منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  نهج البردة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: نهج البردة    نهج البردة Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 12:01 pm






ريـــم عـلــى الـقــاع بـيــن الــبــان والـعـلــم

أحــل سـفــك دمـــي فـــي الأشـهــر الـحــرم

رمــــى الـقـضــاء بـعـيـنــي جـــــؤذر أســـــدا

يـــا سـاكــن الـقــاع أدرك ســاكــن الأجــــم

لـــمـــا رنــــــا حـدثـتــنــي الــنــفــس قــائــلــة

يــا ويــح جنـبـك بالسـهـم المصـيـب رمــي
 
جحـدتـهـا وكـتـمــت الـسـهــم فــــي كــبــدي

جــــرح الأحــبــة عــنــدي غــيـــر ذي ألـــــم

رزقـت أسمـح مـا فـي الـنـاس مــن خـلـق
 
إذا رزقـــت الـتـمـاس الـعــذر فـــي الـشـيــم
 
يــــا لائــمــي فــــي هــــواه والــهــوى قــــدر

لـــو شـفــك الـوجــد لـــم تـعــذل ولـــم تــلــم

لـــقــــد أنــلــتـــك أذنـــــــا غــــيــــر واعــــيــــة

ورب مـنـتــصــت والــقــلــب فــــــي صـــمـــم

يــا نـاعـس الـطـرف لا ذقــت الـهـوى أبــدا

أسهـرت مضـنـاك فــي حـفـظ الـهـوى فـنـم

أفــديـــك إلــفـــا ولا آلـــــو الـخــيــال فــــــدى
 
أغـــــراك بـالـبـخــل مـــــن أغـــــراه بـالــكــرم

ســــرى فــصــادف جــرحــا دامــيـــا فــأســـا
 
ورب فــضـــل عـــلـــى الــعــشــاق لـلـحــلــم

مـــــن الـمــوائــس بـــانـــا بــالــربــى وقـــنـــا

الـلاعـبــات بــروحـــي الـسـافـحــات دمـــــي
 
الــســافــرات كــأمــثــال الـــبـــدور ضـــحـــى

يغـرن شمـس الضحـى بالحـلـي والعـصـم
 
الـــقـــاتـــلات بـــأجـــفـــان بــــهـــــا ســــقـــــم
 
ولـلـمــنــيــة أســــبـــــاب مـــــــــن الـــســـقـــم

الــعـــاثـــرات بــألـــبـــاب الــــرجــــال ومـــــــــا
 
أقـلــن مـــن عــثــرات الــــدل فــــي الــرســم
 
الـمـضـرمــات خـــــدودا أســفـــرت وجـــلـــت

عـــــن فـتــنــة تـســلــم الأكــبـــاد لــلــضــرم

الــحــامــلات لــــــواء الــحــســن مـخـتـلــفــا

أشـكــالــه وهـــــو فــــــرد غـــيـــر مـنـقــســم

مــــن كـــــل بـيــضــاء أو ســمـــراء زيـنــتــا

لـلـعـيـن والـحـســن فــــي الآرام كـالـعـصــم

يـرعــن للـبـصـر الـسـامـي ومــــن عــجــب

إذا أشــــــرن أســـــــرن الــلــيـــث بـالــغــنــم

وضـعــت خــــدي وقـسـمــت الــفــؤاد ربــــي

يـرتـعــن فــــي كــنــس مــنــه وفـــــي أكـــــم

يــــا بــنــت ذي الـلــبــد الـمـحـمــى جـانــبــه

ألـقـاك فــي الـغـاب أم ألـقـاك فـــي الأطـــم

مـــا كــنــت أعــلــم حــتــى عــــن مـسـكـنـه

أن الـمــنــى والـمـنـايــا مـــضـــرب الــخــيــم

مـن أنبـت الغصـن مــن صمصـامـة ذكــر

وأخـــــرج الــريـــم مـــــن ضـرغــامــة قـــــرم

بـيـنـي وبـيـنـك مـــن سـمــر الـقـنـا حــجــب

ومــثــلــهــا عــــفــــة عــــذريــــة الـــعـــصـــم

لـم أغـش مغـنـاك إلا فــي غـضـون كــرى

مــغــنـــاك أبـــعــــد لـلـمـشــتــاق مـــــــن إرم

يــــا نــفــس دنــيــاك تـخـفــى كــــل مـبـكـيـة

وإن بـــــدا لـــــك مـنــهــا حــســـن مـبـتـســم

فــضــي بـتـقــواك فــاهــا كـلـمــا ضـحــكــت

كـــمـــا يـــفـــض أذى الــرقــشــاء بــالــثـــرم

مـخـطـوبـة مــنــذ كــــان الــنــاس خـاطــبــة

مـــن أول الـدهــر لــــم تــرمــل ولــــم تــئــم

يـفـنـى الــزمــان ويـبـقــى مــــن إسـاءتـهــا

جـــــرح بـــــآدم يـبــكــي مـــنـــه فــــــي الأدم

لا تــحــفـــلـــي بــجــنـــاهـــا أو جــنــايــتــهـــا

الـمــوت بـالـزهــر مــثــل الــمــوت بـالـفـحـم

كــــــم نـــائـــم لا يـــراهـــا وهــــــي ســـاهـــرة

لــــــولا الأمـــانـــي والأحــــــلام لــــــم يـــنــــم

طـــــورا تــمـــدك فــــــي نــعــمــى وعــافــيــة

وتـــــارة فـــــي قــــــرار الـــبـــؤس والـــوصـــم

كــــم ضـلـلـتـك ومــــن تـحــجــب بـصـيـرتــه

إن يــلــق صــابــا يــــرد أو عـلـقـمـا يــســم

يــــــا ويــلــتــاه لـنـفــســي راعـــهـــا ودهــــــا

مـســودة الـصـحـف فـــي مبـيـضـة الـلـمــم

ركضـتـهـا فـــي مـريــع المعـصـيـات ومــــا

أخــــذت مــــن حـمـيــة الـطـاعــات لـلـتـخـم

هــامـــت عــلـــى أثـــــر الــلـــذات تـطـلـبـهــا

والنـفـس إن يدعـهـا داعـــي الـصـبـا تـهــم

صــــــلاح أمـــــــرك لـــلأخــــلاق مــرجــعـــه

فـــقــــوم الــنــفـــس بـــالأخــــلاق تـســتــقــم

والنـفـس مــن خـيـرهـا فـــي خـيــر عـافـيـة

والـنـفـس مـــن شـرهــا فـــي مـرتــع وخــــم

تـطـغــى إذا مـكــنــت مـــــن لـــــذة وهـــــوى

طـغـي الـجـيـاد إذا عـضــت عـلــى الـشـكـم

إن جـــل ذنـبــي عـــن الـغـفـران لـــي أمـــل

فــــي الله يجـعـلـنـي فــــي خــيــر مـعـتـصـم

ألـقــى رجــائــي إذا عــــز الـمـجـيـر عــلــى

مــفــرج الــكــرب فــــي الــداريـــن والـغــمــم

إذا خــفــضـــت جـــنــــاح الـــــــذل أســــألــــه

عـــز الشـفـاعـة لـــم أســـأل ســـوى أمــــم

وإن تـــــقـــــدم ذو تـــــقــــــوى بــصـــالـــحـــة

قـــدمــــت بـــيــــن يـــديــــه عـــبــــرة الـــنــــدم

لــزمـــت بـــــاب أمــيـــر الأنــبــيــاء ومــــــن

يــمــســـك بـمــفــتــاح بـــــــاب الله يــغــتــنــم

فــــكــــل فــــضــــل وإحــــســــان وعــــارفـــــة

مــــــا بـــيــــن مـســتــلــم مـــنــــه ومــلــتـــزم

عـلـقــت مــــن مــدحــه حــبــلا أعــــز بـــــه

فــــي يــــوم لا عــــز بـالأنـســاب والـلــحــم

يــــزري قـريـضــي زهــيـــرا حــيـــن أمــدحـــه

ولا يــقـــاس إلـــــى جـــــودي لـــــدى هـــــرم

مــحــمـــد صــــفــــوة الــــبــــاري ورحــمـــتـــه

وبـغــيــة الله مـــــن خــلـــق ومـــــن نــســـم

وصـاحـب الـحـوض يــوم الـرســل سـائـلـة

مـتــى الـــورود وجـبـريــل الأمــيــن ظــمــي

ســـنــــاؤه وســـنــــاه الــشــمـــس طــالـــعـــة

فـالـجـرم فـــي فـلــك والـضــوء فـــي عــلــم

قــــد أخــطــأ الـنــجــم مـــــا نــالـــت أبــوتـــه

مـــن ســـؤدد بــــاذخ فــــي مـظـهــر ســنــم

نـمــوا إلــيــه فــــزادوا فــــي الــــورى شــرفــا

ورب أصــــل لــفــرع فــــي الـفـخــار نــمــي

حـــــواه فـــــي سـبــحــات الـطــهــر قـبـلـهــم

نــــوران قــامــا مــقــام الـصــلــب والــرحـــم

لـــــمـــــا رآه بـــحـــيــــرا قـــــــــــال نـــعــــرفــــه

بــمــا حـفـظـنـا مــــن الأســمـــاء والـســيــم

سـائـل حـــراء وروح الـقــدس هـــل عـلـمـا

مـــصـــون ســــــر عــــــن الإدراك مـنـكــتــم

كـــــم جـيــئــة وذهــــــاب شـــرفـــت بــهــمــا

بـطـحـاء مـكــة فــــي الإصــبــاح والـغـســم

وحــــشــــة لابــــــــن عــــبــــد الله بـيـنــهــمــا

أشهـى مــن الأنــس بالأحـسـاب والحـشـم

يـسـامــر الــوحــي فـيــهــا قــبـــل مـهـبـطــه

ومــــن يـبـشــر بـسـيـمــى الـخــيــر يـتــســم

لمـا دعـا الصحـب يستسـقـون مــن ظـمـإ

فــاضــت يــــداه مـــــن الـتـسـنـيـم بـالـسـنــم

وظــلــلــتــه فــــصــــارت تــســتــظـــل بـــــــــه

غـــمـــامـــة جــذبــتــهـــا خــــيـــــرة الـــــديـــــم

مــــحــــبــــة لــــــرســـــــول الله أشــــربــــهـــــا

قـعــائــد الــديـــر والـرهــبــان فـــــي الـقــمــم

إن الـشـمــائــل إن رقـــــــت يـــكــــاد بـــهــــا

يــغــرى الــمـــاد ويــغـــرى كـــــل ذي نــســـم

ونـــــــودي اقــــــــرأ تــعـــالـــى الله قــائــلــهــا

لـــم تـتـصـل قـبــل مـــن قـيـلــت لــــه بــفــم

هـــــنـــــاك أذن لــلـــرحـــمـــن فـــامــــتــــلأت

أســمـــاع مــكـــة مـــــن قــدســيــة الــنــغــم

فـــلا تـســل عـــن قـريــش كـيــف حيـرتـهـا

وكــيــف نـفـرتـهـا فـــــي الـســهــل والـعــلــم

تـسـاءلـواعــن عـظــيــم قـــــد ألــــــم بـــهـــم

رمــــــى الـمـشــايــخ والـــولــــدان بـالــلــمــم

يـاجـاهـلـيـن عــلـــى الـــهـــادي ودعـــوتـــه

هـــل تجـهـلـون مــكــان الــصــادق الـعـلــم

لـقـبـتـمـوه أمــيـــن الـــقـــوم فــــــي صـــغـــر

ومــــــا الأمـــيـــن عـــلـــى قــــــول بـمـتــهــم

فـــــاق الــبـــدور وفـــــاق الأنـبــيــاء فــكـــم

بالخلـق والخلـق مـن حسـن ومــن عـظـم

جـــــاء الـنـبـيــون بـــالآيـــات فـانـصــرمــت

وجــئــتــنــا بــحــكــيـــم غــــيـــــر مـــنـــصـــرم

آيـــاتـــه كــلــمــا طـــــــال الـــمــــدى جـــــــدد

يــزيــنــهــن جــــــــلال الـــعـــتـــق والــــقـــــدم

يـــكـــاد فـــــــي لــفــظـــة مـــنــــه مــشــرفـــة

يـوصــيــك بـالــحــق والــتــقــوى وبــالــرحــم

يـا أفصـح الناطقـيـن الـضـاد قاطبة حـديـثك 

الــشـــهـــد عــــنــــد الــــذائــــق الـــفـــهـــم

حـلـيــت مــــن عــطــل جــيــد الـبـيــان بـــــه

فــــي كــــل مـنـتـثـر فــــي حــســن مـنـتـظـم

بـــكــــل قــــــــول كــــريــــم أنــــــــت قــائـــلـــه

تـحي الـقـلوب وتـحـي مـــيـــت الــهـــمـــم

ســـــــرت بــشــائـــر بــالــهـــادي ومـــولــــده

في الشرق والغرب مسرىالنور في الظلم

تخـطـفـت مــهــج الـطـاغـيـن مــــن عــــرب

وطــيــرت أنــفــس الـبـاغـيـن مــــن عــجـــم

ريـعـت لـهــا شـــرف الإيـــوان فانـصـدعـت

مــن صـدمـة الـحـق لا مــن صدمـةالـقـدم

أتــيــت والــنــاس فــوضــى لا تــمــر بــهـــم

إلا عــلــى صــنــم قــــد هــــام فــــي صــنــم

والأرض مـــمـــلـــوءة جـــــــــورا مـــســـخـــرة

لــكـــل طـاغــيــة فـــــي الــخــلــق مـحـتــكــم

مـسـيـطـرالـفـرس يــبــغـــي فـــــــي رعــيــتـــه

وقـيــصــرالــروم مــــــــن كــبـــرأصـــم عــــــــم

يـــعـــذبـــان عــــبـــــاد الله فـــــــــي شـــــبـــــه

ويــذبــحـــان كــــمــــا ضــحـــيـــت بــالــغــنــم

والــخــلــق يــفــتــك أقـــواهــــم بـأضـعـفــهــم

كـالـلـيــث بـالـبـهــم أو كـالــحــوت بـالـبــلــم

أســرى بـــــك الله لـــيـــلا إذ مــلائــكــه

والرسـل فـي المسجدالأقـصـى عـلـى قــدم

لــمـــا خـــطـــرت بــــــه الــتــفــوا بـسـيــدهــم

كـالـشـهـب بـالــبــدر أو كـالـجـنــد بـالـعـلــم

صــلـــى وراءك مـنــهــم كـــــل ذي خـــطـــر

ومــــــــن يــــفـــــز بــحــبــيـــب الله يـــأتـــمـــم

جـبــت الـسـمـاوات أو مـــا فـوقـهــن بــهــم

عـــــلـــــى مـــــنــــــورة دريـــــــــــة الـــلــــجــــم

ركــوبــة لــــك مــــن عــــز ومــــن شـــــرف

لا فـــي الـجـيـاد ولا فـــي الأيــنــق الــرســم

مـشـيــئــة الــخــالــق الـــبـــاري وصـنــعــتــه

وقـــــــدرة الله فــــــــوق الــــشــــك والــتـــهـــم

حــتـــى بـلــغــت ســمـــاء لا يــطـــار لـــهـــا

عــلــى جــنــاح ولا يـســعــى عــلـــى قـــــدم

وقــــيــــل كــــــــل نــــبــــي عــــنــــد رتـــبـــتـــه

ويـــــا مـحــمــد هـــــذا الـــعـــرش فـاسـتــلــم

خــطــطــت لــلــديــن والــدنــيــا عـلـومـهـمــا

يـــا قـــارئ الـلــوح بـــل يـــا لامـــس الـقـلـم

أحـــطـــت بـيـنـهـمــا بــالــســر وانـكــشــفــت

لــــك الـخـزائــن مــــن عــلــم ومــــن حــكــم

وضـاعـف الـقـرب مــا قـلــدت مـــن مـنــن

بــــلا عـــــداد ومـــــا طــوقـــت مـــــن نــعـــم

سـل عصبـة الشـرك حـول الغـار سائـمـة

لــــــولا مـــطـــاردة الـمـخــتــار لــــــم تـــســـم

هــــل أبــصــروا الأثـرالـوضــاء أم سـمـعــوا

هــمــس التـسـابـيـح والــقــرآن مــــن أمــــم

وهـــــل تـمــثــل نــســـج الـعـنـكـبـوت لـــهـــم

كـالـغــاب والـحـائـمـات والــزغــب كـالـرخــم

فـــــأدبـــــروا وجــــــــــوه الأرض تــلــعــنــهـــم

كـبــاطــل مـــــن جـــــلال الــحـــق مــنــهــزم

لـــــولا يـــــد الله بـالـجـاريــن مــــــا ســلــمــا

وعـيـنــه حــــول ركــــن الــديــن لــــم يــقـــم

تــــــواريـــــــا بــــجــــنـــــاح الله واســــتـــــتـــــرا

ومـــــــن يـــضــــم جـــنــــاح الله لا يــــضــــم

يـــا أحـمــد الـخـيـر لــــي جــــاه بتسـمـيـتـي

وكــيــف لا يـتـسـامـى بـالــرســول ســمـــي

الــمــادحـــون وأربـــــــاب الـــهــــوى تــــبــــع

لـصـاحــب الــبـــردة الـفـيـحــاء ذي الــقـــدم

مـديـحــه فــيـــك حـــــب خــالـــص وهـــــوى

وصـــادق الـحــب يـمـلــي صــــادق الـكـلــم

الله يــــشــــهــــد أنــــــــــــي لا أعــــــارضــــــه

مــن ذا يـعـارض صــوب الـعـارض الـعـرم

وإنــمـــا أنـــــا بــعـــض الـغـابـطـيـن ومــــــن

يــغـــبـــط ولــــيـــــك لا يــــذمـــــم ولا يــــلـــــم

هـــــذا مــقـــام مـــــن الـرحــمــن مـقـتــبــس

تـــرمــــي مـهــابــتــه ســحـــبـــان بــالــبــكــم

الـبــدر دونـــك فـــي حـســن وفـــي شـــرف

والـبـحـر دونــــك فــــي خــيــر وفــــي كــــرم

شـــــم الـجــبــال إذا طـاولـتـهــا انـخـفـضــت

والأنــجــم الــزهــر مـــــا واسـمـتـهــا تــســـم

والـلــيــث دونــــــك بـــأســـا عـــنـــد وثــبــتــه

إذا مشـيـت إلـــى شـاكــي الـســلاح كـمــي

تــهــفـــو إلـــيــــك وإن أدمــــيــــت حــبــتــهــا

فــــي الــحـــرب أفــئـــدة الأبــطـــال والـبــهــم

مــــحــــبـــــة الله ألــــقـــــاهـــــا وهـــيـــبــــتــــه

عـلــى ابــــن آمــنــة فــــي كــــل مـصـطــدم

كـــأن وجـهــك تـحــت الـنـقـع بــــدر دجــــى

يـــضــــيء مـلـتـثــمــا أو غـــيــــر مــلــتــثــم

بــــــــدر تــطـــلـــع فــــــــي بــــــــدر فــغـــرتـــه

كــغـــرة الـنــصــر تـجــلــو داجــــــي الــظــلــم

ذكـــــرت بـالـيـتــم فـــــي الــقـــرآن تــكــرمــة

وقـيـمــة الـلـؤلــؤ الـمـكـنـون فـــــي الـيــتــم

الله قــــســــم بــــيــــن الــــنــــاس رزقــــهـــــم

وأنــــــت خـــيـــرت فــــــي الأرزاق والــقــســم

إن قلـت فـي الأمـر لا أو قـلـت فـيـه نـعـم

فــخــيـــرة الله فـــــــي لا مــــنــــك أو نــــعــــم

أخـــوك عـيـســى دعــــا مـيـتــا فــقــام لــــه

وأنـــــت أحــيــيــت أجـــيـــالا مــــــن الـــزمـــم

والـجـهــل مــــوت فـــــإن أوتــيـــت مـعــجــزة

فابعـث مـن الجهـل أو فابعـث مـن الرجـم

قــالــوا غــــزوت ورســــل الله مـــــا بـعــثــوا

لــقــتـــل نـــفــــس ولاجـــــــاؤوا لــســفـــك دم

جـــهـــل وتـضـلــيــل أحــــــلام وسـفــســطــة

فـتـحــت بـالـسـيـف بــعــد الـفــتــح بـالـقـلــم

لـمــا أتـــى لــــك عــفــوا كــــل ذي حــســب

تــكــفـــل الــســيـــف بـالــجــهــال والــعـــمـــم

والــشــر إن تـلـقــه بـالـخـيـر ضــقــت بـــــه

ذرعـــــــا وإن تــلــقـــه بــالــشـــر يــنــحــســم

ســــل المسـيـحـيـة الــغــراء كـــــم شــربـــت

بـالـصـاب مـــن شــهــوات الـظـالــم الـغـلــم

طـــريـــدة الـــشـــرك يــؤذيــهــا ويـوســعــهــا

فـــي كــــل حــيــن قــتــالا ســاطــع الــحــدم

لــــــولا حـــمـــاة لـــهـــا هـــبـــوا لـنـصـرتــهــا

بالـسـيـف مـــا انتـفـعـت بـالـرفـق والــرحــم

لـــــولا مــكـــان لـعـيـســى عــنـــد مـرســلــه

وحــرمـــة وجــبـــت لــلـــروح فــــــي الـــقـــدم

لـسـمـر الـبــدن الـطـهـر الـشـريــف عــلــى

لـوحـيـن لـــم يـخــش مــؤذيــه ولــــم يــجــم

جــــل الـمـسـيــح وذاق الـصــلــب شـانــئــه

إن الــعــقــاب بـــقــــدر الـــذنــــب والـــجــــرم

أخــــــو الــنــبـــي وروح الله فـــــــي نـــتــــزل

فـــوق الـسـمـاء ودون الـعــرش مـحـتـتـرم

عـلـمـتـهـم كـــــل شـــــيء يـجـهـلــون بـــــه

حــتــى الـقـتــال ومــــا فــيــه مــــن الــذمـــم

دعــوتــهـــم لــجــهـــاد فــــيــــه ســــؤددهــــم

والــحــرب أس نــظــام الكـتـتـتـون والأمــــم

لـــــولاه لـــــم نـــــر لــلـــدولات فـــــي زمـــــن

مــا طــال مـــن عـمــد أو قـــر مـــن دهـــم

تـــلـــك الــشــواهــد تـــتــــرى كـــــــل آونـــــــة

في الأعصر الغر لا فـي الأعصـر الدهـم

بـالأمـس مـالـت عــروش واعتـلـت ســـرر

لــــولا الـقـذائــف لــــم تـثــلــم ولـــــم تــصـــم

أشــيــاع عـيـســى أعــــدوا كــــل قـاصــمــة

ولـــــم نــعـــد ســــــوى حــــــالات مـنـقــصــم

مهـمـا دعـيـت إلــى الهيـجـاء قـمــت لـهــا

تـــرمـــي بـــأســـد ويـــرمــــي الله بــالــرجـــم

عـــلـــى لـــوائـــك مــنــهـــم كـــــــل مـنــتــقــم

لله مــســتــقـــتـــل فــــــــــــي الله مــــعــــتــــزم

مــــســــبــــح لــــلــــقــــاء الله مــــضــــطـــــرم

شـوقــا عـلــى سـابــخ كـالـبـرق مـضـطـرم

لـوصــادف الــدهــر يـبـغــي نـقـلــة فــرمــى

بـعـزمــه فــــي رحــــال الــدهــر لـــــم يـــــرم

بـيـض مفالـيـل مــن فـعـل الـحــروب بـهــم

مـــــن أســيـــف الله لا الـهـنــديــة الـــخـــذم

كـــم فـــي الـتــراب إذا فـتـشـت عـــن رجـــل

مـن مـات بالعـهـد أو مــن مــات بالقـسـم

لـــولا مـواهــب فـــي بـعــض الأنــــام لــمــا

تــفــاوت الــنــاس فـــــي الأقـــــدار والـقــيــم

شـريــعــة لـــــك فـــجـــرت الــعــقــول بـــهـــا

عــــن زاخـــــر بـصــنــوف الـعــلــم مـلـتـطــم

يــلــوح حــــول ســنـــا الـتـوحـيــد جـوهــرهــا

كـالـحـلـي لـلـسـيـف أو كـالـوشــي لـلـعـلــم

غــــراء حــامــت عـلـيـهـا أنــفـــس ونــهـــى

ومـــن يـجــد سـلـسـلا مـــن حـكـمـة يــحــم

نـــور السـبـيـل يــســاس الـعـالـمـون بــهــا

تــكــفــلــت بــشـــبـــاب الــــدهــــر والــــهــــرم

يـجــري الـزمــان وأحـكــام الــزمــان عــلــى

حـكــم لـهــا نــافــذ فــــي الـخـلــق مـرتـســم

لـمــا اعـتـلـت دولــــة الإســــلام واتـسـعــت

مــشـــت مـمـالـكــه فـــــي نــورهـــا الـتــمــم

وعـــلـــمـــت أمـــــــــة بــالــقـــفـــر نـــــازلـــــة

رعــــي الـقـيـاصـر بــعــد الــشـــاء والـنــعــم

كـــم شـيــد المصـلـحـون العـامـلـون بــهــا

فـي الشـرق والـغـرب ملـكـا بــاذخ العـظـم

لـلـعـلـم والــعــدل والـتـمـديـن مــــا عــزمـــوا

مـــن الأمـــور ومـــا شــــدوا مــــن الــحــزم

ســرعـــان مـــــا فـتــحــوا الـدنــيــا لـمـلـتـهـم

وأنـهـلـوا الـنــاس مـــن سلسـالـهـا الـشـبـم

ســاروا عليـهـا هــداة الـنـاس فـهــي بـهــم

إلــــى الــفــلاح طــريـــق واضـــــح الـعــظــم

لا يــهــدم الــدهــر ركــنـــا شـــــاد عـدلــهــم

وحـــائـــط الــبــغــي إن تـلــمــســه يــنــهـــدم

نـالــوا الـسـعـادة فـــي الـداريــن واجتـمـعـوا

عــلــى عـمـيــم مــــن الــرضــوان مـقـتـسـم

دع عــنــك رومـــــا وآثـيــنــا ومـــــا حــوتـــا

كــــــل الـيـواقــيــت فــــــي بـــغـــداد والـــتـــوم

وخـــــــل كـــســــرى وإيـــوانــــا يـــــــدل بــــــــه

هــــــوى عـــلـــى أثــــــر الــنــيــران والأيـــــــم

واتــــرك رعـمـسـيـس إن الـمـلــك مـظــهــره

فـي نهضـة الـعـدل لا فــي نهـضـة الـهـرم

دار الــشــرائـــع رومـــــــا كــلــمـــا ذكـــــــرت

دار الــســـلام لــهـــا ألــقـــت يـــــد الــســلــم

مــــــا ضـارعـتــهــا بــيــانــا عـــنـــد مــلــتــأم

ولا حـكـتــهــا قـــضـــاء عـــنــــد مـخــتــصــم

ولا احـتــوت فــــي طــــراز مــــن قـيـاصـرهـا

عـــلـــى رشـــيــــد ومـــأمــــون ومـعــتــصــم

مـــــــن الـــذيــــن إذا ســــــــارت كـتـائــبــهــم

تـــصـــرفـــوا بــــحـــــدود الأرض والـــتـــخــــم

ويـجــلــســون إلــــــــى عــــلــــم ومــعـــرفـــة

فــــــلا يـــدانـــون فــــــي عـــقـــل ولا فـــهـــم

يـطــأطــئ الـعـلــمــاء الـــهـــام إن نــبــســوا

مـن هيـبـة العـلـم لا مــن هيـبـة iiالحـكـم

ويـمـطـرون فــمــا بــــالأرض مــــن مــحــل

ولا بـمـن بــات فـــوق الأرض مـــن عـــدم

خـــلائــــف الله جـــلــــوا عــــــــن مــــوازنــــة

فـــــلا تـقـيــســن أمــــــلاك الــــــورى بـــهـــم

مــــن فــــي الـبـريــة كـالــفــاروق مـعــدلــة

وكـابــن عـبــد الـعـزيـز الـخـاشـع الـحـشــم

وكـــالإمــــام إذا مـــــــا فـــــــض مــزدحــمـــا

بـمــدمــع فـــــي مــآقـــي الــقـــوم مــزدحـــم

الــزاخــر الــعــذب فــــي عــلـــم وفـــــي أدب

والناصـرالـنـدب فــــي حــــرب وفــــي ســلــم

أو كــابـــن عــفـــان والــقـــرآن فـــــي يـــــده

يحنـوعـلـيـه كــمــا تـحـنــو عــلـــى الـفــطــم

ويـــجـــمــــع الآي تــرتــيـــبـــا ويــنــظــمــهـــا

عــقــدا بـجــيــد الـلـيـالــي غــيـــر مـنـفـصــم

جـرحــان فـــي كـبــد الإســـلام مـــا الـتـأمـا

جــــرح الـشـهـيـد وجــــرح بـالـكـتـاب دمــــي

ومـــــــا بــــــــلاء أبــــــــي بــــكــــر بــمــتــهــم

بــعــد الـجــلائــل فـــــي الأفــعـــال والــخـــدم

بالـحـزم والـعـزم حــاط الـديـن فـــي مـحــن

أضــلـــت الـحــلــم مـــــن كــهـــل ومـحـتــلــم

وحــــدن بـالـراشــد الــفــاروق عــــن رشــــد

فـــي الـمــوت وهـــو يـقـيـن غـيــر مـنـبـهـم

يــــجـــــادل الــــقـــــوم مـــســـتـــلا مـــهـــنـــده

فــي أعـظـم الـرسـل قــدرا كـيــف لـــم يـــدم

لا تــعــذلــوه إذا طـــــــاف الـــذهــــول بـــــــه

مــات الحبـيـب فـضـل الـصـب عـــن رغـــم

يــــا رب صــــل وســلــم مــــا أردت عــلـــى

نــزيـــل عــرشـــك خــيـــر الــرســـل كــلــهــم

مـــحـــي الـلـيــالــي صـــــــلاة لا يـقـطـعــهــا

إلا بـــدمـــع مــــــن الإشـــفـــاق مـنــســجــم

مـسـبـحــا لـــــك جــنـــح الـلــيــل مـحـتــمــلا

ضــرا مـــن الـسـهـد أو ضـــرا مـــن الـــورم

رضـــيــــة نــفــســـه لا تـشــتــكــي ســـأمــــا

ومــا مــع الـحـب إن أخلـصـت مــن ســأم

وصــــــل ربــــــي عـــلـــى آل لــــــه نـــخــــب

جـعــلــت فـيــهــم لـــــواء الـبــيــت والــحـــرم

بـيــض الـوجــوه وجــــه الــدهــر ذو حــلــك

شـــم الأنـــوف وأنــــف الـحـادثــات حــمــى

وأهــــــد خـــيـــر صـــــــلاة مـــنــــك أربـــعــــة

فــي الـصـحـب صحبـتـهـم مـرعـيـة الـحــرم

الــراكــبــيــن إذا نــــــــادى الــنـــبـــي بــــهـــــم

مـاهــال مـــن جـلــل واش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البردة    نهج البردة Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 12:13 pm





قصيدة البردة للإمام البوصيري
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم
َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى مثل البهار على خديك والعنــــــــم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت من جهلها بنذير الشيب والهــــرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه إن الضرورة لا تعدو على العصــــم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم
فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ عليه والنهر ساهي العين من سـدم
وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي
كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ
والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلــــم
عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم
من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم
كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى
نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم
كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم
مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم
أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ
وما حوى الغار من خير ومن كــرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم
فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم
وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم
ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم
ولا التمست غنى الدارين من يــــده إلا استلمت الندى من خير مســـتلم
لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم
وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم
تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم
كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم
وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم
بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم
فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم
فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم
آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم
لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم
دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ
محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم
ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ
ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم
لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ
فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ
قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم
إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى أطفأت حر لظى من وردها الشــم
كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم
وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
يا خير من يمم العافون ســــــــاحته سعياً وفوق متون الأينق الرســــم
ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم
سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم
وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم
وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم في مركب كنت فيه صاحب العلــــم
حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم
خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم
كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم
فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم
وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا من العناية ركناً غير منهــــــــــدم
لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم
يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم
من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم من بعد غربتها موصولة الرحـــم
مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم والورد يمتاز بالسيما عن الســلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ
ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم
أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم
كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصـم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم
 
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم
إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم
أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم
فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم
ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم
فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم
ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ
 
يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه سواك عند حلول الحادث العمـــــم
ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا ومن علومك علم اللوح والقلـــــم
يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم
لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها تأتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ لديك واجعل حسابي غير منخــــرم
والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم
وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم
ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا وأطرب العيس حادي العيس بالنغم
ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم
والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم
وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم
أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ           فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البردة    نهج البردة Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 12:22 pm


قصيدة ( ولد الهدى )

لأمير الشعراء أحمد شوقي 

اقتباس :
وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ 

الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء 

والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء 

والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء 

يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا 

يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ

ذُعِرت عروش الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء 

نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء 

لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء

زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء 

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء 

وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء

وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء 

وإذا غضبت فإنما هي غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء 

وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء

وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ 

وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء 

وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء 

وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء

يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء 

الذكـر ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء

صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء 

حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء 

ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء 

الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=276876&d=1323666010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البردة    نهج البردة Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 12:32 pm


قصيدة حديث الروح ** للشاعر محمد إقبال
اقتباس :
حديث الروح للأرواح يسري ... وتدركه القلوب بلا عناءِ

هتفت به فطار بلا جناحٍ ... وشق انينه صدر الفضاءِ

ومعدنه ترابيٌ ولكن ... جرت في لفظة لغة السماءِ

لقد فاضت دموع العشق مني ... حديثا كان علوي النداءِ

فحلق في ربى الأفلاك حتى ... اهاج العالم الأعلى بكائي

تحاورت النجوم وكل صوتٍ .. بقرب العرش موصول الدعاءِ

وجاوبت المجرة عل طيفاً ... سرى بين الكواكب في خفاءِ

وقال البدر هذا قلب شاكٍ... يواصل شدوه عند المساءِ

ولم يعرف سوى رضوان صوتي ... وما أحراه عندي بالوفاءِ

امسيت في الماضي اعيش كأنما ..قطع الزمان طريق أمسي عن 

غدي..

والطير صادحةُ .. على افنانها ..تبكي الربى بأنينها المتجددِ

قد طال تسهيدي .. وطال نشيدها ومدامعي كالطل في الغصن الندي

فألى متى صمتي .. كأني زهرةٌ خرساء ..لم ترزق براعة منشدِ ..

قيثارتي .. مُلئت .. بأنات الجوى ..لا بد للمكبوت من فيضانِ ..

صعدت الى شفتي ..خواطر مهجتي ..ليبين عنها منطقي .. ولساني ..

أنا ماتعديت القناعة والرضا ..لكنما هي قصة الأشجان ..

يشكو لك اللهم قلبٌ لم يعش ..ألا لحمد علاك في الأكوانِ ..

من قام يهتف بأسم ذاتك قبلنا ..من كان يدعو الواحد القهارا ..

عبدوا الكواكب والنجوم جهالةً .. لم يخلقوا من هديها انوارا ..

هل أعلن التوحيد داعٍ قبلنا ..وهدى القلوب أليك والأنظارا ..

ندعو جهارا ... لا اله سوى الذي .. صنع الوجود وقدر الأقدارا ..

اذا الأيمان ضاع فلا أمان .. ولا دنيا لمن لم يحيِ دينا

ومن رضي الحياة بغير دينٍ .. فقد جَعل الفناء لها قرينا

وفي التوحيد للهمم اتحادٌ ... ولن تبنوا العلى متفرقينا

الم يبعث لأمتكم نبيُ ... يوحدكم على نهج الوئامِ

ومصحفكم ..وقبلتكم جميعا ... منار للأخوة والسلامِ

وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ .. الهٌ واحدٌ .. ربُ الأنامِ






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البردة    نهج البردة Emptyالسبت 09 نوفمبر 2013, 12:37 pm






ثورة الشك
عبدالله الفيصل 



أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي إليك خطى الشباب المطمئن
وقد كان الشباب لغير عود يولي عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي باحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رواه على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك أقضت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير من الشجن المورق لاتدعني
تعذب في لهيب الشك روحي وتشقي بالظنون وبالتمني
أجبني إذ سألتك هل صحيح حديث الناس خنت؟ألم تخني



 أم كلثوم قامت بتقديم القصيدة كمذيعة
بعد أن قرأتها فى لقاء إذاعى معها ومع أحمد رامى


http://www.sama3y.net/forum/attachment.php?attachmentid=313684&d=1360122240
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69984
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

 نهج البردة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهج البردة    نهج البردة Emptyالأربعاء 04 ديسمبر 2013, 8:57 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نهج البردة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نهج البردة
» نهج البردة - أحمد شوقي - بصوت فالح القضاع
» قصيدة البردة مكتوبة كاملة للإمام البوصيري وتفسيرها
» قصيدة البردة للإمام البوصيري
» قصيدة البردة مكتوبة كاملة للإمام البوصيري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: دواوين شعر-
انتقل الى: