق ابن معمر وأحد مدرسي الأزهر، سنة 1299هـ ودفن مع جده على باب ضريح الشيخ البيومي.


أخلاقه ومنزلته:
=======
كان الإمام الشيخ حسن القويسني -رحمه الله- عالما، تقيًّا، مدققًا، محققًا، ورعًا، زاهدًا، متصوفًا، مهيبًا، وقورًا، عزيزَ النفس، ذكر صاحب كتاب كنز الجوهر أنه: «كان رحمه الله من شرف النفس وعلو الهمة بمكان حتى محمد علي باشا أحبَّ أن يُنْعِمَ عليه بشيء من الدنيا فأبت نفسه ذلك..... واستغرقته الصوفية حتى كانت له أحيانًا شطحات لا يستسيغها غير الصوفية، ومن المعروف أن الإنسان إذا طغت مشاعره فإنه لا يحس غيره ولا يشعر بسواه، فيتصرف تبعًا لما تمليه وتستغرقه محبته، فيذهلون عن الدنيا وما فيها من ظواهر مادية زائلة فيتصرفون وينطقون بما لا يسيغه غيرهم، مما يسمونه الشطحات الصوفية أو الجذب، وكان الشيخ الإمام تعتريه هذه النوبات أحيانًا فيحدث منه ما لا يتسق ومنصبه الكبير، ولكن سرعان ما يثوب إلى حالته الطبيعية فيكون أتم ما يكون عقلا وأحسن ما يكون جلالا وتصونًا، قال صاحب كنز الجوهر: «وكان إذا جاء وقت درسه أفاق وقرأ درسه، ولم يزل على حاله إلى أن توفي سنة 1254هـ».
ونذكر هنا موقفًا حدث بينه وبين الشيخ الأمير يدل على سموِّ أخلاق العلماء، فقد ذكر الشيخ محمد سليمان في كتابه «من أخلاق العلماء» ص39 نقلا عن شيخه المرحوم الشيخ عبد المجيد اللبان أنه كانت هناك جفوة بين الشيخ الإمام والشيخ الأمير، وبلغت الجفوة الحاكم، وكان الشيخ الأمير عنده فسأله عن الجفوة وأخبَرَه أن الشيخ القويسني حدَّثه عنها، فقال الشيخ الأمير: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدَّثك بشيء من هذا، وأثنى على الشيخ القويسني ثناء جَمًّا، ولما انصرف من عند الحاكم ذهب إلى دار الشيخ القويسني وحدثه بما قاله الحاكم وما أجابه به، فقال له الإمام: صدقت في ظَنِّك، ما قلتُ للحاكم شيئًا، فقال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون ما بينهم في خاصتهم، وأما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف والخير، وإمساكًا على عروة الإسلام، وحفظًا لكرامة العلم - وزال بهذا ما بينهما من جفاء.



مؤلفاته:
====
- شرح السلم المنورق لعبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري من علماء القرن العاشر الهجري، والسلم مطبوع. أما الشرح فتوجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب رقم (2869)، (4114).
- سند القويسني: قال في أوله: أخذت صحيح البخاري عن الإمام الفاضل الهمام الشيخ عبد الله الشرقاوي عن الشيخ الرحالة، منه نسخة خطية بدار الكتب رقم (23126ب).
- رسالة في المواريث (في الفقه).



ولايته للمشيخة:
=======
بعد أن توفي الإمام الشيخ حسن العطار -رحمه الله- تقلَّد المشيخة شيخ الإسلام البرهان القويسني الشافعي سنة 1250 هـ وبقي بها حتى وفاته.


وفاته: 
===
توفي الإمام الشيخ حسن القويسني -رحمه الله- سنة 1254هـ في القاهرة، ودفن بمسجد الشيخ علي البيومي بالحسينية بالقاهرة.



مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثنى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 2/190.
- شيوخ الأزهر، تأليف : أشرف فوزي 2/43 وما بعدها.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص141. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
- من أخلاق العلماء للشيخ محمد سليمان - من مطبوعات الشعب.

-----------------------
(1) ظهر في القرن الثالث عشر الهجري ثلاثة من العلماء يحملون اسم الشيخ حسن القويسني:
الأول: ورد ذكر اسم الأب والجد، وله إجازة خطية بدار الكتب المصرية رقم 317 في مصطلح الحديث، أجاز بها أبا السعود عبد الرحيم بن مسعود الصعيدي الطهطاوي. والثاني: حسن العلوي بن داود بن عبد الله القويسني، وله بدار الكتب استجازة رقم 154 أجازه بها داود بن محمد بن أحمد القلعي. أما الثالث: فهو شيخ الأزهر الشيخ الإمام برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني المتوفى سنة 1254هـ. أما الأول: فقد يكون هو الثاني أو الثالث وقد يكون غيرهما، فإننا لا نملك دليلا علميًّا يحدد شخصيته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:45 pm

شيخ الأزهر الإمام السَّفَطِيِ رَحِمَهُ اللهَ

اسمه:
===
أحمد بن عبد الجواد الشافعي السفطي، وشهرته: الشيخ أحمد الصائم(1).

الميلاد:
===
وُلِدَ الإمام الشيخ السفطي -رحمه الله- في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، في قرية سفط العرفاء من ضواحي الفشن، محافظة بني سويف، وإليها نُسِبَ.

نشأته ومراحل تعليمه:

=========
حفظ الإمام السفطي -رحمه الله- القرآن الكريم في قريته ثم رحل إلى القاهرة ليلتحق بالجامع الأزهر الشريف، فتلقى العلوم على كبار مشايخه وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن محمد السنباوي، الشهير بالأمير الكبير المتوفى سنة 1232هـ الذي أجازه بجميع ما دوَّنه في ثبته(2) كما تتلمذ على الشيخ الشنواني المتوفى سنة 1233هـ وهو الشيخ الثالث عشر للأزهر، وعلى الشيخ الإمام الدمهوجي المتوفى سنة 1246هـ، وهو الشيخ الخامس عشر للأزهر، وعلى غيرهم، واشتغل بالتدريس حتى ولِّي مشيخة الأزهر سنة 1254هـ. 
وبرع الإمام السفطي في تحصيل العلوم وحفظ كل ما يلقى عليه، فأجازه الشيخ الأمير واشتغل بالتدريس، وكانت حلقة درسه من أكبر حلقات الدرس بالجامع الأزهر، وكان تلاميذه من أنبغ التلاميذ، وظل الإمام السفطي يعطي ما لديه لتلاميذه ولا يكتفي بذلك بل نشط في تحصيل العلوم والثقافات ليعيد قراءتها وشرحها على تلاميذه.

أخلاقه:
====
كان الإمام السفطي -رحمه الله- مشهورًا بالعِفَّة، والصلاح، والتقوى، وغزارة العلم، وسعة الاطلاع.

مؤلفاته:
===
ظل الإمام الشيخ السفطي -رحمه الله- منشغلا بالجامع الأزهر وأعبائه والتدريس، مما منعه من وضع المؤلفات والشروح؛ لأنه كان يعطي معظم وقته لتلاميذه ليرد على استفساراتهم، ويشرح ما يصعب عليهم، ولذلك لم تذكر الفهارس والكتب مصنفات للشيخ السفطي سوى إجازتين، إحداهما منه للشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي أجازه فيها بما تجوز له روايته مما تلقاه عن أساتذته ومنهم الشيخ الأمير.
والثانية: إجازة أجاز بها الشيخ حسنين الملط الحنفي، قال فيها: «وقد أجزت ولدنا المذكور بما يجوز لي وعنِّي روايته، وما تلقيته عن المشايخ ...» .

ولايته للمشيخة:
======
ولي الإمام الشيخ السفطي -رحمه الله- مشيخة الأزهر عقب وفاة الإمام الشيخ القويسني -رحمه الله- وظل في هذا المنصب يقوم بأعبائه، ويعمل لصالح الجامع الأزهر، وتذليل العقبات أمام الدارسين فيه، والوقوف بجانب علمائه ومشايخه. 

وفاته: 
===
توفي الإمام الشيخ السفطي -رحمه الله- سنة 1263هـ، ودفن بقرافة المجاورين.

مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثنى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 2/47.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص 143. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/237.

------------------
(1) كثيرًا ما يلتبس على الباحثين اسم الإمام السفطي باسم الشيخ عبد الله بن أحمد الشافعي السفطي، صاحب كتاب (العقد الثمين فيما يتعلق بأمهات المؤمنين) الذي ألَّفه سنة 1223هـ، وبالشيخ مصطفى السفطي ، المولود سنة 1250هـ والمتوفى سنة 1327هـ. ولا ندري صلة أحدهم بالآخرين، وإن كان الثلاثة عاشوا في القرن الثالث عشر الهجري.
(2) ينظر: ثبت الأمير، مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم (747) مصطلح الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:46 pm

شُيُخ الأزهر فَضِيلَةً الإمام إبراهيم الباجوري رحمَهُ الله 

اسمه:
===
إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي الباجوري.

الميلاد:
====
وُلِدَ بمدينة الباجور سنة 1198هـ = 1784م.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى بلدة الباجور بمديرية المنوفية فقيل له الباجوري، وبعض المراجع تسميه البيجوري، وقد اشتهرت هذه النسبة، ولكننا نأخذ بالنسبة الصحيحة التي يؤكدها الشيخ الإمام نفسه في مقدمة رسالته في علم التوحيد حيث قال بعد الديباجة: «يقول فقير رحمة ربه الخبير البصير إبراهيم الباجوري ذو التقصير...».

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
نشأ الإمام الباجوري -رحمه الله- في كنف والده، حيث حفظ عليه القرآن الكريم، وجوَّده عليه، وقَدِمَ إلى الأزهر لطلب العلم سنة 1212هـ، ولما احتلَّ الفرنسيون القاهرة سنة 1213هـ ترك القاهرة إلى الجيزة فترة يسيرة، ثم عاد إليها عندما رحلت الحملة الفرنسية سنة 1216هـ وجدَّ واجتهد وثابر في طلب العلم، وتتلمذ فيه على أعلام علماء الأزهر مثل: الشيخ محمد الأمير الكبير الذي أجازه بجميع ما ورد في ثبته، والشيخ الإمام عبد الله الشرقاوي شيخ الجامع الأزهر، والشيخ الإمام حسن القويسني، والسيد داود القلعاوي، لكن أكثر تلقيه عن الشيخ الإمام حسن القويسني، والشيخ محمد الفضالي، وفي فترة وجيزة ظهرت عليه آيات النجابة فدرَّس وألَّف في فنون عديدة، وكان يقضي وقته من أول النهار حتى صلاة العشاء في الدراسة والإفادة والتعليم والتأليف، وإذا فرغ من هذا رتَّل القرآن الكريم ترتيلا جميلا بصوت حسن.

تلاميذه:
====
تخرَّج على يد الإمام الباجوري -رحمه الله- طائفة من علماء الأزهر الأعلام، ومن أبرزهم رفاعة الطهطاوي، الذي لازمه مدة، ودرس عليه شرح الأشموني وتفسير الجلالين.

أخلاقه:

====
كان يمتاز بالهَيْبَة والوقار، والحرص على كرامة العلماء.


مؤلفاته:
====
ألَّف الإمام الشيخ الباجوري -رحمه الله- في علوم عديدة مما يدل على سِعَةِ أُفقه، وغزارة علمه، وتعدد ألوان ثقافته، ومن أهم كتبه:
- إجازة من الشيخ الإمام أجاز بها الشيخ عبد المنعم بن محمد السيوطي الجرجاوي الصعيدي المالكي، المتوفى سنة 1326هـ أجازَهُ فيها بجميع مروياته وبما يسند إليه، وبخاصة بما في سند الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم (515) مصطلح الحديث.
- إجازة أخرى منه إلى الشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي، الشهير بالمعرف، كان موجودًا سنة 1267هـ، أجازه فيها بكل ما صحَّ عنه وبخاصة ثبت الشيخ محمد الأمير الكبير وغيره، منها نسخة خطية بخط المؤلف في دار الكتب المصرية رقم (512) مصطلح الحديث.

- إجازة ثالثة أجاز بها حسنين أحمد جلبي الشهير بالملط البوتيجي الحنفي، نسخة بخط المجيز ومذيلة بخاتمه، منها نسخة خطية بدار الكتب رقم (468) مصطلح الحديث.
- إجازة رابعة أجاز بها عبد السلام بن عبد الرحمن الشطي الدمشقي الحنبلي، نسخة بخط المجيز وخاتمه، بدار الكتب المصرية رقم (49) مكتبة تيمور.
- إجازة خامسة أجاز بها علي بن عوض البرديسي الجرجاوي المتوفى سنة 1280هـ، نسخة بخط المؤلف وقد ذيلها بخاتمه، منها نسخة خطية رقم (511) مصطلح الحديث بدار الكتب المصرية.

- المسلسلات، قال في أولها بعد الديباجة: «إن عادة المحدثين أنهم يقدمون المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة... قال صل الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء...» نسخة خطية بدار الكتب المصرية.

- حاشية على متن الجوهرة، سمَّاها (تحفة المريد على جوهرة التوحيد) لمؤلفها برهان الدين اللقاني، المتوفى سنة 1041هـ.
- حاشية على متن السنوسية، المسماة أم البراهين، لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسيني المتوفى سنة 895هـ.
- حاشية على تحقيق (المقام على كفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام) للفضالي المتوفى سنة 1236هـ.
- حاشية على (شرح السعد للعقائد النسفية) لعمر بن محمد النسفي، المتوفى سنة 537هـ.
- فتح القريب المجيد على شرح (بداية المريد في علم التوحيد) للشيخ محمد السباعي، فرغ الباجوري من تأليفه سنة 1224هـ، توجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية رقم (22954 ب)، (23050 ب).
- رسالة موجزة في علم التوحيد، مطبوعة مع مجموعة أمهات المتون.
- منح الفتاح على ضوء المصباح في النكاح، فقه شافعي.
- حاشية على التحفة الخيرية على الشنشورية، في علم الفرائض (المواريث).
- حاشية على فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب، ويسمى أيضًا القول المختار في شرح غاية الاختصار لابن قاسم الغزي.
- حاشية على المنهج في الفقه، مات قبل أن يتمها.
- حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، لم يتمها.
- حاشية على المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية، للترمذي.
- تحفة البشر، تعليقات على مولد المصطفى صل الله عليه وسلم لابن حجر الهيثمي، المتوفى سنة 974هـ، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (13021ج).
- تعليق على الكشاف في تفسير القرآن الكريم.
- حاشية الباجوري على قصيدة البردة للبوصيري.
- حاشية على قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير.
- حاشية على متن السمرقندية في علم البيان.
- فتح الخبير اللطيف شرح نظم الترصيف في فن التصريف.
- الدرر الحسان على فتح الرحمن فيما يحصل به الإسلام والإيمان للزبيدي.
- حاشية على متن السلم في المنطق.
- حاشية على مختصر السنوسي في المنطق.


ولايته للمشيخة:
=======
ولِّي مشيخة الأزهر في شهر شعبان سنة 1263هـ = شهر يوليو سنة 1847م، ولم يمنعه تولي المشيخة من مباشرة التدريس مع القيام بشؤون الأزهر، ولما تقدَّمت به السِّنُّ وتعاورته الأمراض حدثت أحداث جسيمة بالأزهر لم يستطع السيطرة عليها، وكان الحاكم في هذا الوقت سعيد باشا يؤدي فريضة الحج، وأقام عنه نوابًا أربعة، فرأى هؤلاء النُّواب أنه من الاحترام للإمام الشيخ الباجوري أن لا يُعيَّنوا أحدًا مكانه في المشيخة، وأن يولُّوا أربعة وكلاء يقومون عن الشيخ الإمام الباجوري بإدارة شؤون الأزهر تحت رياسة الشيخ مصطفى العروسي، وهؤلاء المشايخ تم اختيارهم عن طريق الانتخاب، وهم: الشيخ أحمد كيوه العدوي المالكي، والشيخ إسماعيل الحلبي الحنفي، والشيخ خليفة الفشني الشافعي، والشيخ مصطفى الصاوي الشافعي، واستمر الجميع قائمين مقام الشيخ الإمام الباجوري حتى توفي. 

وفاته: 
====
توفي الإمام الشيخ الباجوري -رحمه الله- سنة 1277هـ.


مصادر ترجمته:

========
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص 143.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/241.
- الأعلام للزركلي 1/71.
- الخطط التوفيقية 9/2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:50 pm



شَيْخِ الأزهر الإمام عَبْدَ الرَّؤُوفِ بُنَّ مُحَمَّدِ السَّجِينِيِ رَحمَهُ الله 



اسمه: 
عبد الرؤوف بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد السجيني الشافعي الأزهري.وكنيته (أبو الجود).


الميلاد:
ولد ببلدة (سجين) بمحافظة الغربية، سنة 1154هـ(1).


نسبته: 
نُسِبَ إلى بلدته (سجين). 




نشأته ومراحل تعليمه: 


حفظ القرآن الكريم، ولزم عمه (الشيخ السجيني) وكان من العلماء، كما كان والده أيضًا، رغم أن عمَّه هذا كان كفيف البصر إلا أنه كان من كبار العلماء، فقد كان فقيهًا نحويًّا أصوليًّا شافعيًّا. ويظهر أنه سليل أسرة اشتهرت بالعلم، فقد ذكر الجبرتي في حديثه عن الشيخ السيواسي أن العلامة الشيخ محمد السجيني والد الإمام كان إذا مَرَّ بحلقة درسه خفض من مشيته ووقف قليلا وأنصت لحسن تقريره، ثم يقول: سبحان الفتاح العليم(2).
ووصف هذا الشيخ والد الإمام بأنه: الأستاذ العلامة شيخ المشايخ محمد السجيني الشافعي الضرير، وأنه توفي سنة 1158هـ، ثم ذكر أنه تلقى العلم عن الشيخ مطاوع السجيني وغيره، وأنه كان إمامًا عظيمًا وفقيهًا نحويًّا أصوليًّا منطقيًّا، أخذ عنه الكثيرون، وذكر في وفيات سنة 1179هـ اسم العمدة العلامة والحبر الفهامة قدوة المتصدرين، ونخبة المتفهمين، النبيه المتفنن، الشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيثمي الشافعي، الشهير بأبي الإرشاد... وذكر أنه تفقه على الشيخ عبد الله السجيني، وأنه تولَّى مشيخة رواق الشراقوة بالأزهر بعد وفاة خاله الشيخ عبد الرؤوف(3)، ولعل الشيخ محمد السجيني الذي ذكره الجبرتي أولا هو والد الشيخ الإمام؛ لأنه كان يمر على دروس الشيخ السيواسي ويظهر إعجابه به، والشيخ السيواسي توفي سنة 1148هـ مع أن الشيخ محمد السجيني الأخير ولد سنة 1154هـ كما ذكر الجبرتي(4). ومهما يكن من شيء فإن الإمام السجيني كان من أسرة اشتهرت بالعلم، وكان أستاذه الأكبر عمه الشيخ الشمس السجيني، وأنه لازم عمه حتى تخرج على يديه، وأنه خلفه في دراسة المنهج، ولعله (منهج الطلاب للأنصاري) فقد كان من الكتب المقررة الهامة في مذهب الشافعي بالأزهر(5). 




أخلاقه:
كان الشيخ السجيني - رحمه الله - من المعروفين بالعلم والتقوى، والحكمة، وحسن تدبير الأمور. منزلته: كان الشيخ السجيني - رحمه الله - ذا مكانة عالية، وقد اشتهر ذكره قبل ولايته لمشيخة الأزهر بسبب حادثة وقعت في ذلك الحين ، ذكرها الجبرتي في تاريخه، وخلاصتها أن أحد التجار بخان الخليلي تشاجر مع خادم فضربه الخادم وفَرَّ من أمامه فتبعه هو وآخرون من التجار، فدخل إلى بيت الشيخ السجيني لائذًا به، فاقتحم التجار البيت وضربه التاجر برصاصة أخطأته وأصابت شخصًا من أقارب الشيخ السجيني - رحمه الله - إصابة قاتلة فهرب الضارب، وطلبه الشيخ وأقاربه فامتنع عليهم، وتعصب له أهل خطته وأبناء جنسه، فاهتمَّ الشيخ السجيني - رحمه الله - بالأمر، وجمع المشايخ والقاضي، وحضر بهم جماعة من أمراء الوجاقلية، وانضمَّ إليهم الكثير من العامة، وثارت فتنة غلَّق الناس فيها الأسواق والحوانيت، واعتصم أهل خان الخليلي بدائرتهم وأحاط بهم الناس من كل جهة، وحضر أهل بولاق، وأهل مصر القديمة، وحدث صدام قتل فيه من الفريقين عدة أشخاص، واستمرَّ الحال على ذلك أسبوعًا... ثم اجتمع ذوو الرأي بالمحكمة الكبرى، وانتهى الأمر بالصلح(6). وتدل هذه الحادثة على أن للشيخ منزلة مرموقة، وأنه غضب لغضبه مشايخ الأزهر، وجمهرة الشعب، حتى حضروا لنجدته من أطراف القاهرة، من حي بولاق ومصر القديمة، ومن المعروف أن الأمن لم يك مستتبًا في ذلك العصر. ولعل للشيخ من كنيته (أبي الجود) نصيب، ونحن نعلم أن الشعب كان يجل العلماء ويلوذ بهم في الأزمات ويلبي نداءهم في الشدائد.


مؤلفاته:


لم نعثر فيما رجعنا إليه من مصادر وفهارس على مؤلفات له، ولعله آثر أن يقتدي بآثار السابقين، وأن يكون قدوة عملية لطلابه في السلوك والتدريس. 




ولايته للمشيخة:


تولى الشيخ السجيني - رحمه الله - مشيخة الأزهر سنة 1181هـ، عقب وفاة الشيخ الحفني، ولكنه انتقل إلى رحمة ربه في العام التالي. كان الشيخ قبل ولايته لمشيخة الأزهر، تولَّى مشيخة رواق الشراقوة بالأزهر، وظل شيخًا له حتى بعد ولايته لمشيخة الأزهر، فلما مات خلفه فيه ابن أخته الشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيتمي السجيني(7).


وفاته:
توفي في الرابع عشر من شهر شوال سنة 1182هـ، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر، ودفن بجوار عمه الشمس السجيني بأعلى البستان. 




مصادر ترجمته:


- الأزهر في اثيى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر. - شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي. - عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي. - كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. - مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:52 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام مُصْطَفى الْعَرُوسِيِ رَحمَهُ الله

اسمه:
===
مصطفى بن محمد بن أحمد بن موسى بن داود العروسي.

الميلاد:
===
ولد الإمام الشيخ العروسي -رحمه الله- سنة 1213هـ.


نشأته ومراحل تعليمه:
=========
نشأ الإمام الشيخ مصطفى العروسي -رحمه الله- في بيت علم، فتلقى العلم على يد والده الإمام محمد العروسي شيخ الجامع الأزهر، وعلى أيدي كبار علماء ومشايخ الأزهر.

مؤلفاته:
====
ترك الشيخ العروسي مؤلفات قيمة، منها:
- حاشية على شرح الشيخ زكريا الأنصاري للرسالة القشيرية في التصوف (أربعة أجزاء).
- العقود الفرائد في بيان معاني العقائد.
- الفوائد المستحسنة فيما يتعلق بالبسملة والحمدلة.
- الأنوار البهية في بيان أحقية مذهب الشافعية.
- كشف الغمة وتقييد معاني أدعية سيد الأمة.
- أحكام المفاكهات في أنواع الفنون المتفرقات.
- القول الفصل في مذهب ذوي الفضل.
- الهداية بالولاية فيما يتعلق بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} [الحج: 52].


ولايته للمشيخة:
=======
لما أضعف المرض الإمام الشيخ الباجوري -رحمه الله- وتقدَّم في السن صدر القرار بإنابة أربعة وكلاء عنه في القيام بشؤون الأزهر، ويكون على رأسهم الشيخ مصطفى العروسي، واستمر هذا الوضع حتى بعد وفاة الإمام الباجوري -رحمه الله- إلى أن وليها الإمام مصطفى العروسي سنة 1281هـ، كما وليها من قبل أبوه وجده.
وكان الإمام الشيخ العروسي قوي الشخصية حريصًا على النظام والدقة، فخافه الطلاب وهابه المشايخ والأمراء، وكان الشيخ العروسي لا يخشى إلا الله، حريصًا على تنفيذ أوامر الشريعة الإسلامية، بدقة متناهية دون تنازل أو تراخ، وحرم غير الأكْفَاء من التدريس في الجامع الأزهر، وكان يرى أن هذه المكانة -التدريس بالأزهر- يجب ألا تكون إلا لمن توافر فيه العلم، والثقافة، والخلق، والأدب، ومضى في تنفيذ ذلك بعزم وصرامة، فمنع الكثيرين ممن يتحرون التدريس في الجامع الأزهر، ووضع امتحانًا للمدرسين حتى يميز الصالح من الطالح، ولكن لأول مرة في تاريخ مشيخة الأزهر جاء قرار الخديوي إسماعيل بعزل الشيخ العروسي من منصب المشيخة دون تقديم أسباب أو مبررات لذلك العزل، وتم ذلك عام 1287هـ، وكانت هذه الحادثة هي المرة الأولى من نوعها، ويعود ذلك إلى ظلم الخديوي إسماعيل، وتدخله في أمور تمس مشاعر الشعب المسلم الذي ينظر إلى شيخ الأزهر نظرة روحيَّة تتصل بعقيدته، وربما خشي إسماعيل من قوة الشيخ العروسي من أن يقوم بثورة ضد الخديوي أو تشجيع ثورة ضده على الأقل خصوصًا وقد زادت المظالم في عهده، واشتكى الناس من سوء المعيشة وشظف العيش في حين يعيش الخديوي حياة ترف وبذخ لا تتلاءم مع حال الشعب.

وفاته: 
====
توفي الإمام الشيخ مصطفى العروسي -رحمه الله- سنة 1293هـ.


مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/243.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 2/56،57.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:53 pm

شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ الْمُهُدِيِ الْعباسِيِ الْحنفِيِ رحمَهُ الله

اسمه:
===
محمد بن محمد أمين بن محمد المهدي العباسي الحنفي.

الميلاد:
===
وُلِدَ بالإسكندرية سنة 1243هـ.

نشأته ومراحل تعليمه:
=========
كان جدُّ الإمام محمد المهدي العباسي مسيحيًّا إلا أنه أسْلَم على يد الشيخ الإمام محمد الحفني وهو يافع، فضمَّهُ الشيخُ إلى أسرته، وأقبل على الدراسة الإسلامية، وحفظ القرآن الكريم وتتلمذ على الشيخ الحفني، وعلى أخيه الشيخ يوسف وغيرهما مثل الشيخ علي الصعيدي العدوي، والشيخ عطية الأجهوري، والشيخ الدردير، حتى أصبح من كبار العلماء. 
ولما توفي الشيخ الإمام الشرقاوي أجمع كبار العلماء على ترشيحه(1) لمشيخة الأزهر، ولكن الوالي محمد علي باشا آثر بها الشيخ الشنواني.
قال الجبرتي عن محمد (الجد) ومحمد (الأب) للإمام: كان من فحول العلماء، يُدَرِّس الكُتُب الصعاب في المعقول والمنقول بالتحقيق والتدقيق، وأنجب ابن محمد أمين والد الإمام، وكان من العلماء المرموقين، وتولَّى منصب الإفتاء.
ثم أنجب هذا الابن (وهو محمد أمين الذي تولى منصب الإفتاء) ابنه محمدًا (وهو الإمام الذي تولَّى مشيخة الأزهر) بالإسكندرية فقرأ بها بعض القرآن، ثم حضر إلى القاهرة سنة 1255هـ فأتم حفظه واشتغل بالتعليم سنة 1256هـ، فقرأ على الشيخ إبراهيم السقا الشافعي، وعلى الشيخ خليل الرشيدي الحنفي، وغيرهم.
ولما ولي إبراهيم باشا بن محمد علي باشا ولاية مصر استدعاه إليه وأصدر أمرًا بأن يتولَّى منصب الإفتاء في منتصف شهر ذي القعدة سنة 1264هـ = 12 أكتوبر سنة 1848م ، وهو في نحو الحادي والعشرين من عمره، ولما يتأهل لهذا المنصب الكبير، وعزل من هذا المنصب الشيخ أحمد التميمي الخليلي، وخلع على الشيخ محمد المهدي خلعة هذا المنصب، ثم عقد له مجلسًا بالقلعة حضره حسين باشا المنسترلي والشيخ الإمام مصطفى العروسي وغيرهما، فاتفقوا على إقامة أمين للفتوى يقوم بشؤونها حتى يتأهل لها صاحبها ويباشرها بنفسه، واختاروا لهذه الأمانة الشيخ خليل الرشيدي.
ونزل الشيخ محمد المهدي العباسي من القلعة في موكب كبير من العلماء والأمراء، ووفد عليه كبار القوم والعلماء للتهنئة ومدحه الشعراء، ومن الغريب أن الوالي إبراهيم باشا استدعاه لولاية هذا المنصب -الإفتاء- وهو جالس في حلقة أستاذه الشيخ السقا يتلقى عنه العلم.
والإمام الشيخ محمد المهدي العباسي كان يتمتع بذكاء حاد، وبتحصيل علمي وافر، ولكن حداثة سنه جعلت ولايته لهذا المنصب غريبة، ولم تكن موهبته العلمية هي التي رشحته لهذا المنصب في هذه السن المبكرة، وإنما الذي رشحه لذلك هو أن عارف بك الذي تولى القضاء بمصر كانت له صلة صداقة بالشيخ محمد أمين المهدي، والد الشيخ الإمام فلما ذهب إبراهيم باشا إلى القسطنطينية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر، قابله عارف بك -وكان إذ ذاك شيخًا للإسلام- فأوصاه خيرًا بذرية الشيخ المهدي، وأن يولي منهم من يصلح لمنصب أبيه، وحرص إبراهيم باشا على إرضاء شيخ الإسلام، فعزل المفتي وولَّى الشيخ محمد المهدي مكانه، ولا ينتقص هذا التصرف مكانة الشيخ المهدي، فإن علمه وصلاحه وتقواه رفعته إلى أكبر من منصب الإفتاء، فصار شيخًا للأزهر سنة 1287هـ.
ولقد كانت ولايته منصب الإفتاء حافزًا للشيخ على الانكباب على القراءة والبحث والدرس حتى بلغ مكانة الصدارة بين العلماء، وأصبح جديرًا كل الجدارة بمنصب الإفتاء، وجلس للتدريس بالأزهر، فقرأ كتاب الدر المختار، وهو من أهم مصادر الفقه الحنفي، كما قرأ عدة من أمهات الكتب، وباشر أمور الفتوى عن جدارة واستحقاق.



أوصافه الخَلْقِيَّة:
========
كان الشيخ الإمام محمد المهدي العباسي -رحمه الله- ربْعَة أقرب إلى الطول، مليح الوجه، منوَّر الشيبة، معتدل القامة، ذا هيبة ووقار.


أخلاقه:
===
اشتهر الإمام الشيخ محمد المهدي العباسي بالعفة والأمانة والدقة، واشتهر بين الناس بالحزم والعزم، وعدم ممالأة الحكام، فكانت لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان شديد المحافظة على كرامته وكرامة منصبه الكبير.
ومن أروع الأمثلة على ذلك وقوفه في وجه الوالي عباس الأول، فقد طمع هذا الوالي في الاستيلاء على ثروة أسرة محمد علي التي ورثوها عن جدهم هذا، وكانت حجته في الاستيلاء على هذه الثروة أن جده محمد علي وفد إلى مصر لا يملك شيئًا، فكل ما خلفه لذريته إنما هو من مال الأمة ويجب رده إليها ووضعه بيد حاكم الأمة لينفقه في مصالحها، وهي كلمة حق يراد بها باطل، وأراد حمل المفتي على إصدار فتوى تؤيد رأيه فرفض الشيخ الفتوى بذلك وأصرَّ على الامتناع، فهدده بالعقاب الرادع فلم يأبه له، فاستعمل معه الوسائل الإرهابية، فلم يحفل بما تعرض له من إرهاب، ثم انجلت المحنة فكان موقفه منها سببًا في علو قدره، وسمو مكانته، وإعظام الولاة والحكام لشأنه.



منزلته:
===
للشيخ محمد المهدي العباسي مكانة سامية لذا منحه الباب العالي كسوة التشريف من الدرجة الأولى، كما منحه الوسام العثماني الأول في 21 من صفر سنة 1310هـ = 13 سبتمبر سنة 1892م.
وكثيرًا ما كان يتدخل لدى الحُكَّام لدفع المظالم حتى قبل ولايته لمشيخة الأزهر، ومن ذلك أن الشيخ الإمام مصطفى العروسي استصدر وهو شيخ للأزهر أمرًا من الخديوي إسماعيل بنفي الشيخ حسن العدوي إلى إسنا، وكاد هذا النفي يتم لولا أنه استغاث بالشيخ المهدي، فأغاثه وذهب إلى الخديوي متشفعًا وألَحَّ في الرجاء حتى صدر قرار بالعفو عن الشيخ العدوي.
وكان الحكام يستشيرون الشيخ الإمام المهدي في معضلات الأمور حتى غير العلمية منها، لما ألفوه فيه من غزارة العلم، وجودة الرأي، وصدق النصيحة والتقوى والصلاح.


مؤلفاته:
===
- الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية، وتضمُّ علمًا غزيرًا وثروة فقهية طائلة، وهي مطبوعة بالقاهرة سنة 1301هـ في ثمانية أجزاء كبيرة.
- رسالة في تحقيق ما استتر من تلفيق في الفقه الحنفي.
- رسالة في مسألة الحرام على مذهب الحنفية.


ولايته للمشيخة:
=======
لما تم عزل الشيخ مصطفى العروسي من المشيخة تطلع إليها الشيخ العدوي، ولكن الخديوي إسماعيل ولَّى الشيخ محمد المهدي شيخًا للأزهر مع بقائه في منصب الإفتاء، وبهذا كان أول من جمع بين المنصبين، كما كان أول حنفي تولَّى مشيخة الأزهر، وقد كرَّمه الخديوي إسماعيل فخلع عليه الخلع وأحاطه بالتجلة والاحترام.
وقد باشر الإمام الشيخ محمد المهدي عمله بحزم وعزم وتدبر، فبدأ تنظيم شؤون الأزهر الإدارية والمالية، فأعاد لأهل الأزهر كل ما لهم من المرتبات الشهرية والسنوية، وكان حازمًا في إنفاق أموال الأوقاف على مستحقيها بالأزهر، مع التقيد بشروط الواقفين دون تلاعب من الحكام، ولم يزل الإمام الشيخ قائمًا بعمله في المشيخة والإفتاء حتى قامت الثورة العرابية فلم يتجاوب معها فطلب عرابي من الخديوي عزله، فأجاب طلبه في شهر المحرم من سنة 1299هـ = ديسمبر 1881م، وولَّى بدله الشيخ الإمام الإنبابي، وانفرد الشيخ المهدي العباسي بالإفتاء فقط، ولما اشتدت الثورة العرابية كتب العلماء وقواد الثورة قرارًا بعزل الخديوي، وطلبوا منه توقيعه فرفض، ولعله كان يرى أن الذي يملك عزل الخديوي هو الخليفة العثماني وحده، فانحرف عنه العرابيون ووضعوه تحت الرقابة، فاحتجب في داره التي كانت واقعة على الخليج بالقرب من مدرسة الفخري المشهورة بجامع البنات، وتحاشى الناس زيارته فكان لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة في أقرب مسجد إليه.
ولما عاد الخديوي إلى الحكم بعد انتهاء الثورة العرابية، عرف للشيخ الإمام حقه وقدر له وفاءه، فلما ذهب العلماء لتهنئة الخديوي ذهب الإمام الشيخ محمد المهدي العباسي معهم فخصه من دونهم بمزيد من الترحيب والرعاية، وكان بينهم الإنبابي شيخ الأزهر، فلما رأى ذلك خشي أن يعزله الخديوي ليعيد الشيخ الإمام العباسي فاستقال بعد أيام، فأصدر الخديوي قرارًا بإعادة الشيخ العباسي إلى منصب شيخ الأزهر إلى جانب بقائه في الإفتاء، وقد حفظ لنا تيمور باشا نص هذا القرار. وظل الشيخ يباشر عمله في تولي مشيخة الأزهر مرة أخرى حتى سنة 1304هـ فقد علم الخديوي أن جماعة من الكبراء يجتمعون للسمر في بيت الإمام الشيخ المهدي العباسي، فيتكلمون في الأمور السياسية، ويُظهرون سخطهم على الاحتلال البريطاني وعلى ممالأة الحكومة المصرية له، ثم قابل الإمامُ المهدي الخديوي في إحدى المناسبات الاعتيادية فتجهم الخديوي له، ولما هَمَّ الإمام المهدي بالانصراف قال له الخديوي: يا حضرة الأستاذ الأجدر بالإنسان أن يشتغل بأمور نفسه، ولا يتدخل فيما لا يعنيه ويجمع الجمعيات بداره، فقال له الشيخ الإمام: إنني ضعفت عن حمل أثقال الأزهر، وأرجو أن تعفوني منه. ولم يكن الخديوي يتوقع منه هذا الرد، فغضب وقال مُسْتَفْهِمًا: ومن الإفتاء أيضًا؟ فقال له الإمام: نعم، ومن الإفتاء أيضًا، ثم انصرف.
ثم أمر الخديوي بإعادة الشيخ الإنبابي للأزهر مرة أخرى، وإقامة الشيخ محمد البنا في الإفتاء.
وبقي الشيخ الإمام المهدي بداره فترة حتى أعيد إلى الإفتاء، ثم أصيب بالفالج إلى أن توفي.
وكانت مدة ولاية الشيخ المهدي العباسي لمشيخة الأزهر ثمانية عشر عامًا، وولايته الإفتاء كانت أربعين عامًا من سنة 1264 هـ إلى سنة 1304هـ.
استصداره أمرًا بوضع قانون تنظيم امتحان مَنْ يريد التدريس بالأزهر
استصدر الإمام الشيخ محمد المهدي العباسي أمرًا من الخديوي بوضع قانون للتدريس فاستجاب له، وكان الأمر قبله قائمًا على أن من آنس في نفسه القدرة على التدريس تصدى له، فألقى درسًا بحضرة شيوخه، فإذا أذنوا له ظل قائمًا بعمله، وكان هذا الأسلوب يفتح ثغرات في النفوذ إلى منصب التدريس، ولهذا اندس بين العلماء من لا يستحق هذه المنزلة.
فكان الشيخ الإمام المهدي العباسي هو أوَّل من سَنَّ قانونًا بتنظيم الامتحان، وقد راعى في هذا القانون الأخذ بأطراف من التقاليد القديمة، مع ما جدد فيه ومع الدقة والحزم ومراعاة الأمانة المطلقة في الامتحان.
اقتضى قانون الامتحان تعيين ستة من أكابر العلماء الموثوق بأمانتهم وعلمهم، من كل مذهب اثنان إلا مذهب ابن حنبل لندرة طلبته، وجعل الامتحان في أحد عشر علمًا من العلوم المتداولة بالأزهر، وهي: التفسير، والحديث، والتوحيد، والفقه، وأصول الفقه، والنحو والصرف، والمعاني والبيان والبديع، والمنطق، ومن كان يريد أداء الامتحان لا بد أن يكون قد درس هذه الفنون بالجامع الأزهر، وأن يكون دارسًا لمصادرها الكبرى، مثل السعد في البلاغة، وجمع الجوامع في أصول الفقه، وعليه أن يُقدِّم طلبًا لشيخ الأزهر يذكر فيه أنه يريد الدخول في زمرة العلماء المدرسين وأنه حضر كذا وكذا من الفنون، وحضر مختصر السعد وابتدأ في جمع الجوامع مثلا فيؤخر الشيخ ذلك الطلب حتى يستخبر عن أحواله ممن يعرف حقيقة أمره، ثم يكتب إلى مشايخه لإبداء رأيهم فيه ولا بد أن يشهد له جمع من المشايخ أقلهم ثمانية، ثم يعين له من كل فن درسًا، ويُلقي الطالب الدرس المطلوب بوصفه أستاذًا، ويمثل العلماء دور الطلبة فيسألونه ويجيب، ولا يحضر المجلس غيرهم، فإذا أجاب في كل فن نال التقدير من الدرجة الأولى، وإذا أجاب في أكثر الفنون كتب من الدرجة الثانية، وإذا أجاب في الأقل كُتب من الدرجة الثالثة، والأغلبية العظمى من الناجحين نالوا الدرجة الثالثة، وقليل منهم من نال الدرجة الثانية، وأقل من القليل أو النادر من نال الدرجة الأولى، وعدد ممن كانوا يتقدمون لا ينجحون إلا بعد عدة محاولات، وكان من المستحسن ألا يُقبل طلب في الامتحان أكثر من ستة في العام، فإذا زادت الطلبات لأداء الامتحان اختار الشيخ عددًا منهم ويتم الاختيار على أساس الشهرة بالعلم أو كبر السن، والذي يظفر بالدرجة الأولى في الامتحان يرسله الأزهر إلى المعية الخديوية، فتكتب له شهادة تشريف مُتَوَّجة بخاتم الخديوي الأعظم تكون مع الناجح الممتاز، ويمنحه الخديوي خلعة، ويمنحه شريطًا مزينًا بالقصب يضعه في عمامته، ويكتب للجهات المختصة باحترامه، وينال تخفيضًا في أجرة السفر بالقطارات.



وفاته: 
===
توفي الإمام محمد المهدي العباسي -رحمه الله- ليلة الأربعاء 13 من رجب سنة 1315هـ = 7 ديسمبر سنة 1897م ، عن اثنتين وسبعين سنة، بعد أن لازمه المرض أربع سنوات، فأذَّن المؤذن على المآذن إعلامًا بوفاته، وحزن الناس لموته حزنًا شديدًا، وتكاثرت الحشود على داره للاشتراك في تشييع جنازته حتى بلغ عدد المشيعين زهاء أربعين ألفًا، ودُفن بزاوية الأستاذ الشيخ الإمام الحفني إلى جوار أبيه وجده، بقرافة المجاورين، ورثاه كثير من شعراء عصره، وقد جمع الشيخ الموصلي هذه المراثي في كتاب سماه (المراثي الموصلية في العلماء المصرية) جمع فيها بعض المراثي التي قيلت في بعض العلماء الذين ماتوا في سنة وفاة الشيخ الإمام المهدي العباسي.
وقد مات الشيخ الإمام المهدي -رحمه الله- عن ثروة طائلة ورثها عن أبيه وجده ونمَّاها، وكان بيته مفتوحًا أمام جميع الراغبين، ولم تخل مائدته يومًا من الطاعمين.



مصادر ترجمته:
=======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/75.
- الخطط التوفيقية 17/ 10.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مرآة العصر في تاريخ ورسوم أكابر الرجال بمصر، تأليف: إلياس زخورة ص 225.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.


---------------------
(1) هذا الكلام عن محمد المهدي الجد الذي كان مسيحيَّا ثم أسلم، وليس عن محمد المهدي الحفيد الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:55 pm

شَيْخِ الأزهر الإمام شمسَ الدِّينِ الأنبابي رَحمَهُ الله

اسمه:
===
شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الأنبابي الفقيه الشافعي.

الميلاد:
===
ولد بالقاهرة سنة 1240 هـ.

نسبته:
===
نسب إلى أنبابة(1)، المعروفة الآن باسم (إمبابة)، ونسب إليها مع أنه مولود في القاهرة؛ لأن والده منها وعاش فيها فترة من حياته.

نشأته ومراحل تعليمه:
============
بدأ الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- حياته بحفظ القرآن الكريم، وبعض المتون، ثم بدأ دراسته بالأزهر الشريف سنة 1253هـ، وتتلمذ على كبار مشايخه مثل: الإمام الباجوري، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ مصطفى البولاقي... وغيرهم، ولَمَّا استوعب علوم الأزهر أسرع كبار أساتذته إلى إجازته بالتدريس، فقد أجازه الإمام القويسني، والإمام الباجوري، والعلامة السقا، والإمام مصطفى العروسي، فتولى التدريس بالأزهر سنة 1267هـ، ولفت إليه الأنظار لما كان يمتاز به من العلم الغزير، ومن حُسن الإلقاء، ومن جودة التعبير، فكثر طلابه، واتسعت حلقته اتساعًا كبيرًا.
وكان والد الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- من كبار التجار، فورث الشيخ الإمام عنه حب التجارة، وهذا لم يمنعه من متابعة الدراسة والنبوغ فيها، ولهذا كانت له وكالة كبيرة لتجارة الأقمشة يُشرف عليها مع اشتغاله بالدراسة والتدريس، وظلت هذه الوكالة بالغورية معروفة باسمه منسوبة إليه.


تلاميذه:
===
تخرج على يد الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- طائفة من أعلام علماء الأزهر الشريف، منهم الإمام الشيخ حسونة النواوي، والإمام الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي، والإمام السيد علي الببلاوي، والإمام أبو الفضل الجيزاوي، وقد ولي كُلٌّ منهم مشيخة الأزهر بعده، ومنهم أيضًا الشيخ حسن الطويل، والشيخ محمد عبد الجواد القاياتي، وأخوه الشيخ أحمد، والشيخ عبد الله عليش المالكي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد أحمد حسين البولاقي، والشيخ عبد الرحمن قراعة. 

أخلاقه:
===
كان الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- خيِّرًا، سمح السجايا، كريم الأخلاق، لم ينل أحدًا بسوء، بل كان يقابلُ السيئة بالحسنة، مشهورًا بالتقوى والصلاح وحُب الخير ومدِّ يد المعونة للضعفاء والمحتاجين(2).

منزلته:
===
عُيِّنَ الإمام الشيخ شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- رئيسًا للشافعية بعد وفاة أستاذه الشيخ السقا، ولما كان يمتاز به الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- من سُمْعَةٍ طيبةٍ وعلم غزير تمَّ انتخابه أمينًا لفتوى الشيخ العروسي.
وفي أثناء ولاية الشيخ شمس الدين الأنبابي -رحمه الله- الثانية للمشيخة أنعم عليه الخديوي بالنيشان المجيدي، ثم بالنيشان العثماني من الدرجة الأولى.



====
ترك -رحمه الله- ثروة علمية قيمة في شتى العلوم والفنون المعروفة في عصره، فلم يكد يترك كتابًا من الكتب الدراسية المشهورة إلا علَّق عليها بالشرح، أو الحاشية، أو التقرير.
وفي هذه المصنفات يقول صاحب (مرآة العصر): وكل هذه الرسائل والحواشي والتقارير أتت بجليل الفوائد، ودلَّت على غزارة مادة واضعها، وسعة اطلاعه.
وكما ترك ثروة مالية طائلة وقفها على الخير، فإنه ترك ثروة علمية واسعة كان فيها الخير كل الخير، 

ومن أشهر آثاره العلمية:
=========
- إجازة من الإمام الأنبابي إلى تلميذه السيد حسن العلوي بن السيد درويش بن السيد عبد الله القويسني، ذكر فيها أساتذته وما رواه عنهم.
- إجازة أخرى منه إلى تلميذه السيد محمد الهجرسي.
- إجازة ثالثة منه إلى الشيخ يوسف بن عبد الله النقيب، مذيلة بخاتم الإمام وتوقيعه، موجودة بالمكتبة التيمورية رقم (22) مصطلح الحديث.
- تقرير الأنبابي على حاشية الصبان التي استنار بها صاحب (منهج السالك في أحسن المسالك إلى ألفية ابن مالك) في النحو.
- تقريرات الأنبابي على رسالته في دخول الباء بعد الاختصاص تكلم فيها على البيتين المشهورين:


دخولها على الذي قد قصروا الباء بعد الاختصاص يكثر
يذكره الحبر الهمام السيد وعكسه مستعمل وجيد




وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (5204).
- رسالة في علم الوضع، وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية، رقم (5202)، وقد وضع الشيخ عبد الهادي نجا الإبياري عليها حاشية هو والشيخ زين المرصفي.
- تقرير على مختصر السعد وحواشيه في أربعة أجزاء.
- رسالة في بيان الرِّبا وأقسامه.
- رياضة الصبيان وتعليمهم وتأديبهم.
- رسالة في قولهم: (من حفظ حجة على من لم يحفظ).
- رسالة صغرى في البسملة من حيث الفقه.
- رسالة كبرى في البسملة من حيث الفقه.
- رسالة صغرى في تحقيق الاستعارة في قولهم: (زيد أسد).
- رسالة كبرى في تحقيق الاستعارة في قولهم: (زيد أسد).
- فتاوى فقهية.
- تقرير على حاشية العطار على شرح الأزهرية في النحو.
- تقرير على حاشية السجاعي على قطر الندى في النحو.
- تقرير على حاشية السجاعي على شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك.
- تقرير على حاشية الأمير على شرح شذور الذهب في النحو.
- تقريران كاملان على حاشية الصبان على شرح الأشموني لألفية ابن مالك، كل منها يقع في جزأين.
- رسالة صغرى في حديث: (ليس من أصحابي إلا من شئت لأخذت عنه ليس أبا الدرداء).
- رسالة كبرى في الحديث السابق.
- حاشية على التجريد، شرح مختصر السعد في البلاغة.
- تقرير على شرح جمع الجوامع، وحواشي البنا في أصول الفقه.
- تقرير على حاشية الباجوري على متن السلم للأخضري في المنطق.
- حاشية على آداب البحث.
- تقرير على شرح الشيخ خالد للآجرومية.
- تقرير على شرح حواشي التحرير -لم يتم.
- تقرير على حاشية العطار على شرح المقولات.
- رسالة في مبادئ علم النحو.
- رسالة في إفادة تعريف المسند إليه، والمسند.
- رسالة في حديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع).
- تقرير على حواشي السمرقندية في البلاغة.
- تقرير على رسالة الصبان في علم البيان.
- رسالة على حواشي الأمير الملوي.
- رسالة في مقدمة القسطلاني في شرح صحيح البخاري.
- رسالة في شرح رسالة الدردير في البيان.
- رسالة في شرح حاشية البرماوي على شرح ابن قاسم الغزي في فقه الشافعية.
- تقرير على حاشية الصبان على العصام - لم يتم.
- رسالة في قوله تعالى {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ}[يس: 37].
- رسالة القول السديد في تزويج المرأة بلا ولي مع التقليد.
- رسالة في شرح مختصر السنوسي - لم يتم.
- شرح على مقدمة سلم العلوم.
- تقرير على حواشي السلم المنورق للأخضري في المنطق.
- تقرير على حواشي شروح السنوسية.
- تقرير على حاشية الشرقاوي على الهدهدي.
- تقرير على حواشي الجلالين - لم يتم.
- رسالة في مداواة الطاعون.
هذا إلى رسائل وفتاوى فقهية عديدة ردَّ بها على المستفتين من الداخل ومن الخارج كالحجاز واليمن والأفغان.

ولايته للمشيخة:
=========
في يوم الأحد التاسع عشر من شهر المحرم سنة 1299هـ/1881م تم تعيينه شيخًا للأزهر أثناء الثورة العرابية، ولم تطل مدة ولايته لمشيخة الأزهر في هذه الفترة؛ لأنه قدَّم استقالته إثر حوادث الثورة العرابية، وذلك لما لاحظ إقبال الخديوي توفيق على الإمام الشيخ المهدي العباسي(3).
وفي اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة 1304هـ، صدر قرار بإعادة تعيينه شيخًا للأزهر، وظل قائمًا بالمشيخة تسع سنوات حتى استقال منها لما ضعفت صحته وأصيب بشلل سنة 1311هـ فعيَّن الخديوي الشيخ حسونة النواوي وكيلا له ليحمل عنه أعباء الأعمال، ولما قنط الشيخ الإمام من الشفاء قدَّم استقالته، فقبلها الخديوي مراعاة لحالته الصحية.

وفاته: 
===
بعد تقديم الشيخ الإمام شمس الدين الأنبابي استقالته عكف على قراءة كتب السنة الستة، وكتاب الشفاء للقاضي عياض في السيرة النبوية. 
توفي ليلة السبت الحادي والعشرين من شوال سنة 1313هـ، وكان عمره أربعة وسبعين عامًا، وقد وقف مكتبته وما يملكه من عقار كثير على وجوه الخير، ودُفِنَ بقرافة المجاورين.

مصادر ترجمته:
=========
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/75.
- الخطط التوفيقية 8/87.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الأنبابي للشيخ أحمد رافع الطهطاوي الحنفي، طبع بالمطبعة الشرقية بالقاهرة سنة 1314هـ.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/269
----------------------------
(1) أنبابة: بفتح الهمزة وبعدها نون ساكنة -كما ضبطها صاحب القاموس، والزبيدي في تاج العروس، وكما قررها الصاغاني. وقد ذكرت في بعض المراجع بضم الهمزة بعدها نون ساكنة.
(2) القول الإيجابي ص 13.
(3) ذكرنا هذه القصة في ترجمة الشيخ المهدي العباسي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:56 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام حَسُّونَةً النواوي رَحمَهُ الله


مولده ونشأته:
=======
هو فضيلة الإمام الشيخ حسونة بن عبد الله النواوي الحنفي، ولد -رحمه الله- بقرية نواي مركز ملوي بمحافظة أسيوط سنة 1255هـ/ 1839م. وقد حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر، وتلقى دروسه على كبار مشايخه، أمثال الشيخ الأنبابي -والذي أخذ عنه علوم المعقول- والشيخ عبد الرحمن البحراوي -وأخذ عنه الفقه الحنفي- والشيخ علي خليل الأسيوطي، وغيرهم، وامتاز فضيلته بقوة الحفظ، وجودة التحصيل، وشدة الذكاء. واستمر في دراسته حتى حصل على شهادة العَالِمية.

مناصبـه:
=======
لما فرغ فضيلته من الدراسة جلس لتدريس أمهات الكتب العلمية فأقبلت عليه جموع الطلاب ولفت إليه الأنظار؛ فاختاره القائمون على الأزهر لتدريس الفقه في جامع محمد علي باشا بالقلعة، بجانب تدريسه له بالأزهر، ونظرًا لكفاءته وعلمه الواسع الغزير عُيِّن بجانب ذلك أستاذًا للفقه بكلية دار العلوم، وكلية الحقوق التي كانت تسمى حينئذٍ ب(مدرسة الحقوق)، وفي عام 1311هـ/1894م انتدب وكيلا للأزهر، وذلك لمرض الشيخ الأنبابي وعجزه عن مباشرة مهام عمله، ثم صدر قرار بتعيين لجنة لمعاونته في إصلاح شؤون الأزهر وكانت مكونة من: الشيخ محمد عبده والشيخ عبد الكريم سلمان والشيخ سليمان العبد والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي والشيخ أحمد البسيوني الحنبلي.
كما عُيِّن فضيلته عضوًا دائمًا غير قابل للعزل بمجلس شورى القوانين.

توليه مشيخة الأزهر: 
==========
وبعد أن قدم فضيلة الشيخ الأنبابي استقالته من مشيخة الأزهر صدر قرار بتعيين الإمام الشيخ حسونة النواوي شيخًا للأزهر في 8 من محرم سنة 1313 هـ الموافق آخر يونيو عام 1895م، كما صدر قرار بتعيين فضيلته في المجلس العالي بالمحكمة الشرعية في العام نفسه مع بقائه شيخًا للأزهر الشريف، وظل يواصل عمله في النهوض بالأزهر حتى أصدر الخديوي قرارًا بتنحيته في 25 من المحرم سنة 1317 هـ الموافق 4 يونيو عام 1899م وتولية ابن عمه الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي بسبب معارضة فضيلته لندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية ليشاركا قضاة المحكمة الشرعية في الحكم.
وفي 16 من ذي الحجة سنة 1324 هـ الموافق 30 من يناير 1907م، أعيد الشيخ حسونة إلى مشيخة الأزهر مرة ثانية بعد أن توالى على المشيخة أربعة من المشايخ بعد الفترة الأولى لمشيخة الشيخ حسونة النواوي، ولكنه آثر ترك المنصب بعد أقل من ثلاث سنوات، فاستقال في 1327هـ.
وقد حاول الشيخ أثناء توليه المشيخة إعادة تنظيم الأزهر من الناحيتين المالية والإدارية، فرفع من رواتب العلماء والشيوخ وكذا عمل على إدخال العلوم الحديثة في الأزهر بعد أن كادت تهجر تمامًا. وأحضر لتدريس علوم الرياضيات والجغرافيا والتاريخ بالأزهر مدرسين مهرة من المدارس الأميرية، كما أنشئ في عهده الرواق العباسي بالجامع الأزهر. وكان الشيخ محمد عبده -رحمه الله- من أقرب المعاونين له في إصلاحاته تلك.
كما أنه تم في عهده جمع مكتبات الأزهر في مكتبة واحدة وتنظيمها وصيانتها.

تقلده منصب الإفتاء:
=========
بعد وفاة الشيخ المهدي تولى الشيخ النواوي منصب الإفتاء بالإضافة إلى مشيخة الأزهر، واستمر يشغل هذا المنصب في الفترة من 10 من جمادى الآخرة سنة 1313 هـ الموافق 27 من نوفمبر سنة 1895م وحتى 11 من محرم سنة 1317 هـ الموافق 21 من مايو 1899م، وأصدر خلال هذه الفترة حوالي (287) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.

صفاته:
===
عرف الشيخ -رحمه الله- بالعفة وعلو الهمة ونقاء اليد لولا جفاء كان يبدو على منطقه في بعض الأحيان وشدة يراها الناس فيه ولكن كان يعدها البعض شهامة لحفظ ناموس العلم وبخاصة مع الكبراء الذين استهان بعضهم بالعلماء.
كذلك من مآثره موقفه في إنصاف فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعة -والذي أصبح مُفتيًا للديار المصرية بعد ذلك- حيث أزال عنه محنة كانت قد ألمَّت به فحصل بعدها الشيخ قراعة على العَالِمية وصار من كبار العلماء.


مؤلفاتــه:
====
سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين: وهو كتاب من جزأين جمع فيه الأصول الشرعية مع الدقائق الفقهية. وقد حاز الكتاب على شهرة كبيرة حتى قرر تدريسه بالمدارس الأميرية.

وفــــاته:
====
لزم فضيلته منزله بعد استقالته يلتقي بأصحابه وطلاب العلم إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح الأحد 24 من شوال سنة 1343 هـ الموافق 17 من مايو 1925م. 

مصادر الترجمة:
=======
- الخطط التوفيقية ج 17/ 14، 15، طبع المطبعة الأميرية ببولاق.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر لسليمان رصد، ص ( 155، 156)، الطبعة الأولى.
- مرآة العصر لإلياس زخورة، ص (190 - 192) طبع المطبعة العمومية 1897م.
- الأعلام للزركلي 2/ 229.
- مشيخة الأزهر ج1 ص (285 - 297).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:56 pm

فَضِيلَةُ الشَّيْخِ الأزهر الإمَامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقُطْبِ النواوي رَحِمه 

اسمه:
===
عبد الرحمن القطب النواوي الحنفي.

الميلاد:

===
ولد في بلدة نواي، من أعمال مركز ملوي بمحافظة أسيوط.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى بلده، وكذلك نُسِبَ إليها ابن عمه الشيخ الإمام حسونة النواوي.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
بدأ حفظ الشيخ الإمام عبد الرحمن القطب النواوي للقرآن في بلده، وأتمه في القاهرة، ثم تتلمذ على كبار مشايخ العلماء مثل الشيخ عبد الرحمن البحراوي، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ الأنبابي، والشيخ عليش.

مناصبه: 
===
لما تخرَّج الشيخ الإمام عبد الرحمن القطب النواوي في الأزهر الشريف شغل عدة مناصب قضائية هامة، منها: 
تولَّى منصب أمانة فتوى مجلس الأحكام مُساعدًا للشيخ البقلي سنة 1280هـ، ثم تولى منصب قضاء مديرية الجيزة سنة 1290هـ، ثم قضاء مديرية الغربية سنة 1296هـ،
وتمَّ نقله إلى المحكمة الشرعية الكبرى بالقاهرة سنة 1306هـ، ثم تمَّ نقله إلى قضاء الإسكندرية، ثم تمَّ نقله إلى إفتاء نظارة الحقانية (وزارة العدل) سنة 1313هـ.
وأخيرًا تولَّى مشيخة الأزهر في 25 من المحرم سنة 1317هـ.

أخلاقه:
===
كان الشيخ الإمام عبد الرحمن القطب النواوي -رحمه الله- مشهورًا بالعلم، والعدل، والنزاهة والحزم.

مؤلفاته:
===
لعل عمل الشيخ الإمام عبد الرحمن القطب النواوي في القضاء والإفتاء، وبُعدَه عن التدريس لم يعطه الفرصة للتأليف لذلك لم يعثر له على مؤلفات.

ولايته للمشيخة:
=====
تولى مشيخة الأزهر عقب استقالة ابن عمه الشيخ حسونة النواوي -رحمه الله- 1327هـ، ولم يلبث في منصبه إلا شهرًا واحدًا ثم توفي.

وفاته: 
===

توفي الشيخ عبد الرحمن القطب النواوي -رحمه الله- سنة 1327هـ.

مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر خلال ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/368.
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الخطط التوفيقية 17/15.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/301
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:58 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام سَلِيمَ الْبَشَرِيِ رَحمَهُ الله 

اسمه:
===
هو الشيخ سليم بن أبي فراج بن السيد سليم بن أبي فراج البشري.

الميلاد:
===
ولد سنة 1248هـ في قرية محلة بشر، من قرى شبراخيت، بمحافظة البحيرة.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى محلة بشر من قرى شبراخيت. 

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
لما بلغ الشيخ الإمام سليم البشري السابعة من عمره، توفي أبوه، فكفله أخوه الأكبر السيد عبد الهادي البشري.
ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن الكريم وجوَّده، ثم قَدِمَ إلى القاهرة فنزل على خاله السيد بسيوني البشري، من شيوخ مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.

فتلقى عنه مبادئ العلوم، وظلَّ في كنفه مدة عامين درس فيهما عليه وعلى غيره من العلماء قراءات القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف وهو في كنف خاله، واتصل بكبار العلماء في الأزهر حيث درس الفقه على مذهب الإمام مالك، وظل يواصل الدراسة بالأزهر تسع سنوات كاملة.
ومن شيوخه الأعلام الشيخ الخناني، والشيخ عليش، والإمام الشيخ الباجوري وأمثالهم. 

تصدره للتدريس: 
=====
كان الشيخ الخناني يقرأ كتابًا من أمهات الكتب على متقدمي الطلبة، وفي وسط الكتاب أصيب بمرض الفالج وبقي في فراشه أَشْهُرًا والطلبة في انتظاره، فلما أحسَّ بشيء من الراحة طلب أن يُحمَلَ إلى مجلس علمه، وقال لطلبته: إني ذاهب وليس فيَّ فضلة لتدريس العلم، وإني مستخلف عليكم لإتمام درسي أجدر الناس به، وأمسك بيد الشيخ سليم وأجلسه في مجلسه، فأتمَّ الكتاب على غرار شيخه.


تلاميذه:
===
أخذ الشيخ الإمام سليم البشري -رحمه الله- يباشر التدريس فظهر نبوغه واشتهر أمره وتهافت عليه الطلبة، وتخرج على يده جماعة من كبار العلماء منهم: الشيخ محمد راشد إمام المعية السنية (أي: الحاشية الخديوية)، والشيخ بسيوني البيباني، والشيخ محمد عرفة، وغيرهم من أفاضل العلماء.

أولاده: 
===
ذكر صاحب كنز الجوهر أسماء أولاد الشيخ الإمام سليم البشري -رحمه الله- فقال: وله أنجال فضلاء وغالبهم مشتغل بطلب العلم الشريف بالأزهر، فمنهم حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمد طه سليم، والشيخ أحمد سليم، والشيخ عبد الرحيم سليم، والشيخ عبد العزيز سليم، ومنهم حضرة عبد الله أفندي سليم، ضابط بالجيش المصري(1).

منزلته:
===
نبغ الشيخ في علوم كثيرة، وبخاصَّة علوم الحديث نبوغًا كبيرًا أبلغه درجة كبار المحدثين، واتجهت إليه أنظار الباحثين من العلماء والطلبة، فكلما جدت مشكلة عويصة أسرعوا إليه ليجدوا لديه حلا موفقًا لها، ثم أصابه الروماتيزم فلزم فراشه حولين لم ينقطع فيهما الطلبة عن الذهاب إلى بيته في حي السيدة زينب، فكان يُلقي عليهم دروسه في صباح كل يوم، ولما أتم الله عليه العافية عُيِّن شيخًا لمسجد السيدة زينب فقرأ أمهات الكتب، والتف حوله الطلبة، وتابعوا دروسه وكثرت أعدادهم.
وبعد بضعة أعوام صدر الأمر بتعيينه شيخًا ونقيبًا للسادة المالكية، وهو من أكبر مناصب الأزهر، وظلَّ شيخًا للمالكية حتى لقي ربه.

مؤلفاته:
====
ذكر صاحب كنز الجوهر أن للإمام مؤلفات قيِّمة كتبها على أوائل الكتب ولكنه لم يذكر هذه الكتب، ولعلها مقدمات لبعض الكتب الهامة في علم الحديث الذي اشتهر به، مثل كتاب (هدي الساري) فهو مقدمة قيمة مسهبة لكتاب (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) وكلاهما لابن حجر العسقلاني، ومثل (مقدمة ابن خلدون) لكتابه في التاريخ، ومن الكتب التي صنفها الشيخ الإمام سليم البشري رحمه الله: 
- حاشية تحفة الطلاب على شرح رسالة الآداب.
- حاشية على رسالة الشيخ عليش في التوحيد.
- المقامات السنية في الرَّد على القادح في البعثة النبوية، ردَّ فيها على من انحرفوا إلى الإلحاد. توجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية رقم 21339ب، 21518ب.
- عقود الجمان في عقائد أهل الإيمان، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب رقم 33753ب، وعلى هذه النسخة حواش وتعليقات كثيرة جدًّا بخط الشيخ محمد عليش سنة 1304هـ.
- الاستئناس في بيان الأعلام وأسماء الأجناس، وهو مصنف قيم في النحو اعتمد عليه المدرسون في الأزهر.
- شرح نهج البردة، وهي قصيدة شوقي التي عارض فيها بُردة البوصيري واستهلها بقوله: 
ريم على القاع بين البان والعلم أحلَّ سفك دمي في الأشهر الحرم


ولايته للمشيخة:
=======
لما اتجهت النية إلى إصلاح الأزهر في عهد الشيخ حسونة النواوي كان الشيخ سليم البشري -رحمه الله- في مقدمة العلماء الذين وقع عليهم الاختيار لعضوية مجلس إدارة الأزهر مع الشيخ محمد عبده والشيخ عبد الكريم سلمان وغيرهم من كبار العلماء المرجو على أيديهم الصلاح والإصلاح، فكان عضوا بارزًا في مجلس إدارة الأزهر حتى وقع عليه الاختيار ليكون شيخًا للأزهر بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الرحمن النواوي -رحمه الله- فاعتذر الشيخ الإمام سليم البشري -رحمه الله- عن عدم قبوله هذا المنصب وبالغ في الاعتذار محتجًّا بكبر سِنِّه وضعف صحته، ولكنه أمام الإلحاح الشديد قبل المنصب، وصدر الأمر بتعيينه شيخًا للأزهر في 28 من صفر سنة 1317هـ = 1899م، ولبث في هذا المنصب أربع سنوات تقريبًا، أظهر فيها من سداد الرأي، وقوة الحزم، ومضاء العزيمة ما لا يتفق عادة لمن كان في مثل سِنِّه.
وحدث أنه اختار أحد العلماء -وهو الشيخ أحمد المنصوري- شيخًا لأحد أروقة الأزهر ولم يكن الحاكم راضيًا عن هذا، فأوعز إلى الإمام بالعدول عن تعيينه فأبى الشيخ الإمام الرجوع عن اختياره وقال: «إن كان الأمر لكم في الأزهر دوني فاعزلوه، وإن كان الأمر لي دونكم فهذا الذي اخترته ولن أحيد عنه»، فانتهزها الدساسون وأوغروا صدر الحاكم عليه فأرسل إليه من يقول له: «إن تشبثك برأيك قد يضرك في منصبك»، فقال الشيخ الإمام: «إن رأيي لي، ومنصبي لهم، ولن أُضحي لهم ما يدوم في سبيل ما يزول».
وقدَّم استقالته، فقُبلت في اليوم الثاني من ذي الحجة سنة 1320هـ = 1903م، وعُيِّن بدلا منه الشيخ علي بن محمد الببلاوي، ثم عُيِّن بعده الشيخ الشربيني، ثم أُعِيدَ الشيخ حسونة النواوي، ثم صدر الأمر بإعادة الإمام البشري مرة ثانية سنة 1327هـ إلى عمله وظلَّ فيه حتى لقي ربه.

وفاته: 
===
توفي في ذي الحجة سنة 1335هـ = 1916م، وكان عمره تسعين سنة أو أكثر.

مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأزهر خلال ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي ص 369.
- الأعلام للزركلي 3/119.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص 157. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم 1/305.
- معجم المؤلفين، عمر كحالة 4/249.

-----------------------
(1) كنز الجوهر ص 159.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:59 pm

فَضِيلَةُ الشَّيْخِ الأزهر الإمام عَلَيِي بُنَّ مُحَمَّدِ الببلاوي رَحمَهُ الله

اسمه:
===
علي بن محمد بن أحمد المالكي الحسني الإدريسي.

الميلاد:
===
ولد في رجب سنة 1251هـ = نوفمبر سنة 1835م، في قرية ببلا من أعمال ديروط بمحافظة أسيوط.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى قرية ببلا، التي ولد فيها.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
نشأ الشيخ الإمام علي الببلاوي في قريته وحفظ القرآن الكريم، ثم حضر إلى القاهرة فالتحق بالأزهر سنة 1269هـ، وتتلمذ على علمائه مثل الشيخ محمد الأنبابي، والشيخ محمد عليش، والشيخ علي بن خليل الأسيوطي واختص به، وقد استفاد من أساتذته النابهين كما انتفع بصداقة أصحابه الأوفياء، فقد كان من الأصدقاء الحميمين للشيخ حسونة النواوي، وسكن معه مدة التلمذة فكانا يُقيمان معًا ويحضران الدروس معًا ولا يفترقان إلا في درس الفقه حيث يحضر الشيخ النواوي حلقة الفقه الحنبلي، ويحضر الشيخ الببلاوي حلقة الفقه المالكي.
ولما بلغ أشده وآنس من نفسه القدرة العلمية باشر التدريس بالأزهر وبالمسجد الحسيني، حيث ألقى دروسًا في شرح الكتب المقررة في مناهج العلوم، وفي سنة 1280 هـ سافر إلى الحجاز فأدَّى فريضة الحج، فالتقى بكثير من علماء المسلمين، ولما عاد صدر قرار بتعيينه بدار الكتب المصرية، فدرس التنظيم المكتبي وشارك في تصنيف الكتب وفهرستها ولمع في التصنيف، ولما قامت الثورة العرابية ساعده صديقه الشاعر محمود سامي البارودي فولته الثورة رئاسة دار الكتب وأقامته ناظرًا لها سنة 1299هـ، وكان الكثيرون يتطلعون إلى ولاية هذا المنصب الكبير فلم يحصلوا عليه، وقد أشرف على تنظيم الفهارس تنظيمًا دقيقًا.
ولما انتهت الثورة العرابية وتمَّ القبض على زعمائها ونفيهم، توقع الشيخ الببلاوي القبض عليه ومحاكمته، ولكن الخديوي اكتفى بفصله من نظارة دار الكتب وعينه خطيبًا بالمسجد الحسيني، وفي صفر سنة 1311هـ = أغسطس 1893م، عينه شيخًا لهذا المسجد.
ولما غَضِبَ الخديوي على نقيب الأشراف وشيخ الطرق الصوفية السيد محمد توفيق البكري، أمره بالاستقالة من نقابة الأشراف، وفكر فيمن يخلفه، فأشار عليه الشيخ الإمام حسونة النواوي أن يُعيِّنَ الإمام الببلاوي نقيبًا للأشراف؛ لأنه من السلالة الطاهرة ولأنه أهل لهذا المنصب، وكان الشيخ حسونة النواوي وقتها رئيسًا لمجلس إدارة الأزهر قبيل إقامته شيخًا عليه، فقبل الخديوي وأصدر قرارًا بتعيين الشيخ الإمام الببلاوي نقيبًا للأشراف في السادس من شوال سنة 1312هـ الموافق 1 من إبريل سنة 1895م، فنظم النقابة تنظيمًا دقيقًا وضبط أوقافها، ونظم مواردها ومصادرها وكل ما يتعلق بنفقاتها، وبنى ست دور من أموال الأوقاف ليستغل إيرادها في النفقات التي تتطلبها النقابة، فانتظمت أمورها وتم صرف المستحقات في مواعيدها.
وفاتحه المسؤولون في ترك مشيخة المسجد الحسيني؛ لأن منصب النقابة يفوق هذا المنصب بكثير فرفض قائلا: إن كانت النقابة تمنعني من خدمة سيدنا الحسين فإني لا أقبلها، فظل مباشرًا المنصبين معًا حتى سنة 1320هـ، وفي هذه السنة غضب الخديوي على الشيخ الإمام سليم البشري، فرشح أحمد الرفاعي المالكي مكانه، فحالت بعض الحوائل دون تعيينه، وسعى الشيخ علي يوسف لدى الخديوي للشيخ المهدي بن العلامة محمد المهدي العباسي، فمال الخديوي للإجابة ولكن النظَّار اعترضوا عليه، فطلب الخديوي سجلات العلماء الكبار وراجعها، فوقع اختياره على الشيخ الإمام الببلاوي.

مؤلفاته:
===
- رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان، وتوجد منها نسخة خطية مكتوبة سنة 1313هـ رقم 22537 ب، وقد عَلَّق عليها ولده السيد محمد برسالة سماها (عروس العرفان في الحث على ترك البدع وشوائب النقصان على الرسالة الببلاوية بليلة النصف من شعبان).
- إجازة منه إلى الشيخ محمد بن حامد المراغي المالكي الجرجاوي، أجازه فيها بما في ثبت الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير، منها نسخة خطية بدار الكتب، رقم 312 مصطلح الحديث.
- إعجاز القرآن، وهو مجموعة مقالات نشرها الشيخ الإمام في روضة المدارسة، جمعها ابنه السيد محمود، وتوجد منها نسخة خطية بدار الكتب برقم 606 هـ.
- الأنوار الحسينية على رسالة المسلسل الأميرية.


ولايته للمشيخة:
======
صدر أمر الخديوي بإقالة الشيخ الإمام سليم البشري وتعيين الشيخ الإمام علي بن محمد الببلاوي شيخًا للأزهر في الثاني من ذي الحجة سنة 1320هـ، الموافق 1 من مارس سنة 1903م.
وذهب الشيخ الإمام الببلاوي إلى الخديوي لشكره، وصحب معه ابنه الأصغر السيد محمود، والتمس من الخديوي إقامته شيخًا على المسجد الحسيني مكانه، كما أقام من قبل أخاه محمد خطيبًا للمسجد، فقبل الخديوي طلبه.
وكان الخديوي -في هذا الوقت- مُستبدًّا لا يطيق رؤية رجل قوي مُصلح، ولهذا ضاق بالشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية وعضو مجلس إدارة الأزهر، وصاحب الكلمة العليا فيه، فأراد أن يحمل الشيخ الإمام الببلاوي على معارضة الشيخ محمد عبده وعرقلة جهوده في الإصلاح، ولكن الشيخ الإمام لم يستجب لرغبة الخديوي؛ لأنه ملتزم بالحق ومتعاون مع كل مجاهد في سبيله، متمسك بحبله المتين، ولهذا وافق الشيخ الإمام الببلاوي الشيخ محمد عبده في كل مساعيه الإصلاحية، واستجاب له وأحبه وامتزج به، مع علمه أن هذا يغضب الخديوي وأنه قد يسلبه منصبه الكبير، ومنصب ولديه.
ولكن الحق أحق أن يتبع، وقد أخذ أعداء الشيخ الإمام الببلاوي والشيخ محمد عبده يدسون للوقيعة بينهما، فادعوا أن الشيخ محمد عبده سلب الشيخ الببلاوي كل سلطة حتى لم يَعُدْ له من الرئاسة للأزهر إلا اسمها، وأن الكلمة كلمة المفتي، وهو الشيخ محمد عبده وقتها، فلما بلغه ذلك قال: إن الشيخ المفتي لا يريد إلا الإصلاح فلا وجه لمعارضته، فكان ذلك سببًا لانصراف الخديوي عن الشيخ الإمام الببلاوي، وضاق الشيخ محمد عبده بما يحاك حوله وبالعقبات التي توضع في طريق مناهجه الإصلاحية في الأزهر، فانصرف عن الأزهر، وأحسَّ الشيخ الإمام الببلاوي أن الأمور لا تبدو موافقة للمصلحة العامة فقدَّم استقالته من المشيخة في التاسع من المحرم سنة 1323هـ، الموافق 15 مارس سنة 1905م، وتوفي في هذه السنة.


وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام علي بن محمد الببلاوي -رحمه الله- في الثالث من ذي القعدة سنة 1323هـ، الموافق 29 من ديسمبر سنة 1905م، وشيعت جنازته بعد الصلاة عليه بالمسجد الحسيني، ودُفِنَ في بستان العلماء بقرافة المجاورين.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر خلال ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي ص 370.
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- التاريخ الحسيني للشيخ محمود الببلاوي بن الشيخ الإمام.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 8:59 pm

فَضِيلَةُ الشَّيْخِ الأزْهَرِ الإمَامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الشَّرْبِينِيِ رَحِمَهُ 

اسمه:
===
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشربيني، فقيه شافعي(1).

أخلاقه:
===
كان الشيخ الإمام عبد الرحمن الشربيني محبوبًا من أساتذته، معروفًا بينهم بالتقوى والصلاح والزهد، مشهورًا بحُبِّ التعمق في دراسة المصادر القديمة، ولما استوى عوده باشر التدريس، فلفت إليه الأنظار بعلمه الغزير مع تواضعه، وزهده، وشدة تمسكه بالتقاليد المتوارثة، وضيقه الشديد بحركات التجديد، وكان -وهو عالم كبير- يتواضع ويتطامن(2) أمام شيوخه.
ذكر الشيخ محمد سليمان في كتابه (من أخلاق العلماء): «أنه سمع من رأى الشيخ عبد الرحمن الشربيني الذي ولي مشيخة الأزهر، وقد جاء إلى الشيخ الأشموني العالم المشهور، فرآه مضطجعًا على جنبه، فوضع الشيخ الشربيني حذاءه بعيدًا، ثم أقبل متخضعًا حتى جثا ولثم يد الشيخ الأشموني، وقال محدثي: وكان الأشموني ربما قال له المرة بعد المرة: (إزيك يا عبد الرحمن) فيكون الشيخ كأنما حيته الملائكة»(3).

مكانته العلمية:
======
شهد الجميع للشيخ الإمام عبد الرحمن الشربيني بالعلم الغزير، والثقافة الواسعة، ومن هؤلاء الشيخ الإمام عبد المجيد سليم فقال في معرض حديثه عن الشيخ الإمام محمد بن مصطفى المراغي: وكان له -أي المراغي- قدرة عظيمة على التعبير عن أفكاره في لفظ رائق، وأسلوب قوي، وبيان فصيح، وهذا هو السر في أنه ظهر بين شيوخ الأزهر مُبرزًا قويًّا مجلجلا قويًّا، وإن لم يكن أكثر علمًا من الشيخ أبي الفضل ولا من الشيخ الشربيني.

موقفه من فكرة الإصلاح:
الواقع أن الصراع بين القديم والحديث أمرٌ مألوفٌ في كُل زمان ومكان، وهذا الصراع يحفظ التوازن دائمًا بين جمود القديم وجموح الحديث، فيسير ركب الحياة في اتساق واتزان آخذًا من القديم ما أثبتت تجارب القرون الماضية نفعه، ومن الحديث ما تقتضيه سنة التطور والتقدم والارتقاء.
وكبار المفكرين يتراوحون بين هذا الاتجاه وذاك بحسب مواهب كل منهم، واستعداده الفطري: فمنهم المحافظون، ومنهم التقدميون، ومنهم من يقوده التقليد إلى الجمود، ومنهم من يقوده التجديد إلى التبديد.
وكان علماء الأزهر منقسمين إلى فريقين كبيرين: فريق يتمسك بالقديم ويحرص عليه ويقاوم كل حركة تجديدية ويكاد يُعدُّها هدمًا للأزهر وخروجًا على تعاليم الدين، وفريق يدعو إلى أن يخرج الأزهر من عزلته الفكرية ومن جموده على الأوضاع القديمة وأن يتجاوب مع حركات التجديد والإصلاح تبعًا لسنة الحياة.
وكان الشيخ الإمام عبد الرحمن الشربيني -رحمه الله- مؤمنًا بفكرة المحافظة، وكان مُشْفِقًا على الأزهر من أن يتطور به الأمر فيهجر علوم الدين إلى علوم الدنيا ويصبح مدرسة من مدارس وزارة التربية والتعليم. وكان رأيه أن يقتصر الأزهر على التخصص في علوم اللغة والدِّين ويترك المدارس الأخرى للتخصص في العلوم الحديثة كما شاء لها المشرفون عليها في ذلك الحين، وأن يبتعد الأزهر عن أهواء السياسة والحكام.

مؤلفاته:
====
- تقرير على حاشية البناني على شرح المحلي على جمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه.
- تقرير على حاشية ابن قاسم على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري لمتن البهجة الوردية، أو بهجة الحاوي، وهي منظومة في الفقه الشافعي، نظم ابن الوردي فيها الحاوي الصغير لنجم الدين القزويني (توجد نسخة خطية من هذا التقرير بدار الكتب المصرية رقم 22966 ب).
- تقرير على حاشية عبد الحكيم على شرح السيالكوتي على شرح القطب على الشمسية في المنطق.
- فيض الفتاح على حواشي شرح تلخيص المفتاح، في علوم البلاغة.

ولايته للمشيخة:

=====
تولَّى الشيخ الإمام عبد الرحمن الشربيني مشيخة الأزهر في اليوم الثاني عشر من شهر المحرم سنة 1323هـ الموافق 8 من مارس سنة 1905م، بعد إلحاح من الخديوي عليه لقبول هذا المنصب، وأقام الخديوي حَفْلا كبيرًا خلع فيه كسوة التشريفة على الأستاذ الإمام الشربيني.
وبعد فترةٍ مَرِضَ الشيخ الإمام الشربيني فلم ير الخديوي عزله، وإنما انتدب الشيخ محمد شاكر للإشراف على الأزهر نيابة عن شيخه حتى يتمَّ شفاؤه، فلمَّا برئ الشيخ من مرضه باشر عمله.
ثم بعد ذلك بفترة حاول الخديوي أن يُطلقَ يده في شؤون الأزهر من وراء ظهر شيخه، فأَبَي عليه الشيخ الإمام الشربيني، وبادر بتقديم استقالته من منصبه في السادس والعشرين من ذي الحجة سنة 1324هـ الموافق 9 من فبراير سنة 1907م، فقُبلت ثم أُعيدَ الشيخ حسونة النواوي إلى منصبه فتولى مشيخة الأزهر للمرة الثانية.

وفاته:
===
توفي الشيخ الإمام عبد الرحمن الشربيني -رحمه الله- سنة 1926م.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 3/334.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
- معجم المؤلفين 5/168.

--------------------
(1) لم تذكر المراجع المتاحة لدينا أي معلومات عن مولده ولا نشأته الأولى.
(2) تطامن: سكن وانخفض.
(3) ينظر: كتاب من أخلاق العلماء للشيخ محمد سليمان ص 37، 38.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:00 pm

فَضَيلة شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ أَبُو الْفَضْلَ الجيزاوي رَحمَهُ الله

اسمه:
===
محمد أبو الفضل الجيزاوي.

الميلاد:
===
وُلِدَ الشيخ الإمام الجيزاوي سنة 1264 هـ في وراق الحضر، من أعمال مركز أمبابة، محافظة الجيزة.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى محافظة الجيزة.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
دخل الكُتَّاب المعد لتحفيظ القرآن الكريم ببلده سنة 1269هـ فحفظ القرآن الكريم بتمامه سنة 1272هـ، ثم التحق بالأزهر في أواخر سنة 1273هـ، فدرس القراءات وفقه الإمام مالك بن أنس، وتلقى العلوم العربية من: نحو وصرف ووضع وبيان ومعان وبديع، وعلم أصول الدين والتفسير والحديث والمنطق على أكابر المشايخ الموجودين في ذلك الوقت مثل الشيخ محمد عليش، والشيخ علي مرزوق العدوي، والشيخ إبراهيم السقا، والشيخ شمس الدين الأنبابي، والشيخ شرف الدين المرصفي، والشيخ محمد العشماوي، وغيرهم من أجلاء الأساتذة.
وداوم على الاشتغال بالعلم مطالعة وحضورًا إلى سنة 1287هـ، فأمره الشيخ الأنبابي بالتدريس فاعتذر، فألح عليه فامتثل أمره، وابتدأ بقراءة كتاب الأزهرية في النحو للشيخ خالد الأزهري في أواخر شهر صفر من تلك السنة.
لازم الشيخ الإمام أبو الفضل الجيزاوي التدريس وقرأ جميع كتب الفقه الْمُتَداول قراءتها في ذلك الوقت مرات عديدة، وكذلك كتب العلوم العربية، وعلم أصول الدين، وعلم أصول الفقه، والمنطق مرات عديدة لطبقات كثيرة من الطلاب، ورُزِقَ حظوة إقبال الكثير من الطلبة عليه في كل درس، حتى تخرَّج عليه غالب أهل الأزهر، وكان أوَّل من أحيا كتاب الخبيصي في المنطق بتدريسه مِرارًا، وكتاب القطب على الشمسية، وكتاب ابن الحاجب في الأصول بشرح العضد وحاشيتي السعد والسيد، فقد درَّسَهُ في الأزهر مرتين لجَمْعٍ عظيم من الطلبة الذين صاروا بعد ذلك من أكابر العلماء، ومرة في الإسكندرية في مدة مشيخته لعلمائها، وكتب على الشرح والحاشيتين حاشية طبعت سنة 1332هـ وتُدوولت بين العلماء والطلاب، وقرأ المطول وكتب على شرحه وحاشيته نحوًا من خمس وأربعين كراسة، وقرأ البيضاوي ولم يتمه، وكتب شرحًا على أوائله نحوًا من سبع عشرة كراسة.
وفي 3 من ربيع الأول سنة 1313هـ الموافق 23 من أغسطس سنة 1895م، عُيِّنَ عُضْوًا في إدارة الأزهر في مُدَّةِ مشيخة الشيخ سليم البشري.
ثم استقال منها وعُيِّن بها ثانيًا في 9 من ذي القعدة سنة 1324هـ الموافق 24 من ديسمبر سنة 1906م في أواخر مشيخة المرحوم الشيخ الشربيني، ثم عُيِّن وكيلا للأزهر في 18 من صفر سنة 1326هـ الموافق 21 من مارس سنة 1908م، ثم صدر الأمر بتعيينه شَيْخًا للإسكندرية ومكث بها 8 سنوات، ثم صدر الأمر بتعيينه شيخًا للأزهر في 14 من ذي الحجة سنة 1335هـ الموافق 30 من سبتمبر سنة 1917م، ثم أضيفت إليه مشيخة السادة المالكية في 20 من صفر سنة 1336هـ الموافق 4 من ديسمبر سنة 1917م.
وقد كان في مُدَّة وكالة الجامع الأزهر وعضوية مجلس الإدارة ومشيخة علماء الإسكندرية مُلازِمًا التدريس للكتب المطولة، منها كتاب المواقف في علم الكلام وكتاب ابن الحاجب في علم أصول الفقه وغيرها.
ولكن مشيخة الأزهر والأحداث التي مرت بمصر وبالأزهر في عهده شغلته عن التدريس، كما شغلته عن التأليف والكتابة، فقد عاصر أحداث الثورة المصرية سنة 1919م وما تلاها من صراع عنيف بين الشعب ومستعمريه وبين الأحزاب السياسية وبين الزعماء والملك، كما شاهد اندلاع الثورة الشعبية من ساحة الأزهر واشتراك رجال الدين المسيحي مع كبار علماء الأزهر في مقاومة الاستعمار، واستطاع الشيخ الإمام أن يقود سفينة الأزهر في غمار هذه الأمواج والعواصف حتى لقي ربه سنة 1346هـ الموافق سنة 1927م.


دوره في إصلاح التعليم في الأزهر:
========
استطاع الإمام أن يخطو في سبيل إصلاح التعليم في الأزهر خطوة أصدر بها قانون سنة 1923م، وأهم ما جاء فيه:
1- إنقاص كل مرحلة من مراحل التعليم بالأزهر إلى 4 سنوات.
2- إنشاء قسم التخصص، ويلتحق به الطلاب بعد نيل الشهادة العالمية، وجعل أقسامه هي: التفسير والحديث، والفقه والأصول، والنحو والصرف، والبلاغة والأدب، والتوحيد والمنطق، والتاريخ والأخلاق، ولم يكتف بهذا بل ألَّف لجنة للإصلاح سنة 1925م فرأت اللجنة أنه يجب أن ينظر إلى المرحلتين الابتدائية والثانوية على أنهما مرحلتا ثقافة عامة، ويجب أن تدرس بهما العلوم الرياضية التي تدرس بالمدارس الابتدائية والثانوية المدنية، وأنه يكفي الاهتمام بالعلوم الدينية والعربية في الأقسام العالية والتخصصات، ورأت اللجنة لذلك وجوب فتح أبواب مدارس وزارة المعارف أمام المتخرجين في الأزهر للتدريس فيها.

أخلاقه:
===
كان الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي -رحمه الله- دمث الأخلاق، لين الجانب، ورعًا تَقِيًّا، وكان يمتاز بالقوة الجسمية والعقلية والخلقية، كما كان يمتاز بحسن الحديث، وقد أجمعت القلوب على حُبِّه وإِكْبَارِهِ.
وكان -رحمه الله- واسع الاطلاع في العلوم العقلية والنقلية والفلسفية والتمدن الإسلامي وتاريخ الإسلام.


مؤلفاته:
====
- إجازة منه إلى الشيخ محمد بن محمد المراغي المالكي الجرجاوي أجازه فيها بما في ثبت الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير، نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم 55 تيمور بآخرها توقيع الشيخ الإمام وخاتمه.
- الطراز الحديث في فن مصطلح الحديث.
- كتاب تحقيقات شريفة وتدقيقات منيفة، وهي حاشية على شرح عضد الملة والدين على مختصر ابن الحاجب وعلى حواشيه(1).


ولايته للمشيخة:
=======
صدر الأمر بتعيينه شيخًا للأزهر في 14 من ذي الحجة سنة 1335هـ الموافق 30 من سبتمبر سنة 1917م، وظل شَيْخًا للأزهر حتى توفي سنة 1927م.


وفاته:
===
توفي الشيخ الإمام محمد أبو الفضل الجيزاوي -رحمه الله- سنة 1346هـ الموافق سنة 1927م.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي (6/330).
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- فهرس المكتبة الأزهرية.
- الكنز الثمين لعظماء المصريين، تأليف: فرج سليمان فؤاد، طبع مطبعة الاعتماد بين سنتي 1917م - 1919م.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم (2/341).
- معجم المؤلفين (9/167).


-----------------
(1) فهرس الأزهرية 2/17.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:01 pm

فَضَيلة شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ مُصْطَفى المراغي رَحمَهُ الله

اسمه:

===
محمد بن مصطفى بن محمد بن عبد المنعم المراغي.

الميلاد:

===
ولد في اليوم الثامن من ربيع الثاني سنة 1298هـ الموافق التاسع من مارس سنة 1881م، بالمراغة من أعمال جرجا.

نسبته:
===
نُسِبَ إلى مراغة.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
كان والد الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي -رحمه الله- على قسط من الثقافة، ويتمتع بسمعة طيبة ومنزلة كريمة في الوسط الذي يعيش فيه، فدفع ابنه إلى حفظ القرآن الكريم، ولقَّنه نصيبًا من المعارف الدينية.
وظهرت نجابته فأرسله أبوه إلى الأزهر ليكمل تعليمه فيه، فتلقى العلوم على كبار مشايخه، وفي مقدمتهم الشيخ علي الصالحي من شباب علماء الأزهر المستنيرين المحققين، درس عليه الإمام علوم العربية وتأثر بأسلوبه في التوضيح والتبيين، ثم اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، فانتفع بمحاضراته العامة في التفسير والتوحيد والبلاغة، وتفتحت على يديه مواهبه العقلية، وازداد اتصالا به، وتأثر بمنهجه السلوكي، ودعوته الإصلاحية ومواقفه الوطنية، ودراساته العلمية، وظل وثيق الصلة به، سائرًا على نهجه في التجديد والإصلاح.
وكان الإمام المراغي معروفًا بين أقرانه من الطلاب بالأخلاق الكريمة والحرص على مواصلة البحث والدراسة ووفرة التحصيل، وكان له رفقة من طلاب الأزهر النابهين يواصلون قراءة الدروس والكتب المقررة قبل إلقاء المدرسين لها، كما كانوا لا يكتفون بدراسة الكتب المقررة بل كانوا يقبلون على كل مصادر المعرفة وشتى العلوم ينهلون منها.
وفي الثاني عشر من ربيع الأول سنة 1322هـ الموافق 26 من مايو سنة 1904م تقدم لامتحان العَالِمية فنالها بتقدير الدرجة الثانية، وكان الشيخ محمد عبده هو الذي يمتحنه في شهادة العَالِمية، فلاحظ أن الشيخ المراغي مريض، فلما انتهى الامتحان قال له: لاحظت أنك محموم ولكنك كنت فوق الإجازة، وظهرت النتيجة وكان المراغي أول زملائه في النجاح، وإن لم ينل الدرجة الأولى؛ لأن إجماع لجنة الامتحان عليها عسير، وقد دعاه الشيخ محمد عبده إلى منزله تكريمًا له.
وقد نال الشيخ محمد مصطفى المراغي العَالِمية وهو في الرابعة والعشرين من عمره، وهي سِنٌّ مبكرة بالنِّسبة إلى علماء الأزهر.
ثم بدأ التدريس بالأزهر الشريف، ولم يطل مُكثه بالتدريس إلا بضعة أشهر اختير بعدها قاضيًا بالسودان، ومع قِصَرِ هذه المدة لفت إليه الأنظار ببراعته في الشرح والإبانة، حتى جذب إليه حشودًا عديدة من الطلاب.

توليته المناصب القضائية في السودان:

=========
لَمَّا طلبت حكومة السودان من الشيخ محمد عبده اختيار قضاة السودان الشرعيين، كان الإمام المراغي في مقدمة من اختارهم، فسافر الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي قاضيًا لمديرية دنقلة، وبعد قليل نُقل الشيخ الإمام قاضيًا لمديرية الخرطوم.
وفي هذه الفترة كان الشيخ الإمام المراغي دائم الاتصال بأستاذه الإمام المفتي الشيخ محمد عبده، فقد تبادلا رسائل قيمة في الشؤون الدينية والوطنية، وظلَّ الشيخ الإمام المراغي وفيًّا لأستاذه في حياته وبعد مماته.

وفي سنة 1907م اختلف هو وقاضي القضاة والسكرتير القضائي في وجهة النظر في اختيار المفتشين بالمحاكم الشرعية في السودان، فقدَّم استقالته وعاد إلى مصر.
ومما يُؤثر عنه أن مُرَتَّب القاضي في السودان كان أربعة عشر جنيهًا، غير أنه مُنح زيادة قدرها ستة جنيهات، فرفض قبولها واحتج لدى السكرتير القضائي (منصب يشبه منصب وزير العدل) المستر كارتر، فقال له السكرتير القضائي: إني لأعجب لقاضٍ شرعي يرفض ستة جنيهات علاوة في الشهر، فقال له الشيخ: إن عجبي مثل عجبك من أن القاضي الإنجليزي يتناول خمسين جنيهًا، بينما تستكثر على القاضي الشرعي المصري عشرين جنيهًا، وطلب الشيخ إجازة ثلاثة أشهر، وعاد إلى مصر، وألحَّ عليه السكرتير طالبًا عودته فرفض وقدَّم استقالته.
وفي الثاني من شعبان سنة 1325هـ الموافق التاسع من سبتمبر سنة 1907م عُيِّن مفتشًا للدروس الدينية بديوان عموم وزارة الأوقاف، ولكنه لحبه للبحث والدراسة عاد إلى التدريس بالأزهر مع احتفاظه بوظيفته في الأوقاف.
وفي سنة 1908م زاره سلاطين باشا، وكان وكيلا لحكومة السودان بمصر، وعرض عليه أن يكون قاضي القضاة، فقال له الإمام: إن حكومة السودان أبت عليَّ في العام الماضي وظيفة مفتش بالمحاكم الشرعية، فكيف ترضى اليوم أن أكون قاضي القضاة؟ فأجابه: إن الحكومة اقتنعت اليوم بما لم تكن تقتنع به، وإنني أريد أن أعرف الشروط التي تجعلها أساسًا لقبول هذا المنصب الأخير، فاشترط شروطًا أهمهما:
أن يكون تعيينه بأمر من خديوي مصر (الحاكم المسلم) وأصرَّ على رأيه، وتمَّ له ما أراد، وصدر أمر بتعيينه في 4 من رجب سنة 1326هـ الموافق 1 من أغسطس سنة 1908م. على الرغم من أن السياسة الإنجليزية كانت تُخطط لقطع كل صلة تربط السودان بمصر، لهذا وُلِّيَ القاضي الذي خَلَفَه بأمر الحاكم الإنجليزي.

ولما أرادت حكومة السودان تعديل لائحة المحاكم الشرعية بالسودان، تمسك الشيخ الإمام بأن من سلطته أن يختار للقضاة الآراء الفقهية التي يحكمون بها، وأبى السكرتير القضائي قبول هذا، وأصرَّ الشيخ الإمام المراغي على رأيه، واحتكما إلى الحاكم العام، فنصر الشيخ على خصمه ونفَّذ له ما أراد.
فالشيخ كان يعمل على ترقية القضاء بالسودان، فقد أشرف على القسم الشرعي من كلية (غاردون) وزوده بأساتذة من العلماء المصريين الممتازين من الأزهر ودار العلوم، وبهذا نهض بالقضاة وكرامة القضاء.

ولما اشتدت الثورة بمصر، التف المصريون بالسودان حول الشيخ الإمام المراغي فقاد جموعهم في مظاهرة كبيرة، وأخذ يجمع التوقيعات لتأييد زعامة سعد زغلول وأصحابه والإقرار بأنهم وكلاء الأمة، وهنا ثار حُكَّام الإنجليز بالسودان، فاقترح بعضهم سجنه، واقترح بعضهم اعتقاله ونفيه، ولكن السكرتير القضائي رأى في ذلك خطرًا، ورأى أن يمنحه إجازة عاجلة غير محددة، وبهذا عاد إلى مصر دون أن تلحقه أي إساءة أو يناله أي ضرر.
وبهذا انتهى عمله بالسودان، وكان في هذه المرة ممتدًّا من سنة 1908م حتى سنة 1919م.


المناصب التي تولاها الشيخ الإمام المراغي:
=========
بعدما عاد الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي من السودان، تولَّى مناصب قضائية هامة، وهي:
1- رئيس التفتيش الشرعي بوزارة الحقانية (العدل) في 9 من أكتوبر سنة 1919م.
2- رئيس محكمة مصر الكلية الشرعية في 21 من يوليو سنة 1920م.
3- عضو المحكمة العليا الشرعية في 27 من يناير سنة 1921م.
4- رئيس المحكمة العليا الشرعية في 11 من ديسمبر سنة 1923م.
ولِّي هذه المناصب القضائية الكبرى ما بين سنة 1919م وسنة 1928م، وفي هذا المناصب قام بعدة إصلاحات هامة، حيث أمر بتشكيل لجنة لتنظيم الأحوال الشخصية برئاسته، ووجَّه اللجنة إلى عدم التقيد بمذهب الإمام أبي حنيفة إذا وجد في غيره ما يُنَاسب المصلحة العامة للمجتمع، وكان القضاة قبل ذلك مقيدين بمذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة، فجعلهم يقتبسون من المذاهب الأخرى ومن آراء المجتهدين بما يناسب الزمان والمكان، وبهذا استطاع أن يقوم بإصلاحات عديدة في محيط الأسرة الإسلامية، فأصدر في يوليو سنة 1920م قانون الأحوال الشخصية.



مِحَنٌ واجهت الشيخ الإمام المراغي:
=========
كان الشيخ الإمام المراغي مستمسكًا بالحق، حريصًا على الأمانة والصدق، وقد تعرض في هذا لِمِحَنٍ عديدة كادت تكلفه حياته وتغلب عليها، ومنها: أن قضية هامة عرضت عليه وهو رئيس للمحكمة الشرعية العليا، فلوَّح له بعض أصحاب النفوذ بأن الحُكمَ يجب أن يصدر لصالح فَردٍ مُعينٍ على أن تكون المكافأة على ذلك مبلغًا ضخمًا من المال يسيل له اللعاب، فرفض في شمم وإباء، فعمل أصحاب الشأن على منعه من نظر القضية فاستأجروا من يقتله، فتربص له المجرم وألقى عليه ماء النار، ولطف الله بالشيخ الإمام فأصابت -ماء النار- عنقه وأجزاء من جسمه ولم تصب منه مقتلا.
ووصف الشيخ الإمام هذا الشخص الذي تعدَّى عليه وصفًا دقيقًا، فتم القبض عليه، وعلى من حرَّضاه على القتل، وحُكِمَ على المتهمين الثلاثة بالسجن أربع سنوات وبألفي جنيه تعويض، وقد اشتهرت هذه القضية باسم، قضية هنري سكاكيني.
ومن المحن التي تعرض لها ولقي ربه على أثرها، ما حدث له سنة 1945م فقد طَلَّق الملك فاروق زوجته الأولى الملكة فريدة، وأراد أن يُحرِّم عليها الزواج بعده، فأرسل إلى الشيخ يطلب منه فتوى تؤيد رغبته فرفض، فأرسل إليه الرسل يُلحون عليه - وكان الشيخ يُعالَج بمستشفى المواساة بالإسكندرية- فرفض الاستجابة، وضاق الملك ذرعًا بإصراره على الرفض، فذهب الملك فاروق إليه في المستشفى مُحتدًّا، فقال له الشيخ عبارته الخالدة: أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التَّحريم فلا أملكه، وطال الجدال وصاح المراغي بأعلى صوته قائلا: إنَّ المراغي لا يستطيع أن يُحرِّم ما أحل الله.
وعلى أثر هذه المقابلة الصاخبة وما حدث فيها انتكست صحة الشيخ، ولم يلبث إلا قليلا حتى لقي ربه راضيًا مَرْضِيًّا.

أخلاقه:

===
كان الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي -رحمه الله- لَيِّن الجانب، جم التواضع، مُعتزًّا بكرامته كل الاعتزاز.

مكانته:
===
كان الإمام محمد مصطفى المراغي -رحمه الله- يناضل في سبيل إصلاح مناهج الأزهر، وتحديد أهدافه بين تيارات متضاربة عنيفة من ملك مستبد، وأحزاب متناحرة، واحتلال أجنبي يفرض سلطانه، ولكنه على الرغم من هذا كله مضى في طريقه يقتحم العقبات ويخوض الشدائد، واضعًا استقالته في يده، يلوح بها أو يقدمها في الوقت المناسب.
قال عنه الشيخ الإمام عبد الحليم محمود: عالم ذكي، ذو شخصية خارقة، مهيب، صاحب رأي في العلم والسياسة، بليغ الأسلوب(1).
وكان الجميع يقدرونه، فالإنجليز تعاملوا معه في السودان، ونزلوا على رأيه في بعض المواقف الهامة، والملك فاروق كان كثيرًا ما يستمع إليه ويحضر مجالسه العلمية في شهر رمضان ويأمر بإذاعتها، وينصره أحيانًا على بعض الأحزاب المناوئة له، والأحزاب تعرف له مكانته، ومن عاداه من رجال السياسة عرفوا له مكانته، وبخاصة بعد وفاته، وكان الإمام جريئًا في قول الحق وإن أغضب ذوي السلطان.
ولقد كتب حاكم السودان -أيام كان الشيخ الإمام المراغي فيه- إلى وزارة الخارجية الإنجليزية قائلا: إن الشيخ المراغي يُعدُّ من دهاة العالم.
وفي خلال ثورة سنة 1919م وكان الشيخ الإمام المراغي بالسودان كتبت صحيفة (التايمز) وهي صحيفة بريطانية مشهورة: أبعدوا هذا الرجل، فإنه أخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحرب.


مؤلفاته:
===
- الأولياء والمحجورون، نال بها عضوية هيئة كبار العلماء، وهو بحث فقهي في موضوع الحَجْر على السفهاء، والذين يتولون أمورهم بعد الحَجْرِ، وهو مخطوط بمكتبة الأزهر.
- تفسير جزء تبارك، وقد ألفه ليكمل به تفسير الإمام محمد عبده جزء عم.
- بحث في وجوب ترجمة القرآن الكريم، طبع بمطبعة الرغائب سنة 1936م.
- رسالة (الزمالة الإنسانية) كتبها لمؤتمر الأديان بلندن، مطبوعة بمطبعة الرغائب سنة 1936م.
- بحوث في التشريع الإسلامي، وأسانيد قانون الزواج رقم 25 سنة 1929م، مطبوعة بالقاهرة.
- مباحث لغوية بلاغية، كتبها أثناء تدريسه لكتاب التحرير في الأصول.
- الدروس الدينية، وهي تفسير لبعض السور والآيات القرآنية، ألقاها في احتفالات عامة بمساجد القاهرة والإسكندرية الكبرى، واستمع إليها الملك فاروق في ليالي رمضان سنة 1356هـ إلى سنة 1364هـ، وقد نُشرت بمجلة الأزهر، كما نشرت مستقلة في كتيبات، ومات وهو يفسر سورة القدر قبل حلولها بأسبوعين.
- كما أن له مقالات وخُطبًا عديدة، نجد نماذج منها في ختام كتاب (الشيخ المراغي بأقلام الكُتَّاب).



ولايته للمشيخة:
=====
في يوم التاسع من ذي الحجة سنة 1346هـ الموافق الثامن والعشرين من مايو سنة 1928م صدر قرار بتولية الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي مشيخة الأزهر الشريف، فأقبل بعزيمة قوية على النهوض بالأزهر ليتبوأ المكانة الجديرة به في تاريخ النهضة الإسلامية، فألَّف لِجَانًا برئاسته لدراسة قوانين الأزهر ومناهج الدراسة فيه، وعَمِلَ على تنقيح هذه القوانين والمناهج، واهتمَّ بالدراسات العليا فاقترح إنشاء ثلاث كليات عليا تتخصص الأولى في دراسة العلوم العربية، والثانية في علوم الشريعة، والثالثة في أصول الدين، وكانت له آمال كثيرة يسعى لتحقيقها في تطوير الأزهر، ولكن العقبات وقفت في وجه الشيخ الإمام، وحالت بينه وبين الأهداف التي ينشدها فاستقال من منصبه في العاشر من أكتوبر سنة 1929م، ويذكر المعاصرون لهذه الأحداث أن السبب في تمسك الشيخ الإمام المراغي برأيه وإصراره على الاستقالة هو أنه أراد أن تطلق يده في إدارة الأزهر على أن يختار من يعاونونه، ولكن الملك كان يريد السيطرة على شؤون الأزهر جميعها، فرفض كل الرفض أن يمنح الإمام هذه السلطة، فاستقال الإمام، وقُبلت استقالته، ثم صدر قرار بتعيين الشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخًا للأزهر.
ولما استقال الإمام المراغي لم يخلد إلى الراحة والسكون، بل قضى أكثر من خمس سنوات عاكفًا في بيته على البحث والدراسة ومراجعة آراء المصلحين من قبله، وبخاصة أستاذه الإمام الشيخ محمد عبده، كما راجع الأسس التي وضعها للإصلاح في عهد مشيخته الأولى، وما تمَّ تحقيقه منها في عهد الظواهري، وما لم يتم وما ينبغي تعديله منها في ضوء دراساته العميقة للنهوض بالأزهر، حتى اتضحت أمامه الصورة وبرزت معالمها.
فلمَّا عاد إلى الأزهر مؤيدًا من آلاف العلماء والطلبة، ومؤيدًا من الحكومة، ومؤيدًا من الرأي العام باشر تنفيذ ما استقر عليه رأيه من وجوه الإصلاح، فأصدر القانون رقم 26 لسنة 1936م، وقد ألغى به القانونين الصادرين في سنة 1923م وفي سنة 1930م، والقانون الأخير أصدره الشيخ الظواهري، وأكمل ما بدأه من إصلاح في فترته الأولى، مع بعض التعديلات، وقد حدد مهمة الأزهر وأنه هو المعهد العلمي الإسلامي الأكبر، والغرض منه:
1- القيام على حفظ الشريعة الغرَّاء: أصولها وفروعها، واللغة العربية، وعلى نشرهما.
2- تخريج علماء موكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة في مختلف المعاهد والمدارس ويتولون الوظائف الشرعية في الدولة.
وخلاصة هذا القانون الذي أصدره أنه يقوم على الأسس التالية:
التعليم في الأزهر يتم في أربع مراحل:
1- المرحلة الابتدائية، ومدتها أربع سنوات.
2- المرحلة الثانوية، ومدتها خمس سنوات.
3- مرحلة الكليات، وهي ثلاث كليات، كلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وكلية اللغة العربية، ومدة الدراسة بها أربع سنوات.
4- مرحلة العَالِمية في هذه الكليات الثلاثة.


ومن الأعمال الجليلة التي قام بها الشيخ الإمام المراغي، ما يلي:
===========
- إنشاء لجنة الفتوى:
شكَّل فضيلة الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي لجنة من كبار العلماء في 12 من جمادى الأولى سنة 1354هـ الموافق 11 من أغسطس سنة 1935م، تتكون من رئيس وأحد عشر عضوًا، منهم ثلاثة من فقهاء الأحناف، وثلاثة من المالكية، وثلاثة من الشافعية، واثنان من الحنابلة، وهذه اللجنة تجيب عن الأسئلة التي تتلقاها من الأفراد والهيئات وفقًا لمذهب معين إذا طلب السائل ذلك، أو وفق ما تقضي به القواعد المستمدة من الكتاب والسنة والإجماع أو القياس الصحيح إذا لم يقيدها السائل بمذهب خاص، مُرَاعية بذلك ما هو أرفق بحال السائل إذا قوي الدليل على مراعاته.

- إنشاء قسم الوعظ والإرشاد:
=======
أنشأ الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي قِسْمًا خاصًّا سمَّاه (الوعظ والإرشاد) لنشر الثقافة الإسلامية في الأقاليم سنة 1928م.

- التطوير لجماعة كبار العلماء:
في سنة 1911م أنشأ الشيخ سليم البشري (هيئة كبار العلماء) وتتكون من ثلاثين عالما من صفوة علماء الأزهر، ليتفرغ كل منهم لإلقاء محاضرات علمية عميقة بحسب تخصصه في العلوم المختلفة، وهذه الدروس يحضرها العلماء والباحثون، فلما جاء الإمام المراغي غيَّر اسمها إلى (جماعة كبار العلماء) واشترط في أعضائها -إلى جانب الشروط القديمة- أن يكون العضو فيها من العلماء الذين أسهموا في الثقافة الدينية، وأن يُقدِّم رسالة علمية تتسم بالجدَّة والابتكار، وجعل أعضاءها ثلاثين عضوًا، وآثر بعضويتها أولي الكفاءات العلمية والأخلاق السامية حتى أصبحت أكبر هيئة دينية في العالم الإسلامي، وقد حلَّ محلها الآن مجمع البحوث الإسلامية.
ورأى قبيل وفاته أن يُنشئ مراقبة خاصة للبحوث والثقافة الإسلامية تختص بالنشر والترجمة والعلاقات الإسلامية، والبعوث العلمية، والدعاة، فصدر قرار بإنشائها في يوليو سنة 1945م، ولم يمض على إنشائها شهر حتى لقي ربه.


وفاته:
===
لقي الشيخ الإمام محمد مصطفى المراغي -رحمه الله- في حياته متاعب عديدة، وتعرَّض لخصومات عنيفة من بعض الأحزاب، وبعض العلماء، وبعض أصحاب السلطان أوهنت قوته وأضعفت صحته.
ولما طلَّق الملك فاروق زوجته الأولى أراد إصدار فتوى شرعية تمنعها من الزواج بعده، وحاول حمل الإمام بكل الوسائل على إصدار هذه الفتوى، فرفض، وكان الشيخ الإمام المراغي مريضًا بمستشفى المواساة، ثم زاره الملك وعقب مشادة عنيفة بينهما بسبب إصرار الإمام على عدم إصدار هذه الفتوى للملك، ساءت صحة الشيخ وتدهورت، حتى لقي ربه ليلة الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان سنة 1364هـ الموافق الثاني والعشرين من شهر أغسطس سنة 1945م.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/103.
- الإمام المراغي، العدد 115 من سلسلة اقرأ، بقلم أنور الجندي، طبع دار المعارف في أغسطس سنة 1952م.
- الشيخ المراغي بأقلام الكُتَّاب، أبو الوفا مصطفى المراغي، المطبعة المنيرية بالأزهر سنة 1957م.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.



----------------------------------
(1) ينظر: كتاب هذه حياتي ، طبع دار المعارف بالقاهرة سنة 1976م ، ص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:02 pm

فَضَيلة شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ الأحمدي الظَّواهِرِيِ رَحمَهُ الله

اسمه:
===
محمد الأحمدي ابن العلامة الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهري.

الميلاد:

===
ولد سنة 1295 هـ في قرية كفر الظواهري، محافظة الشرقية.

نسبته:
===
نُسب الشيخ إلى قريته التي ولد بها.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
نشأ في أسرة كريمة مشهورة بالتقوى والصلاح، كان أبوه من خيرة علماء الأزهر المتصوفين، فكان شيخًا لمعهد طنطا، وكان جده إبراهيم أيضًا من علماء الأزهر المتصوفين، ولقد تأثر الشيخ الأحمدي بأبيه، وقد سماه والده محمد الأحمدي تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي.
وقد تأثر الشيخ الإمام محمد الأحمدي الظواهري بالإمام محمد عبده، فقد كان مُعجَبًا بأسلوبه في الكتابة والبحث والتدريس، مُؤمنًا بدعوته في إصلاح الأزهر.

الشيخ الإمام الظواهري في معهد طنطا ومعهد أسيوط:
==============
لما تم إنشاء القسم العالي بمعهد طنطا حرص المسؤولون على أن يحشدوا فيه المواهب الفتية، وما كاد الشيخ الأحمدي لينال العَالِمية من الدرجة الأولى، حتى رشحته مواهبه للتدريس بالقسم العالي بهذا المعهد، فانتدبه شيخ الأزهر للتدريس فيه على الرغم من حداثة سنه وقلة خبرته وتجاربه، ولكنه أجاد ولفت إليه الأنظار واتسعت حلقته العلمية، وأقبل عليه الطلاب إقبالا منقطع النظير؛ لأسلوبه الواضح القوي في شرح المشكلات العلمية وتذليل الصعاب أمام الطلاب.
ولم يكتف بالتدريس للطلبة فقط، لكن كانت له دروس وعظية لعامة الناس، فكان ينتقل بين المدن الكبرى يلقي الدروس والمواعظ فاهتدى على يديه كثير من العصاة، واستطاع أن يقضي على كثير من الخصومات والعداوات.
وفي أغسطس سنة 1907م توفي والده، فخلا منصبه (شيخ معهد طنطا)، وهو من الجهة الرسمية يلي منصب شيخ الأزهر، فتاقت نفسه لأن يخلف والده في هذا المنصب، فرفض شيخ الأزهر هذه الرغبة، وكان وجوه القوم وكُبراؤهم بطنطا يتمنون أن يتم تعيينه في منصب أبيه، فكتبوا عدة التماسات للخديوي يرجونه تنفيذ هذا الأمل، وكانت حدة غضبه على الشيخ الأحمدي قد هدأت بعد وفاة الشيخ محمد عبده، وعرض شيخ الأزهر على الخديوي تعيين الشيخ الفقي شيخًا لمعهد طنطا، فطلب الخديوي مقابلته ومقابلة الشيخ الأحمدي، فلما استقبل الشيخ الأحمدي قال له: إنني طلبتك بعد أن طلبت مُرشَّح الشيخ حسونة، وأنا لا أرى فيه كفاءة وألاحظ أنك لا تزال صغير السن، وإني أحب أن أُعيِّن أحد كبار السن شيخًا للمعهد وأنت وكيله، قال الشيخ الأحمدي: فأجبته إنني لا أطمع في الوظيفة للمال؛ لأنني غني عن المال والحمد لله، ولكنني أريد أن أعمل، ولي طريقة أريد أن أنفذها، وهي تُغضب كثيرين من المتقدمين في السن، وأخشى إذا عُيِّن شيخٌ غيري أن يلتف العلماء حوله وينضموا إليه ويتركوني فأعجز عن تنفيذ ما أريد من الإصلاح، وبذلك أظهر بمظهر الفشل، فقال الخديوي: هذا الكلام معقول.
ثم انتهى الأمر بأن أصدر الخديوي قرارًا بتعيين الشيخ محمد المحلاوي شيخًا للمعهد، وتعيين الشيخ عبد الله دراز وكيلا له، ثم عزل المحلاوي وجعل الشيخ محمد حسين العدوي شيخًا للمعهد، وكان الشيخ العدوي ممن يميلون إلى الإصلاح، فاختار الشيخ الإمام الأحمدي للتدريس بالقسم العالي في المعهد وعهد إليه بتدريس المصادر الكبرى التي لا تدرس إلا لطلبة العَالِمية، وهذا يدل على علمه الغزير وثقافته العلمية الواسعة على حداثة سِنِّه.
ولما خلا مكان (شيخ معهد طنطا) رشَّح الخديوي الشيخ الإمام الأحمدي ليشغله على الرغم من معارضة كبار المشايخ، وتم التعيين في يناير سنة 1914م فدعا الخديوي لافتتاح المبنى الجديد للمعهد، فأجاب الدعوة وسُرَّ كثيرًا بما رآه، وحاول الشيخ أن يقوم بإصلاحات في المناهج ووسائل التدريس بالمعهد وإضافة علوم جديدة طبقًا لنزعته ودعوته الإصلاحية، ولكنه كان مُقَيَّدًا في هذا كله بالحصول على موافقة المجلس الأعلى للأزهر، وكان معظم أعضائه من المحافظين فرفضوا ما قدَّمه من طلبات الإصلاح.
ولَمَّا تولى السلطان حسين الحكم اتصل الشيخ به وتوثقت بينهما الصِّلات فعينه عضوًا بالمجلس الأعلى للأزهر، ولما توفي السلطان حسين تولَّى العرش مكانه الملك أحمد فؤاد الأول، اتصل الشيخ به وقويت علاقته، وكان يستدعيه لزيارته ويقبل عليه، ولكن بعض الحاقدين على الشيخ أبلغ الملك أن الشيخ على علاقة وثيقة بالخديوي عباس المقيم بالآستانة، وكان بينه وبين الملك أحمد فؤاد عداء، وتوالت الدسائس على الشيخ التي كانت من نتائجها إلغاء القسم العالي بمعهد طنطا، وبالتالي لأهمية شيخه، ثم صدر القرار بنقله شيخًا لمعهد أسيوط، وكان معهدًا ابتدائيًّا صغيرًا، وذلك ليحولوا بين الشيخ وبين المناصب العليا.
ونفذ الشيخ قرار النقل ولم يكد يستقر في منزله بأسيوط حتى هرع إليه وجوه المدينة وذوو المكانة فيها يرحبون بِمَقْدِمِه ويزورونه، فاقترح عليهم بناء معهد ديني كبير يليق بجلال المدينة وتاريخها، وإنشاء جمعية عامة للمحافظة على القرآن الكريم فاستجابوا له.
وبعد إلغاء الخلافة في تركيا تألفت في القاهرة لجان عديدة من العلماء والوجهاء للنظر في أمر الخلافة الإسلامية، فحمل الشيخ أعباء تأليف لجان عديدة بالصعيد، ونجح في هذا نجاحًا كبيرًا، ودعا علماء الأزهر المسلمين إلى عقد مؤتمر عام بالقاهرة، فارتابت البلاد الإسلامية في هذه الدعوة وظنوا مصر طامعة في الخلافة الإسلامية، وكان الملك فؤاد قد أدرك حقيقة الدسائس التي دسها خصوم الشيخ له فقرَّبه منه، فقابل الشيخ الملك فؤاد وأطلعه على الموقف، وصارحه بأن الجو غير مناسب لعقد المؤتمر بالقاهرة، وصارحه الملك بأنه يطمع في الخلافة.
ولما انعقد المؤتمر بالقاهرة سنة 1926م وكان الشيخ الإمام الظواهري في طليعة أعضائه اختلف أعضاء المؤتمر اختلافًا كبيرًا وتوجس الغيورون منهم الخوف من انشقاق العالم الإسلامي، فكان الشيخ الظواهري جريئًا كل الجرأة في اقتراح انفضاض المؤتمر؛ لأنه لم يكتمل فيه تمثيل الأمم الإسلامية، فانفض المؤتمر وتأجل بحث موضوع الخلافة إلى أجل غير موقوت.

الشيخ الإمام الظواهري ورفضه لمسألة جعل الأزهر تابعًا لوزارة المعارف:
==================
في سنة 1925م تجددت دعوة إصلاح الأزهر والنهوض به، فزار الشيخ عبد العزيز جاويش والشيخ الخضري أسيوط؛ للاجتماع بالشيخ الأحمدي والتفاهم معه في هذا الموضوع، وبعد التشاور عادا إلى القاهرة، وتألفت لجنة برئاسة إسماعيل صدقي باشا وبعض النواب والشيخ، وكان من أعضائها: أحمد لطفي السيد، والشيخ عبد العزيز جاويش، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ الأحمدي الظواهري، وكان الذي اقترح تأليف اللجنة عدلي باشا رئيس الوزراء وعلي الشمسي باشا وزير المعارف، وبعد عدة جلسات انتهى الرأي إلى طلب إلغاء مدرسة القضاء الشرعي، وكذلك مدرسة دار العلوم، ولكن بشرط أن يكون الأزهر تابعًا لوزارة المعارف، وتكون لها السيطرة عليه، على أن يبقى لشيخه مظهره الديني وتقدمه في الرسميات، وكان رأيًا خطيرًا يكاد يعادل إلغاء الأزهر، وهدم مكانته التاريخية ومنزلته في العالم الإسلامي كله، وهنا وقف الشيخ الأحمدي موقفًا كريمًا ثار فيه على هذا الرأي قائلا: كيف نضم الأزهر للمعارف في الوقت الذي ننادي فيه باستقلال الجامعة المصرية وبُعدها عن نفوذ وزارة المعارف؟! اللهم إلا إذا كان وراء هذا الضم غرض خفي هو القضاء على الأزهر ونفوذ الأزهر، وبالتالي القضاء على النفوذ الديني في البلاد، فقد قيل وقتًا ما: إن هذه هي أُمنية دول الاستعمار.
ثم قدم مذكرة باعتراضه إلى الملك فؤاد، فاستدعاه وناقشه في اعتراضه، واقتنع بوجهة نظره، ورفض ضم الأزهر إلى وزارة المعارف. 

أخلاقه:
===
كان الإمام الظواهري صلبًا فيما يعتقده حقًّا، وكان يحرص على إقرار النظام وسيادة القانون، وقد لقي عداءً سافرًا من بعض الطوائف ومن رجال الأحزاب وبعض العلماء، فقابل هذا كله بالحزم والشدة والصرامة؛ لأنه كان يرى ألا تَقَدُّم للأزهر إلا في ظلِّ الهدوء والسكينة واحترام القانون.
وكان -رحمه الله- على شِدَّته مُتَواضِعًا جِدًّا زاهدًا في الدنيا، مفطورًا على الجدِّ ومواصلة العمل والسير إلى أهدافه قُدمًا، وكان منذ نشأته حريصًا على أن يأخذ نفسه بمعالي الأمور، وأن يُروِّض نفسه على احتمال المشقات، فقد بادر بتأليف كتاب (العلم والعلماء) عقب تخرجه، وقد سبب له هذا الكتاب ريبة وشكوكًا وعداء. 


مؤلفاته:
====
- العلم والعلماء، وهو منهج شامل لوجوه الإصلاح من وجهة نظره.
- رسالة الأخلاق الكبرى.
- السياسة والأزهر، وهو مجموع مقالات ومذكرات جمعها ابن الإمام الظواهري (فخر الدين الأحمدي) وطبعها بعد وفاته.
وقد ذكر الدكتور عثمان أمين (في مَقَالٍ نُشِرَ في الأهرام بتاريخ 13 من مايو سنة 1949م) أنه زار مكتبة الإمام الظواهري وشاهد فيها طائفة مخطوطة من مؤلفاته كتبها في شبابه، وقد ذكرها الزركلي وهي:
- الكلمة الأولى في علم آداب الفهم، وهو علم اخترعه وجعله بمثابة ميزان دقيق، أو قانون كلي لرفع الخلاف القائم بين المتأخرين في فهم آراء المتقدمين.
- خواص المعقولات في أول المنطق وسائر العقليات.
- التفاضل بالفضيلة.
- الوصايا والآداب.
- صفوة الأساليب.
- حِكَم الحكماء.
- براءة الإسلام من أوهام العوام.
- مقادير الأخلاق.



ولايته للمشيخة:

======
لما توفي الإمام أبو الفضل الجيزاوي شيخ الأزهر تطلعت القوى السياسية المختلفة في مصر في هذا الوقت (الحاكم، حزب الوفد، الاحتلال) للسيطرة على الأزهر عن طريق شيخ جديد يساعدها على نشر نفوذها بين الطلبة والعلماء، أما الحاكم الرسمي (الملك فؤاد) فكان رجله المفضل هو الشيخ الإمام الأحمدي الظواهري، الذي يثق به ويطمئن إليه كل الاطمئنان.
وأما حزب الأغلبية وقتها (الوفد) وبعض الأحزاب الأخرى فكانوا يرشحون لمشيخة الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغي.
أما سلطة الاحتلال فكانت تتظاهر بعدم التدخل في الشؤون الدينية، ولكنها كانت حريصة على أن تحرمَ الملك من الهيمنة على شؤون الأزهر حتى لا يطغى سلطانه عن طريق علماء الدين، فلم يبق أمامها إلا أن تساند مرشح الأحزاب (الوفد وغيره).
وكان الإنجليز قد عرفوا الشيخ المراغي أثناء وجوده في السودان وعرفوا فيه سماحة الفكر ورجاحة العقل، وأنهم يستطيعون التفاهم معه عند الحاجة، فلم يجد الملك فؤاد بُدًّا من تعيين الإمام الشيخ المراغي شيخًا للأزهر بعد أن سوَّف في تعيينه زهاء عشرة شهور، وبعد تعيينه بفترة وجيزة استقال الشيخ الإمام المراغي، وصدر الأمر بتعيين الشيخ الأحمدي شيخًا للأزهر في 7 من جمادى الأولى سنة 1348هـ الموافق 10 من أكتوبر سنة 1929م.
ثم لما تولَّى الشيخ الإمام الظواهري المشيخة بدأ فعلا في الإصلاح الذي كان يريده، فتمكن من إلغاء مدرسة القضاء الشرعي اكتفاء بكلية الشريعة، ومن إلغاء تجهيزية دار العلوم تمهيدًا لإلغاء كلية دار العلوم اكتفاء بكلية اللغة العربية، وأطلق اسم الجامع الأزهر على كليات التعليم العالي وعلى أقسام التخصص، وأطلق اسم المعاهد الدينية على المعاهد الابتدائية والثانوية الملحقة بالأزهر.
ولم يكن الإصلاح مقتصرًا على تنظيم الكليات وتعديل المناهج العلمية، وإنما أصدر مجلة ثقافية تتحدث باسم الأزهر وتراثه العريق باسم مجلة (نور الإسلام) ثم تغير اسمها بعد إلى (مجلة الأزهر)، وبدأ إصدارها في المحرم سنة 1349هـ = مايو سنة 1930م.
ومن مآثره أيضًا إيفاد بعثات من العلماء للدعوة إلى الإسلام، ونشر مبادئه في الخارج، فقد أوفد بعثة علمية إلى الصين، وأخرى إلى الحبشة.
ومن الملاحظ أنَّ الشيخ الإمام لم يستطع تحقيق كل ما يطمح إليه في كتابه (العلم والعلماء) لاعتبارات سياسية، ونجحت التيارات الحزبية والسياسية في إحاطته بِجَوٍّ خانق من العداء، فقدم استقالته في 23 من المحرم سنة 1354هـ الموافق 26 من أبريل سنة 1935م، فقبلت استقالته وأعيد الإمام المراغي للمشيخة مرة ثانية.

وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام محمد الأحمدي الظواهري -رحمه الله- في القاهرة، سنة 1363 هـ = 1944م.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 6/26.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي. 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:03 pm

فَضَلِّيَّةُ شَيْخِ الأزهر الإمام مُصْطَفى عَبْدِ الرازق 'رَحِمَهُ الله

اسمه:
===
مصطفى بن حسن بن أحمد بن محمد بن عبد الرازق.

الميلاد:
===
ولد في قرية أبِي جرج، من قرى محافظة المنيا، ولا يُعرف تاريخ مولده بالضبط، وأشهر الأقوال أنه ولد سنة 1885م، وهو الابن الرابع من أبناء المرحوم حسن باشا عبد الرازق.

نشأته ومراحل تعليمه:
======
حفظ القرآن الكريم في قريته وجوَّده ودرس مبادئ العلوم ثم أرسله والده إلى الأزهر وسِنُّه بين العاشرة والحادية عشرة، فواصل دراسته في جدٍّ واجتهادٍ، وظهرت بواكير نبوغه وكان والده يتدارس معه في الإجازات كتب الآداب ودواوين الشعراء فنمت موهبته وأينعت، وأحبَّ الصحافة فأنشأ مع إخوته وأقاربه صحيفة عائلية كان يطبعها على مطبعة (البالوظة)، ثم أنشأ جمعية (غرس الفضائل) من شباب أسرته وكانوا يتناوبون فيها الخطابة في مساء الجمعة من كُلِّ أسبوع، وكان هو أمين سر الجمعية واستمرت هذه الجمعية من سنة 1900م حتى سنة 1905م.
ثم كانت الصحف العامة فنَشَرَت له المقالات الأدبية والقصائد، ثم انصرف عن الشعر إلى الدراسات الأدبية، وكان بين والده وبين الشيخ محمد عبده مودة وصداقة وثيقة انعكس أثرها على نجله الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق، فتأثر بالإمام محمد عبده تأثرًا كبيرًا، ووجّهه توجيهًا رشيدًا، وتأثر أيضًا ببعض العلماء مثل الشيخ بسيوني عسل، أستاذه في الفقه، والشيخ محمد حسنين البولاني، والشيخ محمد شقير، والشيخ الإمام أبي الفضل الجيزاوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية.
ثم درس مع الشيخ أحمد أبي خطوة كتاب (طوالع الأنوار للبيضاوي) وهو كتاب فيه ذكر لمذاهب الفلاسفة المسلمين وغيرهم.
وفي 29 من يوليو سنة 1908م تَقدَّم الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق لامتحان العَالِمية، فأدَّى الامتحان بتفوق ونال شهادتها من الدرجة الأولى، ولم ينلها من هذه الدرجة إلا واحد أو اثنان من المتقدمين معه، وكان عددهم كبيرًا، وبعد شهر من نجاحه انتُدِب للتدريس بمدرسة القضاء الشرعي.
وكان الأزهر في هذه الفترة يموج بالثورة مُطالبًا بإصلاح مناهجه ونظمه، ومن مطالبه إلغاء مدرسة القضاء الشرعي؛ لأن فيه عنها غناء بكلية الشريعة، وتألفت جماعة للمطالبة بالإصلاح أطلق أعضاؤها عليها اسم (جمعية تضامن العلماء) وكان الشيخ مصطفى عبد الرازق في مقدمة أعضائها فغضب الخديوي على هذه الجمعية وأوعز إلى مدرسة القضاء الشرعي بالضغط عليه للاستقالة منها، فقدم الشيخ استقالته من المدرسة لا من الجمعية.

سفره إلى فرنسا:
=====
اتجه الشيخ مصطفى عبد الرازق إلى السفر إلى باريس لدراسة اللغة الفرنسية والفلسفة في جامعة السربون، ففي 23 من يونية سنة 1909م سافر إلى فرنسا، فدرس الفرنسية وحضر دروس الأستاذ (دوركايم) في الاجتماع، كما حضر دروسًا في الآداب وتاريخها، ثم حضر في ليون درس الأستاذ (جوبلر) في تاريخ الفلسفة ودروسًا في تاريخ الأدب الفرنسي، ثم ندبه مسيو (لامبير) ليتولى تدريس اللغة العربية في كلية (ليون)، وأعدَّ رسالة الدكتوراه عن الإمام الشافعي، ثم أخرج مع المسيو (برنار ميشيل) ترجمة بالفرنسية لكتاب الشيخ محمد عبده (العقيدة الإسلامية) من رسالة التوحيد.

عودته إلى مصر والأعمال التي عَمِلَ بها: 
===========
ظل الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق في فرنسا حتى قامت الحرب العالمية الأولى، فعاد مع كثير من زملائه المصريين إلى مصر.
وفي أكتوبر سنة 1915م عُيِّنَ مُوظَّفًا في مجلس الأزهر الأعلى بإشارة من السلطان حسين كامل؛ لأنه كان وثيق الصلة بوالد الشيخ مصطفى وبأخيه حسن باشا عبد الرازق؛ ولأنه تعرف على الشيخ في بعض أسفاره إلى فرنسا فأعجب به كل الإعجاب واستمرت الصلة بينهما في مصر، مما دعا الأميرة قدرية بنت السلطان إلى تكليفه بتعريب كتاب لها بالفرنسية، فترجمه إلى العربية بعنوان (طيف خيال ملكي).
ثم بعد ذلك عينه السلطان سنة 1916م سكرتيرًا للمجلس الأعلى للأزهر والمعاهد الدينية، واستطاع في هذا المنصب أن يصل حباله بكثير من علماء الأزهر، وأن يكسب مودتهم وإعجابهم، وفتح بيته ندوة يؤمها رجال الفكر والثقافة وعلماء الدين يتدارسون فيه ويتباحثون في شؤون الدين والفلسفة والآداب.
وفي سنة 1916م اشترك في الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم انتُخب عضوًا بمجلس إدارتها سنة 1920م، ولم يزل انتخابه يتجدد حتى انتُخب وكيلا لرئيس الجمعية ثم رئيسًا لها في 28 من فبراير سنة 1946م بعد وفاة رئيسها المرحوم الإمام المراغي، وبقي رئيسًا لها حتى توفاه الله.
وفي سنة 1917م أنشأ رجل سويدي اسمه (بروزدر) -كان موظفًا بصندوق الدَّين في مصر- ما سَمَّاه (جامعة الشعب) وضمَّ إليها كبار المثقفين من المصريين والأجانب لإلقاء محاضرات علمية في شتى المعارف، وضم إليها الشيخ مصطفى عبد الرازق، فلقيت هذه المحاضرات رواجًا كبيرًا ولبثت بضع سنوات.
وفي 4 من سبتمبر سنة 1920م صدر قرار من مجلس الوزراء بتعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق مُفتشًا بالمحاكم الشرعية.
وفي نوفمبر سنة 1927م نُقل إلى الجامعة أُسْتَاذًا مُسَاعِدًا، فبرزت مواهبه في هذا الأفق العلمي الفسيح، ولَمَّا خلا كرسي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة لم يختلف أصحاب الشأن في اختياره لشغل هذا الكرسي، ففاز بلقب أستاذ الفلسفة في أول أكتوبر سنة 1935م، كما نال رتبة البكوية في 2 من فبراير سنة 1937م، ثم تم اختياره وزيرًا للأوقاف في الوزارة التي ألفها محمد محمود باشا في 27 من إبريل سنة 1938م، وظلَّ وزيرًا للأوقاف في هذه الوزارة وما تلاها من وزارات حتى 5 من فبراير سنة 1942م.
وفي أثناء عمله وزيرًا عُيِّن عضوًا بالمجمع اللغوي سنة 1940م، وفي سنة 1941م نال رتبة الباشوية، وفي 9 من أكتوبر سنة 1944م تألفت وزارة أحمد ماهر فدخل فيها وزيرًا للأوقاف، كما دخل وزارة النقراشي التالية لها أيضًا، وبقي وزيرًا للأوقاف حتى تم تعيينه شيخًا للأزهر، فقد شغل الشيخ مصطفى عبد الرازق منصب وزير الأوقاف في سبع وزارات، وهو أول شيخ أزهري يتولى هذه الوزارة.

أخلاقه:
===
قال عنه الأستاذ فريد وجدي في رثائه واصفًا أخلاقه: لم أر فيمن قابلت من القادة أكرم خُلقًا في غير استكانة، ولا أهدأ نفسًا في غير وهن، ولا أكثر بشاشة في غير رخوة من الشيخ مصطفى عبد الرازق، وكل ذلك إلى حزم لا يعتوره لوث، واحتياط لا يشوبه تنطع، وأناة لا يفسدها فتور، وإدمان على العمل ينسى معه نفسه، وهي صفات كبار القادة وعِلْيَة المصلحين.

مؤلفاته:
===
- التمهيد لتاريخ الفلسفة .
- فيلسوف العرب والْمُعَلِّم المثالي.
- الدين والوحي في الإسلام.
- الإمام الشافعي.
- الإمام محمد عبده.
- مذكرات مسافر.
- مذكرات مقيم.
- بحث في دراسة حياة البهاء زهير وشعره.
- من آثار مصطفى عبد الرازق، وهو مجموعة مقالات وأبحاث ودراسات جمعها أخوه الشيخ علي عبد الرازق بعد وفاته في أكثر من خمسمائة صفحة، وكتب لها مقدمة طويلة عن حياته.
- رسائل موجزة بالفرنسية عن الأثري الكبير المرحوم بهجت بك.
- رسائل موجزة بالفرنسية عن معنى الإسلام ومعنى الدين في الإسلام.
- ترجمة فرنسية لرسالة التوحيد للشيخ محمد عبده، كتبها بالاشتراك مع الأستاذ (ميشيل برنارد)، وصدَّرَهَا بمقدمة طويلة بقلمه. 

وله كتب أخرى لم تنشر، من أهمها:
- مؤلف كبير في المنطق.
- مؤلف كبير في التصوف.
- فصول في الأدب، تقع في مجلدين كبيرين.
- مذكراته اليومية.

ولايته للمشيخة:
====
في 27 من ديسمبر سنة 1945م تم تولية الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر الشريف، وهذا الأمر لم يرض به مجموعة من كبار العلماء في الأزهر؛ لأن شيخ الأزهر ينبغي أن يكون من هيئة جماعة كبار العلماء، ولا يُعيَّن بالهيئة إلا من تولَّى وظائف معينة في القضاء الشرعي، أو درس بالأزهر مدة معينة، ولم يكن الشيخ مصطفى عبد الرازق قد باشر التدريس بالأزهر، ولم يعترف كبار علماء الأزهر بتدريسه بالجامعة المصرية، فحلَّ أولياءُ الأمور هذه المشكلة بإصدار قانون جديد يقضي بأن يكون التدريس في الجامعة مُسَاويًا للتدريس في الكليات الأزهرية في الترشيح لمشيخة الأزهر.
ولم يمض عليه حول كامل في مشيخة الأزهر حتى تم اختياره أميرًا للحج، فخرج لأداء الفريضة في 28 من أكتوبر سنة 1946م، ولبث في رحلته شهرًا وأيامًا ثم عاد ليتفرغ لاستئناف وجوه الإصلاح في الأزهر، ولكن الأمر لم يطل به.


وفاته: 
===
ذهب الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق في 15 من فبراير سنة 1947م إلى مكتبة الأزهر فرأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلا، ثم استيقظ فتوضأ وصلَّى، ثم شعر بإعياء شديد فاستُدعي الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية، فقد نفذ قضاء الله فيه، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولكل أجل كتاب.

مصادر ترجمته:
===
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/231.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
- من آثار مصطفى عبد الرازق، جمعت بعد وفاته، طبع دار المعارف بمصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:04 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام محمد مأمون الشناوى رَحمَهُ الله

اسمه:
===
محمد مأمون بن أحمد الشناوي.

الميلاد:
===
ولد في 10 من أغسطس سنة 1878م، وقد كان والده الشيخ السيد أحمد الشناوي عالِما جليلا، مشهوُرًا بالتقوى والصَّلاح، مُتَفَقِّهًا في الدين، وكان أحد الأعلام المشهورين في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ثم أقام في بلدة الزرقا بمحافظة دمياط. 


نشأته ومراحل تعليمه:
======
نشأ الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي في رعاية والده، فحفظ القرآن الكريم، وأتمَّ حفظه في سِنِّ الثانية عشرة من عُمْره، ثم أرسله والده إلى الأزهر، فعاش في رعاية أخيه الأكبر الشيخ سيد الشناوي الذي سبقه إلى الدراسة في الأزهر بسنوات، وأخوه هذا أصبح بعد ذلك من كبار القُضاة الشرعيين، وقد ترقَّى في سِلْكِ القضاء حتى أصبح رَئيسًا للمحكمة العليا الشرعية.
والشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي في مستهل حياته الدراسية بالأزهر الشريف ضاق بأسلوب التعليم فيه، وبما أثقله من المتون والشروح والحواشي والتقريرات، وكاد ينقطع عن الدراسة ويترك التعليم ويعود إلى قريته ليعيش فلاَّحًا يزرع الأرض مع الزُّرَّاع، لولا أنَّ أخاه ووالده شجَّعاه على الدراسة، وساعداه في فهم ما استعصى عليه من دروس، فعاد إلى الأزهر وواصل الدراسة بجد واجتهاد ومثابرة حتى أصبح موضع إعجاب شيوخه، وكان من المقربين إلى الإمام محمد عبده صاحب حركة الإصلاح في الأزهر الشريف، فرأى الإمام فيه من النجابة والذكاء ما جعله موضع إعجاب فشجعه ورعاه، كما كان من أبرز تلاميذ الشيخ الإمام أبي الفضل الجيزاوي الذي آثره برعايته وتقديره.
مضى الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي -رحمه الله- في طريقه ينهل من علوم اللغة وعلوم الدين، ومن المتون والحواشي والتقريرات مما أهَّله لنيل شهادة العَالِمية، فتقدَّم للحصول عليها، ولكن المغرضين دَسُّوا له عند أعضاء اللجنة بالوشايات واتهموه بنقدهم، فتقدم الشيخ محمد مأمون الشناوي للجنة الامتحان ووقف يرد على أسئلتهم المعقدة، ويناقش أمامهم القضايا الصعبة الملتوية، وطال النقاش بينه وبين الشيوخ في إصرارٍ منهم على تحديه، فتدخل الشيخ أبو الفضل الجيزاوي رئيس لجنة الممتحنين، والذي لم يكن على دراية بما يدور في خلد أعضاء اللجنة، ودافع عن الشيخ محمد مأمون الشناوي، وقال: إنه يستحقُّ لقب عَالِم، بما أظهره أمامكم من عرض للقضايا، وتفنيد ما عرضتم من أسئلة، فنال الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي شهادة العَالِمية سنة 1906م.


مناصبه:
====
عُيِّن الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي -بعد تخرجه- في معهد الإسكندرية الديني، وفي سنة 1917م تَمَّ اختياره قاضيًا شرعيًّا، فاشتهر بالعلم الغزير والخلق الحميد، وتحري العدالة، وسعة الأفق، فتمَّ اختياره إمَامًا للسراي الملكية، وكان يُرَاعَى في هذا الاختيار أن يكون صاحبه موضع ثقة وتقدير واحترام، إلى جانب علمه الغزير وثقافته الواسعة.
وفي سنة 1930م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد الشيخ الإمام الظواهري، وأُنْشِئَت الكُليات الأزهرية ورُوعِيَ في اختيار شيوخها (عُمدائها) العلم الغزير، والخلق الحميد، والسُّمعة الطيبة، والشخصية القوية، فتمَّ اختيار الشيخ العلامة محمد مأمون الشناوي شَيْخًا (عميدًا) لكلية الشريعة، واستطاع الشيخ أن ينظم كليته وأن يقودها قيادة رشيدة، وفي سنة 1934م نال عضوية جماعة كبار العلماء، وفي سنة 1944م عُيِّنَ وكيلا للأزهر، وتولَّى منصب رئاسة لجنة الفتوى بالأزهر. 

أخلاقه:
===
كان الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي -رحمه الله- كريم الأخلاق، نبيل النفس، جليل السَّمت، رائع المنظر في جلالة وهيبة، صالحًا، ورِعًا، تَقِيًّا، ذا شخصِيَّة قوية، يتمسك بالحق ويُضَحِّي في سبيله بكل ما يملك، وكان موضع الحبِّ من الجميع يُجِلُّونه ويحترمونه، وكان عالِمًا كبيرًا، واسع الثقافة، غزير العلم، يرجع إليه الجميع فيما أشكل عليهم من دقائق العلوم.


مؤلفاته:
===
لم تعثر له على مؤلفات(1)، ولعل جهوده في أداء ما عليه من أعمال شغلته عن التأليف، ولا شك في أنه ألَّف كتابًا نال به عضوية جماعة كبار العلماء؛ لأن العضوية لا تنال إلا بمؤلف قيم يراه الأعضاء جديرًا بضم صاحبه إلى الجماعة، ومع هذا بقيت لدينا بضع عشرة مقالة، جمعها تلميذه الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي في كتابه (الإسلام ومبادئه الخالدة)، ويمتاز أسلوبه فيها بالسلامة والوضوح والقوة.


ولايته للمشيخة:
======
لما توفي الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق صدر قرار مساء الأحد الثاني من ربيع الأول سنة 1367هـ الموافق 13 من يناير سنة 1948م، بتولية الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر الشريف. 
وقد سعد العلماء بتولي الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي مشيخة الأزهر، فعمل على أن يكون عند حسن ظنهم -كما عهدوه- فأصلح شؤون الأزهر، ورفع من شأنه، وقضى على ما كان فيه من عصبيات، ومنع الميول الحزبية من الانتشار داخله، وسعى للتآخي بين الطلبة فربطتهم الصلات القوية، وبات الأزهر شعلة متأججة بنشاط الشيخ وحيويته فارتفعت ميزانيته إلى أكثر من مليون جنيه في ذلك الوقت، فأوفد البعوث العلمية إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لنشر تعاليم الإسلام وتوضيح علومه وإظهار حضارته، كما أرسل البعوث التعليمية إلى إنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية، ثم أرسلهم إلى العديد من البلدان الإسلامية التي تجيد التحدث بها، وفتح أبواب الأزهر أمام الطلبة الوافدين من العواصم الإسلامية حتى زادوا على ألفي طالب فجهز لهم المساكن، وأعدَّ لهم أماكن الدراسة.
وحرص الشيخ محمد مأمون الشناوي على زيادة وتنشيط التعليم الأزهري فعمل على نشر المعاهد الأزهرية في كل أنحاء مصر، وتم في عهده إنشاء خمسة معاهد كبيرة هي: معاهد المنصورة، والمنيا، ومنوف، وسمنود، وجرجا، وكلها معاهد نظامية.
ومن أهم مآثر الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي ما فعله لإلغاء البغاء في مصر، فقد كان عارًا في جبين المسلمين في العالم الإسلامي عامة، وفي مصر خاصة، فقد وضعه الاستعمار ونص عليه بصفة رسمية حتى ينشر الفساد في المجتمع والانحلال في الأمة بحجة واهية لا أساس لها من الصحة.
وظل الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي يواصل عمله من أجل إعلاء شأن الأزهر، فجدد المباني، وشاد أخرى، ونظم العلوم، ونشط في توجيه أبنائه، فأخذ ذلك كل وقته لدرجة جعلته لا يتمكن من وضع المؤلفات وكتابة الأبحاث إلا القليل النادر الذي لم تذكر عنه المصادر التي ترجمت له سوى إشارة بعيدة لا تفيد.

وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام محمد مأمون الشناوي صباح يوم الأحد 21 من ذي القَعْدَة سنة 1369هـ الموافق 3 من سبتمبر سنة 1950م، بعد أن صنع رجالا وعلماء حملوا من بعده مشاعل النور إلى كل أنحاء العالم، كان من أبرزهم نجله العالم الجليل الأستاذ الدكتور عبد العزيز الشناوي رحمه الله تعالى.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 7/17.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 4/5.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.


------------------------------
(1) ذكر الزركلي في ترجمته بأن له مؤلف: (الإسلام أحاديث ودراسات)، ثم قال: وقد يكون له غيره. ولعله يقصد الكتاب الذي ألفه تلميذه الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي -رحمه الله-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:05 pm

فضيلة شَيْخُ الأزْهَرِ الإمام عَبْدُ الْمَجِيدِ سَلِيمُ رَحِمُهُ اللهُ

مولده ونشـأته:
======
ولد -رحمه الله- في قرية «ميت شهالة»، وهي تابعة لمدينة الشهداء بالمنوفية في 13 أكتوبر سنة 1882م، الموافق الأول من ذي الحجة لعام 1299هـ، وحفظ القرآن وجوده، ثم التحق بالأزهر، وكان متوقد الذكاء مشغوفًا بفنون العلم، متطلعًا إلى استيعاب جميع المعارف. 
كان يختار أعلام الأساتذة والمشايخ ليتتلمذ عليهم، فحضر دروس الشيخ الإمام «محمد عبده» والشيخ «حسن الطويل» والشيخ «أحمد أبي خطوة» وغيرهم من كبار الأئمة والمحدثين، ونال شهادة العالمية من الدرجة الأولى سنة 1908م.


صفاته وأخلاقه:
======
كان -رحمه الله- يتميز بسعة الأفق، وجلال الخلق، وعظمة النفس، وقوة النزوع إلى المثل العليا، وشاهد الأحداث الكبرى في تاريخ الوطن العربي الديني والفكري والاجتماعي والسياسي واشترك فيها موجهًا وهاديًا وكان لآرائه الدينية صداها البعيد في العالم الإسلامي كافة، وقد ركز مجهوده في السنوات الأخيرة في الاشتغال بجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية. وقد جعلت هذه الجماعة من أهدافها أن تتفاهم الطوائف الإسلامية على ما ينفع المسلمين، وأن تعمل على نسيان الخلاف واستلال الضغائن من بينهم، وله في هذه الناحية كتابات ورسائل ومراسلات بينه وبين كثير من علماء البلاد الإسلامية فلم يقتصر فضله على العلم في مصر ولكنه تجاوز ذلك إلى آفاق الإسلام وإلى كل الطوائف، ومن أقواله -رحمه الله- في ذلك:
«وقد جربت طول مدة قيامي بالإفتاء في الحكومة والأزهر -وهي أكثر من عشرين سنة- على تلقي المذاهب الإسلامية ولو من غير الأربعة المشهورة بالقبول ما دام دليلها عندي واضحًا وبرهانها لدي راجحًا مع أنني حنفي المذهب كما جريت وجرى غيري من العلماء على مثل ذلك فيما اشتركنا في وضعه أو الإفتاء عليه من قوانين الأحوال الشخصية في مصر، مع أن المذهب الرسمي فيها هو المذهب الحنفي، وعلى هذه الطريقة نفسها تسير (لجنة الفتوى بالأزهر) التي أتشرف برياستها، وهي تضم طائفة من علماء المذاهب الأربعة. 
فإذا كان الله قد برأ المسلمين من هذه النعرة المذهبية التي كانت تسيطر عليهم إلى عهد قريب في أمر الفقه الإسلامي، فإنا لنرجو أن يزيل ما بقي بين طوائف المسلمين من فرقة ونزاع في الأمور التي يقوم عليها برهان قاطع يفيد العلم، حتى يعودوا كما كانوا أمة واحدة، ويسلكون سبيل سلفهم الصالح في التفرغ لما فيه عزتهم وبذل السعي والوسع فيما يعلي شأنهم، والله الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبنا ونعم الوكيل».


مناصبــه:
====
تقلد العديد من المناصب، فدرَّس بالمعاهد الدينية، ثم بمدرسة القضاء الشرعي، كما ولي القضاء وتدرج فيه حتى وصل إلى عدة مناصب، ثم عهد إليه بالإشراف على الدراسات العليا في الأزهر الجامعي، ثم صارت إليه رئاسة لجنة الفتوى فكان له في كل ناحية أعمال خالدة مأثورة، وإصلاح الأزهر الجامعي في شتَّى أطواره المختلفة في العصر الحديث من مآثر رأي فضيلته وتوجيهه.
وفي 2 من ذي الحجة سنة 1346 هـ الموافق 22 من مايو سنة 1928م ، عُين فضيلته مفتيًا للديار المصرية، وظل يباشر شؤون الإفتاء قرابة عشرين سنة، ومن خلال هذه الفترة الطويلة في الإفتاء ترك فضيلته لنا ثروة ضخمة من فتاويه الفقهية بلغت أكثر من (خمسة عشر ألف) فتوى.


مشيخـة الأزهـر:
=====
تولى مشيخة الأزهر أول مرة في 26 من ذي الحجة سنة 1369 هـ الموافق 8 أكتوبر سنة 1950م، ثم أعفي من منصبه في 4 سبتمبر سنة 1951م لاعتراضه على الحكومة عندما خفضت من ميزانية الأزهر، ثم تولى المشيخة للمرة الثانية في 10 فبراير سنة 1952م، واستقال في 17 سبتمبر سنة 1952م. 


وفــاته:
====
انتقل إلى رحمة ربه في 7 أكتوبر سنة 1954م الموافق 10 من صفر سنة 1374هـ.


مصادر الترجمة:
====
- الأزهر في ألف عام، للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، ج1 ص (306، 307).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:07 pm

فَضَيلة شَيْخِ الأزهر الإمام إبراهيم حمروش رحمَهُ الله

اسمه:
====
إبراهيم بن إبراهيم حمروش.

الميلاد:
====
ولد الشيخ الإمام إبراهيم حمروش في العشرين من شهر ربيع الأول سنة 1297هـ الموافق 1 من مارس سنة 1880م، في قرية (الخوالد) التابعة لمركز إيتاي البارود، من أعمال محافظة البحيرة.


نشأته ومراحل تعليمه:
======
حفظ الشيخ الإمام إبراهيم حمروش القرآن الكريم في قريته، وأتمه حين بلغ الثانية عشرة من عمره، بعدها أرسله والده إلى الأزهر الشريف.
وكان الشيخ الإمام إبراهيم حمروش متفتح الذهن متعدد المواهب، وأتاحت له الظروف أساتذة أجلاء انتفع بمعارفهم كما انتفع بشمائلهم وأخلاقهم، فقد درس الفقه الحنفي على الشيخ (أحمد أبي خطوة) واختص به، وكان موضع ثنائه وإعجابه، وأخذ عن العالم الجليل الشيخ (محمد بخيت)، ودرس النحو على الشيخ (علي الصالحي المالكي)، ولزم الأستاذ الإمام الشيخ (محمد عبده)، فأخذ عنه أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني في علوم البلاغة، كما أخذ عنه النصيرية في علم المنطق لابن سهلان الساوي، وقد تأثر بالإمام تأثرًا كبيرًا في رحابة صدره، وسمو خلقه، وشجاعته في التمسك بالحق، ودعوته الكبرى لإصلاح الأزهر، وفي مناهج النهضة الاجتماعية والسياسية لتقدم الشعوب الإسلامية.

وكانت له موهبة في العلوم الرياضية جعلته يُقبلُ عليها بالدرس والتحصيل، فلمَّا أعلن (رياض باشا) عن مكافآت مالية لمن يفوز في امتحانات الرياضيات فاز الشيخ في هذه الامتحانات غير مرة.

وفي سنة 1324هـ الموافق لسنة 1906م تقدَّم الشيخ الإمام إبراهيم حمروش لامتحان الشهادة العَالِمية، وكان صغير السن بالنسبة لأقرانه، وكانت مادة أصول الفقه في هذا الامتحان مقصورة على مقدمة (جمع الجوامع) فكان الطلبة يقنعون بدراسة هذه المقدمة، ويتعمقون في دراسة مسائلها دون بقية الكتاب، ولكن شيخ الأزهر وقتها الإمام الشربيني باغت الطلبة بالمناقشة في مسائل الكتاب كله، واختار مسألة القياس لتكون محور المناقشة، فأحجم الطلبة وتخلف معظمهم عن الامتحان، فسمح لمن يلونهم أن يتقدموا للامتحان، فتقدم الشيخ حمروش، وتعرض لامتحان دقيق عسير، ظل مضرب المثل مدة طويلة، وفاز فيه بالدرجة الأولى عن جدارة واستحقاق، وكان المألوف أن يؤدي الطالب الامتحان في أربعة عشر علمًا، وأن يقضي سحابة نهاره في الامتحان، ولكن الشيخ لم يتجاوز في أداء الامتحان أكثر من ثلاث ساعات.


وظائفه ومناصبه:

======
كان الشيخ الإمام إبراهيم حمروش من علماء الأحناف، وبدأ حياته مدرسًا بالأزهر في 21 من نوفمبر سنة 1906م، ولما تم فتح مدرسة القضاء الشرعي وقام عليها المرحوم (عاطف بركات) كان يدقق في اختيار أساتذتها من صفوة العلماء المبرزين بالأزهر الشريف، فاختار فيمن اختاره الشيخ إبراهيم حمروش في 26 من سبتمبر سنة 1908م، حيث درَّس بها الفقه وأصوله. 

وفي 13 من يونية عُيِّنَ قاضيًا شرعيًّا، فأدَّى واجبه في القضاء خير أداء من حيث البحث والدراسة، وتحري العدالة الْمُطْلَقة، ومن أهم القضايا التي أصدر فيها حكمه قضية أغضب الحكم فيها الملك فؤاد، فكانت النتيجة أن أعيد إلى الأزهر حيث عُيِّن شيخًا لمعهد أسيوط الديني في 12 من أكتوبر سنة 1928م، ثم شيخًا لمعهد الزقازيق في 25 من ديسمبر سنة 1929م، ثم مُفَتِّشًا بالإدارة العامة للأزهر في أول ديسمبر سنة 1929م.

وكان الشيخ الإمام المراغي يعزه ويثق فيه، وهو الذي عينه شيخًا لمعهد الزقازيق واستعان به في إعداد مناهج الإصلاح التي كان ينوي تطبيقها في الأزهر الشريف، وذلك في عهد مشيخته الأولى.

وعند إنشاء الكليات تم تعيينه شيخًا -عميدًا- لكلية اللغة العربية في 12 من يونية سنة 1931م، ثم شيخًا لكلية الشريعة في 24 من أكتوبر سنة 1944م.
وفي سنة 1932م عُيِّنَ رَئِيسًا للجنة الفتوى وأصدر عددًا من الفتاوى القيمة مع احتفاظه بعمادة كلية اللغة العربية.
وفي 28 من صفر سنة 1353هـ الموافق 11 من يونية سنة 1934م، نال عضوية كبار العلماء برسالته (عوامل نمو اللغة)، وهي رسالة قيمة تدل على اطلاع واسع، وبصر دقيق، وعلم غزير، ومنح كسوة التشريفة من الدرجة الأولى في 26 من مارس سنة 1936م، وكان عضوًا في مجمع اللغة العربية منذ إنشائه، واشترك في معظم لجانه.


أخلاقه:
====
كان الشيخ الإمام إبراهيم حمروش -رحمه الله- على جلالة قدره، حلو المجلس، عذب الحديث، بعيدًا عن التزمت والجمود، يمزج أحاديثه بالفكاهة اللطيفة والسمر الطيب، وكان حاضر البديهة، قوي الحجة، يزين آراءه بالشعر العذب والمثل البليغ، والحكمة المأثورة، ولهذا كثر الوافدون على مجالسه يستمتعون بكرم ضيافته وغزير معلوماته، وعذب أحاديثه، مع التمسك التام بشعائر الإسلام والبُعد عن اللغو وحدة الجدل والإسفاف.
وكان يحفظ ثروة واسعة من الأدب العربي، ويبدو هذا واضحًا في حديثه العادي، فهو لا يكاد يحدثك في أمرٍ من الأمور إلا ويُرَدِّد بيتًا من الشعر أو حكمة يستشهد بها في حديثه.


تلاميذه:
===
تخرَّج على يد الشيخ الإمام إبراهيم حمروش -رحمه الله- صفوة ممن لمعوا في مناصب القضاء وتركوا آثارًا علمية قيمة، منهم:
الشيخ (حسن مأمون) وهو مِمَّن تولوا مشيخة الأزهر، والشيخ (علاَّم نصار)، والشيخ (حسنين مخلوف)، وقد تولَّى الاثنان منصب الإفتاء، والشيخ فرج السنهوري، وكان من أعلام الفقه في مصر -رحمهم الله-.


مؤلفاته:
===
- عوامل نمو اللغة، وهو بحث قيم نال به عضوية كبار العلماء.
- فصول عديدة ودراسات قيمة نشرتها مجلة مجمع اللغة العربية.
- له مقالات وأبحاث عديدة نشرتها الصحف.


ولايته للمشيخة:
=====
في اليوم الثلاثين من ذي القَعْدَة سنة 1370هـ الموافق 1 من سبتمبر سنة 1951م، صدر قرار رسمي بتعيينه شيخًا للأزهر، فكان أول عمل وجَّه إليه عنايته إنهاء الخلاف حول ميزانية الأزهر، فقد تمسك بزيادة الميزانية وإعادة الدرجات التي حذفت منها.
وكانت البلاد تمر بمحن قاسية واشتد ضغط الاستعمار الإنجليزي عليها، فتقدم الشيخ الإمام لأداء واجبه الوطني فدعا إلى توحيد الصفوف، وأصدر بيانًا حماسيًّا يدعو فيه الأمة إلى الوحدة، وإلى الجهاد في سبيل السيادة والحرية والاستقلال.
ولما اعتدى الجيش الإنجليزي على الإسماعيلية وحاصر مقر الشرطة وقتل عشرات الجنود من رجال الأمن، اشتد غضب الأمة وأصدر الإمام الشيخ حمروش بيانًا باسم علماء الأزهر وطلابه ضد الجيش الإنجليزي، وناشد الضمير العالمي أن يثور على هذا الوضع المهين لكرامة الإنسان، وأن يَهبَّ لوقف هؤلاء المستبدين عند حدهم، وأنذر الإنجليز بأن الشعب لن يسكت بعد اليوم على ضيمٍ يُرَاد به، ولن يُفَرِّط في حقٍّ من حقوقه، وحينئذٍ اشتد غضب الإنجليز، فضغطوا على الملك فأعفاه من منصبه في التاسع من فبراير سنة 1952م.
وبالرغم من قِصَر المدة التي قضاها الشيخ الإمام إبراهيم حمروش في المشيخة إلا أنه قد نظَّم الإدارة وأرسى قواعدها، وبثَّ فيها روحًا قوية، وكان نموذجًا مثاليًّا للعلماء والطلبة ورجال الفكر.

وفاته: 
===
ظَلَّ الشيخ الإمام إبراهيم حمروش يواصل عمله بعد خروجه من مشيخة الأزهر، يكتب المقالات للصحف، ويفتح بيته أمام تلاميذه ومريديه، ويُواظِبُ على حضور جلسات مجمع اللغة العربية، حتى وافته الْمَنِيَّة في عام (1380هـ = 1960م) عن عُمْرٍ يُنَاهِزُ الثَّمانين عامًا -رحمه الله تعالى-.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/383.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:08 pm

فَضَلِّيَّةُ شَيْخِ الأزهر الإمام مُحَمَّدِ الْخُضَرِ حِسَّيْنِ رَحمَهُ الله

اسمه:
===
محمد الخضر بن الحسين بن علي بن عمر الحسني التونسي.

الميلاد:
====
ولد الشيخ محمد الخضر حسين بمدينة نفطة، بتونس في 26 من رجب سنة 1293هـ، الموافق 16 من أغسطس سنة 1876م، وهو من أسرة كريمة أصلها من الجزائر، ومن المرجح أنها كانت تنتمي إلى أسرة الأدارسة التي حكمت المغرب فترة من الزمان، وكانت أمه ينتهي نسبها إلى أسرة فاضلة مشهورة بالعلم والتقوى والصلاح، فهي كريمة الشيخ مصطفى بن عزوز، من أهل العلم والفضل، وأبو جده لأمه العالم الفاضل محمد بن عزوز، وخاله السيد محمد المكي بن عزوز من كبار العلماء الصالحين، تأثر به الشيخ محمد الخضر حسين تأثرًا كبيرًا، فكان موضع الإجلال والتقدير من رجال الدولة العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد، وقضى الشطر الأخير من حياته في الآستانة تلبية لرغبة السلطان، وله مؤلفات معروفة.


نشأته ومراحل تعليمه:
======
نشأ الشيخ الإمام محمد الخضر حسين في بلدة نفطة، وتأثر بأبيه وخاله، وحفظ القرآن الكريم، وشَدَا جَانِبًا من الأدب، وألَمَّ بمبادئ العلوم العربية والعلوم الشرعية، ثم انتقل مع أسرته إلى العاصمة التونسية، وهو في الثانية عشرة من عمره وكان ذلك سنة 1305هـ = 1887م، فالتحق بجامع الزيتونة سنة 1307هـ = 1889م، وهو شَبِيهٌ بالجامع الأزهر، وتنقَّل به في الدراسة من مرحلة إلى مرحلة، فظهرت نجابته، وبرز نُبُوغُهُ، فطلبته الحكومة لِتَوَلِّي بعض الخطط العلمية قبل إتمام دراسته، ولكنَّه أَبَى وواصل الدِّرَاسة على كبار العلماء مثل: الشيخ عمر بن الشيخ، والشيخ محمد النجار، وكانا يدرسان تفسير القرآن الكريم، والشيخ سالم بوحاجب، وكان يدرس صحيح البخاري، وكان من أبرز شيوخه.
وقد نال الشيخ الإمام محمد الخضر حسين شهادة العَالِمية من جامعة الزيتونة، ثم رحل إلى الشرق سنة 1317هـ، وما كاد يبلغ طرابلس ويقيم بها أيامًا حتى عاد إلى تونس، فلازم جامع الزيتونة يُفِيد ويستفيد، ثم أنشأ مجلة السعادة العظمى سنة 1321هـ، ويعدها بعض الباحثين أول مجلة عربية أدبية علمية في شمال إفريقيا، وأسهم بقلمه ولسانه في النهضة العربية والسياسية، فجذب إليه الأنظار، وفي سنة 1324هـ=1905م ولي قضاء بلدة بنزرت ومنطقتها، والتدريس والخطابة بجامعها الكبير، ثم استقال وعاد إلى القاعدة التونسية، وتطوع للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أحيل إليه تنظيم خزائن الكتب بالجامع المذكور، وفي سنة 1325هـ اشترك في تأسيس الجمعية الزيتونية، وفي هذه المدة تم تعيينه رسميًّا مُدرسًا بجامع الزيتونة، وفي سنة 1326هـ عُيِّن مُدرسًا بالصادقية (وكانت هي المدرسة الثانوية الوحيدة في تونس كلها) وكلف مع هذا بالخطابة في الجمعية الخلدونية، وقد ألقى محاضرة قيمة بعنوان (الحرية في الإسلام) في نادي قدماء خريجي المدرسة الصادقية في 64 صفحة، أحدثت آثارًا فكرية عميقة ولفتت إليه الأنظار؛ لأنها دلَّت على عمق كبير في فهم أهداف الإسلام الاجتماعية، ثم ألقى سنة 1327هـ في نادي الجمعية بتونس محاضرة عن (حياة اللغة العربية) تحدث فيها عن أطوار اللغة، وفصاحة مفرداتها، وحكمة تراكيبها، وتعدد أساليبها، وما تفردت به من إعجاز ومن بدائع التشبيه... وقد دلَّت هذه المحاضرة على غزارة علمه، وقوة أدبه، وسعة أفقه، ونظم قصيدة سنة 1328هـ وجَّه فيها أنظار القائمين على جامع الزيتونة إلى ضرورة العناية بتدريس الإنشاء وتدريب الزيتونيين عليه ليكون للوطن من علماء هذا المعهد الإسلامي كُتَّاب بارعون يأدون مهمة الدعوة ويقودون الأمة إلى أهدافها السامية.


جهاده وجهوده:
=====
لما قامت الحرب الطرابلسية بين الطليان والعثمانيين وقف قلمه ولسانه على الدعوة لمعاونة الدولة العثمانية، ونشر بمجلته قصيدة عصماء مطلعها:
رُدُّوا على مَجْدِنَا الذِّكْرَ الذي ذهبا يكفي مضاجعَنا نَوْمٌ مضى حُقبَا
ثم رحل إلى الجزائر فزار أمهات مدنها، وألقى بها الدروس المفيدة، ثم عاد إلى تونس، وعاود دروسه في جامع الزيتونة وواصل إلقاء المحاضرات، ونشر المقالات الدينية والأدبية في الصحف، وحاولت الحكومة ضمه إلى محكمة فرنسية فرفض الاشتراك فيها، وفي سنة 1329هـ وجهت إليه تهمة بث روح العداء للغرب وبخاصة لسلطة الحماية الفرنسية، وأحسَّ أنَّ حياته وحريته في خطر فسافر إلى الآستانة بحجة زيارة خاله بها، وبدأ رحلته بزيارة مصر في طريقه إلى دمشق ثم سافر إلى القسطنطينية، ولما ظن أن الزوبعة هدأت عاد إلى تونس عن طريق نابولي بإيطاليا متأثرًا بحنينه إلى وطنه، وما كاد يستقر بتونس حتى أيقن أنه لا مجال لبقائه في هذا الجوِّ الخانق، فأزمع الهجرة منها نهائيًّا فرارًا بدينه وحُريَّته، واختار دمشق وطَنًا ثانيًا له، ومرَّ بمصر في طريقه إلى الشام فتلبث بها قليلا وتعرف إلى طائفة من أعلام علمائها النابهين، مثل: الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ رشيد رضا، والسيد محب الدين الخطيب، ثم سافر إلى القسطنطينية فوصل إليها يوم إعلان حرب البلقان، فاختلط بأهلها وزار مكتباتها ثم عاد إلى تونس فنشر رحلته وآراءه ودعوته الإصلاحية ببعض الصحف، وعينته الحكومة التونسية عضوًا في اللجنة التي ألفتها للبحث عن بعض الحقائق في تاريخ تونس، ولكنه ما عاد إليها ليستقر فيها، بل شَدَّ الرِّحال إلى دمشق، وكانت الأمة السورية تطالب الحكومة العثمانية بإعطاء اللغة العربية حقها من التعليم في المدارس الرسمية، فعين الشيخ مُدَرِّسًا للغة العربية في المدرسة السلطانية بدمشق سنة 1912هـ، ثم سافر إلى الآستانة ولقي وزير حربيتها أنور باشا، فاختار الشَّيخَ مُحَرِّرًا عربيًّا بالوزارة، وفي هذا المنصب عرف كثيرًا من التيارات الخفية والظاهرة، وشاهد الدولة تترنح تحت تأثير عوامل الفساد، فنظم قصيدة تفيض بالحسرة والألم على مجد الأمة الإسلامية، جعل عنوانها: بكاء على مجد ضائع، قال فيها: 
أدمى فؤادي أن أرى الأ قلام ترسف في القيود
فهجرت قوما كنت في أنظارهم بيت القصيد
وحسبت هذا الشرق لم يبرح على عهد الرشيد
فإذا المجال كأنه من ضيقه خلق الوليد
وفي سنة 1333هـ أرسله أنور باشا إلى برلين في مهمة رسمية، فقضى في ألمانيا تسعة أشهر اجتهد خلالها أن يتعلم الألمانية، ثم عاد بعدها إلى الآستانة فوجد خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز قد توفي قبل عودته بشهرين، ثم ضاقت به العاصمة العثمانية على سعتها، وحنَّ إلى دمشق فعاد إليها، وكان الحاكم العام في سوريا حينئذٍ أحمد جمال الباشا، الطاغية الجبار، الذي لم يكد رجل فاضل يَسْلَمُ من شَرِّه، فامتد شره إلى الشيخ الإمام محمد الخضر حسين، فاعتقله في رمضان سنة 1334هـ، وألقى به في زنزانة ضيقة بالسجن، نال فيها ألوانًا شتى من العذاب، وأخيرًا تم الإفراج عنه، فما كاد يخرج من سجنه حتى اتجه إلى الآستانة، ولما بلغ الآستانة أوفده أنور باشا للمرة الثانية إلى ألمانيا سنة 1335هـ فالتقى فيها بزعماء الحركات الإسلامية، أمثال الشيخ عبد العزيز جاويش، والدكتور عبد الحميد سعيد، والدكتور أحمد فؤاد، فقضى بألمانيا فترة طويلة، ثم عاد إلى الآستانة ثم إلى دمشق، فتولى التدريس بالمدرسة السلطانية مرة أخرى بقية سنة 1335هـ، وسنة 1336هـ، وفي هذه المدة درَّس لطلبته كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) لابن هشام النحوي، كان يرجع في تقرير المسائل المتصلة بالسماع والقياس إلى الأصول المقررة والمستنبطة، فاقترح عليه بعض النابهين من الطلبة جمع هذه الأصول المتفرقة فألَّف بَحْثًا مُفَصَّلاً في حقيقة القياس وشروطه ومواقفه وأحكامه، وكان هذا البحث أساس الكتاب الذي ألفه في مصر ونال به عضوية جماعة كبار العلماء.

وفي سنة 1337هـ ذهب إلى الآستانة وكانت الحرب العالمية الأولى في نهايتها والدولة مؤذنة بالزوال، فتوجه إلى ألمانيا مرة ثالثة وقضى هناك سبعة أشهر، ثم عاد منها إلى دمشق مباشرة، وحين عاد صادف دخول الجيش العربي بقيادة فيصل بن الحسين، وكانت الأوضاع غير مستقرة، وكان الشيخ قد سئم كثرة الأسفار وعدم الاستقرار، ثم وقع الاحتلال الفرنسي لسوريا، ففكر الشيخ في أن يعود إلى تونس ويستقر بها ما بقي من حياته وإن كان قلبه مُعَلَّقًا بدمشق، ثم استقرَّ عزمه أخيرًا على أن يستوطن القاهرة حيث يسعد فيها بلقاء أصدقائه من كبار العلماء وزعماء النهضة الوطنية والأدبية، فحضر إليها سنة 1339هـ، وأخذ يشتغل بالبحث والدراسة وكتابة المقالات، وفي سنة 1340هـ ألَّف رسالته القيمة (الخيال في الشعر العربي)، ثم جذبته دار الكتب المصرية إليها فعمل مُحَرِّرًا بالقسم الأدبي فيها عدة سنوات، ثم تَجَنَّس بالجنسية المصرية، وتقدم لامتحان شهادة العَالِمية بالأزهر، وكانت لجنة الامتحان برئاسة العلامة الشيخ عبد المجيد اللبان، فكانت اللجنة كلما تعمقت في الأسئلة وجدت منه تعمقًا في الإجابة مع غزارة علم، وقوة حجة، وبلاغة آراء، فنال العَالِمية وانضم إلى طليعة علماء الأزهر.

في سنة 1342هـ أسس جمعية (تعاون جاليات إفريقيا الشمالية)، وسنَّ لها قانونًا طبعه صديقه السيد محب الدين الخطيب، وكان دائب الحركة يَدْرُس ويدرِّس ويُحَاضر، ويكتب للصحف والمجلات ويشترك في الجمعيات والأندية، وكان يرى نهضة الأمة الإسلامية مرتبطة بالدراسات العلمية والإنتاج الصناعي، وفي هذا يقول:
أبناء هذا العصر، هل من نهضة تشفي غليلا حره يتصعد
هذي الصنائع ذللت أدواتها وسبيلها للعالمين ممهد
إن المعارف والصنائع عدة باب الترقي من سواها موصد
وفي سنة 1343هـ مرض مرضًا شديدًا فأحسَّ آلام المرض تفري جسمه ولكنه أحسَّ آلام الأسف الشديد تفري قلبه حزنًا على الوطن الإسلامي، ووقوعه تحت وطأة الاستعمار والغشوم.
وفي سنة 1344هـ ظهر كتاب (الإسلام وأصول الحكم)، لمؤلفه علي عبد الرازق، وكان الشيخ صديقًا لأسرة عبد الرازق يزورهم ويأنس بهم ويأنسون به، ثم صدر الكتاب فأحدث ضجة عظيمة في العالم الإسلامي؛ لأنه خالف ما أجمع عليه المسلمون في أمور كثيرة، وتلقى الشيخ نسخة من الكتاب هدية من المؤلف، وما أن قرأه حتى غضب لله وللحقيقة، ولم تَحُل صداقته لآل عبد الرازق بينه وبين أن ينتقد الكتاب ويبرز ما فيه من أخطاء، فتفرغ لنقضه فقرة فقرة، وأصدر كتابه القيم (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم)، فنفذت طبعته في شهر واحد لشدة الإقبال عليه.
وفي السنة التالية سنة 1345هـ ظهر كتاب (في الشعر الجاهلي) للدكتور طه حسين، فأحدث ضجة أكبر من ضجة الكتاب السابق، فبادر الشيخ الإمام محمد الخضر حسين بنقده ونقضه في كتابه القيم (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) فأفاد به وأمتع، وردَّ الحق إلى نصابه.
وفي سنة 1346هـ أسس جماعة من الفضلاء جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة، فكان الشيخ وصديقه الحميم تيمور باشا في طليعة المؤسسين لهذه الجمعية التي قامت شامخة لنشر التعاليم الإسلامية والدفاع عن القيم الروحية، ولم يقف نشاط الشيخ عند هذا الحد، فلما نجحت جمعية الشبان المسلمين تفرغ الشيخ لإنشاء جمعية الهداية الإسلامية، فضم إليها جمهرة مستنيرة من شباب الأزهر وشيوخه ومن طبقات المثقفين ثقافة مدنية، وأنشأ بها مكتبة كبيرة كانت نواتها مكتبته الخاصة، وأنشأ لها مجلة تحمل اسمها، كما أنشأ لها فروعًا بالأقاليم، فكان يلتقي فيها بأصدقائه وتلاميذه وطلاب المعرفة فيفيض عليهم من علمه وتوجيهاته الرشيدة ما يفيدهم في الدنيا والآخرة ويقودهم إلى فاطر السموات والأرض.
وفي سنة 1349هـ أصدر الأزهر مجلة شهرية باسم (نور الإسلام) وهي (مجلة الأزهر) الآن، فتولى الشيخ رئاسة تحريرها ابتداء من جزئها الأول محرم سنة 1349هـ= 1931هـ، إلى عدد ربيع الآخر سنة 1352هـ، واستقال من رئاسة تحرير المجلة، وسبب الاستقالة أنه دارت بينه وبين الأستاذ المرحوم محمد فريد وجدي مناقشات علمية في الصحف، ثم فوجئ بتعيينه (أي: محمد فريد وجدي) مديرًا لمجلة نور الإسلام، فقدَّم الشيخ الإمام استقالته من رئاسة تحرير المجلة، فألح عليه شيخ الأزهر وقتها الإمام الظواهري بسحب استقالته ورجاه أن يواصل الإشراف على المجلة، فاعتذر وقال: ما كنت لأتعاون مع رجل كنت أرد عليه بالأمس.
ثم عُيِّن بعد ذلك مُدَرِّسًا بكلية أصول الدين، فانكبَّ على البحث والدراسة، وأفاد طلابه بعلمه الغزير وبحوثه القيمة، فكان يقضي نهاره دَارِسًا ومُدَرِّسًا، ويقضي صدر ليله في إلقاء المحاضرات العامة بجمعية الهداية وغيرها، وفي تحرير المقالات والدراسات، وقد جمع كثيرًا من هذه الدراسات في كتاب سماه (رسائل الإصلاح).
وحينما تم إنشاء المجمع اللغوي كان في مقدمة من وقع عليهم الاختيار لعضويته، كما اختير عضوًا بالمجمع العلمي العربي في دمشق، وكانت له أبحاث قيمة في المجمع اللغوي، نشرتها مجلة المجمع، منها:
- المجاز والنقل وأثرهما في حياة اللغة العربية (ج 1، ص 291).
- شرح قرارات المجمع والاحتجاج لها، وتكملة مادة لغوية ورد بعضها في المعجمات (ج 2، ص 36).
- الاستشهاد بالحديث في اللغة ( ج 3، ص 197).
- وصف جمع العاقل بصيغة فعلاء (ج 7، ص 254).
- اسم المصدر في المعجم (ج 8، ص 366).
- طرق وضع المصطلحات الطبية وتوحيدها في البلاد العربية (ج 8، ص 366).
- شعر البديع في نظر الأدباء (ج 11، ص 35).
- من وُثِّقَ من علماء العربية ومن طُعِنَ فيه (ج12، ص 51).
وقد اشترك في كثير من لجان المجمع، منها: لجنة اللهجات، لجنة الآداب والفنون الجميلة، لجنة دراسة معجم فيشر، لجنة الأعلام الجغرافية، لجنة الأصول، لجنة ألفاظ القرآن الكريم، لجنة المعجم الوسيط.
وفي سنة 1370هـ نال عضوية جماعة كبار العلماء برسالته (القياس في اللغة العربية).



مؤلفاته:
===
- رسائل الإصلاح، في ثلاثة مجلدات، أبرز فيها منهجه في الدعوة الإسلامية ووسائل النهوض بالعالم الإسلامي.
- الخيال في الشعر العربي.
- القياس في اللغة العربية.
- ديوان شعر (خواطر الحياة).
- نقض كتاب الإسلام وأصول الحُكم.
- نقض كتاب في الشعر الجاهلي.
- آداب الحرب في الإسلام.
- أبحاث ومقالات عديدة نشرها في مجلة الأزهر (نور الإسلام)، ولواء الإسلام، والهداية الإسلامية، وغيرها
- تعليقات على كتاب الموافقات للشاطبي.


ولايته للمشيخة:
=====
في 23 من يوليو سنة 1952م قامت الثورة في مصر للقضاء على الظلم والطغيان ومقاومة الاستعمار لا في مصر وحدها، وإنما في العالم العربي كله، وأعلنت شعار القومية العربية وأسهمت في استقلال السودان وإجلاء المستعمرين عن مصر، وأعانت الثورة الجزائرية ومدت يدها إلى هيئات التحرير في البلاد العربية والإفريقية والإسلامية، وفي مستهل عهد الثورة رأت أن يتولى قيادة الأزهر مناضل عربي من زعماء المسلمين ومن قادتهم في مناضلة الاستعمار في أقطار العالم العربي، فانعقد الإجماع على اختيار الشيخ الإمام محمد الخضر حسين، وفي يوم الثلاثاء 26 من ذي الحجة 1371هـ، الموافق 15 من سبتمبر سنة 1952م خرج من مجلس الوزراء أثناء انعقاده ثلاثة من الوزراء توجهوا إلى البيت الذي يسكن فيه الشيخ بشارع خيرت وعرضوا عليه باسم الثورة مشيخة الأزهر، وما كان يتوقع أن يلي هذا المنصب في يوم من الأيام، وقال بعد هذا لخلصائه: لقد سقطت المشيخة في حجري من حيث لا أحتسب... وولي الأستاذ منصبه وفي ذهنه برنامج إصلاحي كبير للنهضة بهذه المؤسسة الإسلامية الكبرى، وجعلها وسيلة لبعث النهضة الإسلامية العظمى، التي يتطلع إليها العالم الإسلامي في جميع القارات، ويذكر المتصلون به أنه أعطى المنصب حقه من الرعاية والتكريم، فما كان يتذلل أمام حاكم، ولا كان يجامل على حساب عقيدته أو دينه، وكان هذا شأنه منذ نشأته.
واستقال الشيخ من منصبه (مشيخة الأزهر) في الثاني من جمادى الأولى سنة 1373هـ الموافق السادس من يناير سنة 1954م، وتفرغ كعادته للكتابة والبحث والمحاضرة، حتى لقي ربه.


وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام محمد الخضر حسين -رحمه الله- مساء الأحد الثالث عشر من رجب سنة 1377هـ الموافق الثاني من فبراير سنة 1958م.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 6/113.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:09 pm

فضيلة شَيْخُ الأزهر الإمام عَبْدَ الرحمن تَاجَ رحمَهُ الله



اسمه:
===
عبد الرحمن حسين علي تاج. 


الميلاد:
===
ولد سنة 1896م بأسيوط، وينتسب لأسرة من بلدة (منية الحيط) إحدى قرى مركز إطسا بمحافظة الفيوم انتقل والده مع جده للعمل في إقامة قناطر أسيوط.


نشأته ومراحل تعليمه:
=====
نشأ الشيخ عبد الرحمن تاج في أسيوط، وحفظ القرآن بها وهو في العاشرة من عمره، ثم جوَّده وتلقَّى بعض الروايات في قراءاته على يد كبار القُرَّاء، كما تلقَّى بعض مبادئ العلوم الدينية والعربية، وحفظ عددًا من متون العلوم، وانتقلت أسرته إلى الإسكندرية، فانتقل معها والتحق بالسنة الثانية الابتدائية بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1910م، وكان المعهد يمتاز عن بقية المعاهد بما تمَّ فيه من إصلاح سبق به غيره، وبما تهيأ له من أساتذة مرموقين أحسن المسؤولون اختيارهم، فأجادوا وسائل الشرح والتوضيح والتوجيه السلوكي لطلابه، وكان هذا المعهد الكبير يضم جميع مراحل التعليم.
ظل الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج يواصل الدراسة فيه، وكان حريصًا على أن يقرأ الدروس قبل أن يتلقاها على أساتذته، ويناقشهم فيها أثناء الدرس مناقشة الفاهم الواعي، فكان أساتذته يثقون به حتى أتاحوا له أن يُلقيَ الدروس في آخر كل أسبوع أمامهم نيابة عنهم، وشهدوا له بالنبوغ، وكان ترتيبه الأول في معظم مراحل التعليم حتى نال الشهادة العَالِمية سنة 1923م، وكان أول الفائزين في هذا العام.



حياته:
===

كانت حركة الإصلاح في الأزهر قائمة على قدم وساق، وكان من نتائج هذه الحركة إلغاء مدرسة القضاء الشرعي، وإقامة قسم للتخصص في القضاء الشرعي، فالتحق الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج به ونال منه شهادة التخصص سنة 1926م وأدَّى فريضة الحج في هذه السنة، وتم تعيينه بمعهد أسيوط الدِّيني عقب تخرجه، وظلَّ مُدَرِّسًا بهذا المعهد حتى تمَّ نقله إلى القاهرة مُدرِّسًا بقسم التخصص للقضاء في كلية الشريعة الإسلامية وفي سنة 1935م عُيِّنَ عضوًا بلجنة الفتوى مُمَثلا للمذهب الحنفي مع قيامه بعمله في كلية الشريعة.
وفي سنة 1936م وقع الاختيار عليه ليكون عضوًا في بعثة الأزهر إلى جامعة السوربون بفرنسا، فصحب أسرته معه وكانت مكونة منه ومن زوجه وثلاثة أطفال، فدرس اللغة الفرنسية وأجادها، ثم واصل دراسته الجامعية وكانت الحرب العَالَمية قد بدأت واشتدت، فلم تعقه أعباء الأسرة ولا أهوال الحرب عن التعمق في دراساته حتى نال الدكتوراه في الفلسفة وتاريخ الأديان عن بحثه القيم (البابية والإسلام) سنة 1942م، وعاد من باريس سنة 1943م، فعُيِّن مُدَرِّسًا بكلية الشريعة في قسم تخصص القضاء الشرعي، وعضوًا بلجنة الفتوى كما كان، ثم سكرتيرًا فَنِيًّا لها، ثم عُيِّن مُفَتِّشًا للعلوم الدينية والعلوم العربية بالمعاهد الدينية، ثم قائمًا بإدارة كلية الشريعة، ثم بإدارة معهد الزقازيق، ثم عُيِّن شَيخًا للقسم العام والبعوث الإسلامية بالأزهر ومُشرفًا على بعث البعوث الدينية للأقطار الإسلامية، فوضع الأسس الدقيقة الكفيلة بتحقيق الغاية من هذه البعوث، وفي هذا الأثناء كتب رسالته القيمة في (السياسة الشرعية) حيث نال بها عضوية جماعة كبار العلماء سنة 1951م، ثم اختير أُستاذًا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، مع بقائه عضوًا بجماعة كبار العلماء، وعضوًا بلجنة الفتوى، ثم وقع عليه الاختيار ليكون عضوًا في لجنة الدستور إلى أن أتمت عملها. 

أخلاقه:
===
كان الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج -رحمه الله- يتمتع بخلق قويم إلى جانب علمه الغزير، وقد صقلته التجارب العديدة التي خاض غمارها، وسمت به عقيدته الدينية إلى آفاق عالية، فقد كان -رحمه الله- شديد التمسك بالشعائر الإسلامية والفضائل الدينية علمًا وعملا وتطبيقًا، فكان إمامًا في المعارف العلمية، وقدوة طيبة في الآداب السلوكية، وكان مع تواضعه يعتز بكرامته كل الاعتزاز، وخاصة مع كبار المسؤولين.



مؤلفاته:
===
- البابية وعلاقتها بالإسلام (بالفرنسية) وهي رسالته التي نال بها درجة الدكتوراه من جامعة السوربون.
- السياسة الشرعية في الفقه الإسلامي، وهي الرسالة التي نال بها عضوية كبار العلماء.
- الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية.
- مذكرة في الفقه المقارن.
- تاريخ التشريع الإسلامي.
- مناسك الحج وحكمها.
- الإسراء والمعراج.
- حكم الرِّبا في الشريعة الإسلامية.
- (لا) التي قيل إنها زائدة في القرآن الكريم وليست كذلك.
- الواو التي قيل إنها زائدة.
- الفاء وثم، ودعوى زيادتهما في القرآن الكريم، أو في غيره من فصيح العرب.
- إذ وإذا، ورأي أبي عبيدة، نشر في مجلة مجمع اللغة العربية سنة 1969م- 1970م (ص 181 - 196).
- أن الزائدة، وأن النافية، وكبوة الفرسان في مجال التفرقة بينهما، وهو بحث نشر في مجلة مجمع اللغة العربية سنة 1974م.
- درء مظاهر من الجرأة في تفسير الكتاب العزيز، نشر في مجلة مجمع اللغة العربية، (ص 24 – 33) من الجزء الرابع والعشرين، بتاريخ يناير سنة 1969م.
- القول في (غير) وحكم إضافتها إلى المعرفة، نشر في مجلة المجمع (ص 20- 29) في الجزء الخامس والعشرين، بتاريخ نوفمبر سنة 1969م.
- أكثر من واحد، وهو بحث نشر في مجلة مجمع اللغة العربية (ص 16- 22) في الجزء الثامن والعشرين، بتاريخ نوفمبر سنة 1971م.
- حروف الزيادة وجواز وقوعها في القرآن، نشر في مجلة مجمع اللغة العربية (ص 21-27) في الجزء الثلاثين بتاريخ نوفمبر سنة 1972م.
- الباء الزائدة في فصيح الكلام وفي القرآن الكريم، نشر في مجلة مجمع اللغة العربية (25-35) في الجزء الحادي والثلاثين بتاريخ مارس سنة 1973م.
- من الدراسات اللغوية في بعض الآيات القرآنية، نشر في مجلة مجمع اللغة العربية (ص 23-34) في الجزء الثالث والثلاثين بتاريخ مايو سنة 1973م.
- بحث فيما تجب مراعاته في بيان معنى الألفاظ المشتركة الواردة في الكتاب العزيز واختيار أنسب معانيها لمقام ذكرها.
- بحث فيما يخرج منه اللؤلؤ والمرجان، وما قيل فيه من أنهما لا يخرجان إلا من البحار ولا يخرجان من الأنهار، وذلك في تفسير قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}[الرحمن:22].
- رسالة في أفعل التفضيل واستعماله.




ولايته للمشيخة:
====
في أثناء عمله عضوًا في لجنة الدستور صدر مرسوم جمهوري بتعيينه شيخًا للأزهر سنة 1954م.
ومن آثاره النافعة في النهوض بالأزهر أنه قرر تدريس اللغات الأجنبية فيه، وعُني بإصلاح النظم الإدارية وقواعد الامتحانات به، وفي عهده تم الإنفاق على إنشاء مدينة البعوث الإسلامية لسكنى الطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر من شتى أقطار الأرض، وكان أول من فكَّر في إدخال نظم التربية العسكرية بالأزهر.
وظل الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج شيخًا للأزهر حتى صدر قرار جمهوري بتعيينه وزيرًا في اتحاد الدول العربية عند قيامه سنة 1958م إلى أن ألغت الجمهورية العربية المتحدة (جمهورية مصر العربية) هذا الاتحاد سنة 1961م، وفي سنة 1963م انتخب عضوًا بمجمع اللغة العربية، ثم اشترك فيه في لجنة القانون والاقتصاد، ولجنة الأصول، ولجنة المعجم الكبير، ثم اختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.
وظلَّ الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج يواصل عمله في صبر وأناة بمجمع اللغة العربية، ومجمع البحوث الإسلامية، وكتب أبحاثًا قيمة ودراسات عميقة في تفسير القرآن الكريم، وعلوم اللغة، وصحَّح بها كثيرًا من الأخطاء الشائعة.

وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام عبد الرحمن تاج -رحمه الله- في صباح يوم الأربعاء، العاشر من جمادى الأولى سنة 1395هـ، الموافق 20 من مايو سنة 1975م.
وقد أقام مجمع اللغة العربية حفلا كبيرًا لتأبين الإمام الراحل عبد الرحمن تاج، تحدَّث فيه الدكتور إبراهيم مدكور، والأستاذ الشيخ علي الخفيف، وعقَّب عليهما الأستاذ حسن عبد الرحمن تاج ابن الإمام.


مصادر ترجمته:
====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:10 pm

فضيلة شيخ الأزهر الإمام مَحْمُودَ شلتوت رَحمَهُ الله

اسمه:
===
محمود محمد شلتوت.

الميلاد:
===
ولد الشيخ الإمام محمود شلتوت سنة 1893م في منية بني منصور من أعمال مركز إيتاي البارود.

نشأته ومراحل تعليمه:
=====
حفظ الشيخ الإمام محمود شلتوت القرآن الكريم في قريته، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906م، وكان أول فرقته في جميع مراحل الدراسة، ونال شهادة العَالِمية سنة 1918م، وكان أول الناجحين فيها.

ثم عُيِّن مُدرِّسًا بمعهد الإسكندرية الدِّيني في أوائل سنة 1919م، وفي هذا العام قامت الثورة الشعبية المصرية القوية بزعامة سعد زغلول، وقد شارك فيها الشيخ الإمام بقلمه ولسانه وجرأته المعهودة فيه.

ولَمَّا عُيِّن الإمام المراغي شيخًا للأزهر رأى الانتفاع بالشيخ الإمام محمود شلتوت نظرًا لمواهبه الفذة، وثقافته الواسعة، وحبه للتجديد والإصلاح، فنقله إلى القاهرة مُدَرِّسًا بالقسم العالي، وكان يرأسه في وقتها الشيخ الإمام عبد المجيد سليم، الذي ولي مشيخة الأزهر فيما بعد.
وقد كتب الشيخ الإمام محمود شلتوت عدة مقالات في جريدة السياسة القومية، يدعو فيها إلى الأخذ بالمبادئ التي ذكرها الإمام المراغي في مذكرته المعروفة لإصلاح الأزهر.
وكان بين رجال الأزهر من يقاوم هذه الحركة الإصلاحية، وكان الملك لا يرتاح إلى هذه الحركة، فقامت العقبات في طريقها فاستقال الشيخ المراغي على الرغم من مكانته العلمية بين المستنيرين من علماء الأزهر وطلابه.
وولي المشيخة الإمام الظواهري، وكان من رجال الإصلاح، ولكنه كان يرى التأني ومراعاة الظروف، والتفاهم مع ولاة الأمور في تنفيذ خطوات الإصلاح، وقابله كثير من العلماء والطلبة بثورة عاتية، فقابل ثورتهم بالشدة والعنف، ففصل الشيخ شلتوت من منصبه، كما فصل عشرات من صفوة علماء الأزهر الذين كانوا في طليعة المصلحين؛ لأنه نظر إليهم بوصفهم من مؤيدي الشيخ المراغي، وممن يناصبونه العداء.
وبعد فصله اشتغل بالمحاماة أمام المحاكم الشرعية، وفي شهر فبراير سنة 1935م أعيد إلى عمله بالأزهر مع إخوانه المفصولين، فعُيِّن مُدَرِّسًا بكلية الشريعة، ولما عاد الإمام المراغي إلى المشيخة عينه وكيلا لكلية الشريعة.
ولَمَّا دعي الأزهر للاشتراك في مؤتمر القانون الدولي المقارن، المنعقد بمدينة لاهاي في هولندا في أغسطس سنة 1937م، اختار المجلس الأعلى للأزهر فضيلة الشيخ الإمام محمود شلتوت عضوًا في الوفد الذي يمثله في هذا المؤتمر، فتقدَّم فضيلته إلى المؤتمر برسالة قيمة عن المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، ونالت الرسالة استحسان أعضاء المؤتمر وإعجابهم، فأصدروا قرارًا بصلاحية الشريعة للتطور، وأنها مصدر من مصادر التشريع الحديث، وأنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية ولا متأثرة بها، كما أصدر المؤتمر قرارًا بأن تكون اللغة العربية إحدى لغات المؤتمر في دوراته المقبلة، وأن يدعى إلى هذا المؤتمر أكبر عددٍ ممكن من علماء الشريعة على اختلاف المذاهب والأقاليم.
وفي سنة 1939م عُيِّن الشيخ مُفتِّشًا بالمعاهد الدينية، فكانت ملاحظاته وتقريراته دراسات شاملة نافعة لأحوال المعاهد الدينية في مختلف النواحي العلمية والإدارية، ورأى فضيلة الإمام المراغي أن يعيده مرة ثانية وكيلا لكلية الشريعة ليمكنه من تحقيق برامجه الإصلاحية فيها.


مناصب هامة:
وفي سنة 1941م تقدم الإمام الأكبر برسالته (المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية) إلى جماعة كبار العلماء لنيل عضويتها، وقد فاز بها بإجماع الأعضاء.
وكان أول نشاط قام به في هذه الجماعة أن تقدم إليها باقتراح إنشاء مكتب علمي للجماعة، تكون مهمته معرفة ما يهاجم به الدين الإسلامي والرد عليه وبحث المعاملات التي جدت وتجد، ووضع مؤلف في بيان ما تحتوي عليه كتب التفسير المتداولة من الإسرائيليات، وتنقية كتب الدين من البدع والخرافات وقد ألفت لجنة لهذا الغرض برئاسة المغفور له الأستاذ عبد المجيد سليم، وكانت هذه اللجنة إرهاصًا بإنشاء مجمع البحوث الإسلامية فيما بعد، وكان للأستاذ الشيخ شلتوت الفضل في اقتراحه ومتابعة المطالبة بإنشائه حتى تمَّ له النجاح، وظهر المجمع إلى الوجود في عهد مشيخته ولا يزال يؤدي دوره العالمي الخالد إلى الآن.
وفي سنة 1946م صدر قرار بتعيين فضيلته عضوًا بمجمع اللغة العربية وانتدبته جامعة فؤاد (جامعة القاهرة حاليا) لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، فأدى مهمته خير أداء.
وفي سنة 1950م عُيِّن مُرَاقِبًا عامًّا لمراقبة البحوث والثقافة الإسلامية بالأزهر، واستطاع في الفترة الوجيزة التي أشرف فيها على هذه المراقبة أن ينهض بها، وأن يوثق صلاتها بالعالم الإسلامي في مختلف القارات.
وفي سنة 1957م اختاره السيد محمد أنور السادات سكرتير عام المؤتمر الإسلامي -رئيس الجمهورية اللاحق- مستشارًا للمؤتمر الإسلامي، ثم تم تعيينه وكيلا للأزهر فنهض بأعبائه وأدَّى رسالته خير أداء.
وكان مع هذا كله عضوًا في اللجنة العليا للعلاقات الثقافية الخارجية وعضوًا في مجلس الإذاعة الأعلى، ورئيسًا للجنة العادات والتقاليد بوزارة الشؤون الاجتماعية، وعضوًا في اللجنة العالمية لمعونة الشتاء، كما كان من كبار المؤسسين لدار (التقريب بين المذاهب الإسلامية) التي قامت لإزالة الجفاء وتوثيق الصلات بين الطوائف الإسلامية، وبخاصة بين طائفة السنة وطائفة الشيعة، وكان له مكان الصدارة في كل هيئة يشترك فيها بما يبذله من آراء قيمة، وجهود مضنية، ودراسات علمية عميقة.
وكان مع هذا كله يتحدث في الإذاعة صباحًا، ويُحاضر في شتَّى الجمعيات الثقافية مساء، ويكتب في الصحف والمجلات، ويشارك في مختلف الندوات في العاصمة والأقاليم، ويخطب الجمعة بالمسجد الذي أنشأه محمد علي في قصره بالمنيل، ويرد على الرسائل، ويفتي في المشكلات، ويلتقي بزعماء المسلمين، ويحاضر في الكليات، ثم يتابع تأليف الكتب والأبحاث.


مكانته العلمية:

====
كان الشيخ الإمام محمود شلتوت ممتازًا في شخصيته، ممتازًا في خُلقه، ممتازًا في طبيعته، فاحتلَّ مكانة سامية في فقه الشريعة الإسلامية أتاحت له أن يكون المرجع الأكبر في عصره لطلاب المعرفة في كل ما يتعلق بمشكلات العصر الحديث وموقف الإسلام منها، وقد أعانه على بلوغ هذه المنزلة، ما يلي:
- مواهبه الشخصية، فقد كان الشيخ الإمام -رحمه الله- يتمتع بذكاء حاد، وذاكرة قوية، وحب للبحث والقراءة والاستيعاب، وبصيرة ملهمة في فقه ما يستوعبه من دراسات.
- تعمق الشيخ الإمام في القراءة والبحث والدراسة ما شاء الله له أن يتعمق، فدرس آراء أهل السنة والمعتزلة وغيرهم، كما درس المذاهب الأربعة ومذهب الشيعة الإمامية، والشيعة الزيدية، ومذهب الظاهرية، ومذهب الإباضية، وأعانته على ذلك بصيرته النَّافذة والتفكير اللمَّاح من إدراك الحقيقة في ثنايا هذه المذاهب وغيرها.
- أفادته تجاربه العديدة ومباشرته لكثير من الأعمال الثقافية الهامة في الإذاعة والمؤتمر الإسلامي ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها، أفادته في الاتصال بالمشكلات الاجتماعية العديدة، والبحث عن حلول مناسبة لها في نطاق الشريعة الإسلامية كما أفادته رحلاته العديدة في أنحاء العالم وصلاته بكبار زعماء العالم الإسلامي وكبار المستشرقين في معرفة كثير من الحقائق وألوان المعارف العديدة التي لم تتح لغيره من الشرعيين.


مؤلفاته:
====
ترك الشيخ الإمام محمود شلتوت ثروة طائلة من الأبحاث والدراسات القيمة، ومن أهم مؤلفاته:
- فقه القرآن والسُّنة.
- مقارنة المذاهب.
- يسألونك، وهو إجابة عن أسئلة تلقَّاها عن طريق الإذاعة.
- منهج القرآن في بناء المجتمع.
- المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، وهي الرسالة التي ألقاها الإمام في مؤتمر القانون الدولي المقارن في لاهاي، وقد نال بها عضوية جماعة كبار العلماء.
- القرآن والقتال.
- القرآن والمرأة.
- تنظيم العلاقات الدولية الإسلامية.
- الإسلامية والوجود الدولي للمسلمين.
- تنظيم النسل.
- رسالة الأزهر.
- إلى القرآن الكريم.
- الإسلام عقيدة وشريعة.
- من توجيهات الإسلام.
- الفتاوي، وهي تعبر عن رأي الإمام في كثير من المشكلات العصرية والاجتماعية.
- تفسير القرآن الكريم (الأجزاء العشرة الأولى)، ويمتاز هذا التفسير بجعله السورة وحدة متكاملة مترابطة متسلسلة، كما يمتاز هذا التفسير بالتزامه تفسير القرآن بالقرآن، وتنقية تفسيره من الإسرائيليات وأمثالها من الأساطير، وقد راعى فيه القصد والاقتصار على المعاني القرآنية دون استطراد.


ولايته للمشيخة:
=====
في الثالث عشر من شهر أكتوبر سنة 1958م صدر القرار الجمهوري بتعيين الشيخ الإمام محمود شلتوت شيخًا للأزهر، وما كاد يلي هذا المنصب الكبير حتى ركَّز جهوده في إنشاء مجمع البحوث الإسلامية الذي كان يتطلَّع إلى إنشائه، ويرى فيه رابطة عِلْمِيَّة ورُوحِيَّة وثيقة، تشدُّ أَزْرَ المسلمين جميعًا، وتزيل ما بينهم من خلافات بثَّها الاستعمار، ونَمَّتها القرون، ومن البواعث التي دعت إلى إنشاء هذا المجمع الإسلامي: ربط الجمهورية العربية المتحدة (في هذا الوقت) بالعالم الإسلامي كله، فصدر القرار الجمهوري بإنشائه ضمن القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها.


التقريب بين المذاهب الإسلامية:
كان الإمام الراحل يتطلع إلى تحقيق الوحدة الإسلامية كما تطلع إليها غيره، بعد أن تفرَّق شمل المسلمين ومزقتهم العصبيات الجنسية، والفروق المذهبية والخلافات الطائفية، فبدأ جهاده في جماعة التقريب بين طائفتي السُّنة والشيعة، والشيعة منتشرة في البلاد العربية، وهم يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، ويؤدون أركان العبادات، كما يؤديها أهل السنة تمامًا، وقد وسَّع الاستعمار شقة الخلاف بين الطائفتين ليتمكن من تمزيق شمل المسلمين وتسخيرهم لخدمة أغراض الاستعمار المادية، ومن هنا بدأ الإمام في الدعوة إلى التقريب، وتقريرًا للحقيقة والواقع التاريخي نذكر أن الشيخ الإمام محمود شلتوت لم يبتكر دعوة التقريب ولم ينفرد بها، ولكنه قدَّم إليها من الدعم الفكري والبحث الفقهي ما دفعها ومكَّن لها في نفوس المؤمنين المخلصين في جميع الأقطار الإسلامية.

وفاته: 
===
مرض الإمام ولكن المرض لم يؤثر على روحه المعنوية ولا على ذكائه الوقاد، ولم يعقه عن أداء عمله، ثم استدعى المرض أخيرًا إجراء عملية جراحية له تمت بنجاح واستبشر أصدقاؤه ومحبوه خيرًا، ولكنها كانت خفقة السراج وصحوة الموت، فإن أمر الله نافذ لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولكل أجل كتاب، فعرجت روحه إلى بارئها في مساء ليلة الجمعة (ليلة الإسراء والمعراج) وأدَّى المصلون عليه صلاة الجنازة في السابع والعشرين من شهر رجب سنة 1383هـ الموافق 13 من ديسمبر سنة 1963م.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:11 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهرالإمام حَسَنَ مأمون رَحمَهُ الله

مولده ونشــأته:
======
هو فضيلة الإمام الأكبر الشيخ حسن مصطفى مأمون، ولد يوم 10 من ذي الحجة عام 1311هـ الموافق 13 من يونيه سنة 1894م بحي الخليفة بالقاهرة، وكان والده الشيخ مصطفى مأمون إمامًا لمسجد الفتح بقصر عابدين وكان إمام هذا المسجد يُعدُّ إمامًا للملك، وقد عني بتربيته منذ صغره التربية الدينية القويمة، فحفظ القرآن وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف، ولما أنهى دراسته اتِّجه إلى مدرسة القضاء الشرعي وتخرج فيها عام 1918م. وكان إلى جانب إتقانه للعربية مُلمًّا باللغة الفرنسية فجمع بذلك بين الثقافتين العربية والفرنسية. 

مناصبــه:

====
عُيِّن مُوظفًا قضائيًّا بمحكمة الزقازيق الشرعية في 10 من محرم عام 1338هـ الموافق 4 أكتوبر سنة 1919م، وفي شهر شوال من نفس العام الموافق أول يوليو سنة 1920م نُقِلَ إلى محكمة القاهرة الشرعية، وفي 5 من شهر رجب لعام 1339هـ الموافق 14 مارس سنة 1921م تمت ترقيته إلى قاضٍ من الدرجة الثانية ونُقِلَ إلى محكمة طنطا الشرعية، وفي 16 من جمادى الآخرة عام 1348هـ الموافق 18 نوفمبر سنة 1929م نُقِلَ إلى محكمة مصر الشرعية، ثم تمت ترقيته إلى قاضٍ من الدرجة الأولى في نفس هذا الشهر، ثم رقي إلى منصب قاضٍ عام أَوَّلَ فبراير عام 1939م، وكانت شهرته العلمية وفضائله الخلقية ومعارفه الفقهية كفيلة للفت الأنظار إليه، ولذا فإنه ظل يترقى في القضاء الشرعي حتى صدر مرسوم ملكي بتعيينه قاضيًا لقضاة السودان في 5 من ذي الحجة عام 1359 هـ الموافق 3 من يناير سنة 1941م.
وقد أمضى في منصبه هذا قرابة 6 سنوات قام بواجبه فيها خير قيام، ثم عاد إلى القاهرة حيث تم تعيينه رئيسًا لمحكمة القاهرة الشرعية الابتدائية وذلك في 27 من ربيع الأول لعام 1366هـ الموافق 17 فبراير 1947م، ثم ترقى ليكون عضوًا في المحكمة الشرعية العليا في 25 من محرم عام 1367هـ الموافق 18 ديسمبر 1947م ثم أصبح نائبًا لها في 7 من شعبان عام 1370هـ الموافق 13 مايو 1951م ثم عُيِّن رئيسًا للمحكمة الشرعية العليا في الأول من جمادى الآخرة لعام 1371هـ الموافق 26 فبراير 1952م. ولما قربت سن إحالته للمعاش قام مجلس الوزراء بمد عمله سنة أخرى بناءً على طلب وزير العدل وذلك للحاجة الماسة إلى كفاءة فضيلته وفي 24 من جمادى الآخرة عام 1374هـ الموافق 16 فبراير سنة 1955م اقترح وزير العدل على مجلس الوزراء إسناد منصب المفتي إلى فضيلة الشيخ «حسن مأمون» للانتفاع بعلمه الغزير وكفاءته الممتازة وواسع خبرته، فوافق مجلس الوزراء على تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية اعتبارًا من أول مارس سنة 1955م وظل في هذا المنصب حتى 17 من ربيع الأول عام 1384هـ الموافق 26 يوليو سنة 1964م، حيث صدر القرار الجمهوري رقم 2444 لسنة 1964م بتعيين فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ حسن مأمون شيخًا للأزهر ليكون الشيخ التاسع والثلاثين في تعداد شيوخ الأزهر. 


أعماله:
 
===
أصدر فضيلته خلال فترة توليه منصب الإفتاء حوالي (12311) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، وأثناء توليه مشيخة الأزهر ذلَّلَ الكثير من العقبات التي كانت تعترض الأزهر، ومع المناصب العليا التي شغلها فضيلته فإنه كان حريصًا على إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء بكلية الشريعة. كما ظل رئيسًا لمجلس إدارة مسجد الإمام الشافعي -رحمه الله- وظل الشيخ يباشر عمله في مشيخة الأزهر حتى تناوشته الأمراض، وأحس المسؤولون حاجته إلى الراحة فاستجابوا لرغبته في التقاعد؛ حيث تفرغ فضيلته للراحة والعبادة والعلاج وإن كان لم يتوقف عن البحث والدراسة والتدوين، كما ظل يواصل الإشراف على الهيئة العلمية القائمة على تصنيف الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وللإمام فضل كبير في تنظيم هذه الموسوعة، وكتابة ومراجعة بعض موادها الفقهية. وكان الإمام -رحمه الله- يجد لذة كبرى في الدراسات الفقهية تنسيه ما يقاسيه من أمراض وآلام.

مؤلفاته:

===
1- الفتاوى. وقد أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجزء الأول منها وطبعته دار التحرير بالقاهرة سنة 1969م.
2- دراسات وأبحاث فقهية متنوعة نشرها الإمام أو راجعها في الموسوعة الفقهية الكبرى التي يصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة.
3- السيرة العطرة. وهي سلسة أبحاث كتبها الإمام وأذاعها وهي مكتوبة على الآلة الكاتبة.
4- الجهاد في الإسلام. دراسة تناول فيها الإمام هذا الموضوع وقد كتبت بالآلة الكاتبة ولم تطبع.
5- تفسير موجز لسور: الضحى والانشراح والقدر، وهو مكتوب على الآلة الكاتبة.

أبرز صفاته:

===

كان الإمام -رحمه الله- فقيهًا مستنيرًا، قضى معظم حياته الوظيفية قاضيًا يستعرض أدلة الفقهاء في المذاهب الفقهية المختلفة، وكان ذا بصيرة ملهمة في فقه النصوص الشرعية والإلمام بمقاصد التشريع ومعرفة أنماط الفتوى وأسباب تنوعها. 

وفاتــه:

===
وفي السابع عشر من ربيع الآخر لعام 1393هـ الموافق 19 مايو سنة 1973م انتقل فضيلة الشيخ حسن مأمون إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال.

من مصادر الترجمة:

======
- الأزهر في ألف عام للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي. ج1 ص ( 348، 349).
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن للشيخ علي عبد العظيم. ج2 ص (611- 633).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:12 pm

فَضِيلَةُ شَيْخَ الأزهر الإمام مُحَمَّدَ مُحَمَّدَ الفحام رَحمَهُ الله


اسمه:
===
محمد محمد الفحام.

الميلاد:
===
ولد برمل الإسكندرية في 18من ربيع الأول سنة 1321هـ الموافق 13 من يونيه سنة 1903م.

نشأته ومراحل تعليمه:
=======
حفظ الشيخ الإمام محمد الفحام -رحمه الله- القرآن الكريم وجوَّده والتحق بالمعهد الدِّيني بالإسكندرية، وكان هذا المعهد قد سبق غيره من المعاهد الدينية بأسباب الإصلاح والتقدم، كما كان يمتاز بأنه يضم نُخبة من العلماء الممتازين، وقد استفاد الطالب من هذا الجو العلمي البديع وظهرت مواهبه مبكرة، ولفتت إليه أنظار أساتذته، فكانوا يثنون عليه وينوهون به، ويهدون إليه بعض المؤلفات العلمية، وكان يعتز كل الاعتزاز بهذه الكتب ويحرص على صيانتها وحفظها والانتفاع بها، ومن الطرائف في حياته الدراسية أن الإمام الجليل الشيخ سليم البشري حضر لزيارة معهد الإسكندرية الديني، ومعه لفيف من كبار العلماء وفي مقدمتهم الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي شيخ معهد الإسكندرية الديني (في هذا الوقت، وشيخ الأزهر فيما بعد) وكان الوقت وقت امتحان الطلبة، فاهتزت هيئة الامتحان، وجاءت بالطالب محمد محمد الفحام الطالب بالسنة الثانية الابتدائية أمام لجنة الامتحان فسأله الإمام البشري في باب نائب الفاعل، فقال الطالب: إن بعض النحاة يسميه باب المفعول الذي لم يسم فاعله، فقال له الإمام البشري أي العنوانين تفضل؟
فقال الطالب: أفضل عنوان (نائب الفاعل) لسببين: أنه أوجز عبارة؛ ولأن نائب الفاعل لا يكون دائمًا هو المفعول به كأن يكون ظرفًا مثل قولك: سهرت الليلة، أو مصدرًا مثل: كتبت كتابة حسنة، أو جارًا ومجرورًا، مثل: أهذا طالب بالسنة الثانية الابتدائية أم الثانوية؟! ثم قرأ له الفاتحة ودعا له بالخير والبركة.
وكان الطالب مُولعًا بجميع المعارف والعلوم وبخاصة علم المنطق وعلم الجغرافيا، فقد ألَّف رسالة في المنطق، هي كتاب الموجَّهات، وهو طالب بالسنة الثانية الثانوية، ولقد تم طبعها بعد سنة 1932م، وأقبل عليها الطلبة في الإسكندرية وغيرها، وانتفع بها طلاب العَالِمية المؤقتة أيما انتفاع، وأما الجغرافيا فقد بلغ من شغفه بها أنه كان يستأذن أستاذه في أن يذهب إلى حجرة الخرائط فيغلقها على نفسه طوال الليل ويضيئها بسراج من عنده ويظل يفحصها ويدرسها حتى الصباح -كما كان يفعل الجاحظ قديمًا في مكتبات الوراقين في بغداد- وقد حببته هذه الهواية في الرحلات فطوَّف ما طوَّف في أرجاء العالم دارسًا وباحثًا وداعيًا إلى الله على هدى وبصيرة ويقين.
وأثناء الدراسة لاحت أمامه فرصة للالتحاق بدار العلوم، وكان كثير من طلبة الأزهر في ذلك الحين يؤثرون ترك الأزهر للالتحاق بدار العلوم أو القضاء الشرعي رغبة في التجديد وطمعًا في مستقبل أفضل، واستشار الطالب والده في ذلك، فقال له: إنني واثق بجودة رأيك، وحسن اختيارك، فاتَّجه إلى ما تراه صوابًا والله معك، أما أمه فكانت تتفاءل بالأزهر فأوصته ألا يتركه، واستجاب لوصية أمه (وهي سيدة صالحة) وظل متمسكًا بوصيتها طيلة حياته، فكانت الخيرة فيما اختاره الله.
وواصل الدراسة بالقسم العالي بمشيخة علماء الإسكندرية، ونال شهادة العَالِمية النظامية بتفوق في امتحان أدَّاه بالأزهر سنة 1922م.


حياته:
===
بعد تخرجه وتحصيله ما حصَّل من معارف وعلوم نفر من قيود المناصب الحكومية فاشتغل بالتجارة ونجح فيها نجاحًا باهرًا، ولكن مواهبه العلمية من جهة ونصائح المخلصين من أصدقائه من جهة أخرى حملته على أن يعود إلى الحياة العلمية.

وكان الأزهر قد أعلن عن مسابقة بين العلماء في العلوم الرياضية لتعيينهم مدرسين للرياضة بالمعاهد الدينية سنة 1926م، فتقدم للامتحان ونجح فيه بتفوق، فعرض عليه الأستاذ خالد حسنين مفتش العلوم الرياضية بالأزهر أن يعينه بمعهد دمياط أو غيره من معاهد الوجه البحري فأبى التعيين في غير الإسكندرية، وتم تعيينه بها تلبية لرغبته في الرابع من أكتوبر سنة 1926م، فدرَّس علوم الحديث والنحو والصرف والبيان والحساب والجبر تسع سنوات، وهذا يدل على تعدد مواهبه وتنوع ثقافته، وبخاصة إذا علمنا أن العلوم الرياضية كانت جديدة على علماء الأزهر في هذا الوقت.

وحدث وهو مدرس بمعهد الإسكندرية أن أخبره الأستاذ عبد السلام هنو الكاتب الأول بالمعهد أن موظفًا دبلوماسيًّا بالقنصلية اليابانية تقدَّم إلى المعهد راجيًا اختيار أحد الأساتذة لتعليمه اللغة العربية، وأخبره أن اختيار مشيخة المعهد وقع عليه، فقبل هذه المهمة بارتياح كبير؛ لأنه كان يحلم بزيارة اليابان، وقد استفاد من معارف هذا الدبلوماسي الياباني كما استفاد الدبلوماسي منه أعظم فائدة.

وفي سنة 1935م نُقِل إلى كلية الشريعة لتدريس المنطق وعلم المعاني، وفي سنة 1936م وقع الاختيار عليه لإرساله في بعثة تعليمية إلى فرنسا فرحل إليها ومعه زوجته وبعض أبنائه، وفي أثناء بعثته قامت الحرب العالمية الثانية فآثر بعض المبعوثين العودة إلى مصر، ولكن الشيخ آثر البقاء وتحمل متاعب الحرب وقيودها في سبيل التعليم، واضطر أن يهاجر إلى بوردو، ولم تقعده أهوال الحرب ولا أعباء الأسرة ومطالبها الملحة عن مواصلة الدراسة في صدق عزيمة وقوة تصميم، وقد أنجب أثناء بعثته في فرنسا بنتين تفاءل بهما خيرًا واستطاع على الرغم من الظروف المحيطة به أن ينال دبلوم مدرسة الإليانس فرانسيز في باريس سنة 1938م، كما نال دبلوم مدرسة اللغات الشرقية الحية في الأدب العربي سنة 1941م، ونال في نفس العام دبلومًا آخر في اللهجات اللبنانية والسورية، ودبلوم التأهيل لتعليم اللغة الفرنسية من كلية الآداب بجامعة بوردو سنة 1941م.

ثم نال شهادة الدكتوراه بدرجة الشرف الممتازة من جامعة السوربون في أول يوليو سنة 1946م، وكان موضوع الرسالة (إعداد معجم عربي فرنسي للمصطلحات العربية في علمي النحو والصرف) وقد نال برسالته إعجاب وتقدير الأساتذة المستشرقين، حتى قال أحدهم وقد رأى مبلغ تمكنه من العربية: ما أظن أنه وطئت أرض فرنسا قدم رجل أعلم منك باللغة العربية.

وعاد من فرنسا في سبتمبر سنة 1946م ليعمل مدرسًا بكلية الشريعة، ثم نقل منها إلى كلية اللغة العربية مدرسًا للأدب المقارن وللنحو والصرف، وظل يؤدي عمله بها حتى رقي إلى درجة أستاذ ثم إلى عميد كلية، وفي سنة 1947م طلبته لجنة المؤتمر الثقافي العربي الأول المنعقد في بيت مري في لبنان ليمثل الأزهر، وقد صحبه في تمثيل الأزهر الأستاذ المرحوم الشيخ محمد عرفة، والأستاذ المرحوم الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، وقد انتهز هذه الفرصة فزار معظم حواضر سوريا ولبنان وعقد صلات مودة وثيقة بينه وبين علمائها، وفي سنة 1949م اتصل به المسؤولون عن جامعة الإسكندرية للتدريس في كلية الآداب فيها فقام بالتدريس فيها مع تدريسه في كلية اللغة العربية بالأزهر.
وفي سنة 1951م زار نيجيريا بتكليف من مجلس الأزهر الأعلى، فقضى بها خمسة أشهر، زار فيها أهم مدنها وقابل علماءها وأمراءها واستقبلته الجماهير بحفاوة منقطعة النظير حتى كانت دموعه تغلبه فتفيض من شدة التأثر.

وفي سنة 1952م زار باكستان ممثلا للأزهر في المؤتمر الإسلامي المنعقد بكراتشي حيث ألقى بحثًا قَيِّمًا ممتازًا نال إعجاب الأعضاء.
وفي مارس سنة 1959م صدر قرار تعيينه عميدًا لكلية اللغة العربية، وظلَّ يُباشر عمله في العِمادة والتدريس والتَّوجيه والإرشاد حتى حان موعد إحالته إلى المعاش في 18 من سبتمبر سنة 1959م فصدر قرار جمهوري بمد خدمته عامًا، ثم صدر قرار آخر بمد خدمته ثلاثة أشهر أخرى حيث ترك العمل في 18 من ديسمبر سنة 1960م.

ولما أحيل إلى المعاش لم يخلد إلى الراحة والسكون؛ لأنه خلق مفطورًا على العلم وعلى العمل، وكانت شهرته قد ذاعت فأقبلت عليه الهيئات العلمية في الداخل والخارج كل الإقبال، ففي سنة 1961م حضر وزير أوقاف باكستان إلى القاهرة واجتمع بلفيف العلماء بمكتب وزير أوقاف مصر لاختيار أحدهم لوضع منهج تدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بأكاديمية العلوم الإسلامية في باكستان وكان فيهم الدكتور الفحام، وانفض الاجتماع، وسافر إلى الإسكندرية وما كاد يصل إليها حتى طلبه نجله هاتفيًّا للحضور إلى مكتب السفارة الباكستانية بالقاهرة لمقابلة وزير أوقاف باكستان في بيته وأنبأه باختياره للسفر إلى باكستان لوضع المناهج المطلوبة، فقضى هناك ستة أشهر أتمَّ فيها مهمته وأدَّى واجبه خير أداء، وانتهز الفرصة فزار مدن الهند وقابل علماءها الأعلام، واتصل بالهيئات الإسلامية فيها ووثق الروابط بينها وبين الأزهر.

وفي سنة 1963م سافر إلى موريتانيا ممثلا للأزهر لدراسة أحوال المسلمين فيها، وللوقوف على مدى حاجتهم إلى المدرسين من علماء الأزهر ومعرفة مقدار المنح الدراسية المطلوبة من الأزهر للطلبة الموريتانيين، والمعروف أن علماء موريتانيا يتحدثون العربية الفصحى ويحفظون كثيرًا من متون اللغة ومن عيون الشعر والنثر العربي فمنهم من يحفظ المعلقات، وغير ذلك، وقد بهرهم الشيخ الفحام بعلمه الغزير وخلقه القويم وإيمانه العميق، فاجتمع العلماء ومنحوه لقب (مواطن موريتاني) وسجلوا هذا في وثيقة علم بها وزير الداخلية في موريتانيا فوقَّع عليها معهم وجعلها وثيقة رسمية.

وفي سنة 1964م كلَّفه المجلس الأعلى للأزهر بالاشتراك في المؤتمر الإسلامي التمهيدي المنعقد في (باندونج بأندونيسيا) وفي سنة 1965م عاد إلى أندونيسيا للمشاركة في المؤتمر الإسلامي المنعقد في باندونج، والمكون من مندوبي الدول الإسلامية والإفريقية.

فتعرف إلى معظم زعماء وقادة العالم الإسلامي، ومنهم العالم الإسلامي الكبير عبد الكريم سايتو، زعيم المسلمين في اليابان الذي أهاب بعلماء المسلمين في المؤتمر لينشروا الإسلام في اليابان هاتفًا بهم: تعالوا بنا معشر المسلمين ننشر الإسلام في ربوع اليابان، وانعقدت أواصر الصداقة بينه وبين الدكتور الفحام منذ ذلك الحين.

وفي سنة 1967م زار ليبيا والجزائر ثم أسبانيا وشاهد الآثار العربية الإسلامية الرائعة في مدريد، وطليطلة، وقرطبة، وأشبيلية، ومالقة، والجزيرة الخضراء، وغيرها، كما زار (الأسكوريال) واطلع على ذخائر التراث العربي فيها.

أما زياراته للمملكة العربية السعودية فقد تعددت حيث أدى فريضة الحج ست مرات، وأدى العمرة ثلاث مرات. 

وفي سنة 1970م (بعد ولايته مشيخة الأزهر) زار السودان فقوبل بحفاوة منقطعة النظير، وفي السنة نفسها تلقى دعوة من علماء المسلمين في الاتحاد السوفيتي ومفتيها ضياء الدين بابا خانوف لزيارة الاتحاد السوفيتي، فلبَّى الدعوة، وزار جمهوريتين إسلاميتين من جمهوريات الاتحاد السوفيتي الآسيوية وهما جمهورية أوزبكستان، وجمهورية طاجيكستان، كما زار سمرقند، وخرتنك وفيها ضريح الإمام البخاري رضي الله عنه، كما زار موسكو وليننجراد، وغيرها من البلاد الروسية، والتقى بزعماء المسلمين وعقد معهم أوثق الصلات.

وفي سنة 1971م زار إيران بدعوة من وزارة الأوقاف الإيرانية، فجال في كثير من مدنها الشهيرة، مثل طهران وأصفهان وقم، والتقى بكثير من أعلام الشيعة الإمامية، وقد استقبلوه بحفاوة عظيمة تتفق ومكانته العلمية ومنزلته الكبيرة، وتجاوب معهم وتجاوبوا معه، واتفق الجميع على العمل في سبيل تحقيق الوحدة الإسلامية الكاملة.
وفي سنة 1976م زاره صديقه الزعيم الإسلامي الياباني عبد الكريم سايتو، في منزله بالقاهرة ورجاه حضور المؤتمر الثامن لرجال الدين الذي سينعقد باليابان، فاستجاب لرجاء صديقه، وحضر مندوب المؤتمر فقابل الشيخ وطلب منه إعداد كلمة عن الإسلام فأعدها، وسافر إلى اليابان وحضر المؤتمر في 13 من يونيه سنة 1976م، وألقى الكلمة فَاسْتُقْبِلَتْ استقبالا حافلا بالإعجاب والتقدير وترجمت إلى اليابانية والإنجليزية ليعم نفعها جمهرة الباحثين والدارسين.

أخلاقه:
===
عُرِف الشيخ الإمام محمد محمد الفحام بالأدب الرفيع، والخلق الكريم، والعلم الغزير، والإيمان العميق، والشمائل الحميدة، والسجايا النبيلة، ولو قُدِّر لإنسان أن يسلم من عداوة أحد لكان هذا الإنسان هو الدكتور الفحام، فكان يعالج كل ما يصادفه من مشكلات بالرفق واللين، ويقابل الأحداث في هدوء واتزان، ويُقَوِّم الاعوجاج بالرفق والأناة، فعاش ما عاش في جو من المودة والرفق والحنان، قال عنه الدكتور أحمد عمار: إنه رجل ذو نفسٍ لوَّامة، يحاسب نفسه ويعاتبها، ويتجاوز عن إساءات الناس ويتسامح فيها، تلك هي نفس المؤمن.


مؤلفاته:
===
إن الآثار العلمية تتجلى فيمن تتلمذ من رجال أعلام تلقوا علومهم على يديه سواء في الأزهر، أو جامعة الإسكندرية ممن انتفعوا بعلمه وتخلقوا بأخلاقه كما تتجلى في مصنفاته وأبحاثه ودراساته، وما كتبه من مقالات وما ألقاه من محاضرات، وما أذاعه من توجيهات، ولو جمعنا هذه الدراسات لبلغت عدة مجلدات حافلة بالعلم الغزير والتفكير السديد والتوجيه الرشيد، ومن أهمها: 
- رسالة (الموجهات في المنطق) ألفها وهو طالب، وطبعها وانتفع بها كثيرون من العلماء والمتعلمين.
- (سيبويه) بحث ناقش فيه آراء سيبويه وما لاحظه النحويون مناقشة الدارس المتمكن الذي يتحرى الحقائق دون ميل أو عصبية.
- مقالات عديدة متنوعة نشرها الإمام في مجلة المعرفة التي كانت تصدر بالعربية والفرنسية في باريس، وفي مجلة الإسلام، ومجلة الأزهر، ومجلة مجمع اللغة العربية، وغيرها من المجلات.
- المسلمون واسترداد بيت المقدس، أصدرته الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية سنة 1970م.
هذا إلى جانب عدد كبير من الأبحاث والدراسات القيمة التي كتبها رحمه الله.


ولايته للمشيخة:
====
صدر قرار جمهوري رقم 1729 بتاريخ 5 من رجب سنة 1389هـ الموافق 16 من سبتمبر سنة 1969م بتعيين فضيلة الإمام الدكتور محمد محمد الفحام شيخًا للأزهر، فنهض بأعباء المشيخة وسط ظروف قاسية، وبين تيارات عنيفة قاد بها السفينة في هدوء واتزان، وفي هذه الأثناء ظهرت حركة التبشير عنيفة قوية عاتية، وقد استطاع الإمام أن يوائم بين واجبه الديني بوصفه إمامًا أكبر للمسلمين وواجبه الوطني في وحدة الصف ولـمِّ الشَّمل وتأمين الجبهة الداخلية، وكانت شخصية الإمام تقوم على دعامات عديدة كونتها مواهبه الفطرية المزدهرة، وعلمه الغزير، وتجاربه العديدة، ومعرفته بالعوامل الاقتصادية والطبائع البشرية أثناء اشتغاله بالتجارة، ورحلاته العديدة المتنوعة، وصداقاته الوثيقة بزعماء العالم الإسلامي، وعمله بمجمع البحوث الإسلامية، ومجمع اللغة العربية، حيث ازدهرت مواهبه وملكاته.

مجمع اللغة العربية:
=====
وفي سنة 1972م تم انتخاب الإمام عضوًا بمجمع اللغة العربية، وقد أقام المجمع في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين 12 من صفر سنة 1392هـ الموافق 27 من مارس سنة 1972م حفلا لاستقباله، وظل الإمام يطالع المجمع اللغوي بدراساته وأبحاثه القيمة.

وفي مارس سنة 1973م استجاب المسؤولون لرغبته الملحة في الراحة بعد أن أثقلته الأعباء وآذته الأمراض، فصدر قرار جمهوري في 27 من مارس سنة 1973م بتعيين الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود شَيْخًا للأزهر.
وعكف الإمام الدكتور محمد الفحام على العبادة والبحث والدراسة.


وفاته: 
===
توفي الشيخ الإمام محمد محمد الفحام رحمه الله في 19 من شوال 1400هـ، الموافق 30 من أغسطس سنة 1980م، في بيته بالإسكندرية، ودُفِنَ في مدافن العائلة الموجودة في الإسكندرية (مدافن المنارة).


مصادر ترجمته:
====
- تتمة الأعلام للزركلي، محمد رمضان، دار ابن حزم -بيروت، (1418هـ= 1998م).
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- المجمعيون في خمسين عامًا، محمد مهدي علام، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية- (1406هـ= 1986م). 
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:13 pm

فَضِيلَةُ شَيْخِ الأزهر الإمام عَبْدَ الْحَلِيمِ مَحْمُودَ رَحمَهُ الله

اسمه:
===
عبد الحليم محمود، وينتهي نسبه إلي سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما.

الميلاد:
===
وُلد الشيخ عبد الحليم محمود في قرية أبو أحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في 2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ الموافق 12 من مايو 1910م، والقرية منسوبة إلى جده (أبو أحمد) الذي أنشأ القرية وأصلحها، وتُسمَّى الآن باسم (السلام).


نشأته ومراحل تعليمه:
=======
نشأ الشيخ الإمام عبد الحليم محمود في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، فحفظ القرآن الكريم في سِنٍّ مبكرة مِمَّا أثار إعجاب قريته ومحفظه، وكان والده -رحمه الله- صاحب دين وخلق وعلم، ذا همة عالية وثقافة، وكان ممن شغفوا بالثقافة الدينية وحلقات الأزهر العلمية، مما كان له الأثر في توجيه ابنه للدراسة بالأزهر، فدخل الشيخ عبد الحليم الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد الزقازيق سنة 1925م، فألحقه والده به لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح في المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، فتقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها سنة 1928م، ثم استكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ولم يكتف والده بأن يعمل ابنه الشيخ عبد الحليم مُدَرِّسًا بل تطلع لأكبر من ذلك، واختار لدراسة ابنه جامعة السوربون في باريس على نفقته الخاصة، وآثر الشيخ عبد الحليم أن يدرس تاريخ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع، وحصل في كل منهما على شهادة عليا، وفي نهاية سنة 1937م التحق بالبعثة الأزهرية التي كانت تدرس هناك، وفاز بالنجاح فيما اختاره من علوم لعمل دراسة الدكتوراه في التصوف الإسلامي، وكان موضوعها: أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي، وفي أثناء إعداد الرسالة قامت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر سنة 1939م، وآثر كثير من زملائه العودة، ولكنه بالإيمان القوي والعزيمة الصلبة أصر على تكملة الرسالة وبلغ هدفه وتحدد لمناقشتها يوم 8 من يونيه سنة 1940م، ونال الدكتوراه بدرجة امتياز بمرتبة الشرف الأولى، وقررت الجامعة طبعها بالفرنسية.

بدأ الشيخ الإمام حياته العملية مُدَرِّسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، ثم نقل أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة 1951م، ثم عميدًا للكلية 1964م، وعين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينًا عامًّا له، وبدأ عمله بدراسة أهداف المجمع، وكوَّن الجهاز الفني والإداري من خيار موظفي الأزهر ونظمه خير تنظيم، وأنشأ المكتبة به على أعلى مستوى من الجودة، وبعدها أقنع المسؤولين في الدولة بتخصيص قطعة أرض بمدينة نصر لتخصيصها للمجمع لتضم جميع أجهزته العلمية والإدارية إلى جانب قاعات فسيحة للاجتماعات، فكان أول من وضع لبنات مجمع البحوث الإسلامية واهتم بتنظيمه، وواصل الشيخ عبد الحليم محمود اهتمامه بالمجمع بعد تعيينه وكيلا للأزهر ثم وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر، ثم شيخًا للأزهر.
في سنة 1970م صدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، فازدادت أعباؤه، واتسعت مجالات جهوده، فراعى النهضة المباركة في مجمع البحوث، وبدأ يلقي محاضراته في كلية أصول الدين، ومعهد الدراسات العربية والإسلامية، ومعهد تدريب الأئمة، إلى جانب محاضراته العامة في الجمعيات والأندية الكبرى بالقاهرة وغيرها من الأقاليم، وكان مع هذا كله يوالي كتابة الدراسات والمقالات في المجلات الإسلامية الكبرى، ويواصل الدراسات ويصنف المؤلفات القيمة ويشرف على رسائل الدكتوراه، ويشارك في المؤتمرات والندوات العلمية، وامتد نشاطه إلى العالم الإسلامي كله بنفس الهمة والنشاط، ومن أهم رحلاته التي قام بها:
- سفره إلى العراق بدعوة من حكومتها لتنظيم وزارة الأوقاف العراقية وتنظيم المؤسسات الدينية بها، ووضع تقرير مفصل عن وجوه الإصلاح فيها، ومكث في مهمته شهرًا.
- تمثيله للأزهر في مهرجان الإمام الغزالي الذي عقد بدمشق سنة 1961م.
- سفره إلى تونس أستاذًا زائرًا لجامعة الزيتونة ثلاث مرات استغرقت كل منها ثلاثة أشهر.
- سفره إلى ليبيا أستاذًا زائرًا للجامعة الإسلامية ثلاث مرات استغرقت كل منها ثلاثة أشهر.
- سفره إلى الفلبين أستاذًا زائرًا لجامعة بينداناوا.
- سفره إلى أندونيسيا أستاذًا زائرًا لجامعة جاكرتا.
- سفره إلى باكستان أستاذًا زائرًا بدعوة من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
- سفره إلى السودان أستاذًا زائرًا لجامعة الخرطوم.
- سفره إلى ماليزيا أستاذًا زائرًا للمركز الإسلامي لإلقاء محاضرات دينية وتنظيم شؤون المسلمين بها.
- سفره إلى قطر بدعوة من حكومتها ووضع قواعد بناء التعليم الديني وألقى كثيرًا من المحاضرات بها.
- سفره إلى الكويت بدعوة من حكومتها لإلقاء محاضرات دينية في شهر رمضان المعظم.
- سفره إلى دولة الإمارات العربية بدعوة من حكومتها لافتتاح الموسم الثقافي لعام 1974م، ولإلقاء المحاضرات الدينية بها.
- سفره إلى ماليزيا بدعوة من حكومتها سنة 1974م لحضور إشهار عدد كبير من المواطنين الماليزيين إسلامهم بلغ تعدادهم أربعة آلاف مواطن.
- سفره إلى يوغسلافيا في 13 من مايو سنة 1975م.
- سفره إلى الهند في 26 من أكتوبر سنة 1976م.
- مشاركته في مؤتمر السيرة النبوية بباكستان في فبراير سنة 1976م.
- سفره إلى لندن لحضور مهرجان العالم الإسلامي في 30 من مارس سنة 1976م.
- سفره إلى مكة المكرمة لحضور مؤتمر رسالة المسجد في 16 من أبريل سنة 1976م.
- سفره إلى أندونيسيا بدعوة من حكومتها في 13 من أغسطس سنة 1976م.
- استجابته لدعوة الأمين العام للمؤتمر الاقتصادي الإسلامي المنعقد في لندن في الفترة من 30 يونيه إلى 16 من يوليو سنة 1977م، وقد التقى فضيلته بكثير من علماء اللاهوت، وأساتذة مقارنة الأديان بالجامعات الإنكليزية وبمشاهير علماء الاقتصاد، وتقدم بمقترحات هامة لوضع أسس متينة مقتبسة من الإسلام تتيح نهضة اقتصادية كبرى للشعوب الإسلامية. 

مؤلفاته:
====
اتسم الإمام الأكبر بغزارة إنتاجه الفكري الذي يربو على مائة كتاب تأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وكان أول ما نشر له قصة ترجمها عن الفرنسية من تأليف أندريه موروا عام 1365هـ=1946م، ثم تتابعت مؤلفاته الغزيرة في كثير من المجالات خاصة في مجال التصوف الذي يُعَدُّ من أسبق رواده في العصر الحديث، فقد تبدى مثالا للصوفية المقيدة بكتاب الله البعيدة عن الإفراط والتفريط حتى لُقِّبَ بغزالي مصر وأبي المتصوفين فكانت كتاباته الصوفية لها الحظ الأوفر من مؤلفاته، فكتب (قضية التصوف: المنقذ من الضلال) والذي عرض فيه لنشأة التصوف وعلاقته بالمعرفة وبالشريعة وتعرض بالشرح والتحليل لمنهج الإمام الغزالي في التصوف، كما ترجم لعشرات الأعلام الصوفيين مثل سفيان الثوري وأبي الحسن الشاذلي وأبي مدين الغوث وغيرهم الكثير.


كما كتب في الفلسفة الإسلامية، ويعد كتابه (التفكير الفلسفي في الإسلام) من أهم المراجع التي تتناول علم الفلسفة بمنظور إسلامي حيث يؤرخ فيه للفكر الفلسفي في الإسلام ويستعرض التيارات المذهبية المتعددة فيه ليبين أصالة الفلسفة الإسلامية، وسبقها الفلسفة الغربية في كثير من طرق التفكير، كما تعرض للغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام في عدة كتب مثل (الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام) و (فتاوى عن الشيوعية). 
كما ظهر اهتمامه بالسنة النبوية فكتب العديد من الكتب عن الرسول وسنته، ويعد كتابه (السنة في مكانتها وتاريخها) من أهم كتبه في هذا المجال، كما كتب عن (دلائل النبوة ومعجزات الرسول). 
واستعرض الإمام سيرته الذاتية في كتابه (الحمد لله هذه حياتي) والذي جاء خلاصة لأفكاره ومنهجه في الإصلاح أكثر منه استعراضًا لمسيرة حياته، وعَبَّر عن منهجه التفصيلي في الإصلاح في كتابه القيم (منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع). 
كما قام بتحقيق الكثير من أمهات الكتب مثل: (لطائف المنن) لابن عطاء الله السكندري، و(اللمع) لأبي نصر السراج الطوسي، و(المنقذ من الضلال) لحجة الإسلام الغزالي وغيرها. 
وترجم العديد من الكتب في الفلسفة اليونانية والأخلاق مثل (الفلسفة اليونانية أصولها وتطورها) لألبير ريفو، و(الأخلاق في الفلسفة الحديثة) لأندريه كريسون. 

ولايته للمشيخة:
=====
صدر قرار تعيين الشيخ الإمام عبد الحليم محمود شَيْخًا للأزهر في 27 من مارس سنة 1973م، وقد باشر فيه السعي لتحقيق أهدافه العلمية السامية التي بذلها وهو أستاذ بكلية أصول الدين، ثم وهو أمين عام لمجمع البحوث الإسلامية، ثم وهو وكيل للأزهر، ثم وهو وزير للأوقاف وشؤون الأزهر.

وقد صدر قرار جمهوري استصدره وزير شؤون الأزهر كاد يسلب به من الشيخ كل سلطة ويجرده من البقية الباقية من نفوذه، فغضب الشيخ الإمام عبد الحليم محمود لا لنفسه، وإنما غضب للأزهر، ولمكانة شيخه التي اهتزت واهتز باهتزازها مقام الأزهر في مصر وفي العالم العربي، بل في العالم الإسلامي كله، فلم يجد الإمام بدًّا من تقديم استقالته في 16 من يوليو سنة 1974م، ثم شفعها بخطاب آخر قدمه إلى السيد رئيس الجمهورية شَارِحًا فيه موقفه وأن الأمر لا يتعلق بشخصه، وإنما يتعلق بالأزهر وقيادته الروحية للعالم الإسلامي كله، مبينًا أن القرار الجمهوري السابق يغض من هذه القيادة ويعوقها عن أداء رسالتها الروحية في مصر وسائر الأقطار العربية والإسلامية، وقبل هذا أخطَرَ وكيل الأزهر بموقفه ليتحمل مسؤوليته حتى يتم تعيين شيخ آخر.

وروجع الإمام في أمر استقالته، وتوسط لديه الوسطاء فأصرَّ عليها كل الإصرار؛ لأن الموقف ليس موقف انتقاص من حقوقه الشخصية، وإنما هو انتقاص لحقوق الأزهر وهضم لمكانة شيخه.
ولو كان الأمر يتعلق بحقوق الإمام عبد الحليم محمود لتساهل فيها؛ لأنه صديق قديم لوزير شؤون الأزهر؛ ولأنه بفطرته زاهد في المناصب، عازف عن المظاهر، منصرف عن متاع الحياة الزائل وزخرفها الباطل، مؤمن كل الإيمان بأن الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا، فأَصَرَّ على تقديم استقالته وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض تناول مرتبه، وطلب تسوية معاشه، ووجه إلى وكيل الأزهر -وقتها- الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار خطابًا يطلب منه فيه أن يُصرِّف أمور مشيخة الأزهر حتى يتمَّ تعيين شيخ جديد.
وأحدثت الاستقالة آثارها العميقة في مصر وفي سائر الأقطار الإسلامية، وتقدم كثيرون من ذوي المكانة في الداخل والخارج يُلحِّون على الإمام راجين منه البقاء في منصبه، لكنه أبى.


وفاته: 
====
بعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج في 16 من ذي القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية جراحية بالقاهرة فتوفي على إثرها وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا ذَاخِرًا ما زال يعاد نشره وطباعته.


مصادر ترجمته:
=====
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:14 pm

فضيلة شيخ الأزهر الإمام محمد عبدالرحمن بيصار رحمه الله


اسمه:
===
محمد عبد الرحمن بيصار.

الميلاد:
===
وُلِدَ الإمام بمدينة السالمية، مركز قرة، بمحافظة كفر الشيخ في 20 من أكتوبر سنة 1910م.

نشأته ومراحل تعليمه:
======
حفظ القرآن الكريم وجوَّده ثم التحق بمعهد دسوق الديني، وبعد نجاحه بمعهد دسوق ألحقه والده بمعهد طنطا ليكمل فيه دراسته الثانوية، وكان شَغُوفًا بالتأليف فألَّف رواية اسمها (بؤس اليتامى) فأثار عليه حفيظة أساتذته لاشتغاله بالتأليف، وهو عيب كبير في نظرهم، فأجروا معه تحقيقًا كانت نتيجته أن ترك معهد طنطا إلى معهد الإسكندرية حيث وجد فيه عقولا متفتحة تشجع المواهب الفكرية.
أتم دراسته بمعهد الإسكندرية ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرَّج فيها بتفوق سنة 1949م، وتم تعيينه مُدرِّسًا بها، فجذب إليه الطلبة ولفت أنظار الأساتذة، وفي سنة 1949م اختاره الأزهر في بعثة تعليمية إلى إنجلترا فانتقل بين الجامعات الإنجليزية حيث نهل منها العلم الكثير، ثم استقر بكلية الآداب بجامعة أدنبره، ونال منها الدكتواره بتفوق، وعاد بعدها أستاذًا بكلية أصول الدين.
وفي سنة 1955م رشَّحته ثقافته ليكون مديرًا للمركز الثقافي الإسلامي بواشنطن، وقام بشؤون المركز خير قيام، وجعله مركز إشعاع لجميع الطوائف الدينية في أوربا، واستطاع الإمام بيصار أن يحظى باحترام وتقدير جميع الطوائف، وظل يدير المركز لمدة 4 سنوات، وبعدها عاد إلى مصر أستاذًا بكلية أصول الدين.
وفي سنة 1963م اختاره الأزهر رئيسًا لبعثته التعليمية في ليبيا، فواصل مجهوداته في نشر الدعوة الإسلامية هناك.
وفي سنة 1968م صدر قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا للمجلس الأعلى للأزهر، فاستطاع بثقافته العالية وخبرته العملية أن ينهض بأعباء هذا المنصب المهم وأدى واجبه على أكمل وجه.

وفي سنة 1970م صدر قرار جمهوري بتعيينه أمينًا عامًّا لمجمع البحوث الإسلامية واستطاع في هذا المنصب أن يقوم بنهضة علمية كبرى، وأشرف على إصدار عشرات المصنفات العلمية القيمة، وتحقيق طائفة من أمهات مصادر التراث الإسلامي الخالد.

وفي سنة 1974م خلا منصب وكيل الأزهر، فصدر قرار جمهوري بتعيينه وكيلا للأزهر، ووكيل الأزهر هو المعاون الأول لشيخه، والمتولي تنفيذ قراراته، والقائم بعمله حين غيابه أو مرضه، وكان الدكتور بيصار الساعد الأيمن للدكتور عبد الحليم محمود وموضع ثقته، وكان يستشيره في الأمور المهمة ويأخذ برأيه، ولهذا طلب تجديد خدمته أكثر من مرة إلى أن صدر قرار جمهوري بتعيينه وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر في 15 من أكتوبر سنة 1978م.


مكانته العلمية، ومؤلفاته:
=======
تخصص الإمام محمد عبد الرحمن بيصار في الفلسفة الإسلامية، ودرس جوانب هذه الفلسفة دراسة علمية دقيقة، وتعمق في بحث وجوه الخلاف بين الفلاسفة وعلماء الكلام والصوفية، وسجَّل هذه البحوث في كتبه ومحاضراته، وخرج من هذه الدراسات بنتائج هامة لخصها في بحث ممتع ألقاه في المؤتمر الخامس لمجمع البحوث الإسلامية المنعقد في 28 من فبراير سنة 1970م، وكان عنوان البحث: (إثبات العقائد الإسلامية) تتلخص في ثلاثة مناهج وهي: منهج المتكلمين الذين يعتمدون على النص مع احترامهم للعقل، ومنهج الفلاسفة الذين يعتمدون أوَّلا على العقل مع إيمانهم بالنص، ومنهج الصوفية الذين يعتمدون على الرياضة الروحية والمجاهدة النفسية، وخلص من نتائج بحثه إلى أن الحرية الفكرية التي منحها الإسلام لأتباعه في شؤون عقيدتهم تأتي تحت ضوابط أساسية، هي: حث القرآن الكريم الإنسان على التأمل والتفكير في ملكوت السموات والأرض، وإشادة الإسلام بفضل العلم والمعرفة وتعظيمه لشأن العلماء، ورد شبهات الوافدين على الإسلام والمنحرفين عنه بمنطق عقلي رشيد.

وقد امتاز الإمام الأكبر بمواصلة البحث والدراسة في أدق المعارف الفلسفية والعلمية وصياغتها في أسلوب واضح دقيق يصل إلى العقول من أيسر الطرق، وترك للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات العلمية القيمة، وأهمها: 
- الوجود والخلود في فلسفة ابن رشد.
- العقيدة والأخلاق في الفلسفة الإسلامية.
- الحقيقة والمعرفة على نهج العقائد النسفية.
- تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة.
- العالم بين القدم والحدوث.
- الإمكان والامتناع.
- شروح مختارة لكتاب المواقف، لعضد الدين الإيجي.
- الإسلام والمسيحية.
- رسالة باللغة الإنجليزية عن الحرب والسلام في الإسلام.
- رجلان في التفكير الإسلامي، وهي دراسات عن حجة الإسلام الغزالي وإمام الحرمين الجويني.


ولايته للمشيخة:
=====
في آخر يناير سنة 1979م صدر قرار بتعيين فضيلة الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار شَيْخًا للأزهر بعد وفاة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود. 
وقد استهل عمله بتأليف لجنة كبرى لدراسة قانون الأزهر ولائحته التنفيذية ليستطيع الأزهر الانطلاق في أداء رسالته العَالَمية الكبرى ونظرًا لثقافته العلمية الواسعة عهدت إليه الحكومة السودانية إنشاء الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية، فأقامها على أسس علمية، إن دلت فإنما تدل على عقلية علمية واسعة وثقافة واعية متنوعة.

بدأ الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار عمله في مشيخة الأزهر بدراسة قانون تطوير الأزهر ولائحته التنفيذية لتعديله بما يحقق له الانطلاق دون معوقات في أداء رسالته الداخلية والعالمية، فنجح في إرساء قواعد المنهج الفلسفي والعلمي في الأزهر، ونهض به نهضة سجلها التاريخ له.


وفاته: 
====
توفي الشيخ الإمام محمد عبد الرحمن بيصار رحمه الله في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة 1402 هـ الموافق 7 من مارس سنة 1982م.


مصادر ترجمته:
======
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:15 pm

فَضِيلَةُ شَيْخَ الأزهر الإمام جاد الحق على جاد الحق رَحمَهُ الله

مولده ونشــأته:
======
ولد الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق يوم الخميس 13 من جمادى الآخرة عام 1335هـ الموافق 5 من إبريل عام 1917م ببلدة بطرة مركز طلخا محافظة الدقهلية في أسرة صالحة، فحفظ القرآن الكريم وجوَّده وتعلَّم القراءة والكتابة في كُتَّاب القرية على يد شيخها الراحل سيد البهنساوي، ثم التحق بالجامع الأحمدي بطنطا في سنة 1930م، واستمر فيه حتى حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1934م، وواصل فيه بعض دراسته الثانوية، ثم استكملها بمعهد القاهرة الأزهري حيث حصل على الشهادة الثانوية سنة 1939م، بعدها التحق بكلية الشريعة الإسلامية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية سنة 1363هـ/ 1943م، ثم التحق بتخصص القضاء الشرعي في هذه الكلية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية مع الإجازة في القضاء الشرعي سنة 1945م.


مناصبــه:
====
عُيِّن فور تخرجه موظفًا بالمحاكم الشرعية في 26 من يناير سنة 1946م، ثم أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية بدرجة موظف قضائي في 29 من أغسطس سنة 1953م، ثم قاضيًا في المحاكم الشرعية في 26 من أغسطس 1954م، ثم قاضيًا بالمحاكم من أول يناير سنة 1956م بعد إلغاء المحاكم الشرعية، ثم رئيسًا بالمحكمة في 26 من ديسمبر سنة 1971م، وعَمِلَ مُفتشًا قضائيًّا بالتفتيش القضائي بوزارة العدل في أكتوبر سنة 1974م، ثم مستشارًا بمحاكم الاستئناف في 9 من مارس سنة 1976م، ثم مفتشًا أول بالتفتيش القضائي بوزارة العدل.


تقلده لمنصب الإفتاء:
======
عُيِّن مفتيًا للديار المصرية في 26 من رمضان سنة 1398هـ الموافق 26 من أغسطس سنة 1978م، وقد كرَّس كل وقته وجهده في تنظيم العمل بدار الإفتاء وتدوين كل ما يصدر عن الدار من فتاوى في تنظيم دقيق حتى يسهل الاطلاع على أي فتوى في أقصر وقت.
كما توَّج عمله بإخراج الفتاوى التي صدرت عن دار الإفتاء في عهودها السابقة حتى تكون متاحة لكل من يبغي الاستفادة منها.
وقد أصدر فضيلته (1284) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
كما اختير فضيلته عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية سنة 1980م.


تقلده منصب وزير الأوقاف:
========
تم تعيين فضيلته وزير الدولة للأوقاف بالقرار رقم 4 لسنة 1982م بتاريخ 9 من ربيع الأول 1402هـ الموافق 4 من يناير 1982م، وفور تقلده لهذا المنصب عقد العديد من المؤتمرات مع الأئمة والخطباء واستمع إلى المشاكل التي تعترضهم للعمل على حلها حتى يقوم الدعــاة إلى الله بواجباتهم. 


مشيخة الأزهر:
=====
مكث الشيخ في الوزارة أشهرًا قليلة ما لبث بعدها أن تولَّى مشيخة الأزهر في 22 جمادى الأولى 1402هـ الموافق 17 من مارس سنة 1982م، بالقرار الجمهوري رقم 129 لسنة 1982م. فأصبح هو الشيخ الثاني والأربعين في سلسلة شيوخ الأزهر.
وفي سبتمبر عام 1988م تمَّ اختيار فضيلته رئيسًا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

وقد شهد الأزهر الشريف في عهد الإمام الراحل نهضة كبيرة، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قرى ومدن مصر، كما لم تنتشر من قبل، فقد بلغ عدد المعاهد الأزهرية في عهده أكثر من ستة آلاف معهد.

ولم يقف جهد الإمام الراحل على نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص على انتشارها في شتى بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب أفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالديف وجزر القمر وغيرها من البلدان الإسلامية.

كما فتح الإمام الراحل باب الأزهر واسعًا أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتى يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام. ونجح الإمام الراحل في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر، وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها.

وكان الإمام الراحل حريصًا على الدفاع عن علماء الأزهر الشريف، وإبراز الوجه المشرق لهم، انطلاقًا من إيمانه الكامل بعظمة الرسالة التي يقومون بها، كما دعا الإمام الراحل إلى ضرورة قيام علماء الأزهر الشريف بمحاورة الشباب المتطرف الذي يفهم الإسلام فهمًا خاطئًا.

وكان آخر قرارات الإمام الراحل لنهضة الأزهر وإبراز دوره في نشر رسالة الإسلام هو إقامة مدرسة مسائية للرجال والنساء على شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف؛ لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب والجهل والداعية للحب والسلام، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية.

مؤلفاته: 
===
له عدة مؤلفات منها:
1 - كتاب "مع القرآن الكريم".
2 - كتاب "النبي صل الله عليه وسلم في القرآن".
3 - كتاب "الفقه الإسلامي: مرونته وتطوره".
4 - كتاب "أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية".
5 - كتاب "بيان للناس".
6 - رسالة في الاجتهاد وشروطه ونطاقه والتقليد والتخريج.
7 - رسالة في القضاء في الإسلام.
وهاتان الرسالتان تدرسان بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة ومركز الدراسات القضائية بوزارة العدل.
8 - وصدر لفضيلته من خلال الأزهر الشريف خمسة أجزاء (مجلدات) من فتاويه جمعت في حياته بعنوان: بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة. وقد أعدها الشيخ جاد الحق في أحد عشر جزءًا، صدر منها خمسة أجزاء.
9 - وللشيخ الراحل العديد من الأبحاث المستفيضة، التي تتناول قضايا الشباب والنشء والتربية الدينية، والتي قدمت للجهات المعنية بذلك، منها بحثه عن الطفولة في ظل الشريعة الإسلامية، والذي أصدره مجمع البحوث الإسلامية في سبتمبر 1995م هدية مع مجلة الأزهر.


تكريمه والأوسمة التي حصل عليها:

=========
• وشاح النيل من مصر وهو أعلى وشاح تمنحه الدولة في (سنة 1403هـ /1983م) بمناسبة العيد الألفي للأزهر. 
• وسام «الكفاءة الفكرية والعلوم» من الدرجة الممتازة من المغرب. 
• جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام سنة (1416هـ/1995م). 

وقد كُتِبَ في جوانب من شخصية الإمام الراحل رسائل علمية منها أطروحة للدكتوراه قدمتها باحثة في الفقه كانت بعنوان: «الشيخ جاد الحق علي جاد ومنهجه في الفقه وقضايا العصر»، وقد منحها قسم الفقه العام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.

وفــاته:
====
توفي الإمام الراحل فجر الجمعة 25 من شوال 1416هـ الموافق 15 من مارس 1996م بعد حياة حافلة بالعطاء وخدمة الإسلام رحمه الله رحمة واسعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:16 pm

فَضِيلَةُ شَيْخَ الأزهرالإمام الدُّكْتورَ مُحَمَّدَ سَيِّدِ طنطاوي رَحمَهُ الله

مولده ونشــأته:
=======
هو فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، ولد بقرية سُلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في 14 من جمادى الأولى لعام 1347هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1928م.

تلقى تعليمه الأساسي بقريته، وبعد أن حفظ القرآن الكريم التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1944م، وبعد انتهاء دراسته الثانوية التحق بكلية أصول الدين، وتخرج فيها سنة 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز في 5 من سبتمبر سنة 1966م. 


مناصبـــه:
====
عُيِّن فضيلته في عام 1960م إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف ثم عُيِّن مدرسًا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين سنة 1968م، ثم أصبح أستاذًا مساعدًا بقسم التفسير بكلية أصول الدين بأسيوط عام 1972م. ثم أعير إلى الجامعة الإسلامية بليبيا من سنة 1972م إلى 1976م ثم رجع منها لينال درجة أستاذ بقسم التفسير ثم عميدًا لكلية أصول الدين بأسيوط سنة 1976م، ثم اختير رئيسًا لقسم التفسير بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من سنة 1980م إلى 1984م. ثم رجع منها فصار عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين سنة 1985م.


تقلده منصب مفتي الديار المصرية:
========
تم تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية في 24 من صفر عام 1407هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1986م. وظل في منصب الإفتاء قرابة عشر سنوات حتى تم تنصيبه لمشيخة الأزهر، وقد أصدر خلال تلك الفترة حوالي (7557) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.


مشيخة الأزهر:
=====
ثم صدر القرار الجمهوري بتوليــة فضيلته مشيخـة الأزهـر في 8 من ذي القعدة سنة 1416 هـ الموافق 27 من مارس عــام 1996م.


مؤلفاته: 
====
1- التفسير الوسيط للقرآن الكريم ويبلغ زهاء خمسة عشر مجلدًا وأكثر من سبعة آلاف صفحة، وقد طبع هذا التفسير عدة طبعات أولها عام 1972م، وقد كتبه فضيلته في بضعة عشر عامًا وقد بذل فيه أقصى جهده ليكون تفسيرًا محررًا من الأقوال الضعيفة والشُّبه الباطلة والمعاني السقيمة والآراء التي لا سند لها من النقل الصحيح أو العقل السليم، وكان منهج فضيلته البدء في شرح الألفاظ القرآنية شرحًا لغويًّا مناسبًا، ثم بيان سبب النزول إن وجد وكان مقبولا، ثم ذكر المعنى الإجمالي للآية أو الآيات، ثم تفصيل ما اشتملت عليه الآية أو الآيات من وجوه بلاغية ومن أحكام شرعية ومن آداب قويمة وعظات بليغة وتوجيهات حكيمة، مُدعِّمًا كل ذلك بالآيات الأخرى وبالأحاديث النبوية الشريفة وأقوال المحققين من علماء السلف والخلف، وقد توخى فضيلته في هذا التفسير أن يكشف عمَّا اشتمل عليه القرآن الكريم من هدايات جامعة ومن تشريعات جليلة وآداب فاضلة وأخبار صادقة.

2- بنو إسرائيل في القرآن والسنة طبع عام 1969م ويقع في مجلدين تزيد صفحاته عن ألف صفحةٍ وقد طُبِعَ أيضًا عدة طبعات. 
3- معاملات البنوك وأحكامها الشرعية عام 1991م وقد طبع هذا الكتاب حتى الآن بضع عشرة طبعة ويقع في زهاء ثلاثمائة صفحة.
4- الدعاء. 
5- السرايا الحربية في العهد النبوي.
6- القصة في القرآن الكريم عام 1990م.
7- آداب الحوار في الإسلام.
8- الاجتهاد في الأحكام الشرعية.
9- أحكام الحج والعمرة.
10- الحكم الشرعي في أحداث الخليج. 
11- تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه. 
12- مباحث في علوم القرآن الكريم.
13- العقيدة والأخلاق. 
14- الفقه الميسر. 
15- عشرون سؤالا وجوابًا. 
16- فتاوى شرعية. 
17- المنهج القرآني في بناء المجتمع.
18- رسالة الصيام.
19- المرأة في الإسلام - بالمشاركة. 


وفاته:
===
وقد انتقل الشيخ إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول لعام 1431هـ الموافق 10 / 3 / 2010م بعد أدائه لصلاة الفجر وذلك إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته وهو يزمع الصعود إلى سلم الطائرة التي ستقله من العاصمة السعودية الرياض إلى القاهرة وكان فضيلته بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية بالرياض، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه صلاة الجنازة بالمسجد النبوي الشريف بعد صلاة العشاء في اليوم نفسه ثم دفن –رحمه الله- ببقيع الغرقد بالمدينة المنورة حيث وُورِي جثمانه بتلك البقاع المطهرة بجانب صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك بعد أيام قليلة من اختتامه لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ثم مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية والذي عقد تحت عنوان (صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم) فرزقه الله جوارهم، ونسأل الله أن يكون رفيقهم في الجنة، رحم الله الشيخ الجليل الإمام الراحل محمد سيد طنطاوي، وسقى جدثه شآبيب الرحمة والغفران.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70110
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة شيوخ الأزهر الشريف   سلسلة شيوخ الأزهر الشريف Emptyالسبت 26 أكتوبر 2013, 9:18 pm

فَضِيلَةُ شَّيْخِ الأزهر الإمام الدُّكْتورَ أَحَمْدَ الطِّيبِ


مولده ونشــأته:
=====
هو فضيلة الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، ولد فضيلته بقرية القرنة التابعة لمدينة الأقصر في 3 من صفر من عام 1365هـ الموافق 6 من يناير عام 1946م في أسرة عريقة طيبة المحتد، ووالده من أهل العلم والصلاح، نشأ ببلدته ثم تعلم في الأزهر فحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية على الطريقة الأزهرية الأصيلة، ثم التحق بشعبة العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة حتى تخرج منها بتفوق عام 1969م.


المؤهلات العلمية:
======
- حصل فضيلته على درجة الدكتوراه شعبة العقيدة والفلسفة -الأزهر- عام 1977م.
- ماجستـير - شعبة العقيدة والفلسفة -الأزهر- عام 1971م. 
- الليسانس - شعبة العقيدة والفلسفة -الأزهر- عام 1969م. 
وقد سافر فضيلته إلى فرنسا لمدة ستة أشهر في مهمة علمية إلى جامعة باريس من ديسمبر عام 1977م إلى عام 1978م. وفضيلته يجيد اللغة الفرنسية إجادة تامة، ويترجم منها إلى اللغة العربية. 


الدرجـــــات العلميــــــة:

=========
1- معيــــــــد - عام 1969م. 
2- مدرس مســــاعد - عام 1971م.
3- مـــــــدرس - عام 1977م. 
4- أستـــاذ مسـاعد - عام 1982م. 
5- أستـــــــاذ - عام 1988م.


مناصـــــــبه: 
====
- عُيِّن معيدًا بكلية أصول الدين في 20 من جمادى الآخرة عام 1389هـ الموافق 2/ 9/1969م.
- عُيِّن بدرجة أستاذ بالكلية في 17من جمادى الأولى عام 1408هـ الموافق 6/1/1988م. 
- انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا اعتبارًا من 8 من ربيع الآخر عام 1411هـ الموافق 27/10/1990م وحتى 21 من صفر عام 1421هـ الموافق 31/ 8/ 1991م. 
- انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان مع منحه بدل العمادة اعتبارًا من 22 من جمادى الآخرة عام 1416هـ الموافق 15/11/1995م.
- عُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان في العام الدراسي 1999/ 2000م. 
- عُيِّن رئيسًا لجامعة الأزهر منذ غرة شعبان عام 1424هـ الموافق 28 من سبتمبر عام 2003م وحتى الآن.
- أسس فضيلته الرابطة العالمية لخريجي الأزهر ورأس المؤتمرات الدولية التي عقدتها.


الجامعات التي عمل بها خارج الأزهر:

عمل فضيلته بعدد من جامعات العالم الإسلامي وهي:
- جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
- جامعــــة قطــر. 
- جامعــة الإمــارات.
- الجامعة الإسلامية العالمية -إسلام آباد- باكستــان. 

المهمات والمشاركات العلمية:
======

المهمات العلمية:
شارك فضيلته في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية نذكر منها:
1- الملتقى الدولي التاسع عشر من أجل السلام بفرنسا.
2- المؤتمر الإسلامي الدولي حول حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر، الذي نظمته مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في المملكة الأردنية الهاشمية.
3- مؤتمر القمة للاحترام المتبادل بين الأديان، المنعقد في نيويورك وجامعة هارفارد.
4- مؤتمر الأديان والثقافات «شجاعة الإنسانية الحديثة» والذي نظمته Universita Perucia بإيطاليا.
5- مؤتمر الثقافة والأديان في منطقة البحر المتوسط والذي نظمته الجامعة الثالثة بروما.
6- المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين بإندونيسيا تحت شعار «رفع راية الإسلام رحمة للعالمين».
7- ترأس وفد من الصحافة ومجلس الشعب لإجراء حوار مع البرلمان الألماني ووسائل الإعلام ومجلس الكنائس في ألمانيا.
8- قام بمهمة علمية إلى جامعة باريس لمدة ستة أشهر.
9- رئيس الملتقى الأول والثاني والثالث للرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
10- سافر إلى سويسرا في مهمة علمية بدعوة من جامعة (نريبرج) لمدة ثلاثة أسابيع من 9 من مايو سنة 1989م إلى 31 من مايو سنة 1989م. 
11- عضو الجمعية الفلسفية المصرية.
12- عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
13- عضو مجمع البحوث الإسلامية.
14- عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون.
15- رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
16- مقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم.
17- عضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.


الأوسمة والتكريم:
=====
- قام جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية بمنح فضيلته وسام الاستقلال من الدرجة الأولى وكذلك شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي وذلك تقديرًا لما قام به فضيلته في شرح جوانب الدين الإسلامي الحنيف بوسطيته واعتداله أثناء مشاركته في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد بالأردن.
- تسلم جائزة الشخصية الإسلامية التي حصلت عليها جامعة الأزهر من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عام 2003م.


قائمة الأعمال العلمية: 
=========

أولا: المؤلفــات:

1- الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
2- مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف- عرض ودراسة، [ القاهرة 1402هـ/ 1982م ]. 
3- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والماركسية (بحث) القاهرة سنة 1982م.
4- مدخل لدراسة المنطق القديم -القاهرة- 1407هـ/1987م. 
5- مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف - عرض ودراسة [القاهرة 1407هـ/ 1982م]. 
6- بحوث في الفلسفة الإسلامية بالاشتراك مع آخرين، جامعة قطر، [الدوحة 1414هـ/ 1993م]. 
7- تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني -القاهرة- سنة 1997م. 

ثانيًا: الأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة:

- أسس علم الجدل عند الأشعري (بحث منشور في حولية كلية أصول الدين -القاهرة- العدد الرابع - 1987م). 
- التراث والتجديد - مناقشات وردود (بحث منشور في حولية كلية الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية بجامعة قطر العدد الحادي عشر 1414هـ/1993م.
- أصول نظرية العلم عند الأشعري (بحث) القاهرة 1407هـ/1982م.
- مفهوم الحركة بين الفلسفة الإسلامية والفلسفة الماركسية (بحث).

ثالثًا: التحقيق: 

- تحقيق رسالة (صحيح أدلة النقل في ماهية العقل) لأبي البركات البغدادي، مع مقدمة باللغة الفرنسية، نشر بمجلة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة.

رابعًـا: الترجمـة 

- ترجمة المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، نشر بمجلة مركز بحوث السيرة والسنة، جامعة قطر، العدد الأول 1414هـ/1998م. 
- ترجمة كتاب: Osman Yahya, Histoire et classification de l'oeuvre d'Ibn Arabi من الفرنسية إلى العربية بعنوان: مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها، القاهرة 1413هـ/ 1992م. 
- ترجمة كتاب: Ptophetie et saintete dans la doctrine d'Ibn Arabi ,Chodkiewiez من الفرنسية إلى العربية بعنوان: الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين بن عربي، دار القبة الزرقاء للنشر، مراكش- المغرب، 1419هـ/1998م.


خامسًا: أبحاث المؤتمرات والندوات: 

- دراسات الفرنسيين عن ابن العربي. وهو بحث ألقي في المؤتمر الدولي الأول للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة 20 - 22 من أبريل سنة 1996م ونشر بكتاب للمؤتمر.
- نظرات في قضية تحريف القرآن المنسوبة للشيعة الإمامية (بحث ألقي بندوة كلية أصول الدين بالقاهرة في 1 من مايو سنة 1997م).
- ابن عربي في أروقة الجامعات المصرية. (بحث ألقي في المؤتمر الدولي عن ابن عربي في الفترة من 7 – 15 من مايو سنة 1997م بمدينة مراكش بالمغرب - ماثل للنشر الآن في مجلة آفاق المغربية (باللغة الفرنسية).
- الشيخ مصطفى عبد الرازق المفترى عليه. ( بحث ألقي في ندوة معهد العالم العربي LIMA بباريس عن التصوف في مصر من 22 – 29 من أبريل سنة 1998م). 
- ضـرورة التجديد ( بحث ألقي بالمؤتمر العالمي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة ) في الفترة من 31 من مايو – 3 من يونيو سنة 2001م. 


تقلده منصب الإفتاء ثم مشيخة الأزهر الشريف: 

==============
أصدر السيد الرئيس محمد حسني مبارك يوم الأحد 26 من ذي الحجة لعام 1422هـ الموافق 10/ 3/ 2002م قرارًا بتعيين الدكتور أحمد الطيب مفتيًا للديار المصرية.

وقد تولى فضيلته الإفتاء وعمره 56 عامًا، وظل في هذا المنصب حتى غرة شعبان لعام 1424هـ الموافق 27/9/ 2003م حيث صدر قرار بتعيين فضيلته رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف. وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالي (2835) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء المصرية.

وفي يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الثاني سنة 1431هـ الموافق 19 من مارس سنة 2010م أصدر السيد الرئيس محمد حسني مبارك القرار رقم 62 لعام 2010م بتعيين فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخًا للأزهر الشريف خلفًا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سلسلة شيوخ الأزهر الشريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأزهر الشريف تأسيسا وعلما ومقاومة للأجانب
» كفاح الأزهر من بونابرت إلى السيسي
» شيوخ أم حاخامات؟
» الأزهر يحذف عنوان «الجهاد» ويقصره على أولي الأمر
» حديث شيخ الأزهر عن ضرب الزوجات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: