منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Empty
مُساهمةموضوع: الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!   الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:30 pm

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!

معركة سومنات 'فتح الهند الأعظم' 

الزمان / 15 ذي القعدة 418 هجرية 

المكان / مدينة 'سومنات' نهر 'الجانح' الهند 

الموضوع / المسلمون بقيادة 'محمود بن سبكتكين' يفتحون بلاد 'الهند' 

مقدمة: 

مفكرة الإسلام : يعتبر دخول الإسلام إلى بلاد الهند الشاسعة أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية التي سطرها كبار المؤلفين والمؤرخين، والإسلام قد دخل بلاد الهند الضخمة والواسعة منذ القرن الأول الهجري، ولكنه ظل في بلاد السند بوابة الهند الغربية فترة طويلة من الزمان، حتى جاء العهد الذي اقتحم فيه الإسلام تلك البلاد الكبيرة المتشعبة الأفكار والعادات، والمبنية على نظام الطبقات، فاصطدم الإسلام ليس فقط مع القوة المادية والجيوش الحربية ولكنه اصطدم أيضا مع الأفكار الغربية والانحرافات الهائلة و الضلالات المظلمة لذلك فإن معركة الإسلام مع الكفر بأنواعه الكثيرة بالهند ظلت لمئات السنين، ومازالت قائمة حتى وقتنا الحاضر والذي نلمسه جلياً في المذابح والمجازر السنوية والموسمية التي يقوم بها عباد البقر من الهندوس ضد المسلمين، الذين تحولوا من قادة وحكام للبلاد إلى أقلية وذلك رغم ضخامة أعدادهم مقارنة بغيرهم من بلدان العالم 

الإسلام والهند

بلاد الهند قديماً قبل التقسيم الحالي كانت تشمل بجانب الهند كلا من [باكستان ، وأفغانستان، وبورما،] وغيرهم إلى حدود الصين، وكانت منقسمة إلى بلاد الهند وبلاد السند، لذلك فلقد عرفت عند الجغرافيين باسم 'شبه القارة الهندية' لضخامتها، ولقد دخل الإسلام إلى بلاد السند منذ الأيام الأولى للدولة الإسلامية، وبالتحديد سنة 15 هجرية في خلافة 'عمر بن الخطاب'عن طريق الحملات الاستكشافية التي قادها 'الحكم بن العاص' الذي وصل إلى ساحل الهند، وتواصلت الحملات الاستكشافية أيام أمير المؤمنين 'عثمان بن عفان' ولكنه رضي الله عنه رفض إرسال جيوش كبيرة خوفاً على المسلمين لبعد البلاد واتساعها .

ظل الأمر هكذا حتى صدر الدولة الأموية وعندما تولى 'زياد بن أبيه' العراق وما بعدها، فقرر أن يجعل سواحل الهند ولاية منفصلة سميت بالثغر، وتشمل المساحة التي تلي [سجستان وزابلستان وطخارستان 'أفغانستان الآن] وكان أول من تولاها رجل اسمه 'راشد بن عمرو' ومن يومها بدأت الحملات الجهادية القوية للفتح الإسلامي للهند، وبرز رجال في تلك الحملات : أمثال [عباد بن زياد وسعيد بن أسلم ومحمد بن هارون] وكلهم أكرمهم الله بالشهادة في ميادين الجهاد .

كان التحول الكبير في مسيرة الفتح الإسلامي للهند عندما تولى الشاب القائد 'محمد بن القاسم الثقفي' رحمه الله قيادة الحملات الجهادية بناحية السند، وحقق انتصارات هائلة بالقضاء على ملك السند 'داهر البرهمى' وفتح معظم بلاد 'السند' وضمها للدولة الإسلامية، وأزال عنها شعائر الشرك والكفر والبوذية والبرهمية، وذلك سنة 89 هجرية، ولكن 'محمد بن القاسم' ما لبث أن راح ضحية لمؤامرة دنيئة قامت بها 'صيتا ابنة داهر' حيث ادعت وافترت عليه كذباً أنه أغتصبها، وسجن 'ابن القاسم' ومات في سجنه، وحزن عليه أهل 'السند' حزناً شديداً، وبموته توقفت حركة الفتح الإسلامي للهند .

وبعد ذلك انتفض ملوك 'الهند' و'السند' وعادوا إلى عروشهم، فلما تولى الخليفة الراشد 'عمر بن عبد العزيز' كتب إلى ملوك 'السند' يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يظل كل ملك منهم مكانه، وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فأجابوه، ودخلت بلاد 'السند' كلها في الطاعة المسلمين، وأسلم أهلها وملوكها وتسموا بأسماء العرب، وبهذا أصبحت بلاد 'السند' بلاد إسلام، وقد اضطرب أمر 'السند' في أواخر أيام بنى أمية، ولكنها عادت إلى الطاعة والانتظام في أيام 'أبى جعفر المنصور' وفي أيامه افتتحت 'كشمير' ودخلت في دولة الإسلام، ولكن ظلت بلاد 'الهند' الغربية بعيدة عن الإسلام حتى ظهرت عدة دول محلية موالية للخلافة العباسية، ولكنها مستقلة إدارياً وسياسياً ومالياً ، ومن أعظم تلك الدول المحلية التي ساعدت على نشر الإسلام دولة الغزنويين وقائدها الفاتح الكبير 'محمود بن سبكتكين' .

الدولة الغزنوية 

اسمها مشتق من اسم عاصمتها وهى مدينة 'غزنة' الموجودة حالياً بأفغانستان وأصل هذه الدولة يرجع إلى القائد 'سبكتكين' الحاجب التركي الذي عمل في خدمة الأمير 'عبد الملك بن نوح السامانى' وترقى في المناصب وارتفعت به الأطوار حتى نال رضا أمراء 'السامانية' فعينوه والياً على 'خراسان' و'غزنة' و'بيشاور'، فكون نواة الدولة 'الغزنوية' وتفرغ لمحاربة أمراء وملوك 'الهند' وخاصة ملوك شمال 'الهند'، وأكبرهم الملك 'جيبال' الذي قاد ملوك وأمراء الشمال الهندي، واصطدم مع المسلمين بقيادة 'سبكتكين' سنة 369هجرية، وكان النصر حليفاً للمسلمين، فرسخ بذلك 'سبكتكين' الوجود الإسلامي وكذا أركان دولته الوليدة ببلاد 'الأفغان' و'طاجيكستان' .

وكل ما قام به 'سبكتكين' كان باسم 'السامانيين' وملوك ما وراء النهر، ولم يعلن استقلاله حتى وقتها، ثم قام بأداء أعظم مهمة لصالح الدولة 'السامانية' عندما قضى على قوة 'البوبهيين' الشيعة بنيسابور' سنة 383 هجرية، فقام الأمير 'نوح بن نصر السامانى' بتعين 'محمود بن سبكتكين' والياً على 'نيسابور'ن وبالتالي غدت الدولة 'الغزنوية' أوسع من الدولة 'السامانية' نفسها، ومات 'سبكتكين' سنة 388 هجرية، وخلفه ابنه 'محمود' لتدخل المنطقة عهداً جديداً من الفتوحات، لم تعرف مثله منذ أيام الخليفة 'الفاروق' .

الفاتح الكبير

لم يكد الأمر يستقر للقائد الجديد 'محمود بن سبكتكين' حتى بدأ نشاطاً جهادياً واسعاً أثبت أنه من أعاظم الفاتحين في تاريخ الإسلام، حتى قال المؤرخون أن فتوحه تعدل في المساحة فتوح الخليفة 'عمر بن الخطاب'، وقد اتبع سياسة جهادية في غاية الحكمة تقوم أساساً على تقوية وتثبيت الجبهة الداخلية عسكرياً وسياسياً وعقائدياً وهو الأهم فعمل على ما يلى :

1- القضاء على كل المذاهب والعقائد الضالة المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة مثل الاعتزال والتشيع والجمهية والقرامطة والباطنية ، والعمل على نشر عقيدة السلف الصالح بين لبلاد الواقعة تحت حكمه.

2- قضى على الدولة 'البويهية' الشيعية والتي كانت من عوامل التفرق والانحلال في الأمة الإسلامية كلها، حتى بلاغ بها الأمر في التفكير بالعودة للعصر 'الساسانى' الفارسى، واتخاذ ألقاب المجوس مثل 'شاهنشاه' وبالقضاء على تلك الدولة الرافضية قدم السلطان 'محمود' أعظم خدمة للإسلام .

3- أزال الدولة السامانية' التي بلغت حالة شديدة السوء من الضعف والانحلال أثرت بشدة على سير الحملات الجهادية والفتوحات على الجبهة الهندية .

4-أدخل بلاد الغور وسط 'أفغانستان' وهى مناطق صحراوية شاسعة في الإسلام، وأرسل إليهم معلمين ودعاة وقراء، وقضى على دولة 'القرامطة' الصغيرة بالملتان، وكان يقودها رجل اسمه 'أبو الفتوح داود' وأزال عن هذه البلاد العقائد الضالة والفرق المنحرفة مثل الباطنية والإسماعيلية 


5- أعلن خضوع دولته الضخمة وتبعيتها للخلافة العباسية ببغداد وخطب للخليفة العباسي 'القادر بالله' وتصدى لمحاولات وإغراءات الدولة الفاطمية للسيطرة على دولته، وقام بقتل داعية الفاطميين 'التاهرتى' الذي جاء للتبشير بالدعوة الفاطمية ببلاد 'محمود بن سبكتكين'، وأهدى بغلته إلى القاضي 'أبى منصور محمد بن محمد الأزدى' وقال 'كان يركبها رأس الملحدين، فليركبها رأس الموحدين' .

وهكذا ظل السلطان 'محمود بن سبكتكين' يرتب للبيت من الداخل ويقوى القاعدة إيمانياً وعقائدياً وعسكرياً، ويكون صفاً واحداً استعداداً لسلسلة الحملات الجهادية الواسعة لفتح بلاد 'الهند' .

فتوحات الهند الكبرى

بدأ السلطان محمود فتوحاته الكبيرة ببلاد 'الهند' من مركز قوة بعد أن ثبت الجبهة الداخلية لدولته، فقد كان يسيطر على سهول 'البنجاب' فكانت مداخل الجبال وممر خيبر الشهير في يده، وكذلك لم يكن هناك مناؤى أو معارض داخلي للسلطان 'محمود' يعيق حملاته الجهادية، والهضبة الإيرانية كلها تحت حكمه وسيطرته، لذلك البداية في غاية القوة .

بدأت الحملات الجهادية بحملة كبيرة على شمال 'الهند' سنة 392 هجرية، حيث انتصر السلطان 'محمود' على ملك الهند الكبير والعنيد 'جيبال' وجيوشه الجرارة، ووقع 'جيبال' في الأسر، فأطلقه السلطان 'محمود' لحكمه يعلمها الله ثم هو : وهى إذلاله نتيجة حروبه الطويلة ضد المسلمين منذ أيام والده السلطان 'سبكتكين'، وكان من عادة الهنود أنه إذا وقع منهم في أيدي المسلمين أسيراً لا تنعقد له بعدها رياسة، فلما رأى 'جيبال' ذلك حلق رأسه ثم أحرق نفسه بالنار، فاحترق بنار الدنيا قبل الآخرة.

غزا السلطان 'محمود' بعد ذلك أقاليم : 'ويهنده'، و'الملثان'، و'بهاتندة'، ثم حارب 'أناندابال'، وانتصر عليه، وأزال حكمه من شمال 'الهند' تماماً وقضى على سلطانه في 'البنجاب' وبعد ذلك مباشرة عمل على نشر الإسلام الصحيح في كل نواحى 'السند' إلى حوض 'البنجاب' .

تصدى السلطان 'محمود' لمحاولة أمراء شمال 'الهند' استعادة ما أخذ المسلمون، وانتصر عليهم في معركة هائلة سنة 398 هجرية، وفتح أحصن قلاع 'الهند' قلعة 'بيهيمنكر' على جبال 'الهملايا'، وأخضع مدينة 'ناردبين' أحصن وأقوى مدن إقليم 'الملتان' .

وفي سنة 408 هجرية فتح السلطان 'محمود' إقليم 'كشمير'، وحوله لبلد مسلم، وكان لهذا الفتح صدى بعيد نتج عنه دخول العديد من أمراء 'الهند' في الإسلام، وعبر السلطان 'محمود' بجيوشه نهر 'الكنج' أو 'الجانح' وهدم نحو عشرة آلاف معبد هندوسى، ثم هاجم أكبر مراكز 'البراهمة' في 'موجهاوان' وواصل تقدمه وهو يحطم أية قوة هندية تبرز له، ويحول المعابد الهندوسية إلى مساجد يعبد الله فيها وحده، وقد أخذ السلطان 'محمود' على عاتقه نشر الإسلام في بلاد الهند والقضاء على الوثنية فيها، وبلغ في فتوحاته إلى حيث لم تبلغه في الإسلام راية ولم تتل به قط سورة ولا آية .

فتح سومنات 

استمر السلطان 'محمود بن سبكتكين' في حملاته وفتوحاته لبلاد 'الهند' وكان كلما فتح بلداً أو هدم صنماً أو حطم معبداً قال الهنود : إن هذه الأصنام والبلاد قد سخط عليها الإله 'سومنات' ولو أنه راض عنها لأهلك من قصدها بسوء، ولم يعر السلطان 'محمود' الأمر اهتمامه حتى كثرت القالة، وأصبحت يقيناً عند الهنود، فسأل عن 'سومنات' هذا فقيل له : إنه أعظم أصنام وآلهة الهنود، ويعتقد الهنود فيه أن الأرواح إذا فارقت الأجساد اجتمعت إليه على عقيدة التناسخ فيعيدها فيمن شاء، وأن المد والجزر الذي عنده إنما هو عبادة البحر له .

يقع 'سومنات' على بعد مائتي فرسخ من مصب نهر 'الجانح' بإقليم 'الكوجرات' في غرب الهند، ولهذا الصنم وقف عشرة آلاف قرية، وعنده ألف كاهن لطقوس العبادة، وثلاثمائة رجل يحلقون رءوس ولحى زواره، وثلاثمائة رجل وخمسمائة امرأة يغنون ويرقصون على باب الصنم، وأما الصنم 'سومنات' نفسه فهو مبنى على ست وخمسين سارية من الصاج المصفح بالرصاص، و'سومنات' من حجر طوله خمسة أذرع، وليس له هيئة أو شكل بل هو ثلاث دوائر وذراعان .

عندما اطلع سلطان الإسلام السلطان 'محمود' على حقيقة الأمر عزم على غزوه وتحطيمهن وفتح معبده : ظناً منه أن 'الهند' إذا فقدوه ورأوا كذب ادعائهم الباطل دخلوا في الإسلام، فالسلطان 'محمود' لا يبغى من جهاده سوى خدمة ونشر الإسلام فاستخار الله عز وجل،وخرج بجيوشه ومن انضم إليه من المتطوعين والمجاهدين وذلك في 10 شعبان سنة 416 هجرية، واخترق صحارى وقفار مهلكة لا ماء فيها ولا ميرة، واصطدم بالعديد من الجيوش الهندية وهو في طريقه إلى 'سومنات'، مع العلم أنه أعلم الجميع بوجهته وهدفه، ليرى الهنود إن كان 'سومنات' سيدفع عن نفسه أو غيره شيئاً .

بلغ السلطان 'محمود' بجيوشه مدينة 'دبولواره' على بعد مرحلتين من 'سومنات'، وقد ثبت أهلها لقتال المسلمين ظناً منهم أن إلههم 'سومنات' يمنعهم ويدفع عنهم، فاستولى عليها المسلمون، وحطموها تماماً، وقتلوا جيشها بأكمله، وساروا حتى وصلوا إلى 'سومنات' يوم الخميس 15 ذي القعدة سنة 416 هجرية، فرأوا حصناً حصيناً على ساحل النهر، وأهله على الأسوار يتفرجون على المسلمين واثقين أن معبدوهم يقطع دابرهم ويهلكهم .

وفي يوم الجمعة 16 ذي القعدة وعند وقت الزوال كما هي عادة المسلمين الفاتحين زحف السلطان 'محمود' ومن معه من أبطال الإسلام، وقاتلوا الهنود بمنتهى الضراوة، بحيث إن الهنود صعقوا من هول الصدمة القتالية بعدما ظنوا أن إلههم الباطل سيمنعهم ويهلك عدوهم، ونصب المسلمون السلالم على أسوار المدينة وصعدوا عليها وأعلنوا كلمة التوحيد والتكبير وانحدروا كالسيل الجارف داخل المدينة، وحينئذ اشتد القتال جداً وتقدم جماعة من الهنود إلى معبدوهم 'سومنات' وعفروا وجوههم وسألوه النصر، واعتنقوه وبكوا، ثم خرجوا للقتال فقتلوا جميعاً وهكذا فريق تلو الآخر يدخل ثم يقتل وسبحانه من أضل هؤلاء حتى صاروا أضل من البهائم السوائم، قاتل الهنود على باب معبد الصنم 'سومنات' أشد ما يكون القتال، حتى راح منهم خمسون ألف قتيل، ولما شعروا أنهم سيفنون بالكلية ركبت البقية منهم مراكب في النهر وحاولوا الهرب، فأدركهم المسلمون فما نجا منهم أحد، وكان يوماً على الكافرين عسيراً، وأمر السلطان 'محمود' بهدم الصنم 'سومنات' وأخذ أحجاره وجعلها عتبة لجامع غزنة الكبير شكراً لله عز وجل .

أعظم مشاهد المعركة 

لهذا المشهد نرسله بصورة عاجلة لكل الطاعنين والمشككين في سماحة وعدالة الدين الإسلامي، وحقيقة الجهاد في سبيل الله وأن هذا الجهاد لم يرد به المسلمون أبداً الدنيا وزينتها، بل كان خالصاً لوجه الله، ولنشر دين الإسلام وإزاحة قوى الكفر وانطلاقاً من طريق الدعوة الإسلامية .

أثناء القتال الشرس حول صنم 'سومنات' رأى بعض عقلاء الهنود مدى إصرار المسلمين على هدم 'سومنات' وشراستهم في القتال حتى ولو قتلوا جميعاً عن بكرة أبيهم، فطلبوا الاجتماع مع السلطان 'محمود' ، وعرضوا عليهم أموالاً هائلة، وكنوزاً عظيمة في سبيل ترك 'سومنات' والرحيل عنه، ظناً منهم أن المسلمين ما جاءوا إلا لأجل الأموال والكنوز فجمع السلطان 'محمود' قادته، واستشارهم في ذلك، فأشاروا عليه بقبول الأموال للمجهود الضخم والأموال الطائلة التي أنفقت على تلك الحملة الجهادية، فبات السلطان 'محمود' طول ليلته يفكر ويستخير الله عز وجل، ولما أصبح قرر هدم الصنم 'سونمات'، وعدم قبول الأموال وقال كلمته الشهيرة {وإنى فكرت في الأمر الذي ذكر، فرأيت إذا نوديت يوم القيامة أين 'محمود' الذي كسر الصنم ؟ أحب إلى من أن يقال : الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا ؟ ! } 

وهكذا نرى هذا الطراز العظيم من القادة الربانيين الذين لم تشغلهم الدنيا عن الآخرة، ولا أموال الدنيا وكنوزها عن نشر رسالة الإسلام وخدمة الدعوة إليه، والذين ضربوا لنا أروع الأمثلة في بيان نصاعة وصفاء العقيدة الإسلامية، وأظهروا حقيقة الجهاد في سبيل الله وغاياته النبيلة .


المصادر: 

الكامل في التاريخ / التاريخ الإسلامي / تاريخ الخلفاء 

أطلس تاريخ الإسلام / البداية والنهاية / النجوم الزاهرة 

أيعيد التاريخ نفسه / سير أعلام النبلاء / فتوح البلدان 

وفيات الأعيان / موسوعة التاريخ الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!   الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:37 pm

محمود الغزنوي

محمود بن سبكتكين (971 - 1030) من الملوك الغزنويين وقد ارتفعت الدولة 

الغزنوية إلي الأوج في قليل من الزمن بفضل همة محمود وحسن قيادته. عرف محمود 

بالعديد من الألقاب من بينها بطل الإسلام وفاتح الهند ومحطم الأصنام ويمين أمير المؤمنين 

ويمين الدولة. استطاع محمود أن يغلب السامانيين على أمرهم وأن يغزو الهند ويهزم 

الهنود في اثنتي عشرة معركة في أربع وعشرين سنة وأن يزيد حدود مملكته التي ورثها 

حتى امتدت من بخارى وسمرقند إلى كوجرات وقنوج وشملت أفغانستان وما وراء النهر 

وسجستان وخراسان وطبرستان وكشمير وجزءاً كبيراً من الولايات الواقعة في الشمال 

الغربي من الهند. حتى إذا كانت سنة 1030 م (421 هـ) أدركته الوفاة وبعد ذلك 

بسبع سنين انتقل ملكه العريض فعلياً إلي أيدي السلاجقة. إلا أن دولته التي أسسها لم 

يقض عليها القضاء النهائي إلا في سنة 582 هـ عندما استولى الغوريون على آخر 

ممتلكاتها في الهند وأوقعوا بها الواقعة القاصمة.

إن محموداً الغزنوي كان نصيراً كبيراً للأدب والفنون. كان يعيش في عهده كثير من 

العلماء والشعراء، منهم: ابن سينا وأبو الريحان البيروني وأبو الفتح البستي والعسجدي 

والفردوسي والبيهقي والفرخي والمنوجهري والعنصري والكسائي والدقيقي والغضائري.
محتويات

* 1 وفاة سبكتكين واستيلاء محمود على الحكم
* 2 غزو نَيسابور
* 3 غزو خراسان
* 4 غزو سجستان
* 5 غزو المولتان
* 6 محاولة استيلاء إيلك الخان على خراسان
* 7 غزو بلاد الغور
* 8 غزو قصدار
* 9 غزو خوارزم
* 10 حربه مع بيدا
* 11 غزو سومنات
* 12 غزو الري
* 13 وفاته
* 14 شكله وصفاته
* 15 المصادر

وفاة سبكتكين واستيلاء محمود على الحكم

في سنة 387 هـ في شعبان توفي سبكتكين ونقل إلى غزنة ميتاً ودفن فيها بعد أن دام حكمه 

عشرين سنة، كان ابنه محمود أول من لقب بالسلطان، وقبل أن يموت سبكتكين كان قد 

أوصى بالملك لابنه إسماعيل وبعد أن مات بايع الجنود إسماعيل، ولما علم محمود الملقب 

يمين الدولة الذي كان في نيسابور بالخبر أرسل رسالة إلى إسماعيل يعزيه فيها على أبيه 

ويخبره أن أباه ما أوصى له بالحكم إلا لأنه قريب منه وهو بعيد، ويقول له أن الكبير أحق 

بالسلطة (لأنه كان أكبر من أخيه إسماعيل) وأخذ يطلب منه تسليم العرش له، ولكن أخاه 

الأصغر إسماعيل لم يكن موافقاً على أن يترك العرش لأخيه بهذه البساطة وأخذت تتردد 

الرسل بينهما ولكن لم يرض أحدٌ منهما برأي الآخر كان كلاهما يريد السلطة قبل أي شيء، 

وتسبب ذلك في نشوب حرب بين الأخوين فذهب محمود (يمين الدولة) إلى هراة تاركاً 

نيسابور عازماً على عزل أخيه من العرش والذي قد كان في غزنة، وفي هراة تقابل محمود 

(يمين الدولة) مع عمه "بُغراجق" فوافق عمه على مساعدته لإنهاء حكم أخيه 

إسماعيل، وبعد ذلك سار إلى "بُست" وهناك التقى بأخيه نصر والذي وافق أيضاً على 

مساعدته، وهكذا سار محمود إلى غزنة وبرفقته عمه وأخوه يساعدانه ولكن عندما علم 

إسماعيل الذي كان حينها في مدينة بلخ اتجه فوراً إلى غزنة وبدأ يجهز نفسه للمعركة، 

ولكن قبل توجه محمود إلى غزنة كان قد راسل أمراء الدولة وقد وعدوه بمساندته على 

الاستيلاء على الحكم، والتقى محمود بالنهاية مع إسماعيل عند غزنة واستمر القتال طويلاً 

ثم هزم إسماعيل في النهاية فهرب واختبأ في قلعة غزنة، فحاصره محمود وقال له أنه سوف 

يكرمه ولن يؤذيه إذا ترك القلعة فاستسلم إسماعيل ونزل فأحسن إليه محمود وأكرمه، ثم 

ذهب محمود إلى بلخ وأطاعه الأمراء، وقد كانت مدة حكم إسماعيل سبعة أشهر وهكذا 

أصبح محمود القائد العظيم حاكماً للدولة الغزنوية وقد أمضى محمودٌ عمره وهو يحارب في 

الهند ويفتح أقاليمها الواحد تلو الآخر.

غزو نَيسابور

لما انتهى محمود من أخيه عاد إلى بلخ، فوجد بكتوزون قد تولّى ملك خراسان، عندها أرسل 

محمود رسالة إلى الأمير المنصور بن نوح، ذكره فيها بطاعته له وطلب منه أن يعطيه 

خراسان فلم يقبل المنصور، فطلب محمودٌ نفس الطلب مرةً أخرى فلم يقبل المنصور، حينها 

تأكد محمودٌ من رفض المنصور توليته على خراسان، فسار إلى نيسابور والتي كان 

بكتوزون بداخلها، وعندما علم بكتوزون بسير محمودٍ إليه فرّ هارباً من نيسابور فاستولى 

عليها محمود، عندما علم المنصور باستيلاء محمود على نيسابور سار إليها، وعندما علم 

محمودٌ بذلك سار إلى مرو الروذ، ثم أخذ ينتظر ما سيفعله المنصور.
صورة لمجلس محمود حيث كان يجتمع مع النبلاء.

غزو خراسان

التقى المنصور وبكتوزون واتجهوا نحو مرو، ودخلوا في معركة مع محمود في جمادى 

الآخرة، وفي النهاية هزم بكتوزون والمنصور وانسحبا. ذهب عبد الملك وفائق إلى 

بخارى، وبكتوزون إلى نيسابور، وأبو القاسم بن سيمجور قستهان، فقرر محمودٌ أن يسير 

إلى أبو القاسم وبكتوزون، وأن يعجّل قبل أن يجتمعا مع بعضهما، فسار على طوس فهرب 

بكتوزون إلى نواحي جرجان، فأرسل محمود القائد أرسلان الجاذب لكي يقضي عليه، وذهب 

إلى جرجان فهرب بكتوزون إلى هَراة، فولّا محمودٌ أرسلان على طوس وسار إلى هَراة، 

وعندما علم بكتوزون بمسير محمود إليه ترك هَراة وتوجه إلى نيسابور واحتلها، عندها عاد 

محمود إليها فهرب بكتوزون إلى مرو ونهبها ثم ذهب واستقر ببخارى، كانت بخارى خارج 

حدود مملكة محمود فاستقر محمود في خراسان وترك بكتوزون، وأزال محمود الدولة 

السامانية وخطب في الدولة للخليفة العباسي القادر بالله. ولّى محمود على جيوش 

خراسان أخاه نصر، وقد دخلت معظم خراسان في طاعته دون حرب مثل: آل فريغون، 

أصحاب الجوزجان، والشار شاه.

غزو سجستان

كان سبب استيلاء محمود على سجستان هو أنه بعدما صالح خلف بن أحمد ملك سجستان 

عهد بالخلافة إلى ولده الطاهر في عام 393 هـ، بينما كرَّس هو وَقته للعبادة والعلم وقد كان 

عالماً ويحب العلماء، وقد كان يريد مِمَّا فعله أن يوهم محمود أنه ترك المُلك وأصبح يُكرِّسُ 

حياته للآخرة حتى لا يطمع محمودٌ بمَملكته. عندما أصبح طاهر هو الملك أصبَح عاقّاً 

لأبيه، وحاول أبوه الرِّفق به وملاطفته أملاً في تغيير الوضع، وبعد ذلك مرض واستدعى 

ولده "طاهر" لِيَقرأ عليه الوصية، وحينها حضر طاهر دون حرسٍ وكان قد نَسيً إساءته 

لأبيه، وحين وصل طاهر قبض عليه أبوه ووضعه في السجن إلى أن مات.

عندما سَمع جيش خلفٍ بالأمر عصوه وكرهوه، ونقلوا طاعتهم إلى محمود وخطبوا له في 

المنابر وأرسلوا رسائل إليه يطلبون منه فتح سجستان، وقد وافق محمود على الأمر فبدأ 

مسيرته إلى خلف الذي كان في حصن الطاق، وهو حصنٌ يحيط به خَندقٌ عريضٌ وعميق 

وراءه سبعة أسوار، وكان له جسرٌ قابلٌ للرفع رفعوه عند وصول محمود، وعندها أمر 

محمودٌ بِطَمر الخندق ليتمَكَّنوا من عبوره، وتَقدَّم جيش محمود مع الفيلة الكبيرة التي تَقدَّم 

أحدُها واقتلع باب الحصن بأنيابه، وأخذ رجال خلفٍ يتراجعون من سورٍ إلى سور، وحينها 

ارتعد خلفٌ وأرسل رسالةً إلى محمود يطلب فيها الأمان فوافق محمودٌ وأكرَمه واحترمه 

وأتاح له السَّكن في المكان الذي يريد، وحينها ذهب وسكن الجوزجان وأقام فيها أربع 

سنين. وقد وّصلت أخبارٌ إلى محمودٍ تقول أن خلف يراسل "إيلك الخان" ويغريه بغزو 

البلاد، فَنَقلهُ إلى جردين وراقبه حى مات سنة 399هـ وورث ابنه أبو حفص كلَّ أملاكه. 

وعندما فتح محمود سجستان اختار لها قنجى الحاجب أميراً وقد أحسن هذا الأمير إدارة 

البلاد، ولكن بعض الطوائف الفاسدة ثارت على محمود فسار إليهم وحاصرهم في حصن 

أراك وبدأت الحرب بينهم في شهر ذي الحجة من سنة 393هـ، وانتصر عليهم وألحق بهم 

شرَّ هزيمةٍ وطارد الهاربين منهم في البلاد.


غزو المولتان

سبب غزو محمود للمولتان هو أنّ ملكها أبا الفتوح ملحد وقد دعى شعبه إلى الإلحاد 

واستجابوا له، ولكن نهر سيحون لم يسمح له بالعبور إلى المولتان، فأرسل محمود رسالةً 

إلى إلى أندبال (وهو ملك دولةٍ تقع بين الدولة الغزنوية والمولتان) يطلب منه فيها الإذن 

بعبور بلاده إلى المولتان لكن أندبال لم يجبه، فقرَّر أن يجمع بين الغزوتين، وغزى محمودٌ 

بلاد أندبال ولاحقه من بلدٍ إلى بلدٍ حتى وصل إل حدودى كشمير. وعندما سمع أبو الفتوح 

بالأمر أدركَ أنه لا يستطيع الوقوف في وجه محمود وقتاله فأَرسل أمواله إلى سَرَنْديب (

جزيرة سريلانكا)، ثم وصل محمودٌ إلى المدينة فقاتله أهلها فحاصرهم حتى فتحوا له 

المدينة من تلقاء أنفسهم، ثم غَرَّمهم بعشرين ألف درهمٍ عقوبةً للعصيان.
محاولة استيلاء إيلك الخان على خراسان

بعد أن استقرّ ملك خراسان لمحمود وملك ما وراء النهر لإيلك الخان تصالحا واستقرَّت 

أمورهما، لكن إيلك الخان كتم كرهه لمحمود حتى ذهب إلى المولتان حين أرسل جيشه 

بقيادة سباشي تكين بينما اتجه أخوه جعفر تكين مع مجموعةٍ من الأمراء إلى بلخ. وكان 

ذلك في سنة 396 هـ. كان محمود قد وضع "أرسلان الجاذب" حاكماً لحين عودته 

وأوصاه أن ينسحب إلى غزنة في حال هاجمه أحد الجيوش، فذهب إلى غزنة حين وصل 

خبر جيوش إيلك الخان وحينها استولى سباشي تكين على هراة وأقام فيها وأرسل من يحتلُّ 

نيسابور.

في تلك الأثناء كان محمود قد خرج من الهند وفي طريقه إلى خراسان فأنفق الأموال على 

جيشه لتقويته وجاء ببعض المحاربين من قبائل الأتراك، وسار محمودٌ إلى بلخ والتي فيها 

جعفر أخ إيلك الخان واسترجعها ولكن جعفر هرب إلى ترمذ، وبعد ذلك أرسل محمود جيشه 

إلى هراة، فذهب سباشي إلى مرو لكي يعبر النهر هرباً من جيش محمود فقابله التركمان 

الغزية فهزمهم وقتل منهم الكثير ثمّ سار إلى أّبِيورد، وظلّ محمود يطاردهم حتى وصل 

سباشي إلى جرجان فأخرجه أهلها منها فعاد إلى خراسان وهناك قبض محمودٌ على أخيه 

وأسره ولكنه هرب.

وفي تلك الأثناء أرسل إيلك الخان أخاه جعفر إلى بلخ لكي يلهي محمود عن مطاردة 

سباشي، لكن محمود لم يكترث له وتابع مطاردته حتى هرب سباشي من خراسان، وحينها 

عاد محمود إلى بلخ وقاتل جعفر وهزمه شرّ هزيمة وسُلِّمت خراسان إليه.

كان إيلك الخان مصرّاً على الاستيلاء على خراسان ولذلك فقد راسل قدرخان بن بغراخان 

ملك الختن وقد كانت توجد قرابةٌ بينهما، ثم جاء قدرخان إلى إيلك الخان وعبرا معاً النهر 

إلى خراسان، وقد وصل خبر هجومهما إلى محمود وهو في طخارِستان فذهب على عجلٍ 

قبل وصولهما إلى بلخ، فبدأ يستعد للحرب وجمع الأتراك الغزِية والخلج والهند والأفغانية 

والغزنوية وذهب وعسكر في مكانٍ فسيحٍ جيّدٍ للحرب.

ووصل إيلك وقدرخان وتقاتلوا مع محمودٍ حتى الليل، واستمرّ القتال في اليوم التالي وأخذ 

محمودٌ يبتهل بالدعاء إلى الله للنصر في المعركة، ثم انتصر في المعركة وردّ إيلك الخان 

وهزمه شر هزيمة.

غزو بلاد الغور

كانت بلاد الغور تقع بجانب غزنة، وكان الغور يهاجمون القوافل ويقطعون الطرق ويسكنون 

في جبال عاليةٍ يحتمون فيها، فقرّر محمود في عام 401 هـ أن يسير إليهم وقد انطلق مع 

أهم أميرين في دولته وهما تونتاش حاجبه وملك هراة، وأرسلان الجاذب ملك طوس. في 

أثناء مسيرة الأميرين اعترضتهما بعض الجيوش فهاجموهم ونشبت معركة، وحين سمع 

محمودٌ بما حدث سار إليهما وهزم الأعداء فهربوا إلى ملك الغور المعروف بابن سوري في 

مدينته التي تدعى أهنركان، وأصبح مجموع المقاتلين في المدينة عشرة آلاف، ولكن محمود 

سار إليهم ونشبت معركة، وحين رأى محمودٌ الوضع أمر جيشه باستدراج الأعداء إلى 

منطقةٍ بعيدة، فبدى الأمر كأنه انسحاب ففرح الغور بالنصر واستمروا بالهجوم وملاحقة 

جيش محمود، وحينها حاصرهم محمودٌ وهاجمهم وقتل الكثير منهم وأسر معظمهم، وقد كان 

من ضمن الأسرى زعيمهم ابن سوري، وبعد ذلك فتح محمود المدينة، وحين رأى ابن 

سوري ما حصل لمدينته وله شرب سماً وانتحر.


غزو قصدار

كان محمود قد صالح ملك قصدار على مبلغٍ من المال يدفعه ملكها إلى محمود كل فترة، 

لكن عندما وجد ملك قُصدار بلاده محصّنة توقف عن دفع المال، بالإضافة إلى أنه كان قد 

تحالف مع إيلك الخان فقرّر محمود السير إليه، ولكن قبل أن يذهب محمود إليه حدثت 

مشكلةٌ بينه وبين إيلك الخان وتوقّف التحالف فسار محمود إليه على الفور في سنة 402 هـ، 

وترك غزنة في جمادى الأول وأعلن أنه ذاهبٌ إلى هراة للتمويه لكنه غير طريقه بسرعةٍ 

باتجاه قُصدار، وحاصر محمود قُصدار في الليل وطوّقها فاستسلم ملكها في الصباح عندما 

أدرك أن محمود قد وصل وحاصر بلاده، وأخذ محمود منه ما تراكم عليه من المال لكنه 

تركه حاكماً على قُصدار.

غزو خوارزم

في سنة 407 هـ طلب محمود من ملك خوارزم (والذي يدعى خوارزمشاه) أن يخطب له 

في بلاده، وعندما استشار خوارزمشاه الوزراء حذّروه من أن يخطب لمحمود وهددوه بقتله 

إن فعل ذلك، ثم تآمروا عليه وقتلوه ووضعوا واحداً من أولاده حاكماً ببلاد بدلاً منه، فسار 

يمين الدولة إلى خوارزم وحين اقترب محمود من خوارزم جمع قائد جيوشها ألب تكين 

البخاري جيوشه وذهب لقتال محمود، ثم انتصرت جيوش محمود وانسحب الخوارزميون 

وهرب ألب تكين البخاري في سفينة لينجو من محمود، ولكن حدث شجارٌ بينه وبين من هم 

على السفينة فقيدوه وسلّموه إلى محمود، وعندما جاؤوا إلى محمود قبض على جميع من كان 

في السفينة (وقد كان من بينهم وزراء خوارزم الذي رفضوا أن يخطبوا لمحمود) 

وصلبهم عند قبر خوارزمشاه، بينما أخذ بقية الآسرى من الجيش إلى غزنة وجندهم 

ووضعهم حاميةً في مدن الهند، ثم ولّى حاجبه الذي يدعى التونتاش على مقاطعة خوارزم.


حربه مع بيدا

عندما فتح محمود قنوج (وهي ولايةٌ هندية) هرب ملكها رآي قنوج (ورآي هو لقب 

الملك كالخليفة والقيصر) منه، وحينه أرسل إليه بيدا (وهو من أعظم الملوك الهنود 

ومملكته تسمى كجوراهة) يؤنّبه على تسليم بلاده للمسلمين والهرب منها، وفي النهاية 

اختَلَفي ودخلا في معركةٍ قُتل فيها قنوج ومعظم جنوده، ثم هزم بيدا معظم الملوك الهنود 

الآخرين الذين فرّوا من محمود ووضعهم تحت رحمته ووعدهم بإعادة بلادهم إليهم، فغضب 

محمودٌ وسار إلى بيدا وهزمه وغنم منه وعاد إلى غزنة.

ثم سار وعبر نهر كنك ثم تابع سيره، وحينها وصلت إليه أخبارٌ عن ملكٍ هنديِّ يسمّى 

تروجنبال، فسار إليه حتى التقيا على جانبي نهر من الأنهار فهزمه محمود، فطلب الأمان 

ولكن محمود لم يقبل بذلك إلا في حال أسلم تروجنبال فهرب إلى بيدا، ولكن أثناء طريقه إلى 

هناك قتله بعض الهنود ممّن رافقوه، وبعد ذلك أخذ الكثير من ملوك الهند يراسلون محمود 

ويُظهرون له الطاعة.

بعد ذلك سار محمودٌ إلى مدينة باري وغزاها ودمّرها، وسار مجدّداً يبحث عن "بيدا"، ثم 

لحقه بيدا والتقيا معاً في معركةٍ عظيمة قرب أحد الأنهار، وقد كان مع بيدا 55000 فارسٍ 

و185000 مقاتلٍ و750 فيل، واقتتلوا في المكان حتى الليل، ولكن في اليوم التالي وجد 

محمود أنّ جنود بيدا قد هربوا كلٌّ منهم في اتجاهٍ مختلفٍ وتفرّقوا في النطقة وقد تركوا 

الأموال والأسلحة، فغنمها محمودٌ ثم سار إلى جنود بيدا فقتل معظمهم لكن بيدا نجا بعد أن 

قُتلت جيوشه.


غزو سومنات

في سنة 416 هـ فتح محمود الكثير من الولايات الهندية والحصون والمدن، حتى وصل إلى 

الصنم المعروف بـ"سومنات"، وهو صنمٌ مقدسٌ عند الهنود يحجّون إليه في كل ليلةٍ فيها 

خسوف قمر، وقد وضع في حصنٍ على ساحل البحر، والمكان كله مليئ بالذهب والفضة 

والأشياء الثمينة، وقد كان يحملون إليه الماء كل يومٍ لغسله من نهر "كنك" الذي يبعد 

مئتي فرسخٍ عن التمثال، وكان الهنود يقولون كل ما فتح محمود فتحاً أن الصنم ساخطٌ عليهم 

وإلا لأهلك محمود، فرأى محمودٌ أن يحطّمه فقد ظن أنه إذا حطّم الصنم وأثبت للهنود خطأ 

ديانتهم فسوف يدخلون في الإسلام، واستخار محمودٌ الله ثم سار من غزنة بتاريخ 10 \ 

8 \ 416 هـ مع 30000 فارس، حتى وصل إلى الملتان في منتصف شهر رمضان 

حيث تزود بعشرين ألف جملٍ تحمل الماء والطعام، وقد كان في طريقه إلى الهند أرضٌ 

مقفرةٌ لا يوجد فيها ماءٌ أو بشرٌ أو مدن، ثم وصل في طريقه إلى بعض الحصون الهندية 

وتقاتل معهم حتى هزمهم وفتح حصونهم وحطم الأصنام وتابع طريقه، وقد كانوا قد حفروا 

آباراً داخل الحصون خشية أن يحاصروا في يومٍ من الأيام ولا يصل إليهم الطعام، فشرب 

محمود وجيشه منه وأخذوا بعضاً منه معهم ثم تابعوا المسير، وقد قرر محمود السير إلى "

أَنْهَلْوارة"، ولكنه عندما وصل إليها وجد أن حاكمها "بَهِيم قد هرب من المدينة وتركها 

فافتتحها محمودٌ وتابع سيره إلى سومنات.

في الطريق فتح عدة حصونٍ حتى وصل إلى صحراء، وهناك وجد عشرين ألف مقاتلٍ هندي 

لم يطيعوا الملك، فبعث إليهم سراياه فهزمتهم وعادت فتابع سيره حتى وصل إلى "

دبُولْوَارة"، وقد ظن سكانها أن سومنات سوف يساعدهم ويدعمهم فقاوموا محمود فهزمهم 

وفتح المدينة وغنم منها وتابع سيرها، وأخيراً وصل إلى سومنات في يوم الخميس في 

منتصف شهر ذي القعدة، وقد كان من فيها على الأسواء متجهزين لقتال المسلمين وواثقين 

من أن سومنات سوف يدعمهم ويساعدهم. في اليوم التالي (يوم الجمعة) بدأ القتال، 

وقد قاتل المسلمون بقوةٍ فترك الهنود السور وانسحبوا، فمدّ رجال محمودٍ السلالم وصعدوا 

السور، واستمرّ القتال حتى الليل، وفي اليوم التالي خرج المسلمون وأكملوا القتال، وتراجع 

الهنود إلى بيت الصنم "سومنات"، واستمر تراجعهم وقتل معظمهم فركب معظم من بقي 

في زوارق وحاولوا الهرب، ولكن المسلمين هاجموهم فمات وغرق معظمهم.

بعد ذلك حطّم محمود الصنم وعاد إلى غزنة، وقد كانت قيمة ما في المكان من جواهر وذهبٍ 

تزيد على العشرين مليون دينار، وعدد القتلى من الهنود يزيد عن خمسين ألف، وبينما كان 

محمود في سومنات وصل إليه أن "بهيم" ملك أَنْهَلْوَارة الذي كان قد هرب منها عندما 

وصلها محمود هو الآن في قلعة "كندهَة" وهي على إحدى جزيرة، وعندما وصل محمود 

إلى هناك وجد صيّادين فسألهما عن الإبحار في المكان، فقالا له أنه يمكن الإبحار لكن إن 

كان الهواء قويّا قليلاً فسوف تغرق الزوارق، فاستخار الله ثم انطلق مع جنوده إلى القلعة، 

ووصلوا دون أضرار لكنهم وجدوا أن بهيم قد هرب وأخلى القلعة فعادوا إلى البر، وحينها 

سار إلى المنصورة لأن ملكها (الذي وضعه هو) قد ارتد عن الإسلام، فوجده قد هرب 

فلاحقه وحاصره وقتل معظم من معه. ثم سار إلى غزنة ووصلها في شهر صفر من سنة 

417 هـ.
غزو الري

كانت الري من ضمن الدولة البويهية التي كان يحكمها مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه، 

وقد كان حاكماً فاسداً ولم يستطع إدارة الدولة جيداً ولذلك فقد كانت أمه تتولّى هذا الأمر، 

وعندما ماتت أمه وبدأت تتدهور الأوضاع في الدولة، حينها أخذ يراسل محمود ويخبره عن 

تدهور الأوضاع في الدولة ويستنجد فيه (وقد كان ذلك في سنة 420 هـ)، فأرسل محمود 

جيوشه إلى الرَّي، وحين وصل مجد الدولة إليهم قبضوا عليه وأخذوه أسيراً إلى غزنة (

بأوامرٍ من محمود)، وعندما قُبض على مجد الدولة سار محمود إلى الري ووصلها في ربيع 

الآخر من سنة 420 هـ، وقد أخذ من أملاك مجد الدولة مليون درهمٍ ومن الجواهر ما 

يساوي نصف مليون درهم.

حين وصل محمود جاء إلى مجد الدولة وقال له: أما قرأت شاهنامه (تاريخ الفرس)، 

وتاريخ الطبري؟ فقال: بلى. فقال له محمود: ما حالك حال من قرأها، أما لعبت 

الشطرنج؟ فقال: بلى. فقال محمود: فهل رأيتَ شاهاً يدخل على شاه؟ فقال: لا. 

فقال محمود: فما حملك على أن سلمت نفسك إلى من هو أقوى منك؟ بعد ذلك صلب 

حمود الكثير من الباطنية الذين كانوا مثل مجد الدولة وأحرق كتب الفلسفة والتنجيم، ثم سار 

إلى "منوجهر بن قابوس" والذي كان قد أفلت منه سابقاً، واستمرّ يلاحقه من مكانٍ إلى 

مكانٍ حتى مات، وحين وليَ ابنه أنوشروان، وقد أخذ منه محمود جزيةً نصف مليون دينار 

وأصبح يخطب لمحمود في معظم بلاد الجبل التي تمتد حتى أرمينيا، ووضع ابنه مسعود 

حاكماً للرَّيّ بينما توجه هو إلى أصبهان (التي يحكمها علاء الدولة) وفتحها ووضع لها 

حاكماً، ثم ثار أهلها وقتلوا حاكمها فعاد إليها وقتل من أهلها خمسة آلاف شخصٍ ووضع 

عليها حاكماً جديداً ثم عاد إلى الرَّي وأقام بها.


وفاته

توفي محمود بن سبكتكين أو "أبو القاسم" أو "يمين الدولة" في يوم 11 صفر سنة 

421 هـ، وقد كان مريضاً منذ سنتين وقد عرض في بعض الأحيان أن يَعتزل الإمارة بسبب 

مرضه، وف عندما كان على فراش الموت أوصى إلى ابنه محمد بالحكم ومات بعدها 

بقليلٍ.

شكله وصفاته

ُاشتهر محمودٌ بين الناس بأنه عاقلٌ وديِّنٌ وخيرٌ وعنده الكثير من العلم والمعرفة وكان يهتم 

بالعلماء ويستضيفهم، وكان عادلاً ويُحسن إلى رعيّته ويغزو ويُجاهد كثيراً، وكان من عيوبه 

القليلة جداً أنه يحاول الحصول على المال بأيَّة طريقةٍ ممكنة. أما شكله فقد كان حسن 

الوجه ذو عينين صغيرتين وشعرٍ أحمر.

المصادر

* الكامل في التاريخ لابن الأثير.
* تاريخ ابن خلدون.
* تاريخ الإسلام للذهبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!   الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:38 pm

آخر ملوك الهند المسلمين

من مجلة الحج 1372هـ بقلم الأستاذ عبد المنعم النمر .
نحن نعرف تلك المحاكمات الصورية التي كان الإنجليز يتخذونها وسيلة للانتقام من الشرفاء 

المدافعين عن بلادهم و كرامتهم . نعرف محاكمة الزعيم عرابي و إخوانه و نعرف 

محاكمة دنشواي و غيرها .. و إنني أسوق في هذا الحديث قصة محاكمة أخرى جرت 

في الهند لآخر ملك مسلم كان من سلالة الأسرة التيمورية التركية ( الكاتب يتابع الإنجليز 

في كذبتهم و يعتقد أنهم مغول و لكنني سأعدل الخطأ من مغول إلى أتراك ) التي سعدت 

الهند في ظلالها أكثر من ثلاثمائة سنة سجل التاريخ فيها أنصع صفحاته للملوك المسلمين 

.
((أبو ظفر سراج الدين محمد بهادر شاه)) و قرأت في مصدر آخر( أعلم الدين 

بهادر شاه )
هذا هو الملك السيئ الحظ كما تسميه كتب التاريخ الأوردية , كان من الشعراء المجيدين
( كما كان جده الأعلى بابر شاه ) و كنيته التي اختارها لنفسه ( أبو ظفر ) كان 

يوقع بها على قصائده فاشتهر بها بجوار اسمه .. تولى الملك في ظل النفوذ الإنجليزي 

سنة 1837م و ظل به حتى قامت الثورة و اختاره الثوار رئيسا لهم و لما انتهت الثورة 

بالإخفاق قبض عليه و على أولاده و حاشيته , و في طريقهم من مقبرة همايون التي كانوا 

قد فروا إليها قتل ضابط إنجليزي ثلاثة من أولاده , و كان ذلك عند إحدى البوابات التي 

في سور دهلي في ذلك الوقت و قد تهدم السور و لكن بقيت البوابة مشهورة باسم ( خوني 

دروازه ) أي بوابة الدم في نيودلهي للآن , حتى إذا وصلوا للقلعة و حان وقت تقديم 

الطعام للملك الأسير قدموا له رؤوس أبنائه في طبق على المائدة .
و قد اختاروا له حجرة ضيقة في قلعته و قصره الذي كان يحكم فيه , و اترك وصف 

محبسه هذا لأحد الكتاب الهنديين .. الأستاذ صابر .. حيث يقول في مقال له باللغة 

الأوردية نشر بجريدة الجمعية لسان حال جمعية العلماء في 6 أغسطس سنة 1957م :
كان بهادر شاه يستمر في محبسه بالحجرة الضيقة متربعا على سرير بسيط عليه تكية واحدة 

, و كان دائما مستغرقا في تفكيره , حتى لم يكن يحس بالإنجليز الذين كانوا يترددون 

على محبسه للاستهزاء و الشماتة و على بعد ثلاثة أقدام منه كان يوجد رئيس الحرس , و 

على باب الحجرة جنديان مسلمان , و قد جردوه في حجرته من كل شيء حتى الورق و 

القلم فاضطر مرة أن ينقش بعض خواطره الشعرية على الجدار و كان شاعرا مجيدا و هذه 

الأبيات تصور تفكيره و نفسيته في هذه الفترة العصيبة من حياته يقول فيها , ( أين 

القصر الذي أصبح الآن قفرا كان من قبل آهلا بالسكان , و المكان الذي استولى عليه 

ابن آوى كان عامرا بالإنسان , و القصر الذي لا نجد فيه الآن إلا الخزف و الحصى و 

التراب كان مملوءا بالجواهر و اليواقيت , إن أحوال العالم تتقلب دائما فأين كنت من قبل 

و أين أنا الآن ؟! إن الذي لا يذكر الله في رغد العيش أو في وقت الغضب و الطيش لا 

يعد من الآدميين ) .
و قد بدأت محاكمته في دهلي في 27 يناير سنة 1858م , و سيق كالمجرمين إلى ساحة 

المحكمة المؤلفة من الإنجليز .. ثم وجهوا إليه التهم الآتية :
1 – أنه تعاون مع آخرين في الثورة ضد الشركة مع أنه كان يتقاضى مرتبه منها , و 

كان يجب عليه أن يكون وفيا لها .
( كان الأمر قد انتهى بهذا الملك و بعض الذين سبقوه أن جردتهم الشركة الإنجليزية من 

كل نفوذ و تولت هي إدارة الشئون العامة باسمهم على أن يكون للملك مجرد الاسم و 

السلطة الروحية على الشعب فقط و لا دخل له في الحكم على أن تدفع له الشركة 

مخصصاته اللازمة له )
2 – أن ابنه ميرزا مغل تعاون مع آخرين ضد الشركة , مع أنهم كانوا من رعاياها 

ففي المدة بين مايو و أول أكتوبر سنة 1957م غدروا و أشاعوا أن بهادر شاه صار له 

الحكم في الهند و دبروا المؤامرات لقلب الحكومة الإنجليزية في الهند .
3 – حوالي 16 مايو أمر و شارك في قتل 49 من الإنجليز رجالا و نساء و أطفالا داخل 

القلعة كما حرص على قتل الإنجليز أينما كانوا .
و قد رد الملك على هذه التهم بنفيها جميعها و أنكر أنه قاد الثورة أو أمر بقتل الإنجليز و 

أعلن أنه كان مغلوبا على أمره و ليس بيده شيء ,
( من كتاب محاكمة بهادر شاه لخواجة نظامي ص 1 , 2 باللغة الأوردية )
و لا شك أنه كان لكبر سنه و ضعفه أثر كبير عليه أثناء محاكمته فقد كان عمره أثناء 

محاكمته 85 عاما و في هذه السن و هذه الشيخوخة لم يتورع الإنجليز بعد أن انتصروا و 

صارت كل السيطرة في أيديهم عن أن ينكلوا به و يقدموه للمحاكمة على هذه الصورة و قد 

استطاعوا أن يقدموا بعض الأدلة على دعواهم كما أنهم سخروا بعض حاشيته و خدمه 

للشهادة ضده و مع أنه من الثابت أن بهادر شاه حين تولى السلطة و أصبح في يده زمام 

الحكم الفعلي حين الثورة كان أول أمر أصدره أنه لا بد من المحافظة على أرواح الإنجليز 

المدنيين و أموالهم و أنه بعد هذا الأمر لم يحصل اعتداء ما على غير المحاربين من 

الإنجليز كما اعترف بذلك بعض كتابهم ,
كما جاء في العدد الخاص الذي أصدرته جريدة ( نئي دنيا ) أي الدنيا الجديدة في دهلي 

في 16 أغسطس 1957م بمناسبة عيد استقلال الهند .
أقول بالرغم من ذلك فإنهم استمروا في محاكمته و لم يطيقوا صبرا على وجود الملك بدون 

محاكمة و بدون حكم بعد أن خلعوه من عرشه ...
فحين انتهت جلسات المحاكمة التي طالب فيها المدعي العام بإعدامه , اتجه رأي الأغلبية 

من أعضائها و من كبار القواد في الهند إلى إعدامه , و لكن لورد كايننج الحاكم العام 

عارض هذا الرأي و رأى أن يستبدل الإعدام بالنفي , و تم له ما أراد من نفيه خارج الهند 

.. نعم .. و لم يطيقوا صبرا حتى على وضعه في أحد السجون بالهند !! .
و في الخميس 17 أكتوبر 1858م نفذ أمر النفي و رحل هو و أسرته و بعض أفراد حاشيته 

إلى رانقون عاصمة بورما و كان عدد المرحلين 35 فردا ,
ص 44 من كتاب دهلي كي سندا بالأوردية و معناه عقاب دهلي لخواجه حسن نظامي . و 

كان من المرحلين معه زوجه زينت محل و أولاده جوان بخت , كلثوم زماني بيكم , 

رونق زماني بيكم و ابن صغير هو جمشيد بخت . ( أسماء البنات تنتهي ببيكم و هو 

لقب التأنيث من بيك التركية على الأرجح )
و حينما نزلوا بهم في رانقون أركبوا الملك عربة مكشوفة للجماهير و كانت بورما تابعة 

لحكمهم أيضا و ساروا به إلى مقره في شارع كلكتا في أطراف المدينة و خصصوا له مكانا 

و لزوجته و أولاده مكانا بجانبه و وضعوا الجميع تحت حراسة مشددة ..
و في أول نوفمبر 1858م في عهد الملكة فكتوريا صدر قرار بنقل حكم الهند من الشركة 

إلى يد الحكومة البريطانية و تم تعيين أول حاكم عام من قبل الملكة و هو لورد كايننج و 

أصدرت الملكة بيانا بذلك و بخطتها في حكم الهند وجهته إلى الأمراء و الزعماء و الأمة 

الهندية .
و بذلك انتهى الحكم الإسلامي رسميا في الهند بعد أن استمر ثمانية قرون و نصف و ظل 

الإنجليز يحكمون الهند حتى خرجوا منها مكرهين سنة 1947م . و بودي أيها القارئ أن 

استصحب معك هذا الملك السيئ الحظ في منفاه لنر ما فعل الإنجليز معه في لحظاته 

الأخيرة , و أيضا بعد هذه اللحظات .
ظل في محبسه المنعزل حتى وافته المنية في عصر يوم الجمعة 14 جمادى الأولى 1279

هـ/ 7 نوفمبر 1862م و قد بلغ من العمر 89 سنة و كان عمره حين تولى العرش سنة 

1837م ستين سنة .
و هكذا انطفأت آخر ذبالة من مصباح الأسرة التيمورية التي حكمت الهند منذ أن فتحها بابر 

شاه سنة 932هـ 1526م .
مات في محبسه على سرير حقير و ما حوله أحد إلا زوجته زينت محل و ولداه و أخفى 

الإنجليز خبر وفاته , و بالغوا في إخفاء الخبر حتى دفنوه قريبا من محبسه و لم يحضر 

دفنه إلا طبيبه الخاص و حافظ محمد إبراهيم أستاذ ابنه جوان بخت حيث توليا تكفينه و 

تجهيزه و حفر قبره و دفناه , فكانا آخر من لازم الملك التركي حتى أسلماه إلى أمه 

الأرض .
و قد تولى الإنجليز حراسة قبره مدة طويلة و لم يكن للقبر أية علامة أو بناء عليه و لذا 

كادت تضيع معالمه بعد ما نبتت عليه الحشائش و داسته الخيل بحوافرها حيث كان ميدان 

التدريب بجانبه .. و ما كانت هناك علامة تدل على قبره إلا شجرة السدر القريبة التي 

ظلت في أذهان الناس تشير إلى مكانه , و ظل القبر مهملا مدة طويلة من الزمن لم يجرؤ 

أحد على التحدث عنه و إقامة مبنى عليه فقد كان الإنجليز يمنعون أي أحد من زيارته و 

يعملون على إضاعة معالمه حتى لا يتذكر الناس كلما تجمعوا حوله غدرهم و ظلمهم و 

بشاعة انتقامهم .
و لقد حاول بعض المسلمين المخلصين بعد سنة 1915م أن يقنعوا الحكومة الإنجليزية في 

بورما بإقامة مبنى أو سور حول القبر و لكن جهودهم كانت تذهب أدراج الرياح أمام تعنت 

الإنجليز و إصرارهم على محاربة قبر لم يعد يضم بعد هذه المدة إلا ترابا في الوقت الذي 

عنوا فيه ببناء مقبرة عظيمة على رماد أحد ملوك البراهمة الهندوس بالهند , و ظل الأمر 

كذلك حتى تألفت لجنة من المسلمين في بورما لجمع اكتتابات لبناء المقبرة و في سنة 

1932م ذهب وفد إلى ملك حيدر أباد في الهند يطلب مساعدته فرفض , و لعله راعى في 

رفضه عواطف سادته الإنجليز فذهب الوفد إلى بومباي و بيدهم خريطة هندسية لمشروع 

المبنى و لكنهم لم يظفروا إلا بأربعة آلاف روبية غطت مصاريف رحلتهم فقط و كان الناس 

يخشون الإنجليز و تعسفهم إن تبرعوا بشيء لهذا المشروع فرجع الوفد خائبا .. و لم 

تظفر مقبرة سلطان الهند من أهل الهند بشيء .. و لكن الجهود تضافرت بعد ذلك 

برئاسة الحاج داوود أحمد البورمي حتى تم بناء المقبرة سنة 1946. نعم سنة 1946م بعد 

نحو قرن من الزمان و الإنجليز يحاربون عظام القبر أو على الأصح ترابه !!
و المقبرة التي بنيت بعد نحو قرن عبارة عن سور في وسطه قبر الملك و زوجته زينت 

محل و بنته رونق زماني بيكم و بجانبه بيت من الخشب مغطى بالصاج لإقامة الزوار و على 

يمينه مسجد و بيت للطعام من الخشب بعد أن أصبح مزارا للناس من كل ناحية ..
و مما يجدر ذكره في هذا المقام أن القائد الهندوسي المشهور ( سبهاش تشندربوس ) 

الذي قام على رأس قوة ضد الإنجليز أثناء الحرب العالمية الثانية , ذهب إلى قبر ملك 

الهند السابق في سبتمبر سنة 1943م و أدى له التحية العسكرية تقديرا لموقفه الخالد في 

محاولته إخراج الإنجليز سنة 1857م و عاهد الله أمام قبره أن يظل مجاهدا ( لو قال 

مناضلا لكان أفضل ) حتى تتحرر الهند و يخرج الإنجليز و تتحقق أمنية الملك المظلوم 

الراقد بعيدا عن وطنه ... ثائر يحيي رفات ثائر ...
و قد أرسل إلي أحد الأصدقاء بعد أن زارني و عرف اشتغالي بوضع كتاب عن تاريخ الهند 

عددا مخصوصا من مجلة " دور جديد " الأوردية التي يصدرها في رانقون الأستاذ 

إبراهيم مظاهري بتاريخ 23 ديسمبر 1956م حوى الكثير من المعلومات عن الملك المظلوم 

و قد حلى غلافه بصور للمقبرة و ما كتب عليها :. أرى من المناسب تتميما للبحث أن 

أثبت هنا تلك الكلمات التي نقشت على واجهة المقبرة بعد أن تم بناؤها و ها هي ذي :
اليوم بتاريخ 7 نوفمبر 1862م – 14 جمادى الأولى 1279هـ يوم الجمعة صعدت الروح 

التي استقرت في بهادر شاه 89 سنة و ودعت جسده إلى الأبد , فغربت شمسه و فاضت 

كأس عمره , و احتضنت أرض رانقون آخر مصباح في الأسرة التيمورية , ولد في 

جهان أباد و لكنه عانى سكرات الموت بعيدا عن الوطن بآلاف الأميال على سرير بسيط 

حقير , و كانت حياته ربيعا حافلا بالخدم و الحشم و لكنه مات و ما حوله إلا ثلاثة : 

زوجته و ولداه , و قبل أن تغرب شمس النهار فاضت روحه بعد ما عرف العالم حالة 

أسرته المنكودة ؛ فاستقر الجوهر اللامع من دهلي في أرض رانقون فاعتبروا يا أولي 

الأبصار .
و تحت هذه العبارة المؤثرة كتب تاريخ وفاته في بيتين من الشعر الأوردي ترجمتهما :
في أربعة عشر من جمادى الأولى يوم الجمعة وقت العصر , كانت هذه اللحظة لحظة 

حاسمة في تاريخ الغربة و السجن , قال فيها ملك الموت لملك الهند و هو بعيد عن وطنه 

إن جنة الخلد هي وطنك يا ظفر يا غريب الوطن .
و قد توفيت زوجته في 17 يوليو 1886م أما ابنته المدفونة معه أيضا فقد توفيت في 21 

أبريل 1930م .
و تشتت الأسرة في بورما و لم يعد لها ذكر هناك أما في الهند فقد عنيت بالسؤال عن ذرية 

الأسرة المالكة التركية و لم يمض على زوال ملكها إلا مائة سنة ( وقت كتابة المقال ) 

فلم اهتد إلى أحد منها , و غاية ما علمته مما يتـناقله الناس , أن منهم بعض الخدم في 

البرلمان و غيره من الأمكنة .
و هكذا قضي على هذه الأسرة نهائيا بعد أن حكمت الهند ثلاثة قرون و نصف و أصبحت 

الهند لا تعرف أحدا من أعقاب هذه الأسرة التي خلدت أمجادا في الهند لا تزال موضع 

فخرها و عزها , لم يعد لها ذكر إلا في الآثار المجيدة النادرة التي خلفتها , و إلا في 

بطون الكتب و في أشعار جيدة تركها الملك الشاعر المظلوم و لا يزال كثير من عامة الناس 

و خواصهم يرددون في ألم و حسرة تلك الأبيات الحزينة التي فاضت بها شاعرية الملك 

الحزين يناجي بها رسول الله صل الله عليه و سلم و هو في وحدته الموحشة و إنني لا 

أستطيع أن أنقل للعربية تلك الأبيات بما هي عليه من روعة و موسيقى حزينة و مع ذلك فلا 

أحب أن أتركها دون أن أضعها أمام القراء فلعلهم يسكبون – كما سكبت – دمعات 

حزينة مع دموع هذا الملك الشاعر المظلوم , دمعات على ملك ذهب و ملك للمسلمين 

تولى :

(( يا رسول الله ... ما كانت لي أمنية إلا أن يكون بيتي في المدينة بجوارك
و لكنه أصبح في رنقون و بقيت أمنياتي مدفونة في صدري
يا رسول الله ... كانت أمنيتي أن أمرغ عيني في تراب أعتابك
و لكن ها أنا ذا أتمرغ في تراب رنقون
و بدلا من أشرب من ماء زمزم بقيت هنا أشرب الدموع الدامية ...
فهل تنجدني يا رسول الله.. ولم يبق من حياتي إلا عدة أيام". 

و كان أمر الله قدرا مقدورا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 69754
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!   الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:40 pm

الهند في عهد دول الخلافة المختلفة

دخول الإسلام الهند

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! 11438_image002عندما ظهر الإسلام أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك "ماليبار" في عام (7هـ = 628م) رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام, ويُرْوَى أن "تشيرمان برمال" ملك "كدنغلور" قد زار النبي صل الله عليه وسلم، كما وصلت إلى بلاد "ماليبار" جماعة من الدُّعاة المسلمين العرب، على رأسهم مالك بن دينار وشرف بن مالك، ونزلوا في مدينة "كدنغلور"، ثم جابوا جميع أنحاء كيرالا داعِينَ إلى الإسلام وبنوا العديد من المساجد[1].


ومع ازدياد الحركة التِّجاريَّة بين شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية في صدر الإسلام كان للتجار المسلمين الفضل في نشر الإسلام من خلال معاملاتهم بأمانة وصدق مع أهل هذه البلاد, حيث وَجَدَ الإسلام في الهند أرضًا خصبة سهلة، فأصبح في كل ميناء أو مدينة اتَّصل بها المسلمون جماعة اعتنقوا الإسلام، وأقاموا المساجد، وباشروا شعائرهم في حُرِّيَّة تامَّة لمَّا كان للمسلمين والعرب في ذلك الوقت من منزلة عند الحُكَّام باعتبارهم أكبر العوامل في رواج التجارة الهندية التي كانت تدرُّ على هؤلاء الحكام الدخل الوفير[2].

محاولات لفتح الهند في عهد الراشدين

وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدأ التفكير في فتح هذه البلاد ونشر الإسلام بين ربوعها، فيقول البلاذري: "ولَّى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عثمانَ بن أبي العاص الثقفي البحرين وعمان سنة 15هـ، فوجَّه أخاه الحكم بن أبي العاص إلى البحرين، ومضى إلى عمان، فأقطع جيشًا إلى "تانه"[3]، فلمَّا رجع الجيش كتب إلى عمر يُعْلِمُه ذلك، فكتب إليه عمر: يا أخا ثقيف، حملت دودًا على عود، وإني أحلف بالله أن لو أُصِيبُوا لأخذتُ من قومِكَ مثلهم. ووجَّه الحكمَ أيضًا إلى "بروص"[4] ووجَّه أخاه المغيرة بن أبي العاص إلى خَوْرِ الدَّيْبُل فظَفِر به[5]، ويبدو من كتاب عمر لعثمان بن أبي العاص أنه كان يخشى على المسلمين من ركوب المجازفة بركوب البحر, رغم حرصه الشديد على نشر الإسلام في كل بقاع الأرض.

وعندما تولَّى عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة, وولَّى عبدَ الله بن عامر بن كُرَيْزٍ على العراق كتب إليه يأمره أن يوجِّه إلى ثغر الهند مَن يَعْلَمُ عِلْمَهُ، وينصرف إليه بخبره، فوجَّه حُكَيْمَ بن جبلة الْعَبْدِيَّ، فلما رجع أوفده إلى عثمان، فسأله عن حال البلاد، فقال: يا أمير المؤمنين، قد عرفتها وخبرتها. فقال: فصِفْهَا لي قال: ماؤها وَشَلٌ[6]، وثمرها دَقَلٌ[7]، ولصُّها بطل، إن قلَّ الجيش فيها ضاعوا، وإن كثروا جاعوا. فقال له عثمان: أخابر أم ساجع؟ قال: بل خابر. فلم يَغْزُها أَحَدٌ.

وفي خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه توجَّه إلى ذلك الثغر الحارثُ بن مُرَّة العَبْدِيُّ متطوِّعًا بإذن عليٍّ، فظَفِر وأصاب مغنمًا وسبيًا، وقسم في يوم واحد ألف رأس[8].

أما في الخلافة الأموية فقد أرسل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما المهلَّب بن أبي صُفْرَة على رأس جيش عام 44هـ، فغزا منطقة السند, وقاتل قتالاً شديدًا[9].

وكانت كلُّ هذه المحاولات محاولات غير منتظمة، ذلك يرجع إلى انشغال الخلفاء الراشدين بمواجهة أقوى دولتين- في ذلك الوقت- وهما الدولة الفارسية والدولة البيزنطية.

فاتح السند

الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!! 11438_image003وبدأت المحاولات الفعلية لفتح الهند في خلافة عبد الملك بن مروان (65 - 86هـ)، بعدما ولَّى الحجاجَ بن يوسف الثقفي أمْرَ المشرق، فأرسل إلى السند "مُجَّاعَة بن سِعْرٍ التميمي" عاملاً على ثغر السند فاستطاع فتح بعض المناطق، ووافاه الأجل قبل مرور عام، وفي هذه الأثناء اختَطَف القراصنة الهنودُ بعضَ النساء المسلمات، فطلب الحجاج من ملك السند "داهر" تسليم هذه النساء، ولم يقدر " داهر" ملكُ الهند على استردادهن، وقد استغاثت إحداهن بالحجاج، فلبَّاها.

إلاَّ أن بعضًا من كتب التاريخ تتحدث عن سبب آخر؛ وهو أن جماعة من بني هاشم فرُّوا من ظلم الحجاج متَّجهين للسند، فأرسل إلى ملكها ليردَّهم، لكنه لم يظْفَر بما يريد، وأيًّا كان السبب فقد أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي بعض قوَّاده لهذه البلاد، لكنه فشل في مهمته، فوجَّه ابنَ أخيه محمد بن قاسم الثقفي سنة 92هـ، وقد أظهر مهارة فائقة في مواجهة العدُوِّ، فنزل بالدَّيْبُل[10]، وكان بها صنمًا كبيرًا فهدمه، وهزم عامل "داهر" ثم بنى بها مسجدًا، ثم تابع سيره فأخضع كلَّ البلاد التي تقع تحت سيطرة داهر، ثم خرج داهر لمواجهة الجيش المسلم، وانتهت المعركة بقتله، وبعدها اتَّجه محمد بجيشه نحو الشمال يريد "الرور"، فقاتله أهلها، لكنهم انهزموا في النهاية، فكانت هذه إيذانًا بانتشار الإسلام في الهند[11].

وانتهى دَوْرُ محمد بن القاسم في الهند حين تولَّى سليمان بن عبد الملك الخلافة سنة 96هـ عندما عزله واستدعاه.

الأمويون يواصلون الفتوحات

وفي خلافة عمر بن عبد العزيز (99 - 101هـ) انتهج نهجًا مغايِرًا في فتح الهند؛ فقد كتب لملوك السند يدعوهم إلى الإسلام على أن يُمَلِّكهم بلادهم، ولهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، وقد كانت سيرته بَلَغَتْهُم، فأسلم "جيشيه بن داهر"، وقد تَسَمَّى ملوك الهند المسلمين بأسماء العرب، وأُبْقِيَ ملوك السند المسلمين على بلادهم أيام عمر ويزيد بن عبد الملك[12].

ونشطت حركة الجهاد في عهد هشام بن عبد الملك (105 - 125هـ)، ومن ثَمَّ كان لها أثرها الإيجابي في توطيد الأوضاع في بلاد السند؛ فقد أرسل هشام بن عبد الملك، الجُنَيْد بن عبد الرحمن المري فقام بإخضاع إقليم السند والكَجَرَات بالطمأنينة والأمن وكان ذلك عام 107هـ، ثم عُيِّن خالد بن عبد الله القسري واليًا على بلاد الهند، فأحيا الجهاد في الهند، وقضى على الفتن، واستقرَّت الأوضاع بفضل سيرته الحسنة، وفي عام 122هـ تولَّى ولاية السند عمرو بن محمد بن القاسم، فكان من أعماله بِناء مدينة المنصورة لتكون حصنًا للمسلمين عند أي هجوم من الأعداء، وكانت لعمرو بن محمد بن القاسم أعمال حميدة، وتمتَّع بمحبة أهل السند لشهرة أبيه فاتح السند[13].

العباسيون يكملون مشوار الفتوحات

وفي بداية الخلافة العباسية تحمَّس الخلفاء لمواصلة الفتح الإسلامي للهند؛ إلا أنَّ هذا الاهتمام كان متفاوتًا من خليفة لآخر تَبَعًا لسيطرته على الدولة.

حيث أرسل السفاح (132 - 136هـ) إلى السند منصور بن جَهْوَر فملكها، ثم ثار فيها عليه، فبعث له موسى بن كعب[14] عام 134هـ، فأخذها منه وفرَّ منصور، واتَّجه إلى الصحراء فمات عطشًا، وبقي موسى بن كعب واليًا على السند حتى تُوُفِّيَ[15].

وعندما جاء المنصور (136 - 158هـ) إلى سُدَّة الحُكْمِ، اهتمَّ بالهند اهتمام أخيه السفاح، إلا أن عُيَيْنَة بن موسى بن كعب قد خلع الطاعة، فأرسل له أبو جعفر المنصور قوَّة بإمرة عمرو بن حفص بن أبي صُفْرَة، فتَمَكَّن عمرو من قهر عُيَيْنة، وتسلَّم ولاية السند والهند، حتى وُلِّي مكانه عام 157هـ هشام بن عمرو التغلبي[16] وتابع عمرو بن جمل الفتوح زمن الخليفة المنصور؛ فقد كان عمرو قائد الجيش الذي فتح "كشمير"، و"المُلْتَان"[17]، وأصبح عمرو بن جمل والي منطقة "نارند"، وكان المسلمون يهدمون الأصنام، ويبنون المساجد، ويُحْسِنون إلى الناس، وقد أحسَّ الناس بفضل الله عليهم مع قيام حكم المسلمين، ولقد استمرَّ حكم المسلمين للسند مدَّة واستقر أمرهم فيها.

وفي عام 174هـ بعث هارون الرشيد (170 - 193هـ) إسحاق بن سليمان الهاشمي فمات، فولَّى مكانه ابنه يوسفبن إسحاق، ثم عزله، وولى طيفور بن عبد الله بن المنصور الحميري، ثم جابر بن الأشعث الطائي، ثم ولَّى الرشيدُ على ثغر السند عام 184هـ بعد أن فشل الذين تولَّوْا هذه المهمَّة داود بن يزيد بن حاتم المهلبي فاستقام الأمر، وبقي حتى تُوُفِّيَ عام 205هـ، وفي عام 240هـ في عهد الخليفة المتوكَّل وثب على حكم السند عمر بن عبد العزيز الهَبَّاري، وأطاعه الناس فرَضِيَ عنه المتوكِّل، وأقرَّه[18].


[1] عدنان علي رضا النحوي: ملحمة الإسلام في الهند ص36 بتصرف.

[2] عبد المنعم النمر: السابق ص60، وملحمة الإسلام في الهند ص33-43.

[3] تانه: تقع شمال مدينة بومباي على بعد نحو 15 ميلاً، وتقع على بحر العرب.

[4] بروص: تقع شمال مدينة سورت بينها وبين نهر نريدا، وكانت ميناء قديمة، لكنها فقدت أهميتها مع الزمن.

[5] البلاذري: فتوح البلدان، 3/530.

[6] الوشل: القليل، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة وشل 11/725.

[7] الدقل: الرديء، انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة دقل 11/246.

[8] البلاذري: فتوح البلدان، 3/531.

[9] السابق نفس الصفحة.

[10] الديبل: مدينة بالقرب من كراتشي، لكنها اندثرت الآن.

[11] عبد المنعم النمر: تاريخ الإسلام في الهند ص73-75 بتصرف.

[12] ابن الأثير: الكامل في التاريخ2/386.

[13] السابق، 2/504-505.

[14] موسى بن كعب بن عيينة التميمي: من كبار قواد الدولة العباسية الذين رفعوا عمادها، وقد ولي الهند ومصر، وتوفي عام 141هـ.

[15] محمود شاكر: موسوعة التاريخ الإسلامي، 5/80، 81.

[16] السابق: 5/119 بتصرف.

[17] ملتان: مدينة باكستانية تقع في الجزء الجنوبي من محافظة البنجاب.

[18] السابق: 7/216 بتصرف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الفتح الأعظم.. كيف فتح المسلمون الهند؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معركة سومنات 'فتح الهند الأعظم'
» معركة سومنات .. فتح الهند الأعظم
» الكشف الأعظم!
» مسلمو الهويّة والإساءة للإسلام والرسول الأعظم
» الجزائر تفتتح "المسجد الأعظم" رسميا.. ما هي أكبر جوامع العالم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: