زملاء العمل.. الفصل بين الوظيفة والامور الشخصية لتجنب الخلافات

زملاء العمل.. الفصل بين الوظيفة والامور الشخصية لتجنب الخلافات

الدستور- ماجدة ابو طير
يمنح العمل واوقاته الطويلة، فرصة لبناء العلاقات بين الموظفين وعائلاتهم، فالموظف يقضي ما يقارب ثماني ساعات مع بعضهم البعض، لتصبح هذه الساعات ليست قائمة فقط على المشاركة فيما يتعلق بالاعمال والواجبات، بل ان هنالك مشاركة على صعيد الافكار والمشاعر والاراء، وقد تصبح التفاصيل العائلية جزءا من العلاقة العامة ويتم توطيد العلاقة الاجتماعية فيما بينهم، وهنالك فئة من الموظفين ترى بان بيئة العمل لا تصلح للعلاقات الاجتماعية وتفضل ان تكون هذه العلاقات القائمة قائمة فقط فيما يتصل بالعمل وشؤونه دون التعمق بالعلاقة الاجتماعية، وجهات النظر مختلفة بين الفئتين.
صعوبة الفصل
سلمى محمد وهي موظفة منذ ثلاث سنوات تبين انها منذ ان بدأت العمل في الشركة التي تعمل بها حالياً، والشركة التي بدأت العمل بها اول حياتها المهنية، انها لم تستطع الفصل بين العلاقات الاجتماعية والعلاقة المهنية، تقول البدور: من الممكن ان الفتيات اكثر اندماجاً مع رفاقهن بالعمل من الرجال، لان اغلب الفتيات لا يكتفين بالعلاقة المهنية بل انهم ينظمن زيارات لمنازل بعضهن البعض بالاضافة الى الرحلات المشتركة للترفيه عن النفس. لذلك من التلقائي ان تصبح كل فتاة تعرف عن الاخرى كل ما يتعلق باسرتها وتفاصيلها الصغيرة.
وتضيف سلمى: الفتيات دوماً لديهن حس الفضول لذلك يسعين بشكل كثيف ان يعرفن من هذه الفتاة التي تعمل معهن، وماذا لديها من خفايا لا يعرفنها، لذلك يصبح التعرف بشكل تدريجي وتصبح العلاقة قوية مع الايام لتصبح العلاقة ليست فقط على نطاق العمل بل ايضا على نطاق العائلة، انني افضل شخصياً الاندماج بزملائي بالعمل حتى لا اشعر بالوحدة واستمتع بعملي، واشعر ان بيئة عملي هي بيئة مكملة لحياتي.
الشعور بالغربة
يعد انعزال الموظفين اجتماعياً، قد يكون اقتراحا مفضلا عند الكثير من الموظفين، كونهم لا يريدون الاندماج مع زملاء العمل من ناحية اسرية واجتماعية، الا ان هذا الخيار بالمقابل له العديد من السلبيات التي تترتب على هذه العزلة، ومن الممكن ان تصبح هذه السلبيات تضغط عليهم نفسياً ولا يستطيعون الاندماج في بيئة العمل ومن الممكن ايضاً تركها، هذا ما ذكرته سعاد ابراهيم، تقول سعاد: «انني اعمل كمهندسة كمبيوتر منذ سبع سنوات، وفي بداية عملي نصحني والدي ان لا اتدخل بأحد وان اذهب فقط للعمل من اجل العمل، وبعد محاولتي هذه شعرت بشعور سلبي كوني اشعر ان من يحيطني من زملاء يعرفون معظم تفاصيل حياة كل شخص اخر، واصبحت اشعر بانني انا الوحيدة الغريبة بينهم، في البداية حاولت الا اخرج معهم لتمضية اوقات الفراغ، الا ان هذه العزلة تشعر الموظف بانه غريب بين مجموعة كبيرة».
وتضيف سعاد قائلة :» الانسان عندما يخضع لظرف سلبي وتوتر اعصابه امامه حلان: اما ان لا يحضر للعمل، او ان يذهب للعمل وان يظهر عليه بأنه غاضب ومستاء، وفي كلا الخيارين يحب ان يطمئن عليه من حوله، وان يسألوه سبب غضبه او غيابه او حتى فرحه، لان طبيعة الانسان يحب ان يشرك الاخرين بمشاعره، ومن هنا يصبح التداخل في نطاق العائلة مع نطاق العمل، وهو امر طبيعي، ولكن يحبذ ان لا يزيد عن حده حتى لا يكون ذلك على حساب المصلحة العامة للعمل».
لا وقت لدي
يختلف احمد مضر مع سلمى وسعاد، ويبين ان العمل مجهد جداً ولا وقت للعلاقات الاجتماعية الا العلاقات السطحية منها، لان كل الذي يعرفهم المصري في عمله هم مشغولون ايضاً، يقول احمد: «لا وقت لدي للعلاقات الاجتماعية لانني بطبيعة الحال لا اقوم بعلاقاتي الاجتماعية الاساسية تجاه عائلتي، فكيف لي ان التزم بهذه العلاقات ايضاً، استطيع ان اكوّن علاقات ولكنني افضل ان اتعرف إلى تفاصيل حياة الشخص الذي اعمل معه، فالهدف الاساسي الذي اسعى له والطرف الاخر الذي يسعى له هو تحقيق هدف معين خلال بيئة العمل، فكل منا مشغول باهدافه».
ويضيف احمد: «طبيعة عملي انني اسافر كثيراً، لذلك قد يكون هذا هو السبب الاساسي لتعرفي من اعمل معهم بشكل سطحي، فلا يوجد فترة زمنية كافية للتعرف إليهم، واعتقد ان دمج العمل بالاسرة سيجلب مشاكل وتعقيدات، لذلك افضل الفصل بينهم، ولي اصدقاء كثر من تخصصات مختلفة مختلفة عن تخصصي، لانني احبذ عندما ازور اصدقائي ان استمع لمعرفة ومعلومات لا اعرفها، بدلا من ان يكون الحوار القائم كله على تخصصنا، معرفة الاشخاص من مجالات العمل المختلفة والتعمق بهم افضل من معرفة اصحاب المهنة الواحدة».
الغيرة والتنافس تقيد العلاقة
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي :»الانسان بطبعه كائن اجتماعي ومن الصعب ان يتجرد عن طبيعته الاجتماعية، الا انه من الممكن ان يقيد المساحات الاجتماعية الواسعة، فكل انسان لديه نطاق محدد للعلاقات الاجتماعية، وهنالك من يعتبر ان العلاقات الاجتماعية يجب ان لا تكون مقيدة، الا ان رغبة الانسان في الاندماج بمن حوله هي رغبة اساسية حتى يستطيع ان يستمر بالعيش، الطبيعي ان يكون لدى الانسان رغبة في تكوين علاقات اجتماعية وهذا يعود لشخصية وطريقة تفكير كل انسان وطبيعة البيئة التي يعيش فيها».
وتضيف الحاج علي: «ان العلاقات الاجتماعية هي كل اتصال للإنسان بغيره، وهو يقوم بنشاطه اليومي، كعلاقة الجوار والتعليم والوظيفة وعلاقات البيع والشراء، والعلاقات الثقافية والفنية والرياضية وغيرها، وتتعدد بتعدد النشاط الإنساني واتساعه الذي يشمل كافة مناحي النشاطات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهي علاقات ثانوية قد تتحول الى اساسية، وفي كل المجالات السابقة يممكن ان يتشارك الموظفون في رغباتهم المشتركة، وقد لا تبنى العلاقة الاجتماعية بين الموظفين لعدة امور من بينها المنافسة والغيرة في الوظيفة، ولكن ينصح بأن تكون العلاقات الاجتماعية جيدة بين الموظفين حتى تكون بيئة العمل ايجابية ويصلوا الى اهدافهم بشكل مشترك».

» لماذا لا ينبغي أن تبحث عن شريك حياتك وسط زملاء العمل؟
» أطعمة لا تتناولها معا أبدا لتجنب هذه الأخطار
» توريث «الوظيفة العليا في الأردن»
» خطوات سريعة و بسيطة و مهمة لتجنب غيرة الأطفال
» أجهزة السلطة.. الوظيفة الأمنية بـ"سلم الرضى الإسرائيلي"